رواية سيطرة ناعمة لونا وماهر كاملة جميع الفصول

رواية سيطرة ناعمة لونا وماهر للكاتبة سوما العربي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية سيطرة ناعمة، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية سيطرة ناعمة لونا وماهر كاملة جميع الفصول

رواية سيطرة ناعمة من الفصل الاول للاخير بقلم سوما العربي

اااه كنتي وحشاني بشكل
بكرهك
همست بها لونا پقهر قبلما يقهقه عاليا ثم أكمل
وانا كمان بكرهك يا روحي
حاولت التملص من بين أحضانه لتخرج منها وتبتعد عنه فهمس
إثبتي بقا لسه فيكي حيل
فقالت پغضب مكبوت
سيييبني
تحولت ملامح وجهه على الفور للضيق والتجهم فحررها من بين ذراعيه كما أرادت لتلتف بسرعه وكأنها تبتعد عن ملقف للقمامة تستعد للذهاب للمرحاض فقال

رايحه فين
وقفت توليه ظهرها ولم تجيب فقال
رايحه تستحمي بسرعه عشان تشيلي اي أثر مني عليكي مش كده
اطبقت جفناها تبكي پقهر شديد فصړخ فيها
ليه كل مره أقرب منك تعملي كده ليه كل مره تبقى بالڠصب انتي مراتي وانا ليا حق فيكي وباخده
انت ايه الي جابك هو مش خطوبتك بكره
أظلمت عيناه وتعاقبت عليه مشاعر وئدها سريعا ثم اعتدل في جلسته وقال
ماكنتيش عايزه تشوفيني مش كده جيت اخدك عشان تحضري فرحي مش انا ابن خالك بردو
على اساس أنكم معترفين اني من عيلتكم اصلا ولا حد مهتم حضرت أو ماحضرتش ماحدش هياخد باله
رفع عيناه لها بصمت يطالعها يراقب جمالها عن كثب
لونا ابنة عمته صاحبة وجه الحوريه والعيون الواسعه البنيه وشعرها كذلك كانت تضوي كالنور جمالها متدلل متدلعمتغنج حتى لو كانت في أسوء حالتها حتى وان كانت بمزاج سيئانها تقتلتهتذبحه في كل مره يراها فيها يعلم انها ذات أثر وحضور يعمل لها الف حساب حتى لو كنت تكرهها
نفض كل تلك الأفكار عن عقله لابد من التماسك دوما
فهز كتفيه وقال بيرود
ولو شكليات تفتكري اهل خطيبتي هيقولوا ايه لما ما تحضريش خصوصا ام العروسه انتي عارفه هي مركزه معاكي أد ايه
مانا سيبت لها البلد كلها ومشيت اعمل ايه تاني
وقف عن الفراش يلتقط ملائه صغيره يواري بها سوئته ثم قال بحاجب مرفوع
انا وأنتي عارفين انتي سافرتي ليه ولا ناسيه
اهتزت شفتيها پغضب ثم همست
لأ مش ناسيه
صمتت لثواني ثم قالت
المفروض تطلقني انت خلاص هتخطب أهو
اغمض عيناه يخفي غضبه ثم قال
عايزاني أطلقك عشان تدوري هنا على حل شعرك مش كده
ابتلعت غصه مريره بحلقها فهي تدور معه بحلقه مفرغه لم ولن يغير فكرته عنها فقالت
لأ عايزه اخلصك من عاري وان اسمي يرتبط بأسم حد محترم وله وزنه زيك
ماحدش عارف انك مراتي غير عمك اللي جوزك ليا والشويه الي فاضلين عايشين من عيلة ابوكي مالكيش دعوة انتي بأعمامي وبطلي لعب بالكلام عشان انا قاريكي
بسس
قاطعها پغضب
مابسش انتي مش كنتي داخله تستحمي اتفضلي ادخلي ومش عايز كلام تاني
تحركت بكره وڠضب وتركته يرتمي على الفراش خلفه يضع كفيه على دماغه كأنه يسارع أصوات كثيرة متداخله تدور داخلها
وهي بالداخل تقف أسفل المياه تغسل جسدها بقوه شديدة ودموعها تختلط بالمياه الغزيرة المتدفقه عليها تعيد الغسل بقوه أكبر تمحو أثره من عليها ولكن عبثا تشعر بالنفور والڠضب تبا لما لا تتخلص منه لما
أرتدت روب الإستحمام بأهمال وخرجت من المرحاض تتقدم من الفراش تنتوي النوم هكذا لن تصحو لمده اطول تواجه فيه كابوسها "ماهر" "ماهر عزام الوراقي" ابن خالها هو أسوء كابوس أسوأ من عمها وما فعله بها هو الأسوء على الإطلاق
نامت على اخر مكان بطرف السرير وتكورت على نفسها تكتم صوت بكائها تخشى أن يسمعه لتشهق
حاولت التملص منه يظهر نفورها ليأمرها بحزم
بطلي حركه نامي
سكنت بأمر واحد ولم تتحرك لتمر تلك الليلة المريرة عليها ويذهب لحال سبيله تشغله عنها حياته التي كانت هي دوما خارجها ويتذكرها كل حين فتتنفس هي صبرت نفسها بهذا الامل كي تساعد حالها على الإطمئنان ولو مؤقتا حتى ټغرق في النوم وينتهي كابوسها معه لكنه لم يتركها بحالها وهمس
لونا
لم تجيب فقط صمتت وهو يعلم أنه لو تركها ينتظر جواب فسينتظر سنين هي مقطوع منها الامل لذا أكمل
نفسي ولو لموة تجيلي انتي نفسي في مرة بمزاجك
انت ناسي حكايتنا وناسي اتجوزنا أزاي
أغمض عيناه بحزن يتدفق لعقله ماحدث في وقت ماضي
قبل ثلاثة أشهر
كان يجلس باحد مقر شركات عائلته
انه ماهر عزام الوراقي صاحب الأربعه وثلاثون عاماطويل الجذع عظيم الجرم  شعره مصفف بعنايه ورائحة عطره القويه تملأ المكان كان يشع فخامه وكأن المال يتحدث
يتابع في إجتماع مغلق مع عمه و والده بعض المستجدات لاحد أهم مشاريعهم في الوقت الذي فصلهم دقات متعاليه على هاتف والده
نظر عزام للهاتف ثم اغلق الاتصال الذي عاود الدق من جديد فقال فاخر في ايه
لم يجيب ليعود الاتصال من جديد فينظر فاخر للهاتف ثم يعود بالنظر لأخيه ويقول
هو وصلك وكلمك!
ده راجل ۏسخ وابن كلب
استغرب ماهر مجريات الحديث فسأل
في ايه هو مين ده وماله بيكم
ليقول فاخر
ده راجل نصاب كان عايز يشتغلني انا وابوك بس احنا سکيناه على قفاه يالا نكمل شغل وسيبك منه
بتلك اللحظة انفتح الباب فانتفض ثلاثتهم بلهفه أثر ولوج رجل عجوز يتحرك بصعوبه فأسرع اليه ثلاثتهم يساعدونه على التحرك بينما قال ماهر
ايه الي نزل بس يا جدي
سعل الجد وقال بصوت متحشرج
قعدت البيت دي تقصف العمر مش عايزها عايز أشتغل
ثم نظر لابنه الكبير وقال
عملت إيه في الموضوع الي كلفتك بيه يا عزام
كور عزام قبضة يده ولم يجيب فهتف الوالد بصوت اعلى
عملت ايه يا عزام بقولك
ليلتف عزام وينظر لفاخر ثم نظر أثنتيهم پغضب لوالدهما وبعدها قال فاخر
انت لسه يا بابا بتدور ورا الفاجره دي
بنتي يا فخري مهما عملت هتفضل بنتي
بنتك هربت مع ابن النجار الي كان شغال عندنا من خمسه وعشرين سنه وجابت لنا العاړ
هتف الجد پغضب
اخرس ماتقولش كده على اختك
ليتدخل عزام
مايقولش ايه ماهي دي الحقيقه كنا هنستنى ايه من واحده امها دخلت بيتنا خدامه شغلت البيه وخلف منها بنت لما كبرت هربت
وقف الجد يقول پغضب
اخرس يا عزام بقولك الحكايه مش كده واختك كانت ضحيه طول عمرها
شدد عزام على حديثه وقال بينما يلتف حول والده ولم يرحب شيبته
ضحيه بنتك دي سليلة عار وعشان تتأكد خلفت بنت قادرة زيها وسمعتها زي الزفت في المنطقه اللي عايشه فيها ابوها سابهم وطفش ولا همه وعمها مش قادر عليها كل شويه يكلمني عشان اروح اخدها والمها
الټفت الاب وسأل بلهفه
بجد!
فرد عزام
لسه كان بيرن عليا قبل ما تدخل وكلم فاخر قبلها تلاقيها عملت عمله جديده وقرطتسته فبيكلمنا
طب هي فين! و رحيل بنتي فين! روح روح هاتها روح هاتها يا عزام
احمرت عينا عزام من الڠضب وقال
أجيب مين انت تحمد ربنا اني ماخنقتهاش بأيدي دول وخلصت العيله كلها من سمعتها الي زي الزفت
طب روح انت يا فاخر
ليرد فاخر پغضب
اروح فين واجيب مين اسمع يا بابا انا مستحيل اتقبل البت دي ولا ادخلها عيلتنا زي ما انت عايز انا حتى اخاڤ على بناتي منها واخاڤ كمان على سمعتهم دي عيله وسخه مش لاقيه الي يلمها ولا يربيها ولا انا هستغرب ليه ماهي جدتها الخدامه الي اتجوزت البيه عرفي
توسلهم الجد يقول
عشان خاطري ياولاد أدوها فرصه والله أنتوا فاهمين غلط عشان خاطر أبوك يا عزام تروح تجيبها
وخاطر امي الي ماعملتلوش اي حساب امي بنت الحسب والنسب الي جوازك منها رفعك ورقاك وحطك في حته تانيه خالص وفي الاخر رافقت عليها الخدامه وعيشتها مقهوره العمر كله عايزني اروح اجيب خلفتها تعيش قدامي ليل نهار ده لا يحصل ولا يكون
ثم تحرك عزام وترك لهم الغرفه غير مبالي بنداء والده الذي التف لفاخر وقال
طب روح انت يا فاخر عشان خاطر أبوك
مستحيل ادخل واخده زي دي على عيلتي والناس تعرفها انا عندي بنات يا بابا مستحيل اعمل كده مستحيل أقبلها مستحيل
ثم تحرك مغادرا كما فعل أخيه تاركا الاب يناديهما متوسلا
يا فاخر يا عزام بنت اختكم ياولاد
اهتز جسده بعجز فهرول ماهر بلهفه يسنده قائلا
سلامتك ياجدي
سندني يا ماهر سند جدك
ساعده ماهر كي يقترب من اول أريكه ويرتمي عليها قائلا
سلامتك يا جدي
اااه عايز سلامتي بحق يا ماهر
صمت ماهر وقد فطن القادم وبالفعل تحدث الجد
روح شوف بنت عمتك وهاتها لعندي انت الوحيد اللي تقدر تعمل كده انا قلبي مش مرتاح يابني كفايه ظلمت امها هظلمها هي كمان واتخلي عنها
بس ياجدي
ماتسمعش الي ابوك وعمك بيقولوه رحيل مظلومة رحيل هربت بعد ما ابوك وعمك كانوا عايزين يستغلوها وهي عايزه حاجة تانيه وانا ربنا يسامحني كنت مطاوعهم كانت المصلحه عمياني ماكنتش بشوف غير المصلحه والفلوس بس انا دلوقتي شوفت بعد ما شبعت فلوس لو بتحب جدك وخاېف عليا بحق روح وجيبها يا ماهرطول عمرك مش بيهمك ولا بتهاب حدمش هيهمك كلام ابوك وهتروح انا عارف
ياجدي دي
عشان خاطري يا ماهر ده انا محمد الوراقي عمري ماتحايلت على حد كده وبتحايل عليك
عجز ماهر امام توسلات جده فقال بعدم تقبل
حاضر يا جدي حاضر
هتوصلها ازاي
هحاول اغفل بابا واخد رقم عمها من موبايله شكله واقع وعايز يوصل لأي حد فينا
ربنا يباركلك يابني طب روح روح بسرعه يالا
دلوقتي
دلوقتي بالله عليك
خلاص يا جدي حاضر مش عايز أشوفك كده الله يخليك
حاضر بس تروح النهارده النهارده يا ماهر
حاضر النهارده والله
في احد مقار الشركات الكبرى جلست فتاة بديعة المحية ممتلئة القوام لها طله مميزه لكنها متوتره تفرك كفيها ببعض من شدة الارتباك وانتفضت منتبهه على صوت قوي من فتاة في سن مقارب لها تسأل بقوة
اشتغلتي فين قبل كده
أا بصراحه دي أول مرة أشتغل
نظرت الفتاة الأنيقة لزميلتها التي بادلتها النظرة بسأم وترفع ثم اتجهت أنظار كل منهما لتلك المهتزة التي تجلس أمامهما بتوتر و وجه شاحب
لترفع الفتاة ذات البذلة العمليه والشعر المصفف بعنايه حاجبها وتقول بترفع
نعم انتي جايه تهزري! مش عارفه شركة ايه دي الي مقدمة فيها والوظيفة ايه
انكفت "لونا" تفتح حقيبتها بتوتر وتلجلج من شدة الإرتباك والإحساس بالدونيه أمامهما وحاولت ان تسرع في اخراج رزمة من الأوراق تعرضها أمامهم في محاولة منها للفخر وتقول
أنا الرسومات دي بتاعتي انا الي عملاها انا شغلي حلو قوي في التصميم والجرافيك
نظرت كل فتاة للأوراق شزرا ثم عاودوا النظر لها لتلتقط إحداهن الاوراق منها وتلقيها بأحتقار على الطاوله الفاصلة بينهم ثم اكملت بإمتعاض
اتعلمتي التصميم والجرافيك فين
توترت لونا ثم جاوبت بأهتزاز
واحده جارتي علمتني
لاحظت تبادل الفتيات النظر لبعض بسخريه منها مضاف إليه الإستحقار والإستعلاء لتقول الأولى للثانيه
أنا مش عارفة موظفين الأتش أر الي بيدوا مواعيد للمتقدمين دول بيدوهم ويقبلوهم على أساس ايه!
لتوافقها الثانية الرأي وتقول مكملة
ناقص نروح نعملهم شغلهم كمان
لتعود الأولى والتي يبدو من فخامتها وثقتها انها المديرة لتسأل لونا
أنتي اصلا خريجة ايه
توترت لونا وتعرقت ثم قالت بصوت متحشرج من شدة شعورها بالدونية
لا أنا ماخلصتش ثانويه عامة عشان
ضحكت الفتاتان وقالت الأولى باحتقار
يعني معاكي إعداديه ههه مش متخيلة معاكي إعداديه وجايه تقدمي على وظيفة جرافيك ديزاين في شركه كبيره زي الوراقي بجد مش عارفة جبتي الثقه دي منين
تلجلجت لونا ثم قالت
طب بصي في التصاميم وهتعرفي اني
آه اه خلاص عرفنا انك جامده جدا هههههههه اتفضلي اتفضلي
ثم تجاهلتها وكأن رحيلها من عدمه لا يهمها ثم بدأت تتحدث مع زميلتها باحتقار وسخريه عن الوضع وأصوات ضحكاتهم عاليه لتقف لونا بهزال وتتحرك ناحية الباب وهي مستمعه لأصواتهم الواضحة كلها سخريه لاذعه عنها
وصلت لحيها تجر أزيال الخيبة والذل بعدما جرى معها هناك مرت على منزل صديقتها مقرره انها لن تفوت عليها لا تريد التحدث عن ماصار هناك
اغلقت باب شقتها عليها تحمد ربها انها لم تقابل في طريق الصعود عمها البغيض ولا زوجته ذات اللسان السليط و وقفت تتطلع لبيتها الجميل المؤثث بأثاث راقي جدا لكنه بات خاليا عليها منذ اختفاء والدها وهي لا تعلم اين هو فتلك القصه هي هم اخر لوحدها
أغلقت عيناها تطفئ كل الأصوات الصارخه داخل عقلها وذهبت لأخذ حمام دافئ يريحها ثم تخرخ من الفراش للنوم ربما نست ما جرى
وبعد عشرون دقيقة كامله خرجت من المرحاض تلف روب الأستحمام الأبيض السميك خلف جسمها وعلى رأسها المنشفه ثم ذهبت بإتجاه المبرد الضخم ذو البابين تفتحه لتواجه الحقيقة انها لا تملك طعام اليوم
اغلقت الباب پغضب فوالدها مختفي ولا تعرف بأي بنك أدخر أمواله وما تركه في المنزل قد لملمته وعاشت عليه طوال الأشهر المنصرمة حتى نفذ
ماذا ستأكل الان وكيف ستعيش
الټفت پخوف وهي تشعر بشيء وكأنه قد قڈف في الشرفه المفتوحه لتشهق بړعب وهي ترى رجل عريض وضحم الچثه يقترب منها في نفس اللحظة التي فتح فيها الباب لتجد عنها"انور" ومعه رجل أخر ېصرخ بأعلى صوت عنده
شووووفت شوفت يا ماهر بيه شوفت بعينك اهو اهو الڤاجرة بنت عمتك جايبه عشيقها للبيت
وبسرعة البرق قزح الرجل من الشرفه كما دلف وبقت هي متسعة العين مړعوپة تقف متفززه الجسد مقابل عمها سندها سترها وغطاها وذلك الرجل الغريب الذي يقف والشړ يتطاير من عينه ثم ھجم عليها يقبض على ذراعها ويلويه خلفها پغضب يسألها پغضب عاصف
مين ده انطقي ده كده الي بيتقال عليكي صح
انت الي مين وماسكني كده ليه سيبني
تقدم أنور يقول بأعين لامعه منتصرة
شوفت بنفسك اهو ياباشا ماحدش قالك خلاص حطيت صوابعي العشره في الشق منها ومن النهارده البت دي لا بنت اخويا ولا اعرفها تاخدوها ټحرقوها تغوروها تودوها في مصېبه ماليش فيه
تقدمت منه تهتف پشراسه
انت بتقول ايه انا مش متحركه من بيت ابويا انت فاكرها سايبه
بيت ابوكي ابوكي باع لي البيت ده كله بيع وشړا قبل ما يطفش متك ومن سمعتك الي زي الهباب
والله وفلوسه حولها لك بأسمك مكافأة ليك بالمره!
اه وابقي روحي أسأليه ده لو عرفتي توصلي له
لاخر مره هسألك بالحسنى يا عمي وديت ابويا فين
ابوكي هوب وطفش من سيرتك يا قادره
اقطع لسان اي حد يجيب سيرتي انا المنطقة كلها بتحلف بأخلاقي الدور والباقي على العواطلي الي اغتنى فجأه بعد ما ابويا فص ملح وداب
نجحت في استفزاز انور الذي رفع كفه پغضب ېصرخ فيها
لمي نفسك يا قليلة الادب يا معډومة الربايه
أستعدت لونا لتلقي صفعه قويه جديده فأغضمت عيناها پخوف شديد لتفتحهم مجددا بدهشه على صوت ماهر القوي
انت هتمد إيدك عليها وانا واقف
مش سامع قلة أدبها البت دي مش هتقعد هنا يعني مش هتقعد هنا يا تاخدها معاك دلوقتي يا انا هتصرف
هتعمل ايه يعني
هجوزها بقا
صړخت لونا بړعب
عايز يجوزني راجل اصغر من ابويا بكام سنه
اهو راجل يسترك ولا انتي عشان عايزه تفضلي سايبه
على نفسك انا الي عندي قولته وانتي عارفه بقا
نظر لها نظره متوعده علمت من خلالها ان من قفز للبيت منذ دقائق كان باتفاق معه لما لا وقد فعلها مسبقا بل ألف قصص دار بها على كل سكان الحي حتى صدقوه وباتت بنظرهم فتاه لعوب مقطوع منها الامل وبدأت العلاقات بالجيران تتقطع معها حتى توقف الجميع عن محادثتها وباتت بنظر الكل "شمال" بفضل عمها
لذا علمت أن ماحدث قد يتكرر وربما بصورة أبشع أو ان تتزوج من رجل عجوز غني يملئ جيب عمها حتى العمل رفضت منه
ماذا تفعل وإلى أين تذهب
لترفع عيناها على صوت ماهر الذي قال
خلاص سيبها هاخدها جدها عايزها
بعد دقائق في سيارة ماهر كانت تجلس بتوتر بات مرافقها الوحيد ولاحظت توقق السياره فمدت يدها تفتحها لكن أوقفها يقول
ياريت تكوني عاقله وبلاش مشاكل كلهم مش طايقينك وسمعتك الهايله واصله لعندهم سامعه
كظمت عيظها مضطره على بلع وتقبل الإهانه وهزت رأسها بإذعان تستعد للدخول عند أل وراقي فكيف سيكون إستقبالهم لها وماهو القادم وكيف أختفى والدها سنرى
يتبع
هل يعيشون بقصر الرئاسة !!!!!
كان أول سؤال صړخ بع عقل لونا وهي تطالع ذلك البيت الواسع الكبير الملتف بحديقه كبيره واسعه يتوسطها أكثر من حمام سباحه ومرأب للسيارات صف بها ماهر سيارته الرولز رايس.
طالعتها متأمله بإبتسامة حزينه وعقبت
عربيتك حلوه قوي
كانت تتحدث بعذوبه وهدوء ليرمقها من اسفل لأعلى يإزدراء ثم قال

خليكي في حالك
فتحت فهما وشحب لونها بعد إحراجه وكبسه لها لو ضربها لكان أقل هوانا هي كانت تحدثه بحلاوة وعذوبه معتقده أنهم أقارب.
لكنه أيقظها من أحلامها الساذجه حيت حدثها بتجهم وسار أمامها يتقدم يريها الطريق نحو الداخل وهي خلفه.
تتبعته بصمت تام لا جرئة لديها على الحديث بعد ما رأته تهز رأسه وتسب نفسها بأقذر انواع السباب فدوما سذاجتها تقودها نحو الإهانه كيف نست علاقتها بهم وكيف نست ما قصته لها والدتها عن شقيقيها وأسرتهاههه ماذا كانت تنتظر هي منهم وهم بالأساس لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنها بل بالأساس لم يهتموا بالسؤال عن شقيقتهم المريضه .
راقبت ملامحه المتجهمة والتي لا تنكر انها وسيمه وهو يرمقها بإحتقار شديد لتهز رأسها پعنف .هي غبيه وباردة ومستفزة..فبعد كل ما حدث معها مازالت تنتظر الإحسان من الأخرين.
أعتقدت أنها ستذهب لأهل والدتها ليحتضنوها برعايه وأهتمام ..على أي أساس على أي أساس فكرت بذلك وانتظرته من أناس لم يسألوا عنها ليوم في حين ان من يعرفونها ويعتبروا سترها وغطاها قد إستغلوها وسرقوها والله أعلم ماذا فعلوا ايضا.
لما هي دوما بحاجة للمزيد من الصڤعات حتى تتعلم ولما دوما تصبح هي رد الفعل وليست الفعل بعين ذاته.
نظرت له بجانب عيناها ورق القلب انه فخم فخم جدانجوم السينما بجواره رعاع . ييدو مقدام مهيبهل سيصبح أخ لها يقف لأي شخص قد يعترضها كم تمنت ذلك مذ كانت طفلة لا احد يلعب معها ولا أصدقاء لها.
دلف بها لبهو عظيم يلمع من النظافة والترتيب كان مؤثث بأثاث حديث راقي.
لتتفاجأ بتقدم فتاة غايه في الجمال والروعه تقريبا من نفس سنها ترتدي شورت قصير ومن الأعلى كروب توب أظهر معدتها المسطحه بسرتها ارتمت في أحضان ماهو تردد
ماهر ايه الي أخرك كلنا مستنينك ع الغدا
ماعلش كنت في مشوار مهم.
كانت تنظر لهم بصمت وهي تسأل داخلها مراته دي بس حلوة قوي ماشاء الله
لكنها تحيرت وهي تسمع تلك الجميلة تسأله مارحه
مين المزه دي يا ميرو انت اتجوزت من ورانا ولا ايه
التف ماهر ينظر لها بضيق ثم قال
لأ طبعا 
امال مين دي
تعالي جوا هتعرفي دلوقتي 
قادها لتتقدم أمامهم لكن ذلك لم يمنع الفتاه من ان تلتف لها وتبتسم مرحبه
أهلا وسهلا انا جنا اخت ماهر..
شملتها بنظره منبهرة وأكملت
أنتي جميلة قوي.
غبطت لونا من كلماتها التي اخترقت روحها فأنعشته رغم كونها معتادة على سماع الكثير من السناء على خلقتها لكن داخل هذا البيت لم تتوقع لذا انتعشت ملامحها ومدت يدها للسلام تقول
انتي الي قمورة قوي أنا أسمي لونا
بينما كان ماهر يقف ينفخ دخان سېجارة الفاخر للأعلى وعيناه تمر لأسفل يستمع لما يحدث وعيناه تسرح على لونا الفاتنة تفصصها ووجها رائع التكوين الملتف حوله قصة شعرها البني مائل للعسل يصنع منها فتنه متددلة تجذب الأنظار .
لف رأسه يسب ويلعن يصك أسنانه تبا انها بالفعل جميلة و جدا بعد.
كاد ان يتحدث يحثهم على التحرك للدخول لكن أستوقفه سؤال شقيقته المستعجبه
والحقيقي أيه
ابتسمت لونا وبدت معتاده على هكذا سؤال وردت بثقه متدلعة 
لأ ده الحقيقي.
شملها بعيناهطريقتها متغنجة حتى وهي تتحدث تتعمد إغواء من حولها تلك الفتاة مڼحله سائبة بالتأكيد كما قال عنها عمها فصوتها وحده به من الإغواء الكثير تتحدث كما لو كانت هند رستم تقف أمامك.
تجهمت ملامحه ووقف يسمع صوتها المغوي ووجها الذي برع في تمثيل الكسوف فيما سألت چنا بجبين مقطب
بجد يعني ايه لونا.
يعني القمر
هممم انتي فعلا قمر يا لونا.
ضحكت چنا رغما عنها ټضرب كف بكف وتقول
مش معقول إسمك مزيكا وانتي تجنني ايه ده هو في كده!!
إحمر وجه لونا وبقت كما هي دوما عاجزة عن الرد على كلمات الغزل الصريح التي تغمر بها من النساء والرجال ولا تحد ماتقوله لتلك الفتاة الأكثر من لطيفه ليقطع عليهما كل ذلك صوت ماهر 
مش يالا بقا ولا ايه
وبعدها رمق لونا بنظره متجهمه جمدت ضحكتها لثواني قبلما تقول چنا
ايوه صح دول حاطين الغدا من بدريعلى فكره يا ماهر عايزاك في حوار.
كاد ان يتحرك لولا جملتها فوقف يقول
حاجه حصلت تاني
فركت كفها ثم قالت
بعد الغدا بقا
انطقي اخلصي 
خلاص يا ماهر بعد الغدا واصلا انا عايزه اعرف مين المزه دي الأول
شد نفسه في وقفته قبلما يتحرك مرددا
مش هنتكلم مرتين تعالي وانتي تعرفييالاا
الكلمة الاخيره العاليه كانت بالطبع من نصيب لونا التي حاولت التغاضي عن كل ما يحدث وتحركت خلفهما تدلف لغرفة كبيرة تضم مائدة طعام طويلة جدا وفوقها أصناف متعددة شهية من الطعام المصري .
القى ماهر عليهم السلام ليرفعوا رأسهم جميعا ولم يردوا السلام حيث هتف عزام پحده
ايه الي دخل البت دي هناانت بتتخطاني يا ماهر
وقف فاخر يقول
هي دي يا عزام انا ماكنتش شوفتها..البت دي ايه الي ډخلها بيت امي.
دوى صوت ضړبة عكاز قويه على الارض أعقبها صوت محمد الوراقي
ده بيت محمد الوراقي يا فاخر 
وقف بصعوبه يحاول ان يلتف لا يسعفه عظامه المهشهشة ولا ظهره لكنه التف يطالعها بإنبهار
بسم الله تبارك الله فيما خلق انتي بنت رحيل بسم الله ماشاء الله..تعالي تعالي في حضڼي يا لونا..أنا جدك.
لم تتقدم منه بقت واقفه متيبسة تنظر لهم جميعا فرد فرد من أول ذلك الرجل عزام والذي رأته مسبقا مع عمها وقد رفض أخذها معه بل سبها وأهانها هي وعمها وعائلتها كلها ثم غادر ولجواره تلك المرأة الثلاثينية التي لا تعرف ماهيتها لكن ترى نظرات الإزدراء والكبر تفوح من عيناها تخططا تنظر على ذلك الرجل الثاني الذي رفضها للتو هو الأخر ولجواره فتاتان بأعمار متقاربه في متوسط ال١٧ وال١٨ ثم عادت تنظر لماهر ولجواره شقيقته ثم للجد الذي مازال يقف ينتظرها بفرحه ممزوجه باللهفه يردد
تعالي يا لونا.
لاحظت نظرات ماهر الحاده التي أرفقها برفعة حاجب من عينه وكأنه يسألها الراجل فاتح لك حضنه يابجحه
تقدمت منه بعدم تقبل واضح و وضعت نفسها بأحضانه دون ان تنغمر لكن محمد الوراقي قطع عليها الفرصه حين رمى عكازه أرضا وضمھا له بقوه بين ذراعيه وهي لا تبادله العناق تقف بين أحضانه مرغمة تحت نظرات ماهر القوية الغاضبه وكأنها ينهرها يطلب منها ان تبادله العناق بحرارة وبرغم ذلك لم تفعل ظلت متيسبه لكن الوراقي لم يبالي هو سعيد ..يكفيه وجودها بينهم الأن.
أخرجها من أحضانه يقبل وجنتيها بالتبادل مرددا
اخيرا نورتي بيتك يا بنتي ..نورتي بيتك ماشاءالله..ماشاءالله عليكي قمر ماشي على رجلين ماشاءالله اللهم بارك.
تمم عليها بيده بصورة متلهفة أسترعت انتباه الجميع بينما يردد
انتي كويسه عمك عملك حاجة..انتي هتعيشي معانا هنا على فكرك..شايفه العز ده كله انتي ليكي فيه ..ده ورثك من أمك.
إلى هنا ولم يتحمل كل من ماهر وفاخر وبدأو بالصړاخ رافضين
ليها ايه و ورث ايه انت بتقول ايه يا بابا
اسمع يا بابا البت دي لا يمكن تعيش هنا مع بناتي انت فاهم.
التف لهم الوراقي ببط ثم هتف
عايزني ارمي بنت بنتي زي ما بسببكم رميت امها زمان.
امها الي كانت..
قاطعه الوراقي بحسم شديد وتعصب لم يحدث من سنون حيث ضړب بالأرض عكازه وهتف
البيت ده بيت محمد الوراقي ..انا الي اقول مين يمشي ومين يقعد ولونا قاعده في ورثها حقها هي وأمها.
فهتف صوت أنثوي بنزق
هي إسمها لونا!!!
كان من تلك السيده الثلاثينيه التي تقف لجوار عزام ومن بعدها غادر عزام يترك الطعام پغضب شديد يعقبه فاخر بل غادروا البيت كله محتجين.
التف محمد الوراقي ليجلس ومارالت يده بيد لونا التي لم تكلف نفسها عناء مساعدته رغم رؤيتها لإرتعاش ذراعيه فيما تقدم ماهر يسانده قائلا
سلامتك يا جدي..تعالى.
حركها بيده كي يصبح هو القريب من جده ويتثنى له مساعدته ليجلس الجد مرددا
تعالي يا لونا.
لم تستجب لونا وبقت واقفه ليقول ماهر 
تعالي
فتقدمت تنتظر ليرمق الجد ماهر أولا ثم لونا التي لم تتحرك الا حينما أمرها فاقتربت ليقول 
أقعدي عشان تتغدي..أقعدي هنا جنب ماهر كرسيه لسه فاضي.
قال الأخيرة بإبتسامة ليرمقه ماهر بحاجب مرفوع فينا ضحك الجد بصمت خبيث .
ضحكته الخبيثه لفتت إنتباه ماهر للونا ينظر عليها بنظرة جديدة يمشطها  لتتلاقى عيناه بعينا جده فتتجلجل ضحكاته وتعصف عينا ماهر پغضب فيبعد عيناه بسرعه عنها ويحاول التقاط شوكته كي يشرع في الطعام.
تحت أنظار الجميع لا يفهمهم سوى تلك الثلاثينيه التي كانت تجلس لجوار عزام قبلما يغادر.
وأول من فتح الحديث كانت چنا التي قالت
هو في ايه يا جدو وايه الحكايه
سحب الجد نفس عميق ونظر أولا لماهر ثم نظر للمتبقين جالسين وقال
دي لونا بنت رحيل بنتي الله يرحمها وهتعيش معانا خلاص
أمال بابا وعمو مشيوا زعلانين ليهشكلهم زعلانين منها
لأ ده سوء تفاهم وأنا متكفل بيه..
ثم نظر للونا وقال مبتسما
دول عيتلك يا لونا ..دي چنا اخت ماهر وبنت خالك.
نظرت لها لونا مبتسمة لتبادلها جنا نفس الإبتسامة فيما أكمل الجد وهو يشير على تلك المرأه التي يقفز من وجهها الصفار
ودي چيلان مرات خالك عزام.
زم ماهر شفتيه وهو يرى رقبة لونا تلوح بوجهها تنظر له مستغربه فعمر تلك السيدة تقريبا مثل عمره كيف
ليقول الجد موضحا
دي مرات عزام الجديدة مش أم ماهر..أم ماهر مريضه شويه.
فعقبت متعاطفه 
ألف سلامه 
لتهمس جيلان جانبا محنوو
صوت لونا كان لامع..متغنج ومتدلل مثلها هي وملامحها وكل ذلك يجلب لها المشاكل ويصيبها بالتعب ويضعها دوما موضع إتهام.
ضحك الجد ثم قال
دلوقتي بس سمعنا صوتك!
ورمق بعدها حفيده بنظره خاصه وكأنه يخبره دون حديثانت عاجبها
جعلت ماهر يهتز داخليا رغم الثبات الظاهر عليه وبلا إرادة منه بدأت عيناه تنظر على لونا كامرأة تشتهى.
________سوما العربي________
جلست على طرف الفراش الكبير الذي يتوسط غرفتها وقد مر عليها حوالي ساعتين اتخذتهم لمطالعة وإكتشاف الغرفه بعد ذلك الغداء الكارثي والذي لم تأكل فيه بل لم يأكل أحد بعد ما صار.
لا تعرف ما القادم ولا كيف ستعيش هنا والى متى يوم يومانثلاثة أم أكثر
هي غير مستسيغة ماجرى ولا ان يجردها عمها من كل حقوقها ويلبسها مصېبه بعد تشويهه سمعتها لن تمرر ما جرى مطلقا.
التقطت هاتفها وبدأت تتصل على صديقتها وجارتها ليستغرق الإتصال وقتها طويلا
حيث ذلك المنزل الكبير بالحي الراقي تركض سيدة في منتصف الثلاثين نحو الهاتف تنظر للشاشة التي تضوي بإسم صديقتها فتفتح المكالمة وتلتف لتكمل ما بدأته
فوضعت الهاتف بين أذنها وزراعيها بينما كانت مستمرة في إغلاق أزرار بلوزتها تسأل بإهتمام
هااا عملتي ايه!
أنا هنأك دلوقتى
ثم بدأت تقص على مسامعها كل ما جرى والأخرى تسمع لها بإهتمام شديد الى أن انتهت لونا تقول
سما انتي معايا
معاكي بس كنت بلبس الولد عشان رايحين لحماتي
طب ايه رأيك اعمل ايه وهتصرف ازاي مع عمي
بقولك ايه بلا عمك بلا زفت حد يسيب العز ده ويرجع للراجل ده الي كان كل يوم يلبسك مصېبه 
وبابا يا سما انا مش عارفه هو فين
سحبت سما نفس عميق ثم قالت
والي هو ابن خالك ده قولتي لي أسمه ايه
ماهر..ماله
بصي الراجل ده شكله تمام وله وزنه ما تحاولي تكسبيه لصفك 
إشمعنى يعني.
يابت فتحي دماغك معايا مش ملاحظة ان هو الوحيد الي جه واخدك وماخفش من ابوه ومن حكيك باين عليه شخصية إكسبيه ممكن يساعدك تاخدي حقك ناشف وساعتها تعيشي ملكة تدوري على أبوكي بعيد عن عمك.
تحيرت لونا وبقت تفرك في أصابعها وسألت
تفتكري
أسمعي منيقربي منه واعتبريه زي اخوكي وصاحبيه هو وأخته شكلهم قويبين مش صعبين واهو يبقى لك قرايب 
بس انا مش طايقاهم كلهم.
زمت سما شفتيها بقلة حيلة وهي تمشط شعر صغيرها وتكمل
قلبك بلاك أسود انا عارفه بس امك الي ظلمها أبوها واخواتها لكن الأحفاد زيهم زيك يا لونا .. هااا
هحاول ربنا يسهل
هو ونعم بالله وكل حاجه بس مافيش وقت حضرتك ابوكي بقاله شهور مختفي لازم نتحرك..بصي انا هقفل معاكي عشان محمود على الوايت شكله جه تحت وهنزله لما أرجع هكلمك أشوفك وصلتي لأيه سلام.
أغلقت معها الهاتف وبقت جالسه لدقائق تفكر في نصيحة سما وخطتها .
وبعد دقائق خرجت من غرفتها تشعر بالعطش و وقفت على أعتاب غرفة ماهر تدقها بهدوء لكنها لم تتلقى لرد رغم صوت الأغاني الصادحه بالداخل تخبرها بأن هناك لكنه لا يسمعها منها لذا فتحت الباب بهدوء تناديه وتقدمت بخطوات حذره تناديه وهو تتجه نحو الشرفه المفتوحه ربما كان هناك وأخذت تردد بصوتها المسهوك المغوي
ماهر ماهرماهر.
كان قد خرج من حمامه المثلج للتو الماء يتصبب على طول جزعه الضخم المستور بالأسفل فقط بمنشفه بيضاء كبيرة يراها بذلك الثوب الصيفي النبيذي المجسم لجسمها الغض يهتز أمامه بليونه وهو يتقدم خلفها حيث المرحاض المقابل للشرفه يسمع إسمه لأول مره من حسها الأنثوي الذي يزلزل كيان أي رجل مهما كانت درجة تحمله
وهي حينما لم تجد أحد في الشرفه الټفت لتغادر لتشهق بړعب وهي تراه خلفها تماما عيناه مظلمة بقتامة هزتها.
لكن ما أثار رعبها هو وقوفه تكتشف انه لم يجيب لأنه كان يأخذ حماما وضعت يدها على فمها مصډومة تسأل ماذا سيقول عنها الأن
نظر لها  وقال بصوت عميق
بتنادي عليا ليه 
تلجلجت بړعب وهي ترى عيناه تتدحرج منه لتنظر علىها ثم لقدميها الملفوفتان وأحيانا خصرها ثم يعود لوجهها فأرتعبت وذهب تفكيرها مع الريح تقول
أصل أصل.
تقدم خطوة يعدم المسافات ثم يقول بتلكئ
أصل إيه!!
ابتلعت رمقها بصعوبه وقالت
كنت هسألك على حاجة بس خلاص
همت لتغادر لكنه أوقفها يقول
هو ايه اللي خلاص..انتي مش ډخلتي أوضتي .
نظر لها من كل الجوانب يخصها بنظرة 
يبقى تقولي بقا كنتي عايزاني في ايه
حاولت تفكيك ذراعها منه ثم قالت وهي تبعد عيناه عنه وتقول
للللما تلبس نتكلم 
ليكمل بلهاس
ليه ماكده حلو 
للأ.
لاحظ انه يتحرك داخيا وهو كاب قوسين أو أدنى من إرتكاب الخطيئة خصوصا وهو مازال يلفها بعيناها فهتف بنفاذ صبر وتحمل
روحي على أوضتك بسرعه.
هرولت سريعا
تجاه غرفتها وهي تنهر نفسها على تهورها وفعلتها وهو يلتف ويتجه للمرحاض يغلقه پغضب شديد.
وبعدها خرج من البيت يترك لها البيت كله ولجأ للعودة لعمله.
وبينما هو يجلس هناك دلف لعنده أحد الرجال يقول
مسا الفل يا باشا.
رفع له ماهر عيناه يقول
وصلت لحاجه ولا فيستك بردو
بص يا باشا الراجل الي اسمه انور ده شكله كده عوق وأنا وأنا براقبه زي ما فخامتك أمرت من الصبح والله زي ما أمرت يا زعامه لاقيته پيتخانق مع جدع كده باين عليه شمال 
كانوا بيتخانقوا يقولوا ايه
كان بيقولوا ده ماكنش إتفاقنا والفلوس كده مش كامله.
وايه كان اتفاقهم
علمي علمك يا ريس بس انا صورته وقولت من صورته أكيد معاليك هتقدر توصل لحاجة 
طب أبعتها لي ..
مر اليوم عليه وعقله يعمل في كل الإتجاهات وللأن لم يقابل لا عمه ولا والده ولا يعلم أين ذهبا.
دلف للبيت بمنتصف الليل يفتح أزرار قميصه الأبيض ويحمل جاكيت بذلته على كتفه بإهمال وتعب ليقف متصنم وهو يرى..
يتبع
 كانت طلتم خدها وهي تستمع سباب صديقتها لها عبر الهاتف حيث صرخت فيها:

-انتي غبيه يابت مابتفهميش…رايحه له أوضته
-مش انتي الي قولتي لي قربي منهم
-ما عندك اخته قربي منها الأول ومنها تبقى مدخل ليه لكن ايه داخلة الغشومية دي.

انتهت المكالمة بوابل من التوبيخ والسباب الصادر عن سما وكان من نصيب لونا التي وقفت تفكر ماذا ستفعل، هي لا تملك رفاهية الوقت كما ذكرتها مراراً فوالدها مختفي وعمها لا يرحم.

خرجت من غرفتها بهدوء واتجهت نحو غرفه چنا الكامنة بأخر الممر تدق الباب دقات متتالية خفيفة الى أن أذنت لها جنا بالدخول ففتحت الباب مبتسمه تقول:
-هزعجك لو قعدت معاكي شوية 

-لا أبداً…تعالي.

تقدمت لونا وقد غيرت ثيابها لثوب أخر أبيض قطني عاري الأكتاف محبك على جسمها الممتلئ تتقدم وهي تتهادى في خطواتها فتقول جناً مازحه:
-صلاة النبي أحسن إيه الحلاويات دي
إبتسمت لونا بنعومه تصدر عنها دوماً ثم تقدمت تقول:
-مش احلى منك..على فكرة أنا ارتحت لك جداً..ممكن نبقى صحاب؟
-ده كده كده يعني…انتي عارفه انا مش عندي اخوات بنات
-بس عندك ماهر

اتسعت ابتسامة جنا تقول :

-ماهر….ده احلى وأحن أخ في الدنيا…مش متخيله هو حنين عليا أد إيه بحبه اكتر من نفسي ربنا يخليه ليا وافرح بيه قريب.
تبسمت لونا وهي تستشعر صدق إحساسها…إحساس لم تذقه ولم تجربه من قبل وتمنت…تمنت لو يصبح لها أخ مثلما هو لچنا فقالت:
-شكله كده فعلاً وشكلك متعلقه بيه
-هو طيب وحنين عليا على فكره أوعي يغرك انه متعصب وكلمته واحده وكده ده كتكوته خالص وجميل من جوا.

حاولت التدحلب بزياده وان تدخل في خصوصياتها أكثر لكي تسرع التقارب فسألت:
-انتي في حاجة قلقاكي؟
رمقتها جنا بتعجب فتداركت لونا موضحه:

-أصلي شوفتك زي ما تكوني قلقانه وعايزه تكلمي ماهر في موضوع شاغلك وحصل فيه حاجة جديدة.
زمت جنا شفتيها تنظر للونا بتقييم ثم قالت:
-اه..في…واحد قريب واحده صاحبتي دايما بيعترض طريقي وبيضايقني 
-وساكته له ليه أدي له فوق دماغه ولااا؟؟ 
صمتت لونا لبرهه وهمست مبتسمه بتساؤل لطيف:
-هو عاجبك؟
-لأ طبعا…ده تنح وبارد 
-خلاص ادي له فوق دماغه 
-المشكلة اكبر من كده شويه اصل باباه في شغل مشترك بينه وبين بابا بس انا كلمت ماهر وهو وعدني هيتصرف.. كنت خايفه من بابا لأنه في الشغل والمصالح مابيهزرش بس خلااااص طالما ماهر أتدخل يبقى أحط في بطني بطيخه صيفي.


تبسمت لونا بحزن تحسدها …هنيئاً لها بأخ كماهر…ياليته ينظر لها بالشموليه والرعايه ويتخذها شقيقه كچنا.

صمتت مفكرة سما كانت محقه مئة بالمئة.

انتضفت متفززة على صوت چنا تقول:
-بتعرفي تطبخي؟
-نعم؟!
-ماهر بيحب الباستا ..تلاقيه قرب ييجي تعالي نعملها له.
-باستا ايه الوقت اتأخر الساعه داخله على ١١

-وفيها ايه ما احنا سهرانين
-لأ انا مش ق

لكن چنا جذبتها بسرعه تقول :
-انتي لسه هتفكري قومي ده هيفرح قوي لما يرجع ويلاقيها.

وقفت معها لونا موافقه هي بالفعل تريد كسب ود وأخوة ماهر ستفعل ربما رأى فيها شقيقه وديعه ونقيه بخلاف تلك الصورة التي وصلته.

فوقفت في المطبخ مع جنا تعد الصلصة الحمراء وتسلق المعكرونة فيما ظلت چنا تحكي وتثرثر عن مغامرات طفولتها ولعبها مع ماهر وأبن عمهم فاخر الذي سافر منذ سنوات للعمل والدراسة فسألت لونا:

-هو في ابن خال ليا كمان؟!!
-أمممم..اسمه كمال اصغر من ماهر بسنه سافر يدرس طب أسنان برا وجاله فرصه شغل حلوه في مجاله ففضل هناك بس بييجي كل شهرين تلاته مش بيقطع خالص وكمان دايما بيكلمني فيديو كول…بس اييه عسسل اساساً كل احفاد العيلة عسل.

ضحكت لونا بحزن ثم نظرت لتلك الفتاة الحالمة وقالت:
-والله انتي الي عسل يا چنا وتستاهلي كل خير.
-حبيبيتي 
-وكمال ده بقا وضعه ايه متجوز ولا خاطب ولا ايه 
-كمال …ده بتاع بنات درجة أولى…مش عارفة ليه طالع كده مش محترم زي ماهر..كمال ده كل يوم حرفياً مع واحدة فظيع فظييع بس عسليه ودمه خفيف انا شخصياً بحبه جداً.

تهلل وجهها تقول:
-ايه ده!! ده بيتصل ..تعالي..تعالي نطلع نكلمه من شاشة الاب توب احسن…وبالمره اعرفه عليكي
-لا والصلصه الي بتتسلك والمكرونه الي في المايه دي…قولت لك الوقت اتأخر ماسمعتيش كلامي.
-هي خلاص بتخلص أهي..يالا قبل ما يقطع الاتصال…تعالي بقا.
-أطلعي انتي كلميه وانا هفنش كل ده وأحصلك.

لم تتخذ چنا وقتاً في التفكير بل أيدت فكرتها وهرولت مغادره لتحادث كمال فيما بقيت لونا وحيده تنهي وضع الصلصة الحمراء على المعكرونه ثم تقدمها في طبق متوسط وتزينه بأهتمام كي ينال رضاه مراعيه ان العين تأكل قبل الفم.

ثم خرجت من المطبخ نحو الطاوله الموضوعه بغرفه واسعه مقابل البهو تضم أرائك كبيره وشاشة عرض ضخمه.

وضعت عليها أطباق الباستا ثم عدت أكواب من المياه الغازيه و وضعتهم بجوار الأطباق في محاولة منها لتقديم سفره بسيطه ولكن منمقة وبينما هي منكفيه تنهي مابدأت كان قد عاد لتوه من الخارج يخلع عنه معطفه ويحمله بإهمال وتعب فوق احدى كتفيه وبقى بقميصه الابيض مشمر أكمامه وأزراره مفتوحه لما يقارب معدته.

و ولج للداخل ليقف مصدرم وهو يرى تلك الفتنة أمام عينه وكأنها تتحداه أن يقاوم …انها بالحق فتنه ..
واخذ يقترب بأنفاس لاهثه وهو يراها بذلك الثوب الأبيض المجسم على منحناياتها الكيرڤيه الجباره وقد زادت الأمر سخونه وهي منكفيه تهندم وتضبط الأطباق ثم أستقامت وهي موليه ظهرها له تنظر بتققيم للأطباق ثم التفت لتتسع عيناها متفاجئة من وصوله لكن ما لبثت ان ابتسمت لتهديه أجمل إطلاله وهو يقف يرمق جمالها المستفز خصوصاً وقد رفعت شعوها فوق رأسها بفوضوية سامحه له بالنظر لطول عنقها الأبيض .

ورغماً عنه تسرح عيناه على جسدها ذو الأنوثه الفتاكة تقف منه رغماً عنه في أماكن محدده ثم تنتقل لأماكن أسوء وأضل سبيل.

علت وتيرة أنفاسه وهو يجاهد متحكماً بينما يسأل:
-ايه ده؟

لترد بصوتها الذي لا يعرف أهي تتصنعه أم لا لكنه كان به من الدلال والميوعه ما يكفي حين ردّت مبتسمه تنتظر إطراء على فعلتها:
-چنا قالت لي انك بتحب الباستا فعملتها لك.

انتظرت ان يتقدم ويشكرها بحبور ثم يشرع في تناول ما فعلت لكنه لم يفعل وبقى في مكانه يطالعها بصمت مغلف بقسوه وقتامه.

لا تعلم انه يشعر بجفاف حلقه من جرعة الأنوثة والليونة التي يراها ويأخذها في اليوم أكثر من مره بعدما دخلت لبيتهم ..أفكار شيطانيه تملكته وهو ينظر ناحيتها..جمالها متحدي…مغوي..غير مقدور عليه..هي بارعه فينا تفعل على ما يبدو…وقد بدأت قوة تحمله في التداعي أمامها.

فهرول ناحية المطبخ يتركها وصب لنفسه الماء كي يروي حلقه الظمأن من شدة تأثره.

فتحركت خلفه دون تفكير مستغربه تسأل ما به وكأنها لا تعلم ان صوتها وتصرفاتها وأفعالها التي تعتقدها عفويه تديد من جرمها دون عمد.

فقد دلفت خلفه مهتمه تسأل بصوتها الذي بات مميزا متدلعاً وهو يعرف:
-مالك يا ماهر؟!

لم يجيب ووقف أمام المبرد يوليها ظهره يحاول إرتشاف الماء والسكوت لثواني لكنها لم تريحه وترحم حالها بل أقتربت بقلق تسأل:
-ماهر انت تعبان؟
ليلتف لها بسرعه وينظر لها صامتاً فتبتسم لها ومالبس ان شهقت عالياً برعب حين وجدته يهجم عليها ويعود بها للخلف يحسرها بينه وبين الحائط وقد نفذت طاقة تحمله ولم يستطع مقاومة إغوائها وأنوثتها فقال بأنفاس لاهسه وهو يضع يده على عنقها وعيناه تسرح منه على وجهها الجميل:
-انتي عايزه ايه؟! عايزه توصلي لأيه بعاميلك دي؟!!! هاااه!!

عض شفته السفلى وقد تمكن منه تأثيرها عليه وحكمته الرغبه حين أكمل بلهاث:
-عايزه ايه قولي..عايزه ليله في حضني؟! ولا عايزه ايه؟!

شهقت برعب وقد شق كلامه قلبها وفتحت فمها من الصدمة لتريد الأمر سواء كما تفعل في نفسها دوماً فبفعلتها قد زادت إغواء لكن هزت رأسها بأسى تقول:
-عايزاك أخ ليا يا ماهر 
-أخ؟!!!!
سأل بغضب وإستنكار مختلط بالسخريه وقد إستفزه تصريحها في حين فقد القدرة على السيطرة على نفسه وهجم على فمها المنتفخ المفتوح يقبله كما يريد وليحدث ما يحدث.

وظن انه سيرتاح حين يقبلها لم يكن يعلم أنها بداية اللعنه…..

شعور القهر الشديد وخيبة ألامل المتكررة تمكنت منها فأبعدته عنها بقوة جعلته يرتد للخلف مصدوم مما جرى و الى اين وصلت الأمور.

كانت تتحكم في نفسها الا تبكي لكن خرج صوتها متحشرجاً وهي تقول:
-أنت اتجننت؟! 
وقف بأنفاس لاهثه ومازال مايريده يتحكم فيه فس حين هتفت بحده:
-بس الحق مش عليك الحق كله عليا انا الغلطانه لما فكرت انك ممكن تبقى أخ ليا وتحميني..الغلط كله عليا مش علييك.

صرخت بالأخيرة بقهر شديد ثم هرولت مغادرة تجاه غرفتها تغلقها عليها جيداً.

لكن ماهر مازال واقفاً مكانه بأنفاس متلاحقه ورغماً عنه تمدت أنامله يتلمس شفتيه التي أقطفت منها قبله منذ قليل ومن ضرب الجنون انه شعر بحلاوة رفت قلبه وجعلته يبتسم.

وجلس على أول كرسي خلفه يتذكر قبلته لها ثم يعاود الإبتسامة بشرود

في غرفة جنا
جلست على السرير تتحدث في شاشة اللاب توب وقد فتحت مكالمة فيديو مع كمال ابن عمها وكانت متحمسه بشدة وهي تراه يحادثها ومعه بجواره تجلس فتاة أجنبه حسناء قد تعرف عليها مؤخراً لتصفر محفزة:
-الله يسلهووو..حته جديده دي يا كموله؟
ضحك الوسيم بجلال يناسبه ثم أضاف:
-ايه رأيك في اختياراتي
-جاااامده…قولها انها جامده
-قولت يا چوچو قولت…انا احب قوي اعبر عن الجمال
-وشكلها معمره معاك..طالما تجاوزت الشهرين يبقى في أمل تعمر

ضحك كمال وأكمل حديثه المتقطع بسبب سوء الأنترنت بدا يسأل عن ماهر وان كان موجود ليحدثه لكن قوة شبكة الأنترنت لم تسعفه وانتهى الإتصال 

في الوقت الذي دق فيه ماهر الباب وأنتظر إذنها للدخول حتى سمحت له فدلف بخطوات هادئة لكن بوجه خالي من التعابير يقول:
-مساء الخير..كنتي بتعملي إيه 
-كنت بكلم كمال .. صاحب مزه جديده بس بقولك….جااامدة ..تقريباً كان يكلمك بس الفيديو كول قطع والنت هنج وهو مارجعش اتصل تاني…هههه طبعاً ماهو مش هيسيب المزه ويقعد يكلمنا احنا


إبتسم باقتضاب ثم قال:
-كنتي عايزه تقولي لي حاجه النهارده 
-اه…مروان قال قدام شلة النادي انه هيتقدم لي وانا خايفه بابا يوافق انت عارف انا مش بطيييقه

تشدق بإبتسامة مطمئنه يمسح على خدها قائلاً:
-ماتقلقيش مش هيحصل غير الي انتي عايزاه وبس…

ثم وقف ليغادر فقالت بلهفه:
-استنى رايح فين؟

مد يده لجيب معطفه واخرج مغلف من الحلوه ثم أعطاه لها قائلاً:
-ماتقلقيش مانستش اجيب لك حاجه حلوه زي كل يوم …الشكولا اللي بتحبيها اهي يا ستي.

اختطفتها منه بفرحه ثم قالت متدلله:
-كنت عارفه حبيب اخته مستحيل ينساها…بس مش ده قصدي انا قصدي نسهر مع بعض شويه و…
قاطعها واقفاً يخطو نحو الباب كي يغادر:
-مش قادر أنا هروح امسي على ماما واقعد معاها شويه عشان ماشفتهاش النهارده وادخل انام.
-ماما اما عيشتها واديتها الدوا فنامت تعالى اسهر معانا نشوف فيلم حلو.
-أنتو مين؟!
-انا و لونا.
رفع إحدى حاجبيه وسأل:
-ده انتو بقيتوا صحاب بقا؟!!
-اه دي طيوبه قوي.

هم ليغادر وهو لا يعجبه الحال لتتوقف قداماه وهو يسمعها تكمل:
-تعالى بقا ماتبقاش غلس ده انا اتحايلت عليها تعملك الباستا الي بتحبها وهي أخيراً وافقت.

التف لها ببطء شديد ثم سأل:
-هو انتي الي طلبتي منها؟!!
-واتحايلت عليها كمان كانت مكسله ورافضه وبتقول الوقت إتأخر.

لمعت عيناه ببريق مفاجئ ثم تحرك يغادر الغرفه وما ان فعل حتى فتح الباب من جديد يقول:
-چنا
-نعم
-ماتقوليلهاش اني عرفت انك انتي الي طلبتي منها واتحايلتي عليها
-ماشي بس ليه؟!
-قولي حاضر وبس ده الشكولاته لسه في إيدك ماكلتيهاش حتى.

فضحكت جنا وهو غادر بصمت رهيب..دلف لغرفته يغلق الباب وهو متخبط ثم إرتمى على فراشه يفكر شارداً مالبث ان ملس بأصابعه على شفتيه من جديد مكان قبلتها والإبتسامة السعيدة تملأ وجهه كله.

في صباح يوم جديد

إستيقظت متحامله وغيرت ملابسها بهدوء شديد، على مايبدو أنها إعتادت على الخزلان وعدم التقبل 

فتحت باب غرفتها لتتفاجأ بچنا تقابلها خارجه من غرفتها هي الأخرى:
-صباح الخير ..هو احنا هنصطبح بالجمال ده كل يوم؟ لا كتير علينا.

ابتسمت لونا بتعب وتكلف تشعر بالغرابه، طوال عمرها كانت مرفوضه من الفتيات لكن حظها عظيم مع الأولاد الا بهذا البير فقد تقبلتها چنا بينما رفضها ماهر.

على ذكر سيرة ماهر تجهمت ملامحها فقد ظلت طوال ليلها تبكي وهي لا تستطيع ان تنسى كيف تم سلبها حق تحويش قبلتها الأولى…بل وإتهامه لها بالرخص ومحاولة إغواءه…ياله من حقير لكن هي المخطئة بالفعل كما أخبرتها سما.

بتلك اللحظة خرج ماهر من غرفته ليقف لثواني وقد بدأصباحه بها .

ثم تحرك وهو يلاحظ أنها لم تنظر حتى ناحية غرفته رغم علمها بخروجه الآن وتقدمه ناحيتهم حتى ان شقيقته ألتفت له مصبحه:
-يا صباح الشياكه يا ميروو مش معقول جمال على اليمين وشياكه على الشمال مش قادره كتير عليا والله.
ضربها على رأسها وهو يقول مازحاً بينما يختلس النظرات ناحية تلك الفاتنة المغويه عله يطول نظره منها :
-صباح البكش على الصبح..أبقي فكريني أقص لك لسانك…

تفاجأ بها تتركهم يكملا حديثهم وتتحرك هي وكأن ما يدور لا يعنيها.

لونا كانت قد إستفاقت من أحلامها…واقع مر أفضل من احلام ورديه لن تتحقق ولن تجلب من خلفها سوى تهم ملفقة بالملي.

لذا تحركت أمره هو بالفعل وعلى وجه الخصوص بات لا يعنيها…بل الأسوء من ذلك هو الشعور المعاكس للحب والتقبل والذي ذرعت بذرته أمس بعدما فعل وقال.

الكره شعور عظيم وضخم من الصعب ان تطلقه على أحدهم ..لم تكره بعد لكنها تقسم أنها ماعادت ترجوا تقبله مادام قد رفضها ونعتها وسب شرفها وأخلاقها.

لكن على ما يبدو ان ذلك النرجسي لم يروقه ما يحدث و أوقفها كأنه ينتظر رد فعل معين ثم قال:
-لونا.

توقفت إثر سماعها صوته لكنها مازالت توليه ظهرها فقال:
-مش بكلمك …بصي لي.

لا يعلم لما طلب…عدم أكتراثها يعينه وجداً بعد وزاد تخفزه وهو يراها مازالت لم تهتم ليترك شقيقته ويتقدم لعندها قائلاً:
-بصي لي بقولك.

إلتفت لتريه حسنها البديع الذي شق صدره وهو لا يستطيع كبت عينه عن الا تمر عليها بشغف يتفقد كل هذا الجمال، لكنه برع في كسو وجهه بالتجهم والبرود وهو يأمرها بقسوه:
-بابا وعمي جايين دلوقتي بصعوبه وبعد محايله مني مش عايز طولة لسان ولا تهور سامعه.
-انا لساني مش طويل يا ماهر باشا.
ابتسم داخليا سعيد لمجرد ردها ومجادلتها رغم كونها ترد بتهذب كأنها ترغب في الرد لا تستطيع تمرير المزيد من الإهانات وبنفس الوقت لا تريد مشاكل ليقول:
-أنا نبهت عليكي وانتي حره سامعه.

لم تجيب عليه وإنما تحركت مغادرة تقول:
-سامعه.

زم شفتيه بضيق ثم تحرك خلفها وبالأسفل كانت الجلسه صعبه مشددة 

فقد عاد كل من فاخر وعزام متفقين ومتحفيز..كلمة واحدة ولا أخرى بعدها…لا مكان لتلك الفتاة بييتهم فهي فقط ليست وصمة عار بل جاءت لتأخذ حصة ليست بالقليلة من التركة…لم ولن يحدث:
-على جثتي.

كان هذا صوت عزام الذي قالها بحسم ويكمل فاخر:
-مش احنا الي هنسيب بيتنا عشان بت شمال زي دي …ده بيتنا يعني هي برا واحنا جوا.
ليهتف محمد الوراقي:
-هتطردوا بنت بنتي وانا على وش الدنيا 
-بنتك الفاجره الي هربت مع عشيقها؟!
-هربت منك ومن طمعك بعد ما كنت عايز تجوزها لواحد اكبر منها ب١١سنه وكان متهم بقتل مراته وكل ده عشان تعلو الشراكه الي مابينكم …بس الغلط مش عليك الغلط على أبوها الي كان مرافقكم وكان عايز يكبر تجارته بأي شكل حتى لو هيبيع بنته.

ليقف فاخر قائلاً:
-هو لو من ناحية الغلط عليك فهو عليك اه…من اول ما غوتك البت الخدامه وخنت مراتك الي عملتك معاها.

-اخرس…انا دراعي هو الي عملني.
-دراعك….هأووو…انت كنت حي الله واحد شغال على عربية موز بالليل وبالنهار بتشيل توب…جوازتك من امي عملتك بييه وفي الأخر جزيتها بأيه روحت اتجوزت عليها الشغاله بتاعتها عشان تقهرها وتكسر مناخيرها الأرض مش كده ودلوقتي تقولي عملك دراعك .

-أخررر…

لم يستطع محمد الوراقي الصمود او تكملة كلمته وإنما وقّع أرضاً مغشي عليه….

__________سوما العربي_______

وقفت على أعتاب باب شقة والدها لتفتحها رغم الرعب الذي يحاوطها لا تستطيع التنبؤ بما سيفعله عمها تلك المره…لم تكن ترغب في العودة لكنها لا تملك مكان تذهب اليه بعدما وقع جدها 

فبعد ما جرى أخبرهم الطبيب بحرج الحاله وانه سيمكث بالعناية المركزه وانشغل به ماهر بينما إستفرد بها كل من عزام وفاخر فطردوها شر طردة غير مبالين بوالدهما ولا اين ستذهب تلك الفتاة فلم يكن أمامها سوى العودة للبيت.

وبينما كان أنور يجلس يدخن أرجيلته بمزاج وقد خلى له البيت فإذ به ينتفض على صوت زوجته التي دلفت تعدد صائحة:
-قووووم يا منيل المزغودة بنت اخوك رجعت وفتحت الشقه.
-بتقولي ايه يا وليه؟!
-زي ما اتهببت سمعت…انت مش قولت انك غورتها…ايه الي رجعها.
ليقف انور بنفاذ صبر وقال:
-وبعدين بقاااا..هو انا كل ما أزيحها ترجع طب مااااشي…جت لقضاها مابدهاش بقاااااا.

صباح اليوم التالي 

إستيقظت لونا تتمطئ بتعب وخمول مستغربه الهدوء وكيف لم يعترض او يزعجها عمها ومالبث أن انتفضت صارخه بهلع حينما أدركت الوضع الذي هي فيه…..
صرخه مدوية أطلقتها لونا بعدما وجدت نفسها وسط قبيلة من الفئران داخل غرفتها 
انتفضت واقفه برعب شديد وشعور التقزز والغثيان يتملكها، لا تعلم ماذا تفعل.
ظلت تصرخ بعزم ما فيها من قوه حتى انتحب صوتها تنادي عمها أو حتى الناس لكن ما من مجيب.
هرولت سريعاً وهي تصرخ بعدما التقطت مأزر بأكمام على منامتها البيضاء.
وهربت باتجاه شقة عمها واخذت تقرع الباب وترن الجرس بأن لكنه كان يقف خلف باب الشقه يراقب رعبها وهلعها من العين السحريه يراهن أنها في خلال دقائق ستفر هاربه.
وكما توقع فلونا وبعدما فقدت ألامل تحركت بسوعه تغادر البناية كلها وخرجت للشارع ترتدي المأزر فوق المنامة القطنيه وبقدميها خف منزلي صغير.
والمارة بالشارع ينظرون عليها بتعجب يحملقون مستغربين تصرفات تلك الفتاة ، على ما يبدو أن ما يشاع عنها صحيح فلا توجد فتاة عاقلة تخرج من بيتها بهكذا هيئة.
كانت على يقين تام بنظرات الناس عليها، وهي تسير دائبة بجلدها من بحلقتهم فيها لكن ما باليد حيلة، وصلت بصعوبة بالغة لمنزل صديقتها الوحيدة سما ودقت الباب.
لكنها تفاجأت بابنها الصغير يخبرها ان والدته ذهبت لعملها و لا يوجد بالداخل سوى والده..
أغمضت عيناها بتعب شديد لا تعرف كيف تتصرف.
لقد بات من المستحيل الإحتماء ببيت رفيقتها الوحيدة  فمحمود زوجها يرفضها تمام الرفض وبالأساس سما تحادثها دون علمه.
لن تقدم ابداً على صنع مشكلة لصديقتها بل هي بالأساس لن تعرض نفسها للإحراج من قبل محمود .
صكت أسنانها بخوف ورعب ولم تجد بد أمامها سوى حل واحد.
_______سوما العربي__________
-انت أتجننت يا راجل…بقا هو ده الي اتفقنا عليه؟! رايح تجيب لها شويه فيران؟! بقا هو ده الي هيخليها ماتعتبش هنا تاني يا دكري؟!
رمقها أنور بأمتعاض ثم قال:
-كنتي عايزاني اعمل إيه يعني مانا كان لازم اتصرف 
-فين الجدع اللي كان هييجي لها البيت
القى أنور مبسم الأرجيلة وقال بغيظ:
-أبن الهرمه ساحب عليا عالي وعايز دوبل الفلوس 
-أديلوا خلينا نغوراها خالص بدل ماهي كل يوم والتاني ناطه لنا زي فرقع لوز.
-ابن الوسخه مابيردش عليا أصلا 
-وبعدين؟!هتعمل ايه ولا توصله ازاي؟؟ البت دي بنت كلب ودماغها صرمه…هترجع انا عارفه…انت لازم توصله او شوف غيره 
-لاااا…خليكي ناصحه…أهم من الشغل تظبيط الشغل..الواد ابن خالها جه ولمحه مش هينفع نجيب حد غيره
هزت زوجته كتفيها وقالت ببكاسة:
-عادي…رجالتها كتير…وكل يوم والتاني مدخله راجل شكل..فاجره بقا.
نظر لها أنور وعيناه تلمع بوميض الشر وهو يسحب أنفاس أرجيلته ثم ردد:
-خليني أستف الكلام في دماغي كده عشان مانبوظش كل حاجة 
___________سوما العربي________
وقف يتابع جده الدي خرج من العناية المركزه وانتقل لغرفه عاديه..نائم على سريره ذاهب في ثبات عميق والممرضه تحقن له الأدوية في المحلول الموصل بوريده.
ثم التفت له تقول:
-الحقنه التانيه بعد ساعتين …الف سلامه عليه
-هو هيفضل نايم كده؟! انا مش فاهم حاجه فين الدكتور الي متابع حالته امال لو ماكناش في مستشفى خاصه بقا
حاولت الممرضه إمتصاص غضبه وقالت بهدوء تحسد عليه:
-هدي نفسك يا فندم…الدكتور جاي لحضرتك دلوقتي هو كان عنده من نص ساعه بس ماحدش كان موجود…عنئذنك.
زفرت تعب سيطرت عليه هو بالفعل قد انشغل بالهاتف منذ دقائق ولا أحد معه، فوالده وعمه ذهبا لمتابعة العمل قائلين أن البركة فيه بغيابهما.
فتح عيناه منتبهاً لدقات خفيفه على باب الغرفه فتحرك يفتحه لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى لونا تقف أمامه بتلك الهيئه فما كان منه سوى أن مد يده وسحبها لعنده بالداخل ثم أغلق الباب والتف لها يطالعها بأعين متسعه هاتفاً:
-أنتي أتجننتي؟!! ازاي تمشي كده في الشارع.
بكت…بكت بحرقه كطفلة صغيره تنظر أرضاً وتفرك أصابعها بتوتر شديد…شق قلبه مظهرها ولا يعلم لما وكيف فعل لكنه أقترب منها بإمتعاض يضع كفه على رأسها يدفعها داخل أحضانه الدافئة.
وللعجب أن لونا المتمردة سكنت للحظه وهي تشهق في البكاء بينما ماهر يمرر يده على ذراعها وظهرها وكأنه يحاول تدفئتها وتهدئتها هامساً:
-ششششششششش
ألجمتها الصعقه وتنبه عقلها حين أدركت ما يحدث وأنها بأحضان ماهر الأن لتنتفض من حضنه سريعاً وتبتعد عنه فتقف متوترة تنظر أرضاً.
لعن من بين أنفاسه ليدرك أنه هو من مكان متدفئ بها وقد سلبته ذلك حين ابتعدت.
اقترب منها الخطوة التي ابتعدتها وسأل:
-إيه الي مخرجك كده
تعالت شهقاتها وحاولت التحدث من بينها تقول:
-صحيت…صحيت من النوم لاقيت البيت كله فيران
-نعم؟! فيران ازاي يعني؟!!
-والله ده الي حصل 
ربع كتفيه حول فبدا متحفز غير مصدق ومن ثم أردف:
-وبعدين..كملي
-أخدت الروب عليا وطلعت اجري روحت لجارتي بس مالقتهاش وماكنتش عارفه اروح فين ولا اعمل ايه ف…ف…فكرت اروح البيت عندكم بس خوفت قولت أجي ع المستشفى أكيد مش هتتحانقوا معايا وتطردوني من هنا.
-لا ممكن نطردك عادي
اتسعت عيناها برعب لتقابل وجهه الجامد الذي سألها :
-ولما انتي خرجتي بالجامه والروب جيتي لحد هنا ازاي؟
-أخدت تاكسي و…
قاطعها هاتفاً:
-نعم؟! وكنتي مع سواق التاكسي بالبجامة والروب الي لازقين عليكي دول؟!!!
هزت رأسها بخري ليسأل بشك:
-وحاسبتيه بأيه بقا؟!
طالعته بجهل لم تفطن مقصده بعد لكنها جاوبت:
-ماحسبتوش لسه هو مستني تحت قولت له ان أخويا مستنيني وهينزل يحاسبه.
-أخوكي!!
قالها بضيق شديد وتحرك بعدها مغادراً الغرفة، لكن مالبث أن عاد يفتح الباب ويطل منه محذراً:
-إياكي تخرجي لحد ما أجي.. بحذرك..فاهمه؟!
-حاضر 
تحرك مغادراً وهي تقدمت تجلس على أقرب كرسي مقابل لسرير جدها تضع وجهها بين راحتيها وقد تعبت من كل ما يجري معها فقد باتت غير قادرة على التحمل والصد، اصبحت خائرة القوة بينما مازال خلفها شوط كبير فهي لم تفعل شيئاً..لم تؤمن عمل ولا بيت ولم تستعيد أموالها من عمها ولم تتوصل أين والدها.. هي حتى لا تعرف من أين تبدأ.
وفي خضم تلك التوهه والضغوط تم الدق على الباب دقه واحده فقط ومن بعدها دلف الطبيب يقول:
-صباح الخير…أخبار مريضنا اي……
أقتطع حديثه مرغماً وهو يواجه سحر لونا وردد بلا إرادة:
-بسم الله ماشاء الله.
وقفت مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف هي لا إرادياً فقط وضعت يدها على طرفيّ المأزر تلملمه من عند الصدر وتحمه حول رقبتها لكن جمالها كان لوحده صارخ فلتداري ما تداري هي جميلة ومغويه مهما فعلت.
تقدم الطبيب بإبتسامة شخص يرى لوحه فنيه بديعه الصنع لا تقدر بثمن وحاول قياس نبض محمد الوراقي ومتابعة حالته لكنه غير قادر فعيناه تسرح منه لعند تلك الدلوعه فسألها:
-أنتي قريبة المريض؟
بصعوبه خرج صوتها :
-أيوه.
-يقربلك ايه بقا؟
-جدي
-أنتي إسمك ايه بقا؟
-لونا
-بجد!!! ده الحقيقي؟!
-أه
إبتسم بعذوبه ثم قال:
-ماتقلقيش يا لونا جدو هيبقى زي الفل.
=لا هي مش قلقانة خالص…اتفضل يا دكتور تعبناك.
شعر الطبيب بالتوتر والحرج فلجأ لأن يغادر سريعاً وترك تلك اللينة مع ذلك القاسي يقف والشر يتطاير من عيناه المظلمه يقول من بين أسنانه :
-هو أنا مش قولتلك ماحدش يشوفك بالشكل ده ؟ انتي أتجننتي؟
-أنت قولت لي ماخرجش من الأوضه انا كنت قاعدة لاقيته دخل و….
فأكمل هو بغل:
-فقعدتي تتسايري معاه وكمان عرف إسمك…إنتي ازاي سهله كده؟!
أتسعت عيناها بغضب شديد لتقول:
-انت بتقول إيه؟! 
-بقول ايه؟ واضح انك متعودة دايماً..ده انا حتى نزلت مالقتش تاكسي ولا حاجة واضح انه خد حقك مبلول ولا ايه؟
تحفزت كل خلاياها وعلى تنفسها بصورة واضحه ولم يكن بوسعها فعل شيء سوى انها تحركت مغادرة لتترك له المكان هو وافكاره عنها لكنه قبض على ذراعها ومنعها يقول:
-أستني عندك..انتي رايحه فين
-سيب أيدي…سيب بقولك
-لو مش عايزاني أكسرها لك هي ورجلك الي فرحانه بيها دي تخرصي خالص وتترزعي هنا ماتتحركيش انتي سامعه.
دفعها بعنف على الأريكه الوحيدة الموجودة بالغرفه فارتمت فوقها برعب وجلس مقابلها يهاتف شقيقته:
-ألو…أيوه يا چنا…لا أنا كويس وجدك كويس ماتقلقيش..عايزك تجيبي لي لبس من عندك.
شمل لونا بنظرة متفحصة وقال بجرأة:
-لا أكبر من مقاسك نمرتين.
شهقت لونا بحرج شديد بينما هو كبت ضحكته وحاول الظهور بثبات يرد على سيل أسئلتها:
-چنا…مش عايز كلام كتير انا دناغي ورامه أصلا…تجهزي الي قولت لك عليه وتبعتيه مع السواق يا چنا ماتنزليش وتسيبي ماما…سامعه؟ ماشي يا حبيبيتي سلام.
أغلق الهاتف والقاه بجانبه..ماهر كتلة من الفخامة تجلس وتتصرف بكاريزما عاليه له هالة من الهيبة تخصه وحده.
أبعدت عيناها عنه ما كانت تتمنى أن تصبح علاقتهم هكذا…ترى كيف بكل حنو ورعاية يعامل شقيقته بينما هي ….صمتت ولم تكمل تردد داخلها(هي جت عليه يعني)
بينما جلس ماهر على كرسيه يطالعها متئملاً فرغما عنه جمالها يستدعي الأعين لمطالعته. حرفياً عيناه تأكلها يمررها عليها من قدميها لرأسها ببطء وتروي ثم من رأسها يعود لقدميها بنفس البطء الشديد وذاكرته تشرد منه لبضع دقائق قد مرت حين خرج من المشفى يبحث عن سيارة الأجرة ولم يجدها فأقترب منه أحد أفراد الامن يسأل:
-في حاجة ياباشا؟
-لا بس المفروض في تاكسي وأقف مستنيني هنا عشان أحاسبه بس مش لاقي حاجة 
ليرد الشاب بلهفه:
-يا خبر يا باشا…هو تبعك؟!
-يعني كان هنا فعلاً؟!!!
-أيوه وكان مستني حسابه من الأنسه الي كانت معاه بس هي اتأخرت قوي وبتاع الونش جه وكان هيكلبش له العربيه فقال يمشي هو مش حمل تمن المخالفه وادي جزاء الي يعمل خير….لو اعرف يا باشا انها تبعك كنت دفعت انا والله .
ربط ماهر على كتف الشاب يقول:
-حصل خير حصل خير.
عاد من شروده على صوتها الذي قررت ان تخرجه وليحدث ما يحدث:
-بطل تبحلق فيا كده …عيب انا زي أختك.
(أختتي) هكذا ضحك ساخراً بداخله ولم يستطع كبتها فقال :
-بس يا عبيطة
-عبيطة؟!!! لا ده انت زودتها قوي.
رمقها بتسلي وقد راقه غضبها لينتبه للباب الذي يدق فيقول:
-قومي ادخلي الحمام واقفلي عليكي.
لكنها ومن شدة غضبها منه لم تتحرك فعادها:
-قومي يالا واقفلي على نفسك.
-لا هقعد عادي مانا كده كده سهله 
-قومي يا لونا أحسن لك.
لكنها عاندت ولم تقوم…ليهم واقفاً من مكانها كأنه ينتوي لها فتنتفض سريعا وتفر ناحية الحمام تغلق بابه عليها.
وأخيراً تثنى له الضحك تشق الضحكه فمه وتملأ صدره بإنتعاش.
ذهب باتجاه الباب يستلم كيس الملابس من السائق ومن قاحته فتش فيه ينظر على أشيائها الخاصه ثم يبتسم بإعجاب.
على ما يبدو أن لماهر شخصية أخرى غير تلك التي يعرفها فهو قد فتح عليها الباب لتصرخ في وجهه:
-انت ازاي كده …مش المفروض تخبط.
فرد ببرود وبابتسامة مستفزة:
-تؤ
ناولها الكيس الكرتوني ثم قال:
-جبت لك لبس بس ..
صمت يزم شفتيه ثم أكمل:
-چنا ماعرفتش تنشن صح شكلهم هيبقوا ضيقين عليكي بدرجة.
اتسعت عيونها الجميله من وقاحته الفجة تلتقط من الكيس وتصرخ في وجهه:
-أنت بأي حق تكلمني وتعاملني كده…مين إداك الحق ده،
ليرد بتجبر وتملك:
-أنا أديته لنفسي .
ثم أمرها:
-عشر دقايق وتكوني برا..فاهمه يا ….لونا.
نطق إسمها بخصوصية….خصوصية تخصه وحده.
وذهب ينتظرها على الكرسي بالغرفه وهو شارد……من العجب ان تتفجر بداخلك بودار لأشياء ماكنت تعرفها عن نفسك…بل من المرعب أنك تمتلك شخصية أخرى خاصه بك لا تستطيع إظهارها للعلن.
والأشد رعباً هو ذلك الشخص الوحيد الذي تتفجر معه كل تلك الخفايا ما ان تراه وتقابله فتتجلى معه كل ما تخفيه وتحبذ إطلاق العنان لشخصيتك الدفينه التي أكتشفتها للتو وللعجب بعد ان تلك الشخصية هي من تعطيك جرعة اللذة التي تحتاجها كي تحلو الأيام…فتباً للونا.
أسند رأسه على الكرسي من خلفه متنهداً وقد أتعبه ما أكتشف ليتعب أكثر وتنتفض كل خلاياه الرجولية بعدما فتح الباب وطل "الملبن" من خلف الباب..المأزر وخف المنزل كان أرحم.
فقد أرسلت شقيقته فستان نهاري بلون البنفسج الناعم يتلف حول قدها المياس بروعه تفتن وهي بالأساس تسير بخطوات متهادية تفتك به وبأعصابه.
هز رأسه وما عاد قادر على التحمل ليأمرها بإرهاق شديد:
-أرجعي البسي الي كنتي لبساه.
-بس 
صرخ فيها:
-مابسش….سمعتي انا قولت ايه
-مش هروح ايه قلة القيمه دي وبعدين انا حره.
ثم تقدمت تجلس على الأريكه بعند شديد مالبس ان تحول لضيق تحت نظراته المتفحصة وهي تحاول تحريك الملابس حول صدرها ليسأل بضحكة وقحه:
-قولت لك المقاس ضيق.
أهدته نظره ناريه جعلته يقهقه عالياً فقالت بجنون:
-ياريت واحد محترم زيك مايكلمش واحده سهله زيي؟ ولا انت بحالات؟!
قالتها تذكره بغضبه واتهاماته التي لم يمر عليها الكثير ليقف من مكانه ويتحرك ناحيتها لكن أوقفه صوت هاتفه الذي أعلن عن إتصال من والده.
ليجيب على الهاتف :
-ألو
-ايوه يا ماهر…جدك عامل ايه
-والله يا بابا حقك تيجي تشوفه بنفسك 
-مانت موجود والموجود يسد ولا مش مخلف راجل مثلاً انت في المستشفى وانا في الشغل ولا هو كل حاجه لازم تقف يعني؟
رفر ماهر بتعب ثم قال بمهادنة:
-ماشي يا بابا..جدي كويس وخرج من الرعايه بس لسه نايم مش هيصحى دلوقتي وانا معاه اهو.
-طب بقولك ايه…كلم چنا اختك ولا چيلان ييجوا يقعدوا معاه وتعالى لي انت على الشركه ….مجدى أبو شقره وعايزين نفاحته في الموضوع إياه
القى ماهر نظرة على لونا ثم همس من بين أسنانه:
-بردو يا بابا مصمم قولت لك ان انا مش صغير عشان أتجوز بالطريقة دي
ليرد عليه والده بقوه وتصميم:
-ماهو عشان انت مش صغير فلازملك جوازه تليق بيك ومافيش اكبر مت عيلة أبو شقرة عشان نناسبها انا ماصدقت…ده هيعلي أسهمك في السوق العيلة دي مش اي حد بيقدر يقرب ناحيتها…
رمق ماهر لوناً بنظرات غير مفهومة هو يستمع لبقية كلام والده:
-بس البنت بقا عينها كانت هتطلع عليك في اخر حفله كنا فيها وبقت عماله تتلزق فيك وتفتح معاك اي مجال للكلام وده هيخليها هي الي تضغط على أبوها وهيوافق انا عارف مش بيرفض لها طلب ابداً…وبعدين في ايه مالك كده…هو انت عايز ايه غير واحده من نفس بيئتك ومستواك وصغيره وغنيه وتقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك تفتكر هتبقى بتدور على ايه تاني مش فيها…أعقل يا ماهر وتعالى يالا عشان انا كده ولا كده لمحت له وهو فهم وشكله مرحب ف No way  نرجع في كلامنا فاهم
اغلق المكالمة مع والده ثم نظر للونا بصمت طال وطال …طال لدرجة أنها خافت وسألت:
-في ايه؟
ليقول بأمر واضح شديد اللهجة:
-قومي يالا هروحك
-ايه
-ايه..هوديكي بيت ابوكي 
لتقول بخوف:
-بس انا خايفه من عمي والفيران على فكرة انا والله مش كده مش زي ما بيقول عني خليني اروح بيتكم.
رفض بأعين قاتمه غامضه ثم أردف:
-عمي فاخر هناك مش هيسبك 
صمت لثواني وأكمل بأعين موحيه:
-ولو انا مش معاكي كله هيدوس عليكي.
رسالته كانت واضحه وضوح الشمس..فهمتها هي ليست بغبيه.
فيما أكمل هو:
-تعالي بقا نشوف في فيران في شقتكم أصلا ولا دي كمان كدبه زي أجرة التاكسي.
نزل كلامها عليها كالكهرباء زلزلها لكنها لم تكن تملك أي خيار فنهضت قائلة بحزن شديد وكر بات ينمو له داخلها:
-لأ شكرا انا هعرف اروح لوحدي.
نبرتها قطعت وتينه….علم ما باتت تكنه له لكن يبالي على الأقل حالياً…أجل كل شيء هو في عجله من أمره وقال بحده غير قابله للجدال:
-أنا مش بناقشك….يالا.
_________سوما العربي ________
دلف معها للشقة التي كانت تلمع كالزجاج رمقها بنظرة إتهام واضحه لتقول بلهفه وتبرير:
-والله والله كان…
-شششش أخرسي…تعرفي تخرسي…انا لولا اني مش فاضي لك كنت دفنتك مكانك…تقعدي هنا ماتتحركيش وانا رايح مشوار ساعتين تلاته وهكوه هنا ….فاهمه 
لم تجيب وهو لم ينتظر ردها بل تحرك مغادراً وذهب حيث صف سيارته بعيداً في الشارع العمومي ليشك بأحدهم ومشيته…كأنه يعرفه.
همهم متذكراً فهذا الرجل هو عم لونا..مشيته مريبه لما يتلفت خلفه هكذا.
لا يعرف لكنه تحرك خلفه يتتبعه حيث ذهب.
بينما كانت لونا تجلس في شقتها حيث أمرها ماهر وهي بخوف نفذت لا تملك أية خيارات لكنها حاولت مهاتفة سما ربما دلتها على حل أخر غير الإنتظار وتحمل الأهانات فقد باتت مدركة ان ماهر لن يتقبلها كأخت له وأخوالها يرفضونها وجدها الوحيد القادر على شملها بالحماية فهو طريح الفراش بالمشفى لا تعلم متى سيفيق.
لم تكد تلك المسكينة ان تكمل مكالمتها فقد تفاجأت بدق الباب لتصرخ برعب وهي تجد أحدهم يكمم فهمها عن الصراخ بينما يقول عمها الذي وقف بكشفة وجه لجواره يفح الغل ونفاذ الصبر من صوته:
-مقفلة كل الشبابيك والبلاكونات لا ناصحه يابت..هندخلك هندخلك وديني لاخلص منك .
حاولت لونا الصراخ من جديد ليقول أنور للرجل العريض :
-شوف شغلك بس بالهداوه لحد ما اكلم الي اسمه ماهر.
خرج وأغلق الباب تاركاً أبنة أخيه مع رجل غريب يكممها وهاتف ماهر الذي كان يصعد السلم بالأساس فقال:
-ماهر باشا…كويس انك جيت…الفاجرة رجعت تاني ومعاها عشيقها…مابتسلاهوش يا باشا ولا بتكتفي…انا غلبت..دي كمان مش راضيه تفتح لي الباب.
دفش ماهر الباب بكتفه عدة مرات الى ان كسر ليجد لونا تقف وقد حررها الرجل مه ذراعيه ليصرخ أنور:
-شوفت بعينك اهو يا باشا.
هرول ماهر ليهجم على الرجل لكنه سارع بالركض نحو الشرفة فتحها وهوب منها سريعاً ليعود ماهر نحو لونا بخطوات متثاقلة كأنه سينقض عليها لكن صبر أنور كان قد نفذ فقال:
-البت دي مش هتقعد يوم في البيت ده وقسماً بالله لاتخرج من هنا بفصيحه او أقتلها وأغسل عاري بأيدي.
ليصرح ماهر:
-عنك انت…حرام تدخل فيها السجن..
صمت بترقب ثم قال:
-إتصل هات المأذون 
-هاااااااااه؟!!!!!
فصرخت لونا :
-لااااااا….مسحيل أوافق…مستحيل أنا بكرهك 
-مش أكتر مني
ثم نظر لعمها يأمره:
-يالا إتصل بالمأذون قولت لك.
وضعت لونا يدها على فمها برعب تقول:
-لاااا حرام ماتعملوش فيا كده…ده عايز بجوزني لمقاول اكبر من ب١٥سنه ومتجوز مرتين ماتعملش فيا كده يا ماهر.
-أهو الي رضي بيكي وبعارك يا وسخه.
رمقه ماهر بنطرة ناريه جعلته يرتجع للخلف وصمت ليقول ماهر:
-كلم المأذون وهات الباقي من عيتلكم….أنا العريس…
كلمه كانت الأشد رعباً للونا التي بهت لونها وشعرت بالضياع أكثر….
يتبع💖
وقف أنور مذبذباً لا يعلم هل مايحدث سيسير وفق مصلحته ام لا؟ هو على علم بماهر وعائلة ماهر وهو الان سيصبح زوجها.
شعر بالتوتر الشديد وبدأ يتلجلج أمام ماهر الذي ينظر ناحية تلك المغويه الجالسة بالفستان البنفسجي يظهر ليونة وغضاضة جسمها فهتف بحده:
-أدخلي وأقفلي على نفسك.
لكنها مازالت منشغلة في البكاء ولم تجيب فيما التف هو ينظر لعمها وقد نفذ صبره فسأل :
-فين المأذون ماجاش ليه؟
ابتلع ريقه بتوتر وهو يفرك يديه معاً ثم قال:
-ماهو ياباشا يعني…أصل
-أصل ايه وفصل ايه؟ ايه الحكايه بالظبط؟!
-اصل انا بصراحه بقا عمها وانا أدرى الناس بمصلحتها وهي متقدم لها عريس تاني احسن ودافع مهر أكبر 
تجهمت ملامح ماهر وشعور من نار يتدفق داخل صدره لا يفطن من أين ولد، نظر لتلك المنخرطة في البكاء بجواره وأمرها:
-انتي لسه قاعدة؟!قولت ادخلي وأقفلي على نفسك الباب 
أمره كان حاد وعنيف جعلها تتحرك دون رفض فدلفت وأغلقت الباب كما أمره ليتبقى أنور وحده في مواجهة ماهر الذي وقف من مجلسه وأخذ يتقدم منه بخطوات بطيئة بثت الرعب في قلب أنور الذي قد تجلى التذبذب والخوف على ملامحه يزيد مع إقتراب ماهر منه حين وقف أمامه يردد بصوت بطيء أرعبه:
-كنت بتقول ايه بقا؟! أه انت عمها وأدرى الناس بمصلحتها مش كده
رعب أنور كان واضح خصوصاً وهو في مواجهة شخص كماهر لكن الجشع والطمع كانا أكبر فبعدما فعل الكثير والكثير للإستحواذ على مال أخيه لن يأتي ويفرط بكل ذلك خوفاً من ماهر وتهويشاته هو قتيل ذلك المال ولن يتركه مهما جرى لذا تحدث بتصميم رغم خوفه الواضح:
-كده، وانا مش موافق على الجوازه دي
-مش موافق؟! ده حلو قوي الكلام ده،طب ما إن شاء الله عنك ما وافقت،أنا ببلغك مش جاي اخد رأيك.
رفع أنور عيناه بعينا ماهر يتحداه قائلاً:
-من غيري مش هيبقى في جواز انا وليها الوحيد فمن غيري مافيش مأذون هيقدر يكتب لك الكتاب.
إبتسم ماهر بجانب فمه إبتسامة متحدية صغيره ثم قال:
-حلو ده…تعجبني..صح انت وليها مش هعرف اكتب كتاب من غيرك بس انا عايز أكتب الكتاب دلوقتى أعمل إيه؟؟
قال الاخيره بحزن شديد وقلة حيله جعلت أنور يشم أنفاسه بيعض الراحله مالبث أن سعل وجحظت عيناه حين قال ماهر بقلة حيله كأنه مضطراً:
-خلاص بقا أمري لله..كده أنا مضطر أدور بنفسي على ابوها يجوزها لي.
انخفض ضغط أنور وتباطأت دقات قلبه يدرك مايقوله ماهر وما لم يقوله ليبستم له ماهر ويضربه على كتفه كأنه يحركه بمهانة:
-شاطر…أمسك العقل كده وخليك حكيم وانزل من سكات جيب المأذون بلاش تخليني أوريك لعبي.
أدرك أنور إنفلات الأمر من يده وأنه سيخسر تلك الزيجه والمهر لا محالة لذا حاول التماسك والخروج بأقل الخسائر فصلب طوله وقال بتجبر:
-لا لو كده يبقى نتفق الأول يا باشا
-نتفق وماله بس تقولي الأول وديت أخوك فين وعملت فيه كده ليه؟
لم يجيب أنور ليهتف ماهر بحده وغضب:
-خلص…أبو لونا فين؟وفين فلوسه 
-في مصحة نفسية 
-إيه؟؟؟
-أخويا إتجنن يا باشا ومخه فوت بقا بيجي له خيالات وتهيؤات بحاجات مش موجودة..أعمل ايه يعني كنت مضطر أدخله مستشفى ياخدوا بالهم منه.
ليبتسم مضيفاً بثقة:
-وماحدش يقدر يعرف اسمها غيري اصلها مصحة نص كم مش مسجله فلف مهما تلف مش هتعرف توصله.
إنشق قلب ماهر على تلك المسكينة وسأله:
-وليه عملت كده؟ مش حرام؟! كان عملك ايه أخوك؟
لينفجر أنور بغل وغيظ:
-ده يستاهل الحرق…الجاحد كان عايز يكتب لبنته دي كل حاجة بيع وشرا قبل ما يموت …ابن الهرمة مش عايز حد يورث معاها…شوفت الكفر ياباشا…عايز يخالف شرع الله وباع الي وراه والي قدامه وسيلهم فلوس وماتقضلش غير البيت ده وكان رايح كمان يكتبوا للغندورة عايز يطلعني بلوشي…عايز يشفط حقي في كرشه…كان هيأكلني لبنته.
فضحك ماهر ساخراً يسأل:
-هي فلوسك ولل فلوسه ..الفلوس دي جت منين؟
-من شغله الي لمها في شولة من السفر برا ابن المحظوظة.
-يعني فلوسه هو وبتقول عليه عايز ياكل حقك ويأكلك لبنته؟
-والله بقا ده الشرع هو الي قال العم يورث اخوه الي مش مخلف ولد.
-وقال بردو ان كل واحد حر في ماله يورث فيه من يشاء على حياة عينه مش يسيب بنته تشحت من عمها ولا عمتها.
-إنت هتفتي في الدين كمان..بقولك ايه..عليا وعلى أعدائي ولو عايزني اجوزهالك لازم نتفق .
رمقه ماهر بصمت تام ثم قال:
-موافق.
مرت دقائق لا تعلم عددها وهي تجلس في غرفتها تبكي تحاول الإتصال على صديقتها سما لكن هاتفها كان مغلق منذ الصباح.
إلى أن سمعت صوت إغلاق باب الشقه فتسحبت لتخرج على أطراف أصابعها لكنه فاجأها وهو يفتح الباب يلج للداخل ينظر لها بطريقة مختلفه إرتبكت منها وإسترعاها الإندهاش وهي تراه يخلع عنه معطفه يلقيه على الأريكه وبعدها يلقي بجسده على فراشها الأنيق يزفر بتعب مرتاحاً كأنه بيت والده.
إندهشت من تصرفاته وأريحيته في التصرف، باتت تراه غريب الأطوار لكن ذلك لم يكن همها الان هي في تلك المصيبة التي وقعت على رأسها.
لذا تشجعت فتقدمت تقول:
-ماهر.
-هممممممم
همهم بخمول وهو يضع ذراعه على عينه لتقول:
-عشان خاطري يا ماهر انا مش عايزة أتجوز مش موافقة 
-مش لازم توافقي
رد عليها وهو بنفس الوضعيه من الخمول والكسل لتتفزز بعصبيه:
-قوم هنا وكلمني انت مستضعفني كده ليه؟
لم يستجيب لها ولم يتحرك بل بقا على وضعته لتأخذ جوابها هو بالفعل مستضعفها فهتفت:
-انا مش هسكت على الي بيحصل ده وبعدين…انت مش شايفني سهله وشمال عايز تتجوزني ليه؟
اعتدل من نومته وجلس يواجهها مردداً بأعين حاول كسوها بالبرود:
-عشان اللمك…ومش عايز كلام تاني انا بقالي يومين مطبق في المستشفى وهموت وافرد جسمي…فمن هنا لحد مايوصل المأذون ماسمعش صوتك فاهمه.
ليبسم لا إراديا وهو يسمعها تندب بعويل:
-إنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس.
ليغمض عيناه ويسحب نفس عميق يسأل هو نفسه بجنون (أنتي الي طلعتي لي منين)
لكن فتح عيناه كالمصعوك وانتفض جسده من فوق الفراش وهو يسمعها تقول بتحدي:
-بس انا بحب واحد تاني.
في ثانيه كان مقابلها يقف على الأرض يغرز أظافره في لحم ذراعها بينما يقبض عليه ويهزّها بعنف ضرب قلبه يسألها:
-بت إيه؟! سمعيني تاني كده؟! بتحبي؟!!!! 
احتدمت النيران في عيناه وزادت غلظة قبضته على ذراعها يسأل من جديد:
-هو مين؟! مين ده إنطقي
خافت وارتعبت بل ذابت في جلدها فقالت بسرعه:
-مش بحب حد…بكذب عليك والله..سيبني بقاااا.
لم يصدقها..وقلبه مشتعل نار هو فقط دفعها لتسقط أرضاً و وقف يتنفس بسرعه من شدة تلاحق أنفاسه وعلو ضغطه ينظر عليها وهي مسجاه أرضاً يسأل هل بالفعل تحب أحدهم؟! هذا ما لم يحسب له حساب.
كان يضع يديه على خصره ويقف ينظر للسقف لتتحدث هي وهي تبكي :
-بلاش جواز يا ماهر…انا زي أختك 
-أخرسي..أنا أختي أشرف من الشرف.
لتقف على قدميها تمسح عيناها بشراسه وتهتف:
-ولما انت شايفني مش شريفه كده راضي ازاي على واحده زيي تشيل اسم سعادتك والعيلة الكريمة ماتسيبني…انا بكرهك ومش بطيقك مستحيل اتربط بيك العمر كله ده بالنسبه لي إسمه إنتحار.
إستفزته ببراعه فهتف من بين أسنانه بعدما جذبها من ذراعها يقرب وجهها من وجهه ويقول:
-ولا انا كمان طايق أشوف وشك بس غصب عني سمعتك بالنسبه لي فلوس بخسرها واحنا تجار راس مالنا السمعه فخيالك مايسرحش لبعيد ويكون في معلومك ماحدش من البيت عندي او حتى معارفي هيعرف إنك مراتي…عقد الجواز ده عشان تلمي نفسك.
صمت لثواني ثم أكمل:
-وعشان لو فكرتي بس مجرد تفكير تجيبي راجل تاني بيتك أقتلك ولاخدش في وسخه زيك ساعه سجن.
القاها أرضا بعد حديثه السام وختمه مردداً:
-خلي بقا الي بتحبيه ينفعك و وريني كده هيقدر يقرب ناحيتك ازاي…الله في سماه أقتلك وأقتله والقانون في صفي..فاهمه 
صرخ في وجهه بحرقه نار ناشبة في صدره ولم يصرفه عنها سوى صوت جرس الباب ينبأه بعودة عمها ومعه المأذون.
ذهب يفتح الباب ليتفاجئ بالمأذون المميز بدفتره وعمها أنور ولجواره ثلاث رجال وسيدتين فسأل:
-مين دول؟
ليجيب أنور:
-مش قولت لي أجيب قرايبنا..دول ولاد عمي وبنات عمتي 
هز رأسه متفهماً ثم سمح لهم بالدخول لتتقدم منهم لونا مندفعه تقول:
-أنا مش موافقه على الجواز…مش هينفع أتجوز من غير موافقتي ولا ايه يا شيخ.
ليهتف أنور بغل:
-اه يا فاجره…عينك وسع كده…بقا قافشينو معاكي في الشقه وتقولي مش عايزه اتجوزوا..مالكيش في الح….
-بسسسسسس…ولا كلمة زيادة خليني محترم سنك.
كان ذلك صوت ماهر الصارم والذي أرعب أنور وكل الحاضرين ليلتف بعدها للونا يقول:
-أدخلي جوا لحد ما كل حاجه تخلص
-مش داخله.
ثم وجهت حديثها للمأذون تقول:
-انا مش موافقه يا شيخ
-يبقى مافيش جواز يا أنسه
نظر له ماهر بحده يكاد يقتله لكن المأذون هز كتفيه وقال:
-مستحيل اكتب كتاب واحده مش موافقه على جوازه كده العقد يبقى باطل ولو طلعت من هنا وجبتوا غيري هبلغ عنكم.
سحبت لونا أنفاسها أخيراً تشكر المأذون بعيناها ليقول ماهر:
-ولو سمعت موافقتها
-ساعتها هعقد عليكم بأمر الله 
-تمام…دقايق وجايلك
ثم سحبها ودلف بها لاقرب غرفه يغلق عليهما الباب مردداً:
-أنا مش عايز لعب عيال…وقسماً بالله لا تتربي على الي انتي عاملاه ده…بترفضيني قدام المأذون والناس..
فقالت بعد تفكير لثواني:
-خلاص خليها عقد عرفي عشان حجتك لو حبيت تقتلني العقد العرفي إثبات.
-أه يا شمااال..اه يا شماال..عرفي وبتقوليها كده في وشي..
لتظلم عيناه وهو يكمل:
-ولا عشان تبقى ورقه وتتقطع وتروحي تجري على حبيب القلب..عشان اقتلك ساعتها بجد.
لحظتها إستشعرت لونا شيء…شيء مختلفً جعلها تجعد مابين حاجبيها تنظر له بإستغراب ليلاحظ ذلك ويعلي نبرة صوته ينتشلها سريعاً:
-اخلصي انا مش فاضي لك..خليني ارح لجدك ولا امشي واسيبك انتي مع عمك هنا وتفضلي طول عمرك مش عارفة توصلي لأبوكي.
طالعته بحيره وتعب ليقول:
-معاكي تلات دقايق تقرري هتخرجي معايا تقولي اه ولا لأ.
صمتت ومر الوقت ولم تشعر سوى بجملة المأذون يردد:
-بارك الله لكما وبارك عليكما.
وتحرك ماهر بعدها يقترب منها ثم يميل يجمع رأسها بين كفيه ويقبل جبينها وعلى وبعيونه فرحه حقيقية وهو يقول لها بصوت رخيم:
-مبرووك يا لونا.
-!!؟؟؟!!!!
كان ذلك بالفعل هو ردة فعلها على تصرفه الأكثر من حميمي تقسم لو كان الوضع غير الوضع لكانت قد ذابت بين ذراعيه الأن من شدة رومنسيته وحميميته ودفئ صوته…لقد كان ينظر لها وكأنه أخيراً قد نالها…جعدت مابين حاجبيها تسأل هل هو مجنون ام مصاب بإنفصام الشخصية.
وقال بعدها:
-جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا
هزت رأسها وتحركت بصمت مطيع ناحية غرفتها ليلتف له أنور ويقول:
-أظن بقا آن الأوان نتحاسب.
إبتسم له ماهر بظفر يطالعه بنظرة غموض وإنتصار.
__________سوما العربي_________
في سيارته كان يقود بمزاج مبتسماً رغما عنه وتلك الجالسه لجواره باتت زوجته…لقد تزوج لونا وهو سعيد…سعيد جداً
كلّ دقيقتين او أقل ينظر عليها ويفرح ويعود بعيناه من جديد يراقب الطريق.
لكنه ما ان وصل عند البيت حتى نظر عليها قائلاً بعدم رضا:
-ماكنش في تيشيرت تاني اطول من ده شويه
أسبلت جفناها بحزن لا تريد مجادلته الان يكفيها ما جرى..لقد قضي على مستقبلها وانتهت حياتها ولم تكن تملك اي وسيلة لتغيير كل ذلك .
تسمعه وهو يقول بعدم رضا:
-ومالك رافعه شعرك كده ورابطه التيشرت من على وسطك؟!
-هو ستايله كده
-يبقى يتغير..فكيه وماتعمليش شعرك كده تاني وانتي برا البيت فاهمه.
-فاهمه.
قالتها ثم شرعت في تفكيك التي شيرت لكن لم يعجبه وقال:
-بردو ضيق..ماتلبسيهوش تاني
لم تجيب عليه بل قالت:
-هو مش انا اتجوزتك يعني بقيت في وشك وكرامتي من كرامتك! فين حقي الي عند عمي؟! انا عايزاه.
سحب نفس عميق ثم قال متهرباً:
-مش وقته…انا لازم أنزلك واتحرك دلوقتي على المستشفى عشان كلموني…تدخلي وتطلعي على أوضتك ماتطلعيش منها ..يالا.
هز رأسها موافقه وغادرت بينما هو ظل ينظر عليها من بعيد يبتسم بفرحه يكاد يجن منها….ااااه لقد تزوجها.
بقى يراقبها حتى اختفت بالداخل ليحرك مقود السيارة ويتحرك وهو يتنهد عالياً بتعب وهيام.
_________سوما العربي__________
دلفت لونا للداخل تتلفت حولها برعب تخشى ان تقابل أحد أخوالها لكن حمدلله لم تقابل اي منهم وأنما تقابلت مع جنا التي قرصتها قي خصرها تقول:
-هالو يا مززه…كنتي فين يابنتي
-هاااه…كنت …كنت في بيتنا بجيب لي لبس.
نظرت جنا على حقيبة لونا وقالت بتفهم:
-اااه ماشي…بس ايه الشياكه والحلاوة دي؟ حذري فذري من جاي عندنا النهارده ؟
-مين؟
سألتها لونا بترقب بعدما إعتادت الخوف لتقول چنا وهي تصرخ من الحماس :
-كمال ابن عمي فاخر..سرع أجازته لما عرف ان جدو تعب
-مين ده ماعرفوش 
تأبطت چنا ذراع لونا وسحبتها معها ليتحركا نحو الداخل فيما أكملت چنا:
-تؤ …إنتي لحقتي تنسي…كموله ده ابن عمي فاخر يعني ابن خالك انتي كمان وأصغر من ماهر بسنتين بس حاجة بقا كده إييه أوووز …لوووز…مز مزازه يخربيته..وبتاع بنات بقا ماقولكيش .
فكرت چنا لثواني ثم تحدثت بعبقريه:
-أنا بقترح نجوزكوا لبعض تخيلي لما الشوكولاته تتجوز المربى هيبقى الإنتاج ايه…حاجة نايتي خالص.
ضحكت لونا بهم…أه لو تعلم أه.
وبينما هما كذلك إذ بأحد الخدم يردد مهللاً:
-كمال بيه وصل .
لتهرول چنا بحماس تسلم عليه وهي تسحب لونا معها ثم تترك يدها وتقترب منه ولونا قد توقفت بفتور غير مهتمه.
ترى چنا وهي تنتظر خروجه من السياره ويفتح الباب ليخرج شاب عريض بشرته خمريه وطويل لديه مزيد ومزيد بل مزيد من الوسامة.
يبتسم بفرحه شديدة ما ان أبصر چنا يصرخ:
-چنچونة…ايه ده ده انتي على الحقيقة طلعتي مختلفه كبرتي يا عفريته.
-شوفت…احلويت أخر حاجه مش هتلاحقوا عليا من العرسان.
-ماشيه معاك يا عم..هيبقى عندهم نظر طبعاً ..ايه ده من الصاروخ العابر للقارات الي واقف هناك ده يابت يا چنچونة؟
-دي لونا الي قولت لك عليها.
-لا بس عوووود وع المظبوووط..مرتبطه بقا لونا؟
ضحكت چنا عليه وقالت:
-تعالى أخدمك وأعرفك عليها عد الجمايل.
تحرك معها وهي تكمل:
-وعلى فكرة كلمت ماهر كان رايح مشوار ولما عرف انك وصلت لف ورجع وهو اصلا ماكنش بعد ثواني وهتلاقيه هنا.
-ماهر ايه وخشونه ايه خلينا احنا مع الليونة ولونا..عرفيني عليها ينوبك ثواب اخوكي عطشان.
ضحكت تتقرب منها فتقول لها:
-لونا..ده كما…
قاطعها يقول هو وهو يمد يده ويسبل عيناه للونا:
-سيبك منها.. كمال فاخر الوراقي، ٣٠ سنه، دكتور أسنان شاطر خصوصاً الحشو، أعذب و وحيد ولم يسبق لي الزواج وابحث عن شريكه للتعارف الجاد.
لينتفض ثلاثتهم على صوت صرير سيارة ماهر وترجله السريع منها ورزعه للباب من خلفه ثم تقدمه منهم بوجه مقفهر
يتبع…
تقدم منهم بوجه مقفهر كأنهً مجرم غير مبالي بعودة إبن العم بعد غياب قد طال كل همه تلك الليونة التي تقف أمام رجل بوسامة كمال.
هو بالفعل على علم بوسامة كمال التي كانت ولازالت دوماً تغرق الفتيات في غرامه.
وهو كذلك على علم بأن لونا فتاة تعجب الباشا..وإلا ما كان ليقدم على كل ما فعل كي ينالها.
توقف عندهم يقول :
-حمدلله على السلامة يا كمال.
نظر له كمال بجنون يردد:
-حمد لله على السلامة يا كمال؟! هو انا كنت بايت في حضنك؟! ايه يا جدع انت ده ؟!
نظر لجنا يسأل:
-هو لسه غتت زي ما هو؟!
-إخس عليك يا كمال ماتقولش على ميمو كده؟
-ميمو؟؟ ده شكل ميمو ده
ظل كمال وجنا يتجادلان حول ان كان ميمو أم لا بينما لونا تقف تحاول الهرب من نظراته المميته المسلطة عليها وحدها تحاول تفاديها ببرود رغم شعورها انهز قد تكون معنية بها.
ليقدم ماهر على إحتضان كمال بحرارة حقيقية مردداً:
-حمدلله على السلامة يابن عمي نورت البيت
-آه كده انت كده ممكن نسميك ميمو ماشي انا موافق.
-شكراً ياعم على كرم أخلاقك
ثم أضاف من بين أسنانه رغما عنه:
-مش ندخل احسن ؟
ضيق عيناه بتحذير ناحية لونا يقول:
-ولا ايه؟!
نظر ناحية جنّا وسألها:
-أدخلوا انتو جهزوا السفره وانا وكمال هنيجي وراكم.
-حاضر…يالا بينا يا مزه على المطبخ.
وأخيراً تحركت لونا مع چنا للداخل تحت نظرات ماهو الغاضبه وكمال الذي أضاف:
-ده الطب أتقدم قوي في مصر.
-كماااال.
انتفض كمال يقول:
-جرى ايه ياكبير انا كده ممكن أقطع الخلف 
-انا بقول تتظبط بدل ما أخليك قاطع مايه ونور خالص.
حمى كمال جسده بطريقة موحيه ثم قال:
-هي حصلت كله الا الكهربا…وبعدين في ايه ياعم بقا هو ده إستقبالك ليا اخس عليك اخس…ماكنش العشم يا ….ميمو.
-اتلم ياض واطلع قدامي نقعد في الجنينه على ما الأكل يجهز.
-ايوه انا فعلاً محتاج اطلع الجنينه أفهم منك مين لونا دي وايه حكايتها.
نار نشبت في صدر ماهر من حديث كمال عن لونا حتى رغم علمه ان كمال يمزح كالعاده..
تقدم يجلس معه في الشمس يسأل:
-أيه بقا الكلام على أيه؟
-مشاكل وحوارات..لونا تبقى بنت عمتك رحيل الي…
قاطعه كمال متذكراً:
-أيوه أيوه…ياخبر..ده تلاقي أبويا وعمي مش طايقنها..مانا عارفهم.
-هما مش طايقنها وبس؟ احنا كل يوم خناقه وأخر مرة جدك وقع فيها،المشكلة ان البنت حالياً مالهاش حد وعمها راجل إبن وسخه، لأ وراميها وكل يوم ملبسها مصيبه عشان يخلص منها اخر مره جاب لها كتيبة فيران في البيت.
-فيران؟!!!
-أه والله مش بقولك ابن وسخه..ده كمان كان ناوي يجوزها مقاول كبير في السن ومتجوز ومخلف….مش عارف هحلها ازاي دي، هي حقها تاخد ورثها و ورث أمها خصوصاً ان عمها سرق كل فلوس أبوها ومش راضي يرجعهم وجدك متمسك بيها كأنه بيكفر عن غلطه في حق أمها وأبوك وعمك قايدين البيت حريقه بسببها ومش طايقنها لا في سما ولا في أرض
اتكئ كمال في جلسته يقول:
-أنا عندي أنا حل الموضوع ده؟
نظر له ماهر بتوجس ثم سأل:
-إزاي؟
-أتجوزها واحل المشكل
تفزز جسد ماهر رغم محاولته تحجيم ذلك وقال :
-نعم؟!
-أيوه مالك بس 
-لم نفسك يا كمال مش عايز أتغابى عليك
-وتتغابى ليه ياعم هي تخصك في حاجه؟!
بهتت ملامح ماهر ونيران قلبه جعلته ينتوي المجازفه وهم لأن يصرح أنه نعم هي بالفعل خاصته لكن كمال إستبق يكمل:
-أنا يعني الحق عليا كنت هحل معادلة صعبة أنا طول الوقت مسافر ومش هنا فتبعد عن ابوك وعمك وجدك يبقى مطمن عليها وهتبقى في أيد أمينه..خلينا ندلع الچيلي بقا يا ماهر.
تعصب ماهر وقال:
-كمال…إنسى الموضوع ده خالص وبعدين أنا ولونا.
=أحلى ورق عنب لأحلى كمولة في الدنيا.
أقتطع أعترافه الضروري دخول چنا التي لا يريدها أن تعلم رغم رغبته في أعلام كمال كي يضع النقاط فوق الأحرف ويتفهم أن لونا تخصه كي لا تزوغ عيناه عليها خصوصاً وهي بالفعل جميلة سيعجب بها أي رجل…إنها حقيقة علمية لا يمكن إنكارها فهنالك إشياء لا يختلف عليها إثنان ولونا بمقاييس الجمال ليست جميلة فحسب بل أيقونة.
غرق في أفكاره يبحث كيف سيخبر كمال فهو يرى ذلك ضروري جداً في حين كان كمال مندمج مع چنا يهلل:
-الحقيني بيه…أااااه ياقلبي…أنت كنت فين من زمان ده أنا معدتي نشفت من غيرك يا حبيب قلبي.
تقدمت لونا كي تخرج فوق من مكانها قبلما يراها كل من چنا أو كمال ويسألوه لماذا سحبها معه للداخل.
فتحرك لعندها يأمرها بغضب:
-قدامي على فوق.
-في ايه؟! 
-من غير ولا كلمة قدامي على فوق
-لا انا جعانه ومحتاجه اكل ما أكلتش من إمبارح 
-أنا بقول الكلمة مره واحده سامعه…يالا قدامي.
تحركت معه على مضض تصعد لغرفتها التي سكنتها مسبقاً تدلف وهو بعدها ثم يغلق الباب ويقول بحده:
-أيه الي حصل تحت ده؟! 
-أيه آلي حصل؟!
-هو أنا مش نزلتك من العربيه وقولت لك تتزفتي تطلعي أوضتك؟
-أتزفت؟! انت بتتكلم معايا كده ليه اصلا؟أحترم نفسك بقا والتزم حدودك.
إشتعلت عيناه وهو يسمع ماتقوله ليقترب منها مرددا:
-أ..أيه؟ ألتزم حدودي…شكلك ناسيه انك مراتي يا هانم
لم تهتز من كلماته وقالت:
-وانا ماعملتش حاجة أصلا تستاهل انك تكلمني بالطريقة دي.
جذبها من كنزتها القنطنيه البديعه عليها وقال:
-وهو ده لبس تلبسه واحده محترمه مش قولت لك تغيريه
-مالو لبسي مش فاهمه 
-ماله لبسك..بطنك باينه يا هانم 
-ما أنا بشوف چنا بتلبس كده عادي
-اختي صغيرة 
-أنا أكبر منها بسنتين
-أنا مش عايز جدال وكلام كتير الي بقوله يتسمع وتقولي حاضر فاهمه 
-لا مش فاهمه انا ماعمل..
قاطعها يقول بتحذير:
-مش عايز جدال وبلاش تخليني أقلب على الوش التاني
-هو لسه في وش تاني أصلاً؟
-اه في و قسماً بالله لو ما اتعدلتي لاسود عيشتك فاهمه…واقفة تتمرقعي مع كماااال؟؟؟
صرخ بجملته الأخيرة غاضباً بشدة لتجحظ عيناها وترد بغضب هي الأخرى:
-بتمرقع؟! حلو…طب إسمع بقا…انت مش متجوزني عشان تلمني زي ما بتقول…مالكش عندي غير كده لما تبقى تظبطني معاه او مع غيره في وضع مخل أبقى تعالى أقتلني زي ما بتقول عشان انت شكلك لسه ماتعرفش مين هي لونا.
صرخت في وجهه بما تفوهت لقد وضعت في وضع صعب لدرجة انها باتت تصدق على نفسها مايتهومها به زوراً ومن كثرة التكرار رددته بلسانها عن نفسها فأي ظلم أكثر مت هذا .
رغماً عنها أجهشت في البكاء وقد صعبت عليها نفسها لينشق قلبه وهو يعلم أنه سبب كل ذلك وانها محقه.. أوصلها لأن تتفوه بما أوهمها به …لقد نجح في تشكيكها بنفسها انها أعلى درجات الظلم.
فتحرك جسده طواعية لقلبه ناحيتها وهو يحاول ان يحتضنها لكنها كانت تبتعد بنفور تبعده ثم همست بقهر:
-أنا بكرهك…وانا الي عمري ماكرهت حد في حياتي …
أتسعت عيناه وهو يسمع ماتقول لينسحب الدم من جسده فجأة وهو يسمعها تقول بصدق حقيقي:
-انت أول شخص أكرهه ويمكن تكون الوحيد.
لم يستطع مواجهة ما قيل فقد كان أكبر وأعظم منه ..
خرج من عندها يذهب لغرفته يغلقها عليه وهو يضع يده على فمه غير مصدق ما سمع لا يعلم كيف سيتصرف معها ولا مع الوضع كله.
لكن رنين هاتفه أخرجه من كل ذلك حينما وجد الانصال من والده يقول:
-أنت فين يا ماهر 
-في البيت كمال رجع هاخده ونطلع لجدي ع….
قاطعه عزام يقول:
-طب كويس …خلي كمال هو الي يروح يطلع جدك وتعالى لي انت حماك على وصول.
جن جنون ماهر يسأل وهو يتحرك بلا هوادة:
-إنت خليته حمايا خلاص؟!!!
-ايوه…دي صفقة العمر…جوازه هتحطنا في حته تانيه خالص في البلد والبت عينها منك يعني سالكه زي السكينه في الحلاوه.
-أنا مش موافق ومش عايز
-خلاص يا كمال مابقاش نافع ده أنا تقريباً فاتحته
-وانت ازاي…
قاطعه عزام يقول:
-هو ايه الي ازاي ومش ازاي …انت ابني وانا شايف لك الصالح …المصلحة بتقول إنّ الجوازه دي لازم تتم والراجل  لمح كذا مره وبنته مياله ..فمكنش في فرصه اعمل عبيط ساعتها كان هيقلب عليا.
-يانهار مش فايت …يعني هما أمروا ومش مهم رأيي؟! خطبوني يعني؟! ترضاهالي يابابا؟!
-أرضاهالك أه…ومارضاش بأحسن من كده لأن مافيش جوازه أحسن من كده …ماتنشف كده في ايه..الستات كلهم صنف واحده فخد بقا الي تفيدك، الستات كلهم على السرير واحد..قدامك نص ساعه وتكون عندي سامع…سلام.
أغلق المكالمة بحسم شديد وخلف ماهر يقف يشعر بالغضب والعجز يردد:
-لا…مستحيل أوافق بكده..أنا لازم أروح امنع كل ده..
صمت يتذكر جملة والده ثم ردد:
-لا كلهم مش واحد…كلهم مش لونا.
ليغمض عيناه بألم يسمع صدى جملتها في أذنه حين أخبرته انه أول من كرهت بل الوحيد وتداهمه فكرة أخرى انه مساق للزواج بأخرى.
ليشد جسده ويسحب نفس عميق…فقد فعل كل ذلك لتبقى له ومعه يضمنها وبعدها سيهون عليه اي شيء حتى لو أرغم على الزواج بعشرة لا يرغبهم فسلواه انه قد نال لونا وضمنها لنفسه حتى ولو بالزور.
مسح على وجهه وهو يقرر أن مازال الوقت معه سينسيها ما فعل بها ويحاول تغيير وجهة نظرها عنه..يؤمن ان كل شيء قابل للتغيير وهو بالأكيد مازال لديه الفرصه.
فخرج من غرفته وذهب لغرفتها يدق الباب لكن لم يتلقى رد..ليصك أسنانه بغضب وهو يفكر آنها بالتأكيد هبطت لمشاركتهم الطعام.
حاول تهدئة نفسه يقسم ان يعاملها جيداً كي يصحح ما جرى بينهما .
وصل للحديقة ليقف متأملاً بصدر منشرح جمالها وسط الورود والخضرة وما زاد جمالها هو انها تضحك أخيراً بإشراق..إبتسم بداخله فعلى مايبدو أنها لم تتمكن من الضحك إلا بعدما أخرجت شحنه من شحن غضبها في وجهه وعبرت عنه.
لكنه شعر كذلك بالضيق وقد فقأ عينه جمالها الواضح وتأنقها بحيث كانت بالفعل لذيذة وجذابه تسر الناظر لها خصوصاً بعدما بدلت ثيابها من كنزه قطنيه وجينز وارتدت فستان أخضر بسيط جعل منها لوحه فنيه ممتزجاً مع جمال شعرها الجميل ليهز رأسه بقلة حيله فماذا سيفعل وكيف سيتحكم بالأمر، ماهي بالفعل جميلة، تلك هي خلقتها وحظها لايملك تغيير الوضع وكذلك لا يمكنه التحمل،فهمس(أعمل فيها أيه بس) 
زفر أنفاسه بتعب ثم تقدم منهم وعلى عيناه ابتسامة ينظر عليها كأنه مقرراً مراضاتها…
تقدم يجلس بجوار فهّمت بالإنتقال فأستغل إنشغال كمال وچنا بالحديث عن ورق العنب المصري وجماله، ليهمس لها:
-أقعدي جنبي يا لونا
-لا
ردت بإقتضاب فيقول متفهماً:
-عشان خاطري.
نظرت بضيق شديد من توسله، بمزاجه يسير عصبي وعنيف يلقي بالتهم جزافاً وبمزاجه أيضاً يقرر أن يصبح الوضع رواق ويبتزها بأسلوب راقِ كي لا يتنثنى لها الرفض.
كبت ضحكته وقد فهم عليها وفهم ايضاً انها ستصرخ في وجهه الأن بجنون ليلحقها قبلما تفتح فمها فيقول:
-شششش….أهدي أحسن لك بدل ما أقوم دلوقتي قدامهم وأعمل حاجات أنا هموت وأعملها.
هزت رأسها بجنون تقول:
-إستحالة تكون طبيعي .
ثم أضافت بجدية:
-يا ماهر انت أكيد عندك إنفصام،محتاج تتعالج.
-حاضر.
ثم إبتسم لتود أن تصرخ في وجهه بجنون من تلك الشخصية هي بالفعل لا تعلم له وجهه محدده ولا تستطيع تحديد شخصيته كل لحظة هو في حال.
قاطعهم صوت كمال الذي لاحظ همسهم يقول:
-بتترغوا تقولوا ايه..يالا انا ميت من الجوع
-صح يالا خلص أكل عشان تروح تطلع جدك من المستشفى .
-نعم يا حبيبي؟؟هو خلاص مافيش دم؟! أنا لسه جاي من السفر.
-جاي على جمل يعني يا كمال ماتنشف كده في ايه؟ أنا لازم اروح الشغل لبابا دلوقتي حالاً.
زفر بتعب والقى الشوكه من يده وهو يتذكر ما ينتظره هناك لينظر يميناً ناحية لونا ويشعر بالضيق الشديد، فجعدت مابين حاجبيها بإستغراب من نظراته لها هي بالفعل محتارة في شخصيته بينما ماهر قد أشاح بعيناه بعيداً يفكر هل سيستطيع إيجاد حيله يتهرب من خلالها من تلك الزيجة؟
وقف من مكانه مقرراً عدم التأخر سيذهب لهناك سريعاً يواجه ربما إستطاع تغيير مجرى الأمور فقال:
-أنا لازم أتحرك دلوقتي…يالا يا كمال 
-و ورق العنب؟! قووم يا كمال.
-أوووف.
تحرك كمال ناحية السيارة وكذلك ماهر لكن لونا أوقفته مناديه:
-ماهر…إستنى.
ألتف ينتظرها و هو ينظر عليها مستغرباً تصرفها يراها تهل عليه مسرعه ليبتسم داخله ويسأل لما لا يتلقفها داخل أحضانه يغمرها فيها يفرح ويستمتع بها؟
فيما تقدمت لونا منه فسأل:
-في حاجة يا لونا؟
لتتحدث بإستكانة قررت تجربتها تنتطق بتهذيب:
-يا ماهر انا كلمتك عن بابا وقولت لي مش وقته بس الوقت بيعدي والوضع مش بيتغير ياريت يا ماهر تتصرفلي في الموضوع ده عشان خاطر بابا حتى أعتبره شخص بتعطف عليه لو انا يعني ماليش خاطر عندك.
ليبتسم بعذوبه ويجيب:
-بس يا عبيطة…أنتي خاطرك غالي عندي قوي يالونا.
-هااااااا؟!!
اتسعت إبتسامته من فرحتها ليضيف:
-لما أرجع النهاردة هجيب لك معايا خبر حلو…إستنيتي..أوعي تنامي.
-هستناك أكيد.
كان يود ان يقبلها حتى لو من خدها لكن چنا تجلس قريبة وستراهم لذا كبت رغبته وغادر بها تاركاً لونا خلفه تردد بجنون:
-ده وافق عادي!! ده طلع الدكتورة دي عندها حق بقا…
صفقت بيديها مهللة:
-بركاتك يا دكتورة سارة.
ثم هرولت تصعد لغرفتها تفتح جهازها المحمول تتابع فيديوهات ونصائح أخرى لنفس الدكتورة 
فتحت الفيديو التالي وقد كان مقاداه كيف تستغل الصوت والنظرات والجمال في إغواء من يقابلها وتريد تطلب منه تعلمها كيف تستغل ذلك الجمال الذي لطالما كان نقمة عليها وصوتها الرقيق والدلع المنبعث من عيناها دون أدنى مجهود.
تتذكر كم قمعت من المجتمع وكانت مرفوضه من الكثيرين فكيف لمجتمع يطلب من البنت ان تسترجل في كل الأوضاع وتصبح خشنه كي لا يتم التحرش بها بدلاً من تربية ذكر البطريق الذي أنجبوه لا…يحملون شهواته على عاتق فتاة قد خلقها الله وأنزل معها حفنة من الدلال والدلع.
فكانت لونا ضحية نساء مقهورات تربين على أن الصوت المتسهوك لابد وان يحارب او ينبذ فإما أن تتغير تلك الفتاة ويخشوشن صوتها كالرجال وإلا نعتوها بقلة الأدب والحياء.
أخذت نفس عميييق تضع الهاتف جانباً تسأل نفسها تلومها كيف تركت نفسها لسنوات تحت تأثير مجتمع كهذا وكيف كانت تأخذ صورة عن نفسها من رؤيتهم لها .
إرتخت في جلستها مهمهمة بتلذذ فتهمس وهي تبتسم:
-اااه لو وافق ..هزود العيار حبتين وأخليه يجيب لي شغل.
سرحت متأملة:
-أه لو أمن شغل كويس وبيت بعيد عن عمي…ياسلام تبقى الدنيا ضحكت لك يابت يالونا.
___________سوما العربي_________
دلف لمكتب والده بخطى واثقه بعدما فكر كثيراً في طريقه للخروج الأمن لكن ما أن دلف حتى تفاجأ بوالده يقول بحبور:
-أهو العريس جه أهو
بهت وجهه..هل فاتحه مباشرة بالفعل وبات هو العريس؟!
تقدم بخطوات متثاقلة يردد:
-مساء الخير 
ليرد والده والرجل الأخر:
-مساء النور يا حبيبي…تعالى سلم على حماك..إبسط يا سيدي كلمتهولك و وافق وهيعمل الخطوبه قبل لونشنج المشروع الجديد ايه رأيك..عشان تبطل تلح عليا.
لتغاضى عن النظر لأبنه المحترق وينظر للرجل الذي يجلس أمامه يرتدي بذله غاليه يبتسم وهو يدخنّ سيجارة فيكمل:
-مش عايز أقولك يا عبد الرحيم بيه هاريني زن…واضح إن الأنسه جميلة مطيرة النوم من عينه.
صوت قهقهات عاليه مستفزه صدحت في أذنه جعلته الأن فقط يدرك بل ويشعر بما حدث مع عمته رحيل منذ خمس وعشرون عاماً واذا كان هو رجل واقوى منها يقف الأن يشعر بالقهر ملازم لقلة الحيلة فما بالك بها.
________سوما العربي________
تأخر ميعاد خروج الجد فقرر العودة للبيت لتبديل ملابسه ثم اللحاق به هو كمال بالمشفى.
دلف للبيت بتعب شديد وأقدام متثاقله وكالعادة قد خلع عنه معطفه يحمله بيد واحدة على كتفه يتذكر ما فعله والده وذلك الجدال العقيم الذي لم يثمر بشيء معه فقد كان مصمم على ما يراه من مصالح كثيرة ستجنيها تلك الزيجه.
يتقدم وهو يهز رأسه بحزن شديد يسأل ماذا عنه وما يريد؟! ماذا عن لونا التي هي مايريد.
بينما كانت أفكاره تتلاعب به مثل الكره وقف في منتصف الردهة وقد تخشب جسده بعدما أتاه صوتها الغموي من خلفه يناديه:
-ماهر.
فالتف ببطء شديد ليصدم ويسقط معطفه من يده بعدما التف لها ورأى هيئتها كيف تنتظره……
سقط الجاكيت من يده لا إرادياً وقد فقد السيطرة وكذلك النطق..لونا فتاة كما يقال عنها بالمثل الدارح تحلُ من على حبل المشنقة، وقد أضحت زوجته .
بلل شفتيه يحاول تمالك حاله والا يفتك بها الأن وقد خرجت عليه بكامل حلّتها وزينتها وكأنها تتحداه.
لونا..ذات الليونه العالية والعيون المغوية والصوت المسهوك تتقدم منه بخطوات بطيئة مثيرة وهي متأنقة في ثوب مذهب قصير تناغم مع قدها المياس بروعه ساحره وقد حررت شعرها بتموجاته الرائعة.
تحدثه بإبتسامة متعبة للأعصاب:
-حمد لله على السلامة يا ماهر
وهل سيتمكن ماهر المسكين من الرد في كهذا، لقد حاصرته وأسرته بنجاح.
إبتلع رمقه بصعوبه وعلت أنفاسه بل سخُنت ينتظرها أن تقترب أكثر بعدما تثبتت قدميه في الأرض إحتراماً وتقديراً لهذا الجمييييل.
ولونا تمارس عليه أقصى درجات العذاب حين قالت:
-أنا أستنيتك أهو زي ما قولت لي.
ففتح ذراعيه ببلاهة يردد:
-هاتي حضن.
رمشت بأهدابها مرتبكة، لم تكن تلك هي أهدافها مطلقاً.
ظل ينتظر بإلحاح وإحتياج،هو محتاج لذلك جدداً وهي قررت أن تنادي الكلب بسيدي حتى تقضى حاجتها لذا أقتربت بتوتر وتحاملت على ان تفعل و….غمرته.
ما أن ضمته حتى أغمض عيناه متأوهاً بينما لونا تكمش ملامحها بضيق وامتعاض، تشعر أن قدرتها على التمثيل أوشكت على الإنتهاء ولن تتحمله زياده عن ذلك القدر.
لذا همت لأن تخرج من أحضانه وتبتعد لكنه لم يستطع بل تمادى المجرم وبدأ يسحبها نحو غرفته فصرخت:
-موديني فين؟!
انتهت جملتها مع إغلاقه لباب غرفته عليهما من الداخل ثم جاوب بإبتسامة:
-لأوضتي..ولا تحبي يشوفونا؟! أنا عن نفسي ماعنديش مانع.
حمحمت بإدراك ثم قالت:
-لأ وعلى أيه، الطيب أحسن.
ضحك بخفه من حلاوتها بينما لونا عادت لعقلها وقررت إكمال طريق الطلب بالإغواء فهمست:
-ماهر
رفرف قلبه بين أضلعه وإسمه من فمها بصوتها يزلزله فيردد بلا سيطرة منه على نفسه:
-ياعيون ماهر.
تشكلت داخلها علامة استفهام كبيرة فطريقته كمن يتعامل مع حبيبته وليس كما هو حالهم، لكنها أبعدت عقلها عن كل هذا لتركز على إنهاء مهمتها كونها ماعادت تتحمل المكوث معه بغرفته أكثر من ذلك فأكملت:
-قبل ما تمشي أنا كلمتك عن بابا وانت قولت لي عندك خبر حلو لما ترجع هتقولهولي.
همهم مبتسماً وسأل:
-عشان كده لابسه ومتشيكة ومستنياني.
هزت رأسها بثقة وقالت:
-انت لسه ما تعرفش مين لونا.. أنا أيقونة، ومتربية على العز، طول عمري بلبس كده جوا وبرا البيت وكل البنات كانت بتقلدني.
عض على أسنانه يضربها على ذراعها العاري مردداً بحده:
-بتطلعي بدراعاتك دي كده؟!
-أاااه…أيدي يا ماهر.
ناظرها بضيق شديد فحاولت امتصاص غضبه ريثما تحصل على ما تريد كما تعلمت مؤخراً:
-لا ده وانا صغيرة بس انا كبرت خلاص ومصيري أعقل، المهم قولي عملت إيه في موضوع بابا؟
سحب نفس عميق ثم قال:
-مستعدة يعني للي هتسمعيه؟!
ضحكت متأملة وجاوبت:
-مستعدة
-بصي يا لونا انا مش عارف ايه حصل معاه بس هو تعبان جداً وعمك كان مدخله مصحه بس مصحة شمال من الاخر.
كانت تتابع ما يقوله بوجه خالي تماماً من الإنفعالات كأنها لديها علم مسبق، غير متفاجئة ولا مصدومة ليكمل:
-أنا عرفت إزاي أضغط على عمك وخرجته من المصحة الي كان حاجزه فيها ودلوقتي باباكي في مصحة محترمة وكبيرة .
فهمست بوجع:
-عايزه أزوره.
جعد مابين حاجبيه وسأل:
-انتي مش متفاجئه خالص!!
-عمي يعمل الأكتر من كده…بابا كان بيهلوس قدامي وبيكلم ناس مش موجودة وفجأة أختفى وانا كنت بلف حوالين نفسي.
جلست على أقرب مقعد تحاول الا تبكي فيما اقترب منها ماهر يجلس بجوارها وهمس:
-أهدي ماتعيطيش.
فقالت مباشرة:
-عايزه أروح له.
ليجيب:
-الزيارة ممنوعة عنه.
نظرت له بحده كبيرة وشك عظيم تراه لا يتخير عن عمها بشيء ليزفر بضيق ثم قال:
-من غير البصة دي انا مش بشتغلك..الزيارة فعلاً ممنوعة عنه ولفترة كبيرة بس عشان تطمني انا هاخدك أعرفك المستشفى عشان تبقي عرفتي إسمها ومكانها وهخليكي كمان تتكلمي مع الدكاترة بنفسك وتعرفي الحالة وتشوفيه من بعيد.
تهلل وجهها تسأل:
-بجد يا ماهر؟!
مسح على شعرها بحنان يقول:
-بجد يا لونا.
أبتسمت عيناها كأنها تشكره لتتسع إبتسامته ومالبث ان إشتعلت عيناها تسأله بشك كبير:
-وانت ازاي عرفت تدخله مصحه كبيره ومحترمه من غير ما يكون لك اي سلطة عليه ولا حتى صلة قرابة.
-عمك هو الي خلص كل الإجراءات بصفته أخوه.
-وهو ازاي عمي وافق بسهوله كده؟! 
ضحك بزهو قلدها حرفياً:
-أنتي لسه ماتعرفيش من هو ماهر.
فانتهزت الفرصة تحاول المضي في خطتها للنهاية:
-طب وياترى ماهر هيقدر يرجع لي فلوسي من عمي.
ضحك ضحكة خبيثه قد تشكلت على جانب ثغره فهو لن يعطيها ماقد يحررها او يساعدها على الوقوف على قدميها بدونه لذا قال:
-دي قصه كبيره قويّ ومحتاجه روقه يا لونا خلينا نمشي واحده واحدة والمهم دلوقتي نطمن على باباكي.
-بس انا محتاجه للفلوس عشان أصرف منها، بابا فلوسه ماشاءالله تكفيني العمر كله من غير ما أحتاج لحد.
اااااه…هنا مربط الفرس…المال سيغنيها عنه وعن الجميع وهو يريدها دوماً بحاجه إليه لذا قال:
-عارف…بس واحده واحدة 
-هو ايه اللي واحده واحده ..عمي ده سكير وبتاع قمار وكمان بيتعاطى يعني هيخلص على الفلوس مش هيفضل لي حاجة.
كانت تتحدث بحرقه وإشتعال أمام ذلك البارد الذي بات هو من يضع يده على أموالها وهي لا تعلم ثم قال:
-أنا هتصرف.
لعق شفته بلسانه وقال وهو متعب منها:
-بس هاتي حضن بقا.
إبتسمت له بضيق شديد فهل إشتراها هو؟! لكنها عمّدت سريعاً لتغيير دفة الحديث:
-حاضر..بس ..أحمم..كنت عايزه أكلمك في حاجة كمان.
سألها بنفاذ صبر، ملهوف عليها:
-إيه هي؟
-عايزه شغل.
ابتعد وقد رفع احدى حاجبيه ثم ضحك يردد:
-شغل؟!
-اه
-ليه؟!
-عشان اصرف على نفسي.
-أنا هصرف عليكي
-مانا مش هقبل بكده.
إقترب منها مجدداً يضع يده على عنقها يتحسسه بأنفاس سخينه وهو يهمس:
-ليه؟ناسيه أني جوزك؟
بلل شفتيه يإحتياج..رغبه قوية تملكته يريد تقبيلها لكنها هبت من مكانها سريعاً تشعر بالخطر فقد جاءت متلاعبه ولن تسمح بالتمادي لذا قالت:
-أنا جوعت هروح أكل
وقف خلفها بسرعه ولهفه:
-لونا أستني.
يريدها بقوه وهي لا تقترب مطلقاً، تشعله ثم تفر.
لم تستمع لطلبه واتجهت للباب تفتحه:
-جعانة جداً هنزل 
-استني عندك.
وقفت برعب ليقول:
-بقولك تستني معايا يبقى تستني.
-هي أوامر.
-أه
إتسعت عينها لكنها ما عادت تتقاجئ ليقول:
-روحي غيري هدومك ماتنزليش تحت كده
-ليه؟!
-هو ايه الي ليه…صدرك كله طالع برا.
شهقت برعب خصوصاً مع نظراته على نهديها الظاهران وخرجت من الغرفه مسرعاً تسمعه فهرول خلفها يريد كمشها وهي تهرب منه:
-قسماً بالله لو ماغيرتي وحد شافك كده لاقطعك انتي فاهمه.
وقفت متخصرة تعترض:
-انا طول عمري بلبس كده.
فرد عليها بقوه وتحفز:
-قبل كده ماكنش في ماهر
وقفت تبتلع رمقها بصعوبة وكانت تنتوي معاندته لكنها حكمت العقل ولو مؤقتاً وتحركت نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وعلى وجهها علامات الإذعان، ليبتسم مردداً:
-أاااااخ…عسل بنت الجزمة.
ثم دلف لغرفته وعلى وجهه إبتسامة واسعه سعيدة لم تتلاشى.
________سوما العربي _______
بدلت فستانها المذهب لأخر أليض العن وأضل سبيل..تقريباً المشكلة ليست بالفستان،قصته أو لونه..المشكلة تكمن فيها هي في كونها لونا.
فالأبيض الملائكي لم يبدو ملائكي عليها بل إلتف حول منحنياتها الممتلئة يفصلها، نصاعة اللون وجودة القماش أضفت هالة من الروعة والكمال للونا كي تكتمل مصيبتها المتنقلة معها.
واكبر عدو للمرأة هي مرأة مثلها، حيث جلست چيلان تتابع بضيق شديد تقدم تلك الرائعة على الدرج بخطوات لينه متدللة وتقدمت تقول:
-مساء الخير 
نظرت لها جيلان من أسفل لأعلى ثم قالت:
-أنتي ايه الي رجعك هنا؟
-نعم؟!
-زي ما سمعتي ايه الي رجعك.
-على ما اعتقد ان ده بيت جدي وانا ليا في البيت ده.
=انتي مالكيش اي حاجة هنا ولما تردي على جيلان هانم تردي بأدب.
كان ذلك الصوت الغليظ لعزام الذي دلف وقتها بغضب شديد يرد بعنجهية جعلت جيلان تتحفز واضعه قدم فوق الاخرى وهي تنظر للونا بإستعلاء وفوقيه…فيما أكمل عزام:
-انتي مالكيش أي حاجة هنا سامعه ولا لأ..يالا أمشي أطلعي برا.
تخشب جسدها وانسحبت منه السخونه وبقا بارد مثلج يرتجف من الإحراج والخوف، لا تعرف كيف تتصرف وبماذا ترد عليه، وهو الأن يطردها….تفززت بخوف أكبر وخلع حين صرخ عليها بغلظة أشد:
-أنتي لسه واقفه…بقولك يالا غوري من هنا.
من صدمتها بقت واقفه لا تستطيع أن تصدر أي رد فعل ليزداد عضبه وغيظة فيتقدم منها بفظاظة تحت نظرات چيلان التي بدأت تبتسم بإنتشاء، سحبها من ذراعها :
-أنتي هتفضلي متنحه لي كده…اتحرررركي…غوري من هنااااااااااا.
سحبها يلقيها بالخارح على سلالم البيت الخارجيه وهي لم تنطق بحرف او تصرخ حتى وچيلان بالخلفية تربع كتفيها حول صدرها بزهو.
بينما توقف سيارة فاخر وخلفها سيارة أخرى…ترجل فاخر يسال:
-في ايه؟! 
-البت دي تمشي من هنا حالاً
نظر لها فاخر وقال :
-يالا يالا امشي من هنا …يالاااا اتحركي ماتتنحيش .
=بتعملوا ايه يا ولاد الوراقي.
صدح صوت محمد الوراقي مختلط بإغلاق كمال لباب السيارة و تقدم الوراقي بخطوات متثاقلة يهتف بغضب:
-هي حصلت…بتستغلوا تعبي…بتطردوا حفيدتي في نصاص الليالي.
-بيتنا واحنا حرين فيه والبت دي مش هتفضل فيه يوم واحد كمان يا احنا يا هي فيه.
ليهتف محمد بحزم:
-يبقى هي.
-إيه؟!!!!!!؟؟
صدح السؤال بصدمه من الجميع يسأله فاخر بغضب:
-انت بتختار البت دي وتبديها علينا…ده بيتنااا.
-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر..والي حصل زمان منكم مع امها مش هسيبوا يتكرر مع البنت ويكون في علمكم لونا الوحيدة الي هتاخد ورثها مني على حياة عيني.
-نعم؟!!!!!!!!!!
-أااه…اما انا وانا لسه فيا النفس عملتوا فيها كده لما غبت عن البيت يومين لو مت ولا جرى لي حاجة بقا هتعملوا فيا ايه.
تقدم كمال يساعد لونا المزجاه أرضاً يمد لها يده:
-قومي يا لونا ماعلش.
هزت رأسها رافضه كبرياؤها مجروح لا تقوى على اخراج صوتها فعاد يردد:
-ماعلش حاولي تقومي .
ضاعف من قوته كي تتكئ عليه فيما صرخ والده:
-كمال…انت بتعمل ايه يا ولد…شيل ايدك من على النجسه دي.
-مايصحش كده يابابا..مهما كان مايصحش تقول عليها كده.
ثم نظر للونا يساعدها بإصرار:
-قومي معايا يا لونا.
ليقول محمد الوراقي:
-يخلق من ضهر الفاسد عالم.
-هي حصلت يا كمال…بتعارض أبوك…حسابنا بعدين.
تقدم محمد خطوة مرتجفه من لونا يحسها ان تتحرك للداخل:
-يالا يا حبيبتي.
هزت رأسها رافضه ودخلت فوراً في نوبة بكاء تشق قلب الكافر الا قلب عزام وفاخر وكذلك جيلان اللذين وقفوا يرمقونها بغضب شديد.
لكن قوة كمال كانت كبيرة وكافية لأن تسحبها للداخل فيما تقدمت چنا تهتف :
-ايه ده في ايه؟! مالها لونا يا كمال؟!
-تعالي يا چنا ساعديني ندخلها جوا.
تقدم محمد الوراقي بخطوات متعبه بالكاد يتحرك، فيما ساعدت چنا كمال للتقدم بلونا للداخل.
نظر كل من فاخر وعزام لبعضهما بغيظ شديد يقول فاخر:
-شوفت عمايل أبوك؟
-شكله حقيقي كبر وخرف…قال بديها ورثها قال.
-على جثتي
-بقولك كبر وخرف وانا مش هقف أتفرج عليه وهو بيبدد فلوسنا شمال ويمين …معاك يومين تقولي معايا في الي هعمله ولا هتقعد تتفرج على فلوسك انت وعيالك بتروح للنجسه دي.
ليقف فاخر محتار في أمره بشده بين نارين…
بينما في الداخل تقدمت چنا تحمل كوب ماء بيدها تتجه به نحو لونا التي يجلس كمال بجوارها يحاول أن يهدئها:
-خلاص أهدي…ماعلش حقك عليا أنا.
تناول الماء من يد چنا وحاول ان يعطيه لها:
-خدي إشربي..شويه صغيرين بس.
لكنها كانت تبقي وتشهق بكبرياء مجروح حتى إنشرخ صوتها.
وما ان تحدثت حتى قالت:
-أنا عايزه امشي من هنا.
ليقول الجد بحزم:
-مافيش مشيان من هنا يا لونا..ده بيتك.
فسألت چنا:
-هو ليه بابا بيعمل كده يا جدو.
-ربنا يهديه يابنتي ربنا يهديهم كلهم…خدي لونا طلعيها أوضتها وخليها تاخد دش وشوفيلي ماهر فين.
-كان نايم تقريباً.
-صحيه وخليه ينزلي.
-حاضر
-يالا خديها تغير وانزلوا بسرعه عايز أتعشى معاكم ياولاد خصوصاً بعد رجوع كمال.
-وبابا وعمي؟!
-مش مهم..
سحب نفس عميق ثم ابتسم بأمل:
-المهم دلوقتي انتو…الزمن مش هيرجع بضهره تاني يابنتي..يالا خدي بنت عمتك معاكي وساعديها وصحيلي البيه الكبير الي سايب البيت سايب كده في غيابي.
-حاضر…تعالي معايا يالونا…يالا عشان خاطري.
بصعوبة تحركت لونا مع چنا التي رافقتها لغرفتها وجهزت لها الحمام ثم تركتها تنعم بالخصوصية وذهبت لتوقظ ذلك الغارق في ثبات عميق:
-ماهر…ماهر…يا ماهر.
-همممم
-يا ماهر إصحى يالا الوقت اتاخر وجدك عايزك 
ليسأل بخمول ومازالت عيناه مغمضه:
-هو رجع؟!
-أه وعايزك..إستلق وعدك منه على الي الي حصل مع لونا.
مع ذكر إسمها وخطب ما مجهول حدث لها في تفتحت عيناه على الفور بإنتباه شديد يسأل :
-مالها لونا؟!
-مانت نايم هنا في العسل ماشوفتش البهدله الي اتبهدلتها تحت 
إستقام من نومته منتصباً يسأل بهلع:
-ايه الي حصلها؟!
حكت له چنا بالتفصيل ما حدث ليقف عن الفراش سريعاً يقول بغضب مكظوم:
-طب …طب روحي انتي قولي لهم يحضروا لنا العشا وانا جاي.
-ايه يا ماهر ده…عشا ايه…هي ماصعبتش عليك خالص…دي حالتهد تصعب على الكافر.
-روحي يالا يا جنا.
زفرت چنا بغضب شديد ثم تحركت نحو الخارج ليتحرك ماهر بلا هوادة يدور حول نفسه بجنون ملتاع عليها.
وبسرعه ولهفة خرج من غرفته نحو غرفتها يفتح الباب لجدها تخرج من المرحاض تحكم ثوب الحمّام الأبيض حولها ووجها أحمر من البكاء مازالت حالتها صعبة مزوية والدموع بعيناها..ليلتاع قلبه عليها أكثر وأكثر ويدرك حجم ما جرى لها بغيابه .
تقدم بلهفه يزرعها داخل أحضانه يضمها بقوه وهي أجهشت ببكاء مرير ليمرر يداه على طول ظهرها بحنان يواسيها:
-شششششش….حقك عليا..حقك عليا يا حبيبي أنا كنت نايم ماعرفش الي حصل.
لتقول ببكاء شديد وهي بين أحضانه:
-أنا عايزه أمشي من هنا يا ماهر ..عايزه أمشي بس مش عارفة أروح فين؟
-تمشي وتسبيني؟!
قالها بضعف شديد لم تنتبه له بل لم تنتبه لمعظم كلماته، كانت منحرطة في بكائها وفجعتها وهو مدرك لذلك تماماً..لتقول بتوسل:
-ساعدني أمشي من هنا..أنا فكرت أرجع بيتنا بس خوفت من عمي.
-لا لا…انتي مش هتمشي من هنا لو مش عشان ده بيتك فده كمام بيت جوزك ولا نسيتي اني جوزك.
لتصرخ فيه بهياج:
-أنا همشي من هنا يعني همشي مش هقعد يوم كمان.
وامام بكاءها وتصميمها على الذهاب ضعف وتهور واضطر للتنازل ليقول:
-طب أهدي عشان خاطري وافضلي معايا..حتى بصي..انتي مش كنتي عايزه شغل بمرتب حلو..أنا موافق وجاهز من بكره تنزليه.
تهلل قليلاً من الأمل أمامها فسألت:
-بجد يا ماهر؟!
مسح خدها من الدموع وهو يحتضنها ورد:
-بجد يا عيون ماهر…عشان خاطري بطلي عياط وماتقوليش هميش دي تاني.
صمتت تحاول ان تتوقف عن البكاء ليخرجها من أحضانه وجعلها تنظر داخل عيناه :
-لونا…بصيلي.
رفعت عيونها الحلوة له ليقول بأعين مليئة بالمعاني:
-طول ما أنا جنبك ومعاكي مستحيل أسيب حد يقرب لك..شوفتي لما نمت نص ساعه حصل إيه؟
لا يعلم هل نجح في ملئ عقلها بما أراد أم لا لكن على الاغلب ان حديثه قد أخترق عقلها وأصاب هدفاً ما مع الوقت سيتضح ويكبر وتكبر معه سيطرته على لونته.
مسح على خدها وسأل:
-هتفضلي معايا مش كده؟
ليصرخ عقلها (وهل أملك حل أخر) …..هزت رأسها فأبتسم وقال:
-يالا البسي وتعالي نتعشى ولا تحبي أساعدك!!.
لم تجيب عليه…لم يكن ينقصها ليضيف:
-خليني أساعدك أنا زي جوزك يعني.
ابتسمت له بخفه كأنها ممتنة ليقول:
-هستناكي برا..مش نازل من غيرك لو إتأخرتي هفتح الباب عليكي أي كان الوضع اصل انا لما بجوع ببقى زباله..أوكيه؟
هزت رأسها من جديد ولم تتحدث ليغادر على مضض و وقف خارج الغرفة ينتظرها بخوف قد تملكه كلما تذكر هيئتها ومافعلوه بها ورغبتها في الرحيل التي قد تفعلها ذات مرة ان تكرر معها نفس الضغط.
خرج من تفكيره على صوت فتح الباب وهل القمر…لونا الجميلة..إنها أيه.
تقدم يشبك يده بيدها مردداً بإعجاب واضح:
-أيه الجمال ده.
سحبت يدها من يده تقول بخفوت:
-شكراً.
نظر بإمتعاض لما فعلته لكنه لم يحبذ الضغط عليها وسار معها للنزول.
حيث جلس محمد الوراقي على رأس الطاولة التي غاب عنها فاخر وعزام وكذلك جيلان يحاول المزاح مع أحفاده والجمع بين شملهم .
وفي الصباح …..خرجت لونا مع ماهر كما وعدها تسأله:
-هستلم شغلي النهارده بجد يا ماهر؟!
-أيوه يا لونا..ماهر لو وعد يبقى أكيد هيوفي.
توقف بسيارته أمام مقر الشركه التي طردت منها شر طرده منذ قريب فسألته:
-انت جايبني هنا ليه؟
-مكان شغلك يا لونا
لتسأله بصدمة وغضب:
-هنا؟! 
ليناظرها ماهو بمكر متوراي بالجهل الشديد وإدعاء البراءة……
يتبع
ناظرته بتيه شديد وكذلك رفض، بات لديها حاجز نفسي كبير مع ذلك المكان.
جعد مابين حاجبيه وقال:
-يالا انزلي
لتهمس:
-انا مش عايزه اشتغل هنا
هز كتفيه ببرود وقال:
-لا ماهو مافيش غير هنا
-ليه؟؟
-عشان تقضلي تحت عيني.
حسها على النزول:
-يالاا
ترجلت معه من السيارة ليلفها بعينه غير راضي كلياً عن ملابسها:
-اللون ده مايتلبسش تاني 
-لون ايه
-الأبيض..ماتخرجيش بيه تاني
-ايه؟! ده ليه ده؟؟
صك أسنانه بغيظ وغضب، ماذا سيقول وكيف يخبرها عن خطورة اللون الأبيض عليها حين يلتصق بمنحنياتها؟
سحبها بيد واحدة لتصبح بحضنه ثم همس بحراره في أذنها:
-لأنه يجنن عليكي، وبلاش تخليني أفسر اكتر من كده.
اتسعت عيناها برعب من نبرته السخينة وردت مذعنة:
-حاضر
عض على شفته السفلى وهو يهمس:
-تجنني، عايز أكلك 
قالها بشعور قاتل نابع من داخله وهو يحتضن فتاته وهي بكل ذلك الجمال والحلاوة داخل احضانه ومايزيد شعوره ضراوة هو ان تلك الفتاة بحسنها وجمالها زوجته....أاااه عالية خرجت منه...يريدها هو..هو يريدها.
توقفت قدماه عن التقدم، رغبته إستيقظت وبدأت تستفحل بتلك اللحظة.
بلل شفتيه وقال لاهثاً:
-ماتيجي معايا مشوار مهم قبل الشغل.
التفت تناظره متعجبه وخائفة من كلامه وما تراه بعيناه ثم سألت:
-مشوار ايه؟! انت رجعت في كلامك؟
-لا...بس انا عندي موضوع مهم قوي عايز اعرضه عليكي قبل الشغل.
قالها نادماً يسأل عقله الغبي لما لم يساومها ويعطيها العمل مقابل إتمام زواجه منها؟
ليتذكر هيئتها بالأمس ورغبتها في الرحيل، ذلك ما منعه فقط هو ليس بنبيل مطلقاً.
اقتربت منه تسأل بإهتمام:
-موضوع ايه؟! بابا جرى له حاجة؟
أضاءت الكلمة بعقله(والدها) جيد جداً، انها ورقة ضغط رائعة .
لتكمل:
-ولا اوعى يكون عمي هرب بالفلوس ولا اخد البيت وضع يد؟
تابعها باهتمام وهي تعطيه أفكار، ليقول:
-بصي هو انا ماكنتش عايز اقولك بس هو راجل وسخ وانا لسه بحاول معاه.
أسبلت عيناها بتعب شديد، فلا شيء يسير بسهولة، لذا قررت التركيز على مابيدها من عصافير وقالت:
-طب يالا عشان الحق الشغل، مش عايزاهم يقولوا اني بتأخر عشان قرايب.
-لا ما تقلقيش ماحدش هيعرف اننا قرايب.
بهت وجهها وتخشب جسدها، تشكلت بحلقها غضه مره وزمت شفتيها تبتلع رمقها بصعوبه، الكلمه كانت كالرصاصة أخترقت صدرها.
هرب منه الدم يشعر بألمها وما قد وصلها ليحاول التحدث مردداً:
-لونا لأ بصي ده عشان...
قاطعته بألم وكبر كبير تقول:
-عشان الي عشانه...مش مهم...المهم دلوقتي أمسك شغل وأي حاجة تانيه مش مهمة.
ثم تقدمت تدخل قبله لتتوقف وهي تراه مايزال واقف خلفها على باله أخذها لإتمام زواجه منها وهي بهم أخر بعيد.
لتلتف له تسأله بشئ من الحدة:
-وقفت ليه؟! ولا رجعت في كلامك؟!
سحب نفس عميق يستعد للقادم ثم تحرك معها لداخل الشركة والكل يجعد ما بين حاجبيه مستغربين دخول السيد ماهر مع فتاة...غريب حقا.
تقدمت سكرتيرته منه تردد :
-صباح الخير مستر ماهر في اجتماع رؤساء أقسام كمان....
قاطعها يشير بيده مردداً:
-أستني بس...عايزك تاخدي لونا لقسم ال...
صمتّ مفكراً فهو قد إصطحبها فقط ولا يعلم اين يمكنها ان تعمل ليكمل:
-عايزها تمسك اي شغله كويسه ومريحه يا دينا .
تجهمت ملامح دينا تسأل:
-كويسه ومريحه؟!!
-اه يا دينا كويسه ومريحه..صعبه دي؟!!
-بصراحه اه...هو في شغل مريح يا مستر؟!
-في يا دينا...إتصرفي.
قالها وهو ينذرها بعيناه بحده لترمش بأهدابها تشعر بغباءه ثم هزت كتفيها تردد:
-هتصرف حاضر ...اتفضلي معايا يا...
-لونا...إسمها لونا.
نطقها بخصوصية شديدة يقصدها لتزداد دينا حيرة فهي تعلم ماهر منذ سنوات وهي تعمل معه وطوال تلك السنوات لم يتوسط لأحدهم مطلقاً، لكنها كانت مجبرة على التحرك مع لونا تخرج بها من المكتب لكن ماهر نادها مردداً:
-لونا
لم ينتظرها أن تأتيه بل وقف هو تحت أعين دينا وقام بسحبها مجدداً للداخل ويغلق الباب في وجه دينا متقصداً لينعزل بها، يلتقط يديها بين كفيه مردداً:
-مش عايز اي مشاكل..وأعرفي ان عيني عليكي، وبلاش تعملي صداقات مع حد.
-حاضر.
قالتها بإذعان شديد، كان واضح عليها انها ستقبل بأي شئ حتى تحصل على العمل بشركة كهذه.
فابتسم منشياً ثم قال:
-طب مافيش اي مكافأه لماهر بقا؟!
-هااا؟! 
-مكافأة 
-اه..حاضر..أول مرتب هقبضه هاج...
لكنه قاطعها يبتلع شفتيها بكلماتها داخل فمه، يقبلها بلهفة بينة ويضمها بشوق بعد طول إنتظار.
ابعد شفتيه عنها بنعومة شديدة يقبلها من جديد كختم على ما فعله وهي متيبسه بين يديه، كأن على رأسها الطير تنظر له بأعين دامعه فهل يراها سهله؟ أم يريد حساب ما دفع.
عض على شفته متلذذاً من مذاق قبلتها وهم لينتهز الفرصه ويقتنص المزيد من القبل لولا أنها ابتعدت تلوح برقبتها بعيداً وملامحها كلها منكمشة بإمتعاض تجاهد لكبت البكاء 
ابتعد عن شفتيها بصعوبة يشعر بالألم لما سببه لها لكنه بالفعل غير قادر على التحكم في نفسه أمامها.
وضع يده أسفل ذقنها يطلب منها النظر له ثم قال:
-أنا جوزك على فكرة، أنتي الي مش عايزة تتعودي..
ناظرها بجنون يقتله وسأل:
-هو انتي ليه مش عايزه تتقبلي جوازنا؟!
-هو انت مصدق نفسك؟!
قالتها بإندفاع من شدة قهرتها بعدما قبلها بكل تلك السهولة لتتسع عيناه ويسأل:
-مصدق أيه بالظبط يالونا؟!
-إننا متجوزين؟
-اه...جداً...فاضل ان انتي الي تصدقي.
صمت لثواني قليلة ثم جمد قلبه وقال وهو يضع يديه داخل جيوب سرواله:
-وعلى فكرة من أسباب أني أجيبك تشتغلي هنا هو انك تبقي جنبي ومعايا.
-بمعنى؟!!!
دقت دينا على الباب..كأنها تستعجلهما فقال:
-بمعنى اني جوزك وليا حق فيكي يا لونا لسه لحد دلوقتي ماطلبتكيش بيه.
اتسعت عيناها تقهم مقصده وهي التي لم تتقبل القبلة منه بينما هو يريد المزيد.
همت لتتحدث معترضه لكن دينا عاودت إستعجالهما بالدق من جديد.
فاعتدلت تحاول فرض ظهرها وفتحت الباب لتخرج تحت أنظار ماهر المتخبطة ناحيتها.
________سوما العربي_______
جلس أنور يدخن أرجيلته المحشوة بالحشيش وينفس الدخان في الهواء برواق شديد لتدخل عليه زوجته تضع يدها في خصرها بغيظ وغضب ثم قالت:
-قوم يا ميلة بختي...قوم شوف مين على الباب مستنيك...أصل المشرحة كانت ناقصه قتلا.
-جرى يا ايه وليه؟ مالك بتتكلمي كده ليه؟ اتعدلي بدل ما أقوملك..انتي أديلك مده معووجه عليا وكلامك مش مظبوط معايا.
-بلا خيبب...تعرف تتوكس اكتر مانت موكوس...بقى حتت عيل زي ده يرقبك الزحليقة وياخد كل حاجة وفوقيهم كمان البت..
احتدت عينا أنور وقال بصراخ كلما تذكر مافعله ماهر:
-اااااه...وبتجيبي لي سيرته ليييه..قفلي على السيره دي
-أقفل؟!! هيهيهي...قوم ياحيلتها شوف الي على الباب مستنيك 
-مين يا مره
-اخرج وإنت تشوف.
وقف بصعوبه مترنحاً واتجه بجسده النحيل نحو الباب لتتسع عيناه مردداً:
-الدوكش؟؟ ايه الي جابك هنا؟! مافضيناها خلاص وخلصنا.
تعالى صوت الدوكش بإجرام يقول:
-لا ماخلصناش يابا..انا عايز باقي فلوسي وقتي انت هتاكلها عليا ولا اييه؟!
-انت مش خدت الي فيه النصيب؟!
-لا يابا ده ماكنش إتفاقنا...انا اخدت نص الفلوس وقولت لي خلص وتعالى خد الباقي ومن ساعتها ماشفتش وشك وبتتهرب مني فاكرني مش هجيبك طب اديني جيت لك اهو مين هيحلك مني بقا؟!
-بقولك ايه فلوس مش معايا والبت مابقتش هنا فخلاص انت ماتلزمنيش.
تجهمت ملامح الدوكش واحتدت عيناه ليلجأ لحلوله التي لا يعرف غيرها حيث أخرج من جيبه سلاح ابيض فتحه وردد بأجرام:
-عليا الحرام من ديني لو ماخدت حقي وقتي لاكون مسيح دمك...أااه مش الدوكش الي يتكرت على قفاه لا مؤاخذة.
فصرخت روجة أنور برعب وهي ترى رقبة زوجه تحت تهديد سلاحه:
-والله ياخويا ما معاه فلوس والبت أخدها ابن خالها ...اتجوزها ومشي واخد كل حاجه حتى الفلوس و ورق البيت.
-اه...الواد أبو بدلة...إفتكرته.
-انت تعرفه منين؟؟
لمعت عيناه ثم حرر رقبة أنور وقال مبتسماً:
-مش شغلك..انا سيبت لك المعدول أهو..أديني اي عنوان ولا رقم تليفون توصلني بالولا ده.
-مش هيرد عليك ولا يعبرك...ده شكله واصل قوي احسن لك بلاش تلعب معاه.
-انت فاكرني عويل زيك...هات رقمه ومالكش دعوة.. الدوكش مابيسيبش حقه..مش انا الي حتت عيل زي ده يضحك عليا .
نظر كل من أنور و زوجته لبعضهما ثم عادا ينظران للدوكش وسأل انور:
-ليه هو في ايه بينكم؟! ولا تعرفه منين اصلا 
-مالكش فيه…هات عنوانه بس.
-ماشي
_________سوما العربي_________
دلف والده بخطى واسعه لعنده يردد بغضب شديد:
-هو الي سمعته ده صح؟ انت جبت البت دي تشتغل هنا.
-اه يا بابا 
رد بهدوء بارد ثم وقف يكمل:
-ده من بعد إذنك طبعاً 
-من بعد إذني؟! هو فين الأذن الي انت مستنيه ده يا حبيبي..البت دي لازم تمشي حالاً.
-للأسف مش هينفع…جدي عرف خلاص..بلاش نضايقه هو لسه خارج من المستشفى 
-تقوم تضايقني انا؟!!!
-وهي مضايقاك في أيييه؟؟؟ أعتبرها هوا..زكاة عنك وعن صحتك.
كان الرفض الشديد واضح بعيون عزام ليكمل ماهر مضطراً:
-يعني انا الحق عليا…قولت اجيبها تشتغل هنا عشان نهدي جدي ولا انت عايزه يروح يكتب لها ورثها بحق وحقيقي يعني؟؟
سكت عزام يفكر لثواني الى ان هتف:
-لا لا ..برافو عليك انك عملت كده..سيبها تستغل هنا…اه صحيح..جهزلي نفسك هنروح اخر الأسبوع عشان نتقدم رسمي لجميلة أبو العينين.
أسبل ماهر عيناه بتعب ورفض شديد يقول:
-انت لسه مصمم
- مصمم؟! هو انت جرى لمخك حاجه؟! مانا مكلم أبوها قدامك..مابقاش فيه هزار الموضوع ده ..انت عارف الجوازة دي هتعود علينا بنفع أد ايه؟
شرد عزام حالما:
-وياه بقا يااااه لو البت اختك تقدر توقع ابن عمها …طارق مانت عارفه …وحيد أبوه وهو الي هيورث كل ده  كده يبقى مال عيلة أبو العينين كله بقى في عبنا.
زفر ماهر بتعب يقول:
-انت بتخطط لچنا كمان؟ ربنا يسهل يا بابا جنا لسه صغيرة.
-ايوه طبعاً بخطط أصلك انت مش عارف طارق ده باصص لبرا ومش بيعجبه العجب ومابيصاحبش غير أجنبيات، الي زي ده عايز له ترتيب من مخ ديب عشان نوقعه ده حبيب أبوه…أااه لو نناسبه أااه…حسني أبو العنيين أتقل حتى من ابو جميلة وبتتهز له وزرات بأكملها عرضوا عليه كذا مره يبقى وزير وهو الي كان بيرفض..طبعاً بيحب يكبش فى الضل ايه الي يدخله سكة السياسة و وشها وابنه طالع ديب زيه.
مسح ماهر على وجهه متنهداً وقد تعب ومل من حياكة الخطط ليقول عزام:
-انا ماشي..عينك على البت دي سامع.
-حاضر…سلام.
عاد لعمله مثقل بالهموم مشتاق للونا لكن العمل متراكم عليه منذ إنشغل بتعب جده لذا ظل منشغلاً بإتمام مهامه الى أن تعب فأستدعى لونا وأخذها وغادر.
جلست لجواره في السيارة سعيده بعملها الجديد، لم يكن يعكر صفوها سوى قبلته لها والتي كلما تذكرتها جاهدت ألا تبكي.
لتتفاجأ بماهر يقطع الصمت الرهيب وهو يشغل موزّع الموسيقي بالسياره ليندلع صوت العندليب (ليه بيقولوا الحب قسيه ليه بيقولوا شجن ودموع)
مد يده الحره يضمها لأحضان بغتتة ولم يبالي بشهقتها وتفاجئها بل جذبها يلفها بذراعه يحتضنها بحميمة مدندناً مع الأغنية (أول حب يمر عليا ألقى الدنيا فرح وشموع..إفرح وإملى الدنيا أغاني لانا ولا أنت هنعشق تاني..إفرح واملى الدن…)
إقطتع سيل دندنته وهو يشعر بها تحاول الإبتعاد عنه فيقول:
-ايه في ايه؟
-هو ايه الي فيه ايه؟! انت مالك بتتعامل كده على إننا عشاق؟
زادت ذبذات قلبه وضمها له من جديد وسألها:
-وليه مانكونش؟
-نكون ايه يا ماهر…وبعدين أبعد ايدك عني لاتتوسخ
-تتوسخ؟!!!
-أااه…ولاانت ناسي اني واحده وسخه وشمال وبتدخل الرجالة بيتها؟!!
زاد من ضغطه على البنزين علامة على غضبه وهو يردد من بين أسنانه:
-مش عايز أسمعك بتقولي الكلام ده تاني خلاص سامعه ولا لأ؟
-نعم؟! لا ماعلش قول تاني كده؟؟ ماقولش؟! الكلام ده انت الي قولته مش انا عايزني أنساه ازاي؟
صمت بضيق وهو يدخل بسيارته في فناء البيت الكبير فتحركت كي تترجل مغادرة سيارته لكنه منعها وهو يلزم يدها مردداً:
-تنسيه عادي كلام واتقال ساعة عصبيه، خلصنا.
لكنها ردت بعناد:
-لا ماخلصناش يا ماهر، انت قولت كده عن إقتناع وكذا مره.
ربعت كتفيها تردد:
-الا إذا كان جرى حاجه عرفتك انك كنت غلطان لما قولت عليا كده؟؟
تعب من اللف والدوران خلفها ليقول مزعناً:
-ماشي تقدري تقولي كده..خلاص ممكن بقا ننسى الي حصل؟
لمعت عيناها وقالت بحاجب مرفوع:
-يبقى ترد لي إعتباري قدام منطقتي وتبين الحقيقة 
-نعم؟! وده اعمله ازاي
-الله؟! ازاي بقا ماتقولش كده؟ ده انت ماهر عزام الوراقي ولا ايه؟؟
إبتسم رغماً…خو يحب إسمه منها فرد:
-أه..عجبتيني..ماشي يا لونا.
تهلل وجهها وسألت بترقب:
-ماشي ايه؟! هتعمل كده
-اه …بس انا بزنس مان وكل حاجة ليها مقابل 
-مقابل؟! على فكرة انت عارف ان فلوس بابا مش معايا.
زم شفتيه وقال:
-لا مش هقولك دلوقتى، ويالا انزلي بقالنا ساعه وماما قربت تنام كده.
جعدت مابين حاجبيها ولم تبالي إنما ترجلت من السيارة وتحركت بتعب تصعد السلم لتتوقف وهي تسمعه يدق بخفوت على غرفة شقيقته ويدلف بينما يردد:
-احلى شوكولاته لأحلى چنجونه .
نظرت عليه وعلى مايفعله مع شقيقته بشعور مزيج بين الحنين والحسره لكنها غالبت شعورها تتجه لغرفتها تغلق عليها الباب لتذهب للمرحاض تنعم بحمام منعش ومرطب بعد يوم عمل كان صعب جداً.
بينما بدل ماهر ثيابه بأخرى بيتيه مريحه وخرج من غرفته يتجه نحو غرفة لونا يفتح الباب لتشهق منتفضة تقول:
-في ايه؟! مش تخبط!
اقترب منها بأعين لامعه معجبة بفستانها الأزرق النيلي وشعرها المندي وبشرتها اللامعه من بعد الحموم، مد يده يداعب خصلات شعرها وهو يرد عليها:
-أخبط!!! بس يا عبيطة.
-عبيطة تاني؟
ابتسم لها بحنان وإعجاب بين ثم قال:
-تعالي يالا
-اجي فين؟!
-تعالي بس
سحبها من يدها وخرج من الغرفة لتقوفه في متتصف الردهه مرددة:
-ماهر
ابتسم يسحب نفس عميق وقال:
-نعم 
-هو انت ليه يا ماهر مش ممكن تعاملني زي چنا؟
-عشان چنا أختي أنتي لأ.
شعرت بألم شديد في صدرها لتقول:
-يعني مافيش أمل تعتبرني زي اختك؟!
-بجد انتي عبيطة..لأ مافيش أمل انا مش شايفك أختي خالص.
تنهد ثم عاد يبتسم ويسحبها من يدها وكاد ان يدلف لأحد الغرف لكنها أوقفته تسأله:
-أوضة مين دي؟
-ماما.
اتسعت عيناها ولم تكد تسأل أو تستفسر فهو قد دلف بها للداخل سريعاً لتبصر سيدة تنام كلياً على الفراش مدثرة بالغطاء وقد انتبهت لهما لتبتسم مرددة:
-ماهر..كده من امبارح ماتجيش لماما؟
ابتسم يقترب منها ويدنو من سريرها مردداً:
-جيت لك الصبح والله بس كنتي نايمه .
كانت لونا تتابعه مستغربه فهو حنون جداً، له مع شقيقته و والدته شخصية مختلفة تماماً تمنت لو نالت منها جانباً.
بينما ماهر قد لمعت عيناه وقال لوالدته:
-ماما أنا اتجوزت.
شهقت كل لونا بصدمه وكذلك والدته التي همست:
-إيه ؟! 
-آه 
ثم رفع رأسه ونادى:
-تعالي يا لونا
تقدمت لونا لتظهر أمام عينا والدته فأكمل ماهر:
-دي لونا يا ماما…مراتي.
شهقه جديده كانت اعلى من لونا، مستغربه ومستهجنه من تصرفاته ولما قد يفعل وهو من خبأ خبر زواجه عن عائلته.
بينما والدة ماهر كانت منشغلة بمطالعتها بإنبهار تردد:
-بسم الله ما شاء الله…دي حلوة قوي يا ماهر.
ضحك بخفه وقال وهو يداعب فروة رأسه بيده المغروسة داخلها:
-اه فعلاً حلوة قوي.
تبسمت والدته وهي ترى السعاده والإعجاب الشديد في عينا وحيدها لذا همست:
-تعالي يا حبيبتي قربي مني.
لم تستطع لونا فعل أي شيء سوى أن تستجيب لتلك السيدة التي على مايبدو انها ذات نفسيه جيدة بائنة على ملامحها الرقيقة.
اقتربت منها فقالت:
-اقعدي هنا جنبي.
فعلت وجلست لجوارها لتسأل ماهر:
-بس ازاي كل ده حصل بسرعه وانا ماعرفش ولا عشان بقيت عاجزة يعني هبقى اخر من يعلم يا ماهر؟!
تبسم واقترب يجلس بجوار لونا ويضمها لحضنه تحت صدمتها وعدم قدرتها على التصرف تسمعه وهو يقول:
-ماحدش غيرك يعرف أصلاً 
-ازاي ده؟! وده يبقى اسمه جواز يابني 
تنهد ماهر ثم قال:
-ماما لونا تبقى بنت عمتي رحيل.
اندهشت ملامح الأم وبدأت تنظر للونا بتفهم مالبث أن أبتسمت مرددة:
-انتي بنت رحيل؟! أمك كانت حبيبتي والله،خلي بالك من ابني انا مسبقه وليا عندك جميلة.
تبسمت تسأل:
-ازاي؟!
-صوتها مسهوك قويّ ياواد يا ماهر ايه ده هههههههه.
ضحكت وقهقه ماهر عالياً تجلجل ضحكاته في الغرفه تحت حنق لونا بينما قالت والدته:
-بس عسل قوي..هقولك جميلتي، انا لولايا ماكنش زمانك موجوده في الدنيا دلوقتي .
إستغرب كل من ماهر ولونا ما سمعاه ليزيد ماهر من ضم لونا وهو يميل نحو والدته يسأل:
-أزاي ده يا ماما؟
-أنا الي هربت رحيل من البيت وراحت لمحمد أبو لونا وقدروا يتجوزوا.
-أيييييه؟!
-آه…رحيل كانت طيبه وغلبانه وهما كانوا مش طايقنها وبيعاملوها بقسوة مع انها كانت هاديه ومالهاش حس ولا طلبات، كانوا رافضينها ونابذينها وكل يومين عايزين يطردوها وفجأة بقا عليها سكر لما واحد معرفه تقيل شافها وطلبها للجواز، ساعتها رحيل كانت تعرف محمد وهو كان طيب وحنين عليها قوي، وكان عايز يجيب لها الدنيا بين أيديها بس كان لسه بيشتغل نجار مع أبوه وعلى أده…
بدأت تسعل ويزداد سعالها ليقف ماهر ويذهب سريعاً يفتح أحد الأدراج يحضر منها بخاخ ويعطيه لها ضاغطاً على زره فينثر بعض الرزاز داخل فمها وهو يردد:
-أهدي يا ماما…كفايه كلام النهاردة وابقي أحكي لنا بعدين.
هزت رأسها بتعب وجفنها بدأ يثقل ليقول:
-نامي انتي دلوقتي وبكره نكمل كلام.
ثم أراح رأسها على الوسادة وهي بالفعل بدأت تغلق عيناها بخمول وتعب ليدثرها ماهر بزياده ثم يلتقط كف لونا بيده ليتحرك خارجاً من الغرفة وهو يتنهد بتعب ثن ردد:
-زمان جدي نزل عشان العشا..يالا احنا كمان.
هم ليتحرك لكنها أوقفته تسأله:
-ماهر…هو أنت ليه قولت لمامتك انك اتجوزتني؟!
ليرد ببساطة شديدة:
-عشان ناوي أدخل عليكي.
لتتفاجأ وتشهق بصوت عالي من هول الصدمة ومن بساطته في التصريح بذلك.
جلست على طاولة العشاء شاردة تماماً، تصريحه كان فج وقوي، يبدو عازم على ما يريد، سؤال واحد بات يدور بخلدها كيف ستتخلص من كل ذلك.
غرقها الشديد في دوامة أفكارها حجب عنها نظرات الكره المندلعة من أعين عزام وفاخر وكذلك جيلان، بينما ماهر يجلس ينظر عليها بإشفاق،يرى الحيرة والصدمة بعيناها لكنه لا يملك التغيير، هو يريدها وسيأخذها،يقسم أن يفعل لا سبيل لإمتلاكها وضمانها سوى أن يدمغها باسمه وإلا ستفر من بين يديه وربما وقتها لن يتمكن من نسبها له، مشاكلها مع عائلته تحتاج للكثير وهو لا يملك رفاهية آلوقت
 خرج من دوامة أفكاره على صوت محمد الوراقي وهو يقول بسعادة:
-ماتتصوروش فرحتي يا ولاد أد إيه بوجودكم حواليا... حاجه ماتتوصفش.
تبادلت وتباينت النظرات بين سعيده مثله وأخرى ساخره وأخرى عيون شاردة تحمل هماً.
لكن تنبهت كل العيون على صوت الجد حين قال:
-عارفين ايه إلي ناقص بقا وساعتها تكمل فرحتي؟
-ايه يا جدي؟
سأل كمال بإهتمام ليجيب محمد الوراقي:
-أفرح بيكم بقا على حياة عيني واجوز كل واحد فيكم الحياة الي يستحقها خصوصاً أنت يا كمال.
غص الطعام في حلقه وسأل بترقب شديد:
-الله وانا مالي بقا؟!!!
-أوعى تكون مفكر إني هسيبك للسرمحة الي كنت بتتسرمحها دي لااا...خلاص كان زمن وخلص...وحكاية جريك كل يومين ورا واحده افرنجيه ده كمان تنساه ولا تكونش حابب تتجوز منهم، يمكن تكون نسيت أصلك، وجدك صعيدي وأصلك من هناك، احنا مربوطين بالبلد دي ونسلنا مأصل عمره ما كان مخلط و....
أقطتع محمد حديثه يردد:
-من غير مسلسل ذئاب الجبل ده يا جدي، ماتقلقش أنا واخد قراري أصلاً من الي شوفته و ورد عليا برا، مش هتجوز غير مصرية، ريح نفسك.
-براوة عليك يا ولا...وأنت يا كبير إيه؟!
اتسعت عينا ماهر وحمحم بحرج، لا إرادياً ذهبت عيناه على لونته... ثم نظر للجد يردد:
-أنا؟!
-هو في كبير غيرك؟
-لا أنا.. إيه بقا؟!
-عايز أفرح بيك أنت أول أحفادي وعايز أختارلك ج....
قطع عزام الحديث وقال بعزم:
-لا ماهو ماهر خلاص....عروسته موجودة وحددنا ميعاد الخطوبة... الجمعه الجايه هنروح كلنا.
عم الصمت على المكان...و نظره فوراً تحول لعندها يراقب ملامحها وتأثير ما سمعت ..تجهمت ملامحه وهو لا يرى شيئاً عليها...تتابع مايقال بصمت كأنها خارج السياق، كأن الأمر لا يعنيها...هي تتابعه كمسلسل مفروض عليها مشاهدته.
فيما تحدث محمد الوراقي بضيق شديد:
-عروسته موجوده؟! وحددتوا ميعاد الخطوبة؟! الجمعه؟! الي هي بعد بكره دي؟! يا ماشاءالله... ده أنا أروح أشوف لي تربة بقا؟!
نظر عزام لشقيقه الذي صرح مبادراً:
-احنا كنا قاعدين مع صلاح أبو العينين والكلام جاب بعضه وهو كان بيلمح ماكنش ينفع ابداً نعمل عبط..وانت كنت في العنايه فماكنش في لا وقت ولا فرصة هي جت كده.
-أنت إيه رأيك في البنت دي يا ماهر؟ عاجباك؟!
زاد توتره و وصل للقمة، ينظر للونا برعب...يدرك أنه خائف...ماهر خائف من لونا ......
يلاحظ أنها بدأت تنتبه، مهتمة بما يقال، فحمحم مستدركاً لا يجد مايقول لكن حاول :
-أنا لسه....
- وماهر هيعوز إيه غير واحده بنت ناس مال وجمال وحسب ونسب دي كاملة من كله، مين يقدر يرفص جميلة أبو العينين؟!!!!
توقف هنا الزمن للحظة مع سماعها لصوت عزام يتحدث مقاطعاً، ليس عند الكل بل عندها وحدها وصدى صوت الكلمة يرن بأذنها(مين يقدر يرفض جميلة أبو العينين؟!) 
رمشت بأهدابها ثم نظرت على المعني بكل ماسبق من حديث، نظرت للعريس...ماهر.
وجعدت ما بين حاجبيها تسأل لما يركز بنظرها عندها! لا تستطيع معرفة معنى نظراته.
ماهر كان ينظر عليها بمشاعر متخبطة بين القلق والخوف والإعتذار يتخللهم بعض العجز.
لكنها عادت تندمج مع صوت الجد الذي قال:
-يعني بقى أمر واقع؟! ليه يعني هو إحنا شويه في البلد.
وقف عزام بعدما شبع يردد:
-الكبير في الي الأكبر منه، وصلاح ابو العينين راجل أي حد يتمنى يناسبه ولا ايه يا فاخر؟
وقف فاخر ورد:
-بالظبط، يالا يا عزام ورانا شغل كتير.
-يالا.
تحركوا مغادرين وتركوا الكل يجلس بصمت تام من تلك الأخبار المفاجئة.
و وقف الجد من على كرسيه بصعوبه ليقول كمال:
-كمل أكلك يا جدي.
-نفسي اتسدت...
هم كمال لأن يقف ويساعده لكنه قال:
-خليك أنت يا كمال كمل أكلك.
ثم نظر على لونا وقال لها:
-تعالي يا لونا انتي ساعديني أطلع فوق.
طالعته بملامح متجهمه،متيبسة، مازالت غير متقبله وجوده بحياتها أو معترفه بكونه جدها من الأساس، هي تشعر بعدم الإنتماء لكل المتواجدين حولها من أصغرهم لأكبرهم.
لذا ظلت بمكانها جالسه ليقف ماهر سريعاً وكأنه خائف من شئ أو أدرك شئ ليقول:
-تعالى اجي أساعدك أنا واطلعك.
لكن الجد أعترض بقوة وقال:
-لا مانت هتجيلي بس بعد ماتخلص أكلك.. لكن دلوقتي لونا هي الي هتطلعني...عايزها في موضوع لوحدها...يالا يا لونااا..
حسها بإلحاح لم تستطع صده و وتحركت معه تساعده وأ إنظار ماهر معهما تتبعهما بقلق يردد:
-عايزها في موضوع لوحدها؟!!!
-ايه يا ماهر...بتكلم نفسك؟! العروسه لحست مخك ولا إيه؟!
-بس والنبي يا كمال سيبني؟!
-ايه ده ايه ده ايه ده؟!! هي العروسه مش عاجباك ولا ايه؟!
أقحمت جيلان نفسها في الحديث وقالت:
-وماتعجبوش ليه؟! جميلة اسم على مسمى واي حد يتمناها... ده من بخته، حلوة وصغيرة وغنية ومن عيلة و...
-تعرفي تخرسي.
نطقها ماهر من بين أسنانه بحسم وبغض شديد جعلها تقف من مكانها بصدمة تردد:
-أنت ازاي تكلمني كده؟! إنت اتجننت؟!
وقف من على كرسيه بغضب ثم قال:
-لمي نفسك واتعدلي معايا بدل ما اوريكي جناني على حق.
-والله والله لاقول لعزام.
سحبها من ذراعها بمهانة شديدة يدفعها للتحرك من أمامه قائلاً:
-يالااا بسرعه.
دبت الأرض بغل وتحركت بغضب شديد تتوعده فيما التف ماهر يزفر بتعب شديد وجلس على كرسيه أمام كمال لكن ما لبث أن تحرك لغرفة جده غير قادر على الإنتظار، وبقى كمال يبادل النظرات بينه وبين چنا الجالسة بصمت وأعتياد يسألها:
-ده عادي
لتجاوب:
-بتاع كل يوم... ماهر مش بيطيق يلمح طيفها.. بس يمكن النهارده زودها شويه؟!!
زم شفتيه بأسى على ابن عمه وجلس يقول:
-بصراحة عنده حق مايحبهاش.. أنا لو مكانه ماكنتش عرفت امسك نفسي زيه كده.. ده جبل.
ضحكت بخفه ليقول:
-بس فتح نفسي على الجواز.. بفكر يابت ياچنچونة أشوف عيادة أفتحها هنا واشوف بردو بنت عسوله كده وبنت ناس اتجوزها واستقر بقا...
-ده بجد؟!
-بفكر لسه؟! عندك عروسه؟!
-يااه..نشوفلك هو انت أي حد يا كيمو..دي البنات كلها هتموت عليك.
-أيوه أيوه عارف.. قوليلي بقا..مين جميلة دي!!
سحبهم الحديث لكلام طويل عن جميله وعائلتها ونفوذهم.
ــــــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــــ
في غرفة محمد الوراقي
دلف وهي تسنده على مضض تساعده لكي يتسطح على الفراش ثم يعتدل مردداً:
-تسلم الأيادي.
ابتسمت له بتكلف يتفهمه ليتنهد بتعب ثم يقول:
-مش متقبلاني لسه يا لونا مش كده؟ واخده من امك كتير، كان الحب والكره بيبانوا على ملامحها.
عاد بظهره للوراء يردد بتعب وأسى:
-أااااه....كأن الزمن رجع بضهره تاني..والمنظر ده حصل من خمسه وعشرين سنه بس انا ماكنتش أنا إلي قاعد قدامك دلوقتي....كانت لسه الدنيا لاهياني و لسه المصلحة عمياني.. نظرتك هي هي نفس نظرة أمك زمان..لا عارفه تتقبلني ولا لاقيه حل تاني غيري...وأول ما لاقت حل مشيت من غير ما تتردد.
هنا هتفت لونا بقوة:
-أمي مشيت عشان عمرها ما اعتبرتك أبوها.... ماهو مافيش أب يوافق إن بنته تترمي سنين في ملجأ على حياة عينه بعد ما أمها ماتت وهو عارف وساكت عشان خايف من مراته ولية نعمته.
-لوناااا.
هتف بها صوت ماهر الذي دلف بالغرفة للتو يردد:
-ايه الي بتقوليه ده؟! ازاي تكلمي جدك بالطريقة دي وتقولي كلام زي ده.
-أنا متربيه كويس قوي وبعرف ازاي اتكلم باحترام لكن الحقيقة هي مش محترمه ومش مشرفه بصراحة وعشان كده وجعتكم.
-لوناااا.... أنتي أكيد غلطانة وجدي مايعملش كده ولا جدتي و...
قطع كلامه مع إغماض الوراقي لعيناه يعود برأسه للخلف وهو يردد وشعور العار يتملكه:
-عملنا .. عملنا يا ماهر كل الي قالته لونا للأسف صح وماخفي كان أعظم...لو في حد غلطان ومذنب في الحكاية دي من أولها لأخرها أنا... أنا وماحدش غيري.. بس انا خلاص عايز أكفر عن الذنب الوحيد والكبير في حياتي ..
اقترب ماهر يردد بحنان:
-أهدى يا جدي..صحتك أنت لسه خارج من المستشفى.
سعل الجد بتعب وحاول جاهداً أن يتحدث:
-أنا غلطت يا ماهر. غلطة ضيعت فيها ارواح ناس كتير..من أول هنية الشغالة لحد لونااا.. بس خلاص هكفر عن كل ده ولونا هتاخد حقها كله على داير مليم... سواء عايزاه أصول أو فلوس.
-مش عايزه منك حاجه...مش عايزة..مش هتقدر تكفر بالفلوس عن ذنبك مع امي مش هتقدر ...هتعيش وتموت بيه...
ثم تحركت مغادرة الغرفة بغضب شديد لا تجيب على نداءات الجد الملحة:
-لوناااا...لوناااا..أستني يابنتي....
-أهدى ياجدي... أنا هروح لها..بس قولي لي... انت ناوي تديها حقها بجد؟!
-ايوه... وده الموضوع الي كنت طالبك بعد العشا عشانه...عايزك تكلم المحامي وتخليه يحصر كل ما أملك ويقدر ورث لونا فيه...
خرج ماهر من غرفة جده بملامح خائفة مبهمة يسير ببطء شديد ناحية غرفة لونا يفتح الباب ويدخل كأن الغرفة غرفته...يراها تجلس على الفراش بضيق وحزن تضم ساقيها نحو صدرها وتبكي في صمت.
ليجلس لجوارها ويضمها لأحضانه عنوة رغم رفضها الشديد له، لكنها يأست منه وهو كالعلقة لتصمت ومن ثم تستكين في أحضانه وهو يهمس:
-شششششش.. أهدي..ماتزعليش يا حبيبي
اخر شئ تريد رؤيته أو سماع صوته الآن هو ماهر.
اغمضت عينيها ببغض تبعده عنها لتتسع عيناه بصدمة من فعلتها وسرعان ما قال مدركاً:
-أنتي زعلانه مني أنا عارف... على فكره والله أنا لاقيت نفسي متدبس في الجوازة دي.
تجعدت ملامحها وتوقفت عن البكاء مستنكرة، مسحت أنفها بيدها وهي تشهق متسائلة:
-جوازة إيه؟! وأنا مالي؟!!
-مالك؟؟؟!
تجهمت كل ملامحه وسأل بضيق شديد وقلب مقبوض:
-ماهو المفترض إني جوزك.
إشتعلت عيناها وكأنها أستيقظت للتو فقالت:
- صح...أظن كده بقا لازم تطلقني.
-أطلقك؟! ههه...
ضحك ساخراً أرعبها...شعرت وكأنه وضعت للتو بزنزانه وصوته وهو يقول:
-أنتي متفائله قوي يا لونا...أنا عمري ماهطلقك.
إنه لهو صوت وصد باب زنزانتها بالمفتاح، لا تعلم لما؟ لكنه كان شعور قوي وسيطر عليها لحظتها.
خافت بشدة، شعور السجن يكتنفها وماهر هو السجن والسجان...بلعت رمقها في خوف ثم همست:
-قصدك إيه يا ماهر؟
علت وتيرة أنفاسه وهي تنتطق إسمه مع شعوره برغبتها في الإنسحاب من سجن يريد فرضه عليها ولو بالإجبار تحيناً مع روعة نزول شعرها الناعم على خدها وإنسدال حمالة فستانها مع كتفها المرمر مما أظهر وبين بروز نهدها الممتلئ.
ضرب الدم بدماغه ... يردد بجنون إنها خاصته ..له وحده وسيخطفها من الجميع حتى لو كانت رافضه.
فقد السيطرة تماماً...وانقض عليها بما يفوق المعنى الحرفي.. الكلمات لن توفي بحق شعور ماهر لحظتها.
لقد وصفها من قبل ....يريد أكلها.
صرخت برعب من إنقضاضه عليها وإفتراسه لها:
-ااه..ماهر.. أنت بتعمل إيه..إبعد عني..أااااه.
كان يقبل أي شيء يطال منها..اي مكان منها مقبول ..لتجود وتحن عليه هي فقط..حالته يرثى لها.. متقمص ومقتنع إنه صريع هواها..ناسي تماماً أنه من أقبل على فعل كل شيء....
هوى لونا بالنسبة له غامض...هو لم يأخذ وقته للوقوع لها...ترى ما السر..هل لكونها جميله أم أنها كارما الأجداد...... ......
ماهر كان غارق بها...بلونا ليونا ولذه مميته..شملها بذراعيه يحاول إسكات صرخاتها:
-لونا...أنا بحبك.
تيبس جسدها... توقفت عن الصراخ وعن الركل بقدمها لأبعاده...تخشبت تماماً.. للدرجة التي نبهت ماهر وفاق من غمرة نشوته يدرك ما نطقه بلا وعي.
هو يحبها؟!!!!!!!!
إعتدل من فوقها ينظر لها بصدمة... مأخوذ بما قاله عن نفسه...مد يده يرفع فستانها يغطي صدرها الذي تهجم عليه وكشفه.. مد يده يساعدها لتعتدل وهي تمسكت بيده تسمح له بمساعدتها.
لتستوي فوق الفراش بصدمة... وهو هرب ...منها أم من نفسه لا يعلم... لكنه خرج من الغرفة بسرعة البرق.
صباح يوم جديد
نامت فيه بعمق بعد بكائها المتواصل..لم تتوقف طويلاً عند ما قال... لم تعتبر بحديثه بالأساس وهو الذي ظل ساهداً طوال ليله يفكر بجنون كيف نطقها.
وقف عند سيارته يدخن سيجارة بشرود وهو ينتظرها حتى هلت عليه بطلتها الرائعه تسلبه أنفاسه وترغمه على رفع عيناه للباب ما ان التقطت أذنه صوت كعب حذائها وتسلل لأنفه رائحتها الناعمة مثلها .
طالعها ليبصر أجمل أشياءه.... لون هي أعظم ما أمتلك... حتى لو غصباً عنها ...شعوره ناحيتها عميق...به أواصر هو نفسه لا يعرف روابطها.
كأنه نذر يؤديه...ربما هو دين...لا يعلم حقاً..هل لأنها متفوقة الجمال والروعة...لااا.. جميلة أبو العينين ملكة جمال...رأها كثيراً..انها مضبوطة بالسم..كل شيء بها مثالي وخيالي...لكنه لم يقع لها كما فعل مع لونا رغم سهولة الأمر مع جميله وإستحالته مع لونا.
تنهد بتعب وقلة حيلة..ومالبث أن إستسلم وابتسم.
أبتسم معلناً ..أن اهلاً بحياة هي فيها عمادها.
وقفت أمام السيارة تنتظر مستغربه إبتسامته البغيضة بالنسبة لها... ماهر للونا هم تتمنى لو ينزاح.. لكنها باتت تعلم أن مصلحتها معه...أينعم هي للأن لا تعلم كيف تأخذ تلك المصلحة منه لكن على الأقل علمت وبقى عليها معرفة الطريق.
طوال الطريق كان صمت..صمت تخلله تفكير متعاكس تماماً بين أقصى الشرق وأقصى الغرب.
لكنها وصلا معاً لمحل عمل واحد...المقر الرئيسي لمجموعة الوراقي... باب تلك الشركة كما مثل رهبه للونا مثل كذلك فرحه...فرحه شديدة فقد بدأت تعمل حيث شغفها....الجرافيك والتصميم.
ترجلت من السيارة وتحركت للداخل..تحت نظراته المتجهمة....باتت تعلم طريقها.. وذلك أكثر ما قد يرعبه.
ومر الوقت...مرت ساعات طوال..وهو يجلس بلا هوادة..يفرك كالأطفال يتلكك كي يراها... أو كما المدمنين...فقد أدمن ماهر نعومة لونا ولمعة الغنج بعيناها.... أبتسم بحلاوة...هي لا تتدلع لقد ولدت هكذا.
أما لونا فقد جلست بشغف وسعاده عارمه أمام مديرها الجديد ينظر مره لجهاز الكمبيوتر ومرة لها... مره للجهاز ومرة لها ثم يقول:
-يابنت الجنية... ده بالظبط.
لمعت عيناها وقالت:
-هعديهالك..شكل التعبير خانك مش أكتر من كتر ما أنا شطورة مش كده؟!
-جداً يعني.. أنا كنت فاكرك كوسه.
-لا والله ده أنا شاطرة واعجبك.
-ماعلش ..مانا بردو معذور..لا شهادة ولا كورس تحت بير السلم حتى ماكنش في أي حاجة تبين.. بس طلعتي شاطره لأ وبتتعلمي برافو عليكي.
جلست تتشبع وتتشرب كل تلك الكلمات بعد سنوات عجاف.
كل هذا تحت أعين أحد الفتيات تظن أنها قد رأتها قبلاً
وبسرعه متناهية هرولت نحو أحد المكاتب تردد لزميلتها:
-غادة...تعالي كده..
وقفت غاده من مكتبها تسأل بإستغراب:
-في إيه؟
-تعالي معايا بس...
ذهبت معها و وقفوا خلف الباب الزجاج للمكتب الذي يضم مجموعة من الموظفين ومن ضمنهم لونا  لتقول الفتاة:
-مش بتشبهي على البنت دي؟!
-اه..شوفتها قبل كدع تقريباً...ثانيه...مش دي البت الضايعة الي كانت عايزة تشتغل في الجرافيكس...
-بالظبط...جت واستغلت.
رفعت غادة إحدى حاجبها  تحركت نحو المكتب تنادي المدير:
-أستاذ طلعت..
رفع الكل أنظاره ومن ضمنهم لونا لترى نفس الفتاة التي رفضتها وقللت منها ومعها زميلتها تبدو تابع لها كظلها .
تحرك طلعت نحوها فيما سألت لونا أقرب زميل جالس لجوارها:
-مين دي؟!
-دي غادى فايز..الأتش آر...و أنا اسمي أحمد علي فكرة من التجمع.. أنتي لونا مش كده.. أسمك حلو ومميز قوي ..على فكره أنا شاطر قوي وممكن اساعدك تتعلمي ت......
تابع سيل رهيب من الحديث كأنها ضغطت على زر مذياع كان يتحين اللحظة كي يحادثها بفارغ الصبر وبسؤالها له أعطته الفرصه.
صدعها بالحديث ولم تنتبه لغادة وحديثها المتجهم مع مديرها طلعت، ولا بتحرك طلعت ناحية مكتب ماهر.
جلس ماهر بإنهاك وصداع شديد بعد ساعات عمل متواصله..يحاول إرتشاف قهوته وقد خلع عنه جاكيت بذلته كعادته وفتح أزرار قميصه وأمامه تقف عادة بأعين متلهفه معجبه من ماهر الذي ينبض بالرجولة والفخامة غير مكترثة الأن بسبب مجيئهم لعنده... شوفة ماهر أنستها...
لكن طلعت كان يتحدث وماهر لا يفهم ، فزفر بضيق يسأل:
-ماتدخلوا في الموضوع في إيه؟مختلفين على إيه مش فاهم
همهمت غادة بهيام..فيما قال طلعت:
-على فكرة أنا بحاول اوضح لها هي الي مش عايزه تفهم.. ممكن عندها حق البنت لا هي مؤهل ولا دارسه ولا حتى واخده كورسات ف بزنس وايز غادة صح... لكن بردو البنت بصراحه موهوبه وشغوفه وبتتعلم ونفذت كل المطلوب بل بالعكس أنا متوقع أنها هتتفوق على كل الي شغالين هنا وهتبقى أكبر اضافه لشركتنا أو أي شركة تروح تقدم فيها.
رمش بعيناه... على من يعود الحديث؟! مهلاً....
أيتحدثون على لونته؟!
تجهم وجهه و وقف بخطر... تراجعت غادة بأثره خطوة للخلف فيما تحدث ماهر بترقب مخيف:
-هي مين دي الي بتتكلموا عنها؟! 
-البنت الجديدة إلي حضرتك طلبت نشغلها.
رفعت غادة حاجبها...هل جاءت بواسطه منه.
فيما تجهم وجه ماهر بزيادة وهتف:
-لونا.
-ايوة هي يا مستر.
ألتف حول المكتب يسأل بعصبيه:
-وخدتها وشغلتها؟
-اه ما أنسه دينا جابتها وهي اختارت تشتغل في الجرافيك.. بصراحه في الأول اخدتها عشان واسطة وكده بس يوم على يوم لاقيت لا ييجي منها بجد.
ليهتف بضياع وغضب:
-لا وبتعلمها كمان.
-أه يامستر.
تشنجت ملامحه وهتف من بين أسنانه:
-كل ده يتلغي..انت سامع ؟
-و...طب..يعني..نرفدها؟
-لا
-امال تشتغل إيه؟!
-ماتشتغلش..أقولك.. شغلها كوفي بلوجر..تقعد تقيم لنا الشاي والقهوة.. لكن تشتغل وتتعلم لأ... فاهم..
ثم وجع حديثه لغادة مؤكداً يأمرها:
-سامعه انتي كمان.
-حاضر.
-اتفضلوا روحوا على مكاتبكم ونادولي لونا.
تبادل كل من طلعت وغادة النظرات.. لما يفعل مع تلك الفتاة هكذا ولما يشعرون بأنه وهو يتحدث عنها كأنه يتحدث عن شيء يخصه ويملكه.
تحركوا مغادرين وبعد دقائق تقدمت لونا لعنده تدلف بخطى بطيئة تسأل:
-في إيه؟
وقف يغلق الباب ويحاصرها بينه وبين حضنه يجبرها على الدخول فيه ثم همس:
-وحشتيني.
-هاااه.
نطقت بتيه شديد من نبرته الهائمة بها وعيونه الامعه بشئ لا تفهمه أو هي التي ترفض الفهم.
-لأ مش قادر.
قالها قبلما يضمها لعنده مختصراً للوقت والمسافات يعتصرها بأحضانه همت لتفتح فمها وتتحدث لكنه وضع أصبعه على شفتيها هامساً:
-ششششش.. ماتقوليش أي حاجة.
شعرت أن هناك سحر باللحظة... لم تتفهمه بعد لكن على يبدو هناك سحر...
لكنها تحدثت وأمرها على الله:
-بس أنا عايزة اقولك حاجه.
-قولي يا روحي.
لمعت عيناها وطالعته بنعومه تستشعر بعض الأهتمام فأكملت ما بدأته من أيام:
- أنا رجعت في كلامي .. وعايزة استلم ميراثي من جدو زي ما قال.
نظر لها بإستهجان يعني استحالة موافقته وهمس ساخراً:
-والله؟!!
ابتعلت رمقها في خوف وحفزت كل خلاياها تهمس:
-مش أنت جوزي... يبقى لازم تجيب لي حقي.
قلب شفته يضحك مدركاً...لونا تلاعبه..وهو سيد من يعشق اللعبة الحلوة...لذا قرصها عند خدها وقال:
-حاضر...عيون جوزك.
ضيق عيناه التي تلمع وتبرق بخبث وإستمتاع ثم قال:
-تعالي بقا معايا.
-على فين.
-هجيب لك ورثك.
تحرك بها تحت صدمتها وغادر المكتب والشركة كلها، أخذها في سيارته وغادر بأقصى سرعة مختزلاً الطريق للبيت الذي عمه السكون وصعد بها لغرفتها يغلق عليهما الباب بعدما دفعها لتدخل امامها وهي تسأل:
-في أيه يا ماهر...أنت بتعمل إيه؟
-ولا حاجه..هخليني وجوزك بجد ...حقي وحقك...
ثم شرع في خلغ قميصه وهي تضع يدها على فهما تكتم صرختها المرتبعه على ما تراه منه....
لكن ماهر كان عازم على مايريد... رغبته فيها قاتله وقد قرر هو الليلة قاتل أو مقتول..
اقترب منها بصدره العاري يضمها له يشرع في خلع فستنانها ثم..... .
يتبع ❤️
أقترب منها بعزم وإصرار كله شوق متلهف، إمتلاك لونه صار مبتغاه وأقصى أمانيه.
هجم عليها بجسده الضخم، يفوقها قوة، يكاد يجن عليها، إنها تجننه، تجعل الدماء تغلي بعروقه، توصله لمرحلة بعمره لم يصل لها.
قبلها بلهفه، أي شيء تطاله منها شفتيه، هو مشاق، مجنون ويريدها، لايملك أي خيار آخر.
وهي ترتجف وتصرخ لتبعدع، الرعب دب في أوصالها، هي لا تريده، ولا تعترف به زوجاً.
حاول شملها بين ذراعيه، أن يشعر بها هي وليست غيرها....ماهر يريد لونا، لا يريد الجنس للجنس..هو يريده مع لونا...
خطفها داخل أحضانه، لا يريد القسوة ولا العنف، حابب قبله ناعمه وشعور لذيذ يعيشه معها.
فخفف من حدة هجومه متذكراً إرادته في عيش لحظات ساحره مع لونا... يريد رومانسيه ساحره وليس مجرد جنس أو حق شرعي 
ضمها لصدره يحتضنها وهو يدغدغ عنقها وذقنها بحرارة قبلاته وقتها شعر برجفتها،تبكي رافضه مايجري... يهمس لها من بين قبلاته:
-شششش.. أهدي...ليه بتعيطي يا لونا
-سيبني أنا مش عايز كده.
-أنا عايزك يا لونا...عايزك بجد.
-سيبني بالله عليك.
-مش هقدر أسيبك...لو سبتك دلوقتي أخاف تسبيني بعدين.
دوماً بين الكلمات القليلة جمل عميقه لا نفهما..لونا لم تفهم بعد مغزى كلماته...جل همها أن يتركها بختم ربها..وهو جل همه امتلاكها.
همس في أذنها بحراره:
-أنا عايزك ليا..بتاعتي.. إنتي مراتي يالونا.
لترد بهمس:
-أنا مش عايزه ابقى مراتك يا ماهر...مش عايزة..وبخاف منك...سيبني..مش عايزاك تلمسني كده... أنا مش رخيصه والله أنا مارخيصه.
توقف عن تقبيله لها ابتعد لثانيه...يدرك..ماذا ظنت.
هز رأسه بجنون واقترب منها يقول:
-أنا مش شايفك رخيصه..لو كده كنت روحت لأي واحده...يالونا أفمهي..انتي مراتي..رسمي واهلك كلهم عارفين.. أنا مش مرخصك.. أنتي ملكة البنات كلهم.. مافيش واحده قدرت تهز كياني غيرك... أنا هموت عليكي...
ابتعدت تتمسك بفراش السرير ثم همست:
-ده مش جواز.. أنا مش عايزاك..
اغمض جفناه بغضب ثم فتحهم يهتف:
-مش جواز ليه عايز أفهم 
ابتعدت عن مرمى شفتيه تبغضه وتبغض حتى انفاسه، شعر ببغضها، قلبه يؤلمه، لما يحبها!
همست مكملة:
-سيبني بقا سيبني.
إنزاح قليلاً للوراء يستند على ظهر سريرها ثم كمل بتصميم:
-مش هسيبك يالونا ومش بمزاجك.
سحب نفس طويل وأكمل:
-هي غلطتي عشان ما تممتش جوازي منك من أول يوم وسبتك براحتك وده خلاكي مش واخده على وضعك الجديد.
انكمشت على نفسها في السرير تسحب الغطاء تغطي جسدها لكنه كان متكئ عليه.
لاحظ فعلتها وسحب نفس عميق متعب ثم رفع نفسه ببطء يرفع الغطاء ويمد يده يعطيه لها مردداً:
-خدي وقتك.
تعلقت عيناها به متأملة، هل سيتركها وشأنها حقاً!.
كادت أن تتهلل ملامحها لكنه أحبط كل ذلك وهو يسحبها لعنده يزرعها عنوة داخل أحضانه ويسحب الغطاء عليهما مردداً:
-بس وانتي في حضني.
رفعت أنظارها له رافضه ومرتبكه، غير متقبله موضعها الجديد تحاول الابتعاد والنهوض، ضمها بقوه أكبر يثبط محاولاتها وهو يقول:
-أنا مش عايز بالغصب .. عايزه بالرضا يالونا... عشان كده لازم نقرب من بعض أكتر وتاخدي عليا وبعدها نتمم جوازنا..
هزت رأسها بجنون منه:
-جوازنا جوازنا...ايه جوازنا إلي انت ماسك فيها دي..أفهم بقا إحنا مش متجوزين... ده مش جواز.
ألتف ينظر لها بغضب وقال:
-كلامك ده هو اللي بيخليني عايز أتمم جوازي منك في أسرع وقت.
-قصدك إيه؟!
زم شفتيه يحمد الله أنها للأن لم تفهم وموقفها مجرد رفض له لا أكثر..يدرك انه ربما عليه التقرب لها بزيادة وجعلها تعتاده وتعتاد قربه وما عدى ذلك سيعد إغتصاب وهذا ما لا يريده معها إطلاقاً... لا يريده للونا بحق...يريد لها إحساس مفعم ...وردي..ممتلئ بالنشوة واللذه والرومانسية... أن تدمن حلاوة قربه وتطلبه أحياناً... هذا مايريده مع لونا....هي وحدها.
اسبل جفناه يستعد للنوم لتجحظ عيناها مرددة:
-أنت بتعمل ايه
-هنام...مش عاجبك؟! أنا ممكن أصحى لك على فكره.
-لا روح نام في أوضتك.
ضمها يغمض عيناه يردد براحه:
-أوضتك أوضتي.. أنتي هتنامي النهاردة في حضني عشان تاخدي عليا.
فتح عيناه يناظرها برغبه حارقه:
-مانا مش هقدر أصبر وامنع نفسي عنك كتير..بس انا مش عايز أخدك بالقوة.
شدد بذراعه عليها .. يجبرها لأن تتوسد حضنه العاري عنوة:
- نامي.
-هنام فين... سيبني عشان أنام.
-نامي على صدري....يالاااا.
أمرها بقوة وهو يلاحظ رفضها وترددها مما جعلها تقترب من صدره مضطرة،مشمئزة غير متقبلة.
ليبتسم وهو يشعر بنزول شعرها على جسمه العاري ثم ملامسة خدها الممتلئ له ومن بعده جسمها كله،اطبق ذراعيه عليه يتنهد بتعب هي المتسببة فيه وهي لا تعلم ثم همس:
-على فكرة يا لونا... عشان تبقى المعلومة عندك وتتعاملي على أساسها.. أنتي فعلا مراتي.. أنا مش هطلقك دلوقتي أو بعدين أي ان كان الوضع إيه... هفضل رابطك جنبي العمر كله.
كانت تستمع لنبرته المصره التملكيه ومع كل كلمة زيادة كانت عيناها تتسع برهبه تدرك بأي وضع وضعت ثم همست بيأس وألم:
-أنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس؟!
ضمها بقوه مضاعفة، متملكة، يسحب مع أنفاسه رائحتها ليتشبع بها وهو يردد:
-أنتي إلي طلعتي لي منين بس يا لونا.
هز رأسه ساخراً من ثباته السابق أمام أي فتاة مهما كانت جميلة وكيف تداعى كل ذلك ما أن دخلت لونا لحياته...كأنه قدر ومكتوب.. أو ربما شئ أخر.
مر بعض الوقت أجبرها فيهم على البقاء في أحضانه إلى أن سحبهما النوم لساعات متواصله حتى إستيقظا على صوت طرقات الباب:
-لونا....لونا..مش هتتعشي؟!
فتح كل منهما عيناهم يستوعبان الوضع وان چنا شقيقة ماهر هي من تقف بالخارج يفصلها عنهما الباب فقط.
نظرت لونا لماهر الذي مازال يحتضنها له ثم همس في أذنها:
- قولي لها إنك شويه ونازله وراها.
فهمست له بكيد:
-طب ما تقولها أنت يا جوزي.
رفع إحدى حاجبيه لها بحده ثم همس:
-يالا يا لونا...ولا تحبيها تدخل علينا هنا دلوقتي وانتب في حضني...
زفرت بضيق شديد لكنها كانت مصره على محاصرته تكمل لكن صوت چنا عاود:
-لونا...يا لونا.
فاضطرت أن تجيب:
-حاضر يا چنا هغير بس واجي وراكي..أسبقيني أنتي.
-أوكي.
تحركت چنا مغادرة وابعدت لونا أنظارها عن الباب تستعد لمحاصرة ماهر بالحديث من جديد لكن كان هو من فاجئها وهو يقبلها بغتته.. اخذها على حين غفلة يهمهم بتلذذ...معها يفعل كل شيء ببطء كي يستشعر بحلاوة وطعامة كل همسه أو لمسه من لونته.
فصل قبلته يحاوط رأسها بيديه ثم قال:
-تجنني.
-مانا أكيد هلاقي حل وهخلص منك.. أكيد في حل.
ضحك رغماً عنه...ما قالته لهو أخر حديث متوقع أن يسمع بعد قبلاته الحارة معها.
وقال بتأكد من بين ضحكاته:
-مش هتلاقي...انا هبقى حريص على إنك ماتلاقيش حل يا لونا.
طالعها بين ذراعيه وردد:
-يالا البسي بدل ما أفقد أعصابي الي ماسكها عنك بالعافيه...ولا اقولك....
شهقت بصدمة وهي تشعر بإزاحة الغطاء من عليها ثم سحبه لها بقوه يردد:
-حبيبي مايتعبش نفسه... أنا أساعده.
تقدم بها لخزانة ملابسها ينظر لها بحيرة وغضب ثم قال:
-هو انتي مش عندك غير اللبس ده!
-ماله؟!
-مش شايفه؟!
-ده موضه جداً وبعدين أنا بلبس زي چنا أختك بالظبط تقريباً نفس الاستايل.
اغمض عيناه بغضب منها.. دوماً تجيب بنفس الرد ليسحب فستان رأه فضفاض نوعاً ما يقول:
-البسي ده.
-ولو اني مش بحبه بس ماشي... 
-طب يالا غيري.
-اطلع برا وانا اغير.
-لازم تعودي على وجودي..يالا غيري.
-مش هيحصل ابد....
قاطع حديثها وهو يخلع عنها كنزتها القطنية لتقف أمامه بملابسها الداخلية شاهقه احاول مداراة جسدها عن عيناه الوقحه وهو قربها منه يلبسها الفستان بنعومة مردداً:
-وحش.. عليا النعمه وحش.
دغدغتها كلماته لثواني..وهو متعمد..تكنيك سيأخذ بعض الوقت لكن نتائجه أكيدة وهو يعلم.
عاملها بنعومة وسحر..لطيف جداً وحنون.. رغماً عنها كانت عيناها تلمع بانبهار وهي تشعر به يعاملها أحسن حتى من معاملته لچنا التي تأملتها... اغلق لها سحاب فستانها...أجلسها أمامه بتروي يمشط لها شعرها..
أنهى ربطه ونظر عليها في المرأة يردد بحب وإعجاب واضحين:
-قمر... حبيبتي قمر.
على قدر فرحتها كانت مستنكرة.. تصرفاته المتناقضة تجننها...لم تستطع المواراة وهمست:
-أنت أكيد عندك انفصام يا ماهر.
-ممكن..كلنا مرضى نفسيين.
ضحكت تقول:
-طب ماتتعالج.
-الي مضرور يتعالج وانا مش مضرور.
ضحكت عاليا ... لم تستطع اخفاء ضحكتها وهو كذلك ابتسم يقول:
-يالا أنا خلصت... حلو كده؟
نظرت لهيئتها التي رتبها هو وقالت معجبه:
-حلو.
قربها منه يحتضنها له وقال:
-أنتي إلي حلوه يا لونا....يالا ننزل.
خرج بها من الغرفة..سحب يدها بيده إلى أن نزلا أمام الجميع....فاضطر لترك يدها.
وقتها نظرت له نظرة لم ينساها..ولم يفهمها...لها معاني كثيرة.
وزادت حدة الصراع....حيث قال والده:
-جهزت عشان بكره؟!
-ماله بكره؟!
سأل باستنكار شديد ليرد عزام من بين أسنانه:
-هي دي حاجه تتنسي.. بكره الجمعه... معادنا مع عيلة أبو العينين عشان الخطوبه.
وقف الزمن هنا ...وتداعى معه كل شيء فعله أو حرص على فعله منذ قليل... وعم صمت قاتل على المكان..كل يحمل بداخله متفجرات ونوايا مختلفة .
صباح يوم جديد كله هموم على عاتق ماهر...من الأمس وهو لا يستطيع رؤية لونا ..بعد العشاء ذهبت لغرفتها وقد ذهب خلفها عازم على المبيت عندها من شدة تبجحه لكنه تفاجئ بها توصد الباب عليها من الداخل.
الكل موجود وعلى وشك التحرك وبالفعل قال عزام:
-يالا احنا مستنيين إيه؟
-مستنيين لونا.
قالها الجد بهدوء لتحتد عينا ماهر وكذلك عزام الذي هتف بحدة:
-أنت عايز الوسخة دي تيجي معانا زيارة زي دي.. ده لو السما انطبقت على الأرض.
-وطي صوتك يا عزام واقعد..في إيه هتخيب.. بتعلي صوتك على أبوك..
تدخل ماهر بغضب مكظوم:
-انا كمان شايف كده ياجدي.. خليها هنا.
وقف الجد بحدة رغم تعبه يهتف:
-حتى أنت يا ماهر..خيبت خلاص زي ابوك.
نظر الجد لچنا وقال:
-چنا... أطلعي نادي لونا.
تحركت چنا بسرعه فيما هتف ماهر:
-أنا مش عايزها تيجي ياجدي...سيبها هنا.
تقدمت لونا على الدرج مع چنا تتوقف قدماها مع أخر كلماته وتسمع الجد وهو يقول:
-أنت كمان مستعر منها يا ماهر...كنت فاكر الأمل فيك.
لاحت لأنف ماهر رائحتها التي يعرفها جيداً فنظر لأعلى ليصدم بوجودها ولمعة الدموع بعيناها.
لا يعلم كيف يفسر لها حقيقة ما سمعت فيما هتف الجد:
-لو كلكوا مستعرين منها كده مالكوش دعوة بيها...لونا هتيجي معايا أنا.
ألتف ماهر يدور حول نفسه يشعر بالعجز يود قضم قطعه من السماء.
فيما هتفت لونا بإنكسار:
-أنا مش عايزه أروح..
-يكون أحسن...يالا بينا اتأخرنا.
قالها عزام بغضب فيما قال الجد:
-أنا مش متحرك من غير لونا... تيجي معانا والكل يتعرف بحفيدتي .
تقدمت منهم تقول:
-أنا مش عايزه...
-هي كلمه..هتروحي يعني هتروحي وإلا نلغي الجوازه دي.
لتتسع عينا ماهر وهو يسمعها تهتف بلهفه:
-لأاا... كله إلا كده...هروح.. أنا جاهزة أصلا.
صك أسنانه بغيظ شديد وقد وصله مرادها...تظن أن بتلك الزيجه خلاصها منه...غلبانه لا تعلم شيء.
تحركت تغادر معهم رغم حنق عزام ورفضه الذي أقترب من ابنته يقول لها:
-ماكنتيش عارفه تلبسي فستان أحلى شويه وتعملي شعرك.
زمت چنا شفتيها وقالت:
-ومالي كده..
-مالك؟! هتفضلي طول عمرك خايبه زي امك.
-چنا... تعالي أركبي معانا في عربيتي.
قالها كمال الذي استمع لكل ما قاله عمه وتحركت چنا بالفعل ومعها لونا تهرب من براثن ماهر وقد لاحظت نظراته القاتلة.
الوصول لقصر أبو العينين أتخذ الكثير من الوقت، فالمرور بحديقتهم الغناء ومروج الأشجار والورود وإسطابلات الخيل أتخذ وحده أكثر من ثلث الساعه.
كان قصر فخم بحق، يدل على مدى ثراء تلك العائلة، لونا بالفعل كانت مشدوهه ومبهورة ورددت بلا وعي منها: 
-واااو..هو في مستوى الغنى ده في مصر؟
ضحك الجد وقال:
-وفي اكتر من كده كمان..بس عيلة أبو العينين من أغنى عائلات مصر فعلاً.
ترجلت معهم من السيارة وتعثرت قدمها والتوت أثناء خروجها منها فتأخرت قليلاً.
كان على الباب في أنتظار عائلة الوراقي كل أفراد عائلة أبو العينين، يستقللونهم بحفاوة تليق بهم.
فقد وقف صلاح أبو العينين وشقيقه حسني ولجوارهم وقف شاب عريض المنكبين وطويل شعره خفيف من الأمام لكن عضلاته بارزة وعيونه زرقاء.
إنه أيقونه، تمثال منحوت ببراعه،مستفز...مستفز لأقصى حد..ما أن رأه ماهر حتى غار..
ماهر الأن يسب ويلعن...طارق أبو العينين بالحقيقة أروع حتى من الصور...يااااه..وهو الذي ظنه فوتوشوب!
بترحاب شديد أستقبلت عائلة أبو العينين الوراقيين.. وتقدم عزام يعرف العائلة حتى وصل لچنا:
-ودي جنا بنتي ..أخر العنقود هههههه .
تفزز جسد ماهر في موضعه وهو يسمع صوت صلاح أبو العينين يقول:
-ومين البنت القمورة دي 
-أووووه..
عاليه صدحت من طارق وساقته قدماه رغماً عنه وبادر لمساعدتها تزامناً مع صوت الجد:
-دي حفيدتي..لونا.
رفع حسني إحدى حاجبيه وهو يرى إبنه يتقدم مبادراً لمساعدتها... يمد يده مبتسم قائلاً:
- ألف سلامة.. إيه إلي حصل.
فردت عليه تسمعه صوتها المسهوك لتصيبه وهو وماهر بالشلل دفعه واحده:
-اتكعبلت وأنا نازله.
ابتسم لها وقد نزل صوتها كالبلسم على صدره رسم ابتسامه عريضه على شفتيه وساعدها تحت أنظار الجميع...وماهر يقف مصاب بالعجز والجنون ...شعور قاتل هو السبب فيه... هو السبب في كل ما يجري وهو يعلم ذلك .
لكنه لم يستطع الصمود...تحرك بلا هوادة يقول له:
-عنك انت يا طارق .
تناول يد لونا بين يديه بغلظه ثم قال:
- مش عايزين نتعبك..تعالي يا لونا.
- ولا تعب ولا حاجه..أنسه لونا تؤمر بس .
=أتفضوا يا جماعة.
دلفوا جميعاً للداخل وجلسوا يتحدثون في أشياء كثيرة متفرقة تخص العمل وما شابه وماهر عيناه على لونا المندمجة في حديث متقارب مع شقيقته.
إلى أن تقدمت منهم سيدة متعديه الخمسون عاماً ولجانبها فتاة أيقونه في الجمال.. مضبوطة بالملي.
جمالها حاد وقوي..شعرها اسود وطويل جسمها مضبوط متيبس.. تتقدم منهم وهي تتهادى في فستان مشجر ماركة فيرزاتشي..عطرها قوي كملامحها وقوة بنيانها...لم تكن تحتاج لتعريف.. أنها العروسه الفاتنة سليلة الحسب والنسب جميله أبو العينين..وقتها فقط رن بأذنها صوت عزام وهو يقول(مين ده الي يرفض جميله أبو العينين).
لونا لم تشعر بما فعلت...هي ببساطة قد عقد شبه مقارنه للتو وركزت مع كل تفاصيل العروس والنتيجة كانت أنها عروس أكثر من رائعة..ماهر بالفعل محظوظ.
للتو إستفاقت وعلى صوت والدتها التي جلست برقي تقول:
-ايه يا جميله ..مش تسلمي على عريسك.
تقدمت جميله تمد يدها بابتسامة مشرقة وبسيطه من ماهر الذي..  مد يده بترقب عينه تحطف نظره على لونا المأخوذة بالفعل ولا تعرف لما .. ربما لأنها تجلس وسط ناس اغراب عنها بما فيهم عائلة والدتها.
أنساق الحديث إلى حيث جائوا وقد دلف عزام بصلب الموضوع يقول:
-أحنا يشرفنا يا صلاح بيه نطلب أيد الأنسه جميلة لأبني ماهر...نسب عيلة أبو العينين شرف كبير لينا.
-الشرف لينا أحنا يا عزام بيه..عيلة الوراقي سمعتها زي الجنيه الدهب.
-الحمد لله... طب مش نقرا الفاتحه بقا.
-نقرا.
بدأ الجميع في قراءة الفاتحة حتى لونا ..جلست تقرأ فاتحة زوجها وهي لا تشعر بمدى العبث الذي يحدث.
هو فقط من كام يشعر بذلك... لقد وضع بموقف لا يحسد عليه ولا يعرف كيف سيخرج منه.
هنا تدخلت والدة جميلة تقول:
-بس فين مامت ماهر.. هي مش موافقة علينا ولا إيه؟
فجاوب محمد الوراقي:
-والدة ماهر للأسف ماتقدرش تتحرك من السرير بقالها سنين على كده للأسف 
-لا ألف سلامة... إحنا كده لازم نزورها...وصلي سلامي لماما يا چنا لحد ما اشوفها... ماشاء الله...چنا كبرت وبقت عروسه.
- أحلى عروسه..خطابها مجنني..بس انا حالف مش هجوزها كده لأي حد.
-طبعاً طبعاً حقك يا عزام بيه..
صمتت لثواني تضيق عيناها ثم سألت:
-مين البنت الحلوة الي جنب چنا دي.
رد محمد الوراقي:
-دي لونا... بنت رحيل بنتي.
-رحيييييل أاااه.
قالتها بنبرة ذات مغزى وترة الأجواء ولم يفصلها سوى صوت صلاح أبو العينين:
-طب ايه يا جماعه مش نقوم بقا ونسيب العرسان مع بعضهم شويه ههههههه.
-صح... إحنا لازقين فيهم ولا عواجيز الأفراح.
تنبهت كل خلايا ماهر وهو يرى نظرات طارق على لونا....بعيناه لمعة...كأنه معجب...ولطارق سحر رهيب يوقع أي فتاة.. بالأساس ماهر يغار منه .
مسح على وجهه ولم يستطع الرد.. بكل ثانيه يقع في موقف أسوء من ماسبقه.
ولم يملك أي حيلة وهو يرى الكل مجتمع ليقف ويغادر للحديقه...أخذين معهم زوجته.
ليجلس هو في لقاء فردي مع جميله... كانت جميلة بالحق... وهادئة حتى تبدو نقيه .. جمالها فتاك.. جسدها يغوي الناسك... ركز معها لدقائق طويلة..لما لا يرغب وهي بالجمال تأخذ علامات...
لقد ظن أن ما يريده من لونا رغبه وقد وقع لها لأنها جميله...هو راغب في لونا بكل لحظة وكل ثانيه... مستعد لإقامة علاقة معها فب أي وقت.
لكنه غير راغب في جميله رغم كونها مكتملة الأنوثة.. رقيقه وتبدو خجوله ومهذبه 
ما الرابط بينه وبين لونا..ولما هو واقع لها ومتعلق لهذه الدرجة.
غلى الدم بنفوخه وهو يرى طارق عبر الحاجز الزجاجي الفاصل بين الصالون والجنينه يقترب من لونا ويهمس لها بحديث خاص وبعيناه نفس نظرة الإعجاب.
لقد مارس أقصى درجات ضبط النفس منذ جاء لعندهم وظل يعد الدقائق حتى ينتهي هذا اللقاء.
وأخيراً عادوا للبيت وذهب كل منهم لغرفته حتى ماهر.
بدلت لونا ملابسها لاخرى مريحه واستعدت للنوم لكن أتصلت اولاً بصديقتها سما ...صار لها مدة لم تحدثها...لكن من جديد هاتفها مغلق...ساورها القلق والتوتر عليها...سما مختفيه ولم تسأل عنها حتى...ترى ماذا حدث؟
قطع سيل أفكارها دخول ماهر عليها الغرفه يسأل بغضب :
-كان بيقولك إيه؟!
-هو مين؟
-طارق أبو العينين؟!
-أاااه... إبن عم عروستك؟!
ضيق عيناه...لما تنطقها هكذا وكأنها تذكره.. هل لونته تغار عليه؟؟!
تهلل قلبه و وجهه فرحاً واقترب منها يسأل بلهفه:
-أنتي غيرانه عليا؟!
إتسعت عيناها بصدمه وهمست داخلياً تسأل نفسها .... غارت عليه؟!
لحظتها دق قلبه وقلبها واقترب منها يسأل:
-ردي عليا... إنتي غيرتي عليا بس بتنكري ..مش كده؟!
رمشت بعيناها وهي تسأل بصدق هل بالفعل غارت؟!
أبتسم ماهر وشعر أنها لحظه مناسبه ليقترب منها.. هي الأن ذائبة معه بين يديه .
لكنها هتفت:
-لأ ماغيرتش؟!
تيبس لثواني ثم قال:
-متأكدة؟!.
-أيوة
-طب اتاخري بقا.... عايز أنام.
-روح نام في أوضتك.
-هنام هنا..لحد ما تاخدي عليا.
مسحت على وجهها بتعب الجدال معه غير مجدي.. وجدته يخلع تيشرته وبقا عاري الصدر أقترب منها لتقول بخوف دفعه واحده:
-لا ماتنامش هنا....وماتقربش مني... خلاص أنا رجعت في كلامي ومش عايزاك تجيب لي حقي من جدي... أنا هعرف أتصرف.
صدمته بكلامها وأيقظت عقله وكل حواسه ..لونا فكرت في بدائل..وترى ماهي بدائلها هذه..ولما لم تظهر كل تلك القوى إلا بعد لقائها بطارق.. ماذا حدث بالكم دقيقه لقاء التي جمعتهما وهو بالداخل لا يعلم..
تراجعت للخلف مذعورة من هيئته التي تبدلت فجاءه، على ما يبدو انها قد تفوهت بكلام خطير يفوق الخيال.
هي نفسها لا تدرك ذلك....لا تشعر بحدة ما شعر...لو اندلعت فيه النار حياً لكان أرحم...صار شعوره ناحية اي شيء يخص لونا قاتل ومؤلم حقيقي ...يعلم أنه هو من إختار معايشة وضعه الراهن هو الذي لم يعلن زواجه منها.
ابتعدت لأكثر من خطوة وهي تراه يعض شفته من شدة الغضب ثم يسألها من بين أسنانه:
-قصدك إيه؟! مين الي قوى قلبك كده فجأة
-قصدك ايه؟
-كان بيقولك ايه؟ انطقي
-هو مين؟
-هو مين؟! الي كان واقف لازق لك في الجنينه وعمال يهمس لك..قالك ايه انطقي؟ قالك انك حلوه قوي وفضل يتغزل في جمالك؟! وان صوتك يجنن اي راجل! و إن حتى إسمك متدلع ولايق عليكي؟! قولي قالك ايه ولا انتي عايزه تجننيني...إنطقي بدل ما أشرب من دمك.
ابتعدت اكثر وهو يقترب يحاصرها لم يضل خلفها مساحه تهرب فيها لقد حاصرها بينه وبين الحائط وهي تقف أمامه تحذره بقوه يتجلى فيها خوفها منه بوضوح:
-اوعى تقرب ناحيتي فاهم ولا لأ.
-كماااان..ماقربش ناحيتك.
ضحك مستهتراً وأكمل:
-ومين بقا هيقدر يحوشني عنك...فكراني هسيبك تبقي مجنونة ولو انا سيبتك قبل كده عشان تاخدي عليا فدي كانت غلطتي...لازم تعرفي انك بتاعتي بمزاجك بقا او غصب عنك.
ارتعبت أوصالها وهدرت:
-أعقل يا ماهر
-أعقل ليه عشان أسيبك لغيري؟!
بدأ يفكك أزرار قميصه وقد أعلنها سيحتلها أولاً ومن ثم يتفاوض
وبدا يقترب منها وهو يردد:
-أنا الليلة يا قاتل يا مقتول ..بعترف اني حسبتها غلط...كنت عايزك تحبيني الاول وتحبي قربي وبعدين اخليكي ليا بس كنت غلطان.. انا هخليكي ليا وبعدين نتفاوض.
اتسعت عيناها برعب..حاولت الهرب وان تفر من بين يديه لكنه كان مقبلاً
تهلل وجهها تشعر بدنو الفرج حين دق الباب بصوت جنا:
-لونا..لونا 
بدأها بنظره ساخره يخبرها ان لا أخد سينقذها من بين يديه لتتحول فجأة نظرته للصدمه وهو يسمعها تقول بسرعه:
-تعالي يا چنا أدخلي.
أتسعت عيناه وهو يراها تقول وتنفذ على الفور...لونا بدأت في الأنسياب من بين يديه.
فتحت چنا الباب ودلفت تقتحم الغرفه بعد دعوة لونا لتصدم وتتوقف أقدامها وهي ترى شقيقها الكبير يقف وأزرار قميصه مفتوح يحاصر لونا بين جسده والحائط.
فنطقت متوترة:
-هو في أيه؟!!!!
صك على أسنانه بغضب، يلعن لونا الف مره...كيف جعلت شقيقته الصغيرة البريئة تراه هكذا....هل تورطه؟!!
ابتعد عنها على الفور حاول أن يجلي صوته وقال:
-مافيش يا حبيبتي...حصل غلطة في الشغل بسبب لونا وكنت بحاول اشوف حل.
-انت كنت بتضربها ولا ايه؟
عض باطن فمه ونظر على لونا وقال متوعداً؛
-لأ طبعا...مع اني كنت ناوي
بللت لونا شفتيها وقالت برعب تبدل الحديث:
-كنتي عايزاني في ايه يا چوچو.
-ابداً..بس بابا وعمو ناموا وانا كمال عاملين قاعدة في الجنينه قولت اجي اقولك تقعدي معانا الجو تحت يجنن...ولا انتي هتنامي
كادت ان تجيب موافقة لكن رد المتبجح يقول مسيطراً:
-لا سهر ايه...لونا لازم تنام عندنا شغل الصبح ولا ايه يا ...لوناا.
-بس بكره السبت...الشغل عندكم أجازة جمعه وسبت مش كده؟
ضيق عيناه...يصك أسنانه...هي توصله لمرحلة الغليان بردودها، تقف تهفو للهرب منه.
ساد صمت متوتر في الاجواء للحظات قطعه دخول كمال:
-ايه يا شباب هفضل قاعد تحت لوحدي كده في ايه؟ 
ثم نظر على ماهر وقميصه المفتوح وقال معلقاً:
-نفسي اشوف زراير قميصك مقفولة في مره يا ماهر..لبس الخطوبات له نظامه لازم بدله...خلاص بتهرش مش قادر تقعد شويه قميصك مقفول!!!! طبعك ولا هتشتريه.
تدخلت چنا في الحوار تقول:
-اه صحيح يا ماهر ماقولتلناش ...ايه رأيك في جميلة؟!
اتسعت عيناه....خوفاً...صار يخاف لونا ولعن شقيقته في سره كونها فتحت الموضوع من جديد فيما رفعت لونا إحدى حاجبيه وقد التقطته.
التقطت خوف عيناه...هنالك شيء حتى لو كانت غير متيقنه منه لتقول جاسه النبض:
-صحيح يا ماهر؟ ايه رأيك في جميلة؟!
-قول يا ماهر ماتتكسفش احنا زي أخواتك 
كان ذلك صوت كمال الساخر ليرد ماهر:
-ماخلاص بقا...انتو هتعملوني مسختكوا النهاردة؟ وبعدين في ايه هو أحنا هنكمل كلامنا هنا في أوضه لونا ولا ايه مش فاهم.
رفع كمال أحدى حاجبيه وقد التقطت قرون إستشعار الذكر بداخله شيء ما لكنه غير متأكد فآثر الصمت حالياً.
وخرجوا جميعاً للسهر سهرة ممتعة بجنية قصرهم الجميل.
صباح يوم جديد مشمس ومشرق خرجت فيها العائلة للنادي الرياضي المشتركين فيه للعائلة كلها.
صف سيارته بغضب وترجل منها يتقدم وهو يحادث شقيقته:
-أنتي فين أنا مش شايفك 
-أنا هنا عند ملعب التنس.
-خلاص خلاص شوفتك...
اغلق الهاتف يقترب منهم ليردد بغضب:
-يانهار أبوكي أسوود...يومك مش فايت يالونا.
تقدم لعندهم يحاول كبح غضبه وهو يراها تجلس لجوار شقيقته مرتدية تنورة بيضاء قصيرة وعليها كنزه قطنيه باللون الوردي وقد رفعت شعرها بسوار وردي لتزداد إشراق على إشراقها ..بدت جميلة ومميزه، تحب النظر لها وعليها....يشعر بالتعب والغلب...ما لو تتطلع أحد عليها سيصبح معذور..من سيرى كل ذلك الدلال والبهاء ولن ينظر عليه.
وهي لم تكن مبتذله....كل ذنبها انها بأفعل جميلة وبالفعل بكل حالاتها تخطف العين....بماذا سيعلق وشقيقته موجودة.
ألقى مفاتيح سيارته على الطاولة بحده ثم قال:
-صباح الخير.
ردت جنا:
-صباح النور...اتأخرت كده ليه كمال هنا من بدري.
فكر لثواني ثم قال:
-كنت بجيب لك غزل البنات بس لما كلمتيني جيت.
وقفت على الفور تهتف:
-هو شغال دلوقتي...هروح اجيب...حد عايز حاجه.
-اه هاتيلي معاكي فشار.
قالتها لونا غير مدركه العواقب لتوافق چنا وتتجرك مغادره.
شهقه عاليه صدرت عن لونا وهي تشعر بكرسيها يتحرك ناحيته وقد جره لعنده بقوة ذراعه الغليظ حتى أجلسها أمامه تماماً وهي تسأل بخوف وقلق:
-أييييه في أيييه؟!
ناظرها بأعين حاده ونظرات قاتله لتردد:
-يادي النيلة عليااا...عملت إيه انا دلوقتي؟! انا عملت ايه؟!
-إيه الي انتي لابساه ده؟! ورافعه لي شعرك مبينه رقبتك؟!
-مالي مانا حلوه أهو
ليصرخ في وجهها بغضب:
-ماهي دي المشكلة.
ارتفع صوته وجذب الأنظار ليلاحظ ذلك ويعود يخفضه هامساً:
-أنتي حلوة قوي يا لونا ومنين مابتروحي بتلفتي الأنظار...أرحميني شويه هو انا مابصعبش عليكي...
بللت شفيتها وهي تستشعر اللين في نبرته، رأت أنها اللحظة المناسبة لاستكمال ليستة طلباتها وإستراتيجيتها التي تنساها أحياناً خصوصاً بسبب المفاجآت التي تتعرض لها فتسير على سطر وتترك سطر.
تذكرت حديث (كوتش ساره) أن لا ضرر من الإخفاقات والوقوعات والأهم الإستمرارية لذا تددلت وهي لا تحتاج بالأساس ليخرج صوتها المسهوك وقد رفعت يدها تخطفه هو وأنفاسه حين داعبت أزار قميصه تردد:
-حاضر...بس....
اتسعت عيناه وكذلك فهمه من رضوخها ونبرتها اللينه وقربها منه قد أذابه على الأخير خصوصاً مع حركة يدها يسمعها وهي تحمحم بصوتها المتدلل:
-ممكن أطلب منك طلب يا ماهر
-عيون ماهر 
رفعت عيناها تبتسم له، بغض النظر عن مخططاتها ونظرتها الشخصية له الا ان طريقة نطقه وصوته بانت فيها اللهفه وإستشعرت صدقه، واكملت:
-عايزه أزور بابا زي ما وعدتني قبل كده.
مد يده يسمح على شعرها بحنان ثم قال:
-حاضر ياحبيبي أفطري كويس وأخدك ونروح ساعه ونرجع عشان نلحق الغدا مع جدو ...أوكي؟!
تهلل وجهها تسأل:
-يعني هنروح يا ماهر؟!!!
-هنروح يا حب....
#ماهر..صباح الخير...مامي أخبارها أيه؟
كان ذلك التدخل من إحدى السيدات الأنيقات وقفت ترتدي ترننج رياضي على ما يبدو كانت تمارس رياضة الركض ووقفت للتو أمامهم مستغربه تسأل ليبتسم لها ماهر قليلاً ويجاوب :
-الحمدلله بخير
-أبقى سلملي عليها كتير قولها طنط مديحه الورداني بتسلم عليكي وانتي وحشتيها كتير أكيد هتفتكرني.
-أكيد طبعا.
-هههه...الله...مين البنت القمورة دي يا ماهر؟
-أه..لونا...بنت عمتي الله يرحمها.
تقدمت السيدة بفضول تردد:
-بسم الله ما شاء الله ...هو الوراقي بيه عنده أحفاد بالجمال ده! وعلى كده انتي مخطوبة بقا يا لونا.
-أه مت..
كاز ان يجيب لولا صوت لونا التي تدخلت تقول:
-لا يا طنط.
-أوووه..معقول...هي الرجاله اتعمت ولا أيه أحنا لازم نصحح الغلط ده و....
صدح صوت عالي بأسمها يناديها فأضطرت أن تغادر سريعاً مرددة:
-أه...صاحباتي وصلوا عشان نفطر مع بعض لازم أمشي...هشوفكم تاني أكيد.
ثم غادرت بإبتسامة عريضه وما أن غادرت حتى خطف ماهر ذراع لونا في يده يديرها ناحيته هاتفاً بحده:
-هو ايه الي لا يا طنط.
قالها محاولاً تقليد صوتها المسهوك لتكبت ضحكاتها المتشفية فيه وقد بدأ يروقها عذابه لتهمس ببراءة مزيفه:
-الحق عليا قولت أشيل الحرج من عليك.
-لا ما تحمليش همي تاني انا كنت هقولها انك متجوزه.
رفعت احدى حاجبها وقالت كأنها تكشر عن أنياب لديها :
-والله؟! ولما تسألك متجوزة مين؟! هممم؟! هتقدر تقولها إنه انت؟!
تحولت نظرة عيناه كأنه يسألها ماذا تقصد بمواجهتها هذه لتكمل مكتفه ذراعيها حول صدرها:
-أنت من الأول خفيت الجواز ده...ودلوقتى انت خاطب وكلها يومين والخبر ينتشر...قولت لك بلاش تورط نفسك...اتفضل بقا حلها..مش لو كان جواز عرفي زي ما نصحتك كان زمنا قطعنا الورقتين و..
صمتت تفضم الحديث...نظرة عيناه أخبرتها انها لخبطت بالحديث..وهي التي كانت تسير وفق خطة ممنهجة...هاهي الان قد خسرت نقاط قد تعود بها خطوة للخلف.
عضت لسانها المتهور...تأنبه..فجلد ماهر بلذاعة كلامها لن يفيدها في نيل ما تريد...يكفي ما مر من أيام هباء دون إحراز اي هدف أو تقدم.
رمشت بأهدابها تشعر بتهورها ثم سألت:
-رجعت في كلامك؟! مش هتوديني أشوف بابا؟!
قلب عيناه ثم رد بكياسه وخالف توقعاتها :
-هوديكي.
أتسعت عيناها مزهولة من تصرفه عكس المتوقع ليسحب نفس عميق ثم يقول:
-أقعدي هطلب لك فطار وعصير خلصيهم على ما اللعب
-تلعب أيه؟!
-سكواش...تعالي معايا تلاقي چنا راحت هناك تستنانا وكمال كمان مستني.
تحركت معه تجلس حيث طلب منها مرافقه لچنا وذهب يبدل ثيابه وبعد دقائق خرج مرتدي زي الإسكواش ...كان مفصل خصيصا له..بدى رجولي..فخم ومثير.
لينشرح صدره وتتسابق الفراشات داخل معدته وهو يرو نظرة الأنبهار والإعجاب في عينها وغصباً عنها همست شفتيها(واااو)
ابتسم بدقات قلب عاليه وهو يراها تميل على أذن شقيقته تهمس لها بشئ وعينا كل منهما عليه وقد نظرت لها شقيته ممتنه كأنها توافقها الرأي وتدعو ان يحرسه الله من العين.
تحرك ولا تساعه الدنيا يلاعب كمال وعينه لا تنقطع عن النظر للونا التي لم تختفي من عينها لمعة الإنبهار والإعجاب ليتابع ويلعب أحلى مباراة قد يلعبها في حياته ظل خلالها يفرد عضلاته ويبرز مهاراته أمام زوجته.
يطالعها كل دقيقة عين على المضرب والكره وعيّن عليها بعيناه زهر يستعرض حاله يراها تشجع وبعينيها الإنبهار.
إنتهت المباراة بفوزه ودار حول الفاصل كي يذهب إليها لكن تقدم لعنده بعض من أصداء يحيونه على تلك المباراة الرائعة يسألونه عن سر إختفاءه منذ فترة وكذلك هل خبر خطبته صحيح أم لا ينظر عليها وهو بوسطهم..عينه عليها يشعر بحلاوة الحب و مراحله،يتحدث معهم وعينه عندها يراها تنظر عليه...لا يكاد يصدق نفسه، لونا تنظر عليه...لا يصدق نفسه والله...يالهي إنه يلمح إبتسامة على شفتيها..
لولا انه لا يوجد خلفه سوى الحائط لظن انها تنظر على أي شيء عداه هو... تضخمت وتضاعفت خفاقات فؤاده...روحه تصرخ ولا أحد يسمع بأنه يا الله ل إن الحب جمييييل..لقد شعر به ...لقد دق قلبه..لما لا يبتعدوا...يريد أن يذهب لحبيبته يستمتع بحبه معها.
حاول التملص منهم..يغلق الحديث معهم بأجوبه تسويفيه مختصره  كي يرحلوا ويذهب لعندها.
تجعدت جبهته بضيق وهو يبصر مقعدها قد فرغ بثواني انشغل فيها بالرد على صديقه...فترك الحديث وتركمهم يذهب لعند شقيقته التي كانت تخرج إحدى المناشف الكبيره من حقيبتها فسألها:
-هي فين لونا؟
-راحت الحمام 
-مش كنتي تروحي معاها
-طب وفيها ايه هي مش هتتوه يعني وبعدين انا كنت بجيب فوطة لكمال اصله مش بيحب يستخدم فوط النادي.
لمعت عيناه وسألها بلهفه:
-چنا...هي لونا كانت بتقولك ايه عليا ؟
رفعت جنا احدى حاجبيها وقالت بمكر:
-وعرفت منين انه عليك؟
شعر بالتوتر يتدفق داخله ويعرف له طريق لأول مره منذ كان صغير:
-هي مش كانت بتوشوشك وهي باصه عليا؟ كانت بتقولك أيه؟
تبسمت جنا وقالت:
-أه ياسيدي...كانت بتقرلي ان السوت بتاعت الإسكواش تجنن عليك.
ثم رحلت تذهب لكمال و تركته خلفها تلقى الكلمة كرصاصة إخترقت قلبه قتلته...الكلام الحلو من حلاوته يقتل أحياناً..بل يكن اصعب من الرصاصة..
ماهر الأن بأوج لحظات الجنون والحب والإحساس بالحياه...يرغب في أن يقفز ..يصرخ...يصرخ بأنها معجبه به...تراه جذاب ووسيم(السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه..السوت تجنن عليه) ياللهي لا يصدق.
خرجت من الحمام لتشهق وهي تراه يقف يستند على جدار الحائط ينتظرها وما ان رأها حتى أعتدل فسألت:
-واقف كده ليه؟
ناظرها بعيناها وبعينيه لمعه...سعيد وممتن ثم جاوب:
-مستنيكي..وحشتيني.
بللت شفيتها مرتبكه..لا تملك جواب.
تبسم زياده يعلم انها لن ترد بإجابه فقال بمكر:
-ماغيرتش السوت..الي عجبتك عليا.
أطبقت جفناها تسب چنا بسرها،فهم عليها وضحك يقول:
-چنا دي الي يقولها سره يبقى هو الي فضح نفسه.
إتسعت إبتسامته وهز رأسه بتاأكيد وهو يردد:
-قالت لي..سوت الإسكواش تجنن عليا.
عض شفته بتعب وقال بفراغ صبر:
-قولي اي حاجة بقا
سألت متلبكة:
-أقول ايه؟
كان قد اقترب منها بخطورة وأنفاسه حاره..وضعهم صار خطير،ملفت ومثير فقالت:
-ماهر...
-عيون ماهر 
-الناس بتتفرج علينا..ابعد احنا مش في البيت
-هو يعني واحنا في البيت عارف استفرد بيكي.
زاد إرتباكها فقالت بسرعه وقد عاودها تركيزها:
-طب يالا مش قولت لي هنروح لبابا بعد الماتش؟
ابتسم بحب يجيب:
-حاضر..بس تعالي معايا أغير ونمشي.
-اجي معاك ت أيه؟! ازاي يعني؟!!
-زي الناس أنا جوزك.
أسبلت جفناها...هي لن تجادله...لقد حسمت تلك النقطة الجدال مع ماهر غير مجدي، هو لديه أفكاره التي لن تتغير مهما هزت وحاورت لذا تنهدت تقول:
-اه صح...طب يالا.
ضحك يسير أمامها، لن يخفى عليه انها ماعادت تجادل...وباتت لونا تأخذه على قدر عقله كما يقول المثل...فضحك بقوه اكبر.
_______سوما العربي________
تقدمت تكمش على قميصه يشعر بها،الخوف يسيطر عليها وهي تسير في الرواق المؤدي لاحد الغرف حيث يقودهما الطبيب الذي كان يتحدث وهي تحاول الهروب من الخوف والتركيز مع ما يقوله:
-الحالة لسه مش مستقرة، بس كويس انك جيتي النهارده، ده هنعتبره إختبار كويس وإن شاء الله خير
-اختبار لايه يعني؟
-هو فضل فتره كبيره في مصحة يعني...
قضم حديثه ينتقي الكلمات لكنه لم يجد وصف أخر فأكمل:
-زباله والمعامله هناك كانت زباله وطبعاً العلاج كان عشوائي...احنا إستلمناه في مرحله حرجه جداً وبنحاول معاه وان شاءالله الوضع يكون بيتحسن.
انكمشت بزياده تتمسك بماهر الذي سأل:
-يعني نقدر ندخله دلوقتي؟
-اه طبعاً يا ماهر بيه بس هما خمس دقايق على ساعتك هو اصلا الزيارة ممنوعه عنه بس أنا عملت لكم انتم إكسبشن عشان بتقول بنته..مش هي بنته بردو؟
-اه والله مانت شوفت البطاقة.
-تمام يا أنسه انفضلي.
=مدام على فكرة.
قالها ماهر مصححاً بضيق لينظر الطبيب بإستغراب يراه معتوه ثم أكمل:
-سوري..أتفضلوا.
دلفت معه للداخل وهي تهز رأسها بجنون منه تردد:
-ابقى سجلها على شرايط بعد كده، خلاص خليتني مدام بالعافيه؟!
تبسم يتقدم معها وهو يقول:
-لا لسه بس هخليكي مدام، وبالرضا مش بالعافيه.
ضمها له بحميميه وحراره جعلتها تهتز لثواني ثم انتفضت تتذكر أين هما الأاان..ماهر حقاً يقودها للجنون.
وقفت تنظر حولها للغرفه النظيفه جداً وعصريه لكنها فارغه من والدها تسأل أين هو...لحظتها أنفتح باب الحمام وخرج منه الممرض يسحب معه والدها...إنه هو....كانت لونا تشبهه لحد كبير..انه النسخه المذكرة منها...جميل مثلها لكن بوجه شاحب وجسد صار هزيل وكذلك كان طويل الجزع..لونا أقصر بكثير.
تركت يد ماهر و وقفت لوحدها تطالعه..فاضت عيناها بالدموع تسأل هل يتذكرها؟! ولما صار هزيل هكذا؟!
اقتربت منه تحتضنه ليجعد مابين حاجبيه ثواني وانفرجت ملامحه يردد:
-لونا..بنتي حبيبتي...وحشتيني.
تهلل وجهها تسأله:
-بابا انت فاكرني؟
-حد ينسى روحه يا لونا؟
ثواني وتجلى الخوف على ملامحه يقول:
-أهربي..أهوبي يا لونا..أنا سايب لك فلوس كتير..خديها ومش مهم البيت سبيهولوا..خدي الفلوس وسافري وماتقلقيش عليا..المهم مايعرفش يوصلك.
-هو مين
-أنور..عمك..هو..هو السبب..كان هيموتني..مش هيسيبك في حالك..أهربي...أهربي.
ارتعبت...ليس من عمها..بل من الحالة التي وصل لها والدها.
نظرت لماهر بخوف ورعب تشعر بقلة الحيلة فقالت:
-ماتخافش يابابا انا.
انتفض يصرخ فيها:
-أهربي بقولك...خدي الفلوس وسيبي له البلد كلها مش مهم البيت انا هنا مرعوب عليكي.
حاول ماهر التدخل يقول:
-ماتقلقش يا عمي..لونا في حمايتي ماحدش يقدر يقرب منها.
اهتز محمد يقول بجنون كأن هناك صاعق كهربائي موصل به يهزي:
-لا لا..بردو.
-ياعمي لونا تبقى مراتي..أنا اتجوزت بنتك..انت مش فاكرني.. الي جبتك المصحه هنا.
هز محمد رأسه بجنون يقول:
-مش فاكرك مش فاك...
توقف عن الحديث ونظر له يسأله :
-إنت إتجوزت بنتي؟
ضم ماهر لونا لأحضانه وقال مبتسماً:
-أيوه...أنا ماهر إبن خالها وعمها مايقدرش يهوب ناحيتها ..مايقدرش اصلا يجرب ينطق إسمها.
دار محمد برأسه يغمض عيناه ويفتحهم ثم قال:
-لا ..لا..
صمت يضيق عيناه وينطر لهما بإستهجان ثم يسأل:
-أنتو مين أصلا؟!
-أصلاً ؟!
سأل ماهر تحيّناً مع شهقة لونا المصدومة من ذلك الإنقلاب المفاجئ والسريع.
________سوما العربي _________
جلست لجواره حزينه مشتته تشعر بالضياع..وضعها غير واضح وغير مريح ولا مفسر …الإحباط يسيطر عليها من كل النواحي.
حالتها كانت صعبه جداً عليها وعليه..مد يده يضمها لأحضانه بيده الحره مردداً:
-أهدي يا حبيبي…مش الدكتور طمنك وقالك ان ده طبيعي بل ان في تقدم لأنه افتكرك وافتكر أحداث مهمه؟ ليه بتعيطي يا روحي؟
-اتخضيت.. وهو كان واحشني…مش عارفه أخرة كل ده ايه؟ منه لله عمي..أه صحيح..الفلوس.
زاغت عيناه وأرتبك في جلسته يسب ويلعن…لما تذكرت.
التفت له تسأل:
-هو انت مش هتجيب لي فلوسي من عمي؟! بابا فاكر انها معايا.
حمحم بحرج يقول:
-اه …هجيبها أكيد
-أمتى؟
نظر لها بتوتر يراها تضيق عليه الخناق ولن يفلح التسويف هي تريد ميعاد ثابت..فلجأ للمراوغة يسأل:
-ايه يا روحي مالك النهاردة..
-لا بس اصلك عمال تعرف الناس كلها عليا على أني مدام.. قولت لبابا انك جوزي وقهرت الراجل بيعرف خبر جواز بنته من الناس و ولا همك..يبقى تعمل بالموضوع بقا وتجيب لمراتك حقوقها ولا ايه؟!!!
-عندك حق..من بكره هتحرك في الموضوع ده يا حبيبتي.
قالها بمهادنة..مضطر..لونا تريد جواب واضح فلم يجد بد من المسكنات لكنها صرخت في وجهه:
-ماتبطل بقا.
-لونا ماتعليش صوتك عليا..أول وأخر مره تزعقي فيا كده وبعدين أبطل ايه؟!
-بطل كلامك وتصرفاتك دي…عمال تلزقني فيك وتحضني وكل كلامك معايا يا حبيبي وياروحي بطل تقولي كده.
رمش بأهدابه وهو مازال يقود ورد صادقاً تلك المرة:
-عشان انتي روحي بجد يا لونا.. أنا بقت روحي فيكي.
زمت شفتيها تردد:
-أمم..والمفروض اصدق..ده انا فاكرة اول لما جبتني بيتكم وكنت بكلمك اقولك عربيتك حلوة بفتح كلام لطيف معاك عشان تتقبلني كبنت عمتك..رديت عليا قولت لي خليكي في حالك… الكلام البسيط ماكنتش متقبله مني؟ فجأة كده بقيت حبيبتك؟ 
هز رأسه يقول بصدق:
-أعمل إيه انتي شخصية مستفزة.
-أفندم؟!!!!!!
سألت بصدمه تراه يسبها لا تدرّك إنه يمدحها مدح بالغ المعاني
فصل حديثهم صوت هاتفه يعلن عن إتصال من شقيقته فجاوب على الفور يسمعها تسأله:
-ايه يا ماهر انتو فين؟ جميلة هنا هي وعيلتها وكلنا مستنينكم على الغدا.
زم شفتيه بضيق ثم قال:
-لا يا جنا اتغدوا انتو انا هتأخر.
-ازاي وجميلة الي هنا دي..الو…
اغلق الإتصال كي لا تطلب منه إستفسار واغلق الهاتف كله حتى لا يتصلوا به.
وصار بإتجاه البيت دون كلمه حتى وصل..سحبها من ذراعها لأنها كانت تجلس مازالت غاضبه من تصريحه انها مستفزه 
دلف للداخل يصعد غرفتها يعلم ان البيت خال من الجميع لا يوجد سوى والدته بفراشها…ولج بها لغرفتها يغلق الباب عليهما نظرت له بضيق وغضب تسأله:
-أنت بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟!
-عشان أشرحلك براحتنا
-تشرح لي ايه
-إنك فعلا مستفزة
-تاني ؟
سحب نفس عميق…حاول الشرح يقول:
-أيوه يا لونا…انتي في حاجات مابتبقيش مدركاها…انتي جميله ومميزه لدرجة مستفزه بتخلي اي ولد يستفز منك لانك بتكوني عجباه بس خايف اصلا يقرب متوقع انك هتصديه..مين يقول ان بنت زيك ممكن تبص لأي واحد عادي..انتي عارفه يا لونا ليه الناس في المنطقة عندكم صدقت كلام عمك؟!
-ليه؟! أنا عمري ما عملت حاجة غلط وكنت بعامل الكل بإحترام.
-صدقوه عشان هما ماصدقوا اصلا لقوا عيب فيكي..شاب مش عارف يوصلك..بنت غيرانه منك حتى الستات الكبار والرجالة الي من منطقتك وعابوا فيكي لما دورت وراهم لاقيت كل حد فيهم عنده بنت بيقارنها بيكي..شوفتك بس بتنغص عليهم عيشتهم..وجودك في اي مكان بيوتر الجو..ايه مش بتلاحظي كده من زمان؟!
همست بضياع وقد عاودها شعور بلحظات أليمه:
-أيوه…كنت بحس بالرفض…أنهم رافضيني وأني مش مقبوله وبيقولوا عليا بتسهوك.
-عشان هما عايزينك تبقي دكر زيهم…وانتي أنثى..أنثى زي ما أنزل في الكتاب.
قالها وهو يغرق عنقها بقبلاته يطمئنها بهمسه:
-لازم يغيروا منك يا لونا …غصب عنهم..أعذريهم.
ذوبها بكلماته فأغمضت عينيها تسمعه وهو يقول:
-أنا بحبك…خليكي معايا…عمرك ماهتندمي والله..ماحدش هيحبك قدي…بحبك والله.
قالها بعدما نجح كلياً بتغليف عقلها..يضمها لأحضانه وقد تخلص من ثيابه بلحظه هامساً:
-عايز أبقى جوزك يا لونا..موافقه يا روحي؟! عرفت باباكي كمان..همممم؟؟ وافقي عشان خاطري.
عضت على شفتيها…لسانه يطلب الأذن لكنه بالفعل بدأ يفعل غير منتظر السماح يلمسها بلمسات تذيب الحجر ويهمس في أذنها بوصف بالغ ..قاتل..ذوبها…لكن لسانه مازال يتوسل لتوافق:
-موافقه يا روحي؟ وافقي بقا..وافقي..
كانت لحظة ضعف نجح في إستغلالها…ماهر كان ماهر جداً فيما يفعل…لن يترك لونا…لن يتركها الا وهي له كما يظن..
يتبع
هل سمعت يوماً عن تمام الذوبان...تلك كانت هي حالته 
ماهر ذائب في جسد فتاته وحبيبته....لونا.
ماهر قد أخذ كل الحظ من اسمه وكان له منه نصيب فقد كان ماهر بالفعل...وتجلت المهاره بصناعته الفرصه وليس فقط في إستغلالها.
لم يكن ليتركها وأقسم على أن يأخذ كل مايريده منها..حرارته تعدت الستون...واخيراً حبيته بين يديه وسيجعلها زوجته في الحال.
ماهر لم يكن خام ولا بكراً...كانت له تجارب سابقه...لم تكن كثيرة لكنه خبير....وبخبرته علم أن للونا حلاوة ولذة لايوجد لهما مثيل.
ضرب الدم في عروقه وطفحت بمعدته الفراشات معها..القرب من لونا جحيم واعر هو اكثر من مستلذ فيه.
يلتقم شقتيها في قبلات ذائبة وأنفاسه سخينة يهمس لها بحرارة:
-ماتخافيش يا روحي.
لكنها كانت لاتزال تهز رأسها رافضه وهو غير مكتوث بالرفض مستمر في تقبيلها يبتلع صرختها الضعيفة من بين قبلاته.
دارت به الدنيا....وفرقعت داخله مفرقعات ناريه من الفرحه..يشعر انه على أعلى قمه في العالم يشعر بالهواء يحمله من السعاده...بداخله ثورات من المشاعر كلها متداخله تفقده صوابه..لقد امتلك لونا.
لم يزد عليها وقرر تأجيل متعته الكاملة الان،قبل جبهتها بأنفاس لاهثه يردد:
-مبروك يا روحي.
اعتدل بجوارها يضمها لجسده العاري بحب كبير،ممتن..السعاده طافحه على وجهه...وأسبل جفناه بفرحه غمرته ونشوه تملكته ولم يكد ان يغلقهما الا وفتحهما على صوت بكائها الذي صدر فجأة.
انتفض منتصباً يلتف لها يقلبها بين يديه متسائلاً:
-لونا...حبيبي...مالك...انا وجعتك؟! حاسه بأيه..لونا.
لكنها كانت تبكي....وكلما بكت زاد رعبه وهمس بخوف واضح:
-لونا...ماتوقعيش قلبي ..قوليلي ياروحي فيكي ايه؟! طب نروح لدكتور؟!
هزت رأسها نفياً وهي لازالت تبكي...سكاكين حادة وشرحت صدره وقد فهم عليها...هي نادمه وحزينه على إمتلاكه لها.
وضع يده على فمه يدرك وقوعه بالكارثه...حبيبته لا تحبه ولا تتقبله.
مسح على وجهه لثواني ثم أزاح يده من على وجهه وأعتدل لجوارها يضمها له عنوة ثم قال:
-طب تعالي في حضني وأهدي.
جسدها كان متشنج رافض ضمته..مسح على جسدها بكفه يهدهدها بحنان بالغ وهو لا يتوقف عن الحديث:
-أنا بحبك يالونا...كان لازم تعرفي ان كل حاجة وليها أخر وانا ماكنتش هفضل ماسك نفسي عنك كتير.
زادت حدة بكائها يهتز جسدها وتحاول منع يده من المسح على جسمها لمنع منعها ويستمر فيما كان يفعل قائلاً:
-حد يعيط في لحظة زي دي...دي أحلى لحظة في حياتي كلها.. طب ايه يرضيكي وانا أعمله؟ والله الي هتقولي عليه دلوقتي هعمله.
سكنت لثواني ...توقف بكائها ورفعت وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة تنظر له  ليقول:
-عايزه فلوسك من عمك هجيبها لك بكرة لو عايزه..عايزاني أعلن جوازنا هعلنه مع ان كله عارف يعني مش فاضل غير بابا وجدي وعمي و ولادهم...أنا بحبك وشاريكي يا لونا وهعملك كل الي انتي عايزاه بس خليكي معايا ...نفسي أشوف فرحتك على اي حاجة بتحصل بينا..قولي ايه الي عايزاه وانا هعمله.
كانت صامته تماماً ولم تجيب، توقف بكائها فقط ،نطر عليها نظرة شموليه تفتكه بسحرها،وضعهما بالأساس كان مهلك وهما بأحضان بعضهما دون ساتر، مال على أذنها يخبرها مايشعر وما تفعله به دون مجهود منها، كلماته كانت صادقه يحسها بالفعل أخبرها عن مدى أنوثتها التي ذوبته بل سحقته تماماً ثم توقفت شفيته عن الحديث وابتدأ حديث أخر أكثر حرارة وسخونه.
ذوبها هو ايضاً كما ذوبته وهي تسمع حديثه وترى بعيناه مدى ولهه وتولته بها..فتراخى جسدها من بعد التشنج وبدأ يميل عليها شيئاً فشيئاً يريد المزيد منها لكنها اطلقت آاهه عالية متألمة أنذرته.
ففصل قبلته بصعوبه ونظر لها يهمس متسائلاً:
-موجوعه ؟ صح؟
بللت شفتيها بتوتر ليعيد خصلات شعرها خلف أذنها يطالعها بإبتسامة سعيدة يتخللها الفخر والانتصار ثم قال:
-ثواني يا حبيبي.
حاول بسرعه إرتداء شورت قطني يستر جزعه السفلي ثم ازاح مفرش السرير من على جسده وأستقام يدلف للمرحاض ولم يغيب بالداخل فقد خرج بعد ثواني ليحملها بين ذراعيه وهي تشهق متفاجئة:
-هتعمل أيه يا ماهر؟
توقف لحظتها وقد تشكلت على ثغره إبتسامة حلوة ثم قبل جبينها يردد:
-أحلى ماهر بسمعها منك يا لونا.
طالعته بتيه فيما تحرك هو باتجاه المرحاض تشعر بجسدها العاري ينزل للمياه الدافئة وماهر لجوارها يساعدها:
-المايه الدافيه هتفك كل التشنجات دي يا روح ماهر.
رفعت أنظارها له وبعيناها غابات من التيه وتساؤلات تكفي ليوم يبعثون، طالع عيناها وتنهد بدفء ثم أردف:
-بلاش تتوهي كده وتخافي...مش عايز اشوف الخوف في عيونك..لما جدي يرجع هفاتحه في موضوعنا وبعدها بابا وعمي ولا تحبي أجمعهم كلهم وأقولهم؟
-مش عارفة...مش عارفة.
قالتها بتعب حقيقي لتهتز عيناه ويسأل وهو يضع الماء الدافيء فوق جسدها:
-أنتي مشكلتك الحقيقية فيا انا اصلا، اني ماهر مش كده؟
صمتت وبصمتها أعطته الجواب ليهمس:
-كنت عارف.
رفعت له عيناها من جديد لترى بهم حزن عظيم فأصابها الإشفاق لذا قالت:
-خلاص قول لجدّك الأول وهو يقول لعمك وباباك بلاش تولع البيت حريقه مره واحده.
تهللت ملامحه وكاد ان يتحدث لكنها همست:
-بس...وخطوبتك؟!
-هلغيها...انا ماكنتش عايزها أصلا 
ضحكت ساخره:
-ايه جبروك؟!
-انا ماحدش يقدر يجبرني على حاجة، بس انا فعلاً مش موافق وأول مرة أشوف حد بيعمل كده هما تقريباً طلبوني للجواز.
ضحكت رغم ألمها ليبتسم هو الأخر متسائلاً:
-بقيتي أحسن شويه؟
شعرت بالحرج من سؤاله وكل ما تشعر به جديد عليها،هزت رأسها بخجل أضحكه ليقول:
-طيب تعالي ألبسك.
ماهر ورغم عيوبه التي تجعله شخص غير مبلوع بالنسبة لها إلا انه كان حنووون، يمتلك حنان فياض مغلف ومزوق بكياسته وهيبته علاوة على وسامته...فهي وهي تقف بين يديه يساعدها كي تنهض من حوض الأستحمام يزيح عنها الصابون  كانت تنظر له بتيه شديد لكنها انتبهت ما ان هم بلمسها وانتفضت رافضه ازاحة ما يستر عوراتها عنه تقول:
-لا بلاش...أطلع وهكمل أنا.
ليهمس برفق:
-بس أنا حابب أساعدك وعايز أريحك.
-لا لا.. كده تمام.
زم شفتيه بإبتسامة متفهمه ثم قال:
-تمام..هستناكي برا لو إحتاجتيني ناديلي.
هزت رأسها موافقة فخرج من المرحاض وعلى شفتيه إبتسامة سعيدة جدا يخلخل أصابعه في خصلاته الكثيفة لا تسعه الغرفه من السعاده يدرك لقد صار هو ولونته زوج وزوجه...تقافزت دقات قلبه وهو يقترب من الفراش الشاهد على تمام زواجهم.
يجلس على طرفه مبصراً قطرات الدماء المبقعه على ملائة سريرها...مد أصابعه يتحسسها بسعاده وبداخلة شعور لا يوصف وكأنه قد حصل على أثمن شيء في الدنيا.
تزامناً مع خروج لونا من المرحاض تسير ببطء تراه يتحسس البقعه الحمراء لتهتز داخلياً خصوصاً وهي ترى تلك الفرحة الباديه على ملامحه بقوة.
طالعها بمزيج من الحب والفخر والتملك يبتسم لها...نظرته كانت وكأنه يشكرها على ما أهدته إياه.
ثم وقف من فوره يبدل ملائة السرير يضمها لصدره ويغمض عيناه ومن بعدها يتقدم منها يساعدها لتتسطح على الفراش ...ثواني وانضم لها يجذبها لأحضانه بصمت تام..فقط صوت تنهيداته الحارة تتحدث عن ثوران مشاعره وما يشعر به.
تشعر به يعتصرها بين ذراعيه يطبعها على جسده أزيد واقوى مردداً:
-يا أحلى يوم في عمري.
لم تجيب...لا صد ولا رد..وهو لا يرحم بل ابعدها لثانيه عن أحضانه مردداً:
-ردي عليا بأي حاجه طيب.
أسبلت جفناها بتعب ليتنهد بقلة حيلة ومالبث أن تبسم بأمل قائلاً:
-طيب ايه رأيك نروح لماما...تعالي.
قالها بحماس ثم وقف وساعدها لتقف هي الاخرى ببطء شديد، أوقفها بين يديه يضع فوقها فستان قطني مريح ثم أجلسها بهدوء قائلاً:
-أستنيني دقيقه وجاي.
-رايح فين؟
ابتسم يعتقدها لا ترغب في الإبتعاد عنها ليجيب:
-هاخد دش في دقيقة وجاي.
شاهدته يدلف لمرحاض غرفتها فسألت:
-هنا
-اه.
رد ببساطة ثم دلف للداخل يغلق الباب لتجلس هي على الفراش وحيده تفكر فيما جرى والى اين هي ذاهبه وهل ماهر جيد ويحبها كما يزعم؟! هل تسلم لتلك الحياه وتتأقلم على كونه زوجها؟ هل ما صار هو الصحيح لها والأفضل...سحبت نفس عميق تتذكر وعده بأن ان يجلب لها حقها من عمها ويعرف الباقي من عائلته على حقيقة زواجهم.
تنهدت تفكر هل من ال.....لكنه قطع عليها وصلة التفكير..لم يتأخر بالداخل ..لم يكن ليتركها كثيراً وحدها تتعمق في التفكير وربما تندم..سيقفز لها حتى بعقلها يجلس فيه.
خرج على عجاله يقول وهو يتقدم من مرأة زينتها:
-خلصت.
رأته يلتقط فرشاة شعرها يمشط به خصلات شعره المبللة فهتفت:
-أنت بتعمل ايه دي فرش شعري.
نظر لها من خلال المرآة وهو يردد:
-حاجتك حاجتي خلاص..ولا ايه؟!
صمتت تنظر له وعقلها يشرد متذكره ذلك اليوم الذي طلبا فيه چنا منها ان تصنع له طبق اللازانيا الذي يعشقه وقد أعدته بود قاصده التقرب منه كشقيق وكيف عاد يومها وهو ......
قاطع ذاكرتها يقصها ...كلما غامت عيناها أدرك انها شردت منه بعيداً تصل عند ردات فعله المتعجرفة عليها فقربه منها يضمها له ثم قبل وجنتها المنتفخه قائلاً:
-حبيبي سرحان في ايه؟
-ولا حاجة 
-طب يالا نروح لماما نلحقها قبل ما تنام.
جذبها برفق فخرجت معه ودلفا لغرفة والدته يبتسم بخفه وهو يسحب لونا معه مردداً:
-مساء الفل على ست الكل.
شملته والدته بنظره كامله ترى عزيزها متغير...صوته وكأنه يزغرد..نظرتها كانت شموليه،ضمت لونا فيها ...وردت بتوجس:
-مساء النور يا حبيبي.
نظرت على شعراته المبللة وكذلك لونا وشبكت يدهم ببعض لتتوجس زياده ثم سألت:
-أنت كويس يا ماهر.
أبتسم وقد فهم عليها منذ شملته بنظرتها وخبرة السنين تحكم  ليرد:
-قوي قوي يا ماما...عمري ما كنت كويس أد النهاردة.
منحته نظرة مترقبة ومستهجنة كذلك لتتسع عيناها وهي تراه يضم لونا له ويقول بغبطة:
-أنا ولونا أتجوزنا بجد يا ماما.
إتسعت عيناها ...هذا ما كانت تخشاه...نظرت على لونا المكموشة بجواره ...الفتاة تبدو مغصوبة على ما فعلت وغير مرحبة.
فسألت:
-أنتي موافقة يا لونا؟
حلت لحظة صمت ورفعت لونا عيناها لوالدته ...تشعر ان هذا السؤال قد جاء بوقت متأخر فلم تجيب.
ليضمها ماهر ويجيب عوضاً عنها:
-ماتقلقيش يا ماما.
-ماقلقش ازاي يابني وانت ماحدش عارف
-كل أهلها عارفين حتى باباها عرفته والنهارده هعرف جدي
-والله؟ وخطوبتك على بنت أبو العينين الي اكيد ابوك باني عليها مكاسب أد كده؟!
أسبل جفناه بتعب يقول:
-يا ماما بقااا.. أنا عريس جديد ومبسوط دلوقتي ...سبيني أفرح بمراتي شويه و..
قاطعته ببعض الحده:
-وايه يا ماهر ..مالازم تحط النقط فوق الحروف وبعدين بقّا الجوازة دي عشان تبقى شرعيه مش بس تعرف جدك والناس لا.
ابتعدت لونا عنه بقلق أنتابها وسأل هو:
-أمال؟!!
-فين مهرها؟! فين شبكتها؟! أداكي مهر يا لونا؟!
سألت بحق الله وهي تنظر للونا التي نظرت بدورها لماهر فأهتزت عيناه وقال:
-حاضر...بكره هعملها حساب في البنك و احطلها فيه المبلغ الي تطلبه.
قبل وجنتها بسعاده أمام والدته دون خجل يسأل:
-هااا؟! كده حلو؟! مبسوطه ياستي؟
لتكمل والدته:
-وشبكتها؟
-حاضر دلوقتي حالا تطلب الي عايزاه أون لاين ويجي لها.
-النهاردة يا ماهر..تكلم جدك النهارده مش بكره...والا مايبقاش اسمه جواز سامع.
-ياستي حاااضر..حاضر سامع والله وبعدين فين شغل الحموات؟! انتي مبدلة الأدوار ليه؟!
-دي وليه وانا عندي ولايا وبعدين دي امها كانت حبيبتي 
-وأنا ابنك والله ياست..ابنك وشيفاه إتجوز ومبسوط وطاير من الفرحه مش تفرحي له؟
نظرت الأم للونا بحاجب مرفوع مستعجبه ومندهشة تردد:
-طاير من الفرحه؟! أول مرة يقولها...بركاتك يا لونا شكلك قدرتي على ماهر الي ماحدش كان مالي عينه.
ضم ماهر لونا لصدره مردداً:
-شوفتي بقا.
تبسمت الأم وقالت:
-ربنا يهنيكم يا حبيبي...
ناظرتهم بإبتسامة يشوبها بعض القلق ثم غالبت قلقها وقالت:
-يالا قوموا يالا وقتكوا معايا خلص..قوم من هنا يالا ده معاد نومي.
-بتطردي ضناكي يا أمي؟!!
قالها بصيغه دراميه لترد عليه:
-ده انت ضيعت خالص...بركات لونا دي.
-بتقلشي على ابنك...أنا هاخد مراتي وامشي...ومن غير سلام عليكم..هه.
ثم التف مغادراً وتركها تضحك عليه لكن تأمل ان يسير كل شيء على ما يرام.
تحركت لغرفتها بخطوات بطيئة تراه يتقدم معها ليدلف للداخل فأعترضته تسأل:
-رايح فين؟
-ايه داخل معاكي
-أاانا تعبانة ومحتاجة أنام
-وأنا جداً...يالا بينا بقا
-مش هينفع 
دفعها برفق للداخل مردداً:
-لا انا مالحقتش أشبع منك.
دلف معها للداخل يجلس على الفراش ويسبحها لتجلس في أحضانه قائلاً:
-همم قوليلي بقا ..تحبي شبكتك تكون ايه؟ بتحبي الألماظ؟
وهو يحدثها لمحت عيناه شيء فوقف من فوره يقول:
-استني ثواني
تابعته بقلق تراه يأخذ ملائة السرير يطويها بعناية واهتمام ثم يقول:
-هروح أوضتي وجاي لك.
-أستنى رايح فين؟
-ثواني بس.
أخذ الملائة معه وغادر وبعد دقيقه عاد بفرحه وسعاده يوصد باب غرفتها عليهما فسألت:
-أخدت الملاية فين؟!
-في خرنتي...انا عندي خرنة بحتفظ فيها بأي حاجة نادرة وغالية عليا.
لم تكن تفهمه ...هي بالأساس في حالة مغلفه من التيه والخوف والانسحار لم تشكل رأي أو تتخذ موقفاً.
صمتت ولم تملك ما قد تجيب به ليقترب منها مقبلاً وجنتها بحرارة يهمس:
-وحشتيني..
زادت سخونة أنفاسه ومعها قبلاته يغمرها بها يهلكها ويذوبها كما تفعل هي به يحاول أن يوصلها لما تفعله به دون قصد او مجهود.
يشملها بذراعيه يدغدغها ويسلب عقلها يشوش عليه بكلمات غزله المسكرة حتى إستحوذ عليها كلياً وسلب عقل كليمها فأنقضى الليل وهو معها ولم يتحدث مع جده.
صباح يوم جديد
إستيقظ يفتح عيناه ويبتسم بسعاده متناهية وقد إبتداء صباحه بأجمل منظر قد يصطبح عليه اي أحد حيث كان ينام عاريا ولونا تتوسد صدره عارية هي الأخرى وشعرها يغطي وجهها.
مد يده يزيح شعرها من على وجهها يتأمل جمال لونته...عاد للخلف يضحك بجنون من الفرحه....ياللهي لا يصدق...لقد تزوج لونا...أصبحت زوجته فعلياً وليس ورقياً فقط.
إعتدل في فراشه بقلق وكذلك لونا استيقظت على صوت رنين هاتفه فتناوله يبصر إسم والده ففتح المكالمة:
-ألو
اندفع صوت والده يسأل بحده:
-انت فين يا ماهر بيه...عارف الساعه بقت كام؟
-كام؟
-١٢ الضهر يا باشا..ياريت تيجي على الشركه لعندي عايزك انا وعمك في موضوع ضروري سامع...ضروري.
اغلق الهاتف معه يرمش بأهدابه...يااااه ...لقد تأخر الوقت كثيراً ولم يشعر بمروره ...نظر للونا وابتسم..كل الحق عليها وعلى جمالها ودلالها وغنجها الفطري الذي أذهب عقله.
بعد ساعه تقريباً 
كان يصف سيارته أمام الشركه بتأفف مردداً:
-طب انا نازل مضطر ساعه وهرجع انتي ايه نزلك المفروض إننا عرسان جداد.
رمشت بأهدابها...زلزلتها الكلمة لكنها صمتت ومن ثم قالت:
-جيت معاك نكلم جدك مش كفايه قفلت علينا الباب ونمنا وماقولتلوش حاجه وكمان نسيت كلامك؟
-كلام ايه؟!
-مهري..وفلوسي الي عند عمي.
عض باطن فكه يشعر بالخطر ليقول:
-أممم ..حاضر..هتاخديهم..أستني...هاتي بطاقتك.
-ليه؟!
-الله مش عايزه تاخدي حقك هاتي البطاقه هحتاجها.
-في إيه ؟!
-يالا يا لونا بقا عشان عندي إجتماع دلوقتي 
اخرجت بطاقتها وأعطتها له فقال:
-شطورة...يالا بقا اطلعي أستنيني في مكتبي
-ليه ما أروح شغلي
-شغلك؟! لا أستنيني في مكتبي الأول عايزك هخلص اجتماعي مع بابا وعمي ورؤساء الأقسام واجيلك يا مراتي يا حلوة انتي..يالا بقا هتأخر
فتحركت مضطرة تنفذ ما قاله وهو نظر عليها يتنهد بسعاده وشغف يشعر انها قد أكلت عقله بحق لكن لمعت عيناه بوميض غريب وقد تذكر أمر مهرها وأموالها ليخرج هاتفه ويرسل رسالة لشخص ما ثم يتحرك بإتجاه مكتب عمه.
دلف للداخل ينظر بإستغراب وهو يلاحظ خلو المكتب من اي رؤساء أقسام كما أعتقد فسأل:
-فين الاجتماع هو انا جاي بدري قوي ولا متأخر؟
ليقول عمه بحذر:
-إتأكد ان السكرتيره مش برا
نظر ماهر على مكتبها ليراه خالي بالفعل فقال:
-مش برا...هو في إيه؟
نظر له والده عزام بحده وكله عزم ليقول:
-إقفل الباب كويس وتعالى والي هيتقال بينا احنا التلاته لو طلع برا قبل أوانه إنت حر...اقفل الباب بقولك كويس وتعالى.
بعد مرور نصف ساعه أو أزيد...خرج ماهر من غرفته عمه وقلبه مقبوض،عقله مشوش، يشعر بالعجز والرفض الشديد 
صار في الرواق المؤدي لغرفة مكتبه يمسح على وجهه بتعب وقلة حيلة يسأل كيف سيتصرف إذاء تلك المصيبة المصمم على فعلها والده وعمه؟
خطواته مترنحه يشعر بالتعب ليتصادف مع دينا مساعدته تقول:
-إستاذ جمال من الشهر العقاري منتظر حضرتك جوا
-ماشي هروح له
-و..
-في ايه؟!
-أنسه لونا جوا مستنياك من بدري بتقول ان..
-أيوه ايوه وبعد كده لونا تيجي اي وقت...أطلبي لنا قهوة مظبوطة لو سمحتي يا دينا.
-حاضر.
هزت كتفيها مستغربه لكنها غادرت تنفذ ماطلب دون اي تدخل منها، فيما دلف ماهر للداخل بتعب يرى لونا تجلس على الأريكه وأمام مكتبه يجلس السيد جمال الذي ما أن رأه حتى وقف يحييه بأحترام:
-أهلاً أهلا ماهر باشا
-أهلا بيك يا أستاذ جمال، ياترى كله جاهز
-جاهز يافندم على الإمضاء 
-عظيم..طول عمرك جاهز يا أستاذ جمال.
كل ذلك يجري بوجود لونا التي تتابع ولا تتابع لا تهتم كثيراً تعتقده عمل يخصه الا انه فاجئها قائلاً:
-تعالي يالا يا لونا أمضي.
وقفت مستهجنة تسأل:
-أمضي؟! على أيه؟!
-مش عايزه مهرك..تعالي يالا الراجل واقف.
تقدمت بغضب مكبوت تسأل:
-ماشي بس أعرف 
-يالاا يا لونا.
قالها من بين أسنانه لتخاف وتتقدم توقع على الأوراق فيقول:
-مبروك عليكي يا حبيبتي...شكراً يا أستاذ جمال
-العفو ياباشا...هستأذن انا بقا.
غادر جمال والتف ماهر كي يجلس لكن لونا قالت:
-ممكن افهم؟ ايه ده؟!
ابتسم يقول:
-ماهر لما بيوعد لازم يوفي...مش انا وعدتك أرجع لك فلوس عمك وكمان تاخذي مهرك؟
-وبعدين 
-أهو يا روحي بين أيديكي فلوس عمك ومهرك
-ده الي هو ايه ..دول شويه ورق
-اقري يا لونا...ده عقد شركة خشب كبيرة جداً تقدر بكذا مليون
احتدت عيناها والقت الأوراق من يدها تصرخ بحده:
-نعععم؟
هتف ببراءة:
-ايه يا روحي؟! في حاجه؟!
-دي شركة أخشاب 
-اه ...تجارة مربحه ومضمونه 
-أنا مش هعرف أديرها انا مش بفهم في الشغل ده؟
-انا بقا شاربه...مش عايزك تتعبي نفسك...أنا هديرها لك
احتدت عيناها بغيظ وغضب وهمت لتصرخ عليه لكنه قاطعها يقف قائلاً:
-لا لا...أجلي الخناقة بليز وخليني أروح انفذ باقي شروطكم واعرف جدي بدل ما الوقت يسرقنا تاني.
تنهد بحزن مكملاً:
-ماحدش عارف بكرة فيه ايه.
خرج وتركها خلفه يذهب لعند جده يفتح الباب ويدلف لا يعرف كيف يواجهه…لكنه حسم أمره و ولج للداخل 
تقدم مبتسماً بتوتر ثم قال:
-صباح الخير.
التف الجد يقول مبتسماً:
-قصدك مساء الخير…ناموسيتك كحلي..كنت فين خطيبتك جت امبارح النادي وكان شكلنا زباله وانت مش موجود يوم أجازتك.
صمت ماهر اقلقه حين ما وجد رد على حديثه فسأل:
-في إيه يا ماهر؟
تحفز ماهر وقال :
-جدي انا اتجوزت لونا.
وقف الجد بصدمة وتخبط لا تسعفه قدميه يردد:
-أيه؟! قصدك عايز تتجوزها مش كده؟!! إنطق
زم ماهر شفتيه بأسف وهز رأسه نفياً يقول:
-لا…إتجوزتها.
دارت الدنيا بمحمد الوراقي يشعو بالماضي وكأنه وحش يداهمه وتقدم لعنده يسأل:
-على الورق بس مش كده؟!
-لأ.
ليصدم ماهر بكف الجد على وجهه يضربه واحد تلو الآخر يردد بهذيان وجنون:
-يا كلب ياكلب ياكلب ياكلب ياًكلب ياكلب.
ظل يسبه ومن وهو يناوله بالكفوف على وجهه حتى إنهار بين يديه و وقّع أرضاً وماهر يصرخ:
-جدي..جدي….
يتبع
وقف بالمستشفى يأكله القلق ينظر على جده عبر الحاجز الزجاجي يراهم وهم يوصلونه بخراطيم الأجهزة الطبية وهو غائب عن الوعي تماماً.
مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب من عنده وتقدم ماهر بلهفه يسأل:
-خير يا دكتور
-للأسف الوضع مش مستقر ومش هقدر اقولك وضع الحالة ايه احنا حاطينه تحت الملاحظة وان شاء الله خير.
عاد بظهره للخلف يجلس على اقرب مقعد وارتمى عليه بتعب وخزي يعلم انه السبب في فيما جرى.
اخرج هاتفه من جيب سرواله بعد ارتفاع رنينه ليتنهد بتعب وهو يبصر اسم والده على شاشة الاتصال وفتح المكالمة:
-الو
-ايه يا ماهر في ايه ...بلغوني في الشركة ان الاسعاف جت واخدت جدك.. ايه اللي جرى؟ 
اطبق عيناه بتعب شديد لا يعرف كيف سيخبر والده ..تعدى الصمت لدقيقة مما دفع عزام للسؤال برعب:
-ماتنطق يا ماهر في ايه؟ يانهارك اسود؟ هو انت قولت له على الي هنعمله انا وعمك؟!
ليسارع ماهر في الرد نفياً:
-لا لا ...ماقولتش..ماقولتش
-والله؟! صدقتك انا كده؟! امال ايه الي ممكن يوقعه من طوله غير خبر زي ده؟
توتر ماهر..وباات بين نارين لكنه حسم أمره ...لقد خربت مالطا ..فلابد من ان يعلم الجميع لذا هتف :
-انا بس...
كاد ان يتحدث لولا اتصال منتظر برقم لونته جعله يتوتر ويرتبك..لقد تركها في مكتبه وحدها منذ فترة..بنفس اللحظة التي خرجت فيها الممرضة مسرعه من غرفة الانعاش فانتابه القلق وقال لوالده:
-انا لازم اقفل دلوقتي...سلام
وسارع في خطواته من الممرضة التي استعدت بدورها الطبيب يسألهما بخوف:
-في ايه؟!
لم يجب اي منهما عليه ودلفا للداخل يغلقون خلفهما الباب مانعين دخول اي شخص.
 و وقف ماهر خلف العازل الزجاجي يتابع ما يجري.
مرت دقائق الى ان خرج الطبيب من غرفة الانعاش ليتقدم منه ماهر متسائلاً:
-خير يا دكتور؟؟
تنهد الطبيب بتعب ثم قال:
-للأسف الوضع صعب جداً خصوصاً مع تقدمه في السن جسمه مش متحمل الجلطة وممكن تكون مسألة وقت 
تفزز جسد ماهر وقاطعه بلهفه:
-لا لا..ماتقولش كده...طب ...احنا ممكن نسفره وممكن...ممكن اجيب...
قاطعه الطبيب:
-مافيش أي حاجة ممكن تتعمل برا ازيد من هنا...جدك بردو في مرحلة الشيخوخة...مش بمنعك تعمل حاجة بس ده ولا هيقدم ولا وهيأخر.
تراخى جسده بتعب وبدأ يفرك جبهته يعلم انه السبب ولكن...تنهد بحيرة  وعقله يصرخ بجنون لما كانت رد فعله جنونيه هكذا..
حسناً ...يعلم انه قد تخطى الحدود ولم يتبع الخطوات الصحيحة للزواج من لونا وقد توقع غضب الجد ولكنه توقع كذلك تمريره للأمر وتقبله ولا بأس من المزيد من التوبيخ.
لكن ما جرى كان اكبر وأعظم وهو لم يتوقع ذلك.
مسح على عيناه بتعب لا يعلم كيف يتصرف...لحظتها تذكر لونا واتصالها به وانها الأن بمكتبه.
________سوما العربي__________
لقد تأخر كثيراً وهي ملت الجلوس بمفردها، لا تعلم لما طلب منها ألا تخرج من مكتبه.
لم تظل وتحركت تذهب باتجاه مكتبها القديم حيث زملائها يعملون على شغل المونتاج والدعاية.
دلفت ليبتسم لها المدير بتوتر:
-أنسة لونا..خير؟!
تلبكت في وقفتها..ظنته يوبخها على قدومها متأخرة فبالأساس الوقت المخصص للعمل قد شارف على الانتهاء وهي لتوها فقط حضرت
حاولت إجلاء صوتها ومن ثم قالت:
-انا والله جايه في ميعادي بس..اصل مستر ماهر كان طالب مني شوية حاجات اخلصها بس انا والله أول ما خلصت جيت على طول على هنا عشان أشوف شغلي.
جعد مديرها مابين حاجبيه ينظر لبقية الموظفين ثم يعود بالنظر لها ويسألها:
-هو ماهر بيه مابلغش حضرتك ولا ايه؟!
-يبلغني بأيه؟!!!
-مستر ماهر رفض توظيفك معانا هنا 
-نعم؟! ازاي؟ ده كان لسه معايا ماقلش حاجة زي كده!! طب...مايمكن حضرتك فهمت غلط او إختلط عليك الأمر مش اكتر.
زم طلعت شفتيه بأسف يجيبها:
-لأ...أنا متأكد من الي بقوله..حتى تقدري تسألي مديرة ال...
تابع حديثه بحماس وهو يرى غادة مديرة الاتش أر تمر بجوارهم فناداها:
-انسة غادة..أنسة غادة.
توقفت غادة ملتفه واحتقنت عيناها فوراً بالغضب والنفور ما ان أبصرت لونا مع طلعت فالتفت تتقدم بغرور وخيلاء تسأل مغترة:
-في ايه يا أستاذ طلعت؟
-أنا بحاول افهم أنسة لونا التعليمات الي قالها لنا مستر ماهر بس هي مصممة ان في حاجة غلط احنا مش فاهمينها.
صكت غادة أسنانها بغل ثم بدأت تتكلم:
-هو لو في حاجه غلط حاصلة فهو وجود واحده زيك ضايعه هنا...بس الحمدلله مستر ماهر راجل شويف وبيفهم اول ما عرف ان استاذ ماهر شغلك في قسم مهم جداً كده زي الجرافيك صحح كل ده فوراً وأمر اننا نحطك في مقامك الصح الي يناسبك..في البوفيه...هو ده توبك بصراحة .
تلقت صفعة قويه في صميم قلبها بطأ من ضربات قلبها..جف حلقها من الصدمة والإهانة ..بللت شفتيها تسأل:
-البوفيه؟!
-أممم ..وحتى شغلك في البوفيه وانك تخدمي على ناس زينا بردو كتير عليكي بصراحه بس هنقول ايه هو ماهر بيه طول عمره كده وياما شفق على ناس .
مهانة غادة لها كانت تزيد من جرحها وصدمتها وسألت بضياع لا تصدق ماحدث خصوصاً وقد بات طول ليلته في أحضانها يتوسلها ويخبرها كيف يعشق التراب الذي تسير عليه:
-البوفيه؟؟؟؟؟!!!!
ضحكت غادة شامته ثم أضافت:
-ههه مش مصدقة؟ عموما استاذ طلعت كان موجود معايا وتقدري تسأليه قال البوفيه ولا لأ؟
نظرت لونل لطلعت وكأنه أخر أمل لها كي يكذب تلك الفكرة عن ماهر ليرتبك طلعت ويجيب:
-هو ماقالهاش كده بالظبط يعني ...
قاطعته غادة بحسم :
-قال نوديها البوفيه ولا لأ يا أستاذ طلعت؟!
تدلى كتفي طلعت وهو يرى لونا تنتظر جوابه برجفه ليقول:
-قال .
برد جسم لونا وتحركت مغادرة بلا وجهه محددة تاركه خلفها غادة تنظر عليها بشماتة فيما كان طلعت أسفاً عليها يراها خساره.
بجسد مرتخي متخدل خرجت من باب شركته وسارت في شوارع المدينة تشعر بالضياع والخذلان...فهاهو ماهر قد ضحك عليها...تمتع بجسدها في الليل وما ان طلع النهار حتى لفذها ورفسها كما ترفس القمامة.
بكت بحرقة...فقد سرقها ...حتى عذريتها أستكثرها عليها..وسلبها منها بزواج مخفي لا يعلمه سوى والدته العاجزة ومهرها شركة أخشاب تحت تصرفه.
بلا اي مال او حقيبه او حتى هاتف سارت...ظلت تسير وتسير إلى ان تورمت قدميها وجلست تطالع الشوارع...لأين ستذهب.
هل تعود للقصر؟! اجهشت في البكاء...لا تريد العودة لهناك لا تريد..الدخول لذاك القصر بات يطبق على أنفاسها...هناك شعرت بالدونية والإحتقار...هناك ضحك عليها ماهر وسلبها عذريتها...لا تريد العودة لهناك لا تريد.
نظرت حولها بضياع وقد غربت الشمس ..ماذا ستفعل؟؟
لمعت عيناها وهي ترى إشارة تدل على وجود محطة مترو قريبه منها..وقفت من فورها تقلب في جيوب سروالها لتتنهد براحة وقد عثرت على ورقة من فئة العشرين جنيه في بنطالها ...حمدت ربها كثيراً وتحركت تقطع تذكرة.
__________سوما العربي_________
كان يهاتفها بلوعه شديدة تزداد كلما انتهى الإتصال دون رد منها...دار حول نفسه بجنون...لما لا تجيب.
يريد التحرك والذهاب لعندها حتى يطمئن عليها ويأخذها للبيت ليرتاحا قليلاً ويشرح لها ماحدث مع جدهم.
لكن هل يترك جده لحاله في المشفى؟!
هز رأسه بجنون وقد حسم أمره سيذهب لها..كاد ان يتحرك مغادراً الا انه رأى عمه يتقدم لعنده متسائلاً:
-في ايه؟! ايه الي حصل؟؟ 
تنهد ماهر ينظر أرضاً قم قال:
-تعب في الشركة ووقع من طوله طلبت له الاسعاف 
-وايه وضعه دلوقتي 
-مش كويس...حاطينه على الأجهزة الطبيه 
صمت فاخر لثواني ينظر على والده من الشباك الزجاجي ومالبث ان جعد مابين حاجبيه يسأل مستهجنناً:
-بس ايه اللي حصل يخيليه يقع من طوله وتبقى حالته خطر كده..ماهو الصبح كان بومب ومية مية؟
ارتكبت عينا ماهر مما دفع فاخر لأن يستوي في وقفته أمامه متسائلاً:
-ايه الي جرى يا ماهر مع جدك؟! اااه اكيد البت الفاجرة دي قالت له حاجة ولا عملت عملة وسخه وهو عرف فماستحملش ..انا قلبي كان حاسس ان هيطلع ماشيها شمال زيها.
لم يتحمل ماهر وقد أحمر وجهه ونفرت عروقه واخذ يردد:
-عمييي...ماسمحلكش.
اتسعت عينا فاخر من طريقةابن اخيه الذي يعرفه تمام المعرفه وما زاد قلقه هو تلك النبرة التمليكة المتعصبه في حديثه ليسأل:
-نعم يا حبيبي؟! قولت ايه؟! انت اتجننت يا ماهر بترفع صوتك في عمك وعشان ايه؟! حتت بت شمال  زي دي
تضاعفت عصبيه ماهر وردد :
-عمي..ماتزودش في الكلام ...الي بتتكلم عنها دي تبقى مراتي.
تجمد ماهر من الصدمة وقد ألقى ماهر بالمصيبة في وجهها كالقنبلة لتبهت ملامحه ويقول:
-انت اتجننت؟ صح؟! بتهزي مش كده؟!
-لا
-لا اتجننت...أكيد إتجننت.
-لا 
-لا هو انت اتجننت..ماهو مافيش غير كده
ليصرخ فيه ماهر:
-ماتجننتش...انا لونا اتجوزها...رسمي عند مأذون ودخلت عليها بقت مراتي رسمي 
-يبقى هو ده الي قولته لجدّك ووقعه من طوله؟!
-ايوه..ولازم كلكم تعرفوا.
-إخرررس.
هتف بها فاخر بحده وهو يكمم فم ماهر بكفه مما صدم ماهر وجعل عيناه تتسع متوعداً فلم يسبق ان فعلها أحد معه وأخذ يهز رأسه وجسمه بجنون مقاوماً لكن فاخر كان يثبه بقوه بين ذراعيه وهو يتحدث هامساً بغضب:
-ماسمعش صوتك..تكتم فاهم..أكتم...إنت فاهم انت عملت ايه؟ انت عملت مصيبه ممكن تضيع فيها عيلة الوراقي كلها...مش بس عشان اتجوزت بت شمال زي دي في السر ومن ورانا لا يا حبيبي لا...فووق واصحى من العسل الي انت غرقان فيه ده...انت خاطب جميلة ابو العينين....انت عارف لو شمت خبر ابرها وعمها وعيلتها هيعملوا فينا ايه؟! كلمة إعلان إفلاسنا هتبقى شويه علينا...انت يابني شكلك عبيط مش فاهم ولا ايه...إنت بتلعب بالنار...دول يحرقونا...انت غفلتهم...تخطب بنتهم اول امبارح وتتجوز غيرها تاني يوم؟ دول يقضوا علينا...افهم.
تحرر ماهر بغضب وقوه من بين يدي عمه يقول:
-انا حر اعمل الي عايزة وماحدش يقدر يلوي لي دراعي ولو هما جامدين انا اعرف الاجمد منهم والي عمل الفلوس يقدر يعمل غيرها
صك فأخر اسنانه يقول بغضب :
-انت عايز ايه؟! عايز ايه؟! عايز تجيب عليها واطيها؟! 
-عايز اعلن جوازي من لونا ويبقى شرعي وحلال مية في المية.
-وهي الشمال الوسخه دي هيفرق لها دي وافقت تتجوزك في السر يعني جايه في أي حاجه.
-عميي.
هتف بها ماهر محذراً فيما قال فاخر:
-اسمع يا ماهر...لعب عيال انا مش عايز...انت مش اتجوزتها ونمت معاها وخدت غرضك منها...خلاص ..قفل بقا على المواضيع دي وتطلقها فاهم.
-مستحيل...على جثتي.
تنهد فاخر بغضب عارم ثم قال:
-لا على جثة جدك.
اتسعت عينا ماهر فيما قال فاخر:
-أمممم...لو ماحلتش الحكاية دي انا هضطر أمن نفسي بقا وعليا وعلى أعدائي والي كنت انا وأبوك مكلمينك فيه الصبح وقولنا نصبر عليه شويه هنعجل بيه واهو الي يلحق حاجه ياخدها ...تخيل بقا لو جدك يادوب لسه بيفوق من الي هو فيه يقوم يعرف ان عياله رافعين عليه قضية حجر.
ارتعبت عيناماهر وبقا ينظر لعمه نظره لأول مرة يراه منها فيما قال فاخر بكشفة وجه:
-وأبوك هيتصرف زيي طالما الخراب جاي جاي على ايدك.
وكزه بأصبعه بقوة وغل في جمجمته مردداً:
-عقلك في راسك وأحسبها...جدك وفضيحتنا ولا البت دي..الي أنت اصلا داخل عليها في الدرا والدنيا زبادي خلاط ومافيش اعتراض ...اعقلها يا ماهر وانا عارف انك ابن سوق وشاطر وهتختار صح.
قالها ثم التف عن ماهر ينظر لوالده عبر الزجاج تاركاً ماهر بجواره هزيل متعب محتار وقد تدلى كتفيه بذلك الهم وبدأ يتحرك مغادراً بإرهاق وكلمات عمه في أذنه لا تفارقه.
________سوما العربي_______
وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.
تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما برعب تسأل:
-في ايه يابت مالك؟
-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟
-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.
مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :
-ايه الي حصل؟
-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.
ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:
-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام 
قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:
-ايه الي حصلك؟
-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.
أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها
_______سوما العربي_________
تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا 
دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.
نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.
خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.
سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:
-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.
أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .
ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.
أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.
حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.
وقف يصرخ بغضب بعد فترة من البحث:
-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!! 
ثم هتف بحده:
-راجعولي الكاميرات بسرعه .
__________سوما العربي______
انتفضت سما من مكانها وهي تضرب صدرها بعويل:
-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟
نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:
-حصل
لطمت سما على جدها تصرخ:
-دي مصيبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.
اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:
-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي
جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:
-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.
-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خوفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..
قاطعتها سما تخبرها:
-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.
-طب اعمل ايه؟
فكرت سما بحيرة الى ان قالت:
-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك
-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة 
لتصرخ سما:
-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .
-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!
-انتي حلك واحد مافيش غيره
-الحقيني بيه؟
-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.
-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.
سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .
تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:
-أفندم؟
-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.
صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:
-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.
رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟
ابتسم لها بتخبط ثم قال:
-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟
-طبعاً طبعاً
قك رفعت صوتها:
-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.
تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)
لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:
-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)
فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.
طوال الطريق كانت  صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:
-على فكرة أنا قولت لجدي
لفت رأسها تنظر له فقال:
-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.
شهقت برعب غير مصدقه:
-ايه؟!!!
-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟! 
كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:
-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟
-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه 
تنهد بتعب يقول:
-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.
نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.
بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.
أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب بغضب:
-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟
لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة 
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم 
دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.
=صباح الخير.
قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.
لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:
-صباح الجمال.
قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصدوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .
لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.
فينا اكمل طارق:
-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.
=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!
قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……
يتبع
وقف بالمستشفى يأكله القلق ينظر على جده عبر الحاجز الزجاجي يراهم وهم يوصلونه بخراطيم الأجهزة الطبية وهو غائب عن الوعي تماماً.
مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب من عنده وتقدم ماهر بلهفه يسأل:
-خير يا دكتور
-للأسف الوضع مش مستقر ومش هقدر اقولك وضع الحالة ايه احنا حاطينه تحت الملاحظة وان شاء الله خير.
عاد بظهره للخلف يجلس على اقرب مقعد وارتمى عليه بتعب وخزي يعلم انه السبب في فيما جرى.
اخرج هاتفه من جيب سرواله بعد ارتفاع رنينه ليتنهد بتعب وهو يبصر اسم والده على شاشة الاتصال وفتح المكالمة:
-الو
-ايه يا ماهر في ايه ...بلغوني في الشركة ان الاسعاف جت واخدت جدك.. ايه اللي جرى؟ 
اطبق عيناه بتعب شديد لا يعرف كيف سيخبر والده ..تعدى الصمت لدقيقة مما دفع عزام للسؤال برعب:
-ماتنطق يا ماهر في ايه؟ يانهارك اسود؟ هو انت قولت له على الي هنعمله انا وعمك؟!
ليسارع ماهر في الرد نفياً:
-لا لا ...ماقولتش..ماقولتش
-والله؟! صدقتك انا كده؟! امال ايه الي ممكن يوقعه من طوله غير خبر زي ده؟
توتر ماهر..وباات بين نارين لكنه حسم أمره ...لقد خربت مالطا ..فلابد من ان يعلم الجميع لذا هتف :
-انا بس...
كاد ان يتحدث لولا اتصال منتظر برقم لونته جعله يتوتر ويرتبك..لقد تركها في مكتبه وحدها منذ فترة..بنفس اللحظة التي خرجت فيها الممرضة مسرعه من غرفة الانعاش فانتابه القلق وقال لوالده:
-انا لازم اقفل دلوقتي...سلام
وسارع في خطواته من الممرضة التي استعدت بدورها الطبيب يسألهما بخوف:
-في ايه؟!
لم يجب اي منهما عليه ودلفا للداخل يغلقون خلفهما الباب مانعين دخول اي شخص.
 و وقف ماهر خلف العازل الزجاجي يتابع ما يجري.
مرت دقائق الى ان خرج الطبيب من غرفة الانعاش ليتقدم منه ماهر متسائلاً:
-خير يا دكتور؟؟
تنهد الطبيب بتعب ثم قال:
-للأسف الوضع صعب جداً خصوصاً مع تقدمه في السن جسمه مش متحمل الجلطة وممكن تكون مسألة وقت 
تفزز جسد ماهر وقاطعه بلهفه:
-لا لا..ماتقولش كده...طب ...احنا ممكن نسفره وممكن...ممكن اجيب...
قاطعه الطبيب:
-مافيش أي حاجة ممكن تتعمل برا ازيد من هنا...جدك بردو في مرحلة الشيخوخة...مش بمنعك تعمل حاجة بس ده ولا هيقدم ولا وهيأخر.
تراخى جسده بتعب وبدأ يفرك جبهته يعلم انه السبب ولكن...تنهد بحيرة  وعقله يصرخ بجنون لما كانت رد فعله جنونيه هكذا..
حسناً ...يعلم انه قد تخطى الحدود ولم يتبع الخطوات الصحيحة للزواج من لونا وقد توقع غضب الجد ولكنه توقع كذلك تمريره للأمر وتقبله ولا بأس من المزيد من التوبيخ.
لكن ما جرى كان اكبر وأعظم وهو لم يتوقع ذلك.
مسح على عيناه بتعب لا يعلم كيف يتصرف...لحظتها تذكر لونا واتصالها به وانها الأن بمكتبه.
________سوما العربي__________
لقد تأخر كثيراً وهي ملت الجلوس بمفردها، لا تعلم لما طلب منها ألا تخرج من مكتبه.
لم تظل وتحركت تذهب باتجاه مكتبها القديم حيث زملائها يعملون على شغل المونتاج والدعاية.
دلفت ليبتسم لها المدير بتوتر:
-أنسة لونا..خير؟!
تلبكت في وقفتها..ظنته يوبخها على قدومها متأخرة فبالأساس الوقت المخصص للعمل قد شارف على الانتهاء وهي لتوها فقط حضرت
حاولت إجلاء صوتها ومن ثم قالت:
-انا والله جايه في ميعادي بس..اصل مستر ماهر كان طالب مني شوية حاجات اخلصها بس انا والله أول ما خلصت جيت على طول على هنا عشان أشوف شغلي.
جعد مديرها مابين حاجبيه ينظر لبقية الموظفين ثم يعود بالنظر لها ويسألها:
-هو ماهر بيه مابلغش حضرتك ولا ايه؟!
-يبلغني بأيه؟!!!
-مستر ماهر رفض توظيفك معانا هنا 
-نعم؟! ازاي؟ ده كان لسه معايا ماقلش حاجة زي كده!! طب...مايمكن حضرتك فهمت غلط او إختلط عليك الأمر مش اكتر.
زم طلعت شفتيه بأسف يجيبها:
-لأ...أنا متأكد من الي بقوله..حتى تقدري تسألي مديرة ال...
تابع حديثه بحماس وهو يرى غادة مديرة الاتش أر تمر بجوارهم فناداها:
-انسة غادة..أنسة غادة.
توقفت غادة ملتفه واحتقنت عيناها فوراً بالغضب والنفور ما ان أبصرت لونا مع طلعت فالتفت تتقدم بغرور وخيلاء تسأل مغترة:
-في ايه يا أستاذ طلعت؟
-أنا بحاول افهم أنسة لونا التعليمات الي قالها لنا مستر ماهر بس هي مصممة ان في حاجة غلط احنا مش فاهمينها.
صكت غادة أسنانها بغل ثم بدأت تتكلم:
-هو لو في حاجه غلط حاصلة فهو وجود واحده زيك ضايعه هنا...بس الحمدلله مستر ماهر راجل شويف وبيفهم اول ما عرف ان استاذ ماهر شغلك في قسم مهم جداً كده زي الجرافيك صحح كل ده فوراً وأمر اننا نحطك في مقامك الصح الي يناسبك..في البوفيه...هو ده توبك بصراحة .
تلقت صفعة قويه في صميم قلبها بطأ من ضربات قلبها..جف حلقها من الصدمة والإهانة ..بللت شفتيها تسأل:
-البوفيه؟!
-أممم ..وحتى شغلك في البوفيه وانك تخدمي على ناس زينا بردو كتير عليكي بصراحه بس هنقول ايه هو ماهر بيه طول عمره كده وياما شفق على ناس .
مهانة غادة لها كانت تزيد من جرحها وصدمتها وسألت بضياع لا تصدق ماحدث خصوصاً وقد بات طول ليلته في أحضانها يتوسلها ويخبرها كيف يعشق التراب الذي تسير عليه:
-البوفيه؟؟؟؟؟!!!!
ضحكت غادة شامته ثم أضافت:
-ههه مش مصدقة؟ عموما استاذ طلعت كان موجود معايا وتقدري تسأليه قال البوفيه ولا لأ؟
نظرت لونل لطلعت وكأنه أخر أمل لها كي يكذب تلك الفكرة عن ماهر ليرتبك طلعت ويجيب:
-هو ماقالهاش كده بالظبط يعني ...
قاطعته غادة بحسم :
-قال نوديها البوفيه ولا لأ يا أستاذ طلعت؟!
تدلى كتفي طلعت وهو يرى لونا تنتظر جوابه برجفه ليقول:
-قال .
برد جسم لونا وتحركت مغادرة بلا وجهه محددة تاركه خلفها غادة تنظر عليها بشماتة فيما كان طلعت أسفاً عليها يراها خساره.
بجسد مرتخي متخدل خرجت من باب شركته وسارت في شوارع المدينة تشعر بالضياع والخذلان...فهاهو ماهر قد ضحك عليها...تمتع بجسدها في الليل وما ان طلع النهار حتى لفذها ورفسها كما ترفس القمامة.
بكت بحرقة...فقد سرقها ...حتى عذريتها أستكثرها عليها..وسلبها منها بزواج مخفي لا يعلمه سوى والدته العاجزة ومهرها شركة أخشاب تحت تصرفه.
بلا اي مال او حقيبه او حتى هاتف سارت...ظلت تسير وتسير إلى ان تورمت قدميها وجلست تطالع الشوارع...لأين ستذهب.
هل تعود للقصر؟! اجهشت في البكاء...لا تريد العودة لهناك لا تريد..الدخول لذاك القصر بات يطبق على أنفاسها...هناك شعرت بالدونية والإحتقار...هناك ضحك عليها ماهر وسلبها عذريتها...لا تريد العودة لهناك لا تريد.
نظرت حولها بضياع وقد غربت الشمس ..ماذا ستفعل؟؟
لمعت عيناها وهي ترى إشارة تدل على وجود محطة مترو قريبه منها..وقفت من فورها تقلب في جيوب سروالها لتتنهد براحة وقد عثرت على ورقة من فئة العشرين جنيه في بنطالها ...حمدت ربها كثيراً وتحركت تقطع تذكرة.
__________سوما العربي_________
كان يهاتفها بلوعه شديدة تزداد كلما انتهى الإتصال دون رد منها...دار حول نفسه بجنون...لما لا تجيب.
يريد التحرك والذهاب لعندها حتى يطمئن عليها ويأخذها للبيت ليرتاحا قليلاً ويشرح لها ماحدث مع جدهم.
لكن هل يترك جده لحاله في المشفى؟!
هز رأسه بجنون وقد حسم أمره سيذهب لها..كاد ان يتحرك مغادراً الا انه رأى عمه يتقدم لعنده متسائلاً:
-في ايه؟! ايه الي حصل؟؟ 
تنهد ماهر ينظر أرضاً قم قال:
-تعب في الشركة ووقع من طوله طلبت له الاسعاف 
-وايه وضعه دلوقتي 
-مش كويس...حاطينه على الأجهزة الطبيه 
صمت فاخر لثواني ينظر على والده من الشباك الزجاجي ومالبث ان جعد مابين حاجبيه يسأل مستهجنناً:
-بس ايه اللي حصل يخيليه يقع من طوله وتبقى حالته خطر كده..ماهو الصبح كان بومب ومية مية؟
ارتكبت عينا ماهر مما دفع فاخر لأن يستوي في وقفته أمامه متسائلاً:
-ايه الي جرى يا ماهر مع جدك؟! اااه اكيد البت الفاجرة دي قالت له حاجة ولا عملت عملة وسخه وهو عرف فماستحملش ..انا قلبي كان حاسس ان هيطلع ماشيها شمال زيها.
لم يتحمل ماهر وقد أحمر وجهه ونفرت عروقه واخذ يردد:
-عمييي...ماسمحلكش.
اتسعت عينا فاخر من طريقةابن اخيه الذي يعرفه تمام المعرفه وما زاد قلقه هو تلك النبرة التمليكة المتعصبه في حديثه ليسأل:
-نعم يا حبيبي؟! قولت ايه؟! انت اتجننت يا ماهر بترفع صوتك في عمك وعشان ايه؟! حتت بت شمال  زي دي
تضاعفت عصبيه ماهر وردد :
-عمي..ماتزودش في الكلام ...الي بتتكلم عنها دي تبقى مراتي.
تجمد ماهر من الصدمة وقد ألقى ماهر بالمصيبة في وجهها كالقنبلة لتبهت ملامحه ويقول:
-انت اتجننت؟ صح؟! بتهزي مش كده؟!
-لا
-لا اتجننت...أكيد إتجننت.
-لا 
-لا هو انت اتجننت..ماهو مافيش غير كده
ليصرخ فيه ماهر:
-ماتجننتش...انا لونا اتجوزها...رسمي عند مأذون ودخلت عليها بقت مراتي رسمي 
-يبقى هو ده الي قولته لجدّك ووقعه من طوله؟!
-ايوه..ولازم كلكم تعرفوا.
-إخرررس.
هتف بها فاخر بحده وهو يكمم فم ماهر بكفه مما صدم ماهر وجعل عيناه تتسع متوعداً فلم يسبق ان فعلها أحد معه وأخذ يهز رأسه وجسمه بجنون مقاوماً لكن فاخر كان يثبه بقوه بين ذراعيه وهو يتحدث هامساً بغضب:
-ماسمعش صوتك..تكتم فاهم..أكتم...إنت فاهم انت عملت ايه؟ انت عملت مصيبه ممكن تضيع فيها عيلة الوراقي كلها...مش بس عشان اتجوزت بت شمال زي دي في السر ومن ورانا لا يا حبيبي لا...فووق واصحى من العسل الي انت غرقان فيه ده...انت خاطب جميلة ابو العينين....انت عارف لو شمت خبر ابرها وعمها وعيلتها هيعملوا فينا ايه؟! كلمة إعلان إفلاسنا هتبقى شويه علينا...انت يابني شكلك عبيط مش فاهم ولا ايه...إنت بتلعب بالنار...دول يحرقونا...انت غفلتهم...تخطب بنتهم اول امبارح وتتجوز غيرها تاني يوم؟ دول يقضوا علينا...افهم.
تحرر ماهر بغضب وقوه من بين يدي عمه يقول:
-انا حر اعمل الي عايزة وماحدش يقدر يلوي لي دراعي ولو هما جامدين انا اعرف الاجمد منهم والي عمل الفلوس يقدر يعمل غيرها
صك فأخر اسنانه يقول بغضب :
-انت عايز ايه؟! عايز ايه؟! عايز تجيب عليها واطيها؟! 
-عايز اعلن جوازي من لونا ويبقى شرعي وحلال مية في المية.
-وهي الشمال الوسخه دي هيفرق لها دي وافقت تتجوزك في السر يعني جايه في أي حاجه.
-عميي.
هتف بها ماهر محذراً فيما قال فاخر:
-اسمع يا ماهر...لعب عيال انا مش عايز...انت مش اتجوزتها ونمت معاها وخدت غرضك منها...خلاص ..قفل بقا على المواضيع دي وتطلقها فاهم.
-مستحيل...على جثتي.
تنهد فاخر بغضب عارم ثم قال:
-لا على جثة جدك.
اتسعت عينا ماهر فيما قال فاخر:
-أمممم...لو ماحلتش الحكاية دي انا هضطر أمن نفسي بقا وعليا وعلى أعدائي والي كنت انا وأبوك مكلمينك فيه الصبح وقولنا نصبر عليه شويه هنعجل بيه واهو الي يلحق حاجه ياخدها ...تخيل بقا لو جدك يادوب لسه بيفوق من الي هو فيه يقوم يعرف ان عياله رافعين عليه قضية حجر.
ارتعبت عيناماهر وبقا ينظر لعمه نظره لأول مرة يراه منها فيما قال فاخر بكشفة وجه:
-وأبوك هيتصرف زيي طالما الخراب جاي جاي على ايدك.
وكزه بأصبعه بقوة وغل في جمجمته مردداً:
-عقلك في راسك وأحسبها...جدك وفضيحتنا ولا البت دي..الي أنت اصلا داخل عليها في الدرا والدنيا زبادي خلاط ومافيش اعتراض ...اعقلها يا ماهر وانا عارف انك ابن سوق وشاطر وهتختار صح.
قالها ثم التف عن ماهر ينظر لوالده عبر الزجاج تاركاً ماهر بجواره هزيل متعب محتار وقد تدلى كتفيه بذلك الهم وبدأ يتحرك مغادراً بإرهاق وكلمات عمه في أذنه لا تفارقه.
________سوما العربي_______
وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.
تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما برعب تسأل:
-في ايه يابت مالك؟
-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟
-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.
مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :
-ايه الي حصل؟
-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.
ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:
-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام 
قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:
-ايه الي حصلك؟
-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.
أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها
_______سوما العربي_________
تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا 
دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.
نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.
خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.
سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:
-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.
أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .
ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.
أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.
حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.
وقف يصرخ بغضب بعد فترة من البحث:
-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!! 
ثم هتف بحده:
-راجعولي الكاميرات بسرعه .
__________سوما العربي______
انتفضت سما من مكانها وهي تضرب صدرها بعويل:
-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟
نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:
-حصل
لطمت سما على جدها تصرخ:
-دي مصيبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.
اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:
-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي
جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:
-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.
-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خوفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..
قاطعتها سما تخبرها:
-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.
-طب اعمل ايه؟
فكرت سما بحيرة الى ان قالت:
-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك
-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة 
لتصرخ سما:
-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .
-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!
-انتي حلك واحد مافيش غيره
-الحقيني بيه؟
-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.
-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.
سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .
تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:
-أفندم؟
-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.
صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:
-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.
رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟
ابتسم لها بتخبط ثم قال:
-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟
-طبعاً طبعاً
قك رفعت صوتها:
-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.
تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)
لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:
-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)
فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.
طوال الطريق كانت  صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:
-على فكرة أنا قولت لجدي
لفت رأسها تنظر له فقال:
-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.
شهقت برعب غير مصدقه:
-ايه؟!!!
-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟! 
كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:
-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟
-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه 
تنهد بتعب يقول:
-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.
نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.
بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.
أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب بغضب:
-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟
لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة 
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم 
دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.
=صباح الخير.
قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.
لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:
-صباح الجمال.
قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصدوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .
لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.
فينا اكمل طارق:
-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.
=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!
قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……
يتبع
كان شعور جميل دغدغ صدرها وإحساسها حين أبصرت طلب متابعة طارق لها على تطبيق الإنستغرام.
أبتسمت بفرحه تغلغلت داخلها...انها تكتشف الحب لأول مرة بحياتها.
تسير مع خطواته الأوليه الصحيحة، وبحركات بسيطة من أناملها كانت داخل صفحته الشخصية تشاهد صوره ...
كم كان وسيم وسيم وسيم...يرتدي افخم الثياب...يقف وكأنه يملك العالم...تراه جذاب ويحمل قدر عالي من الكاريزما.
ابتسمت بهيام وهي تتبع صوره وكذلك مقاطع الفيديو القصيرة المنشورة له وحده احياناً وبرفقة احد أصدقائه أحياناً أخرى.
بوقتها أرسل لها رسالة فتسارعت دقات قلبها وارتعشت أوصالها وبدأت تهزي مع نفسها مفكرة:(أرد؟! ولا ماردش..لا أرد...لا لا أستنى شوية)
انتطرت وكل ما انتظرته لم يتعدى ثواني الى أن قبلت طلب المتابعة وقامت بمتابعته كذلك ثم الرد عليه واول ماقاله:
-لونا انا طارق..ازيك
فجاوبته:
-الحمدلله 
-ماتعرفيش انا كنت مبسوط أد ايه اني شوفتك النهارده وعرفت اقعد معاكي لوحدنا.
صمتت ولم تجيب لكنه أضاف:
-على فكرة...شكلك كان زي القمر النهارده 
طارت الفراشات في معدتها وابتسمت بحرج وكسوف هائمة مع كلماته.
لكن تلاشت بسمتها قليلاً وهي تشاهد صور له مع فتيات أجنبيات وعارضات أزياء كل منهن تقريباً لا ترتدي ما يكفي لستر معظم جسدها المكشوف، منهم من تحتضنه ومنهم من يحتضنها هو، ومنهم من تميل عليه وخلاف ذلك الكثير.
اصابتها صدمة جعلتها تتوقف عن التقليب وتتوقف عن الرد...هل كلهم كذلك؟ حتى طارق؟ أكل الرجال شهوانيين؟
غامت عيناها واظلمت مدركة(كلهم ماهر عزام) لا فرق…إذا مصلحتي فقط.
تعلم تماماً انها لا تسير على وتيرة واحدة وكل ما تتعلمه لا تنفذه..تتذكر كم مضى من وقت تدرس. تتابع تعاليم الاخصائيين النفسيين والمرشدين الشخصيين تتعلم وتنوي على تنفيذ ماتعلمته الا انها تسير على سطر وتترك سطر ولكن…الغلط مردود.
اخذت نفس عميييق ثم سألت:
-طارق ..
فجاوب:
-نعم
-هو انا لو طلبت منك طلب ممكن تنفذه او يعني تساعدني فيه 
-يانهار ابيض…انتي تؤمري والكل يخدمك ..أنا عيوني ليكي يا لونا.
تنهدت براحه ثم اندفعت تسأل:
-تعرف حد ممكن يشتري شركة أخشاب؟
غاب عنها في الرد لثواني ثم ……
تم اقتحام الغرفة من ذلك البربري الهمجي…يقف ينظر لها والشرر يتتطاير من عيناه تداركت نفسها واخفت الهاتف تحت وسادتها.
وأول ما قاله:
-تاني؟!! مع اني حذرتك!!! بتقفلي الباب على نفسك تاني وانتي عارفه أني جايلك.
-عايز ايه مني؟
-واحد لسه عريس وعايز مراته تفتكري ممكن يكون عايز منها ايه .
اقترب من الفراش يخلع عنه سترته وقد اتسعت عيناها تسأله:
-أيه؟
-عايزك.
انتفضت من مكانها تقف فوق الفراش ترفع اصبعها أمامه محذرة:
-اسمع لما اقولك…أنا مش هفية عشان تعمل معايا كده أتفضل دلوقتى حالا اطلع برا بدل ما..
انقطع حديثها بعدما أوقعها على الفراش بجذب قدمها ثم سحبها لعنده وقيد يديها فوق رأسها ثم دنى يقترب منها بخطر صامت ..كان فقط يطالعها بشغف و وله وإعجاب..يملي عيناه منها ثم همس مغرماً:
-بدل ما أيه؟؟
تلعثمت في الحديث بسبب تبديل الحال واقترابه منها والفكرة التي ضربت رأسها لما أدركتها (إن لماهر تأثير عليها)
سخنت وتهدجت أنفاسه وهو مازال يأكلها بعيناه ثم يحسها على الحديث مكملاً:
-قولي بدل ما أيه؟
ملس بيده الحره صعوداً وهبوطاً على خدها المنتفخ المستدير يهمس:
-بحب أشوفك وانتي بتخربشي.
زاغت عينها وتوتر جسدها..لكن حمداً لله عقلها لازال معها وبوقتها همست:
-لو مابعدتش عني هصوت وألم عليك البيت كله.
أبتسم بحب معجباً:
-لو مابعدتش هتصوتي؟ طب صوتي عشان انا مش ناوي أبعد.
-ومش خايف يعرفوا الي بينا.
اعتدل على حين فجأة من فوقها يستطح بجوارها وهو يقهقه وهي اعتدلت تستقيم في جلستها تتابعه مستغربه ليردد:
-على أساس انهم مش عارفين؟! 
-عارفين؟!
-أه …بس هينكروا
-يعني ايه؟!
تنهد بتعب ثم قال:
-هو انا النهاردة مش حكيت لك…على فكرة انتي ظالماني.. أنا نفذت كل الي طلبتيه مني وبردود لسه مش مدياني ريق حلو.
صرخت فيه:
-طلبت ايه وعملته؟
-مهرك اخدتيه ..إشهار وقولت بس جدي وقع فيها وعمي هددني لو كل الناس عرفت يبقى الخبر هيوصل لاهل جميلة ودي تعتبر إهانه كبيرة وعلى الملأ الناس كلها عرفت اني خطبتها ماينفعش ولا يصحش ابداً اني أروح أعلن جوازي من واحده تانيه كده فجأة…عيب في حقي وحقها..أفهميها بقا.
-وانا مالي…ذنبي انا ايه؟! انا فين من كل الحسبه دي..
وقفت تهز رأسها بجنون:
-و دخلتني فيها الحسبه دي ليه من الأساس ..مانا كنت في حالي.
صكّ أسنانه بقلة حيلة وتعب يردد:
-أنا كمان كنت في حالي ودنيتي ماشيه ..مش عارف طلعتي لي منين عشان تقلبي كل الموازين وتقلبي لي حياتي…مش عارف مش عارف.
نظرت له تطالعه فرأت رجل يتحدث بصدق لذا اقتربت منه تجلس أمامه تحدثه بتروي ربما تعقل و وصلا لحل:
-طيب تعالى نتكلم بالعقل ونوصل لحل..
هز رأسه وأكمل عوضاً عنها:
-جميلة بنت ناس وشيك ..مظبوطة على الشعرة وجمالها يهبل وبنت عيلة وشكلها بتحبني وهي الي زاقه أهلها على الجواز وباين عليها اخلاقها عاليه وطيبة يعني مافيش بعد كده..صح؟!
-بالظبط.
صرّح بتعب وجنون:
-قولت لنفسي الكلام ده الف مره…بس مانفعش…هي مش لونا.
مسحت بكفيها على وجهها تهزي(يالهوي عليا وعلى سنيني)
وضع يديه على كتفيها يقبض عليها بتملك مردداًبهوس:
-انا عايزك أنتي…مش عايز غيرك ومش عارف أكون مع حد غيرك…عشان كده اتجوزتك بسرعه…أنا عارف نفسي ماكنتش هعرف احوش نفسي عنك…ومع اول فرصه اتجوزتك.
تغيرت ملامحها ورفعت احدى حاجبيها كأنها التقطت معنى مبطن فسألت بشك:
-قصدك ايه؟!
توترت ملامحه فعمد للتشويش وقال:
-بقا بذمتك ده كلام نتكلم فيه!! أنا لسه عريس جديد ومالحقتش أتهنى بيكي ولا أشبع منك.
تراجعت خطوة للخلف تدرك مغزى حديثه وهمست:
-قصدك ايه؟!
-قصدي ايه؟! يعني لازم ارميها في وشك كده؟!
مسح على وجهه ثم نظر لها قائلاً:
-تعالي قربي مني؟!
هزت رأسها رافضه وتراجعت للخلف لكنه لم يتركها تكمل بل جذبها لعنده يطبعها على جزعه العاري تستشعر حرارة جسده وتحتك بخشونته المضادة لجسمها الغض الذي أثاره بجنون،يحتضنها له وهو يتنفس بحرارة مردداً:
-وحشتني يابت…شكلي أدمنتك ومش هعرف أبعد عنك…بس..
شهقت بصدمه متألمة وقد صفعها فجأة على مؤخرتها وهو يقول:
-ايه يعرفوا الي مابينا دي؟هو انا مرافقك في الحرام؟! انتي مراتي ياهبلة.
هزت رأسها ترفض فرضه لسحره عليها…تتذكر وهي بمفردها تكن بتفكير وما ان ينفرد بها تصبح في تفكير أخر..ينجح في السيطرة عليها وبرمجة عقلها ثم تعود منفردة تجلد ذاتها على إنسياقها وراءه…كانت تعتقد أن بإمكانها فرض سيطرتها عليه بحضرته لتقف امام الحقيقة عاريه …بحضرته هو الوحيد المسيطر.
ساقها الى الي مالانهاية حين قوب أنفه يضعه فرق جلد خدها يسحب كمية غزيرة معبقه برائحتها ويهمس بحرارة صادقه خارجه من أعماقه:
-تعرفي …أنا مبسوط انك مراتي…مراتي أنا.
اخترقت الكلمة أذنها وألتفت كي تعارضه وتذكره بتضاد ما كان ينعتها مسبقاً الا انه لم يصبر ولم يترك للحديث فرصه …وضع إصبعه على فمها يمنع تفوهها :
-ششششش…ماتقوليش اي حاجة…
ثم سحبها في قبله عميقه أوقفت تفكيرها…ربما مايسحرها بأوقاتهما معاً أنه فعلا صادق يحبها…شغوف بها فيسلب عقلها الصارخ برفضه.
لكن كلها مسكنات تسكته لدقائق وسرعان ماتعود لرشدها…فينما هو يعتدل من فوقها يتصبب عرقاً ويضمها لجسده العاري يتنهد بإنتشاء يحتضنها مردداً:
-اااه…عمري ما كنت مبسوط كده.
قبل شفتيها قبله خفيفة ثم نظر لها هامساً:
-انتي تجنني.
حاولت الإبتعاد تلملم ملائة السرير البيضاء حولها وتبتعد عنه وتستعد لمغادرة الفراش لكنه قربها منه بخفه يمسكها من خصرها هامسا بحشرجه:
-رايحه فين؟
-هروح أستحمى.
قالتها وقد تحاشت النظر لعيناه ..النفور والندم متجليان ومتحدان على ملامحها الفاتنة…مر علقم وتكون في حنجرته ثم انصب على صدره.
لكنه يعلم…ربما معها حق…لقد سلبها الكثير من حقوقها..ماذا لو كانت القصه غير القصه والظروف مختلفه..ماذا لو.
تنهد بحراره وبدأ يفكك لفة الملائة من عليها كي يضمها لجسده العاري يتنعم بقربهما القاتل لكنها أحكمت يديها حول الملائة تنظر له بأعين رافضه بقوه فقال:
-في ايه؟! عايز اخدك في حضني من غير حاجه.
-لأ.. أنا كده كويسه.
زم شفتيه بأسى لكن رضخ لطلبها و وافق ..يكفيه ضمته لها…سحبها لأحضانه يقول:
-ايه رأيك لو نطلع أجازة يومين بعيد عن كل حاجة و…
صمت وقد رفعت له عيناها ليزم هو شفتيه ويغمض عيناه بضيق متذكراً الظروف .
 نفخ انفاسه بضيق ثم ردد:
-أوووف..كل حاجه معكساني ومش عارف انبسط معاكي براحتي..عارفه كمان نفسي في ايه؟
-إيه؟
ابتسم لأنها بادلته وسألت…فهمس حالماً:
-نفسي في بيتين يبقوا بتوعنا واحد على البحر نقضي فيه الصيف كله وبيت في الريف اعمل مزرعة كبيرة يبقى فيها شجر فاكهة ومواشي وبقر وأرض تتزرع وخضرا حوالينا في كل مكان وفرن ريفي يتعملنا فيه العيش صابح كل يوم.
لمعت عيناها وهمست:
-اممم..ده هيبقى حلو قوي.
زاد من حرارة ضمها وهو يتخيل:
-قوي خصوصاً لما نقضي فيه الشتا انا وانتي والولاد.
الولاد؟!!!! رفعت عيناها تنظر له فأستغرب نظرتها وسألها بعيناه لتتحدث:
-هو احنا هنفضل مع بعض لحد مانجيب بيوت ويبقى في كمان ولاد؟!!!
-أمال انتي مفكرة أيه؟!
سحبت نفسها من أحضانه و ابتعدت بنجاح تلك المرة وو وقفت قائلة:
-مفكرة نفسي نزوة وحاجة رخيصه اخدتها من غير تمن.
اتسعت عيناه بغضب لما وصفت به نفسه وصرخ:
-انتي اتجننتي ..ازاي تقولي كده؟
سحبت ملابسها منّ الأرض وتحركت تجاه المرحاض تقول:
-انا بردد كلامك الي حفظته من كتر ماقولتهولي.
ثم صرخت فيه بقهر:
-احلامك دي ابقى حققها مع جميلة بنت الناس اللي عندها عيلة مخلاياك خايف منهم.
ثم اغلقت الباب في وجهه بعنف بعدما سددت ضربتها في الصميم وقد أغلق عيناه بعدما تلقى الضربه.
وقفت أسفل المياه تبكي بخزي وقهرتغسل جسدها بالليف والصابون كأنها تقطعه علها تريل طبع بصماته من عليها أو أي أثر له…تبكي بقوه وهي تشعر بأن أثاره لا تمحى وكيف ستمحوها وقد أكلها بأسنانه أكلاً مازال صوته في أذنها وهو يهمهم متلذذاً بها…مسحت بالصابون مجدداً لكن بلا فائدة…أغمضت عينيها..تباً لقد لعقها كلياً من شدة هوسه بها…إن أثاره لا تمحى.
وقد وقف خلف الباب الموارب يرى ماتفعله…نادمة دوماً تشعر بالعار على أجمل لحظات قد عاشها.
لم يرغب في المزيد من الضغط عليها وأغلق عليها الباي مغادراً لغرفته يفكر فيما قالت.
______سوما العربي________
دق جرس باب البيت الكبير وتقدمت الخادمة كي تفتح لتوقفها جيلان زوجة عزام مرددة:
-استني هفتح انا..روحي انتي شوفي شغلك.
ذهبت الخادمه تنفذ امرها فيما تقدمت جيلان تفتح الباب تستقبل رجل في أواخر العشرينات يرتدس ملابس فخمه وهيئته كانت فخمة وأنيقة .
فتحت له ذراعيها تردد بحبور:
-حبيب اخته…أخيراً جه زارها.
ضمتخ لها بقوه ليهمس :
-هي فين؟
فهمست :
-جوا..ادخل
ثم رفعت حسها من جديد:
-البيت نور يا حبيبي لازم تتغدى معايا بقا…تعالى اتفضل.
بوقتها كان كمال يهبط الدرج فنظر مستغرباً على ذلك الشاب  وردد:
-مساء الخير 
-مساء النور يا كمال..تعالى..تعالى سلم ده حسام اخويا لسه راجع من روسيا من يومين قولت اعزمه ييجي يتغدى معايا ويققضي معايا اليوم وبالمره يتعرف عليكم.
-اه طبعاً ينور في اي وقت..اهلاً وسهلاً يا حسام البيت نور.
-منور بيكم طبعاً 
نظر كمال حوله ثم سأل:
-هما البنات فين؟
رفعت جيلان احدى حاجبيها بضيق ثم ردت:
-مش عارفه.
القى نظرة سريعه على حسام عادر ناوياً الاطمئنان عليهم بنفسه ليترك حسام ينظر لشقيقته مردداً:
-ابتدينا في الرخامة..بيسأل عن البنات قال يعني هاكلهم..على الله الحته تكون تستاهل البهدلة دي وتطلع حلوه.
زجرته اخته بهمس واكملت:
-لا من الناحية دي اتطمن..حلوه واصلاً مش مهم…المهم الي هيعود عليك من وراها…انا سامعه محمد الوراقي بنفسه وهو بيقول انه هيحول  لها ورثها على حياة عينه يعني هتاخد شئ وشوايات لا وايه دلوقتي مش بعد عمر طويل…شوف بقا هيطلع لك كام.
زاغت عينا حسام وهو يحسي ويتخيل النعمه التي ستحل عليه لو طال نواياه.
_______سوما العربي_______
دلف كمال لغرفة چنا يحذرها من النزول الا معه فاعترضت مستغربه لكنه أمرها بحده وغادر لغرفة لونا يدق الباب بهدوء ليسمع صوتها الخافت تسمح بالدخول فدلف قائلاً:
-لونا لو سمحتي مافيش نزول تحت غير معايا عشان في ضيوف رجاله تحت..فاهمة 
التفت تنظر له حيث كانت تجلس مرتديه قميص بيتي باللون الأزرق تجلس امام مرأة زينتها تسرح شعراتها المبتلة والدموع بعينها لتقول:
-حاضر.
اتسعت عيناه واقترب منها وقد انغلق منه الباب يقول بقلق:
-ايه ده؟ مالك؟! انتي معيطة؟!!
نكست رأسها أرضاً علها تداري دموعها وهمست:
-لا لا..مش معيطة.
رفعت عيناها وسألته:
-هو انت كمان شايفني كده ومش عايزني انزل تحت عشان ماشاغلش الرجالة الي تحت؟
صدم من حديثتها وصوتها المخنوق بالدمع والقهر لينفي سريعاً وهو يقترب منها:
-لا لا ابداً…ده انتي ست البنات…كل الحكاية اني شاب وشوفت كتير فبقيت عارف تفكير الشباب وسخ ازاي واصلا مابحبش ادخل حد غريب على اهل بيتي عشان كده خوفت عليكم حتى كنت لسه عند جنا قبلك بقولها.
تهللت ملامحها واشرقت تقول:
-بجد؟!
-بجد طبعاً يا لونا.
اقترب منها خطوة أخرى ثم قال:
-بس انتي عيونك معيطة ليه؟
اسبلت جفناها بتعب ثم همست :
-مافيش حاجة.
ربط على كتفها يوأزرها وهمس :
-أحكي لي يا لونا لو في مشكلة انا ها…
قاطعة دفعة الباب من ماهر لينظر كمال على طريقة إقتحامه الغرفة ثم وقفته أمامهما كأنه مارد غاضب يخرج صوته قاصفاً:
-انت بتعمل ايه هنا وايه الي دخلك عندها؟
وقف كمال مستهجنناً تصرفاته وتطريقة حديثه ثم بدأ يردد:
-زي ما انت دخّلت بالظبط بس على الالف انا خبطت انت الي ازاي تدخل كده عليها؟!!
سحب نفس عميق زفره بتروي ثم قال:
-انا أدخل عليها في اي وقت انا حر
-نعم؟! خلاص وانا كمان حر
-أنا جوزها..
-أيييه؟!!!!
صرخ كمال بصدمة واتسعت عينا لونا …ماكانت تتوقع ابداً ان يخبره ببساطة…فوقفت مذهولة.
اقترب كمال من ماهر يردد بغضب:
-انت بتهزر مش كده؟
-لأ
-لا؟!! ازاي؟؟ وامتى؟! وازاي ماحدش عارف.
نظر على لونا وجدها تتابع بصدمة ليقول:
-طب تعالى معايا نتكلم برا.
لم يتحرك كمال ليهتف:
-يالا…وانتي ادخلي البسي حاجه.
قبض على يد كمال يخرجه بغضب ثم قال لها:
-حسابك معايا بعدين 
-اعمل الي تعمله
التف لها بصدمة…لا يصدق انها تفوهت بذلك..رفع إحدى حاجبيه لها ثم همس:
-حلوة الخربشة دي لا وجديدة..تمام…عشر دقايق وراجع لك.
خرج بكمال يدلف به لغرفته يغلق الباب والتف ليجد كمال يسأل بحده متتابع:
-ليه؟ازاي وأمتى؟ وليه؟ ليه ماحدش عارف؟
سحب نفس عميق زفره بتعب ثم همس:
-عشان بحبها..بحبها يا كمال..بحبها قوي
ثم بدأ يقص عليه طريقة زواجه منها وما حدث بعدها الى ان انتهى فهتف كمال:
-تقوم تتجوزها كده
-ماكنش قدامي حل تاني
-وجميلة وأهلها؟
-مش عارف مش عارف…حتى مش عارف اعلن جوازي منها بسبب ابوك.
-كل ده عك..عك في عك 
-عارف بس مش عارف احلها ازاي..هي الي اجبرتني على كده..مافيش حاجة بعملها عجباها ولا شيفاني ولا بتقبلني.
فصرخ فيه كمال:
-عايزها تقبلك ازاي بتصرفاتك وكلامك دول مين فهمك ان السماجه والتناحة كاريزما…وفين ماهر الي حنية الدنيا فيه وبيعامل امه وأخته على انهم ملكات…جرب تعاملها كده وانا هتلاقيها زي الجيلي في ايدك.
حك شعره وهو يردد:
-انا فعلا فكرت في كده..خصوصاً اني…اتأكدت اني مش هقدر أستغنى عنها.
-طبيت…ههه الفاتحة على الرجالة.
زجره بحدة:
-كمااال
-خلاص ياعم…يالا تعالى معايا…وحاول تكون لطيف وجنتل معاها…عاملها بحنية وكلمها بهدوء
-ماشي.
خرجا معاً يهبطان الدرج وكمال يردد على مسامعه كلمه واحدة:
-عاملها بحنية وكلمها بهدوء…تعاملها بحنيه وكلمها بهدوء…تعاملها بحنية وكلمها بهدوء…
-هعاملها بحنية وأكلمها بهدوء هعاملها بح……لوناااااااااا.
هتف بها بحده وهو يراها تقف وقد سمعت حديثه وبدلت ثيابها لفستان العن وأضل سبيل يظهر حسنها الفتاك وقد سيبت شعرها ويقف لأمامها رجل يكاد يرى لعابه السائل عليها يهم لان يقبل يدها مسلماً فهبط الدرج العالي بقفزتين يقترب منها وهو لا ينوي خيراً لا لها ولا لذلك البغل…
يتبع
تقدم بخطواته الواسعة يقف أمام ذلك الغريب ويلزم يدها فيوقفها خلف ظهره يخفيها وبقى هو في مواجهة الاخر يهتف:
-انت ايه الي بتعمله ده؟ اتهبلت في مخك ولا ايه؟ 
تعالى صوت حسام وقد أُخرج أمام تلك الفاتنة فرد بغضب وتفزز:
-ماتحترم نفسك يا جدع انت ؟ انت ازاي تكلمني بالطريقه دي انت مش عارف انا مين
-حصلنا الرعب...تطلع مين بقا يا كوكو
-كوكو؟! لا ده انا كده هحسب لك الغلط 
تدخلت جيلان هاتفه بغضب:
-جرى ايه يا ماهر انت ازاي تكلم اخويا كده؟ انا مش هسكت على الكلام ده وليا كلام تاني مع ابوك.
-تصدقي خوفت...يالا اجري روحي عيطي له.
اتسعت عيناها بصدمة من تماديه في الوقاحه ليتدخل كمال مهدئاً الوضع:
-اهدوا يا شباب..مش كده...وانت يا حسام حقك علينا.
ثم همس بأذن ابن عمه الغاضب:
-ممكن تهدى بقا...هتفضل كده تزعق هنا وهناك كل ما حد يقرب منها وتعمل مشاكل من مافيش...إهدى.
صمت بغضب شديد يحاول كبته ونظر خلفه لسبب بلاويه ثم جرها من يدها مردداً:
-تعالي معايا.
سحبها خلفه يصعد بها الدرج حتى وصل لغرفتها وادخلها فيها مرددا:
-شايفه...كل ده بسببك...كل شويه مصيبه شكل بسببك.
-انا ..وانا كنت عملت ايه؟
-ماهو لبسك الزفت ده هو السبب.
رفعت له احدى حاجبيها وقالت:
-انا بلبس زي جنا وزي جميله وزي كل البنات الي ممكن تقابلهم في يومك..مش بشوفك تعمل كده يعني معاهم..ماجميلة امبارح كانت لابسه توب كت وقصير وجيبه مش واصله لنص رجليها ماسمعتش صوتك يعني .
-وانا مالي ومال جميلة وبعدين جميلة صغيرة 
-بجد؟! صح عندها ٢٢ سنه ...بسسس...تخيل ان انا كمان عندي ٢٢ سنه
صك أسنانه بغيظ منها ثم اقترب يقبض على ذراعها مردداً:
-عايزه ايه؟؟ عايزة توصلي لايه؟؟ أنا فهمت خلاص...انتي عايزاني ارتكب جناية وادخل السجن فتخلصي مني مش كده.
صمتت لثواني متنهده ثم قالت:
-لا ...اقولك حاجة...انا مابقتش عارفه انا عايزه ايه؟ وانا اصلا اتحطيت في وضع مش عايزاه ومش عارفه اخرته ايه.
اظلمت عيناه وهو يقول:
-قصدك جوازك مني
-اه ...انا ماكنتش عايزة اتجوزك ...انا كنت عايزاك أخ.
تهور غضبه من تلك الغبيه التي لا تحس...فهو دمه يغلي من شدة تأثيرها عليه وكل جزء من جسده يريدها وهي تريده شقيق لها...هو حقاً لا يجد ما يرد به عليها لكنه هتف:
-افهمي بقا...انتي مش اختي انا مش شايفك اختي ومستحيل أشوفك اختي.. شايفك مراتي فاهمه يعني ايه مراتي ولا اقولها لك صريحه في وشك .
دار حول نفسه بجنون يود قطف قطعه من السماء بيده ثم التف لها يردد:
-انتي السبب في كل الي بيحصل...انتي الي بتخليني اعاملك كده انا كنت نازل وانا ناوي اغير معاملتي ليكي لكن نزلت لاقيتك ...
قاطعته تردد:
-ايه لاقتني في حضن واحد؟!!
إحمر وجهه وانتفخت عروقه من تلك البقرة وما تتفوه به لا تحسب انه قد يجلطه وصرخ فيها بأعين جاحظة:
-خدي بالك من كلامك ...ازاي تقولي كده اصلااا.
كان الرعب يقتلها لكنها ملت وتريد الخلاص:
-انا بقولك الحقيقة انت نزلت لاقيتني بسلم عليه زي ما اي حد بيسلم....مشكلتك معايا مشكلتك ان انا لونا.
هز رأسه بتأكد تلك بالفعل المشكلة...مشكلته انها لونا..وانه يتعدى حدود المعقول مان ان يتعلق الأمر بها.
-فعلاً انا مشكلتي معاكي انتي..
ألتفّ مغادراً يقول بتنيه:
-تفضلي في اوضتك مالمحش طيفك برا..
كادت ان تتحدث لكنهه قال:
-الي بقوله يتنفذ سامعه ولا لا؟
ثم خرج لا ينتظر رد منها وهي سقطت على الفراش من خلفها تغمض عيناها وقد أغرقها الدمع..
تناولت هاتفها من جوراها وفتح منها على الكاميرا الأمامية لترى هيئتها الباكية وعيونها الذابله بعدما كانت متهمه دوماً بالغنج والإغواء لتقف تسأل نفسها سؤال واحد :
-انا هفضل أعيط لحد أمتى؟ لحد امتى هفضل اعيش دور الضحيه والكل يبقى جاني.
فتحت الفيديوهات المصورة تبحث عن دكتورة سارة وفيديوهاتها وبلحظة فارقه قررت التواصل معها مباشرة وحجز (جلسه خاصه معها)
كلام ماهر لازال يدوي بأذنها...هي السبب في كل مايجري ...لأول مره تصدق على كلماته ...ربما كانت هي السبب...يكفيها عذاب ربما حان موعد التغيير.
فتحت اتصال هاتفي مع دكتورة ساره تحكي لها عن قصتها بأختصار و أول سؤال سألته له الدكتورة كان:
-وانتي عايزه ايه دلوقتي يا لونا..ليه فكرتي تتواصلي مع حد يرشدك.
تنهدت لونا بتعب ثم جاوبت:
-عايزه اشوف الغلط فين..مش عايزه افضل تعبانه متهمه مش عايزه ابقى ضحيه انا عايزه أنجو بنفسي.
إبتسمت الدكتورة بهدوء ثم قالت:
-برافو عليكي يا لونا...انتي كده حطيتي ايدك على الجرح انتي طول السنين اللي فاتت كنتي عايشه في شخصية الضحية ومش عايزة تطلعي براها ...برمجة عقلك خايفه تطلع من منطقة الراحه خايفه تبذل مجهود التغيير وتشوف المشكله فين وتعالجها..وعايزة أقولك بقا على المفاجأة...انتي دلوقتي جاهزه للتغيير وهتتغيري عارفه ايه الدليل؟
-إيه؟
سألتها بتعجب لتجيب الدكتورة :
-بدليل أن الفيديوهات بتاعتي والي شبهها كانت بتطهرلك.. الكون ده له رب يا لونا و هو قال "وكل شيء خلقناه بقدر" مافيش حاجة في كون الله بتحصل صدفه..مافيش اصلا حاجه إسمها صدفه..وعشان كده انا بقولك ان ربنا باعت لك رسايل وبيقولك قومي ده وقتك...
أبتسمت لونا لثواني ثم همست:
-ربنا بيكلمني؟!! بيكلمني أنا؟!!! 
-ربنا بيكلم كل عبادة يالونا بس احنا نفهم الرسايل بس..
-مش قادرة أستوعب بجد
-هتستوعبي بس لازم تكوني عارفة ان رحلتك هتبقى طويلة وممكن يحصل فيها انتكاسات كتيرة هتبقى أدها؟!
-إن شاءالله.
-تمام...أول حاجة لازم تعملي هدنه مع ماهر...إشتعال الموقف بينكم هيعطلك ومش هيفيدك أبدا...
-اعمل كده ازاي انا مش بعرف أتكلم معاه كلمتين على بعض.
-من كلامك الي فهمته انا مش محتاج غير تعامل بهدوء مع ابتسامة لطيفه لحد ما نبدأ رحلتنا...ساعتها حاجات كتير هتوضح ومين عارف يمكن انتي الي تختاري تكملي معاه.
هتفت لونا بقوه:
-مستحيل.
لتبتسم دكتورة ساره بهدوء:
-أول حاجه نتعلمها...مافيش مستحيل بلاش تطلقي أحكام لانها بتحصل..بلاش تطلقي احكام في العموم لا على نفسك ولا على حد لأن لو قولتي حاجة على حد مثلاً فلان ده كذاب فلانه عينها وحشه دي ابشع حاجة تعمليها في حق نفسك لان ربنا بيسخر لك الي يقول عليكي الحكم ده ...الحاجة الي تقولي انا!! أنا مستحيل اعمل كذا!! للأسف مش هتموتي الا لما تعملي كذا ده فهماني يا لونا.
-فاهماكي..حاضر..هحاول .
اغلقت المكالمة تشعر ببعض الهدوء وبداية ترتيب فوضتها الداخلية...ربما تأخرت او ربماذلك هو موعدها..موعد تجليها مع ذاتها وفهمها ليتسقا في مسار واحد يحقق لها الحياه التي تريد.
فكرت لثواني كيف تهدء اللعب مع ماهر لكنها حقاً لا تعلم.
وقفت في المطبخ تعد صحون الطعام على صينيه كبيره فتقدمت جيلان من خلفها تتصنع الإبتسامة مرددة:
-واوو..الدريس ده تحفه..
ضحكت بخبث مكلمه:
-سمعتي كلام ماهر وغيرتي!! 
-ابن خالي وخايف عليا...مش مشكلة لما اسمع كلامه مره.
رفعت لها احدى حاجبيها بنزق ثم نظرت للصحون مرددة:
-ولمين كل الأطباق دي؟!
حملت لونا الصينيه وهي تسألها ساخره:
-انتو بتعدوا اللقم هنا ولا ايه؟ حاجة غريبة جدا.
تبسمت بخبث وهي تكمل:
-بس انا هريحك...فعلاً دول مش ليا لوحدي..دول ليا و ..لضرتك.
نطقت ألأخيرة بخبث متمهل متأني ثم اقتربت من جيلان هامسه:
-مش هي مريضه واكبر منك ونايمه في السرير بس سبحانك يارب...حلوه وبيضه قشطه وتحسي فيها الرمق عنك.
اتسعت عينا جيلان من مقصد حديثها و قاحتها وهمت لتصرخ فيها لكن لونا همست ببراءة:
-والله العظيم يا حبيبتي انا كنت قاصدة مصلحتك لاني لمحت خالو عزام وهو بيتسحب لأوضتها أمبارح.
قالتها وغادرت بضحكة خبيثه تتمتم:
-قسماً بالله لوريكوا كلكوا..بقا انتو هتجيبولي انا قهر نفسي...أنا بقا فوقت لكمو وهطلع عين أهلكم..
وزادت ضحكتها وهي ترى جيلان تخرج هاتفها من جيب فستانها وتتصل بعزام واول ما فتحت المكالمة صرخت:
-إنت روحت عند الهانم بالليل؟!
سحبت نفس طويل براحه وتقدمت في خطواتها تدق الباب على والدة ماهر الى ان اتاها صوتها بالأذن فدلفت مرددة بحبور:
-مساء الخير...انا قولت اجيب أكلي وأكلك ونتغدى سوا.
ابتسمت لها السيدة تقول :
-بس انا مش جعانه لسه
-انا هفتح نفسك.
سحبت كرسي مقابل للفراش تجلس عليه متنهدة فسألتها أم ماهر:
-أخبارك انتي وماهر ايه؟ 
تلاشت البسمه من على شفتيها...مهما حاولت التمثيل لن تصمد طويلاً فهمست:
-الحمدلله 
-على فكرة..ده ابني وانا حافظاه.
رفعت لونا عيناها لها تطالعها باهتمام تسمعها وهي تكمل:
-بيحبك..بيحبك قوي..ماهر صحيح مش جشع جشاعة أبوه وعمه لكنه دايماً عينه على المصلحة وتملي كان كل خطوة بحساب…جوازته منك مافيهاش حاجة حكمته غير قلبه …قلبه وبس.
سحبت نفس عميق وأردفت بعده:
-انا عارفه انه خطفك وكلفتك في الجوازه دي..واي كلام مش هيبرر الي عمله بس اقولك يا بنتي…بصي لنص الكوباية المليان…
زمت لونا شفتيها بضيق فأكملت أم ماهر ساخرة:
-ده أحسن لك يعني…اصله مش هيسيبك في حالك…هما الوراقيين كده مايسبوش حاجة بتاعتهم ابداً..أشتري نفسك ودماغك وخديها كلمة من ست عدت الخمسين…انتي هتعيشي وتموتي مرات ماهر الوراقي.
القت لونا معلقتها من يدها بيأس وضيّق واضحين لتضحك عليها والدة ماهر مرددة:
-سديت نفسك؟! يقطعني.
ثم تجلجلت ضحكاتها تضحك بزيادة على لونا التي تكاد تبكي من ما أُكد لها الأن.
لحظتها دلف ماهر للداخل وبعيناه الإستغراب يردد:
-هو في إيه؟ ايه الي حصل في الدنيا؟
ابتسمت له والدته مردده:
-لونا كتر خيرها حبت تيجي نتغدى سوا بدل ما بتغدى كل يوم لوحدي.
أبتسمت لها لونا لتكمل الأم:
-طبعاً مش مرات ابني الوحيد.
تحولت ملامح لونا للحنق الشديد فلم تتمالك الأم نفسها وانخرطت في الضحك تتسع عينا ماهر من جديد ويميل على لونا هامسا:
-بت أوعي تكوني شربتي أمي حاجة 
-انت على طول ظالمني كده
-امال في ايه؟ أمي بقالها زمن ماضحكتش كده…
-مظلومه والله 
-ايوه انتي اول ما تكومشي وشك كده بعرف ان في مصيبه في الخلفيه 
زفرت بحنق ثم رددت:
-خير تعمل ..ماهر تلقى 
-الله..انتي بتحلوي عليا..ماشي يالونا انا هوريكي.
كانت الام تتابعهم مراقبه وابتسامتها على وجهها ثم قالت:
-كفايه كلام ويالا عشان ناكل فتحتوا نفسي على الأكل فجأة.
مد ماهر يده يقول:
-وانا كمان
فهمست لونا:
-أنا جايبه معلقتين بس روح هات لنفسك واحده
-ها…
كاد ان يتحدث لولا اندفاع جيلان تقتحم الغرفه مرددة:
-اسمعي ياست انتي لو قربتي من جوزي تاني انا مش هسكت لك انتي سامعه.
تجعدت جباههم جميعاً ووقف ماهو هاتفاً:
-انتي ازاي تدخلي الاوضه من غير ما تخبطي انتي شكلك نسيتي نفسك واتعديتي حدودك ..وايه الهبل الي بتهبليه ده…امشي اطلعي برا ولو رجلك عتبت هنا اما هكسوها لك..فاهمه.
كادت جيلان ان تتحرك لولا صوت لونا:
-چيجي..
توقفت تنظر لها فقالت لونا بشماته وخبث:
-الست مش بتتحرك اصلا يعني مش بتقرب من حد …هي اللي الناس بتجيلها لحد عندها..مش نعقل الكلام قبل ما نقوله يا جين!؟؟
عصفت عينا جيلان بغيظ عظيم فيما لمعت عينا ماهر وجاهد لكبت ضحكته وغادرت جيلان تحمل في قدميها الخسارة والذل فيما قال ماهر للونا هامساً:
-مش بقولك وراكي مصيبه…كلامنا بعدين.
___________سوما العربي _________
انتهوا من الطعام وخرج بها من غرفة والدته بعدما نامت يسألها:
-تيجي معايا الشغل؟
اتسعت عيناها تسأله :
-بجد؟؟
اومأ مؤكداً:
-أممم
-بس انت قولت لي ماخرجش من.. قاطعها مبتسماً:
-غيرت رأيي…لما لاقيتك سمعتي كلامي وغيرتي الفستان ولميتي شعرك وبقيتي هاديه وكمان فكيتي وبدأتي تظهري شخصيتك الحقيقية وتضحكي وتهزري..وتعملي مقاالب هااا.
قالها مشيراً ناحيه غرفة جيلان لتدرك انه قد فهم عليها ليكمل:
-كده هقدر انا كمان أعاملك بهدوء وبحنيه وماطلعش جناني عليكي…هممم هتيجي معايا ولا اغير كلامي.
-لا لا هاجي…هاجي بسرعه.
خرجت معه سريعاً وذهبا للعمل ثم تركها تذهب لقصم التصميمات يتابعها من بعيد وهي تعمل بشغف وسعاده.
كانت إبتسامته واسعه وصدره منشرح وهو يخرج من مقر الشركه مقرراً الذهاب للمشفى ومتابعة حالة جده ريثما نتتهي لونته مما تفعله.
وكاد ان يتحرك بسيارته لولا تلك الدراجة البخارية التي اعترضت طريقه تقف في المنتصف وترجل من عليها قائدها يقف أمام ماهر قائلاً:
-ايه يا باشا كل ده…بوابات وأمن وحراسات..ده انت طلعت هايلمان بقا وانا مش عارف..كل ما اجي لك اقابلك يقولك عندك معاد سابق وتفتيشات وحورات تقولش داخل ألبيت الأبيض.
نزع ماهر نظارته وسأله:
-أنت مين يالا
ضحك الاخر ببذاءة يردد:
-هههأأ..لحقت تنساني يا باشا..ده الدوكش حبيبك..ولا مفكرني انور الاهطل هسكت من كلمتين هددته بيهم.
اتسعت عينا ماهر…كيف تناسى أمره وامر مافعله يومها فيما أكمل الدوكش:
-انا لاقيتك غيبت وقولت عدولي ايه فاكرني هفيه مش هعرف أوصلك 
زم ماهر شفتيه بضيق وسأله :
-أخلص عايز ايه
-تحيني يا باشا..توريني ورقك الحلو..اللا الماده شاحه والمكنه جايبه زيت.
-عايز كام؟
لمعت عينا الدوكش لم يكن يعتقد ان يمر معه الأمر بتلك السلاسه..يبدو ان الأمر حساس وهام بالنسبه له ليهتف بعدم تدارك:
-عشرين باكو
-موافق
اتسعت عيناه أكثر بصدمه ليتهور مردداً:
-دلوقتي
-الي معايا ١٥ سيبلي رقم كاش ليك وانا احولك الباقي بس لو لمحت طيفك حوليا او حوالين حد يخصني تاني فانت مش عارف أنا ممكن أعمل إيه ؟!
-أوامر يا باشويه..بس لايمني على الفلوس.
________سوما العربي_________
دلف للمشفى وهو مهموم حزين …وجد كمال يجلس على باب غرفة جده فسأله:
-ايه الأخبار 
-أخد الدوا ونام تاني …مالك؟!
-مشكلة…مشكله كبيره انا عملتها ..لو لونا عرفتها هتبقى كارثه.
-ليه؟؟ هو في كارثه تانيه بعد ما جبرتها تتجوزك بالطريقه دي.
ارتمى على المقعد من خلفه يردد:
-مش بعدها لا…قبلها
-هببت ايه يخربيتك.
لم يستطع ماهر رفع عيناه والنظر لكمال الذي فهم وسأله:
-ماتقول يابني.
-مش وقته…مش قادر اتكلم دلوقتي…و..
قاطعه دخول فاخر الذي ردد :
-أهلاً اهلا بابن اخويا حبيبي وفخر الوراقين كلهم.
نكس كمال رأسه أرضاً من أفعال والده لفت انتباه ماهر الذي نظر له ثم لعمه وعلم أن بعد تلك المقدمة مصيبه كبيرة فسأل:
-في إيه 
ليجيبه كمال:
-جدك كان فايق من شويه..وانت اول واحد نطق اسمه 
ارتعب ماهر ليكمل فاخر:
-بس ريحلي بالك خالص..عمك حبيبك سوى الحكاية.
-بمعنى؟!
جاوب فاخر بلا مبالاه:
-قولت لجدك ان الي انت قولته كان مجرد كلام وانك كنت عايز تطلب أيدها منه مش اكتر…
اندفع ماهر يقترب من عمه يضرب مردداً:
-مين سمحلك تقول كده.
فهتف فاخر:
-الزم حدك يا ماهر واعرف انك بتكلم عمك…جرى ايه يا بيه مش عاجبك كمان…انا الحق عليا اني بلم من وراك..بدل ماكل حاجه كانت تبوظ…صحة جدك الي ما صدقنا تتحسن وعلاقتنا وشغلنا الي كانوا هيتدمروا…تعالى اتفضل شوف معايا.
سحبه عنوة يوقفه عن الفاصل الزجاجي يقول:
-اتفضل شوف جدك مرمي وعايش على الأجهزة من ورا عمايلك…
مال على اذنه يهمس مهدداً:
-لو عاندت زي عوايدك وعملت فيها عشر رجالة في بعض واعلنت جوازك من البت دي انا كمان هعلن عن رفع قضية الحجر واهو اطول الي أقدر عليه بقا طالما نويت تخربها على الكل.
سكن ماهر بعجز وضيّق ليبتعد عنه فاخر مردداً:
-برافو عليك..هو ده ماهر الوراقي الي طول عمره بيحسبها حسبة عقل…عايزك بقا تجمد وتجهز عشان خطوبتك من جميلة مش عايزين نأجلها زي ما ابوك بيقول…همم..
_________سوما العربي_______
جلس مع صديقه في أحد الأندية الليلية والهم يسيطر عليه متجلي على ملامحه …اقترب منه يهمس له:
-خد أشرب الكاس ده
-مش عايز يا علاء مش عايز
-مالك بس يا ماهر…روق كده وكل حاجة هتتحل 
-عماله تتعقد مافيش حاجة بتتحل وانا تعبت.
إقتربت منهما أحدى الفتيات تردد:
-أووه ماهر…مش ممكن أخيراً ظهرت.
وضعت يدها تميل عليه تنوي إغوائه ليبعدها بحده:
-إتجننتي ولا ايه؟
اتسعت عيناها بصدمه…فهتف:
-هو انا اي حد يقرب مني كده…شكل جرى لمخك حاجة…
تسمرت مكانها بصدمه ليتدخل علاء ويهمس لها:
-ماعلش يا مايا مانتي عارفه ماهر مالوش في كده .
نظرت لهما مايا بغضب ثم تحركت مغادره وجسدها يهتز من الامام والخلف معها لينظر عليها ماهر شذراً فيقول له علاء:
-مابراحه ياعم ..هبيت في البت كده ليه؟
-دي اتجننت في مخها…فاكره ممكن تلمس وتحسس عليا انا نفسي مش حلوه زي باقي الرجاله الي تعرفهم مش أي واحده تقدر تنول شرف انها تلمس ماهر الوراقي.
هز علاء رأسه متفهماً ومدركاً كل خصال صديقه فقدم له كأس نبيذ مردداً:
-طب هتشوف ولا ايه؟!
نظر ماهر للكأس بتردد ثم قال:
-لا لا..مش هشرب بردوا 
يأس علاء منه كعادته وجلس لجواره يحاول معرفه سبب ضيقه إلى ان بدأ يتحدث وهو شارد يردد:
-كلهم بيقولوا اني لأول مره قلبي الي يتحكم فيا واني طول عمري بحسبها بعقلي وجيت عندها وحسبتها بقلبي بس.
ضحك ساخراً ثم أكمل:
-مايعرفوش ان حتى عقلي كان موافق وبيصرخ ويقولي دي فرصه مش هتلاقي زيها تاني…اوعى تضيعها مابتجيش في العمر كتير دي.
ضحك بشدة وهو يتنارل التفاح من الطبق الموضوع امامه مكملاً:
-ده حتى هو الي بدأ يخطط لي ازاي اوقعها واخليها تتجوزني في أسرع وقت….هههه واضح ان انا زي ما قال كمال…وقعت ولا حدش سمى عليا.
جعد علاء مابين حاجبيه ثم سأله:
-خططت وًوقعتها؟! ليه هو انت عملت ايه؟!
نظر له ماهر بتردد ثم صمت بعجز لكن علاء وفضوله لن يتركانه بحاله
_________سوما العربي ___________
اقتربت ساعات العمل في الشركه على الانتهاء وهو منذ أتى بها لم يظهر ولم تراه.
نظرت للهاتف تسمع توالي الرسائل متتابعه من طارق وهي تتعمد عدم الإجابه.
عليها التركيز في ورقه واحده …حديثها مع طارق يشتتها يجب ان تحسم قصتها مع ماهو بلا تشويش من تداخلات أخرى 
مرت ساعة أخرى والكل بدأ يرحل وماهر غير موجود وهاتفه مغلق..للحظات انتابها القلق وزاد حين أبصرت طارق بضخامته وعنفوانه يتقدم داخل الشركه بخطى واثقه في نفس اللحظة التي يهاتفها فيها والغضب متجلي على ملامحه.
كانت كأنها تراه لأول مره وترى ذلك الجانب منه كان يتقدم يبحث عنها بين الغرف وقد احتدمت النيران في عيناه وهو يسمع صوت هاتفها باتصال منه والهاتف بيدها لكن لا تجيب.
استطاع الوصول لها من بين الغرف ليقف أمامها بضخامة جثته و وجهه أحمر يردد:
-بقا أنا..طارق أبو العينين بكلمك مش بتردي عليا؟!! 
سقط قلبها بين قدميها واصابها هبوط في ضغط الدم الذي تجمد من هيئته المرعبه يبدو وكأنه مقبل على إرتكاب جريمة شنعاء بها وهي وحدها في مواجهته.
يتبع
أمامه كانت تشعر بالضألة والقزامة، تحس بانحسار الهواء وأنفاسها، ترفع رأسها عالياً كي تراه وهو يقف مسيطراً عليه الغضب.
كان مُستفز لأقصى درجة، بحياته لم يقابل عدم الاهتمام ، مافعلته جريمة تستحق العقاب، المغضب في الموضوع انه بالفعل مهتم بها ولم يستطع التعامل مع اختفائها ولا مبالاتها..
بوضع مختلف ماكان سيهتم من بعد اول رسالة لم تجيب عليها، طارق ابو العينين من الاساس لا يتعاطى مع شخص يتأخر عليه في رجل كان او فتاه ومعها هي صبر وحطم كل قواعده الثابتة
ارتكتبت في وقفتها وقد جف حلقها..تقريباً لسانها غير قادر على الحركة فقط تنظر له من تحت وكأنها تطالع مارد ضخم يرعبها ولا تستطيع مواجهته، لونا في المواقف المفاجئة تتوتر وتتلعثم...
ومازاد صمتها سوى غضبه فهتف بحده:
-انتي كمان مش هتردي عليا وانا واقف قدامك؟!
ارتجف جسدها وتفزز حسه العالي وقد زم شفتيه وندم على هتافه الحاد فيها للتو حينما لاحظ ارتجاج جسدها .
تراجع عن غضبه وحاول سحب نفس عميق وهي حاولت التحدث:
-أنا..
قاطعها بنفاذ صبر :
-انتي ايه؟! ومش بتردي عليا ليه؟
ارتفعت وتيرة أنفاسها لكنها حاولت ألا تظهر ذلك وقالت:
-بصراحة أنا...ماكنتش شايفه الفون و..
رفعت إحدى حاجبيها و وأتتها الشجاعة لتتغلب قليلاً على توترها الذي تعرفه ثم قالت:
-ماهر
تجعدت جبهته يسأل:
-ماله؟
-مانعني أكلمك؟!
-وهو ماله بيكي ماهر؟! هيتحكم تكلمي مين وماتكلميش مين بتاع ايه؟!
توترت من جديد وهو ملاحظ لأقل حركة منها يراقب بدقه فركها أصابع كفيها معاً وقد أشفق عليها مما سببه لها من توتر وخوف لكنه حقيقي عاضب ومُستفز يسمعها تجيب:
-بيقول انه قايل التعليمات دي لچنا كمان وانا مش عايزه مشاكل معاه انا ماصدقت انه وافق أشتغل عنده في الشركة بأعجوبه عشان أتعلم فمش عايزاه يغضب عليا ممكن يمشيني من الشغل ومش هلاقي فرصه تانيه زيها.
سحب نفس عميق فابتسمت...لقد نجحت أولى محاولاتها..فها قد نجحت في إمتصاص غضبه وتغيير مجرى الحديث حين عمدت إلى توظيف إمكانياتها وإستغلالها تستفز فطرة الرجولة وهي تخبره بضعفها كأنثى تحتاج للمساعدة ..رققت صوتها وصغرت مساحة جسدها التعبيرية فأنقلب الوضع على الفور وقال بصوت أهدأ من زي قبل:
-أنتي محتاجة شغل؟!
-محتاجة أتعلم جرافيك 
اندفعت معالم الحماس على ملامحها تخبره:
-انا شاطره فيه قوي والله.
ابتسم بحنان ثم قال:
-مصدقك طبعاً يا لونا.
أتسعت ابتسامتها ليسألها بجديه:
-بس لما آنتي محتاجة للشغل ماقولتليش ليه وانا كنت هوفرلك اكتر من فرصه.
-بجد؟!
لمعت عيناها تلقط الفرصه وهي تسمعه فجاوبها:
-أكيد طبعا تتعلمي وتشتغلي زي ما انتي عايزة ماقولتليش ليه بقا؟
لجأت لحيلتها الناجحه تتحدث برقة وصوت مغلوب على أمره:
-مانا ماكنتش لسه أعرفك.
زم شفتيه يردد:
-صح...ياريتني عرفتك من زمان.
ارتبكت في وقفتها مع جملته الأخيرة لا تحبذ التمادي معه حالياً...عقلها أخبرها ان الإنسحاب هو الأفضل على الأقل الأن فقالت مرتبكة:
-أنا لازم أمشي حالاً.
احتدت صوته من هربها وخرج صوته حاد رغماً عنه:
-تمشي ايه انا لسه جاي وبعدين انا عازمك على العشا اصلاً.
وعشاء أيضاً..ربما سيصنع ماهر منها كور من كفتة داوود باشا لو وصله خبر...هو بالأساس قد يفرمها لحماً إن علم بوقفتها معه فقط.
تلعثمت في الرد لكنها فكرة في مخرج:
-مش هينفع انا ماقولتش لحد و..ده غلط مش كده؟
بارعة.. انها تطور بصورة ملحوظة، وضعته بخانة إليك تذكره بالأصول والمفروض..بما سيجيب؟ هل يخبرها ان تخرج معه دون علم أهلها مثلاً؟!!
هو يريد لكنه لا يستطيع التفوه بذلك والأ انتقص من اخلاقه وأصله وبقى واقف يشعر بالعجز.. ولم يسعه سوى أن يقول:
-ماشي عندك حق..بس أظن أي جنتل مان في مكاني شاف بنت حلوة قوي قوي زيك كده مش معاها عربية وعايزه تروح يبقى واجب عليه يوصلها.
ارتعبت...سيراها ماهر ويسحقها لذا هتفت بخوف طفولي:
-لا والله مش بالضرورة.
ضحك على طريقتها الذيذة ثم قال بنفس الطريقة:
-لا بالضرورة.
عدل صوته يقول بكياسة:
-خصوصاً يعني اننا معرفه لا ومش بس كده في بينا نسب كمان...مش ماهر خاطب بنت عمي.
عاد بها لواقعها وهو يلقي على مسامعها ما قاله يذكرها ان زوجها خاطب لابنة عمه...مهزله والله.
حركت رأسها بضيق شديد ثم قالت وهي تبتسم بصعوبة:
-صح.
-يالا بينا؟!
-تمام.
تقدم يخرج معها من الشركة التي باتت شبه خاليه من الجميع وخرج يتقدم خطوة يفتح لها باب السيارة...مع طارق تشعر بأنها ملكة تتوج في كل لحظة ويفرش لها بساط احمر خشية ان يتسخ كعب حذائها.
جلست بهدوء وهو يتأملها معجباً يرى شهرته وثراءه وغروره لا يليق بهم اي فتاة إلا لونا...
التف حول السيارة بسرعة يجلس جوارها ويبدأ في القيادة ولم يصمت أو يرحمها بل أشعل مشغل الموسيقى على أغنية رومانسية زلزلت كيانه وكيانها (لمستك نسيت الحياة)  لم ينطق بحرف عيناه الجياشة بمشاعره و شفتيه الباسمة ونظراته أخبروها بكل شيء...وهي تشعر بالضيق والعار...إحساس جميل تسحقه لانها لم تحصل عليه وبنفس الوقت لا يصح مدامت زوجه لأخر ....(زوجه في السر) ثلاث أحاسيس متضاربه صارخه في آن واحد وبنفس القدر يصرخون بصوت واحد داخل عقلها وقلبها...ليطول الطريق وهما على ذلك الحال.
________سوما العربي_______
عاد عزام من الخارج منهك متعب يلج الى غرفته بخطى ثقيلة ليبصر جيلان تجلس على الفراش مربعه يديها حول صدرها كأنها تنتظره بهيئتها تلك منذ فتره.
زفر بضيق مكظوم فقد سأم نكدها اليومي وسأل:
-خيييرر..مبوزة ليه تاني
-مانت ولا على بالك...سايبني انا هنا محروق دمي..بقيت ملطشه للي رايح والي جاي واخرتها مابقاش قادرة اعزم حد في بيتي ولو حد جالي اتهزق انا وهو.
اعتدل في جلسته يسألها:
-ايه الكلام ده مين قال كده
-النهاردة عزمت حسام اخويا عشان يتغدى معايا على اساس راجع من السفر وبيت اخته وكده لكن ازاي...ماهر بيه يعتبر هزقه وطرده.
-وماهر هيعمل كده ليه؟!
وقفت بغضب تردد:
-ليه وليه انه نزل لاقى حسام بيسلم على لونا 
-سلام بس؟! 
-سلام بس بالإيد كده...الدنيا قامت وماقعدتش...ابنك قاصدها..قاصد يهيني..انا الحق عليا لاقيتكوا مش طايقنها قولت اشوف لها عريس.
-عريس؟!!
لمعت عيناها بمكر وطمع فاقتربت منه تردد:
-أيوه...حسام..مننا وعلينا..مش احسن ماتجبب لنا واحد غريب مانعرفوش تقولك بحبه وياخد فلوسنا.
فكر عزام ملياً ثم قال:
-مش هتاخد حاجه..على جثتي دي فلوسي وفلوس امي...لا هي ولا حسام ولا حد.
غضبت بشدة ولم تستطع الإعراب عن غضبها فهتفت بحده:
-انت صحيح روحت للست دي أوضتها؟!
-ست مين و أوضة مين انا عديت لك زعيقك وكلامك الصبح عشان كنت قاعد مع ناس مهمه بس انا مش هفضل صابر على جنانك ده كتير اعقلي يا جيلان.
-والله جنان وهبل..بأمارة ما كنت رايح تتسحب لأوضتها
-مين قالك الكلام الفارغ ده؟
-الحلوة لونا.
زم شفتيه بشر مردداً :
-بقا كده...ماشي حسابها معايا انا.
-انت هت...
قاطعها بضيق :
-يووووه...انا جاي مصدع ومش شايف قدامي...هتدخلي تحضري الحمام وانتي ساكته ولا لا؟!
نفخت أوداجها بضيق وتحركت تضرب الأرض بقدميها تدبدب مردده بحسرة (اتجوزت راجل أد ابويا عشان العز والفلوس ماكنتش اعرف اني هبقى ألفت والحاج متولي ده حتى الحاج متولي كان سخي عنه...ياخسارة شبابك يا جيلان)
بينما عزام قد استلقى على الفراش يزفر بضيق وملل فقد سأم منها ومن نكدها وخصالها الغير مريحه يغمض عيناه وقد ذكرته سامحها الله بزوجته الأولى كم كانت جميلة لينه وكيف كانت أيامه معها كعسل الشهد لولا غضبها عليه وابتعادها عنه...
_______سوما العربي _______
وصلت سيارة طارق لقصر الوراقي تعبر البوابة الحديدية بسهوله حين تعرف عليه الحراس وفتحوا الباب له على مسرعيه .
أوقف السيارة ونظر لها مردداً:
-خسارة وصلنا بسرعه...كان نفسي الطريق يطول أكتر.
ابتسمت بتوتر ترغب في الإنسحاب لكنه قال:
-لونا....انا بتبسط قوي كل ما بشوفك او بكلمك..لو سمحتي بلاش تختفي كده تاني اوكي؟
- أوكي؟!
همست مرتبكة ثم أضافت وهي تلفت متحركه:
-عنئذنك.
همت بفتح باب السيارة لكنه مسك ذراعها بلهفه فالتفت له تنظر على يده التي لمستها فابتسم بحب وإعجاب يردد بلين وتمني:
-مالحقتش اقعد معاكي...خليكي شويه.
خافت ...رغم رغبتها في الجلوس معه لكنها تخاف ماهر وغضبه لذا قالت:
-مش هينفع لازم انزل دلوقتي بلاش حد يشوفنا كده في العربية هيقول ايه.
زم شفتيه بيأس ثم تنهد قائلاً:
-تمام...عندك حق.
لمعت عيناه وهو يقول:
-هتوحشيني.
كادت ستبكي من لذة ماتشعر به وانه بات شعور محرم غير مستحق لكونها وضعت عنوة في زيجة لا تريدها ولو خيرت من البدايه لاختارت طارق...لذا فرت من السيارة قبلما تهبط دموعها فابتسم وقد رأى هروبها حرج وكسوف فتاة من رجل تغزل بها.
وصلت غرفتها تغلقها وتلقي الحقيبة على السرير ثم ترتمي عليه باكية قساوة الدنيا ومرارة الأيام.
مرت عليها دقائق كثيرة قد تتعدى الساعه ونصف بكت فيهم حتى اكتفت  ثم هدأت وبدأت تستعيد ماحدث بيومها تتواصل مع مستشارتها النفسية تخبرها ليكن مبهج جداً حين اخبرتها دكتورتها:
-حقك تزعلي وتبكي وتعيطي بس بلاش كل ده يخليكي تنسي الإنجازات الكبيرة الي حققتيها النهاردة.
جعدت لونا مابين حاجبيها وسألتها:
-ايه هو؟
-انتي نفذتي كل خطوات الأنوثة الصحيحة...صوتك الهادي...إمتصاص غضب الي قدامك الصوت المغوي الي كنتي بتكلمي بيه طارق وقدرتي تخليه يتهز ويتحول من شخص جاي يتخانق معاكي لشخص بيعتذر ويبرر...حاجة كمان..انتي حطيتي حدود لنفسك وعرفتيها له و وقفتيه عندها...انه مش هيقدر يدخل ويخرج معاكي كده وهو غريب عنك..الأنثى الصح هي اللي بتبقى عارفه حدودها وتقدر تحميها دي بدايه أكتر من هايلة...انتي شاطره وانا ماكنتش عارفه انك هتبقى بتنفذي بالسرعة والشطارة دي ولسه مع بعض هنشتغل على حاجات تانيه كتير مهمه وهتفيدك.
تبهجت ملامحها وهي تستمع ما يقال كانت فخورة بنفسها وقد تبدد حزنها قليلاً فسألت:
-حاجات ايه؟
-أهم مزه فيكي والحاجه الي لو عرفتها كل بنت تقدر تسخر كل حاجه حواليها عشان تخدمها عارفه ايه هي؟
-لأ ايه؟
-اي أنثى خلقها ربنا بتكون نوع واحد من اتنين...أنوثه مضيئه وأنوثة مظلمه ولازم كل بنت تعرف هي انهي واحده فيهم عشان تقدر تستغل ده.
-وانا هعرف ازاي 
-ده علم كبير قووي محتاج وقت عشان تفهميه..وانا هفهمك مع الوقت...بصي يا ستي.
استطردت تحكي لها وتفهمها وتطرح عليها بعد الأسئلة كي يصلا في النهاية لنتيجة.
انتهت من محادثتها مرتاحه ومبتسمة وقد تفتحت عينيها على أشياء بشخصيّتها لم تكن تعلمها وانتبهت على فتح الباب بهدوء ثم دخول ماهر منه بتعب شديد ثم سألها مباشرة:
-بكلمك تليفونك مقفول.
رفعت له هاتفها بيدها على الفور تقول:
-لا اهو وشغال.
تقدم يجلس جوارها على الفراش مردداً بتعب:
-جيتي ازاي؟ كنت بتصل بيكي عشان اخدك وروحت الشركه لاقيتك مشيتي.
تلعثمت وردت مرتبكه:
-طلبت أوبر.
اقترب منها يضع خصلها الشاردة خلف أذنها فيظهر له جمال وجهها الحوري ليقول مبتسماً:
-مش هتبطلي خربشة بقا يا لونا؟
جعدت مابين حاجبيها تسأله:
-عملت ايه انا ؟
طبع قبله على خدها مردداً:
-بابا لسه مقابلني كان جايلك بيقول انك قولتي لجيلان انه كان متسحب على اوضه امي النهارده وهما هناك دلوقتي ماسكين في شعور بعض.
حاولت رسم البراءه على وجهها تقول:
-أنا؟! ده أنا طيبه وبخاف من خيالي.
قلد حركتها يقول:
-أنا؟! اه انتي..
ارتمى بظهره للخلف يقول مستريحاً:
-بس احسن...جدعه..انا مع اي حاجة تنكد عليهم..
رفع عيناه يكمل:
-ضايقي الي عايزه تضايقيه بس يعني بلاش تستخدمي امي تاني..أوكيه؟!
حاولت إخفاء ضحكتها وقالت:
-أوكيه.
لم تنجح وفلتت ضحكتها ليضحك هو الأخر وهو يجذبها من ذراعها لعنده يقربها من وجهه مردداً:
-أاااااخ..طلعتي شريرة يا لونا.
ثم ضربها بخفه على خدها المنتفخ قبلما يضمها لأحضانه يشعرها بحرارته وهو يقول:
-وحشتيني ...
أخرجها من أحضانه ينظر لها مفتون وسعيد بكل ذلك الجمال...تقطر الشبق من عيناه واقترب من شفتيها هامساً أمامها:
-وحشتيني قوي يا لونا.
ثم افترس شفتيها بقبلة مطلبه جامحه عبرت عن تولته بها يفصلها بصعوبه وهو يردد لاهسا:
-انا ليه مش بشبع منك؟! 
مرر إصبعه على شفتيها المتورمة أثر أفعاله وهو يردد:
-عامله زي الهروين...ده الي حصل معايا...دوقت ...غرزت ...اتسحلت.
طالعها من جديد بهوسه ثم قال:
-مش عارف اعمل ايه معاكي.
لمعت فكرة برأسها فقالت:
-ناخد فترة نفكر يمكن لما تبعد تغير رأيك.
-مين ده الي يقدر يبعد عنك يا لونا..تعالي...
سحبها برفق يأخذها لغيمة ورديه يخبرها كم أصبح مجنونها ومدمنها...سعيد متنعم بجسدها وجماله...لونا كانت لوحه فنيه صنعت بإبداع من الخالق تجعل من معها معذور لو جُن بها وعليها.
أجمل لحظات حياته ورجولته وهو معها ذكر مع أنثاه..يقبلها بشراسه وكله يصرخ ان لونا هي أنثاه التي صنعها الخالق كي تناسبه  وحده.
وبينما ماهر يتنعم في جسد لونته غارق فى شهدها كان محمد محمد الوراقي جالس على فراش المشفى أمام كمال يطعمه بصعوبة علبة من الزبادي لكنه كان يأكل بمضض يبعّد الملعقة عنه ويسأل كمال :
-قولي الحقيقة يا كمال؟ مين معاه الحق؟ ابوك ولا ماهر؟ ماهر اتجوز لونا خلاص؟ ولا كان عايز يخطبها مني بس؟
كان كمال مضطراً للكذب فرد :
-كان عايز يخطبها بس وكمان اجل الفكرة دي خالص عشان احنا متكلمين على جميلة ابو العينين.
-بجد يا كمال؟
-بجد ياجدي،بس ليه تعبت قوي كده لما ماهر قالك الي قاله.
شرد الجد ولمعت عيناه بالدموع وهو يقول:
-خوفت يكون دخل عليها زي ما قال...حسيت ان الزمان بيعيد نفسه...شوفت محمد الوراقي قدامي في شبابه بعد ما اتجنن من جمال هنئه الخدامه...جنى عليها وفضل يشاغلها ...ياما صدته كانت عارفه انها جاريه وهو السيد بس هو كان طمعه فيها عاميه ماسابهاش غير لما اتجوزها...شبع منها ايام وليالي في السر ...ماكنش بيحس انه راجل غير وهو معاها..كان فيها سحر بيخليه يحس انه ملك رغم انها كانت رفضاه وهو عارف انها رفضاه...فضل عايش في النعيم كتير كتير لحد مابقت حامل ومراته عرفت ساعتها اتخير بين متعته مع هنيه وبين المال والمصلحة...فضل المال والمصلحة ماكنش يعرف أنه بيعاقب نفسه اكبر عقاب ممكن يعاقبه لنفسه في حياته او حد يعاقبهوله...اتحرم من هنيه..وما.....ماعرف..ماعرفش ي..
وقف كمال بخوف وهو يلاحظ تعب جده وتقطع الكلام منه فوقف منتصباً يردد بخوف:
-كفايه كلام يا جدي كفايه.
هرول مبتعداً ينادي احدى الممرضات التي جاءت في الحال تسعفه وتحقنه بأحد المهدئات.
________سوما العربي________
كان يغمض عينيه وهو يتكىء برأسه فوق صدرها وقد نامت لجواره ولم تركض تجاه المرحاض تستحم بعد كل مره ..فأبتسم هامساً:
-لونا.
-هممم.
همهمت بخفوت لتتسع إبتسامته وهو يستشعر إسترخائها بين يديه فس أحضانه لأول مره بعد وقتهما الحميمي الساخن فقال:
-لفي وتعالي في حضني .
ارتبكت عيناها ولم تفعل..ربما لا تريد فلفها هو بين يديه لتتلاقى عيناه بوجهها الأحمر من فرط ما فعله بها .
فابتسم معجباً يقول:
-قمر..انا مراتي قمر.
شعرت انها لحظة مناسبه وعليها إستغلالها فهمست متدلله:
-ماااهر.
-ياعيون ماهر.
-ممكن اطلب من طلب.
-ممكن طبعاً 
-عايزة مهري فلوس يا ماهر 
شملها بنظرة حاده ثم سأل وقد تبدل صوته:
-ليه؟
-مش عارفه اشغلها 
-مانا قولت لك هشغلها لك
-هو مش حقي يا ماهو
-حقك..بس بعد ما أطمن لك
-تطمن اي؟! تطمن لي ازاي؟!
-انك مش هتسبيني..
ابتعد عنها متضايق وأكمل:
-أصل واحده متجوزه وعلى ذمة راجل مش منقص عليها حاجه هتبقى عايزه فلوس في ايدها ليه الا لو ناويه على نية.
زمت شفتيها بضيق...تشعر بالفشل..ألم يفلح معه الإغواء والصوت الناعم المتدلل؟! هل فشلت في أول محاولة؟!
خرجت عن طور المعقول وهتفت بغضب:
-متجوزه؟! قولها على بعض يا ماهر بيه..متجوزه في السر.
-لو دي حجتك تمام...اول ما جدي يسد حيله هعلنه.
-وانت مين قالك اني عايزه 
اقترب منها يهمس بخطر:
-نعم؟!! بتقولي ايه؟؟! انتي الي مش عايزه 
-اه مش عايزه...مش عايزه حد يعرف خالص...اوعى ايدك بقا بعيد عني.
وقفت لتذهب للمرحاض فقال:
-ايه الي قومك من السرير.
-عايزه استحمى مش طايقه نفسي.
هي لم تفشل فحسب بل فشلت واخفقت وفشلها زاد مت حدة غضبها...نعمة الجمال والدلال التي تدر عليها المصائب لم تفلح في إستغلالها ويبدو انها لن تستطيع مهما تكلمت مع مستشارين ومهما تعلمت يبدو ان الحظ يعرف طريق أصحابه.
وصله معنى حديثها..هي غاضبه ومقروفه من لمساته وأثره داخلها ترغب في تنظيف نفسها منهم
والتفت  كي تغادر في اللحظة التي رن فيها هاتفها برسالة من طارق 
نبهه صوت الهاتف وتمطأ ليلطقته بين يديه يفتحه لتصدم عيناه وهو يرى تعاقب الرسائل منه 
-ممكن آقولك وحشتيني؟
-شكلك كان زي القمر النهاردة
-شوفتي من جمالك توهتيني وعدم ردك عليا جنني وطير برج من دماغي رغم اني معروف عني اني عاقل..هههههه
-أنّا ياستي اصلا كنت بكلمك عشان اقولك اني لاقيت لك الي طلبتيه مني من يومين ونسيتي بس انا ماقدرش أنسى حاجه لونا طلبتها مني ولاقيت لك مشتري لشركة الأخشاب الي قولتي لي عليها وبأفضل سعر….
يتبع
جحظت عيناه وانحبست أنفاسه وهو يطالع أسوأ كوابيسه تتحقق أمام عيناه...لونا تعرف رجل أخر.
ضرب الدم في نفوخه وتداعى المنطق سريعاً...رجل شرقي تخونه زوجته.....ماذا تنتظر.
صدح صوته الغاضب:
-لووووناااااااا.
كان قد هب من فراشه وهو يتحرك أساساً وفتح عليها باب الحمام فسقط قلبها رعباً.
جذبها من الملائة التي تستر بها جسدها العاري وقد برد جسمها من إنسحاب الدم منه وهي ترى هيئته تلك .
قمش بقبضة يده الملائة من حول عنقها يهزها وهو يكاد يخنقها ويشهر هاتفها أمام عينيها مردداً:
-أيه ده...أيه ده؟!! بتخونيني...بتخونيني انا...ده انا هموتك.
سيطر الرعب على جسدها وكادت ان تنهار...هو لم يعطي المجال لسقوطها وسحبها يجرها يخرج للغرفه ويلقيها على الفراش بقسوة مردداً:
-بتخونيني انا...
حاولت إلتقاط أنفاسها تجاهد كي تسيطر على أعصابها وتتحدث فخرج صوتها مرتعش متحشرج:
-أسمعني انا.
أشهر يده كأنه سيضربها صارخاً بغل:
-اخرسي ماسمعش صوتك...انا شايف الرسايل بعيني واضحه زي الشمس..كنتي معاه وانا مختوم على قفايا ...بيقولك وحشتيني ..
هدر ناطقاً الاخيره بجنون ونيران الغيره تنهش لحمه 
مال بجسده ودنا منها يمسكها بيديه يصرخ فيها بغل:
-بيقولك وحشتيني وبتغزل في شكلك وجسمك .. 
-بس اسمعني انا والله...
-أخرسي...هتقولي ايه يبرر عملتك.. انا ؟! أنا تعملي معايا كده..ده انا الي لميتك من الشوارع .
إتسعت عيناها من صدمتها فيما بدأ يتفوه به تسمعه وهو يكمل عليها:
-بعد فضايحك وسيرتك الي على كل لسان...بس هستنى ايه من واحده وسخه زيك .
لم تستطع...لن تنبطح أزيد...بدأت تقف من مكانها باعين جامده واعتدلت قليلاً فوق الفراش تردد بحسم:
-أنا فعلاً وسخه زي ما انت بتقول عليا انت مابتكذبش..شاطر براڤو عليك قدرت تثبت اني  وسخه...أنا عرفت بيني وبين نفسي اني وسخه عشان نمت مع راجل في الحرام..انت صح وعرفت تثبت ده عليا...انا كده فعلا وانت مالكش عندي حاجه.
حديثها كان صادم صافع له جعله يحتد أزيد واقترب يود خنقها وهو يردد:
-ماليش عند مين ياروح امك؟! انتي مراتي؟!
صرخت فيه طالما انه متبجح:
-مرات مين ...جوازة ايه دي الي ماحدش عارفها والعروسه مش موافقه ولا انت اخترعت دين جديد ...
اتسعت عيناه وهو يراها بدأت تقف على قدميها أمامه تصرخ بغل:
-تقدر تروح دلوقتي تقوله هو واهله اني مراتك؟! تقدر تطلع برا حيطان الأوضه دي وتقول؟! فكرك هو طارق وبس؟! كل موظفين شركتك بيعاكسوني...تقدر تواجههم وتقولهم دي مراتي؟! وجاي تزعق فيا وكمان بتتهمني..
بدأت تضربه في صدره صارخه:
-اتجوزت ليه واحده شمال كده ماتطلقني وترتاح لو كنت شمال.
عصبته لاقصى درجه فقبض على شعرها يردد:
-لا ماهو انتي فعلاً شمال ولا لسه عندك شك.
تجزم انها أستمعت لصوت تحطم قلبها أشلاء تنظر له بأعين دامعه:
-يبقى تطلقني..طلقني لو كنت راجل.
إستفزته لاقصى درجه فهتف بحده:
-أطلقك عشان تعرفي تدوري على حل شعرك مش كده..
قسى قلبه كالحجارة يردد :
-أوعي يابت تكوني صدقتي اني بحبك
بهتت ملامحها فقد سلمته جسدها وعذريتها حين أخبرها بمنتهى العشق والوله انه يحبها، إقراره بحبها كان سلواها الوحيد.
فردت بخوف مترقبه:
-اه انت قولت لي كده.
قال ضاحكا يطعنها ربما ثأر لكرامته وعشقه :
-ده كلام كل الرجاله بتقوله للستات الرخيصه عشان تنام معاهم.
دارت بها الدنيا وهمست:
-ايه؟!
حتى الشئ الذي صبرها على تصرفاته ونهشه جسدها وأخذه شرفها اتضح انه مجرد خدعه، شعر ببعض النشوه وهو يرى انهزامها فاسرع بتهور يكمل عليها:
-زي ما سمعتي كده لا تكوني مفكرة اني ميت فكيي...انتي جسم حلو عجبني ودخل دماغي مش اكتر وهتفضلي كده لحد ما ازهق منك وارميكي.. ماخليش على ذمتي واحده زيك كتير عشان كده انتي في الضلمه وجميله في النور الي زيك أصلا هيفضل طول عمره في الضلمه.
ابتعد عنها خطوة بظهره يشعر بالنصر لا يرى سوى كرامة زوج مهدرة ليكمل:
-هتفضلي هنا في السر...شغلتك تبسطيني في السرير وبس لحد ما ازهق واقرر هرميكي أمتى وبالنسبه للوسخ التاني ده فانا هتصرف معاه وراجعلك ...
دنى منها يهمس بنبرة مرعبه:
-أيامك الجايه معايا كلها رعب.
صمت لثانيه ثم أكد مشدداً يناديها بلقبها الرسمي:
-يا وسخه.
قالها ثم تحرّك يلتف كي يفتح الباب لكن أوقفه صوتها:
-براڤو عليك انت كسبت ...عرفت تكسرني يا ماهر.
تخشب جسده لثواني لكن لم يأخذ ويعطي ولم يفكر في مدى وتداعيات ما حدث انما خرج مغادراً يتصل بطارق.
________سوما العربي________
دلف بخطوات واسعه غاضبه لمقر عمل طارق يقتحم عليه غرفة مكتبه يخلطت صوته العالي مع صوت سكرتيرة طارق التي تحاول منعه من الدخول دون إذن وهو مصمم ليقف طارق منتبهاً ومستغرباً يسأل:
-في اي....
لم يتمكن من إكمال كلمته فقد اندفع ماهر بغيره حاميه يقبض على عنقه مردداً من بين أنفاسه:
-موتك على ايدي النهاردة.
صرخت السكرتيرة برعب وهي ترى احدهم مقبل على قتل مديرها، نفض طارق يد ماهر بقوه مخيفه وصرخ فيه:
-انت اتجننت يا ماهر..جاي تتهجم عليا 
-واشرب من دمك.
احمرت عينا طارق وصرخ في سكرتيره:
-اطلعي براااا.
خرجت تنفذ أمره ليهدر طارق:
-ده انت جرى لمخك حاجه بقااا.
قبض ماهر على تلابيبه من جديد تعميه غيرته وهو يردد:
-انا هعرفك ازاي تبص لحاجة مش بتاعتك...بتعازل مراتي يا ابن الكلب.
تجعدت ملامح طارق من التخبط وعدم الفهم، زوجه من؟! وهل ماهر متزوج من الأساس فسأل:
-مرات مين انت شكلك شارب ولا رافع حاجه وجاي تغيب هنا.
هزه ماهر وهو يقبض على تلابيه ويهتف من بين أسنانه:
-لوونااااا.
تجمدت ملامح طارق وتوقف عقله عن العمل او الأستيعاب وهمس:
-لونا مين؟! 
ناوله ماهر لكمه في وجهه يردد:
-هتستعبط عليا ياروح أمك.
تلقى طارق اللكمة ولم يفكر في ردها حالياً فقد صدمه تصريح ماهر و وقف يحتاج وقت كي يستوعبه فقط و ماهر يصرخ فيه ويسبه باقذر الالفاظ وهو يروح ويجيئ مع يده يتسوعب يفقط ليفوق على صراخ ماهر فيه:
-قسماً بالله لو قربت منها تاني لادفنك حي ولا هعمل اعتبار لا اهلك ولا اهلي ولا اي حد...سامع.
ثم ناوله لكمه أشد وأقوى تلقاها طارق بلا مقاومه ليسقط أرضاً يرى ماهر يقلب له مكتبه بعنف وغضب وكنوع من زيادة الإهانة والتف كي يغادر بغضب عاصف لكنه توقف والتف يقول مهدداً:
-لو شوفتك قريب من مكان هي فيه ولا اسمها جه على لسانك انت مش عارف انا هعمل ايه وهي بقا ليها حساب تاني معايا انا هعرف أربيها كويس.
ثم غادر يهز الأرض من شدة غضبه وغليانه تاركاً طارق خلفه مازال ملقى على الأرض بلا محاوله لرد الفعل حالياً...هو فقط يحاول ان يفهم ويستوعب متى وكيف؟ ماهو الذي اقدم على خطبة ابنة عمه متزوج أساساً ومن من؟! لونا؟! هو يعرفها وقابلها مراراً لم يظهر عليها ولا عليه؟!
سحب نفس عميق وحاول الوقوف على قدميه بجسده الضخم المهيب يعدل بيده مكتبه المقلوب أرضاً متنازل مؤقتاً عن سب وإهانة ماهر يعطي لنفسه الوقت للإستيعاب.
جلس بهدوء على الكرسي يضع يده على الكدمة التي خلفتها لكمة ماهو يضغط عليها متأوها وهر يسأل نفسه ماهر متروج؟! ومتزوج لونا؟! كيف ؟ وماذا عن جيملة ولما خطبها مادامه متزوج؟! لمعت عيناه يرجح ان بالقصه قصه وعليه معرفتها...هو لن يمرر مافعله ماهر سهلاً.
_______سوما العربي_______
منذ غادر ماهر وهي جالسه تفكر برعب في القادم...لا امل ولا سلوى قالها صريحه هو لم يحبها يراها جسد به متعته وايامها القادمة معه كلها تعنيف وأذى..وهي ما عادت تتحمل والله ما عادت.
بعد أفعاله ماعادت تشعر بالعار تجاه فعلتها ....هي مرحبه بكونها خائنة وبلا خلق ترى ماهر يستحق الكره ويستحق الخيانه.
ولقد ضحك عليها وسلبها كل شيء حتى انه سلبها إعتقادها انها شريفه وعفيفه 
قلبها يخفق برعب وجنون لقد أخبرها صراحة أيامها القادمة مرار أسود، تعلم لن تتحمل .
أغمضت عينيها تبكي وهي تدرك المرار الأصعب بأنها لن تجد من ينجدها من بيدي ماهر.
للمرة العاشرة حاولت مهاتفة سما أو حتى مستشارتها النفسيه لكن ما من مجيب.
هزت رأسها بجنون وهي تشعر بمرور الوقت...لن تجلس تتركه يعذبها ويسبها ثم يأتيها يتمتع بها يلبي رغباته لن تستمر وما عاد له حجه عندها.
وقفت تلتقط أشياءها وتأخذ على ملابسها وشاح طويل يسترها ثم وقفت لتخرج سريعاً من غرفتها تنظر يميناً ويساراً متلفته تتطلع ان كان هنالك من يراها.
نجحت في نزول السلم وإجتياز البوابه الكبيره للبيت حتى وصلت للحديقه.
سارت بخفقات متعاليه مرتبعه تحمل هم حارسي البوابة الرئيسية لكنهم لم يعترضونها بل فتحوا الباب لتخرج بسلاسة وكادت ان تعبر البوابه لولا صوت أحدهم:
-أنسه لونا.
وقفت متخشبة برعب هل ترك لهم خبر بمنعها، بلعت رمقها والتفت ببطئ له ليقول:
-الوقت متأخر قوي لو ليكي مشوار برا حد فينا ممكن يقضيهولك.
بللت طرف لسانها وردت بخوف وقلق:
-لا لا ده...ده في واحدة صاحبتي مستنياني بعربيتها.
زم الحارس شفتيه ولم يكن من صلاحياته سوى أن يتركها وراحتها ..ومع صمته وزمه العاجز لشفتيه انبسطت ملامحها واستطاعت أخذ أنفاسها.
لتخرج من البوابه على قدميها تسير بتروي عادي وما ان ابتعدت قليلاً عن البيت بدأت تتسع خطواتها الى ان تحولت للركض ...تحاول الخروج والوصول للطريق العام ..قررت الهرب الى حيث تأخذها قدماها بلاد الله لخلق الله بالتأكيد ستجد عمل حتى لو عامله في اي مكان أفضل من تحولها لعاهرة في فراش ماهر.
________سوما العربي_________
كان يقود سيارته بغضب والغل مازال يقتله...عائد اليها ليربيها.
يقسم ان يجعلها تسير على الصراط المستقيم، هي لم تعرف ماهر بعد لم ترى سوى حبه ولهفته وهو سيريها لن يحرمها من رؤية قلبته الجميلة.
اندفع بسيارته كي يدلف من البوابه لكن أوقفه الحارس وهو يفتح له البوابه منادياً بقوه:
-ماهر بيه.
توقف مترقباً فماذا سيريد منه الحارس ألأن بالتأكيد أمر مهم؛ لذا توقف بوجل وانتظره حتى تقدم منه يردد:
-حصل حاجه من شويه قولت ابلغ حضرتك عشان عارف تعليماتك بخصوص انسه جنا وانسه لونا.
-قول بسرعه في ايه؟
-من شويه أنسه لونا جت وخرجت من البوابه ولما قولت لها ان...
لم يتركه يكمل وصرخ فيه:
-خرجت من فين؟!
-خرجت من دقايق ولما عرضت عليها المساعدة رفضت وقالت في واحده صاحبتها مستنياها.
لف عجبلة القيادة وعيّنه وملامحه يطير منها الإجرام ...هربت..تزيد خطائها وتضاعفه...لن يرحمها ...يقسم الا يفعل.
نادى الحارس يسأله:
-مشيت من أنهي اتجاه؟
-من هنا ياباشا.
قاد سيارته بسرعه مضاعفه اكثر جنوناً ولم يكد ينهي الطريق للشارع الرئيسي حتى وجدها تركض مهروله ..انفاسها متلاحقه وقد ثقلت ركبها ما عادت تحملها من كثرة الجري.
صك أسنانه واهتز فكه بإجرام مقبل على سحقها.
كانت تجري وتجري، أنفاسها متلاحقة والخوف بقلبها..شعرت باقتراب سياره منها، نظرت خلفها لتشقه برعب وهي تراه فحاولت مضاعفة سرعه قدميها وقد حسها رعبها على المزيد...هل هو خلفها خلفها...قدرها..ألن تتمكن من التخلص منه.
جن بزياده وهو يراها تزيد من سرعتها للهرب بعدما رأته فلف وشد فرامل اليد بعنفوان يوقف السيارة أمامها مما...وقفت متيبسه برعب..حان موعد قتلها...سيقتلها، هي تعلم.
خرج من سيارته بملامح قاتل متسلسل واقترب يقبض عليها مردداً:
-بتهربي مني يا وسخه...دا انتي وقعتك معايا سوده...أنا هوريكي.
نظرت حولها علها تجد من تصرخ فيه فينجدها لكن لم تجد سوى الهواء.
هو لم ينتظر بل زجها يلقيها في السيارة غير عابئ أو مهتم بصراخها والتف يقود السيارة للعودة للبيت وطوال الطريق كان يقود بطريقه مرعبه.
وصل بها يدخل للبيت ويفتح السيارة ثم قبض بيده على لحم ذراعها لتصرخ فيه بقلة حيله:
-سيبني بقا سيبني.
-أسيبك..ده انتي هتشوفي ايام سودة كل الي عملتيه كوم وهروبك ده كوم لوحده.
لم تقدر على المكافحه...قررت فضح كل شئ وصرخت...صرخت صرخت صرخت لتتسع عيناه وهو يرى تهور أفعالها ...قررت جمع البيت كله ليروا ماهر العظيم وأفعاله.
-صوووووتك.
نطقها من بين أسنانه لكنها لم تصمت ستهدم المعبد على رأسها ورأسه...هو كذلك لم يرى لونا بعد.
اجتمع الكل كمال وجيلان وجنا وفاخر وعزام الذي هتف:
-ايه الي بيحصل ده؟؟ في ايه؟
صرخت فيه متحديه:
-قوله...قوله في ايه.
اتسعت عينا الجميع وهم يلاحظون قوة حديثها تهدده، كأنها تتحداه ان ينطق والا لن يكن رجلاً.
وحده كمال كان يفهم مايحدث وتقدم يحاول لملمة الموقف:
-اهدوا خلاص اطلعي على اوضتك يا لونا.
-مش طالعه
تزيد من تماديها بدلا من إبداء الندم فضرخ فيها:
-هتطلعي ورجلك فوق رقبتك.
-مش طالعه والي عندك اعمله.
=هو انا هفضل كتير اسأل في ايه وماحدش بيرد عليا؟!
نظر تجاه والده بصمت..اخر ماينقصه قص مايجري معه الان:
-بابا لو سمحت ماتتدخلش
-ماتدخلش ازاي …فهمني البت دي هببت ايه؟
-يوووووه…ماحدش له دعوة ماحدش يتدخل
-اتجننت يا ماهر ولا ايه؟ بتزعق في ابوك…ماتدخلش ازاي يعني.
-ماحدش له دعوه بينا مش عايز حد يتدخل انا حر في مر…
قطم كلمته…..وقوف چنا منعه…لا يرغب ابداً أبداً فى زعزعة صورة الأخ المثالي من عينها …صدامه مع شقيقته الصغيره هو أبلغ همه.
زاد الضغط عليه وهر يراها تحاول الاقتراب وتتكلم متدخله:
-براحه بس يا ماهر وسيبها هي يعني كانت عملت ايه؟
-چنااا.
هتف وهو يجاهد الا يخرج عليها غضبه الجم:
-أنا على أخري بلاش انتي بالذات تتدخلي.. أنا دمي بيغلي.
والتف يجر سبب مصائبه :
-تعاااالي….اطلعي…حسابك تقل معايا قوي
سحبها معه يصعد الدرج وهي تصرخ:
-أاااااه….لا مش عايزه…خلوه يسيبني انا عايزه امشي من هنااا.
التف عزام يسألهم:
-هو في ايه بالظبط 
رد عليه فاخر:
-أسأل البيه ابنك.
-انت عارف حاجة انا مش عارفها يا فاخر.
-أسأل ابنك خليه يقولك واقعدوا شوفوا حل عشان انا مش هفضل بحل من وراكم كده كتير.
ثم التف مغادراً غير عابئ بهم.
وصل لغرفته يجرها جراً، دلف بها وألقاها على الفراش بمهانه يردد:
-انا أول ماشوفتك قولت فاجرة …بقا بتهربي…ده بدل ما تندمي وتبيني اد ايه ندمانه وتفكري ازاي ترضيني يمكن اوافق وأسامحك…بس هقول ايه هستنى ايه من واحده وسخه زيك.
ردت عليه الكلمه بكلمه:
-وسخه زيك ..
لم يتحملها وطاول كفه ضربها..
لم تتحمل…ضرب الدم في نفوخها ووقفت متهورة تصرخ بضياع عقل صوتها مهزوز ومشروخ:
-انت بتضربني.
رفعت يديها تركل بقدميها تحاول ضربه تخرج غلها ومازال صوتها المشروخ يهدر:
-انت بتضربني …انا مش هسكت لك تاني..مش هسكت لك تاني..انت وسخ وفاجر زيي.
ضرباتها كانت حلاوة روح…جمل سرقته سكينه..تضرب غير مبالية بهل سيقتلها أم لا…فليقتلها لترتاح..
لونا لا تنفك عن مفاجئته..تلوش في اي مكان ضاربه تصيب اي مكان بجنون وهيستيريا…هو يضرب ويتفادها وهي تضرب.
هل سمعت يوماً عن غرام الأفاعي…لقد وصولوا معاً لأسوأ نقطه قد يصل اليها شخص.
لا يصدق…لقد ضرب من فتاه …لونا ضربته بحق فالضربات الهواجاء من الشخصيات الغشيمه موجعه.
أيعقل…ماهر عزام الوراقي ضُرب.
زاد غله منها وألقاها على الفراش يردد:
-انتي عايزه تتربي من جديد..هتفضلي هنا لمزاجي ترضيني ..هي دي وظيفتك الي هسيبك عايشه عشانها…قسماً بالله لاوريكي أيام سودة.
خرج من عندها وتركها…على من سيكذب…ضرباتها تؤلمه وهو يكابر والألم الأكبر من جرحها له.
كاد ان يعبر الطريق للسلم لولا خادمة والدته التي وقفت تقول له:
-والدة حضرتك عايزاك تروح لها.
أغمض عيناه بتعب …أخر ما يود فعله الان هو مواجهة والدته يكيفيه چنا ونظرتها له.
هز رأسه رافضاً وقال:
-قولي لها تعبان…هياخد دوا ويجي لك.
جلست على الفراش تبكي بقهر لا تعلم كيف تتصرف ولا ما القادم لتتفاجأ بدخول الخادمه تخبرها بحرج:
-أنسه لونا
رفعت وجهها الباكي فأكملت الخادمه:
-ماهر بيه بي..بيقولك ت..
تقدم هو يود إخبارها بقسوة:
-تقومي تغوري من اوضتي واخفي في أوضتك مش عايز اشوف وشك.
وقفت بتعب تتحاشى النظر لعيناه لا ترغب في رؤيته وهو يراقبها بمجموعة أحاسيس متداخله يراقبها بإهتمام وهي تتحرك بتعب و إنهزام مغادرة تنحجب عن عيناه داخل جدران غرفتها فنظر للخادمه قائلاً:
-روحي لأوضة جنا قولي لها ماهر بيه منبه ماحدش يدخل عند لونا .
-حاضر.
…….
أربعة أيام مروا لم يراها وفيهم ولم يدخل لعندها وها هو يجلس في عمله منكب على دفتر ممتلئ بأوراق للعمل لكن صورتها متجليه أمامه وهي تبكي .
أسبل جفناه بتعب يحاول إخراجها من رأسه والتركيز بعمله وهو يردد:
-الي يبعيني أبيعه.
فتح الباب ودلف والده للداخل وكاد ان يتحدث لكن قاطعه ماهر :
-بابا انا مش عايز اتكلم في موضوع لونا خال…
قاطعه عزام بلا مبالاة حقيقة:
-لونة مين وزفت ايه ماتهبب الي تهببه ياتولع اخر همي يعني…انا جايلك عشان أعرفك اننا عازمين خطيبتك وعيلتها يقضوا يوم في شاليه الساحل قبل زحمة الصيف جهز نفسك.
-بس…
قاطعه والده:
-مابسش…مش عايز كلام… كفاية رقدة جدك في المستشفى الي مخليه كل حاجة تطول وماعملناش حتى خطوبه اقله نعزمهم يوم اهو نبقى حتى ردينا العزومة.
_________سوما العربي________
جلس على الكرسي يهز قدمية بغضب شديد لا يمكنه التحكم فيه…فالهانم كانت رافضه القدوم معهم…نعم بالطبع لرغبتها في الهرب لكنه لن ينولها الفرصه…زاد غضبه من مجابهتها له تقابل تجاهله بالتجاهل والغضب…لا تريد حتى رفع عينيها في وجهه.
متواجد في تجمع عائلي كبير والكل يتحدث جسده معهم وعقله بمنطقه أخرى ومن حسن حظه ان ذلك الوغد لم يحضر.
صوت كعب حذاء إسترعى انتباهه ليرفع رأسه…إن الفتنه قادمه عليهم تهل بفستانها الوردي المزهر بورود صغيره بكامل حلتها وزينها لتخطف أنفاسه وأنفاس الجميع يوجد حقائق لا يمكن نكرانها أو تجاهلها وجمال لونا كان مستفز خصوصاً لوالدة جميلة التي تتابعها عن كثب 
وهو قد حاول لكن لا يقدر على القدرة غير الله فهتف فيها من بين أسنانه:
-ايه الي انتي لابساه ده…امشي أطلعي فوق.
لم تجيب عليه وقفت صامته وهمت بالرحيل لم تنزل سوى بمحايالات من چنا ولأجلها فقط لكنها التفت وهو كذلك على صوت والدة جميلة:
-مهتم انت قوي بلونا يا ماهر.
ارتبك الحضور وهو كذلك ليتدخل فاخر:
-طبعاً مش زي اخته.
-يمكن…
قالتها بصوت يحمل اكثر من معنى ثم أكملت:
-طيب سيبها تقعد معانا زي جنا.
رمقته لونا بسخريه ثم تقدمت تتحداه ان ينطق وجلست.
ليتفاجأ الكل بدخول طارق من الباب مردداً :
-مفاجأة مش كده…
ارتعبت لونا وسابت مفاصلها فيما وقف طارق يطالع ماهر بنظرات ساخره تحمل لها الكثير من النوايا واقترب منه يسلم عليه ثم همس في أذنه:
-ماخلصتش لسه يا ماهر….
ابعتد عنه ماهر كأنه يواجه نده بالنظرات يرمق لونا بين لحظة وأخرى بنظرات قاتله تراقبها والدة جميلة .
لم يتحمل نظرات طارق لها فاقترب منها هامساً:
-اطلعي على اوضتك ماتخرجيش منها.
صوته كان مرعب…فلبت و وقفت مرددة:
-عن أذنكم.
لكن تحدث طارق :
-أستني يا لونا.
تخشب جسدها وكذلك ماهر وزاد سوء الأمر نظرة طارق المتحديه لماهر ثم خرج صوته يحدث عزام:
-عزام بيه أنا ليا طلب عند حضرتك واتمنى ماتخذلنيش..
-أه طبعاً قول.
ابتسم طارق وبادل النظرات بين ماهر و لونا الواقفه بصدمه ثم هم قال:
-……
يتبع
العيون مرتكزه عليه وماهر على حافة الغليان، بعقله ألف حسبه وطارق يبتسم ملاعباً...الجو متوتر والكل صامت ليسأل عزام:
-أمر ياحبيبي.
ابتسمت عيناه المحملة بالمشاعر ثم نطق:
-أنا طالب طالب الاقرب من حضرتك.
تهللت ملامح عزام..واخيراً وصل لمبتغاه وسيطلب يد چنا،ابطلع رمقه بطمع وكاد ان ينطق لولا إكمال طارق:
-أنا طالب أيد الأنسة لونا
وقف ماهر بجنون وقد ضرب الدم بدماغه وهو يسمع أحدهم يطلب منه يد من علم انها زوجته،يتحدااااه.
وردد بجنون:
-تخطب مين؟! تخطب مين بس ما سمعتش.
انقذ فاخر الموقف ببراعه غير معقوله و وقف امام ماهر يمنع تقدمه من طارق مردداً:
-ممماهر عنده حق...ماهو..ماهو ماينفعش تخطب البنت مننّا أبوها يزعل لازم تخطبها منه هو.
تمالك ماهر أعصابه بصعوبه يجاهد الا يفتك به ويشرب من دمه لكن لونا لم ترحمه كيف تفعل وتلك هي فرصتها فاقتربت من ماهر تهمس بشماته:
-عرفت مين فينا الي وسخ ...قابل بقا.
ثم تحركت كي تغادر تلك الجلسه التي لا يهمها من فيها بالوقت الذي سأل فيه طارق:
-فين باباها وانا اروح له.
تصنم جسدها على السلم وهي تستمع لصوت عزام الغليظ يردد:
-في مستشفى المجانين...تحب تروح له.
سكين حاد وانشق بقلبها ولم تنجح في كبت دموعها بل إنسابت كشلال،كممت فمها تمنع صوت بكائها وهرولت ناحية غرفتها تحتمي بها.
والدة جميلة تتابع باهتمام تنظر لأبنتها التي تتابع كلّ ما يجري امامهم بهدوء تام كأن ولا شيء فيه يثير الاهتمام وكذا الأعصاب..هادئة تماماً تراقب فقط..
تنهدت بغيظ وكادت أن تتحدث لولا صوت طارق الذي قال:
-مستشفى المجانين؟! ليه؟!!
-عقله فوت...اتجنن وبقا خطر على الناس فحطوه في مستشفى المجانين.
نطقها عزام عن عمد،لقد فتك به الغل،ابنته أولى يتلك الزيجه الملكية.
فقال طارق:
-خلاص أروح ل..
لم يستطع أن يسمع كمالته واندفع يردد:
-تروح فين يا...
وقف فاخر على الفور بحده يردد:
-اتفضلوا على الغدا السفره جاهزه..اتفضلوا..يالا يا ماهر خد خطيبتك.
قال ألأخيرة من بين أسنانه محذراً ومنبهاً يذكر ذلك الغبي بتواجد من تدعى خطيبته بينهم وهو غير مراعي او مبالي بوجودها.
احتلت ملامح الضيق على وجه طارق وماهر وتوترت الجلسه اكثر وأكثر ليتفوه فاخر:
-يالا يا جماعه السفره جاهزه وانا بصراحه ميت من الجوع ههه اصل البحر بيجوع..يالا...يالا يا ماهر خد خطيبتك في ايدك.
ماهر محاصر من جميع الاتجاهات وما كان ينقصه وجود جميله التي لا ذنب لها في كل ما يحدث وهو يعلم...يعلم تمام العلم انها لا تستحق الجور عليها.
سحب نفس عميق وحاول الضغط على أعصابه ليرسم ابتسامة لطيفه على شفتيه ثم مد يده لها قائلاً:
-اتفضلي يالا عشان نتغدى.
مدت يدها لكفه...تباً لما لا يشعر بشيء كما تفعل به تلك المصيبه...مغالطة كبيرة بتلك الجملة التي يرددها الرجال دون تفكير (كل الستات واحد) كان يعتقد ذلك..الى ان اكتشف الحقيقه بنفسه فلكل طير وليفه.
لمسه لونا له تثيره وتقشعر كل بدنه...لا يحدث ذلك له مع اي فتاة ابداً.
حاول الإستمرار في رسم الود..جميله ضيفته ولا داعي لإحراجها يكفي ما حدث وقد فهم ملاحظة أمها والتقاطها اهتمامه بلونا.
خرجوا جميعاً يجلسون على طاولة الطعام المطلة على البحر وجلست جميله بجوار والدتها التي همست لها:
-شيفاكي ساكته وعادي مش ملاحظة ان في حاجة غلط؟ حاجة ايه؟!! حاجاااات غلط بتحصل حواليكي؟
-تؤ مش ملاحظة.
-نعمم؟
هتفت بها والدتها بجنون لتلاحظ تحول نظرات الجميع عليها فعادت تهمس من جديد:
-لينا كلام تاني في البيت مش هنا.
تركت الحديث مع ابنتها منتبه على صوت عزام:
-يالا يا جماعة مش بتاكلوا ليه؟
ليسأل طارق:
-هناكل من غير لونا ولا ايه؟
ألقى ماهر شوكته من يده بحده يغمض عيناه هو يضبط نفسه ويتحكم بها بصعوبة كي يمر هذا اليوم دون ان يفتك به وتنتهي الليلة لكنه لا ينفك عن أفعاله تلك.
فتح عيناه بقلق على صوت شقيقته التي قالت:
-لا مش هينفع لونا تاكل سي فود النهارده عشان عندها دور برد من الصبح بلاش لايزيد عليها.
اصابه القلق بوضوح، أهي مريضه وهو لا يعلم؟ وجد نفسه يسأل بقلق حقيقي :
-هي لونا تعبانه؟
-أممم
-وازاي ماحدش يقولي..تعبانة من امتى وايه الي تعبها.
-اهدى مافيش حاجة ده من النهاردة بعد ماجينا بشويه تقريبا هوى البحر تعبها وجالها برد.
وقف لا إرادياً ينوي الذهاب لها تحت نظرات جميله ووالدتها المراقبة التي لم تستطع الصمت اكثر وقالت:
-ده شئ مش عادي أبداً.
تيبست قدماه والكل صمت..كُشف امره..العاشق تفضحه عيناه و...قلقه.
بلحظة هي لحظه وقد اختنق قرر فضح كل شيء وليذهب الجميع للجحيم هو متزوج من لونا ويحبها فتباً للبقية...لن يقف يرى رجل اخر يخطب زوجته منه ويصمت ولن يضطر لمداراة قلقه عليها.
فتح فمه سيقول ولتخرب الدنيا لكن كمال كان الأسرع حين انقذ الموقف:
-لا والله عادي جداً انا كمان لما جنا قالت لي كنت قلقان عليها كده اصل احنا بنحب بعض كلنا أسره واحده ولونا بنت طيبه جداً وتتحب.
رفعت له احدى حاجبيها...لم يعجبها الحديث ولم يدخل لأذنها حتى..وهم فهموا عليها.
چنا تجلس متابعه لشقيقها...ليست طفله كما يعتقد ولا ساذجه..ترى كما بات يرى الجميع ان شقيقها مهتم بلونا اهتمام غير عادي.
أبتسمت وهي تنظر له، نظراتها كانت متلاعبه موحيه..تقول انها تكشفه.
طارق كان متوتر وقال:
-انا هطلب لها دكتور 
تدخل كمال من جديد هو على علم بمدى تهور ابن عنه فقال:
-انا جبت لها دوا
-انت دكتور سنان وبس!
-اه بس ده دور برد يعني هتاخد مسكن وفيتنامين سي وتشرب حاجة سخنه وتنام.
انفعل عليهم عزام..فهل ستتحول الجلسه والعزيمه للحديث عن لونا أم ماذا يعني؟!
خرج صوته الذي حاول صبغه بالود المزيف:
-جرى ايه يا جماعة مش كفايه كده ونبدأ أكل...انا جعان جداً بصراحة يالا ناكل .
ثم خص ولده بنظره حاده محذره اضطرته لان يجلس مرغماً يحاول إخفاء مشاعره.
______سوما العربي______
جلست لونا بغرفتها تقرأ رسائل دكتوره ساره مراراً وتدريباتها النفسيه مع أول قاعدة وهي عدم تسول الاهتمام وانتظاره من الأخرين فالأخر لن يعطيها مادامت هي لا تهتم بنفسها، العالم من حولنا هو انعكاس لنا، الناس تعاملنا بما نرى به أنفسنا.
البشر ومعاملتهم ما هم إلا مرآة داخلية لنا، ان لم تحب نفسها فلن تجد حباً من الناس.
لونا عاشت لسنوات معتقدة انها تحب لونا، مستغربه طاقة الرفض الموجهة لها من الجميع لم تكن تدرك سوى مؤخراً أنها ماكانت تحب حالها.
حب النفس لا يكن فقط من أنني ارى نفسي جميله وطيبه لما يرفضني الناس ولما صديقاتي يغدون بي ولما ولما ...
حب الناس بان أسأل نفسي ماذا فعلت لنفسي كي اقول صدقاً أني أحبّها...ماذا فعلت لأصبح سعيده
بالمواجهة الصحية مع النفس وجدت لونا انها لم تكمل تعليمها بسبب ظروف الأسرة و إضطرارهم السفر بعد تعب والدتها، لم تهتم بجمالها الذي يمكن ان يتحسن ويتطور اكثر ممها هي عليه بل كانت تحاول مداراته...تشعر بالعار ناحيته لما دره عليها من كره و تخبيص...إنسابت وراء الطوفان المجتمعي وجعلتهم ينتصروا عليها..لجأت لوأد جمالها وأنوثتها بسبب تجريح المجتمع...منذ فترة توقفت عن لبس اجمل القطع ووضع مستحضرات التجميل والتحدث بليونا وعذوبة..لم تفعل سوى مؤخراً ولتثير غضب ماهر فقط بعدما اكتشفت انها هكذا تغضبه فبات يروق لها غضبه أحياناً بخلاف ذلك كانت تحاول مدارة أنوثتها الفجة التي لا يمكن مداراتها...فحتى وهي في أشد لحظات عدم الاهتمام بالنفس كانت متهمه بالإثارة.
وبجملة الوقوف مع النفس ومواجتها فقد اكتشفت لونا سر خطير...لقد عادت للبسها الأنثوي الرقيق والاهتمام بنفسها دون خوف شيئا فشيئاً كالسابق حين دلف ماهر لحياتها وكأنها شعرت فجأة برجود شئ يحميها.
مازالت تتذكر فستانها المتدلع الذي ارتدته حين قدمت معه لبيتهم بأول مرة ، ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر نظراته الجانبيه لها كل دقيقة فتلاشت بسمتها  هي تستذكر مكملة لما حاولت فتح حديث معه وصدها بفجاجة...بدايه سوداء وضعت اول حجر في علاقتها معه..أكملها هو بسيل اتهاماته...لم يترك لها فرصه فقد سد كل الفرص واخرهم إجبارها على الزواج منه.
سحبت نفس عميق تعيد على نفسها خطّتها طويلة الامد(حب النفس ورفع الاستحقاق) وخطتها قصيرة الأمد(مواجهة ماهر)
مع الأخذ بنصيحة صديقتها سما متبعه خطة(قلب الطاولة)
ذمت شفتيها بضيق كيف ستواجهه وهو لم يأتي لعندها منذ ذلك اليوم، حسمت أمرها،لونا بالعقليه الجديدة لن تنتظر إن لم يأتيها ستذهب له هي وتخلق الفرصه..لقد قطع عنها عملها وماعادت قادرة على تعلم الجرافيك الذي تحبه..لابد من حل..يجب ان ينتهي ذلك الوضع.
وبينما هي تفكر في كيفية الخلاص انفتح باب الغرفة ودلف لعندها بهيئته الضخمة بعيناه القلق يحاول مداراته وسأل بصوت جامد وأنف عاليه:
-انتي تعبانه؟
جاوبت دون النظر له:
-لأ.
سأل بحده فهي تقول لا مستهينه وهو يأكله القلق عليها:
-ازاي چنا قالت إنك تعبانه..عندك ايه؟
صوته كان جامد..شديد يحاول عدم إظهار اي ميل او قلق رغم ان وجوده الان بغرفتها لاهو اكبر ميل وقلق، طريقته في المكابرة جعلتها تضحك داخلياً عليه لكنها لم تنسى ما فعله وقاله لذا ردت بجمود:
-مش عندي.
-أنا مش جاي أناقشك..قومي البسي حاجه وتعالي نروح للدكتور...عشر دقايق وألاقيكي تحت.
التف مغادراً دون النظر لها لتناديه:
-ماهر.
وقف مكانه فقالت:
-انا عايزه موبايلي.
صك أسنانه بغضب والتف يقول بحده:
-ده انتي بجحه بجاحه..لا تكوني فاكره إن ألأيام هتخليني انسى عملتك السوده...عايزه الموبايل عشان تعرفي تكلمي من عليه رجاله مش كده.
ذهبت كل تمارينها النفسيه مع الريح وهي تسمع منه اتهاماته البشعه من جديد فاندفعت ترد:
-عملتي السودة؟! وانت عملتك ايه بمبي؟! لما راجل يقف قدام راجل تاني ويطلب منه ايد البنت الي المفروض انها مراته وهو عارف والراجل ده يسكت خالص يبقى يتقال عليه ايه؟! يبقى راجل أصلاً!
اندفع لعندها وهم كي يعنفها مجدداً يردد:
-أنا راجل غصب عنك، وانتي زودتيها قوي…انا مش هفضل متحملك كده كتير.. انا لو مش راجل فهيبقى عشان سيبتك عايشه بعد عملتك وخيانتك ليا.
نفضت يده عنها وصرخت فيه:
-خيانة ايه وخيانة مين؟ أنا عملت ايه اصلا؟!
كانت واعيه…خير وسيلة للدفاع الهجوم لذا عمدت لقلب الطاولة تهتف:
-هو مش الموبايل معاك؟ ماتفتحه كده وتشوف…افتح.
بنفاذ صبر اخرج هاتفها من جيب سرواله يفتحه كما طلبت وذهب لمحادثتها معه يسمعها تقول:
-شوف الشات الي بيني وبينه…هو الي بادي بالكلام وكان كلام عادي انا ردي عليه كان على الأد وقفلت كمان يومها تاني مره هو كان بيتصل بيا كتير وانا ماكنتش برد عليه فماقدرش يتحمل وجالي لحد الشغل وانا بردو مادتهوش مجال للكلام فرجع يقولي الكلام الي ماقدرش يقوله في الشات.
كان يسمع حديثها ويعيد قراءة المحادثه المختصره بالفعل للمرة العاشرة كلامها صحيح لكنه مازال عند رأيه وصرخ فيها يردد:
-مجرد ردك عليه أصلا خيانه يا هانم يا محترمه..تردي عليه بتاع إيه اصلا.
-وماردش ليه مش المفروض اني مش متجوزة..لو كان فتح الكلام مع چنا كان هيبقى ردها خيانة لحد؟
-كانت هترد بذوق وتقفل الكلام وبس 
-وانت شايف في الشات مني كلام غير كده
-بيقولك وحشتيني..بيقولك وحشتيني.
تذاكت وراوغت..فردت:
-بيقولي ينفع اقولك انك وحشتيني؟! ده معناه اني مش مدياه مجال وبصده وهو أصلا الي شكله جرئ.
-كللل كلامك ده مش هيشفعلك…حتى لو صح..مجرد وقوفك معاه جريمة…انك خبيتي جريمه.
-خبيت؟!! خبيت ايه انت بتشتغل نفسك…مش عايز تواجهها بالحقيقه…كلنا كنا عندهم وبان اهتمامه من اول مره وقدام الكل وانت ماكنتش تقدر تتكلم كل حاجه كانت قدامك بس انت الي بتستعبط عاجبك دور زوجتي والكلب بس الحقيقة انك عايز تلف كل حاجه عشان تفصلها على مقاسي وتلبسني توب الخيانه عشان تثبت لنفسك اني وسخه زي ما بتقول عليا فافضل ساكته وعيني في الارض واعيش مخروسه مش كده.
صرخت بالأخيرة فيه …نجحت لونا في جره للنقطه التي تريد..كانت بارعه في تسيير مسار الحديث والتلاعب بالكلمات حتى تصل لهدفها.
بالفعل بدأ ماهر يراها غير مخطئة مئة بالمئة رغم نكرانه التام للإعتراف بذلك.
لن يتركها تتمادى في الحديث..فطن ان لونا ليست سهله مطلقها..قد تبدو سهله بسبب قلة خبرتها وعدم احتكاكها بالحياه الخارجيه..تلك الجميله الواقفه أمامه لو تعلمت قليلاً فنون المكر واللوع والخبث مع إضافة القليل من الخبره ستصبح مرعبه مرعبة مرعبة.
وهو لن يسمح لها……..
قطع حديثها وقال بغلظة وحسم:
-عشر دقايق وتبقي تحا عشان نروح للدكتور وماسمعش صوتك نهائي…سامعه.
رفعت له احدى حاجبيها…حربهم ضاريه بين شخصية نرجسيه وشخصية ألفا كلونا هي تعلم انها ربحت حرب الحديث للتو لكن ماهر الترجسي لم ولن يعترف ….وإنما التف كي يغادر بغضب وعاد يقول بصوت غاضب…غاضب جداً:
-أنا ماشترتش ولا كلمه من الي قولتيها وانتي بنظري لسه خاينه وزباله وياريت تقعدي مع نفسك بقا كده تفكري تشوفي هترضيني وتصالحيني ازاي.
ثم خرج بسرعه وزيادة تأكيد صفق الباب خلفه بحده جعلها تنتفض لتصدق …ماهر كان ماهر جدا وبرع في حبك دوره التمثيلي.
______سوما العربي________
خرج من غرفتها باتجاه السلم ليقف بغضب وهو يرى طارق يقف في الممر بحيرة كأنه يبحث عن غرفتها..لم يستطع السيطرة على نفسه وتقدم يقبض على تلابيبه بغل مردداً:
-ده انت مستغني عن عمرك بقاا…جاي وراها لحد هنا…بس الغلط مش عندك الغلط على الي فوت لك اول غلطة…موتك على ايدي النهاردة.
نفض طارق يده بنفس القوة و قال:
-ولاااا..انت هتفضل عايش في دور الشبح ده كتير …انا الي سكت لك لما مديت ايدك عليا بس سكت عشان مش فاهم لكن بعد كده ايدك في جنبك وتلزم تمامك فاهم ولا أفهمك.
-الله…ده انت حلو اهو وبتعرف تحلو…طب اسمع بقا…عينك لو بصت لمراتي هخزقها لك.
صمت طارق لثواني متنهداً ثم قال:
-انا ماكنتش بدور على لونا .
احتلته الغيره والغضب وردد من بين أسنانه وهو يرفع يده يقبض على فك غريمه:
-أسمها مايجيش على لساااانك.
نفض طارق يده للمرة الثانية وقال:
-أفهم بقااا…انا كنت بدور عليك انت..خلينا نتفاهم بدون شوشرة انا لحد دلوقتي عامل بأصلي وماروحتش قولت لعمي وبنت عمي بالمصيبه الي انت عاملها.
-انت هتهددني ماتروح تقول.
-مش هقول عشان اقدر اتجوز لونا عادي من غير ما تبقى خصمه ليهم ويرضوا ي….
لم يكن ماهر يستطع تحمل اي جملة بها إسم لونته من طارق بالخصوص فقبض على عنقه بغل وقد ارفق أسمها بنتيه من الزواج منها…يخطط ويحلم بذلك…فكرة ان رجل أخر قد يفعل معها ما يفعله هو وان ينال منها ما ناله ويناله الرجل من زوجته كانت قاتله خصوصاً وقد اخبره صريحه انه يحلم بذلك…زاد من الضغط على عنقه يردد بجنون:
-هقتلك…قسماً بالله لاقتلك.
تقدم كمال الذي خرج من غرفته للتو ركضاً منهما يردد بهلع:
-سيبه يامجنون هتموته.
-ابعد يا كمااال..هموته والله لاموته.
كان طارق قوي بما فيه الكفاية نجح بصعوبه في نفض يد ماهر الذي قال:
-لونا تبقى مراتي لو شوفتك قريب منها هموتك فاهم…
ضحك طارق باستفزاز من بين سعاله ومحاولته التنفس يقول:
-ههههه…انا جيت خطبتها منك ..ههههه
تفتت قلب ماهر وكبريائه هو يعلم ان رد فعله كان مايع لا طعم له ولا لون…يعيش القهر يومياً لحماية غيره لكنه كان قال:
-عندك حق…قسماً بالله جدي يخرج بس ويشد حيله وساعتها كل واحد هياخد الي فيه النصيب.
حاول طارق التحدث بتعقل معه فقال:
-خلينا نتفق يا ماهر..وضعكم بالأساس غلط.
تلاعب ماهر…تربيته الذكورية الشرقية كانت مسيطرة فقال:
-انت شكلك مش فاهم ولا فاكره جواز على ورق لسه..مش هتنفعك ولا هتنفع حد غيري…أنا دخلت عليها.
قالها وبعيناه الف معنى ومعنى يتبين فيهم تسرعه في إتمام زواجه بها ليلتها كي يضمنها ويضمن وجودها…كي يمتلكها…الرجال الشرقيين يلهثون خلف العذراء ولو كان جسدها وقلبها بخلاف ذلك.
اتسعت عينا ماهربصدمه وهو يسمع رد طارق عليه حين قال بحده وهو يضربه بكتفه:
-ده عشان انت راجل مختوم على قفاك وعبيط فكرك الكام نقطة دم دول هما الي هيفرقوا معايا؟! ولا هما دول الي يزودوها او ينقصوها…انت راجل عبيط اي والله عبيط ومش بتعرف تميز..أعمى القلب والنظر…اقولك انت حلال فيك الي بيحصلك والي لسه هيحصلك.
تحرك مغادراً وتركه يقف بحيره وصدمه ولجواره كمال الذي هتف فيه:
-ممكن اعرف اخرة ده كله ايه؟! هتعمل ايه؟ عاجبك كده لما جه خطبها منك واحنا قاعدين..ده علم عليك وعلينا كلنا وماحدش فينا كان عارف يرد.
اسبل ماهر عيناه بتعب ثم قال:
-عارف…علم عليا ولعبها صح ابن الكلب وانا كنت واقف مش قادر انطق بسبب أبوك وابويا…لو نطقت هينفذوا تهديدهم واحنا ملصمين جدك أصلا.
-ماهي دي مصيبه تانيه…جدك مش عارف انك اتجوزت لونا ولو عرف هتبقى مصيبه اكبر..طلقها احسن يا ماهر.
تعصب ماهر وقال:
-أطلقها ازاي…بقولك مراتي..تخصني..انا مستحمل كل ده عشان ماطلقهاش…أكيد في حل تاني.. دلوقتي كل الي في دماغي ازاي اخلع من جوازتي مع جميله عشان اهلها ومصالحنا معاهم وبعدها جدك امره سهل.
-على فكره ام جميلة اخدت بالها ومركزة معاكم..ماهي حاجة باينه للأعمى بردو…واتكلمت بعد ما طلعت .
-يووه…تفكر الي تفكره..على الله تحس ان في حاجة غلط وترجع في الجوازة..انا ماشي
-رايح فين؟
-هاخد لونا وانزل القاهرة عشان اكشف عليها.
-والناس الي تحت.
-قولهم اي حاجة…مش فارق لي قولت لك…ولا عايزني افضل سايبها هنا مع الجدع ده عادي يغازل فيها
صك كمال أسنانه بجنون منه ثم قال:
- اه قول كده بقا…استغفر الله العظيم…خد جنا معاك وانا هقولهم ان مامتك تعبت واضطريتوا تنزلوا لها..اما نشوف اخرتها معاك.
________سوما العربي__________
طوال طريق العودة للبيت كان يقود وهو كل دقيقة والثانية ينظر في مرآة السيارة يطالعها فيها بعدما جلست بجواره جنا التي كانت تتابع حركات أخيها المكشوفة جداً…كانت چنا مصدومة  أيعقل!!!!
وصلت السيارة لبيت الوراقيين في ساعة متأخرة من الليل وفتحت لونا باب السيارة تترجل منها مغادرة بسرعه لقد تحملته طوال الطريق ولن تتحمل أزيد.
نظر على فعلتها بغضب ثم قال لشقيقته:
-اطلعي للهانم عرفيها تجهز عشان دكتور احمد هييجي يكشف عليها.
تبسمت چنا ثم سألته متلاعبه:
-أبيه؟ هو انت بتحب لونا؟!
ارتبك…كشفته الصغيرة…چنا نقطة ضعف بالنسبة لماهر…يخاف على مظهره أمامها فقال بخشونه:
-أحمممم..مين قال كده.
ضحكت مرددة:
-حركاتك..نظراتك..اهتمامك..انت طول الطريق عينك على المرايه باصص لها فيها.
حمحم بخشونه يقول:
-لا مش…
قاطعته مواجهه:
-أبيييييه.
تبسم مستسلماً ثم قال:
-اه..بصراحة يعني..بس هي زي ما انتي شايفه كده
-ماهو من طريقتك معاها يا أبيه..انت ناقص تديها بالبوكس كل اما تشوفها.
-هي الي بتعصبني.
-اهدى معاها شويه وانا هكلمها تلين من ناحيتك.
-بجد؟!
ضحكت عليه وقالت:
-ده انت واقع واقع…هههه بجد اه.
-ماشي بس اوعي تقولي لها حكاية واقع دي عشان قافش عليها ماشي
-ماشي…انا هروح لها.
بعد مرور ساعه حضر الطبيب للكشف عليها وأخبره انها تحتاج للراحه والتغذيه الجيده مع اخذ روتين دوائي جيد.
جلب الطعام و وضعه أمامها بحده تحت أعين شقيقته الواقفه تكبت ضحكتها يقول بحده:
-اتفضلي الدوا.
مالت عليه چنا تقول:
-ماتخبطها بالكيس في وشها أحسن.
-جنا…ششششش
صمتت جنًا مرغمه وهو خرج ثم دلف بعد دقائق يقول بغلظة:
-ياريت الي ليه دوا ياخده بعد الأكل انا مش فاضي للدلع وعندي شغل…الجرعه مرتين بعد الاكل وفي واحد تاني الصبح.
ثم خرج بحده وترك لونا تنظر لجنا بجنون فضحكت جنا وقالت:
-طيب والله بس هو اهتمامه كده.
كاد ماهر ان يعبر طريق البيت كله لولا تلك الدراجه البخاريه التي وقفت تعترض طريقه …شد فرامل اليد وترجل من سيارته يواجه صاحبها الذي تعرف عليه قائلاً:
-جرى ايه يالا…هو انت كل شويه هتنط لي.
مسح الدوكش على وجهه ثم قال:
-العفو منك ياباشا بس انا جيت لك عند الشغل بقى لي يومين مش عارف أشوفك.
-وجاي تاني ليه انت مش خدت الي طلبته هي سيره
-خلصوا ياباشا…المعايش غاليه وبصراحه لما اخدت الفلوس وروحت حسيت انهم كانوا شويه وانا كنت المفروض اطلب اكتر.
-اه والله…هممم وعايز ايه بقا..المرة الي فاتت كانوا عشرين الف المرة دى عايز كام؟!
-ميتين الف يا باشا.
قبض ماهر على تلابيبه يهزه مردداً:
-نعم ياروح امك والمره الي بعدها مليون مش كده..
-إيدك يا باشا ..بلاش تدفع وانا اروح للست الهانم واقولها على الي اتفقت معايا عليه.
لكمه ماهو بعنف يودد:
-انت بتهددني يالا..ده انا اوديك ورا الشمس.
-وديني ياباشا..فيها لا اخفيها.. بني يخلي الموبايلات ورسايلها القصيره.هع هع..هععععع.
رمقه ماهو بغل وغضب ثم عاد لسيارته يقودها مقرراً بعدما حاصره كل شيء…
ولج لغرفه لونا يفتحها بعنف…كانت وحدها فقال:
-جهزي نفسك هتسافري أخر الأسبوع.
يتبع❤️
دلفت تخبط الباب بغضب من تصرفات ابنتها الساذجه حد الاستفزاز، فيما كانت جميلة تتقدم لتصعد الدرج غير مبالية بحديث والدتها الغاضب لكن أوقفها تقابلها مع والدها على الدرج يسأل مستهجنًا:
-أنتوا رجعتوا؟ في ايه بتزعقوا ليه؟
تقدمت چيرمين منه هاتفه:
-أهلاً؟! اهلاً بالبيه الي سايب مراته وبنته قاعدين عند الناس في بيوتهم وهو ولا هو هنا؟
زاغت عيناه ثم قال مراوغاً:
-كنت جاي بس جالي شغل 
ردت سائمة:
-فعلاً؟! ماكنتش عارف تأجل الشغل المهم ده وتيجي تقعد وسط الناس الي هيبقوا نسايبنا اقله كنت تشوف البلاوي الي انا بشوفها ومايتسكتش عليها دي وبنتك الهبله مش عايزه تاخد بالها.
-ايه الي حصل؟! حد هناك ضايقكم .
-البيه الي بنت سيادتك عايزه تتجوزوا ومختارته دوناً عن رجالة مصر كلها سايب خطيبته وامها ومش شايف ولا مهتم الا ببنت عمته واهتمامه باين للأعمى وبيعمل كده من غير مدارية ولا كسوف .
-لونا؟!!
سأل زوجها متوقعاً فصرخت بغضب:
-يعني انتي كمان واخد بالك.
-من اول مره جم فيها عندنا.
-يعني انا مش مجنونه..اهو...قول لبنتك.
-اقول ايه واقول لمين الخطوبه دي لازم تتفشكل مش بنتي انا الي....
التفت جميلة تهتف بحسم وصرامة:
-الخطوبة هتتم يعني هتتم..كل الي بتقولوه وبتلاحظوه ده لعب عيال مش اكتر وماهر راجل وعاقل وهيحسبها صح.
صرخت والدتها بغضب:
-انتي في ايه يابت؟ ايه حكايتك؟! انتي عايزة تجننيني؟! ايه الي جابرك على كده؟ هو انتي اي حد ولا بنت اي حد؟ ولا فيكي عيب عشان تعملي الي بتهببيه ده؟
صمتت جميله ترفع رأسها بكبر وتصميم ثم قالت معاندة:
-أنا عارفه انا بعمل ايه كويس لو سمحتم ده قراري وانا حره فيه وانا مكمله في الجوازة دي عادي.
تركتهم يتبادلون النظر بجنون لبعضهما وصعدت لغرفتها وعقلها يصرخ انها لن تخرج من تلك المعركة خاسرة مجدداً.
فتحت هاتفها بالصدفه لترى طلب الصداقه الذي يعاد إرساله لصفحتهز للمرة الألف فتقوم برفضه للمره الألف وهي تزفر بضيق أفكلما أحبت رجلاً تركها وخسرت هي..تلك المرة لن تخسر كما خسرت في مراهقتها فقد باتت الأنثى يشيب لها رؤس الشباب .
معركتها مع لونا مشبعه جداً لها ولأنوثتها كونها تتنافس مع خصم كلونا مصممة على أن تكسب تحت اي ظرف ربما وقتها إستعادة ثقة جميلة بنفسها تلك الفتاة التي لم تكسر يوماً الا حينما تم رفضها من حبها الاول...هي بحاجة لمكسب يجعلها ترمم جرح الماضي وتولد من جديد.
ستحرص على ان تكسب حربها مع لونا لن تخسر مجدداً.
__________سوما العربي_________
اتسعت عينا چنا مما سمعته وكذا لونا التي هتفت مستهجنه:
-نعم؟! اسافر؟! أسافر فين؟ وليه؟
-من غير ليه 
نطقها ببرود وتجبر لتصرخ فيه:
-هو انت فاكرني هسمع الكلام ؟!
-هتسمعيه وعلى ما اخلص باسبورك والفيزا مافيش خروج من باب الأوضة دي.
احتدت عيناها بغضب عاصف ورمت صحن الطعام بالصينيه من على قدميها فدشت أرضاً لتصرخ چنا وتحد عينا ماهر صارخا فيها:
-اتجننتي ولا ايه؟!
-أتجننت اه..وكلامك ده انا سمعته من هنا وفوته من هنا؟!
احتدمت عيناه وصك أسنانه ثم نظر لاخته هاتفاً بأمر:
-چنا روحي على أوضتك.
-بس يا ابيه ماهو بردو...
قاطعها يصرخ:
-على أوضتك.
فرت مهرولة تتجه لغرفة كمال لترسله لشقيقها ربما عقله فيما تقدم ماهر من لونا يردد:
-ايه الي بتعمليه ده؟! هو انا عشان عديتها لك مره هتكرريها ولا ايه؟! ازاي تعلي صوتك عليا وترمي الاكل في وشي كده لا وكمان قدام اختي...انا شكلي دلعتك.
أدمعت عيناها..اين ذلك الدلع الذي يتحدث عنه..لكنها عادت تهتف:
-واضح الدلع حتى باين عليا...وكمان عايز تسفرني ..هو انا هوا؟ لعبه؟! حسسني اني بني أدمة مره.
تخلله شعور بالميل ناحيتها لكنه قاوم وأصطنع الغضب عليها مجمعاً اخطائها لتبرير موقفه وزيادة كسر عينها:
-احسسك أااه..حاضر..عشان تفضلي خارجه داخله تعملي الي انتي عايزاه وتدوري على حل شعرك شكلك نسيتي انا اتجوزتك ليه...أنا اتجوزتك عشان ....
دق كمال على الباب منادياً:
-ماهر.
فتح الباب وقال:
-ايه الي چنا قالتهولي ده؟ انت هتسفر لونا؟
-اه ياسيدي مراتي وانا حر فيها هو ماحدش عايز يفهم ليه؟
صرخت لونا وهي تضرب الأرض بغل:
-مش هيحصل يا ماهر سامع ولا لأ 
-لا هيحصل ومش عايز كلام كتير 
تقدم كمال يحاول تهدئة الوضع فقال:
-استهدوا بالله...تعالى معايا يا ماهر خلينا نتكلم.
تنفس ماهر بتروي وتحرك ليذهب معه لكنه قال قبلما يغادر:
-خروج من الأوضه نووو مش هتخرجي من هنا غير على المطار...أظن الكلام واضح اهو عشان لو حصل غير كده يا لونا ماتلوميش غير نفسك.
-مش هيحصل يا ماهر وهتشوف.
كاد ان يتقدم لعندها لكن كمال لجمه يمنعه وقال:
-اهدى وتعالى معايا...أهدى.
خرج معه مرغماً وذهبا للحديقه يجلسان فيها لتمر فترة صمت كانت فيها انفاس ماهر ثائرة عاليه ظل يحاول التنفس ليهدأ وتركه كمال لبرهه ثم بدأ يتحدث معه بهدوء:
-في ايه يا ماهر؟؟ اخرتها معاك ايه؟! مش كفاية بقا قرارت جنونيه؟ عايز تسافر وتسيبنا ده انا ماصدقت رجعت وسبت حياتي هناك عشان ابقى معاكم تقوم تسيبنا وتمشي.
حاول ماهر ان يتحدث بعيداً عن عصبيته وقال:
-انا مش هينفع اعيش برا عشان امي واختي...لونا هي الي هتسافر بس.
اتسعت عينا كمال من فجاجة الكلام والصدمه ليسأله بجبين مجعد:
-افندم؟! لونا تعيش برا لوحدها؟!
-مش لوحدها لوحدها..هعيش معاها بس هروح واجي .
-وليه كل ده؟!
-انا ماشوفتش يا كمال الي حصل النهارده؟
زم كمال شفتيه وقال:
-بصراحة انت غلطان يا ماهر...لونا عمرها ما هتقدر تغفرلك ان في واحد جه يخطبها منك ويتحداك قدام الكل وانت اضطريت تسكت.
اغمض ماهر عيناه بألم يعلم ان كمال على حق..بالأساس ذكرى تلك الواقعه تنحره حياً فهتف:
-ابوك سكتني..ابوك لاوي دراعي...احنا ممكن نتفضح كلنا..عارف يعني ايه يتنشر في السوق وقدام المعارف والجيران ان ولاد الوراقين حجروا على ابوهم الراجل الكبير...انت شايفني كده وهي اكيد شايفاني كده وماحدش حاسس بالراجل المدبوح الي بيحاول يراضي الكل على حساب نفسه..خايف على جدك وبحاول احافظ عليه لو وصله خبر مش هتبقى جلطة تالته لا هتبقى سكته قلبيه وعار الفضيحه دي هيفضل ملازمنا رفعنا قضية حجر على جدنا...ومش هنبقى ملاحقين من الفضيحة ولا مشاكلنا مع عيلة ابو العينين اللي مش هتستكت على اهانه كبيره زي اني أتجوز على بنتهى الي اي حد يتمناها..لو كده انا كنت كفيل بيهم لوحدي اواجههم بس فضيحه مع مشاكل هيبقى كتير ..مش هينفع اضيع الكل عشان انا حبيت لونا واتهورت واتجوزتها.. شايل كل ده جوايا وساكت وبضطر اجي على نفسي وعلى كرامتي وادوس على قلبي...انا كنت عايز امسك الواد ده اشقه نصين بس ابوك وقفلي.
أشفق كمال عليه..ربما معه حق...ماهر كان يتحدث بصوت مشروخ..رجل عاشق شُرخت كرامته ورجولته لأنه أحب الشخص الخطأ بالوقت الحطأ.
ربط كمال على كتفه يردد:
-انا ماكنتش اعرف انك شايل كل ده جواك وساكت ياماهر..ربنا يكون في عونك.
مسح ماهر عيناه كي لا يبكي ثم كمل:
-ربنا يكون في عوني هههه..عارف يا كمال انا واصل لمرحلة اني بايع الدنيا وشاري لونا بس هل بقا لونا الي انا مستعد أبيع واضحي بكل حاجة عشانها مضمونة أصلا؟ مستعدة تبيع الدنيا عشاني؟ 
زم كمال شفتيه بيأس والأجابه واضحه ليجيب ماهر بيقين تام عوضاً عنه:
-لا يا كمال...لونا أصلاً لو ليها حمل هيبقى انها عايزه تخلص مني؟
تحشرج صوته واختنق بالعبرات يردد:
-أنا مش عايز غيرها وهي كل همها تفارقني.
ربط كمال على كتفه متضامناً وقال بتروي:
-لونا بردو معذورة يا ماهر...انت جابرها على جوازك منها وطول الوقت حاططها في موضع اتهام وهي بتدافع عن نفسها...انت الي مش مديها فرصه تحبك مع انك والله لذيذ وتتحب بس انت الي مصمم تكرهها فيك.
سحب ماهر نفس عميق يحاول السيطرة على أعصابه وتفكيره ثم قال بمهادنة:
-مع الوقت ...كل حاجة تتصلح وتتحل بس لونا تسيب البلد اليومين دول.
جعد كمال جبهته مستغرباً يسأل بشك:
-هو في ايه يا ماهر؟ انت مريب كده ليه وإصرارك مريب منين مش قادر على بعدها وخايف تاخد فرصتها فتخلص منك ومنين هتسفرها.
مسح ماهو على وجهه..يشعر بالتورط ليسأله كمال:
-ماااهر؟! 
-أحمممم... في مصيبه انا عملتها لو عرفتها لونا هتصمم على الطلاق وهتبقى علاقتنا انتهت.
-عملت ايه؟!
زاغت عيناه...لن يقدر على المواجهة الان ولا يرغب بفتح الحديث حتى فقال:
-مش وقته..المهم فكر معايا هقول ايه لجدك لما يسأل عليها.. فكرت اقرله صممت تسافر تدرس برا وهو بيحبها فهيسكت ويوافق.
-ممكن..المهم لونا هي الي توافق مش شايفها متعصبه ازاي ومحكمة رأيها.
زم ماهر شفتيه بضيق يفكر كيف سيلين رأسها اليابس لما يريد.
_______سوما العربي________
كالعادة تهاتف سما وسما هاتفها مغلق تنهدت بضيق منها تراها تخلت عنها وغير موجودة دوما ولم يكن أمامها سوى مهاتفة مستشارتها النفسية التي سألتها السؤال الأهم(انتي يا لونا عايزه تسيبي ماهر بجد؟ )
وبعدها دارت مكالمة طويلة بينهما حول نقاط هامه (طب لو سبتيه فكرتي هتعملي ايه وهتروحي فين؟)
لم تكن تعطيها أوامر هي تسأل السؤال وتترك للونا الجواب و من هنا جاءت الفكرة...في السفر سبع فوائد ، هي بالأساس فكرت في السفر لكن توقفت لنقص المال وهاقد جاءتها الفرصة تحت قدميها تناديها فلما لا تفعل .
ظلت طوال يومها تفكر حتى حل المساء وجائها بصينيه الطعام مستعد لحرب كلامية شرسة بينه وبين لونته كما اعتاد .
وضع صينية الطعام لجواهما مردداً:
-ياريت تاكلي عشان تاخدي دواكي..الي بينا مالوش دعوة بالزعل.
سألته بحزن:
-هو ايه الي بينا يا ماهر.
قرب صحن الشوربة يغرف منه معلقه ويقربها من فمها مردداًبعدما تنهد من تعب قلبه الملتاع بحبها:
-الي بينا إن حضرتك مراتي..وانا بحاول احافظ عليكي.
صمت مفكراً ثم ترك المعلقه يقول:
-ليه مافكرتيش تروحي لجدي تقولي له كل حاجة وتستنجدي بيه؟!
اتسعت عيناها بصدمه:
-هو مش إنت قولت له وعشان كده وقع من طوله ولا انت كنت بتشتغلني؟!
-هااه...اه...ايوه ايوة افتكرت..صح.
-اكيد يعني لو روحت له كان هيصف معاك واصلاً انا أموت ولا اطلب من محمد الوراقي وعياله حاجة ..عمري ما أنسى الي عملوه في امي...أساسا انا بحاول اتقبلك انت بالعافيه.
-واتقبلتيني يا لونا؟؟؟
سألها بحزن لتصمت مفكرة ثم قالت بقوه:
-أنا موافقة أسافر.
صمت مستغرباً ظنها هكذا تجاوب على سؤاله لكنها أكملت بقوة أشد:
-بس بشروط 
-شروط؟!!!
سأل بحاجب مرفوع لتقول:
-مره من نفسي احط فيها شروط يا كده يا مش هسافر.
-وايه هي شروطك؟؟
جاوبت بتروي وثبات:
-مش كل حاجه هتبقى في أيدك زي ما كنا هنا؟
-بمعنى؟
-لما نسافر هنعيش فين؟
-هأجر بيت لفترة طويلة لحد ما اعر..
قاطعته بقوة:
-عقد الإيجار يبقى بأسمي.
-يا سلام؟!!
لم تبالي بمعارضته بل أكملت غير مهتمة بأمر ما يرغب تملي شروطها هي:
-لما نوصل هبدأ انا أدور على شغل واول ما الاقي شغله محترمه هبدأ فيها وانت مش هيكون ليك حق الاعتراض توافق او ترفض.
-نعم؟!!!
أكملت بتصميم:
-اه وحاجة كمان ...وترجعلي موبايلي الي اخدته بدل الموبايل ابو زرايري الي مديهولي ده.
كانت تحدثه بمجابهة وتديه تامه لم يراها منها من قبل...لونا مصممة إما ما تريده أو سترفض السفر بتاتاً فقال:
-ماشي...انا عملت اتصالاتي ورتبت كل حاجة....هنسافر بعد يومين.
مرت الأيام سريعاً وهي متجنبه فيها الجميع كأنها تمرر أيامها على خير لحين الفرار وها هي الأن تجلس في الطائرة المتجهة الى مطار روما تغمض عيناها متذكرة ما حدث عيشة حين صممت للذهاب لوالدها بالشفى لتخبره على الأقل انها ستسافر.
أغمضت عيناها من ثبات حالته وعدم تقدمها يخبرها الأطباء ان تحمد الله كونها ثابته ولا تتدهور ..شعور داخلي عزز إحساسها بأن موافقتها على السفر كانت صحيحه خصوصاً حينما إستجاب لها والدها ولبى نداءها وهي تخبره انها ستترك البلد لمن فيها ليهز رأسها بجنون مؤيداً يراه الحل المثالي.
اهتزت برعب مع إقلاع الطائرة لتتمسك بيد ماهر الذي أبتسم لها بعذوبه وربط على يدها ثم قربها لأحضانه عنوة يقول:
-أهدي دي عشان اول مرة تركبي طياره.
من خوفها اندست بإحضانه تنظر لعيناه نظرات جرو خائف ليبتسم بحنان ثم يقبل أرنبة أنفها ومن بعدها شفتيها .
شعور بالغرابه كان يكتنفها وهي تشعر بضمته وقبلته تنظر له ثم تتجه بنظرها لنافذة الطيارة ترى معالم البلاد تختفي تدريجياً وعقلها يردد جمله واحده "لا تبقى في البلاد التي جرحتك..غادر"
أغمضت عيناها مع ثبات سير الطائره في الجو تذهب في نوم عميق بأحضان ماهر المتنعم بحضنها وفي نفس الوقت بداخله غصة لا ينساها منذ طلب طارق يدها منه وهو لم يبرحه ضرباً.
وصلت بالطائرة ومن ثم خرجوا من المطار متجهين للبيت الذي كان بحي راقي جدا يعتبر في منتصف المدينه مما سيسهل عليها الكثير.
فتح الباب امام عينها المصدومة من جمال المنزل وبساطته تقدم يبتسم لفرحتها الظاهرة ثم فتح يدها لتستغرب وتنظر له فيقول:
-مفتاح بيتك
-بيتي؟!
-أممم والعقد بأسمك زي ما طلبتي
تناولت الاوراق من يده ليتهلل وجهها وهي تبصر إسمها وحدها بالعقد فنظرت له مبتسمه تحتضن الورقه :
-شكراً.
نظر على الاوراق ثم قال :
-جه الوقت الي أحسد فيه عقد؟ مافيش حضن لماهر بقا؟؟ انتي مانعه نفسك عني بقالك كتير.
ارتبكت عيناها وتوتر جسدها لتنظر أرضاً تتحاشى النظر لعيناه فاقترب منها ببط مثير ويده تسير على كتفها العاري مقرراً إستغلال الفرصه فقد أعطاها ماتريد منذ قليل ومن الممكن ان تقبل بأعطاءه ما سيصبره قليلاً ويشعره بالسعاده وانه يحيى...فقد باتت السعاده بالنسبه له هو رضا لونا عليه وتنعمه بالدخول لجنتها إن سمحت.
وقد سمحت ....فهو لم يعطيها الفرصه واقترب منها يرفع وجهها بأصابعه يجعلها تنظر في عيناه التي تقطر شبقاً يسأل:
-وحشتيني...هتجنن عليكي ومش عارف أطولك..
رمشت بأهدابها نظرات عينها لا تقاوم...هي تهلكه بنعومتها..لم يستطع انتظار إذنها وانقض عليها يفترس شفتيها ويفترسها هي شخصياً.
كانت ليلة ولا أروع قضاها طوال ليله ساهراً يتمتع بها لم يتركها..فقد جافته وبعدته كثيراً.
صباح يوم جديد 
عادت جميلة من ممارسة تمارين رياضتها الصباحية بالجري حول قصرهم لتعود مرتدية بنطلون من البمبى وكنزة قطنيه من نفس اللون وترفع شعرها الأسود بطوق قطني يمنع عنه العرق.
دلفت للبيت وهي تلهث وتحاول تنظيم أنفاسها ومسح حبات العرق لتتفاجأ بوالدتها تقول بفرحه:
-عندنا مفاجأة وضيوف حذري فظري مين جه؟!
-مين ؟!
سألت لاهثه فجاوبت الأم وهي تشير على صالون منزلهم:
-رشيد ابن عمتك رجع هو مراته وابنه من السفر.
توقفت بصدمة لثواني وهي تراه أمامها يقف ينتظرها وينظر لها نظره لها ألف تفسير.
_______سوما العربي_____
بروما استيقظ ماهر على صوت هاتفه بإتصال ملح متواصل ليلعن نفسه فقد عزم على أخذ أجازه بعيداً عن الجميع ونسى إغلاق هاتفه.
زفر بضيق وهو يرى اسم كمال ليفتح الهاتف مضطراً:
-ألو.
-ألو يا ماهر…جدك خلاص خارج من المستشفى النهاردة وبيسأل على لونا.
-ماشي انا هتصرف معاه.
-ياريت تيجي تتصرف فعلاً عشان مش عندي رد على أسألته وكمان عشان تشوف ابوك الي حدد مع الناس ميعاد خطوبتك وانت مسافر أصلا.
نفض الغطاء من عليه بعنف يردد بغضب:
-تاني؟ بيصعرني تاني…اقفل يا كمال انا هاخد اول طيارة وجاي.
يتبع
استيقظت من نومها تشعر بعظامها ذائبة مُكسرة، لقد فتك بها ليلاً كان كالمجنون مشتاق بعدما حرمت نفسها عليه لمدة يراها طويلة.
أغمضت عينيها تتذكر همساته اللاهثة المهووسة وهو يخبرها في خضم جنونه بها كم اشتاق لها يطلب منها ألا تبتعد عنه لفترة طويلة كما فعلت .
فتشت بجوارها على السرير لم تجده،جعدت حاجبيها مستغربه ثم وقفت لتذهب للمرحاض تغسل وجهها، دقت على الباب معتقده انه بالداخل لكنها لم تتلقى رد ففتحت الباب وغسلت وجهها ثم جففته وخرجت لباقي البيت لكنه غير موجود..غير موجود في المطبخ أو الصالة أو أي مكان.
وقفت في منتصف البيت تضع يدها على رأسها تفكر؟ اين ذهب؟! هل خرج وسيعود أم انه عاد لمصر وتركها؟!
تركها؟!!! حقاً ؟! تركها وحدها في بلدٍ غريبه عنها لا تعلم فيها شيئ حتى ولو طلبت ذلك مسبقاً وتمنته لكن ان تتفاجأ بعدم وجوده كان مريع بالنسبة لها.
لكن سرعان ما ابتسمت...تتمنى أن يكن تفكيرها صحيح وقد غادر...غادر أخيراً وحل عنها.
طارت من الفرحه وهي تتخيل..فليذهب فقط وهي ستتصرف..ماهو بالأساس يمنع عنها كل السبل بوجوده ربما ستتصرف أفضل في غيابه.
فكّرت سريعا وهرولت ناحيه غرفتها من جديد لتتأكد....أاااااه، تنهيدة مرتاحة صدرت عنها بعدما دلفت تبحث عن حقيبة سفره ولم تجدها.
تهلل وجهها وشعرت أن غماً قد إنزاح من على صدرها وظلت تدور وتدور حول نفسها من الفرحه.
غير واعيه لذلك الذي كان يقف في حديقة البيت الصغيرة يتحدث في الهاتف بعيداً عنها كي لا تسمع لكنه لاحظ حركتها داخل البيت من شرفة الصالة فأغلق المكالمة متهللاً وهو يراها تخرج من الغرفه في البداية بحثاً عنه.
زغرغت الفراشات معدته يستبصر بريق أمل في علاقته بها..حبيبته تبحث عنه محتاجة له حتى لو لتكن مطمئنة في تلك البلاد الغريبة عنها هو راضِ والله فتقدم ليدلف لعندها يخبرها أنه لازال هنا بجوارها،أسرع لعندها ليفرح بها ويفرحها بوجوده ولكن......
هبط ضغط دمه مع نبضات قلبه وسقطت روحه الحالمة مقتوله بعدما دلف للبيت بخطى حثيثة كي يفاجأها ويأخذها بأحضانه..ليتفاجأ هو بها تتأكد من خلو الغرفه من حقيبة ملابسه فتفرح ويتهلل وجهها بسعاده لم يراها على وجهها مذ قابلها...
لحظتها يمكنه القول أنها أسوء لحظة مرت عليه بحياته أو قد تمر،أسوء حتى من اللحظة اللتي طلبها فيها طارق للزواج ولم يبرحه ضرباً ويعلن ملكيته لها.
لحظة كانت كفيلة بإذهاق روحه بسكته قلبيه من شدة الحزن، تدور الدنيا به وروحه تصرخ بجملة واحدة (أريد حياته ويريد قتلي)
حالته كانت تصعُب على الكافر إن رأه وهو يتقدم منها يضع يده على كتفها كي تلتف له فتصدم من وجوده ومن الدموع المحتجزة بعيناه.
همست بتفاجا:
-أنت..
حبس دموعه وكبت ألمه يردد:
-لسه هنا..ماخلصتيش مني.
شعرت بالحرج وهي ترى حالته..دوما كان سبب متاعبها تتمنى زواله وحين المواجهة تشعر بتأنيب الضمير ناحيته..تسب نفسها المتذبذبة لألف مره، عليها ان تصبح مباشره وأن تمتلك شخصية قويه واضحه..لكن ما يحدث معها الأن خطأ بكل تأكيد.
همس بحزن:
-أنا فتحت لك حساب في البنك عشان تقدري تصرفي منه.
-شكراً بس أنا عايزه...
قاطعها بتعب يعلم ماتريده وسيقوله:
-عارف...أصرفي منه لحد ما تشتغلي وتقبضي من شغلك.
تقدم يجلس على الأريكه بتعب ثم ردد  بإنهزام:
-أهو اللي يجي مني أحسن مني...بلاش تخسري كل حاجة.
رفعت عيناها له ترد:
-عندك حق.
تفاجأ من رده وطريقته ثم قال بتعب:
-حضري نفسك عشان نخرج نشتري كل لوازم البيت تكفيكي فترة طويله وأي حاجة انتي محتاجاها.
تنهد يزم شفتيه متحدثاً:
-مش عارف همشي ازاي واسيبك هنا لوحدك..الفكرة لوحدها مقلقة.
-وانت ماكنتش عارف كده من واحنا في مصر؟!
نظر لها بصمت...كان يعلم لكن معايشة الشعور أقوى وأصعب..
بعد صمت عاجز وقف من مكانه يردد:
-أنا هدخل أغير تكوني جهزتي.
كاد ان يدلف للغرفة لكنها نادته:
-ماهر.
مازال جسده يقشعر كلما نادته إسمه من صوتها المتدلع..انها تمس أوتار قلبه بلا هواده او رحمه،التف ينظر لها...تباً له إنه يعشقها بلا سبب..جاوب متعباً وقد أضناه الحب القاسي:
-نعم.
-فين شنطتك؟
-في العربيه..محضرها من بدري عشان الحق وقتي.
شملها بنظرة رجل عاشق لفتاة لا تبالي به ثم قال:
-غيري يالا والبسي حاجه مقفله انا ممكن أرجع في كلامي في أي وقت تذكرتك ذهاب وعودة أصلاً فاهماني طبعاً.
قالها والتفت يلج للغرفه بعدما هددها صراحة..الجبروت جبروت فهو ورغم كل الواقع مازال يهدد بما ليس بقادر عليه لكنه يهدد.
___________سوما العربي_________
وقفت متفاجئة من ذلك الذي يجلس في صالون منزلهم على بكرة الصباح، لقد رفضت بالأمس منذ ساعات طلب صداقته لتصبح فتجده يجلس ببيتهم...لكن....يا مرحباااا.
سحبت نفس متوسط وتقدمت منهم وهي تسمع صوت والدها ينادي بحماس:
-تعالي يا حبيبتي شوفتي مش بذمتك مفاجئة تجنن...سلمي على رشيد يا جميلة.
-جميلة ؟؟!!؟؟؟
همس بها رشيد منبهراً...أهذه جميلة ابنة خاله؟! لقد كبرت وصارت جميلة جداً لم يكن يتوقع ذلك.
بثقة عاليه جداً بالنفس مد يده وصدره منفوخ مزهو بحاله يردد:
-أزيك يا جميلة.
بحيادية عاليه مدت يدها تقول مرحبه:
-أزيك يا رشيد.
رفع إحدى حاجبيه...لم يعجبه أنها تعامله عادي وترد عادي بلا تأثر فلفتت أعصابه وزود مردداً:
-رشيد بس كده من غير أبيه؟!!
غبي......هكذا نعتته داخلياً بعدما تكرمش وجهها من سؤاله السخيف وهو قد تدارك الأمر وشعر بما لم تقوله...الضربه الأقوى حين إبتسمت كسيدة راقيه تبتسم لطفل عبيط لتسكته عن البكاء وردت:
-لا إزاي؟! إزيك يا أبيه رشيد وحمدلله على السلامة.
إستشاط بداخله وبدأ في سلسلة من التصرفات الغبيه يردد وهو يشير على السيدة الواقفه بجواره:
-مش تسلمي على علياء مراتي؟!
التفت لها جميله لترى سيدة راقية الملامح هادئة تقف لجواره تتابع بصمت فابتسمت لها بود تقول:
-أهلاً وسهلاً بيكي نورتي مصر.
ردت علياء بهدوء جاف:
-منورة بيكي.
قالتها وهي تبادل النظر بيها وبين زوجها ..ترى نظراته المغتاظة الصادرة منه لجميله والوضع برمته غريب وغير مريح بالنسبة لها.
قاطعهم دخول عمتها مهلله:
-معقول...رشيد رجع بجد..أنا ماصدقتش لما الحارس قالي.
وقف رشيد سريعاً يفتح ذراعيه لها يحتضنها بقوه وهي كذلك .
وبعد وصلة من السلامات الحاره جلست بأعين مدمعه تردد:
-كده بردو يا رشيد...كل السنين دي مسافر برا بعيد عن امك مافيش مره قولت تنزل أجازه تشوفني عامله ايه؟! 
إبتسم لها رشيد يردّد معتذراً:
-حقك عليا يا أمي...الشغل ده عامل زي الادمان انا كنت بتسحل بالأسبوع والعشر أيام ومش ببقى فاضي أكل وكل ما أقرر أخد أجازه يحصل حاجه تمنعني مره عشان شغلي ومره شغل علياء ومره حملها ومره عشان الولاده.
بكت والدته تقول:
-أسكت ماتفكرنيش إخس عليك...كده حفيدي يتولد بعيد عني ماقدرش اشوفه واشيله واحميه وأغيرله.
ضمها بحنان يردد:
-حقك عليا ياست الكل..أديني جيت لك أهو.
-البركة في خطوبة جميلة.
قالتها عاتبه لتتسلط عينا علياء على جميله تسمع زوجها وهو يسأل مهتم:
-هي صحيح جميلة هتتخطب؟!
رد والدها بهدوء:
-أه..شاب هااايل.
رمقها وهي تجلس أمامه بهدوء تام يغيظه ثم سأل:
-مين بقا يا ترى؟
-ماهر الوراقي..ممكن تكون تعرفه...على فكرة كان معاك في نفسه الجامعه.
-فاكره.
نطقها ببعض الضيق..قد تخلله لشعوره بالمقارنة متضايق لأنه بالأساس عقد مقارنه...هو يعلم ماهر جيداً..كان معروف بالجامعة لأسباب كثيرة رغم انه يشبه الكثير من شباب نفس الطبقة اللذين يرتادون نفس الجامعة من شياكة وكياسه وإهتمام بالنفس ولكن ماهر كان ماهر وبه شيء زيادة تجعله مميز .
وقفت جميله تظهر غير مهتمه برأيه ومواصلته الحديث عن خطبتها وهي تردد:
-عن أذنكم هطلع أغير.
رد على الفور فهو غبي:
-ايه مش عايزة تفطري معايا ولا ايه؟!
ضحكه ساخرة مستهزئه صدرت عنها ثم ردت :
-مين قال كده.. طالعه اغير واخد دش وانزل عادي ماحدش بيقعد يفطر بعرقه يارشيد...اه سوري يا أبيه رشيد.
قالتها ثم ألتفت مغادره وتركته ينظر عليها بضيق شديد وغيظ فهي رسالتها واضحه لا تعطي لنفسك قيمة أكبر من مساحتها الحقيقيه.
حاول وحاول السيطرة على ملامحه الظاهر عليها الغيظ ولم يقدر الا بعدما لاحظ نظرات زوجته الحاده له فحمحم صوته بحرج وحاول تغيير مجرى الحديث ليتحدث عن المال والأعمال مع خاله ربما هدأت ثورته الداخلية من الإشتعال.
_______سوما العربي________
الجولة في شوارع روما كانت منعشه جدا لحبيبته التي تسير لجواره مبتسمة وسعيدة معه لأول مرة.
إشترى لها الكثير من الثياب وهاتف جديد غالي وبعد فترة طويلة من التسوق جلس معها بمقهى مطل على أشهر شوارع روما السياحية يتأملها معجب يقع في عشقها من جديد للمرة المليون، ينظر بوله على وجه حبيبته المشرق وأشعة الشمس مسلطة عليها تديذه بهاء وإشراق.
تبتسم فتبتسم له الحياه …إنها جميلة وإنه يحبها..بلا سبب محدد.
لأول مرة تفتح حديث معه وسألت:
-بتبصلي كده ليه؟
-خايف عليكي.
قالها مهموم وبنفس الوقت مضطر فسألت:
-خايف عليا من ايه؟!
-هسيبك ازاي في البلد هنا وامشي لازم ارجع مصر جدي فاق ورجع البيت.
تنهدت ترد عليه:
-ماتخافش عليا هنا زي هناك وانا كنت اعرف ايه في مصر يعني ولا ليا فيها مين؟
-بس على الاقل بلدك والناس الي فيها بتتكلم لغتك لو حصل اي حاجه هتعرفي تتصرفي.
-في بلدي الناس بتتكلم عن بعض وبيطلعوا سمعه وإشاعات على بعض يوقفوا بيها حال ناس ويموتوا ناس بالحياه…يمكن هنا أحسن لي ولو على اللغه والتعامل ماتقلقش دي مش اول مره أسافر.
علم ذلك مسبقاً وهو يستخرج لها تصريح سفر لكنها أكملت بحزن:
-سافرنا قبل كده عشان ماما وتعبها لالمانيا وطبعاً ما كناش بنعرف نتكلم الماني فكنا بنتعامل بالانجلش لحد ماتفرج أكيد هنا هيبقى الوضع كده وهعرف اتعامل…على الاقل ماحدش هنا هيبص لي على اني واحدة شمال.
ضرب بيده على الطاولة يردد بغضب:
-ماتقوليش على نفسك كده تاني 
سحبت نفس عميق فهي تردد ما حفظها إياه وبالنهايه يعترض…لن تجادله فهو حالة ميؤس منها تستنفذ طاقتها فحسب لذا عمدت للمهادنة :
-حاضر يا ماهر.
طاقتها خسارة فيه وهي بحاجتها للفترة القادمة كي تقف على قدميها لكنها انتبهت عليه يردد:
-انتي مش شمال بس فيكي الطمع …ماتديش الأمان قوي كده يا لونا بلاش تقلقيني عليكي.
نظرت له بطرف عينها ثم قالت:
-حاضر.
القادم واضح جداً وهو ليس بساذج فهو ابن سواق وقد تربى بالشوارع لونا صنعت هدنه ريثما تقف على قدميها هو يشعر بذلك.
________سوما العربي_________
عاد للمطار وقلبه معلق بروما حيث تتواجد حبيبته القاسية التي حرمته من ترياقه أمس ونامت مبكراً تدعي انها متعبه وظل هو ساهداً لجوارها يتشرب ملامحها بعيناه ويصفق خصلاتها ربما شبع منها وكحل عيناه بحسنها حتى يعود لها.
زم شفتيه بتوتر وهو يفتح باب البيت الداخلي يستعد للدخول فيرى چنا تنزل من على الدرج بلهفه وسرعه ما ان رأته تردد:
-أبيه …كنت فين؟! وفين لونا ده جدو قالب الدنيا عليك.
قبل جبينها يقول بهدوء متعب:
-هقولك كل حاجة يا حبيبتي بس قوليلي ماما عامله ايه؟!
ناظرته بعتاب تخبره:
-زعلانه منك جدا يا أبيه كام مره طلبتك تروح لها ماروحتش اول مره تعمل كده وبجد انت غلطان جداً.
أسبل جفناه بتعب هو مخطيء ويعلم فقال:
-هروح لها حالاً وهراضيها ..تعالي معايا.
كاد أن يصعد معها الدرج لولا صوت الجد الذي خرج غرفة مكتب بالدور الأول يناديه بغضب، نظر لجنا مستغرباً لتقول:
-اصلهم نقلوا أوضة جدو لتحت عشان مش هيقدر يطلع وينزل…روح له ده طالبك من اول ما رجع.
سحب نفس عميق ثم تقدم من غرفة الجد يدلف بهدوء فيرى كمال يجلس بجاوره يجاول مساعدته على الإتكاء براحة فيسأل الجد:
-أخيراً رجعت يا ماهر؟! حمد لله عالسلامه كنت فين؟! وفين لونا بنت عمتك.
قال الاخيره متكأ على كل حرف ليجيب ماهر:
-سافرت.
نظر كمال بقلق على الجد الذي حاول كظم غضبه ثم سأل:
-سافرت فين 
-روما
-ليه؟!
-هي الي طلبت وتقدر تتأكد.
-طيب ماشي.
سقط فك كل من كمال وماهر (طيب ماشي؟!) ثم اغمض عيناه؟!!! بكل بساطة؟! هل إقتنع؟!!!
فتح الجد عيناه يداري بسمته الماكرة وهو يلاحظ تبادل النظرات بين أحفاده ليقول:
-مالكم بتبصوا لبعض كده..روحوا يالا قولوا لحد يجهز الغدا…
نظر بطرف عينه على ماهر المزهول ثم قال:
-كده ماهر أتجوز.
نظر له ماهر منصدم ليقول مصححاً مدعي الخطأ وهو يضحك:
-قصدي خطب ..جميلة أبو العينين فاضل أتطمن على كمال …على أخر الشهر تكون شايف عروسه يا كمال عايز اتطمن على أحفادي.
نظروا لبعضهم ليقول ماهر ساخراً من قراراته وطريقته كلها الجديدة تماماً :
-فاضل چنا ؟!
-ولونا يا ماهر.
احتقن الدم في وجهه ليضحك عليه الجد ثم يكمل:
-ناسيها ولا ايه؟!
خرج صوته متحشرج ضعيف يقول:
-لا مش ناسي.
-ولا انا…يالا بقا أخرجوا وسيبوني عشان زهقتوني.
التفوا بصدمه وكأن ذلك الجالس معهم ليس بجدهم الدي يعرفونه كأنه أساساً ليس ذلك الرجل العجوز الذي خرج من المستشفى بعد أزمه صحية عويسة.
قبلما يغادروا نادى:
-چنا.
توقف ثلاثتهم ينظرون له فقال:
-تعالي عايزك.
تقدموا ليقفوا معاها لكنه علق:
-عايزها لوحدها..
نظرا لبعضهما فقال بابتسامة سمجة:
-الدكتور موصيني اخد بالي من صحتي واقعد مع بنات حلوة مش خناشير زيكم.
-خناشير؟!!!
نطقوها بصدمه ليقول:
-اه ويالا بقا اطلعوا برا
خرجوا مضطرين وأغلقوا الباب ليتنهد الجد ثم ينظر على چنا الحلوه ويبتسم يمسك يدها مردداً:
-كبرتي يا چنا وإحلويتي.
-شكراً يا جدو.
حك الجد جانب فمه مردداً :
-بقولك ايه يا حبيبة جدو
-ايه؟
-مش أن بقا الأوان نفرح بيكي؟
-بيكي الي هو انا؟!
-أه..
حمحم بصوته الخشن ثم قال بترقب:
-عايز أجوزك كمال.
القى الجملة في وجهها وتركهها تنظر له ببلاهه ثم سألت:
-كمال؟؟ كمال مين؟! كمال بتاعنا؟! أبيه كمال؟!!! بتهزر صح؟!
زم الجد شفتيه بتعب وقلة حيلة وقد علم ان طريقه سيكن طويل وصعب.
_________سوما العربي_________
العفويه شيء جميل ومميز لكن لا يستحقه الكثيرون.
خرجت تسير في شوارع روما تبتسم بإنشراح وقرار الحذر هو أهم قراراتها….ستتوقف عن تصرفاتها السابقه قد بات الحذر واجب بعدما الفقت بها العفويه تهم كثيرة.
دلفت لكل الشركات تقريباً تعطيهم سيرة ذاتيه صغيره لا تملك الكثير لتمؤها به، ينظرون على مؤهلاتها بإستغراب ثم نظرة الرفض بعدها.
سيطر عليها الإحباط القاهرة مثل روما مثل كل البلاد للابد من شهادة.
بقى أملها الأخير…محل مجوهرات يطلب مصممين ربما فلحت.
دلفت للمحل الفخم…كل شيء يلمع والتعامل بحذر…نفسك الخارج من فمك قد يزعجهم.
المكان كان مبهر وخاطف نظرت حولها مأخوذة ثم تقدمت تتحدث الإنجليزية التي لا تعرف غيرها مع احد الشباب المتواجدين بالمحل :
-انا هنا بخصوص الإعلان عن مصممين 
رد عليها بإقتضاب:
-حسناً…انتظري المدير.
وقفت تنتظر ومر الوقت حتى ألمتها قدميها وبعد اكثر من نصف الساعة حضر المدير الذي مر سريعاً وهو يلقي أوامره على العاملين ثم دلف لمكتبه ولم ينظر عليها أو يلاحظها.
لتمر نصف ساعه أخرى حتى تقدم منها ذلك الشاب يقول:
-المدير بإنتظارك.
دلفت لعنده تدق الباب ثم تحييه بالإنجليزية رفع عيناه لها بنظرة خاطفة او هكذا ظنت…..
ثم عاد ينظر لأوراقه يحدثها بالإيطالية فلم تقدر على الرد ليقول:
-ألا تتحدثين سوى الإنجليزية؟
-نعم.
جاوبت بقلق،شملها كلها بعيناه الغامضه ثم سأل:
-مصرية؟؟
-كيف عرفت؟!
سألت بقلق وخوف ليرفع حاجبيه وعيناه تشير على سلسال من علامة العنخ ترتديه على رقبتها لتبتسم بتوتر وهو أضاف:
-قالوا لي انك تجيدين التصميم.
تقدمت بفرحه تعطيه الأوراق التي بيدها متأمله خير تردد:
-أها…حتى أنظر انا ماهره جداً.
جعد حاجبيه وهو يطالع تصاميمها يرى نظرة الحماس على وجهها ليقول ببرود:
-يبدو انك قد فهمتي خطأ أنا أريد مصمم مجوهرات .
تيبست ملامحها …ذلك المكان كان أخر أمل لها لتعمل فيما تحب…وبخلاف ذلك ستعمل نادله او بائعة في محل.
حزنت كثيراً لكنها لم تظهر ذلك و وقفت تقول:
-حسناً…شكراً لوقتك.
همت لتغادر لكنه أوقفها يردد بهدوء:
-إنتظري.
توقفت بقلق ليقول:
-بإمكانك العمل هنا ؟
-ماذا سأفعل هنا؟
-ممكن بالنظافة مثلاً.
إجتاحها الشعور بالضيق وذلك الإيطالي البارد ينظر عليها بعلو وكبر منتظر ليخفي إبتسامته وهو يسمعها تجيب مضطرة:
-موافقة.
__________سوما العربي________
عادت للبيت بشعور بالألم والضيق كانت تعلم ان الوضع لن يكن أفضل من ذلك لكن معايشة الشعور نفسه شيء مختلف.
سلمت أمرها وجلست تتابع صور تلك الشركة التي رفضت منها كان حلم من أحلامها ان تعمل في شركة مثلها…وصلة طويلة من تأنيب الضمير وجلد الذات سيطرت عليها لو كانت متعلمة كفاية لو إشتغلت على نفسها كفايه لنالت تلك الوظيفة.
أسبلت جفناها بتعب وهمت لتخلد للنوم لكن وردتها رسالة على هاتفها من رقم غريب.
فتحت الرسالة المكتوب فيها بعتاب (كده تسافري يا لونا من غير ما تعرفيني ومع ماهر؟ افهم من كده ايه بقا )
ثم أتبع رسالته بإتصال لم تجيب عليه وقد باتت على علم بهوية المتصل.
إتخاذ القرار كان سهل تلك المرة (صاحب بالين كداب)
هكذا همست لنفسها…وابتسمت …تكتشف، لقد باتت قادرة على إتخاذ قرارات بعدما كانت كل قراراتها مائعه مثل الماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
سحبت نفس عميق تشعر بقوتها الداخليه …عليها إغلاق صفحتها مع ماهر أولاً وبعدها ترى ان كان طارق موجود ينتظرها أم ذهب لحال سبيله.
استعدت تغلق عيناها من جديد لتتفاجأ برسالة جديدة لكن هذه المرة من ماهر الغاضب جداً يقول:
-طول اليوم بكلمك مش بتردي…هو عشان أنتي في بلد وانا في بلدٍ مفكرة نفسك بعيد عن أيدي ماشي يا لونا والله لاوريكي.
تهديدات تهديدات تهديدات ثم يعقبها رسالة جديدة:
-ردي عليا بقا والله وحشتيني قوي.
هزت رأسها مجنون وسيجعلها مجنونة مثله لو إستمرا معاً
بعد وقت من التفكير لم تجد حل كي تمر الفترة القادمة عليها على خير سوى البرود…لذا عمدت لإغلاق هاتفها نهائياً ثم النوم ولا شيء غيره فعندها بالغد بداية جديدة في عمل جديد صحيح لا ترغب فيه لكن لا تملك غيره حالياً حتى تدبر أمرها.
_______سوما العربي_______
كانت تعود من الخارج تقود سيارتها البيضاء العاليه تلج لداخل قصرهم بعدما عبرت البوابة.
لتقف بصدمه وهي ترى ذلك الحائط البشري قد ظهر لها من العدم.
سحبت فرامل اليد و وقفت بسرعه ثم ترجلت من السيارة بغضب تصرخ فيه:
-إنت أتجننت يا رشيد…ايه الي موقفك فاجئة كده قدام عربيتي عايز تلبسني مصيبه؟!
-كبرتي يا جميلة؟
نفخت أوداجها بضيق وسأم منه ثم صرخت بنفاذ صبر:
-يعني انت طالع لي في الضلمة تقف قدام عربيتي عشان تقولي الكلمتين دول …كبرتي كبرتي..مانت قولت لي كدا كذا مره خلاص شكراً على المعلومة .
-وبقيتي عصبيه…بزيادة.
-بتعصب لما الي قدامي يكون بارد.
اهتز فكيه بضيق…ضيقه الأكبر شعوره انها تتحدث بصدق..ألا تشعر بالحنين تجاهه؟؟ الإعجاب؟! هل نست إعترافها البائس له قبلما يسافر؟!!!
تقدم منها خطوات يردد مغتراً:
-بارد؟! شكلك لسه زعلانة مني؟
-وازعل منك ليه؟
جرحها كبره جعله يتصرف بتهرر فألقى جملته في وجهها كأنه كان يتحين الفرصه:
-عشان اخر مره شوفتك فيها قبل ما أسافر لما أعترفتي لي بحبك.
زمت شفتيها بضيق…كانت متوقعه فقالت:
-كنت متأكده انك هتحاول تحشر الكلمتين دول في اي حوار بس الواضح كده يا رشيد ان انا كبرت فعلاً بس كبرت لوحدي وانت لسه .
-نعم؟!
نطقها بغضب لتكمل عليه:
-خد بقا الكبيرة!
ناظرها بضيق فأعطته القاضيه:
-انت يومها نصحتني أنسى واعيش سني وانا يا رشيد عملت كده وعيشت سني فعلا ونسيت لكن انا ماكنتش اعرف انك عايش طول السنين دي فاكر…لوحدك انت فاكر وانا خلاص شايله الموضوع من دماغي.
اتسعت عيناه بصدمه مما سمع يراها تتحرك ناحية سيارتها تفتحها وتجلس فيها تقول قلبما تقود مغادرة:
-أبقى أكبر شوية يا رشيد مايصحش كده.
ثم قادت مغادرة تاركة رشيد خلفها مصدوم؟! 
______سوما العربي_______
جلسوا على الفطار بصمت تام لم يقطعه سوى صوت الجد الذي نادى ماهر :
-ماهر
نظر له يردد بترقب :
-نعم يا جدي.
أهداه الجد نظرة يفوح منها المكر والشماته:
-احجز النهاردة وروح هات لونا.
صمت الجميع ليقول مكملاً:
-اصل خطوبتك بعد يومين..هو مش ابوك قالك.
نظر ماهر على والده ثم عاد ينطر لجده :
-وانا كلمته يأجلها 
-ونأجل ليه بس يا حبيبي خير البر عاجله 
-بر ايه بس..حضرتك تعبان لسه ياجدي خليها بعدين.
-لا انا صحتي بومب…النهاردة تحجز التذاكر وفي خلال يومين تسافر.
ثم نظر لچنا يقول ضاحكاً:
-وانتي يا چنا.
قاطعته بنبرة باكية:
-وانا ايه؟! انا ايه بقا؟ عايز مني ايه.. أنا لسه صغيره سيبني في حالي.
نظروا عليها مستغربين طريقتها ولما تجيب هكذا وزاد إستغرابهم مع تعالي ضحكات الجد على رد فعلها.
_________سوما العربي_________
في روما 
كانت قد إستقرت نوعياً وهدأت وبدأت تتصالح مع ذاتها وتتصل بها 
بالنهار تعمل في محل بيع المجوهرات تتعامل مع صفوة المجتمع وقد تعرفت على شابه أوكرانيا تعمل في محل مجاور لها بعدما سافرت لروما هرباً من ويلات الحرب في بلادها.
وجاءت ذلك اليوم لها متهلله تقول:
-لدي خبر بمليون جنيه؟
-أخبريني ما هو بسرعه
خرجت مع الفتاة تقف بالشارع تسمعها وهي تخبرها:
-هنالك شركه كبيره هنا بروما قد طلبت مصممين جرافيك وانا سأقدم على العمل لديهم وقلت لكي كي تقدمي معي..سنقبل بكل تأكيد.
-لكنك لا تعملين بمجال التصميم 
-قد طلبوا مهندسين وتلك هي دراستي 
-لكن…قد يتم رفضي مجدداً 
-كنتي ترفضين لعدم إمتلاكك الخبره لكن تلك الشركة لا يشترطون الخبره وتوجد تسيهلات للعمل يبدوا مهتمين بالشباب.
ابتسمت لونا وبدأت نسج الاحلام 
دلفت بعدها للمحل تباشر عملها لا تلاحظ ذلك الرجل الايطالي الذي يراقبها بعيناه متحرشاً.
ثم أخذ يقترب منها رويداً رويداً يتحدث معها يسألها عن سعر احدى القطع ثم خرج ، لم تكن تعلم انه ينتظرها بالخارج حتى تنهي دوامها 
سارت فسار خلفها وقطع الطريق يحاول الحديث معها
لم تشعر بنفسها الا وهي تضربه بحقيبتها الثقيله على رأسه فبدأ يرفع يداه يهم بضربها.
لتصدم تماماً من ظهور رجل ضخم من احد المحال خلفها يبرحه ضرباً ثم يرفع عيناه لها متسائلاً:
-انتي كويسه يا هانم ؟
لم تجيب عليه…مصدومه…تشبه عليه..كأنها رأته مسبقاً مع من؟ مع من؟
مع ماهر!!!! تذكرت مصدومه تفكر هل وضع لها شخص يراقبها ويحميها من بعيد؟!
لم تفق من الصدمه والتفكير بعد لتصلها رساله منه مكتوب فيها"اتغيرتي يا لونا…بس انا شايفك …متابعك…لسه بتاعتي"
لا تدري متى وكيف تشكلت تلك الإبتسامة الغريبة والجديدة على شفتيها
يتبع
يجلس عاري الصدر متكئ على فراشه الوثير يدخن سيجاره بشرود يرفع فمه وهو ينفث دخانه يفكر فيها....جميلة.
يكاد يجن كيف ومتى صارت كتلة من الجمال هكذا؟ لقد أصبحت مغوية بصورة فتاكة، لم يتحمل حين رأها ومن وقتها وهي تشغل تفكيره ولا تبرح عقله.
-رشييد
انتبه على صوت زوجته التي تقدمت تتهادي في ثوب احمر من الستان مربوط وملفوف حول جسدها الممشوق،اخذت تتقدم منه بدلال ثم شرعت تفك رباط ثوبها ليظهر ذلك الثوب الشفاف الذي لا يستر فيها شيء.
جلست أمامه تبتسم بإغراء ثم قالت بصوت متغنج:
-وحشتني قوي يا رشيد.
رسم ابتسامة راضيه على شفتيه ثم رد عليها:
-وانتي كمان وحشتيني.
كان يعلم ما عليه فعله فيما بعد ذلك الثوب وتلك الجمله وهو كان بالفعل محتاج لذلك...هنالك كمية إثاره و وغبه مندلعه في اوردته حينما وردت لخياله فقط هي وجمالها الذي زاد على كبر.
فجذبها لتتسطح على الفراش وبدأ يهجم عليها بعنفه المعتاد لتغمض علياء عينيها فهي معتادة على رشيد وقوته المفرطة.
تلك كانت حالته دوماً هو كذلك وهكذا كان ينال متعته، لا يعلم متى وكيف بلحظة تلاشت علياء من بين أحضانه وتجلت صورة جميله الجميله وجسدها الفتاك، يحس انها هي التي معه الأن على فراشه ليبتسم وتلين قبضته ثم تلمع عيناه ويبدأ في ممارسه الحب 
وعلياء فتحت عيناها بصدمه وهي تشعر به قد هدأت حدته وتعامله العنيف تراه يبتسم لها ويمسح بأصابعه القويه على وجهها ثم يتلمسها بحنان ومن بعدها يميل بعذوبه يلتقط شفتيها كأنه يتذوقها لأول مره، يد تتحسس جسدهل الذي يعجبه ويد أخرى تهدهدها يخشى عليها من قوته...لتعود وتغمض عيناها من جديد تستمع ...وأخيراً عمد للطريقه التي تحبها ولمحت لها مراراً..لتكن ليلتها هي أحلى ليله مرت عليها معه منذ زواجهم ...عاشت فيها الحب الذي طالما تمنته وطلبته ورشيد غارق في لذه أخرى جديدة عليه قد يدمنها مع الوقت.
اعتدل في الفراش يسحب ملائة السرير على جسده المتعرق وقد فاق من نشوته وخيالاته يفيق على ان التي كانت بين يديه هي زوجته علياء وليست من كان يتخيلها.
سبه نابيه كادت تخرج من بين شفتيه وغضب عظيم كظمه بصعوبه، ربما ساعده بعدم فضح غضبه هو حالة الهيام والتشبع التي كانت تعيشها علياء.
فقد استرخت على صدره العريض تتحسس عضلاته وهي تتنهد مرتاحه تخبره عن مدى سعادتها به الليله :
-كنت رومانسي قوي النهاردة...بصراحة بقالي كتير ماتبصتش كده؟
نظر لها يبتسم بتوتر، ماذا سيخبرها؟!
لتتنهد بحالميه تقول:
-بس القوي قوي بردو رغم ان كل لمساتك كانت رومانسيه وحنينه لأول مره بردو حاسه عضمي متكسر.
اغتصب إبتسامة على شفتيه بصعوبه وقال لها:
-طب ايه رأيك تقومي تاخدي دش دافي هيبقى مفيد جداً ليكي دلوقتي.
لم تكن معجبه بالفكرة، كانت تحبذ النوم بين أحضانه لفتره أطول لكنها انصاعت لاقتراحه و وقفت عن الفراش تذهب للمرحاض عينا رشيد تتابعها حتى تختفي وما أن اختفت بالحمام حتى زفر بتعب وعيونه يقدح منها الغضب لا يصدق الحالة التي بات عليها، هل بات يتخيلها؟! 
هز رأسه بجنون يرى نفسه معذور فجمالها لا يقاوم مظهرها بزي الرياضة الوردي الذي قابلها به لأول مره يأكله أكلاً خصوصاً وهو يتذكر  حبات العرق التي كانا تنسدل على جبينها، كل شيء بكفه وذلك الفستان الأسود الذي رأها به ليلاً بكفه اخرى بل بعالم اخر وحده.
تلك المجرمة تمتلك جسد قتال رشعر أسود مموج مثل الموج طووييل يغطي ظهرها الممشوق يصل حتى مؤخرتها الملفوفة.
لاااا وشخصيتها..أاااه عليها..ردودها حاضره وانفعالاتها ثابته،قلبها جامد وقولها مُستف، كانت تضرب ولا تبالي...يبدو أنها أسرته من أول لقاء.
أخر مرة رأها كانت مراهقه ذات ستة عشر عاماً وبالتأكيد ما كان ليعجب بها او يتقبل إعترافها..رده الثابت كان المتوقع منه وغير ذلك يعد من ضرب الخيال او المرض فعلام تلومه.
عض شفتيه فقد أبتعد كثيراً على مايبدو فقد كبرت جميلة واستوى عودها حتى باتت إسم على مسمى.
حانت منه نظرة للمرحاض حيث صوت المياه المنبعث من الداخل نتيجة إستحمام من باتت زوجته وأم طفله وسأل نفسه هل تسرع؟!
لم يتحمل...يشعر انه وحده من يعاني والأخرى ستخطب لأخر..لا يستطيع التحمل لا يستطيع.
بحث حوله عن هاتفه حتى وجده وفتحه يبحث عن صفحتها مجدداً ويرسل لها طلب صداقه.
انتظر لدقائق وتفاجأ برفض مجدد لطلبه ليصرخ بغل:
-بنت الكلااااب.
تزامن مع خروج زوجته من المرحاض تجفف شعرها وهي تسأل:
-في ايه يا حبيبي.
-مافيش.
رد بسرعه ودلف بعّدها للمرحاض كي يستحم ثم يرتدي ثيابه ويخرج بعدها بغضب وتهور
______سوما العربي____
جلست أمام مرأة زينتها تضيف بعض اللمسات الخفيفة على وجهها من الزينه تبتسم في المرآة وهي تطالع فتاة جميلة دبت فيها الحيوية وعاد لوجهها إشراقه.
كانت تعرف ولديها المعلومة المؤكدة بيقين انها ذات جمال ناعم ومتدلع ..هي تعلم جيداً.
لكن التعب والهم والظلم والكبت ومعايشة القهر ودفن الألم قادرين على قتل اي جمال بل إزهاق الروح لخالقها وهي قد عايشت كل ذلك بأن واحد علاوة على الزواج بالاجبار.
وما كانت تخشاه كان افضل الحلول...فقد غيرها السفر وباتت افضل.
زاد جمالها وزادت إشراق..حررت أنوثتها وأطلقتها دون قيد او خوف من أحكام المجتمع...تتحدث بصوتها المتدلع دون الخوف المترقب من تبعات ذلك...تسير بدلال كما كانت دوماً وما ان تفعل يلقى عليه اللوم حيث ببلادها الناس متهضات وهن سبب كل كارثه، في بلادها أول من تلومها هي أنثى مثلها، كأن الرجل لن يحاسب والنار عُدت خصيصاً للنساء.
كل تلك الاسباب أعادتها للحياه وعادت لونا المشوقه والتي كانت كسابق عهدها حين كانت تعيش بكنف أسرتها بوجود أم حنون وأب مقتدر مادياً ومتفهم كانوا دوماً يخبروها ان النظر لوجهها حياة، النظرة لذلك الوجه الجميل تجلب الرزق وترد الروح.
كل ذلك حسته وعايشته قبلما تدور عليها الايام وتعطيها ظهرها وتلقيها في ايدي عمها ومن بعده ماهر وكل منهما لم يرحمها.
أسبلت جفناها بتعب تكمل وضع زينتها تتنهد ثم تبتسم تحاول نسيان ماهر وايام ماهو فقد مرت عليها هنا أسبوعان حستهم شهران او اكثر نسن ماهر وعذابه كأنه طيف  مر بحياتها ولن يعود وبداخلها إمتنان له فهو السبب والممول الأساسي لتلك السفرة.
أاااه حزينه خرجت منها...فما فعله لهو ثمن بخث مقابل ما اعطته إياه..فذلك الواطي قد أخذ شرفها وباتت سيدة تعرف أمور الناس، على من تكذب؟ على حالها؟! 
كيف تنسى ماهر وأيامه وهي لازالت تتذكر إتمامه زواجهم وما تلتها من ليالي تركت ذكره حزينه بداخلها.
وبينما هي بقارة اخرى تجلس متحصرة على أيامها كان هو بالقاهرة في منزله خرج من غرفته وقد جافاه النوم ليذهب لغرفتها يفتحها ويبتسم..فأول مافتح الباب اكتنفته رائحتها التي لازالت تعبق الأركان.
نظر لفراشها المرتب وابتسم ثم اقترب منه رويدا يتحسس...على ذلك الفراش قضى أجمل لياليه...هنا تمم زواجه من وليفته، هنا شعر بانه رجل...أفضل واقوى وأحلى رجل ..فقط لأنه مع لونا.
ارتخى على الفراش ينتوي النوم عليه، شعور بالراحله تسلله وبدأ يغمض عيناه مبتسماً وبلحظة فتحهم كأنه تذكر شيئاً مهماً.
وقف من فوره واتجه لغرفته يفتح خزنته الخاصه ويخرج منها كنزه العظيم..تلك الملائة التى ناما عليها أول ليلتهما..عليها شرفه وفخره...لونا تخصه وله وحده، قد صُنعت وخلقت له.
ذهب لغرفتها ونام مجدداً على الفراش يحتضن الملائة وقد جفت الدماء عليها ...شعور الحنين يضنيه، هو يفتقدها.
فتح هاتفه يتفقده ليكتشف انه لا يوجد اي صوره تجمعه بها..أيعقل.
زم شفتيه بضيق وقرر الاتصال بها ليجرب.
———-
انتفضت مكانها وهي تسمع صوت رنين هاتفها وتنظر له لتعلم هوية المتصل.
لل تعلم لما ولكن على ما يبدو قد بات هنالك حاجز نفسي صنع بينهما فلم تكن قادرة على تجاهل أتصاله...لتدرك انها لم تصبح قويه كفاية بعد واتصاله كان إختبار بسيط لتعلم.
فتحت المكالمه:
-ألو.
ليأتيها صوته السخين:
-وحشتييييينييييي.
رفرفت بأهدابها...نبرت صوته المشتاق مس شيئاً داخلها ..أهلا بالشئ وضده.
لم تمتلك الرد بعد فهمست مرتبكه:
-شكراً 
سمعت انفاسه
 السخينه بها تخلل اليأس من سماع مقابل لتصريحه فسألها مهتماً:
-سهرانه ليه؟
-عادي
-طب انا عارف انا سهران ليه انتي بقا سهرانه لنفس السبب؟
-سبب ايه؟!
-أبداً اتعودت اني بنام في حضن مرآتي الحلوه وفجأة مراتي دي سابتني وسافرت ..بذمتك ده ينفع ..حركه وحشه مش كده؟ غدارة مراتي دي.
للحظه سهمت معه وسرحت فأسلوبه الأن جميل وقادر على إختراق قلب أي فتاه..هي لو كانت لا تعلمه ولا تمتلك نفس التاريخ معه لربما وقعت بغرامه؟! هل ماهر شخصيه جذابه بالفعل وهي فقط من ترفضه؟ 
حانت منها ابتسامة لطيفه ثم سألته:
-كان قصدك ايه بالرسالة الي بعتها لي يا ماهر.
أبتسم هو الاخر ثم قال:
-الرسالة كانت واضحه يا لونا...اوعي تفكري اني قاعد هنا وسايبك انا عيني عليكي وعايزة دايماً تفضلي فاكره انه مهما هتروحي او تيجي او تبعدي أو تستقلي هتفضلي بتاعتي.
كان الحديث يسير بتوافق الى ان عاد لنبرته التملكية فصمتت ليسأل:
-سكتي ليه؟
-مش عندي رد على كلامك؟
-طب ايه الي كان مسهرك؟
-لا خلاص كنت هنام بس كنت جايبه مكياج جديد بجربه.
همهم بضيق ثم سألها:
-لونا مش حاسه بتعب في معدتك او دوخه او اي حاجه؟
تجهدت جبهتها ترد:
-لأ ليه؟
 زفر بضيق وبدأ العصبيه:
-لونا هو انتي مش حامل ليه؟!
لم يتخطر على بالها السؤال لذا جاوبت بتشوش:
-مش حامل ماعرفش.
-ماشي .
صمت لثواني ثم قال نكايه بصوت طفل أرعن:
-على فكره خطوبتي على جميله اتحدد ميعادها.
-بجد؟ مبروك.
زفر ضيق ثم قال:
-بس كده...ماشي
-في ايه؟!
-لا ولا حاجه يا لونا...نامي نامي.
اغلق الهاتف يلقيه بضيق قد احتله وهي تنظر على الهاتف بتشوش واستغرب.
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد 
خرجت بإشراق قبل موعد عملها تذهب لعند الشركه اللتي أخبرتها عنها صديقتها لتجدها بانتظارها تقول مهلله:
-رائع رائع لقد قبلوني.
-واااو مدهش هذا رائع..تهنئاتي.
ضمتها الفتاه تقول بحماس:
-أنا متأكدة انك ستقبيلين.
-أتمنى.
قالتها بصدق ثم دلفت للداخل تنظر على المكان بانبهار..صريح عظيم يعد حلم لأي شخص أن يعمل به.
كبرت أمالها وعظمت خصوصاً وقد قبلوا من قبلها صديقتها التي لا تمتلك موهبه او خبره بالتأكيد سيقبلونها
المقابله كانت رائعه اروع من تخيلاتها وخرجت منها سعيده تتوقع القبول وبالفعل أتاها الرد بالموافقه وطابوا منها أوراق سفرها فقدمتهم جميعاً وبدت مستعده كونها تحملهم معها.
لكن تم الرفض والسبب بعض القيود على الإقامة
جلست مقابل احد المسؤولين تسأله:
-ماذا يعني ذلك؟ اي قيود التي تتحدث عنها
-زوج حضرتك السيد ماهر عزام الوراقي...حرر محضراً ضدك انك قد سافرتي دون إذنه وبذلك بات هليكي قيوداً في أيدي اقامتك وسيصعب على اي شركة ان تقبلك.
خرجت وهي لا ترى أمامها تشعر بالصدمه والحزن والغضب..
اول ما فعلته هو انها اتصلت بماهر:
-الو...عامله ايه؟
لتصرخ فيه:
-انت مش هتبطل ؟! هتبطل بجد؟ يعني انت الي مسفرني وفارض قيود عليا.. كرهت نفسي بسببك..يا اخي منك لله.
ثمّ أغلقت الهاتف في وجهه مباشرة ولم تنتظر الرد ولم تجيب عليه ولا على أتصالاته الملحة.
ومرت أيام أخرى شملها الحزن ...الحزن والندك ضياع الفرصه تسأل نفسها هل ستظل مجل عامله في محل أم ماذا.
حاولت السير في الشوارع وان تبتسم وتنسى الواقع الأليم وذهبت للبيت تفتح الباب لتصدم وتتيبس أقدامها وهي  تراه أمامها داخل بيتها.
أول ما رأها القى مابيده وهرول ناحيتها بشوق كبير ولهفه:
-لونا...حبيبيتي...وحشيني قوي قوي وحشتيني.
بدأ يعتصرها داخل احضانه وهي لا سؤال بداخلها سوى سؤال واحد فقط ( ايه الي جابه)
اخرجها من احضانه يقول:
-وحشتيني قوي قوي.
جلس على أحد الأرائك وجذبها لتجلس على قدميه مردداً:
-انتي مجرمة..مش عارف ابعد عنك مش عارف..عملتي فيا ايه انتي؟
همست بقلق:
-هو حصل حاجة؟ 
-أمممم...حصل ان حضرتك قتلاني ببعدك ووحشتيني مش قادر ايعد اكتر من كده مش قادر.
جذبها لأحضانه وهي تقول يبدو عليها الرفض:
-أه سيبني يا ماهر.
-مش هقدر اطلبي مني اي حاجه غير كده يا عيون ماهر.
لم يسمع منها هو فقط بذأ يفعل يريها جنونه بها..كان جامح وعنيف إشتياقه لها عدى الحدودو...هو واقع بعشقها حد الثمالة ولا سبيل أمامه سوى الاستسلام.
شوقه لها غلبها كان كالمجنون او ربما المدمن ولونا هي جرعته ..اهاته العاليه ملاأت الغرفه بها ومعها تكتمل لذته..وبصعوبه مضنيه ابتعد عنها يردد بإنتشاء:
-اااه كنتي وحشاني بشكل 
-بكرهك
همست بها لونا بقهر قبلما يقهقه عاليا بينما يجذبها لأحضانه المتعرقه العاريه وجسده يهتز من شدة جلجلة ضحكاته، مسح جبينها المتعرق إثر فعلته ثم أكمل:
-وانا كمان بكرهك يا روحي
حاولت التملص من بين أحضانه لتخرج منها وتبتعد عنه فهمس:
-إثبتي بقا لسه فيكي حيل
فقالت بغضب مكبوت:
-سيييبني
تحولت ملامح وجهه على الفور للضيق والتجهم فحررها من بين ذراعيه كما أرادت لتلتف بسرعه وكأنها تبتعد عن ملقف للقمامة تستعد للذهاب للمرحاض فقال:
-رايحه فين؟
وقفت توليه ظهرها ولم تجيب فقال:
-رايحه تستحمي بسرعه عشان تشيلي اي أثر مني عليكي مش كده
اطبقت جفناها تبكي بقهر شديد فصرخ فيها:
-ليه كل مره أقرب منك تعملي كده ليه كل مره تبقى بالغصب ، انتي مراتي وانا ليا حق فيكي وباخده 
-انت ايه الي جابك هو مش خطوبتك بكره؟
أظلمت عيناه وتعاقبت عليه مشاعر وئدها سريعاً ثم اعتدل في جلسته وقال:
-ماكنتيش عايزه تشوفيني مش كده؟ جيت اخدك عشان تحضري فرحي مش انا ابن خالك بردو؟
-على اساس أنكم معترفين اني من عيلتكم اصلا ولا حد مهتم، حضرت أو ماحضرتش ماحدش هياخد باله.
رفع عيناه لها بصمت، يطالعها ....يراقب جمالها عن كثب....
لونا ابنة عمته صاحبة وجه الحوريه والعيون الواسعه البنيه وشعرها كذلك، كانت تضوي كالنور ...جمالها متدلل ...متدلع...متغنج، حتى لو كانت في أسوء حالتها ....حتى وان كانت بمزاج سيئ...انها تقتلته...تذبحه في كل مره يراها فيها....يعلم انها ذات أثر وحضور، يُعمل لها الف حساب حتى لو كنت تكرهها.
نفض كل تلك الأفكار عن عقله، لابد من التماسك دوماً 
فهز كتفيه وقال بيرود:
-ولو...شكليات...تفتكري اهل خطيبتي هيقولوا ايه لما ما تحضريش خصوصاً ام العروسه انتي عارفه هي مركزه معاكي أد ايه؟
-مانا سيبت لها البلد كلها ومشيت اعمل ايه تاني.
وقف عن الفراش يلتقط ملائه صغيره يواري بها سوئته ثم قال بحاجب مرفوع:
-انا وأنتي عارفين انتي سافرتي ليه ولا ناسيه
اهتزت شفتيها بغضب ثم همست:
-لأ مش ناسيه
صمتت لثواني ثم قالت:
-المفروض تطلقني...انت خلاص هتخطب أهو.
اغمضً عيناه يخفي غضبه ثم قال:
-عايزاني أطلقك عشان تدوري هنا على حل شعرك مش كده؟
ابتلعت غصه مريره بحلقها فهي تدور معه بحلقه مفرغه لم ولن يغير فكرته عنها فقالت:
-لأ...عايزه اخلصك من عاري وان اسمي يرتبط بأسم حد محترم وله وزنه زيك.
-ماحدش عارف انك مراتي غير عمك اللي جوزك ليا والشويه الي فاضلين عايشين من عيلة ابوكي مالكيش دعوة انتي بأعمامي وبطلي لعب بالكلام عشان انا قاريكي.
-بسس...
قاطعها بغضب:
-مابسش..انتي مش كنتي داخله تستحمي...اتفضلي ادخلي ومش عايز كلام تاني.
تحركت بكره وغضب وتركته يرتمي على الفراش خلفه يضع كفيه على دماغه كأنه يسارع أصوات كثيرة متداخله تدور داخلها 
وهي بالداخل تقف أسفل المياه تغسل جسدها بقوه شديدة ودموعها تختلط بالمياه الغزيرة المتدفقه عليها تعيد الغسل بقوه أكبر تمحو أثره من عليها ولكن عبثاً تشعر بالنفور والغضب...تباً لما لا تتخلص منه لما.
أرتدت روب الإستحمام بأهمال وخرجت من المرحاض تتقدم من الفراش تنتوي النوم هكذا لن تصحو لمده اطول تواجه فيه كابوسها...."ماهر"..."ماهر عزام الوراقي" ابن خالها هو أسوء كابوس...أسوأ من عمها وما فعله بها هو الأسوء على الإطلاق.
نامت على اخر مكان بطرف السرير وتكورت على نفسها تكتم صوت بكائها تخشى أن يسمعه لتشهق بصدمه وهي تشعر بيده الغليظه تسحبها لعنده حتى أستقرت في أحضانه العاريه من جديد .
حاولت التملص منه يظهر نفورها ليأمرها بحزم:
-بطلي حركه...نامي
سكنت بأمر واحد ولم تتحرك لتمر تلك الليلة المريرة عليها ويذهب لحال سبيله تشغله عنها حياته التي كانت هي دوماً خارجها ويتذكرها كل حين فتتنفس هي ...صبرت نفسها بهذا الامل كي تساعد حالها على الإطمئنان ولو مؤقتاً حتى تغرق في النوم وينتهي كابوسها معه لكنه لم يتركها بحالها وهمس :
-لونا
لم تجيب فقط صمتت وهو يعلم أنه لو تركها ينتظر جواب فسينتظر سنين، هي مقطوع منها الامل لذا أكمل:
-نفسي ولو لموة تجيلي انتي...نفسي في مرة بمزاجك.
-انت ناسي حكايتنا وناسي اتجوزنا أزاي؟
أغمض عيناه بحزن يتدفق لعقله ماحدث في وقت ماضي .
عادت للواقع بعدما طرأ لعقلها ذكرى الشهور الماضية لتجد نفسها بجوارها على طائرة العودة للبلاد.
نظر لجواره يجدها تجلس بهدوء فابتسم متسائلاً:
-قوليلى إحساسك ايه وانتي نازله من السفر عشان تحضري خطوبة جوزك على واحده تانيه؟
أغمضت عينيها بضيق شديد…ثم جاوبت:
-مش عارفه؟
-يعني ايه مش عارفه؟!
نظرت له بحده ثم سألت مباشرة:
-ليه يا ماهر..ليه منعتني اشتغل في الشركه الي قدمت فيها…مش احسن ما افضل شغاله في النضافة في محل مجوهرات.
احتل الضيق عيناه وقال:
-وانتي كنتي مفكرة لما تسافري برا هتشتغلي في وكالة ناسا؟
-لا بس انا تعبت والقدر بعت لي فرصه انضف..بس ازاي …انت عايزني افضل مربوطه بايدي ورجلي ورقبتي بقيود انت فارضها وعامل نفسك مديني الحريه.
سحب نفس عميق يغلق عيناه مردداً:
-مش كل القيود حبس…ساعات بتكون حمايه..وانتي زي العيال الصغيره اللي زعلت من ابوها عشان رفض انها تأكل أكله مضره او تلعب لعبه خطر.
هراء…..كل ما يقوله بالنسبة لها هراء.
أغمضت عينيها تهرب منه فناداها مرددا:
-لونا.
-نعم.
جاوبت مضطرة فقال بحسم:
-بصي على الورق ده كده.
اعطاها بعض الاوراق قد أخرجها من جيبه فأخذتها تنظر فيها….أرقام خيالية مكتوبه وارباح بالملايين.
نظرت له بأعين منبهره ومصدومه ليقول:
-دي الفوايد الي هتعود علينا من مشاريعنا مع عيلة جميلة والي هتقف كلها وممكن كمان تحصل خساير لو الجوازه باظت.
سحب منها الاوراق ينظر لهم ثم قال:
-أنا مضحي بكل ده…بايعهم وشاريكي انتي يا لونا ولما الطياره دي توصل مصر هننزل منها مش عشان اعلان خطوبتي لأ …عشان أعلن جوازي منك واعملك فرح كبير وأديكي مهرك فلوس زي ما كنتي حابه وتلبسي احلى واجمل فستان أبيض بس…هل انتي شارياني يا لونا؟
صمتت ولم تجيب فسحب نفس عميق مردداً بحسم:
-هعمل كل ده من غير تفكير لو ضمنتك وضمنت وجودك.
الصمت كان حليفه من جديد فبدت وكأنها تسأله وما الضمان ليقول:
-طفل…تبقي حامل…مافيش حاجه هتربطك بيا غير انك تبقي حامل .
اتسعت عيناها ليكمل عليها:
-فلو بتاخدي حبوب منع حمل وقفي انا مش عايز منك غير ضمان وانا من بعدها هبيع الكل حتى أهلي…هممم قولتي ايه؟
خيم عليهما الصمت وبقى منتظر ردها وعقله يدور ويدور يسأل ترى بماذا سترد عليه؟؟؟
يتبع
حديثه كان صادم بالنسبة لها....طفل جديد؟! غيرها؟! هي بالأساس لازالت ترى نفسها طفله ألقاها الزمان في نيران قسوته.
فمن ذا الذي يمتلك و لو ربع عقل داخل جمجمته و سيوافق على هكذا حديث؟! 
رفرفت بأهدابها وعقلها يدور ويدور ويدور وهنا كان السؤال المهم حيث سألته بنبرة متألمة ساخرة تجيب:
-ولو رفضت يا ماهر؟!! ايه؟! هتفضل متجوزني في السر؟! يعني اعلان جوازك بيا مرتبط بأني أجيب لك طفل؟! طب ولو طلع عندي مشكلة مثلا؟! لو انا مش عايزة دلوقتي؟! ايه؟! خلاص كده؟؟!! مش هتعلن جوازك مني؟!
صك شفتيه بغضب...لونا شخصية قويه ولسانها معها، هي فقط مردومه بالتراب...تلك الشخصية لو شمّت نفسها وأُزيح عنها الردم وتحررت ستصبح قويه بدرجه مخيفه..ماهي أساساً وهي بعز ضغفها تجابهه أحياناً وتحاصره بالحديث ..فعلتها مراراً وتغلبت عليه وهو لم يتغلب عليها سوى بتخويفها وبالصوت العالي يعلم انها جبانة وتخاف .
وهاهي قد حاصرته من جديد وبقت تنتظر الرد منه ليقول بعصبيه :
-قوليلي أضمنك ازاي قوليلي...انا مابقتش عارف اعمل ايه عشان أرضيكي.
ضحكت بسخريه وألم ثم سألت:
-وانت عايز ترضيني يا ماهر؟!!
-هو انتي بجد مش واخده بالك؟! انا حارق نفسي عليكي؟! 
عادت برأسها للوراء سحبت نفس عميق ونظرت بجوارها على النافذه للسحاب ليقول بغضب:
-أنا عايز رد.
التفت تنظر له صامته لثانيه ثم تكلمت تواجهه:
-هو انت يا ماهر لما بتعامل جميله بتعاملها زي ما بتعاملني كده؟
-لأ طبعاً؟
-ليه؟!
-دي واحده غريبه عني. أكيد مش هتعامل معها براحتي زي ما بتعامل معاكي..انا مش بحس ناحيتها بالي بحسه ناحيتك..انتي بتاعتي ..تخصيني.
-بجد؟!! أمممم..ومامتك وجنا بردو غُرب عنك؟! 
حاصرته مجدداً فأغمض عيناه بغضب لتقول:
-سيبلي فرصه أفكر.
-تفكري في ايه؟
-في الي طلبته مني..أشوف هوافق ولا...
قاطعها يردد:
-ولا؟! هي فيها ولا؟! أنا بعت الكل وببيع عيلتي  وبايع فلوس بملايين عشانك وانتي تقولي هفكر أوافق ولا؟!
أمام عصبيته وصوته العالي عاد خوفها من جديد..تلجأ دوماً للإنسحاب التكتيكي في اي موقف لذا حاولت القول:
-مش انت عايز يبقى برضايا عشان تبقى ضامن وجودي؟! رجعت في كلامك؟!
سحب نفس عميق يغمض عيناه بغضب مجدداً وهي عمدت للنوم ربما مرت ساعات السفر على خير.
__________سوما العربي________
خرج من بيته بغضب ومن وقتها لم يعد كان يسير بسيارته في شوارع القاهرة يراها بحلتها الجديدة وقد تغيرت تماماً باتت مدينه عصريه كلها كباري وأبراج تناطح السحاب كعروس بأبهى حله لكن مازال النيل والحواري القديمه بها يفوح منها رائحة المرأة العتيقه بحنانها الفياض فتصبح القاهرة جامعه بين جمال الشباب ودفئ العراقة...مثل جميله.......فهي قد باتت أنثى فارعه بجسد ممشوق ومنحنيات كيرفيه جباره ومع ذلك ظلت بعينها نفس اللمعه البريئة تحملها على وجهها المبتسم دائما...جسدها مضبوط بالملي مهتمه به تسير على أحدث صيحات الموضة ورغم كل ماتفعله لازال هنالك جانب طفولي مضئ بها يراه وحده.
لم يستطع مهمها قاوم و وجد نفسه في نهاية المطاف يقف امام مقر شركات خاله.
صف سيارته وترجل منها ينظر على سيارتها العاليه البيضاء وابتسم؛ نوع سيارتها يعبر عن شخصيتها ومستوى النضج والقوه التى وصلتها...يبدو أن أشياء كثيرة قد تغيرت وهو مسافر لايدري.
دلف للداخل في الصرح الكبير ينظر حوله منبهراً، دوما كان أخواله ذو جاه عالي على عكس والده اللواء الذي رغم رتبته العسكرية الا انه لم يصل يوماً لدرجة ثرائهم بالتأكيد.
كاد أن يسأل عن مكتبها فهو سبب مجيئه بالأساس لكنه لم يحتج لذلك فقد وجد مجموعه من الرجال والفتيات يرتدون افخم الثياب ويبدو على هيئتهم الفخامه والوقار أصغر شخص فيهم قد يصبح في الثامنه والعشرين مثلاً وجميعهم يغادرون غرفة الاجتماع بحنق وغضب يسمع بعض منهم يتهامسون لبعض (هي فكرانا روبوتات؟ ايه مش عايزه اسمع مشاكل حل مشكلتك..ماتشوف تيمك يا أستاذ ريتمهم بطئ كدا ليه؟! وعماله داخله فينا شمال من اول الاجتماع في ايه؟)
رفع احدى حاجبيه متعجباً كل هذا فعلته جميله؟! جميلة الصغيرة؟!
هل طال به الزمن بالغربه لتلك الدرجة؟! 
دلف من الباب الموارب ليراها تجلس على الكرسي الذي يترأس طارلة الاجتماعات الكبيرة، ترتدي تنورة زرقاء ضيقه وقصيرة مع قميص حريري أبيض مفتوح أحد أزراره وشعرها المموج مرفوع بكحكة مهندمة رسميه لأعلى رأسها...تجمع باقي أوراقها تستعد للمغادرة.
بقى واقفاً يستمتع برؤيتها ومتابعتها ...وأدرك بيقين انه قد تأخر بالفعل بل تأخر كثيراً جداً...لدرجة ان جميلة الطفلة البريئة ذات الصوت المسموع بصعوبه قد حلّت جدائلها وعلى صوتها وباتت سيدة أعمال تقود بقوة شخضيتها رجال بأشنبة تقف عليها الصقور..
تنهد بتعب...كلما رأها راقت له أكثر وأكثر .
واخيراً لاحظت وجود شخص أخر يشاركها المكان من كثرة ماهي مشغولة لا تلتفت.
حدجته باستغراب تردد اسمه:
-رشيد؟!
أه منها أه...تنهد متعباً.. بكل دقيقه يتورط فيها اكثر دون أن يدري وهي لا تبالي بينما تناديه بأسمه هكذا بطريقتها الماسة لوتينه تضعفه وتؤثر عليه.
بينما جميلة أكملت سؤالها المستغرب:
-بتعمل ايه هنا؟!
-جيت أشوفك؟
-تشوفني؟!
قالتها بحديه وحاجب مرفوع لتلمع عيناه بخيث ويجيب وقد بدأ يبتعد عن الباب ويقترب منها بخطوات مثيره مدروسة:
-أممم...أشوفك فيها ايه دي؟! مش بنت خالي ولا ايه؟!
مررت عينها عليه...لم تكن ساذجه مطلقاً لذا ردت بهدوء:
-لأ طبعاً ده انت حتى نورت الشركة.
كان قد اقترب منها وضع يد على الطاولة يقول:
-بجد؟!
-اه بجد.
مال يضع يده الثانيه على يد المقعد الذي تجلس عليه فبات قريباً منها جداً ومحاصراً إياها ثم سأل بصوت مثير:
-طب عيني في عينك كده؟!
استفزّها....استفزّها لأقصى درجه..تراه يلعب بها ومعها وهذا مالن تسمح به، لذا نفضت يده بحده من على الطاولة ففاجئته بقوتها وحدتها ثم وقفت تهفت فيه:
-يعني انت جاي المسافه دي كلها وقاطع القاهرة بالعرض لحد ما وصلت هنا عشان تقولي عيني في عينك؟
راقت له عصبيتها...يراها لذيذه وفي صالحه لذا سأل:
-وفيها ايه؟!
-فيها انك جاي تلعب وتهزر يا رشيد والصراحه انا مش فاضيه لك.
التفت له بأناقتها الخاطفه للعقول تردد بجديه محببه:
-زي ما انت شايف عندنا اجتماعات والدنيا مدربكه عشان اللونشنج الجديد بكره .
ربع دراعيه حول صدره وقال مستمتعاً برؤيتها في تلك الحالة الجديدة عليه متسائلا:
-همم؟
لتكمل بصدق وجديه يشوبها بعض الإستهزاء:
-فأنا بقترح عليك لو عندك وقت فراغ كده انك تقضيه مع عيتلك أو في اللعب مع ابنك.
غامت عيناه وفهم عليها، هي ببساطة تعيده للواقع في حالة إن صمم هو الإنفصال عنه تخبره انها واقعية تفضل الواقع وتعيشه والواقع يقول انه قد رفض حبها زمان وعاد اليوم رجل متزوج ويعول وهي ماعادت تلك الطفلة الصغيرة.
فاقترب منها ينظر لعيناها ثم ناداها:
-جميلة..ممكن تهدي وتسمعيني.
جاوبت بنبرة عاديها حياديه:
-أنا الحمدلله هاديه جداً على فكره.
زم شفتيه من طريقتها المحبطة ولا يعلم لما قد يتفوه بحديث كهذا لكنه شعر بحاجته لأن يقوله لذا تحدث بصوت مبرر يحمل قدراً من الندم والإعتذار:
-جميلة أنا زمان لما جيتي لي وقولتي لي انك بتحبيني وانا قولت لك الكلام الي شيفاه انه يضايق ده كان عندي حق؟ أنا كنت شاب وانتي لسه بنت صغيرة عندها ١٦سنه يعني مين ممكن يبص لبنت في السن ده ويتخيلها حبيبه وزوجه؟ أنا كان عندي حق ولو كنت شوفتك ساعتها حاجة تانيه غير انك طفلة كنت ابقى واحد مش مظبوط..إلي قولته هو الطبيعي والمتوقع ورد فعلي كان طبيعي.
إستمعت له للنهاية ثم قالت:
-عارفه يا رشيد وفهمت ده اكتر لما كبرت وصدقني انا حقيقي مش بلومك...انت اتصرفت صح واحتويت الموقف وانا مقدرة جداً تصرفك ده وقتها وعدت الأيام وانا نسيت خلاص وشوفت حياتي.
قست عيناه..لم يروقه حديثها وطريقتها الجاده، تبدو وكأنها تتحدث بصدق وهذا مالا يريده..فهتف بضيق:
-نسيتيه خلاص ؟! أممم طب ولما هو كده مش بتقبلي الأد بتاعي ليه كل ما ببعتهولك؟ طالما انا مش فارق معاكي قوي كده؟!!
-مش بضيق رجاله عندي على الأكونت.
ردت عليه ببساطة متعمده التقليل منه مما أشعل غضبه وعيناه فسأل:
-بجد والله؟! يعني طارق ابن عمك مش عندك؟!
-مش عندي.
صك أسنانه امام عيناها بغضب تملكه وسأل:
-طب وماهر؟!
-لسه مش عندي ..بس كويس انك فكرتني النهاردة هبعتلك فولو.
ابتسمت وهي تكاد ترى الغيظ في عينيه فابتعد عنه خطوة ثم ولته ظهرها تستعد للمغادرة وهي تردد:
-نورت يا رشيد بس زي ما انت شايف مضطره اسيبك واكمل شغلي .
التفت له قبلما تغادر الغرفه وتقول:
-صحيح بعتلك إنڤيتشن على اللونشنج بتاع بكره هنطرح وحدات جديدة بسعر الطرح لو حابب تستثمر فلوسك انت والمدام فأنا أولى ولا ايه؟!
ثم غادرت وتركته ينظر عليها معجب ومبتسم فقد صارت جميله فتاه جميله وعقلها يساوي ثقله ذهب مخها تجاري وطريقتها في الحديث خطافة.
________سوما العربي_________
بمجرد وصولها للبلاد تدافعت الرسائل على رقمها القديم نظرت للهاتف واجتاحتها الشعور بالحزن فهل اخيراً تذكرتها سما؟
حزنها من سما كان عظيم دفعها لتجاهل رسائلها وحتى الإتصال الذي بادرت به
فالتف لها ماهر يسأل بحاجب مرفوع:
-مش بتردي ليه؟! مين بيتصل؟
-دي سما صاحتبي
-والله؟ ولما هو كده مش بتردي عليها ليه ولا عشان انا واقف؟
نظرت له بصمت وضيق ثم مدت له الهاتف تقول:
-تقدر تاخد تتأكد بنفسك طالما شكك فيا كبير للدرجة دي 
صك شفتيه بضيق ولم يأخذ منها الهاتف بل قادها حيث تنتظرهم السيارة التي ستقلم للمنزل
تقدم يفتح لها باب السيارة يراها تجلس بهدوء فالتف يجلس بجوارها ثم يأمر السائق بالانطلاق.
نظرت عليه نظرة مطولة، كانت صامته تماماً، بدت محتارة في أمره.
لف رأسه وتلاقت عيناهم فسألها:
-بتبصي لي كده ليه؟
-أنت غريب قوي يا ماهر؛ لما انت شاكك فيا قوي كده ليه متجوزني ليه مكمل مع شخصية انت شايف ان كلها عيوب وبتتعبك وبتعصبك.
أسبل جفناه يتنهد بتعب وقال:
-أسألي نفسك..مع اني جاوبتك قبل كده.
ثم أشاح بوجهه بعيداً عنها، فكرة ان حبه لها مقابل بالرفض والنقور باتت تؤلم قلبه وتجرحه بقوة وقد تعب كثيراً لذا أعطاها هو القرار النهائي.
وصولوا للبيت بعد مده طويله سادها الصمت...
بمجرد الدخول للبيت سمعت صوت الجد يردد:
-أهلاً أهلاً حمد الله على السلامة.
وقفت لونا عند الباب..لا تتقبله...تراه عدوها الأولى وانه هو وماهر وجهين لعملة واحدة الأولى تسلى بجدتها ثم جاء حفيدة ليتسلى بها.
قد باتت على علم بأن كارما الأجداد تجلت في حياتهم بوضوح هذا ماتوصلت اليه حينما تناقشت مع مستشارتها النفسيه لكنها أقسمت الأ تحيا نفس النهايه مهما كلفها الأمر.
-لونااا...جدو بينادي عليكي.
قالها ماهو منبهاً ثم تقدم لعنده يحتضنه ويقبله تنظر عليهما كأن أحدهم مرأه للأخر، ماهر هو محمد ومحمد هو ماهر لكنها لن تصبح هنيه ولن تنجب طفلة فتصير رحيل.
-مش هتسلمي عليا يا لونا؟!!
قالها الجد وبعيونه الندم يعلم تمام اليقين انه هو الجاني عليها وليس ماهر...ماهر لم يفعل سوى انه قرر قصته..ومع ذلك ولم يستطع منع عيناه من النظر على ماهر بإشفاق يعلم مايعيشه الأن متأكد من قوة سحر لونا عليه وتمكنها منه، كيف لا يعلم وهو المتذوق الأول لهذا السحر، يدري بما يعيشه ماهر من لذه ومتعه ما بعدها متعه مع لونا، متيقن من شدة تأثيرها عليه فلونا ماهي الا الصوره المكررة من هنيه التي لم يشعر بتمام شعوره بالرجوله الا معها وحدها وبخسارتها خسر كل متع الحياه وتدمرت نفسيته، على من سيكذب؟ 
هو مدرك تماماً لحجم الحياه الكارثية التي سيعيشها حفيده في حال إبتعاد لونا عنه، مدرك ربما أكثر من ماهر نفسه فالتوقع مختلف تماماً عن معايشة الشعور.
-تعالي يا لونا سلمي يا جدك.
طلب منها ماهر فتقدمت ليبتسم الوراقي وبسره يهتف(زي هنيه تمام،رغم كرهها ليا كان ليا كلمه عليها)
هي فعلت بالفعل بعد طلب ماهر يبدو انه مؤثر بعقلها الباطن، أخذت تتقدم حتى وقفت بين يدي الوراقي ومدت يدها للسلام الذي لم يكفيه فقد سحب يدها بقوة ذرعتها بين أحضانه رغماً عنها واخذ يحتضنها بقوه ويغمض عيناه متأوهاً يشم فيها رائحة ابنته المغدورة وزوجته التي لم يحب غيرها.
بينما ماهر يقف بجواره وقد إجتاحه شعور قوي بالضيق فحمحم بحرج ثم حاول الفصل بينهما فرفع يده يضعها على كف جده التي يحتضن به لونته مرردا بضيق:
-أحممم..ياا جدي..خلااااص.
رفع الوراقي رأسه وابعتد عن لونا وهو يرفع احدى حاجبيه فحمحم ماهو من جديد يبرر:
-أصلها جايه تعبانه من السفر
-غيران عليها مني يا واد؟
قالها الوراقي ساخراً فتخبطت ملامح ماهر ليكمل الجد:
-امك كانت بتسأل عليك روح طمنها انك رجعت وسيب لي لونا عايزها في موضوع 
-موضوع ايه؟!
-الله؟! وانت مالك...أما ان أمرك عجيب ..روح لامك يالا روح.
تحرك ماهر على مضض وصعد  لوالدته ليلتف الوراقي للونا يبتسم بإنشراح وهو يرى جمالها البديع ثم قال:
-سبحان مين خلقك.
نظرت له ببرود والصمت هو المقابل ليسألها:
-ماهر اتجوزك صح؟
-وكمان عارف! 
-دخل عليكي؟
-زي ما عملت في جدتي.
رشقته بسكين في صدره متعمده جعلته يغمض عيناه متألما تهاجمه ذكريات الماضي، ثم فتح عيناه بصعوبه وقال:
-بس بلاش انتي تعملي زي هنيه وتسبيه وتهربي.
-هربت بعارها...الي هو اصلا عارك وانت السبب فيه.
-خلاص يالونا ماتبقيش انتي والزمن عليا انا باخد جزاتي كل يوم بالحيا...وعلى فكره زي ما انا غلط هنيه كمان غلطت لما رفضت ترجع لي.
-لما رفضت تعترف بالحمل وانكرت عشان مراتك ..كنت عايزها تعمل ايه بعد ما ولدت وانت مفضل الفلوس عليها وعلى بنتك..أمي الي بسببك انت وعيالك فضلت تعاني من الربو طول حياتها.
-عارف ...عرفت لما كبرت وجت تعيش معايا.
-عرفت؟ عرفت ايه؟! انها اترمت وهي عيلة قدام الملجأ بعد ما امها ماتت وفضلت طول الليل في المطر لما كانت هتموت باعجوبه نجدوها.
-ماكنتش اعرف ولما عرفت اخدتها تعيش معايا.
هتف مدافعاً لتصرخ فيه بقهر:
-قصدك لما فوقت..لما شبعت فلوس دورت عليها بس هي كانت عاشت اليتم وابوها عايش وهي عارفه انه عايش وعارفه هي بنت مين ومع ذلك عمرها ما فكرت تجي لك...انت حتى لما اخدتها من الملجأ اخدتها غصب عنها وأول ماجالها فرصه تهرب هربت واتجوزت ابويا....وجه حفيدك يعيد القصه تاني وانت قاعد تطلب مني ابقى زي هنيه.
مالت على أذنه وهتفت بشماته:
-على فكرة ماكنتش بتكره قدك.
قالتها من هنا وتجمد وجه وجسد الوراقي من هنا يهتف فيها:
-ماتقوليش كددده
-هي دي الحقيقة 
-لاااااا
على صراخه فهرول ماهر يقتحم الغرفه ليصدم وهو يرى هيئة جده ليتقدم منها يسأل بلهفه:
-في ايه؟! ايه الي حصل ياجدي؟
نظر لها بغضب يسأل:
-قولتي له ايه؟!
المقابل منها كان البرود والتشفي مما صدم ماهر وزادت صدمته وهو يجد جده يحاول التحدث رغم تعبه:
-ماقالتش ...حاجه،مافيش حا..جة 
-تعالي معايا 
جذبها بحده ليناديه الجد:
-خدها لاوضتها ترتاح ماتخفش انا هاخد الدوا وهبقى كويس..خدتها لاوضتها يا ماهر وعينك عليها...عينك عليها يا ماهر اوعى تغفل عنها.
كان يتحدث بتقطع وتعب لكن فيه من التحذير مايكفي للفت انتباه ماهر.
فسحبها معه وخرج من الغرفه يصعد بها السلم متسائلاً:
-انتي قولتي له ايه؟
-أهو عندك روح أسأله.
-طريقتك مش عجباني ولازم تتغير.
-حاضر.
قالتها ببساطة أثارت الرعب داخله لكنه لم يبين او يعلق بل عمد للخروج من الغرفه مردداً:
-مش عايز مشاكل يا لونا خصوصاً النهارده،عندنا لونشج جديد وانا خاطف كام ساعه عشان اقدر اجيبك من المطار وارجع اتسحل في الشغل لو سمحتي لمي الدور.
لم تعقب كل ما تريده هو ان يبصق كلماته ويذهب من أمامها الأن وقد فهم ما بقلبها فغادر.
لكنه توقف متيبساً يسمعها تردد بصوت قوي ثابت أرعبه:
-على فكرة أنا فكرت وقررت.
إلتف إليها ببطء شديد خائف جداً ثم سألها بعيناه لتكمل:
-مش موافقه؟
ماذاااااااا؟
لم تكتفي لهنا وحسب بل اجهزت عليه بقوة:
-ومش عايزه حتى إعلان جواز ولا إعلان طلاق عايزاك تطلقني كده وخلاص..وكفايه الي اخدته مني.
الى هنا وتوقف الزماان
أخذ يقترب منها بخطوات بطيئة خاليه من الحياه..وجهه شاحب وعيونه ميته، يردد:
-سمعيني تاني كده قولتي ايه؟
-الي سمعته يا ماهر...أنا عايزه أتطلق وكفايه عليك الي اخدته مني.
احتدت عيناه واقترب منها يقبض على ذراعها يغرس أصابعه في لحمها هاتفاً:
-كفايه عليا الي اخدته منك؟!!
هزها بعنف صارخاً فيها:
-أنتي أصلاً كلك ع بعضك بتاعتي..أخد شويه أخد كتير اعمل فيكي ما بدالي.
همت لتحد عليه تعلمه انها ليست دمية بين يديه لكنه نفضها من يده وردّد بنبرة باردة مغيره عن ذي قبل بثواني:
-براحتك...مش عايزه أعلن جوازي منك براحتك...بس افتكري أني كنت مستعد اعمل كده وانتي الي من كل عقلك رفضتي.
هم لأن يتحرك مغادراً لكنها أوقفته:
-استنى هنا انت رايح فين؟ انت مش قولت لي براحتك..يالا كمل وطلقني.
اغمض عيناه يردد وهو يحاول تمالك أعصابه:
-بلاش تخليني اتغابى عليكي.
ضرب بأصبعه على مخها يردد بحده:
-فكرة الطلاق دي تشيليها من دماغك عشان لو السما انطبقت على الأرض مش هيحصل.
-انت مش قولت...
قاطعها بصياح:
-أنا قولت إعلان جواز ماجبتش سيرة طلاق نهائي...انا خيرتك تجيبي طفل واعلن جوازنا أو ماتجبيش مش اكتر من كده...احلامك الي في دماغك خليها أحلام.
أسبلت جفناها بتعب...حاولت التحدث معه بهدوء:
-بص يا ماهر...احنا مش مرتاحين مع بعض وانت مستقبلك هيبقى احلى مع جميلة بينكم خطط ومشاريع وملايين وحاجات كتير مشتركة، انا مش هنكر اني متضايقة منك بس والله مستعده أسامحك وهعتبر انك تطلعني سليمه من البيت وتحميني من عمي وانه مايتعرضليش تاني وانك قدرت تطلع بابايا من تحت ايده وبتعالجه في مستشفى كويسه وأنك سفرتني واجرت ليا بيت دول مهري ومؤخري كمان وكده انا مرضيه مش مشكلة بس ننهيها بهدوء ومش عايزه والله اكتر من كده.
كلامها كان يدك حصونه دكاً دنيته تنهار أمامه الان..هي ببساطة تريد سحب أنفاسه منه تظن نفسها مجرد فتاة تزوجها.
صدقت كل طنونه ومخاوفه..لونا فتاة لا يستهان بها هي فقط كانت بلا شخصية وعلى مايبدو أنها بدأت تكونها على كبر..وكل ذلك لا يتنافى مع كونها ذكيه ولسانها معها كل ماكانت تحتاجه هو الجرأة والخبره والتعرف على نفسها لتكوين شخصية وها قد بدأت تفعل وبدايتها كانت بمواجهته أو بالأحرى تحديه.
فردد بنره أخافتها:
-يعني انتي كنتي مسافرة عشان تستقوي بالسفر وتقدري تستقلي بعيشتك مش كده؟
-كله كان برضاك ولغرض معين في دماغك انا لسه ماعرفوش بس وفيها ايه يا ماهر.
تقدمت منه ومسكت يده بكفها تحدثه، أول ما لمسته إقشعر ورفع عيناه لها بلهفة متأثر بها لتقول:
-ليه عايز تاخذ مني كل حاجه؟ليه تكسرني؟ ماتنهيها بشياكة يا ماهر واعتبرني ذكرى.
-ماقدرش...أفهمي...أنا روحي فيكي.
مستها كلماته...لأول مره يخترق حديث ماهر جدار قلبها، تقسم انها شاهدت الصدق واللهفه في عيناه كما شاهدت غلالة من الدموع.
أسبل عيناه بتعب يكبح دموعه ثم فتحهم يردد:
-كنت مستني أن أضعف الأيمان ترفضي تجيبي طفل كنت هقرص ودنك شويه وبعدها هعلن جوازنا بردو ماقداميش حل غير كده لاني غصب عني ناوي اكمل عمري معاكي ومش عايز أكمله في السر، كنت هعلن الجواز وافسخ الخطوبه وطز في اي فلوس أو مصلحه بس كنتي قولي موافقه،شارياك يا ماهر بس بلاش خلفه دلوقتي..كنتي بلي ريقي بأي كلمه، لكن انتي...رفض رفض رفض.
هزت رأسها بجنون ماعادت تتحمل..كل السبل معه موصدة يرى نفسه غير مخطئ وكأنه لم يرتكب في حقها أخطاء فادحة ويعاملها بطريقه غير أدميه.
فصرخت فيه:
-ماتتكلمش كأنك مظلوم وانا ظالمه..أنت عارف انت عامل فيا ايه...طلقني وسيبني أشوف حياتي..سيبني لحد يحبني.
انتفض بعيونه اللهب قبض على ذراعها يهتف ويهزها:
-قولتي ايه؟ انطقي...قولتي ايه؟
صرخت متألمه:
-سيبني يا ماهر.
-اسيبك عشان تروحي لغيري 
-سيبني بقا حرام عليك سيبني سيبني...
صوت صراخها كان عالي أخرج كمال وچنا من غرفتيهما.
اتسعت عينا كل من كمال وچنا وهو يراها قد خرجت متسرعه من عرفتها بمنامتها المكشوفة، اتسعت عيناه بصدمه وشهقت چنا برعب لم تتوقع أن يخرج كمال .
دلفت للداخل سريعاً تغلق عليها الباب فيما وقف كمال يحاول إستيعاب ما رآه وهل رأه من چنا الصغيرة؟ هل كبرت چنا؟!!!
أخرجه من تساؤلاته صوت صراخ لونا المتصل ليسارع بالدق على الباب قم إضطر لاقتحام الغرفة بعدها ليحاول الفصل بين لونا و ماهر الذي هتف فيه:
-أنت ايه الي دخلك ازاي تدخل كده من غير ما أذن لك؟
-مش وقته يا ماهر...سيب ايد البنت
-هو ايه الي مش وقته..واحد ومراته انت مالك؟
نجحت في الإفلات من تحت يديه ولفت تحتمي في ظهر كمال منه..
إلى هنا وجنّ جنونه وصرخ بغضب أعلى:
-انتي يومك مش معدي النهارده؟! كله كوم وعملتك دي كوم تاني.
جذبه كمال يحاول الخروج به من الغرفه مردداً:
-تعالى معايا يا ماهر...تعالى.
أخرجه من الغرفه بصعوبه إلى أن وقف في نهاية الممر يسأله:
-في ايه يا ماهر..هو انت على طول معاها كده كله خناق وزعيق…انا لولا دخلت عليك كان زمانك بالعها.
هتف ماهر بحرقه ولوع:
-مش طيقاني يا كمال …البت مسففاني التراب.. حارق نفسي عليها وهي مش شيفاني…مش شيفاني يا كمااال.
-أنت السبب.
-نعم؟!
-أيوه…ده البطلة في فيلم ذا ليون كينج حبت قرد…قرد عشان اهتم بيها…وانت اصلا دخلتك معاها كانت زفت وتعاملك قطران…مستني ايه ؟! حد قالك انها مازوخيه مثلاً؟!
صمت ماهر وعلى مايبدو ان حديث كمال نجح في اختراق عقله فهدأ قليلاً ونظر له ليكمل كمال:
-عاملها برومانسية شويه يا ماهر…اهتم بيها واديها الأمان هي كده ولا كده مش هتعرف تفلت من تحت إيدك انت ابن عمي وانا عارفك.
لكن رد ماهر عليه كان على عكس المتوقع حين قال:
-لا مش هدلع ولا هدادي…أنا الي يبيعني أبيعه…انا اديتها فرصتها وهي الي اختارت خلاص اشوف مصلحتي بقا.
-يعني ايه؟! مش هتعلن جوازكم؟
-لا؟
-يعني سلمت وهتطلقها؟!
-مستحيل…لونا هتعيش وتموت مرات ماهر الوراقي.
ابتعد كمال خطوة عنه يردد:
-انت عايز ايه يا ماهر…عايز ايه؟! 
-عايز أدبها…أنا بقا هربيها وأعرفها ان الله حق
-انت حاله ميؤس منها…انت عايز تفضل تعبان مع ان الحل والدوا في ايدك.
وقف ماهر محتار يفكر في حديث كمال وكبره يمنعه.
الى ان ورده اتصال فرفع هاتفه يبصر اسم المتصل ففتح المكالمة على الفور يقول:
-منتصر باشا ..اهلاً وسهلاً 
-أهلا ماهر بيه..انا قولت أكلمك بنفسي وأعرفك أننا خلاص جبنا الواد اللي اسمه الدوكش ده وأخد أربعه في أربعه.
-بس عايزك ماتعتقوش الا لما ياخد الحكم المتين ويترمي في السجن.
-ماتشغلش بالك انت كله تحت السيطرة.
-مانحرمش منك ياباشا..هعدي انا عليك بقا .
-منتظرك يا كبير…يالا مع السلامه 
-سلام.
اغلق الهاتف وتنهد بارتياح ليسأله كمال بشك:
-هو في ايه؟!  ومين ده الي عايز تحبسه.
توترت ملامح ماهر ثم قال وهو يستعد للمغادرة:
-مش وقته .. لازم أتحرك دلوقتي عشان تجهيزات الحفله.
هتخلي لونا تحضر.
-تحضر اه عشان ترجع بخمس الاف عريس..هو انا ناقص يا كمال؟ انت تجيب چنا معاك وبس سامع؟!
لم يجيب عليه كمال لكن ماهر تحرك مغادراً 
مرت الساعات وبصعوبه اقنع كمال لونا بأن تخرج معهم وتذهب للحفل.
وهي أرتضت وذهبت لأساب كثيره أولهم مجابه ماهر والتمرد على أومره.
جلست بالحفل…عروس جميلة بأبهى طله وحله..كانت ناعمه لذيذة وملفته.
الكل ينظر عليها وهي تتابع ما يحدث جلست تتذكر ماسمعته أثناء عودتها من المرحاض…خالها والد ماهر يقف مع والد جميلة خطيبته يبرم عدة صفقات بملايين وقهقهاته العاليه الجشعه تملأ المكان.
فاخر يقف مع عم جميلة ومعهم رجل ثالث يضحك بقوه…تلك الضحكه تشع بالمال…يفوح منها رائحة مصلحة كبيره.
محمد الوراقي يجلس مع كبارات البلد يبتسم بكياسه ويتحدث بوقار من يصدق ان هذا الرجل قد فعل بفتاه وطفلتها مافعله…ضحكت ساخرة بألم فصدقاً المال ينظف.
لمحت عيناها ماهر خرج من خلف كواليس المسرح الكبير…ابتسمت بلا إرادة وهي تراه يرتدي بذلة تكسيدو سوداء رائعه عليه.
شعرت بالمقارنه والغيره وهي تراه يقدم من جميله المتأنقه في فستان غالي جدا جداً يعطيها بعض الاوراق يتحدث بمهنيه واحترام وهي تجيب عليه بحرفية سديده ثم تتحرك بثقه تنجز بعض المهام.
هي أيضاً توقف بها الزمن…وشعرت بتوقف الأصوات ترى حياة الكل تسير وهي الوحيده الخاسرة..عزام وفاخر المتسببين في إصابة والدتها بالربو يجلسون متهنيين بل ويجنون المزيد من المال وهي قد ماتت والدتها.
الكل يربح حتى ماهر فاز وتسلى عليها…هي الوحيدة الخاسرة.
وقتها تجلى بأذنها صوت مستشارتها النفسية وهي تعيد عليها أيات استدلت بها"وما ظلومنا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
تعلقت بأذنها وباتت تتكرر
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ولم تخرج من صمتها سوى على صوت ماهر الغاضب الذي تقدم لعندها حينما اكتشف وجودها يردد:
-انتي بتعملي ايه هنا؟؟
صراخه لم يرعبها بل جعلها ترسم على شفتيها إبتسامة رقيقة، ناعمه أثارت رجفته وإستغرابه ثم وقفت تقترب منه لتحدثه ومن هنا تبدأ فصل جديد في قصتها معه تقسم ان يصبح في صالحها لن تصير ضحيه كجدتها.
يتبع
من ذا الذي لن يلاحظ وجود لونا في المكان؟ وأي تجمع هذا الذي لن يتوتر بمجرد دخولها فيه.
فستنانها السماوي المنفوش جعلها كسندريلا العصر الحديث، ملامحها خلابه وقوامها أخاذ.
بالأساس لونا طاقتها مختلفة وطلتها لها جاذبية، حضورها ملفت،مميز ومثير.
بالطبع لاحظها بسهوله فخطفت لبه وإثارت حواسه ثم جننت عقله؛ اندفع من عند المنصة بعدما كان قاب خطوة واحدة من إلقاء كلمته على الحضور.
نزل من على المسرح كله وذهب لعندها ملفتاً أنظار الجميع.
وكلما اقترب زاد جنونه تصاعداً بازدياد إتضاح جمالها الملفت وهو يعلم ذلك...اقسم لن يجن بسببها وليس ذنبه مطلقاً انها ذات جمال وجاذبية.
اتسعت خطواته حتى اقترب منها مد كفه يغرسها في لحم ذراعها يوقفها عنوه وهي شهادة حق انصاعت ليداه ووقفت معه تقترب من جسده كما ساقتها يداه.
صرخ فيها بأعين غاضبة:
-انتي بتعملي ايه هنا؟! وازاي تخرجي من غير أذني؟
بللت شفتيها بتوتر، كل ماستفعله جديد عليها، قررت تجربة أسلوب جديد معه كي تهدئ اللعب  ريثما تدرس الوضع لذا لم تذهب لطريقتها المعتادة في الرد عليه وجربت ان تقول:
-ماكنتش عايزني اجي؟!
-أه
هل أخفقت ولا تملك تأثير عليه؟ هكذا سألت نفسها فرده مازال متجهم غاضب، لم تكن تملك خيار التراجع لذا عمدت لإكمال الجرعه فتبتسمت له وهي تمد كف يدها تلمس ذراعه الغليظة تقول:
-ليه كده يا ماهر؟
أين ماهر؟!! وقد ضاع ماهر.
ماذا تنتظر وقد نطقت اسمه بطريقه ماسه ومحببه مستخدمه صوتها الذي هو متدلع من الأساس جعلته يحملق فيها تائه، هائم، عاشق، ذائب في سحر لونا....لونته المغوية.
رفرف بأهدابه...كانت كعلامة صح ☑️ علامة نجاح...بهتت ملامحها،هل نجحت؟! هل تمتلك ذلك التأثير عليه كما أخبرتها مستشارتها النفسيه و كما قالت لها صديقتها سما صباحاً 
-مش بترد عليا ليه؟
سألت مترقبه...هي الأن في حالة تتبع ومراقبه تختبر وتنتظر النتيجة لتكون فكرة .
رأته وهى يجول بعيناه على ملامحها ولاحظت ابتلاعه للعابه بصعوبه،بعيونه تيه أنار بصيرتها وأصابها بالدهشة.
كانت كمن لُقم رأسه بحجر، فهل هي تملك كل ذلك التأثير على ماهر؟ ماهر؟!! معذبها؟!
نجح أخيراً بإخراج صوته..وهو لا يرد اخراج صوته بل يريد تقبيلها والأن.
لجم نفسه بمهاره...حمحم بحرج ثم رد:
-أاا...
هكذا كان جوبه...متووول...كيف خافت منه وأخذته خصماً ولو ليوم...الغبية لا تعلم انه جند من جنودها وتحت إمرتها...سلطتها عليه قويه، هي فقط من كانت لا تعلم أو بالأحرى لم تكتشف بعد.
ملت سريعاً، وكادت ان تعود لعادتها القديمه وتصرخ فيه الا انه قد جاوب وقال بصوت عاشق:
-مش كنتي تقولي انك جايه، على الأقل كنت جيت مع مراتي.
سبته ولعنته داخلها هو يكرر كلمة (مراتي) دوماً (مراتي مراتي مراتي) ربما قريباً سيصبح إسمه ماهر مراتي، لقد ملت منه..لا يترك جمله إلا ويحشر بها كلمة (مراتي).
زاغت بعينها على جميلة،علم تنكر، يجب ان تُقر....هي تغار من جميلة.
تقارن نفسها بها دوماً .
جميلة المدللة التي يحسب لها الجميع الف حساب بما فيهم ماهر الذي لم يكف عن إذائها والتقليل منها.
شعور سئ إجتاحها، تمكن منها، كانت بحاجة للشعرر بالفوز، بالتفضيل ولو لمره لذا ابتسمت مجربه تقول:
-جميلة جايه على هنا.
لم يشح بعينه من عليها، لأنه لايقدر؛عينه تعشقها، معلقه بها..فقط تنهد وقال:
-مش مهم.
ابتسمت فأكمل:
-مش مهم أي حد غير لونا.
شعور جميل إجتاحها تريد منه المزيد ربما أعاد لها ثقتها المفقودة بنفسها...ستجرب إستعمال ماهر، لما لا فقد دفعت ثمن كبير مسبقاً يحل لها فعل أي شيء .
كادت ان تتحدث مجيبه لكن جميلة كانت قد اقتربت تقول:
-ايه يا ماهر لازم تطلع تقول البرزنتيشن قدام الناس مافيش وقت.
زمت لونا شفتيها بضيق...لقد تجاهلت جميلة وجودها..أسبلت جفناها تشعر بالإهانه لتهتف:
-أاه.
اتسعت عينا جميله وهي ترى إنتفاض جسد ماهر بلهفه يتلقفها بين ذراعيه هاتفاً:
-مالك في ايه
ترنحت متقنة التمثيل تقول:
-شكلي دوخت 
هتف في جميلة أمراً:
-جميلة روحي بسرعه هاتي لها اي عصير....بسرعه اتحركي.
صرخ فيها بعنف اتسعت لأثره عينا جميله لاتصدق ان ذلك قد حدث معها.
تحركت بصدمه بينما لونا ترقص بداخلها وهي لازالت تستند على جسد ماهر تتكئ برأسها على كتفه وهو قد مد يده يمسح بكفه على شعرها يسألها بوله:
-مالك يا روحي.
-مش عارفه دايخه قوي.
وجدت نفسها قد جاوبت لما جاوبت فهل تعلم انها هي روحه كما وصفها؟ يبدو ان عقلها على علم بذلك...هكذا شردت مفكره تلتقط التفصيل، خرجت من شرودها على صوته يسأل:
-من ايه الدوخه بس؟ حامل ولا ايه؟!
هزت رأسها بيأس منه، مجرد الكلام أثار خوفها و وقع الكلمه على قولونها العصبي فعل به الأفاعيل وهي بالأساس تعلم انها تمثل..فماذا لو كانت حقيقة.
مرت دقيقة وهو يأحذها بأحضانه إلى ان حضر نادل معه العصير فقالت لماهر وشفتيها متقوسه ببراءة مزيفه:
-مرضيتش تجيب هي العصير.
-مش مهم مين يجيبه المهم تاخديه وتبقى كويسه.
هو لم يكذب أو يتجاهل ولم يتلاعب، ماهر بالفعل غير مهتم بأمر جميلة وما قد تفعل أو لا تفعل وبموقف كهذا كل ما يهمه ان العصير قد حضر لحبيبته ولا يرغب بالتفاصيل.
أعطاها الكأس يقول:
-يالا ياحبيبي اشربي عشان تبقي كويسه.
-حاضر.
=ماهر...ماهر...انت قاعد هنا وسايب الدنيا تضرب تقلب قوم يالا عشان البرزنتيشن 
زم شفتيه بضيق وهو يرى ويسمع عمه الغاضب فقال:
-ماشي ياعمي دقيقة وجاي وراك.
-مش دقيقه يالا دلوقتي حالاً...ايه الي مقعدك مع البت دي ومالك مقعدها في حضنك كده .
-ولو فضلت تزعق كده هقعدها على رجلي في نص الحفله وخليها تخرب ماتعمر بقا.
-للدرجة دي يا ماهر
-أنا على اخري يا عمي....عدي معايا الليله أحسن.
-ماشي يا ماهر...حسابنا مش هنا.
كاد فاخر ان يتحرك مغادراً بغضب لكنه توقف متخشباً يسمع صوت تلك الفتاة تردد بغنج:
-خاااالووو فااااخر.
التف لها ببطء ليجدها تعطيه نظره لامعه من عيناها ثم تلتف برأسها لماهر تقول:
-روح معاه يا ماهر انا بقيت كويسه
-متأكده؟
-متأكده قوم روح يالا.
صك فاخر أسنانه وعادت لونا تبتسم له بكبر منتصره ليأكله الغضب ويهتف في ماهر:
-أخدت الأذن منها خلاص؟! لا مسيطر...قوم قوم دي شكلها ألأيام الجايه هتبقى مقندلة.
تحرك ماهر بالفعل وأول المصدومين كانت لونا....هي بالفعل غير مصدقه تحاول فقط أن تستوعب...هي تملك سلطة كبيره جداً على ماهر وهي لا تدري؟!!
فجلست تبتسم شاردة تتذكر ماحدث منذ ساعات قلال غيرها وبدل تفكيرها ذلك التغيير الجذري.
عودة بالزمن قليلاً 
كانت تجلس في غرفتها حزينة تفكر في مخرج لورطتها وكيف تتخلص من ماهر لتتفاجأ بدقات متواصلة على باب غرفتها ولما فتحتها صعقت وهي ترى من تقف أمامها.....سما .... كيف ومتى ولما؟!
-مش هادخليني زي ما بترديش عليا ولا ايه؟
-جيتي هنا ازاي؟
-سألت وجيت رنيت الجرس والخدامة فتحت لي وجابتني لأوضتك...هتدخليني ولا امشي انا اتمرمط على ماعرفت أوصلك هنا.
لفت لونا وجهها ودلفت للداخل تاركة الباب مفتوح تقول:
-أنا مش بكلمك 
-ليه؟
احتدت عينا لونا وهتفت:
-والله؟! انتي بجد عيلة باردة ومستفزة و واطيه وخاينه...أنا كل مره كنت بحتاجك مش بلاقيكي...اتصل ماترديش..سبتيني وخلعتي في عز أزمتي...ده أنا سافرت واتغربت وروحت ورجعت وانتي ولا انتي هنا،
زمّت سما شفتيها تردد:
-صح انتي كان حاصل معاكي كل ده فعلاً وهو هم كبير بس تعالي بقا شوفي انا كنت بواجه ايه في الفترة دي انا صحيت في يوم لاقيت كل حياتي الي ببنيها اتهدت...محمود طلع يعرف واحده عليا ومتجوزها بقاله سنه وانا نايمه على ودني ولا دريانه واكشتفت بالصدفه ولما واجهته بدل ما يلم الدور بجح وقبح وساب البيت وقطع عننا المصروف وابني الصغير كان لازم يعمل عمليه حفيت وراه و ورا امه عشان يبعت فلوس رافض كأنه بيأدبني كأني انا الي كنت اعرف عليه واحد..وانا طول الفتره الي فاتت في محاكم وقعدات بنحاول نوصل لحل ولا نوسط حد عشان نخرج بالمعروف ويديني حتى حقوقي العاديه ولا يبعت لعياله فلوس
كانت لونا مصدومه محبطه وهي تستمع لما مرأت به سما وحدها وهي لا تعلم، ظلمتها وهي لاتدري..ظنتها تتنكر لها بينما سما كانت بهمها غارقه.
حاولت التحدث تبحث معها عن حل:
-طب وشغلك
تنهدت سما:
-ماهي صحيح المصائب لا تأتي فرادا..أخت البيه واصله وخلاتهم يمشوني من شغلي.
-ازاي ده انتي بقالك سنين فيه وعامله شغل حلو قوي.
-مش عارفه يا لونا بجد مش عارفه...سيبك من مشاكلي دلوقتي وقوليلي انتي عامله ايه و وصلتي لايه مع ماهر؟
-اقول ايه بس ولا احكي ايه في الي انتي فيه ده هو انتي ناقصه.
-ياستي مالكيش دعوه انا جايه اتطمن عليكي طول الفتره الي فاتت ماعرفش عنك حاجه.
زجرتها بعيناها تكمل معاتبة:
-انتي  بردو قلبتك وحشه ولما بتزعلي بتقلبيها غم.
ضحكت لونا فتلك حقيقتها بالفعل لتكمل سما ضاحكة متعجبه:
-مين يصدق ان الملامح الكيوت البريئة دي قلبها اسود بلاك لا بتنسى ولا بتسامح.
شهقت لونا تردد مدافعه:
-بس بدي فرص والله..
-لكن أول ما الفرص تخلص...بتبقى سنه سودة.
ضحكت لونا فسألتها سما:
-هاااا...عامله ايه مع ماهر ومع العيله دي 
نظرت لونا أرضاً فسألتها :
-هو انتي ليه مافضحتيهوش قدام عيلته وقولتي ان ابنهم متجوزك انا لو مكانك كنت هعمل كده ومن بدري.
-خوفت.
-نعم ياختي.
-كانوا هيتهموني اني انا الي غويته مانا سمعتي سبقاني بقا.
-منه لله عمك ...بس بردو مايقولوا عادي.
احتقنت عينا لونا بالدموع واحمر وجهها الذي اخذت تهزه رافضه:
-مش عادي...مش عادي ابداً يا سما...انتي ماتعرفيش انا بيحصلي ايه لما حد بيقول عليا كده..كأن خناجر بتقطع في قلبي.
زمت سما شفتيها مشفقه على حال صديقتها لكن تجعد مابين حاجبيها وهي تسمع لونا تكمل بتردد:
-وفي سبب كمان.
-ايه هو؟
-بصراحة...مستنيه اجيب اخر ماهر...عشان مابقاش ظلمته زي ما بيقول...مستنياها تيجي منه...مش المفروض ان انا الي اقف وأشهر أنا جوازي وأدافع عن نفسي...يعني لما انا اعمل كده هو كراجل لازمته ايه؟
-مش عارفة اقولك ايه عندك حق في كل كلمه ولو ان وضعك ده صعب بس...صراحه عندك حق وو..
كادت ان تكمل حديثها لولا اندلاع صوت صراخ قادم من غرفة أم ماهر وقفت الفتاتان وكل منهما تسأل:
-في ايه؟!
-مش عارفه..بس ده صوت طنط مامت ماهر..في ايه؟
خرجوا وكذلك الجميع حينما ازداد إرتفاع الصوت مختلط بصوت آخر يعرفونه مستمر في القول(ايه الي بتعمليه ده وطي صوتك)
هرولت جنا وكمال وكذلك لونا وسما في ظل غياب ماهر بتحضيرات الحفل وجيلان تحضر نفسها للحفل في أحد صالونات التجميل.
اقتحم كمال الغرفه وكلهم من بعده ليروا عزام هو من بالغرفه معها يحاول الاقتراب مستغل ان لا حول لها ولا قوة وهي ما ان فاض بها صرخت:
-ألحقوووني...أبعدوه عننني.
ولم يفطنوا ممن تصرخ ومن ذا الذي تصرخ منه الا بعدما اقتحموا الغرفه وصعقوا مما فهموه...
كانت "نسرين" تبكي بألم وحرقه شعور بالنفور والعجز متملكان منها...اقتربت منها ابنتها تحتضنا مردده:
-في ايه يا ماما...مالك.
-ابعدوه عني..أبعدوه عني.
تقدم كمال:
-ممكن تتفضل معايا ياعمي لو سمحت.
ليهتف عزام بغضب بعدما تم فضحه بتلك الصورة أمام الجميع:
-عجبك كده...فرجتي العيال علينا.
-امشي من وشي بقا...حل عني بقااا.
للحظه شعوت لونا بالخوف وتبدل الأدوار...ماهر هو عزام وعزام هو ماهر وهي لجواره بنفس ضعف نسرين.
حاول كمال ان يتحدث وهو يرى صراخ ودموع زوجة عمه:
-يا عمي لو سمحت سيبها دلوقتي مايصحش كده.
صرخ عزام بغضب ووجه مكشوف لا يبالي سوى برغبته الملحة:
-هي ايه ألي مايصحش يا واد انت هو انت الي هتعلمني ايه يصح وايه مايصحش.
هتفت نسرين دامعه:
-امشي واخرج بقااا.
تقدم منها يهتف متملكاً:
-شكلك نسيتي انك لسه مراتي و وقت ما أعوزك تكوني موجوده.
صدم الجميع من حديثه وأولهم چنا..لا تسوعب ما فهمته وما يطلبه والدها من أمها العليلة لتهتف فيه:
-هو انت مش اتجوزت راجع لها ليه؟!
-اخرسي يا قليلة الأدب...عاجبك كده فرجتي علينا العيال.
-قولت لك سبني...مش عايزاك...حل عني...اعتقني لوجه الله وطلقني.
-مشش هطلقك يا نسرين...نجوم السما اقربلك.
تدخلت چنا من جديد :
-طلقها بقا وأرحمها.
-بترفعي صوتك عليا يا قليلة الأدب.
ورفع كفه كي يصفعها بعنف الا أن يد كمال كانت الاسبق واوقفه بغضب محذراً:
-عمييييي.
نظر عزام بغضب على يد كمال الغليطة التي أوقفته عنوه يهتف:
-أنت اتتجننت يا كمال.
سحب كمال نفس عميق ثم قال:
-بلاش ياعمي...جنا لسه صغيرة ومش حملك ...تعالي معايا لو سمحت ماتنساش عندنا حفله مهمه النهاردة.
بصعوبة تحرك عزام ليس لأنه أقتنع بكلمات كمال بل لأنهم اجتمعوا وفضح مراده وفسدت عليه الليلة التي حلم بها.
خرج مع كمال الذي قال لجنا:
-جنا خليكي هنا مع ماما وانا هبعت لك حد بعصير ليمون يهديها.
خرجت لونا مع سما خلف كمال يسمعونه هو يقف معه بأخد الزوايا مردداً:
-في ايه يا عمي...الست تعبانه ونايمه دايماً في سريرها..مش حملك.
اتسعت عينا كل من لونا وسما وهما يسمعون رده الفج:
-أنا مش محتاج حركتها في حاجه هي عجباني كده.
-ولما هي عجباك لسه روحت تتجوز غيرها ليه؟
-هي الي هجرتني...وحرمت نفسها عليا...واصلاً انا اتجوزت جيلان عشان امها واخوها شغالين في مصلحة الضرايب وبيظبطوني لكن لا جيلان ولا غيرها قدروا ينسوني نسرين ولا يوم من أيامها.
-أستغفر الله العظيم...طب يا عمي سيبها تهدى وهاتها لها واحده واحده.
-مانا ياما حاولت...مش عاجبها...لحد ما جبت اخري.
اتسعت عينا كمال مما يسمعه وهو يومياً يوضع بموقف أوقح من ما يسبقه مع عائلته غريبة الأطوار.
فيما جذبت سما لونا تسحبها للغرفتها وتغلق الباب مرددة:
-ده ابوه مش كده؟
-هو
-هو!!! وبتحلمي تفلتي من ماهر…ده أتاريها وراثه في العيله…ماهر ده مش هيعتقك حتى لو بقيتي عضم في قفه…أنا رأيي انك تسلمي.
-للالاا…كله الا كده.
-مش هتعرفي يا لونا…دول شكلهم مش بيسببوا حد من تحت إيدهم.
اقتربت لونا تجلس على الفراش وتهتف بقهر:
-لا ماتقوليش كده…أنا عايشه على أمل اليوم ده…بصي…انا خلاص بقيت بشتغل وليا بيت في روما 
-البيت هو الي جايبه يعني انتي كده تحت ايده.
-كمان تلات شهور مرتبي هيتوقى شويه ساعتها أقدّر اجر بيت جديد.
-هيجيبك من شغلك هو يعني تايه عنه.
-هسيبه وادور على غيره…وهقدم منحة دراسه لو اتوافق عليها هقدر اخد شنجن واسافر بالقطر لاي دوله جوا أوروبا و ارفع قضية طلاق وأكسبها واعيش حره بعيد.
-لونا…اصحي…ماهر ممكن مايرضاش يسفرك تاني أصلاً..هو مش عبيط.
-صح…أعمل ايه؟
-جربتي تعملي له البحر طحينه؟ 
-يعني ايه؟
-هو انتي ازاي مش واخده بالك ان ماهر ممكن يعملك كل الي انتي عايزاه لو بش غرقتيه في العسل.
-ماهر؟ ده جاحد.
-بس معاكي بيقلب قطة سيامي…طب اقولك…جربي…اقله يطمن لك ويسفرك تاني.
عادت من شرودها على صوت التصفيق الحار تراه وهو يصعد للمنصة ثم يقف بكياسة وهيبه يحي الجميع بالإنجليزية.
جعدت مابين حاجبيها وهي تستمع لحديث دائر على طاولة مجاورة من فتيات قد جلسوا عليها للتو حيث قالت أحداهن:
-واو ماهر ده كل مابشوفه بيبقى احلى من الي قبلها … البدله تجنن عليه
وصمتت لتتسع عينا لونا فيما أكملت الاخرى:
-قمر ولا شعر صدره..ياما نفسي أعدهمله.
(تعدهملوا) همست لونا مدهوشه مما تسمع واكملت ثالتهن:
-ماتعرفوش مرتبط ولا سنجل
-أكيد واحد زي ده الف واحدة رابطه نفسها بيه وبتجري وراه..أكيد مش فاضي…بس لا بقا… انا مش ماشيه النهارده الا ورقمه في ايدي وساعتها هعمل المستحيل عشان نتصاحب.
-رايحه فين يا مجنونه.
-رايحه احكها معاه.
ضحكوا بصوت صاخب ولونا لجوارهم تتابع الفتاه تراها وهي تقترب بالفعل من المسرح منتظره نزوله لفتح اي حوار معه فهمست لنفسها متسائلة بأستغراب (هو ماهر حلو قوي كده؟!)
تابعته عيناها تراه يتحدث بلباقة وكياسه وعليها ان تعترف (البذله ستأكل منه قطعه بالفعل)
حديثه منمق وجذاب له طلة النجوم وقد ادركت انه بالفعل نجم مجتمع والكل يعرفه.
رأته وهو يفتتح الحفل بالموسيقى الصاخبه والاغاني ثم ينزل من المنصه وكان بانتظاره رجال وفتيات للسلام عليه وهي تقف بعيداً تطالعه وتتابع.
ماهر حلو؟! معقول؟
-والله كويس …شوفتك صدفه.
رفعت عيناها لتجد طارق يقف أمامها والغضب واضح على ملامحه يكمل بغضب :
-ايه؟! اقولك حمدلله ع السلامه؟
-الله يسلمك.
نطقتها ببرود شديد مما زاد من حدته وغضبه:
-انتي ازاي تسافري من غير ما تقولين لي .
شعرت انها كانت فرصتها التب انتظرتها وقد واتتها لذا شجعت نفسها ثم ردت بقوه وحسم:
-انا مين ادالك الحق تتكلم معايا كده…الزم حدودك من فضلك والكلام بنا يكون بحساب.
بهتت ملامح طارق هل هذه لونا؟
-نعم؟ انتي بتقولي لي انا الكلام ده.
-ايوه…عنئدنك.
همت لتتحرك بسعاده، تود لو ترقص الان…أااه عاليه من الفرحه خرجت منها…لقد تغيرت بالفعل ونجحت في إيقاف أحدهم عند حده شعور لذيذ جعلها تقفز في الهواء مره ثم مره…لقد نجحت…بنت شخصيه وانخذت رد فعل…قفزت رابعاً وتلك المره سقطت على أحدهم.
لتشهق برعب وهي تسمع أصوات سحب خزانه مسدسات وأظلمت الدنيا من الحائط البشري الذي صنع دائرة حولها هي ومن سقطت عليه ولم تكن تشعر سوى بجسد على الأرض يحتضنها وأصوات الرجال تردد:
-أمن الوزير، أمن الوزير…
يتبع
شل الخوف حركتها وشعرت وكأنها هوت بحفرة عميقه، لا تدرك ماحدث بعد ولا على من سقطت لكنها على علم تام بأنها الأن في مأزق.
وأن هناك يد قويه غليظة تحتضنها الأن تتمنى لو كانت يد ماهر الذي تكرهه.
لكنها فتحت عيناها لتصتدم بأعين غائرة حادة غير عينا ماهر وصوت بدأ يخرج يسب وينهر بغطرسة لكن تلجم وانخرس وهو يبصر كل ذلك الجمال أمام عيناه مستشعراً ملمس جسدها الغض بين ذراعيه.
أحياناً الجمال يُفيد...ليس نقمة دوماً فللجمال سطوة تفتح أبواب لمن يتقن إستخدامه فقط.
وقد بدأت تفهم ذلك ببطء وهي ترى تحول حدته ونبرة صوته لأخرى متوولة لتفطن أن سحر جمالها قد فُعل معه.
لكنها مازالت خائفة، مرعوبة خصوصاً من تجمهر رجال عظام الجثه صانعين دائرة بشريه حولهما وقد استمعت لصوت شد أجزاء جماعي لأسلحتهم التي صوبت ناحيتها في الحال وصوت قائدهم يردد:
-أمن الوزير أمن الوزير.
وزير؟!! أطبقت عيناها بتعب هذا ما كان ينقصها فعلاً....
حاولت الوقوف رغم شلل مفاصلها وتسيبها من الرجفه والخوف لكن الحرس تقدموا ليوقفوا الوزير متممين على صحته وانه بحاله جيده ومازالت مسدساتهم موجهه ناحية تلك الواقعه أرضاً غير مهتمين كل همهم السيطرة على الموقف.
يتحدث القائد بصوت صارم:
-معاليك بخير يافندم؟ في اي حاجه؟
أسكته بحركة من يده وهو يقول:
-تمام يا قدري تمام مافيش حاجه.
ومن مد يده كان الوزير بذات نفسه تجاه تلك الحلوة التي رفعت يديها علامة الاستسلام تقول بصوت باكي:
-أنا ماعملتش حاجه والله.
كانت مرعوبه ولم يطمئنها سوى تلك النظرة التي كانت تمقتها وتكرهها سابقاً، نطرة رجل أعجبته أنثى جمالها صارخ...باتت تشم رائحة تلك النظرات من كثرة ما تعرضت لها؛ هنا فقط عادت لرونقها ولم تعد خائفة وأبتسمت داخلياً علمت بأن جمالها قد فُعل سحره وسيحميها، بدأت تلتمس كم انه نافع في فقط من كانت بلهاء وقليلة ذكاء وخبره لم تعرف كيف تستخدمه.
شمت نفسها..وكأنها هنا وبتلك اللحظة اتخذت قرار غير معلن..هي لن تصبح خاسرة من جديد، لن تصبح لعبة، ولن تظل مفعول به، يجدر بها أن تكن الفاعل عليها فقط التريس والتعلم.
زادت ثقتها وهي ترى تكون ابتسامة تحولت لضحكة لكن لم يخف عليها نظرة الذئب الجائع الذي شمل بها جسدها المثير وحاولت التغاضي عنها...كلهم نفس الرجل.
مدت يدها ليده الممدودة فساعدها كي تقف ثم قال :
-أنتي مين بقا يا حلوة؟
نطرت حولها لحرسه وهم مازالوا شاهرين أسلحتهم مصوبه عليها ثم قالت بخوف:
-وانا هعرف اتكلم وانا تحت تهديد السلاح كده؟
قهقه عالياً لتكتمل صورته الأرستقراطية خصوصاً وبأصبعه سيجاره الكوبي مازال يدخنه...
أشار بيده لهم فأنزلوا أسلحتهم فوراً لينظر لها من جديد يقول:
-همم ..خلاص نزلوا السلاح ممكن أعرف بقا مين البنت القموره قوي دي الي وقعت عليا من السما؟؟
لم تكد تخرج صوتها وقد حضر في الحال فاخر الذي شاهد من بعيد تجمهر حوس الوزير حوله مما يعني وقوع كارثه في حفلته و وقوع كارثه مع الوزير شخصياً يعني خسارات لا أول لها ولا أخر وفاخر كلب لمصالحة لذا ذهب على الفور بقلب مرعوب ينتوي السيطرة على الموقف وترضية الوزير وكلما اقترب اتضحت له الرؤية أكثر فزاد رعبه.
المشكلة مع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، مشاريعه كلها بخطر.
وما ان لمح "لونا" تلك العاهرة الرخيصة حتى فطن فمن سيخرج كل غضبه، سيلقنها درس قاسي ربما برد فعله العنيف هذا قد يهدأ غضب الوزير.
اقتحم الموقف يعتذر بتدني وخوف:
-في ايه معاليك..انا بعتذر والله بعتذر..يارب تقبل إعتذاري ..وانتي يا...
هم ليوجه حديثه لها يصرخ فيها، يسبها ويهينها وهي تنظر له مصدومة تراه يتذلل معتذراً للوزير وقتها دوى صوت برأسها يخبرها (الكبير في الأكبر منه وكل واحد مهما كان منصبه في حد اكبر منه عايز ينول رضاه)
ولونا كانت متخدة القرار لن تترك فرصه ولو صغيرة لأي شخص يجرحها فيها أو يهين كرامتها لذا هتفت تصرخ فيه تخرس لسانه الذي حاول التطاول لكن الوزير تداخل يحول بين سبه لها وردها عليه يقطع كل ذلك وهو يردد:
-بس بس يا فاخر اهدى...ماحصلش حاجة.
-ازاي بس يا باشا.. بعتذر منك والله بس يعني المهم حضرتك بخير؟ وحصل خير؟
-أنا هبقى بخير اكتر لو عرفت مين البنوتة القمورة دي بسألها من بدري مش عايزة ترد.
التقط فاخر طرف الطعم،(البنوتة القمورة) ضاقت عيناه، هو يشتم رائحة المصلحة شماً وعلى مايبدو أن بالقصه مصلحة لا بل مصالح.
سبحان المعز المذل..حينما تصبح عبداً للمال وللمصلحه فيزيدك الله ذل وهوان وتضيع الهالة والهيبة، فقد تغيرت نبرة صوته على الفور وتحول حرفياً لشخص آخر هي لا تعلمه.
لانت نبرة صوته، لانت لأبعد حد واقترب منها بعدما رسم إبتسامة عريضه متلهفه لحجم المنافع التي قد تصب بجعبته ان أحسن إستغلال الوضع ليقول:
-دي لونا بنت أختي.
اتسعت عيناها وشهقت بتفاجئ وكذلك غضب وسخط..(لونا بنت اختي؟!!!) ألأن فقط باتت والدتهل شقيقته، والدتها الملقبه بالعاهرة الفاجرة الهاربة مع عشيقها؟! 
من جلبت لهم العار؟!! من تنصلوا منها ومن سيرتها؟!!! هل الأن فقط باتت لونا ابنة شقيقته؟! ألم يدعوها مسبقاً بالفاجرة ابنة الفاجرة؟!
لم تكن تحتاج للكثير كي تفهم علمت ما بداخله وما ينتويه، وكل ذلك لم يمنع صدمتها وإستغرابها من تحول البشر وتغيير المبادئ عند المصلحة، لكن بالأساس فاخر لا مبدأ له، ليس فاخر فحسب بل تلك العائلة كاملة هكذا.
انتبهت على صوت الوزير يردد بلمعة عين وصوت معجب:
-لونا؟! إسمك لونا؟! أنا أول مرة اسمع بالأسم ده، بس جميل ومميز زيك.
-شكراً..ده من ذوق حضرتك.
قالتها مبتسمة، فقد التمست بداية طرف الخيط وعرفت من أين تؤكل الكتف.
لكنه قال:
-بس أنا زعلان من قوي يا فاخر بيه.
أسرع فاخر يسأل بلهاث:
-ليه بس يا باشا كفى الله الشر.
-بقى يبقى عندك بنت أخت زي القمر كده ومخبيها عننا..ينفع؟! 
-وانا اقدر بردو يا باشا...هي بس مش بتخرج كتير ومالهاش في التجمعات والحفلات.
نطقها بسرعه...باتت الرؤية واضحه ومعها مصالح بالكوم، ليكمل الوزير بعدما التف ينظر للونا مبتسماً:
-ده انا على كده بقا حظي حلو الليلة دي عشان تقع لي من السما بنت بالجمال والرقة دي..زي الملايكة بالظبط.
رغم ان حديثه يوترها لكنها كانت تحاول الإبتسام فمد يده مبادراً بالتعرف:
-أنا فاروق دويدار واتشرفت جداً بيكي يا لونا.
مدت ترد السلام:
-أهلاً بحضرتك...الشرف ليا.
=طب ايه هنفضل واقفين كده مش نقعد أحسن؟
قالها فاخر يستغل الفرص وهو يرى عينا فاروق تأكل لونا أكلاً يتحين منها اي نظرة أو ردة فعل أو حتى مبادرة منها على حديثه فمهما كان هو وزير لا يلاقى إهتمامه بلا شئ كما تفعل تلك المغفلة.
ولونا لم تكن مغفلة..بل فطنت على الفور بعد طلب فاخر انه يجهزها لتصبح صيد ثمين وهذا ما ترفضه تماماً.
ليس لكونها نزيهه ولكن لديها مبدأ هو غير نزيه لكنه موجود وهو قرارها بأنها لن تجعل اي شخص يستفيد منها ويستغلها خصوصاً لو كان هذا الشخص من عائلة الوراقي يكفيها إستخدام ماهر لجسمها في متعته.
حتى لو كان تعارفها بهذا الوزير قد يعود عليها بالنفع لكنها لا تريد ذلك النفع لو كان هنالك شخص من الوراقيين سيستفيد منه، بل قد تهدم المعبد على رؤوس من فئه أهون عليها من أن يستفيد فاخر منها.
لذا رفعت رأسها بكبر وتحدثت بغطرسة:
-لا أسفه مش هقدر.
ثم نظرت للوزير تكمل:
-عنئذنك.
تكورت قبضة فاخر بغضب خصوصاً وهو يبصر اتساع أعين الوزير وصدمته الشديدة وكأنه يسأل(هل رفضته للتو؟!!) وبداخله عقله يصرخ ويشير عليها(أنا عايز البنت دي)
التف فاخر يردد باعتداز وتذلل:
-أنا أسف...أنا أسف جداً يا باشا 
-إيه اللي حصل من شويه ده؟!
-أص..أصلها..بتتكسف و..هي خجوله جداً...أنا أسف حقيقي أسف.
ليرد الوزير بنبرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني:
-لا أنا زعلان..زعلان جدا يا فاخر.
-لا طبعاً كله الا زعل معاليك انا هجيبها حالا تعتذر لسيادتك...دقايق وراجع لك يا باشا.
تحرك ورائها على الفور ينوي مساواة وجهها بالارض كي تعتبر وتتعلم كيف ترفض له أمراً.
وصل لعندها يقبض على ساعدها بغل:
-انتي شكلك اتجننتي.. مفكرة نفسك مين عشان ترفضي امر أمرك بيه.
نجحت في نفض يده تأمره هي بدلاً ما كان هو الفاعل:
-شيل ايدك أحسن لك.
-والله؟!
-والله، ولا ايه رأيك اجري علىلفاروق باشا دويدار أعيط له واقوله انك بتمد ايدك عليا وبتضربني واطلب حمايته وشوف ساعتها ممكن يحصلك ايه؟
تهللت داخلياً وأبتسمت وهي تبصره قد تراجع خطوة للخلف يعني نجحت.
تسمعه يردد:
-ده احنا طلع لنا صوت.
-لا صوت ايه.. لسه ماعلتش صوتي وروحت قولت لابن اخوك ان شغال معرفااااتي...وبتظبط مراته لواحد يا راجل راجل.
غمزت له باحدى عينيها تسأله بوقاحه وقلبها يدق رعباً من رد فعله على ما ستقوله:
-شغال الشغله دي من زمان ولا ايه؟
بالفعل رفع كفه كي يصفعه بعنف :
-أه يابنت ال..
-اهو ماهر جه احنا نحكمه مابينا.
لف خلفه ليبصر تقدم ماهر الدي نجدها هي ودقات قلبها العاليه برعب فهي مازالت تختبر قوتها وجرئتها.
تقدم منهم ماهر يردد:
-انتي كنتي فين قلبت عليكي الدنيا؟
نظرت نظرة تحدي لفاخر أن يتجرأ وينطق لكنه لم يستطع لحسابات كثيرة، فاضطر لأن يغادر بسخط وهزيمة يتركها شامته فيه، فائزة، ليسأل ماهر مستغرباً:
-هو في ايه؟
-ولا حاجة 
-هو ايه الي ولا حاجه انتي بقالك شويه مختفيه كنتي فين؟
-كنت بشوف البوفيه...هو هيفتح امتى انا جعانه قوي.
حرك رأسه وهو يضحك بيأس عليها ثم مسح على معدتها مردداً:
-دي..دي هتوديكي في داهيه دي...ماشيه تدوري على البوفيه؟ ليه مجوعك أنا؟
كانت عيناها متسعه من تصرفه الحميمي وردت بخوف:
-ماهر 
-يا عيون ماهر
-الناس يا ماهر.
-مايولعوا .
رفعت احدى حاجبيها تسأل:
-طب وجميلة؟
تنهد بضيق يسأل:
-مالها؟
-مش خايف على مشاعرها؟ هو انت صحيح يا ماهر مفضلني عنها؟؟
-انتي ليه مش مصدقة؟
طالت نظرتها على جميلة المندمجة في حديث راق مهذب مع احدى سيدات المجتمع الراقي تراها بارزة، نجمة الحفل، إبنة عيلة، والكبير والصغير يبجلها، جمالها متفرد ومتعوب عليه و واضح فيه رائحة المال، هي على عكسها تماماً...لونا تشعر بالغيرة الأن...
فتقدم ماهر منها يسحبها لعنده أكثر مردداً:
-والله العظيم ما قادر أشوف غيرك؟
رفع احدى حاجبيه متوجساً يسألها :
-لونا هو انتي عامله لي عمل؟ 
رمقته بنظرة جانبية كانها تخبره انها بالأساس تتمنى التخلص منه.
لكنها صمتت ماترغب بقوله لن يخدم نواياها...فكرت لثواني ثم همست بدفء:
-على فكرة يا ماهر.
-هممم
-طارق جه وحاول يتكلم معايا.
انتفض بغضب :
-إيه؟
كان يهم ليتحرك ويذهب يبحث عنه لكنه أوقفته تردد متصنعة القوة والحزم:
-بس أنا ما سكتلوش.
توقف ينظر لها بترقب لتكمل بأعين جرو:
-قولت له مايصحش يتكلم معايا تاني انا دلوقتي ست متجوزه وعلى ذمة راجل.
لمعت عيناه مما سمعه:
-بجد 
هزت رأسها وهي تبتسم له فضمها بقوه يردد:
-طب أكلك دلوقتي ولا اعمل فيكي ايه؟! ها؟! اعمل فيكي ايه؟!
-تعملي خدمه مش هنساها لك ابداً.
المقابل منه كان الصمت...خاب أمله، ابتلع غصه مؤلمة بحلقه ثم قال:
-خدمة ايه دي بقا 
-مش ليا
-كمان..عظيم..لمين بقا؟
-سما صاحبتي...هي شغالة في برنامج راديو ومتهددة تمشي منه وانت ممكن تنقذها 
-ازاي؟
-تعلن عندها في برنامجها لو دخلت بإعلان شركة معمار كبيرة زيكم كده المدير مش هيقدر ينطق معاها بحرف 
-وأنا ايه الي يخليني اعمل حاجة زي كده واروح اعلن لمشاريعنا في برنامج راديو ومش مسموع كمان ومالوش جمهور حد قالك عليا حد قالك عليا برمي فلوس في الأرض 
-ليه والله دي سما شاطرة قوي وبعدين دي خدمه إنسانية...هي و ولادها معتمدين على الشغله دي عشان مصاريفهم بعد ما جوزها اتخلى عنهم.
تنهد يرفع عينيه للسماء ثم قال:
-هعمل كده حاضر 
طارت من الفرحه تردد :
-بجد يا ماهر
-بجد يا عيون ماهر …بس…
ناظرها بمكر فسألت متوجسه:
-بس ايه؟
-انتي طبعاً على علم اني مش جنتل مان قوي كده 
-عارفه.
ردت بيقين فضيق عيناه بغضب لكنه كمّل:
-ومش بعمل أي حاجة بدون مقابل.
حاولت التحايل تستخدم دور الأنثى المتلاعبه الجديد عليها فاقتربت تتمسح فيه بنعومة تردد:
-بس انا مراتك؟!
ضحك واعطاها نظرة من أسفل عيناه كأنه يسألها(حقاً؟! الأن فقط أصبحتي زوجتي؟!)، مما جعلها تحمحم بحرج بعدما فطنت فشل إغوائها وسألته:
-ايه المقابل؟
توهجت ملامحه وعلى تنفسه وهو يخبرها:
-نفسي في مره بمزاجك، تجيلي بمزاجك، انتي الي تطلبيني، تعملي كل ده بحب مش عشان انا عايز وانه أمر واقع انتي متعايشة معاه.
رفوفت بأهدابها…معنى كلامه خطير ويحمل بين طياته الكثير، يعني ذلك انه يعلم بما يدور بخلدها وانه لا يملك سوى ان يتقبله، لما؟! هل بالفعل لأنه لا يقدر على الإبتعاد عنها كما صرّح مراراً مسبقاً؟
بالنسبة لها كان طلبه غير مستساغ، هل لا تتقبله لكن لا بأس من بعض التمثيل إن كانت هناك حياة أطفال من مأكل ومسكن معلقه بليلة منها مع من يدعو زوجها وقد تسلى لليالي طويله عليها فلا ضرر إذاً من ليلة زيادة.
لذا هزت رأسها على الفور تردد:
-موافقة.
اتسعت عيناه، لم يظن انها قد توافق بتلك السرعه، يبدو الأمر هام وخطير جداً بالنسبة لها لذا سارع بالقول طامعاً:
-امتى؟
-دلوقتي لو حابب.
أوه….ستفعلها…لا يكاد يصدق..لكنه طماع لذا همس بحراره:
-لا مش دلوقتي وتنامي.
-أمال عايز ايه؟
-٢٤ساعه
-إيه؟
-زي ما سمعتي يا لونا…دي فرصه ممكن ماتتكررش تاني.
-موافقة يا ماهر.
رقص قلبه فرحاً وكاد ان يقفز من السعاده لكنه تمالك نفسه بصعوبة وهتف:
-من بكره الصبح…٢٤ساعه
صمتت تهز رأسها موافقة، ماصار كان بالنسبة لها كارثة بكل المقاييس ولا تعلم لما دوماً أمامه تصبح خاسرة، معنى طلبته وإضطرارها الموافقة عليه انها كلما ارادت شئ كان عليها دفع المقابل.
وسمعته يقول:
-أنا هروح أشوف باقي الي ورايا عشان أروحك.
تحرك بالفعل كي يعود لها سريعاً وهي من خلفه تردد بحسرة:
-وانا الي كنت فاكرة نفسي بقيت لعابية وهعرف الاعبه أتاريه ماهر فعلاً وانا دلوقتي على رأي عادل إمام هشخلل عشان أعدي.
_______سوما العربي_______
وقفت جميلة تتحدث مع احدى سيدات المجتمع تضحك وتتهامس الى ان   تقدم رشيد يقف معهم مردداً:
-مساء الخير 
ردت عليه كل منهما ثم انسحبت السيدة بلباقة كي تذهب لزوجها وبقى رشيد مع جميلة يطالع فستانها الأنيق عليها وتسريحة شعرها الروعة بتلك القصه على غرتها ولم يستطع من حاله من التعبير عن إعجابه الشديد:
-شكلك يجنن النهاردة
ردت عليه وهي تنظر للمنظمين في الحفل تتابعهم من بعيد كأنها تخبره ان لديها ماهو اهم من رأيه:
-مش النهاردة بس، كل يوم شكلي يجنن.
ابتسم معجباً بزيادة:
-في دي بصراحة…أشهدلك.
رفعت وجهها ذو الملامح الجميلة تطالعه بصمت مترقب لثانية ثم سألت:
-أمال فين المدام وابنك؟ جاي من غيرهم ليه؟
رفع إحدى حاجبيه يسألها:
-وانتي ليه عايزاني أجيبهم؟ 
ردت عليه برفعة حاجب هي الأخرى فأكمل:
-ولااااا…عايزة دايماً تشوفي الحاجز موجود عشان ماتتوتريش؟!
-أتوتر؟!!
-آه 
-وأتوتر من ايه بقا إن شاءالله؟ انت مصمم تلاعبني بس الحقيقة انت بتلعب في ملعب فاضي ولوحدك وبتجيب كمان إجوان في نفسك يارشيد.
احتقن وجهه بغضب لتهديه إبتسامة مقيته:
-كان نفسي أقف أسلي لك وقتك الفاضي اكتر من كده بس زي ما انت شايف وقتي انا مليان.
كادت ان تتحرك ليقصف بغضب:
-مليان بمين؟ بماهر مثلاً؟
التفت نصف التفاته ليكمل:
-ماهر بتاعك طول الحفله واقف مع مزه صاروخ أرض جو زانقها ومش عاتقها، انا راجل زيه وبقولك.
غمزها يكمل:
-شكلها تخصه قوي.
رفعت رأسها بكبر ثم تحركت تاركه له المكان وذهبت تحبث عن ماهر ليخبروها بأنه قد غادر الحفل مع أسرته.
_________سوما العربي______
وقف عزام بغضب وفزع يردد:
-فاروق دويدار؟! انت اتجننت يا فاخر؟! بتوقعنا معاه ليه؟
-هو انا؟! دي الزفته الي اتلبينا بيها هي الي وقعت عليه ومت ساعتها وهو مش على بعضه.
مسح على وجهه  بغضب يردد:
-مش بتقع غير واقفه مره طارق ابو العينين ومره فاروق دويدار، دي لو قاصده تأذينا مش هتعمل كده.
-طارق ايه؟! فاروق دويدار مش مجرد وزير، فاروق ممكن يمحينا انا وانت وطارق وأهله من على وش الأرض ويخلينا نعلن إفلاسنا الصبح.
-والعمل.
-تتجوزوا.
-ازاي؟
-هو ايه الي ازاي؟! دي حته مصلحه لينا عشان نخلص منها وبدل ما طارق باصص لها اجوزوا انا جنا بنتي..والبت دي نستفيد منها بدل ما هي واقفه لنا لقمة في الذور كده.
-حلو…حل يرضي جميع الأطراف بس ابنك بوظوا.
-ابني؟؟ ابني مين؟! ماهر؟!
-انت عندك ابن غيره؟!
-امممم…واضح ان كل حاجة لازم تتكشف..طيب…ابنك متجوزها يا عزام.
هب عزام من مكانه يسأل:
-إيه؟!!
-ورسمي..يعني متوثق.
تحرك بغضب ليخرج ويذهب لها ولماهر:
-ده انا هطربق الدنيا فوق دماغهم 
لحق به فاخر ونجح في ايقافه حبث قال:
-تفتكر ده هيحل؟! بالعكس احنا هنعمل من بنها وانت مش عارف حاجه، الموضوع المره دى محتاج تفكير بالراحه احنا مش بنلعب مع اي حد.
-هنعملها ازاي دي؟
-مش عارف…تعرف حد في السجل المدني؟
اتسعت عيّنّا عزام يسأل شقيقة هل ما فهمه صحيح؟!
________سوما العربي________
كانت تقف في المطبخ تغلي كوب من اللبن ربما ساعدها على بعض الإرتخاء فنامت لان التفكير أتعبها.
بعد خدمته لها في صديقتها لديها طلب جديد..بالتأكيد سيفعل ما فعل.
سحبت نفس عميق تفكر كيف لها أن تظهر تقبلها له ليوم كامل بل وتصبح مبادرة.
الجاحد يريدها أن تطلبه..لم ترى قبل ذلك مسبقاً ولن ترى.
كادت ان تنهي صعود السلم لكنها توقفت على رسالة من رقم غير مصري..فتحتها لتصدم.
صاحب العمل غاضب من تأخرها وامتداد أجازتها يخبرها انها لديها ثلاثة أيام فقط لتعود من مصر والا ستصبح مرفودة.
مسحت على وجهها وهي تشعر بالمصائب تتكتل فوق كتفها فهي لا تأتي فراداً، تسأل كيف ستفعلها؟ كيف؟؟ ماهر ليس بساذج مطلقاً.
دلفت غرفتها لتشهق برعب وهي تراه يجلس على سريرها مغطى بغطائها وجزعه العلوي عاري تماماً بيده مشروب دافئ يحتسيه بتلذذ وارتخاء .
لاحظ دخولها و وقفوفها فسألها:
-واقفه كده ليه؟!
-ايه الي واقفه كده ليه؟! انت بتعمل ايه هنا؟
هز كتفيه برتابه تامه يردد :
-إيه هنام
-هنا؟!
-مراتي نايمه هنا فأكيد مكاني جنبها…خلصي يالا وطفي النور وتعالي عشان اليوم كان طويل قوي وانا مرهق جداً ومحتاج انام.
-انت ازاي كده..بتتكلم عادي كده…وبعدين هو مش انت قولت من بكره..٢٤ ساعة .
-أممم..حصل..بس ده مايمنعش اني اشوف الي يريحني وأعمله وانا برتاح جنبك يالا زي الشاطرة كده هاتي اللبن بتاعك ده وطفي النور وتعالي جنبي.
لم تتحرك بعد فكرر:
-يالاا يا لونا انا مجهد جداً النهارده..مش حمل مناهدة.
انصاعت لأمره…ليس لشيء سوى لأن قائمة طلباتها قد زادت.
تقدمت تجلس على السرير لجواره بعدما أطفأت الضوء فسألها:
-مش هتشربي اللبن.
-خلاص مش عايزه.
-كويس بردو.
جذبها ليطبق عليها أحضانه بقوه مردداً:
-تعالي في حضني بقا عشان أعرف أنام.
إعتصرت عينيها بضيق تسأل متى ستصبح حره ثم قالت:
-بس أنا مش هعرف انام كده.
-بكره تتعودي.
وابتسم حينما تذكر (بكره) الواعد فهمس:
-بكره مش هنقضيه هنا.
-أمال فين؟
-ده هيبقى تاني اجمل يوم في حياتي عشان كده هاخدك ونروح شاليه الساحل عشان نبقى لوحدنا.
استرعاها حديثه فسألته:
-تاني اجمل يوم؟ وايه اول يوم.
مرر يده على منحنياتها بتملك ثم قال:
-يوم ما اتجوزتك يا لونا..يوم ما حسيت انك خلاص بقيتي ملكي.
عصبها حديثه ففلت لسانها :
-مش معنى انك اتجوزتني وبقيت مدام ونايمه في حضنك تبقى ملكتني…الامتلاك مش كده خالص.
خوفه حديثها لذا قال:
-في حاجة صحيح اتقفنا عليها انا وجدي ونسيننا نقولك.
-ايه هي؟
رد ببرووود شديد خانق :
-لا مش حكاية يعني بس انا وهو قررنا نعلن جوازنا.
الى هنا وتوقف بها العالم…الخناق يضيق عليها…اتفق عليها الجميع…اتسعت عيناها فقط ولم تجد ما قد تنتطق به…الوراقي الكبير يصلح خطأه في حق نفسه مع هنيه وليس خطأه في حق هنيه، الوراقي الكبير لا يهمه سوى حماية الوراقي الصغير غير عابئ بأي طرف أخر وهي من المفترض انها حفيدته أيضاً…الرجال للرجال ولا يفكرون سوى ببعض وألمهم هو أعظم ألم من منظورهم ولا شيء غيره.
لا تعرف كيف نامت ليلتها للتجد ماهر يوقظها مع أول خيوط النهار لتبدإ معه رحلة الأربعة وعشرون ساعه الأروع في حياته….
يتبع
صباح اليوم الكارثي.
وقفت في المطبخ تصنع كوب قهوة تعلم ماهي مقبله عليه، بذور الشر بداخلها بدأت تتوحش وتوشي لها بأن تجعله يوم سواد على الجميع.
لكنها مازالت لا تعلم كيف ولا من أين تبدأ، لتدلف بتلك اللحظة جيلان تناظرها وتناظر الخدم بكبر ثم ترفع حسها عليهم متأمرة:
-ايه ساعه عشان بتحضروا الفطار.
-احنا في ميعادنا اهو ياهانم دقايق وكل حاجة تبقى...
قاطعت صوت الخادمه التي تجرأت في الرد عليها تصرخ فيها:
-هتردي عليا؟؟ اتجننتي ولا ايه؟! حالا تكون السفرة جاهزه فاهمه.
القت حديثها بتأفف ثم خرجت لتناديها لونا:
-چيييچي.
وقفت جيلان ولم تستدير لها فتركت لونا القهوة وذهبت هي لعندها تهمس في أذنها:
-قلبي عندك يا جين، أنا عارفه ان الي حصل يضايق، دي إهانه كبيرة قوي ليكي وبجد بقا انتي ماينفعش تستكتي اكتر من كده.
اتسعت عينا جيلان مما تسمعه جاهلة، مستنكرة تماما، تشعر ان خلف حديثها قصه مخفيه وقالت بإستهجان:
-حصل ايه وإهانة ايه؟
تنهدت لونا بخبث تزيد من سكب البنزين:
-عندك حق، تبقي في حالة صدمة كدة، وبجد ماكنتش احب ده يحصل ولو حصل يعني مش الكل يعرف لكن ياخبر...ده البيت كله اتفرج، هو ليه بيعمل معاكي كده انتي مهما كان بنت ناس.
نجحت في الوصول بجيلان لمرحلة الغليان فسألتها صارخه:
-ماتنطقي تقولي فيه ايه؟
شهقت لونا:
-يا نهارري، شكلك ماكنتيش عارفه بالي حصل إمبارح ، خلاص بقا بلاش أعرفك أحسن.
مثلت الفرار ثم ضحكت وهي تستشعر تمسك يد جيلان بها توقفها بغلظة:
-ايه الي حصل ماعرفوش.
هزت لونا رأسها ببراءة تردد:
-أمري لله هقولك.
ثم اقتربت من أذنها تهمس بإبتسامة شريرة.
بنفس الوقت، خرج ماهر من غرفته يرتدي كنزة قطنيه واسعه بيضاء وبنطلون كتان واسع من نفس اللون، يحمل بيده حقيبة ملابس صغيرة تحمل على الظهر تزامناً مع خروج چنا من غرفتها والتي اقتربت منه على الفور تسأل:
-رايح فين يا ابيه وإيه الشنطة دي، ثانيه، أنا عارفه اللبس ده مش لبس شغل انت واخد أجازة؟
-يوم واحد بس يا چنچونة قولت أفصل فيه.
-خدني معاك.
-طب وماما.
-ناخذها معانا تغير جو.
حك رأسه بأصبعه يشعر بالحرج وقال:
-فكرة هايله، ننفذها يوم تاني بقا عشان خروج ماما عايز ترتيبات.
-يا أبيه بقاا.
اقترب منها يأخذها بأحضانه، لو عليه لأخذها معه بالفعل لكن هذا اليوم لهو يوم أحلامه، يشعر بأحقيته فيه لذا همس:
-هرتبها واخدك انتي وماما ولونا يوم والله.
عضت چنا على شفتيها وهي تخرج من أحضانه ثم همست بخبث:
-شايفه إسم لونا بقا في كل جملة بتقولها يا أبيه.
حاولت مدارات ضحكته يقول:
-على فكرة انتي قليلة الأدب.
ضربها على رأسها بخفه مرددا:
-حتى لو أخدتي بالك بلاش تواجهيني وتحرجيني..
-بتحبها قوي كده يا أبيه؟
شعر بالحرج ولم يستطع التحدث لكن رغماً عنه اهتزت رأسه إيجاباً وهو يبتسم بتأكيد عظيم مما جعل جنا تسأل بخوف:
-طبّ وخطوبتك من جميلة.
-هلغيها خلاص، لازم ألغيها واعلن جوازي من لونا.
أنبته على ذلته حينما شهقت شقيته مصدومة:
-تعلن؟! قصدك انك متجوزها أصلاً؟!!!!!
أرتبك وهو يقف أمام شقيقته الصغيرة التي لا يجب ان تكتشف ما فعله قدوتها مطلقاً، فبدأ يتأتأ:
-لا مش ...انا قصدي لماااا.....لما اتجوزها أعلن.
ثم فر هارباً منها يردد:
-انا لازم أتحرك دلوقتي.
بثانية تبخر من أمامها وتركها في بحر من الحيرة،لتتحرك تجاه غرفتها وهي متخبطة، تائهة تفكر أيعقل وقد يفعلها شقيقها الكبير؟
شهقت بصدمة وهي تشتعر إصطدامها بجسد صلب متحجر رفعت عيناها متأوهه:
-أاااه...مش تفتح يا كمال.
ضربها بخفه على رأسها يردد:
-أنا بردو وانا اعرف منين اني وانا خارج من أوضتي هيبقى في عيلة صغيرة متوولة .
-أنا عيلة..شكراً ياسيدي.
قالتها بحنق لذيذ وهي تنظر له بغضب وهو عيناه عليها كان يضحك بالبداية وبثانيه إنحرف تفكيره، بالأساس صورتها وهي بتلك الثياب الأنثوية جداً لا تبرح عقله هو فقط يحاول التهرب منها، من يوم رأها  وهي تخرج به، ذلك الرداء الأحمر ذو الحمالات الرفيعه، مفتوح الصدر بسخاء، وقد خرجت مرتعبه وشعرها يتطاير معها..منذ ذلك اليوم وهو بدنيا غير الدنيا، يضبط نفسه احياناً كثيرة بيومه متذكرها.
لاحظته ينظر لها بلمعة عين مغايرة، عيناه تمر على تفاصيلها، كأنه يراها لأول مرة.....يلاحظها.
وقتها تذكرت تلك الليلة وذلك الرداء، توترت وتلعثمت ولم تحسن سوى التحرك من أمامه مغادرة دون التفوه بحرف حتى لم تسأله لما لا يجيب عليها ودلفت لغرفتها تغلقها عليها، أغلقتها بالمفتاح وكأنه هكذا تحمي نفسها من الإنجراف وراء شعور جديد إقتحم عالمها البريء.
وكمال مازال يقف مكانه منصدم، محروج، هز رأسه بجنون يتمتم(هي حصلت؟ اتجننت في عقلك و ايه يا كمال)
لم يكد يستفق لنفسه وإنما فوقه صراخ جيلان  التي تنادي بغضب على زوجها:
-عزاااااام.
تزامناً مع خروج ماهر ولونا من البيت يسحبها خلفه بلهفه يوجهها للسيارة متسرعاً يرغب في بدء اليوم من أوله وهي تبتسم بإتساع بينما تسمع صوت صراخ جيلان وعزام مع بعضها فيسأل ماهر بريبة وهو يشعل سيارته:
-هو في ايه؟
هزت رأسها تقول ببراءة:
-مش عارفه.
كبتت ضحكتها:
-تقريباً بيتكوا بيولع.
-عملتي ايه يخربيتك؟
-أنا؟! مظلومة والله.
هز رأسه بجنون وهو يضحك وقد تحرك بسيارته بالفعل ولم يفكر ولو للحظة بالرجوع ليعرف ماذا يحدث بل خرج غير مبالي لأمرهما ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لها:
- قولي الكلام ده لحد تاني يصدقك، ده انتي داهيه لوحدك يا لونا.
كانت سعيدة لانها نكدت عليهم ونجحت في إشعال اليوم على رأس عزام ريثما تعود وتشعله على رأس فاخر، لكنها نظرت لماهر بأعين جرو تدعي البراءة ليعود ويهز رأسه بجنون منها ثم يجذبها بغتتة بقوة يزرعها في أحضانه وهو يضغط بيده الحره على جسدها وهي تضحك، مردداً:
-أعمل فيكي أيه؟ اعمل فيكي إييييييه؟ المشكلة ان ملامحك بريئة!!!
ضحكت بزيادة، تزيد سعادتها كلما شعرت أنها لم تعد مفعول به فقط وقد تستطيع أن تصبح فاعل.
بمرور الدقائق خرجوا من نطاق القاهرة متجين للطريق الصحراوي، تخففت قبضته من عليها وبدأت يده تتلمسها بحميمة شديدة يقربها منه ويقبلها.
رفعت عيناها ونظرت له، إبتسمت بصدق مقررة أخذ أجازه، يوم گ كبسولة منومة، مسكنه وربما...مُخدرة.
ومن بعدها يعود كل شيء كما كان لكن لا بأس من يوم بلا خطط أو كره...ذلك هو الحل الوحيد لتمضية اليوم وتحقيق شرطه، كي تفعلها عليها أن تنسى تاريخها الحافل مع ماهر، عليها التعامل معه اليوم وكأنها تراه لأول مرة.
وحين رفعت رأسها له حينما بدأت تستشعر حميمية لمساته كانت كأنها تسأل نفسها:
-لو أنا بقابلك النهاردة لأول مرة ياترى قصتنا كانت هتبقى نفس القصة؟ ولا كنت هقع في حبك من أول نظرة؟
-مش عارف.
برده عليها فطنت انها قد تفوهت بما تفكر فيه وسمعته يكمل:
-أنا نفسي نتقابل من أول وجديد.
-لو رجع بيك الزمن معايا هتعمل نفس الي عملته؟!
رد بحيرة:
-مش عارف..
رد على نظراتها بنظرة تيه وحيرة لا يعلم بأي تصرف قد يصدر وقتها فعلاً، لكن يداه مازالت متشبثه بها تضمها له بتملك قد زاد تزامناً مع تحدثه وانخراط تفكيره بتلك النقطة، جواب جسده واضح، يريدها بأي شكل لكن هل كانت ستختلف القصه ؟!
ظل بتلك الدائرة من الحيرة والصمت يقود السيارة بيد واليد أخرى تطبع جسدها اللين على جسده الخشن ورغم تشتت تفكيره في ما أثارته بسؤالها لكن ذلك لم يمنعه من ان يميل على خدها يقبلها بين الحين والآخر حتى وصلوا.
وقفت أمام البحر بصمت تغمض عينيها تستشعر الهواء يلفها من كل الجوانب يعطيها شعور بالراحة والحريه...حرية حررت جزء ما داخلها.
فتحت عينيها مع اختراق رائحة عطره لأنفها لتعلم أنه اقترب لعندها..لفت له وفاجئته حين رأى بسمتها له ثم تقدمت خطوتين لتصيبه بالصدمة وهي تحتضنه لها.
أغمض عينيه يثني جسده عليها كي يتثنى له إحتضانها ويضيع فرق الطول.
حضنها كان عظيم ...شعور رائع أهدته إياه وغمرته به، ما يخرج من القلب يخترق القلب وقد فطن...لونا قررت أخذ أجازة، هو يعرفها جيداً.
همس في أذنها بحنان:
-جوعتي؟
خرجت من أحضانه وهزت رأسها إيجابا فابتسم و كوب وجهها بين كفيه مردداً:
-تعالي معايا.
سحبها للداخل، اعتقدته سيخرج بها فسألت:
-رايحين فين؟
أدخلها معه للمطبخ يردد:
-هأكل حبيبي بنفسي.
اندهشت وهي تراه يفتح المبرد ويخرج منه صنوف من الطعام ويقطع لها الخضار.
رفعت عيناها له تسأل:
-بتعرف تطبخ؟
حملها ورفعها تجلس فوق رخام المطبخ فتصبح بين يديه وقدميه ثم قرص طابع حسنها يقول:
-مش قوي...بس الأكيد اني بعرف اعمل ساندويتشات حلوه.
رفعت عيناها له فالتقت عيناهم، مد أصابعه يزيح خصلاتها المتدليه على خدها يضعها خلف أذنها وهو يطالع جمالها الرقيق المتدلع بتوله و وله، هو دوماً معجب بها، كلما نظر لها وقع بعشقها، بدأ يقترب منها وهي مسحورة به تقترب، كل منهما يقترب حتى القت شفتيهم بقبلة صريحة عاصفة، قبلة كانت بها راضية...جربها هو يعلم رفضها ويعلم رضاها، وماهر الأن يطير من الفرحة، أول قبلة من لونا وهي راضيه عنه.
طالت قبلتهم، طالت كثيراً إلى أن ابتعدت هي، ترفع أناملها تضعها على شفتيها مصدومة، لقد كانت راضيه وربما مبادرة.
تلاقت عيناهم وطال النظر حيث الحروف بلا جدوى، لحظة ساحره لفّتهم.
ومضت عيناه بسحر عجيب وبصوت سخين سأل:
-بتعملي ايه يا مجنونة!!!!
مشت عيناها على ملامحه ثم ردت بهمس:
-ببادر.
دغدغت حواسه بنظرتها له ثم كّملت عليه:
-مش ده كان طلبك؟
هز رأسه مأخوذ بسحرها و انفاسه تلاحقت يتحدث بلهاث:
-بس ...أنتي كده هتخليني مدمن.
إبتسمت بإتساع، ضمته لها تخفي وجهها بأحضانه لتتسع ضحكتها الماكرة (تلك كانت خطتها)، تغمض عيناها بكبر وغرور وهي تسمعه يكمل مسلوب الإرادة:
-مدمن لونا.
هو من دمرها وهو من ستترمم به حتى لو على حسابه شخصياً.
خرجت من احضانه تنفضه عنها فهتف:
-الحالة جت ولا ايه؟
-أيوه...هو انا كده بحالات وعلى حسب الي ماسك الشفت دلوقتي.
ضحك يعض شفتيه، يتلمس لأول مره شخصيتها الحقيقية حينما تتعامل، يقسم انه قد وقع بعشق مجنونة، نظر على جسدها الغض الذي مازال بين يديه ثم مال على وجهها يهمس :
-والي ماسك الشيفت دلوقتي جاي معاه بأيه.
ضربته بخفه على خده تجيب:
-لا لسه مش جاي معاه بقلة أدب دلوقتي.
 اتسعت عيناه وحاول كتم ضحكته وهي كذلك زمت شفيتها تحاول مدارات ضحكتها لكنها فشلت فضحكت وهو ضحك معها.
رفع أصابعه يداعب شعرها معجباً ثم همس:
-طيب عايزه ايه دلوقتي.
-اكل زي ما وعدتني.
-عيوني لروحي.
-هطلع أغير لحد ما تخلص.
-بس ماتتأخريش عليا
-حاضر.
قالتها بطواعية مبتسمة والتفت تغادر لتنمحي الابتسامة وتتجهم ملامحها،لونا باتت خطيرة............
________سوما العربي_________
وضع شطائر الطعام على الطاولة وجلس ينتظرها لكنها تأخرت...تأخرت كثيراً....الوقت بلاها لا يمر.
كانت تنظر لساعة هاتفها، تعد، دقيقة...إثنان..ثلاثة...ست دقائق مروا واستعمت لصوت خطواته، كسبت الرهان اسرع مما توقعت، اختفت عنه لدقائق ولم يستطع الإنتظار.
وبالفعل تقدم يفتح الباب ليقف منبهراً، متخشب،علت وتيرة أنفاسه وهو يرى لونا تقف أمام المرآة ترتدي ثوب نسائي شفاف ترش العطر على جسدها تتجهز له.
التفت تنظر له تعطيه نظرة كامله على مفاتنها الظاهرة من الثوب بسخاء، تحارب بضراوة، لو رغبت في قتله ماكانت ستفعل ذلك.
شلت حركته، لأول مره يرى لونته بهكذا ثياب، فكل مرة يأخذها بالحيلة، رضاها عالم أخر، له طعم آخر...سيدمنه إن ذاقه.
لمعت عيناها بغرور وهي ترى وضوح تأثيرها عليه، كانت هيئتها كما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر ، تفتك القلب وتصيب بالجنون، متفننة في إبراز أنوثتها، وهي بالأساس متغنجة ومتدللة.
بدأت الدلوعة تقترب منه بخطى متدللة متمهلة تسأله:
-واقف ليه؟ ماتقرب.
يبدو أن أحدهم قد أصيب بالخرس، وقع الصدمه عليه كان بالغ، كان أقوى من أن يتحمله.
يزداد غرورها كلما استشعرت وشاهدت بنفسها وضوح تأثيرها عليه، اقتربت منه تقول:
-ساكت ليه؟!
مازال لا يملك رد، هو فقط يأكلها بعيناه، لقد هرم من اجل تلك اللحظة وظن ان العمر قد ينقضي دون عيشها، عاش راضي بحالتهم يتمنى فقذ أن تدوم، لتأتي لونا وتزيد من أحلامه، تفتح عيناه على أن هنالك المزيد فزادت من طمعه وجشعه فيها.
-ماهر.
همست بحميمية جعلته ينتفض، ارادت قتله فاقتربت تشب بقدميها لترفع نفسها بعدما وقفت على أطراف أصابعها ومدت ذراعيها تضعهما على كتفيه كي تحتضنه لها بدلال مثير.
أهه عاليه صدرت عنها وقد باغتها يضمها بجنون كسر عظامها بين ذراعيه لتعلم أنها قد تخطتت الحدود، هي من أنبتت داخله وحش قد يلتهمها.
وهو بالفعل التهمها، فقد صوابه وتصرف بجنون، ارتمى بها على الفراش دون أن يفصلها عنه، تأوهت صارخه من جديد تشعر به لا يقبلها بل يلتهمها...هي من فتحت له الباب.
ورغم ذلك ابتسمت، حركاته وتصرفاته لا تصدر سوى من مدمن متلهف على جرعته.
وقت طويل مر عليهما انتهى بها في أحضانه العارية جسدها متعرق نظر عليها يراقبها، ينتظر، هل ستوليه ظهرها ككل مره.
لمعت عيناه من جديد وانتعش صدره وهي يراها تتقدم لتتوسد أحضانه، تضم نفسها له، كانت ضعيفة مجهدة بلا خطت تلك اللحظة، ضمت نفسها لحضنه بلا نوايا داخلها، ربما كانت بحاجة لذلك.
رفعت عيناها على صوته:
-نفسي تبقي حامل.
رفعت نفسها تنظر له، كانت صامته، رفعها بالفراش يعدل جلستها بحضنه، يضمها بجسدها العاري له ويرفع هاتفه بعدما وردته رسالة.
نظر لها بجانب عينه ثم قربها منه و وضع الهاتف أمامهما يقول:
-تعالي هوريكي حاجة.
-إيه؟
ضم الملائة بصدرها لتصبح متكئة على حضنه وأخبرها:
-فاكرة شركة البرمجة الكبيرة قوي قوي الي كنتي عايزه تشتغلي فيها ولما منعتك اتقمصتي قوي وقولتي عليا...
كملت عوضاً عنه متأثرة:
-ظالم ومفتري وماتعرفش ربنا.
ضحك بخفه فهي لم تنسى وكمل وهو يشهر الهاتف  أمام عيناها:
-أظن بتعرفي تقري إنجليزي...أقري.
اتسعت عيناها وهي تقرأ المكتوب بخبر عن إلقاء السلطات الإيطالية القبض على شبكة دعارة تابعه لمافيا عالمية متخدة شركة محلية إيطالية كستار لها وتجذب الفتيات من كل الجنسيات من خلالها.
شهقت بصدمه ثم سألته:
-إزاي؟!!
-عشان انتي عيلة عبيطة وبتصاحبي اي حد، أساساً البت الأوكرانية الي عرفتيها دي شغاله معاهم وهي الي بتستلقط لهم البنات وزيها بنات كتير تروحي تشتغلي، تمضي عقد بشرط جزائي بعدها فجأة الشركة طالباكم للشغل في فرعها في روسيا وهناك تنجبري تعملي كل حاجة يا كده يا تموتي وتتباعي أعضاء في الحالتين مش هتقفي عليهم بخسارة...
كانت تسمعه برعب، لقد نجت بأعجوبه، كانت ترى العمل بتلك الشركه حلم الله لو تحقق، لو ذهبت للعمل وطلبوا منها التوقيع على عقود بها شرط جزائي كانت ستوافق بلا تردد.
رفعت عيناها له، قسوته وتملكه منعوا عنها أذى عظيم.
ابتسم بحنان ثم سألها:
-هممم؟ لسه ظالم ومفتري؟
ارتمت في أحضانه مرعوبه لكنها مازالت مصممه واكلمت:
-وماتعرفش ربنا.
قهقه عالياً وهو يضمها له، يضحك من قلبه كما لم يضحك من قبل.
________سوما العربي______
جذب شقيقه للداخل يغلق الباب بغضب:
-مدير مكتب فاروق دويدار لسه قافل معايا.
-في ايه؟
-كنت بتصل اجس النبض...بتحجج بأي كلام ولأول مره اكلمه ومايوصلنيش بيه، الراجل قالب علينا.
-كنت عارف انها مش هتعدي..ده راجل عينه زايغه، وكيفه غريب يموت في الي ترفضه.
-والعمل؟! 
-ماتقلقش انا اتصرفت خلاص، نص ساعه وموظف السجل المدني هيكون هنا.
_______سوما العربي_____
بينما هما يخططان لما يريدان كان ماهر بالبحر يضم جسد لونا له والماء يحمل جسدها بخفه.
يقربها لجسده ويضمها ثم يعض كتفها يود أكلها وهي تضحك مرددة:
-بس وجعتني.
لفها بين ذراعيه في الماء ينظر لملامحها الناعمة المشعة في الشمس ثم صرح:
-بموت فيكي.
ضمت نفسها لأحضانه تستشعر ملمس جسده على جسدها، على ما يبدو انها بينما كانت تطبخ له السم تذوقت منه...أم أنها مجرد لحظات تأثر وستنتهي، كبسولة مُخدرة كما قالت لنفسها في البداية ...
وابتعدت عنه تنظر لملامح وجهه وقطرات الماء تنسدل عليه، أبتسمت تُقر...ماهر رجل شكله جميل بالفعل.
لم تراعي مشاعره وصرحت:
-أنت حلو قوي يا ماهر.
اتسعت عيناه،لقد اختل توزانه وتوزان الكون فقد بللت لونا ريقه أخيراً بكلمة أخبرته فيها أنه جميل.
لم يستطع منع نفسه وانقض عليها يضمها ويقبلها وهو يردد:
-أخيراً...أنا بموت فيكي يا عيون ماهر.
_________سوما العربي______
جلس يهز قدميه بتوتر، تجارته وامواله ومشاريعه على المحك كل ذلك بسبب تلك الساقطة، خلفة الندامة.
خسارته الفادحه التي مازال لن ينساها من شدة الضربة وقتها حين هربت أمّها وخسرتهم شريك من فطاحلة السوق، لتأتي ابنتها تريد أن تخسرهم المحرك الرئيسي للسوق كله...
دلف عزام لعنده فأنتفض واقفاً:
-هااا عملت ايه؟
-عشر دقايق وموظف السجل المدني يكون قدامنا.
-ربنا يستر.
السارق يسرق وهو يطلب التوفيق من الله...عائلة الوراقي للبجاحه عنوان من كبيرهم لصغيرهم.
بالضبط بعد ربع الساعه كانا جالسان مع رجل طويل القامه رفيع الجسد يرتدي بنطال من الجينز متهالك وقميص سماوي خفيف ينظر لهما بترقب متسائلاً:
-أمروني يا باشاوات
وضع عزام قدم فوق الاخرى يردد:
-الأمر لله...هو خلفاوي بيه مش مقريك؟
-قراني...بس الموضوع ده خطر ولو اتكشف فيها رفد.
-ومين بس الي هيكشفوا...وبعدين خدمتنا مش بس فيها فلوس...أنت لو عملت لنا الخدمه دي هتبقى الراجل بتاعنا وهنروق عليك.
-ياباشا انا كده ابقى بعادي ماهر بيه بردو وهو مش سهل ولا هيسكت.
نظر كل من عزام وفاخر لبعضهما ليقول عزام:
-لا من الناحية دي ماتقلقش ماهر عارف وموافق.
-لو موافق يا باشا ماكنتوش اضطريتوا تعملوا كده اصلا.
-يابني افهم...ماهر مسافر هو احنا نقدر نعمل حاجة زي كده من غيره...وبعدين القصه مش كده...احنا عايزين نخفي من السجلات ان البنت متجوزه اصلا.
هز الرجل رأسه بخوف فنهره عزام يقول:
-انت لسه هتفكر....انت مش هتعملي خدمة ببلاش انا هدفع لك اد كده
-ياباشا انا صحيح بحب الفلوس بس بحبها عشان اصرفها مش عشان اتسجن ولا أطلع من شغلي بفضيحه.
-ماحدش هيكتشف الموضوع لان ببساطة ماحدش يقدر يدور ورانا..اعقل يابني واحسبها صح.
ظل الرجل في حيره من أمره يوافق ام يرفض ، بلأ يهز رأسه دليل إذعان لينفتح الباب ويدلف لحظتها محمد الوراقي يردد بغضب:
-ايه الي بيحصل هنا...ايه الي سمعته ده؟
يتبع
وقف صالباً طوله بصعوبة، صوته عاضب جهوري يسأل بحده وحسم:
-ايه القطه كلت لسانكم؟ مش بتردوا ليه؟ ايه الي عايزين تعملوه ده؟
التف ده عزام يقول للموظف:
-امشي انت دلوقتي لينا كلام تاني بعدين.
هم ليتحرك سريعاً ينفذ الأمر وهو متوتر لكنه اوقفه صوت محمد الوراقي:
-أستنى عندك.
توقف بارتباك لهتف محذراً:
-انا بحذرك، وهما كدبوا عليك، ماهر مش عارف ولو عرف هيطير فيها رقبتك، كله الا الشرف، ماهر غشيم ومش بيهزر...خاف على نفسك منه ومني عشان انا مش هسيبك.
=ولا هتقدر تعمل حاجه.
هتف بها فاخر بغضب وتحد كذلك، الصراع بات صراع بقاء لم يعد الأمر كما كان مسبقاً، مجرد رفض لزيجة خان فيها والدتهم، بل والدتهم من الاساس لا تهمهم، الأمر تحول أنا أم الطوفان.
لذا استوحش كل منهما وكشفا عن أنيابهما خصوصاً وقد هدد والدهم الشخص الوحيد القادر على مساعدتهم فوجب عليهم طمأنته.
احتدت عينا محمد يهتف بغضب:
-انت اتجننت ازاي تكلمني كده.
-إتجننت؟!!! مين فينا الي اتجنن واتهطل على كبر يا محمد يا وراقي، مين فينا الي بيسوقنا للهلاك، أصحى...فووووق، فوق بقا من العسل الي انت غرقان فيه ده، احنا هنفلس وبسبب البت الي بليتنا بيها دي.
تدخل عزام يكمل:
-إحنا اصلا لحد دلوقتي وبعد السنين دي كلها لسه بنحاول نفوق من الوقعه الاولانيه الي وقعناها لما الفاجرة امها هربت مع عشيقها، وتيجي كمان خلفتها تضيع الراجل الي بيحرك السوق كله، لأ بقاااا، ده انا مش بس اخفي قسيمة الجواز ده انا أمد ايدي واخنقها بنفسي واخلص منها.
اهتز ثبات محمد وهو يرى ذلك الوجه من أبناءه له علانيه وهتف:
-انت ازاي بتكلمني كده انت وهو انتو اتجننتوا؟ 
-أنا مش عايز اتجنن زيادة وبحاول الم نفسي والجمها، فاهدى كده وارحم نفسك، انت بقيت عضمه كبيره، المفروض تقعد في البيت وترتاح بقا،ايه الي بينزلك الشغل، اقعد في البيت والبس الجلبيه احسن لك.
-أحسن لي؟!!! هي حصلت ياولاد مجيدة؟!
-ولاد مجيدة ملجمين نفسهم عنك وبنقول بلاش نعمل حاجة تبوظ سمعة العيلة لكن لو فضلت واقف ضدنا هتضطر تخلينا نتصرف تصرفات مش حلوه.
-ايه؟! هتحجروا عليا مثلاً؟!
-أه.
لم يتوقع الرد الصريح فعلى ضغطه وغضبه:
-اه يا قليل الرباية يابن ال...
رفع يده ينتوي صفعه ليوقفه عزام بيد وفاخر بيد أخرى، اتسعت عيناه بذهول...كان بين يداهم...كتفوه...اهانوه في كبره ولم يرحموه.
هما من حارب لأجلهما وضحى ببنته الوحيده لأجل سمعتهما، اتاها الرد قاسي، هو من فضل واختار.
لم يكتفيا بذلك بل اخذ كل واحد منهما يهزه بيده الغلظة مردداً:
-ايه هتمد ايدك علينا.
=شكلك اتجننت على كبر
-احسن لك تسكت وماتتدخلش تاني
=والا...مش هنرحمك...مش هنرحم اي حد ييجي على سكتنا..أنت سامع.
لم يتحمل قلبه وسقط بين أيديهم أرضاً.
نظر عزام عليه بزهول وتبادل النظرة مع فاخر الذي قال:
-تلاقيه بيمثل
بلع عزام رمقه بصعوبه يردد:
-لا لا يا فاخر...أطلب له الأسعاف.
لم يبالي فاخر بما سمعه وانما التف ينظر لموظف السجل المدني يردد:
-انت عارف لو مانفذتش ال...
قاطعه يردد بلهاث:
-هنفذ...هنفذ يا باشوات...هنفذ كل الي تطلبوه.
ان كانوا قد فعلوا ذلك بوالدهم لمجرد اعتراضه فماذا عنه لو اعترض، من سيجابه مثلهم، وافق على الفور، لن يقدر على الرفض وخرج مهرولاً من المكتب فيما مزل عزام أرضا يحاول سماع نبض والده وهو يبحث عن هاتفه:
-النبض ضعيف ممكن يروح فيها انا هطلب له الاسعاف.
تقدم  فاخر يجلس على الكرسي ببرود وهو ينظر عليه يقول بترفع:
-اطلب له يا حنين اطلب.
_________سوما العربي_______
كان لا يزال بالماء يضم جسدها له بانسجام،السعاده تلفه من كل الجوانب، لفها ليصبح وجهها لوجهه ثم ردد:
-اه يا شقية طلعتي بتعرفي تعومي وانا الي كنت فاكر أني هقعد شويه اعلمك.
-نووووو.. بابا معلمني وياما روحنا مصايف في احلى حتت في مصر وساعات كان بيسرفنا برا في الصيف.
رفع احدى حاجبيه مردداً:
-أمممم، وأيه كمان بتعرفي تعمليه وأنا لسه مش عارف.
-بعرف اركب خيل.
قهقه عالياً:
-الله...ده انتي بنت عز بقا.
تغيرت ملامحها على الفور وتجهمت ثم سألته بحزن وضيق:
-وانا مش باين عليا ولا ايه؟
لاحظ تغيرها، هوى قلبه بين قدميه وقد أضحى غير قادر على غضبها عنه، وجد نفسه يرد بلهفه بعدما باتت كيفه:
-لأ طبعا باين قوي، انتي اتخلقتي عشان تبقي هانم.
لفت نفسها واتكئت على جسده يرفعها الماء وقالت بصوت متحشرج حزين:
-بابا كان دايماً يقول عليا كده، كان دايما يقول عليا برنسيسه واتخلقت عشان ابقى أميرة والكل يخدمني، كان بيقول كده دايماً صبح وليل زي ما يكون بيحفظني لدرجة اني حفظت وصدقت.
أبتسمت بحنين تكمل كلام خشب جسده:
-كان دايماً بيقول انه مش هيجوزني كده بالساهل لأي حد، مش هيرضى لي باقل من أمير، سفير، أو وزير.
كلامها أثار غيرته ولفها تنظر له يردد:
-بس انتي اتجوزتيني أنا خلاص، وانا مش سفير ولا امير ولا وزير.
رمشت بأهدابها، تشعر بيداه تعصر خصرها من شدة الضغط بتملك، ماهر غيرته نار ومراجل.
شدد عليها بعنف يردد:
-بس انا ماهر الورراقي مش اي حد.
مال على أذنها يهمس:
-وانتي خلاص مراتي.بتاعتي.
ابعتد عن أذنها ونظر بعيناها يخبرها:
-وهتفضلي بتاعتي يا لونا..فاهمه يا عيون ماهر؟!
أيعد حديثه تهديد؟! أم غزل؟! علاقتهم معقده ومتداخله...وهي تعبت من التفسير.
حاولت الإبتسام وقالت:
-فاهمه.
لم يقتنع واقترب منها يقتنص شفتيها بقبله متملكه يخبرها كيف انها ملكه.
ابتعد عنها بصعوبه يلهث يضع جبينه على جبينها وهو مازال يضمها له مردداً:
-أنا روحي فيكي، لو فكرتي بتعدي عني هبهدل الدنيا، وهقلبها حرب، وفي الحرب كل شيء مشروع، الصح والغلط، فاهمه يا لونا.
ابتعدت عنه تهتف بضيق:
-أنت ليه كل شويه تهددني.
-مش بهددك، أنا بعرفك الوضع الي بقيتي فيه، الوراقين مش بيسيبوا حاجه بتاعتهم .
قربها منه عنوه يلصقها فيه، يريها تملكه مجدداً، تأوهت متألمة من ضغطه على ذراعها، ملامحه كانت قاسيه من مجرد الفكرة وهي التي كأنت بأحضانه منذ قليل، مع الخوض في سيرة البعد يتحول كلياً، يستحيل لشخص بوهيمي متخلف ومتوحش.
نظرت لعيناه ترى القسوة والضعف والاحتياج ممتزجان في نظرة، زادت ثقتها ورغم خوفها رفعت كفها تمشيه على خده فيغمض عيناه بتوله وهي تردد بليونه:
-للدرجة دي متعلق بيا وماتقدرش تبعد عني؟!
هز رأسه بلهفه مؤكداً فابتسمت تسأله:
-من أمتى؟
-من اول مره شوفتك فيها.
تجعدت جبهتها مستغربه:
-ازاي؟! ماكنش شكلك بيقول كده خالص، بالعكس.
-مين ممكن يشوف لونا ومايقعش في حبها، مين يقدر يقاومك،بس الكلام اللي كان واصلني عنك كان قافلني منك.
-وايه الي غير كل ده؟
أسبل جفناه بسحر يبتسم، يتذكر:
-ماكنتش بقدر أشيل عيوني من عليكي، لاقيت اني مراقبك طول الوقت، كان ممكن تبقي قاعدة في الجنينة او واقفه في المطبخ وانا براقبك.
اهتزت رأسها ببطء وجهل، غير متذكرة ان ما يشبه دلك قد حديث ليؤكد حديثه:
-بأمارة عشقك ساندويتشات النوتيلا بالموز في العيش العادي.
رمشت اجفانها، هي لم تلاحظه، لكنه هز رأسه يبتسم بحزن لم تلاحظه وللأن كذلك لم تلاحظه وهو.....يشقعهااااااا.
تغاصى عن تلك النقطة وعاد لموضوعه الأساسي وما يهمه اكثر:
-لو فكرتي تبعدي عني يا لونا أو انك تسبيني .....هزعلك.
قال الاخيره وهو يهز رأسه بتأكيد وتصميم.
وكمل:
-هتزعلي وهتخلي شكل علاقتنا وحش.
ناظرته بعينها ليبتسم بسماجة :
-مانا كده كده هرجعك ومش هتعرفي تفلتي مني بس مجرد فكرة الغدر هتخليني اتحول عليكي والوضع هيبقى مش ظريف، فليه بقا من الأول وخليكي حلوة وأرضي بالأمر الواقع.
-الله على رومانسيتك يا ماهر...جايبني البحر ولوحدنا عشان تهددني، انت شايفني هبله يعني ؟! هو انا أدك.
لفها بعيناه ثم قال:
-انا بفكرك بس.
التفت تعوم في الماء تستند بجسدها على ظهره وهي تقول:
-يا ماهر انا اتقرصت واتعلمت خلاص، انا جنبك ولا حاجة ولازم اسمع كلام جوزي خلي الايام تعدي حلوة.
-برافو عليكي.
-يالا بقا خدني وديني عند البرميل الي هناك ده.
كادت أن تسبح ليتبعها لكنه اوقفها ولفها لعنده مردداً:
-براميل ايه؟ يالا نطلع بقا انتي وحشتيني
-بس انا ...
-مابسش بقولك وحشيينيي..
نظر على جسدها العاري يردد:
-وبعدين اكتر من كده تبوشي مني انتي ماطلعتيش من المية من ساعة ما صحينا.
-بحبها
ضرب مؤخرتها بغتته يقول:
-كفايه،ايه!  متجوز سمكة بلطية!!
ضحكت بدلال ليحذرها:
-بت..مش هنا، انا ماسك نفسي عنك بالعافيه...يالا ندخل جوا بسرعه.
حملها في الماء وخرج بها تسحرها تلك اللحظه، تشعر بقوته المفرطه وهو يحملها مع علمها ان وزنها ليس بخفيف مطلقاً، نظرة إنبهار أعطتها له كانت أكفل عنده من قول أحبك.
تعلقت في رقبته وهي مبتله ولم يستيع المقاومة، وجدته يميل عليها يقتنص شفتيها يبتلعهم مقبلاً، سحر اللحظة أكتنفها جعلها تطبق على رقبتها وتتجاوب معه بصورة اللهبته وأججت نيرانه، لم يصبر كي يصعد لبلوغ حجرتهما بل ألقاها على الأريكة ليلتهمها..
دق هاتفه المحمول برقم والده، لم يقدر، نظر مره للهاتف ومرة للجميلة الملقاة على الأريكة بإغواء ونظرة ناعسه تقضم طرف إصبعها بأسنانها، تنتظره تفتح له جنتها؛ فلم يقدر إنها تذلذله، ضغط مطولاً على زر جانبي للهاتف ورماه يلقيه في اي مكان، وانضم لجسد جميلته يتنعم بها، يحاول إخماد نيرانه التي تشعلها فيه ولا يشبع أبداً.
________سوما العربي______
وقفا على أعتاب غرفة العناية المركزة في المستشفى ينتظرون خروج الطبيب ببرود، نظر فأخر لشقيقه ثم قال:
-ماتشوف ماهر فين خلينا نعرف هنقوله ايه،
رد عليه عزام ببرود:
-كلمته مش بيرد.
-الخدامه بتقول كان واخد الزفته دي وخرج بيها ومن ساعتها مارجعوش.
-البت كلت عقله .
-هتجيبه من برا؟ ده سلسال، مش فاكر امها عملت ايه في "مختار الكيلاني" لما شافها؟! من مره واحده وجننته، ده كان موافق يدينها تسهيلات هتقف عليه بخسارة لمده اربع سنين قدام بس عشان نجوزهاله وهو اصلا بخيل وكلب جنيه، ولا أم امها الي شيبت محمد الوراقي الي كان معروف عنه انه مصلحنجي و وصولي وبيعبد القرش، ومش عايز بنتهم تعمل كده في ماهر...ده محمد الوراقي ماكنش زي ماهر كمان ابوك طول عمره قلبه حجر ما بالك بقا بماهر ابن نسرين.
-فااااخر.
حذره عزام بغضب...نسرين هي حدود عزام الغير مستباحة لغيره، لكن فاخر ردد:
-قولت لك بلاش تسيبه كتير لامه...أهو شرب منها.
احتدت عينا فاخر والتف له يهدر بغضب:
-قصدك ايه؟
-قصدي ايه؟! هي لو ماكنتش خايبه وقلبها خفيف كانت بصت لك يا عزام؟؟ هنمثل على بعض؟
تضايق عزام من تلميح شقيقه لكنه رد:
-عندك حق، مانا وانت مانتخيرش عن بعض.
-مالنا ماحنا زي الفل اهو..كلم ابنك شوفوا فين واظبطه بقا...فتح عينه على المصلحه، عايزينه يرجع ماهر بتاع زمان، ده كان بالع السوق كله في كرشه.
-اتصلت رن مره وبعدها الموبايل اتقفل وبعدين قبل ما نفكر نكلمه يرجع فكر هنقوله ايه...
-الله....قابل يا معلم...كمال جه.
-انا مش عارف العيال دي طالعه كده لمين...شوفت بقا هتقولوا ايه؟
تقدم كمال مهرولاً تزامناً مع خروج الطبيب من غرفة الفحص لتكن المبادرة من كمال المتلهف:
-خير يا دكتور في ايه؟!
تنهد الطبيب بضيق ثم سأل:
-البقاء لله.
اتسعت عيناهم وبقوا محدقين ببعض كل منهم صدمته غير الاخر.
-اتصل بماهر..كلمه ييجي حالاً.
-كلمته طول ما انا جاي في الطريق تليفونه مغلق.
-والعمل، هو ده وقته.
حاول كمال منع نفسه عن البكاء وقال بتماسك واهي:
-أنا هروح اخرج تصريح الدفن واخلص كل الأجراءات وانتو حاولوا توصلوا لماهر، بلاش نضيع وقت.
ليتقدم فاخر وهو يربط على كتف ابنه ببكاء:
-عين العقل، عين العقل يا حبيبي،اكرام الميت دفنه.
تقدم كمال يدخل لغرفة جده وقال لعمّه و والده:
-هدخل أشوفه 
-أدخل انت يا حبيبي احنا مش هنقدر نشوفه وهو كده مش هنقدر.
________سوما العربي______
ابتعد عنها بصعوبه، التحامه بها التحام لا إرادي هو لا يستطيع السيطره على جسده وفصله عنها الا بقوه وصعوبه، ولولا الخوف من إرهاقها ما ابتعد، لونا تجذبة بقوة اكبر حتى من القوة المغناطيسيه، قبلها بعمق يمسح العرق المتصبب على وجهها وصدرها مردداً:
-يخربيتك مش عارف ابعد عنك...انتي تجنني.
كلامه صادق ، خارج من أعماق قلبه برضوح، وما يقوله يكسبها ثقه لا متناهية جديده عليها، يصيبها بالغرور، هيئته وهو يحاول أبعاد جسدها عنه كي يستطيع الانفصال وتلعوزها لرشده من شدة ماهي مهيمنة عليه  تعطيها تصديقاً قوياً على تأثيرها لأنها لم تكن تعلم مداه، فتح عيناها على أشياء وصفات بنفسها لم تكن تعلمها.
كل ذلك كان يزيدها غرور، يكسبها نظرة دلال وترفع جديدة عليها وربما تأخرت حتى عرفتها، كان يحق لها ان تعي ذلك مبدراً.
رمشت بأهدابها بكبر وغرور، باتت ذات ثقه عظيمه بنفسها...وداعبت خصلة من شعورها بأصابعها بدلال تنظر له بنظرة ممتزج فيها الاغراء والكبر والغنج ولا مانع من بصيص سعاده.
قربها لأحضانه يمرمغها في جسده يتفوه حالماً:
-ياريت لو مانخرجش من هنا.
ابتسمت له بصمت، بات كلامها قليل..لكن بسمتها الصافية كانت كافيه، موحيه انها تؤيده رأيه لكنها لازالت تحت سحر وقتهما الحميمي.
قرص خدها بنعومه:
-بموت فيكي.
زادت ابتسامتها فضمها له يردد:
-اعملي حسابك لما نرجع هنبدأ في إجراءات اعلان جوازنا...انا متفق مع جدي على كل حاجة.
-بس...انا مابقتش عايزه اعيش هنا..انت وعدتني...انا عايزه ارجع روما.
هز رأسه رافضاً:
-انهي عقل ده الي يقول ابقى انا هنا ومراتي في روما.
اعتدلت تبتعد عنه بضيق تردد:
-بس انت وعدتني.
رد وقد جن جنونه بها:
-لونا انا مابقدرش اقعد من غيرك.
نظر لها برفض فتحايلت عليه :
-عشان خاطري طب حتى لحد ما عقد البيت يخلص.
زفر بضيق ثم قال:
-ماشي يا لونا عشان ابقى نفذت وعدي ليكي بس، نعلن جوازنا وتسافري وبعد كده لينا كلام تاني...ممكن ترجعي لحضني بقا.
ابتسمت تعود لأحضانه، عيناها يملؤها الثقه، كأنها تخبره وهي تبتسم  حسناً سأمن عليك وأعود...وقد فعلت.
ضمها له يقول:
-على فكرة 
-همم
-انا بعت للراديو الي صاحبتك شغاله فيه وعملت عقد اعلانات لينا في برنامجها لمدة سنتين.
رفعت أنظارها له متفاجئه فقد نفذ دون ان تعاود الطلب لكنه صدمها زياده حين قال:
-من قبل مانيجي هنا اصلا.
ضمها بذراعه الغليظ يحتويها مردداً، انتي مراتي، انا مش بقايضك، بس كان هيجوالي حاجه لو ماكنتش جربت الإحساس ده معاكي.
قالها ثم دفن نفسه في أحضانها وقد اتسعت عيناها من كلامه وهيئته وهو يقوله.
هنا تاكدت كم (دانت لها السيطرة)، كيف وصلت بماهر الوراقي لأن يصبح هكذا بين يديها.
__________سوما العربي______
-نزل نعي في كل مكان، عايزين جنازة مصر كلها تحكي عنها، محمود العربي مش اجدع من أبونا.
رد فاخر على شقيقها و قال:
-محمود العربي كان راجل خّير وطوب الارض بيحبه، اسكت، يارب نلاقي عدد كويس وخلاص مش عايزين نقول كلام مايصحش، أذكروا محاسن موتاكم .
نظر عزام لشقيقه بغضب ثم قال:
-كمال خلص؟
-اه بعت لي كل الاوراق اللازمه و راح يكمل الباقي.
وردت رسالة لعزام، نظر لهاتفه ثم نظر لشقيقه وابتسم يقول:
-حصل.
زغللت عينا فاخر بنصر عظيم وسأل بلهاث كلب:
-بجد
أكد له عزام:
-موظف السجل لسه باعت لي الأوكيه...مافيش في سجلات الحكومة قسيمة جواز بأسم لونا ولا أسم ماهر.
-بس ..افرض ماهر معاه نسخه اصلا.
غمز له عزام مبتسماً يشكر الظروف:
-تؤ....ماكنتش لحقت لسه تطلع من المحكمه ويستلموها..كله تحت السيطرة.
-فاضل بس لما ماهر يعرف...
-هيعمله شويه هوليلة وبعدها نحاول نهديه، ده الأحسن والي عمله كان غلطة.
-ماتنساش جده الي كنت بهدده بيه خلاص.
-ماهر عاقل وعارف المصلحة فين، هيسمع الكلام بقولك.
-ربنا يستر...ولسه لما يعرف ان جده مات..انتو وصلتوا له ولا لسه.
-البيه واخد الحته بتاعته وطلع بيها شاليه الساحل، كمال عرف وبعت له مع واحد من الأمن هناك عشان نقدر نوصله، البيه بينه عامل شهر عسل.
________سوما العربي_______
فتح أكياس الطعام يرتبها ويخرج الملاعق يضعها على السفره بينما يناديها:
-يالا يا حبيبي الاكل هيبرد.
خرجت عليه بمنامة صيفيه بيتيه قصيره ذات "شورت قصير جداً" قد يصيبه بسكته قلبيه؛انخلعت عيناه عليها وهي تخرج من احد الغرف مردده بصوتها المتدلع:
-جيت خلاص.
تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده بلهفه وأنفاسه سخينه:
-رايحه فين
-هقعد.
نطقتها تبتسم بكبر ليقول وهو يجذبها لتجلس على قدميه:
-تقعدي هنا يا روحي.
نظرت داخل عيناه بعمق تبتسم وهو لايستطيع زحزحة عيناه عنها يقضم اللحم بأسنانه وهو ينظر لها..
مالت عليه بقطعة اللحم بين شفتيها تطعمه بها، إنها مقدمه على قتله بالاغواء، طامعه بالمزيد لا يكفيها نقطة الهوس التي وصل لها على يدها ترغب في الأبعد.
وماهر المسكين على وشك الاصابه بسكته قلبيه من شدة ما أغدقته فيه، رضاها جنه ونفورها جحيم، لقد ذاق ذاك وذلك وعلم طعم الإثنان.
كان منغمس بطعم شفتيها المحمل بالطعام يتناوله معها، غير مصدق ماتفعله معه لونا وما بادرت على إعطائه رغم علمها بأنه قد نفذ طلبها، ورغم ذلك مازالت مستمرة في المبادرة، فهم عقله بانها راغبه وراضيه.
طار من الفرح، انها أسعد أيام حياته.
دق الباب فرفعها عن أحضانه يقول:
-ايه ده؟ مين هييجي دلوقتى ، استني ثواني و جاي.
ذهب ليفتح الباب وهنا تلقى الخبر الصدمة.
عاد بها للقاهرة على الفور حيث تمت مراسم الدفن ومن بعده أيام العزاء.
وقف في ثالث يوم للعزاء يتقدم صف الصف يتلقى العزاء في جده، المعظم حضر لأجل ماهر وعلاقته معهم، لو على فاخر وعزام ماكان سيحضر مئة شخص حتى.
مال فاخر على اذن شقيقه يهمس:
-فاروق دويدار ماجاش، بس بعت مدير مكتبه.
-كويس نص العمى ولا العمى كله، يومين كده ونروح له.
-كلم المحامي يخلص إجراءات الميراث 
-كلمته…بيقول جاي بكره.
نظرا لبعض باستغراب وتوجس يفكران لما قد يحضر المحامي لعندهم.
فيما جلست سما بجوار لونا تعزيها:
-البقاء لله يا حبيتي 
-ونعم بالله 
-لونا..انا مديري كلمني وبيقول في شركة كبيرة بتاعت عقارات عملت اعلان في البرنامج بتاعي ولما سألت عرفت انها بتاعت اخوالك…انتي الي قولتي لماهر يعمل كده مش كده؟
تهربت لونا في الحديث لا تريد إحراجها فقالت:
-مش وقته يا سما..المهم انه خير وتكون امورك اتظبطت.
-يعني هو ماهر ده طيب؟ هتكملي معاه.
أسبلت جفناها بتعب ثم قالت:
-مش عارفه ، بس هو بقى بيسمع كلامي او بمعنى اصح بقيت بعرف ازاي اخليه يسمع كلامي، هو احسن من غيره وبينه كده بيحبني، بفكر اسلم امري لله وخلاص، ايه رأيك؟
-مش عارفه ، بس شكلك موافقه، يبقى خير وبعدين من الاخر بقا كلهم واحد، لو ليكي دلال عليه وبيعملك اللي انتي عوزاه يبقى احسن من غيره فعلاً .
زمت لونا شفتيها بحيرة ثم قالت:
-هسلم أمري لله وخلاص، وماهر شكله طيب.
صمتت ثواني ثم قالت:
-بس بردو لازم اخد منه فلوسي ويجيب لي بيتي من عمي.
-عين العقل..اقلها عشان تبدأو على مية بيضا.
صباح اليوم التالي 
اجتمع الكل في غرفة المكتب وحضر المحامي ليقول عزام:
-خير يا متر…انا طلبت منك اعلام وراثه كنت المفروض تمشي في الأجراءات بدل ما تطلب تقابلنا.
ليجيب المحامي:
-ما طالما في وصية يبقى مش هنحتاج اعلام وراثه.
-ايه؟ وصية؟
-ايوه…فين الأستاذة لونا؟
تعصب ماهر وسأل بحده:
-لونا؟! عايزها في ايه؟
مال عزام على شقيقه يقول:
-انت مش مأكدلي انه ماكتبش حاجه باسم البت دي
-ايوه انا متأكد حبيبي في الشهر العقاري كتار ولو في اي ورقه باسم ابوك جدت كانوا بلغوني 
-أمال في ايه؟!!
انتبهوا على صوت المحامي يقول:
-ياريت أستاذة لونا تحضر فتح الوصية والا مش هنقدر نبدأ.
نادوا على لونا التي تقدمت بترقب تجلس وسطهم ليفتح المحامي الوصاية وسكت حديثه كالصاعقه على الجميع حيث قال:
-السيد محمد الوراقي وزع كل تركته بين أحفاده فقط بنات فاخر الي بيتعملوا برا يتحفظ فلوسهم في سبايك دهب لحين بلوغهم سن ال٢١، نصيب چنا عزام الوراقي يبقى مع كمال فاخر الوراقي وتستلم ورثها منه بعد زواجها منه، و الباقي من التركه الموزع بين ماهر ولونا يروح إدراته كلها تحت تصرف لونا.
انتفضوا جميعاً بصدمة ، حديث لا يصدر سوى عن مختل، بالتأكيد مختل وهم لن يقبلوا بذلك…..
يتبع
انتفض كل من فاخر وعزام بصدمه يهتفون:
-نعم يا روح امك؟ شكلك بتهذي على الصبح 
إحتد عليه المحامي يشهر سبباته بيده مردداً:
-لو سمحتم تلتزموا حدود الأدب، انا لحد دلوقتي مراعي العشره والعيش والملح لكن اي تجاوز مش مسموح بيه، وياريت تتفضلوا تقعدوا ماحدش يقاطعني عشان اكمل.
صرخ فيه عزام بغل:
-تكمل؟! تكمل ايه؟! ههه هو لسه في كمالة.
-ايوه في.
نظر عزام لابنه الساكن تماماً وهتف:
-سكت ليه؟؟ مش سامعه بيقول ايه!!!
سحب ماهر نفس طويل بعمق ثم اعتدل في جلسته وقال بصوت مثقل مهموم:
-سامع، اقعد يا بابا لو سمحت.
حانت منه نظرة على لونا ثم ذم شفتيه وتنهد وهو يعاود النظر لوالده وعمه يقول لهما:
-لو سمحتوا تقعدوا، كمل يا متر.
لم يجلس اي من عزام أو فاخر فزفر ماهر بقلة حيله ونظر للمحامي يردد:
-كمل يا إستاذ عبد الهادي.
كمل الأستاذ عبد الهادي يقول:
-والباقي من التركة الموزع بين ماهر ولونا تروح إدارته كلها تحت تصرف لونا وماهر عزام الوراقي مادامت على ذمته بحيث تصبح الأموال والأصول بأسمهم لكن الإدارة الرسمية لماهر من حيث إتمام اي صفقه أو إجراء مالي أو توقيع عقود او شراكات جديدة، وفي حال رغبة  لونا الانفصال عن ماهر فيعد ذلك إقرار منها بالتنازل حتى عن ميراثها الشرعي.
نظرت لونا لماهر الذي حانت منه ابتسامة جانبيه حاول مجاهدتها مراعياً الظروف والموقف…لكنه أعطاها نظرة متملكة طويلة فيها الكثير من الثقه فقد ربط بينهما الجد بذكاء إلى المالانهاية.
لم يستطع مجاهدت بسمته فقد غلبته وبانت عليه وهو يردد بصوت مسموع:
-الله يرحمك يا جدي.
ليصرخ والده:
-يرحمه؟!! بيطلعني من المولد بلا حمص ويرحمه!! اللهي يجحمه مطرح ماهو راقد.
انتفض ماهر بغضب:
-بابااا.
صرخ فيه فاخر:
-ابوك عنده حق، دي مش وصيه…دي عقاب، يبقى من ماله ولا يهنى له! الباشا بيعاقبنا عايش وميت!!!
هنا تدخلت جنا، يبدو انها للتو إستفاقت تردد:
-ماعلش بس أنا سمعت أسمي جه في الوصيه مش عارفه سهواً ولا عمداً بس كان جاي مع اسم كمال ؟!! كان في حاجه إن شاءالله؟!!!!
نظرت لشقيقها الذي تنهد يزم شفتيه بضيق ولا يملك رد أو مبرر وقال:
-اهدي يا جنا.
-ماشي ههدى، ههدى خالص، ايه بقا؟ هااه؟! أيه!
فرد كمال بثقه:
-بيقول ان ورثك معايا وانك لازم تتجوزيني.
-لا مش لازم، مين الي ألزمه.
نظرت للمحامي ترجوه متسأله:
-وبعدين هو مش حاطت شروط ليه ماهو حط لماهر ولونا شروط.
فقال المحامي:
-أهدي يا أنسه، الوصية واضحه، ورثك مع أستاذ كمال تاخديه لما تتجوزيه.
-وبس؟؟
سأل ماهر ليجيب الأستاذ عبد الهادي:
-ايوه.
-تمام.
حدقه كمال بحنق شديد بينما جنا انتفضت تردد:
-هو ايه الي تمام، لااااا الي في بالك ده مش هيحصل ابداً.
-اهدي يا جنا، احنا كلنا لسه بنسمع وكلنا متفاجئين وبنحاول ندرس الوضع  فأهدي.
-أنت هتلاقي لي حل مش كده؟
رمقها كمال بضيق شديد وقد اصابته بسهم غير معلوم التسمية، ثم نظر لماهر الذي بادله النظرة بأخرى.
________سوما العربي_______
جلست تتابع عملها بتركيز شديد لتنتبه على صوت والدتها تدخل عليها غرفتها تردد بضيق:
-هو الشغل اتنقل البيت كمان؟ جرى ايه يا جميله مش كده يابنتي.
تنهدت جميلة تقول:
-في ايه بس يا ماما، ايه المشكلة ؟
تقدمت الأم تجلس لجوارها على الفراش تردد:
-المشكلة انك مش واخده بالك، لا من نفسك ولا من صحتك ولا حتى من حياتك.
-كل ده ومش واخده بالي من حياتي، ده انا مش مركزة غير فيها وفي شغلي عشان يكبر وانجح.
-مركزة في شغلك بس…لكن هل أنتي مبسوطة؟
رفعت جميلة عيناها لوالدتها، كأنها تفاجأت او للتو فقط تذكرت، سؤال لم يتطرق لعقلها لكنها بالمنطق جاوبت:
-ايوه طبعا، ده انا جميلة أبو العينين، ازاي هكون مش مبسوطة.
-كلام إنشا حفظاه، حفظ وبس، تقدري تقولي لي بتعملي ايه عشان تبقي مبسوطة، وانتي بتصحي كل يوم تلبسي لبس مش بتحبيه وتروحي شغل مش بتحبيه وحتى خطيبك مش بتحبيه.
انتقضت جميلة،الإنسان عدو الحقيقة ومايجهله،وعدو من يواجهه احياناً…جميلة ترفض المواجهة لذا وقفت محتدة تردد:
-ايه الي بتقوليه ده يا ماما؟ بقا انا بلبس لبس مش بحبه ازاي، انا أشيك بنت في مصر، وبشتغل mg في اكبر شركة عقارات في مصر وانا اصلا خريجة إدارة أعمال، وماهر انا الي مختاراه بنفسي ولمحت لبابا، كل حاجة في حياتي انا الي بحددها.
وقفت والدتها ترد بهدوء:
-وبتعلي صوتك ليه؟ ولا الكلام عصبك؟ 
تحركت لتخرج وقبلما تفعل توقفت تقول:
-على فكرة أنا الي والداكي مش أنتي الي ولداني، وأن ماكنتش ابقى حافظة بنتي أبقى أم خايبه، طول عمرك بتحبي الدريسات القصيرة زي بتاعت سعاد حسني وبتحبي النحت والرسم،لحد كام سنه وكل حاجة اتغيرت، أنا هسيبك لمزاجك ومش هضغط عليكي، يمكن تفتكري ان ليكي ام وتيجي تتكلمي معاها.
نظرت لها جميلة بتوهه فأكملت الأم:
-أنا كنت بعدي الأمور، واقول كبرت وأكيد زوقها اختلف وأختياراتها اتغيرت لكن من أول ما فتحتي موضوع ماهر الوراقي وانا مش عاجبني وكون انك تلمحي لابوكي انه يلمح لهم دي كانت بالنسبه لي بقا الكارثه، من يومها عرفت انه لأ، وفي حاجه حاصله مع بنتي وانا مش هسمح بكده…انا موجوده لسه ما موتش لو حبيتي تتكلمي مع حد ثقه بدل ما انتي مش بتتكلمي غير مع صاحبتك.
غادرت الغرفه تغلق الباب تاركه ابنتها خلفها مصدومه بعدما وجهت بوجهها الحقيقي الذي تخفيه،لكنها عاودت فتحها تردد:
-ابقي اتصلي بليلى صاحبتك كده، أسأليها ماهر كان في الساحل من يومين بيعمل ايه ومع مين على الملأ، كلميها كده وبعدها لينا كلام تاني.
______سوما العربي______
دلفت لغرفتها وهو معها بصمت، تراه صامت لم يتفوه بحرف منذ تلك الجلسه، ارتمى على الفراش بنصف جسده وقد اغلق عيناه بصمت فاقتربت منه تناديه:
-ماهر 
فتح عيناه يسحب نفس كبير لاعماقه ثم رد:
-نعم.
-في موضوع كنت عايزه اكلمك فيه.
اعتدل بجسده متعباً ثم قال:
-قولي يا حبيبي.
عضت على شفتيها ثم تفوهت بترقب:
أنا هرجع روما امتى؟
سحب نفس عميق ورفع رأسه للسقف بضيق ثم عاود النظر لها يقول:
-انتي شايفه ان ده وقته؟! 
طالعته بترقب ثم تقدمت تجلس لجواره تقول:
-أنت زعلت من الوصيه؟
-أنتي زعلتي؟؟؟
-أنا الي سألت الأول.
لم يجيب عليها، فقد تلقى الجواب ليقول:
-المفروض تفرحي، بقيتي مليونيرة.
انتفضت تقف بغضب ثم قالت :
-أنا فكرت اليومين الي عيشناهم مع بعض لوحدنا غيروك ، وبحاول دايماً اخد هدنه واديك فرصة بس انت هتفضل أنت، بس زفارة لسان بزفارة لسان بقا فهقولك انا أساساً بنت عز وابويا شايل ملايين، بتوعي من غير شريك وانت اخدتهم من عمي وحاتت ايدك عليهم حتي البيت ماخرجتش عمي منه مع انك قادر وانا والله معديه كل ده بمراجي…بس انك ت…
قاطعها يجذبها من ذراعها لتسقط لجواره على الفراش ينظر لجمالها ثم همس أمام شفتيها بشوق:
-ومعدية كل ده ليه؟! حبتيني؟!!
انتظر ردها بفارغ الصبر يحثها:
-ساكته ليه؟
ارتبكت وردت بتيه:
-مش عارفة.
ابتسم، مجرد عدم ردها بقوة نافية يفيده، يراه بصالحه،وهو أكثر من راضي بهذا القدر.
تهدجت انفاسه وهو يردد:
-عايز اقولك حاجة من يوم ما شوفتك.
-ايه؟!
جاوب بأنفاس سخينه:
-انتي جامدة قوووي يا لونا.
أتسعت عيناها من كلامه وطريقته وصولا لعيناه التي تأكلها ثم ابتعدت عنه بتوتر تردد:
-شكراً 
تنهد بحب ثم قال :
-عايز اقولك حاجة بس مش عايز مناهده.
-إيه 
-جمعي كل حاجتك عشان تتنقليها أوضتي.
-ليه؟
-هو ايه الي ليه؟! أكيد عشان هتتنقلي وتنامي معايا فيها…منطقي، احنا متجوزين.
-بس..
-مابسش، في ايه؟ الوضع ده لازم ينتهي، هنفضل متجوزين في السر؟ انتي مراتي والكل لازم يعرف، ولا هما اصلا عارفين.
تنهد يقول:
-فاضل جنا.
حك عنقه يردد:
-مش عارف هجيبها لها ازاي، شكلي قدامها يبقى ايه لما تعرف ان اخوها الكبير عمل كده.
رمقته بعينها ولم تتحدث، قوة نظرتها كانت كافيه فسألها:
-عايزه تقولي ايه يا سوسه.
-يعني انت عارف انك عامل حاجة غلط.
وقف من مكانه يردد:
-اه،بس مش حاسس بالذنب ولا ندمان.
كاد ان يتحرك مغادراً فسألته:
-ولو رجع بيك الزمن؟
عاد ليجلس بجوارها يهمس:
-بصراحة؟!
-أمم.
-كنت هعمل كده بردو بس بشكل مختلف، كنت هخليكي تحبيني ومش بعيد تيجي تطلبيني للجواز.
صمت بتعب ثم قال:
-أنا كنت غلطان في طريقتي معاكي..بس كنت خايف منك…بس خلاص، من النهاردة خلاص، اتربطنا ببعض ومش هنتفرق.
ضيقت عيناها متسائلة:
-عشان الوصية؟
-أممم….بس.
-أيه؟
-مش عايز أخبي عليكي ، أنا خايف من ابويا وعمي ورد فعلهم…انتي هتفضلي معايا مش كده.
-انا معاك يا ماهر.
كلمتها أثلجت صدره نظر لها مبتسماً ثم قال:
-عشان الميراث؟!
انمحت الابتسامة من على وجهها فارتعب، بات ما يرعب ماهر هو تكشيرة لونا، إذا رغبت في إخافة ماهر سلط عليه لونا.
ردد على الفور:
-انا ماقصدش ما…
قاطعته بحده:
-انا فلوسي كلها معاك يا ماهر، جت على الميراث يعني؟ وعلى فكرة انا هتنازلك عن حقك…مش عايزاه.
وقف من مكانه يردد:
-بس بلاش كلام فارغ، فلوسي مربوطه بفلوسك وكده كده انا هدير الأتنين، انا رايح أطمن على ماما عايز لما ارجع الاقيكي في أوضتنا مستنياني، أوكي؟
لم تجيب، قرص خدها يردد:
-لا لما جوزك يكلمك ياصغنن ترد، أوكي؟!
-حاضر.
ابتسم عليها ثم قبل خدها وألتفّ مغادراً يردد:
-مش هتأخر عليكي.
خرج من الغرفه وهي تتابعه بعيناها ثم زفرت بتعب وقررت الإستسلام لمصيرها والرضا به فوقفت كأي فتاة هادئة مطيعه تنفذ أمر زوجها .
جمعت ملابسها وبدات تحركها جزء جزء لغرفة ماهر.
وبالجزء الأخير تقابلت مع جنا التي وقفت تنظر على أغراضها وكيف انها تحملها لغرفة ماهر ثم نظرت لها مستغربه تسأل:
-ايه ده؟! هو في ايه؟!
ارتبكت لونا واحمر وجهها، نظرت لجنا ولم تعرف بماذا تجيب، فجنا الوحيده من لم تعلم بزواجهما حتى الان ، فهل هي من ستخبرها؟! ما هذا الحظ.
ارتبكت بحرج وحاولت أن تجيب ولكن حظها الذي ظنته سئ أنقذها حين دلف كمال عائداً من الخارج يقول:
-مساء الخير.
رفع احدى حاجبيه وهو يسمع الرد من لونا فقط بينما جنا قد تجهم وجهها ليقول:
-جنجونه مش بترد عليا ليه؟
اندفعت في الحديث في وجهه مثل اللهب:
-كمال بص انا مش…
قاطعها:
-ششششش…ممكن تهدي، وتعالي عايز اتكلم معاكي، لم تتحرك ليحسها بلطف:
-جنا، يالا عيب كده، هفضل واقف.
سحبها برفق وتحرك ينظر للونا من خلف ظهر جنا يحسها على ان تكمل ما كانت تفعل فقد انقذها.
_________سوما العربي_____
سحبها للحديقة يوقفها أمامه عنوة ثم قال:
-ايه بقا؟! ممكن افهم في ايه؟!
اندفعت مجدداً:
-بص يا كمال انا وانت مضرورين ولازم نلاقي حل.
هز كتفيه وقال ببرود:
-صح، انا من بكره هطعن على الوصية دي، ماهي مش هتعيل.
-صح، انت صح، وقسماً بالله صح، من الصبح نمشي في الأجراءات.
ضيق عيناه يردد بضيق:
-قصدك ايه؟ قصدك اني عجزت وكبرت؟
-ماياباشا مانت قولت عليا عيله وانا عديتها ماتقفليش على الكلمه وانا وانت عارفين اننا ماننفعش لبعض.
اقترب منها خطوة ثم سأل بنبرة وهيئة مثيرة:
-ليه؟! انتي تجوزيلي على فكرة.
ابتلعت لعابها بصعوبة ثم قالت:
-مششش..مشش
ابتسم بتسليه يردد:
-همممم، بتمشمشي ليه؟ كملي انا سمعك؟ 
-ماااانا بكمل اهو.
-لا اصلي شايفك مرتبكه.
-وانا هرتبك ليه؟ انت هتربكني بالعافيه؟ أنا زي الفل.
-طب ردي على سؤالي، ماينفعش ليه؟!
صمتت لا تملك رد، او تملك ولا ترغب في التصريح به ليشك فيها ويسأل بأعين ضيقه:
-جنا، انتي في حد في حياتك؟!
-لأ طبعا ايه الي بتقولوا ده.
-ايه الي بقوله؟! امال أنتي رافضه ليه؟!
-رافضه عشان ده الصح، المنطق بيقول كده، وانت كمان أكيد رافض.
-ايه الي أكد لك؟
القى الجمله في وجهها جعلها تصمت، ثم سألت:
-يعني انت موافق.
-اه …ثم عدل حديثه عشان الوصيه.
-وانا مش هتجوز بالطريقه دي.
لا يعلم لما زاد غضبه ثم سأل
-لآخر مره هسألك، في حد في حياتك؟
-لا.
-تمام…أنا سألتك وقولتي لا، لو عرفت ان في حد هتبقى وقعتك سودة معايا تمام.
هزت كتفيها بلا مبالاه ثم قالت:
-تمام.
ومن بعدها تركته وغادرت لينظر عليها بضيق ثم يبدأ في فتح حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي يدقق في جزء الأصدقاء والمتابعين يتفحص متابع متابع.
_________سوما العربي_________
نظرت عليه زوجته تبتسم مستغربه، لقد تأنق زياده عن اللزوم، اقتربت منه تنظر لهيئته في المرآة  لطوله الفرع وجسده العريض تبدي إعجابها بلباسه بداية من بنطاله الأسود وقميصه الرمادي مفتوح الازرر العلويه يبرز عضلات الصدر وكم هو مشعر.
ثم همست:
-ده ايه الحلاوه دي، ايه كل الاهتمام ده؟؟
ابتسم لها بغرور عبر المرأه ثم قال:
-على أساس اني كنت مبهدل قبل كده.
-بصراحة لا، بس اصلك النهاردة حلو بزيادة وشيك قوي، كل ده عشان عزومة طنط لينا ولاخوالك عندها؟
ابتسم بزيادة وثقه بعدما أكدت له كم يبدو وسيم ولم تضع تكلفته في اختيار الملابس، فقد تجهز لهذا اليوم من باكر يعد الساعات، سيراها…..
التف لها يردد :
-طب ممكن تبطلي بكش وتسبقيني على العربيه وانا هاجي لك؟ مش عايزين نتأخر على الناس.
-حاضر.
تحركت بهدوء و هو عاد ينظر على نفسه في المرآة يتمم على ضخامة عضلات صدره ويسرح شاربه الكثيف ثم تناول زجاجة العطر الفخمه وسكب نصفها على جسده تقريباً، ليخرج بعدها يتبختر في غرور.
-مش بتاكل ليه يا رشيد.
قالتها والدته وهي تنتبه له منذ جلس معهم على طارلة  السفرة لم يأكل،
حاول اغتصاب إبتسامة على شفتيه ورد:
-لا باكل.
مرت نصف ساعه ولم تحضر، حتى ان الطعام وضع وهي لم تأتي، ماذا يعني ذلك.
لم يقدر، شوقه غلب كبره فنطق:
-هي جميلة مش جايه ولا ايه؟!
نظروا لهّ جميعاً فقال :
-من الذوق كنا استنيناها على الاكل.
فرد والدها بحرج:
-لا هي كانت مصدعه فأخدت حباية صداع ونامت.
زاد الضيق في صدره، وفقد شهيته، جلس معهم جسد يلا عقل يفكر فيها.
لم يقدر على الصبر، استغل انشغال الجميع بالأحاديث الجانبية، ثم تحرك بعيداً عنهم.
وقف أسفل غرفتها يدخن سيجارة بشرود ينظر عليها وهو يرى النور يغرق الغرفه، لم تنم، كانت كذبه، فابتسم…هذا يعني انها تهربت من رؤيته، لما يا ترى!
ساقته قدماه للهلاك، لم يتحمل ودلف لبيتهم الكبير، البيت كان هادئ تماماً ولم يجد من يعترضه ، صعد بيسر حتى توقف عند غرفتها…يستمع لصوت موسيقى اغنيه لعبد الحليم حافظ (الحلوة الحلوه الحلوة ،برموشها السودا الحلوة)
فتح الباب بجرأه وإقدام، لتنبهر عيناه وهو يرى جميله بهيئة مغايرة وقد وقفت أمام المرآة ترتدي فستان أبيض منقط بنقط سوداء صغيرة منفرش يصل لعند ركبتها ويضيق مبرزا نهديها…اتسعت عيناه، بلع لعابه بصعوبه، أهلكته وافقدته صوابه.
وهي هتفت بصدمه:
-رشيد؟ انت اتجننت؟! بتعمل ايه هنا؟!
لم يجيب وبدأ يقترب منها بأعين تأكلها، عيناه عليها لا تحيد عنها، لقد جننته جميلة ، فأخذ يقترب منها وهي تعود للخلف .
يتبع
في عقلك الطيب تعتقده غير واعي، لكنه كان واعي، رشيد مدرك على ما يفعله وكل خطوة يخطيها، هو يريد جميلة، إنها تأجج رجولته، تؤلمه، تسكن أحلامه، باتت بأيام قلال مسيطرة على تفكيره ومهيمنه على حواسه، ولم يزد رفضها ولا مبالاتها به سوى شوقه العاصف.
أيامه بالبلاد باتت معدودة، وإجازته على وشك الإنقضاء، وهي تشعله ولا تعطيه وجه، وهو بات غير قادر على الإبتعاد.
لأيام وليالي وهو يراقبها عبر نافذة غرفته وهي تخرج بالصباح أو تعود في المساء متأنقة بزيها الرسمي، كتلة من الأنوثه تسير على الأرض تستفز اي شارب قد يراها .
فانقلبت أيامه لجحيم وهي لا تبالي وربما لاتدرك حتى ما فعلته...وبات غير قادر على العودة لحياته السابقه كما كان يعيش قبلما يجيء للقاهرة ويلتقي بها بعدما كبرت.
اندلع الخوف يفتك أحشائها وهي تدرك انه معها الأن بغرفتها وقد شاهدها بهيئتها تلك...لا ويقترب منها والتصميم بعينه، تراهم وهما يأكلان جسدها أكلاً.
اتسعت عيناها برعب وصرخت فيه:
-رشيد؟؟ انت بتعمل ايه هنا؟ ودخلت هنا ازاي؟
صرخت بالأخيرة عل الحارس يسمعها لكنه هتف:
-بعته للبوابة الرئيسية يجيب لي حاجات.
إذا فقد خطت ودبر،ارتعبت أكثر، صرخت فيه:
-وايه اللي جايبك هنا وبتقرب كده ليييه؟
هجم عليها بخطواته يسأل:
-ماجيتيش العشا ليه؟
-وانت مالك.
صرخت برعب وهي تتعرقل في قدم الكرسي فتسقط عليه ليدنو منها مهاجماً:
-ماجيتيش عشان انا موجود، عشان ماتشوفينيش، عشان انا بأثر فيكي، لو مش فارق لك كنتي جيتي عادي مش كده؟
-لا مش كده.
كذااابه.
دنا منها زياده وهمس أمام شفتيها :
-بتهربي مني ليه؟
-انت بتحلم.
 انه مقبل على شفتيها، كان يميل عليها ليقبلها،فدفعته وصرخت وهي تدفشه في صدره بكل قوتها، إرتد خطوة للخلف أثر دفعتها العنيفه وهتف:
-وليه ماتقوليش ان انتي الي بتكابري.
وقفت لتبتعد عن الكرسي وتعدم اي فكرة لان يميل عليها على كرسي أو سرير، نجحت وابتعدت لتفر ناحية الباب تفتحه لكنه أوقفها يمنعها بقوة موجعه مسك بها رثغها ثم قربها لعنده يهزها بغيظ وهو يصرخ فيها:
-رايحه فين تعالي هنا.
-امشي يا رشيد، امشي ارجع لبيتك ومراتك وابنك بلاش تهور.
صرخ بجنون:
-انا لسه ماتهورتش...بس أوعدك اعملها.
ردا برعب:
-ليه؟!!! انا عملت لك ايه؟
-انتي؟!!!
قبض على يدها وقربها منه يردد:
-أنتي مجنناني .....
رعب عيناها أيقظه، حاول محاولة أخيرة، ربما هنالك شيء عليه فعله وهو لم يجرب للأن لذا خفف قبضته واعتدل في وقفته بعدما كان يهم بالهجوم عليها، وجرب:
-طيب، جميلة انا أسف وندمان على الي حصل زمان، بندم كل يؤمّ وأنا بشوفك قدامي، لو ماكنتش صديتك يومها وعملت كده كان زمانك ملكي دلوقتي ويمكن ده عقاب من ربنا ليا وياستي انا بقولك أهو أنا غلطان وندمان ومش وش نعمة عشان رفضت واحده زيك.
كانت تسمعه وهي تهز رأسها بوفض، غير متقبله كلامه.
عكس ما توقع كانت النتيجة تهز رأسها رافضه، جذبها بعنف لتصبح ملامحها متقاربه من ملامحه يهتف من بين أسنانه:
-ارجوكي تنسي الي حصل وخلينا نفتح صفحة جديدة.
دفشته بعنف والخوف قد سيطر عليها من هيئته المختله وهتفت وهي تحاول الفرار منه:
-صفحة ايه، شكلك مجنون فعلاً، انت متجوز وعندك ابن.
جذبها لعنده من جديد ومسك وجهها بكفيه يثبتها أمامه كأنه يحاول إقناعها:
-الشرع محللي أربعه، أنا مش اول واحد يعملها، أنا هتفاهم مع علياء وابني مش هيحس بأي تقصير...عشان خاطري وافقي.
-انت مالكش خاطر عندي وروح حلل في الشرع بعيد عني انا الي مش عايزه اتجوزك.
كانت تتحرك بهلع تحاول فتح الباب ونجحت، لكنه أحبطها واغلق الباب ثم جذبها لعنده يردد بانفاس لاهثه:
-لا انتي بتقولي كده عشان زعلانه مني، حقك، انا عارف انه حقك، خدي وقتك واتدلعي براحتك بس في الاخر وافقي....هتوافقي.
-أبعد عني، عيب الي بتعمله ده، بتتهجم على بنت خالك في بيته.
-بنت خالي ماخلتليش طريقه غير كده، انتي جننتييينييي.
صرخ بالاخيره وهو ينظر عليها، لانت ملامحه وهو يتحسس بيده لجلد بشرتها الطري ينظر على فستانها الجميل مردداً:
-قمر، فستانك تحفه عليكي...وشعرك جنان، وشخصيتك قوية، عيونك فيها اسرار خطفاني...أنا اكبر مغفل في الدنيا.
حاولت التحدث معه برويه وهو هادئ هكذا:
-أمشي....أمشي يا رشيد وأنا والله مش هقول لحد على الي انت عملته.
رفع احدى حاجبيه يردد:
-ماتقوليش هقول انا.
-يعني ايه؟
ابتعد عنها يردد:
-هسيبك يومين تفكري.
-يعني ايه كلامك ده وأفكر في ايه، انت متجوز وعندك أسره وانا مخطوبه.
-يعني هي دي مشكلتك بس؟!
توقف بها الوقت لدقيقه وهو كاد ان يبتسم لكنها عادت تهز رأسها:
-لا...انت لو اخر راجل مش هتجوزك.
-مانا هبقى أخر راجل بس في حياتك.
-بتحلم .
صرخت فيه بضيق فرد:
-هتجوزك يا جميلة.
-مش هيحصل وامشي اطلع برا.
حك فكه بضيق ثم قال:
-همشي...همشي عشان اسيبك تفكري.
نظر لها بهدوء وهي مازالت خائفه من اي تهور قد يفعله، اقترب من جديد فانتفضت ومالبس أن شهقت مصدومه وهي تشعر به اقترب يميل عليها بهدوء يقبل وجنتها ثم همس:
-بحبك يا جميلة.
اتسعت عيناها من فعلته وتصريحه تنظر له بذهول تراقب وقوفه الثابت مع نظرة الأعجاب بعيناه ثم رحيله الهادئ من الغرفه.
وبدأت تسأل نفسها هل اعترف رشيد بحبها؟!! وهل هذا ما تريده؟؟ أم ماذا تريد بالأساس
______سوما العربي_______
استيقظت صباحاً بنشاط عالي وتأنقت في فستان رقيق من بلون الروز ووقفت تصفف شعرها أمام المرآة.
لف في السرير يبحث عنها كي يسحبها لأحضانه ويستغرق زيادة في النوم  لكنه لم يجد من يحتضنه ، مرر يده على الفراش يشعر يبرودته فانتبه واعتدل من فراشه يتثائب بخمول يبحث عنها لتثير إنتباهه وهو يراها متأنقه جاهزه للخروج فهتف مستغرباً بصوت مازال خامل من النوم:
-صباح الخير يا حبيبي.
التفت له ترد بابتسامة مشرقه:
-صباح النور، كل ده نوم.
وقف عن فراشه يتثائب من جديد ويرد بكسل:
-ااااه...كل الي عيشته معاكي كوم وانك تنامي معايا في سريري الي طول عمري بنام فيه لوحدي كوم تاني، نمت نووم.
أبتسمت له ليبادلها الابتسامة وهو يمرر عيناه على جمالها الغير عادي ثم سأل:
-ايه الجمال ده كله، لابسه ليه من بدري كده...لابسه ليه اصلا؟! حد يلبس مع جوزوا.
هزت رأسها بجنون منه تردد:
-ايه الي بتقولوا ده،انت المفروض في حالة حداد جدك ماكملش أسبوع ميت.
جذبها لصدره يردد:
-الحزن في القلب و دي نقره ودي نقره،وبعدين هو كان جدي لوحدي، لابسه بينك وجدك ماكملش اسبوع.
-جدك انت.
لم يعجبه حديثها وقال:
-لووونا..الراجل دلوقتي مات وبقى بين ايدين ربنا ومايجوزش عليه غير الرحمه، وبعدين ده سايب لك ورث كبير قوي.
-ورث مشروط يا حبيبي، مربوط بيك العمر كله.
جذبها من حصرها يلصقها بنصفه السفلي وهو ينظر على شفتيها مردداً:
-قوليها تاني كده؟
-ايه؟
-حبيبي.. عارف انك ماتقصديش بس اهي اي حاجه منك.
نظرت له بكبر ليقول:
-قولي بقا يابت ...قولي أي حاجة.
-تؤ.
همست بدلال ثم ابتعدت عنه فجاه تنثر عطرها ليجذبها مجدداً في الوضع السابق ويهمس أمام شفتيها:
-وحشتيني يا بت ...ماهر وحشته لونته وهيموت عليها.
جاوبت محذره:
-بس يا ماهر لازم انزل.
-تنزلي!
قالها بحاجب مرتفع فهزت رأسها مؤكده ليقول:
-تنزلي على فين إن شاء الله.
-على شغلي.
قالتها بثقه فبهتت ملامحه لثواني وبعدها حاول إستجماع عقله وسأل:
-ماشاءالله أنتي اشتغلتي؟
جلبت صندلها الخفيف ترتديه وهي تحدثه دلاله على حرصها على الوقت:
-اه.
-فين؟! 
-في شركتي..انت غريب جداً.
-شركتك؟!!!
-ايوون.
-أيون!!!!!! 
وقفت وقد انتهت من ارتداء الصندل تعيد إسدال ثوب فستانها الرائع ثم قالت:
-ورثي من جدي .
ابتسمت بسماجه ترد:
-الله يرحمه.
التفت لتتحرك لكنه مسك ذراعها ولفّها أعادها لعنده ولم يبالي بشهقتها  وهتف:
-ده مين اللي قال كده ومين هيسمحلك أصلا.
-ماهر عزام الوراقي.
اندهشت ملامحه وهو يسمعها في الوقت الذي اتسعت فيه ابتسامتها كون أن حيلتها الجديدة التي تعلمتها نجحت من أول تطبيق فعلي لها واردفت تكمل:
-أنت الي هتسمحلي وانا عارفه.
عزمت على اكمال جرعتها فكملت:
-أنا بقيت عارفاك، انت بتحبني مبسوطة، وانت عارف أني هبقى حابّه أرجع الشركة اشتغل وسط ناس نضيفه واكمل تعلم الجرافيك في شركتي تحت عين جوزي، فانا قررت ارحم جوزي اصلك عارف منين ما اروح الف عين تبص عليا وانا جوزي غيور...غيور قوي..بيهد الدنيا لو حد بصلي، أروح انا أخبط دماغي في الحيطه واقول مش بتعدي ليه؟! ماهي حيطه...فليه العند لما ممكن اعمل كل ده تحت عينه ورعايته ويجيب لي كمان ساندوتشات شاورما لحمه الي بحبها و حوواشي.
ضحك يعض باطن فمه، رغم فطنته لعبتها الا انها أحرجته بحديثها الذي كان مقنعهاً فعلام العند؟!
همس أمام شفتيها يقول:
-اجيب لك كل الي نفسك فيه، عايزه أيه؟
اندفعت تردد:
-عربية بورش حمرا.
-نعم؟!!!
-أنا عارفة انك كريم وسخي ومش هتستخسر في مراتك عربيه صح.
ضحك، لعبه جديده، لكنه همس:
-اجيب لك...مانتي بقيتي مليونيرة.
فهتفت على الفور:
-لااااااا
أرتفع حاجبيه وهو يسمعها تقترب منه وتصرح:
-أنا عايزة فلوسي صحيحة على بعضها.
قهقه عالياً يصفق بيده من شدة الضحك ولا يستطيع تمالك نفسه.
لدرجة أن عيناه قد أدمعت وحاول التحدث من بين ضحكاته يقول:
-يا بنت اللذينا...مش معقوول..هههههه ماشي يا لونا...اجيب لك عربيه وسيبي فلوسك صحيحه على بعضها.
لم تصدق ان حيلتها التي بالامس فقط علمتها لها مشتشارتها النفسيه قد فلحت فاقتربت منه تردد غير مصدقه:
-وحياةً أمك؟!
-بت؟! هتجيبي سيرة امي...هرجع في كلامي والله.
-لااا ده امك دي حبيبتي.
-انتي الي حبيبيتي….هاتي حضن.
ضمها بحنان واحتياج لحضنه يشعر بطراوة جسدها الغض وقماش فستانها الغالي وشعرها المتطاير من فرط نظافته وخفته، انها نسمه صيف بارده ومنشعه، جميله ومحظوظ أنه نالها.
اخرجها من أحضانه يكاد صدره ينفجر من فرط الفرحه والشعور بالفوز انها له والأمور تمام، الفوز بلونا كان الأعظم بحياته، وهنيئاً له من كانت لونا فوزه، الطله لوجهها خير وصحه وجمال، إنها تنعش روحه وتعيد شبابه.
مسح على وجهها وشعرها يتشابك مع أصابعه فيقول:
-استنيني هلبس وننزل مع بعض نروح الشغل، ايه رأيك؟
-حاضر…على ما تخلص هكون حضرت لك الفطار.
-طب ماتيجي تحميني انا محتاج حد يحميني.
هزت كتفيها تردد:
-وقح.
-بس لذيذ..وربنا لذيذ.
ابتسمت رغماً عنها، ثم قالت:
-بصراحة؟
هز رأسه ينتظر ردها لتنفجر في الضحك وهي تصرح:
-اه.
ضحك بسرور فأخيراً لانت لونته.
خرجت من الغرفة بشقاوة وهو استدار يتحرك للمرحاض يردد:
-بموت فيها بنت اللذينا…هتعمل فيا ايه تاني.
_________سوما العربي______
تحركت بخفة فراشة تهبط الدرج تذهب للمطبخ تساعد الطباخ في إعداد الفطور ببعض الأشياء البسيطه ثم خرجت ومعها كوب نسكافيه لتجد فاخر وعزام يجلسان في بهو البيت، أبتسمت باستمتاع؛ انها فرصتها…فاقتربت تستغلها.
دنت منهم تردد:
-ايه ده؟ خالو فاخر وخالو عزام! قاعدين كده ليه زي المطلقين!
احتدمت عيناهم بمجرد ظهورها أمامهم وصولاً لكلامه وفحواه، وهي لم تبالي بل أضافت:
-صحيح قلبي عندكم، بقيتوا لا شغله ولا مشغله.
وقف فاخر يردد:
-انتي عايزه ايه يابت انتي على الصبح.
-الحق عليا، الحق عليا اني قولت اجي أشوف معاك فلوس للنهاردة ولا لأ؟؟ بس ماتشيلش هم! هفطرك معانا عادي وخد…حد مد ايدك ماتتكسفش.
اخرجت من حقيبتها عمله ورقيه فئة الخميسن جنيه، كورتها بكف فاخر تردد:
-عشان لو حبيت تشرب لك حاجة ولا تجيب سجاير، خد ماتتكسفش ومش هقول لحد .
هب ليهجم عليها يلقنها درساً:
-اه يا بنت الو…
قاطعه عزام الذي كان يجلس يتابع كل ما يحدث بصمت تام الى أن نطق مردداً:
-فاااخر.
نظر كل من فاخر و لونا له فوقف قائلاً:
-ايه يا فاخر هتمد ايدك عليها، ألحق عليها يعني…ده بدل ماتاخد منها الفلوس وتقول شكراً.
-شكراً!!!!
هتف فاخر بضيق وهو شيئاً فشيئاً يفهم نوايا شقيقه، وقف عزام واقترب من لونا يردد:
-شكراً يا حبيبتي، طلعتي أصيلة، تمااام زي امك رحيل، وانا الي كنت فاهمك غلط وفاهم انك شريرة وناويه على طمع، ماتعرفيش كبرتي في نظري أد إيه لما عملتي كده شكراً، وشكراً على الفطار.
رفعت احدى حاجبيها غير مرتاحه لنعومته المستجده وهتفت:
-وصيتهم يرودوا لك البيض…شكلك بتحبه.
حاول الإبتسام يداري اصطكاك أسنانه من الغيظ فتحركت من امامهمها لا تستطيع المكوث أكثر من ذلك في مكان واحد معهما.
وما ان فعلت حتى جذب فاخر شقيقه من يده يعنفه:
-ايه؟ قولت بقت مرات ابني وزيتنا هيبقى في دقيقنا وهتلعبها خارصه لوحدك، لاااا ده انا عظيم بيمين أهدم المبعد على دماغ من فيه.
ضحك عزام:
-مرات ابني؟ طول عمرك غشيم ومتهور، البت دي مش لازم تعرف اني عارف انها مرات ماهر، عشان نحبكها صح، وانت خف شويه واتعدل معاها، دي الحصان الربحان بعد ما ابوك ضيعنا…لو هدينا فاروق دويدار بيها هيدينا تسهيلات في السوق ومن البنوك تخلينا نبدأ من تحت تحت الصفر بحبه
-وليه ماتقولش نطعن على الوصيه 
-وليه مانعملش الأتنين،بس المحاكم سكتها طويله، فاروق دويدار سكته مختصره.
جمع فاخر الحديث برأسه وشعر انه الصواب فنظر لشقيقه يسأل:
-طب ما تنور اخوك، ناوي على ايه؟
-هقولك بس تنفذ الي اقوله من غير مناهده.
-حاضر.
_________سوما العربي______
بعد رحيل الجد لم يعودوا يجتمعوا على الفطور، جنا بجامعتها وكمال خرج من بعدها و والدته مريضه وجيلان تركت البيت لعزام، فلم يتبقى سواهما ليقول:
-يالا نبقى نفطر في الشغل طالما مافيش غيرنا
سحبها معه وخرج يقود السيارة وهي لجواره كانت سعيدة تشعر بالانتصار، اخرجت هاتفها من حقيبتها وبدأت تضغط على الشاشة لمدة فسألها:
-حبيبي مشغول عني في ايه؟!
أبتسمت ترد:
-ببعت رسالة لصاحب الشغل في روما بعرفه اني خلاص، مابقتش عايزه الشغل عنده واخيراً هخلص منه ومن تحكماته وفي النهاية ختمتها وشتمته.
ضحك بجنون على تصرفاتها ثم ردد:
-يانهار أبيض، طب بتسيبي الشغل وماشي لكن ليه تشتمي الراجل؟! 
-عشان تنح وكان مضيقها عليا انا بالذات وكان دايماً مراقبني انا بالذات ليه شايفني حراميه؟؟
أرتفع حاجبه بضيق (يراقبها وحدها دون غيرها وتركيزه منصب عليها؟! هل كان معجب بها ومراقبته ماهي الا اهتمام صامت من رجل بارد؟!!)
ظل عقله يدور ويدور الى أن وصلا للعمل، ترجل من سيارته ونظر لها وجد على وجهها سعاده حقيقية ، لأول مره تقريباً يرى صدق مشاعرها فاقترب منها يحاوط خصرها بتملك مردداً:
-نورتي شركتك يا لونا هانم.
سحبت نفس عميق بعد ما استمعت لكلماته..شركتك..لونا هانم، هذا ما يناسبها ولا يناسبها ماهو أدنى…كما قال والدها.
اخرجت نفسها العميق بتهمل ثم تقدمت تدلف معه للداخل وهو يسحبها من يدها تحت أنظار الجميع.
دلف لغرفة مكتبه يغلقها عليه وسكرتيرته معه قائلاً:
-هاتيلي كل الشغل المتأخر وكل العقود و ورق الحسابات وخدي مدام لونا لقسم الجرافيك.
-مدام.
همست بها دينا مستغربه لكنه لم يملك فرصه للتوضيح حيث هتفت لونا معترضه:
-انت مش هتعملي مكتب.
نظر لها وقد اتسعت حدقتا عينه مستغرباً وحاول ألا يضحك ثم قال:
-لأ.
-ليه؟!
نظر لدينا وقال:
-روحي انتي دلوقتي شوفي شغلك واطلبي لنا فطار.
خرجت دينا فنظر للونته  ليجدها تنظر له بضيق، مد يده جذبها لعنده يجلسها على قدميه ثم داعب شفتيها بأصبعه يقول:
-الجميل بتاعي مكشر ليه؟ 
-عايزة مكتب، زي بتاعك
-انا ماقعدتش على مكتب زي ده غير لما بقيت عارف كل مكتب من مكاتب الشركة دي شغال ازاي او على الأقل عندي فكره وانتي كمان مش هيحصل معاكي كده غير لما تتعلمي.
اقتنعت على الفور، ما كانت بحاجة للتدليل، لونا تقتنع بالحجج وحجة ماهر كانت قوية لذا غادرت منفذة على الفور.
مر الوقت عليهما الى ان حضر الفطور كما أراد ثم طلب من دينا أن تذهب وتنادي لونا.
لكنه هب من مكانه متذكراً حينما قالت له ان معظم العاملين بشركته كانوا يغازلونها، تحرك بغضب لعندها يدعي ان يلتقي بأي من هؤلاء كي يلقن كل واحد منهم درساً.
لكنه وقف خلف زجاج المكتب وقد انمحى غضبه وحلت مكانه إبتسامة صغيرة وهو يراها عبر الزجاج تجلس بجوار مدير القسم يملي عليها بعض الأوامر يراقبها بإثناء فهي تعمل بجد وشغف تريد التعلم وتطبق بسرعه وتتقبل النقد والتوجيه لأنها تريد التعلم.
هز رأسه بضيق يدرك كم كان غبي وهو من منع السعاده عن نفسه وليس هي، فلونا لم تكن تحتاج سوى الحب والحنان والاحتواء وبعدها ستتفتح بين يديه كالوردة الجميلة ببرعم صغير، وها هي من مجردة رشه  صغيره بدأت تزهر وتعطي الكثير تضيف على حياته السرور، حتى لو لم تبادله يكفيه رضاها عنه.
___________سوما العربي_________
استيقظ من نومه ينهج بلهاث يدرك بما كان يحلم، مدد الملائة حول خصره ثم نظر على جزعه السفلي وردد بضيق:
-يعني خلاص على اخر الزمن يحصل معايا كده.
عاد برأسه للخلف يستند على الفراش وتفاصيل حلمه وهو يجامعها لا تغيب من مخيلته، تتكرر فتلهب انفاسه ، مسح بيده على كفه يردد:
-أنا كده عنديّ مشكله ولازم أدور لها على حل..مش هقعد اتفرج على نفسي وأنا كده…مش هينفع…لازم حل يارشيد
نفض غطاء السرير من على قدميه ودلف للمرحاض يستحم متطهراً ثم خرج من البيت كان سيذهب له بمقر عمله لكن لمح سيارته تصف أمام المنزل فدلف للداخل يسأل عنه.
جلس أمامه في مكتبه ببعض التوتر لكن خاله هتف:
-صباح الخير يا رشيد، مالك كده شكلك متضايق.
-أنا…أنا عندي مشكلة كبيره قوي يا خالي وعايزك تقف جنبي وتساعدني.
استرعى خاله القلق وسأل بريبه:
-خير يا رشيد…عندك مشكله في شغلك اللي برا ولا ايه، قول وانا رقبتي سداده من جنيه لعشرة مليون.
-لا يا خالي مش عايز مساعده في شغلي.
استوى خاله على كرسيه يردد:
-مانا بردو استغربت، اصلك طول عمرك رافض تشتغل معانا وصممت تسافر بالفلوس الي معاك وفتحت شغل برّا ودايماً كنت رافض مساعدتنا فشغلك مع اننا بنعملها مع الغرب، الله!!! أمال عايز ايه عشان احل لك المشكله الي عندك.
استجمعت قوته مع بعض البجاحه ليردد بثبات:
-عايز جميلة.
-ايه!!!
________سوما العربي__________
دلف بسيارته داخل الحرم الجامعي يهاتفها عدة مرات وهي لا تجيب.
توقف بغضب وهو يراها تجلس مع مجموعه من الشباب والفتيات تضحك على احدى النكات.
نهشه الغضب وعرفت الغيره طريقها اليه، تقدم عندها يهتف:
-اتفضلي معايا
-كمال؟! جيت هنا ازاي؟؟وازاي سبوك تدخل عادي؟
-يالااا يا جنا.
نظرت حولها بتوتر تشعر بالاحراج، زم شفتيه بضيق كونه وضعها بموقف كهذا ثم حاول التحدث برويه:
-يالا يا جنا لو سمحتي.
كادت ان تتحرك لولا صوت احدى الفتيات التي وقفت تقول:
-طب مش تعرفنا بنفسك…
مدت يدها تردد:
-أنا فريدة صاحبت جنا.
-أهلاً وسهلاً…أنا كمال أبن عم جنا.
-اهلاً وسهلاً.
-أهلاً…يا يا جنجونه.
ارتاحت قليلاً مادام قال "جنجونه" يعني انه عاد لوضعه الصحيح معها ونسى تخريفات الزواج تلك التي كان يهزي بها مسبقاً.
لذا تحركت معه بلا خوف ليجلسا بالسيارة ويقودها يخرج من الجامعة ونطاقها كله ثم يقف على جانب الطريق يشد فرامل اليد ويضغط عيناه فظهرت على ملامحه علامات الغضب المكظوم ثم ردد من بين أسنانه:
-مين الولدين الي عندك على إنستغرام دول، هااااا.
صرخ فيها لتنتفض ثم هتف: 
-ردي
انفزعت تجيب:
-وانت مالك 
-انطقي احسنلك، دول عاملين ريأكت على كل صورك، معجيبن مش كده؟ 
-انت مااااالك.
-هو ايه اللي انت مالك انا ابن عمك وهبقى جوزك.
-وانا مش موافقة 
-توافقي او ماتوافقيش مش قصتي دلوقتي انا عايز اعرف مين دول وصفحتك مفتوحة للجميع ليه اصلاً الصفحة هتتقفل من بكره والباسورد هيبقى معايا انتي فاهمه ولا لأ.
اتسعت عيناها وهي تسمعه، انه العجب العجاب، من تمرمغ يأخضان الفتيات من الشرق والغرب حين أحب تحولت شخصيته اللطيفه،،سيغلق على حبيبته بالضبه والمفتاح،بالطبع يخشى أن يجري معه ما فعله بغيره، زير النساء كمال الوراقي…
_________سوما العربي______
ناداها محذراً:
-حبيبي…سيبي النسكافية ده وتعالي افطري.
تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده يقول:
-طب ما تيجي على رجلي وأكلك.
شهقت بخجل:
-ولما حد يدخل علينا.
-ماحدش يقدو يدخل غير لما يخبط وبعدين ما يدخلوا، واحد وحر في مراته.
نظر له بصمت ليقول:
-انا خارج بعد شويه…عندي مشوار 
-رايح فين؟!
-هقابل بابا جميلة، لازم أنهي معاه كل حاجة بشياكة كده افضل، انا لازم اعلن جوازي منك بقا، ونعمل فرح بعد كام شهر عشان حالة الوفاة اللي عندنا..بس انا عايز أعملك فرح بصراحة، فرح يليق بلونا.
أبتسمت له باتساع تستقبل كلماته متقبله ثم همست:
-وانا على ما تخلص هروح ازور بابا، الدكتور بيقول ان كتر مقابلاتي بيه الأيام اللي فاتت من ساعة ما رجعت من برا حسن حالته، صحيح بيطئ بس بيتحسن.
-روحي يا حبيبي، هبعت معاكي السواق ….بس تخلصي فطارك الأول.
-حاضر.
كادت أن تشرع في استكمال طعامها لكن دقت دينا على الباب فانتفضت لتقف لينهرها مردداً:
-ايه يابت ده هو انا شاقطك ماتثبتي انتي مرات  ماهر الوراقي.
ضمها من خصرها بزياده وقال:
-أدخل.
دلفت دينا لتتسع عيناها بصدمه من وقاحة مديرها المستجدة وهي تراه يجلس فتاه على قدميه ويطعمها في فمها لتتعلثم مردده:
-سسسس..سعادة الوزير فففاروق دويدار برا جاي يقابل حضرتك.
-اه دخليه على طول.
قالها بحماس بعدما وضع الطعام و وقفت لونا تبتعد عن قدميه وهي تردد:
-فاروق دوي..دويدار…انا سمعت الاسم ده قبل كده
-يمكن في التليفزيون ماهو وزير.
-يمكن.
ليذلف فاروق بكياسه وفخامه نافخاً ريشه عين على ماهر وعين ماكرة على لونا التي ما ان أبصرته حتى وقع قلبها بين قدميها
يتبع
ظهور علامات عدم القبول أو الأستثاغة بل والرفض التام على ملامح خاله صعبت مهمته، وهو يعلم منذ البدايه انها صعبه وحالته غير مقبول بها كونه متزوج ولديه طفل، لم يكن متوقع فرش الأرض ورد له بالمقابل .
إتكائه الوحيد كان على كونه خاله ورجل مثله بالتأكيد سيفهمه، لكن كل ذلك انمحى بمجرد تحول ملامح وجه خاله، الرجال للرجال ولكن كل شيء يختلف إن تعلق الأمر بابنته.
بالأساس تغير وضعية جلوسه عرّفت رشيد انه رافض فبعدما كان يجلس بأريحيه على كرسيه تحفز جسده و اتكئ بيده على ذراع كرسيه واليد الاخرى أسفل خده ينظر لرشيد بصمت بعدما أنهى كلماته ثم ردد بهدوء خطر:
-أنت من كل عقلك شايف انه عادي تيجي تقعد قدام راجل وتقوله انا بحلم ببنتك؟! هو انت فاكرني مولود في كومبوند! ولا عيشتك في ألمانيا علمتك البجاحة ونستك الأصول؟!! 
-يا خالي...
قاطعه بغضب متحفز:
-خالي ايه وزفت ايه على دماغك، في ايه يا رشيد؟ انت اتجننت؟!
نكس رشيد رأسه أرضا وقال بخزي:
-عندك حق في الي بتقوله، ويمكن انا غلطت في التقدير، قولت الخال والد وهتفهمني خصوصاً انك راجل زيي، واكيد اتعرضت لموقف زي ده، انا ما اخدتش جميله دخلتها حلمي ده حصل غصب ع...
قاطعه صلاح:
-ماهو من كتر تفكيرك فيها.
-ماهو ده كمان غصب عني .
-يبقى تقدر على نفسك بقا ياحبيبي.
-ازاي؟ أنا مش قادر.
صك أسنانه وكمل من بينهم:
-لم نفسك بقااا،مش قادر ايه مش كفاية جاي تقولي انك حلمت انك نايم مع بنتي.
نكّس رشيد رأسه من جديد يستمع لخاله وهو يكمل:
-تفكر نفسك دايماً انك راجل متجوز ومراتك ست محترمه ماشفناش منها حاجه وحشه وعندك ابن محتاج رعايتك.
استوى في جلسته يكمل منذراً:
-وإنّ جميله ست البنات وعمرها ما هتتجوز واحد كان متجوز قبل كده ومخلف، انت ابني وحبيبي وبعزك، ربنا وحده يعلم مكانتك عندي بلاش تهزها يا رشيد.
أسبل رشيد عيناه وهو ينظر أرضاً ثم عاود فتحهم ينظر إليه مردداً:
-عشان خاطري فكر تاني يا خالي، بلاش يبقى كلام نهائي .
بإشارة واحده من كف صلاح موّت الأمل وردد:
-نهائي يا رشيد، بنتي مخطوبه لماهر الوراقي وقريب هعزمك على خطوبتها.
رفع إحدى حاجبيه التقط طرف الخيط"ماهر الوراقي" .
وقف من مطرحه يردد بعزم واضح:
-تمام يا خالي...بس كنت أتعشم لو تعرض الموضوع على جميلة؟
قالها وهو لا يعلم هل مازال لديه أمل بجميلة أم انه يرد كسب الوقت لا أكثر.
وجاء رد خاله صارم وصريح:
-رشيد يا حبيبي انت كلامك ده مستفز ويعتبر اهانه اكيد مش هروح اقول لبنتي اتجوزي راجل على ضره، دي جميلة ابو العينين يا رشيد بلاش ازعلها من ابن عمتها وخليكوا صحاب وقرايب احسن.
-عندك حق يا خالي، عندك حق.
قالها بابتسامة قوية واثقه تخفي عزمه على عدم اليأس، لن يخرج القصه من رأسه مهما حدث.
رشيد شخصية مرتفعة الاستحقاق يرى انه متعب ويريد جميلة ولا مانع من أن تصبح زوجه ثانيه ليست اول من تفعلها فأكم من فتيان عذراوات تزوجن من رجال لديهم زوجه وأطفال ومحركهم الأساسي هو الحب.
أااااه...."الحب" و"ماهر الوراقي" ابتسم وخرج بأهداف واضحه تختصر عليه الطريق لجميلة.
وصية خاله وتحذيراته كانت واضحه، ألا يقترب من جميله مطلقاً .
لكن رشيد على قدر عالي من البجاحة والجرأة تجعله يخرج من عنده ويذهب للشركة قاصداً مكتبها ينتظرها بابتسامة عريضة واثقه مستمتعه.
________سوما العربي________
بأعين ذئب تلمع على ضحيتها تقدم منهم وهو يرى وقوف ماهر مردداً:
-أهلاً أهلاً فاروق باشا بنفسه منورني في مكتبي؟ ده ايه الخطوة العزيزه دي.
ابتسم فاروق وردد بكبر وكياسه:
-الجبل اللي مايجيك روح له انت ولا تقعد تتمنى.
قالها وعينه تلمع على لونا يرى رعبها وارتجافها تقف تقترب من ماهر غير مرتاحه.
بينما ماهر قد جعد مابين حاجبيه وردّد بإبتسامة مستنكره:
-جبل ايه وماجاش فين انا مش فاهم حاجة هو معاليك طلبتني في حاجة ورفضت؟!
لم يجيب عليه فاروق أجابه مباشرة على كلامه بل قطعه قطعاً وهو يوجّه نظره مباشرة ناحية لونا:
-أهلاً أنسه لونا، فات وقت كبير من ساعة ما قابلنا بعض.
تجهمت ملامح ماهر وقال:
-اخر مره وفات وقت؟!! هي في ايه بالظبط! انتو اتقابلتوا فين قبل كده؟!
توترت ملامح لونا وارتبكت لكن فاروق رد بقوه عادي:
-اتقابلنا من فتره في افتتاح اللونشنج الجديد، حتى سابتني وقتها ومشيت من غير سلام، ينفع كدا يا ماهر؟
نظر ماهر بفخر وسعاده على لونا التي تقف تفرك اصابع كفيها ببعض متوتره ثم عاود النظر لفاروق وردد بنظرة ثاقبة:
-ماعلش، أصل مدام لونا خجوله جداً ومالهاش في الجو ده خالص.
-مدام؟!!! 
رد عليه ماهر بإبتسامة متسعه بها قدر من السماجة:
-أممم.
ثم مد ذراعه حاوط به خصر لونا وقربها منه وهو مازال جالس على مكتبه، لصقها بجسده مردداً بينما يده تتحرك على خصرها بحرارة:
-مدام لونا تبقى مراتي، مدام ماهر عزام.
-ازاي يعني؟!
احتدت ملامح ماهر وردد بحاجب قد ارتفع ينم عن الغضب:
-هو ايه اللي ازاي يا باشا، بقولك مراتي، المدام، فين الغريب مش فاهم.
لعبت عينا فاروق وردد بخبث:
-أصل أنا معلوماتي بتقول غير كده بصراحة.
-معلومة غلط، خدها من صاحب الشأن احسن، مدام لونا تبقى مراتي.
-بس ....مش تقريباً كنت خاطب جميلة ابو العينين!!
-كنت...دلوقتي انا متجوز لونا بنت عمتي.
غيرته إستفحلت ولم يتحمل وما كان يمنعه عن إبراحه ضرباً هو كونه رجل متقدم بالعمر ولونا بمقام ابنته، ومع ذلك لم يستطع، رفع أنظاره لها يردد بابتسامة لطيفه وهو يضغط على انامل كفها بكفه:
-حبيبي ايه رأيك تروحي تكملي شغلك.
انتشلها من بحر الخوف والقلق بكلماته تلك، انتفضت منتبهه ورددت على الفور:
-لا هروح ازور بابا ده معادي معاه.
-أوكي يا روحي انزلي هتلاقي السواق مستنيكي.
ابتسمت وتحركت بتوتر تغادر الغرفه على الفور ونظرات فاروق تتبعها لينقر ماهر على سطح المكتب بغضب يردد:
-ايه يا فاروق بيه، اكيد مش سايب الوزارة وراك وجاي لي عشان نتناقش في موضوع جوازي.
راوغ فاروق ورد:
-كنت جاي اعزيك فس جدك ماكنتش اعرف ان زيارتي هتزعجك كده.
نجح في إحراج ماهر الذي تململ في جلسته بإرتباك وردد:
-لا لا ماتقولش كده، دي مجيتك دي شرف كبير لأي حد وحضرتك منورني.
ثم سحبه في جديث خاطف مختصر عن المال والأعمال لم يتعد الربع ساعه وقد خرج فاروق من مكتب ماهر والشركه كلها يهاتف فاخر بغضب وهو يجلس في سيارته:
-انت شكلك كبرت وخرفت يا فاخر لما فكرت تلعب مع فاروق دويدار
ليرد فاخر بلهفه واضح فيها اللهاث:
-ليه بس يا باشا وأنا اقدر اللعب مع فاروق دويدار مجنون انا مثلاً ولا مستغني عن نفسي.
-البت طلعت متجوزه يا فاخر.
-كدب يا باشا.
-هتحور تاني؟ ماهر نفسه هو الي قال كده.
-يا باشا ماهر بيحور بيقول كده عشان يحجزها لكن هو اساساً لسه خاطب جميلة بنت صلاح ابو العينين وممكن تتأكد من كده بنفسك.
-فاخر، انا مابحبش اللعب، اه على فكرة  القرض الي كنت مقدم عليه انت واخوك اترفض.
-ليه بس يا باشا؟
-المركزي رفض، الأيس كول بتاعك وحش قوي بيقولوا بتتأخروا في السداد.
-ماشي بس بنفس معاليك ممكن تتزق وتعدي.
رد فاررق بنبرة موحيه:
-مش عارف يا فاخر بس انت عارف الرفض لما بيبقى جاي من البنك المركزي بيبقى صعب تغييره..هشوف بقا كده.
صمت ثواني ثم قال:
-أبعت لي رقم لونا كده اتأكد منها.
صمت فاخر ثم سأل:
-بقولك يا باشا، هو معاليك مهتم بيها ليه؟ عايز تتجوزها.
ضحك فاروق:
-هو انا بتاع جواز بردو يا فاخر؟! ابعت لي رقمها في رسالة.
نزل الهاتف من على أذن فاخر بصدمه تحت أنظار اخيه الذي يجلس لجواره مترقب ينتظره حتي يسأل:
-في ايه؟! قالك ايه مخليك متنح كده؟؟
نظر له فاخر وقال بخوف وصدمه:
-احنا اكبر معفلين في الدنيا.
-ما طبعاً، ما اللي ابوهم يعمل معاهم كده يبقوا اكبر معفلين في الدنيا.
-لا مش قصدي كده، احنا عملنا كارثه من مافيش ولبسنا نفسنا مع ماهر على الفاضي، صحيح احنا دماغنا حدفت يمين وفاروق دويدار ده شمال الشمال اصلا، الباشا طلع لا عايز جواز ولا نيله، عايز عطائه على السريع مش اكتر.
هب عزام من مكانه يردد بغضب أخيراً:
-لاااا، فاخر، انا مش قرني، جواز ماشي لكن أرفع أرايل لأ.
تراجع فاخر للخلف بتوجس ثم ردد بعدم رضا:
-وده من امتى ده إن شاء الله، الله يرحم رحيل و أيامها لمااا...
قصف عزام يقاطعه:
-الكيلاني كان هيتجوزهاااا، مش هيعط يومين .
-بقولك ايه يا عزام بلاش شغل المسارح ده ماحدش ويانا، ده انت صاحب اقتراح مسح قسيمة الجواز من على السيستم.
-كان الكلام في جواز وجاي مع مصلحه، انا مش هرفع أرايل على أخر الزمن يا فاخر...انت سامع ولا لاء 
لجئ فاخر للتروي يجلس مردداً:
-ماشي ، اهدى...من امتى عندك دم كده طول عمرك بتاع مصلحتك ومسحت قسيمه الجواز وظبطت كل حاجه، امال كنا بنعمل كل ده ليه بقا؟ 
جلس عزام من جديد يردد:
-العيال دي لو اتحدت هنضيع وسطهم، لازم نبعدهم عن بعض ونفركش شروط الوصيه.
-قصدق ايه؟
-انا كلمت المحامي، الطعن على الوصيه ممكن بس المحاكم بتاخد وقت، لكن في حل تاني ان شروط الوصيه ماتتمش ساعتها تبطل والتركه تتوزع على الورثه عادي.
-تفتكر؟ هنعرف نعمل كده؟
-هنعرف طبعاً بس انت اسمع كلامي وسيبك من فاروق دويدار دلوقتي.
نظر له فاخر بطرف عينه ثم قال:
-اه طبعا طبعاً طبعاً.
قالها بلسانه ويده بالأساس تبعث رساله برقم لونا لفاروق دويدار.
_________سوما العربي__________
عاد في المساء يتقدم بخطى ثقيلة مجهد لحد كبير كاد ان يدلف لغرفته لكن أوقفه نداء شقيقته، التف لها يبتسم:
-مساء الخير يا حبيبتي، ايه الي مصحيكي لدلوقتي؟
-مستنياك، انت لازم تشوف لي حل في الي انا فيه.
هز رأسه متنهداً ثم قال:
-تعالي .
فتح باب غرفته ليصدم من الضوء الخافت والطعام الموضوع على الطاولة وتلك الجنيه التي ترتدي ثوب شفاف تنتظره.
اتسعت عيناه بصدمه واغلق الباب فوراً بإرتباك يمنع تقدم جنا التي قالت:
-ايه يا ابيه مش قولت لي تعالي وهنتكلم.
ابتلع لعابه بصعوبه ثم ردد:
-في اوضتك، نتكلم في اوضتك احسن.
-ومالها اوضتك.
-ياستي انا عايز اقعد في اوضتك فيها ايه دي.
هزت كتفيها مستغربه تردد:
-نتكلم في اي حته بس المهم تشوف لي حل.
تقدم يدلف معها لغرفتها وقد فر منه عقله وجن جنونه فشكلها وهيئتها وهي تنتظره طيرت كل تركيزه.
جلس معها على حافة الفراش وبدلاً من ان يستمع لها تحدث هو بحديث ملح يرى انه لا يجب ان يتأخر أزيد من ذلك لذا حاول التحدث بإرتباك:
-بصي يا جنا في حاجة حصلت كده وانا كنت عايز اقولك عليها بس ظروف موت جدو منعتني.
-ايه هي؟!
حمحم بإرتباك ثم اندفع يقول:
-انا ولونا اتجوزنا وهي دلوقتي في اوضتي بقت بتنام معايا .
شهقت تضع يديها على فمها تردد:
-ايه؟! من امتى وليه ماحدش يعرف!
-كله عارف انتي بس الي ماجتش فرصه تعرفي.
-من امتى؟
-من قبل موت جده بشويه وكنا ناويين نعلن بس موت جدو بقا فاجئنا كلنا.
-وازاي ماما ماتعرفش حاجة زي...
-ماما اول واحده عرفتها أصلاً.
-أصلاً!!! ده أنا في غيبوبه بقا، وانا الي فاكره نفسي ناصحه.
صمتت لثواني تكمل:
-يعني كده انت ولونا متجوزين اصلا وشروط الوصيه متحققه .
هز رأسه يقول:
-انتي عارف انا كنت معجب بيها.
صمتت لثواني ثم قالت:
-عارفه، مبروك يا ابيه، طب وجميله.
-أنا اخدت ميعاد من باباها وهروح له واواجه واخلص القصه دي، اساساً ابوكي وعمك هما الي حطوني حط في القصه دي.
-تماااام
هزت رأسها بتيه تفكر في اتجاهات عده بينما هو يسألها:
-همم قوليلي بقا كنتي عايزاني في ايه ؟
انتبهت له وعقلها يلف معها لم يحدد ما الصالح بعد بذا توهت الحديث وموعته ثم أردفت:
-لا ولا حاجة، شكلك تعبان وعايز تروح تنام.
-اه قووووي.
قالها موجوع من هيئة لونا التي رأها بها منذ قليل لتبتسم جنا وتقول:
-خلاص روح نام دلوقتي ونتكلم بعدين.
-تمام يا حبيبتي اشوفك بكره.
تركها وخرج وبقيت هي جالسه مكانها تفكر بشرود.
__________سوما العربي_________
خرج من عند شقيقته ثم تحول لمتصابي وهرول ركضاً ناحية غرفته يفتحها فيدلف ويغلق الباب خلفه بسرعه وتهور .
ارتفعت ضحكاتها تملأ الغرفة شرحت صدره وجننته فهي متدلعه متغنجه تذهب عقل العالم.
جننته تماماً بأفعالها حتى أدمنها وبات عليل، اقترب منها يتفحصها بجنون يرفع يدها بكفه وجعلها تدور حول نفسها لا يصدق مايراه من جمال وعظمه ابدع الخالق في صنعها.
لونا بجمالها الحوري المتغنج كانت توتدي ثوب من الشبك الأسود ثقوبه متوسطة الحجم يظهر كل جسدها، جننته تماماً فأخذ يقترب منها وهي تعود للخلف بترقب منه ومن جنونه،لم يبالي بالطعام وماحضرته من عصائر بل أخذ يخلع عنه ثيابه مردداً:
-وبعدين معاكي هاا، ناويه تجننيني او يمكن عايزة تموتيني من كتر السعاده؟!
حور قميصه من عليه وانقض عليها فسقط بها على الفراش لتصرخ برعب:
-اااااه، أنا؟! والله ابداً.
-أبداً، هو انتي مش عارفة لما بتلبسي لبس زي الي انتي مش لابساه ده بتبقي عامله ازاي؟ ولا انا بيجرالي ايه؟!
ابتسمت بدلال تردد:
-عجبك؟!
بدأ يوزع قبلات على نحرها المغري وهو يردد بهوسه:
-موتني؟!
ثم قبله:
-جنني.
وقبله:
-انتي وبعدين معاكي، هتعملي فيا ايه تاني اكتر من كده؟
رفع رأسه عن عنقها وردد أمام شفتيها:
-اكتر من كده ممكن اموت.
-بعد الشر عليك.
ابتسم لها، كل ماتفعله اهم عنده وعوضاً عن التصريح بالحب وهو مكتفي بهذا القدر.
هز رأسه يردد:
-وحشتيني.
ابتسمت فقط وهو لا يتأمل بالمزيد، مال عليها بصمت سمح لنفسه بتذوقها قطعه قطعه، يأخذها لعالم مليء بالشغف والإثارة يريها أيات عشقه المجنون لها، وهو كما هو دوما ماهر دوما شغوف، ذوبها بين يديه ويرى منها تجاوب جديد ومختلف.
لونا أذاقته طعم تقبلها وإستجابتها، تصرفت بدلال أشعله زياده، غنجها احيانا وجموحها احياناً زاد من جنونه بها وعليها وفتك بها كالعادة.
________سوما العربي_______
في ساعة متأخرة من الصباح قبل الظهيرة بساعات استيقظت بكسل تتثائب ، التفت بجوارها لتجد ماهر يشاركها ثلاث أرباع الفراش بسبب فرق الأحجام ومازال غارقاً في النوم هو الاخر.
نظرت للهاتف لتجد الساعه قد تخطت الحادية عشر صباحاً، شهقت متفاجئة تردد:
-يانهار ابيض .
حاولت إيقاظه تردد:
-ماهر...ماهر...اصحى اتأخرنا على الشغل.
فتح عيناه بصعوبه ثم جذبها لتسقط على صدره يردد بصوت متحشرج من أثر النوم وهو يطبع قبله على خدها:
-صباح الخير يا حبيبي...تعالي تاني في حضني ننام.
-يا ماهر اتأخرنا، الساعه ١١.
-بالليل؟
-الصبح.
تقلب في الفراش وهو يحاوطها ويأخذها معه يردد بخمول ولا مبالاة:
-لسه بدري عادي.
-يالا يا ماهر عايزه اروح الشغل .
-مانا طول عمري بشتغل سيبيني انام في حضنك شويه بقا...تعالي.
نامت بأحضانه غير مقتنعه بما يقوله لكنه ردد:
-كده كده انتي مش هتروحي الشغل النهارده.
احتدت ملامحها وكادت ان تقف لتردد:
-ليه بقا؟! لحقنا؟!
ابتسم عليها ثم ردد:
تملي كده ظالماني؟! أنتي مش هتروحي الشغل عشان القمر بتاعي عنده دراسه.
انتفضت تسأل بتوجس وخفقات عاليه:
-احلف؟ 
حلف بأمانه:
-وحياة لونا عندي.
-ماهر!!!
ضمها يردد:
-بحلف بأغلى حاجة عندي عشان تصدقي.
-بالله عليك بلاش تخليني احلم وانت...
قاطعها يردد:
-والله ما كلام انا كلمت حد واصل وهو طمني ان لسه عندك فرصه تاخدي اخر سنه في ثانوي وبعدها للجامعه على طول.
هزت رأسها بجنون غير مصدقه:
-بجد يا ماهر؟! عمي زمان سأل وقالوا فرصها خلصت.
-بيضحك عليكي، وبعدين مع ماهر كل السكك تتفتح ولو مافيش هنا تتعلمي برا.
ضمها له يردد في أذنها:
-خليكي انتي معايا وانا هحقق لك كل أحلامك.
-حاضر...هخليني معاك.
قالتها بهزيان، حلم إكمال تعليمها ككل الفتيات وكجميلة طير عقلها على الاخير.
ضمته لها بجنون تردد:
-شكراً يا ماهر...شكراً.
من كان ليصدق ان يأتي الوقت الذي تحتضن لونا ماهو وتشكره على وجوده بحياتها.
________سوما العربي ________
أسبوع مر على الجميع انتظمت فيه لونا ببداية الدراسة وزيارة والدها،بينما رشيد محدد لأهداف أخرى (جميلة وماهر)
تركها أسبوع كامل لتهدأ وها هو يجلس أمام بيتها متكئ على سيارته يتحدث في الهاتف مع أحدهم بعصبيه:
-يعني أسبوع مراقبينه ماعملش حاجة غلط! ماخرجش مع بنت؟! مالفش سيجاره؟! مارفعش كاس؟! مارحش يسهر؟!
-والله يا باشا هو ده الي حصل وانا هكدب عليك ليه؟!
-عشان مش شايف شغلك مظبوط، هو في شاب في السن ده من البيت للشغل ومن الشغل للبيت؟! مابيغلطش ما بيعرفش بنات؟! فتح عيونك يا فتحي بلاش اقلب عليك.
ثم اغلق الهاتف في وجهه وزفر بضيق شديد ليعتدل في وقفته سريعاً ويرسم إبتسامة على شفتيه ما ان رأها تخرج من باب البيت متجهه لسيارتها.
تقدم ليقف أمامها يقطع عليها الطريق مردداً:
-جميله..ممكن اتكلم معاكي.
وقفت بصمت، وجهها وكل ملامحها ظاهر عليها ملامح عدم القبول.
ابتلع رقمه بصعوبه وهتف:
-أناقولت اسيبك كام يوم لحد ما تهدي وحبيت اجيلك دلوقتي عشان اعتذرلك عن الي عملته، ماكنش المفروض ابداً اتصرف كده.
-مش كفاية..اعتذر تاني.
فرد على الفور بلهفه:
-انا اسف أسف يا جميله، أتمنى تسامحيني بجد أسف.
-خلصت؟
هز رأسه بأمل عالي منتظر رضاها لكنها صدمته وهتففت ببرود:
-أسفك مش مقبول يا رشيد…انت ماخبطش توبه في شباك أوضتي، انت اتسحبت لأوضتي واتهجمت عليا،سلام.
ثم تحركت وتركته خلفها يحترق من الغضب والإحراج.
__________سوما العربي_______
خرجت من باب المشفى تتنهد بأرتياح، حالة والدها اليوم كانت بأعلى حالات التحسن، وقد بدأت دروسها وعادت تذاكر لتنجح.
تنهدت بحب فأخيراً ابتمست لها الحياه و حياتها استقرت.
ارتفع رنين هاتفها اخرجت الهاتف تهز رأسها وتبتسم بيأس تعلم بهوية المتصل قبل أن تنظر للهاتف حتى، ومن غيره الذي لا يطيق صبراً على الجلوس بدونها.
فتحت الهاتف تردد:
-ألو 
-ايه يا حبيبي…اتاخرتي عليا قوي..هتيجي أمتى؟
-خلصت خلاص بس مش هاجي على الشركه.
-ليه بقا كده بقااا.
ضحكت على حالة جنانه بها ثم ردت:
-لازم اروح أذاكر عشان الحق الم المنهج انا اصلا ناسياه.
زفر بضيق:
-هي الدراسة دي هتيجي عليا انا بخساره ولا ايه؟
تنهد ثم حاول ان يبتسم مردداً:
-بس ماشي…روحي وخلصي عشان لما ارجع بالليل تكوني فاضيه لي،  ديل؟!
ضحكت، فماهر لن يتوقف عن المساومه وهتفت:
-ديل يا ماهر.
أنهت مكالمتها و وضعت الهاتف بحقيبتها وغادرت متحركه غافله عن اعين شاب على دراجة بخاريه يتابعها هي وهاتفها الغالي ثم وضعها إياه في حقيبتها الفخمه.
زاد من سرعة دراجته وبلمح البصر خطف حقيبتها وتركها تصرخ خلفه من الصدمه والرعب.
في قسم شرطة مصر القديمة 
جلست امام الضابط تعطيه معلومات عن شكل السارق وهي تبكي وترتجف، هز رأسه وحاول تهدئتها مردداً :
-ماشي عرفته عرفته..ساعة بالظبط وهنجيبه.
بعد مرور ساعه استطاعوا إحضار الشاب فهو معروف بالسرقة حول المنطقة.
كادت أن تتحرك مغادرة القسم والمنطقة في نفس الوقت الذي خرج فيه "الدوكش" من مكتب وكيل النيابة مع محاميه وسألته احدى الفتيات:
-خير ياخويا.
رد المحامي بلا مبالاه:
-جددوا له 
صرخت الفتاه:
-تاااااني.
أخذت الفتاة تصرخ و"الدوكش" عينه على هدف أخر يملح جسده…هتف عالياً (يا أستاذه)
حاول جر عسكري التجنيد معه بالكلابش وتحرك لعندها وبعينه الانتقام وأوافقها عنوه يقطع عليها الطريق.
وما ان أبصرته لونا حتى صرخت تتذكر اقذر أيام حياتها وهو ردد مبتسماً:
-ازيك يا حته؟! فكراني؟! ماهر باشا عامل ايه؟!
________
جلس على مكتبه بكسل وحالميه يبتسم احياناً وأحياناً أخرى يحاول التركيز على عمله كي ينهييه ويذهب لينال مكافأته ليلاً من عند لونا تمام كأي تلميذ شاطر.
نهض بسعاده بالغه ينتفض من مكانه ما إن رأى الباب يفتح وهي تدلف منه فوقف بفرحه:
-ايه يا حبيبي مش قولتي هتروحي البيت؟ مقعول وحشتك فجيتي لي!
هزت رأسها بتقزز منه ثم هتفت بما أوقع قلبه بين قدميه:
-بقا بتنطط راجل على مراتك يا ديوث يا وسخ.
يتبع
انسحبت الدماء من أوردته، ثلج جسده وتخشبت مفاصله، جف حلقه تماماً وبات كالعلقم، حياته تنهار أمام عيناه، تحرك ببطئ وتقدم من حياته يحاول التحدث مردداً:
-ان..أنتي بتقولي ايه؟
هدرت بعنف شديد تصرخ:
-مش عارف بقول ايه يا روح امك؟ ايه اتطرشت؟!
حاول سحب أنفاسه وهو يسبل جفناه يتغاضى عن سبها له لا يعلم أن سبها كان إختبار، لو كان بريء مظلوم فلن يتحمل الإهانه، وبتفاديها علمت لونه فطنته ان سبتها لا تضاهي فعلته المنكرة التي فعلها، هي تعلم ماهر جداً؛كبره عالي وأنفه في السماء يتنفس نرجسية وغرور، ما كان ليسمح لها لولا علمه بأن فعلته شنعاء لا تغتفر ولا يضاهيها اي سب أو قذف، وهمس برجاء:
-أهدي يا حبيبي و...
أخرصته تصرخ:
-ماتقوليش حبيبي دي تاني، ماتقوليش كده تاااني..انت مش هتضحك عليا تاني.
رفع كفيه علامة الأستسلام وهو يلوح لها بيده ان تهدأ وردد:
-حاضر حاضر مش هقولك كده بس ممكن تهدي وتسمعيني، قوليلي ايه الي بتقوليه ده؟! جبتي الكلام ده منين؟
-منين؟! هههه، صح هجيبه منين!! ما الي عمل كده لفقت له قضيه وحبسته لما لاقيته كل شويه بييجي يطلب فلوس روحت ملفق له قضية محترمة وخلصت منه.
ثواني وربطت الأحداث ببعض واستطردت مهمه:
-ااااااه عشان كده؛ عشان كده وافقت اني أسافر لحد ما تعرف هتتصرف معاه ازاي ولما عرفت جيت بقا تاخدني مش كددده؟
تخبطت معدته من الخوف، بلل شفتيه، متوتر وقال:
-لونا حبيبيتي، أسمعيني بس أنا...
قاطعته تردد:
-أنت هتطلقني حالاً سامع ولا لأ.
سقطت كلمة الطلاق عليها كالنيزك وهشمته لأشلاء ممزقة تنزف، بسيرتها فقط فقد روحه وكيانه وهبط ضغط دمه وانخفض معدل ضربات قلبه، هو غير قادر على سماع طرح الفكرة من أساسه.
اندفع يقترب منها بلهفه، وتحول لمتوسل يصعُب على الكافر:
-لا...لا يا لونا لا...لأ عشان خاطري لأ، أي حاجة غير الطلاق لا...ماتبعديش عني يالونا انا ماقدرش أعيش من غيرك، ده انا ماصدقت بدأتي تتقبلي حبي وتتقبلي جوازنا...عشان خاطري لااا .
دفشته في صدره بقسوة تردد بغلظة:
-مالكش خاطر عندي، وهتطلقني يعني هتطلقني، انت سامع.
تحركت تغادر وتترك له المكتب والشركة، حركة خبيثه، تكتيكية مدروسة؛ فهي غادرت وهي تعلم انه سيطير خلفها، كانت تسحبه لحيث تريد العراك، لبيت الوراقيين حيث تشاجر معها مسبقاً و نعتها بأقذر الكلمات، رد حقّ وإنتصار.
بالفعل ترك كل ما بيده وخطف جاكيت بذلته وطار خلفها يقود سيارته متتبع سيارة الأجرة التي ركبتها، تجمد بخوف وهو يراها متجهه للبيت، متأكد انها ذاهبه لتجميع أغراضها لتهجره، وهذا ما لن يسمح به، الأمر أشبه بسحب الروح ساعة الموت، إحساسه ومراودة خياله بفكرة إحتمالية إبتعاد لونا عنه تزهق روحه فعلياً وليس مجازاً.
نجحت في سحبه لحيث تريد الصراخ، ترجلت من سيارة التاكسي تتقدم بغضب للداخل، متأكده بأنه يتبعها، نواياها كانت مزدوجة وذهنها حاضر رغم خيبة الأمل التي تشعر بها، لكنها لن تمرر الأمر، لديها ثأر أولي لم تكن تعتقد انها متذكرته.
لكن على مايبدو ان العقل قد يُخدر بعض الذكريات والأفكار ليعود ويخرجها في الوقت المناسب وهي لم تنس ذلك اليوم حين نعتها ب"الوسخه" وما شابهها من كلمات يوم راسلها "طارق أبو العينين"، واليوم جاء دورها بما كسبت يداه، هي لم تخطط، بل من أفعاله.
كان يهرول خلفها يركض خلف روحه وحياته، دلفت للبيت بخطى واسعه غير مستجيبه لنداءاته المتوسلة، ولجت لغرفته وعلى الفور تجمع أغراضها بهيستيريه ممتزجه مع الغضب.
صوت نداءاته صمت أذان الجميع فخرجوا من غرفهم مستغربين حتى أن الصوت وصل لوالدته طريحة الفراش ونادت ممرضتها ونادتها تسأل ماذا يحدث.
الكل اجتمع ووقف يشاهد مزهولاً ما يجري، ماهر الماهر يهرول مرتعب خلف لونا يتوسلها بملامح منكسرة لأول مرة، وكم انخلع قلبه من مكانه وهو يراها بالفعل تجمع أغراضها من غرفته بلا هوادة كأنها لا ترى أمامها.
أسرع ناحيتها يعيد إخراج متعلقاتها من الحقيبة وهو يردد:
-لا يا لونا...مش هتسيبيني لأ، أنا مش هستحمل تسبيني، اذيني فرصه أشرحلك يا حبيبيتي.
أكملت ما كانت تعمله وهي تحبط محاولاته وترد عليه بغضب وصوت عالي كي يصل للجميع:
-تشرحلي؟! تشرحلي ايه؟! تشرحلي اد ايه أذيتني! أد ايه لعبت بيا! أد ايه كنت مش راجل!
هز رأسه منهزم وحاول الكلام:
-اسمعيني وحاولي تفهمي شوفي ده حصل ازاي وليه.
اقتربت منه تردد بتقزز:
-عملت كده عشان ديوث وقذر و وسخ، انت ازاي بتقدر تقف وتبص على نفسك في المراية، ازاي شايف نفسك راجل يالااا.
-اخرصي بقاااا.
اتسعت عيناها من وقاحته وردت:
-انت اييه، معمول من ايه؟ لسه ليك عين ترد، انا ماشوفتش اقذر وابجح منك في حياتي.
-اهدي بقا واسمعيني، انتي فاهمه غلط انا...
قاطعته تصرخ :
-انت؟! انت أكتر إنسان أذاني ودمرني من اول الجواز اللي بالغصب والمهر المتجمد تحت صرفتك وفلوسي بتاعتي من أبويا اللي ماعرفش حتى هي فين وبيتي الي انت سايب عمي حاطت ايده عليه رغم انك تقدر تتصرف معاه، لحد ما اخدتني الشركه وامرتهم اشتغل في البوفيه، أخدم على الموظفين بتوعك.
وقف مبهوت من كم القهر في حديثها، مراجعه أفعاله دفعه واحده أظهرت كم كان فظ غليظ معها، يسمعها وهي تكمل بحسره و وجع:
-يا مؤمن ده انت رضيت لي أني اروح أشتغل عاملة نظافة في محل ولا انك تمسكني فلوس او تجيب لي شغله كويسه.
تقدم منها بندم و هزيمه تحت أنظار الجميع المصدومين من حالته يرونه ويسمعونه وهو يصرح نادماً:
-خوفت، خوفت تقدري تستغني عني فتسيبيني .
خطفت حقيبتها تنوي التحرك وهي تقول:
-مانت عملت كل ده وهسيبك بردو.
قبض على يدها يوقفها ويمنعها من التحرك:
-مش هتسبيني، مش بمزاجك.
نفضت يده بقوه:
-لأ بمزاجي، هسيبك وهتطلقني، انت سامع.
صرخ بصوت هز جدران البيت والحضور يظهر كم حبه وجنونه بها:
-مش هطلقك، مش هطلقك يا لونا.
-هتطلقني مش هقعد على ذمتك يوم واحد انت سامع.
زاد جنونها وهي تتذكر:
-أنا أصلا عيله هفأ ومغفلة وماعنديش مخ، انا كنت فين ولا كانت دماغي فين؟! كنت متوقعة ايه من واحد عمل فيا كل ده؟! وكل ما اهرب منك تجيبني، أتوقع ايه من رااااجل وقف سمع راجل تاني جاي يطلب أيد مراته منه وسابه عادي.
حمى الدم بعروقه ما أن ذكرته بذلك اليوم وزادت وهي تكمل عليه:
-راجل تاني كان قسمه نصين، ماكنش سابه يطلع على رجليه أصلا لكن انت ماتقدرش تعمل لطارق أبو العينين حاجة، وقفت عاجز قدامه، ماتقدرش تعمل لجميلة ابو العينين حاجة عشان انت مش....
شهقة عاليه صدرت عنها قطعت الحديث وصراخ جنا وهم يسمعون صوت الكف الذي هوى من كفه على خدها.
كان نفسه عالي، ينهج وعروقه حمراء، بدى وجهه مقزوم محتقن بالدماء وتعالت الضربات بدماغه، على ما يبدو أن ضغط دمه قد أرتفع بصورة جنونية.
وهي صرخت فيه وبدأت تفقد عقلها، أخذت تضربه في صدره هي تصرخ فيه تسبه وتتوعده أن تتركه.
حررت كل شياطينه وخرج عن طور الوعي وهو يراها تندفع لتخرج من غرفتهما وسط كل الموجودين من عزام وفاخر وجنا وكمال، جنون الموقف وشدته جمد عقولهم ولم يتدخل أحد خصوصاً وان حالة أي منهما لا تسمح بالتدخل مطلقاً.
تحرك خلفها بجنون يلاحقها ومنعها من التحرك كانت ستهبط الدرج بأغراض قليلة، قبض على معصمها بقسوه يسحبها لعنده:
-تعالي هنااا انتي رايحه فين.
-سيبني.. سيبني بقولك.
نجح في أخذها لعنده وبدأ يجرها ناحية ممر الغرف من جديد مردداً:
-مش هسيبك، انتي مراتي وهتفضلي جنبي منين ما اكون بمزاجك او حتى غصب عنك.
كانت تحاول الفكاك منه بقوة تعادله حتى انها كادت تنجح وهي تردد بغل وتوعد:
-هتسيبني، الله في سماه ما هفضل على ذمة وسخ زيك يوم كمان 
-اخرسي.
صرخ فيها لم يتحمل سبتها وهي ترد عليه بغل وقد بدأت تركله بقدمها أحياناً وتضربه بيدها مرات أخرى وهو يحاول التماسك:
-مش هخرس انت وسخ وقذر وديوث.
-أخرسي وامشي معايا.
همست جنا لهم:
-ما تتصرفوا وحد يتدخل بينهم يا جماعه بدل ما هما هيقطعوا في بعض كده.
لم يحرك اي من عزام أو فاخر ساكناً، بقيا يشاهدان بإستمتاع بينما كمال حاول التحرك للتدخل ومعه جنا فقال كمال:
-سيبها يا ماهر، سيبها تهدى
صرخ فيه:
-ماحدش يتدخل
فقالت جنا:
-طب سيبها معايا يا ماهر دلوقتي، عشان خاطري، كل كلمة بتتقال بتخسركم بعض.
-قولت ماحدش يتدخل.
نجحت لونا في ضربه ولكمه ثم الفكاك منه، تحررت تحاول الهروله ناحية الدرج، مد يده بعنف وغضب جلبها ثانيه لعنده وهي تصرخ فيه تركله بقدمها من جديد ومن جديد تنعته بنفس الكلمات القذرة.
احتدم النقاش ومعه يرتفع ضغط دمه، تتعالى الضربات برأسه كالشواكيش وهو يحاول التحمل، صراخه بأغلظ اليمين أنها ستتطلق منه واليوم ليس غداً كان يزيد من إرتفاع ضغط دمه.
فجأة بدأ يتقيأ كل ما بمعدته، لم ياحق الذهاب للمرحاض وتقيأ في الممر، إختل توازنه وبقت قدميه غير قادرة على حمله وصرخت جنا ملتاعة بأسمه وكذلك والده وكمال فيما بهتت ملامح لوناً وتخشبت وتوقفت عن الصراخ، مشدوهة من ما يحدث.
لم يستطع كمال الانتظار وحاول تحريك جسده الضخم معه بصعوبه يذهب لسيارته ويأخذه لاقرب مستشفى.
__________سوما العربي__________
جلس رشيد يعود بظهره للخلف وتفكيره منشغل بها، هي ومن غيرها.
انتبه على صوت طفله يصرخ في أحد الأركان حيث كان يجلس وسط ألعابه يلعب.
تقدمت علياء بغضب تردد:
-هو انت يعني مش سامعه وهو بيصرخ تقوم تروح تشوف ماله ولا لازم انا اخرج من نص الدش جري، مش معقول كده.
نهض من مكانه يردد:
-هو لسه معيط، كنت هقوم له انتي الي مش بتتحملي عليه الهوى.
-مم يمكن عشان ابني وعشان هو لسه عيل صغير محتاج مراعية.
تقدم منها يجلس لجوارها يلاحظ إمتعاض ملامحها وهي تحتضن الولد تهدهده فسأل مستغرباً:
-مالك بس يا حبيبتي؟
رفعت عيناها له بضيق وردت:
-بجد مش عارف مالي؟! إنت مديت أجازتنا ليه يا رشيد؟ هو ده كان اتفاقنا؟!
تلعثم في الرد لتكمل:
-ايه سببك عشان انا مش شايفه حاجه زيادة جاده ولو لاقدر الله في حاجه وحابب تقعد كنت عرفني مش اعرف أخبارك من مرات صاحبك .
غضب علياء كان واضح ولم يرضى به لذا حاول محايلتها:
-عندك حق، وحقك عليا انا كان المفروض أخد رأيك وأعرفك.
اقترب يقبل رأسها وهو يردد:
-ماتزعليش بقا مش بحب أشوفك زعلانه.
عبثت بطفوله لذيذة وأستدارت بكتفها تردد:
-لا زعلانه بردو.
-لا كله الا زعل لولا، ايه الي يرضيكي وانا اعمله.
وقفت تردد بدلال بعدما عاد طفلها للعلب:
-شوف انت بقا، انا هروح اكمل الشاور بتاعي.
تحركت لتكمل إستحمامها و هو يتابعها مبتسم وعاد ليجلس على كرسيه، ليلمح من النافذة الزجاجية المطله على الحديقه جميله وهي تخرج من باب بيتهم.
وقف على الفور ينزل الدرج يحاول اللحاق بها ليرى لأين ستذهب بثيابها تلك.
خرج من بيته يراها وهي تصعد سيارتها العاليه بفستان صيفي ممتاز مزيج منّ الأبيض والأزرق لا يصلح سوى لجلسة على الشاطئ ومعها حقيبة يد كبيره.
هرول خارجاً يستقل سيارته متتبعها بخفه المنزلي ولبس البيت،ظل يتتبعها يراها تخرج عن نطاق القاهرة.
لم يستطع الانتظار ولاحقها زياده يضيق عليها الطريق.
وهي كانت تقود وتغني أغانيها المفضله تستشعر تتبع إحدى السيارات لها لكنها تستبعد الفكره بكل تأكيد.
وبمرور الدقائق لاحظت زيادة تتبعها لا بل بدأت تضيق عليها الطريق، جعدت مابين حاجبيها، كأنها تعلم تلك السيارة، اه أنها سيارة زوج عمتها التي لا يستعملها إلا نادراً.
عملت هوية السائق بالتأكيد، وقد نجح في التفاف بسيارته حول سيارتها جعلها تتوقف، ترجل منها وتقدم بملابس البيت المريحه جداً على الطريق الصحراوي وهي بكامل أناقتها تصرخ فيه:
-أنت أتجننت، ايه اللي هببته ده؟
-نعم؟ هببته؟! رايحه فين يا هانم بلبسك ده؟!
-وانت مالك.
-انطقي بقولك.
-وانا بقولك انت مالك.
كتف ذراعيه حول صدره يردد:
-خلاص ماتقوليش، حلو، خلينا واقفين قصاد بعض كده في الصحرا.
صكت أسنانها يغيظ، تعلمه وتعلم بردوه وعنده لذا قالت من بينهم:
- رايحه الساحل يوم مع صحاابي أوعى من طريقي بقاااا.
اعتدل في وقفته وقد نال مراده فردد:
-ولما هو كده مش تقولي.
-اقول لمين واقول ليه؟ بابا عارف وموافق مش محتاجه اعرف حد تاني على ما أظن.
تقدم ببجاحه تكفي الكون يردد بإبتسامة:
-تقولي لي انا.
خبثت عيناه وهو يقول:
-تقولي لماهر مثلاً، هو فين صحيح ده ولا كأنه خاطبك
-انت اكيد مش هتوقفني في الصحرا عشان تسألني عن خطيبي ولا ايه؟!
كلمة خطيبي ضايقته، حاول كبت ضيقه وردد:
-صح، اتفضلي يالا قدامي.
-قدامك فين
-هاجي معاكي.
-تيجي فين بمنظرك ده انت عايز تكسفني.
نظر على تيشرته القطني وبنطلونه الميلتون بالإضافة لخف المنزل ثم ردد بثقه:
-عادي مش مهم، يالا ولا عايزه تفضلي واقفه هنا.
بضيق شديد وجنون من تصرفاته تحركت لسيارتها تطاوعه، تعلم لو لم تفعل ما كان ستحرك ليوم يبعثون.
_______سوما العربي________
وقف الجميع على باب غرفة الكشف في المشفى بقلق، جميعهم، حتى هي كانت قلقه عليه ولا تسأل لما...
خرج الطبيب من عنده ومعه كمال فسأل والده:
-خير يا دكتور.
-مش خير بصراحة، دي بوادر ذبحه صدريه.
شهقوا جميعا وهتف عزام:
-نعم، ده شاب صغير لسه وبصحته ايه الي بتقرلوا ده!!!!!
-بقول الي حصل يا دكتور، ضغط الدم علي عنده بصورة مش طبيعية وحالته النفسية مش كويسه خالص .
نكست لونا رأسها أرضاً فيما هتف كمال:
-طب هينفع نأخده على البيت؟!
-هو ينفع خصوصاً انه مش محتاج عنايه مركزه بس اعتقد الأفضل يقضي الليلة دي هنا تحت الملاحظة خصوصاً أننا أديناه دوا مهدئ
-ممكن نشوفه يادكتور؟
-أه ممكن اتفضلوا .
دلفوا جميعاً عنده إلا لونا لم تكن تريد الدخول، علاوة على عزام الذي لزم يدها بعنف يردد:
-اياكي أشوفك جوا.
تدخل كمال:
-مايصحش كده ياعمي.
-شايف وصلت بابني لفين؟! 
وجه حديثه لها يردد بغل:
-هتوصلي بيه لفين تاني، لما شاب لسه في عز شبابه يقع ويبقى داخل على ذبحه صدريه بسببك وبسبب عمايلك.
ما عادت تنكس رأسها من جديد بل نظرت له بقوه ترد:
-عين العقل لو فضل معايا هجيب أجله، قولي يطلقني خلينا نرتاح.
نجحت في إستفزاز عزام بتبجحها في الرد وكاد ان يندفع :
-مش لما تلاقي ق....
قاطعه فاخر متدخلاً:
-أااااا..أنا بقول ندخل نشوف ابنك وناخد بالنا منه احسن ولا ايه!!
نظر له عزام ثم ناظر لونا بنظرة اختلط فيها الإشمئزاز والتوعد ثم تحرك ليدلف الغرفه على ولده.
دخلوا جميعأ وتقدمت جنا تقف بجوار شقيقها:
-ماهر حبيبي.
دار برأسه وفتح عيناه يقول بتعب وخمول:
-ماتخافيش يا چنچونة أنا كويس.
تعلم إنه يكابر فقط ليطمئنها، هزت رأسها برفض تبكي دون حديث وماهر بعينه يبحث عنها نظر لهم وسأل بخوف:
-فين لونا؟!
صمتوا ولم يجيبوا فسأل مجدداً بنبرة أشد:
-فين لونا يا كمال؟
-مستنيه برا.
-مستنيه برا!! افتح الباب يا كمال ودخلها لي.
اندفع عزام يردد:
-عايزها تاني تعمل بيها ايه؟ ماجالكش من وراها غير وجع القلب ورقدة المستشفيات، فضلت وراك لحد ما وقعتك من طولك.
تدخل كمال محذراً:
-يا عمي.
-عمي ايه وزفت ايه، ماشوفتش شكله كان عامل ازاي، بقا حتت شاب لسه في اول حياته يجرى له كده ولا الي عنده سبعين سنه.
-هاتها جنبي يا كماااال.
صرخ عزام:
-لا بقا على جثتي، عايزها تعمل بيها ايه؟!
-مراتي يا بابا.
تحرك كمال ينقذ الموقف وفتح الباب يناديها، فتح الباب لتشرئب رقبة ماهر من فوق وسادته يحاول ان يراها، فأول نا فتح الباب ظهرت وهي تقف بملامح متوترة ولازالت ذات سحر عليه.
ناداها كمال:
-لونا...تعالي
-لا
أسبل ماهر جفناه بتعب وخيبة أمل وهو يسمع رفضها فهبطت رأسه على الوسادة بثقل.
حاول كمال معها بهدوء:
-يا لونا، جوزك تعبان وعايزك، انتي سمعتي الدكتور بنفسك، لو سمحتي تأجلي كل حاجة ده مش عنده شوية برد.
لا تعلم لما قد توافق، ربما هنالك شيء داخلها حسها على أن تؤجل غضبها الشديد وتتقدم تقف معهم بالغرفه ليحسها مستجدياً:
-تعالي جنبي يا لونا.
لم تستجيب فعاود:
-تعالي يا حبيبي.
رفع فاخر وعزام شفتيهما مُستفزين منه فيما ابتسمت جنا بحنان على شقيقها تتابعه كيف يتحدث معها.
مد يده يحاول مسك يدها، لم ترفض لكن بقيت جامده، لا تسجيب.
حاول مداعبة كفّها بإصبعه علها تستجيب، لكن لم يحدث، رفع عيناه لهم يردد:
-سيبونا لوحدنا شويه.
-بس...
حاول والده الاعتراض لكنه كتمه يقول:
-لو سمحتوا.
إتسحبوا بعدم رضا فظل معها ينظر لها بخوف واستجداء وقال:
-لونا.
لم تستجيب ليحاول مجدداً:
-حبيبي.
نظرت له بعدم رضا فقال:
-مش هتسيبيني يا لونا مش كده؟ بلاش تبعدي عني يا لونا.
هز رأسه بجنون :
-أنا ماعرفش عملت كده ازاي؟ بس كنت عايز اجيب اخرك واخر عمك. وأصلا كل حاجة جت صدفه، كنت لسه جايلك على البيت لاقيت عمك خارج من العماره وبيتلفت حواليه، شكيت فيه، مشيت وراه، لاقيته خرج من منطقتكم و دخل شوارع مقطوعه، شكيت فيه أكتر، اتسحبت وراه من غير مايشوفني لاقيته بيتفق مع واحد مش مظبوط، ثواني و افتكرته، كان فيه شبه كبير من الراجل الي دخل بيتك لما جيت لك اول مره، كنت عايز اسمع ماعرفتش، مشي عمك وانا دخلت له، لما واجهته قال ان عمك كان بيأجروا عشان يلبسك مصيبه.
أسبل جفناه وجاء الحديث لعند غلطته الكارثيه حيث قال:
-ماصدقتوش، قولت ايه يضمنلي ما يمكن عشيقك فعلاً وقال كده قدامي بس، كنت محتاج اتأكد بنفسي، اتفقت معاه يجيلك، وانا داخل، عشان اسمع رد فعلك بنفسي لو خطه اعرف وعشان تدخل على عمك ومايعرفش انه اتكشف، وعشان…
-تتجوزني وما بيبقليش عين أعترض.
-لااا…. مافكرتش في الجواز غير وانا واقف معاكم جوا، ربنا بعت لي هاجس انفذ، وحسيت انها فرصتي.
-أنت كذاب يا ماهر.
-أنا بحبك يا لونا، بحبك من اول يوم شوفتك فيه، حقي أدافع عن حبي.
-وانا؟! فين حقي؟ مش حقي اختار شريك حياتي الي يحبني وأحبه.
-أنا؟؟ أنا بحبك يا لونا، ماحدش هيحبك أدي والله العظيم، اقسم بالله كنت متفق معاه ومستحلف له لو لمس شعره منك هقطع رقبته.
-مش مبرر، في الاخر شاركت في ترهيبي، وخليت راجل غريب ينط على بيتي بدل ما تحميني، وبعد ده وده أكلت عليا حقي وجمدت فلوسي وما صارحتنيش ولا يوم.
مسك يدها يضغطها بقوة مردداً:
-مش هتسبيني، مش هتسبيني يا لونا.
نظرت له بجانب عينها، ورفقاً بحالته قالت:
-مش وقته يا ماهر، خلينا نتكلم بعدين.
حاول التحايل مستغلاً مرضه وردد:
-لا وقته، أوعديني إنك مش هتسبيني.
-ماشي يا ماهر ماشي.
سكنّت الأمور مؤقتاً وصمتت تماماً فقال:
-نادي كمال خليهم يكتبولي على خروج، عايز نروح عشان ماما ما تقلقش.
تحركت تنادي كمال واستعد الجميع للمغادرة وكل يحمل ما بداخله داخله.
___________سوما العربي__________
بسرعه جنونية عادت جميلة بسيارتها يتبعها رشيد بسيارته حتى وصلا للبيت بالقاهرة من جديد.
ترجل من سيارته بإبتسامة كبيرة تملئ فييه وكله سعاده، بالوقت الذي خرجت فيه جميلة من سيارتها تدفع بابها بغضب تغلقه تراه مازال يتتبعها حتى لهنا وقضى على يومها فهتفت فيه:
-اللي حصل النهاردة ده مش هيعدي على خير، انت سامع.
-سامع.
قالها بإبتسامته البلهاء المتشكلة على فمه من وقتها، إستشاطت غضباً من وده وصرخت بدون كلامّ مغتاظة منه ومن بروده :
-أاااااااااااااه.
غادرت بغيظ شديد وتركته يتكئ على سيارته متذكراً حين كان يجلس على البحر يراقبها وغفل عنها بتناول الطعام.
ذهب يحضر طبق طعام له ولها وحضر لعند الشاطئ يسأل عنها فأخبرته رفيقتها انها ذهبت بقارب صغير للعلب في المياه ، ظل يتابعها وهو يراها تبتعد، زاد قلقه يراقبها، إنها تتعمق في المياه وأصدقائها قد ملّوا وانتهوا وخرجوا وهي مازالت تسبح وتتعمق.
خلع عنه كنزته وقفز في المياه حتى وصل لعندها يتلقفها بين يديه في المياه العميقة يردد:
-انتي اتجننتي، ايه الي مدخلك لحد هنا.
-وانت مالك ، اخرج.
-هخرج بس وأنتي معايا.
-لا.
-انتي غوطتي قوي يا جميلة يالا معايا.
-لاا مش عايزه.
-يالا يا جميلة
قالها وهو يجذبها من يدها لكنه رفضت تحاول نزع يده بقوه وبلحظتها علت موجه بالبحر جعلتها تفقد توزانها، اقترب يتمسك بها يساعدها، لامسها بطريقه زعزعت كل ثباته وحطمت صبره، اقترب منها بأنفاس لاهثه وهي كذلك تلهث ، ملس بيده على شعرها يسألها بحنان:
-أنتي كويسه؟
هزت رأسها بخوف ومازالت تحاول التنفس من أثر أبتلاعها بعض الماء المالح، اقترب منها يضمها له يطمئن عليها ويطمئن نفسه أنها بخير،لا إرادياً يقترب بشفتيه من شفتيها حتى لامسهم، كاد ان يقبلها، كان سيقبل جميلة لولا انها إستفاقت على ما يهم بفعله.
وابتعدت على الفور تزيحه عنها تبعده، تزيحه بعنف صارخة:
-انت اتجننت.
أبعدته وسبحت بسرعه لتخرج من الماء غير مستجيبه لنداءاته أو نداءات أصحابها، بدلت ملابسها وجمعت أغراضها ثم تحركت بغضب لسيارتها تغادر المكان وهو خلفها.
عاد من شروده بسبب سخونة سطح سيارته بعد ملامستها له، وابتسم، كاد ان يقبل حبيبته لكنها منعته وهربت مبتعده تكبر المسافات من جديد.
رفع عيناه ينظر على منزله ليجد الأنوار مضاءة فابتسم، إستدار حول سيارته يصعد ويقودها مغادراً وبعد نصف ساعة عاد من جديد معه باقة ورد كبيرة رائعة من التيوليب والنرجس ودخل بها بإبتسامة عاشقه يقابل زوجته مردداً:
-علياء حبيبتي.
رفعت أنظارها لتبتسم وتنبهر بفعلته التي مست قلبها واندفعت تركض ناحيته كطفلة صغيرة تردد:
-دي ليا؟!
قبل رأسها يردد:
-طبعاً وانا عندي أغلى من لولا؟! ماتزعليش مني
-مش زعلانه يا حبيبي.
ابتسم بسعادة لانها صافته ثم صرح:
-ايه الجمال ده،وحشتيني على فكره.
رفعت عيناها له وبخجل وكسوف قالت:
-وانت كمان.
اقترب منها بزيادة يضمها بلا حدود أو ممنوعات.
___________سوما العربي_________
مر اليوم وتركوت فيه ماهر نائماً وبالصباح استيقظ يبحث عنها بمخاوف كبيرة تحققت كلها وهو يجد غرفتها بلا أغراضها والفراش مستوي بارد.
خرج من غرفته ليبحث عنها، قابل الخادمه وسألها:
-لونا فين؟
-مش عارفة يابيه، بينها خرجت من بدري.
اقتربت جنا منه بلهفه وهي تراه يقف في الممر وسألته:
-ايه الي مخرجك كده يا حبيبي أنت تعبان.
-لونا فين يا جنا؟
-مش عارفه.
هتف بغضب:
-كله مش عارف مش عارف…فين لونا.
-اهدى بس يا أبيه الدكتور قال بلاش انفعال، هي هتلاقيها في مشوار وجايه،
هز رأسه بجنون وضيق منها ثم تحرك يحضر هاتفه يحدثها وهي لا تجيب.
و ورد اتصال له من المدير المالي يكلمه:
-ألو يا باشا، انا مش عارف حضرتك عندك علم ولا لا بس
-بس ايه في ايه عندك يا بهاء؟
رد بهاء بما أدهش ماهر:
-لونا هانم هنا من بدري قوي وهريانا أجتماعات وقرارات كبيره جداً أظن حضرتك لازم تعرف بيها لأن كده مش نافع .
اغلق المكالمة معه ثم عض شفتيه وهو يضحك وبعقله يصرخ"لونا بدأت"
يتبع
خطوة يتبعها خطوة قوية عنيفة دلف بها ماهر داخل المقر الرئيسي لشركة الوراقين، التقى بمدير الحسابات المالية الذي قابله بوجه متجهم ليسأله ماهر وهو مستمر في السير ناحية المصعد:
-عملت ايه؟!
-الهانم طالبه كل كشوفات الحسابات من ٢٠١٩ ومعاها محاسب كده مش عارف منين ونازلين في الحسابات تدقيق ومش بس كده.
ضغط على زر الطابق الثالث في المصعد بعدما دخله وسأل بملامح لازالت متجهمة:
-إيه كمان؟
-الهانم طالبه مؤتمر صحفي مش عارف ليه وعندها جلسة تصوير جوا الشركة كمان نص ساعه مش عارف ليه وطالبه اجتماع جديد بكل رؤساء الأقسام وبردو مش عارف ليه!
-نعم؟؟
-أنا أسف، أنا عرفت انك تعبان وضغطك مش ظابط، الف سلامة بس بجد الي بيحصل ده، سوري يعني ...عبث.
هو بالفعل كذلك، عبث، لونا التي لم تكمل تعليمها ولم تنهي حتى ثانويتها العامة تجلس لتدير شركة بحجم شركة الوراقي !
خرج من المصعد يردد بغضب مكظوم:
-هي فين؟!
-في مكتب حضرتك.
-في مكتب حضرتي! حصلت!
تقدم يفتح الباب لينسى كل ما قيل له وترتفع حجم كوارثها بعينه التي التهبت بالنيران وهو يجد فاتنته جالبة كل الكوارث وسبب ذبحته تجلس بفستان كريمي ناعم وهيئة أنيقة ساحره كأنها بحفلة شاي، رائحتها الذكية الناعمه تلف الغرفه لفاً و الكارثة الأزيد هي هوية ذلك المحاسب الهمام فمن بين كل رجال العالم لم تجد من تسند له هكذا مهامة غيره، ذلك البغيض " حسام" شقيق جيلان.
لم يعد يبالي بالكوارث التي ولدّتها للتو، أجلها مؤقتاً بما بقا لديه من كارثه أذكى وأشد.
اقترب منهما وهي للحق انتفضت، مازال له هيمنه وسيطرة عليها، رؤيته تُظهر خوفها، حاولت التجلد والثبات ولكن عبثاً خصوصاً وهي تراه يتقدم بخطوات واسعه وعينه تقدح شرراً، يقبض على ذراع حسام ويجره بغضب هاتفاً:
-أيه الي موقفك لازق فيها كده؟ وايه الي جايبك هنّا أصلاً؟
-أنا الي طلبته.
صدح الصوت عن لونا التي وقفت بتحدي تدافع عن من طلبت هي مساعدته وأقحمته فيما ليس له به شأن، و قد أشعل ذلك النار في ماهر أكثر وأكثر.
الأسد أسد مهما توعك أو تعب، فاهو يتقدم منها بظهر مفرود وصدر منفوخ وخطوات ثاتبه كفهد عينه على غزاله.
اقترب منها حتى وصل لعندها شدها من يدها وانتشلها لعنده وأخذ يهزها بضيق شديد متسائلاً:
-ايه الي بيحصل هنا ده أنا عايز أفهم والبيه ده بيعمل أيه هنا في شركتي وعلى مكتبي.
حاولت الظهور بمظهر الثبات رغم تلوي مصارين معدتها من الخوف والقلق، قالت وعينها بعينه مصححه:
-إسمها شركتنناا.
-الله.. ده حلو قوي الكلام ده.
صمت ثواني وهو ينظر أرضاً يهمهم لثواني وما لبس أن رفع رأسه وعاود هزها بعنف:
-مين بقا قالك الكلام ده، لا تكوني مفكراها سايبه! 
نظرت له بقيه مشدوه وأعين متسعه، هو بالتأكيد لديه إنفصال حاد في الشخصية فهو بالأمس فقط كان يتوسلها كي تظل لجواره، لكن من يقف أمامها الأن هو شخص أخر متبدل، مختلف، ربما ليس بإنسان، بل جبروت وقوة ظهر لها قدمين.
فهم معنى تعبيراتها دون أن تحتاج للكلام وهمس بخطورة:
-ماهو مش بيريل في أكل عيشه.
ارتدت خطوة للخلف فكمل بجبروت أشد:
-لحد عند الفلوس وبتجيلي الفوقة.
التفت تنظر على حسام ثم عادت بعيناها قوية لماهر تردد:
-حلو بردو، انا احب قوي اللعب مع الفايقين بيبقى أمتع.
لم يبالي لحديثهما وانما نظره على فستانها الناعم الذي زاد جمالها جمالاً ثم ردد:
-ايه بقى الي انتي لابساه ده.
-مالكش فيه.
-والله..اه ..ده عظيم قوي.
جذبها بزيادة وهمس في أذنها يقول :
-لما انا ماليش فيه يبقى مين اللي ليه؟ ماشيه تستعرضي نفسك؟
جاء لعند نقطة ضعفها وضغط، ولأنها معتادة على الدفاع عن نفسها من هجوم من يظنون بها السوء ردت مبررة:
-اظن الفستان مقفل ومحتشم .
وهو كذلك بالفعل لكنه حلو عليها وزاد حلاها، فصصها بعيناه وقلبه يحترق شوقاً ونظر بغيره شديدة القسوة ناحية حسام يشير عليه مردداً:
-الشخص ده بيعمل ايه هنا ومين الي جابه؟
تقدم حسام يقتحم الموقف وردد بثبات:
-لونا الي طلبتتي.
-الله.
هتف بها ماهر كأنه يتوعدها فأثر حقاً رعبها وزاد وهو يقربها منه بعدما شدها من ذراعها يقول:
-قوليلي يا مراتي يا حلوة الفكرة دي كانت فكرة مييين؟
ابتعدت عنه بضيق تكره تهكيره لأفكارها، فهي وقبلما تغادر المنزل جلست بتردد على فراشها قبلما تقرر القيام والذهاب للعمل كي تشق لها طريق فيه تلاعب به ماهر وابوه وهي بالأساس لا تملك الخبره ولا حتى التعليم، فكرة اللجوء لحسام لم تكن فكرتها بل من اقترحتها عليها هي صديقتها سما التي كانت تحدثها عبر الهاتف في مكالمة طويلة وسألت:
-اعمل  ايه يا سما اروح فين ولا اجي منين، فلوسي مجمدها، سفر وهيمانع بعد اللي حصل، حتى ورثي حاطت ايده عليه انا عقلي واقف ومش عارفه اتصرف.
-انسي تعرفي تسافري تاني على الأقل دلوقتي، لازم تعرفي تتصرفي مع ماهر وتاخدي يا فلوسك يا ورثك، حاجة منهم على الأقل.
-أنا مش هيشفي لي ناري غير اني انزل الشركه معاه اناطحه راس براس 
-فكرة بردو.
-ايوه بس هعمل كده ازاي وانا زي ما انتي عارفه مش بفهم في شغلهم، انا مش مخلصه حتى ثانوي.
-لازم تشوفي حد ثقه تبعك انتي مش تبعه ينزّل معاكي ويعلمك الشغل. يبقى فاهم في الاداره والحسابات عشان يمشي معاكي واحده واحده.
جلست تفكر وتفكر الى ان قالت:
-فاكره خناقه عزام مع مراته ، فاكره لما قال لكمال انه متجوز جيلان بس عشان امها واخوها شغالين في الضرايب.
جعدت سما جبهتها تردد:
-أيوه فاكره، تفتكري هيفيدك؟!
-هجرب.
-ايوه بس ده  تبع جيلان اياكي تثقي فيه.
-لا طبعاً بس هو الي أعرّفه دلوقتى مش عارفه أصلاً هيقبل يساعدني ولا لا، هشوف لسه.
اغلقت المكالمة مع سما وبعدها هاتفت جيلان تطلب منها رقم حسام شقيقها، ولم تتأخر جيلان بالطبع فما جرى لهو من حسن حظها.
عادت من شرودها منتفضة على صوته الصارخ:
-ياترى المدام هيمانه في ايه كده!
-ولا حاجه...ردت بثبات ليعاود سؤالها:
-ممكن افهم ازاي تنزلي من غير أذني وجايه هنا تعملي ايه والبيه بيعمل ايه هنا معاكي في مكتبي.
-نزلت اشوف فلوسي وشركتي دايره أزاي وأديرها.
-ده مش رد على سؤالي يا مادام، وبعدين شركة أيه الي تديريها انتي مش عارفة تديري حياتك أصلا عشان تديري شركة بحجم شركة الوراقي.
ضربها بمقتل، غلبها فأغرورقت عيناها بلمعه الدموع وقالت وهي تجاهد الأتبكي:
-عندك حق، أنا ضيعت نفسي ودمرت مستقبلي.
زلزلته هي الاخرى، كانت تقصده مستعيرة بالكلمات، غرضهاواضح وهي تقصده.
صعُب عليه حالها، قصد تعنيفها ولم يقصد إهانتها لكن الكلمات خرجت منه هكذا فغرست بجرحها، لتجرح هي رجولته وهي تخبره أن زواجها منه دمرها ولم يعزها.
لكنها رفعت رأسها مكابرة:
-بس انا خلاص مش هقعد أعيط على الي راح وخليني في الي جاي.
ابتسمت بتوعد ثم فسرت:
-الشركة دي كفيله تعوضني.
زم شفتيه وسأل:
-عايزه ايه يا لونا.
-مكتب زي بتاعك، او تسلفنا مكتبك لو حابب.
زم شفتيه بضيق، يراها طفله تعلقت بلعبة لذا دللها كي تنزل من فوق أذنه:
-عامله كل ده عشان مكتب، ماشي يا لونا هعملك مكتب.
-دلوقتي.
-استغفرالله العظيم يارب، حاضر.
نظر على حسام الذي يعرف وقد رأه مسبقاً وهو يبدي إعجابه الشديد بجمالها وقد كسر له كفه في السلام يومها وقال:
-والأستاذ ده هيفضل منورنا كتير.
-إسمه إستاذ حسام وكتر خيره اول ما طلبته ماتأخرش.
جز على أسنانه بغيظ وغيره و هو يردد:
-ماتأخرش؟!! وجبتي رقمه منين؟!
تنهدت بتعب ثم قالت:
-لو سمحت يا أستاذ ماهر تكون مهني اكتر من كده وتقدر ان ده مكان شغل ولو ماعرفتوش تقدر وتبقى بروفيشنال ياريت تفكر نفسك إننا هنطلق وانت مالكش اي حكم عليا.
استعرت عيناه والتهبت من جديد وهو يراها ويسمعها تعاود فتح تلك السيرة، تقدم كي يقبض على ذراعها وهو يردد من بين أنيابه:
-تاني طلاق؟ تاني طلاق، ماسمعش الكلمه دي على لسانك تاني ابداً انتي سامعه ولا لاء، والواد ابو قميص مفتوح ده يمشي حالاً ، هغمض افتح الاقيه اختفى من الشركع والا عظيم بيمين أكسر الشركه كلها فوق دماغك، في ايه يابت مش هعرف أحكمك ولا إيه؟!
انحشر اي حديث في حلقها، أنى لها به الأن، صمت، لم تجد ما قد ترد به على حالته السوقيه تلك.
وانقذها دخول دينا تسأذن لدخول ضيق مهم ينتظره، فرصه جعلتها تفر هاربه وتذهب بحسام للمكتب الذي عُد لها سريعاً، تعلم بعد انتهاء إجتماعه مع ذاك العميل سيتفرغ لها ويأتي لعندها يقف فوق رأسها.
لذا بدأت العمل بجدّ وإجتهاد تستمع من حسام تعليماته وتحاول السير عليها وتنفيذها قدر الإمكان.
بعد مدة ليست بقليلة وقف حسام مقابلها يردد:
-الورق ده يودي في ستين داهيه.
-ورق ايه ده؟!
استرعى انتباهها بل على الأدرينالين في خلاياها خصوصاً وهي تسمعه يجيب:
-في تلاعب كبير بالأرقام والحسابات، دي قضية تهرب ضريبي من العيار التقيل .
ابتلعت لعوبها برعب وهلع ثم سألت :
-لا براحه و واحده واحده عليا فهمني.
-بصي يا ستي، الشركه مغيره في أسعار مواد البنا والخامات، كمان بايعه وحدات كتير من تحت الترابيزه ومش ثابته ده على الورق، ده غير ان المشروع أبو ٨٠ يعملوا ب٦٠، ده غيّر الأراضي اللي أشتروها بطرق مش ولا بد، بصي كمان هنا.
أشار لها على بعض الأوراق يقول:
-في تحويل مبالغ كبيره تمت على فترات متتاليه وعلى كذا بنك برا، تهرب ضريبي واضح للشمس.
صمتت بقلق ومرت دقيقه ثم سألت:
-ومين الي ممكن يشيلها ؟!
رفع لها إحدى حاجبيه، صمت لثانيه هو الأخر يشملها بنظرة غير راضيه ثم رد:
-بتسألي عن حد معين؟!
تلعثمت في الإجابة ثم قالت:
-جاوبني لو سمحت...ماهر هو الي شايل الشركه ومعروف انه هو الي بيعمل كل حاجه 
تنهد بنفس عالي ثم قال:
-ماهر طول الفترة الي فاتت كان يعتبر بيشرف على كل حاجة وبس،صحيح له صلاحيات كتير، انما هو بينفذ وبس لكن اي ورق، أي إمضى كانت بأسم عزام محمد الوراقي، والده.
ناولها الأوراق ثم قال:
-وبصي هنا، تتبع تحويل الفلوس رايح لحسابات في كذا بنك بأسم فاخر عزام الوراقي.
لمعت عيناها وفتحتت فيهها بفرحه وهي تردد :
-يا حباااايب قلبي.
قالتها بفرحه عارمة وكأن أحدهم وضع لها أعدائها تحت يدها وسن لها سكيناً.
_________سوما العربي________
أخذته الجلسة لفترة طويلة، كان اتفاق هام حرص على إتمامه بأكمل وجه، وأخيراً انتهى ليتفرغ لمصيبته الكبرى ويرى كيف سيتصرف معها.
وبينما مان كان تحرك ويخرج من مكتبه ذاهباً للبحث عنها إذ به يجد كل الموظفين بعضهم ملتف حول بعض يتداولون الهواتف وأحياناً كل إثنان معاً بجنب يتهامسان وهما يشاهدان جوالهم.
نظر حولخ بغضب لحالة التسيب التي أصابت موظفيه بعدما كانوا رمزاً في الإنضباط والإنجاز وهتف بصوت غاضب:
-هو في ايه؟! الاساتذة سايبة مكاتبها و واقفه كده ليه.
اقتربت منه دينا على الفور و تركت زميلتها التي كانت تقف معها وهرولت ناحيته فسألها بغضب:
-هو في ايه بالظبط انا عايز افهم في يومكم الي مش عايز يعدي ده، هما واقفين كده بيعملوا ايه؟؟
-بيتفرجوا على الفوتوسيشن الي عملاها لونا هانم.
نطر أذنه مره ومرتين ثم سأل عله سمع خطأ ثم سأل:
-عملاها مين؟!
-لونا هانم؟!
-لونا هانم؟! عامله ايه بقا؟! عيىدي تاني؟!
-فوتو..
قاطعها يكمل عوّضا عنها:
-فوتوسيشن؟! يعني انا سمعت صح؟! يعني بهاء الصبح ماكنش بيهزي؟! قلباناها ستوديو ليلة العمر هنا ولا ده أوبن كافيه .
تحرك بغضب يذهب ليرى بأي ركن تفعل جريمتها وإذ به يتوقف عند إحدى الفتيات وهي تسمك هاتفها فاتحته على صورة لها في معظم الصفحات الترويجية مدفوعة الأجر على السوشيال ميديا، ظاهرة فيه بفستانها الذي حذرها من جمالها فيه مما يعني أن الصورة طازة وهي لا تطيق الأنتظار، مكتوب فوقها "لونا حفيدة عائلة الوراقي والتي لم تكتفي بكونها فتاة العائلة المدللة بل طموحها قادها لأن تصبح المدير الرسمي والتنفيذي لشركة الوراقي جروب"
طار عقله ولم يبقى اي برج منهم بمكانه بسببها، خطتها تعدت مجرد الترضية ورد الأعتبار، لونا بالفعل بدأت تخرج عن جناحيه بل و تحاول التحليق بعيداً، بعيداً جداً وهذا ما لن يسمح به.
نزل غرفة الاجتماعات التي ظهرت بالصورة بالتأكيد تتصور هناك.
تقدّم ليدخل لكنه استمع للمصور الرجل يردد:
-أوووه واوو...هايل بجد، ايوه أرفعي وشك ليا كده، هايل، شفايفك اه ، انفخيها شويه، مش ممكن.
صوت أفيش الكاميرا وبعدها صوته يقول:
-حضرتك ماشاء الله عندك هالة كده مش ممكن انا صوره مصريين وعرب وأجانب بس قليل قوي لما يعدي عليا حد زيك كده جمال وطاقه ودلع وأنوثه و.
لا لا ، ما عاد يتحمل وتقدم يدكل الباب بقدمه ويقتحم غرفة الاجتماعات ليرتج المصور من مكانه ويختل توازنه،تقدم يقبض على أحد معدات التصوير بغضب وغشم وهو يصرخ:
-أنتي بتعملي إيه هنا، ايه المسخرة دي.
انتفضت برعب وهي تراه يكسر كل شيء حولها ويتقدم من المصرر بطريقه غوغائية يقبض على مؤخرة عنقه مردداً:
-بتعمل ايه هنا! وايه ده! 
صرخ بحده أعلى:
-بتعملي ايه يا حلوة، اه عشان كده جايه ولابسه لي فستان صغيرة على الحب، وقاعده تتقصعي والبيه يسبل، خروف انا مش كده.
ثبّتت مكانها بخوف ليردد:
-ايه اتشليتي، قومي اتحركي معايا يالااا.
كسر حوله باقي المعدات وهو يقول:
-قومي يابت من مكانك وتعالي لعندي عشان لو جيت لك مش هخلي فيكي حته سليمه
تفقد مابيده:
الله!كاميرا؟! اااه، بتهبووا اييه.
ابتلعت رمقها ثم حاولت إحباط اي خوف وردت:
-ايه في ايه؟! ايه الطريقه دي؟
-طريقه؟ ده انتي يومك أسوود.
أشار لها بصرامه يقول:
-قدااامي.
تقدمت وهو خلفها يتوعد أن يعلمها الأدب وهي تجاهد مقاومه للخوف تحاول أن تظهر بمظهر الثبات حتى تصل لما تريد.
_______سوما العربي________
وقفت أمام ماكينه الأسبويسوا تضع بها الكبسوله وعقبها شارد مع شقيقها قلقه عليه فلم تضغط جيداً، انتظرت نزول القهوة فلم تنزل، ظلت تتفقدها لكن تأخرت ولا تعلم العطل من اين فبدأت تضرب على جسم الماكينه بنفاذ صبر تسألها:
-في ايه! مالك انتي كمان ماتتظبطي معايا.
شعرت بجسد صلب ينطبع على جسدها وهو قريب منها للغاية انفاسه مقابله لأنفاسها وفمه في أذنها يهمس بحرارة:
-متعصبه على المكنة المسكينة دي ليه، مش أدك.
ابتلعت لعوبها بخوف والتفت لترى كمال يقف خلفها ملتصقاً بها يرتدي قميص أبيض مفتوح وعضلات صدره بارزه ظاهره لدرجة انها لامست كتفها فسببت القشعريرة ببدنها كله ، التفت له بنصف جسدها ليبتسم وهو يلاحظ تأثرها بوجوده وهيمنة حضوره عليها ثم قال:
-الصغنن بتاعنا متعصب ليه؟؟
بللت شفتيها، حاولت إخراج الحديث والا تقف هكذا كالكتكوت المبتل بلهاء بحضرته، حمحمت ليبتسم بثقه ثم قال:
-مش بتردي عليا ليه؟! 
-حمم...مافيش، بس كنت بحاول أشغل ماكينة الاسبريسو مش راضيه تشتغل.
اتسعت ابتسامته، شعر وكأنها فرصته فقال:
-طب أيه رأيك تيجي وأعزمك برا على اكبر فنجان إسبريسو في الدنيا.
كادت أن توافق لولا انها اعملت عقلها سريعاً وردت بقوه:
-لأ.
تجهمت ملامحه وسأل بحرن حقيقي:
-ليه؟! ليه يا جنا؟! ليه رافضه حتى نقعد نتكلم مع بعض، مهما كان احنا في الاول والأخر ولاد عم.
-وانا كنت بقعد معاك واتكلم وأهزر لما كان الكلام في ولاد عم لكن انك عايز تاخدني نقعد برا عشان تغسلي دماغي فده مش هيحصل...سلام يا كمال .
تحركت تخطوا بخطواتها لترك له المكان إلا انه تحرك لعندها يوقفها يحاصرها وهو مقربها من جسده العريض عينه على شفتيها ومره على عنقها يسأل بأنفاس سخينه:
-رفضاني ليه يا جنا؟! ليه رافضه جوازنا؟!
رغم توترها من وقفتها تلك وملامستها له إلا انها ردت مجاوبه:
-لأن انا مش هتجوز بالطريقة دي، مش هعيش عيشة المصالح والجوازات الباكدج دي، أنا مش هتجوز عشان وصيه و ورث يا كمال حتى لو طلعت من المولد بلا حمص .
لمعت عيناه وهو يبتسم لها ويقول:
-بس انا مش متجوزك عشان الوصيه يا جنا.
عصبها كذبه ومراوغته تراه كاذب فصرخت فيه:
-يعني انت عايز تفهمني ان كمال الي لفها من شرقها لغربها وعرف بنات من كل الدنيا جه يتوب عند جنا وعايز يتجوزها.
اتسعت عيناه من مقصدها ومايدور عنه بخلدها ليسأل:
-وليه لأ يا جنا؟!
-عشان انت كمال الوراقي. عيب يا كمال ده انا جنا، جنا الي عارفه وشاهده على كل قاذوراتك وبلاويك انت عرفت ستات ماتعرفش تعدهم يا كمال، وجاي بقا تتوب عندي؟! انسى يا كمال.
تركته مبهوت وغادرت عقله يلف ويدور متى واين والمهم كيف وقع وكيف سيتصرف، وكما هو ظاهر فالطريق لجنا طويل جداً وصعب.
__________سوما العربي__________
دفعها داخل مكتبه بغضب شديد وهي تصرخ فيه:
-انت ايه الي انت بتهببه ده؟!
-أهبب؟؟ شكل لسانك ده عايز قطعه، وانا جاهز.
ابتعدت تحافظ على مسافه أمنه ثم قالت:
- ياريت تهدى لا يطق لك عرق، انت راجل داخل على ذبحه والي بيموتوا دلوقتي الصغيرين بلاش تحصل جدك.
-عايزاني أموت يا لونا؟! عايزه تخلصي مني؟!
-لأ. 
تحركت تهز كتفيها وتقول :
-الموت راحه وانا مش عايزاك ترتاح ولو على الخلاص فانا هتصرف.
توجس خيفه وسأل:
-هتتصرفي ازاي؟!
-مش ده المهم دلوقتى خالص، انا جايه لك في حاجه أهم.
تعجبت عيناه وتعلقت بها يتابعها وهي تخرج من حقيبة يدها ورقه تعطيها له ثم تقول:
-اتفضل، أمضي
-ايه ده؟!
-تفويض بالإدارة ليا؟؟
-نعم يا حياتي!! أنا بحبك اه ومش هطلقك أهين بس تفويض بالإدارة ده تنسيه وتطلعي من عندي هنا تحذفي كل الصور والإعلانات الي نزلتيها، ايه عايزه تبقي نجمة مجتمع ولا هتقدمي على عضوية مجلس الشعب؟ وايه الكلام الزفت الي نشرتيه ده؟! بقيتي الرئيس التنفيذي للشركة أمتى؟ عايزه تضيعي مصداقية الشركه وتخلي أسهمها في الارض؟؟
نظرت له بثبات تعجب له كأنه يرى لونا جديدة خصوصاً وهي تعيد القول بثبات:
-خد أمضي التفويض يا ماهر أحسن لك.
-أحسن لي!! ولو ما وافقتش.
ربع ‏يديه امام معدته يتابعها بترقب لتزهل ملامحه وهو يسمعها تقول:
-لو ما وافقتش هجري زي الأرنب الشاطر للنيابة واقدم لهم واجب رطني، مش بعيد يطلبوا مني يجندوني بعد ما اقدم لهم أكبر قضية تهرب ضريبي في مصر ايه رأيك، تحب تبص على الورق كده.
أخذ منها الأوراق مصدوم، كيف ومتى توصلت لونا لهنا
بعد نصف ساعه 
كان يجلس وهي أمامه ومعهم المستشار القانوني للشركه يوقع لها التفويض على مضض وهي تبتسم بأنتصار.
همت لتقف وهي تردد:
-حلو قوي ده.
نظر لها بصمت فيه الأعجاب والتعجب ثم قال:
-برافو يا لونا،شاطره عرفتي تعمليها،بس خليكي عارفه ان التفويض ده له شروط 
لم تهتم وقالت بعدم إكتراث:
مش مهم ومش وقته، انا هروح بقا اكمل شغل.
مثلت انها كادت ان تتحرك ثم وقفت تضرب جبهتها بيدها تردد:
-اخخ، كنت هنسى،حاجه كمان اخيره.
ضغط على أعصابه وسأل:
-ايه تاني يا لونا؟
-ماعلش يا ماهر ممكن تسلفني كام الف؟!
ضحك بتعب وسأل:
-ليه إن شاء الله.
ابتسمت بسماجه ثم القت قنبلتها في وجهه:
-عشان اقدر أسدد عربون للمحامي فلوس القضية اللي رفعتها عليك.
نهض من مكانه ببطء وصدمه يحاول الاستيعاب ان ما سمعته أذناه صحيح وهي وضعت يدها على فمها تتصنع الدهشه وهي تردد:
-أوبس..سقطت أقولك، مش انا رفعت قضية طلاق عليك.
يتبع
في اجتماع سري هام ومغلق جلس عزام وشقيقه فاخر مع المحامي الخاص بهم،ينظرون له بترقب وهو يقرأ مابيده من أوراق ويحتسي قهوته، وضع الفنجان وهو يهز رأسه بهدوء:
-هممم، لا تمام تمام.
فسأله فاخر بوجه يشع لهفه:
-ايه متر؟؟ في أمل نكسب القضية.
-وامل كبير كمان؟ 
-بجد؟!
اعتدل المحامي في جلسته وقال بهدوء:
-في خطين ممكن نمشي فيهم أولهم القانوني والمضمون، وهو ان الوصية دي باطله وغير واجبة النفاذ لأنها بتتعارض مع احكام الشريعة الإسلامية، وتعتبر تعسفيه وظالمه وان أبوكم من حقه يوصي ويوزع بس مش اكتر من التلت والباقي يروح للأبناء والزوجه لو كانت الزوجه موجوده، وفي حالتكم دي هنقدم طلب طعن في المحكمة وإن شاء الله هيتحكم فيها لصالحكم.
-وناخد كل الورث من تاني؟
-لأ، هتاخدوا التلتين والتلت تتنفذ فيه الوصية.
-نعم؟!
خرج اعتراض قوي من كل من عزام وفاخر في آن ويكمل احدهم:
-تلت ايه وتلتين ايه ؟ احنا عايزين الورث كله؟
وأضاف الاخر مؤكداً:
-دي فلوسنا احنا مش هنتنازل عن تلت لحد.
ابتسم المحامي يقول:
-لا ده كمان لونا بنت رحيل هتشاركم التلتين الي خارج الوصيه.
-نعم؟! كمان؟! يعني تورث من التلتين وتورث من الوصيه؟! لا طبعاً مش موافقين شوف حل غيره يا متر؟  فلوسنا وفلوس أمنا تورثها البت دي بتاع ايه؟! اتصرف يامتر، أكيد عندك حل غيره.
تنهد المحامي يقول:
-الحل التاني ان شروط الوصية ماتتنفذش وساعتها نقدم بطلان بيها وكل واحد ياخد حقه.
خرجوا من عنده مصممين عاقدين النيه، نظر كل منهما للأخر فقال عزام:
-كده لونا وماهر مش متجوزين،مافضلش غير جنا وابنك.
-جنا وكمال أمرهم سهل،جنا لسه صغيره وكمال عربيد وبتاع ستات، الخوف الكبير من المدلدق ابنك الي وراث طبع جده في حب الخدامات، واختفاء القسيمة من السجل مش قضيه ممكن يروح يكتب عليها من اول وجديد، ده واقع في حبها من الدور الحداشر.
فكر عزام وسأل بخوف:
-تفتكر؟!
أكد له فاخر:
-انت مش شايف، كانت هتجلطه ورقدته في المستشفى وقايم من تحت الأجهزة يسأل فين زفته، وخد الكبيره.
-إيه؟
-البيه واخد ميعاد من صلاح ابو العينين النهارده شكله رايح يفسخ معاه الخطوبه.
فكر عزام في تلك المصيبه قليلاً لكن ضربت عقله فكره أخرى ليسأل:
-وانت عرفت منين؟! فااااخر، انت بتجسس على ابني!!
-بذمتك ده وقته.
-اه وقته رد عليا.
-بقولك ايه يا عزام، دماغك بقااا وكفاياك تمثيل ده احنا لسه نازلين من عند المحامي ومتفقين عشان مانخليش عيالنا يورثوا فماتعيش الدور الله يباركلك.
ثم تركه وغادر غير مهتم بهتاف عزام او غضبه.
__________سوما العربي__________
وقف من على كرسيه بغضب بطيء يثير الخوف يسألها:
-عيدي تاني يا روحي كده قولتي ايه؟!
ابتلعت لعابها في خوف وحاولت البيان بالجلد فردت بعزم مزعزع:
-زي ماسمعت، رفعت عليك قضية طلاق.
عض على شفتيه بقوة، يجاهد ألا يفتك بها ولو فتك فالمكان غير مناسب.
لكنه ما فلح، انتفض بغتتة بطريقه ثارت رعبها يقول:
-اتجننتي يا لونا ولا انا الي دلعتك بزيادة، طلاق ايه ده الي بتتكلمي فيه.
استفزها لأقصى حد فصرخت فيه:
-بطل استفزاز وبجاحه بقا، دلعتني!! هو الذل وقلة القيمة والمعايرة بقت دلع وانا ماعرفش وبتبطر! انا من ساعة ما عرفت وانا بقف قدام المرايه اعيط وأسأل نفسي ازاي هونت عليه؟! ازاي اصلا في حد ممكن يهون عليه حد ويهمل معاه كده؟! ده انت كل يوم كنت بتعايرني! كنت بتحفظني فكرة اني سافلة وقليلة الأدب، أنت نجحت لدرجة انك زرعت جوايا الشك في نفسي، انا جه عليا وقت بقيت بردد الكلام الي بتقولوا عليا.
رغم تعاطفه الكامل معها والخوف من خسارتها الا انه رد:
-خلصتي؟!
بقيت ثابته ليتقدم منها، ببطء...بطيء مثير، اندهشت وهي تراه يقترب منها يحاوط خصرها ويلفح بأنفاسه بشرتها، قريب أكثر من الممكن لدرجة الخطورة.
وضع يديه حول عنقها والأخرى تحكم في رأسها وألتهمها في قبلة شرهة إجتاحت مشاعرها، إختبرتها وأججتها.
أبتعد عنها يلهث، ينظر لها بأعين لامعه من نشوة الإنتصار، همس أمام ملامحها الناعسة بصوت رجولي:
-طلاق مش هطلق، انتي بتاعتي وهتفضلي بتاعتي، ومش هعاقبك المرة دي على الي عملتيه، شكلك دلوقتي وانتي بين إيديا يغفرلك.
إتسعت عيناها وقد مسكت بالجرم المشهود ذائبة،متسيبة المفاصل أمامه، لم تنفر ولم تصرخ وتبتعد، فابتسم بسعاده ونجاح، لقد دمغها وانتهى.
رفرفت بأهدابها، عقلها يعنفها وهو يدرك لقد باتت (مدام ماهر الوراقي) ، فإلى أين هي ذاهبه.
مال  من جديد بأريحيه يدفن رأسه في تجويف عنها يتعمق في تقبيله مطمئناً، يعلم بإنتهاء الرفض.
أبتهد يبتسم بتلذذ ونجاح مردداً:
-لسه عايزه تطلقي؟!
قالها وعيناه تجوب بشغف على ما تخبئة من أجزاء يحفظها، يلتهمها إلتهاماً ، ضايقها بتجريده لها وتعرية ضعفها، هتفت بنبرة باكية مهزومة:
-أيوة لسه عايزه.
ضحك بحنان وقرص مقدمة انفها ثم ردد:
-مممم طب عايزه كام للمحامي،هههههه.
تمادى كثيراً بثقته في نفسه مقابل ثقتها، ماكان عليه ان يستفزها ويضخم إنتصاره لكبريائه ورجولته على حساب كبريائها وأنوثتها خصوصاً بعدما صار ولم يمر عليه الكثير.
وحتى ذلك هو لم يدرك، انغمس في كبره وما يحبه ويحتاجه، إثبات انها له وانه هو المسيطر سيطر عليه فمد يده يزيح فستانها من على كتفيها ليظهر نهديها المنتفخان أمامه بسخاء سخنه وهتف:
-ماتيجي يا لونا نرجع البيت ندخل أوضتنا بدل ما نتشاف في الشغل بوضع مخل كده.
كانت لحظة مضيئة توقفا عندها........
صراع السلطة والسيطرة كان على أشدة هي تحاول وهو يحاول، لكنها خسرت جولة أمامه ولم تنكر، بل كانت صادقه مع نفسها، بات لماهر سيطرة كبيرة عليها وهي التي ظنت انها وحدها من تملك السيطرة الناعمة.
ابتعدت عنه وهي ترفع ثوبها على صدرها ببطء في محاولة لاستعادة الثقه وإضافة الغواية فتقول:
-مش هرجع ومش هنفضل في اوضه واحده تاني،أنا عندي دلوقتي شغل وحاجات لازم أعملها.
التفت لتخرج فتحرك خلفها يقبض عليها يمنعها من فتح الباب، ثم لفها يستند بها عليه وقبض على فكها بعنف ظهر فيه الشبق وسيطرتها هي عليه ليهتف:
-هعلمك كل حاجه بكره، تعالي معايا نروح، انا مش عارف اعمل حاجة ولا اشتغل، انتي مسيطره على دماغي وتفكيري.
ابتسمت بفوز لو انه ضعيف لكن صبرها، أبعدت يده عن فكها وقالت مش محتاجه تعليمك، هشوف حد يعلمني.
أبعدت يده بنجاح ثم همست مضيفه:
-لونا مش مجنونة عشان تسيب صابعها تحت ضرسك.
ابتسم معجباً لتغمز له بعينها:
-كبرنا بقا واتعلمنا.
عض شفتيه ومن عينه يققز المجون والجنون والهوس:
-يخربيتك، لو كنتي قبل كده عجباني قيراط كل يوم بتعجبيني أربعه وعشرين، بس ماشي.
أبتعد عنها خطوة يقول:
-العبي يا لونا. عاجبني لعبك قوي بجد والله انا حقيقي عايز اقعد اتفرج واشوف لونا ال...
لم ينطق الكلمه لكن فحواها واضح كان سيقول(العبيطة أو الساذجة) وهي تعلم.
أكمل مراده:
-هتعمل ايه؟! ويا تسلميلي يا أسلم لك.
نجح في إثارتها فردت:
-موافقه.
-اتفقنا.
تقدمت لتخرج ليقول:
-ماقولتليش صحيح يا عسوله، هتقولي ايه للمحكمة، ايه سبب طلب الطلاق، همم، معاكي قسيمة جواز ليا، ولا فيديو مع واحده ولا يمكن بضربك!!!!!
فكرت بتيه لثواني ثم لملمت شتات نفسها تجيب:
-المحامي مش هيغلب، هما شطار قوي في الحاجات دي.
رد بثقه وقوة:
-مش هطلقك يا لونا، مششش هطلقك.
-بااي يا ماهر.
ردت عليه بابتسامة واثقه وبرود ثم غادرت، ليقف يغلغل أصابعها في شعره الكثيف يردد:
-باي يا ماهر؟! والي ولع ماهر مين يطفيه، اه يابنت الجزمه، بس ماشي...ماشي.. انا هوريكي انتي لعبتي بمين.
تقدم من مكتبه يجلس عليه ثم يرفع سماعة تليفون مكتبه يهاتف سكرتيرته:
-دينا، كلمي بهاء يجيلي حالا ومعاه الورق الي قولت عليه، حالا يا دينا واطلبي لي قهوة.
اغلق الهاتف معها ومازال دمه يغلي وهو يردد:
-أنا يحصل معايا كده، على اخر الزمن ماهر يحصله كده،والله لاربيكي يا لونا.
___________سوما العربي__________
جلس يحتسي قهوته يضع قدم فوق الاخرى، هاتفه يدق متواصل، نظر للهاتف بضيق شديد، فتاة تلاحقه منذ عودته،غبي غباء لا يوصف، كان عليه أن يعلم ان ما كان يفعله ومعتاد عليه بالخارج لا يسير بالداخل كما المعتاد، فهنالك فتاة تعرف عليها حينما سهر لليلة بالساحل مع أصدقائه القدامى ومن يومها وهي تطارده ولم ينفع معها الحظر ولم تردعها الرفض.
بص القهوة من فمه وانتفض جسده مره واحده وهو يرى جنا، الصغيرة تنزل من على الدرج وجسدها يهتز معها بهكذا لبس.
وقف بغضب يصرخ فيها:
-يانهار اسود ومهبب، ايه الي انتي لابساه ده.
اتسعت عيناها بغضب منه وردت:
-انا عايزه افهم انت مابتنزلش تروح شغلك ليه بدل ما انت قاعد وشغلتك تقفلي يومي من اوله؟؟ ده أنا كنت جايه اقولك صباح الخير ياقفيل .
اللتهبت عيناه من الغضب و رد عليها:
-صباح الخير؟! وهييجي منيم الخير بالفستان الأحمر ده؟! أحمر يا جنا؟ لابسه أحمر!!
نظرت له كأنها تخبره انه مختل أو معتوه ثم تلفتت حولها تسأل:
-ايه؟! قي تيران بتعدي من هنا وانا ماعرفش.
اغمض عيناه بغضب وردد بأمر لا يقبل النقاش:
-هغمض عيني وافتحها الاقيكي طلعتي غيرتي الزفت ده يالااا.
-خليك مغمض بقا سلام.
فتح عيناه بصدمه وزاد غضبه وهو يراها تخرج وبالفعل تجاوزت الباب فصرخ فيها:
-جنااااااااااا.
لحقها يلزم يدها وبغضب أستوقفها:
-بكلم نفسي انا؟! ايه ماحدش قادر عليكي.
حاولت نفض يده عنها تردد:
-انت مالك انت، الفستان ده اساساً اشتريته مع ماهر وماما شافتني وانا نازله، انت دخلك ايه؟!!!!
-عافيه وافترا، وهتطلعي تغيري الفستان يعني هتطلعي تغيري الفستان سواء بالذوق او بالعافيه.
-بقولك ايه جو انتي مراتي يابت ده مش هيخيل عليا ده انا عارفه كل نرواتك يا كمال.
هاهي تعيد سد الطريق في وجهه ، وجهه رغماً عنه لان يتحايل عليها بطريقه أخرى؛ لذا عمد للبرود وردد:
-شاطره برافوا عليكي ذاكرتك حلوه، انا رجعت في كلامي ومش عايز انفذ الوصيه، انا مش هعرف ادخل عيش الزوجيه بعيله بعد كل الستات اللي من كل شكل ولون الي عرفتهم دول، هتكلم معاكي بصراحة بس من غير زعل.
صمت لحظتين يثير أعصابها ثم كمل بوقاحه فجه وثقه لا متناهيه:
بصراحه كده واحد زيي محتاج ست كامله مكملة، بلاش اظلم نفشي واظلمك؛ فقولت يا واد يا كمال بلاش تخسر جنا وخلينا ولاد عم احسن.
صمتت ببلاهة، تشعر انها وهي أنوثتها وكبرها قد تم سحقهم للتو لكن لا تملك رد.
بس ده ما يمنعش انك هتطلعي تغيري الفستان ده عشان انا بنت عمي مش فرجه يالا يا چنچونه يا قمر.
حسها بلطف متنافي مع نواياه الداخليه لها بعدما مل من هدهدتها، نظرت له بصمت لمدة دقيقة كامله ثم تحركت بغضب وعزم تجاه سيارتها تقودها وهو خلفها يغلي من شدة الغضب بعدما خرجت بتلك الهيئة اللافتة، فهرول ناحية سيارته مسرعاً كي يلحق بها ويوقفها.
سارع بسيارته يلاحقها، هي تقود وهي تقود حتى ضيق عليها الخناق وصرح في الشارع بصوت عالي:
-قدامي على البيت بدل ما الم الشارع علينا، يالاااااا.
صوته كان عالي سبب فضيحه وبدأت سيارات الجيران تقف تتطلع عليهم، كمال متبجح لدرجه عاليه ولن يصمت الا بعودتها معه.
_________سوما العربي___________
عادت في المساء بجسد مثقل متعب تجر قدميها جراً، كادت تدلف لغرفتها لولا صوت الخادمه التي أوقفتها تقول:
-ست لونا.
-نعم.
-نسرين هانم عايزاكي.
أااااه، والدة ماهر تريدها وهي الشخصية الوحيدة بذلك المنزل الذي لا تحبذ مواجهته، كيف وبأي وجه ستقابلها بعد ما فعلته بوحيدها؟!
وقد تهربت كل تلك الفترة المنصرمة من رؤيتها أو زيارتها رغم تعودها على فعل ذلك منذ قدمت للعيش معهم.
حكت رأسها وهي تردد:
-أنا لازم يبقى لي بيت لوحدي بقا، او اخد بيتي من عمي.
تقدمت بخطوات مرتبكة تتقدم من غرفة نسرين تفتح الباب لتراها تنام كما المعتاد وعيناها على الباب تنتطرها:
-كل ده عشان تجيلي يا لونا؟!
تقدمت لونا تجلس بصمت لكنها ماعادت تنكس رأسها بل ردت بلا مراوغة:
-كنت بتجنب نتواجه.
ابتسمت نسرين وقالت:
-اتغيرتي يا لونا، رفعتي راسك وعينك مابقتش في الأرض.
-دي حاجة تضايقك؟!
ضحكت نسرين عالياً بطريقه خطفت بال لونا ثم ردت:
-بالعكس، كنت احب ان مرات ماهر الوراقي تبقى مخربشه، زي مابتحاولي تبقي كده.
-بحاول؟!
-أه لسه، بس هتوصلي طالما بتحاولي يبقى أكيد هتوصلي إن شاء الله.
تلاشت بسمتها فجاءة وتحدثت بغضب تردد:
-لكن وانتي بتحاولي بلاش تدوسي على ابني، بلاش تخليني اندم، لو كنت اعرف ان البنت الي هربتها عشان تروح لحبيبها هتتجوزه وتجيب منه البنت الي تعذب ابني ماكنتش هربتها.
ضحكت لونا بحزن ودموع مكتومة تردد:
-يااااه.
أنا أم يا لونا وعمر ماحد هيبقى أغلى عندي من عيالي.
تنهدت ثم قالت:
-ماهر بيحبك يا لونا، خليكي في طوع جوزك أحسن، وانا هنسى الي عملته ولو انه لا يتغفر ولا يتنسي.
-والي ماهر عمله معايا بيتغفر ويتنسي عادي؟!
-لأ، بس الي قبلينا قاله ايه؟! الراجل بحر والست سد، يعني الست هي الي بتحلق وتحافظ، وماتبصليش البصة دي انا مش هاجي على أواخر عمري وابقى ظالمة، ماهر غلط وغلط كتير، كتير قوي ياستي، بس في النهاية ايه؟ هو متجوزك وعرف الكل والنهاردة رايح يفشكل خطوبته وبعد اربعين جدك هيعمل إشهار وفرح ، في النهاية هو متجوزك قدام الكل، خليكي محترماه قدام الكل وبينك وبينه ابقي قصقصي ريش طيرك.
-ريش طيري؟!!!
رددتها بعدم إستساغة أو أقتناع. وانما جلست تفكر فيما قالته تعرضه على عقلها.
وتفاجئت بفتح الباب وماهر يدلف منه يردد بإبتسامة جذابه تليق برجل ماهر:
-مساء الخير على قطاقيطي الحلوين.
كان لذيد بما يكفي لأن تلف نسرين رأسها بإبتسامة للونا كأنها تسألها بعينها(بقا ده يتحسر بذمتك؟!)
نظرة جعلت عينا لونا تتعلق بماهر الذي مال يطبع قبله عميقه على رأس والدته ثم يقول وهو يخرج مغلف شيكولاته فخم من جيب جاكيته:
-احلى شيكولا لأحلى نسرين في الدنيا.
أبتسمت له ومدت يدهل تجذب يده تقبلها ثم قالت:
-ربنا مايحرمني من دخلتك عليا يا حبيبي .
نظرت للمغلف ثم للونا وله تقول:
-أخس عليك؟! أمال فين بتاعت لونا مش تجيبها زي ما عودتني أنا وجنا.
ضحك ماهر وتقدم يلتصق بلونا يضمها له مردداً:
-انتو كتاكيت يا حبيبيتى انما هي خلاااص بقت إسترونج إندبندنت لونااا.
وقفت من مكانها تنوي المغادرة فناداها:
-لونا.
التفت على مضض لأجل خاطر نسرين فقط فابتسم بسماجة يردد:
-حضريلي الحمام يا حبيبي.
تماديه في البرود كان كفيل بجلطتها، كورت قبضت يدها وردت:
-مش بعرف.
نظر لوالدته بحزن مصطنع وهو يزم شفتيه ويقول:
-أنا أسف يا ست الكل بس مضطر أسيبك دلوقتي وأقوم أخدها واريها الحمام بيتحضر ازاي.
ابتسمت نسرين تردد:
-روح يا حبيبي ربنا يهدي سركم.
خرج من غرفة والدته وهي كادت ان تتحرك لغرفتها لكنه لم يترك لها الفرصه، بات يعلم كل أفكارها فلم يسمح لها وحملها بغتتة وذهب بها تجاه غرفته فصرخت:
-نزلني يا ماهر
-لأ.
-نزلني يا ماهر بقولك.
-لاأاا بقولك.
صار بها لحد غرفته ودلف للمرحاض يوقفها في حوض الإستحمام ويفتح عليهما الماء، وشرع في خلع ملابسها عنها والماء قد بلل كليهما وبدأ في تقبيلها قبل صغيرة :
-بس بقا واسمعي كلام جوزك.
-ايه الي بتعمله ده.
قالتها بأعين متسعه لما يفعله بتصميم شديد غير مبالي بكل ما مرا به من أحداث ليجيب:
-لاقيت مراتي راجعه من الشغل تعبانه وجسمها مخشب قولت أفكوهولها تحت الدش.
حميمية لمساته فصلتها ورويداً رويداً تسلل لعقلها فكرة أن لماهر سيطرة عليها، سيطرة جامحة وقوية وليست ناعمة مثلها.
ورغم كل ذلك يحسب لها انها لازالت تقاوم سحر تلك اللحظة وسحر رجل كماهر الوراقي.
مظهرها اسفل المياه كان مغري ومغوي لدرجة لا تقاوم فجذبها من خصرها لتلتصق به وهمس أمام شفتيها:
-كفايه هجر بقا، وحشتيني.
رفعت عيناها له ليردد:
-والله بحبك، وأنا اسف، على فكرة أنا لسه راجع من عند أبو جميلة وفسخت الخطوبة، لو بلعب بيكي ماكنتش هضحي بجوازة زي دي، بلاش بقا سيرة الطلاق، أنا كنت هروح فيها.
همت للتحدث وتعد له بلاويه معها لكنه ابتلع شفتيها بقبله تمنعها عن الكلام نهائياً.
أغلق صنبور المياه وجذب منشقه بيضاء كبيره لف بها مفاتنها ثم حملها ليخرج بها من المرحاض.
وضعها بدلال على الفراش وجلس لجوارها يمشط لها شعراتها المبللة وهو يقول:
-هممم، هتسامحيني بقا؟
-لا.
ردت بصراحة فقال:
-عجيبه قوي، جسمك أبيض قشطة وقلبك بلاك أسود.
-قلبي أسود على أد الغلطة يا ماهر.
التفت له بيطئ ونظرت له ثم قالت:
-أقولك حاجة وبصراحة؟
هز رأسه يحسها على الحديث فقالت:
-أنا مش بصدق انك بتحبني، برغم اني عارفه انا أد ايه حلوه ودايماً بسمع الكلام ده، بس مش قادرة أصدق ان واحد زيك بيحبني.
-ليه يا لونا! والله العظيم بحبك.
هزت رأسها والدموع بعيناها ليقول:
-اهدي يالونا، أهدي وتعالي نامي.
مسحت عيناها كطفلة وقالت:
-لا هروح أنام في أوضتي.
ضربها بخفه على رأسها وقال:
-أوضتك هي أوضة جوزك ومش عايز تخلف، يالا نامي.
نظرت له بحذر فقال:
-مش هعمل حاجه عايز انام في حضنك بس، يا مفتريه لسه خارج من دبحه ومحتاج رعاية.
لانت ملامحها كأنها موافقة لكنه قال:
-بس البسي حاجه ماتناميش جنبي كده انا لحم ودم بردوا وانتي وحشاني أصلاً.
وقفت تبدل ملابسها بعيد عن عيناه التي تأكلها أكلاً لتعود وتنام بأحضانه بضمير يؤنبها فهي لم تستمر في موجة ثورتها ليوم كامل وبالنهايه رضخت لماهر.
صبرت نفسها وطيبت كرامتها انها ستفعل فقط الليله لأنه مريض ولن يتركها وبالصباح ستعود لونا التي تريد أن تكون عليها.
أما ماهر فعودة لونا لأحضانه سربت الدفئ لخلياه وسقط في النوم بسرعه أكبر مما يتخيل.
__________سوما العربي___________
كانت تجلس على سريرها منهارة من البكاء، نفس الدرس ونفس الكف، كلما ظنت انها كبرت وماعادت تلك الفتاة الصغيرة يعود القدر ويفعل فعلته معها، وها هي قد رفضت من جديد، رفضها ماهر وفسخ خطبتهما.
نيران الكرامه المهدورة والخذلان يقتلانها وما ضاعفهم أضعاف مضاعفة هو انها هي من خطبت وده هي و والدها، لازالت تتذكر مظهر والدها وهو يدخل من البيت مدلدل الكتف مثقل الكاهل وهي كانت تنزل الدرج كي تحظى بالعشاء مع والديها لتتوقف أقدامها على الدرج مع صوت والدتها التي أستقبلت زوجها تسأله:
-مالك يا صلاح في ايه؟!
-إرتمى بثقله على الأريكه يردد:
-ماهر الوراقي كان لسه عندي في المكتب، كان جاي يفسخ خطوبته من جميله.
اتسعت عيناها وشهقت والدتها تسأل :
-ليييه؟!
-ماعرفش، ماعرفش…مش عارف اقول لجميله ايه، دي هي الي كانت متحمسه وملمحه لي.
صمت أثنتيهم لتتفاجأ بوالدها يضيف بعجز وكأنه يأس:
-رشيد كان مكلمني عايز يتجوزها وبيقول انه..
قاطعته زوجته وهي تضرب صدرها بعويل:
-يانهار أبيضّ، رشيد الي متجوز وعنده عيل.
رد وكأن بضاعته قد بارت ويبحث عن حل:
-بيقول بيحبها بجنون لدرجة بيحلم بيها كل يوم وانتي فاهمه بقا.
-انت بتقول ايه يا صلاح، هو عشان ماهر رفضها نقوم نرمي البنت، انت لو عرضت عليها عرض رشيد أصلاً يبقى كأنك شتمتها وبتقول لها العيب منك.
هز صلاح رأسه يضربه بيده كأنه يفوق حاله:
-صح، صح، استغفرالله العظيم ايه الي بفكر فيه ده.
عادت من شرودها على صوت رسالة على هاتفها، عيونها مغرورقة بالدموع وأنوثتها مبعثرة وإذ بها تتفاجأ برسالة نصيه من رشيد عبر رسائل إلSMS يطلب منها و يرجوها أن تقبل عزيمته على العشاء .
نظرت للهاتف بأعين مشوشة من الدمع وعقل غير متزن من الصدمه التي تلقاها في الحال.
__________سوما العربي__________
تقدم بخطى تغلي من الغضب تجاه غرفة الإجتماعات ، صباح يوم جديد محمل بكل أنواع المشاكل والمفاجآت صنعتها له مصيبته المتدلعه.
بداية من إستيقاظه وهي ليست بجواره ثم علمه بمغادرتها للشركه دون إذنه أو حتى إنتظاره، وصولاً للأن فالهانم تعقد إجتماع هام مع كل رؤساء الأقسام.
اقتحم الغرفة ليجد لونا تترأس طاولة الإجتماعات والكل يهمس مبتسماً هاتفاً بأسمها، صمّت أذنيه وهو يسمع بهاء مدير الحسابات والذي من المفترض أنه ذراعه اليمين يردد بحماس وشكر وحرارة:
-يااااه، أخيراً حد حس بينا، شكراً يا لونا هانم، احنا بنشكر حضرتك على زيادة المرتبات دي.
-زيادة ايه الي بتتكلموا فيها.
قالها صاحب المال الذي يوزع دون علمه الان
فوقف بهاء يرد :
-لونا هانم، عملت لنا زيادة على المرتبات عشره في الميه على المرتب.
-نعم؟!!!
قالها بحده وهو ينظر ناحية لونا التي أضافت مبتسمة:
-مش بس كده، أنا كمان هقلل ساعات العمل يعني بدل ما بتخلصوا عشره هتخلصوا تسعه.
-نعم؟؟!
لم يسمع أحد أعتراضه فقد وقف الكل يحلف ويتحالف بلونا وما فعلته.
اوقف الكل وهتف بصوت جهوري:
-بس، كفايه فوضى.
تقدم منها يردد بغضب:
-مين الي سمح بالكلام الفارغ ده.
-انا.
-ازاي؟!
-بالتفويض الي معايا.
-التفويض، أه عظيم قوي، طيب، التفريض الي معاكي بيحدد مهامك في بعض قطاعات الشركه مش كلها+ ان الميزانية الي تحت تصرفك في التفويض مش هتكفي الزيادة الي حضرتك ماشيه توزعيها، ودلوقتي كل واحد على شغله.
علت علامات خيبة الأمل على وجوه الموظفين وخرجوا من الاجتماع فبقت معه وحدها.
أخذ يقترب منها وهي تردد بغضب:
-تاني بتلعب معايا تاني؟ مديني تفويض مالوش لازمه.
-قولت لك ماهر مش بيريل في أكل عيشه، عايزه تلعبي هسيبك تلعبي بس في حدود المعقول، عايزه تقلبي علينا الموظفين.
-ماشي يا ماهر، هعمل ميزانية جديدة بزيادة جديدة وهزودهم بردو.
همهم بتوعد ثم قال:
-طيب حيث كده بقا، روحي على مكتبك هتلاقي بهاء سايب لك أوراق صفقه جديدة لينا مع شركة إماراتية عشان مشروع رأس الحكمه عايزك بقا كده زي الشاطرة تراجعيه وتجهزي بريزنتيشن على مستوى عالي نقدمها لهم، يالا يا ست الشريكه ورينا شطارتك.
ناظرته بأعين ناريه وقابلها هو بنظره مستخفيه، تبادل نظرات أعلن الحرب لنرى لمن ستكن السيطرة 
تحركت تجلس على مكتبها لتعلم حجم التحدي المميت، ماهر يضربها فوق دماغها، فالأوراق الموجودة أمامها كلها أرقام ومصطلحات لاتفقه منها شيء.
حاولت التوصل لحل والا تنهار وتهزم، رفعت هاتفها وقررت الإستعانة ببهاء ذاته لكن توقفت أناملها أمام تلك الرسالة المرسلة لها من رقم محاميها وما تحتويه بداخلها.
يتبع
هزت رأسها بجنون، لا تفقه حرف من المكتوب، المدون أمامها لاهو أصعب من درس اللوغاريتمات في رياضيات الثانوية العامة الذي لا تستسيغه ابداً.
فكرت لثواني وهي تقلب في الأوراق بينما تردد:
-مالي انا بكل ده، بيحط عليا ابن عزام! ماشي، ماشي يا ماهر.
تناولت هاتفها تفتحه لتتصل ببهاء لكن توقفت أناملها أمام رسالة مبعوثة من المحامي الذي ذهبت له يقول "مدام لونا لو سمحتي عايز أقابل حضرتك في موضوع مهم مش هينفع يتقال في التليفون"
جعدت ما بين حاجبيها وقررت الإتصال عليه لكن هاتفه كان خارج التغطيه.
لم تكد تضع الهاتف جانبها الا و وجدت باب المكتب يفتح بقوه ويدلف أخر شخص توقعت وجوده أو مجيئه إليها....عزام محمد الوراقي
وقف شامخ طوله ورأسه عاليه يطالعها بإبتسامة جانبيه ساخره ثم ردد:
-مش كنتي جبتي كرسي أصغر شويه يا بنت رحيل، المكتب ده واسع عليكي وانتي بتلوقي فيه.
جاوبت ترد بهدوء رغم نجاحه في زعزعة ثقتها:
-ماعلش مصير الصغير يكبر.
إستوت في جلستها تتكئ ولا ميريت أمون بزمانها:
-بس الكبير لما بيقع مش بتقوم له قومه.
غمزت له شامته تردد:
-مش كده يااا...خالو.
سحبت نفس عميق ثم كملت تشفيها:
-جيت ليه، على ما أذن مابقاش ليك حاجة هنا
ونظرت لأظافرها تسأله بمهانة:
-ايه محتاج فلوس؟! ال٢٠٠ جنيه الي كرمشتهالك من يومين خلصت؟! لا لأ لازم تمسك ايدك شويه عن كده، التبذير بتاع زمان خلص، وانا لو اديتك يوم مش هرضا أديك تاني، وانت عارف، السلف تلف.
أستمع لحديثها كله وحاول تمرئته مؤقتاً، زم شفتيه بضيق ثم قال:
-مالقتيش غير سامح أخو جيلان تحطي صابعنا تحت درسه!
كادت ان تتحدث لكنه هاجمها وأخرسها:
-وماتقوليليش جت معاكي صدفه، أنا مش ماهر الاهبل، ماهر ده طالع لجده، لكن انا لا، انتي مش عبيطة ومش بتيجي مع الهبل دوبل زي ما مفهمه الكل، انتي أختارتي حسام بالذات عشان عارفه بخلافاتي مع اخته.
لم تتغير ملامح وجهها كثيراً، احتفظت بثبات ملامحها ثم جاوبت:
-وانا هعمل كده ليه يا خالو بس.
نجحت في السيطرة، عصبت عزام الوراقي، انتفض من مكانه بغضب يردد:
-بت، شوية السهوكة الي بتاكلي بيهم عقل ماهر مش هيعدوا عليا، والورق الي معاكي ده تسلميهولي والواد الي اسمه حسام ده أنا هعرف ازاي اتصرف معاه هو والي بعتته.
ردت ببرود:
-روح اتصرف معاه، ماعنديش اي مشكله انا اخدت مصلحتي منه خلاص.
سيطر على غضبه بقوة ثم حاول التحدث بتروي :
-بلاش عند، ولعلمك ماحدش هينفعك غيري، حتى ماهر نفسه مش هينفعك.
حاول تغيير فكرها، تحدث بنبرة متوسطه لا حابب ولا كاره، يريد عقد مصلحة متبادلة الأطراف لذا قال:
-أنا قاطع على كله وعارف كل واحد جواه ايه، تيجي نلعب على المكشوف.
نبرته شجعتها، بدى جاد فردت بلا تردد:
-موافقة...بس ايه يثبت لي صدق كلامه وانك مش بوق وخلاص
هز رأسه معجباً وجلس يتحدث بجدية حقيقية:
-هقولك، يعني انا مثلاً عارف انك لا ليكي في شغل الشركة ولا عايزه تديريها، انتي نازله تمسكي فلوس وبس، تقعدي على الكيس زي ما بيقولوا، ماهر يدير أنا أدير مش قصتك، كل الحكاية انك عايزه تاخدي فلوس تكفيكي تجيبي بيت وتأمني مصاريفك ومصاريف ابوكي وماتبقيش عايشه على الأد، عايزه تتنغنغي وتعيشي هانم .
ابتسم بثقة فقد عراها تماماً، وأصاب الصميم، هي بالفعل كانت تلك نواياها، فحتى ماهر لم يفهم، يبدو ان للسن والخبره عامل كبير ومهم.
تيسرت مهمته ثم كمل:
-انا جبتك أول مثال عشان تعرفي انا فاهم الي حواليا ازاي، وهقولك تاني مثال، أنا.
اتسعت عيناها غير متوقعه تلك الجرأة وزادت صدمتها وهي تسمعه يتحدث بشفافية:
-أنا زهقت من اللعب هنا وشايفها عماله تضيق،وفاخر تعبان مش بيبطل قرص حتى في اخوه .
أعطته نظره تحتيه من عيناها، غير مستسيغه صدّقه وشفافيته المفاجئة:
-من أمتى ماعلش؟!
-مش مصدقه.
-طبعاً.
-جدعه، تعجبيني، بصي، أنا هعرف اعمل كل حاجة ، كل حاجة حرفياً إلا حاجة واحدة.
تجعدت ملامحها تعصر عقلها في ماهية تلك الحاجة المستعصيه عليه فرد بحزن شديد:
-نسرين.
زمت شفيتها بضيق، هاهي تعود لنفس القصه ونفس المتاهة، القدر يلاعبها ولا ينفك عن إرسال الرسائل لها؛ فحتى عزام الجاحد سيطرت عليه كل عوامل المصلحة والمادة وجعلوه يتخلى عن كل شيء حتى والده، إلا حبه لزوجته نسرين (حبه الأول) فماذا تتوقع من ماهر سلسل محمد الوراقي وعزام.
قطع سيل فكرها وهو يردد:
-عايزك تقنعيها توافق ترجع لي.
ما يطلبه كان أصعب من أن توافق عليه فقالت:
-ودي هعملها ازاي دي، دي مش بطيق سيرتك.
اغمض عيناه بألم ثم قال:
-ماعرفش، بس انتي قريبه منها وهي متعاطفه معاكي..وانتي هتتصرفي لما تعرفي اني هساعدك تاخدي فلوسك.
-ازاي؟
ضحك وهو يضرب عصفوران بحجر واحد:
-هبعتك لواحد معرفه ومسيطر وهو هيظبط لك كل حاجه بكلمة منه.
تنهدت بعدم راحه، رغم صدق كل حديثه إلآ أنها لا تستطيع إعطاءه الثقه فجاءه هكذا فسألت:
-وانا اصدقك ليه،ليه ماتكونش دي لعبه جديده منك عشان توقعني.
-لا انا ماحدش هيعرف يساعدني غيرك، مش هينفع اخلي چنا الي تدخل ولا ماهر لأنها مش هتقتنع، ولا هتقتنع بيكي على فكرة لكن هتتأثر، زي ما قولت لك هي متعاطفه معاكي وكمان هي متأثره بحكايتك مع ماهر.
عضت شفتيها مفكره فسألها:
-هااا، متفقين؟
-لأ.
قالتها بقوه وهي تبتسم تنهي الموضوع تماماً، لن تخطئ وتثق في عزام مهما كانت محتاجه له.
وختمت الجلسه تطرده وتقطع الأمل تقول:
-نورتني الشويه دول...يا خالو.
انتفض يقف بضيق شديد يستمع لطردها له ولم يستطع الأعتراض بل تحرك بخطى غاضبة يتجه تحوblan B
__________سوما العربي_________
أستيقظت محبطة حزينه ويائسة، رغم كل ما تملكه تشعر بأنها أتعس فتاه على كوكب الأرض.
قامت تحاول إستدعاء النشاط، دلفت للمرحاض بقوه خامله، اغتسلت ببطء وارتدت ملابسها بضيق.
وقفت أمام المرأة تحاول تخبئة ذبول وحزن ملامحها بطبقات من مستحضرات التجميل.
التقطت حقيبتها وتوجهت للمغادرة، تقابلت مع والدتها في ممر الغرف .
القت عليها تحية الصباح لتمرر الموقف وتمر، لكن على من؟ أوقفتها تقول بحزن وعدم رضا:
-رايحه على فين يابنتي بس؟
-زي كل يوم يا ماما، الشغل مش بيستنى.
-شغل ايه يابنتي، ده انتى لو جبل كان زمانك اتهديتي، ريحي يوم يا جميله، أدي لحزنك وقته، ليه المكابرة الي تقصف العمر دي!
-فين الحزن ده، انا مش حرينه.
-لا حزينه ومافهاش حاجه.
-ماما انا لازم امشي دلوقتي.
تحركت كي تغادر فأوقفها صوت والدتها التي رددت:
-أنا عارفه انك مش زعلانه على ماهر وأنك ماكنتيش بتحبيه أصلاً.
أسبلت جميله عيناها بحزن، هي بالفعل كذلك، يحزنها خذلانها كل مره، وإعادة معايشة شعور عدم الرغبه أو التقبل الذي عايشته على مراحل متكررة.
نزلت اخر درج سلم بيتها لتتلاقى مع رافضها البكر، تنهدت بتعب وضيق، هو اخر من تود مواجهته الأن في ظل ضعفها الحالي.
وجدته يتكئ على سيارتها والمظهر لا يحتاج للتحليل. هو ينتظرها.
تقدمت بجسد مستنزف طاقياً لتجد القدر يعاندها، رشيد يخرج من خلف ظهره باقة ورد حمراء خاطفة للأنفاس يقدمها لها ويردد بضعف شديد شديد:
-أرجوكي يا جميلة أديني فرصه، أنا مش قادر أعيش يومي،عشان خاطري تقبلي بيا.
حاولت الصمود وقالت بإقتضاب واضح:
-لا يارشيد، وياريت بلاش تقف الوقفه دي تاني، بلاش كل شويه نحرج بعض.
تقدم منها الخطوة المتبقية بينهما، الهواء يمر من مساحة تكاد تكون منعدمه، يحاصرها برضوح:
-أنا عرفت ان ماهر فسخ الخطوبة.
هل يعايرها! أم يستغل الموقف؟! حاول تصحيح الكلام وذوقه يقول:
-ربنا رأف بيا وسمع دعايا، انا مش عارف أعيش يومي يا جميلة، هتجنن عليكي، بلاش أقولك عشان خاطري أديني فرصة عشان أكيد ماليش عندك خاطر، بس أبوس إيدك حاولي.
شهقت بصدمه ورعب وهي تراه يذهب للا محدود، رفع كفها يقبله كأنه يتوسلها أن ترحمه.
يردد بلا وعي :
-أديني فرصه، أديني فرصه ولو صغيره، جربي والله ماهتندمي يا جميلة.
هزت رأسها بتعب وجنون، لما يفعل ما يفعل؟ ولما الأن بعز حزنها وضعفها وإنكسار أنوثتها، حضر ليعطيها دفعه أنثوية يخبرها انها أنثى مرغوبة، ومرغوبة من رجل رفضها مسبقاً، ربما هي فرصة لا تعوض.
نظرت له نظرة خبيثة، شريرة، قاتلة ثم قالت:
-بس على شرط 
رد بلهفة يسألها:
-موافق 
-مش تسمعه الأول!
-اي إن كان، موافق.
-شرطي ان علياء ماتعرفش بأي حاجة ولا حتى تحس.
وهل يعتبر ذلك شرطاً، هو أكتر من حريص على ألا تعرف.
هز رأسه مبتسماً وأخيراً سيرتااح،تنهد ثم قال:
-موافق....ممكن تقبلي مني الورد.
قبلت واخذته ليقول:
-وتقبلي عزومتي على الأكل.
-كده كتير.
-عشان خاطري.
-ماشي...ساعة واحده بس.
-وانا راضي بيها.
ابتسمت فقال:
-يالا بينا.
قالها وهو يشير على سيارته فردت:
-لا هروح بعربيتي.
أرتضت داخلياً وهي تراه يهز رأسه موافقاً وسيوافق على اي شيء تريده، بعدما رضت عليه.
تحركت لسيارتها ثم تحركت بها وهو خلفها.
________سوما العربي________
كان يجلس على مكتبه يبتسم بين الحين والأخر وهو يتخيل وضعها بين أرقام وحسابات هي لا تفقه فيهم شيء.
آلجزء الخبيث والشرير بداخله جعله يقدم على ما فعل، كان يريد أن ترى نفسها ضعيفه أمامه كما هو دوماً أمامها.
تنهد بحب، يعشقها الغبية وهي لا تريد أن تصدق، حتى لو كانت طريقة عشقه غبية وأنانية ومستبدة لكنه يعشقها وينتظر من ان تقبل به كما هو.
وبينما هو كذلك تفاجأ بالباب يفتح ويدلف عزام مردداً:
-ماعلش بقا كان المفروض أخد الأذن من السكرتيرة قبل ما ادخل مكتب المدير الجديد بس قولت أني اي أبوك بردو مش كده.
-كده طبعاً، المكتب نور.
ضحك عزام وردد:
-مش هتسألني تشرب أيه؟
نظر حوله بضيق قم ردد:
-مانا بقيت ضيف بقااااا.
-لأ طبعا المكان هيفضل مكانه مهما كان...هطلب لك قهوة مظبوطة.
رفع سماعة هاتفه لطلب القهوة لكنه لم يكد ان يفعل فقد توقف على حس والده الذي قال وهو يناطره بغضب:
-أشتريت المحامي بتاعي يا ماهر.
صدم ماهر و تعلقت يده بالسماعة في المنتصف، ابتلع رمقه من كشفه السريع ووضع السماعة فيما كمل عزام:
-هي حصلت؟!
-مين قالك كده، أكيد حد عايز يو...
قاطعه عزام يتقدم برأسه وصدره للأمام مردداً بغضب عظيم:
-المحامي نفسه هو الي قال.
سب ماهر من بين أنفاسه فهل باعه وسلمه هكذا بكل بساطة، لكن عزام فاجأه حين ضحك يقول:
-لا ماقالش بعضمة لسانه اتطمن، فلوسك الي حولتها لمكتبه حلال، أنت الي ناسي انك لو طالع عقر وناصح فالفضل ليا، أمال فكرك أنت العيال بتتكب بأسم أبهاتها ليه؟!!!
صمت ماهر، الصدمة كانت أكبر من ان يمتلك رد أو كلام، و وضعيته تلك رضت عزام لقدر كبير، فابتسم وهو يقول:
-عايز تعرف عرفت ازاي؟؟
أخيراً إستطاع الحديث وأنكر:
-كذب، مستحيل اعمل كده.
-حصل، ولولا الغلطة الصغيرة دي انا ماكنتش هاخد بالي.
صمت ماهر فانتفض عزام من مكانه يردد:
-المحامي بتاعي أو بمعنى أصح اللي بقا بتاعك، قاعد يلاعبني ويرميلي في كلام يخليني أبعد عن فكرة الطعن على الوصية وقال ايييه البت بتاعتك دي تورث في التلتين!!! طب ازاي؟ هي ليها ورث أصلاً!!! أمها ميته قبل جدك وجدك عشان عارف بكده كان عايز يكتب لها على حياة عينه زي ما قال، وعشان يورثها كتب وصية لأنه عارف أن مالهاش تورث فيه، فالمحامي بتاعك بقا لعب على طمعي انا وعمك وقال ايه هتورث معانا وكمان تنفذ الوصيه وتاخد من التلت المتبقي!وعمك الي عاملي فيها ناصح شربها عادي بس انا لأ ماعدتهاش.
عاد ماهر بكرسيه للخلف، يده ذهبت أوتوماتيكياً لرقبته،يشعر بالتورط.
أقبل عزام عليه يردد:
-كل ده عشان الست حلوه بتاعتك؟! بتبيع أبوك يا ماهر؟!
لم يجيب ماهر، وعزام لا ينتطر رد، جوابه معه بالأساس فماهر يرد له كارما أفعاله بوالده فعلام اللوم!! ربما فقط تفاجأ من سرعة دورة الأيام.
أرتمى على الأريكة بإنهاك وقال:
-وانا الي فكرتك هتيجي تقعد معايا تواسيني وتقولي ماتزعلش نفسك يا بابا، انا مش عايز الوصيه دي يا أبويا، ماعاش ولا كان الي يكسرك.
سحب ماهر نفس عميق، طالمه ان والده مازال مصمم على السير في نفس الطريق فليكن:
-ممكن مش متعود بنقعد مع بعض كتير فماعلش، وبعدين يا بابا أنا مش خايف ومش قلقان عليك، انت عزام الوراقي بردو وانا أدرى الناس بيك، أكيد حبيبك الي انا عارفهم وسايبهم هنا بمزاجي في الشركة جريوا بلغوك بالورق الي بقت لونا مسكاه عليك، ومن قبل لونا ما انا عارف وشاهد، انت وعمي عندكم برا فلوس النار ماتحرقهاش، وانا لا اعترضت ولا قولت حاجة.
أسبل عزام جفناه بتعب، سوء معاشرته لوالده تلاحقه وهو أذكى من أن يتجاهل العلامات لذا نكس رأسه أرضا وردد:
-هقولها قبل ما انت تقولها لي، هطلع معاش واقعد أريح في البيت .
أيد ماهر الفكرة وكمل:
-كفاية جري، حقك تتمتع بفلوسك.
زم عزام شفتيه قم قال:
-بس بشرط.
-اتفضل.
-تقنع أمك ترجع لي.
تنهد ماهر وجن جنونه من طلبه المستحيل وقال:
-انت تكسب القضية أسهل لك.
-ماااااهر.
-ماهر؟! ماهر ايه؟! هو انا ساحر وبعدين انت مش اتجوزت عليها.
-جيلان؟! لا ما انا زهقت منها ورميتها، انا كنت متجوزها مصلحة أصلا وده الي غلبت أفهمه لامك...أول ما أمها سؤت معاشها في الضرايب طرقتها
-رميت مين وطرقت مين، تلاقيها سابتك من بعد الوصيه لما عرفت انك طلعت من المولد بلا حمص.
-امال لو ماكنتش عارف بفلوسي الي برا، انا قعدت اولول لها اني فلست ومش هلاقي أكل عشان تطلب هي الطلاق فارفض فتخلعني وتتنازل عن كل مستحقاتها.
لم يستطع ماهر وانخرط في الضحك يضع يده على وجهه بقلة حيلة من والده وتصرفاته...أدمعت عيناه من كثرة الضحك وهو يردد(يانهار أبيض)
عاد ينظر لوالده الثابت ينتظر رد يفرحه لكنه خيب أمله حين قال:
-بابا لو سمحت، سيب امي في حالها، اقولك روح اتجوز غيرها انا راضي وهي راضيه وكلنا.
صرخ عزام بقلة حيله:
-مش عايز، يا أخي انا عايزها هي، الله مراتي وانا حر فيها.
-يا بابا انا مش بقدر اجيب في سيرتك قدامها تقولي أقنعها ترجع لك ده مستحيل...أنسى الموضوع ده خالص لو سمحت.
وقف عزام بغضب وردد بحسم:
-أنا مش هفضل اتحايل على كل واحد فيكم شويه، الست دي مراتي وبتاعتي ولو عايز من بكرة اعمل لها ورق مرضي واسافرها بداعي العلاج ونعيش أنا وهي بعيد عنك وعن اختك ومايبقاش قدامها غيري بس انا مش عايز اعمل كده عشان ماطينش الأمور بينا أكتر ماهي مطينه، عايز يبقى بالرضا والمسايسه، معاك لآخر الشهر يا تقنعها أنت وأختك يا انا هتصرف ونفضل هنا نرازي في بعض بقا، ماتنساش شرط الوصيه لسه ماتحققش.
القى جملة ألأخيرة على شكل تهديد محفز ثم غادر.
تنهد ماهر بتعب، مواجهه ماكان يتمنها الأن، لكن هذا ماحدث، ثم ضحك ساخراً فوالده الذي لطالما سخر من والده وحبه لهنية وطريقة تعلقه بها ماهو الا نسخه منه متعلق بأمه ولكن تعلق والده مختلف، يحبها بطريقته ومنتظر أن ترضى وتتقبل مهما فعل.
وبينما هو غارق في تفكيره دلفت سكرتيرته تردد بإستغراب:
-مستر ماهر، يا مستر، الإجتماع!
استفاق على حاله، لقد تأخر بالفعل، قام من مكانه وهو يبتسم، سيذهب ليرى لونا الغارقه في ورطتها التي صممها لها وكم هو سعيد برؤيتها هكذا.
خرج بخطى واسعه يتقدم باتجاه مكتبها، رفع أحدى حاجبيه وهو كلما تقدم اتضحت له الرؤيه أكثر، الهانم مكتبها مفتوح على مصراعيه، موظف داخل وموظفه خارجه .
تقدم ليدخل وهو يرى بهاء مساعده هو، يقف على يمينها، وعن يسارها تقف موظفه أخرى، علاوة على واحده زيادة ضربت كتفه للتو واعتذرت ثم تقدمت تنضم لهم.
جميعهم منكفئين على شاشة الكمبيوتر والأوراق على مايبدو أنهم يعلمونها شيئاً أو لربما أشياء.
هتف بحده:
-في ايه؟!!!!
علامة تعجب كبيره كانت ساطعه على ملامحه خصوصاً وهو يقترب من ذراعه اليمين يسأله:
-أنا اتصلت بيك في مكتبك ماحدش رد، ما طبعاً مشغول البيه.
نظر للفتيات يسألهم:
-وانتو بتعملوا ايه؟؟
لم يترك لهم الفرصه للجواب لانه تحول بنظره للونا:
-أخدتي موظفيني يساعدوكي، حتى دراعي اليمين عرفتي تكسبيه!!!!
أبتسمت ترفع له حاجبيها تلاعبه، رفع حاجب واحد وهو يهز رأسه:
-هممم، عظيم عظيم، طيب...على الله تكوني جهزتي.
-جهزت.
-اتفضلي.
_________سوما العربي___________
جلس وهو لا يصدق نفسه ولا عيناه، واخيراً جميلة معه وأعطته الفرصة 
بوجه يشع حرارة قال:
-مش مصدق نفسي ، انا أسعد واحد دلوقتي عشان وافقتي تديني فرصة.
ابتسمت بتوتر، مازالت غير مستتسيغه الوضع فهمس:
-ردي عليا بأي حاجة.
-مش عارفه أقولك ايه؟
-بلاش تقولي انتي، اقول انا، جميله أنتي طيرتي عقلي من ساعة ما شوفتك، لسه الطقم البينك الي كنتي لابساه و وشك متغرق عرق  في بالي مش بيروح لدرجة اني...
كاد أن يخبرها عن حلمه لكن فضل الا يخيفها وهي للتو قد أعطته الموافقة، عمد لإكمال حديثه:
-انا بضرب نفسي ١٠٠جزمه على كل يوم ضيعته بعيد عنك، انا من ساعة ما رجعت وانتي مسيطرة على تفكيري...اجمل بنت شافتها عيني..وقويه، شخصيه، بتمشي شغل يغلب فيه رجاله، وجميله، ورقيقه.
ظل يكملها، طيرها على البساط من رقة كلامه و وصفه لها، الى ان ورده اتصال، فتح المكالمه.
الاتصال كان من أبنه، أول ما قال له(ايوه يا حبيبي) عادت معه لأرض الواقع.
وقفت فجائته وانتفض يسألها:
-في ايه؟!
ردت بتوتر:
-هروح الحمام.
زم شفتيه وقال:
-بس ما تتأخريش عليا.
-تمام.
تحركت تحت أنظاره وهو يتابعها بعشق شديد يبتسم بحالمية.
دلفت المرحاض وغسلت وجهها تقذفه بالماء، نظرت في المرآة تواجه نفسها،توبخها:
-بتعملي ايه؟! بتعملي ايه قوليلي، بتعكي؟ هو ده اللي هيرجع لك ثقتك؟! هتهدي بيت؟! وجاي بعد ايه؟! بتحبيه أصلا؟؟ ولا اي واحد وخلاص؟؟ يا سافله.
شتمت نفسها كأنها قابلت علياء وقالت ماكانت ستقوله هي.
اعتدلت في وقفتها تجفف وجهها، تغيرت ملامحها واستحالت لأخرى ثم تحركت مغادرة بخطى واثقة سريعة.
تتقدم لتخرج من المطعم لكنها ارتمت بحائط سد، رفعت عيناها لتراه، إنه بشري غاضب، اسود عريض المنكبين، لكن وسامته لا تمرر له صراخه الغاضب:
-مش تفتحي يا آنسه.
-فتح أنت الاول
-يعني غلطانه وبتتكلمي.
-ايه هتخرسني مثلاً
تقدم فرد الأمن يتدخل بينهما وعلى مايبدو أنه يعرفه؛
-خلاص يا أستاذة، خلاص يا كابتن شهاب حصل خير.
تركته جميلة بغضب جم، لكنها كانت تريد الفرار قبلما يلحقها رشيد فتحركت وبقى "شهاب" وحده يسأل بجنون:
-مش عارف انا ايه الأهل الي بقت تسقط تربي دي.
_________سوما العربي________
في طريق العودة كانت تجلس لجواره تمنع دموعها، الأجتماع كان كارثي، ظنت انها قد حفظت بعد مساعدة الموظفين وكسب ودهم، ظلت طوال طريق الذهاب تراجع وما ان بدأوا حتى أشتغلت التأتأة، كانت في قمة الأحراج وذلك الوغد جلس على رأس الإجتماع يتابعها ولم يلحقها بل كان يتابع مشاهدته وإستمتاعه بضعفها.
نظرت عليه بضيق تراه يقود وهو مبتسم، بالطبع متشفي فيها، لكنها كتمت دموعها لن تبكي أمامه وما فلحت…بل بكت.
التف لها يسأل بخوف:
-ايه يا حبيبي مالك؟
ظهرت دموع عيناها وقالت:
-ماعرفتش اعمل حاجه وكنت واقفه مش عارفه اقول كلمتين.
-مسح دموعها وردد:
-عشان أول مره بس، لكن كبدايه معقوله، بس هل ده الي مزعلك بس؟!
نظرت له بجانب عينها فأزاح خصلات شعرها من على ملامحها وهتف:
-ولا عشان حسيتي نفسك ضعيفه قدامي.
اغرورقت عيناها بالدموع فمسحهم مجدداً وقال بحنان:
-ماتعيطيش، مش عيب يا لونا تبقي ضعيفه قدامي ما انا كمان ضعيف قدامك.
تغيرت نظرتها، بقت تنظر له كأنها تراه من جديد، مستغرباه، أقتطف قبله من شفتيها بغتتة يقول:
-وحشاني ومانعه نفسك عني، بس انا مش عايز أغصبك، بعد كده كل حاجة بالرضا يا لونا.
لم تجيب عليه، صمتت، جاءتها رساله ان هاتف محاميها بات متاحاً فأجلت الاتصال لحين تصبح وحدها.
وردتها أخرى فابتمست، لقد تم نقل والدها لمشفى آخر كما طلبت.
سألته مستغربه:
-رايح فين؟ ده مش طريق البيت؟!!
-رايحين النادي وكمال وجنا جايين، عايزين نتكلم بعيد عن البيت.
_________سوما العربي________
وصلت جميلة للنادي، لم تحبذ الذهاب للبيت،كان الليل قد حل، ذهبت باتجاه إسطبل الخيول، روحها مخنوقه وبتلك الأوقات تفضل إمتطاء الخيل.
وقفت على اعتاب الأسطبل تتقدم من خيلها المفضل لتسمع الحارث يمنعها:
-بلاش يا انسه جميلة.
-نعم؟! بلاش ليه؟
-الدنيا ليل والكابتن الجديد قال بلاش نطلع الخيل بالليل.
-بس انا عايزه دلوقتي.
-بلاش، هيجازيني.
-قوله أني أصريت.
صممت بالفعل وأمطتت الحصان وخرجت به.
خرج الحارس يولول:
-ياليلة مش فايته.
ثم عمد للأتصال على الكاتبت حتى جاوب:
-يا كابتن شهاب، تعالى بقا انت اتفاهم مع الأعضاء انا مش حمل مناهدة.
___________سوما العربي_______
حضر كل من كمال وجنا فسألت جنا:
-خير يا ماهر قلقتني.
-أقعدي، أقعد يا كمال.
جلس كمال وكذلك جنا بجوار لونا ليقول ماهر بأمر غير قابل للجدال:
-كمال، أنت وجنا هتتجوزوا كمان أسبوعين .
نعم!!!!!!!
تركتهم مع سلسلة الأعتراضات وتعللت بذهابها للمرحاض، ظلت تتلفت حولها للتأكد أن ماهر لا يتابعها بعنياه كما يفعّل دوماً، بلحظتها إصدمت بكتف أحدهم فصرخت بألم من شدة قوة ضربته:
-ااااااه، سوري، سوري.
قالتها سريعاً لشهاب وتحركت لإتمام مهمتها فيما أشاح شهاب بيده وردد بضيق:
-ده أنا بقيت ملطشه بقااااا.
ثم تحرك بغضب تضاعف مما جرى باتجاه إسطبل الخيول ليرى ماذا يحدث هناك:
فيما توقفت لونا وقد اتصلت بالمحامي الذي رد بسرعه:
-فينك يا مدام لونا من بدري.
-اتصلت على حضرتك كتير والله كان خارج التغطية.
-أه اه كنت فعلاً في مكان مافيهوش شبكه
-خير يا متر؟
-ولو اني كنت عايز نتكلم وش لوش أفضل عشان ده كلام مابتقالش في التليفونات خالص، افضل تيجي المكتب نتكلم احسن.
-مش هينفع، ماهر مش بيسيبني عشان كده بحاول اكلمك.
-طيب يا مدام لونا؟ حضرتك متأكده ان ماهر بيه متجوزك؟
-نعم؟! ايه الي بتقولوا ده؟! 
صرخت برعب ليردد:
-أهدي يا مدام، بس، حضرتك ماقدمتيش قسيمة جواز.
-عشان لسه ماطلعتش
-ليه ده عدى كذا شهر.
-ماعرفش، يمكن مع ماهر وهو الي أستلمهم.
-أنا روحت السجل المدني عشان اطلع واحده في الخباثه كده من حد حبيبي هناك وبياخد الي فيه النصيب، بس مالقاش قسيمه جواز بأسمك وأسمه، ده يا مؤمنة مافيش حتى عقد عرفي ويتوثق، انتي متأكده أنه اتجوزك؟ وان الي كان موجود ده كان مأذون حقيقي؟؟
تدلت يدها برعب، سقط الهاتف من على أذنها، جف حلقها،برد جسدها وانسحبت منه الدماء، لسانها يردد كلمه واحده:
-شرفي؟!!!!!!!
يتبع
برود جسدها كان واضح، أطرافها ترتعش، هل ضاعت وضاع أخر ما يتبقى للفتاة؟
تقدمت بخطى ثقيلة وجسد مات من البرودة، أنفاسها ترتعش، تراه وهو يجلس امام شقيقته وكمال يحاول السيطرة على إنفعالات جنا وإقناعها، حريص على مصلحتها.
تقدمت وهو يلاحظها فيبتسم، لم تحرك ساكناً ولم تتغير ملامحها بقت تائهة تشعر بالضياع وعقلها ليس معها، الأمر يشبه بمن ضرب بغتتة على مؤخرة دماغه بعصا غليظة أو شاكوش.
فقط تنظر له بصمت، عيناها لا تتزحزح عنه، أيعقل أنه بكل هذه الحقارة، بالأساس لما قد يفعل ما فعل، هل يكرهها! وإن كان، لا يوجد مستوى من الكره قد يصل لهذا الحد من الأذى والخداع.
أحشائها تتلوى عليها وقلبها يؤلمها، رفعت عيناها منتبه على صوته وقد علا بينما يحاور شقيقته التي وقفت محتجه.
هي غير مبالية بما يقال ولا بقراراته المفاجئة بشأن زواج كمال وجنا فليتزوجا أو لا، هي عيناها متعلقه بملامح ماهر تسير عليها قلبها يؤلمها وعقلها يصرخ لماااااا.
تهز رأسها بطريقة واضحه، الأمر أشبه بالذبح، مهما كانت سيئة ومهما رأها الجميع سيئة لا تستحق مثل ذلك العقاب، كانت تنتظر الحب، وقد أوشكت على تصديقه.
تتسأل كيف خدعها، كيف إستطاع، وما يؤلم بشدة هو ما اكتشفته للتو، ألم عظيم في قلبها، تريد أن تبكي، هل صدقت بحب ماهر والأنحر هو أنها على مايبدو أحبته؟!
إكتشاف الحب في وجع الخديعه، وهل هذا وقته؟!!!!
انه لأمر غريب وقصه عجيبة، روحها الأن تصرخ، وقلبها ينظف والدنيا تدور بها تدرك ما كانت لا تفهمه.
عيناها عليه،تكتشف، أحبته، وأحبت تعلقه العجيب وتمسكه المفتري، وباتت تدلل ليزيد في إثباته وتشبثه، في لحظات الضياع فقط تتمثل الحياه الوردية، هنا فقط بدأت تتخيل لو لم يفعل ما فعل ولو كان زواجهم صحيحاً لزادت في دلالها وباتت متكئة عليه، لتحايلت على الظروف وجعلته يحقق رغباتها، لربما اختلفت قصتهم و أختلفت النهاية.
وانقسم عقلها لنصفين نصف يتخيل حياه ورديه ونصف يصرخ يسألها ولما لم تفعلي من البداية.
عادت لتتذكر بدايتها معه، كم وكيف حاولت كسب وده وهو كان صريح العداء، وجاءت الخاتمة، فحتى فعلته الوحيدة التي كانت تذكر نفسها بها دوماً(كونه صمم على زواجهما ولم يلعب بها) إتضح أنها خدعه.
وسؤال عظيم يطرح نفسه، ماذا ستفعل؟ وهل ستواجهه؟ وإن واجهته وأنكر؟! وماذا عن وضعها الأن .
هزت رأسها برفض، تاريخه معاها حافل ومشرف، ما عادت تثق به، ماذا ستأخذ من المواجهة وهي باتت على علم به وبتصرفاته، ربما لو علم لزاد من تبجحه وفرض المزيد والمزيد من القيود فقد فعلها مسبقاً، بالتأكيد لن يتوان عن فعلها من جديد خصوصاً بعد علمه بكشفها له.
قرار نهائي.......لن تواجهه، عليها أن تتصرف وتصرف حالها.
انتفضت على ملمس يده على شعرها وخدها وهو اتسعت عيناه من رد فعلها، فقد لاحظ تعلق نطراتها به لا ترمش عنه، في البداية ابتسم بحب كونها تتأمله بشغف هكذا لكن مالبس ان تحولت ملامحه للقلق الشديد وهو يلاحظ شحوب وجهها وتبس ملامحها تبدو بحالة غير جيده، فاقترب يتحسسها مطمئناً عليها وهو يسأل:
-مالك يا روحي!
لكنها فاجأته برد فعل غريب وغير متوقع، وتحولت أنظار ثلاثتهم عليها وجميعهم مستغربين رد فعلها لمجرد لسمة ماهر لها فهم إعتادوا إقترابه الحميمي منها دوما وأمام الجميع وهي كانت دوماً متقبله.
نظروا لبعض ثم لماهر الذي بادلهم النظر يرى انهم يلاحظون ما لاحظه فاقترب منها خطوة وسأل:
-حبيبي، أنتي كويسه؟!
لم تحتج مجدداً على كلمه حبيبي وماعادت تصرخ، إنكتم حسها، وأعتاد قلبها الألم.
هزت رأسها بخفقات قلب عاليه من الخوف وعقل مشتت يشعر بالضياع، وقفت تقول بصوت مختنق يود البكاء:
-محتاجه أروح الحمام.
-أستني هوديكي بلاش تمشي لوحدك شكلك تعبانه.
هزت رأسها فصمم :
-لا أستني.
تدخلت چنا:
-هتروح معاها حمام البنات  ازاي يا ماهر، أستنى هروح أنا.
صرخت بلا وعي وضيق:
-هروح لوحدي.
إتسعت عيناهم خصوصاً جنا، فشعرت لونا بضيق بسبب صراخها عليها وهي التي أرادت مساعدتها لتحاول الأعتدار منها؛
-أنا أسفه، أنا بس عايزه أبقى لوحدي، مش هتأخر.
قالتها وتحركت تغادر على الفور، تسير وهي تحبس دموعها بصعوبه.
________سوما العربي_______
اندفع بغضب ناحية الأسطبل ليرى العامل يقف بحيرة شديدة فسأله:
-ايه الي حصل يا عم منصور.
-والله يا كابتن شهاب حاولت امنعها لكن هي صممت ودي بنت راجل تقيل في النادي والبلد كلها.
زاد غضبه وهتف:
-تقيل على نفسه هو مافيش رحمه بالحيوانات، هي فين الهانم 
-خرجت بالخيل للمضمار، هتعرفها لوحدك ماهو مافيش غيرها هناك.
تقدم وكله غضب ليرى تلك الفتاة عديمة الرحمه والبصيرة،اقترب من المضمار وهو يراها ترمح بالخيل هنا وهناك يناديها:
-يا أنسه، أنتي يا أنسه.
لكنها لم تجيب، لم تكن تسمعه فتوسع بخطاه وقد زاد غضبه خصوصاً  وهو يراها تزيد من سرعتها، تمكّن اخيرا من لحاقها فصرخ:
-وقّفي حالاً.
التفت تنظر له فظهرت ليردد:
-هو انتي!!! طب تعاليلي هنا بقا.
تعرفت عليه على الفور، انه نفس الشاب الذي صدمته في الصباح،لا تعلم لما خافت منه، لكنها رفضت التوقف ليس عنداً و إنما رهبة منه.
سب بين أنيابه بغضب ثم أقترب:
-قولت لك اقفي، حالاااا
هتف أخراً بحسم مخيف، هزها، كان له هيبة جعلتها تنصاع له رغم عندها.
لكنها لم تترجل بعد من على الحصان فاقترب منها صارخاً:
-انزلي
-مش نازله.
-قولت لك انزلي.
مد يداه ونزّلها رغماً عنها، إقترابه منها أثر فيها لكنه أخرجها من لحظتها على صوته الغاضب:
-انتي ايه؟ مافيش اي إحساس بالمسؤولية، طب مافيش سنس؟ ازاي تطلعي بالحصان بالليل.
اتسعت عيناها من فجاجته معها وصراخه الغير مبرر فصرخت فيه هي الاخرى:
-انت ازاي تعلي صوتك عليا كده، انت اتجننت.
جن جنونه فظهرت شخصية الشعبي من داخله 
-بت لمي نفسك 
أشارت على نفسها؛
-بت؟؟ انا بت؟!
-وبت مستهتره كمان، ومش عندها إحساس خارجه بحصان زي ده بالليل رغم ان الحارس قالك ممنوع لكن انتي شكلك متدلعه على حس أهلك، بس هما أهلك دول ماعرفوش يربوكي يقولوا لك لما نخبط إنسان نعتذر بأدب والحصان الي هو روح مش بنطلعه بالليل في ساحه نورها عطلان بقاله فترة خصوصاً لو كآن الحصان ده بالذات مش متعود على الطلوع بالليل و واخد على ضوء النهار بس.
اهتزت من حديثه الصائب وردت:
-انا ماكنتش اعرف.
-عشان مش عايزه تسمعي غير لنفسك وبس، مالراجل كان بيفهمك لكن أنتي اخدتي الحصان وطلعتي.
نظر على الحصان وشعر انه منهكس وليس بخير فقال:
-اتفضلي، الحصان تعب من تحت تصرفات حضرتك، واضح ان مافيش ذوق مع البني أدمين ولا رحمه بحيوانات مش بتعرف تتكلم وتعترض، الحصان ده لو بينطق كان سب لك.
لم تتحمل كل تلك التتابعات من الأحداث وختمها بحديث ذلك المهيب، أدمعت عيناها وهي التي كانت قويه دوماً وفرت من المضمار مغادرة بخطى تسابق الريح.
شعر بتأنيب الضمير حيالها وحدث نفسه:
-هي هتعيط بقا وهبقى أنا الغلطان؟
نظر على الخيل بتعاطف شديد يمرر كفه عليه متأثر بحالته الصحيه:
-عيله متدلعه.
حرك الخيل رأسه فنظر له وسأل؛
-أنا زودتها؟!
تحرك الخيل يعطيه ظهره فحرك كتفيه كطفل أرعن:
-ماهي عيلة مستفزة الصراحة.
صهل الخيل وأعطاه ظهره فقال برعونه:
-مازودتهاش ومش بعتذر لحد أنا، خليها تخبط دماغها في الحيط.
شد الحصان وعاد به للأسطبل ليجد جاكيت من الجينز موجود على احد الكراسي وسأل الحارس:
-بتاع مين ده ياعم منصور 
-مش عارف بس ماحدش جه من بعد العصر إلا الأنسه جميلة.
جميله…إسمها جميلة، إخشوشنت ملامحه من جديدة وتقدم غير مبالي بجميلة البلا تربية.
_________سوما العربي_______
اندفعت تركض للمرحاض تفتحه وتدلف وهي لاترى أمامها تقف عند أول حوض تفتحه لغسل وجهها المغرق من البكاء في نفس اللحظة التي رفعت فيها جميلة وجهها بعدما صدمته بالمياه.
لتصدم كل منهما بوجود الأخرى، في مفارقة عجيبه من القدر .
وقفت كل منهما لثواني تنظر للأخرى، كل منهما محطم وكل منهما باكي متجاورتان عند حوض واحد تغسلان وجههما بالماء من دموع الهزيمة والإنكسار.
نطرات متبادلة من الغيرة كل واحده ترغب بأن تصبح مكان الأخرى.
لونا تريد أن تصبح جميلة المتعلمة المثقفة الذكية ذات الشخصية القوية والملامح الجميلة تربت على الإتيكيت والمعاملة الراقيه والكل يحسب لها ألف حساب، تدير شركه فيها ألاف الرجال والسيدات بقبضة من حديد.
وجميلة تتمنى لو كانت مثل لونا، فتاة جميلة متدلعه، تتعامل بفطرة وانوثه ممتلئة، مميزاتها قليلة ولا تملك سوى جمالها وفطرتها لكنها مرغوبه من الكثيرين، ومن يرغب لونا يرغبها لنفسها، لكونها لونا رغم كل ما تفعله ورغم أن ما ستقدمه في المقابل هو صفر لأنها لا حسب ولا مال ولا جاه حتى جمالها من الممكن أن يتكرر، ترى لونا فتاة محظوظة خصها الله بهالة تجذب لها الرجال دون إنتظار مقابل، على عكسها ورغم حسنها الذي تعرف قدره العالي لكنها دوماً كانت تعاني من كونها"باكدج" عرض مغري جداً.
من سيأتيها بالتأكيد سيأتيها لأنها مثالية، فمن سيرفض فتاة ذات درجة عالية من الجمال بشهادة جامعيه عالية وابنه عائلة ذائع سيطها و والدتها سيدة منزل درجة أولى وبالتأكيد أبنتها مثلها.
تتمنى لو كانت مثل لونا، لا تملك سوى جمال ناعم مدلل بفطرة لم تجد إستخدامها مئة بالمئة وهالة من القبول تجعلك تتغاضى عن كوارثها .
كانت ترغب في أن تكون فتاة تصنع كارثه كل دقيقة ولا تجيد التصرف وكل من حولها يبادرون بمساعدتها لانها معروفه كونها لا تحسن التصرف، لكنها كانت وللأسف ذكيه سريعة البديهة عندها حسن تصرف لدرجة ان والدها نفسه لا يقبل على مساعدتها أو القلق عليها.
نظرات ناعمة، صامته، متبادلة من أربعة عيون بنية متقابلة:
-أنتي كويسه؟!
صوتان صدرا بنفس اللحظة على مضض لكن الإنسانية تحكم، صمت مر وكل منهما لم تجاوب على الأخرى بل صدمت من المبادرة والسؤال، مرت لحظتين من الصمت ثم:
-محتاجة مساعدة؟!
عات كل منهما تتحدث في النفس اللحظة، لكن أي من هما لم تجيب على الأخرى وخرجت جميلة فيما بقت لونا واقفه تحاول إستيعاب كارثتها الأكبر من كل شيء بينما تجفف وجهها وتستند على حافة حوض الاغتسال، رن هاتفها المحمول برقم غريب، حالتها لم تكن تسمح ولا مزاجها وما كانت ستجيب لكن تميز رقم الهاتف المكون من أربع أرقام لعب بعيناها وفضولها والتشويق لذا فتحت المكالمة ترد بصوت مبحبوح:
-ألو.
تنهيدة ساخنة حارة كانت بالمقابل ورد بصوت يظهر عليه التحرش:
-أووف، صوتك يخبل.
اتسعت عيناها من الوقاحة وصرخت:
-ايه ده انت مين يا حيوان.
-تؤ تؤ، انا بحب القطط المخربشة بس من غير شتيمة يا لولو .
-قطط ايه ولولو مين، انت مين ياراجل انا وعايز ايه؟!
-هممممم ، انا فارق دويدار يا قطة، وحشتيني، وكنت ناوي أكلمك من زمان بس قولت أستنى، أصل انا كده دايماً أسيب المزاد يعلى واتدخل أنا في الوقت المناسب.
-أنا مش فاهمه حاجة وأسفه مضطرة أقفل معاك لأن…
قاطعها يردد:
-يا ترى باباكي مرتاح في المستشفى الجديدة؟!
علت أنفاسها وسألت:
-أنت عرفت منين؟!
تلاعب صوته وسأل:
-ولسه عايزه تبيعي شركة الأخشاب؟
ضحك بصوت عالي وهو يستمع صوت تلاحق أنفاسها الخائفة :
-أممممم…عايزة تعرفي عرفت ازاي؟! قابليني بكره في العنوان الي هبعتهولك دلوقتي، ماتتأخريش عليا با لولو عشان مابحبش الأنتظار، هبعت لك لوكيشن على الواتساب، بااااااي.
تخدلت يداها بالهاتف وهي تهز رأسها:
-كتير عليا، كتير والله.
لتنتبه على صوت جنا:
-لونا، مالك يا بنتي، اتأخرتي قوي، ماهر برا مستني مش عارف يدخل وقلقاان عليكي جداً.
حقاً؟!!! هل قلق عليها!!!! أشياء كثيرة متناقضة وأفعال تصيب الجنون، مصيبتها الكبرى هو انها كانت ترى بعيناه اللهفة والحب واضحان لدرجة الإقناع، لدرجة انها صدقته وسلمت.
-بقيت كويسه، بس عايزه اروح.
نطقت بتعب وخرجت مع جنا لتجده بالفعل ينتظرها بالخارج وأول ما خرجت اقترب منها على الفور وكوب وجهها بين كفّيه يسألها بأهتمام وحنان بالغ:
-مالك بس، كنتي كويسه ايه الي حصل يا روحي!
-عايزه أروح.
قالتها بإختناق كلما مثل زيادة، عقلها سيصاب حتماً بالجنون من أفعاله وتناقضات الواقع.
-نروح يا روحي يالا.
كلماته ستجننها بلا شك، من تصدق، هو أم الواقع؟!
قادها لحيث سيارته وجعلها تجلس برعايه لجوار مقعد السائق، تقدمت جنا لتجلس فقال كمال:
-رايحه فين؟!
-اللهم طولك يا روح، هركب عشان اروح.
-روحي بس معايا.
تدخل ماهر:
-كلنا مروحين يا كمال، سيبها.
-تروح معايا.
-كلها أسبوعين يا عم كمال وابقى اعملنا الحبتين دول مش وقته مراتي تعبانه.
-ماشي يا ماهر بس خليها تيجي معايا، محتاجين نتكلم.
نظرة من ماهر على لونا وأخرى على چنا ثم قال: 
-ماشي، بس قدامي بعربيتك يا حبيبي.
قالها بابتسامة واسعه سمجه اغتاظ على أثرها كمال ثم تحرك ليتحرك ماهر ايضاً.
_______سوما العربي_______
جلس في سيارته يقود وهي كالكرسي الذي تجلس عليه لا تنطق، زفر بضيق ثم قال:
-لازم نمسع كلام ماهر، أنا خايف لو ماحققناش شروط الوصيه ممكن بابا ولا عمي يدقوا معانا دقة نقص.
لم تجيب او تعطيه رد فقال:
-طب ردي عليا طيب قولي اي حاجة، قولي حتى لأ بابا مايعملش كده، هو أنا بكلم نفسي.
هتف الأخيره بحده جعلتها تلتف له بحده مماثلة وقالت:
-كلم نفسك أحسن ماتكلم عيله ماتملاش عين حد يا دكتور كمال.
حانت منه إبتسامة إنتصار كون ان حديثه شغلها ثم قال:
-جنا، خلينا عاقلين، وجواز العقل مافيش احسن منه، أنا عارف ان تفسك تفتحي براند ملابس وشنط بإسمك و الفلوس دي هتساعدك وانتي معديه السن القانوني يعني هتستلميها فوراً، اعتبريه اتفاق، صفقه أو تبادل منفعه، وانا عن نفسي أقدر أقطع لك على نفسي عهد اني لا هقرب منك ولا هلمسك ولا أعاملك معاملة المتجوزين.
كان اتفاق رائع،رائع جداً، بينها وبين تحقيق حلمها الذي رفضه والدها وماهر عقد زواج، نظرت له بجانب عينها وسألت:
-وعد؟!
هز رأسه مؤكدا يبصم بالعشرة:
-وعد طبعاً وكلمة رجالة.
-صدقتك، موافقة.
كتم ضحكته، يقسم انها طفلة، إقناعها كان أسهل مما تخيل.
__________سوما العربي_______
تقدم بغضب شديد يجلس على أحد البارات يطلب الخمر ليلتف له طارق المصدوم:
-رشيد 
-طارق؟!
-يخرب عقلك بتعمل ايه هنا؟! ولا انا عشان جيبت مرّه رجلك خدت على هنا؟!
-زهقان ومش طايق نفسي وكنت عايز أشرب كاسين وماعرفش أماكن غير هنا.
-أييه ، الكلام على ايه؟!! جميلة؟؟
-عرفت منين؟!
-طارق يعرف كل شئ.
-طاارق.
-براحه يا عم، شوفتكم الصبح انت وبوكيه الورد اللي كان معاك، شكلك كان مسخره، مش خايف علياء تشوفك!
تنهد بحزن:
-أعمل ايه؟! بحبها.
-طب وعلياء مراتك؟!
-بحبها بردو.
-ياولااا.
-مش مصدقني انا عارف، بس بحبها ومش هقدر أستغنى عنها، بس بموت في جميلة وعايزها عايز اتجوزها، أنا حالتي صعبه قوي يا طارق….ماتكلم لي عمك مش انا ابن عمتك بردو.
-اكلمه عشان يهزقني، أقوله جوز بنتك لرشيد الاكبر منها بأد كده ومتجوز ومخلف، وبعدين بلا حب بلا بطيخ ماتجيب ليش السيرة دي.
 رفع رشيد إحدى حاجبيه وسأل:
-ده الكلام على وجع بقا، قولي قوول مين علمت على أبن أبو العينين الوحيد.
-بنت الجزمة، هي فاكره نفسها مين عشان تفضل عليا الزفت الي اسمه ماهر ده، وشكلها مبسوطة ونسيتني أصلا بس انا ماسكتش.
-عملت ايه؟!
-عملت لها بلوك 
-هي كانت بتكلمك؟
-لا، بسّ عملته عشان تشوف اني عملته وتعرف اني كارف لا تفكر نفسها فارقه معايا يعني.
-وهي مش فارقه!؟
-لأ طبعاً، انا طارق أبو العينين.
نظر رشيد على الفتاة الشقراء التي تقف عن يمينه تداعب شعرات صدره والأخرى السمراء التي تبتسم وتعطيه الكأس ثم ردد:
-لا واضح واضح.
تنهد ثم قال:
-بس انت هتكلم لي عمك، مش هتخلى عني.
-يوووه، خلاص يا عم طيرت أم الكاسين من دماغي، هكلمه انزل من على ودني بقا.
-ماشي هات الكاس ده والبنت السمرا انا بحب السمر ونفسي جزعت من البيض.
________سوما العربي_________
لا يعلم ماذا بها، وما طرأ عليها، كانت منذ ساعات معه بالشركة تناكفه، ماذا حدث ؟! أكل ذلك بسبب إخفاقها في تقديم الإجتماع؟!
صممت على النوم وحدها بغرفتها بعدما بدلت ملابسها واخدت مسكن للصداع، ذهب لغرفة والدته مقرراً فتح الموضوع معها .
تقدم منها يطبع قبلة على رأسها مردداً:
-مساء الفل ياست الكل.
-مساء النور يا حبيبي.
-عامله إيه النهارده…جيبت لك أحلى شيكولاته في الدنيا.
-تسلم وتعيش يا حبيبي.
-أممم..ماما..كمال وجنا خلاص هيتجوزوا.
-بس جنا مش موافقه يا ماهر.
-أنا أقنعتها.
-يا ماهر كمال صحيح طيب وانا مربياه معاك بس بصراحة هو..
-كبر وعقل خلاص يا ماما وجنا بنتك مش ساهله بردو.
-بس..
-ماتقلقيش ياست الكل ولو مارتاحتش هطلقها منه.
-طلاق ايه بس يا حبيبي هو احنا بنجوز عشان نعيش ولا عشان نطلق..ولا من امتى كان عندنا حد بيطلق.
ها قد ذهبت به لمربط الفرس، أجلى صوته بصعوبة ثم ردد:
-ماما، في موضوع كده كنت ..يعني…أحممم..بصي..بابا جالي تاني…وعايزك ترجعي له.
تحولت ملامحها على الفور وسألت:
-عايزني يعمل بيا أيه، أنا خلاص.
اقتحم الغرفة يردد بصوت غاضب:
-هو ايه الي اعمل بيكي أيه، الله، مراتي وعايزك، هغنيها.
أتسعت عيناه من إقتحام والده الغرفة و وقف يحاول إخراجه:
-بابا لو سمحت.
-بلا سمحت بلا ماسمحتش بقا.
-يا بابا…المواضيع مابتتحلش كده.
حاول إخراجه فتقدم  معه لكنه مازال يصرخ ويقول موجهاً الكلام لها:
-ماشي بس خلي بالك انا صبرت عليكي كتير، واكتر من كده مش هصبر، قدامك أسبوعين اللهم بلغت.
خرج من الغرفه بصعوبة ونظر على والدته وجدها تغمض عينيها بحزن وقلة حيلة، اقترب منها يحاول إخبارها أن أفعال والده ليست تجبر وإنما حب كبير لها، لكنها لم تتقبل أي من كلماته، ولأول مره يوضع بمحل لونا ويعرف كيف ترى تصرفاته المطابقة لتصرفات والده وكم كان مخطئ وربما سيواجه نفس المصير.
_________سوما العربي________
صباح يوم جديد، وجد نفسه يجلس في سيارته أمام مقر شركات والدها كونه لم يستطع الحصول على عنوان منزلها.
ترجل من السيارة ودلف للداخل ليسمع صوت صراخ عالي وأوامر صارمه صادرة من صوت أنثوي، فتح الباب وبيده الجاكت.
صوت صرصور الحقل دوى في المكان والأنظار كلها التفت له حتى هي صمتت بصدمه وحرج، تقدم وهو ينظر على نظرات الموظفين يشعر بالحرج لكن فات أوان التراجع، يتقدم ويتقدم حتى توقف عندها حيث كانت تقف تترأس إجتماع هام وأعطاها الجاكيت مضيفاً:
-وقع منك إمبارح وأحنا مع بعض في الأسطبل .
-في الأسطبل.
صوت صدر هامسا من أحد الموظفين فأكمل يزيد الطين:
-أع اصل الدنيا كانت ضلمه 
-ضلمه؟؟؟؟؟
-برااااااااااا
صرخت فيه بعصبية وغضب ترى نفسها متورطة مع أحدهم للتو بلا أي مقدمات.
_________سوما العربي________
جلست تحاول التفكير، جسدها مرتعش لا تريد مقابلة ذلك الفاروق، تخاف منه وينقبض قلبها من مجرد ذكر اسمه وقد تعلمت من خطأها المسبق يوم فتحت مجال وقابلت طارق، مازال صوت ماهر وهو ينعتها ب"وسخه" يتردد بأذنها يذكرها بدرس لم تتعلمه على يد والدها الطيب المشغول دوماً بتعب والدتها ولم تعطيهم الحياة الفرص فأخذته على يد ماهر.
وهمست:
-عرفت طارق، ونمت مع ماهر واروح أقابل راجل جديد، أنا كده ابقى وسخه فعلا؟!
هزت رأسها بجنون، مصير ماكانت تتمناه، حفرة عميقة حفرت لها وماكانت تتوقعها، الجميع يقودها نحوها، نحو الهلاك.
تحدثت بخوف:
-انا لازم أسيب البيت ده، لازم أرجع بيتي وأطرد عمي، ده الي كأن المفروض يحصل من زمان…صح، محتاجه كده، بس لازم حد يساعدني، اعمل ايه، مين؟ ماهر مش هيرضى يساعدني، ماهر عايزني دايماً ضعيفة.
فكرت قليلاً قم قررت، ستطلب مساعدة فاروق دويدار، رجل ثقيل مثله بالتأكيد سيفعلها برمشة عين.
وقفت لتبدل ثيابها ، خرحت بخطى واثقه، طلبت سيارة من تطبيق ترحال.
جلست بالمقعد الخلفي تفكر ماذا ستقول وكيف تطلب منه، يتراود لعقلها كلام جنا صباحاً عن ماهر وكيف سهر لجوارها ليلاً وخرج في الصباح بعدما أوصاها عليها…كل شيء سيصيبها بالجنون، هي على شفا الجنون بالفعل.
لا تعلم متى وكيف، لكنها الأن تخطو خطوات واسعه غاضبه داخل شركة الوراقي وقد خلفت موعدها و وعدها لفاروق دويدار مقرره، لن تذهب،ولن تصبح قذرة، لن تصبح لعبة في أيدي الرجال.
حاولت وحاولت لكن لوّنا ميولها مباشرة وهي فتاة مباشرة، مباشرة جداً إن أحبّت ظهر عليها وان كرهت ظهر عليها.
طوال الليل وهي نائمة على سريرها تمثل النوم لكنها كانت تفكر كيف ستلاعب ماهر وتنتفم منه على كل ما فعل، تقسم انها لن تخبره ستصبح غامضة، غير سهله مخيفة.
ولم تمر ساعات وها هي تفتح الباب على ماهر بمكتبه وتواجهه مباشرة:
-انت صحيح أتجوزتني من غير جواز يا ماهر؟؟؟
إنتفض من مقعده كالمسلوع يردد:
-انتي اتجننتي؟! ايه الي بتقوليه ده؟!!!!
صرخت بدموع:
-مش هتضحك عليا تاااني ولا هتاخدني بالصوت تاني، ازاي عملت كده، ازاي تعمل فأي بنت كده، عملت ايه عشان تحولني لموميس، أذيتك في أيه، ليهً كل ده حرام عليك…حرام عليك، أنا كنت صدقتك، أنا كنت بدأت أتعود عليك واحبك، أنا منعت اللوب الي كنت مركباه وبدأت أفكر أخلف منك ونستقر وكفايه جري وحرب، ليه عملت كده، ليه؟ ليه حرام والله حرام، بس أنا ه…
اقترب منها يسمعها مصدوم من كمية الاعترافات الموقفة للقلب والتي قالتها رغماً عنها، علاوة على إتهام خطير لا يعلم عنه شيء ولم تكمل حديثها بل سقطت بين يديه وسقط معها قلبه وهو يصرخ بأسمها..
يتبع
إفتر قلبه من رؤيتها هامدة أمامه على الفراش، دموعها تنزل منها على خديها تنظر للسقف ولا تجيب على ندائاته.
نظر للطبيب بضعف وسأله بخوف شديد:
-هي مابتردش ليه يا دكتور؟؟
انخلع قلبه وسأل:
-لا تكون فقدت النطق؟!؟
-لا لا مافقدتش النطق ولا حاجة، بتتكلم عادي.
فصرخ بجنون وقلة حيلة:
-امال مالها مش بترد وجسمها متلج ودموعها نازله.
-يا باشا حالتها النفسية زي الزفت، بس هي بتتكلم وكل حاجة، ردت عليا وانا بكشف عليها، الواضح انها مش عايزه ترد عليك أنت.
-مش عايزة ترد عليا؟!
قالها بتعب و وجع شديد ثم نظر عليها تائه بشدة .
خرج الطبيب مستأذناً وهو يراه يقترب من فراشها يدنو بقدميه على الأرض وبات بمتسواها يشرف بجسده العريض عليها وردد:
-حبيبي، ردي عليا، مين قالك عني كده؟ أنا صحيح فيا العبر بس مستحيل اضحك على بنت، أي بنت مش عشان قريبتي ولا عشان بحبك، مستحيل، ردي عليا مين قالك عني كده.
أغضمت عيناها ودموعها منسابة لا تجيب مجدداً، فاض كيله وصرخ:
-ردي عليا يابنتي، ايه الي وصلك الكلام ده.
ظلت على صمتها ولم تجيب عليه، تبكي فقط.
يأس من الحصول على رد منها، هز رأسه بحزن شديد، وقف من مكانه ثم تحرك مغادرا ليخرج الغرفه وقبلما يخرج إستدار لها ينظر عليها بحسرة.
خرج ليجد كمال بإنتظاره ينتظره بأسف فسأله ماهر:
-عملت إيه؟
-الي بتقولوا حقيقي يا ماهر، قسيمة الجواز مش موجودة
-ازاي ده؟! هي سايبه؟! ده سجل مدني
-ماهر، انت سيد العارفين، اي حاجه ممكن تتعمل برشوة جامده.
-دي قضية فساد كبيره، شوفلي مين الكلب الي عمل كده.
-ماشي بس هتعمل ايه مع لونا.
تنهد بتعب ثم قال:
-أنا معايا قسيمة، طلعت واحده قبل ما لونا تسافر .
-طب الحمد لله.
-الحمدلله، بس لازم اعرف مين عمل كده الي يعمل كده ويدفع رشوة كبيرة زي دي لازم يبقى ليه إستفادة من ال...
توقف عن الحديث وقد تلاقت أنطاره مع كمال ونظراته الأسفه التي تخبره انه قد توصل هو الاخر لما وصل اليه تفكيره فبدأ ماهر يردد:
-أبوك وابويا؟! عشان الوصية؟!!! معقول؟!!
زم كمال شفتيه بضيق وردد:
-اصلا يا ماهر مين يعرف بجوازك من لونا غير انا وانت وجنا وامك وعمك.
ضيق ماهر عيناه :
-أستنى أستنى...ابويا يوم ما تعبت وروحت المستشفى وقولت قدامه دي مراتي ودخلوها هو لا اتصدم ولا اتفاجأ كأنه كان عارف.
وضع كمال عيناه أرضاً يشعر بالخزي وماهر يردد بجنون:
-ازاي يعملوا كده؟؟! هو اللعب يوصل للشرف؟! لو البنت دي مش بنت اختهم ومش مهم شرفها عندهم فهي مراتي يعني شرفي!!! ازاي؟!! قولي ازاي يعملوا كده؟!!!
لم يستطع الإنتظار وخرج مندفعاً من المشفى وكمال وجنا يحاولان اللحاق به لكنه لم يجيب على ندائاتهم فتحرك كمال نحو سيارته وقال لجنا:
-خليكي انتي مع لونا هي مالهاش حد وانا هروح ورا ماهر.
هزت رأسها بتعب شديد، تشعر بالمرار والخزي جراء أفعال من هم من المفترض سترهم.
________سوما العربي_________
بخطى واسعه غاضبة خرجت من الاجتماع تصرخ :
-انت ايه الي عملته ده؟! شكلك اتجننت؟! امشي اطلع برا، برااااا.
احتدت عيناه، ما كان ليسمح لها:
-انتي أزاي تعلي صوتك عليا، شكلك اتجننتي، انتي فكراني موظف من الموظفين بتوعك، لمي نفسك يابت بدل ما ألمك.
شهقت بصدمه كبيره وحقيقية، لو ضربها كف لكان افضل لها:
-بت؟! أنا بت؟! وتلمني ازاي يعني؟! هتمد أيدك عليا مثلاً؟!
-لولا أنك بت كنت عرفتك مقامك كويس بس انا ابن بلد قوي وافهم في الاصول، واتعلمت مامدش أيدي على بت.
-بت؟!
-أه بت، وآنا غلطان اني جيت لك لحد هنا.
تحرك من أمامها بغضب فيما التفت هي حولها لترى أين الأمن والسكرتاريه مما يحدث وإذ بها تراها تتقدم منها مهروله وبيدها كوب من النسكافيه الساخن فهتفت بحده:
-والله؟! سايبه مكتبك واوضه الأجتماعات ورايحه فين؟! سايباها كده وكالة من غير بواب الي يدخل يدخل مافيش حد يقوله رايح فين؟
-أنا أسفه بس، كنت بعمل قهوة و...لما مشيت كان كله تمام ماعرفش ان حد هيدخل في العشر دقايق دول.
-عشر دقايق دول؟! طب مخصوم منك عشر أيام نظير العشر دقايق دول.
اتسعت عينا الفتاة وتقدمت تجلس على كرسيها بحسره:
-هو الشهر فيه كام عشر أيام.
________سوما العربي________
دلف لداخل البيت بخطى واسعه لا يرى أمامه وصرخ بعلو صوته:
-عمممي...يا عزام بيه، فاخر بيييه.
خرج له كل من عزام وفاخر كل من غرفته وصرخ والده:
-ايه في ايه؟! بتنادي بالطريقة دي ليه؟! انت أتجننت؟!!
اهتزت شفتيه من شدة الغضب والبرودة في ردهم ثم هتف :
-اتجننت؟! أنتو لسه شوفتوا جنان؟! بتمحوا قسيمة جوازي من مراتي؟ عملتوا كده ليه؟! كل ده عشان الورث؟ ايه مش مكفيكم الفلوس الي برا؟! 
نظر كل من عزام وفاخر لبعضهما ثم قال عزام:
-الجوازة دي كانت غلطة من البدايه ودايماً الكبار بيلموا من ورا الصغار.
تدخل فاخر بغضب وحده يسكته:
-عزام، ايه الي بتقولوا ده، احنا مانعرفش حاجه عن الكلام ده أصلاً.
-وانا هخاف منه ولا ايه؟!
هز رأسه بجنون صرخ فيهم:
-أنتو ايه؟! ماتسمعوش عن حاجة إسمها الشرف؟ العرض؟!
تبادلوا النظرات البارده، وحده عزام من كانت عيناه مهتزة مختلفة عن نظرة فاخر الامبالية  وقال:
-انا مش عارف انت حارق قلبك على ايه ولا عشان مين؟! الحلوه الي بتقول عليها شرفك دي واخده ميعاد من فاروق دويدار وطلبت عربيه جت لها من ساعه وزمانها قاعده معاه دلوقتي على النيل بتتعشى، وانت عارف فاروق دويدار بقا لما يحط عينه على واحده بيبقى غرضه منها ايه ونهاية العشوة دي ايه؟؟
مال على أذنه يهمس بفحيح:
-سرير في فندق أكيد.
ابتعد ليقسم انه يرى النيران في عينا ماهر، وسأله بصوت هادئ هدوء قاتل مخيف:
-وعرفت منين انه في حد كلمها وأنها رايحه تقعد مع حد يا...عمي.. يا محترم.
أتسعت عينا فاخر، يشعر بوقوعه في ورطة ووصل إحساسه لماهر الذي قال:
-مراتي كانت معايا في مكتبي وسايبها دلوقتي في المستشفى تعبانه مش قادرة تتحرك.
هز رأسه بجنون وقال:
-ايه بقا حكاية فاروق دويدار دي؟!
نظر كل من عزام وفاخر لبعضهما، نظراتهما كانت متباينة ، فاخر يستنجد به أن يلحقه بالحديث وعزام كان غاضب فقد تخطاه وتخطى تحذيراته وأرسل رقم هاتف لونا لفاروق رغم إتفاقهما وتشديده على ألا يفعل.
وأمام نظراتهما والصمت اللعين التف ماهر ينظر لكمال ويقول:
-ماتزعلش مني لو حسبت لك أبوك.
لم يستطع كمال الرد، فبما سيرد وهو لا يملك الرد، بل كان ينظر أرضاً بخزي وحزن شديد على ما توصلوا له.
فيما تقدم عزام بغضب من فاخر يقبض على تلابيبه وصرخ فيه:
-هو ده إتفاقنا؟! بتوسخ يا فاخر.
نفض فاخر يده عنه وردد:
-بوسخ؟! انت هتعيش الدور؟؟ فكك من الشويتين دول ده انت الي جايب رقم بتاع السجل.
-بس انا ليا أخر، قولت لك ماتبعتلوش رقمها.
لم يستطع كمال سماع المزيد وغادر بأسف، شعور ممتزج حزن وأسف على حاله وخزي شديد كونه سليل تلك العائلة.
________سوما العربي_______
عاد لها في المشفى ودلف ليجد جنا تحاول  إضحاكها وهي تحاول كي لا تحرج جنا لكنها لا تقدر.
طوال طريقه وعقله يردد حديثها له في المكتب وأعترافاتها، لا يصدق ما قالته، ومشفق جداً عليها.
اقترب منها يلاحظ ذبولها، لا يشعر بل يعلم أنه سبب ذبول تلك الورده، لونا الجميلة التي تصيبك بسهم خارق ما ان تقع عيناك عليها، من سرت عيناه كلما نظر لها ومنها إشتم أطبب ريح، من كانت رغم عندها وحرصها الشديد منه لينه طيبة المعشر، بعيون كلها أسف أقترب منها وهي تنظر للجهة الاخرى لا تشعر بأحد، كل ما يغلفها هو الشعور بالعار وانها خاطية.
تقدم بقلب مفتور وناداها:
-حبيبي.
لم تجيب، فقط تنهدت فهاهو قد عاد، اغمض عيناه بحزن ونادى من جديد:
-لونا، بصي لي.
لم تعطي أي إشارة وجنا تتابعها بحزن وشفقه، تقسم ان تلك الفتاة جبل وهي لو كانت محلها لما تحملت مطلقاً.
التف ماهر حول السرير يردد:
-لونا حبيبتي بصي لي وبلاش تعملي معايا كده.
أغمضت عيناها بحسرة فعن أي أفعال يتحدث، هي بالأساس ترى تفسها قليلة الحيلة لا تملك ما تفعله سوى أن تبكي.
زم شفتيه بضيق شديد وقال:
-انا مستحيل اعمل كده وانتي أشرف بنت في الدنيا، بصي حتى.
مد يده يخرج ورقه كبيرة مطوية من جيبه وواصل حديثه متضرعاً يتوسلها كأنه يسترضيها ويعطيها حقها منه هو حتى تتشبع روحها المُهانة وترضى :
-دي قسيمة جوازي منك، صحيحة ومش مزورة وعليها ختم، طب فاكره...فاكرة ازاي عملت تقييد لإقامتك في روما ومنعتك عن الشغل؟
خطف أنفاسها وتفكيرها وتركت النظر للفراغ وبقت عيناها متعلقه به بلهفة آلمته، لهفة متهمة بالأعدام تبحث عن خيط لبرائتها.
هز رأسه بجنون ودموع في عيناه يكمل بنفس النبرة المسترضية:
-أنا كان معايا نسخه، ومحتفظ بيها دايماً، وهاخدك ونروح للمأذون أكيد عنده نسخ، وكمان دار المحفوظات، اما الي عمل كده أنا مش هرحمه.
اغرورقت عيناها بالدموع، بدأت تبتسم وسمحت له ان يتمسك بيداها وهو يردد:
-لونا انتي عرضي وشرفي، لازم تبقي عارفه ده، مهما كنت عايز اكتفك واقيدك وأربطك جنبي مش هعمل كده يا لونا مستحيل.
على صوت بكائها، بكت كطفلة مجروحة ضائعة وقالت:
-يعني انت ماعملتش كده يا ماهر؟
تألم قلبه عليها ومد يده يسمح دموعها:
-لا يا لونا لأ مستحيل، مستحيل اعمل كده، ده انا بايع الدنيا عشانك وبغير عليكي من الهوى.
-بس المحامي هيكذب عليا ليه؟!
زم شفتيه بأسف ثم قال:
-مش بيكذب، في لعبة اتلعبت علينا، بس مش عايزك تقلقي، انا عارف هتصرف ازاي.
كادت ان تتحدث من جديد لكن دلف الطبيب يردد بحفاوة:
-لا عال عال، ده احنا إتحسنا خالص أهو، هي زيارة ماهر بيه بتغير المرضى كده؟ ده انا أخده أعالج بيه باقي العيانين بقا.
ابتسمت فابتسم ماهر ثم سأل الطبيب:
-هي مالها يا دكتور ؟!
-لا لا دول شوية تعب وإرهاق مع الحر وقلة الأكل والنوم سببوا لها إغماء...كمان عندها نقص شديد في فيتامين دال ملخبط لها كل حاجة 
وقف من مكانه يردد:
-نعم؟!
عدل الطبيب من وضع نظاراته وسأل:
-في ايه يافندم!
-في ايه ايه؟! يعني هي مش حامل؟!
-لا مش حامل.
هز رأسه بجنون وسأل:
-لا ماعلش اتأكد
-يا سيدي متأكد وفاحصها بنفسي...وعامل سونار على معظم الوظايف.
-فاحص ايه، تعالى دور هنا ولا هنا يمكن تلاقي حاجة بص كويس.
-ابص كويس؟ بقولك مافيش وكمان عملنا تحاليل وفحوصات مافيش حاجة، اهدى.
اعطاها الطبيب بعض الأدوية ثم خرج فاقترب ماهر منها يسأل:
-فين الحمل بقا؟
-حمل ايه هي لونا حامل؟!
سألت جنا ليقول ماهر منتبهاً:
-يا نهار أبيض، انتي لسه هنا ماروحتيش، الساعه بقت ١٢ يالا عشان ماما، انا هبات مع لونا.
لم يكد ينهي الكلمه حتى وجد الباب يفتح ودلف منه كمال يقول بغضب:
-بكلمك مش بتردي يا هانم.
تدخل ماهر بغضب:
-ايه هانم دي، كلمها عدل ياحبيبي.
-يعني انت عاجبك كده؟!
زفر بضيق ثم قال :
-إحنا على ميعادنا يا ماهر.
-ماشي يا كمال على ميعادنا.
نظر كمال لجنا ثم قال:
-يالا.
لم تجيب عليه بل سحبت حقيبتها وغادرت فنظر كمال لماهر وأشار عليها :
-ولما أجيبها من شعرها بقا؟!
-ليه عدمت رجالتها ولا حاجة؟! وانا هسمي عليك لما تعمل كده مثلاً؟!
استمعت لونا لما يقوله بحسره ولم تعقب، غادر كمال ليبقيا معاً.
أبتسم لها بشوق وعشق، وقف من مكانه وعيناه عليها كأنه ينتوي لها على نية، إلتف حول السرير يردد:
-وقعتي قلبي عليكي.
اصبح بجوارها على الفراش في لمح البصر يرفع الغطاء عنها ثم شاركها الغطاء والفراش، حمل ثلاث أرباع كتلتها على جسده يحملها هو وهو يحتضنها له مردداً:
-بقينا لوحدنا، وأثبت لك ان مافيش أي حاجة من اللي وصلك صح، أظن بقا الوقت بقا مناسب عشان تعيدي لي تاني كل الكلام الحلو الي قولتيهولي في المكتب من تاني.
ابتسم بعشق خالص وهو يلاحظ عيناها تزوغ منه تشعر بالتورط وتلعثمت في الحديث وهي تسأل:
-كلام ايه؟!
مسح بكفه على شعرها وهمس بسخونه:
-الأعترافات الي تجنن الي قولتيها كلها مره واحده.
-أنا؟!
-أيوه أنتي؟؟
-قولت ايه؟!
سحب نفس عميق ثم بدأ يردد:
-قولتي أنك بدأتي تتعودي على وجودي في حياتك وقولتي انك بدأتي تحبيني.
-أنا؟!
سألت بتوتر فردد:
-أممم، بتحبيني يا لونا زي ما بحبك؟
-لا دي كانت لحظة شيطان ورجعت في كلامي.
-مش مصدقك، نظرة عينك مابقتش زي الأول، بتحبيني؟!
عاود سؤاله بصدق فهزت رأسها بضيق شديد من نفسها ثم هتفت:
-لأ
-متأكدة؟!
-لأ.
قالتها بنبرة باكية ليضحك بتعب ثم قال:
-ليه يابنت الناس، عماله تتوهينا ليه؟! أنا بحبك وعايزك.
ضيق عيناه ثم سأل بضيق:
-لونا انتي صحيح كنتي مركبه اللوب الي بيمنع الحمل ده؟! وانا الي كنت هاخدك أكشف عليكي أشوف مش بتخلفي ليه بعد ما فتشت وعرفت ان مافيش شرايط منع حمل؟
-أنت بتفتش ورايا؟!
-أنتي الي  رايحه تعملي حاجه زي كده من ورايا؟! على حسب فكري يعني انه مايصحش.
-ماكنتش عايزه أخلف طول ما انا كده.
-كده اللي هو ازاي؟!
-خايبه وضعيفه ومش بعرف أعمل حاجة غير أني أعيط.
-انتي عارفه يا لونا رغم أني شوفت بنات كتير وعرفت بنات بتدور مؤسسات ويمكن في سن أصغر مني ومنك الا اني عمري ما شوفتك ضعيفه، انتي قويه، وذكية وبتعرفي تلعبي بالكلام، طب أقولك على سر.
-قووول.
همست بحماس ليكمل:
-أنا لما ببقا داخل عليكي بحوار بعمل مية ألف حساب ليكي ولأسألتك الوجودية وازاي هرد عليكي واقنعك وببقى عامل حساب ردودك، ممكن تبقي قليلة الخبرة بس انتي مش عبيطة وانتي عارفه ده كويس وعلى فكره كمان، أنا أه بحبك بس عارف انك مش طيبه.
رفعت كلتا حاجبيها فكمل:
-لا مش طيبة ويتفات لك بلاد لكن انتي مش مؤذية وده كفاية.
شعر ببداية سريان إنتعاش على ملامحها من مجرد كلمات بسيطة قالها فكمل:
-انتي يا لونا لو كملتي تعليمك وقعدتي في الشغل سنه والتانيه ومش هعرف أسد عليكي، أنا عارف ومتأكد.
شردت بعيناها ثم سألت:
-تفتكر؟!
لم يجيب، وطالما انها قد حلت عقدة لسانها فحان وقت الأسئلة المؤجله لذا باغتها يسأل:
-لونا ياحياتي، عرفتي منين موضوع القسيمة؟؟؟؟
كانت تعلم انه سيدور ويدور إلى ان يتوقف مطرح ما يرغب فجاوبت:
-المحامي، ماكنش معايا قسيمة جواز ليا لما طلبها مني، وانت ماكنتش هترضا تديهالي لو طلبتها، شرحت كل ده للمحامي وهو راح يطلعها بمعرفته.
لا تعلم لما فسرت لما تجلى الضيق على ملامحه وقالت:
-أنا كنت نسيت الموضوع، وكنت هوقف كل حاجة وهسكت واسيب الايام تعدي بينا.
باغتها من جديد بالسؤال التالي الأهم:
-ولما هو كده، نقلتي ابوكي من المستشفى من ورايا ليه؟!
-ماكنش مرتاح فيها، حبيت أنقله، هو انت حابسه ولا حاجه؟!
سؤال مهم تريد جوابه هي الأخرى فالأجابة سيترطب عليها أشياء كثيرة وهو كان فطن لكل ذلك لذا كذب مجاوباً:
-لأ طبعاً، بس استغربت وكلامك مع أفعالك كانوا متناقضين منين بتحبيني وهتكملي ومنين بتغيري مكان باباكي.
-قولت لك ماكنش حابب المكان.
تحركت على الفراش تبتعد عن جسده وهي تردد بدلال وتمنع:
-وبعدين مين قال اني بحبك دي؟!
قالتها وهي تضع رأسها على الوسادة لتنام، مال بجسده عليها يهمس في أذنها:
-أنتي، في المكتب وماتقوليش ماقولتش أو سمعت غلّط لأني سمعت كويس جداً والجملة دي أنا مستنيها من وقت طويييل قوي.
-قولت ، بش كنت بلاعبك، لحظة شيطان وراحت لحالها، ربنا يسامحني.
داعبت يداه معدتها يردد بجسد مشتعل عليها:
-وانتي ربنا هيسامحك ازاي بعد عمايلك دي معايا، قومي لي هنا.
-ياريت تقوم عشان جسمك ماشالله والسرير ده لفرد واحد مريض وانآ محتاجة أنام.
-والله؟!
-وطفي النور، تصبح على خير.
زم شفتيه وصك أسنانه بغل وذهب ليطفئ الضوء لكنه التف لها من جديد يسألها:
لونا، انتي تعرفي منين فاروق دويدار ؟! وكنتي رايحه تقابليه فعلاً.
وكعادتها جاوبت :
-والله ما اعرفه، انا شوفته صدفه في الحفله الي حضرتها فاكر، و امبارح لقيته بيكلمني وانا ماعرفش جاب رقمي منين وطلب أروح أقابله خصوصاً انه جاب سيرة بابا ومكانه، خوفت وماردتش أعمل كده وجيت لك، بس انت عرفت منين؟!
تقدم منها بغضب يقبض على ذراعها وقد عاد ماهر الذي تعرفه ونسى تعبها وإرهاقها:
-وازاي تروحي تقابلي راجل غريب 
-ماروحتش والله.
-ليه ماجتبش تجري عليا تقولي لي.
-موضوع القسيمة كان مسيطر عليا أكتر من موضوعه ...سيب أيدي يا ماهر بتوجعني.
ترك يدها بغضب ثم جلس يردد:
-الراجل ده وسخ وبتاع نسوان ولما بيحط واحده في دماغه مش بيسيبها الا وهي لحم على عضم وسيرتها على كل لسان كمان، مش عايزه يلمح طيفك وانا هتصرف معاه، فاهمه؟
هزت رأسها بخوف شديد وأغمضت عيناها لتنام ومن العجب العجاب انها و لأول مره حمدت ربها في سرها لوجود ماهر، متأكده أنه سيحميها شر ذلك الرجل ويحل القصة متكفلاً بها كلها ولا حاجة لها لحمل الهم فهي خلفها ماهر.
________سوما العربي________
عادت من عملها تتشاجر مع ذباب وجهها، ماحدث اليوم أمام الموظفين كان كارثي علاوة على شعورها بتأنيب الضمير تجاه تلك الفتاة فقد خصمت منها ثلث راتبها تقريباً نظير غلطة من الوارد أن تحدث.
و إذ بها تجده ينتظرها وكأنه بات عملها الأسود، ومن غيره رشيد به
يقف قاطعاً طريقها في الممر بين بيوتهم، ينتظرها بضيق شديد كله إصرار.
وقفت بغضب وهي تراه يعترض طريقها وقالت كأنها تحذره:
-ايه اللي موقفك كده؟ أوعى من طريقي.
فهتف بحده:
-ده بدل ما تعتذري؟!
-أعتذر؟! أعتذر على أيه أنت أتجنتت؟!
-أتجننت؟! لا لسه؟! بس ممكن أتجنن عادي، انتي ازاي تسبيني ملطوع في المطعم وتمشي حتى من غير ما تقولي.
-أوعى يا رشيد من سكتي ده أخر تحذير ليك.
-أنا الي بحذرك يا جميلة، أنا خلاص حطيت عيني عليكي واعتبرتك بتاعتي، خلينا نتجوز بالرضا.
قالها وهو يقطع الخط الفاصل بينهما ويقترب منها فهتفت بحسم:
-لا ده انت شكلك أتجنتت.
جن بالفعل وقال وهو يندفع يقتحم مساحتها الأمنه :
-أه وانتي بتاعتي، أنتي الي جننتيني، مش بعد ماسيطرتي عليا هسيبك...
صوت كف قوي صدح من يدها اثر ضربها له، جعلته يتيبس مصدوم يضع كفه على وجهه مكان صفعتها لا يصدق وهي إشهرت إصبعها في وجهه محذره بقسوه:
-حذاري، حذاري توريني وشك صدفه حتى، خاف على نفسك مني، انت مش قدي، فاهم.
صرخت بالأخيرة ثم تحركت بغضب تجاه بيتها وهو يقف مصدوم تماماً لا يعلم بالمصيبة الأخرى التي تنتظره بعد مراقبة علياء له ورؤيتها كل ما جرى عبر نافذة بيتهم المطلة على الحديقة الواسعة.
___________سوما العربي _________
صباح يوم جديد
جلس في مكتبه بالعمل يدقق على أوراق بعض الصفقات  ثم هاتف شقيقته ليطمئن على لونا التي تركها معها صباحاً:
-ايه يا حبيبتي وصلتي 
-اه بس لونا مش هنا.
وقف بصدمة من على كرسيه وسأل:
-مش موجودة ؟! مش موجوده إزاي؟! أسألي في المستشفى، الممرضة ولا الحسابات!
-سألت يا ماهر وقالوا مشيت.
-مشيت؟! ازاي يعني من غير أذني ومن غير ما تقول؟؟ راحت فين؟؟
-أكيد راحت البيت هروح انا بقا.
-ماشي، لما توصلي لها كلميني.
أنهى المكالمة ثم جلس على كرسيه بغضب شديد يهز ساقيه بتوتر 
________سوما العربي________
نزل الدرج ينتوي الذهاب خلفها، يعلم انها تذهب للنادي بيوم الثلاثاء صباحاً لتقابل صديقاتها.
وبعد الأنتهاء من الدرج وجد علياء تنتظره على كرسيها تردد:
-رايح فين؟!
-مشوار وراجع.
-اوكي يا بيبي، بس قبلها عندنا مشوار بسيط للسفارة 
-ليه؟! 
-عشان نطلق يا روحي.
-أيه؟!
-ايه؟! مصدوم؟! ماكنتش عارف اني هشوفك في يوم ولا فاكرني مش واخده بالي من تصرفاتك ومن نطراتك ومن كلامك ولا همسك بأسمها كل يوم وانت نايم، كل ده وانا بكدب نفسي واقول ليه؟؟ ماهي كانت قدامه؟ رشيد بيحبك يا عليا وياما حفي وراكي، بس انا شفتكم امبارح، شوفتك وهي بتصدك وتضربك بالقلم وانت بتحاول تتهجم عليها، شوفتك.
تخشب جسده واتسعت عيناه وبدأ يردد بخوف:
-عليا، لأ يا حبيبتي لأ أنا…
قاطعته بغضب:
-أنت ؟! ايه؟! خايف تخسرني؟! ولا خايف تخسر نص ثروتك؟؟
-نعم؟!!!
عند سيرة المال يتحول الجميع، تغيرت نبرة صوته على الفور فضحكت علياء بسخرية ألم ثم قالت:
-ايه يا روحي، انت ناسي، أنا معايا الجنسية يعني يطبق عليك القانون، الزوجة بتاخد نص ثروة جوزها عند الطلاق ولا الحب والغرام نسوك القانون يا بيبي؟؟؟؟؟!
_________سوما العربي_________
مازال يجلس على نار في إنتظار أخبار من شقيقته تطمئنه على وجودها ببيته ليطمئن ويكمل عمله بهدوء ويؤجل حسابها على فعلتها لحين عودته في المساء.
انتبه بلهفة على رنين هاتفه برقم شقيقته ففتح الهاتف يسأل:
-روحت؟
-ماهر لونا مش هنا.
-مش هنا ازاي؟ راحت فين؟!
-مش دي المشكلة بس؟ المشكلة ان معظم حاحبتها مش هنا وشنطتها الي وحاجتها الي انا وديتها لها المستشفى إمبارح مش هنا كمان.
-نعم؟!!!! طب أقفلي أقفلي.
أغلق الهاتف وهو على شفا خطوة من الجنون والخوف معاً يسأل أين ذهبت ولما.
تحرك من على مكتبه وهو لا يعلم من أين يبدأ ويبحث عنها وإذا فجأة يرده اتصال من رقم عمها الذي لم ينير هاتفه منذ أخذها من البيت.
فتح الهاتف على الفور ليصله صوته الغاضب محتجاً:
-بقى كده يا باشا؟! بتلحس وعدك ليا؟! هو ده إتفاقنا؟!
-إتفاق ايه ولحس ايه؟! في ايه يا جدع انت؟!
-في ايه؟! بقا مش عارف؟! هو انا مش جوزتك البت وسلمتك الفلوس نظير ما وعدتني انك هتسيبني قاعد في البيت هنا من غير عوق.
-حصل وانا نفذت في ايه بقا؟!
-أه اعملهم عليا بقا.
-لم نفسك با جدع انت انا مش هفضل ساكت لك كتير، انت اتجننت عشان تكلمني بالطريقه دي؟ في ايه؟!
-في ان مقصوفة الرقبة جت وجايبه بلطجيه وداخله ومعاها أبوها وخرجوني من البيت عافيه وقالت لي لو هوبت هنا هخلي الرجاله تكسر لك رجلك وجوزي هيوديك ورا الشمس زي ما عمل في الدوكش، بتهددني بيك وانت عاملي نفسك مش عارف حاجة؟! بتلاعبوني.
كانت عيناه متسعه، توقع تحولها فهي بعد كل وقعه تقف بكم خطوة تغيير جريئة، هذا ما عرفه عنها، لكنه أبداً لم يتوقع أن تقدم على تلك الخطوة، وتعرف مسجلين وتتصرف وحدها، والمتطرف في الأمر انه طرب حينما أستمع لعمها وهو يخبره انها قد احتمت فيه وأستخدمته كدرع واقي وهددت عمها بمن هو زوجها، ذلك اللقب العائد عليه.
ففرح كالطفل الصغير وعض شفتيه معجباً بحركتها الجديدة ثم قال وهو يحاول كبت ضحكاته:
-بنلاعبك أه وعلى الله تفكر بس تهوب ناحيتها، انت تلاقيك عرفت انا عملت ايه في الدوكش لما فكر يلعب معايا.
إهتز صوت أنور وقال بهلع ونبره متراجعة:
-طب وانا ياباشا هروح فين ولا أعمل ايه؟!
-ماعرفش…هو انا خلفتك ونسيتك ولا حاجة؟؟ أحمد ربنا اني لسه سايبك عايش بعد الي كنت بتعمله فيها.
ثم أغلق الهاتف في وجهه وهو يعض شفتيه من الإثاره والجنون بفعلتها يردد:
-يابنت المجنونة يا لونا!!! عملتيها ازاي دي؟! بلطجيه؟؟ ده احنا إتطورنا قووي.
هز رأسه بجنون، وجنون أزيد لأن فعلتها لم تغضبه بل زادت شغفه بها  وقف من مكانه كي يذهب لعندها.
دلف حيها الراقي ليجدها تلقي من نفاذة الطابق الثالث كل أغراض عنها من كراسي بالية وأرجيلته النتنه وكذلك ثيابه.
توترت ملامحها قليلاً هي تراه يترجل من السيارة ويدخل البيت.
أغلقت الباب على والدها بعدما نام من أثرّ الدواء ثم التفت له تراه يدخل من باب الشقه المفتوح:
-لا وفاتحه الباب، قلبنا جمد.
-ماحدش هيقدر يقرب لعندي، مانا مهدداهم بماهر الوراقي.
قالتها بحنكه، خطة تغيير مدروسة خاليه من التهور وهو بالفعل أبتسم، حركاتها وكلماتها مست قلبه ورضت رجولته فهدأت من حدة رد فعله، هي ماعادت تتصرف برعونة وتهور مثل عام سابق حين التقت به لأول مرة هنا في نفس المكان.
رد ماهر بأبتسامه صادقه:
-جدعه، عجبتيني، بس بردو ده مش هيخليني أبداً أنسى وأغفر إنك أخدتي هدومك كلها يعني سيبتي بيت جوزك ومن غير أذنه.
تقدم ليرى والدها غافي على فراشه من خلف الباب المراب فقال:
-وخرجتي أبوكي، أيه ناويه على أيه يا لونا.
-أبقى قويه يا ماهر، كده كده امتحانات الثانوية قربت.
-ايه جايه تعتكفي هنا، لا تكوني عايزه تجيبي مجموع وتدخلي طب؟!
-بتتريق عليا، ده حق مشروع على فكرة، بس انا مش بضحك على نفسي وعارفه الواقع،انا لاحقه السنه في اخر شهر يعني لو نجحت يبقى الحمد لله على كده انا عايزه بس امشي في اي مراحل تعليم مش مهم درجة الكليه…سيبني هنا يا ماهر، خليني أجي لك بمزاجي.
-ايه الي بتقوليه ده؟! أنا مش هسمح لك ت…
قاطعه اتصال من جنا ففتح الهاتف لتقول بهلع:
-الحقني يا ماهر…. ماما مش في أوضتها.
-نعم؟!!! ازاي؟! هتتحرك ازاي؟!
ردت بخوف وجنون :
-مش عارفه..مش عارفة يا ماهر تعالى بسرعه انا مش فاهمه حاجة ولا عارفه اتصرف ازاي؟؟
طار عقله من دماغه وسابقت قدماه الريح وتحرك على الفور مغادراً ليرى  تلك الكارثة 
يتبع
كان يقود السيارة بسرعه جنونية وهو يعمل اتصالاته مع اكثر من طرف، يضرب مقود السيارة كل دقيقة والثانية بجنون، يشعر بالعجز الشديد.
ورده اتصال جديد ففتح الهاتف سريعاً يسأل:
-ها يا باشا وصلت لأيه؟
-مش هنقدر نعمل اي محضر غير بعد مرور ٤٨ ساعه.
-يا باشا ٤٨ ساعه ايه، انا امي مش بتقدر تتحرك، ومش بتطلع من البيت تحت اي ظرف،دي ما مشيتش لما والدي اتجوز عليها هتمشي دلوقتي، مؤكد اتخطفت.
-طب انت ليك عداوات مع حد
-لا كلها منافسة على شغل بس مش داخل انا في الشغل الشمال مع الناس الي ممكن تعمل كده لا..مش عندي عداوات وهو ده الي هيجنني
-انا بعمل محاولة اخيرة عشان اشوف خرجت من البلد ولا لا بس ده هياخد وقت .
-ماعلش يا باشا تاعبك معايا بس ماعلش حاول تستعجل لي الموضوع.
-ماشي يا ماهر بس..
تنهد الرجل ثم قال:
-هو عزام فين يا ماهر؟!
جعد ماهر مابين حاجبيه ليسأله الرجل:
-لا ظهر ولا سأل، احنا جيران بقالنا زمن وانا تقريباً عارف ابوك وطباعه، مش غريبه الصمت الرهيب ده؟ 
-سيادتك تقصد ان...
قالها ماهر بتيه ممتزج بالغضب ليقاطعه الرجل:
-دور وراه ودور ورا عمك وانا هعمل اتصالاتي و إن شاءالله نوصل لحاجه.
-متشكر..متشكر يا سيادة اللوا.
وصل للبيت بسرعة قصوة ودلف للداخل يهرول تجاه شقيقته التي جلست تبكي على أحد المقاعد .
اول ما رأته رفعت يداها له منتحبه:
-ماما يا ماهر مش لاقيين ماما.
هدهدها يسمح بيداه على ظهرها وهو يحاول ان يفعل معها ما فشل بصنعه مع نفسه:
-اهدي هنلاقيها وان شاء الله هتكون كويسه.
لحظتها دلف كمال من الخارج يفتح الباب بسرعه يسأل:
-في ايه؟؟ ايه الي حصل؟!
-مش لاقيين ماما يا كمال.
قالتها جنا بنواح فاقترب ليرى شقيقها يحتنضها له، مرت عيناه على هدهدت ماهر لها وحاول التغاضي يردد:
-مش لاقينها ازاي؟! هي مش بتتحرك خالص.
زاد نحيب جنا وماهر يهز رأسه بأسف وعجز شديد ليقول كمال:
-قوم كلم ابوك وشوفوا فين؟! الوضع ده مش مريح نهائي .
وقف ماهر يردد:
-انتي طلعتي أوضة بابا يا جنا؟!
-لا.
فقال كمال:
-اطلع شوف.
تحرك ماهر بالفعل ناحية الدرج يصعده بخطوات سريعة وقد نجح كمال في إبعاده عن چنا واقترب منها هو يفتح ذراعيه مستغلاً للموقف أسوأ إستغلال ويردد:
-ماتقلقيش ياحبيبتي.
بكت من جديد وقالت بنواح:
-ماما يا كمال، ياترى ايه الي حصلها.
ضغط بيده على رأسها يجبرها على الدخول لأحضانه وهو يردد:
-بس يا روحي بس..لا لا ماتعيطيش ان شاء الله نطمن عليها.
أطبق ذراعيه عليها يستشعر بحلاوة و راحة وهي بين أحضانه هو، يحاول تهدئتها والتنعم بقربها مستغلاً الوضع.
في نفس الوقت نزل ماهر من على الدرج بغضب شديد وصرخ فيه:
-كمااال
رفع عيناه له ليجد ماهو يتقدم منه بغضب ثم ينتزع جنا من بين أحضانه ويجذبها لعنده مردداً:
-لم نفسك انا على أخري مش فاضيين ندور على دكتور يخيطك.
حمحم كمال بحرج ثم حاول التغاضي وسأل:
-لاقيته؟!
-للأسف كل الي توقعته صح، بابا لبسه ومعظم حاجاته الغاليه مش فوق.
ابتعدت جنا عن أحضانه تسأل بضياع:
-يعني ايه؟!
ارتمى على الأريكه خلفه وردد:
-أبويا خطف أمي.
صمت رهيب خيم على ثلاثتهم ومرت دقائق...دقائق صمت طويلة حاول كمال قطعها:
-طيب ...أنا شايف انه خلاص مافيش أي داعي للعصبيه أو الخوف والقلق.
-ازاي بس؟
-أمك مع جوزها الي هو أبوك، عمل كده من حبه ليها يعني اكيد هي....
قاطعه ماهر بغضب:
-جرب كده تبقى مشلول مش بتتحرك ولا حول ليك ولا قوة وانا اخدك أجبرك على حاجات مش حاببها واقول اصل انا بحبك، أكيد امي دلوقتي حاسه بالخوف والعجز وأنها مجبرة وعاجزة وقليلة الحيلة.
زاد نحيب جنا وهي تتخيل الوضع ثم قاطعم إتصال من رقم أحدهم.
فتح ماهر المكالمة على الفور ليرد على صوت المتصل:
-ايوه يا سيادة اللوا وصلت لحاجه؟
-بص يا ماهر..أنسى موضوع المحضر وانك تبلغ و الكلام ده.
-ازاي بس يا باشا الكلام ده.
-لان والدتك خرجت مع والدك الي هو لحد دلوقتي جوزها، مسافره بغرض العلاج لأن حالتها حرجه، ماحدش يقدر يتكلم معاه.
نظر ثلاثتهم لبعض وعاود ماهر السؤال:
-سافروا فين؟
-لندن.
هز ماهر رأسه بضيق وقلة حيله ثم قال:
-تمام، شكراً يا سيادة اللوا، جميلك ده فوق راسي من فوق.
-عيب ماتقولش كده انت زي ابني.
أغلق معه الهاتف وهو يضم قبضة يده بغضب شديد يشعر بالتقييد ليتحدث كمال بأخر موضوع من المفترض فتحه أو طرحه بالظرف الراهن:
-احنا على معادنا في الفرح مش كده؟!
رفع كل من جنا وكمال رأسهما له بضيق وصدمه ليردد بتوتر:
-ايه؟؟ انا...
قاطعه ماهر بغضب:
-أنت ايه؟! انت شايف ان ده وقته؟! مافيش احساس خالص؟! ماتخلنيش أسب لأهلك على المسا، اقولك مافيش فرح خالص.
هز كمال كتفيه وقال مصطنع البرود:
-الحق عليا كنت عايز احل لك مشكلتك يا بابا.
رمقه ماهر بجانب عينه وبدأ عقله يعمل فوفر عليه كمال الطريق وقال باختصار:
-أنهي أب ده الي هيسيب بنته الوحيدة تتجوز من غير حضوره وهو على وش الدنيا.
لمعت عينا ماهر فيما أكمل كمال بكل ثقة وتأكيد:
-طبعاً هييجي جري، مافيهاش كلام دي.
هزت جنا رأسها بدموع وجنون:
-لااا كده كتير عليا...انا مش موافقه وبعدين انا أصلاً فكرت ع اني مش عايزه الوصية دي ...شوفولكوا حد غيري.
-وصية ايه الس مش عايزاها احنا هنلعب؟؟
هتف ماهر بتحذير لتكمل ببكاء:
-شوفوا حد غيري...ماهر يعمل فرحه على لونا.
-لونا عندها امتحانات.
استغل كمال الموقف وقال مؤكداً:
-وبعدين لو الموضوع عن ماهر ولونا ابوكوا مش أكيد هيتحرك، لكن البنت لأ...دايماً البنت ليها مكانه خاصه عند أبوها وأمها، لو ابوك عرف ان جنا بتتجوز أقسم لك بالله لاييجي الصبح.
تهللت ملامح كمال وهو يلاحظ شرود ماهر وعلامات ترجيح تلك الفكرة الصائبة بائنة على وجهه فقال:
-على معادنا بعد أسبوعين؟
قالت جنا بنواح:
-لأ بقاااا.
التف ماهر ينظر لكمال ثم قال:
-ماينفعش أسبوعين.
تهللت ملامح جنا وصاب كمال الإحباط ليضيف ماهر مقوراً بحسم:
-الفرح الجمعه الجايه.
-ايييه؟!!!!
اعترضت جنا فيما اشتعلت ملامح كمال بالفرحه والغبطة وكمل ماهر مؤكداً:
-كلم شركه تنظيم الحفلات، عايز الفرح هنا في البيت، مش في فندق يا كماال اظن كلامي واضح.
-واضح واضح.
قالها وقلبه يرقص طرباً فأخيراً سينالها.
وقفت جنا تصرخ فيهم:
-انا مش موافقة، يا عالم افهموا، مش عايزه اتجوز عموماً وكمال تحديداً ، على الاقل دلوقتي.
ليرد كمال بمهادنة لاقصى درجة :
-دي مجرد خدعه يا روحي عشان نبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد، أهدي ماتقلقيش، مش كده يا ماهر.
-كده أه.
هدأها كل منهما فارتمت على الأريكة بغضب وماهر يفكر كيف هو حال والدته الأن؟ ترى ما هو شعورها؟
_________سوما العربي_________
في أحد ناطحات السحاب بلندن على فراش وثير مفروش بالحرير فتحت نسرين عيناها بتشوش وخمول، بدأت تتثاءب وهي تشعر ببعض الدوخة.
كادت أن تنادي على مرافقتها التي تمرضها منذ سنوات ظناً منها انها ببيتها ككل يوم.
لكن عيناها بدأت تتسع شيئاً فشيئاً بإستغراب وهي تلف المكان تدرك انها بغرفة غير غرفتها حتى ملمس السرير نفسه مختلف غير سريرها الذي اعتادت عليه.
دارت برأسها لتجد بجنون وخوف وهي تسأل أين هي وكيف أتت لهنا.
انتبهت بخوف على فتح باب المرحاض، شهقت بصدمه كبيره جداً جداً وخي تري عزام يخرج منه يرتدي بنطال حريري وكان عاري الصدر تماماً، ابتسم والقى المنشفة من يده بلا اهتمام ثم بدأ يقترب منها بشوق وفرحه يردد:
-أخيراً صحيتي، صح النوم.
تسارعت ضربات قلبها وعلا على أثرها صدرها ثم ابتلعت رمقها وسألت:
-أنا فين؟!
-في بيتك الجديد مع جوزك.
-جوز ميين؟!! انت شكلك جرى لمخك حاجة؟!
-لا لسه الذاكرة تمام ومش فاكر اني طلقتك.
تقدم يجلس بجوارها على السرير،  شعرت بالرهبه وعدم الراحله خصوصا وجزعه العلوي كله عاري، صار لها زمان لم تراه هكذا حتى انها انفصلت نفسياً عنه غير مهتمه بالانفصال على الورق كونها لديها فتاة مقبلة على الزواج...وها قد نالت النتيجة.
صرخت فيه وهي تستشعر ملمح جلده على ذراعها:
-ايه ده ابعد عني.
-ايه عايز اقعد.
-روح البس حاجة .
ابتسم بتسلية وهو يردد:
-تؤ...أنا مرتاح كده.
جلس بأريحيه تامة لجوارها وتدثر بالفراش معها فصرخت مجدداً:
-أنا جيت هنا ازااااي؟! وازاي ماحسيتش بأي حاجة.
-الموضوع سهل جداً انا الي كنت سايبك بمزاجي تاخدي وقتك بس اخدتي سنين وانا مش عايز أضغط عليكي شكلي بكده كنت بدلعك.
صكت أسنانها ورددت من بينهما:
-جيت هنا ازاي.
-بسيطة، منوم في العصير، عربية إسعاف للمطار، ورق متجهر عشان انتي محتاجة تسافري باقصى سرعه عشان حالتك وجوزك اللي هو انا، هو اللي عامل كل ده، كله معمول حسابه وشرعي جداً...اعترضي بقا.
هاجت أعصابها وبدأت تصرخ فيه:
-رجعني...رجعني البيت.
حاول عدم التأثر بغضبها وصراخها وتحدث ببعض البرود:
-اهدي و هدي اعصابك عشان الضغط لازم يكون متظبط عندك عمليه بكره.
-نعم؟!!
-زي ما سمعتي.
حاول مدارات ضحكته لكنه فشل وضحك أمامها، شعور نسرين كان مزيج من الغيظ والغضب والإحساس بالعجز، صرخت بقوة أكبر:
-بطل برود واستفزاز، انت بتعمل معايا كده ليييه، رجعني بيتي، رجعني عند ولادي....أنا غلطانه اني مارفعتش عليك قضية طلاق لحد دلوقتي بس قسماً بالي خلقني وخلقك اول ما چنا تتجوز هتطلق منك.
-نجوم السما أقرب لك يا نسرين، أنا ماطلقتكيش طول السنين الي فاتت دي وانتي مانعة نفسك عني وفضلت صابر تفتكري هاجي أطلقك دلوقتي، مش هتعرفي تطلقي، وريني مين هيوديكي المحكمة.
بكت بضعف، صعُبت عليها نفسها، شعور العجز كان المسيطر، لن تستطيع التحرك بالفعل، همست بضعف ودموعها مناسبه:
-بتعايريني بعجزي يا عزام! مبسوط كده؟
صك أسنانه واقترب منها بغيظ يردد:
-انتي الي غبيه ومتخلفه ومهما كبرتي هيفضل مخك صغير، هو انا لما اكون باقي عليكي ومتمسك بيكي أبقى بعجزك وبذلك؟!!
هزت رأسها برفض لتصديق أي من كلماته وهمست:
-طب لو هو كده وديني عند عيالي بعدتني عنهم ليه.
ثار غضبه كلما تذكر أفعالهم وهتف بحده:
-عيالك،دول ولاد كلب.
دنا منها وكمّل بنفس الحده:
-هما الي مقويينك عليا، طول ما هما حواليكي مش هتشوفيني وانا خلاص ماعدتش قادر اطول بالي عليكوا اكتر من كده.
اقترابه منها زاد بداخله الحنين الذي لم ينضب يوماً، نسرين من نوع النساء اللواتي تشبه المشمش كلما زاد عمره زادت حلاوته، مازالت تحمل نفس الملامح المليحه والطله المريحه، مازال عبيرها واحد، خفيف كنسمة صيف معبقه بنسيم الياسمين من شجرة بعيدة .
كانت ولا تزال النقطة الوحيدة البيضاء بحياته رغم سوء كل صفاته وتفاصيله، حتى انه كان يسأل كالمجنون كيف قد يحظى بشخص مثلها، لربما جاءت لتنير عتمته، فقد كانت دوما الجانب المنير في حياته.
دوما كان صبور ناحيتها يراها منقذه من ظلمة نفسه، هدية أعطيت له ولم تمنح مثيلتها لشقيقه فاخر، بوجود نسرين كان دوماً يرى بنفسه شيئ جيد، يرى نفسه مميزاً.
اقترب من شفتيها بشغف رجل تخطى سنواته الستون لكن عاطفته لازالت جياشة ناحيتها فقط، عبيرها يخطفه ويسلب أنفاسه، إشتاق لزوجته الكاملة المكملة، الوحيدة التي لها سلطان عليه.
نسرين ورغم عجزها كانت تملك مالا تملكه صبايا بالعشرين، هي قادرة على إثارته من نظره، لكنها لا تعلم ودوماً متمنعة.
وهو يريد تقبيلها الأن، قبله فقط، و واحده لا أكثر والله فهو مشتاق بجنون لها...ظمأن رغم زواجه وعلاقاته التي كان يبحث فيها عن نسرين ولم يجد،حتى سلم...سلم لكونها مسيطرة عليه سيطرة ماكان يعلم مداها لكن السنين علمته.
بينما نسرين قد اتسعت عيناها بخوف وهلع، تراه لا يتوانى عن تذكيرها بأنها عاجزه أمامه ولن تستطيع التصرف، سحقاً انه على وشك تقبيلها.
اتسعت عيناها بغضب شديد، تذكرت عبيره وهو قريب منها الممتزج برائحة عرقه ودخان سجائره، ذكرى ايام وليالي مرت عليها فقد تزوجته لسنوات من يقدر على نسيانها؟
لكن الحنين لم يغلبها بعد، القهر كان الأقوى فصرخت بضيق شديد:
-أنت بتعمل ايه؟! ابعد عننني، أبعد عننننننني.
على صراخها وعلى، كانت تصرخ بقهر وغلب، تتوسله ان يتركها، لم يقدر على الرفض المتواصل وهتف:
-ايه؟؟ مش بتفهمي؟! طب مش بتحسي؟؟ أنا جوزك وعايزك، لسه باقي عليكي.
ملس على خدها المدور وردد بهيام:
-لسه مافيش ست قدرت تدخل دماغي غيرك، مافيش واحده قدرت تعمل الي بنعمليه وبتحركيه فيا، انا خلاص كبرت وعديت الستين وانتي كمان داخله على الواحد وخمسين مش أن الأوان بقا نهدا ونعقل؟؟
أغمضت عيناها ليغيب عن ناظريها وهتفت بترجي:
-سيبني بقاا سيبني.
-مش هسيبك واعقلي بقا.
صرخت من جديد، ماهي لايمكنها فعل ما هو أقوى، صرخت وصرخت بجنون، جنون من قسوته جعله يخاف عليها.
سحب قميص أبيض من على المشجب الخشبي ثم خرج ينادي على أحداهن بلغة اجنبيه حتى حضرت فتاة بيضاء شقراء اللون وصغيره بالعمر توتدي زي ممرضات.
نظرت له بشراسة فقال:
-دي الممرضه الجديدة بتاعتك وهتلازمك دايماً.
تقدم من الفتاة يحدثها بلكنتها الأجنبية ويطلب منها ان تهتم بها فصرخت فيه نسرين:
-بتكلمها تقولها ايه؟! اكيد بتقولها تحط لي حاجة في الدوا، انا مش هقعد هنا مش هقعد هنا، انا عايزه ماهر ...فين ماهر.
اقترب منها بضيق شديد وقد عصبته، دوماً تحتاج لابنه ولا تطلب مساعدته، كل دقيقة تؤكد له انه كان على حق حينما قرر أخذها بعيداً عنهم، ماهر يراعي وجنا تدلل، بالتأكيد لن تحتاجه.
همس بنفاذ صبر:
-عيالك مش هنا، مافيش هنا غيري، مضطرة تتعاملي معايا ماعلش.
ختم حديثه بصحكة سمجه يخبرها ان هذا هو الواقع وغير قابل للتغيير فهمست بنبرة باكية فرأها طفلة صغيره وهي تقول:
-طب هات لي ممرضه بتتكلم مصري.
ضحك بحب عليها وعيناه تمر على ملامحها بشغف مشتاق لنسرين القديمة ثم قال:
-كان على عيني بس مالقتش.
نفذ صبرها فصرخت فيه:
-ازاي يعني مصر كلها مافيهاش ممرضة.
رفع بؤبؤ عيناه يحركهم في السقف ثم عاد ينظر لها وقال ببرود:
-هو نسيت اقولك؟! احنا مش في مصر، سيبناها، احنا في لندن يا روحي.
ثم طبع قبله على جبينها وخرج وهي تعيد الكلمة على شفتيها لتعرضها على عقلها وتحاول أن تستوعب:
-لندن؟!!!؟؟؟
____________سوما العربي_________
مرت ايام تتحرك ببطء شديد الا على لونا التي لم تكن ملاحقة على كم الدروس التي يتوجب عليها مراجعتها.
دلفت لغرفة والدها فوجدته يجلس على طوف السرير شارداً، اقتربت منه تبتسم، واخيراً عاد والدها لجوارها وعادت معه الأيام الجميلة.
كانت تعلم انها تشبهه لحد كبير وهو كما هو لكن التعب هد عنفوان ملامحه وحل عليها الضعف وبعض الهزال.
اقتربت منه تجلس على الفراش ونادت:
-بابا، انت كويس يا حبيبي.
التف لها ثم مد يده يبتسم وجعلها تجلس جواره ثم سألها:
-وحشتيني يا لونا، وحشتيني قوي.
-أنت كمان وحشتني قوي يا بابا، ماتعرفش انا اتبهدلت ازاي في بعضك، بس خلاص انت اهو رجعت ورجع معاك كل حاجة حلوة مش هخاف تاني.
التف لها والدها وقال بخوف:
-اخدتي الفلوس من عمك؟! 
تلعثمت وتوتره ملامحها، لا تعلم كيف تخبره ان أموالها تحت يد ماهر حالياً.
مع توتر ملامحها اصابه القلق وسأل:
-أخدهم منك؟! لونا؟! اوعي، أوعي تكوني أخدتي دوا من الي كان بيدهولي، ده بيتعب جامد وكان بيخليني خايف.
جعدت مابين حاجبيها وسألت:
-دوا؟! دوا ايه ده؟!
رد بضياع:
-مش فاكر....دوا ايه؟؟
-الي بتقول ان عمي كان بيديهولك.
-عمك؟! عمك مين؟! لا مش عارف مش...
كانت ستقاطعه مصممة على معرفة كل شيء لكنها تذكرت حديث الطبيب حينما طلب منها أن لا ترهقه وتضغط عليه بالأسئلة التي قد تعيد له الرهبه والتوتر وأن تتركه يأخذ وقته وكلما تذكر شيئاً يخبرها.
ربطت على كتفه ثم أعطته الدواء وساعدته كي يتسطح على السرير وينام.
خرجت من الغرفة وقررت مهاتفة ماهر الذي فتح المكالمة مع اول دقه:
-اخيراً افتكرتي ان ليكي جوز، أفتحي انا على الباب.
-على الباب؟!؟؟
ذهبت لتفتح تراه أمامها، شهقت مفزوعه وهي تشعر به يباغتها وهو يدلف من الباب يغلقه بقدمه ويضمها له يقبها بشوق غلب كل شيء.
يمسح بجسدها على جسده يستشعر حلاوة قربها، ابعدها عنه ينظر لها عن قرب، يرى جمال عيونها وملامحها، اشتاق لحلاوتها وحالة الشد والجذب بينهما ولطراوة جسدها الناعم.
-وحشتيني يا قاسية.
قالها بولع وهو يضع خصله من شعراتها خلف أذنها جعلها ترتبك، يرى بعيناه تأثيره عليها.
ابتسم ثم نظر حوله للبيت الذي دلفه منذ عام تقريباً لكن لم تسعه الفرصة ليخبرها أنه:
-بيت باباكي  شيك ،حلو قوي ومريح كمان.
-ايه رأيك؟ ذوقي انا الي اختارت كل حاجة فيه كان نفسي بيتي يبقى ميكس مودرن وشيك.
قرص خدها ثم قال:
-اه بس ده مش بيتك يا روحي، بيتك عندي، هناك ولا انا عشان سيبتك يومين مع ابوكي تراعيه لحد ما ياخد على الوضع الجديد هتنسي؟!
صمت وما عاد يهتم بردها،جعد مابين حاجبيه؟؟! لا يصدق، هل مالاحظته عيناه صحيحاً؟!
لونا تمرر عيناها عليه بشغف ظاهر فيه انها إشاقته، أو كأنها معجبه!!! أيعقل؟!
ابتسم بغبطة ثم سألها:
-بتبصي لي كده ليه؟! وحشتك زي ما وحشتيني؟!
لم تجيب بالرفض وذلك يكفيه لزوجة عالية المدى، جننته بصمتها ونظراتها التي لازالت تنظر بها له، اقترب هو منها على الأريكة وقال:
-وحشتك، انا وحشتك.
-لأ.
قالتها وهي تهرب بعيناها منه، شعور بالعار يكتنفها تشعر انها عديمة الكرامة كونها بالفعل إشتاقت له، لماهر بعد كل ما فعله فيها.
شعر بما لم تتفوه به فقال:
-انا جوزك وأنتي بتوحشيني، نفسي في كلمة حلوة منك.
-ماهو مش هينفع.
-ليه بس ياحبيبي؟!!
-ضميري بيأنبني.
-نعم؟؟؟؟ لا بجد نعم؟! انا جوزك يابنتي مش بتخوني حد معايا.
-مش دي الفكرة.
-أمال ايه؟!
فركت كفيها معاً ثم همست:
-اصل انا بصراحة ناويه أطالبك بفلوسي الي واخدها وضع يد يا حرامي.
حاول كبت ضحكته وإضفاء الجدية لكنه لم يقدر أمام تناقض كلماتها وانفجر صاحكاً.
ضحكت هي الاخرى وكملت:
-مش هينفع اقولك وحشتني وبعدها اطلب فلوسي، حساها حركة واطيه مش كده.
تعالت قهقهاته تملأ صالة البيت وضمها له وهو يردد:
-واطيه قوي بصراحه، بس هقبلها منك اهو أي حاجه تبل ريقي.
أبتسمت له، غير منصف ماتراه، إنه بالفعل وسيم للغاية وجذاب، حتى كوكتيل أفعاله المريبه تضيف عليه غموض يعزز من جاذبيته.
لم تقدر على مقاومة كل ماتراه، اقتربت منه بنعومه شديدة وبحركة هادئة غير متوقعه أقتربت منه فجعلته يتخشب، يتيبس وهو يشعر بها قد اقربت منه و وضعت قبله على عنقه.
هااااااا؟!!! رفع وجهه بصدمه وعيناه متسعه، هل قبلته لوناا؟!! هل بادرت مره؟!!!!
التف لها مصدوم لكنها لم تترك له فرصه وقالت:
-عايزه فلوسي يا حرامي.
لم يستطع وانفجر ضاحكاً منها ومن أفعالها، لا يملك سوى ان يقربها منه يضمها له ويقبلها وهو يضحك عليها بجنون.
حاول التوقف عن الضحك ثم قال:
-هديكي فلوسك يا لونا بس …
زم شفتيه بضيق وسألها:
-هتفضلي معايا.
-اه طبعاً هو انا عارفه افلفص منك…
نظر لها بشك ، تسليمها غير مطمئن ليجدها تقول:
-فين القسيمة يا ماهر.
ضحك وقال:
-معايا ياروحي.
-طب هات نسخه بقا.
ضغط على انفها يردد:
-أه يا خلبوصه، عايزة القسيمه عشان ترفعي قضية طلاق، ده بعدك.
زمت شفتيها بضيق، دوماً يكشفها بسهوله.
مد يده داخل جاكيت بذلته وأخرج هاتفه يفتحه أمام عينها يقول:
-تعالي عندي حاجه عايز أوريهالك.
فتح الهاتف لتتفاجأ بوجود فاروق دويدار في فيديو مسجل فسألته:
-ايه ده؟!
رد بقوه:
-الكلب الي حاول يساومك، خليته يسجل فيديو يعتذرلك فيه على الي حصل والي كان بيفكر بس يعمله.
اتسعت عيناها، كانت على علم بنفوذ فاروق من كم الرعب الذي أصاب فاخر يومها وسألت:
-ازاي؟! ده بيقولوا واصل قوي.
-وقذر قوي، والكرسي فداه اي حاجة.
فتح التسجيل لتشهق وهي تسمع:
-ده بيعتذرلي.
ضمها له يردد:
-انتي مع ماهر الوراقي، خلي حد يفكر يجرب يقرب كده.
اتسعت عيناها بذهول وضمت نفسها له لا إرادياً تشعر انه لما لا تنظر للأمور من زاويه أخرى.
عليها التوقف عن النظر للموضوع من ناحية الكرامة فقط، ماهر سيحميها ويحمي والدها ولو مؤقتاً.
رفعت عيناها له وهي تشاهد الفيديو:
-هتديني فلوسي.
قبّل رأسها وهو يضغط ضمها له:
-هديكي فلوسك
-بجد؟!
-بجد بس لازم تيجي معايا….فرح جنا وكمال بعد بكره.
-الامتحان بكره الصبح.
-خلصيه وتعالي على البيت.
نظرت له بتوتر فاقترب منها يقبلها بهدوء شديد وردد:
-محتاجك قوي يا لونا….قربي مني.
باغتته تسأل:
-لاقيت مامتك؟!
سحب نفس عميق ودارى عنها القصه مجيباً:
-ايوه..كله تمام…خضيني في حضنك بس.
قربته من أحضانها ولأول مرة تغمض عيناها مبتسمه.
_________سوما العربي__________
كل شيء يتبخر من بين يداه، كل ما بناه يتحطم، بداية من بيته وصولاً لثروته وجميله.
وعلياء صممت على السفر لرفع القضية هناك، عزم على اللحاق بها، يعلم بمدى تأثيره عليها لكن قبل كل ذلك عليه تسوية الأمر هنا مع حبيبته…..جميلة
رأها تدخل لأسطبل الخيل، يقسم ألا يضيع الفرصة هذّه المرة.
دلف لها بالظلام وبداخله يدور سيناريو فيلم البحث عن فضيحة.
_____سوما العربي________
أقيمت الافراح في بيت الوراقيين…فرح دعى عليه الجميع حتى صلاح ابو العينين وطارق.
وتقدمت لونا تدخل الحفل بفستانها الرقيق من اللون البني ولم يقدر أحد على رفع عينه فيها فقط نظرات إعجاب بجمالها لكنها لاحظت ان هنالك نظرة مهابه وقيمه باتت مضافة ولكم أسعدها ذلك الشعور.
جلست من بعيد تراقب الجميع تنظر على طارق يحضن ويقبل كل فتاة تقترب منه وبعضهن مكسن في احضانه لدقائق كامله.
وماهر هناك يقف بعيد يرحب بالضيوف، نظرت رضا صرخت بها عيناها وملامحها، ماهر يصنع مسافه بينه وبين أي فتاة غير مسموح لغيرها بإختراق تلك المسافة.
ضحكت ساخرة تهز رأسها وسألت:
-ماذا لو صنع القدر لها ما اختارته حين رأت يوماً أن طارق أفضل من ماهر لأنه فقط يعاملها أفضل؟! وماذا عن باقي الصفات والتصرفات، إن كأس الخمر لم يفارق يد طارق منذ ذلف للحفل.
مال كمال على أذن ماهر يهمس له:
-أبوك جه زي ماتوقعنا.
تهلل وجه ماهر ليكبت كمال فرحته ويقول:
-بس من غير أمك.
-ايه؟!! كنت متوقعها منه والله، ابويا وانا عارفه..
زم شفتيه بضيق وعجز فأضاف كمال:
-انا حاطت له ناس تمشي وراه ماتقلقش،ماخلصتش لسه.
حانت منه نظره على جنا فابتسم وهو لا يصدق انها تزف له بالأبيض وقد أرتدته خصيصاً له وقد نالها.
تحرك واقترب منها يمضي سهرتهما لتمر الليلة عليهما تركها قيها تتصرف على حريتها، حتى انها نامت هانئه بأن ما اتفقت عليه صار تلك الزيجة ماهي الا وسيلة لأتمام شروط الوصية ولسرعه الوصول لوالدتها.
فتحت عيناها في الصباح تتثائب بخمول وتنظر حولها لترى معالم غرفتها الجديدة.
لم تكد تنهي تثائبها حتى وجدت كمال  أمامها بروب حريري مفتوح ظاهر منه صدوه وجسده الضخم بفارق حجم كبير يجلس أمامها يخبرها بهدوء:
-صحيتي يا روحي؟ عايز حقي الشرعي…
يتبع.
ضم شفتيه يحاول كبت ضحكته عليها وهو يراها فارغة فمها وعيناها متسعه في محاولة  منها لكي تفهم هل ماسمعته صحيح من الأساس أم لا .
وقف عن كرسيه وتقدم منها بروبه المفتوح يميل عليها بحيث دخلت في ثنايها روبه وهي مازالت في طور الإستيعاب، همس في أذنها بنبرة متلاعبة:
-الجميل بتاعي مش بيرد عليا ليه؟!
ابتعد عن أذنها ينظر لوجهها الجميل ليلاحظ تجمدها المستمر فناداها:
-چنا
همست اخيراً:
-إنت قولت ايه؟
ابتسم بتلاعب من جديد وردد:
-عايز حقي الشرعي يا چنچونة.
أهااا، هذا يعني أن ماسمعته كان صحيحاً لم تنتظر ولم تقدر وبدون مقدمات صرخت :
-يا مااااااهر، ماااااهر، الحقني يامااااااهر.
إتسعت عيناه بصدمه وحاول تكميم فمها يردد:
-انتي بتعملي ايه؟ 
لكنها لم تصمت بل رادت من حدة صراخها:
-يا ماااااااهر، ماااااااهر ياماااااااهر.
-يابنتي فصحتينا.
عضت يده التي تحاول تكميم فمها فصرخ متألما:
-اااه يابنت العضاضة
لم تبالي له و أستمرت في الصراخ بأسم شقيقها الذي أستيقظ من نومه منتفضاً وخرج من غرفته حافي القدمين يتقدم للغرفة الجديدة التي أوسست لهما وأخذ يدق الباب بهلع شديد:
-في ايه يا جنا؟! أفتح الباب يا كمال.
أتعست عينا كمال من الصدمه وقال:
-ده جه بجد؟!
فتعالى صوتها أكثر تستنجد به:
-الحقني يا ماااهر
دق ماهر على الباب بعنف:
-افتح يا كمال
-امشي يا ماهر مايصحش كده.
-أفتح الباب ده بدل ما اكسره فوق دماغك يا كمال...انت عارف انا مجنون وأعملها.
لم يجد كمال بد وتحرك ليفتح الباب فاندفع ماهر ناحية شقيقته يحتضنها بشدة تحت أعين كمال يقلبها يميناً ويساراً وهو يسألها:
-مالك يا حبيبتي، في ايه؟! عملك ايه؟! انتي كويسه؟
فرد كمال:
-كويسه؟! اطلع بقا وسيبنا عيب كده والله.
هزت رأسها وهي تحاول الاتبكي ثم قالت:
-لا لا انا مش كويسه وماتطلعش وماتسبنيش معاه لوحدي ده كداب وغدار ولا يؤتمن.
-أنا كل ده؟!!!
بادل ماهر النظرات بين شقيقته وبين كمال بروبه المفتوح ثم سأل بقلق:
-عمل ايه يا حبيبيتي، قولي .
نظرت له بحرج ثم دحرجت عيناها أرضاً ليسحها برفق:
-قولي يا حبيبتي ماتتكسفيش.
_________سوما العربي________
جلس يهز قدميه بغضب شديد مرت ساعتان ونصف وهو لازال جالس ينتظر الدخول.
تقدم من السكرتيرة الحسناء وسأل بضيق حاول مواراته بإبتسامة مصطنعه:
-هو انا لسه قدامي كتير على ما ادخل لفاروق بيه؟!
تنهدت السكرتيرة وقالت بترفع وزهد:
-عنده اجتماع ومقابلات مهمه .
-بس انا مستني بقالي تلات ساعات.
-والله انا عرفت حضرتك وانت الي صممت تستنى ده غير انك جاي من غير ميعاد كل الي جوا جايين بمواعيد وحضرتك عارف وقت معاليه مشغول ازاي.
-طب أدخلي وقولي له فاخر الوراقي برا.
-دخلت وقولت له وقالي خليه يستنى، فحضرتك حر اختار تستنى أو تمشي.
وقف لثواني يفكر هل ينتظر ام يغادر، هز رأسه بقلة حيلة وهو لاسبيل أمامه غير فاروق بعدما نفض شقيقه يده من عهدهما وترك البلاد بزوجته وغادر مقرراً إنهاء مسيرته في قطاع المال والأعمال واخبره صراحة انه سيعيش لينفق ويتمتع بما جمعه بعيداً عن الصراعات وينقذ المتبقي من علاقته مع زوجته، وابنه أتحد مع ابن عمه ونفذا شروط الوصية كأنهما يردان له ولشقيقه مافعلاه بوالدهما..هز مقرراً ان الدنيا دوارة.
لم يتبقى له شئ سوى نصف ماجمعه هو وشقيقه بالبنوك في الخارج وماكان لهذا المبلغ ان يملأ عيناه مطلقاً فقرر طلب المساعدة واللعب بأخر كارت، فحضر لعند فاروق دويدار متأملاً في مساعدته نظير تقريبه من لونا.
واخيراً أتى الأذن بعد مرور ساعة إضافيه فدلف لعنده بلهفه عالية يردد:
-أخيراً يا باشا اتعطفت واتكرمت وقابلتني.
مد يده بالسلام بينما فاروق لم يتحرك من على كرسيه، بل ظل على جلسته وأشار له بيده مردداً:
-عايز ايه يا فاخر.
تعزز شعور القلق داخل قلب فاخر واهتزت ابتسامته ثم ردد:
-لا بس، اصلي بكلم سيادتك عشان اقولك اني اتكلمت مع بنت اخ....
قاطعه فاروق بحسم ثم قال:
-مش عايزك تتكلم مع حد خلاص، انا وماهر بينا مصالح كتير مشتركة مش هي مرات ماهر الوراقي بودو؟!
تراجع فاخر خطوة ثم قال:
-غريبه؟! 
رد فاروق بحسم:
-ولا غريبة ولا حاجة انا صحيح بحب النسوان بس مافيش حب عندي يعلو على حب الكرسي .
اندهش فاخر لأول مره يستمع لتلك النبرة من فاروق وهو لا يعتقد يعني ان ماهر واصل لتلك الدرجة، نظرة عيناه كانت واضحه وفهم عليه فاروق فقال برضوح:
-ابن اخوك جه هنا وهددني بالورق بتاع أرض العلمين الجديدة، وانا وانت عارفين الارض دي بالذات والتسهيلات اللي اتعملت فيها لو اتشم عنها خبر الكل هيروح ورا الشمس وانا مش لوحدي، انا ورايا ناس تقال قويّ ومصلحتهم بتقول انهم لازم يفضلوا في الضل لو الموضوع اتعرف هما ماحدش هيمسهم بس كون ان اسمهم يتذكر ده هيخليهم يضحوا بيا وباللعيبة بتاعتي الي كانت بتسندني في الملعب.
ابتلع فاخر رمقه بصعوبة وسأل:
-يعني ايه يا باشا، ايه شوية العيال دول هيقعدوني في البيت؟!
هز فاروق رأسه وقال:
-انت كبرت يا فاخر، اعتبر نفسك طلعت على المعاش واعمل زي اخوك يا أخي، اشترى دماغه وسلم وسافر يعيش حياته مع مراته.
فكر فاخر لثواني ثم هز رأسه مردداً:
-لا يا باشا لا...لسه فيها...مشّ فاخر الي يسلم بسهولة كده.
-براحتك يا فاخر بس برا عني، بس عايز انصحك نصيحه، اللعب برا، الملعب هنا ضاق وفي حريفة تانيين ظهروا عندك ماهر ابن عزام و ابن محمد كيلاني وكل دول كوم والبت بنت امبارح بنت صلاح ابو العينين دي كوم تاني، ماكملتش ٢٣ سنه ومرقصة السوق كله بصابع رجليها الصغير.
نظر له فاخر بجانب عينه غير مصدق حنانه ونصيحته، لم ينطق لكن العيون مجاريف لذا ضحك فاروق وقال:
-أنا عارف بتقول ايه، من امتى الحنية دي...هي مش حنيه لكن اختصار مسافات وحروب وهري مالوش لازمه وانا عايز اكبر دماغي منك ومن قصتك انت واخوك وشغلي معاكم، واهو الواحد مش بيتعلم ببلاش...لازم اخد بالي اكتر ماخليش حتة عيل زي ماهر ييجي يعلم عليا تاني.
خرج فاخر من مكتب فاروق متدلي الاكتاف محني الظهر يشعر بالهزيمه وكل ما يدور بخلده انه خسر فاروق وعادا ماهر بلا فائدة.
لن يعود للبيت يعلم ان قصة إخفاء وثيقة الزواج لن تمر على خير، وكاد ان يصاب بالجنون فهل فعل كل ما فعل ولف تلك اللفة الطويلة والنتيجة خسارة لا تعد ومن كل الجوانب؟!
__________سوما العربي_____
سحبه من عنقه بغشامة وعنف وجره لغرفته يغلق عليهما الباب وكمال يخلص رقبته من يده وهو يردد:
-في ايييه؟! ايه الي بتعمله ده؟!
اوقفه ماهر يحتجزه بينه وبين الحائط ويده على عنقه يكاد ان يخنقه وهو يردد بضيق:
-هو ده الي اتفقنا عليه؟! عملت للبت ايه؟! 
-هكون عملت لها ايه يعني؟؟
-البت مبلمة من الصبح 
-ماعملتش حاجه؟! أنا أصلاً راجل جنتل مان ومافيش مني، ده انا سبتها امبارح براحتها غيرت في الحمام وطلعت وهي لابسه بجامة الدباديب الي هي لابساها دي وماعترضتش وسبتها تنام لحد ما شبعت وصحيت لوحدها.
-لا شهم يا واد وكلّك رجوله، أنطق عملت لها ايه خلاها مبلمة كده.
حك فكه وردد :
-أحمم.. 
-إنطق 
-ايه...قولت لها عايز حقي الشرعي.
-نعم؟!
-نعم الله عليك ياحبيبي هو انا شاقطها هو مش ابوك امبارح مجوزهالي بنفسه ولا ده كان Ai؟!!
إصطك ماهر أسنانه وأسبل جفناه بغضب وهو يردد:
-يامصبر الوحش عالجحش..ماتخلنيش اسب لك ياكمال.
-سب يا حبيبتي وانا أسب للي خلفوك يعني انا ماليش لسان مثلاً؟!
-انت يابني ادم انت مافيش عندك مخ؟! امال دكتور ايه وبتاع ايه؟!
-داخلها بالغش عمك كان بيشتري لي الامتحانات مانت عارف.
زفر ماهر بغضب وترك طلابيب كمال يردد:
-لا ما انا مش هروح السجن في واحد زيك.
-ايوه كده شاطر...عملت طيب سبيني بقا عشان ارح لمراتي .
كاد كمال ان يتحرك بلهفه لكن أوقفه ماهر يمنعه:
-اقف هنا يا بهيم انت.
توقف كمال فقال ماهر:
-سيب البنت يا كمال، جنا مش حملك.
جن جنون كمال وردد:
-إنت معتوه يا ماهر؟! ولما هي مش حملي جوزتها لي ليه؟!
-يا كمال چنا خام على الاخر، دي كانت مكسوفه تقولي انت طلبت ايه؟!
ابتعد كمال خطوة وسأله:
-هو ماحدش فهمها؟!!!
فرد ماهر بضيق من بين أسنانه:
-هنفهمها ايه والجوازة جت بسرعة وامها مش معاها تكلمها...خلي عندك شوية دم.
هز رأسه بضيق وسرعان ما تذكر فهجم على كمال يقيد تلابيبه يخنقه من جديد وهو يردد:
-فين الرجالة اللي قولت ماشيين ورا ابويا.
-بس يا ماهر هموت في ايدك.
حرره ماهر بصعوبه فقال كمال:
-فضلوا ماشيين وراه بس هو سافر.
-ها وبعدين.
-ايه الي وبعدين!!! ولا قبلين يا حبيبي كل سنه وانت طيب، اخد طيارته وسافر شكله كان حاجزها دهاب وعودة، رجع على طيارة الفجر.
اتسعت عينا ماهر وسأل بغضب:
-نعم يا روح امك؟
-هتلبخ؟!
-ده انا هطلع ميتين اهلك؟! ده أنا عجبلت بالحوازه عشان نعرف نوصل لامي.
-وانا كنت اعرف منين أن ابوك جاحد وفاجر كده وهييجي من غير امك.
-مش قولت ممشي زفت رجالة وراه.
-بقولك سافر في طيارة الفجر.
-وماخليتهمش يحجزوا معاه ليه؟!
-انت عبيط يا ماهر؟! هو انا ماسك سيستم الطيران ولا حاجة؟! هعرف منين انا  رقم الرحله والطيارة اللي مسافر عليها عشان الرجاله يطلعوا معاه ولا هنروح لندن ننادي ماحدش شاف عزام الوراقي ياولاد الحلال؟!!
ضرب ماهر على فخذيه بجنون وقلة حيله ثم ردد:
-يعني انا جوزتك اختي كده وخلاص.
هز كمال رأسه وردد:
-ماشي هقدر موقفك ومش هرد عليك.
كاد كمال ان يتحرك ليوقفه ماهر:
-أستنى عندك.
-ايه تاني؟!
-رايح فين؟!
-رايح اوضتي.. انا عريس جديد حضرتك.
نظر ماهر على طول جزع كمال وضخامة بدنه خصوصاً بروبه الحرير المفتوح وللحظة شعر بالتهور والندم والشفقه تجاه شقيقته الصغيرة.
جذب خصلات شعره بجنون ثم ردد بقلة حيله:
-عريس جديد يبقى انزل افطر..انزل افطر وربنا يسامحني بقا.
-وبعد الفطار ايه؟! هطلقها مثلاً؟؟ 
-البت صغيره يا كمال وقطة مغمضة صعبانه عليا قوي خصوصاً انها من غير امها في موقف زي ده وانا مش عارف اتصرف.
رفع كمال له احدى حاجبيه وصرح بنديه:
-وانت كنت عملت كده مع لونا؟!!!
إلى هنا وتوقف الزمن بماهر، كأنه محاصر بأفعاله المشوهه، سؤال كمال كان صفعه قويه لطمت خده.
والصمت كان المقابل...صمت قاتل يتخلله الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
تحشرج حلقه فحاول تسليكه وتحدث بحرج:
-أصبر على جنا يا كمال على الاقل لحد ما لونا تخلص امتحانات وترجع هخليها تتكلم معاها.
-وهي لونا يعني الي هتسد؟! ماهي عيلة زيها ومن نفس عمرها.
اغمض ماهر عيناه إثر كلمات كمال التي خلّصت عليه وزادت الكف كفين، كل كلمه تضع لونا أمامه ليعلم كم جار عليها وظلمها، خصوصاً وهو سيد العارفين ان ماحدث مع لونا لم يحدث عشره مع جنا، لأول مره يدرك حجم قوة لونا، فما تحملته وحدها لا تستطيع أي فتاه تحمله والتصدي له وحدها.
و للحظة فكر لو أن كمال فعل مع شقيقته اي مما فعله بلونا ماذا كان سيفعل.
دارت به الأرض واخيراً أدرك كم هو نذل، ماهر الوراقي من تحلف به كل السيدات تتمنى إبنها يصبح كيفه أو أن تحظى ابنتها بزوج مثله، من يتعامل مع الفتيات بحدود وبتهذيب ورقي ويقدم المساعدة، كان نذلاً لأقصى درجة مع فتاه والمصيبة انها الفتاة الوحيدة التي أحبها!!!! 
أي منطق هذا وكيف كان يفكر وقتها؟!!!
لمعت عينا كمال وهو يلاحظ تراخي جسد ماهر وسقوطه بانهزام على الأريكة من خلفه فسأله مباشرة:
-ليه عملت معاها كده يا ماهر؟!
-كنت بخاف منها؟!
-نعم؟!
-أنا عمري ما قربت من بنت ولا سبت واحده تلمسني...الا هي من اول مره شوفتها ريقي جري، هي اول بنت حضنتها وانا الي بادرت.
-انت هتقولي مانا عارف ..ماهر الوراقي ممنوع الاقتراب او التصوير، انا نفسي كنت مستغرب افعالك..بس ليه تخاف منها، شكلها طيب خالص وعلى فكرة باين عليها.
رفع ماهر عيناه وقال له:
-بتقول كده عشان مش شايفها زيي، شايفها بنت عمتك وبس، لو كنت مكاني كنت هتحس الي بحسه.
شرد مفكراً وقال:
-معاها اكتشفت حاجات كتير وحشه جوايا ماكنتش اعرف انها موجودة، واضح انها بتطهر في وقت الشده وفي الاختبارات ولونا كانت اختبار قوي، اقولك سر؟!
قالها بأعين لامعه، يملؤها الشغف فقال كمال:
-قول
-أنا كنت عايز احبها في السر، أحبها بعيد عن الناس، تبقى عشيقتي، ولما أخدتها لندن أخدتها عشان كده.
كمال كان متعجب من تصريحات ماهر العجيبه، صحيح ان الإنسان لهو تركيبه غريبه وعجيبه وبداخل كل شخص الخير والشر والشئ ونقيضه، لكن كل ذلك لم يمنعه من السؤال:
-و لما هو كده ليه رجعتها؟!!
-بنت اللذينا...لاقيتها سلكت برا..دي سلكت هناك اكتر من هنا، كان لازم أرجعها.
-وناوي على ايه معاها؟!
-مش عارف.
-هسيبك انا تشوف هتعمل ايه معاه واستسمحك اروح اشوف...
قاطعه ماهر ينهره بغضب:
-كمااال...
-يوووه.
-يومين يا كمال...يومين لحد ما لونا ترجع وكمان نشوف حوار امي ده
صمت كمال ولم يعطيه كلمه فنداه ماهر:
-كماال.
نفض اطراف ثوبه بغضب وردد:
-حاضر..حاضر...هترفت اصبر..بس وحياة أبوك ما تتأخر عليا، أنا بحترق.
-طب روح احترق بعيد عني.
ثم تركه وتحرك مغادراً يذهب لعندها ....ومن غيرها.
_________سوما العربي__________
وقف أمام المدرسة التي تنهي داخلها أخر إمتحان، الشوق واللهفة يفيضان على ملامحه.
طال بعادها وهو أشتاق، جنا وهي مذعورة من كمال وطلباته لا تغيب من مخيلته، لأول مره يختلجه الشعور بالحقارة.
مسح عيناه وهو غير نادم على قراره.
ابتسم بحب وهو يراها تخرج وحيده من اللجنه تلقي الاوراق من يدها دون مراجعه، لونا باتت شخصية لا تندم على ما مضى، تنظر فقط للقادم وأهدافها واضحه...أشياء تجعلك تقع بغرامها من جديد.
تقدمت من سيارته بإبتسامة بسيطة وجلست لجواره فردد:
-حبيبي عمل ايه؟!
-كله خير إن شاءالله 
شملها بنظرة من عيناه، أشتاق لها بجنون، تقاربهما الجسدي ماعاد شئ غريزي يشبعه على قدر ماصار يطمئنه، لكنه لن يعود للإجبار.
عيناه كانت فضاحه ونظرته تأكلها، أبتسمت بغرور وسألته :
-وحشتك؟!
ضحك بخفه وردد:
-بقيتي تخوفي، كبرتي.
-مش قوي..بس يمكن بقيت بفهمك.
-من نظرة؟! بتحبيني؟!
-لأ
قالتها على الفور...نبرتها لم تكن مؤكدة الرفض هي فقط تؤكد العناد فضحك بحب على ملاوعتها وملاعبتها ثم سأل:
-خلاص أطلقك.
نظرت له سريعاً، كانت متفاجئة ومصدومة، عيناها تسأل عن لسانها الذي تكبر على السؤال هل ستفعلها حقاً؟! هل ستقدر عن الابتعاد عني وماذا جد بعدما كنت متشبث بي؟!!!
سألت بضيق عالي ونبره مهزوزه:
-شبعت؟!
ضحك فغضبت، تحرك بسيارته دون حديث وهو يبتسم برضا.
غضبت منه،حقير لاقصى حد، ما قاله كانت لعبة نفسيه جديدة .
ولزيادة الحرب النفسية ظل طوال الطريق صامت...صمت تام قاتل لها ولاعصابها وهي لم تحرك الصمت، لن تتنازل تعلم أنه يلاعبها.
توقف بها أمام أحد البنوك الشهيرة بالقاهرة وترجل منها يقول:
-يالا انزلي.
-على فين؟!
-البنك، مش معاكي بطاقتك.
-ايوه...بس ليه؟!
صمت لثواني يعلم انه سيندم فيما بعد لكنه قال:
-هفتح لك حساب.
اتسعت عيناها غير مصدقه، زاد جنونها وهي تسمعه يكمل بقلة حيلة يبدو مضطراً:
-هحط لك خمسه مليون فيه، تلاته مليون مهرك 
-هاااااه؟!!
ابتسم يكمل:
-واتنين مليون فلوس ابوكي..ماهر مش حرامي.
ضحك في الاخيره وهو يراها فارغة الفم تسمعه مصدومه غير مصدقه.
________سوما العربي_________
جلس يهز قدميه بغضب شديد وهو يرى كل خطته تنقلب فوق رأسه ورأس من أنجبه.
لا يصدق أن المؤامرة التي حاكها فاضت في النهاية لصالح غيره كي يفوز بحبيبته...وهو الأن مضطر لأن يجلس في وسط الجلسه كأحد أقاربها يشهد على أهل رجل أخر قد حضروا يخطبوا حبيبته لأبنهم.
يود لو قطف قطعه من السماء...سيجن بالتأكيد فكيف انقلبت اللعبه كلها في النهاية 
يتذكر ما حدث بالأمس
حين دلف خلفها إسطبل الخيل عازماً ع إحداث فضيحة كبيرة وتقدم خلفها يناديها:
-جميلة...جميلة..ردي عليا .
لكنها لم تجيبه ولم تحدثه وتقدمت للداخل فأسرع يعترض طريقها ويمسك يدها يوقفها:
-هو انا مش بكلمك.
-شيل ايدك عني
-مش هشيل ...هتعملي ايه يعني؟!
-ابعد عن طريقي يا رشيد.
أخذ يقترب منها وهو يردد بجنون:
-مش هبعد...انتي ماخلتيش فيا عقل...خلاص اتجننت...بسببك هخسر كل حاجة..بيتي وابني ونص ثروتي وفي الاخر كمان مش هاخدك..هأوو.
إتسعت عيناها وبدأت تشعر بالخطر فقالت بصوت مهتز وهي تلاحظ عدم وجود حارس الإسطبل فنادت:
-يا عممم منصووور.
-مش هنا...ماحدش هيلحقك بس شاطرة...صوتي أكتر خلي الناس تتلم ويشفونا وتبقى فضيحه فأبوكي يجوزنا واخلص بقااا
عادت للخلف بذعر شديد يزيد ويفاقم خصوصاً وهي ترى التصميم في عيناه فتقول عله يعقل:
-اعقل يا رشيد...انا ماعملتش حاجه، انت الي كنت رايح جاي ورايا .
-ماهو من جناني بيكي، انا مش بنام الليل.
صرخت برعب:
-وانااا مااالي.
-انا بحبك يا جميله بحبك.
قالها وهو يهجم عليها يجذبها لعنده فصرخت وحاولت التملص منه مما قطع بلوزتها من عند كتفيها.
لمعت عيناه..خطته في طور الانتهاء لنيل المراد، اقترب منها زياده فصرخت:
-عيب عليك، أنا بنت خالك.
-مانا اتحايلت عليكي انتي وخالي.
ابتسم وهو يرى القليل من أعضاء النادي بدأت يلمح ما يجري على أثر الصوت واقترب اكثر..قبض على ذراعها وهي تصرخ:
-بقولك سيبني.
لم تقدر على نفض ذراعه الغليظ، هو يريدها وانتهى.
ومالم يحسب له حساب هو تدخل مدرب الفروسية بذلك التوقيت، مد يده على ذراع رشيد بغضب يردد:
-هي مش قالت لك سيبها.
-ماتدخلش انت...انت ايه اللي جابك؟! دي بنت خالي
- وبنت خالك عايزاك تبعد ورافضه..هو مش بالعافيه.
-لأ خو بالعافيه ...أيه رأيك بقا.
اتسعت عينا رشيد بغضب فرفع يده وناول شهاب لكمه فردها شهاب له
درات حرب طاحته بينهما وجميلة تصرخ...تهور رشيد وتحرك بغضب يذهب لسيارته مقرراً إحضار سلاحه.
خرج من باب خلفي للإسطبل والناس تتقدم من الباب الأمامي ليروا ماذا يحدث.
خلع شهاب عنه قميصه الذي مزقه رشيد وجميله اقتربت منه تعتذر وهو يطمئنها ويطمئن عليها وبعض من أعضاء النادي قد دلفوا يسألوا ...ماذا هناك.
حضر رشيد بمسدسه...ليصدم ان أعضاء النادي قد تجمعوا لكن يرون شهاب مع جميله وهو عاري الصدر وليس هو..
عاد من شروده على صوت والد شهاب يردد:
-إحنا طبعاً نتشرف إننا نناسب عيلة زيكم و...أحمم و الي حصل ده والله ماكان مقصود 
-فعلاً؟!!
سأل والد جميلة بضيق غير مصدق صدق نواياهم يشعر انها خطه للإيقاع بأبنته الثرية في شباكهم.
فتحدث شهاب:
-حضرتك تقصد ايه؟! أنا صحيح مش عندي شركات ولا عقارات زي حضرتك بس أنا مش ناوي أعيش على قفا مراتي ...انا هنا عشان اصلح غلطه.
-علطة؟!!!
-والله حضرتك تقدر تسأل الأستاذ رشيد...أسأله كده كل ده حصل ليه؟!
صمت جميعهم ونظر صلاح لرشيد بشك ثم قال:
-أنا موافق...نقرا الفاتحه.
هب رشيد محتجاً:
-فاتحه ايه؟! انت صدقتوا يا خالي؟! ده قليل الادب، انا كنت رايح العربيه اجيب له المسدس.
اسبل صلاح جفناه وقال بتعب:
-أقرأ الفاتحة واقعد يا رشيد...أقعد.
قال ألأخيرة بنفاذ صبر يشبه الوعيد فجلس بقلق لكن داخله يشعر ان الامل لم ينقطع بعد...مجرد قراءة فاتحه.
__________سوما العربي________
كان يجلس في مكتبه بتركيز وأندماج شديد في عمله الى ان فتح الباب ودلفت هي بدون إستأذان .
اشتم عبيرها الذي يحفظه...ومن ذا الذي لن يحفظ ريح إمرأة يعشقها.
رفع عيناه وابتسم بإعجاب وقد وقع بغرام فستانها السماوي المتمايل على جسدها الممتلئ.
زادت من صدمته و قد اقتربت منه تردد:
-سوري دخلت من غير إستذان بس قولت مافيش واحده تستأذن وهي داخلة على جوزها.
اتسعت عيناه غير مستوعب تصرفاتها وعقله يصرخ ان تلك اللونا التي حضرت أمامه متغيره.
زات اتساع بؤ بؤ عيناه وهي تقترب تضع قبله على خده وتردد:
-وحشتني.
هل تريد إصابته بالجنون؟! وحاول أن يستوعب وسألها:
-بجد؟!!
-اممم.
قالتها بلمعه في عيناها جننته جذبها لتسقط على قدميه وهي لم تعارض كانت تبتسم،هز رأسه بجنون وسأل:
-انتي جايه تجننيني عليكي؟! براحه عليا
-حاضر.
همست بنعومة ثم قالت:
-بس انا مش جايه اجننك.. جايه أقولك وحشتني.
زادت خفقاته ثم ابتسم وهو يسمعها تكمل:
-وأستأذنك؟!
-هممم …لأيه؟!
-للشغل.
-هممم عايزه ترجعي مكتبك ونلعب من جديد..مااااشي يا لونا..ارجعي.
-لأ.
قالتها بقوة…بفكر…برؤية ويقين..نظرة خاليه من التخبط القديم فسأل بقلق:
-أمال؟!
-لاقيت شغل في الجرافيك في شركه كبيره جنبك هنا..
-نعم؟!
-أممم
قالتها ببراءة…رفرفت بأهدابها ببراءة أكبر وهي تررد:
-بتاعت واحد إسمه…إسمه…أه…محمد كيلاني.
-أهلاااااااً
قالها بصراخ وهو ينتفض وهي حقاً لا تعلم لما!!!!
يتبع
بداية جديدة وفصول جديدة في حياة الجميع فقد خرج فاخر مهزوماً من بيت أل وراقي، خرج في منتصف الليل دون أن يراه أحد، لم تكن صدفة وانما تعمد ذلك.
واليوم بداية مشرقة....بداية جديدة بروح جديدة، إبتسامة واسعه تشكلت على وجهها الحسن همت لتحرج من بيتها بزي رسمي لأقصى درجة.
وقفت أمام المرآة تعيد تصفيف خصلات شعرها خصله بجوار خصله وتتأكد من رونقة مظهرها.
ابتسامة ثقة ورضا تشكلت على شفتيها، هي تعلم أنها جميلة ويليق بها الوضع الجديد.
لكن ولثواني تلاشت بسمة الثقة وحل محلها القليل من الشك تتسأل كيف وافق ماهر بكل تلك السلاسة والسرعة، فقد توقعت ان يرفض ويغار ويبدأ سلسلة أفعاله الهمجية التي عهدته عليها.
لكنه خالف كل ذلك وابتسم لها ابتسامة لم تفهما حتى الأن وقال بالتوفيق!!!!!! أيعقل؟!
هزت رأسها بجنون وتنهدت تردد محدثة نفسها أمام المرآة بجنون :
-في ايه هو كله شك شك، جرى ايه ماتعقلي بقا، مش قولنا شخصية قوية وبتاع.
هزت رأسها بضيق وعادت تنظر للمرآة تردد:
-وبعدين ليه الظلم؟! مايمكن الراجل نوى يتغير وبدأ ينفذ هو انتي لا كده عاجب ولا كده عاجب؟!
أخذت نفس عميق وزفرته على مهل :
-اهدي، ابتسمي، انتي بدأتي تعيشي الحياة الي نفسك فيها...يالا يا لوناا.
سحبت نفس عميق بعد وصله من تحفيز الذات، وضعت حقيبة يدها الفاخرة على كتفها وقبلما تخرج نادت على الممرضة التي أحضرتها لتراعي والدها طوال ساعات غيابها، أعادت عليها التوصية بمواعيد الدواء والأكل ثم خرجت.
بعد ساعه ونصف في الطريق أخيراً وصلت.
مرت من أمام مرآة كبيرة جدا في بداية الشركة، أبتسمت بثقه كبيرة وهي تستشعر جمال وفخامة هيئتها.
مضت بثقه للداخل تبتسم فقد تعلمت الدرس، المظهر الخارجي عليه عامل مهم جدا.
تتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لمقابلة عمل وكانت ترتدي بلوزة قطنية قصيرة وجيبه سوداء مع حذاء بسيط.
كان يوم صعب وقد مرت على شركات كثيرة لعمل مقابلات متعددة ورفضت فيهم جميعاً.
لتعود باليوم التالي ولكن بهيئة مختلفة، وبحركة جريئة جدا قدمت من جديد وقبلت في اكثر من شركة لتختار في النهاية أعلاهم راتباً.
بسعة صدر كبيرة وابتسامة كلها أمل وشغف دلفت لمكتبها الجديد المقسم عليها وعلى زملائها وجلست أمام جهاز الكمبيوتر المخصص لها تهمس بسم الله ثم تبدأ أول ساعة عمل لها.
_________
مدد قدميه بإنهاك ومط جسمه للخلف، تنهد بثقل فقد أضناه التفكير في والدته، أحياناً يهون الأمر على نفسه كونها مع والده وهو يعلم بمدى حبه لها وأحياناً أخرى يتعذب كونه على علم كذلك بما تشعر به في حالتها تلك.
دقه على الباب يتبعها أخرى ثم دلفت السكرتيرة:
-ميعاد البريك يا مستر.
-تمام روحي انتي يا دينا.
-تحب أطلب لك غدا قبل ما اخرج؟
-لا، شويه وهبقى أطلب أنا، روحي انتي بلاش تعطلي نفسك.
-أوكي.
خرجت فبقى وحيداً، تمطأ بجسده على الكرسي وعاد به للخلف ينظر من الشرفه على المنظر الخارجي وشكل الموظفين .
أسبل جفناه بتعب يريح جسده وعقله قليلاً عن العمل .....
لم تمر ثواني إلا وشعر بيد رقيقة تلكز ركبته، رفع عيناه ليصدم ويتفاجئ بأنها لونا، اعتدل قفازاً بصدمة وخوف يسألها:
-في ايه مالك؟! جيتي امتى؟؟
جاوبت فوراً وانفجرت في النواح:
-ااااااااه، انا تافهه، تافهة وفشله ومش بتاعت شغل، أااااااه.
كانت تبكي وتمسح أنفها بطريقة مثيرة للضحك حقاً، حاول كتم ضحكاته و وقف يردد :
-مالك بس يا حبيبي حصل ايه؟؟ تعالي، تعالي نقعد.
سحبها للأريكة الجلدية يجلس ثم وهي بحضنه، أخذ يمسح على كتفيها وهو يردد:
-في ايه؟! ايه اللي حصل؟! 
حاولت التحدث من بين دموعها:
-النهاردة كان اول يوم شغل ليا
-عارف، حد ضايقك 
هزت رأسها نفياً ثم قالت:
-الشغل الحقيقي طلع صعب قوي يا ماهر، أنا انا مش حمل الكلام ده مش حمل الكلام ده والله....ااااه.
ضم شفتيه يكبت ضحكته الشامته بينما هي تسترسل في البكاء:
-أدوني شغل كتير ومن أول يوم، من أول يوم، طب كانوا يصبروا عليا.
-مش انتي الي كاتبة في السي ڤي خبرة واعمل تحت ضغط، قابلي بقا.
مسحت أنفها ونظرت له بأعين هرة وديعة ثم قالت:
-ماترجعني أشتغل عندك ومش هعمل مشاكل والله.
ضحك يردد:
-وحد كان طردك، انتي الي مشيتي.
هزت رأسها بندم تقر:
-أيوه أنا عملت فيها قوية وبتاع.
تابعها مبتسماً عيناه تمر على وجهها وأسنانه تعض على شفتيه مقراً انه وقع بعشق مجنونة، دوما عشوائية، أفعالها متناقضة وغير متوقعه.
مجيئها لعنده باكيه مهزومه ونادمه لهو أخر ما توقع حدوثه.
ولم يتوقع أيضاً تقلبها العجيب و اندهش وهو يراها تمسح دموعها بكبر عجيب و توقفت عن البكاء بلحظة وتحولت وهي تردد بعناد ورعونة:
-وانا قوية وهبقى شاطره.
رمقها بعيناه ثم سألها بهدوء:
-صحيح يا لونا، انتي جيتي عملتي انترفيو هنا من سنه؟!
هزت رأسها إيجاباً فابتسم يقول:
-وكنتي عارفه انها بتاعتي؟!
-انا ماكنتش لسه عارفاك ولا شوفتك بس بصراحة كنت عارفة انها تبع أهل ماما، وانا في الفترة دي كانت حالتي صعبه جدا عمي واضع يده على الفلوس والبيت وبابا محتاجه ادور عليه، وانتو بصراحه كنتوا عارضين مرتب كبير.
ضحك بهدوء ثم سألها:
-وبعدين؟!
قصت له ماجرى يومها فسألها مستغرباً:
-وليه ماقولتيش وانا كنت هعرف شغلي مع غادة دي كويس؟!
-انت شايف ان بداية علاقتنا كانت تسمح !
-وبعد ما بقيتي ليكي وضع ونسبه ليه ماعملتيش معاها نفس الي عملته؟!
-عشان مابقاش زيها....لما اعمل زيها أبقى فرقت ايه عنها؟!
ابتسم بهدوء  يتابع ملامحها بحب ثم تناول يديها بين كفيه وردد:
-تعرفي انك وحشتيني.
ناظرته بشغفه لكنها ظلت متمنعه ولكن بدلال، ابتسمت وسألته:
-ليه اتجوزتني يا ماهر بالطريقة دي وبالسرعة دي؟!
-عشان لاقيت عندي انفتاح كبير عليكي، اخدت القرار يوم ماحضنتك في أوضتي، فاكرة؟! لما جيتي تعتذري.
قربها منه زيادة ثم همس:
-أنا مافيش بنت تقدر تقرب مني، ممنوع اللمس.
-مش قادرة اصدق بجد، الي اعرفه ان معظم الرجالة الغنية بتبقى عندها علاقات و...
قاطعها يردد:
-انا نفسي مش حلوه قوي كده، ومش اي واحده تقدر تقرب من دايرتي...غيرك، انتي مش قربتي لها لأ، إنتي إخترقتيها...كان لازم أفهم وأنفذ.
ظهر بريق لامع في عيناه وهو يقترب منها بلهفة مردداً:
-وبصراحة...كنت هبقى حمار قوي لو كنت سبتك لغيري.
تابع ملامحها بصمت، رأت الشبق في عيناه، عرفت أنه يريدها، يرغبها الان.
ابتسمت بثقه ثم قالت بتحد وحاجب مرفوع:
-ايه؟!
-اييييه؟! وحشتيني يابت؟ نار جوايا وانتي بس اللي ممكن تطفيني.
ازاحته بدلال ثم قالت:
-بس انا عندي شغل دلوقتي.
جذبها بقوه فجلست بحضنه وضمها يردد:
-شغل ايه دلوقتي؟ بقولك محتاجك، تعالي نروح البيت.
-تؤ.
-بلاش لوع بقا، انا أستويت خلاص، عيب كده بقا، اسمعي كلام جوزك وتعالي معايا.
-بردو لأ.
ضايقته برفضها ودلالها مقابل ضعفه أمامها...لم يفهم ماتفعله لونا لم يفهم.
غادرت برأس مرفوع تبتسم بكبر وقد قررت فرض ضلوع السيطرة، كل شيء سيسير تحت سيطرتها الناعمة وليس هو، انتهى ذلك العهد بلا رجعه.
وهو خلفها يشد خصلات شعره من الجنون والشبق الذي تمكنا منه
_______سوما العربي______
كانت غافية على فراشها مستسلمة للنوم ولم تشعر به حين عاد وفتح الباب ينظر عليها مبتسماً.
اقترب من الفراش يخلع عنه نعليه ثم تمدد لجوارها وتدثر معها بنفس الغطاء، جذبها بهدووووء وأحتضنها لصدره، آاااه عاليه صدرت عنه متأوهاً يغمض عيناه بتلذذ ودفء سرى بكل أنحاء جسده...مرت سنوات لم ينعم فيها بذلك الحضن....كانت حلاله لكنها حرمت نفسها عليه.
لم يشعر بنفسه ولا بذراعه التي زادت ضمها بقوة اعتصرها فيها بين ذراعيه وجسده، قوة آلمتها فأيقظتها من ثباتها.
انتفضت تنظر له برعب وسألت مهاجمة:
-انت بتعمل ايه هنا؟! 
لم يبالي باعتراضها بل حاول ضمها من جديد وصرح:
-بعمل ايه؟! نايم في اوضتي على سريري جنب مراتي.
-قوم من هنااا، قوم يا عزام 
-مش هقوم...كفاية كده بقا وانتي لازم تسمعيني، لازم تديني فرصه، انا عملت ايه لكل ده؟!
-مالكش عندي فرص وانا غلطانه اني لحد دلوقتي ماتطلقتء منك، ارجع بس مصر وانا والله لاعمل توكيل للمحامي واخليه يخلعني منك.
-طلبتيها ونولتيها يا نسرين، رجلك مش هتخطي مصر تاني.
فزعت من تصريحه وهي وحدها هنا وحيدة فصرخت فيه:
-انت أييه؟! معمول من أييه؟! انت ايه مش بني أدم زينا؟!
-لا بني أدم...بني أدم يا نسرين و بحبك...أديني فرصه ...فاتت سنين كتيره مايبقاش قلبك أسود.
-مايبقاش قلبك أسود؟! ببساطة كده؟! تفضل تاعبني نفسياً ويجيلي تعب في عضمي من كتر حالتي النفسية اللي زي الزفت ومن كتر ما بحط في نفسي وأول ما اتعب تروح تتجوز عليا؟!! قولي لو انت مكاني هتعمل ايه؟!
-انتي الي مش عايزة تسمعي، انا لساني داب وانا بقولك جوازي من جيلان مصلحه.
-والله؟! رايح تتجوز تاني يوم ما مراتك تعبت والدكتور بلغك حالتها وتتجوز عيله اصغر منك ومنها بعشرين سنه وتيجي تقولي جواز مصلحه؟؟ أنا اتقهرهت، قلبي اتفتت وعيشت الظلم على ايدك، انا مش بس محرمة نفسي عليك في الدنيا لا انا خصيمتك يوم القيامة يا عزام ولو الذنب الوحيد الي بينك وبين الجنة ذنبي فانا مش مسمحاك.
اتسعت عيناه وهو يسمع تصريحاتها ألأخيرة وصراخها بأن يتركها وشأنها الأن.
ظلت تصرخ وتصرخ بهياج ولولا ذلك لما تحرك فهو على لو درجة عاليه من التجبر والبرود، وحده صراخها وهياجها يعلم أن حالتها النفسية مهمة جداً لأجل عمليتها القادمة 
ظلت تصرخ وتصرخ بانفعال وانهيار نفسي لم يره مسبقاً دفعه لأن يستدعي ممرضتها ويطلب منها ان تحقنها بمهدئ يضبط ضغطها.
لكنها كانت لاتزال تصرخ:
-أخرج...امشي من قداااامي...امشي من هنااااا.
رفع يديه علامة إستسلام وقال:
-حاضر ..حاضر بس أهدي وسبيها تديكي الدوا.
-امشي من قدااامي...أمشي.
 زم شفتيه بضيق وقلة حيلة ثم تحرك مغادراً واقتربت المممرضة منها فقالت:
-call...cal my sun...maher..in Egypt 🇪🇬 ..call him and he will give you amillion dollar.
التمعت عينا الممرضة وقررت المجازفة، دونت مفتاح مصر الدولي ومن بعده رقم ماهر الذي تحفظه نسرين عن ظهر قلب وبدأ الأتصال.
______سوما العربي_______
ضرب بكلام ماهر عرض الحائط، فهو يكاد يجن جنونه عليها وتلك الجحشة لا تفهم ولا تبالي.
مختفية منذ الصباح رغم انه عسكر لها في البيت وبات لا شغلة له غيرها، لكنها مختفيه….وكلما أصبحت أمامه تطير مثل الزئبق.
بحث عنها في كل مكان، حرفياً بكل مكان الى أن توقف متذكراً..اااه معدتها….عليه ان يسير خلف معدتها إن أراد البحث عنها.
دلف للمطبخ على الفور وبالفعل وجدها تضع قطع المارشيملو على النسكافية الساخن.
(يا مزااااجك) قالها بغل وهو يعصر قبضة يده.
هي هنا تتمزج بكوب ساخن يكيفها وهو يحترق لأجلها، فذهب العقل والصبر رالتعقل معاً أدراج الرياح واقترب يقبض على ذراعها فصرخت:
-أااه..سيب ايدي ياكمال في ايه
-في ايه؟! صحيح ماللي عنده دم أحسن من الي عنده عزبة .
رمشت مفكره:
-وانا عندي ايه فيهم؟
-لا ده ولا ده
زمت شفتيها:
-ليه كده حرام عليك؟!
-حرمت عليكي عيشتك؟! أنا جوايا نار بتحرقني وماسك نفسي وانتي ولا على بالك وقاعده تدلعي نفسك ، لأ وصاحبة مزاج قوي.
تنهدت بضيق:
-عايز ايه يا كمال؟! من الاخر.
أتي من الأخر هو ليس بصبور مطلقاً فقال:
-عايزك انتي، عايز نبقى عرسان بجد، بلاش…عايز اخدك ونطلع شهر عسل الففك الدنيا، نعوم في البحر سوا بالنهار ونقضيها سهر ومليطة بالليل.
لاحظ لمعة عيناها وقد جرى رمقها على أشياء لم تجربها فانتهز الفرصه واقترب يردد:
-طب بذمتك مش نفسك تجربي..هاااه.
مارس هواية الزن على الأذن، ودون دراية منها اقترب يحاوطها بحميمة شديدة، يداه تعتقل خصرها وجسمها كله مسنود على جزعه الضخم .
ما ان حضنها حتى أغمض عيناه كأنها هديته وأخيراً نالها، طفله عنيده أتعبته وأرهقته.
قربها منه بقوة أكبر ثم يدأ يهمس في أذنها وقد أشتغل معه مفعول الخبره في مهادنة الناس:
-هعاملك كأنك طفلتي…البيبي بتاعي وفي السرير كأنك أجمل ست في الدنيا، جربي مش هتندمي.
نجح في سحرها، كمال بالأساس كان حنون ومقرب منها ولديه سطوة عليها، اغمضت عيناها معه تتخيل، وليته صمت لكنه كان يتمادى ليذكرها:
-جربي…معقول نسيتي انك اقرب حد ليا في البيت هنا، نسيتي كمال.
أه كمال الخبير….دقت تلك الكلمات بعقلها وجعلتها تفتح عينها بصدمه على هيتئتها بحضنه وذوبانها التام.
ليته لم يكمل ولم يذكرها بخبراته ومغامراته، لن تصبح حكايته الجديدة…لن تصبح.
شعر انه أخطأ في أمر نا ذكره..فتحها لعيناها هكذا فجأة نبه علاوة على أبتعادها عنه بعدما نجح في إذابتها بأحضانه وبدأ يبحث عن الخطأ فسأل:
-مالك يا روحي؟! في ايه؟!
-في انك وحش قوي، وحش من جوا قوي يا كمال…جاي تضحك على عقلي؟! بتستغل خبرتك وصغر سني عشان تسيطر على تفكيري وتلعب بيا؟!
-أنا يا جنا!
-ايوه انت…. انت كمال الي كان بيحكي لي عن البنات الي عرفها من كل بلد راحها وازاي كنت بتخلع منهم، بنات انت نفسك من كترهم هتلاقيك ناسي ملامحهم مش بس أساميهم، ايه؟! عايز تقنعني انك فجأه بقيت شايفني وعايزني انا؟! ازاي طيب مانت طول عمرك بتعاملني أني اختك الصغيره؟؟ فجأه كده من بعد الوصية هبقى مراتك وبنتك وننيني نييني نيييني ني؟! انت حقير لدرجة انك جاي تاخدني باكدج ..وصية وتجربه جديدة وفلوس واهو تبقى اتجوزت مصريه عشان جواز الأجانب بيلسوع…مش كده…مش انا جنا الي من يومين تلاته بس قولت لي مش هينفع بعد كل مغامراتي دي أدخل عيش الزوجيه بعيلة زيك…. 
اتسعت عيناه من تدافع تصريحاتها فهتفت محذرة:
-أنا مش بنسى يا كمال وفاكرة كل كلمة.
قالتها وغادرت بغضب شديد تتجه نحو غرفتها تغلقها عليها وقد تركت المشروب الذي نظر لها فيه.
_________سوما العربي_________
دلف بخطى غاضبه للنادي الرياضي ومنه إسطبل الخيل يبحث عن غريمه بغضب شديد الى ان وجده…إستعرت في عيناه النيران وهو يراه يساعدها في ركوب الخيل، يتلمس خصرها ثم يعدل قدميها على السرج.
نار متقده اشتعلت داخله خصوصاً وهو يرى جميلة الثقيلة الراكذة تختلص النظرات له …لااا والأخر لا يبالي…لا ينظر لها كأنه غاضب منها مثلاً.
أما عند جميلة فقد سرت رجفه كبيره هزت بدنها ما ان لمسها وهو يساعدها، ابتسمت بشعور لذيذ وهي تراه يعدل قدمها على السرج ثم انتبهت منتفضه على أمره:
-افردي رجلك جوا السرج.
-ما أهو.
قالتها بخوف ورهبة منه…ذلك اللعين كان عليه حضور مهيب …تباً له ولجميع الرجال.
اقترب منها بغضب و أوقف الحصان من لجامه وقال منبهاً:
-لا مش مفرود كويس ودي مش اول مره انا اخدت بالي انك بتعملي كده دايماً وده ممكن في مره يوقعك وقعه ماتقوميش منها.
ابتمست بهدوء وهي تستشعر بريق خوف واهتمام منه بل ومراقبة ايضاً…..هممم لئيم لا يظهر.
أرتبك من نظراتها وتحرك يساعد فتاة أخرى، ظلت تتحرك بالخيل بهدوء وقد انتابها الحزن وهي تراه يعاملها مثل بقية الأعضاء بلا تمييز كأنه مجبر عليها…نكست رأسها بحزن أكتنفها وفجأة شعرت بيده اقتربت من العدم وعدلت من وضع قدمها على السرج كأنها طفلة تماماً وهو عينه عليها مهما تصنع التغافل.
فانشق صدرها من الفرحه والسعاده لكن على من؟! أخذت خبره.
غلفت وجهها ببرود تام وتقدمت بالحصان تتحرك بخفه .
وهو تحرك كي يبدل ثيابه ثم يعود لها كله قلق عليها يراها مستهترة وتلك الحركة مخيفه وقد أصابت الكثير.
في طريقه لتغيير ثيابه الغارقه في العرق أوقفته يد غليظه ما كان بحاجة ليعرف هوية صاحبها.
التف بصمت ينظر له:
-أمر.
-تاخد كام وتخلع؟!
-مالك؟!!
-ماشي…هعيدها تاني…تاخد كام خلو رجل وتخلع.
-انا شايف انك تخلع انت من هنا بدل وا أحزنك على شبابك.
-تحزن مين ياض ده انا ارجل من بلدك.
-انت بتقول ايه ياض يابن ال"""""
بدأ الأشتباك بالأيدي واقترب العم منصور يفصل بينهما بصعوبه الى أن فلح وتحرك رشيد مغادراً بغضب يتتبعه صوت شهاب الغاضب بوعيده:
-لو رجلك خطت هنا تاني هكسرها لك.
_________سوما العربي_________
دلف لغرفتها يدق الباب بتهذيب جديد عليه، أذنت للطارق بالدخول، فتح الباب وطل من بأدب ثم همس:
-ممكن أدخل؟؟
رفعت عيناها له مستغربه ثم قالت:
-من أمتى الأدب ده؟! أتفضل.
دلف باحترام ثم جلس أمامها يقول:
-أنا على اتفاقي مع ماهر، بس كنت عايز اقولك حاجه.
-مش مهم، اي حاجه هتقولها مش مهم.
-حتى لو قولت لك ان الكلام الي قولته قبل كده قولته بس عشان اغيظك؟! حتى لو قولت لك اني عيني عليكي من ساعة ما رجعت بس ماكنتش عارف أجيبها منين ولا ازاي؟!
نظرت له بطرف عينها فقال:
-طب فاكره يوم عزومتنا في بيت صلاح أبو العينين، لما ابوكي كان عايز ياخدك في عربيته وكان بيزعق لك عشان الفستان؟! مين أخدك معاه وكان شايفك زي القمر وكنت عمال بحاول أضحك فيكي وانسيكي الي إتقال؟؟ مش أنا؟! أنا فاكر لحد دلوقتي ازاي يومها كنت هتجنن، وماكنتش عايزك تطلعي تغيري الفستان، كان جوايا إحساس اني مش عايز جمالك يبان لحد، فاكرة؟؟؟
سرت الفرحة بداخله وهو يرى بدايه لين ملامحها دليل على تأثرها بكلماته فابتسم ليقترب منها مردداً:
-دي مش اول ولا أخر ذكرى، في غيرهم كتير وكلهم قريب، فاكرة لما خرجتي من اوضتك بالفستان البمبي الي كان مفتوح، انا يومها ماغمضليش جفن، كنت بتقلب في السرير كأني بتقلب على نار.
اهتزت نظراتها من كلماته لكن مازالا الشك وعدم الثقه خصوصاً مع تاريخه المشرف.
وقف من مكانه يكتفي بتلك الأهداف لليوم مقرراً مواصلة إحرازها لحتي يصل في اليوم الذي يحصل فيه على الكأس …على چنا.
ابتعد لحد الباب وقال قبلما يخرج:
-خدي وقتك….هتلاقيني مستني إشارة منك.
خرج من عندها وتركها تائهة، هزت رأسها بجنون، كلامه سحرها، اختضنت نفسها في الفراش وهي تهزي:
-خدي وقتك هتلاقييني مستني إشارة منك، ده خبره خبره ، شوف الواد بيتكلم ازاي؟! ومش عايزني اخاف منه؟! هروح فيه فين ده ولا اجي؟! هو فاكر انه كده بيطمني؟؟ ده قلقني أكتر!!!!؟
_________سوما العربي________
جلس على الأريكه في غرفته التي كانت تجمعه معها قبلما تغادر وتتركه.
مغمض عيناه بتعب وهم محاوطه من كل الجهات، دق الباب بخفوت فجعد مابين حاجبيه الى أن تذكر انه قد طلب مشروب ساخن من الخادمة.
أسبل جفناه بتعب ومدد ذراعيه على مساند الأريكة وقدميه أمامه يرتخي بشموخ لكنه مجهد، امرها بهدوء ان تدخل ففتح الباب ليقول :
-شكراً…اتفضلي انتي.
لكنها لم تتفضل بل أقتربت منه و وضعت قبله ساخنه على عنقه مصته ثم بدأت تنزل لباقي نحره ففتح عيناه بصدمة ولم يصدق ما يواه وهمس:
-لونا؟!
رفعت وجهها، ابتسمت له وجهها مشع وبعيناها نطرة لمعت فيها القوة والتحدي والسيطرة، عضت على شفتيها بإغواء.
إتسعت عيناه بإثارة، لايصدق، ليس فقط من تواجدها هنا ولا من فعلتها بل كذلك من ما يراه، فهو وكأنه يرى لونا جديدة
هزت رأسها إيجاباً وفككت عقدة شعوها فانساب عليها وعليه في موجات مسترسلة واقتربت من جديد تدفن رأسها بعنقه تغرقه بشعرها وعطرها تقبل رقبته وتعضها.
جذب خصلات شعرها بقبضة واحدة، أبعدها عن عنقه بصعوبه وهو يلهس من شدة تأثره بها وهي وجهها محمر وسألها بأنفاس متلاحقة:
-بتعملي ايه يا مجنونة؟؟!!
همست ببراءة وبساطة:
-جيت لك بنفسي، عشان وحشتني…جيت بمزاجي.
إتسعت عيناه مصدوم من تصريحها…همس وقد قبض على كل خصلات شعرها:
-رجعتي؟!
هزت رأسها إيجاباً مبتسمة فسأل:
-متأكدة؟!
لم تجيب بل وضعت قبله خفيفه على شفتيه ثم ابتعدت لتجيبه لكنه لم يعطيها الفرصه، فهو أشبه بأسد حبيس جائع لأسابيع وقد فتحوا له القفص على فريسته أخيراً، فانقض عليها يريها ويخبرها ما فعلته بأسد  مثله مشتعل لكنه لا يرغب بأنثى ولا يقترب من غيرها.
_______سوما العربي_______
بخطوات تحمل معها النصر دلف لقصر خاله ومن ثم اقتحم غرفة مكتبه دون إستذان.
وقف صلاح يردد بغضب:
-انت اتجننت خلاص يا صلاح، ازاي تدخل عليا بالطريقة دي؟!
وقف أمامه بصدر منفوخ وجسم مشدود:
-جاي انجدك، الحق كارثه من قبل ما تحصل 
-نعم؟!!
اخرج هاتفه المحمول وفتحه ثم ضغط على أحد الأيقونات ليصدح صوته يحدث أحدهم:
-تاخد كام وتسيبها؟
-نعم؟!
-مش هنمثل على بعض، انا عارف وانت عارف انها بالنسبة لك سبوبة، صفقه، بت غنيه ومن عيلة وعايز تغرف من اليغمة دي، فتعالى نقصر على بعض المسافات والحروب وقولي تاخد كام خلو رجل فيها وتخلع.
-حلو يا باشا جبت من الاخر وانا أعز اللي يجيب من الاخر، ٣مليون دولار.
-كتيير.
-شوف يا باشا ثروة ابوها لوحده كام!
-اتنين ونص من ابو أخر قولت ايه؟!
-اتنين ونص ماشي مش هفاصلك الي ييجي منك كله حلو.
-اتفقنا؟!!
-اتفقنا.
اغلق الهاتف باعين لامعه وهو يرى ملامح الصدمه على وجه خاله الذي أرتمى على كرسيه من خلفه بأنهزام فودد بشماته حقيقية:
-مش ده البيه عريس الهنا شهاب؟!!! 
-انا مش مصدق وداني!!
قالها صلاح بتيه يصيب بالشفقه ليقول رشيد:
-أدي حقيقته القذرة بيفاصل في جميلة ست البنات زي الطماطم، لا وبعد الفضيحه كمان…واطي بجد….بس ولا يهمك يا خالي، من بكره هكتب على جميلة وأخذها وأسافر.
ابتسم بحبور وهو يرى علامات الحزن والانكسار على وجه خاله ترحي بإعلان إنتصاره بحبيبته.
يتبع
جلس وهو لا يدري شئ عن أي مما يجري ولما اتصل به صلاح أبو العينين بالأساس.
جلسه صامته موترة منذ البداية، صمت تام وسكون عالي، الوضع غير جيد ولا مبشر.
حمحم يجلي صوته ثم تحدث بثبات رغم ما يشعر به:
-خير حضرتك كنت طالبني.
-خير..أكيد خير.
قالها صلاح بأعين يملؤها الضيق والحسرة والحسم كذلك...طريقة إستغربها شهاب وجعد ما بين حاجبيه  وقد عاد الصمت ليسود من جديد، تخلله فقط نقرات إصبع صلاح على سطح مكتبه ويرفع عيناه لينظر بأعين شهاب الذي زاد إستغرابه .
الموقف برمته ونظرات صلاح كانت كفيلة لأن تجعل شهاب يسأل نفسه هل هذا الرجل مجنون أم لديه ربع تالف بعقله؟؟
ليعود ويجعد مابين حاجبيه وهو يرى صلاح يخرج ورقه صغيرة من درج مكتبه ويمد يده بها لشهاب:
-أتفضل.
-أيه ده حضرتك؟!
ضحكه مستهزئة صدرت من صلاح لشهاب ثم رد:
-شيك باتنين ونص مليون.
-!!!!
كان در صامت مستنكر ومستغرب من رشيد على كلام صلاح وحديثه جعل صلاح يكمل:
-المبلغ اللي طلبته من رشيد.
 رمقه بإشمئزاز وكمل:
-خلو رجل في بنتي، جميلة أبو العينين
-أفندم؟!
-أيه؟! قليلين؟! تحب نزوّدهم؟! هي جميلة تستاهل بردو.
-أنا مش فاهم حاجة؟! ايه الكلام اللي حضرتك بتقوله ده؟!
هز صلاح رأسه بجنون:
-أااه، انت ولد هايل ومستقبلك في التمثيل هيكون رائع على فكره.
-تمثيل؟!!!! لا يافندم انا مش بمثل ومش فاهم حضرتك تقصد إيه اصلا.
-بتكلم عن اتفاقك مع رشيد
-اتفاق ايه انا ما اتفقتش مع حد على حاجه.
أعطاه صلاح نظره ثاقبة مهينة ثم فتح هاتفه ومن ثم أشغل التسجيل الصوتي وكلما استمع شهاب كلما اتسعت عيناه من الصدمه والغضب وهتف:
-ايه الكلام الفارغ ده انا ماقولتش كده.
-هو ده مش صوتك؟!
-صوتي بس انا ماقولتش كده 
-والله؟! اممم، تعرف اني دورت وراك وسألت جميلة، طلع انها تعرفك من كام يوم بس وكلام عادي بين يعني فجأة كده خطوبه؟؟ هي المشكله الي حصلت في النادي والناس اتجمعت كانت متدبرة هي كمان ولا ايه؟!
أسبل شهاب جفناه ثم قال:
-هي وصلت لكده كمان؟! طب بص يا صلاح بيه، انا وراجل حر وطالع بدراعي، ومن بيت ناس محترمين وأظن حضرتك سألت عليا وعرفتني كويس، والفلوس الشمال دلوقتي مافيش اسهل منها يعني الممنوعات والتدوال والطرق الشمال كتيره وبتعمل فلوس بسرعه أكيد هيبقى احسن لي كتير من اني اعملها من على قفا بنت.... ماقولتش الكلام ده، واعتبر الخطوبة لاغيه مش انا الي أعمل كده.
وقف ليغادر تحت صمت صلاح التام، لم يحرك ساكناً، لكن قبل بلوغ شهاب الباب ناداه:
-أستنى.
وقف والتف له فقال صلاح:
-مش هتاخد الشيك، عرقك.
كانت إهانة مابعدها إهانة أصابت شهاب في الصميم ، حاول كظم غيظه وقال:
-لولا انك راجل كبير واكبر من والدي كان هيبقى ليا تصرف تاني دلوقتي.
ثم فتح الباب بقوه وخرج بخطوات غاضبة يتشاكل مع شياطينه.
ليفتح باب جانبي من مكتب صلاح وتخرج جميله تقف حزينه صامته فيقول لها والدها:
-سمعتي بنفسك؟!
أسبلت جفناها بحزن بليغ ثم التفت مغادرة دون التفوه بحرف، تتقاذف أمام عينها العفاريت هي الاخرى وسكن حظه جحيم من سيعترض طريقها اليوم أو يحدث أي موظف خطأ في عمله.
لتدلف لمكتبها وتجده مفروش بالورد...لا لا ليس مجازاً بل مفروش بالورود فعلاً، ورد على الأرضيه و ورد على المكتب والكراسي وكل مكان.
صرخت بعلو صوتها على مديرة أعمالها:
-ناريهااااااان
تقدمت فتاة أنيقه في منتصف العمر تردد:
-نعم.
-مين عمل كده؟!
~أنا.
قالها رشيد الذي  ذلف للتو يبتسم بنصر عظيم، التفت بعصبيه شديدة وصرخت في وجه ناريهان:
-هو مكتبي بقا وكالة من غير بواب ولا سوق الجمعة؟! اي حد كده يدخل يعمل الي يعمله في أي وقت؟! 
صدم رشيد وانخرس وكذلك ناريهان التي حاولت الدفاع عن نفسها:
-بس يافندم...
قاطعتها جميلة:
-انتي موقوفة عن العمل ومتحوله للتحقيق.
-بس..
-مابسش...
حانت منها نظرة مقط شديد لرشيد ثم أكملت وهي تنظر داخل عيناه:
-وقبل أي حاجة تكلمي حد ييجي المكتب ينضفه ويشيل الزبالة دي من هنا.
 زبالة؟!!!!! هل عائدة عليه أم على الورد أم على كليهما!!!!!!!!!
__________سوما العربي_________
أستيقظ من نومه والنشوه تتغلل كل خلايا جسده لدرجة أنه يشعر بها في أطراف أصابع قدمه.
فتح عيناه وهو يحس بشعر كثيف يغطي صدره، إبتسم بإنتشاء وهو يرى جسدها العاري نائم على جسده غارقه في ثبات عميق.
رفع يداه ولملم خصلاتها الكثيفه المنثوره على صدره تغطيه فظهر له وجهها المرهق، ومرت عيناه على جذها الغض العاري المستور ثلاثة أرباعه بشرشف السرير، مرر يره على جلد جسمها يتحسسها بفخر، كأنها كانت حرب ضاريه وهو ربحها....إنتهى العناء وانتهت الرحله والتي كان الكنز في نهاياتها نيل لونا ونيل رضاها.
ظل على وضعه ينظر لها فقط وكأنه لا يريد من الدنيا أكثر من ذلك، ولم يرغب في قلق نومها وهو يعرف لقد أرهقها ليلاً لكن رنين هاتفه كان له رأي مخالف.
تململت بإنزعاج إثر صوت هاتفه المتكرر وهو يغلقه كي لا تستيقظ وبالنهايه فعل وضع الصامت.
لكنها كانت قد أستيقظت وحدث ما حدث، فتحت عيناها ونظرت له كأنها مستغرب، رمشت بأهدابها....إنها تستوعب.
ضم شفتيه يتحكم في ضحكته، تطلعت له بإستفهام مزهول ثم سألت:
-أنا فين؟!
ملس على شعرها مجاوباً:
-في سريري.
-ايه؟!
-اه.
-ومش حاسه بلبسي ليه؟!
-عشان انتي من غير هدوم .
-خالص؟!!
-خالص.
انتفضت لتعدل في الفراش ولم تراعي كونها عاريه، شهقت عالياً وهي تلاحظ تزحزح عيناه على مفاتنها التي ظهرت  وقد شعرت بلفحة هواء لسعتها وذكرتها بأنها غير مستورة.
قهقه عالياً بتلذذ وإستمتاع على أفعالها وقد زاد وهو يراها تتراجع متكئة على ظهر السرير تلملم ملائة السرير حول نهديها وتحاول فقط أن تستوعب.
مال يقترب منها، همس في أذنها:
-على فكرة أنا ممكن أصلح غلطتي واتجوزك.
رفعت عيناها له فرأى نظرة مشتعلة دفعته لأن يقهقه من جديد ثم ردد بغرور:
-على فكرة أنتي الي جيتي لي.
-أنا؟!
-أممم وأغرتيني وفضلتي تبوسيني كتير، ولبستي ال...
-بس ماتكملش...
قاطعته بتحذير وشعور بالعار ليردد:
-أقتكرتي؟! طب على فكرة انتي قولتي لي يا بيبي؟!
-انت؟؟ 
-اه...ماشبهش مثلاً؟!
نظرت له شذراً وهي تتمتم(ماهر وبيبي!!)
لطم خدها برفق:
-سمعتك، سمعتك .
نظرت له بأعين قطه وكأنها بريئة ليقترب منها بحميمة أزيد ويردد:
-أنا مابحبش العب ببنات الناس وهصلح غلطتي...أمري لله، هكتب عليكي.
لم تجيب عليه فسألها:
-بت..فوقي بقا، انتي صحيح ناسية الي حصل بينا؟!
ردت بإندفاع وعصبية:
-أيوه، أنا اصلا واخده منك موقف وموقف كبير كمان، أكيد في حاجة غلط ولا يمكن هرونات.
-هرمونات؟!!!
أفضل لحظات حياته كانت هرمونات؟ هل يقتلها أم لا كي لا يعدم:
-انا ممكن أقتلك وأتاويكي فمش هتحبس أنا قادر وفاجر وأعملها . المشكلة هتبقى في أني ممكن ماعرفش أعيش من غيرك، 
-تعمل فيا انا كده يا ماهر؟!
هز رأسه بجنون، مد يده على عنقها:
-لااا ما انا مش هسيبك تجننيني.
اهتزت عيناه، قربها منه لبكه وأشعل النيران بجسده فهمس:
-انتي جننتيني، جننتي ماهر خلاص يا لونا.
نظرت مباشرة لعيناه، حركة جديدة تعلمتها حتى أتقنتها، نظره بطريقة معينه ولمعه معينه مع عضها لشفتها السفليه برفق و...تمت المهمة بنجاح، فقد الرجل أعصابه.
أختطفها بين ذراعيه يقتنص قبله عنيفة تنم عن قلة حيلته أمامها حتى لو نجح في التظاهر بالعكس.
كانت هي من ابتعدت عنه وليس هو، رغم قبضته عليها الا انها حررت نفسها بنعومه وليونه من بين يديه وشفتيه كأنها تتمنع وهي راغبة فلم تثير غضبه....كان يتابعها بصمت، معجب ومغروم، ولا يقدر على الصد والرد، كل ما يجول بخاطره جمله واحده (لونا باتت خطيرة)
تعالى رنين هاتفه فضمها له عنوة والتف يجذب الهاتف، أبصر هوية المتصل ولم يبالي، بل أغلقه فقالت:
-ماردتش ليه مايمكن شغل.
-لا ماهو شغل بس انا مش عايز اعمل اي شغل النهارده ، النهارده أجازه.
-انت تعبان؟!
-قوووي، ومحتاج الحته بتاعتي تدلعني...دلعيني.
رفرفت بأهدابها:
-أدلعك ازاي؟!
-عيدي لي الي حصل إمبارح.
رمقها بمجون وشغف:
-كنتي تجنني.
-بسسس.
-أيه بقاا، ده أنا ما صدقت ترضي عني...هاخد أجازه وأقعدلك دلعيني.
-لا طبعاً، انت تقدر تاخد أجازة انت صاحب الشغل لكن انا لسه بادية شغل جديد وعايرني أثبت نفسي وأسمي فيه.
و وثبت من فوق السرير فجأة تلف مفرشه حول جسدها الرائع فجعلت ماهر يجن جنونه:
-لونا تعالي هنا ماتهزريش.
-تؤ يا ماهر
قالتها بدلال لا يصلح الرد عليه بعنف، لونا بدأت تتعرف على أصلحتها وتتقن إستخدامها.
دلفت للمرحاض تغلقه وهو مازال على الفراش يتميم بجنون:
-تؤ؟؟ تؤ ازاي يعني؟! وانت ايه هتسكت يا سيد الرجالة؟!
صمت يعض شفتيه ويردد:
-بس  حد يزعل الملبن دي؟! وبعدين بتقولي تؤ يا ماهر... هزعلها ازاي؟!
______سوما العربي_______
في الغرفة المجاورة كانت چنا تفترش السرير كله، تفترشه بالأربع أطراف، أقترب منها يراقبها بغيظ شديد،يتنهد .
نعم بالطبع يحق لها فهو قد مثل جيداً لدور الشهم وترك لها الغرفه، والمقتريه لم تبالي، لا بل ونامت هانئة مبرطعه في الفراش .
اقترب يجلس بجوارها، أبتسم رغماً عنه،رغم أنها كبرت ورغم أنها أمست زوجة له إلا انه لازال يراها تلك الطفلة الصغيرة التي تظهر بملامح مريحه وبريئة لكن مخها ذري وأفعالها تصيب بالجنون.
زادت إبتسامته وهو يرفع شعرها من على غرتها يزيحها فظهرت له تلك النبدبة الصغيرة وقد ذكرته بما حدث ذلك اليوم.
على مايبدو أنها شعرت بأنفاس أحدهم معها بالغرفة مما أقلق نومها وجعلها تفتح عيناها.
نظرت له مستغربه من وجوده جلوسه مقرب منها هكذا، حاولت التحدث تسأل بإستغراب:
-رشيد؟! ايه الي مقعدك كده؟!
-الناس بتصحى الصبح تقول صباح الخير.
تثائبت بخمول ثم رددت:
-صباح الخير.
-صباح الخير عند المتجوزين مش بتتقال كده يا چنا.
هزت رأسها كأنها تردد(صبحنا على الصبح بقا أهو) ثم رددت:
-المتجوزين أاااه...طب المتجوزين بقا يا كمال.
-واحنا ايه؟
-متجوزين...بقولك.
-اتفضلي.
-هستلم نصيبي أمتى؟!
-مش عارف...مستعجله على ايه؟!
-نفسي آفتح البراند بتاعي بقا..اهو أبقى إستفادت
لاحظت نظره المسلط على غرتها فقالت:
-في ايه؟!
-التعويرة بتاعت زمان لسه سايبه علامة..فاكره اليوم ده والبت اللي في جرايد ثري الي ضايقتك، وانتي ضربتيها وجيتي تجري عليا وانا اتخانقت مع اخوها و ولاد عمها، كنت هترفد بسببك خلي بالك.
ابتسمت بحنين على تلك الأيام وردت:
-كانت أيام حلوة والله 
-كنتي بتعملي كل مصيبة وتيجي تجري عليا انا وكنتي تقلقي تقولي لماهر.
ضحكت :
-كنت عيلة.
-وآهي العيله الصغيرة كبرت وبقت مراتي خلاص.
-يا كمال....
كانت ستتحدث معترضه لكنه قاطعها هامساً:
-جربي تسيبي نفسك، أدي لمشاعرك فرصه، أنا وانتي نستحقها.
صمتت مفكرة فانتهز الفرصه واقترب منها يقبلها بهدوء وتلذذ، كانت كالجنه والنار، الحر والبرد، العذب والمالح...كانت چنا التي كبرت فأبهرته.
قبلها بنعومه وتلدذ يلتقط شفتيها بهدوء...هدوء شديد لا يصدق....إنها أول قبلة له مع جنا، يدرك انه الأن يحظى بقبلتها الأولى.....
وأخيراً أبتعد عنها متلذد،مستمتع ومنتصر،وفجأة ضربته كف عالي عالي عالي ثم بدأت في الصراخ، حاول إسكاتها:
-بس يا مجنونة...يا مجمونة بتعملي ايه؟!
-بعمل الي انت وماهو معلمينهولي...مش انتو قولتلوا لي الي يقرب لك اضرييه وصوتي واحنا هنييجي نكمل عليه.
-دول الغرب مش جوزك يا مجنونة.
كانت قد قذفت من فوق الفراش وهو يحدثها وينظر لها بجنون.
هزت رأسها وفرت تدلف للمرحاض تغلقه عليها من الداخل وهي مصدومة تحاول أن تستوعب، تملس بأناملها على شفتيها وهو كذلك على الفراش لكنه يبتسم بفرحه شديدة.
_________سوما العربي________
جلست بإتكاء على مكتبها الجديد في مكتب يجلس فيه أربعه غيرها مقسمه المكاتب بينهم بزوايا، الكل يعمل مندمج وهي تعمل لكنها بين الفينه والأخرى تضحك كلما تذكرت ما فعلته ليلاً وأنكرته صباحاً ثم تركها له وه. مصدوم.
كانت تجربه ناجحه، وسارت الأمور كما تريد هي وليس فقما يريد هو.
ضحكه أخرى جديدة وهي تتذكر شكله حينما أبصرها بتلك الملابس التي أعتمدتها للخروج، لقد حذرها مراراً ومنعها من إرتداء اللون الأبيض أثناء الخروج فهي فيه تصبح بديعة، جبارة.
انتفضت مصدومة على صوت كف يد ضرب بحده وقسوة مكتبها مع صوت أنثوي يردد:
-احنا بنشتغل ولا مشغلين مسرح مصر؟!
وقفت مصدومه ومتفاجئة خصوصا وهي ترى فتاه قد تكون من نفس عمرها أو قريبة منها بالسن، تربع يديها حول صدرها وتحدثها بتعالي.
ولم تستطع لونا الصمود أو التحمل بل حدثتها بنفس طريقتها وكأنها تعلمت وأقسمت ألا تمرر الإهانه:
-مين أنتي اصلا وبتاع ايه انك تكلميني كده.
صوت لونا كان عالي، صارم وحاد أصاب من تقف أمامها بالصدمه والتحفز الأزيد مع الغضب الشديد.
هرول عليهم مدير الموارد البشرية يعتذر:
-احنا أسفين، بنعتذر جداً يارؤى هانم…وانتي أعتذري.
قالها بحسم وهو ينظر للونا فصرخت فيه:
-انتي؟!!! انت شكلك إتجننت؟! انت ازاي تملكني كده؟!
-البنت دي تتحول للتحقيق انا هوريكي النجوم في عز الضهر وأعرفك مقامك كويس.
صرخاتها كانت عاليه أخرجت كل الموظفين من مكاتبهم وكذلك صاحب الشركة نفسه والكل اقترب يتفرج يسمعها ترد بقوة مماثلة:
-احترمي نفسك، واتكلمي على أدك يا شاطرة.
- أيه؟!! يا نهار أبيض…يانهار مش فايت!!! ايه!!! ايه.
كانت تلك همهمات الموظفين من حولهم وهي تقف ثابته، فتقدم مدير الموارد البشرية يردد بغلظة:
-أنتي أتجننتي؟!! انتي مش عارفة بتكلمي مين؟!! دي رؤى هانم الكيلاني صاحبت الشركة.
-أي ان كان تحترم نفسها.
# في ايه؟! وايه الي بيحصل هنا بالظبط.
قالها رجل عريض المنكبين أبيض البشرة وشعرها أشقر، كان يشبه تلك الرؤى لحد كبير، صمت ثم أشار عليها:
-مين البنت دي؟!
-دي موظفه جديدة؟!
-كمان؟! اتفضلي أعتذري.
-مش هعتذر ويحصل الي يحصل، شركتكم عندكم اهي أشبعوا بيها.
قالتها وتحركت تلتقط حقيبتها ثم فرت مغادرة، تحوكت رؤى كي تتحرك خلفها فأوقفها شقيقها لتصرخ فيه:
-انت هتسيبها تمشي يا محمد؟! دي هزقتني.
-هجيبها؟! صدقيني هجيبها وهخليها تعتذرلك ورجليها فوق رقبتها، لكن مش هسيبك تجري ورا كلبه زي دي! انتي رؤى هانم 
ازاحت شعرها بغضب وتحركت تذهب لمكتبها بينما نظر محمد لمدير الموارد وقال:
-عشر دقايق وتبقى كل بياناتها على مكتبي، سامع؟!
-حاضر…حاضر يا باشا.
خرجت من عنده ولم تفكر كثيراً، بل ذهبت لعنده، كأنه بات منقذ ومحتوي كل بلاويها دون إعتراف صريح منها.
فتحت باب مكتبه تقتحمه، هي الوحيده التي تفعلها لكنها وجدت المكتب فارغ منه.
نظرت خلفها ولم تجد مديرة أعماله لتسألها عنه، تقدمت للداخل تهاتفه لكن هاتفه مغلق.
ارتمت على الأريكة وجلست بإرتياح تنتظره، ربما هنا أو هنا وسيعود.
ومرت ربع ساعه وأخرى، تراجع ماحدث لتحكيه له، راجعته أكثر من مره وبكل مرة تقف عند نفس السؤال، كيف ردت عليهم بكل تلك القوه والتجبر والندية.
أسبلت جفناها وقد حانت منها إبتسامة خفيفة تدرك أنها باتت متكئة على ماهر، مستقوية بوجوه ونفوذه وعلى حسه فعلت ما فعلت، ربما بل أكيد بدونه ما كانت لتتخذ نفس رد الفعل ولو جلست تنضرب عليه سنوات.
إبتسامة رضا كبيرة تشكلت على شفتيها وزادت من إتكائها على الأريكه لدرجة تشبه التمدد إستعدادا للنوم.
وبينما هي كذلك فتح الباب ودلفت مديرة مكتب ماهو بإستغراب:
-مدام لونا؟!
اعتدلت لونا جالسه وسألتها:
-هو ماهر فين يا دينا؟!
-مش عارفة انا لاقيته خارج من مكتبه بسرعه وقالي الغي كل مواعيدة ومن ساعتها فونه مغلق .
زارها القلق عليه لأول مرة وحاولت الإتصال من جديد لكن نالت نفس النتيجة الهاتف مغلق فازاد قلقها وتضاعف.
_______سوما العربي_______
نزلت من عملها متجهه لسيارتها وأسبلت جفناها بغضب شديد حاولت كظمه، انه كالعلقه الأمريكاني ملتصق طوال العمر.
ضغطت على الريموت كنترول فأصدرت السيارة صوت عالي لكنه بارد لم يبالي ولم يتحرك:
-أوعى من على عربيتي.
-مش قبل ما نتكلم.
-مافيش كلام بينا، أوعى من على عربيتي.
-هتسلمي أمتي بقا؟!!
-أسلم لأيه؟!!!
-إنك بتاعتي، حتى لو غلطت زمان وسيبت حاجة بتاعتي فأنا راجع دلوقتي أصلح الغلط ده.
-هعمل نفسي ماسمعتش ولأخر مره هقولك ابعد عن العربية خليني أمشي بدل ما أنادي الأمن يشيلوك وهيبقى منظرك زفت بعد كده.
صرخت فيه فتحرك بعصبيه:
-انتي بتاعتي يا جميلة، ماحدش يستحقك غيري، والي هيفكر ياخدك مني هموته.
صعدت سيارته العالية وأغلقت الباب بقوه ثم فتحت النافذة وطلت منها تردد:
-روح ربي ابنك وشوف مراتك الي طفشتها يارشيد.
أشعلت السيارة لتتحرك، صرخ بجنون:
-انتي رايحه فين؟! أنا لسه بكلمك.
-وانا كلامي خلص، وعندي معاد مع شهاب.
-شهاب الي باعك ب…
قاطعته تكمل هي بتلكئ متعمده إصابته بالجلطه:
-باتنين مليون ونص، عرفت…اقولك انا بقا الكبيره، انا سحبت الفلوس وهاخدها واروح اديهومله واطلب منه يتجوزني، أصّله عاجبني قوي كراجل وداخل مزاجي وانت عارف بقا يارشيد راجل عن راجل بتفرق.
إستشاط غضباً حتى احمرت أذناه، إبتسمت بتشفي وظفر فقد وصلت الرسالة وبسرعه تحركت من مكانها.
________سوما العربي_________
عادت لمنزلها وقد حل المساء ومرت ساعات طوال وللأن لم يجيب على إتصالاتها وهاتفه مغلق.
أعطت والدها دواءه وأطمئنت عليه وجلست لجواره تسأله:
-عامل ايه النهارده يا بابا؟!
-الحمدلله. أحسن.
-انت أكيد زعلان مني عشان بسيبك وقت كتير لوحدك و…
قاطعها يهز رأسه ثم صرح:
-لا اخرجي، اجرجي شوفي الدنيا واشتغلي عايزك بت مخربشه.
-مخربشه؟! ههههه ده احنا خفينا ورجعنا عال العال أهو.
ضحك كذلك فسألته:
-الممرضه مريحاك ولا تحب أغيرها.
-لا لا بنت هاديه ونضيفه لا كويسه سبيها.
-حاضر يا حبيبي.
تعالى رنين هاتفها نظرت له لترى إسمه منور الشاشه فتحت الهاتف بلهفه وقد وثبت واقفة تسأل:
-إنت فين يا ماهر وسيبت شغلك ولاغيت مواعيدك وكمان تليفونك مغلق من الصبح انا اتصلت بيك كتير قووي.
تقسم انها سمعت صوت ضحكته وفرحته عبر الهاتف وهو يرد عليها بسعاده:
-ماتقلقيش يا حبيبي انا كويس .
-كويس؟! أمال ليه مشيت من الشغل واختفيت كده؟!
-مش مهم قوي، حظي حلو عشان احس لهفتك وخوفك عليا.
-يوووه، أااانا مش خايفه على حد، أنت فين.
قهقه ضاحكاً ثم ردد:
-واضح يا روحي، أنا سافرت لندن .
-أيه؟!!! لندن؟!!
تبسم بفرحه شديدة ثم ردد:
-ماتقلقيش حاجز طيارة الفجر يعني هتصحي الصبح تلاقيني عندك، ماتخافيش بقا يا حبيبي انا كويس ولما أرجع هتعرفي انا مشيت ليه فجأة كده، بس سبيني دلوقتي اقفل عشان في إجراءات كتير لازم تخلص….
-ماشي…تيجي بالسلامة….خلي بالك من نفسك.
-حاضر يا روحي وانتي كمان خلي بالك من نفسك عشاني.
-حاضر.
ثم أغلقت الهاتف وبقت شاردة 
-أد كده بتحبيه؟!!!
التفت بصدمة على صوت والدها الذي كان يستمع ويتابع كل ما قيل، سؤاله كان مواجهة مباشرة لها مع نفسها لم تسبق ان فعلتها.
________سوما العربي_______
تقدمت وهي تراه يضع طعام الأحصنه بنفسه، يتحرك بغيظ ويفرغ الطعام بغيظ، كان يخرج غيظه وغضبه في صورة طاقه.
-أزيك يا شهاب؟!
توقف عن وضع الطعام ونظر لها يسألها:
-ايه الي جابك؟! جايه وجايبه معاكي الفلوس؟! بس انا عايز تلات مليون متأستكين .
نظرت له بصمت وضيق ثم سألت:
-أنا عارفه انك ماقولتش كده.
-والله؟! كتر خير الدنيا والله
تغاضت عن سخريته النابعه من غضبه فقد اتهم بأبشع التهم للتو:
-ما دافعتش عن نفسك ليه؟!
القى كيس الطعام بغضب وصرخ:
-أدافع ايه؟!!! أبوكي مصدق ومطلع لي شيك بالمبلغ.
-بس؟!! ولا عشان أنا مش لازماك قوي يعني؟
حاولت التحكم في دموعها ، رفعت رأسها تستدعي كبرياء مكسور لأكثر من مره وسألت:
-يعني انا ماستاهلش تعافر عشاني شوية يا شهاب؟! 
تراجع في غضبه، على ما يبدو أنه وهو في ذروة غضبه نسى شئ ما…جميلة، هل سيتركها وانتهت القصه لهنا؟!
التفت تغادر تشعر بالخسارة من جديد، ركض وراءها يحاول إيقافها:
-جميلة،جميلة إستني.
كانت أول مره يناديها بإسمها في مناسبه غير جيدة .
وقفت أمامه فقال:
-أنا.. ماكنتش اعرف انك واثقه فيا كده! فكرتك صدقتي! كنت هحارب نفسي!
-على الاقل كنت إثبت لي انا.
-كلامهم وجعني قوي يا جميلة.
رغم شعورها ببعض الشفقه عليه الا انها قالت:
-لا سلامتك…عموماً كل شيء قسمه ونصيب، انت خسرت و رشيد فاز، هروح له يكتب الكتاب زي ما طلب ، أهو شاريني وحارب وعمل خطط عشاني.
همت لتتحرك، لكنه لزم يدها بذراعه:
-تتجوزي مين؟! انتي انجننتي؟!
-أوعى سيب أيدي.
-مش هسيب، أنتي شكلك بت متدلعه وعايزة الي يشد عليكي.
-أوعى يا شهاب.
سحبها لغرفة تغيير الملابس وادخلها عنوة ثم أغلق الباب عليها، صرخت برعب:
-أفتح يا شهاب انت أتجننت؟
-مش هفتح، انتي عيله عنيده وانا مش عايز جنان، هتقعدي عندك زي الشاطرة ومت غير صوات ولا صياح لحد ما ارجع لك ومعايا حاجة تبرأني قدام أبوكي.
صرخت محتجة وكأنها عادت طفله:
-ده تسجيل بصوتك.
-متركب.
-إثبت.
-مانا عايزك تسكتي شويه وتسبيني عشان أروح أجيب حاجه تثبت…أسكتي شوية انتي أيه دودودودودودوو مابتفصليش.
-هييييي، قصدك اني رغايه؟!!!على فكرة أنا مش رغايه انا مش محتاجة إني أكون رغايه، أنا اصغر بيزنس ومن في مصر كلها وب…
-أصووووت ، بقولك أسكتي بدل ماتفضلي محبوسه للبكره.
-حاضر…جتك القرف.
-انا عارف ايه الي بلاني بيكي؟!!!
قالها قم غادر يبحث عن حل يدعو ان يتوفق فيه
________سوما العربي________
في قصر طويل عريض يفوق طوله وعرضه قصر الوراقين وأبو العينين دلفت رؤى بخطى متسعه تجلس أمام أخيها تردد:
-نعم
-ينفع الي عملتيه النهاردة ده؟! تخلي بت مالهاش لازمه تاخد مجال انها تهزقك؟! في الحالات الي زي ده بتدي الأمر بالرفد وتمشي مش تقفي تهزي هيبتك؟! ياريت تكوني اتعلمتي من غلطتك وهي اترفدت خلاص.
هزت رأسها وقالت بتصميم غريب فجأة :
-بس لأ يا محمد، البنت دي هترجع شغلها من بكره؟
-نععم؟! ترجع بعد ما هزأت أختي؟ أخت محمد محمد كيلاني؟!! انتي أكيد جرى لعقلك حاجة.
-هترجع يا محمد ولو وصلت اني انا رؤى محمد كيلاني اروح واعتذر لها هعمل كده.
صدم محمد كلياً و وقف يهب فيها:
-لااا ده انتي شكلك أتجننتي خالص…حتت بت زي دي هتعمل كده ونسكت لها ماتولع بجاز وسخ انتي انهبلتي ولا ايه يا رؤى؟!!!!
-ممكن تقعد وتهدى وتسمعني.
-مش قاعد.
-أقعد يا محمد.
جلس محمد بنفاذ صبر فسألته:
-انت عرفت مين البت دي؟!
-مدير الHRجاب لي الملف بتاعتها حتت بت اسمها لونا عندها ٢٣ سنه ومش معاها غير الثانويه حسنتها الوحيده انها موهوبه وألوانها مطرقعة بس عادي احنا في مصر يعني الموهوبين كتير.
-لا يبقى أنا أشطر منك بقا أو يمكن عشان حطيت البت دي في دماغي، البت دي تبقى حفيدة محمد الوراقي.
-أوووف…ماتفكرنيش بالعيلة دي.
-البت دي لا هي بنت فاخر ولا بنت عزام.
استوى محمد في جلسته بانتباه:
-أمال بنت مين؟!!
-بنت رحيل؟!!!
أظلمت عينا محمد بينما أكملت رؤى حديثها نيران الحقد تشتعل داخلها:
-بنت رحيل الي بسببها أبوك كسر أمك وعاشت حياتها كلها مريضه بتتعالج، بنت رحيل الي جننت أبويا ومررت عيشت أمي وخلتني أنا وأنت نتحرم من طفوله سعيدة تناسب سننا.
صمت محمد لكن صمته كان عاصف غاضب وكملت رؤى بتصميم:
-من بكره البنت دي هترجع الشغل عندنا يا محمد، سامع؟!
يتبع
كانت تجلس في بيت والدها بجواره على السرير حتى غفى تماماً وهي كادت أن تغفي لجواره ، وما كادت أن تغلق عينيها حتى وردها اتصال فأخر ملح جداً.
فتحت عيناها وتناولت الهاتف تضعه على اذنيها تردد بصوت خامل:
-ألو
-ايه ياحبيبي انتي فين؟!
وصلها صوته القلق فردت:
-انا في البيت
-حبيبي في البيت يبقى عندي، قولت هرجع الاقيكي! ينفع كده؟!
أيقظها حديثه واعتدلت في الفراش تسأل:
-انت رجعت البيت؟!
-لا بس قولت اتصل أعرفك اني وصلت وكنت متأكد انك مش البيت، والي حسبته لاقيته.
صمتت ولم ترد فكمل:
-اجهزي عشان هعدي عليكي.
-سيبني هنا النهاردة 
-حبيبي مش هينفع، لازم تبقي معايا وبعدين مش عايزك تعرفي انا كنت فين وبعمل ايه؟ مش بتغيري عليا ولا ايه؟!
-اغير؟! هو انت كنت مع حد يا ماهر.
ابتسم لمن بجواره وضمها يردد متلاعباً:
-ليه قولتي كده؟!
على مايبدو قد أعجبته اللعبة، هو شخص متلاعب وهي شخصية مباشرة 
لم تتحمل تلاعبه وهتفت بحديه:
-هو انت هترد على السؤال بسؤال؟!
-عشر دقايق والاقيكي لبستي ومستنياني انا قربت من بيتك.
ثم أغلق الهاتف فجأة ولم يعطيها فرصة للرد.
مرت الدقايق وهي كانت على الموعد، باتت تنتظر....
ابتسم بسعاده وهو يراها من سيارته تنظر من الشرفة منتظرة، تراقب حضوره.
شعور غريب سيطر عليه مابين الهيمنه والشوق، أنه أخيراً قد نالها.
لونا التي حيرته، اتعبته، وجعلته يركض خلفها ركضاً أمست تنتظره تتفقد الطريق بقلق وكأنها تسأل لما تأخر؟! من معه؟؟ أنا أشتقت له.
 لكنه لم يقف ليتشفى لنفسه وإنما ترجل من سيارته ونزل منها مبتسماً، لازال يتذكر صوتها وهي تهاتفه بقلق شديد وعتاب واضح.
وقتها طار قلبه من السعاده وتمنى لو كانت أمامه وبين يديه بلحظتها و لم يحدث لكن الان حدث.
فتحت له الباب كي لا يدقه ويستيقظ والدها، باغتها بأخذها بقوه بين أحضانه يستدفئ بها وسيطر عليها حين غرس أصابع يداه في جذور شعرها يثبتها ويقبلها بشراهه وعنف، شراهة رجل نال الفوز من بعد العذاب.
تقدم للداخل وهي تتلوى بين ذراعيه من فرط شراهة قبلته وتطلبها وإحتياجها، ماهر لم يكن يقبلها فحسب بل كان يلتهم هديته.
فصلت شفتيها من بين شفتيه بصعوبة شديدة ونظرت له بصمت مخضم بالمشاعر المتباينة بين الشوق والرفض ...
ابتسم وهو يرى غمامة التيه بعيناها، لا بأس ولا شماته فهي الأخرى قد توهته مذ رأها.
همس بصوت يفتت الحجر:
-وحشتك؟!
واتبعها بقبلة تتحدى ثبات الجبال  حين طبعها على مقدمة عنقها هامساً .
لم تجيب بصوتها بل ان صوت تنهدياتها وصعود صدرها وهبوطه أعطوه الإجابة.
رفع رأسه عن عنقها ونظر على وجهها المفعم بالمشاعر ليقول:
-انتي كمان وحشتيني قوي يا روحي، بعد كده مش هروح مكان تاني من غيرك
-أنت كنت فين؟!
-مش وقته، لازم نتحرك على البيت بسرعه.
-بس بابا!
-مش الممرضة هنا؟ وهو نايم أصلاً، يالا ياروحي.
هزت رأسها بطواعيه تذيقه طعم النصر وتقدمت تخرج معه متجاوبه وراضية.
وقفت أمام السيارة مستغربة تغييرها فسألت:
-انت غيرت عربيتك يا ماهر؟!
ابتسم مجاوباً:
-لا دي المرة دي بس عشان تكفي.
-تكفي ايه؟!
قالتها مستغربه تحول نوع السيارة الي أخرى عاليه أكثر وتتحمل عددٍ أعلى.
فتح الباب لتفطن السبب وقد اتسعت عيناها وهي ترى والدته ممدة على أريكة السيارة المفرودة ويبدو انها غارقه في ثبات عميق بفعل منوم أو نا شابه.
التفت تنظر له بصدمه:
-انت رجعت مامتك؟!
-شوفتي.
-ازاي؟!
-شكلك لسه ما تعرفيش جوزك، مافيش حاجة بعيده عن ايدين ماهر.
تغلغل حديثه لأذنها ومن ثم روحها، كانت مصدقه على كلماته وقد جربت بنفسها.
بلا اي حرف تقدمت لتجلس في السيارة بهدوء وشرود وكل ما يسيطر على تفكيرها انه قد أعاد والدته وحررها من وضع لا تريده.
كان يقود وهو مجعد مابين حاجبيه، مستغرب تحولها ، فاللتي تجلس لجواره الان شاردة مخالفه تماماً لمن كانت حدثته بقلق في الهاتف و وقفت بشوق تنتظره في الشرفة.
ولم يفهم للأن ماذا بها، لكنه لم يستطع الصمت، تناول يدها برومانسية شديدة يقبلها ثم سأل:
-حبيبي سرحان في ايه كده؟!
-عرفت ترجع مامتك ازاي؟
-دي قصة طويلة جدا وحكيها مره واحدة عشان أكيد جنا وكمال هيقعدوا يسألوا بردو.
هزت رأسها بعيون مهزوزه وشعور غريب قد إجتاحها.
وصلوا للبيت مع اول خيوط النهار ، وكان بإنتظاره زوج من الممرضات الجدد وكمال وجنا التي هرولت على الدرج تردد بدموع:
-ماما...أخيراً رجعتي وحشت..
قاطعها ماهر يمنعها بهدوء:
-شششش وطي صوتك يا جنا وسبيها نايمة.
-هي مش بترد ليه؟
-واخده منوم عشان الطريق كان طويل وهيتعبها..تعالي نساعدها تطلع لسريرها واوضتها تاني واقفي مع الممرضات وهما بيغيرولها، انا جبت اتنين جداد بدل القديمة اللي باعتنا لبابا.
-حاضر حاضر.
بعد مرور نصف ساعة كان كمال يجلس أمام ماهر الصامت تماماً يضع صدغه على كفة مهموم قليلاً يتذكر ما حدث وكيف حدث وكيف كانت حالة والدته حين ذهب لعندها.
وانتيه على صوت كمال:
-في ايه يا ماهر؟ مش رجعت مامتك! قاعد حاطتت إيدك على خدك ومهموم كده ليه؟!
رفع ماهر رأسه وزفر أنفاسه بثقل شديد ثم ردد:
-اصلك ماشفتش شكلها لما روحت لها، كانت زي المحبوسة في قفص، كانت حزينه وعاجزه حتى وشها دبلان والممرضة قالت انها قاطعه الأكل.
صمت قليلاً يطبق عيناه بتعب ثم ردد:
-على فكرة أبويا بيحبها، بيحبها قوي وانا عارف  يمكن هي عارفه بس ماكنتش عايزه تقعد معاه، انت متخيل؟!! لدرجة انها كان عندها عمليه قريب لو نجحت هتخليها تقدر تحرك أطرافها من جديد بس هي رفضت، رفضت حريتها وانها ماتبقاش عاجزة نظير إنها ماتفضلش معاه!!! أنا ماكنتش متخيل ان الوضع واصل لكده.
صمت يهز قدميه ويردد:
-وعارف انه هيهد الدنيا عشان يوصلها تاني وياخدها عنده.
-وهتعمل ايه؟؟
-مافيش غير حل واحد.
اتسعت عينا كمال وردد:
-لأ!!؟؟
-لو ماكنش جوزها وهي لسه مراته وماكنش قدر يطلعها بمنتهى البساطة كده من المطار.
قالها بعزم جعلت كمال ينظر له نظرة مغايره كلها أسئلة فقال ماهر:
-ماتبصليش كده، أنا مش عندي أغلى من أمي والي هي عيزاه هعمله.
-غريبة، ترضا حد يعمل كده ويساعد لونا انها تبعد عنك.
عاد برأسه يرتمي للخلف، ما أساساً ذاك هو سبب عناء تفكيره، منذ أمس وهو يشعر بتبدل الأشخاص في المواقف، هو مكان والده ولونا بموضع أمه...المقارنة لم تبرح عقله ولم ترحمه.
لكنه عاد يرفع عيناه في كمال وردد بتجبر وعزم:
-لأ، خليها تفكر تبعد عني أو حد يفكر يساعدها شوف هعمل فيه ايه؟! 
رفع كمال له إحدى حاجبيه رغم كونه غير متفاجئ بمدى تبجح إبن عمه.
بتلك الأثناء لمعت عيناه وهو يرى جنا تهبط الدرج بسعاده واقتربت من شقيقها ترتمي بأحضانه تردد:
-الله...ماما رجعت...مش مصدقه نفسي، شكراً يا ماهر.
لم يأخذ ماهر وقته وحقه في الرد فقد بادر بغيظ ذلك الذي إجتاحته الغيرة وهو يشاهدها تحتضن أخيها وتتمرمغ بأحضانه متدلله بينما تحرمه هو النظرة واللمسة ليقول من بين أسنانه:
-لا العفو ياختي.
-مالك ياض بترد عليها كده ليه؟!
-سيبك منه يا ماهر وأحكي لي عرفت طريق ماما ازاي وازاي عرفت ترجع بيها؟
سحب نفس عميق وهم ليتحدث فوجد لونا تقترب وكادت ان تجلس على مقعد مجاور لكنه جذبها لاحضانه فبقى في المنتصف وعن يمينه جنا وعن يساره من تسكن بأيسره.
وبدأ يتحدث:
-جالي اتصال وانا في المكتب، كانت الممرضه بتاعتها الي بابا جايبها، تقريباً ماما صعبت عليها فكلمتني، حاولت اعرف منها هما فين في لندن بالظبط وحجزت اول طياره على هناك ، عرفت من الممرضه مواعيد بابا وبالتليفون خلصت إجراءات كتير لحد ما أوصل.
-وخرجت بيعل أزاي من هناك؟!
-هي ماما قاصر؟؟ ماهي صاحبة الشأن وكانت صاحيه  و واعية، هي اخدت منوم بعد ماخلصت معظم الإجراءات لانها كانت بدأت تتعب بزيادة.
-وبابا؟!!
سألت جنا فرد بحيرة:
-لسه مش عارف بس رد فعله مش هيعجبنا كلنا عشان تبقي عارفه.
-عارفه.
قالتها بهمس حزين، فيما كان ماهر مشغول بالنظر لحبيبته التي تستمع بصمت وعقلها يدور فيه ألف سؤال.
لكنه انتبه على صوت جنا السعيد تردد:
-بس مش مهم، يعمل الي يعمله المهم ماما رجعت، أنا فرحت قوووي...أه بقا لو ننفذ الوصية وكل واحد ياخذ حقه تبقى كده فل قووي.
رفع كمال احدى حاجبيه بتحفز وإستنفار فيما قهقه ماهر وقال:
-أه يا سوسة 
-مش نفذنا شروطها، اديني حقاتي بقا ياعم ماهر...هموت ابدأ البراند بتاعي.
-براند؟!!!
قالها كمال بتحفز أشد، لقد كان طعم لا أكثر، فهل ستنفذه بالفعل؟! من تظن نفسها إبنة البارحة؟! أتعتقد انه بإمكانها تنويم وتغفيل من بمثل كمال؟؟
لكن جنا ابتسمت بهدوء شديد ثم قالت:
-اه مش ده كان كلامك؟؟ حقي ولا مش حقي يا جماعة.
-حقك يا حبيبتي وهتاخديه.
صرح ماهر فقفزت جنا فرحاً:
-هييييييه يعيش مااااهر
-انت بتهزر 
قذف كمال مستشاطاً ليرد ماهر بثبات:
-لا مش بهزر، الله؟! في ايه يا كمال مالك؟! امال أنا اصلا مجوزها لك ليه؟!
-مجوزهالي ليه!!! طيب،عظيم، أظن جنا زي لونا، هتدي لونا حقها؟!
احتدت عينا ماهر على كمال ومايقصده خصوصاً وهو يرى تحول ملامح لونا وعيناها بدأت تسأل ذات السؤال هل سيعطيها حقها مثل جنا أم أنه ظهر لشقيقته فقط؟!
زفر بضيق ثم وجه حديثه لكمال يردد:
-انت عايز تعملها خناقة مش كده؟! بس انا بقا هضيع عليك الفرصه، الوصية هتنفذ يا كمال، عشان تبقى عندك المعلومه بس....أنا جاي طالع أنام.
نظر للونا ومد يده يردد:
-يالا ياحبيبي عشان تعبان ومحتاج أنام.
-سيبها تقعد معانا وروح انت ولا هي الي بتنيمك؟!
قالها كمال نكاية في ماهر الذي رد بكيد:
-أنت بتقول فيها؟!! هي فعلاً الي بتنيمني، فاكرني هتكسف ولا ايه؟!
جذب لونا لعنده وسحبها يصعد الدرج وهو ينظر لكمال بنكايه أكبر من نكايته .
كان كمال يبادله النظر بغيظ شديد وغل ثم نظر لجنا وردد:
-حقه، صاحب مرآته وطالع ياخذ الجرعه، صحيح ماهو متجوز ست.
نظرت له المعنية بالحديث بطرف عينها، يعتقدها صغيره ههه، مسكين.
فتلك الصغيرة ردت بتأكيد شديد:
-ومش أي ست، بصراحة لونا تهوس، له حق ماهر يتجنن عليها.
-انتي ايه؟!! لوح تلج؟!!
-اه لوح تلج.
-أدوبة.
قالها وقد اقترب بغتته منها يلفح رقبتها بسخونة أنفاسه وينظر لعيناها برغبة ظاهرة للأعمى فرددت على الفور:
-عارف لو قربت مني؟! هصرخ وانده على ماهر.
-انتي هتخوفيني بماهر؟!
 إعوج صوتها وحركت أصابعها ساخره:
-أه بخوفك بماهر ، وابعد بقا عن طريقي.
ازاحته برفق وهي تراه يكاد ينقض عليها وما عاد يبالي بالمكان، فهرولت ناحية الدرج وهو خلفها يناديها ويسبها :
-انتي يا بنت المجانين.
لكنها نجحت في ان تصبح الأسرع ودلفت للغرفة ثم أوصدت الباب خلفها، فيما كور كمال قبضة يدة يدق بها الباب الموصود:
-أفتحي يا جنا.
ردت بلهاث وهي تستند على الباب الذي يحميها :
-مش هفتح ، روح نام في أوضتك القديمة.
فتح ماهر باب غرفته ليرى كمال بهيئته تلك فقال:
-ايه الي بتعمله ده؟! هو ده اتفاقنا؟! بتجري في البيت ورا البت؟!! 
تعصب كمال وهو يرى ماهر يخرج عليه بروب مفتوح ظاهر منه عضلات صدره ويبدو عليه ما كان يفعله وصرخ:
-بلا اتفاق بلا زفت، هو انت خاسس عليك حاجه؟! روح كمل الي كنت بتعمله روح.
-هروح.
قالها ماهر ببرود لا يخلو من المتعه المتبروزة بالتبجح ثم أغلق الباب بوجه كمال وذهب للفراش ليجد لونا تجلس عليه تستعد للنوم وعيناها شاردة في سقف الغرفة.
أقترب منها يمرمغ رأسه في حضنها وهو يردد بكسل:
-حبيبي سرحان في ايه؟!
التفت تنظر له بصمت فسأل بقلق:
-مالك يا روحي؟!
-مافيش.
ابتسم يناظر ملامحها الجميلة بشغف ثم سأل:
-قلقتي عليا لما اختفيت فجأة؟
-!!!!!
جوابها كان الصمت ولم تجد رد، ربما لم تسأل نفسها يوماً منذ قابلته ماذا لو اختفى ماهر بالفعل؟ لو صبحت ذات يوم وبات ماهر عير موجود ولا يلاحقها كما عودها أنه يفعل.
شخصية مباشرة كلونا كان جوابها واضح:
-بصراحة؟!
-اه
قالها بشوق منتظر ما سيسمعه فأطربته وهي تتحدث بصدق:
-قلقت قوي، وخوفت عليك، انت مش سهل بردو والله ما سهل، عودتني على وجودك وأهتمامك و....
-وحشتك؟!
قاطعها يسأل بلهفة فجاوبت تهز رأسها مستسلمة إستسلام كلي لمصير واضح انه محتوم.
لم يتمالك حاله ولا أعصابه، اقتنص شفتيها بلهفه...لهفة رجل لإستجابة ولين الفتاة الوحيدة التي رغبها وأرادها.
أخذها بقوة وهو بكل ثانيه يخبرها كم انه يعشقها وانها الأنثى الوحيدة التي تحرك ساكنه.
زادت من جنونه وجموحه وهو يشعر بها مستجيبه بين يديه، تنظر لعيناه برضا غير مجربه ولا تمرر الوقت كالسابق.
لحظات لا تنسى عاشها ماهر وقلبه يكاد يتفزز من فرط الإحساس بالفرحة فأخيراً رضت عنه لونته.
صباح يوم جديد 
جلس في عمله والإبتسامة لا تفارق وجهه، ليلة البارحة كانت ماجنة، صاخبة، تتساوى في روعتها بروعة ليلته الأولى معها وربما تزيد حلاوة، فلأول مرة كانت لونا بين يديه متجاوبة تطربه بأهاتها بعدها باتت مستجيبه معه .
لم يكد يسيطر على إبتسامته حتى انفجر ضاحكاً وهو يرى الباب يفتح فجأة ويتم إقتحام مكتبه من قبل الوحيدة التي أعطت نفسها ذلك الحق، هو حتى لم يعطيها ولم يسمح لها، هي من أعطت وفعلت وسمحت.
وقفت في منتصف المكتب تنظر له بضيق وغيظ فردد وهو يجاهد ألا يظهر ضحكته:
-صباح الجنان يا حبيبي، مالك بس! ما انا سايبك الصبح نايمه وزي الفل.
-بصراحة؟
-ياريت.
انفجرت تردد
-حاسه اني تايهة، مش عارفه نفسي ولا عارفه انا عايزه ايه؟ كل شوية برأي وكل شويه بحال، وانت....أنت عمال توديني وتجيبني وعمال تلاعبني.
-ألاعبك؟! لأ يا لونا مش بلاعبك، بدليل اني أديتك مهرك،انتي عملتي فيه ايه صحيح؟!
-حطيته في بنك مصر عشان يطلعولي فوايد ثابته كل شهر أعيش منها، بس بفكر بلاش كل ده واعمل مشروع احسن.
-مشروع!!!
-اه ، هي جنا يعني أحسن مني؟!
نجح في إلهائها، وقد بات على علم بأن لونته مزاجيه وذات شخصية ملولة متقلبة، تبيت بحال وتستيقظ بحال.
ومثل تلك الشخصيات لا تطلب سوى المجاراة والصبر فبدأ يجاريها:
-مش احسن بس جنا هتعمل حاجة بتفهم فيها.
-وانا بفهم في الجرافيك، افتح شركة تصميمات.
هتف بحده:
-الله!!!! وانتي فاكرة المبلغ الي معاكي ده هيفتح لك شركه؟! 
-مش لازم ابدأ كبيره، هبدا من تحت وحبه حبه أكبره.
-حبه حبه؟! لا دماغ جوا دي يا شبح، ماشي يا لونا، أفتحي مشروع بس انا مش بوزع ملايين يا روحي، اخدتي فلوسك ومهرك مرة يعني لما تخسري وتضيعيهم ماتجيش تدبدبي لي في الأرض وتقولي لي الحقني يا ماهر.
-ليه هو انا عيلة.
قالتها ثم تحركت تخرج من عنده بعند وندبة لتقف لثواني متيبسة وهي تجد نفس الفتاة التي تشاجرت معها في العمل وعرفت فيما بعد أنها شقيقة صاحب العمل، تتقدم بثبات ريادي تسأل أحدهم بترفع عن مكتب ماهر الوراقي، دلفت تفتحم مكتبه من جديد تردد:
-الحقني يا ماهر.
ضحك بقوة وردد:
-لحقتي، ده مافتش دقيقة.
-لا الحقني بجد
-في ايه؟؟ مالك قلقانه كده، اثبتي...قولي ايه الي حصل.
دق باب المكتب ودلفت دينا تقول:
-مستر ماهر، رؤى كيلاني برا وعايزه تقابل حضرتك 
-رؤي كيلاني؟؟
التف للونا وسأل:
-انتي عملتي ايه؟
-بص هقولك.
-قولي.
-ماهووو.
-ماهو ايه اخلصي البت واقفه برا…رسيني أحسن.
حكت له كل ما جرى وما بدر منها لتتفاجأ برد فعله:
-جدعة.
-هاااا؟!!!!
-ولو كنتي عملتي عكس كده كنت قطمت رقبتك.
التف ينظر لدينا التي تقف تحاول التحلي بالجدية وكبت ضحكاتها وقال:
-خليها تدخل.
فيما سألت لونا مستنكرة:
-يعني انت مش زعلان مني؟!
-كنت هزعل لو سبتي حد يزعق لمرات ماهر الوراقي، انا بس الي أزغق لك يا بت، سامعه.
-مستبد.
نطقت بضيق فقهقه عالياً ثم حاول استدعاء الجدية مع دخول رؤى.
بمجرد دخولها إرتفع إحدى حاجبي لونا بتحفز، فقد دلفت بطله غير عاديه، طله تفهمها كل فتاة من اللحظة الأولى.
كانت تتبارى بجمالها وغنجها، تحدي صامت غير معلن، اناقتها كانت زائدة وخطواتها تتحدث دون صوت مسموع، حتى وقفتها…وقفتها زعزعت ثبات لونا وثقتها الامتناهية في سيطرتها على ماهر وتشبثه المريض بها.
اعطت لونا نظرة ..كانت نظرة ناعمة لكنها متوعدة كأنها تعلن بداية دق طبول الحرب.
ابتسمت بنعومه..ومدت يدها بالسلام:
-مساء الخير يا ماهر…الله دي المدام كمان هنا..طب كويس.
رفع ماهر إحدى حاجبيه ثم سأل:
-مدام؟! غريبة.
-ليه بس ما غريب الا الشيطان.
-لا بس اصل احنا لسه ما عملناش فرح، يادوب العيلة بس الي عارفه وكنا مستنين شويه وهنعمل الفرح.
ارتبكت رؤى و وضح انها جمعت معلوما عنها وعنه، نظرات ماهر كانت ثاقبه أخبرتها لكنها لم تكن هينة وسيطرت على نفسها وحركاتها سريعاً ثم قالت:
-بس مش سر.. وزي ما انت عارف مافيش حاجة بتستخبى.
-أه طبعاً طبعاً.
نظرت رؤى للونا ثم ابتسمت تردد برقة تذيب أعصاب أي رجل:
-بس مكتبك شيك قوي يا ماهر، اول مره أدخله مع ان شركتنا جنب شركتك.
ضحك ماهر بدبلوماسية:
-نعمل ايه بقا الشغل مفرمه مابترحمش.
-أاااه…ياريت تقول بقا الكلام ده لمدام لونا.
-لونا؟! ليه خير.
-هي ماحكتلكش؟
-حكت لي وزعقت لها بصراحه.
-شوفت.
-اه طبعاً هي غلطانه ورد فعلها كان عبيط…ماهو ماينفعش حد يزعق لمرات ماهر الوراقي كده يا رؤى ولا ايه؟
حمحمت رؤى من حدة حديثه ثم حاولت الكلام:
-صح، وانا هنا عشان اعتذر لها وترجع الشغل تاني.
-لا مش عايزة 
نظرت لها بحده فيما قال ماهر:
-خلاص هي مش عايزة 
-لا تبقى كده لسه زعلانة 
-لا مافيش حاجة 
-خلاص لو كده تقبلوا عزومتي انا ومحمد أخويا على اللونشنج الجديد أخر الأسبوع.
نظر ماهر بجانب عينه على لونا ورأى علامات التحفز والرفض ليعود بالنظر لرؤى ويجيب:
-لا ماعلش انتي عارفه …ويك إند يعني ساحل.
-ما الحفلة في الساحل.
-والله، الحفلة في الساحل
قالتها رؤى متسرعه لينظر ماهر على لونا ويجيب:
-الحفلة في الساحل ماينفعش أرفض.
_________سوما العربي _________
دلف  بخطى قوية واثقة داخل صرح أبو العينين العظيم، تقدم يطلب مقابلته لكن طلبه قوبل بالرفض.
لكنه صمم، مازال يتذكر حديثها حين سألته بحزن الا تستحق منه عناء التعب والإصرار 
جلس امام مكتبه وصلاح على علم انه يجلس بالخارج ينتظر لكنه امر بأن يتركوه.
انتظر ثمان ساعات من الثانيه عشر ظهراً وحتى الثامنة مساءً في مكتب سكرتيرة صلاح أبو العينين حتى أن جميلة التي جلست تتابعه عبر كاميرات المراقبة في مكتبها ملت، ملت واقسمت انها لو كانت مطرحه لغادرت.
كلما جلس ساعة زيادة كلما انشرح صدرها، بكل دقيقة تمر كانت تهمس لنفسها بأنه سيغادر الأن لكنه لم يفعل بل ظل بمحله.
لدرجة ان صلاح كان على وشك المغادرة من الشركه وقد أنهى كل ما وراءه من عمل.
خرج من مكتبه فوقف شهاب :
-صلاح بيه انا منتظر حضرتك من بدري
-انت لسه هنا 
-اسمح لي اخد فرصتي وادافع عن نفسي
-ومادافعتش عن نفسك امبارح ليه ولا اتفاجئت واستنيت ترتب كلام.
نظر شهاب لسكرتيرة صلاح ثم رد بكياسة:
-أظن موضوع زي ده ماينفعش نناقشه هنا يعني عشان حتى مقام جميلة بنت حضرتك.
-هممم..كلام معقول…اتفضل .
دلف وشهاب بعده وسأل مباشرة:
-اتفضل، قولي حجتك بعد ما ستفت الكلام
-هو انا لو هدفي فلوس وعلى نور زي ما الفويس الي مع رشيد بيه بيقول ماكنت أخدتها، منك بقا منه مش هتفرق انا هدفي واحد، والي هدفه فلوس اكيد اكيد يعني مش هييجي وكرامته تنقح عليه قدامك ولا حتى أخاف على صورتي، هاخدها واكت ، ولا اي رأي حضرتك.
-والله ؟؟ المفروض اني اصدقك؟!! 
-حضرتك عارف ان كلامي صح جدا ومنطقي 
-والفويس؟!
-حضرتك احنا في عصر الAi، تحب أجيب لك فيديو ليك وانت بتعترف بقتل السندريلا؟! يا عمي أم كلثوم غنت لويجز خلاص.
-هو كل ما حد هيتزنق هيقول Ai؟! 
-حقك بردو مش هعترض بس عايز أوريك دليل كمان يأكد كلامي.
-ايه هو بقا؟!
فتح رشيد هاتفه يخرج منه مقطع تسجيلي بدون صوت وقال:
-ده اخر مكان جمعني بأستاذ رشيد قبل ماييجي لك على طول ومن بعدها ماشفتوش ، أظن الفيديو موضح انه قالي حاجة وبعدها إتخانقنا  ورفعت ايدي عليه، مش كنا بنتفق هاخد تلاته على بعض ولا اتنين ونص.
عاد صلاح بظهره للخلف يزن الكلام فقال شهاب:
-حضرتك غلط فيا وصدقت عليا حاجة ماحصلتش وكده انا ليا عندك واحده.
-والله؟!! اااه، طلباتك؟!
-خطوبتي انا وجميله تبقى الجمعه الجايه
-نعم؟!!!!
__________سوما العربي________
على شط بحر الساحل الشمالي وقف محمد كيلاني بغضب شديد وهو يرى شقيقته تشرف على تحضيرات حفلها المزعوم.
التفت مبتسمة بأتساع ونشاط لتتقابل مع وجهه العابس فاقتربت تقرص خده:
-مالك بس يا مودي مودي؟!
-حفلة ايه الي بقت عندنا فجاءة دي يا رؤى؟ مش هتبطلي لعب عيال.
-لا انا مش عايزاك تتسرع وتحكم لسه لعب العيال الي على أصوله هيبدأ.
-رؤى…بلاش تمشي ورا أوهام وماضي خلص خلاص وركزي في حياتك.
-أنا شايفه انك تركز انت مع مراتك وابنك، مرام و أيهم جايين وراك.
التف ليرى زوجته الحسناء تتقدم بجمالها الرقيق ولجواها إبنه ذو الثمانية أعوام فابتسم لهم بتلقائية  ورؤى كانت على علم بأن أسرته قادرة على إلهاءه عنها فهو متعلق بهم جداً، محمد كيلاني يعطي لأسرته الأولوية الأولى وهم مصدر سعادته وكل شيء بحياته، ربما لأن فاقد الشيء يعطيه بقوة.
ابتسمت وهي تراه يأخذهم تجاه مرسى المراكب، وهي سعيده جداً لنجاة شقيقها من الماضي الأليم، قصة حبه بمرام كانت أسطورية يحكى عنها في القصص و وقد واجهت زيجتهم تحديات درامية كثيرة إلى أن تكللت بالنجاح وأثمرت عن وريث العائلة أيهم محمد الكيلاني.
_______سوما العربي_________
فوق يخت كبير في وسط البحر كان ماهر يقف و هو يضم لونا له تنظر للمياه وهو يعتقل خصرها ويدفن وجهه بعنقها.
سحبت كمية كبيره من هواء البحر عبئت بها صدرها وتنهدت بهيام، وجودها بالساحل يغير مزاجها كله وتصبح لونا أخرى.
أيامه معها هنا لا تنسى ولم ينس أبداً كم كانت مثيرة ومغوية.
زاد من عصر خصرها بين يديه وهو يردد:
-جبتك الساحل أهو، عارف ان هو اللي بيغير لك مودك وبيخليكي واحده تانيه، يارب ترضي عني بقا.
التفن تنظر لعيناه وقالت:
-بقيت بتدخلي من ثغراتي يا منافق…بس انا فعلاً حاسه أني احسن ومزاجي حلو.
-وعندي ليكي خبر، مش عارف بقا هيزعلك ولا هيفرحك ولا عادي .
-ايه هو؟!
-فرحنا هيبقى بعد أسبوعين 
-فرح؟! اكيد بتهزر.
-اه طبعاً فرح، الطريقة اللي اتجوزنا بيها ماكنتش أحسن حاجة، بس انتي بردو ماكنتيش هتيجي غير بكده.
نظرت له شزراً فقرص خصرها وهو يردد:
-بس انتي احلى بنت في الدنيا وتستاهلي احلى واجمل فرح والدنيا كلها تعرف مين البنت الي قدرت تسرق قلب ماهر الوراقي.
كان صمتها هو المقابل وهذا اكثر ما يقلقه فسألها:
-سكتي ليه؟ زعلتي؟! لسه مش عايزة حد يعرف انك مراتي.
صمتت ولم تجيب كانت محتارة.
شعر بحزن تسلل لقلبه، هو عازم على إكمال القصه للنهاية التي يريد لكنه كان يرغب في رضاها.
لم يستطع على ذلك وانسحب يتركها وحيده تفكر.
كان  محمد الكيلاني يجلس على سطح اليخت يداعب صغيره ريثما تنتهي زوجته من تقطيع الفواكه لينتبه على أقتراب يخت  جميل منه فدقق النظر لتلفت إنتباهه بوقفتها وهي شاردة حرينه ترفع رأسها للسماء والهواء يضرب شعرها والشمس منعكسة على وجهها.
كانت كوريقات الياسمين في نسمة الصباح، جميلة ونديه وبها لغز يجذب.
تلاشت بسمته وهو يلتحظ تعلق أنظاره بها وانشغاله عن ملاعبة ابنه بل وبات يسأل نفسه، ترى مالذي يحزنها؟
صك أسنانه بضيق وهو يرى انه قد انسحل معها ونسى أسرته ليقف من مكانه ويتقي شر الشبهات لينتبه طفله ويسأله:
-وقفت ليه يابابا؟
-هندخل جوا يا حبيبي عشان الشمس
-ليه الجو جميل
-تعالى ندخل نساعد ماما أحسن.
دلف معه الصغير وانخرطا في تحضير سفرة رائعة مع قائدتهم تعطيهم الأوامر وهما ينفذان بطواعيه وإبتسامة.
__________سوما العربي__________
عند لونا شعرت بضيق بعد ذهاب ماهر، راجعت نفسها وسألت لو تقدم لها دون كل تلك اللفة؟ماذا لو تلاشى ماهر من حياتها الأن؟ وعن أي رفض تتحدث وهي بكل مره يطلبها تستجيب معه، لو حالفها التوفيق لكانت حامل منه الأن .
على من ستلقي مصائبها وبمن ستهدد الأخرين؟! الأدهى ان هناك سؤال جديد إنطرح على عقلها وهو أي رجل هذا الذي يليق بها سوى ماهر.
ما كادت أن تتحرك لتذهب له حتى جدته خلفها مخصراً يداه على وسطه ويردد:
-فكرتي؟! مش مهم موافقتك انا بحبك وفرحنا بعد أسبوعين .
اتسعت عيناها وضحكت خصوصاً وهي تراه يجلس على أحد الأرائك يردد:
-بلاش بقا تقفي في الشمس وتاخدي تأن عشان الفرح .
______سوما العربي________
في المساء وقف مضطراً في الحفل الذي أعدته رؤى، و وقفت لونا بفستان من لون البنفسج أضفى عليها سحر خاص خصوصاً وقد تركت شعرها حراً على ظهرها واعتمدت  ألوان داكنه لظلال عيناها.
كانت فتنه تسير على الأرض جعلت عيون ماهر تنظر لها بغضب كل دقيقه وقد سيطرت الغيره على الإعجاب.
لكنها كذلك كانت مثله تقف تنظر له ذات النظره فقد تأنق ببذاة توكسيدو سواء مفصله على جثته العريضه تفصيلاً فزادته حلا وبهاء.
كان ينطق بالفخامة والذكورة، لانت منها إبتسامة إسترعت إنتباهه وهو يتحدث مع أحدهم في شئ يخص العمل وبات يسأل لما تنظر له وتبتسم هكذا.
لكنها كانت تتذكر أول يوم قابلته، كانت هيئته قريبه من اليوم، يرتدي بذله شيك ويدخن سيجاره الفخم، حدثته فأحرجها ومن هنا بدأت القصه.
عدوه بسمتها وصلته وصار يبتسم هو الأخر إلى ان لاحظ نظرات الرجل الذي يقف معه وقد بات يراه أبله يبتسم ببلاهة بلا سبب .
تجعدت ملامحه وهو يلاحظ تلاشي بسمتها وحل محلها الغضب الشديد ولم يفهم لكنه بوغت بإقترب رؤى منه تبتسم بلطف شديد وترحب به
اهتز قلبه فرحاً وسأل بجنون هل تغار عليه لونا؟!!!
نفس الهزه أصابت لونا؟؟ لما تغيرت من اقترابها منه؟! هي لم تكن تفعل أيام جميلة، وجميلة كانت أشد فتنة.
لا القصه ليست درجة جمال، هنا أدركت الفرق بأيام جميلة لم تكن تبالي أو تهتم لكنها الأن تهتم…تهتم جداً بل تحترق.
لن تتركه لها، تلك الفتاة خطيرة وغير مريحه، واصراها على الإعتذار من بعد العجرفة غير مريح، منذ متى والمتعجرف يعرف طريق للاعتذار.
تقدمت بخطى واثقة لن تكف تحتوق بنيران الغيره وحده، ليست لونا من يؤخذ منها رجل.
تقدمت بعزم تسمع لضحات رؤى الرنانة وكذلك محمد شقيقها يتقدم، كان الأسبق من لونا، قبض على معصمها بغضب أجفلها:
-في ايه يا محمد ؟!!
-تسمحي تيجي معايا؟! عنئذنك يا ماهر.
-ماهرررر.
التف ماهر للونا التي بات يخشى غضبها ورفع يداه يردد:
والله ماعملت حاجه.
همت لتتحدث لكن ارتفع رنين هاتفهه باتصالات متكررة من كمال:
-في ايه يابني كل دي اتصالات؟!
-انت فين يا ماهر؟!
-بكره الجمعه ويك اند يا كمال اخدت لونا ورحنا شاليه الساحل.
-ويك إند إيه وزفت ايه على دماغك تعالى يا بيه، انت سلمت چنا نصيبها؟!
-جنا؟! نصيب ايه لا؟!
-چنا استلمت نصيبها والمحامي بيكلمني عشان نقعد وننسق مع بعض بس مش دي بس المصيبه 
-في ايه تاني؟!
-في كارثه ، الهانم الصغننه القطة المغمضة ، سكعتنا كلنا على قفانا ورافعه قضية طلاق للضرر 
-أيه؟!!! جنا؟!!!! معقول؟؟! انت فين؟!
-أنا رايح على البيت ومش ناوي على خير مش انا الي أتغفل يا ماهر
اغلق ماهر الهاتف وخطف يد لونا يغادر الحفل ويستقل سيارته عائدا باتجاه القاهرة عله يلحق تلك الكارثة 
يتبع 
كانت تجلس لجواره في السيارة تشاهده وهو يقود بسرعة شديدة يحاول الإتصال على شقيقته لكنها لا تجيب.
دعس على البنزين بزيادة فتضاعفت سرعة السيارة أكثر لتصرخ لونا:
-براحه يا ماهر.
نظر لها خطفاً ثم جذبها لأحضانه يحاول أن يطمئنها وبداخله القلق ينهشه :
-ماتخافيش ياحبيبي.
كلامه مناقض لدقاات قلبه العالية وسرعة السيارة التي لم تنخفض.
يهز قدميه بتوتر فسألت من تحت ذراعيه وهي بأحضانه:
-هو في ايه؟!
-في مصيبة ممكن تحصل في البيت.
-مصيبة ايه؟!
ماذا سيخبرها، تنهد بصمت وحاول الاتصال بكمال الذي فتح الاتصال فهتف ماهر:
-كمال حاول تهدا وما تروحش البيت غير لما تيجي.
-ليه هستناك تيجي تاخدني من ايدي؟؟ سيبني في حالي يا ماهر انا دمي بيغلي ومش شايف قدامي.
صرخ كمال ليزداد رعب ماهر على شقيقته وصرخ هو الاخر:
-قولت لك استنى اجي انا خلاص نص ساعه وهدخل القاهرة، أستنى اوصل لك ونكلمها براحة.
ضحك كمال متوعداً:
-براحة؟!! لا خلاص، كان في وخلص.
تزايد رعب ماهر وسأله:
-قصدك ايه يا كمال، بلاش تتجنن.
-انتو لسه شوفتوا جنان.
شعر ماهر بخطر حقيقي وليس مجرد تهديد، حاول احتواءه وتهدئة الموقف ريثما يصل حتى فتحدث بمهادنة:
-كمال، لو سمحت، أنا بقولك وخدها مني كلمة و وعد شرف، سيبها وانا هحل لك القصة كلها، بلاش تعمل حاجة تخسرنا بعض وتطين الدنيا.....فكر....فكر يا كمال وحياة رحمة أمك وبلاش تهور.
حلت دقيقة صمت واستمع ماهر صرير سياره وبعدها صوت كمال:
-ماشي يا ماهر وانا هكبرلك المرة دي وخلينا نشوف أهو بردو عشان بعد كده لما اتصرف انا مايبقاش ليك عين تتكلم.
تنهد ماهر بارتياح وردد:
-عين العقل....عين العقل يا كمال ...انا خلاص داخل على التجمع اهو.
_________سوما العربي_________
جلس في المطار ينتظر سيارته المتجهة للقاهرة وهو يتوعد لأبنه بعدما حدث، يتذكر كيف عاد لبيته ولم يجد وكم كانت فجعته.
ليلتها دلف للبيت وهو متوقع ان يجده يعمه السكون لكن ما لم يتوقعه هو ان يعمه الخواء.
مذ دلف للبيت شعر بالغربة والوحشه، لكنه كذب حدثه ودلف للداخل فرحاً بأوراق الأشعة والتحاليل، دخل لعندها ليبشرها بقبول عمليتها لكن ماشعر به كان صحيحاً والغرفة كانت خاوية منها.
سقطت الأشعات من يده، نسرين لا تتحرك ولا تحبذ الخروج من غرفتها فمن فعل ولما؟!
-مانتيولا، مانتيولا، انتي أيتها العاهرة.
صرخ بأسم الممرضة الأجنبية وهو يتحرك سريعاً باتجاه غرفتها ليجدها تشهل في جمع أغراضها يبدو لم تلحق وقتها للهرب.
اتسعت عيناها رعباً وهي تراه يقف أمامها بطرله الشاهر وقد تضخمت عضلاته كما يتضخم الرجل الأخضر في الأفلام الأمريكية.
تقدم منها بخطوات غاضبة يسألها:
-أين زوجتي؟!
-اااا
صرخ بحده:
-تحدثي والا قتلك
ردت على الفرر:
-أخذها إبنها من هنا
-ماااااااهر
صرخ بعنف وغضب، شعو بالخسارة وقد خسر على يد ابنه ومن شابه أباه فما ظلم، علام الإستغراب إذا وماهر ماهو الا نسخه مكرر تعيد كارما أفعاله هو دوماً كان متخذاً لصف والدته ظالمه كانت أو مظلومة، وبعمره لم يتعاطف مع قصة والده حتى في أواخر أيامه.
وماهر فقط يذيقه لذاعة ما صنعت يداه.
عاد من شروده مهموم وحزين ينظر لسقف المطار يشعو بالتيه والوحده، لكنه يقسم سيذهب يأخذها عنوة بعدما يهشم رأسها ورأس إبنه الذي تستقوى به.
فهل أنجب لنفسه مزاحم وند يصارعه ويقف أمامه يحول بينه وبين حبيبته.
هي دوماً كانت بجوراه دوماً كانت موجودة، لم يجرب طعمها للبعد عنها حتى وهو متزوج بأخرى.
وحده ماهر من فصل بينهما، ابنه من صلبه الذي جلبه على الدنيا ليصنع منه عزول فيما بعد...حسناً ماهر...حسناً .
توعده بقسوة لن يتهاون يقسم ان عليه وعلى أعدائه والفيصل بينهما هو عدد ساعات المسافة بين لندن والقاهرة 
________سوما العربي________
فرت السيارة تسابق الريح ، يقود بلا هوادة وهو يرى كمال يتقدمه مندفعاً للداخل.
دلفت سيارة كمال أولا وتبعها سيارة ماهر...يحمد الله ان كمال كان على الجهة الأخرى من القاهرة والا لما وصل قبله.
صف كمال سيارته باهمال وترجل منها تاكل قدماه الأرض أكلا واندفع نحو الداخل وفعل ماهر مثله، كل همه اللحاق منه و منع بطشه عن شقيقته.
كذلك صاب الهلع لونا، كانوا دوماً معاً وبعمرها لم تراهم منقسمين.
نادى ماهر على كمال:
-أستنى يا كمال
وكمال لا يجيب.
-يا كمال اقف بقولك.
-أنا مش شايف ولا سامع حد، سيبني بقولك.
اندفع يفتح غرفتها، كان متوقع انها تركت غرفتهما الجديدة، لكن تفاجأ بها خاليه فاندفع لغرفته.
وجدها تقف تجمع أغراضها، الهانم تستعد للمغادرة وترك غرفتهما الزوجية.
انقض يقبض على رثغها يؤلمها :
-بتعملي أيه؟!!!!
فصرخت:
-أااااه
-سيب البت يا كمال انت اتجننت؟!!!
تقدم ليحول بينهما لكن رد كمال منفعلاً:
-بقولك ايه انا كبرت لك كتير...ماتدخلش مابينا.
-ماتدخلش ايه؟! أنا باينك اتجننت!!!
-أنا لحد دلوقتى بتكلم بالعقل ولسه ماحدش شاف كمال لو اتجنن ممكن يعمل ايه؟!
-هتعمل ايه يعني؟؟ هتمد ايدك عليها وانا موجود؟!
-اه تحب أوريك؟!
-سيب أيد البت ياكمال، لأخر مرة بحذرك وانا لسه بتكلم بلساني.
-بتتكلم بلسانك؟!؟؟ ايه والمرة الجاية هتتكلم بأيدك ولا ايه مش فاهم؟!
-اللهم طولك يا رووح، تاني هعيدلك ، سيب ايد البت وخلينا نحاول نلم الموضوع ونحله، الي بتعمله ده هيطين الدنيا.
-هيطين الدنيا؟!!! ههه...فوق يابيه، الهانم الصغنونة اختك المحترمة استغفلتني وعشمتني وانت كمان زيها، وخدها واحده واحدة يا كمال، جنا لسه صغيرة يا كمال...وكمال يبلع ويصدق واتاري أصلا جنا الصغيرة، أصغر واحده في العيله مسهتنة وقادرة، بتتقابل مع المحامي وعامله له توكيل وممشياه في الإجراءات ولولا ان لازم نقعد نقسم واكون حاضر ماكنتش هعرف، وانت مسجدني وانا ماشي بالأصول قوي عشان اخدها بالهداوه زي ما بتقول، تلاقيك اصلا انت الي مقريها ومطبخها معاها.
نظر ماهر على جنا ثم لونا و وقف عندها لحظه ثم عاد يحول نظراته عند كمال وصرح:
-أنا كلمتي عقد يا كمال وماكنتش اعرف حاجه.
-ياسلام؟!!! عايز تفهمني انها مشيت الخطوات دى كلها لوحدها، اقطع دراعي من هنا لو ماكنت انت الي ورا كل ده.
تعصب ماهر ورد:
-هو حد قالك انها قاصر؟! جنا معديه السن القانوني وتقدر تعمل وتتصرف في اي جهة حكومية زي ما هي عايزه.
نظروا جميعاً لجنا ذات الملامح البريئة والكارثة المثيرة للأعصاب والضحك بآن أنها لازالت تنظر لهم ببراءة شديدة.
شاور كمال على تلك البريئة وردد بجنون:
-دي...دي مقدمة طلب طلاق في المحكمة، الهانم رافعه طلاق لضرر، اصلها لسه فيرجن، متجوزة شخص عاجز جنسياً ...كمال الوراقي الي برمها شرق وغرب وساب بصمته في كل ستات الدنيا تيجي حتت عيله من مصر تطلعه عاجز، ده انا ههد البيت فوق دماغها.
ضحكت لونا...هي حاولت كتم ضحكتها لكن مايقدر على القدرة سوى الله.
اشتعلت عينا كمال، ونظر لها ماهر معاتباً لكنه تقدم يضعها خلف ظهره ويخفيها عن عيون كمال القاتلة.
وماهر يردد كأنه يتحدث بجدية وصرامة:
-بس يا لونا عيب كده.
-وبس ليه ياحبيبي، ماتسيبها تضحك، بكره كله يعرف ويضحك، انا بقيت مُسخه خلاص والبلد كلها هتضحك عليا وعلى خيبتي، هي يعني جت عليها!!! كمال الوراقي طلع خيش وقش وكرانيش...صيت على الفاضي...ده انا ههد البيت على دماغها.
تحرك لينقض عليها لكن دوماً ماهر موجود للتدخل، وقبلما تطلق جنا صرختها كان أخيها بالفعل متدخل يمنع يد كمال عنها ويردد:
-ماتمدش ايدك عليها بقولك.
-بقولك ايه؟ انت من النهاردة مالكش دعوة بالي خصني ويخصها، البت دي تبقى مراتي وعندها حجه وانا بقا لأزم أبطلها.
اتسعت عيون الجميع، مغزى الحديث واضح ...انتفض جسد جنا ولونا ترتجعت تتفرج.
بينما تحفز ماهر ورفع أصبع السبابة محذراً ومهدداً:
-أنا بحذرك يا كمال، لحد دلوقتي ممكن كل حاجة نعتبرها حركات عيال، عيلة متدلعة واتهورت وغلطت لكن لو فكرت تنفذ الي في دماغك هتحول عليك، عشان انا مش عيل كاوريك هتعمل كده في اختي واسكت لك.
-ده تهديد.
-اه ومشيها طيبة لحد دلوقتي يا ابن عمي،بلاش نقف لبعض.
رفع كمال رأسه بعند وقرر:
-نقف لبعض وماله ، وانا هدخل على اختك دلوقتي وقدامكم عادي ماعنديش مشكلة.
-والله؟!! 
-تحب تشوف؟؟
تقدم ليقترب من جنا ويمد يده يقبض على يدها لينتزعها لعنده.
-ده انت أتجننت بقااا.
هتف ماهر وسدد لكمة قوية عنيفه لعين كمال .
صرخت الفتاتان بينما وضع كمال يده على اللكمة بصدمه ثم بدأ يسدد لكمة أخرى لماهر.
بدأت معركة بدائية بينهما وكل منهما عنيف جسده قوي لا يقل قوة وغشامة عن الأخر.
حاولت كل من جنا ولونا التدخل، لكنهما كانا كثوران هائجان وأشتبكا معاً ومن سيتدخل سيفرم حتما دون أن يشعرا به.
ولم يوقف حربهما وكل منهما يطحن في الأخر غير صوت صراخ نسرين والدة ماهر.
توقف ماهر مع سماعه صوت أمه، ومع ترقفه تيقظ ذلك الذي ذهب عقله وبقا يضرب بلا هوادة أو نظر.
صراخات نسرين كانت تناديهم فترك ماهر كمال وهرولوا لعندها.
الباب كان مفتوحاً وهي تصرخ من سماع صوت عراكهم، اول ما رأتهم صرخت فيهم:
-في ايه؟!! ولاد العم ماسكين في خناق بعض؟؟
نظرت بحنق على خط الدم النازف من انف كمال نتيجة بطش يد ماهر ومثيله خط دم نازف من داخل اسنان ماهر.
-في ايه؟! ايه الي حصل لكل ده
-مافيش حاجه ياست الكل اهدي انتي بس ..
نطق بها ماهر محاولاً تهدئة والدته لكن كمال صرّح مندفعاً:
-لا بقا في...بنتك رافعه عليا قضية طلاق.
ضرب ماهر وجهه بكفه في حين صدمت نسرين وسألت:
-بنتي؟! بنتي مين اللي رفعت عليك قضية طلاق؟!
-انتي عندك غيرها؟! الست جنا.
سب ماهر من بين أسنانه وصرخ:
-اخرس شويه بقا
بينما همست نسرين بتيه:
-جنا بنتي انا اتجوزتك أصلا؟!
-ايه؟!!
نظروا له شذراً، الان فقط فهم، لم يخبرها أحد بزواج ابنتها ...ياللكارثة.
بقت تحملق بهم، ثم اخذت تهزي:
-ما حد يرد عليا؟! رد يا ماهر.
حاول ماهر الاقتراب :
-اهدي يا ماما...انا كنت فاكر ان بابا قالك.
-جوزتوا بنتي الوحيدة من غير ما ابقى عارفه ولا موجودة؟!!
-انا اصلا عملت كده وعجلت بالجوازة عشان بابا يضطر يظهرك ويرجعك بس ماحصلش.
بكت نسرين ونزلت دموعها في حين اقتربت جنا تردد:
-أنا ماكنتش اعرف انه ماقالكيش والله يا ماما ولما رجعتي ماكنتش عايزه افتح معاكي في اي كلام وقولت أسيبك يومين ترتاحي.
اقترب ماهر يقبل رأسها:
-حقك عليا والله انا ماكان في أيدي حاجة 
-حقي عليك ايه بس يابني، هو انت ذنبك ايه؟ هو انت الي خليتني عاجزه؟! 
ابتعد ماهر عنها مصدوم وكذلك جنا، هي لأول مره تردد ذلك الوصف على نفسها، طوال عمرها كانت راضيه.
لكنها همست:
-أول مرة احس بالعجز..أول مره تبقى مرارته في حلقي كده.
رفعت عيناها لجنة وهمست:
-وانتي..كنتي مستنيه ايه عشان تقولي.
-ياماما حضرتك لسه راجعه وبصراحه بقا خوفت، لو كنت قولت لك كنتي هتمنعيني عن الطلاق، طول عمرك تقولي عيلتنا مافيهاش طلاق واحنا جوازنا جواز مسيحيين، وانا بصراحة كنت عايزه حقي، يعني اسه يبقى حقي واتحرم منه في شرغ مين ده.
نظرت لها نسرين بصمت، خالي من اي ردك فعل بموقف يحتاح الف رد فعل.
مما دفع كمال لأن يتقدم منها وهو يردد :
-يعني كنتي واخداني كبري!
-ومالك متفاجأ كده؟! هو مش ده كان اتفاقنا؟! ولا انت الي كنت بتاخدني على أد عقلي؟!
-اه كنت باخدك على أد عقلك، وطلاق مش هطلق.
-هتطلقني .
-احنا ماعندناش طلاق يا جنا.
نطقت بها نسرين فصدمت أبنتها التي صرخت:
-ده كان زمان دلوقتي في طلاق عادي.
-جنا.
-ماما لو سمحتي، انتي ماما وانا بحبك وبقدرك بس انا مش هبقى نسخه جديده منك ومش هعيش العيشة الي انتي عيشتيها الا لو عايزه البنت تعيد قصة أمها وأبقى أنا نسرين وهو عزام؟! أنا مش هعمل غير الي عايزاه ويبسطني،سامعين.
-مش هطلق يا جنا.
قالها بعزم لترد بعزم أشد:
-مش بمزاجك، بمزاجي أنا، ومليم من ورثي مش هسيب، هاخد حقي على داير مليم، وهعيش العيشه الي تعجبني، انا مش كرسي، ومش هعيش عمري كله اتعالج وماحدش يقنعني ان كمال الي مقطع السمكة وديلها جه فجأه حب جنا، ماحصلش، الحكايه كلها انها لعبه وسلته فحب يكمل وانا مش عبيطه.
-جناا.
هتفت نسرين لتصرخ جنا:
-انا مش هبقى انتي، مش هيبقى نهايتي نايمه على سرير من كتر ما الهم والمرض ركبوني عشان وقعت في واحد عربيد وبتاع نسوان وبالاسم بيحبني، انا مش هعمل في نفسي كده والي هيقف ضدي يبقى عايز يخسرني فهخسره عادي.
-بس انا مش هقف ضدك يا جنا، والي عايزاه هعمله.
-ماهر؟!! هتطلق اختك؟!
-اه يا ماما، الاتفاق كان واضح واحنا ماضحكناش على كمال، مش عارف هو عامل فيلم ليه؟ شكل اللعبه عجبته على رأي جنا وانا أختي مش لعبه.
-بس انا لعبه عادي؟!!!!
نطقت بها تلك التي نسوها في أحد أركان الغرفه تقف مشاهدة جنا التي تقربها بالعمر كيف خطتت ودبرت لتنقذ نفسها..لكن جنا معها ماهر .
تقدم ماهر منها وقد تحفزت كل خلاياه يسألها:
-ايه الي بتقوليه ده؟! مش وقته.
-امال أمتى وقته؟!
-أسكتي دلوقتي يا لونا مش وقت دلع خالص.
-أنا مش بتدلع 
-صحيح أشمعنى لونا بقا.
تدخل كمال يشعل اللعبه وقد أقسم الا يحترق وحده:
-هتطلق جنا مني،وحتى أمك هتطلقها من ابوك، لكن واخد لونا حق انتفاع عادي!!!
-حق انتقاع ايه يا حيوان دي مراتي، خد بالك من كلامك.
-واتجوزتها ازاي بقا؟ فاكر؟؟
-وطي صوتك يا كمال.
-لا مش هوطي..خليها تولع يالا...ماهو يانعيش عيشه فل يا نطلق احنا الكل
-الله ...ده الجمع مجتمع
قالها عزام الذي دلف للتو بغضب يشوبه ضحكه ساخرة:
-اهلاً بالوراقين جونيور.
نظروا لهم جميعاً بصمت فاقترب من ابنه يردد:
-ازيك يا ماهر؟
-الحمدلله، ايه الي جابك؟؟
-جاي بيتي.. فيها حاجة دي؟!
-لأ طبعا مافيهاش، بس حضرتك تقدر تعمل في القصر كله ما بدا لك ماعدا الأوضه دي.
-الي هي أوضة مراتي؟!
-مابقتش مراتك خلاص، أنا رفعت قضية طلاق.
-الله .
صرخ كمال وكمل:
-دي احلوت قوي؟ وهنعمل طلاق بارتي.
-بتستغفل ابوك يا ماهر، بتاخد امك وتهربها؟!!
-اه....ورفعت قضية الطلاق خلاص
-طلاق؟!...طب ماترجعش تزعل بقا.
اقترب من لونا يردد:
-ايه يا لونا…مش هافك الشوق تطلقي انتي كمان.
-مش كان المفروض قبل ما تدخل بيتي تستأذني.
قالتها بتجبر جديد وقد عدلت وقفتها، تقف بتحدي أمام عزام الذي هتف:
-الله….ده احنا اتغيرنا واتجبرنا وصوتنا طلع، ده ربنا يخلي ماهر بقا.
أعادها لنقطة الصفر بلحظة…ماهر هو سبب قوتها…سبب تغيرها..سبب تجبرها وبلاه ربما لظلت نفس تلك اللونه.
لكن لونا بوضعها وقصتها لا تخص عزام أو تهمه، هو كل همه زوجته التي حضر لأجلها.
ازاح لونا عن طريقه واقترب من نسرين يردد:
-انا مش جاي اعمل دوشه، بالذوق كده انا هاخد مراتي وارجع على لندن.
-بابا لو سمحت.
-ماحدش يتدخل، خصوصاً انت…هو انا كنت بكبرك وبعملك راجل عشان اول ماتقف تقف في وشي أنا
-انا لسه لحد دلوقتي مش ناسي الي عملته في قسيمة الجواز اتفاقاتك مع عمي بس عمي خدها ما قاصرها وراح عاش مع بناته برا، حقي انا مسامح فيه بس أمي لأ.
-وريني بقا لا ازاي.
تحرك مندفعاً يقترب من فراش يحاول حملها، دب الصراخ بهلع من جنا ونسرين وتدخل ماهر، الوضع كان كارثي ونسرين لا تردد سوى جملة واحدة:
-أبعد عني ابعد عني.
حتى سقطت بين يديهم من شدة الأنفعال هامدة لا تتحرك.
شحب جسد لونا وتخشب ماهر بصدمه بينما صرخت جنا واندفع كمال كي يحمل زوجة عمه لأقرب مشفى وعزام متسعة عيناه بهلع واندفع يناديها كي تفوق معه لكن بلا جدوى.
_______سوما العربي________
دفشها داخل الغرفة بغضب ثم دلف واغلق الباب خلفه فصرخت:
-ايه يا محمد الطريقه دي؟؟ احرجتني قدام الناس؟؟
-ناس؟! ناس مين ولا قصدك ماهر؟! ثم انتي كنتي عملتي حساب للناس اصلا ولا لمنظري قدامهم وانا واقف واختي بتفليرت على راجل تاني ولا فاكره ماحدش واخد باله، لا يا هانم حركات بايخه ومفضوحه قوي…عيب …وانا مش هسمح بده، وكل ده ليه؟؟ عشان اوهام في دماغك.
-مش أوهام…انت عارف البنت دي امها عملت ايه فينا.
-ماعملتش…امها سابت الدنيا كلها وجابت لنفسها مصيبه عشان تهرب من أبوكي…بطلي تخلقي قصص تعيشي جواها عشان بس يبقى عندك عدف.
-لا، وانت بتقول كده بس عشان تفضل عائش الحياه الهاديه الي بانيتها..تمام خليك في البابل بتاعتك وسيبني أنل بقا…انا حرة اعمل الي انا عايزاه.
-لا مش حره…ده انا اكسرلك رقبتك…لو قربتي ناحية ماهر الوراقي تاني هكسرلك رجلك، سامعه.
-لا مش سامعه.
-لا هتسمعي الكلام ورجلك فوق رقبتك انا نازل انهي الحفلة اللي من غير سبب دي..عيب اعقلي احنا مش شويه في البلد عشان تقعدي تتلزقي وتتدلعي على راجل تاني وياريته شايفك ده مش شايف غير مراته.
قال ألأخيرة كي يجعلها تستفق من وهمها لكن كلماته لم تفعل سوى أنها أثارت غضبها الشديد.
____________سوما العربي_________
-يا جماعه انا محذر كذا مره من كتر الانفعال عليها.
قالها الطبيب المباشر لحالة نسرين من فتره ليقول ماهر:
-هي وضعها ايه دلوقتي يا دكتور.
-اخدت حقنه مهدئه هتخليها تنام كذا ساعه، ممكن تقعد معانا عشان تفضل تحت الملاحظه بس ياريت بلاش انفعالات تاني.
-حاضر.
اقترب ليقف بجوار كمال الذي نظر له شزراً وردد:
-منك لله..ايدك تقيله.
-وانت اتغابيت عليا على فكره.
-هتساعدها تطلق يا ماهر مني؟!
-كمال، جنا مش قاصر و واخده قرارها وماشية كمان في الإجراءات.
-بس انت موافق.
-أنا موافق على اي حاجة تريحها.
-ساعدني ادخل عليها وابطل حجتها.
-اتلم يالا.
-دي مراتي.
-واختي..وبعدين انت مالك كده هو مش ده كان اتفاقنا من الاول .
-انا فكرته كلام ماهو مافيش واحد يجوز اخته ويخليها تاخد لقب مطلقه عشان وصيه.
-لا يبقى احرمها من حقها!! انت عبيط وبعدين انا قولت يمكن ربنا يصلح الحال وهي توافق تكمل معاك لكن ماحصلش يبقى خلاص.
بدأت وتيرة الحديث تعلو وهتف كمال:
-انت إلي منعتني عنها.
-كنت هااخدها غصب مثلا؟؟
-آيه غريبه؟! معاملتهاش مع لونا.
-لا…لا…وقصتي مع لون مختلفه.
-يعني خلاصة الكلام انت موافقها.
-واللي يريحها وتختاره هعمله
-بس خليك فاكر..كله سلف ودين.
-كنت قول لنفسك…ده انت ياما كرفت لبنات وضيعت أحلامهم.
سقطت الكلمات على رأس كمال كالصاعقه فتحرك مغادراً وأشباح الماضي تطارده.
__________سوما العربي_________
بعد يوم عمل مرهق عاد للبيت ودلف لغرفته ليجدها خاريه .
شعر ببعض البرودة سرت في جسده لكنه قاومها مؤمناً نفسه أنها وأخيراً لانت له.
رفع هاتفه واتصل بها لكنها ماكانت تجيب.
خرج مسرعاً وتعب اليوم مازال يخيم على جسده، تحرك بسيارته حتى وصل لبيت والدها.
دق جرس الباب بلهفه ففتحت له:
-ايه الي جابك هنا
-انت الي ايه جابك؟
-انتي شكلك اتجننتي..امشي يالا اتحركي معايا انا يومي كان طويل ومحتاج أرتاح.
-مش متحركه.
-لا هتتحركي واصلا حسابك معايا بعدين على عدم ردك على اتصالاتي رغم ان الموبايل في ايدك.
صمتت ولم تجيب فجن جنونه وصرخ:
-انتي عايزه ايه!!!! عايزه توصلي لأيه؟! عايزه تجننيني.
-عايزه ابقى بني أدمة وعندي شخصية.
-فجاءة كده؟؟
-أشمعنى امك وأختك؟ وجنا الي اخدت حقها تالت ومتلت، انت مارضتش على اختك الي رضيته عليا، وعمال تضحك على عقلي.
ردد ببهوت:
-أضحك على عقلك ايه؟؟ احنا فرحنا بعد أسبوعين 
-انا عيله ماعندهاش شخصية ولا مخ وكل ما اقول خلاص كبرت وكونت رأي وشخصية ألاقيك جيت عملت لي غسيل مخ.
-أنا يا لونا؟!
-ايوه…مين اتجوزني بطريقه زباله عشان فهمتني اني عاهره وخايف على اسمكم من العار مش عشان حاببني وراغبني مين عيشني في الدايرة دي كتير؟؟ وانت عارف من جواك الحقيقة، مين شغلني في البوفيه ورفض تعليمي، مين سبني وسب عرضي وقال عليا فاجره ولما سافرتني سبتني أشتغل عاملة نظافة وقيدت وضعي هناك، وبمزاجك رجعتني بس عشان السبب الي كنت قلقان منك خلصت منه ودخلت الدوكش السجن…مين عمل رعمل وعمل وعمل…ده أنّت عملت كل الردي، ماسبتليش فرصه أدافع حتى عنك.
-وكل ده افتكرتيه دلوقتي بس؟!
-قصدك اني مش عندي شخصية ولما شوفت تصرف جنا اتحركت وغيرت؟! ماشي يا سيدي أعتبرها زي ما تعتبرها.
صمت قليلاً ينظر على حبيبته التي لم يعشق غيرها،أيامه معها تمر بشريط أمام عينه، هي من زادت حياته متعه ومعها أحلوت أيامه وبدأ يتحدث بطريقة مثيره، صادقه حد الجنون :
-بس أنا بحبك يا لونا، مين ممكن يحبك أد ماهر، وانتي؟! انتي تليقي بمين غير ماهر؟! ومين يليق بماهر غيرك؟!
رفعت عيناها فيه تحاول تلاشي تأثيره الذي بات موجود فكمل:
-أنا غلطت مش بنكر، اتصرفت بتهور وكان الغضب سايقني..أديني فرصه.
-لا
-لا؟؟ طب على فكرة بقا انتي مش بريئة قوي كده يعني؟! وماسبتيش حقك زي ما بتقولي ده انتي سوتيني على الجنبين، وشتمتيني وهزقتيني وقولتي لي يا ديوث يا وسخ قدام اهلي والبيت كله، انا بسببك جالي ذبحه وانا في عز شبابي وياما لوعتيني وسهرتيني ليالي عشان ترضي عليا، ده انا كنت بتحايل عليكي عشان ترضي تخليني ألمسك، انتي مش عايزة تواجهي نفسك بالحقيقة .
سحبها للمرأة الموجودة في صالة البيت وردد:
-هي دي لونا الي كانت من سنه؟! انتي استقويتي واستجبرتي وصوتك علي، علي عشان مسنودة عليا وانا موافق، بيتك ده لولا ماهر الوحش ماكنتيش عرفتي تهددي عمك وتخرجيه منه، دراستك انا الي قدمت فيها وسيبتك تتعلمي الجرافيك الي بيه استقويتي وعرفتي تلاقي شغل…لو هتقلبي في الي فات قلبي بس شوفي الصورة صح، لو انا ماكنتش دخلت حياتك كنتي هتبقي فين دلوقتي؟
اخرج كل ما بقلبه ونظر لها وجدها مصدومه فاهره فمها تنظر في المرآة بتيه ليكمل بنبرة سخينه:
-انا مركز قوتك وانتي نقطة ضعفي بس والله موافق..اتدلعي عليا وكسري الدنيا بس وانتي معايا…بلاش تبعدي عني.. ماصدقت لاقيتك.
حل الصمت دقيقه إلى ان همست:
-أنا محتاجه أفضل لوحدي يومين مع نفسي.
-يا لونا..
-لو سمحت.
-حاضر.
تحرك يخرج من البيت، كله أمال محطمه وقلب حزين، لا يريد تركها ولكنه يعلم أنها بحاجة لوقفه لتعلم انها له وهو لها.
تحرك كي يغادر لكن قبلما يفعل دلف لعندها من جديد وكوب رأسها بين يديه يقربها من شفتيها ويقبلها بجنون…جنون ولهفه غير عاديه…وهي مصدومه ومتفاجئة ، فصل قبلته وهمس أمام شفتيها:
-هسيبك دلوقتي عشان تهدي وترجعي لي، وعايزك تعرفي حاجة.
اقترب من أذنها يهمس بنبره متملكة لا تقبل التفاوض:
-أنتي بتاعتي وهتفضلي لاخر نفسك فيكي بتاعتي…سامعه.
تركها وغادر بقلب حزين ومكث مع والدته بالمشفى يعتني بها ويشغل نفسه عن التفكير في لونته.
مرت أيام كانت بين العمل ومتابعة حالة والدته والسير في أجراءات الطلاق.
وبينما كان يساعد والدته لتخرج من المشفى ورده اتصال من أحدهم فرد بخمول:
-ايه الوضع عندك، المدام بخير؟!
-الحق يا باشا..المدام خارجه من البيت ومعاها أبوها ولاقيتها بتوقف تاكسي وسمعتها بتقوله المطار لو سمحت…بينها مسافره.
انتفض ماهر من على الكنبه يردّد بلهفه:
-أيه
-بينها كده يا باشا اصل معاها شنط كتير.
يتبع 
تحرك سريعاً، طوال الطريق بينما يقود كان يحاسب نفسه ويكاتبها، لما وصل بها لهنا.....تريد الهرب والبعد ثانية بل دوماً.
تحركه كان كالمجنون ترك والدته في المشفى مع شقيقته وغادر 
طوال الطريق وهو يهاتفها ويحاول الإتصال لكنها لا تجيب:
-ردي بقا ردي.
كل العوامل تعاكسه، الطريق متوقف والسيارات متكدسة فوق بعضها وهنالك حادث على الطريق.
هو في طريقه لمطار القاهرة الدولي يسب ويلعن، غير متوقف عن القاء اللوم عليها و عاود الاتصال مراراً.
لكنها أغلقت الهاتف، لا تريد اتصالات! أم صعدت للطائرة.
بعد مرور ثلاث ساعات في طريق لا يتخذ أكثر من ساعه وصل بالنهاية .
لكن أمن المطار منعه من إجتياز البوابة، وقتها تذكر ذلك الضابط الذي القى القبض على الدوكش مسبقاً فهاتفه.
ظل يقف متوتراً بالخارج، يشعر بالقلق الشديد، حياته على شفا الانهيار فحياته تريد ان تغادره.
مرت دقيقتين وهاتفه الضابط من جديد فرد على الاتصال على الفور:
-باشا..وصلت لايه؟!
-اسمها لونا محمد فريد؟؟
-ايوه 
-للأسف يا ماهر باشا طيارتها في الجو دلوقتي.
سقط قلب ماهر وعلت وتيرة أنفاسه، الكلام كان كحد السيف قطع أنفاسه وعنقه.
تركته بلا هوادة حين وااتها الفرصه، لما وثق بها وتركها تذهب وتجيئ وتبيت بالخارج، هل تلك هي جزاء الثقة؟؟
كاد أن يسقط أرضاً أمام الناس...ماهر الوراقي إنهار وكُسر...كسرته لونا.
انحنى بظهره يسند بكفيه على مرفقيه كأنه يحاول حمل جسده وان يبثها القليل من القوة.
رفع رأسه وظهره مازال محني، يشعر بالدموع في عينيه..تباً.
حاول التحرك، جسده كان مثقل كَكهل في الثمانين من عمره...خطى باتجاه السيارة يفتح الباب وجلس بينما يحاول الإتصال من جديد بنفس الرقم إلى ان فُتحت المكالمة فحاول أن يجلي صوته المخنوق ويظهر عادي متماسك فخرج صوته متحشرج مختنق:
-أحممم..أيوه يا باشا...ماعلش الخط فصل.
-انا فضلت اقول ألو ألو ماحدش كان بيرد..قولت تبقى شبكة
-اه...أحمم..هي سافرت على رحلة أيه؟
-طيارة لندن.
-لندن؟!
همس بتيه يسأل:
-هتروح لندن ليه ولمين؟ بس تمام المهم عرفت انها في لندن
-لا مش شرط
-ازاي؟! مش بتقول طيارة لندن.
-الطيارة دي هتقف ترانزيت في فرنسا.
-فرنسا؟!! يعني هي رايحه لندن ولا فرنسا؟؟
-مش عارف بصراحة يا باشا.
-تمام شكرا يا مروان باشا تعبتك معايا.
-لا العفو العفو.
انهى المكالمة يشعر بالعجز والغضب، لقد فضح على يدها، يستعين برجل أخر كي يخبره أين ذهبت زوجته.
ضرب برأسه مقود السيارة وهو يسب:
-يابنت الجزمه، يا بنت الجزمه، هي دي جزاتي عشان حبيتك.
 رفع عينه الحمراء وكلها شر وغضب:
-وديني لأوريكي..وديني لأوريكي ...هجيبك وهوريكي.
_________سوما العربي_________
دلف لبيت خاله يتقدم بخطوات مفتوحه واثقة، انتشى وهو يراها تقف بفستانها الزهري وسط الورود والشجر تحتسي قهوتها بإندماج وهي تتصفح الهاتف مبتسمه.
بسمتها تسلب عقله وتجلي روحه، اندفعت قدماه لعندها، انها تخطفه بحسنها الذي ليس له مثيل.
لقد قابلت الكثيرات وحتى علياء زوجته حلوه لكن مثل جميلة لم ير من قبل، جميلة تلك تختلف عن جميلة التي جاءته طفلة مراهقة تعترف ببؤس بحبها الذي لم يكن يشعر به...لكنه رفضها وتركها وذهب وغاب سنين ليعود ويتفاجأ بأنها قد كبرت وطابت وتستحق الأكل...باتت كمن لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كيف فرط فيها ماهر الأبله، انها مغويه حد الجحيم، قادرة على تجعل الدماء تغلي بل تفور في أوردته ما أن يراها.
يرغبها يرغبها وغير قادر على السيطرة على نفسه، هي من تسيطر عليه وليس هو.
اقترب بإندفاع يقف عندها، الامل بداخله متضخم وقد نجح وباتت له.
بتملك شديد وكأنها شيء يخصه وضع يداه عليها يحاوط خصرها بل وردد:
-خطيبتي الصغننة بتعمل ايه؟!
شهقت بصدمه وهي تشعر به، رشيد طمع في قدر عالي من البجاحه الخام وأخذها كلها لنفسه، كيف فعل وعن اي خطيبه يتحدث؟؟
حاولت الابتعاد عنه وهي تردد:
-رشيد؟!
-هو ياروح رشيد.
-انت اتجننت؟؟ ابعد ايدك عني؟!
-تؤ...من هنا ورايح خلاص انتي بقيتي ملكي، ملكية خاضه بيا وانا تعبت على ما عرفت أوصلك وخلاص بقيتي بتاعتي.
نطقت من بين أسنانها:
-بقيت بتاعت مين انت بتخرف، شيل ايدك من عليا، وايه خطيبتي الي قولتها دي؟!
-مانتي خلاص بقيتي خطيبتي، الواد الي كنتي جايباه ده خلاص، انا فلسعته...تعالي بقا في حضني عشان أشبع منك .
نجحت في إبعاد يديه عنها وصرخت فيه:
-الزم حدودك يا رشيد، وانا مش خطيبتك وشهاب خلاص برأ نفسه وبابا اقتنع وخطوبتنا آخر الأسبوع.
-برأ نفسه؟! ازاي؟! وانتي ازاي وافقتي؟!
-وافقت عشان بح...
قاطعها بغضب شديد ينترعها لتقف بين يديه يمسكها من كل ذراع بكف يطبقه عليها ويهزها بغضب؛
-إياكي تنطقيها، ممكن أولع فيكي وفيه، انتي سامعه
نطقت برعب وهي ترى الجحيم بعيناه:
-أنت مجنووون.
-أه، انتي جننتيني خلاص، هو مش انتي الي جيتي زمان تعترفي لي بحبك؟ ايه الي حصل.
-زمان كنت عيله، سيبني يا رشيد
-مشش هسيبك...ماحدش هياخدك غيري..ومستعد اعمل اي حاجه، اي حاجه يا جميله.
أخذت تهز رأسها بخوف منه فردد بجنون:
-مالك كده؟؟ ايه عايزه تثبتي لي انك مش بتحبيني؟! هو اول حب بيتنسي؟! أنا اول راجل في حياتك، انتي مشكلتك اني رجعت متجوز ومعايا ولد، بس صدقيني والله انتي حبي الاول، انا مش هخليكي تحسي ان في حد غيرك.
-لا...لأ...أفهم بقا..سيبني وامشي، سيب مصر احسن..روح ورا بيتك ومراتك وابنك، أرجع لشغلك الي انت موقفه وسايبه وقاعد هنا 
-قاعد هنا عشانك، عشانك ممكن اوقف حياتي كلها لو تحبي...كفايه عناد، انتي ليا وانا ليكي.
-أفهم انا مش بحبك وخطوبتي على شهاب خلاص اخر الأسبوع.
-كذابه، بتحبيني، وبتتحديني، شهاب مين ده اللي قابلته من كام يوم وشوفتيه كام مره وفجاءه بقيتي تحبيه؟! فوقي حرام عليكي تعذبي نفسك وتعذبيني ودلوقتي بتدخلي واحد تالت تعذبيه وتأذيه مانا مش هسيبه في حاله عشان تبقي عارفه.
نفضت جسده تدفعه في صدره وتبعده، هل يعد هذا تهديد؟! 
نظر بصدمه على فعلتها  وهي صرخت فيه:
-تهديد ده؟! هي حصلت؟! طب جرب تقرب منه كده؟!
-أنا مش هقرب منه هو، أنا هقرب منك انتي..انتي بتاعتي.
اهتزت وهي تسمع تصريحه المتملك ناحيتها مع رؤيتها للتصمبم في عيناه، تخشبت في موضعها لا تملك رد فعل.
اقترب منها...عزمه واضح، مبتغاه شفتيها واقترب.
وقبلما يفعل سبقته صرخت:
-اوعى تفكر تقرب مني
-طب ماتبعدي، صرخي وابعدي زي كل مره.
صمت لدقيقة ثم سأل؛
-بتحبيني لسه؟!
-لأ
وصل خاله بسيارته، حلمه بقبلته منها انمحى.
هزت رأسها بخوف ولم يطمئنها سوى دخول سيارة أبيعل.
بينما رشيد وصلته رسالة لهاتفه، كانت عبر الايميل، صوتها أنبئه.
جذب شعره بجنون، تزامناً مع إقتراب خاله، يقرأ الرسالة بصمت، فعلتها علياء ورفعت قضية طلاق وتقسيم للثروة.
تحرك بلا هواده فسأله خاله:
-رايح فين يا رشيد.
-مشكلة، لازم ابقى في لندن قبل بعد بكره.
نظر تجاه جميله وقال كأنه إقرار:
-مشكلة صغيرة هناك هخلصها وراجع...أكيد هرجع .
قالها متوعداً وغادر بينما التف صلاح يسأل ابنته:
-ماله ده؟؟ ضايقك تاني؟؟
-سيبك منه؟! قولي أخبار الشغل ايه؟!
قالتها وهي توجه والدها للجلوس على احد المقاعد بينما تشيع رشيد بنطراتها
_______سوما العربي_________
إبتسامة خبيثه واسعه تشكلت على شفتي عزام وهو يدلف لغرفة نسرين في المشفى.
اتسعت عيناها من رأته من جديد يردد:
-مراتي الحلوه.
-أنت تاني؟! أنا مش بخلص منك ليه؟؟ مش بخلص منك ليه؟
-عشان انا قدرك، ومش هسيبك، انتي الي محتاجة ترضي بالأمر الواقع، يالا مش مشكله، قدامنا وقت طويل على ما نسافر لندن نبقى نحكي في الطريق.
صرخت بأعلى صوتها:
-اوعى تفكر تقرب مني، هصوت والم عليك ماهر..يا ماهر...ماهر.
صرح بانتصار:
-علي صوتك شويه كمان يمكن يسمعك.
ثم ساعدها مستهزأً ينادي عليه معها:
-يا ماهر، ماهر...ايه ده مافيش ماهر؟؟ في عزام
-يا جنا ....جنا..يا جنا .
-راحت البوفيه تجيب قهوة...يادوب على ما نخلص.
سألت برعب وهي ترى الممرضة تتقدم وتحقن مادة في المحلول :
-بتعمل ايه؟! بتعملوا ايه؟!
-مش ماهر بس الي بيعرف يرشي ممرضات، انا بعرف ارشي ممرضات، واجيب تذاكر طيران للونا واضحك على عقلها عشان اشغله عن هنا، ايه رأيك؟!
-يخربيت الجبروت؟!!! عملت كده في ابنك؟!
-ده ابن كلب...واقف معاكي ضدي؟! جاي عليا ليه؟؟ ده ربنا بيسامح وانتي وهو مش عايزين تسامحوا ليه؟! اه غلطت زمان...غلطت فيكي وفي رحيل و في ابويا...هاا ايه بقا؟؟ ارمي نفسي تحت عربية عشان ترتاحوا؟! ماتسامحوا وتدوا فرصه؟؟ ولا ابنك بس الي يستاهل الفرصه.
-ما...
قاطع رفضها يردد:
-بلا ما بلا تا...أنا خلقي ضاق من المدادية فيكي...انا مش بتناقش معاكي وانتي خمس ثواني وهتغيبي عن الوعي أساساً ...نكمل خناقنا في لندن بقا...أما انا اشتريت لك حتت فيلا هناك، وكلها حراسات وريني ابنك هينط لي فيها هناك ازاي.
سمعته وهي تشعر بأهدابها تجاهدها تثقل عليها ثم ترتخي وتغوص في النوم وهو لجوراها يمسح على شعرها.
إجراءات الخروج من المشفى كانت مسهلة، المال يصنع كل شيء وبعض اقل من ربع ساعة كانت على متن طيارة خاصه مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية تنام فيها على فراش وثير ومعها أحد الأطباء وعزام يجلس بجوارها يردد وهو يسمك يديها:
-هتسامحيني أمتى يا نسرين؟! يمكن لما تصحي تلاقي نفسك عامله العمليه وبتمشي تسامحيني؟!
فتح عيناه و رفع هاتفه يرسل رسالة لابنه تصله بعد وصوله لندن.
_________سوما العربي__________
انتهت من شراء القهوة فتقدم ذلك الذي لا يتوقف عن مراقبتها وتتبعها.
التفت لتصدم به فضرخت:
- ايه شوفتي عفريت!
-عايز ايه ياكمال.
-عريس جديد ماعرفش يتنهى لسه بمراته تفتكري هيكون عايز ايه؟!
-انا مش مراتك
-إنتي مراتي عصب عن عينك..وهتفضلي مراتي لسه ماتخلقتش الي تقدر تضحك علي كمال الوراقي.
-بالظبط...هي دي البوينت...اني رفضت كمال الوراقي..هي دي مشكلتك معايا مش عشان بتحبني..عشان ماطولتنيش..عشان بقيت تحدي
-بصي يابت...انا شغل سهوكة مش عايز ...انتي مراتي وبتاعتي...لآخر يوم في عمرك انا مش هفضل ادادي فيكي كتير انا أساساً خلقي ضيق....يالا قدامي على البيت...ندخل أوضتها زي اي اتنين عرسان شطار.
-لا...يا ماهر....ماهر.
بدات تصرخ فقال:
-بتهدديني يعني
-أه.
-اه؟! طب أهو.
قالها واقترب بعزم على حملها عنوه لتردد هي الاخرى:
-طييييب...براحتك بقا.
ثم القت القهوة المغليه علي جزعه السفلي:
-أاااااااه يابنت المجنونة...مستقبلي.
-لو فكرت تاني تستفرد بيا او تقرب مني قسماً بالله لاتشوف جنا جديده ماحدش يعرفها خالص...سامع؟!
تحركت مغادرة وتركته يتلوى على نفسه بألم وصدمه...صدمة كبرى من تلك الجنا التي يتعرف عليها من جديد...سحقاً الغبيه تطن أنها هكذا تهدده...لا تعلم أنها هكذا تجعله يقع في عشقها من جديد وهو يتعرف على جنا جديدة غير تلك الصغيرة البريئة التي كان يعتقد انه يعرفها..نظراته عليها وهي تتقدم مغادرة بخطوات قويه وهو يتلوى أرضاً كأسد جريح، جرعته غزالته وفرت هاربه برشاقة.
_______سوما العربي_________
وصلت الغرفه وهي مبتسمه لقد حرقت له أعز ما يملك بالماء المغلي تعلم...سيظل متعب لأسبوع مقبل.
فتحت باب الغرفة لتصدم....الغرفه خاويه من والدتها.
كادت ان تصرخ بإسم ماهر لكنها وجدته يتقدم هو الاخر وقد صدم بخلو الغرفه:
-ايه ده ؟! فين ماما يا جنا؟! مش انا سايبها معاكي
-نزلت أجيب قهوة عشان مصدعة طلعت مالقتهاش.
-ازاي يعني؟!  فين امن الزفت احنا فيها دي؟!
لم ينهي كلمته الا وقد وردته رساله من رقم غير مصري ففتحها وكان مفادها:
-ازيك يا ابن الكلب، امك معايا، خرجتها ازاي؟! اصل انا لسه جوزها عادي وسافرنا بطيارة خاصه، خلي عندك دم وبلاش تدور علينا...اتلم امك عندها عمليه لو عملتها ونجحت هتقدر تمشي على رجليها تاني وتتحرك ويمكن ساعتها تسامحني انت خاسس عليك ايه؟! اشمعنى انت عايز ست زفته بتاعتك تسامحك مانت انا وانا أنت ولا هو حلال ليك وحرام لأبوك..نهايته..اتلم واتبط واقعد عندك وماتقعدش تتنطط ورايا سيبني اعمل لها العمليه.
سحب ماهر نفس عميق ثم بعث إليها رساله يخبره:
-اعملها لها العميله اهو تبقى طلعت منك بفايده وكده كده انا رفعت قضية الطلاق خلاص.
فرد عزام:
-تصدق انك ابن كلب.
شكره ماهر بسماجه:
-شكراً يا والدي.
-في ايه؟!
سألت جنا بقلق ليجيب:
-مافيش...ماما مع بابا 
-ايه؟!
-اهدي...سيبه، مش هتلحق تحس بحاجه هي داخله عميلة وبعدها علاج طبييعي 
-يعني هتسيبها؟!
-أسبوع واحد بس...يالا بينا على البيت.
كان يقود بحزن وغضب مكبوت يحاول مداراته، طوال الطريق وشريط حياته معها يدور في مخيلتها ومقارنه معقودة بينه وبين والده 
لكنه لم يخنها قط، لم يفكر بإمرأة غيرها...وتقبل منها ما لم يكن ليقبله من غيرها.
وصل للبيت ودلف لغرفتهما معاً والتي باتت خالية وباردة بدونها..ارتمى على الفراش وهنا بكى.
بكى على حبه المهدور الذي لم يقدر.
ليرد اتصال غريب من رقم غريب دولي..نظر للهاتف بتعب يعلم انه والده لكنه فتح الهاتف وردد:
-ألو.
الصمت كان حليف الطرف الآخر...فزادت دقات قلبه وتعدت المليون، لان صوته وهو الذي كان يقسم على العذاب..ردد متسائلاً:
-لونا؟!!!
-ماهر.
أغمض عيناه يتلقى صوتها بقلبه تضربه في الصميم...ماهر،مازال إسمه منها بصوتها يضرب قلبه بنسائم معبقه بالقشعريرة...ماهر الذي عذبته بحبه لها
ردد بجنون:
-لونا؟؟ 
سردت بهدوء ومباشرة كما هو المعتاد 
-أنا وصلت روما من نص ساعه...بابا  معايا وسكنت في شارع جنب الشقه اللي كنت واخدها لي انا لما وصلت هنا لاقيت عقد الشقه منتهي فشوفت غيرها.
يكاد يجن جنونه من مباشرتها الصريحه دوماً ، ان كانت قد هربت لما تتصل تخبره بخط سيرها.
صرخ فيها:
-انتي ايه؟! عايزه توصلي بيا لفين بعد الذبحه؟! عايزه تجننيني؟! يعني بتهربي ومتصله تعرفيني خط سيرك!
-انا ماهربتش؟!
-والله!
-انا مشيت من  غير ما اقولك عشان كنت أكيد هتمنعني.
-انا يابنتي عملت لك ايه؟؟ مين يرضى بعمايلك دي؟! 
-بقيت أنا الغلطانة خلاص ونسيت عمايلك؟
-ارجعي يا لونا..بلاش تبوظي الي بينا...انا بحبك.
صمتت تتنهد ثم قالت:
-على فكرة...انا فكرت في كلامك، انت سبب كل حاجه حصلت لي وسبب تغييري وسبب القوة الي بقيت فيها.
-ارجعي يا لونا وانا والله هبطل كل الحاجات اللي بتضايقك..ماتسبنيش يا لونا انا بحبك..يا لونا ده انا عزمت الناس على فرحنا اجلته بس لأخر الشهر عشان تعب ماما ومشاكل جنا...انا ياستي غلطان وابن كلب...بس ارجعي لي.. انا عارف ان في حاجات كتير مضيقاكي بس انا معترف بيها وكل القديم هصلحه ..ايه الي حصل بس ماكنتي متقبلاني وبتقربي مني بإرادتك ليه موضوع جنا ده قلبك عليا.
-موضوع جنا ده كان اختبار ليا ولعلاقتنا يا ماهر، ده كان كده أو كده هيحصل، علاقتتا ابتذت غلط وانا طول الوقت حاسه اني مجبره وحطاك تحت ضغط....سيبني...سيني يا ماهر أرجعلك بمزاجي.
-مانتي قولتي كده قبل كده ورجعتي بمزاجك ليا وقولتي خلاص هتفضلي معايا؟!!
-كان مجرد مسكن يا ماهر.
-طريقة كلامك اتغيرت.
-كبرت؟!
-وحشتيني..أرجعي انا محتاجك.
-خليني أرجع بمزاجي...الهزه دي كده ولا كده كانت هتحصل، لو رجعت لك هبقى راجعه بمزاجي..سبني .
-انتي قادرة...مش بتحبيني...ازاي قادرة تبعدي عني...انا مش قادر.
-ماهر...حاول تفهمني...والله ما قادرة ولا بستغلك ولا بتدلع، انا نفسيتي مأذيه، خليني أرجع لك وانا عايزه أقضي العمر كله معاك.
-معاكي فلوس.
سأل يحمل همها مهما حدث، ابتسمت بحب وردت:
-معايا.
-سلام.
أغلق الهاتف معها يشعر بالضيق والحزن....إرتمى على الفراش البارد من خلفه يتحسسه بيده...هل من الضعف ان يقر بأنه غير قادر على النوم بدونها.
اغمض عيناه متذكراً صوت كمال وهو يردد ساخراً (ايه عايزها تيجي تنيمك)
لقد صدق كمال...هو بالفعل بات لا يستطع النوم بلاها...أحضانها تطمئنه...هي نصفه الثاني وضلعه الأعوج الذي شقت منه.
اغمض عيناه يرتمي على الفراش وبعينيه يمر شريط ذكرياته معها كيف تعرف عليها، أول يوم رأها...أول قبله بينهما، يوم إمتلاكه لها..
وقف عن الفراش وذهب لخزانته الخاصه حيث أشياءه الثمينة،ابتسم وهو يرى تلك الملائة التي تحمل قطرات دماء عذريتها وذكرى تلك الليلة.
كيف سلمت له وكيف كانت بريئة ناعمة، وكيف أسعدته.
ليخبط عقله تصرفاته واتهاماته لها والتي كانت مبالغ فيها ومعظمها أفتراءات عجزت عن التصدي لها واستغل هو ضعفها.
ذنب عظيم قد اقترفه، وهو نفسه رفض ذات التصرف مع شقيقته و والدته.
شعر بالأسف والخطأ لقد أخطأ بحقها...اخطأ كثيراً.
_______سوما العربي______
مرت أيام غير معدوده 
أستيقظت نسرين من نومها تفتح عيناها بصعوبه وتشوش لتبصر سقف غرفة غريبة ، اتضحت لها الرؤية رويداً رويداً .
-أنا فين.
شعرت بأصابع غليظة مغروسه في فروة شعرها يدلكها لها وينظر لعيناها بإهتمام يردد:
-حمد الله على السلامة يا روحي.
-أنا فين؟!
-في المستشفى وعملتي العمليه وفوقتي وبقيتي زي الفل..حاسه بأيه؟!
-حاسه اني هرجع.
-ده طبيعي من العمليه..حاسه بايه تاني؟!
-حاسه بحاجه غريبه في رجلي ودراعي.
ابتسم بأتساع ثم ردد:
-حلو...بشاير العمليه الجديده..ولسه العلاج الطبيعي.
انتهز الفرصه وتجرأت لمساته وهي راضية هكذا،نزل بكفه على رقبتها ثم مقدمة صدرها فسألت:
-بتعمل ايه؟! شيل ايدك؟!
فرد كاذباً:
-لازم ادلكك عشان العمليه ، اكيد مش هجيب حد غريب يدلكك وانا موجود...أنا لسه حوزك على فكره.
اصابعه كانت غريبه على جسدها بعد غياب سنين لكنها ابتعلت الطعم وظنته روتين مابعد العملية.
فصمتت وبدأت تغمض عيناها مستسلمة للمساته الخبيرة وهو يبتسم بانتصار يشعر بأن طريقه اليها لم يعد مزروع بالشوك كالسابق.
_______سوما العربي_____
كان يجلس في غرفة مكتبه يحاول التركيز على عمله وإنهاءه
فدلفت السكرتيرة تردد:
-مستر ماهر، رؤي الكيلاني برا وطالبه حضرتك.
-خليها تتفضل.
دلفت بخطى متعززك.. اخبار فرار لونا وصلتها والقلب الأن بات حزين ، مشروخ ووحيد يريد من يضمضة ويدواية وتلك هي فرصتها التي لن تفوتها.
طلتها كانت أنثويه،مغوية خاطفه للأنفاس 
ابتسمت تجلس أمامه مردد:
-صباح الخير..كان بينا ميعاد.
-ميعاد؟!
-مش قولنا هنشترك مع بعض في مشروع راس الحكمة؟!
-قولنا كده؟! أمتى؟!
-في حفلة الساحل؟! معقول نسيت الشغل؟! هي الأمور الشخصية بتأثر كده على شخصية بروفيشنال زيك؟!
كاد أن يجيب لولا اقتحام المكتب...فرح قلبه لا يرجد غيرها من تفعلها...وكانت الصدمه ان من فعلها ليس هي كالمعتاد.
لكنه كمال يردد:
-المحكمة حددت ميعاد للجلسه...انا هتخلع خلاص....قسماً بالله لأوريها...والمرة دي غير كل مره..مش هتقدر تمنعني عنها...سامع
هرول كمال ناحية الخارج...واندفع ماهر خلفه...المتهور قد يفعل بشقيقته شيئاً.
قاد سيارته يطير خلفه في منتصف الطريق قبلما يصل البيت بقليل وردته مكالمة......فتح الهاتف وكانت الصدمه...
-ألو
-رؤى كانت عندك بتعمل ايه؟!
-عادي في بينا شغل
-شغل؟؟ ولا شافتك خالي دلوقتي 
-لونا أنا لازم اقفل، في مصيبة في البيت
-انت بتخوني يا ماهر؟!
-هو انتي موجودة عشان أخونك
نار الغيرة نهشت قلبها، ما كانت تفعله فيه انقلب عليها، لكنها الان هي من باتت تصرخ فيه وهو يحاول إمتصاص غضبها أحياناً وملاعبتها أحياناً كما كانت تفعل.
شغلته عن القيادة وكمال كان الأسرع في الوصول للبيت حيث توجد جنا وحدها
دلف للبيت بخطى واسعه ودلف لغرفتها انتفضت من سريرها برعن تراه وقد أغلق الباب وبدأ يتقدم منها
يتبع
دلف لغرفتها بخطى منتصرة وأغلق الباب بقدمه، إتسعت عيناها وهي ترى إبتسامة الرابح على شفتيه متزامنة مع ثلاثة أصوات صدرت عن القفل بالمفتاح .
وثبت من فوق الفراش بهلع أنساها إرتدائها ثوبها الأرجواني القصير جداً والشفاف جداً .
فحملقت عيناه فيها وزاد الطين، تقريباً لقد أجتمعت كل العوامل ضدها لتزيد الأمر سوءاً عليها وعليه.
ارتفعت وتيرة أنفاسه حين سلبت عقله بهيئتها الفتاكة تلك، هو على علم مسبق بأن جنا من الجميلات لكنه لم يكن يدرك أنها تمتلك كل ذلك القدر وحدها.
هي كل يوم وبالصدفه تبهره فماذا لو تعمدت؟! ماذا لو أصبحت له؟! ماذا لو باتت أيضاً هي المبادرة.
هيئتها صعبت الوضع عليه وعليها، جن جنونه بها وبات مهووس..
جنا من كانت أقرب أقاربه له وكانت تفهمه ويفهمها من نظرة ولا يشعر بالإرتياح مع أحدهم أكثر منها لدرجة أنه بات يفضض لها بما يضايقه ويحكي لها دوماً عن علاقاته ونزواته وليته لم يفعل.
لم يكن يعلم أنه حفر لنفسه بئر صعب الخروج منه وان نفس تلك الجنا ستصبح ذات يوم فتاة أحلامه وبتمنى لو رضت عنه و وافقت أن تصبح إمرأته.
سيطرت عليه وعلى كل الحواس ومدارك الأحساس، تضخمت رغبته فيها وماعاد يرى أمامه.
ظلام عيناه أرعبها، يبدو عازم على أمر سيئ، يقترب منها وهي تنتفض:
-أنت بتعمل ايه؟! 
-أيه؟؟ عايزك؟! مش عايزة تعرفي كنت بعمل ايه مع البنات الي كنت بعرفهم.
هزت رأسها برعب وأخذت تتراجع للخلف ربما كسبت وقت ومساحة وهي تهز رأسها بخوف وهلع:
-لا..لا والنبي يا كمال، بلاش تعمل فينا كده، أنا...أنا جنا...جنا بنت عمك...البنت الصغيرة اللي كنت دايماً بتلاعبها...فاكر!!!
قالت تذكره كم كان صديقاً لها وحنوناً عليها ربما أعاده كل ذلك لرشده، لكن عيناه استمرت في غوراها..يقترب منها بعزم أشد، كلامها لم يخفف حدة الكارثه بل زادها سوءاً والغبيه مازالت تحاول وتكمل:
-أنا جنا الي كنت اكتر واحد حنين عليها.
-قولي لنفسك، فكريها بكمال ..كان بيعمل ايه؟؟
-فاكره والله، مين يقدر ينكر، فاكره، ده انت كنت بتحافظ عليا من الهوى، فاكر؟
-كنت بحافظ عليكي، لنفسي ....وخلاص جنا الصغيرة كبرت واتكتبت على أسمي ...مش المفروض أخد حقي فيها ولا ايه؟؟
عادت تهز رأسها برعب، وهي تراه يقترب ويقترب، خطواته بطيئة،مميته وقاتلة،قاتلة لأعصابها، تدب داخلها الرعب.
______سوما العربي_______
على صعيد آخر توقفت يداه عن القيادة وأرخى قبضته بعدما أعمل عقله وسألها:
-بس انتي عرفتي منين أن رؤى الكيلاني جت مكتبي؟!
وصله إرتباك صوتها ثم سؤالها الهجومي:
-هو ده كل الي همك؟! أنت بتخوني؟!
-وانتي بتغيري؟!
-ماهر.
-بتغيري؟!
صر في إلحاحه وبداخله يرقص طرباً لتجيب بتجبر لا تقبل الرضوخ:
-لأ
قالتها بعناد لكن صوتها يصرخ من ألم نار الغيره فرد عليها بملاوعة:
-يبقى خلاص ...أقابل الي أقابله 
-ماااااهر.
صرخت في وجهه ليجهز عليها:
-ماهر راجل قرب يعدي ال٣٣ سنه والجنس وحش مش بيرحم يا لولو، انا راجل وعندي إحتياجات  
-إحتياجات؟!!!
-أمممم وانتي اختارتي تسبيني وتمشي خلاص بقا.
هاج صوتها وظهر برضوح وهي تصرخ فيه:
-خلاص ايه؟!
-سبيني أشوف حد يسد لي إحتياجاتي دي، وانتي الي إختارتي مش أنا.
-مااااهر.
-بطلي صريخ في ودني ودلوقتي انا عايز اعرف مين نقلك أخباري و...
شرد لثواني وهو يحدثها يتذكر عائلته والده وعمه وكمال والاعيبهم، وعلى الفور أدرك هوية مخبرها فقطع حديثها يلعن بصوت عالي:
-يابن الكلب يا كماااااال.
زاد من قوة دعسه على البنزين يتذكر حالته وكيف خرج من عنده وتتبعه هو، لابد أن شقيقته الأن بخطر، لكن تلك التي على الهاتف لازالت تصرخ بغيرة شديدة تنهشها:
-هو ده كل الي همك، ماشي براحتك و ...
-اقفلي دلوقتي وتحمدي ربك انك بعيد عن ايدي والا كنت قصفت رقبتك على دلعك ده.
-انا بتدلع يعني كل الي...
قاطعها يصرخ فيها وهو يزيد من سرعة السيارة:
-أقفلي ...
لم يعطيها الحرية بل اغلق هو المكالمة في وجهها وطار بسيارته يدخل من بوابة القصر الكبيرة ثم نهب الطريق المؤدي للباب الداخلي للمنزل، شد فرامل اليد وترجل من السيارة بسرعة البرق يأكل درجات السلم ويصعد عالياً وكلما تقدم كلما سمع صوت أخته فتزيد سرعته.
________سوما العربي_____
كان يقترب منها وهي تتراجع لا تردد سوى:
-اطلع برا يا كمال.
كررتها الى ان شبع وقرر إسكاتها فردد:
-لا، خايفه مني ليه؟! أنا واحد عاجز مش عارف يدي مراته حقوقها الشرعية وهي تخاف الا تقيم حدود الله.
قال جملته ألأخيرة بغضب فخرجت من بين أسنانه وأنيابه لتقول:
-غلطانه، اعتبرني عيلة وغلطت وانت راجل وسيد الرجاله هتعمل عقلك بعقلي.
صرخت في اخر جمله وهي تراه يمد يده ليكبس عليها ويضيق الخناق، قبض على ذراعيها بكلتا يديه وهزها مردداً:
-هو انا بقا فيا عقل بسببك، وبعدين عيله ايه؟! مش بتبصي في المراية ولا ايه؟
مرر عيناه على مفاتنها يتوقف ملياً عند نهديها ويردد:
-انتي طيرتي عقلي وسرقتي النوم من عيني وانا الليلة دي يا قاتل يا مقتول بقى.
كان يتحدث وهو ملتصق بها يلفح عنقها بحرارة أنفاسه يصيبه الغضب وهو لا يرى أي تأثير منه عليها، لم تذب بين يديه كما توقع ولم تلين كما كان يحدث مع اي فتاة يقترب منها مهما عاندت كانت تلين بين يديه الخبيرة، الا جنا....
لا يرى بعيناها سوى الخوف ورفض مصير يريده هو وترفضه هي، كل هما الخروج من ورطها معه الأن وهذا ما كان يشعل غضبه حتى أنه أذهب عقله وخرجته عن طور الحدود.
جن جنون كمال وتبدل حاله، هاج وماج ونسى انها چنا التي كان احن عليها من اي شخص بعد ماهر...ما يراه الأن أنها أنثاه التي لا تريده وترغب في التحليق بعيداً...فذهب عقله واشتعلت عيناه من الرفض المستمر 
هز رأسه بجنون وبدأ يهرتل بلوسة:
-بس انتي مراتي غصب عنك هتبقى مراتي، حلالي ودلوقتي.
صرخت برعب، ايقنت من هياج ملامحه واحمرار وجهه أن العواقب وخيمة، صرخت في وجهه تنذره برعبها لكنه مد يده عليها يقطع حمالة قميصها الشفاف وهو يردد:
-انتي حلالي، مراتي، بتاعتي.أعمل فيكي الي انا عايزه، ودلوقتي.
زاغت عيناه وتلبسه شيطان جديد بعدما قطع قميصها فظهر نهديها بسخاء أمامه وهي تحاول مدارات جسدها عنه بينما تصرخ.
هم ليهجم عليها ويقبلها مكان ما تطاله شفتيه وهي تحاول الأبتعاد
لم ينقذها سوى دق ماهر المتواصل على الباب، قلبه يلتاع وهو يسمع صوت شقيقته تصرخ، يعلم بوضوح مايحدث بالداخل، دقات أشبه بالتكسير على الباب الموصود وهو يردد:
-أفتح الباب يا كمال...افتح بتعمل ايه انت اتجننت.
-امشي من هنا يا ماهر، مالكش دعوة بينا.
-افتح الباب يا كمال بدل ما كسره فوق دماغك احسن لك.
لم يستجيب كمال فنفذ ماهر تهديده وبدأ يركل الباب بقدمه ويدفعه بكتفه دفعات متتاليه.
هنا فقط اتسعت عينا كمال، كون ماهر سيدخل ويرى جنا جزء منها عاري.
لحظتها فقط شعو بفداحة ما فعل، لا يعلم لما وكيف لكنه مع شعوره بقرب انكسار الباب بكتف ماهر جذب ملائة السرير يدثر بها جسد جنا بعدما قطع قميصها.
ضم الملائة حول جسدها في نفس اللحظة التي أنفتح الباب بقدم ماهر .
احكم الملائة حول رقبتها وأخفاها كلها خلف ظهره وهو يلتف يواجه ماهر ويصرخ فيه:
-انت اتجننت ازاي تدخل علينا كده...بتكسر الباب يا ماهر، ده انا هكسر رقبتك.
-أنت الي شكلك أتجننت، اوعى من سكتي بدل ما أدوس عليك.
-اخرج يا ماهر ، مايصحش ..
قاطعه يصرخ فيه وهو يرى انهيار شقيقته:
-اخفى من وشي يا كمال...عملت ايه في اختي يخربيتك.
-اخرج يا ماهر.
-مش خارج غير وهي معايا...وبعدها عظيم بيمين لاكون ممرجك
-قولت لك اخرج.
-اوعى من سكتي البت وراك مرعوبه، ابعد بدل ما أسفلتك أنا مش شايف قدامي.
هز كمال رأسه بجنون، لا يمكن أن يرى أحد جنا بذلك الوضع، مفاتنها كلها ظاهرة بوضع لا يصح سوى للزوج فقط وهذا ما كان يستدعي جنونه فصرخ بحده:
-قولت اطلع ما ينفعش حد غير جوزها يشوفها كده، انت ايه؟ مابتفهمش؟!
صدم ماهر واتخذ الأمر منه ازيد من الثانيه حتى يفهم، نظر على شقيقته الباكية ثم قال:
-ده انت يومك أسود، قسماً بالله يومك أسود والي حصل ده ماهيعدي على خير.
أسبل جفناه وتنهد بتعب و وقتها فقط لاحت لونا وذكراها على مخيلته.
فتح عيناه ونظر على جنا وكمال الذي ما زال يحبك الملائة حول عنقها ليخفي عريان جسدها عنه ثم قال:
-هخرج بس تخرج قدامي.
كاد كمال ان يعترض لكن ماهر صرخ فيه:
-دلوقتي حالااا.
صوت ماهر لم يرعبه وانما نظرات الرعب والضياع بأعين چنا، هنا فقط تلقى الصفعة وبدأ يسأل حاله بجنون ماذا فعلت أنا؟ ماذا فعلت؟!!!
بمجرد إبتعاد خطوات كمال عن جنا التي يحتجزها خلف ظهره ذابت قدميها وسقطت أرضاً تبكي بنواح.
نظر عليها كمال بتيه يدرك حجم الكارثة التي أفتعلها ولم تزد الأمر إلا سوءاً.
حاول ماهر إسنادها وأستدعى لها الطبيب، وجنا لسانها لا ينطق كلمة واحدة لكمال سوى( أطلع برا، أطلع برا) علاوة على قسمها بأغلظ الأيمان أن تطلق منه طلاق بلا راجعه.
هيئتها كانت مذرية دمرته و ومنها علم انه دمر شيء جميل كان يجمعه بها "برائة قربهما" 
وتلك الصفعه لم تكن مدوية على وجههما فقط بل يوجد وجه ثالث شاركهما .
ومن غيره....ماهر يتذكر فعلته مع لونا وكيف دخل إستدرجها واستغلها حتى دخل بها.
عصر عيناه بحزن و ندم فقد تثنى لجنا الصراخ بينما حُرم على لونا التي ظل يتتبعها بوصمات العاار إلى أن سلمت وجنحت تماماً.
فرت دمعه من عيناه ونظر على هاتفه نظره وأخرى على شقيقته العافية بفعل الدواء المهدئ.
وقف عن كرسيه وخرج من الغرفة يغلقها خلفه بهدوء تام.
فتح هاتفه يراسلها ليعتذر...لا يعلم عن ماذا أم ماذا أم ماذا لكنه كان ستعتذر.
جعد مابين حاجبيه وهو يرى علامة صح واحده على مراسلات الواتساب.
فقام بالأتصال لكنه مغلق، بدأت تهتز قدميه وقد عرف التوتر طريقه اليه وعقله يعمل هنا وهناك مشغول وقلق يسأل ماذا حدث وهل هي بخير.
_______سوما العربي________
حالة والدها كانت تتحسن وصحته كذلك حتى أن حيويته وجماله الذي ورثته عنه بدأ يعود له رويداً رويداً.
لكنه بات صامت قليل الكلام، هو بالاصل كان هادئ الطبع ولين لكن الأمر بات متزايد ولا تعلم هل من تأثير الدواء أم من تقدم العمر.
أقتربت منه تضع يدها على كتفه ورددت:
-حبيبي انت كويس.
-كويس ماتقلقيش.
-أنا نزلت إعلان في جروب على الفيسبوك أطلب ممرضة من هنا بسعر كويس عشان لما انزل شغل ماتبقاش لوحدك.
نظر لها بعتاب وردد:
-لسه شيفاني تعبان وماينفعش اتساب لوحدي يا لونا؟! كبرتي عليا؟!
اتسعت عيناها برعب وصدمه وسارعت تصحح:
-والله أبداً الممرضة دي عشاني مش عشانك.
نظر لها بجانب عينه فرددت:
-اه والله انت عارف اني موسوسه وبقلق عليك قوي، هخليها هنا تطمني عليك من بعيد لبعيد يا سيدي وكمان عشان مراعيد دواك انت عارف انه مكمل معانا شوية . اقولك اعتبرها خدامه تعملك ساندوتش تيك اواي تجيب لك عصير لحد ما أرجع.
شملها بعيناه ثم قال:
-وانتي لابسه ومتشيكه كده ورايحه فين؟!
-شكلي حلو؟!
-بزيادة.
ضحكت تتخيل لو رأها ماهر بكل تلك الأناقة والجمال تتجهز لتخرج تقسم ما كان ليتركها، لكنها الان بعيدة وحره.
غمزت لوالدها ورددت:
-عندي مقابلة شغل، أدعيلي، خلي بالك من نفسك مش هتأخر ، باي يا حبيبي.
-لا اله إلا الله 
-سيدنا محمد رسول الله..سلام.
خرجت واغلقت الباب وذهبت لتجري مقابلة العمل، كانت جيدة لحد ما لكن مثيلاتها كثيرات، هي غير متفوقة على المتقدمات بشيء لذا تسلل لها بعض القلق والإحباط.
نظرت للهاتف لترى كم الساعه لكن وجدته فاصل تماماً ومغلق، تأففت متذكرة بأن عليها شراء وصلة شاحن غير التي أتت بها من مصر بعد ماعادت تشحن.
وبينما هي تنظر لهاتفها وتتأفف إصدمت بكتف عريض ضخم في رأسها فتأوهت متألمة فيما أقبل الأخر يعتذر بالإيطالية وهي لازالت تضع يدها على عيناها تتألم ولكن صدمت حين سمعت صوته المندهش ينادي متسائلاً:
-لونا؟!
اشاحت يدها بعيد عن عيناها وبدأت تنظر للطرف الآخر حتى اتضحت الرؤية، جعّدت مابين عيناها وهي ترى محمد الكيلاني أمام عيناها.
ومحمد في عالم أخر، عيناه يملؤها الشغف قد تكون تلقائيا عند رؤيته لها، ينظر لها ولهيئتها الرائعة فقد تأنقت بقميص قطني أبيض ذي رقبة دائرية وعليها رسومات بالأحمر والأسود متداخله أضافت وجع ولذاذة على ملامحها الخلابه فزادت من توجهها وقد نسقتهم مع تنورة بيضاء منفوشه بها نقط صغيرة سوداء فبدت كلاسيكية ومعاصرة بنفس الوقت واعطتها طلة خلابه خاطفه للأنفاس.
خطفت بالفعل أنفاس محمد الوراقي ولبه بل شتته كله...ونطقت لونا مستغربة:
-محمد بيه؟!
لا إرادياً تشكلت إبتسامة رائعة على شفتيه ورد :
-محمد بيه؟! محمد بس يا لونا...ولا انا كمان اقولك لونا هانم !
-ياريت.
قالتها لوضع الحدود وهو قهقه عالياً يراها مزحه لذيذه فردد:
-ماشي يا لونا هانم...بتعملي ايه هنا، مش ممكن على الصدف.
-أنا نقلت أعيش هنا لفترة.
-سيبتي ماهر الوراقي؟!
تسأل بأهتمام وهو يضيق عيناه يتحين إجابة لكنها ردت:
-أأ..مش بالظبط.
صمتت ثواني...تشعر انه أخبار مفاجأ من القدر وربه لتخبر تغيرها وقوة شخصيتها...أنصاف الحلول ما عادت تنفع ولا الأجابات المائعة عليها صنع حدود لنفسها وتحديد إجابات قوية.
فردت بصوت معتدل:
-لا..ماسبناش بعض..ظروف أسريه مش أكتر.
هز رأسه متفهماً وهي ارتضت داخلياً وبدأت تصفق لنفسها تخبرها بأنه (ها أنا قد صنعت حدود ولم ينقلب العالم ضدي يعني بالعكس فهذا حقي وكان علي أن أفعل منذ زمن)
تبسمت برضا وعلمت أنها خطت خطوة كبيرة في مشوارها مع ذاتها، ولم تسأله في المقابل  ماذا يفعل هنا كونها تحاول غلق الأحاديث لكنه هو من تطوع وقال يخبرها بدون سؤال:
-مفهوم مفهوم...بس عيجبه الدنيا دي والصدف، ماتوقعتش أشرفك هنا خالص، أنا جيت هنا عندي شغل مهم، أنا شريك في الشركه هنا.
-بجد!!!
همست بإبتسامة مشوشه مابين الأمل والإحباط، ترى هل تسأل مساعدته أم تترقع وتغلق أي مجال للحديث وتنتظر ربما حالفها النصيب و تم قبولها دون واسطه.
هزت رأسها بجنون، ليست الحدود فحسم من تمنعها بل هي لم تتعلم كيف تطلب من أحدهم المساعدة على عكس معظم الفتيات يقدرن ويعرفن كيف تساق الأمور وهي لا.
وقفت أمامه عاجزة...والجمال وحده غير كافي...
هنا يكمن الفرق بين الفتاة الجميلة جداً ومتوسطة الجمال، هنا متوسطة الجمال تفوز؛ لأن الجميلة تربت وأعتادت أن تأتيها الأشياء وكذلك الإطراءات لأجل جمالهن، لذا سعيهن في كسب ود وتجاذب الأطراف أقل بجهد أقل وبالتالي خبرة حياتية أقل بكثير عن متوسطة الجمال التي تبرع في تطوير ذكائها ومداركها وتعاملاتها الأجتماعية وتجتهد في ذلك حتى تصبح ناجحه فيه لحد كبير بل كبير جداً فتصبح أكثر خبرة و لديها مهارات تواصل إجتماعي جيدة جداً وبساعدها في ذلك محاوطة الكثيرين لها فهم يرون متوسطة الجمال لا تشكل خطراً أن قربوها منهن أو أدخلوها بيوتهن ودوائرهن المقربة على عكس الجميلة جداً والتي تشكل خطر طبيعي يعترف به كل إنسان عاقل، فأي فتاة ستعمل ألف حساب قبلما تدخل صديقتها الجميلة جداً لبيتها .
نظر لها مستغرباً وسأل:
-في حاجة؟! مالك؟!
عزمت الترفع ولن تسأل أحد المساعدة، ردت بهدوء:
-ولا حاجة، فرصه سعيدة جداً، عنئذنك.
هل سينتهي اللقاء؟!! هكذا وبتلك السرعه؟!! سأل نفسه وشرع  يوقفها وقد ظهر على صوته اللهفه:
-أستني.
وقفت مستغربه فسألها:
-معقول نتقابل صدفه في بلد غريبة وتمشي بسرعه كده، أسمحيلي حتى أعزمك على كوفي، أخد عنوانك عشان لو احتاجتي لحاجه واحنا في غربة كده، أأ..حتي عشان ماهر مايزعلش مني.
فهمست داخلها (ماهر هزعلك لو عرف انك وقفت معايا الشوية دول)
وفكرت سريعاً في الرد بعدما تعلمت الدرس الذي أخذته مسبقاً من معرفتها بطارق أبو العينين لذا ردت:
-لا مش عايزة اتعبك ولازك أتحرك دلوقتى أشتري شاحن أو باور بانك لأن فوني فاصل شحن.
-طيب تعالي أوديكي محل عارفه هنا عنده كل مستلزمات الموبايلات.
-لا بلاش مش حابه اتعبك.
-لا مافيش تعب ولا حاجه يالا بينا، مش محتاجين عربية، تعالي ناخد كوفي وفي نفس المكان فيه كل حاجة.
سارت لجواره تقدم قدم وتؤخر الاخرى. بداخلها صراعات، هي لا تفعل شئ خاطئ لما كل ذلك الرعب، هو من أصر، يبدو أن خوفها من ماهر صنع بداخلها عقدة.
كان يطلب لها القهوة من عند الماكينه وعيناه عليها تبتسم تلقائياً يشاهد توترها الذي تحاول مداراته، تفرد ظهرها وكأنها هكذا ستبدو قوية، هز رأسه بضيق وهو لا يستطيع الا أن تعجبه…
عيناه تنبسط من النظر لها..جميلة وناعمه ورقيقة تجذبه كما الفراشة واللهب.
تقدم لعندها يعطيها القهوة فشكرته بخفوت وعيناه مازالت عليها معجبه بتفاصيلها يراقبها بلا حول منه ولا قوة…وقتها فقط فهم معاناة والده الذي لم يقصدها، بها شيء جاذب كما فعلت والدتها في والده وأحبها.
قطع الصمت يسأل:
-ماقولتليش بقا…كنتي بتعملي ايه في الشركة.
-أحممم، كنت مقدمة على شغل فيها.
-بجد؟! واتقبلتي؟!
-مش عارفه؟! بس كان في كتير متقدمين.
قالتها متأمله أن يساعدها دون طلب لكنه قال:
-ولو قبلوكي هتشتغلي بجد ولا هتسبيهم تاني يوم زي ما عملتي معاياااا؟!!!!
رفرفت بأهدابها فقهقه ضاحكاً لتقف قائلة:
-على فكرة اخت حضرتك هي الي زودتها معايا ساعتها والموقف ماكنش مستدعي كل الصوت العالي والإهانة دي فعشان كده مشيت.
-أنا أسف ما…
قاطعته تردد:
-تمام تمام…أنا لازم أمشّي حالاً عنئذنك.
تحرك بلهفه يوقفها:
-أستني، معقول هتمشي بسرعه كده، طب مش هشوفك تاني انا لسه قاعد شوية.
قالها كاذباً فميعاد طائرته بالفجر لكنها ردت تحسم الأمر:
-لا ماعتقدش، فرصة سعيرة وشكراً على القهوة.
تركت له القهوة التي لم ترتشف منها قطرةً وغادرت سعيدة تشعر أنها نجحت في الأختبار، قديماً ما كانت لتأخذ كل ردود الأفعال وربما لظلت جالسة منحرجة الرفض…لكنها باتت تفعل  وهي أكثر من سعيدة بذلك.
_________سوما العربي________
وصل رشيد للندن ودلف للبيت الكبير الذي تسكنه علياء وابنه يناديها بغضب:
-علياء….علياء…أنتي يا ست هانم.
نزلت الدرج بهدوء تردد:
-ششش..انت فاكر نفسك فين، وطي صوتك وانت في بيتي.
-نعم؟! بيتك؟!
-أممم…بيتي…خلي الحب والغرام بقا مع الحلوة بنت خالك تنفعك وانا باخد نص ثروتك.
-خلينا نتفاهم يا علياء بلاش كده.
فردت بعنف:
-مستحيل…مستحيل أتفاهم معاك ولو بوست أيدي عشان أرجع لك.
ساقه الكبر وردد بعناد ذكوري:
-ومين قال لك اني بكلمك نتافهم عشان نرجع انا بتكلم عن الفلوس مش أكتر.
جرحها ببراعة فقالت:
-شاطر..بس ياريت تكون فاكر وعارف ان كل الي انت فيه ده بفضلي انا.
-لا يا حبيبتي انا ماحدش له الفضل عليا غير ده وده.
قالها مشيراً على عقله وذراعه لترد بقوه:
-وعلاقات عيلتي وجنسيتي الي بناء عليه أتسرع إجراءاتك واخدت الجنسية انت كمان ومن بعدها اتسهلت لك صلاحيات كتير.
-بلاش نوسخ مع بعض بيكي او من غيرك كنت هوصل يا علياء.
-بس مش بالسرعه دي.
-خلينا نرجع ونربي الولد بنا.
حاول لمرة لكنها رفضت رفض قاطع:
-لأ….وبكرة ميعاد المحكمة، هنخلص كل حاجة بكره والبيت ده هيبقى من ضمن نصيبي.
-بلاش طمع يا علياء..انتي عارفه البيت ده لوحده بكام؟!
-عارفه، وهاخده…حقي…خلينا نربي الولد بينا بشياكة يا رشيد.
قالت الأخيرة كأنها تبتزه وتذكره ليصمت تماماً ويرضخ لطلبها .
_______سوما العربي_________
ظل ماهر قلقاً عليها طوال الوقت وبداخله يراجع كل مراقفه معها وذكرياتهما سوياً، نظر بلهفه للهاتف حين وصلته رسالة أن رقمها بات متاحاً واتصل في التو بلا تفكير، ثواني وأتاه صوتها الرقيق:
-ألو.
فاندفع يردد بقلق:
-فينك كل ده وموبايلك مغلق ليه؟!
-فصل شاحن والوصلة الي هنا باظت.
سحب أنفاسه وزفرها على مهل ثم ردد:
-قلقتيني عليكي.
-أنا أسفه.
-وحشتيني…أنا أسف.
قالها بصوت مرتجف أقلقها فسألت:
-ماهر؟! مالك؟!!
-أنا أسف..أسف يا لونا..أسف بجد على أي حاجة عملتها معاكي وعلى طريقة جوازنا وخناقنا…اسف على طريقة حبي ليكي…وأسف أني مش عارف أغيرها.
-ايه الي حصل يا ماهر؟!
مسح عيناه ينظر على جنا الغارقة أمامه في النوم ثم ردد:
-ماحصلش حاجه..انتي بس وحشتيني…وحشتيني قوي يا حبيبي.
اغمضت عيناها وقد إشتاقت لذلك اللقب منه، تبسم وهو يشعر بها فردد:
-مش كفايه كده بقا يا لونا؟! مش هتجيلي بقا ولا لسه مزاجك مش جايبك ترجعي لي؟!
صمتت ولم تجيب فقال:
-تمام يا لونا براحتك…هسيبك عشان تنامي…تصبحي على خير يا روحي.
اغلق المكالمة معها قبلما تخبره أنها أشتاقته بشدة وتفكر في العودة سريعاً.
صباح يوم جديد.
كان يجلس وحيد على طاولة السفرة التي كانت مكتملة الأفراد منذ عام فقط…عام واحد بدل الأحوال فقد سافر عمه فاخر للعيش مع بناته حيث يدرسن بالخارج و والده فر هارباً بوالدته ولونا مسافره بينما كمال منذ تلك الليلة المشؤومة لم يستطع المكوث في البيت وجنا لا تبرح غرفتها.
تنهد بصمت يرفع رأسه للسماء حتى وردته وساله،كانت من محاميه مكتوب فيها (كله تمام)
تفاجأ بجنا تنزل الدرج وقد تأنقت بثياب رسمية للخروج، نظر لها مستغرباً وسأل:
-على فين يا حبيبتي انتي لسه تعبانه.
-رايحه المحكمة، النهارده ميعاد الجلسة.
ضرب جبهته بكفه متذكراً أنه محاميها الذي وكلته لقضيه الطلاق غير محامي العائلة لذا لم يكن على علم بيعاد الجلسه…جنا تحركت بعيد عن الأسرة وعلاقاتها كي تتصرف كما تريد بحريتها، فسألها بجدية:
-متأكدة من قرارك ده يا جنا.
-ايوه 
ردها كان قوي وحاسم فعاد بظهره للخلف يدرك ثم قال:
-والي تحبيه أنا هعمله…يالا بينا.
-هروح لوحدي
-بس..
-مابسش…ماتخافش…انا كويسه.
-يا جنا…
-والله ما تقلق…عايزه اروح لوحدي من غير ماهر اتحامى فيه..فاهمني.
-فاهمك.
وقفت لتغادر لكنها التفت تردد:
-ماما يا ماهر.
ابتسم وجاوب:
-ماتقلقيش…روحي مشوراك وخلي دايما موبايلك في ايدك.
______سوما العربي________
وقف في المحكمة يتمنى الا تحضر لكنها حضرت ولم تنظر له.
اقترب منها بلهفه يردد:
-جنا انا…
قاطعته وقد غلبها الرعب متذكرة ماجرى:
-مكااااانك.
وقف بوضعه متيبساً يرى رعبها منه في عيناها بعدما كان أمانها فأخذ يردد متضرعاً:
-سامحيني يا جنا…غصب عني والله كنت متجنن…ماكنتش عايز أخسرك تحت أي بند…أنا بحبك والله…والله العظيم بحبك لدرجة ماكنتش متخيل اني بموت فيكي كده..غلطة ومش هتتكرر…اعملي فيا الس انتي عايزاه…خدي كل الضمانات…همضي لك على بياض…شوفي ايه يرضيكي وانا أعمله بس بلاش الطلاق.
-وانا مش عايزه غير الطلاق.
صمتت ثواني ثم أجهزت عليه حين نطقت عيناها قبل شفتاها تردد:
-أفهم، احنا حتى مش هينفع نبقى ولاد عم تاني.
-لا يا چنا لاا ابوس أيدك.
تدخل المحامي يردد:
-أستاذة جنا..دورنا.
تحركت بقوة غير قابله للتراجع وهو دلف خلفها…الأمر لم يأخذ دقائق وخرجا مطلقان.
كانت تنظر عالياً تشعر ببعض الأنتصار تتقدم بخطى قوية ليناديها:
-جنا..
ألتفت تنظر له فقال:
-مش نهاية الدنيا، هرجعك ليا يا جنا مش هيأس.
-أنصحك ترجع مكان ما كنت عايش وشوف حياتك.
-مش هسيبك يا چنا..مش هسيبك.
لم تبالي بحديثه وخرجت تشعر بالأنتصار وهو خلفها.
_________سوما العربي__________
خرج من أحد محال الورد بلندن وقد أخذ بنصيحة الطبيب المعالج حين لاحظ غرامه بزوجته فأقترح عليه أن يحضر لها باقة ورد كهدية فالنساء يعشقن الورود.
تقدم من المشفى يدلف للداخل وهو يحمل باقة الورد وكل ثانية ينظر عليها وبداخله يردد:
-هتفرح بيها قرووي.
فتح باب غرفتها ليصدم بها خاليه…
ورسالة قصيرة وصلت هاتفه لحظتها جعلته يلف حول نفسه بجنون حين قرأ المكتوب فيها (شكراً على العميلة يا والدي انا فعلاً من زمان كنت بقنعها نسافر وهي رافضه وخايفة صحيح رب ضارة نافعة، صحيح يا والدي انا سيبت لك في الأستقبال نسخه من قسيمة الطلاق طلعت النهاردة من المحكمة، ابقى حط الورد في مايه لا يبدل
إمضاء 
ماهر)
صرخه عالية يملؤها الغضب والقهر خرجت من عزام وهو يدرك أن حتى الطبيب لم يسده نصيحه ولا شيء هو فقط كان يبعده عن المكان ريثما يتثنى لأبنه الهرب بوالدته.
_________سوما العربي_______
وقف رشيد بمقر شركته التي طالتها بعض التخبطات بسبب نقص سيولة المال نتيجة إقتسام اللثروة
ومدير مكتبه يردد:
-سيديد علينا العمل بيد من نار وحديد الفترة المقبلة وان نعقد العديد من الصفات في الفترة المقبلة كي يتثنى للشركة الوقوف على قدميها من جديد كما كانت وعودة دورة رأس المال من جديد.
تنهد بتعب يردد:
-أعلم باولو أعلم…معك حق…هل لديك خطه.
-نعم…تسعون يوماً وسيعود كل شيء في نصابه سيدي…أرى أن سفرتك للقاهرة لم تجلب سوى الخراب سيدي والشر كذلك
أسبل رشيد عيناه وردد:
-هي شر…لكن لابد منه.
فتح هاتفه يرى صور خطبة جميلة بجوار ذلك الشهاب ، ضم قبضة يده وردد:
-وكل حاجة هترجع لصاحبها….لسه ماخلصتش.
يتبع
مرور الأيام كان صعباً في الفراق، يمر ببطء رهيب على العاشقين.
كان عزام يجلس وحيد في لندن حزين ونادم، نسرين سعت للطلاق و وافقت عليه بعدما كانت ترفضه جملة وتفصيلاً، أسبل جفناه بحزن شديد، يشعر بخسارة فادحه وهو مشرف على سنوات عمره الستون، خروجه من بيته مضطراً كان أول الخسارات، لم يكن بعمره يتخيل أن يترك بيت الوراقي الذي كان لوالدته من الأساس والأن حصلت عليه تلك الحشرة "لونا" هو للأن غير نادم مطلقاً على أفعاله معها ومع شقيقته..
رفع هاتفه يتصل بماهر الذي فتّح المكالمة ورد بصوت متردد:
-ألو...بابا 
-أزيك يا ابن الكلب.
عض ماهر شفتيه وهو يمرر سبته وحاول التحلي بالهدوء يردد:
-أنا مش هرد عليك انت دي أبويا بردو.
-وهو انت لك عين ترد.
-وماليش عين ليه يعني!
-بقا بتطلق أمك مني يا ابن الكلب!
-ابن الكلب ابن الكلب، مافيش شتيمه غيرها طيب، وبعدين انا ماغصبتهاش ولو بغصب او تكون مفكر انط بزن كنت عملت كده من زمان، بابا حاول تستوعب، ماما عملت كده بمزاجها.
-انت الي جيت وخطفتها.
-لا رجعتها ، الخطف بيتسمى على الي انت عملته.
-طب خليني أكلمها.
-نايمة 
-يابن الكلب، نايمة بردو؟؟ انت مين وصاك عليا عشان تعمل معايا كده؟ هو انا الي مخلفك ولا انت الي مخلفني؟! وبعدين انا شايفك عامل فيها الزناتي خليفه وعمال تجوز وتطلق! حلووو، ماطلقتش ليه انت كمان؟! ولا هو حلال في غيرك وبس؟؟
زم ماهر شفتيه بغضب ثم ردد:
-الخلافات الي بيني وبين لونا أنا قادر أداويها وعرفت غلطتي وهصلحها ومهما كانت عمرها ما هتكون بحجم الي عملته مع امي، ده انت عرفت عليها ستات أد كده وروحت اتجوزت بت اكبر من ابنك بكام سنه وأصغر منها هي بعشرين سنه وهي مريضه! كنت عايز تحسسها بأيه؟! انها عاجزه ومريضه وراحت عليها؟!
-قولت لك جواز مصلحه.
تعب ماهر من الجدال معه فردد بتنهيدة مرهقه:
-طيب يا بابا هو كان جواز مصلحه والي بينك وبين ماما خلص، اقولك حاجه.
قالها ماهر بمهادنة ربما حل عنه والده قليلاً فسأله عزام:
-قول.
-سيبها للوقت و للظروف حتى تكون هديت، إيه رأيك ؟! وانا بنفسي هكلمها لك.
-بجد ياض؟
-بجد، عشان تعرف اني مش ابن كلب ولا حاجة، أو الي تشوفه انت الحوار ده انت أدرى بيه.
-ماشي يابن الكلب.
ضحك ماهر مجدداً وهو يغلق الهاتف مع والده ثم ينظر لوالدته الغافية على سريرها بجواره في السيارة وقد وصل القاهرة.
__________سوما العربي_______
خرجت من أحد البنايات الفخمة سعيدة بل تكاد تطير من الفرحة، لقد قبلت أخيراً وبدون وسيط.
تحركت بخفة الفراشة لتذهب سيراً على الأقدام للبيت، الشركة قريبة من الميدان الذي يتفرع منه شارع بنايتها...أنها حقاً محظوظة.
لا تدري شيئاً عن زوجي العيون التي تتابعها من بعيد داخل سيارته، يبتسم وهو يراها تكاد تقفز من الفرحه.
لم يجرؤ على الإقتراب منها، عقله كان واعي، رغم تعلق عيناه بها وصوت هاتفه أخرجه من شروده.
نظر للهاتف كانت رسالة على البريد الإلكتروني من العمل، تنهد بتعب وحيرة وهو يرى صورة زوجته مرام التي يضعها خلفيه للشاشة، كانت أول صورة التقطها لها وهي لا تدري في الفترة التي سبقت فترة تعارفهما، كانت كلها تشابك والتحامات، ما كان يفصل بينهما غير الشديد القوي هو يراها متكبرة وسليطة اللسان وهي تراه متعجرف وطباعه سيئة يظن انه إبن ملك العالم...الى ان أدى العراك بينهما الى رفع الأيادي ويومها لم يتواجد الشديد القوي كي يفصل بينهما فأصاب كل منهما الآخر.
ضحك مقهقها وهو يتذكر كلامه الذي كان يردده وهو يمنع نفسه عن ضربها (يابنتي انا راجل محترم، مش عايز أمد أيدي على بت)
ولم يدري انه قد أشعل لهيب براكينها أكثر وأكثر وصرخت محتجة على كلمة (بت) فزاد الأمر بينهما سوءاً إلى أن أصاب كل منهما الأخر فجلسا على الرصيف متأوهان ومن هنا حلت دقيقة الصمت التي لو كانا أخذاها منذ البداية لوفرت عليهما كل العراك والجدال .
علاقتهم كانت مختلفة ومرام كانت مختلفة، لمعت عيناه بحنين ثم أسبلهما نادماً.
نظر على لونا وقريبة من السيارة متخذة طريقها، أغلق زجاج السيارة المعتم ثم دعس على البنزين، هاتف مكتب السياحة الذي يتعامل معه وطلب منه بهدوء:
-عايز أول طيارة على القاهرة 
ثم غادر....غادر وترك المدينة بشوارعها واعتكف في المطار حتى حان ميعاد طيارته التي ستذهب به لأحضان أسرته.
_______سوما العربي_______
تحرك بسرير بعجلات يجر عليه والدته داخل قصرهم من جديد، ذهب بها حيث غرفة جده في الطابق الأول كي لا تصعد السلم وردد:
-حمد لله على السلامة يا سيدة القصر، البيت نور.
-الله يسلمك يا حبيبي، بس عايزاك تطلعني اوضتي جايبني هنا ليه؟
-بصراحة مش انا، ده كان اقتراح جنا، قالت عشان يبقى سهل تاخدي كورس العلاج الطبيعي بتاعك خصوصا انه هيطول حبتين وعشان تخرجي للشمس وتبقي معانا على الفطار بلاش حبستك فوق دي.
-ماشي يا حبيبي، فكرة بردو، بس هي فين جنا.
وعلى سيرة چنا دلف المخلوع يردد:
-چنا! لااا جنا خلاص بقت بزنس ومن، معاها ملايين وبتعمل برندات وبتقابل عارضين أزياء.
-جرى ايه يا كمال داخل علينا بزعابيبك كده، هو ده وقته.
-اه وقته، انا دمي بيغلي، ازيك يا طنط.
خص بها نسرين بنبرة صوت محايده كأن عليه جني ثم عاد يشاجر ماهر:
-اختك القادرة خلعتني وماقعدتش يوم واحد حزينه، خدت الفلوس وهاتك يا مصاريف، وبتقابل في عارضين أزياء، جايبه رجاله من تركياااا، انت متخيل انا وضعي ايه؟؟
-شششش ..وطي صوتك، تعالا معايا...تعالا برا..اخرج يالا
سحبه معه للخارج واغلق الباب على والدته ثم التف لكمال وجده صامت وحزين يقف ينظر للأرض وهو يحرك قدمه ثم بدأ يردد بصوت خرج منه حزين نادم جداً :
-من غير ما تسمعني، عارف اني كنت مقضيها، وبتاع ستات، مش هنكر، انا من كتر ما انا زبالة وعملت الي مايعمل كنت بخاف وأقلق من اي راجل يقرب من البيت او من جنا وحتى لونا، عشان انا عكيت كتير، بس هو يعني مافيش توبه خلاص؟! ده ربنا بيسامح.
-بس هي مش ربنا عشان تقدر تغفر زيه.
انفعل عليه كمال ورد بغضب:
-تغفر ايه؟!! انتو هتشتغلوا نفسكم وتشتغلوني!!! هو انا كنت خنتها مع حد ولا عكيت مع حد وهي ومعايا، طب ورحمة أمي ورحمة أمي الي مش بحلف بيها باطل ابداً انا من ساعة ما نزلت مصر وانا ماشي عدل، وزاد كل ده لما بدأت أتعلق بجنا.
-تتعلق بمين يا كمال! انت كده الي عايز تشتغلني انا، جنا مين اللي اتعلقت بيها؟! هو انت أتلفتت ليها غير عشان الوصية ومن بعدها تقريباً حليت لك اللعبة و ولعت نار بقا لما قالت خلع، ازاي كمال الوراقي يترفض وكمان يتخلع مش كده.
-كده.
-كويس انك صريح مع نفسك ومعايا.
-بس الحكاية ماوقفتش هنا، انا لما اتجوزت جنا حسيت إحساس غريب وانا بكتب كتابي عليها وانا بقول للمأذن أطلبها بنفسي ولنفسي ومن بعد الجمله دي كل حاجه اتغيرت، ساعتها عرفت انا كنت بحس ناحيتها ايه ومش راضي افسره، انا بحبها وتقريباً كده من فتره، يا ماهر انت عارف ان حتى كقرايب و ولاد عم جنا أقرب لي منك مع إننا رجالة زي بعض وسننا قريب مت بعض، والوصية مش هي الي لفتت انتباهي لجنا، أنا عيني عليها من بدري بس ماكنتش عارف اجيبها ازاي، وكون انها خلعتني ده قصه تانيه هتتحاسب عليها بعدين بس أرجعها 
-ترجع مين؟! أنت شكلك عبيط، انت طينت الدنيا بالي عملته ولو في حد المفروض يتحاسب فهو انت وانا الي اقف لك، هي مالهاش رجالة ولا ايه!!!
صرخ ماهر بعنف ليرد كمال:
-يعني انت عملت كده في لونا بقا عشان مالهاش رجالة 
-انا ما اعتصبتهاش.
صرخ مجدداً لكن بحده أعلى فقال كمال:
-بجد؟ أمال كل الزعيق والقصص الي كنت بتعملها وطريقة جوازك منها؟! ايه كان برضاها!!!
سب من بين انيابه، كمال دوماً هو جلاده وعقابه.
اقترب كمال منه يحاول التحدث بنبرة تجلب التعاطف وردد:
-انا بس عايزك تفتكر اني كمال الي ياما دافعت عنك وياما وقفت جنبك وكنت بقولك تعمل ايه مع لونا وايه ممكن يقربها منك عشان تكسب قلبها.
صمت دقيقه ثم نظر داخل أعين ماهر وطلب منه برجاء:
-لأول مره هقولها لحد بس أرجوك أقف جنبي عشان ارجعها.
صرخت عينا ماهر برفض وهم ليتحدث فأقطتعه كمال يكمل:
-بمزاجها، بمزاجها ومش عايز غير كده.
أسبل ماهر جفناه، كل شئ يُعاد بحذافيره، تنهد بتعب قم قال:
-ماشي يا كمال.
تهلل وجه كمال فرحاً يسأل:
-بجد؟!!!
-اه، اصلا جوازتكم دي كانت تعتبر باطله لانها مبنيه على شرط وميعاد مش إيجاب وقبول ونية بنى أسرة فكريس ان ده حصل.
-كويس اني اتخلعت؟! وبحجه زي دي؟! الهانم اختك فضحتني.
-هي مجرد رد فعل ، انت كنت هتتنيل تغتصبها.
-ماتستعبطش يا ماهر هي رافعة القضيه من قبلها، انا الي كنت رد فعل.
-هو رد الفعل ده زي ده؟! 
أغمض عنياه ورد منفعلاً بها:
-ماقدرتش امسك نفسي، مانت راجل وعارف، البنت الي بحبها، لابسه كده وقدامي وهي حلال و..
أخرسه ماهر وهو يقطتع حديثه مردداً:
-شششء اخرس انت بتبرر ايه؟؟ انا غلطت، قول غلطت.
-غلطت، ماشي، هااا وبعدين؟ ارمي نفسي تحت عربية؟؟ هتعملوا فيا ايه يعني؟! هو قطم رقبة؟ انت ترضى ان لونا تبعد عنك؟
-ماهي بعيد أهي.
-مش قصتي...انت وعدتني هتساعدني.
-ماقدرش أديك وعد بكده، البت خايفه منك أصلا، بس سيب كل حاجة للوقت.
-وقت ايه؟! هو انا لسه هستنى 
-لم نفسك يا كمال.
-طب عايز ارجع أعيش معاها هنا
-مش هينفع .
-ماشي يا ماهر...عموماً كنت عارف انك هتقول كده، في بيت هيفضى هنا قريب وانا هأجره مفروش بس توعدني انك هتقف معايا.
تنهد ماهر بتعب محتار مابين شقيقته ورفضها وابن عمه المتضرع يطلب فرصه.
جلس على أرضية الحديقة يشعر بثقل كاهله من تعاقب الأحداث والمشاكل، يشعر أنه بحاجة شديدة لأحضانها.
فتح هاتفه المحمول يتفحص صورها، لقد نشرت صوراً جديدة لها بروما مع والدها، يمنى لو كان هو شريكها بتلك الصور والذكريات السعيدة.
ورغما عنه ابتسم وهو يطالع جمال حبيبته، بسمتها كانت من القلب تشع حيويه وحياه زادت وجهها إشراق، ألهذه الدرجة هي سعيدة في البعد عنه.
مسح بيده على صورتها مشتاق ورغم شوقه الجارف إلا انه امتنع و قاوم اتصاله بها، عزة نفسه منعته لأول مرة .
رفع رأسه للسماء يشكوها حزنه ببعدها وانه يريدها بجواره تسانده وتأخذه بأحضانها.
نظر للصور من جديد مشتاق ومن شدة الشوق يريد أن يبكي وهو يسأل ألم تخبره انها ستعود وحدها؟ لما طال البعاد أذا؟ أهذا يعني أنها ما أشتاقت ولن تعود؟! 
انه يموت بدونها، لكنه لا يقدر على مواصلة ملاحقته لها، قالتها صريحة، دعني أعود إليك وحدي 
ثم ذهبت ولم تعد، ويبدو أنها أزهرت في البعاد.
أغمض عيناه يرفض دموعهما، الوجع نال منه باختيارها البعاد وكان أقسى عقاب.
فتح عينيه على صوت رنين هاتفه إسمها "لونا حبيبتي" يتراقص على شاشة هاتفه فيرقص قلبه معه.
لم يفكر مرتين وفتح المكالمة على الفور:
-ألو 
-ألو.
سمعت صوته الحزين ونبرته الهامدة فسألت بقلق:
-ماهر؟! انت كويس؟
أسبل جفناه بتعب، كلمة ماهر منها فقط تذيبه ثم ردد:
-الحمدلله 
-لا، صوتك مش بيقول كده.
-كويس يا لونا، كويس....حمحمت  بحرج ثم سألت:
-شكلك كويس من غيري ومرتاح.
-انتي الي شكلك مرتاحة قوي في بعدي، واحلويتي.
قالها بقلب مشروخ مابين الإعجاب بحبيبته والحسره انها مختارة البعد.
ردت مندفعة بخط مستقيم كما عودته:
-انا بردو، ماجتش تاخدني ليه غصب عني وتألف قصص وتعمل حكايات زي زمان، أنا شكلي خلاص مابقتش لازماك، انت بقيت مستغني عني، تلاقيك شايف لك شوفه، صحيح تلاقي الست رؤى مسلياك، إنت ضحكت عليا وفهمتني انك مهووس بيا ومش بتعرف تشوف غيري، انا كنت متأكدة، كل يوم أقول هييجي دلوقتي يكسر رقبتي ويشيلني غصب عني يرجعني معاه او يفضل لازق فيا  مانا خدت على بجاحتك وقدرك وانت دايماً بجح و وقح و جبروت، بس انت ماعملتش كده، ايه استغنيت ولا زهقت مني يا سي ماهر، خلاص؟! قصة الحب خلصة كده يعني!!!
كان يسمعها وعيناه تتسع شيئاً فشيئاً ويكاد يجن، ارتفع الأدرينالين في جسمه للميلون، بما تهذي تلك البلهاء، هو معتاد على جنونها وردات فعلها الغير متوقعه والعينفه أحياناً من شدة مباشرتها لكنه لم يتوقع أن تنفجر فيه وتخبره بكل هذا الكلام وتلك الأحاسيس .
هو خائف الأن على دقات قلبه من فزعة خفقانه...
فهل تلك المحنونة كانت تنتطره كل تلك المدة أن يأتيها ويأخذها عنوة كما كان يفعل دوماً....هل جسلت بلياليها تنتظره وهو من ظنها جافته.
هل ترغبه وتريده كما يريدها لكنها أعتادت الدلال، أهي متعذبه في البعاد مثله؟
هل باتت ممدمنة ألتصاقه الإجباري بها ولم يعد يخنقها؟
هل وهل وهل...ألف هل جننت شعوره وأفقدته صوابه...صوته مختنق من غمر المشاعر.
وقف عن الأرض بتمهل، لا يصدق نفسه ولا ما سمعه منها ثم سألها:
-لونا...أنتي...الي سمعته صح؟! انتي عايزاني اخدك..عايزه ترجعي لي بمزاجك؟!
-لا.
عادت ترد بدلال...جننته...وأستطردت تقول:
-واصلا انا لاقيت شغل وهشتغل.
استوى في وقفته وردد بإقتدار:
-مش عايز اسمع نفس...خلاص خلص وقت الدلع، انتي الي اتصلتي وانتي الي رجعتي جنون ماهر من تاني، مش كان وحشك؟
سألها بفخر وانتصار فردت:
-لأ...
-أخدتي على الدلع.
-تصبح على خير.
قالتها وأغلقت الهاتف في وجهه ثم رمته على الفراش و أرتمت فوقه، على من ستنكر، لقد أشتاقت حب ماهر البربري الهمجي.
كل يوم في البعاد كانت تتوقع مجيئه ليحملها كشوال أرز ويعود بها قسراً لكنه لم يفعل وتركها على حريتها التي كانت بالسابق تتمنها.
أحتضنت نفسها بذراعيها كما كان يضمها ماهر دوما وهي لا تعلم متى تسلل لروحها .
هي بالفعل أعتادت الدلال عليه مذ علمت مدى تعلقه بها ومكانتها عنده وباتت تتصرف على هذا الأساس دون أن تدري.
ربما اكتشفت حبه من بعد قرأتها رإطلاعها وتعرفها على نفسها، لقد طورت من شخصيتها الكثير وعلمت انه يمكنها تحويل كل نقاط الضعف لقوة وحب ماهر لطاقة قوية تدعمها بدلاً من التقييد.
وقد بدأتها وهي لا تدري مذ استقوت به وهددت عمها ومن بعدها زادت قوتها وردات فعلها و وقفت أمام رؤى الكيلاني تجابهها كلمة بكلمة والفضل كله لماهر.
أسبلت جفناها بتعب وغفت وهي لا تعلم.
لتستيقظ نهار اليوم التالي على صوت دقات جرس الباب المتتاليه والمتعالية، نظرت للهاتف لترى كم الساعه،أيعقل إنها السادسه صباحاً!من سيترك البيت الأن.
هل هذا هو؟!!! تمنت وهي تذهب للباب لكن المنطق يقول لا بالتأكيد لن يستطيع اللحاق.
لكن مع ماهر ينعدم المنطق وتصبح الإجابه نعم، هو ماهر..
وقفت بأعين حاجظه تنظر له وهر ينظر لها، أنفاسهما متسارعة من شدة تضخم شعورهما ودقات قلبهما.
ولم يستطع البقاء واقف هكذا بل جذبها من ذراعها ينتزعها داخل أحضانه حتى تهند مرتاح، هي الأن بين أحضانه، أطبق ذراعيه عليها ثم أعتصرها بين أحضانه وهو يردد:
-وحشتيني وحشتيني ...وحشتيني قوي.
-ازاي جيت بالسرعه دي؟
ابعدها عن أحضانه كي يتثنى له مطالعة ملامحها التي أشتاق لها بجنون ثم ردد:
-ماقدرتش اصبر، أخدت طيارة الفجر و وصلت من المطار عليكي، كنت مستني بس اي إشارة منك وهجي لك واخدك غصب وارجعك بس تقولي.
ضربته في صدره وقد عادت لها نوبات جنونها:
-بعد ايه، ثم ان انا مش موافقة.
-مش بمزاجك، انت خلاص بتاعتي...وهترجعي معايا غصب عنك..
اقترب خطوة وعيناه تلمع يكمل:
-ورجلك فوق رقبتك.
كان يقترب وهي تبتعد، نظراتها عليه وعلى ثيابه الفخمة وشياكته الغير عاديه، ماهر دوماً جذاب ودوماً متأنق.
نظراتها أوشت له بشوقها الجارف، فاقترب منها وانتزعها مجدداً بين أحضانه يردد:
-تعبتيني...تعبتيني وغلبتيني معاكي....و وحشتيني.
قالها بأعين لامعه ثم ردد:
-فرحنا ميعاده قرب.
ابعدته تردد:
-فرح ايه، انا هرفع عليك قضية خلع زي جنا.
-الله!! انتو بتتكلموا وبتتفقوا عليا؟! طب اعملك فرح الأول وبعدها اتطلقي حتى عشانك.
نظرت له بجانب عينها فلاحظته وهو يخرج من جيب بدلته علبة زرقاء مخملية فسألته:
-ايه ده؟!
-أحنا اتجوزنا من غير شبكة ولا حتى دبلة خطوبة.
فتح العلبه ليظهر خاتم ماسي راقي مطعم بفص كبير أخضر زاد من فخامته فسألته:
-ده شكله غالي قوي، ده الماظ؟
-طبعاً، أقل حاجة تليق بيكي، لحد ما نرجع مصر انا أشتريت لك باقي الطقم.
نظرت للخاتم بفرحه كبيرة وهو يلبسها إياه ثم قالت:
-انا كنت مفكراك.
-ايه بخيل؟!
-لا بس، شايف اني مش مستاهله .
-انتي تستاهلي تقلك ماس، انا الي طروبش وبتفوتني تفاصيل مهمة.
رفع كفها لفمه يقبله ثم زاد من ضمها لجسمه يردد:
-وحشتيني قوي، هترجعي معايا؟!
سأل محدداً بأدب لكنه لم ينتظر الجواب بل زد:
-هترجعي...مش بمزاجك مش هسيبك خلاص.
قال الاخيره وهو يضمها لأحضانه بجنون كأنه لا يصدق أنها وأخيراً معه.
رفعت يداها شيئاً فشيئاً وضمته لها وهي تبتسم فها قد عاد ماهرها الهمجي المتملك .
شعر بضمتها له تبادله الحضن فجنّ جنونه وتجرأت يداه يرفع شعرها عن عنقها و يقبلها قبلات مجنونة يطبع علامات ملكيته عليها.
يعود بها للخلف فدلفت قدماها لغرفتها، أغلق الباب بقدمه وهو ينزع عنها بلوزتها البيتيه  وهي تحاول منعه :
-بتعمل ايه يا ماهر.
-بعمل الي نفسي فيه بقالي شهر وانتي هجراني...هطلع على جتتك القديم والجديد يا عيون ماهر.
اتسعت عيناها برعب من العزم بعيناه لكنه فجأها وهو يقبلها بحنان ودفء...تعامل معها بكل رومانسية وهدوء ولذاذة.
عزف سيمفونية عشقه على جسدها بلمسات حنونه على غير عهده وكأنه هكذا اطمأن وما عاد هنالك داعي للعنف والغضب.
مر وقت طويل عليهما أكتشف فيه انها إشتاقته بجنون كما إشتاقها.
أخذ منها عهد ثقة دون كلمات، ابتسم وهو يراها غافيه على ذراعيه دون ستار تنظر له بعيناها راضيه عنه وفيهما الخجل.
قرص جلد كتفها الناعم وردد:
-ينفع توحشيني كده؟! ماتبعديش عني تاني 
-حاضر.
-تعالي في حضني.
التحمت في حضنه ملبية طلبه تغمض عيناها فسمعته يقول:
-لونا.
-نعم.
-أنا نفسي في بيبي منك.
صار يطلب بأدب، يبدو ان البعاد غيره، نبرته كانت سخينه وطلبه مثير.
رفعت عنياها بصمت تلاحظ التغيير الكبير الذي صنعته فيه، ماهر الذي يطلب منها بتمني الأن مخالف لماهر المتجبر الذي أقتحم حياتها منذ عام.
نظر لها بعشق ثم سأل:
-موافقه ياروحي؟!
نكسست رأسها بخجل ثم هزت رأسها موافقه.
_________سوما العربي________
وقفت بغضب شديد تصرخ في مساعديها:
-يعني ايه مش موجودين؟ راحوا فين العارضين الرجاله، انا سيباهم الفندق امبارح.
-مش عارفين والله يافندم، الفندق بيقول لموا حاجتهم وعملوا تشك أوت الصبح.
-ازاي الكلام ده؟؟ ايه الي حصل؟؟ هو لعب عيال؟!! في عقود مابينا.
دلف بخطى واثقة نافشاً ريشه يردد:
-ايه في مشكله هنا ولا ايه؟!
قالها ببراءة مميته وكأنها ليس المتسبب في ترهيب العارضين الأتراك وتسبب في سفرهم سريعاً 
-انت ايه جابك هنا؟!
قالتها بضيق وبعض التوتر رغم مرور أسابيع على على ما جرى.
نظر لها بهدوء يداري شوقه ثم ردد:
-الحق عليا، قولت اجي الحق مراتي سابقاً وبنت عمي حالياً في كارثتها.
-ماتقولش مراتي.
صرخت فيه فردد:
-سابقاً...سابقاً وبعدين هنسيب المصيبة اللي وراكي ونبص انا بقول ايه، مش ممكن، أول عرض أزياء هيشارك فيه البراند بتاعك يفشل والعارضين يمشوا؟!! دي كارثه.
-ايوه 
قالتها برعب وهر يكمل:
-دي مصيبة
-ايوة.
-ايه التسيب والأهمال ده...بس ماتقلقيش...انا اعرف شوية رجالة من نزلة السمان إنما ايه...عتره.
نظرت له بجنون وهو نظر لها بإبتسامة عريضه.
في الليل.
وصل ماهر مع جنا و والدها لقصر الوراقين وقد أخذته معها تردد بنصر:
-تعالا يا بابا...أدخل...القصر ده نصه بتاعي ...بتاع بنتك
قالتها بفخر شديد تشعر انها انتصرت على عزام وفاخر حتى بدون مجهود يذكر هو فقط ترتيب القدر وأخدت أبنهم فرق البيعة كذلك يحبها ويدللها مما يثير جنون عزام.
بينما وقف كمال بحب وأهتمام يرى جنا وهي تتحرك هنا وهناك تتابع عن كثب وبتعب ادق أدق التفاصيل ، رأها قويه وماهرة، تأمر بحسم وتتخذ قرارات في أوقات صعبة، يتابعها مبتسماً بفخر واعتزاز.
الى أن انتهى العرض،  رفعت عيناها له كي تشكره:
-شكراً 
-العفو.
قالها يمنع نفسه من طلب السماح، كان يعلم ان غلطته يلزمها وقت لتذوب.
ابتعد عنها يردد:
-لو احتاجتي اي حاجة افتكري ان دايما كمال موجود عشان جنا، جنا وبس.
أعطاها نظرة ساحره مغلف بنظراته الساحره الخاصة جداً لها وقد لفها بعينه يرسل لها رسالة ضمنيه بأنها تعجبه.
_______سوما العربي________
تقدمت رؤى من مكتب شقيقها تراه يلملم أغراضه فتحدثت بغضب مستنكرة:
-انت بتلم مكتبك! يعني الي بيتقال صح بقا؟! انت نقلت مكتبك فرع العاصمة الإدارية الجديدة؟
-مش لوحدي، وأنتي معايا.
-نعم؟! ده ليه ده ان شاء الله 
-من غير ليه؟!
-اقف يا محمد وكلمني زي ما بكلمك.
التف يقف وقال:
-هناك الشركة اكبر وكل المصالح الحكومية نقلت الأولى و الأذكى إننا ننقل .
-بس أنا مش هسيب هنا.
القى مابيده أرضاً فأرعبها قم زاد وهو يردد:
-ليه؟؟ عشان تفضلي شركتك جارة شركة ماهر الوراقي، ولونا.
صمتت مصدومه فقال:
-ماتردي
-ايوه.
صرخت بقهر واصرار ثم اكلمت:
-ومش هسكت غير لما اخرب لها حياتها زي ما….
قاطعها بحسم:
-زي ما ايه؟؟ امها ماجتش ناحية ابوكي ولا حتى اتخطبت له، سابت كل حاجه وهربت مع الراجل الي بتحبه.
-بس هو فضل يحبها.
-غصب عنه.
-ازاي.
-صدقيني في حاجات كتير مش بيبقى لينا يد فيها وام لونا مش ذنبها ان أبوكي حبها، انتي نفسك ميلتي لماهر ولا فكراني مش واخد بالي 
ابتعدت عنه بقهر فردد :
-واخد بالي…حاولت أمنعك بس كنتي كل يوم بتغرزي، بس من هنا ورايح همنعك ولو بالقوة، الراجل ده مش شايف غير مراته، وعمره ما بص لك ولا عشمك، انتي انجذبتي له غصب عنك.
إغرورقت عينا رؤى بالدموع، شعر بها حين حس بميله للونا لكن أسرته وزوجته كانا ملاذ آمن له، فقد عاد لهما يلقي نفسه في أحضانهما ينعزل بهما عن أي مغريات خارجيه حتى نسى وانسجم من جديد مع أسرته.
اقترب منها بأخذها في حضنه بحنان ثم ردد:
-ششششش…اهدي..بلاش أشوفك بتعيطي…ربنا مش بيعمل حاجة وحشه، هو بس يمكن حطك في موقف بابا زمان عشان تعيشي الي كان بيحسه وتبطلي تلوميه.
قالها بتأثر فقد اخبر تفسه بحديثه هذا قبلما يخبرها ثم كمل:
-لازم نتصالح مع عقدة الماضي يا رؤى، مش بتفكري تروحي لبابا تزوريه في المقابر؟ انتي مش بتروحي خالص!
نظرت له بتردد وهو بعيناه يحسها مشجعاً وهي بين التردد واقتراب الموافقة.
___________سوما العربي__________
عرس مهيب وضخم صنعه ماهر لقطعة الأيس كريم بالفانيليا خاصته.
شعور رائع كان يتسلل داخله وهو يراها تجلس بفستان أبيض ملكي منفوش لجواره على الأريكه الفخمة.
تبتسم له برضا ثم اقتربت منه هامسه بأخر كلام من المفترض أن يقال في ليلة كهذه:
-أنا سبت وظيفة جامدة قوي في شركة برا، عيني مديرة التصاميم في شركتك بقا.
ابتعد عنها يهز غير مصدق ثم انفجر ضاحكاً بجنون عليها وهي لا تفوت الفرص مطلقاً.
بينما جلس كمال على طرف الكرسي خاصته متأهب يراقب تلك الكارثه التي تأنقت في قوب أرجواني من جديد.
الأرجواني وراءه وراءه…يراقب بعيناه أي ذكر قد يقترب منها.
بنفس الوقت تقدمت جميلة متأنقة في فستان أخضر رائع ناسبها ولجوارها خطيبها شهاب.
عينا لونا كانت عليها لا تفارقها، لازالت تغار منها وتراها غريمتها.
تقدم شهاب يسلم على ماهر ولونا ومن بعده جميلة ثم قال شهاب:
-مبروك.
-عقبالكم 
-كمان ست شهور إن شاءالله.
-مبروك.
ابتعدت جميلة ومعها شهاب فنظرت لونا لماهر ورددت بإصرار:
-هتشغلني في الشركه ابقى مديرة مش كده؟؟
هز رأسه بجنون وردد:
-لسه في حاجات ماتعرفيهاش عن الإداره.
-وماهر راح فين؟؟ ماهر يعلمني…ربنا يخلي ماهر.
قالتها وهي تتمسح فيه ليبتسم مردداً بجنون منها وعليها:
-بقيتي خطيرة يا لونا…بقيتي خطيرة 
يتبع بالخاتمة 
دقات مؤدبة لطيفة جداً كانت ترف على باب غرفة نسرين، فتحت الممرضة وابتسم للذائر اليومي الذي تبسم بتهذيب يردد:
-صباح الخير
-صباح الخير يا أستاذ محمد 
-زمان نسرين هانم بتشرب قهوتها دلوقتي.
حاولت الممرضة كبت ضحكتها على ذلك الرجل المؤدب جداً، يغازل السيدة نسرين غزل خلوق للغاية و عيناه بالأرض.
رفعت عيناها له وردت:
-أكيد، ما حضرتك بقيت حافظ مواعيدها اكتر مني.. أكيد دلوقتي جايب لها الورد بتاع القهوة مش كده.
حمحم محمد بحرج وهو ينظر أرضاً ثم ردد:
-أيوه..ممكن لو سمحتي تديهولها عشان...
قاطعته تكمل:
-تشرب قهوتها والورد قدامها يفتح نفسها مش كده..حفظتكم خلاص.
ضحك محمد فقالت:
-حاضر من عينيا...طب مش حابب تدخل لها.
-لا ..وقت تاني..بعد أذنك.
قالها وتحرك مغادراً والممرضة تنظر عليه بتحسر ثم للورد وهي تردد:
-ياختي هو في رجاله مؤدبة كده لسه! حسره عليا وعلى حالي. ييجي المنيل على عينه يشوف.
-مين يا رحاب.
قالتها نسرين من الداخل وبقرارتها تعلم الجواب، قتقدمت رحاب وهي تهز الورد وحاجبيها تردد:
-الزائر بتاع كل يوم، الأستاذ محمد أبو الست لونا.
أبتسمت نسرين، ووضح عليها انها كانت تنتظر وروده كما عودها كل صباح وقالت:
-كل يوم يجيب ورد؟!
-مش بيزهق...شكله عاشق ولهان يا ست هانم.
-بس عيب اختشي.
-هو الحب عيب؟!
#حب ايه الي بتتكلموا عنه.
نطق بها ماهر وهو يدلف للداخل ليطمئن على والدته ولاحظ ارتباك كلاها، راح نظره للورد وسأل:
-ورد تاني؟!!! مين بقا الس بيجيب الورد ده؟؟
قالها مستجوباً ويداه في جيوب سرواله لتجيبه رحاب متسرعة:
-ده الأستاذ محمد ابو الست لو...
قطمت حديثها مع نظرات نسرين المحذرة.
زم ماهر لشفتيه ورفع احدى حاجبيه يردد:
-ده بجد؟!!
زاغت نظرات نسرين، لأول مره تشعر بالحرج من ابنها، حاولت الجلد وردت ببعض الحده شابها التوتر:
-أييه، ايه الي بتعملوه ده، فس ايه! شوية ورد، هتعملوا عليهم حوار؟!
ضيق عيناه وهو يحاول الصبر وردد:
-هممم..شوية ورد! ماشي يا ماما، لا ياحبيبتي مش هنعمل حوار على شوية ورد.. نازل رايح الشغل، عايزه حاجة؟؟
-لا يا حبيبي.
خرج من عندها لتتفس الصعداء أخيراً قم قالت لرحاب:
-هاتيلي الورد ده كده أشوفه.
قضحكت رحاب وتقدمت تجلب لها الورود.
_______سوما العربي_________
خرج من غرفة والدته بغضب يتقدم بخطى واسعه تجاه غرفته مع لونا يفتحها بغضب مردداً:
-وبعدين في ابوكي ده......يانهار أبوكي أسوووود.
قالها بغضب متفاجئ وهو يراها متأنقة في ثياب عمليه للخروج فردد:
-كنتي رايحه فين؟؟
-نازله معاك الشغل ، شهر العسل خلص.
-شغل ايه؟
-الي انت وعدتني بيه 
-أنا ماقولتش، انتي الي الي قولتي
-و انا ايه وانت ايه يا روحي.
قالتها بدلال تغويه وهي تقترب منه تتعلق بيديها متشابكه على رقبته، ظهر محاربته لتأثيرها عليه لكنه كان قوي جدا ولم يقدر، هو سريع الإشتعال بها ومنها لكنه جمد صوته وهو يحمحم من شدة تأثيرها عليه:
-لا يا لونا خليكي هنا، انتي منين ما بتحطي بتعملي مصيبة.
تعلمت وما عادت تعاند، اللين والحيلة يؤتيان بثمارهما معه أكثر فأخذت تردد:
-عشان خاطري، انت وعدتني، و وعد الحر ايه؟! 
-...
-شكلك كنت فاكرني هنسى، عشان خاطري، ده انا بقيت شاطرة قوي وكرييتف وهنفعك. 
-لا، هو انا هلاقيها منك ولا من ابوكي...بقا ابوكي بيجيب لامي ورد؟! قالوا له ايه؟ مختوم على قفايا؟ أبوكي بيحاول يشقط أمي.
حمحمت بخوف، هل اكتشف القصه؟ حاولت إخراج صوتها وهي تقول:
-شقط ايه بس، بقا ده بتاع شقط؟ ده بيكلمها وعينه في الأرض، وبيشجعها على جلسات العلاج الطبيعي بورد، بكتاب، يشتري لها روايه رومانسية، كده...وبعدين بالراحه، الراجل مش حملك،
قالت جملتها ألأخيرة بعنف وتجبر جعلته يرفع احدى حاجبيه مردداً:
-إستقريتي وإتجبرتي يابنت محمد فريد لدرجة بقيتي بتزعقي في ماهر الوراقي، دلعي ليكي عوجك
حمحمت بخوف ورددت:
-لا عوجني ايه بس، ده أنا همشي على الصراط المستقيم..هاا هتشغلني معاك؟! مشيها بالحب، أنا أصلاً ليه نصيب في الشركة دي.
-بتهدديني يابت؟!
زمت شفيتها بعند وكأنها هكذا تعطيه الجواب، لم يتحمل وانقض على شفتيها يعضها ويمصها مقيلاً إياها بوحشية، لانت بين يديه من بعد التفاجئ، بدأا تنسجم مع قبلاته وبتجاوبها طّوعت وحشيته للين مبدلة الأدوار.
وبعدما كان متأنقاً في الثياب للخروج خلعها عنه وعنها قطعه قطعه وليذهب عمل اليوم للجحيم.
سحبها للفراش بهوادة، لمساته بين القوة من شدة الولع واللين لإحساسه السخين بها ومعها.
دقائقهم معاً طويلة، غرامه لها لا ينتهي بل هو في إزدياد.
انتهى منها يتصبب عرقاً لولا ملاحظته انها متغيرة اليوم لما تركها من بين يديه، سحبها لتتوسد أحضانه المتعرقه وهو يردد:
-مالك يا روحي، شكلك تعبانه النهارده.
-لا انا تمام، ليه قولت كده؟!
-متأكدة؟! ولا نروح لدكتور؟!
-متأكده؟! هممم شكلك بتحور عشان ما توفيش بوعدك ليا.
ضحك بغلب منها وردد بجنون:
-يابنتي انا مااوعدتش والله.
-ماهر.
-همممم.
-هتاخدني اشتغل.
نظر على حدتها وتصميمها في نطق الكلام ليضحك بإستسلام مردداً:
-هاخدك طبعاً.
لم تسعها الفرحه واقتربت منه تتمسح في أحضانه كقطة وديعه وهي تصرخ:
-يعيش ماااهر يعييييش.
فضمها لأحضانه العاريه مقهقهاً يردد من بين قهقهاته:
-بحبك يامجنونة.
______سوما العربي_____
دلف لمكتبه بخطى واثقة بعدما وفى بوعده وعرفها على مكتبها الجديد، واذ به يتفاجأ برجل يقف منتصباً في غرفة السكرتيرة التي قالت له:
-اهو مستر ماهر وصل اهو
-في ايه؟! مين ده يا دينا؟!
زمت شفتيها بحرج ثم تقدمت تهمس:
-ده صاحب الاستوديو الي كان فيه تصوير الكولكشن الجديد بتاع أستاذة جنا.
-وايه المشكلة؟!!
-كسرررره يا باشا...كسره.
نطقها الرجل بهلع ليتقرب ماهر منه متسائلاً:
-كسروا ايه 
-الاستوديو بتاعي يا باشا.
-وانا مالي؟!
-مالي كسره كمال بيه ابن عم حضرتك.
اغمض عينيه متأوهاً....ها هي مصيبة جديدة من مصائب كمال التي بات يفتعلها ويطورها كل يوم.
عض شفتيه يحاول كظم غضبه ثم سأل الرجل:
-وجايلي عايز تعويض!
-ايوه يا باشا ان يرضيك الي حصل ده؟!
-يرضيني اه.
-هاااااه؟!
نطقها الرجل وعلامات للاستفهام تكاد تقفز من وجهه، لقد ظنه رجل كريم وسخي  يعطي ويغدق من وسع، في حين ان رد ماهر صدمه وزاد حين كمل :
-بعد كده لما تجيلك اختي ما توافقلهاش ولا تأجرلها ولو كمال حاول يدخل امنعه، دي عاشر مشكله في شهر انا مش قاعد على بنك، وبعدين كمال كسر، انا مالي؟!
-هااااه؟؟ بس...
مازال الرجل تحت تأثير الصدمه من ردة فعل ماهر الوراقي وماهر قاطعه بنفاذ صبر:
-مابسش...بقولك ايه، كمال عنده مركز اسنان في التجمع الاول خد عنوانه من دينا وروحله، يالا ...يالا مستني ايه؟!
قالها ثم دلف لغرفته ونادى دينا بغضب فدلفت خلفه مهروله تردد:
-نعم يا مستر.
-تكملي كمال و جنا، ييجوا حالاً...فاهمه.
-حاضر.
بعد ساعتين ونصف كان يجلس ينقر بقلمه على سطح المكتب وهو ينظر لهما بحده وصمت، وكل منهما متوتر لا ينظر للأخر ونظرهم على ماهر ونقرات قلمه، الى أن قذفه على سطح المكتب وردد بحده:
-ايه؟! عيال صغيره انتوا؟؟ اتطلقتوا ومش عازين ترجعوا وقولت ماشي...لكن بتكسروا للناس مكان أكل عيشهم ليه؟!
-انا عايز ارجع هي الي مخشبة دماغها، شكلها شايفه لها شوفه.
-لم نفسك واحفظ أدبك.
-ده انتي لسانك طول ومحتاجه تتربي.
-يالا قوموا أضربوا بعض.
نطقها ماهر ببرود بعدما نفذ صبره واعتاد شجارهم...فعاد كل منهما يجلس؛ هدوء ماهر دوماً مخيف ويسبق العاصفة.
-كسرتوا للراجل مكان اكل عيشه ليه؟!
-عشان همجي ومتخلف.
-لا يا حبيبتي عشان مش مركب قرون، ايه مابتعرفيش تصوري موديلاتك غير على رجاله اتراك وايطاليين؟!
-انا اعمل الي انا عايزاه، انا حره.
-حرة مين يابت، اظبطي احسن لك، انتي روحتي ولا جيتي فانتي مراتي.
-فوووق، احنا اتطلقنا.
-نتجوز تاني، عادي.
نطق ببرود، يراه شيء ولابد وسيحدث ، تنهد ماهر يردد:
-جنا. كمال بقاله شهر كل يوم يعتذر.
-مش كفايه، وانا اصلاً مش موافقه.
-مش بمزاجك.
هتف كمال بعنف فصرخت:
-شايف؟!
قالتها ثم وقفت وتحركت مغادرة،نظر كمال لماهر يردد:
-عاجبك كده؟؟ ماتعمل حاجه.
-يا برضاها يا مش هقدر اعمل حاجه.
تنهد كمال و زفر على مهل وقف من مكانه وغارد خلفها.
دلفت للمصعد فدلف قبلما ينغلق و تهتف:
-ايه الي جايبك ورايا، اطلع يالا.
ضغط بأصابعه على الازرار فتوقف المصعد بين السماء والأرض لتصرخ جنّا برعب:
-يخربيييتك عملت ايه؟
-بقالي شهر رايح جاي وراكي من هنا لهنا لحد ما برمت مصر كلها من شرقها لغربها، خلاص مابقاش بقا في مجال للدلع واحنا مش هنخرج من هنا غير واحنا متفاهمين.
قرّبهما معاً هكذا خوفها واعاد لها ذكرى ذلك اليوم،  وابتعدت تردد:
-ابعد عني يا كمال.
-مش عارف، والله ما عارف، طب أديني فرصه عشان خاطري.
-لا
اسبل جفناه بتعب ثن فتحهمها وردد بلوع وتعب:
-طب ايه يرضيكي وانا اعمله.
-مافيش حاجة ترضيني، انا مش عايزاك.
-وانا مش عايز غيرك، ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك، مش شايف غيرك ومش عارف اشوف غيرك، والله حاولت....ماعرفتش.
صمتت بصدمه وهي ترى الدموع غلبت قوته وقهرته،شهقت بصدمه ويداها على شفتيها تسأل:
-كمال، انت هتعيط؟!
اغمض عيناه بضيق من الحب الذي عجزّه، هز رأسه يغالب بكائه، صمتت لثواني تنظر ارضاً ثم رفعت عيناها تردد:
-موافقه.
-بجد؟!!!
تهللت ملامحه بفرحه وصدمه لتكمل بكبر:
-فترة خطوبه الأول.
-ماشي مواقق.
التمعت عيناه بدموع الفرحه التي ظهرت على صوته وهي تكمل:
-سنتين.
-سنه ونص.
-انت هتفاصلني، سنتين.
-يا ستي موافق.
-وخلي بالك. أنا عيوني هتبقى عليك وبراقبك وهراقبك.
ضحك بخفه، وسحبها داخل أحضانه يسحقها مرددا:
-راقبيني يا روحي، راقبيني موافق .
بعدها حرك المصعد الذي وصل بهم للجراج وخرجا منه متفقان لأول مرة.
_______سوما العربي________
جلس رشيد في مكتبه يتابع تقارير العمل الذي كان يحاول أن يجعله مستمراً أربعه وعشرين ساعة في الأربعة وعشرين ساعة.
خسارته كانت كبيره تحتاج ثلاث أعوام عمل كي يعوضها خصوصاً وقد خسر وعادى عائلة كبيرة كعائلة علياء وجميع معارفهم.
ولكن من بين التقارير كان هنالك تقرير مفصل عن خط سير جميلة و شهاب وخصوصاً شهاب.
رقع هاتقه واتصل بأحد الأرقام المصريه و جاءه الرد سريعاً:
-صباحك فل يا باشا.
-صباحك زفت وقطران.
-فيه ايه بس يا باشا.. عملت ايه؟
-ماعملتش...ماهو المشكله انك مش بتعمل مش شايف شغلك 
-والله ياباشا الواد اللي مسرحه وراه ناقص يدخل  معاه الحمام ولا  ينط له في منامه.
-يعني ايه، شاب في سنه مابيعطش مابيسهرش ما بهببش اي حاجه غلط؟؟ ايه مش شايف شغلك.
صمت الرجل بهلع ليصرخ فيه رشيد:
-هو انا مش بكلمك...ايه الدرشه دي..ماترد.
تغيرت ملامح شهاب وتفاجأ وهو يستمع لصوت مختلف يحدثه:
-مش هيعرف يرد عليك دلوقتي عشان مصدوم، اصلي ضربت له الزاجل الي كان ممشيه ورايا وكسعمته وجبتهولوا في شوال. ايه ما زهقتش من اللف ورايا؟! مش عندك دم؟؟ مش عايزاك هي، عايزاني انا، خلي عندك دم واخلع، وانصحك تركز في حياتك الي باظت  وفلوسك الي خسرتها.
-الله، دي حاكيه لك عني بقا.
-ما تاخدش في نفسك مقلب كده؟؟ خالك الي حكى هي مش تفتكرك أصلاً، أنصحك بص في ورقتك بدل ما تبوظ منك هي كمان.
قالها ثم أغلق الهاتق في وجه وشيد الذي وقف يقلب المكتب رأساً على عقب من شدة غضبه وهو يغلي وكلمات شهاب تتردد في أذنه حين ذكره بحياته التي أضاعها بيده.
_______سوما العربي_______
بعد مرور أسبوعين.
دلف بغضب وجنون يناديها:
-لووووناااا.
تركت كوب العصير من يدها وخرجت من المطبخ مهروله تصرخ:
-بيدوووور عليااا.
كادت ان تتجاوز المطبخ لتصعد السلم لكنه كمشها يردد:
-بتبعيني، بتبيعي جوزك، بيعتيني بكام يا لونا.
-١١ الف جنيه.
جن جنونه وضربها على رأسها يردد:
-بتبيعي جوزك بحداشر الف؟
-وفيها ايه بس؟؟ ده شغل، ومافيش شركه بتقف على موظف.
ضرب الحائط بيده لجواره يفرغ فيه غضبه وصرخ:
-بعد ايييه.
تقدمت نسرين تخرج من غرفتها بخطى متثاقلة بعدما أتت العمليه وجلسات العلاج الطبيعي نتائجها تناديهم بخوف:
-في ايه يا بنتي؟ ايه يا ماهر مش قولنا زمن الخناق خلص وبقتوا سمن على عسل! ايه الي جد.
-أسألي الهانم، الهانم بعد ما استغلت واتصيتت واتعلمت رايحه تشتغل مديرة التصميم في شركه تانيه، شركة بتنافس جوزها.
-في زيادة حداشر الف في المرتب بقولك.
-يابت...يابت هضربك والله.
تقدم محمد يردد:
-بالراحه يا ولاد مش كده...الست نسرين محتاجة راحه.
ضرب ماهر وجهه بصدمه، الحمدلله ان والده بالخارج لازال يعيش على أمل معتقداً أنهما قد يعودا يوماً ولا يعلم بما يحدث هنا.
التف ينظر للونا كي يصرخ في وجهها بجنون لكنه توقف وهو يلاحظ ترنحها فاسرع يلتقفها بين يديه وهو يحتضنها بحنان وقد تحولت نبرته على الفور وعاد ماهر الرومانسي يسألها:
-مالك يا روحي؟! في ايه؟!
-مش عارفه، حاسه بدوخه.
-طب تعالي، تعالي اطلعي أوضتنا وانا جيب لك دكتور.
حملها يصعد بها السلم واستدار كي يطلب من والدها ان يجلب لها باقي العصير لكنه سمعه يقترب من والدته و هو يحمل كتاباً في يده ويقول بخجل وعينه أرضا:
-جبت لك رواية جديدة...رومانسية زي ما بتحبي.
هز رأسه بجنون وهو يرى والدته تأخذها منه على إستحياء وكل منهما غير منشغل به ولا بلونا.
في غرفة ماهر
خرج الطبيب وهو عاد للونا لا يكاد يصدق، تدثر لجوارها بالفراش وهو يضمها بحراره يردد:
-مش معقول، لونا…انتي حامل يا حبيبي؟!!!
-أممم…انا نويتها وبطلت موانع حمل.
-يعني أطمنتي لي؟
 ابتسمت له تردد:
-وحبيتك.
فز قلبه نابضاً، قالتها صريحه… أخيراً قالتها.
مال عليها يقبلها بحراره ثم فصل قبلته بصعوبه وهو يردد:
-وانتي اخدتي روحي وعقلي من اول يوم شوفتك فيه والله…انا بحبك قوي قوي يا لونا.
بعد مرور عام
جلست لونا بجوار ماهر في أحد عيادات الأطفال تنتظر دورها .
ماهر كان يضم عربة الأطفال له بحماية وقلق لتقترب منه لونا مردده:
-مش هتبطل بقا؟! سيبها شويه، اقولك روح هات لنا عصير 
وقف على مضض لا يريد أن يبتعد عن ابنته مردداً 
-ماشي
ذهب ماهر وتقدمت الممرضه من لونا تردد:
-ماعلش ممكن تيجي معايا تملي بيانات البنت.
وقفت لونا وتركت العربة وغابت دقيقة فعادت بنفس الوقت الذي عاد فيه ماهر معها يقتربا من ابنتهما ليجدا طفل في العاشرة من عمره يحملها من العربه يلاعبها مبتسماً فاقترب ماهر منه بهلع يردد:
-ولد…سيب البنت
-ماتخافش ياعمو.
-سيبها بقولك.
نطق بغضب فحاولت لونا تهدئته:
-بالراحة يا ماهر.
اقتربت من الولد وقالت:
-هاتها ياحبيبي لا تقع منك، هي بتخاف لما حد غريب يشيلها.
نظروا للطفله وجدوها لم تبكي للأن بل لفت أصابع كفّها حول كف الصبي الذي نظر لها بفرحه يردد:
-ماخافتش مني.
اقترب منه ماهر يأخذ البنت بحده وقد غلبه الخوف عليها ثم سأل الصبي:
-أنت أسمك أيه؟؟ حاسس اني عارفك.
-ايوه وانا كمان عارفك يا عمو.
-أنت مين؟! 
-أنا أيهم…أيهم محمد محمد الكيلاني.
نظر كل من لونا وماهر لبعضهما وضحكا في صوت واحد في حين تقدمت رؤى تنادي:
-أيهم…يالا دورك.
كانت تنادي أيهم وعيناها على ماهر،  رفعت لونا أحدى حاجبيها بضيق وزاد حده وهي تسمع ماهر يحييها:
-أزيك يا رؤى.
-الحمدلله….يالا يا أيهم عشان ماما جوا عند الدكتور بأختك.
تركهم الصبي على مضض والتف ماهر بأبنته ناحية لونا وجدها تنظر عليه بشراسه فابتلع لعابه بصعوبه ره وهو يناجي الله
في الليل.
جلس ماهر على فراشه ينتطرها وهي تضع الصغيره في مهدها.
تقدمت تجلس على الفراش بعيداً عنه فجذبها لأحضانه عنوه يردد:
-مش بتكملني يا وحش ولا ايه! كل ده عشان قولت لها ازيك؟!
اندفعت  تنفجر فيه ترد:
-وتقولها ازيك بتاع ايه؟! وصوتك ناعم قوي، ازيك يا رؤى 
قالتها مقلدة صوته ليبتسم وبداخله يرقص فرحاً:
-غيرانه عليا؟؟
-لا
-غيرانه؟؟!
-اه..وبحبك.
قالت تعلن الإستسلام،صرخ قلبه بحبها، جذبها كلها لاحضانه مردداً:
-ماهر مش بيحيب غير لونا ومش بيعرف يشوف غير لونا، ست يعني لونا وحب يعني لونا.
قال جملته الأخيره وهو يميل عليها ينقل لها سخونه إحساسه و كلماته لينسدل الليل عليهما وهما يعزفان سيمفونية عشق وحب جديدة تتغنى بهما قصة من أروع وأعجب قصص الحب.
تمت بحمد الله .

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات