رواية الراهب للكاتبة فريدة الحلواني هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية الراهب، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية الراهب من الفصل الاول للاخير بقلم فريدة الحلواني
في احدي القري الصغيره و التي يعيش اهلها حياه بسيطه
الا عائله واحده فقط تعد من الأثرياء...تمتلك نصف الأراضي الزراعيه و يعمل اكثر من نصف قاطني القريه فيها
كبير تلك العائله هو شعبان السمني رجل حكيم و الكل يحبه و ينصاع الي أوامره
كان رفيق الراحل عبدالله الهواري منذ ان كانو شباب ...و من بعد رحيله تولي تربيه ولده محمد الذي أطلق عليه الراهب من شده تدينه
و رغم أن محمد كان يعتمد علي نفسه منذ الصغر و من بعد رحيل والده الغالي بعد أن أتم العشرون عاما ...الا ان الحج شعبان ظل محاوطه بعنايته
وسط قطعه ارض زراعيه صغيره الي حد ما ...نجد رجلا ذو هيبه و جمال يجذب القلوب قبل الأنظار
نجده يعمل بيده في أرضه رغم انه تخرج من كليه الزراعه الذي اختارها خصيصا لتكون نفس مجال عمله
الا انه لا يعتمد فقط علي العمال الذين يستاجرهم لمساعدته بل يعمل معهم يدا بيد
سمع صوت يأتي من بعيد يصيح باسمه : يا شيخ محمدددد...يا رااااهب
اعتدل لينظر للاتي عليه ...رفع ساعده كي يمسح جبينه الذي كان مغرقا بعرقه
و حينما وقف الرجل امامه قال له بابتسامه بشوشه و صوت رخيم : نفسي تبطل تنده عليا من اول الأرض يا يوسف ...مانت كده كده جاي
ابتسم يوسف الذي يعد صديقه الوحيد ثم قال : عاده بقي ربنا ما يقطعها ...المهم جاموسه عوضين بتولد و الدكتور البيطري مش موجود
بالله تعالي اتصرف احسن عمال يندب و يقول هتموت
رد عليه بهدوء : لا حول و لا قوه الا بالله ...عوضين ده ...ربنا يهديه
ثواني اغسل ايدي و وشي و اجي معاك
يوسف : ربنا يكرمك يا راهب عمرك ما اتأخرت علي مساعده حد ...اكمل بمزاح : نفسي اعرف ليه مدخلتش طب بيطري دانت بتفهم في البهايم اكتر من الدكتور نفسه
تطلع له بغيظ ثم قال بمزاح : عندك حق ...انا فعلا بفهم في البهايم بدليل اني مصاحبك بلسانك الدبش ده
تطلع له يوسف بغيظ ثم وضع يده علي جبينه و قال بحزن مفتعل : طيرت جبهتي الله يسامحك
ضحك محمد برجوله ثم قال و هو يجفف يده و وجهه : طب يلا ياخويا قبل ما عوضين يلم البلد كلها علي الجاموسه
تحرك معه و هو يقول: انت بجد هتفرق جوايز علي العيال الي حفظت قرأن
محمد : ايوه فعلا
يوسف : طب مش كده كتير عليك ...دانت تقريبا نص الي داخلك بتصرفه علي العيال و بترفض اي حد يدفع معاك ...ده الحج شعبان هيتجنن منك
ابتسم بهدوء ثم قال بمزاح: مش عايز حد يحشر نفسه في حسناتي...انا طماع
ضحك يوسف ثم قال : لما بقول لحد ان دمك خفيف و بتحب الهزار محدش بيصدقني....ليه مش بتتعامل كده مع الكل
رد عليه بحكمه : أولا انا مش بحب الاختلاط ...ااه ناس كتير بتكلمني و بيني و بينهم كل احترام ...انما مش معني كده انهم كلهم يبقو صحابي و يدخلو في حياتي
غير كده كتر الهزار بيضيع الهيبه
لما تعمل حدود بينك و بين الناس ...هتحترم نفسك و تعيش مرتاح البال
و بعدين انا عمري ما كشرت في وش حد الحمد لله
يوسف : عارف و الله انا بسأل بس ...اكمل بمزاح لا يتخلي عنه : و بعدين انا بسالك عشان اتفشخر بنفسي بقي و كده ان انا صاحب محمد الراهب الوحيد
هز راسه بيأس من صديقه الطيب الذي لا يكف عن المزاح حتي في أصعب اللحظات ...ثم اكمل الطريق معه و هم يتحدثون في عده أمور الي ان وصلو للمنزل الصغير الذي يمتلكه احدي المزارعين و الذي عرف عنه تهويله لأبسط الأشياء
في مول اخر ليس ببعيد ...نجد داخله فتاه تعمل بهمه و نشاط رغم الحزن الذي ارتسم علي ملامحها الجميله
كانت شارده فيما يفعله معها أخيها الوحيد من بعد أن توفي والدها منذ ان كانت في عمر الثماني عشر
شتان بين حياتها قبل هذا التاريخ و بعده
فقد كانت مدلله ابيها الذي كان شيخا للجامع الصغير داخل القريه رغم امتلاكه مزرعه مواشي كبيره الي حد ما
و لكنه كان حاملا لكتاب الله و يطبق تعاليمه علي اكمل وجه
كان يعلم بطمع أخيها...و رغم انه حاول كثيرا ان يقوم طباعه السيئه الا انه لم يستقم
لذا حينما شعر الشيخ علي انه سيفارق الحياه قرر ان يكتب نصيب ابنته الغاليه في الميراث الذي سيتركه لها حتي لا يطمع أخيها فيها
و الذي أقام الدنيا و قلبها حينما علم ان والده سجل المزرعه باسم اخته بينما سجل باسمه هو قطعه ارض كبيره ثمنها يعادل ضعف ثمن المزرعه
و من بعد أن مات ابيها الغالي ...زاقت علي يد أخيها الأمرين كي يجبرها علي التنازل عن ورثها و لكنها رفضت باستماته
منعها من إكمال تعليمها الجامعي فاضطرت ان تلجأ الي الحج شعبان كي يجبره علي التراجع عن هذا القرار الظالم
لم يجرؤ علي الرفض و لكنه كان حقيرا لدرجه انه قرر رفض كل من يأتي لطلب يدها ...الي ان وصلت سن الثماني و العشرون و دائما ما تطلق عليها زوجه أخيها الشمطاء...عانس
بينما كانت تطهو الطعام كما عادتها انتبهت علي صوت زوجه أخيها بعدما دلفت عليها فجأه و هي تقول بغيظ : ايه يا ست بسمله....
هتفضلي اليوم كله في المطبخ
التفت بجسدها ثم نظرت لها بقوه و قالت : و الله ربنا خالقلي ايدين اتنين يا ثريا ...يا دوب اكلت البط و الفراخ و نضفت تحتهم و بعدها خبزت
انتي بقي كنتي بتعملي ايه من صباحيه ربنا غير انك تتامري عليا
ردت عليها بغل : كنت براعي عيالي يا حببتي ...اااه صحيح و انتي هتعرفي الام بتتعب ازاي مع عيالها و انتي اساسا عانس
رغم القهر التي شعرت به داخلها الا انها لم تظهر ذلك و ردت بقوه : ماهو لو مكانش ليا أخ طماع كان زمان عيالي بقت طولي و مكنتش سمعت كلامك السم ده ....حسبي الله و نعم الوكيل
شعرت بغليان يسري بين أوردتها...فهي تغار كثيرا من بسمله ليس لقوتها فقط بل لجمالها الذي يخطف الإبصار...تحمد الله انها منتقبه و الا لكانت ماتت من شده غيرتها حينما تسمع ثناء الناس علي حسنها و التغزل في شعرها الغزير الناعم
تطلعت لها بغل ثم قالت بغضب : ماشي يا بسمله اقسم بالله لما عبدالرحمن يرجع لهاقوله و اخليه يقطع لسانك ده
نظرت لها باستخفاف ثم قالت بمرار: و ايه الجديد خلاص جتتي نحست من كتر الضرب
اعقبت قولها بالالتفاف مره اخري كي تتابع ما تفعله ...و ايضا تداري دموعها التي تأبي ان تهبط امامها كي لا تشمت فيها
انتهي اليوم بسلام علي البعض ...اما علي البعض الآخر فكان غافلا عما يحاك له من خلف ظهره
انهي محمد الراهب مساعده عوضين في توليد تلك الماشيه. و قد تم الفرح جميع أرجاء البيت و شكروه كثيرا
ثم اتجه الي الجامع الصغير كي يحضر حلقه تحفيظ القرآن التي يقيمها للأطفال...و بعد انتهائه بل و اقامه صلاه العشاء ايضا الذي كان اماما للمصلين فيها
اتجه الي بيته الصغير الذي يعيش فيه وحده
اهتم بطيوره و بعض الماشيه التي يربيها داخل حظيره صغيره جانب البيت
ثم أخذ حماما دافيء يذيل به عناء يومه
اتجه الي الفراش ثم قرأ ورده اليومي قبل ان يغفو بسلام
و تلك هي حياته البسيطه التي ستنقلب فجأه دون أن يدري
في احد الايام
كانت تجلس فوق سجاده الصلاه خاصتها تقرا في كتاب الله بعد أن انهت صلاه العشاء
وجدت أخيها يدلف اليها بوجه متجهم
استغفرت في سرها ثم قالت : خير يا عبدالرحمن في حاجه
تطلع لها بغضب ثم قال : اعملي حسابك خطوبتك و كتب كتابك يوم الجمعه الجايه
انتفضت من مجلسها و قالت بعد تصديق : انت بتقول ايه ...فجأه كده قررت تجوزني من غير حتي ما اعرف مين
تطلع لها بغيظ من قوتها التي يغشاها بداخله و لكنه ابدا لم يظهر ذلك و قال : و ماله حقك تعرفي .....نبيل صاحبي طلب ايدك و انا وافقت
صدمه ....كارثه هبطت من السماء فوق راسها حينما علمت هويه ذلك العريس المزعوم
تطلعت له بغضب جم ثم قالت بعدم تصديق : انت واعي الي بتقوله ....عايزني اتجوز مين ...نبيييل
نبيل الحشاش الي ضيع فلوس ابوه علي الكيف ...نبيل الي ولا وراه شغله و لا مشغله غير النوم طول النهار و السهر طول الليل علي القهاوي
الي السيجاره مش بتفارق ايده ده غير مشيه البطال
نظر لها ببرود ثم قال : كل ده مش مهم...ده راجل ميعبهوش حاجه
رغما عنها بكت بقهر و هي تقول : مش هقولك الرسول صلي الله عليه و سلم قال ايه فالي يتقدم لبنتك او اختك
بس هقولك انت ترضهالي يا عبد الرحمن ...اختك الي حافظه القرآن و مش بتفوت فرض تجوزها لواحد زي ده
بلاش ...بعد ما كان بيتقدملي المهندس و المدرس و لا الي شغال في وظيفه محترمه و كنت بترفضهم...
توافق علي ده طب ازاي و ليه
رد عليها ببرود: ربنا يهديه و بلاش تعيشي في دور رابعه العدويه ياختي و بعدين نصيبك كده ....انا اديته كلمه خلاص و بلغتك ...و فقط تركها تبكي بقهر علي حالها دون أن يهتز له شعره و غادر دون ان يضيف حرفا اخر
وجد زوجته تقف بالخارج و من الواضح انها سمعت كل ما قيل
أشار لها بالصمت ثم اكمل طريقه الي غرفته و لحقت به كي تعلم ما القصه
اغلقت الباب خلفها ثم قالت : ايه الحكايه يا عبده ...انت مش قولت مش هتجوزها ملقتش غير نبيل الي هيلهف المزرعه بالي فيها و يضيعها عالحشيش الي بيطفحه
ضحك بقوه ثم قال : انتي هبله يا وليه...تفتكري انا هسيبه يعمل كده
جلست جانبه ثم قالت باهتمام : طب رسيني عالدور ....ايه الي خلاك توافق و لا هو اصلا اتجرا و طلبها منك ازاي و هو عارف الي فيها
رد عليها بحقاره : هقولك بس عارفه لو حرف طلع بره مش هقولك هعمل فيكي ايه
ردت بلهفه : يتقطع لساني ياخويا لو نطقت بحرف ...وكزته بخفه و هي تكمل : يا راجل ما تنطق بقي نشفت ريقي
عبدالرحمن : ابدا كل الحكايه ان ابوه قفل عليه الحنفيه و مش راضي يديله جنيه
و انتي عارفه بقي الكيف بيذل ...اتفقت معاه يتجوز بسمله و يكتب لي شيكات علي بياض
هطلعله مرتب كل شهر و انا هفضل ماسك المزرعه زي مانا فهمتي ...يبقي كده خلصت منها و غارت من البيت و في نفس الوقت احتفظت المزرعه
اتفقت معاه كمان لو عرف يمضيها علي تنازل هدفعله ميت الف جنيه ...بس كده دي كل الحكايه
تطلعت له بشك ثم قالت : كلام زي الفل ...بس انت ايش ضمنك انه ميطمعش و يلهف المزرعه كلها في كرشه
ماهو ممكن بعد ما يتجوزها و تبقي في بيته يقولك ده مال مراتي و انا الي هاديره
تطلع لها باستخفاف ثم قال : امال انا ممضيه علي وصلات ليه ...ده غير انه و لا بتاع شغل و لا يفهم حاجه فيها
ما هيصدق يلاقي تمن الكيف بتاعه و هو نايم فالبيت غير انه كده هيكسب ابوه و يخليه يرضي عنه لما يتجوز و يفتح بيت
بكده هيرجع يصرف عليه من جديد فهمتي يعني كسبان من الناحيتين و فوق البيعه الاسم انه اتجوز واحده محترمه و خلاص
مر يومان حاولت فيهم تلك المسكينه إقناع أخيها بالعدول عن قراره و لكنه كان متشبث برأيه حتي حينما صرخت عليه
قام بابراحها ضربا كي تصمت و ترضي بأمره
و هي لم تكن ابدا ضعيفه ...و لن تلقي بحالها في التهلكه حتي و ان كلفها الامر ان تهرب من البلد باكملها لا من بيتها فقط
صلت ركعتان لله و دعت في سجودها كثيرا ان ينجيها الله من ذلك الكرب و ان يلهمها الصواب
قضت يوما كاملا تفكر في حل غير الهروب ...فقد تركت ذلك الاختيار للنهايه اذا فشلت جميع الحلول وقتها فقط ستضطر لذلك
جربت معه الاقناع تاره و الرجاء تاره.... و الغضب تاره اخري
كل هذا لم يجدي نفعا ...اذا لا يوجد حل امامها الا اللجوء الي كبير القريه كي يخلصها من تلك الكارثه التي ستدمرها تدميرا
انتظرت حتي يغفو أخيها و زوجته ...ارتدت ثوبها الفضفاض الذي لا يظهر شيء من جسدها الأنثوي....
تسحبت بخوف الي ان خرجت من المنزل
لم تفعلها طوال حياتها ...لا تعلم شكل قريتها كيف يكون في تلك الساعه المتاخره
سارت في الطريق المظلم بجسد مرتعش و كل لحظه تتلفت حولها كي تطمان ان لا أحد يراها
و في الجهه المقابله كان يسير مع صديقه في طريق عودته الي منزله ...فقد تأخر اليوم عن ميعاده المعتاد بسبب مساعدته لأحد أهالي القريه في أمر ما
و بينما كان يتحدث بهدوء قاطعه يوسف و هو يقول باستغراب : ايه ده ....ايه الي مطلعها في الوقت ده و رايحه فين
ساله محمد بتعجب: مين ...في ايه يابني
أشار برأسه تجاه بسمله التي مرت من جانبهم بخوف ثم اكمل بعد أن وقف مكانه : بنت الشيخ علي الله يرحمه
محمد بعدم تصديق : انت اتجننت يا يوسف ...دي مش بتطلع من البيت اساسا ...و بعدين ايش عرفك انها هي الي عدت من جنبنا مش باين منها حاجه
يوسف بتصميم : لا هي ...الوحيده الي بتلبس جلباب مش نقاب عادي ...مراتي الي كانت قايله كده مره قدامي
نظر محمد تجاهها ثم لف جسده ليلحق بها و هو يقول برجوله ليست جديده عليه : طب تعالي نتاكد اذا كانت هي و لا لا
احسن تكون محتاجه حاجه و مينفعش تمشي في وقت زي ده لوحدها
اقترب منها و قال بصوت رخيم : شيخ علي ...شيخ علي
نداها باسم ابيها من باب الادب
ترددت في باديء الامر الا انه حينما اكمل : انتي بنت الشيخ علي ...انا محمد الراهب
هنا وقفت مكانها رغم خوفها الا انها قالت بثبات دون أن تنظر له أو لصديقه : ايوه
محمد باهتمام : طب محتاجه حاجه ...قوليلي و انا اجبهالك مينفعش تطلعي في وقت زي ده
تنهدت بقهر ثم ردت بصوت مختنق : كتر خيرك يا شيخ...اااا...انا رايحه للحج شعبان ...بعد اذنك
كادت أن تكمل طريقها الا انه قال سريعا و هو ينظر امامه بعيدا عن مرماها من باب غض البصر و دون أن يتطفل عليها بالسؤال : طب استني هوصلك مينفعش تمشي لوحدك في وقت زي ده
ردت عليه باحترام : شكرا يا شيخ ...و بردو مينفعش امشي مع راجل غريب في اي وقت
رد سريعا : عندك حق ...انا همشي مع يوسف قدامك يا بنت الشيخ ....كده تكوني مطمنه انك مش لوحدك ...و في نفس الوقت مش مع راجل غريب
اعقب قوله بسحب صديقه و التقدم امامها ...سار بخطوات واسعه كي يترك مسافه بينهما و داخله بتسأل رغم عنه...لما تذهب هناك في ذاك الوقت
انا هي ...ارتجف قلبها بعد سماع اخر كلماته ...سالت دموعها من خلف وشاحها و هي تقول بداخلها : الغريب بيحافظ عليا ...و اخويا عايز يرميني...لله الامر من قبل و من بعد
وصلت امام المنزل الكبير الذي يخص عائله السمني
شكرته بخفوت ثم طرقت الباب كي تطلب مقابلت كبير العائله
اما هو تركها دون أن ينتظر حتي ان يفتح الباب ...و لكن بداخله قرر ان يجلس بعيدا يراقب المنزل الي ان تخرج منه مره اخري و يقوم بايصالها الي منزلها بنفس الطريقه التي اتي بها الي هنا
و حينما قال له يوسف : يابني اكيد الحج شعبان مش هيسيبها ترجع لوحدها ممكن اي حد من عياله او أحفاده يوصلها
رد عليه برجوله : حتي لو ده حصل...مش هطمن غير لما ترجع بيتها ...دي بنت الشيخ علي يا يوسف عارف يعني ايه .....
↚
جلست مع الشيخ بعد أن رحب بها اهل المنزل ترحيبا حار رغم استغرابهم بمجيئها في ذلك الوقت المتأخر لكن لم يجرؤ أحد علي سؤالها
أخفضت راسها و هي تقول بحزن و صوت مختنق من شده البكاء الذي حل عليها فجأه: انا واقعه في عرضك يا حج ...انت كبير البلد و قبل ده كله حضرتك كنت صاحب ابويا الله يرحمه
انقبض قلب الرجل حزنا عليها و قال بلهفه : مالك يا بتي ...فيكي ايه احكي و انا الي يمس طرفك امحيه من علي وش الدنيا
قضت له ما حدث تفصيلا من بين بكائها الحار و بعد ان انتهت قالت بقهر : اكيد متفق معاه عشان ياخد المزرعه ...قوله ياخدها يا عم الحج انا مش عايزه حاجه بس بلاش يرميني الراميه دي
رد عليها بقوه : عايزه تفرطي في امانه ابوكي يا بسمله ...انتي عارفه المزرعه دي كانت غاليه عنده قد ايه عشان كده كتبهالك و كتب لاخوكي الارض ...لا و كمل باقي حقه في الورث فلوس عشان يبقي بعدل ربنا زي ما قال ( للرجل مثل حظ الانثيين) غير ده كله ده حقك يا بتي اوعي تفرطي فيه
بسمله: يعني افرط في نفسي يا عم الحج....اتجوز واحد زي ده مافيهوش ميزه وحده
شعبان : لو حكمت اقطع رقبته قبل ما يلمسك و لا يدخل بيتك
اسمعيني كويس يا بنتي ...أنا من فتره بفكر في حكايه جوازك دي ...مينفعش تتظلمي أكتر من كده بسبب طمع اخوكي و كنت ناوي بعد حصاد القمح اجي بنفسي و أطلب ايدك للي يصونك و يحافظ عليكي
رفعت رأسها لتنظر له من بين دموعها ثم قالت بزهول : انت ولادك ما شاء الله كلهم متجوزيين يا حج ...لا يمكن أقبل أظلم ست زيي و أخد جوزها
إبتسم بهدوء ثم قال : طول عمرك أصيله و بنت أصول يا بنت الشيخ...هو زي ولادي و انا اللي مربيه
تطلعت له بعدم فهم فاكمل : محمد الراهب ...ايه رأيك
صمتت بخجل للحظات فاكمل هو : طبعا مش محتاج اقولك علي اخلاقه و لا رجولته كفايه إنه حفظ القرآن و إتعلم المشيخه علي ايد أبوكي ألف رحمه و نور عليه
سألته بخفوت و خجل شديد : هو اللي طلب منك كده
رد عليها بصدق : للأمانه لا
تطلعت له بصدمه ثم قالت : ترضهالي يا حج ...هتروح تقوله تعالي إتجوز بت الشيخ ...إفرض رفض ليه تقلل مني
رد عليها سريعا بتعقل : عمري يا بتي دانتي فوق راسي
أنا كنت هكلمه مش عشان أعرضك عليه لا ...عشان عايزه يكمل نص دينه و يعمل بيت و عيله و ملقتش غيرك يستاهلو
ظل يقنع فيها لبعض الوقت إلي أن شعرت ان لا مفر و هذا هو الحل الوحيد...لذلك ففالآخر أعطته موافقتها
فقال بفرحه : علي خيره الله ...أنا هتصل بيه يجيلي دلوقت و أكلمه عشان بكره بإذن الله هجيب ولادي معاه و نيجي نطلب إيدك
وقفت ناويه الرحيل و لكن داخلها مكسور ...لم تتمني يوما أن تضع نفسها في ذلك الموقف المخزي ...فقد رباها أبيها علي عزه النفس و ان كرامتها قبل كل شيء ...و لكن الله غالب
امر أحد أبنائه و معه زوجته ليقوم بإيصالها....
بمجرد أن صعدت السياره و إنطلق عزيز بجانبه زوجته للخارج
كاد محمد ان يلحق بها الا انه وجد يوسف يقول بزهول : إنت رايح فين دي عربيه ...ناوي تجري وري العربيه
نظر له بحيره و قال : طب أعمل إيه عايز اطمن إنها دخلت بيتها
يوسف : يابني مانت شايف مرات عزيز معاهم و...
قبل أن يكمل حديثه قاطعه رنين الهاتف خاصه محمد ...أخرجه من جيبه و حينما وجد إسم الحج شعبان قال بقلق : خير يا رب ...الحج شعبان بيتصل بيا
أعقب قوله بالرد عليه بصوت رخيم : السلام عليكم و رحمه الله ...خير يا حج
رد عليه السلام ثم قال : عايزك تجيلي ضروري دلوقت انت فين شكلك لسه مرجعتش البيت
رد عليه بصدق كعادته : لا لسه ...انا جنب بيتك مع يوسف ...فضي السكه يا حج دقيقه و أكون قدامك
أغلق معه و توجه يصحبه صديقه كي يلبي نداء ذلك الرجل الذي بمثابه أبيه الثاني
قص عليهم ما حدث ثم قال بحكمه يشوبها الرجاء : إنت عندك خمسه و تلاتين سنه يابني مش هتفضل راهب طول عمرك...أن الأوان إن يكون ليك ونيس و تخلف حتت عيل يشيل إسمك
نظر له بحزن ثم قال : و مين عايز يعيش لوحده يا حج أو مش بيتمني يكون ليه عيال تسنده وقت عجزه ...بس إنت عارف سري يا حج ...و عارف إنه مينفعش
رد عليه بتعقل : الأعمار بيد الله يا ولدي مش هتضيع عمرك علي يمكن اه و يمكن لا
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا...هو انا الي هقولك ربنا بيقول ايه يا شيخ محمد
كاد أن يرد عليه الا أنه أكمل بما سيجبره علي الموافقه : يا سيدي اعتبرها رد جميل للشيخ الي علمك و حفظك القرآن...يرضيك بنته تتبهدل و انت بأيديك تكرمها و تحافظ عليها
تدخل يوسف سريعا بعدما فهم ما يريده ذلك الرجل الذي يريد و بشده جمع الاثنان ببعضهما البعض : الصراحه عندك حق يا حج ...البت غلبانه و أخوها بهدلها عالاخر من بعد موت الشيخ
مراتي لما بتروح تسال عليها كل فتره بترجع معيطه من الزعل عليها ....سواء عشان وشها الوارم من ضرب أخوها فيها
أو عياطها بسبب مرات أخوها الي ديما بتحرق دمها قدام أي حد
تنهد بهم و لكن أبت رجولته ان يتخلي عن إبنه شيخه الغالي الذي يكن له كل الحب و الإحترام حتي الآن
رد عليهم بقوه : و أنا مقبلش إن بنت الشيخ اللي أكرمني بعد موت أبويا تتهان من حد ...انا موافق يا حج و لو ينفع نطلبها دلوقت
إبتسم شعبان براحه و فرحه ثم قال : ربنا يريح قلبك يابني...بكره بإذن الله نصلي الضهر معاك في الجامع و نطلع عليه
إتصل شعبان بعبد الرحمن ليخبره بمجيئه إليه في منزله
و رغم قلق الأخير من تلك الزياره إلا إنه لا يقوي علي الإعتراض بل ظل يمطره ببعض الكلمات المنافقه
و ها هو الآن يجلس أمامه و يصاحبه عزيز ولده الأكبر و معهم محمد الراهب و يوسف
تسرب الشك داخل عبدالرحمن بعدما رأى ذلك الراهب و لكنه فضل الإنتظار حتي يسمع ما سيقال
و بعد أن أخبره الحج شعبان بطلب يد أخته
تحكم في غضبه بصعوبه ثم رد ببرود : كنت أتمني و الله يا حج بس غيره سبق
نظر له شعبان بهدوء خطر ثم قال : و مين غيره ده ...علي حد علمي إنك بترفض أي حد يتقدم لأختك
عبدالرحمن : اهو جه نصيبها بقي يا حج ...نبيل صاحبي
إنتفض شعبان من مجلسه و قال بغضب : تبقي اتجنيت لو فكرت إني هسمحلك ترمي بنت الشيخ لواحد زي ده
وقف الأخر و رد بغضب لم يستطع كتمه لعلمه إنه لن يقوي علي تحدي هذا الرجل و بذلك سيفسد مخططه : علي الأقل ليه أصل و ليه عيله
انت عايزني تجوز أختي لواحد مقطوع من شجره لا نعرفله أصل و لا فصل
اتقي شر الحليم إذا غضب ...تلك المقوله انطبقت علي الراهب حينما إنتفض من مجلسه ناويا ضرب هذا النذل
إلا أن عزيز و يوسف تصدو له سريعا محاولين تهدأته
صرخ شعبان بقوه : كلمه كمان و هقطع لسانك ...
ارتعب عبدالرحمن مما يحدث أمامه فقال سريعا بمهادنه : مقصدش يا حج ...و علي العموم خلاص أنا قريت فتحتها و يوم الجمعه كتب الكتاب
صاح به شعبان بتجبر لا يستخدمه إلا مع من يستحق : طب قسماً بالله ما هيحصل ...و لو فكرت بس تعملها لكون ممشيك من البلد كلها إنت و هو
و أنا قادر إني أعملها و إنت عارف
حل الصمت علي المكان للحظات
إستعمل عبدالرحمن آخر حجه و التي ظن من بعدها أن لا يستطع أحد الرد عليه
قال بوجل : مش الشرع بيقول لا يخطب أحدكم علي خطبه اخيه ...هنخالف شرع ربنا و لا إيه يا حج
رد عليه محمد سريعا بحكمه و قوه : ده لما تكون العروسه موافقه و الخطبه برضاها
رد عليه بغضب : و انت إيش عرفك إنه مش برضاها ...ليك كلام معاها و لا يمكن إشتكتلك
محمد بغضب : حاشي لله ...لا عمري شفتها و لا في يوم كان بينا كلام ...بس بالعقل كده بنت الشيخ اللي حافظه كتاب ربنا هتوافق علي حد بالأخلاق دي إستحاله
شعبان : بما إنك بتتكلم بالشرع يبقي هاخد راي البت و اللي تختاره أنا بنفسي هجوزهولها
إرتعب عبدالرحمن من داخله ليقينه أن اخته ستختار الراهب بالطبع دون تفكير
حاول كثيراً منع ذلك و ما بين شد و جذب و تهديد أيضا علم هذا الحقير أن خطته ضاعت إدراج الرياح و لا يوجد مفر من الرضوخ لأمر كبير القريه
و لكن ما زال لديه آخر شيء و يتمني أن يفلح فيه
خرج ليحضر أخته من غرفتها ...بمجرد أن أغلق الباب هجم عليها جازبا إياها من حجابها و قال بغل : انتي سامعه كل حاجه ...و مش بعيد تكوني متفقه معاه يا فاجره ...قسما بالله لو ما إخترتي نبيل لأكون متبري منك ...لانتي اختي و لا عايز أعرفك مش كده و بس لاااااا
ده انا هسمم البهايم و أسلمك المزرعه خرابه مانا عارفك واطيه و هتخلي إبن الكلب ده هو اللي يشغلهالك
كانت تبكي بصمت رغم ألم رأسها الذي لا يقارن بألمها الداخلي
و لكنها صبرت و احتسبت...لم تتفوه بحرف فقد أتاها الخلاص حينما سمعت صوت شعبان يهتف بإسم أخيها من الخارج
تركها بغل ثم قال : يلاااا ....أعقب قوله بالخروج ثم قامت هي بإنزال الوشاح فوق وجهها و لحقت به
وقف شعبان قبالتها و قال بحنو : في إتنين متقدمين ليكي يا بتي ....نبيل صاحب اخوكي ...و محمد الراهب ...تختاري مين
حل الصمت بثقل علي المكان ...أخيها يقف بترقب و ينظر لها بتوعد إذا خالفت أوامره
أما هي تشعر بالإنكسار داخلها لشعورها بفرض نفسها عليه و لكن ...لا بديل لها غيره
همست بخجل و يشوبه الحزن : الراهب
إبتسم شعبان بإتساع ثم قال : مبارك عليكي يا بتي ...نتو الإتنين تستاهلو بعض
ام أخيها فكان يغلي لدرجه إنه صرخ بغل كي يفرغ غضبه المكبوت: غوووري خلاص ملكيش لازمه هنا
في لحظه ...كان محمد يمسكه من مقدمه ثيابه بقوه ثم يقول بغضب جم : صوووتك ميعلاش عليها ...من بعد ما اتكتبت علي إسمي مش من حقك تغلط فيها و إلا أنا اللي هقفلك
إستغل عبد الرحمن الموقف سريعاً و قال بجنون : لسه مقرتش فتحتها حتي ...اتكتبت ازاااي علي إسمك...انت من دلوقت عايز تقف بيني و بين أختي ...يفتح الله معنديش بنات للجواز
كان رده الوحيد عليه هو لكمه قويه جعلت أنفه ينزف بغزاره و أعقبها قوله الرادع بقوه : حالااااا هكون كاتب عليها
يووووووسف...روح هات المأذون بسرعه
ما بين صراخ عبدالرحمن الرافض بجنون ...و فرحه شعبان بقوه و رجوله الراهب
غل و حقد ثريا ان تلك المسكينه التي ذاقت علي يدها الأمرين تتزوج رجلا تتمناه النساء و وقعت في عشقه نصف فتيات القريه
و بين راحه بسمله الداخليه و الألم التي شعرت به في تلك اللحظه
تم كل شيء سريعا ...عقد قرانه عليها و كان وكيلها الحج شعبان بعد أن رفض أخيها النذل ان يكون هو وكيلاً لها
صاح الشيخ بفرحه : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في الخير
هكذا أصبحت زوجته ....هكذا اصبح له أنيسا يملأ عليه بيته الصغير
و هي اخيراً شعرت بالأمان و الحمايه التي حرمت منها منذ وفاه؟أبيها الغالي
صاح عبد الرحمن بغل : من إنهارده لا انتي أختي و لا عايز أعرفك ...نظر لمحمد بغضب و حقد ثم قال : خدها و إمشي منها ملهاش قعاد في بيتي تاني
خنجر مسموم غرز داخل قلبها و ملأ شعور الزل و الإنكسار كيانها
و بينما يسبه شعبان و يصرخ عليه
تفاجأ الجميع بالراهب الذي لم يمس امرأه قط طوال حياته
يلف زراعه حول كتفها بحمايه و هو يقول بشموخ: و مين قالك أصلاً إني هسيب مراتي تقعد معاك لحظه....أو تكون بعيد عني ...و فقط أجبرها علي التحرك معه نحو الخارج و لكن تخشب جسده قبل ان يصل إلي الباب حينما سمع زوجه أخيها الحقيره تقول : ملكيش حاجه هنا ...حتي شنطه هدومك مش هتاخديها..
ساااامعه انا و بناتي أولى بكل اللي مخزناه في جهازك يا واطيه
لف راسه للخلف ثم قال بكبرياء: إشبعي بيهم مرات محمد الراهب مش محتاجه لحاجه أو لحد
صاح عبدالرحمن بغضب : ااااه هتحتاج شويه لبس علي صيني في ايه و انت هتلهف مزرعه تمنها ملايين
كاد أن يتركها و يهجم عليه مره اخري ...الا أن يوسف و عزيز تصدو له بينما قال شعبان : متردش عليه يابني ...خد مراتك و إتكل علي الله
خرج من باب المنزل ...وجد بعض من أهالي القريه مجتمعين امام الباب بفضول ...يريدو أن يعرفو ما يحدث بالداخل
لم يهتم بهم و تقدم نحو سيارته الصغيره ثم فتح لها الباب برقي
بمجرد ان إستقرت فوق المقعد أغلق الباب و إلتف للجهه الاخري ثم صعد خلف المقود و إنطلق نحو هدفه
بينما صاح يوسف في الجميع بفرحه : باركو للراهب يا رجاله ...كتبت كتابه علي بنت الشيخ
بينما هلل الجميع فرحاً بهذا الخبر رغم فضولهم لمعرفه سبب الشجار أو. كيف انت تلك الزيجه فجأه
كان وقتها يصف سيارته أمام المسجد الصغير ثم إلتف بجسده ليواجهها و يقول برفق : ثواني و راجع لك متتحركيش من هنا ...و فقط إنطلق خارج السياره و دلف إلى الداخل
رغم ألمه الذي شعر به بسبب بكائها إلا إنه صعد فوق المنبر ثم أمسك الميكروفون
كبر مرتان ثم قال بصوت عزب : الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ...تم بحمد الله عقد قرآني علي إبنه الشيخ علي
اللهم لك الحمد
و فقط هبط مره اخري ثم إتجه لها و انطلق بسيارته نحو بيته الصغير و هو يسمع هتاف كل من يري سيارته بالمباركه و الدعاء له و لها بالذرية الصالحة
صف السياره في مكانها المخصص أمام بيته الصغير ...دلف بها إلى الداخل في صمت تام
وقفت في المنتصف تبكي و هي مطأطأه الرأس تشعر بالخزي يغمرها
نظر لها بشفقه و حزن كبير ملأ قلبه
إقترب منها بهدوء ثم مد يده ليضع إصبعه أسفل ذقنها و يجبرها علي رفع رأسها
قال بحنو : بنت الشيخ علي اللي حافظه القرآن متوطيش راسها ابداً
مرات الراهب هتعيش رافعه راسها طول العمر
بكت بقهر و هي تقول : أرفع راسي ازاي بعد الي حصل ...أنا متاكده إن عم الحج شعبان هو الي أجبرك تتجوزني
ده غير اللي عمله أخويا ...الناس تقول عليا إيه ...ده لو واحده خاطيه مش هتتجوز بالطريقه دي ابداً
لا يعلم كيف مد يده كي يرفع الوشاح عن وجهها ...السبب في باديء الامر هو خوفه من اختناقها بسبب شده البكاء
و لكن ...بمجرد أن رأى تلك الفاتنه و التي يضاهي جمالها حوريات الجنه
دق قلبه بعنف و وقف مشدوها من حسنها
أما هي إشتعل وجهها خجلاً و أرادت أن تعيد الوشاح مره اخري إلا إنه أمسك كفها سريعا ثم قال بتعقل بعد أن تمالك حاله : هتتخنقي من كتر العياط و انتي مغطيه وشك
إبتسم بحنو ثم قال : أنا حلالك ...إعتبريها الرؤيه الشرعيه
إبتسمت بهم ثم قالت : حتي دي مطلبتهاش...
ببساطه لأنك مجبر
ملس علي كفها الذي ما زال محتفظا به ثم قال بصدق يملأه الحنان و المؤازرة: لا خالص ...أنا شوفت جمال أخلاقك و حافظها...و دي أهم عندي مليون مره من جمال الشكل
إبتسم ببشاشه و هو يكمل بمزاح كي يهون عليها : بس ده ميمنعش إني كنت خايف تطلعي جعفر ...كنت هزعل شويه ...صغننه بس مش كتير يعني
إبتسمت بخجل و هو يكمل بإعجاب صريح : لكن سبحان الله طلعتي جميله خلقه و خلق ...سبحان من أبدع و صور
شعر بارتعاش يدها داخل كفه الخشن ...تمالك حاله سريعا ثم قال بأمر حاني : الا ادخلي ارتاحي ...و بكره باذن الله نتكلم زي مانتي عايزه
نظرت له بحيره يشوبها الخوف فأكمل و هو يشير تجاه احدي الغرف المغلقه : دي اوضته النوم ...خدي راحتك فيها ...و انا هنام علي الكنبه في الاوضه دي لو احتاجتي اي حاجه اندهي عليا انا نومي خفيف متقلقيش
انت راسها بهدوء بعدما شعرت بالراحه داخلها ...كادت أن تتحرك الا انه قال سريعا : تعالي نصلي ركعتين الاول قبل ما تنامي
نظرت له باستغراب فاكمل: ......
↚
أستيقظت بإرهاق ...تحاول أن تستعيد كامل وعيها بعد أن غفت بصعوبه و دموعها ظلت رفيقه لها طوال الليل
ما جعل الراحه تغمرها هو صلاتها معه ركعتان كما طلب منها ...ما زالت تشعر بقلبها يخفق بشده بعدما سمعت صوته العذب و هو يتلي بعض. الآيات القرآنية أثناء الصلاة
هبط صوته علي قلبها النازف دمًا و كأنه قطعه ثلج أتت من الجنه لتبرد نارها المنقاده و تداوي جروحها الذي تسبب فيها أقرب الناس لها
تحركت من فوق الفراش بإرهاق ثم أتجهت للخارج بعد أن تأكدت من وضع حجابها جيدا فوق رأسها
تحركت بتمهل إلي أن وقفت في منتصف الصاله الكبيره إلي حد ما تبحث عنه بعيناها فلم تجده
تطلعت نحو الغرفه التي أشار إليها بالأمس و نظرت داخلها بوجل و لكن وجدتها مرتبه و لا يوجد بها أحد
كادت أن تتجه نحو المطبخ حينما لاحظت الإضاءة...و لكنها لمحت طعامًا موضوع بعنايه فوق الطاوله القريبه منه
أقتربت ناحيتها وجدت طعامًا للإفطار معه كوبًا من اللبن ...أبتسمت بفرحه لا تعلم مصدرها ....أتجهت نحو المطبخ ظنًا منها أنه بالداخل و لكنها لم تجده
زوت بين حاجبيها و هي تقول بهمس : أمال الأكل إلي بره ده بتاع مين ما هو مش معقول مجهزهولي أنا
لم تقترب منه رغم شعورها بالجوع بل توضئت و قامت بأداء صلاة الظهر التي رفع آذانها منذ قليل
بمجرد أن أنهت الصلاة سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق بهدوء
أنتفضت من فوق السجاده ثم خرجت سريعًا لتري من بالخارج فالمكان جديد عليها و لا تعلم عنه شيء
وجدته يدلف للداخل و بيده حقائب كثيره
ابتسم لها بحنو ثم قال : السلام عليكم ...شكل صحيتي من بدري ...ألقى بصره تجاه الطاوله ثم قال بعتاب : أيه ده أنتي مفطرتيش
فركت كفيها بخجل ثم قالت : ااا...أصل مش عارفه ده فطار مين فكرته بتاعك
توجه للداخل ثم وضع ما بيده فوق الاريكه ...التف لها و قال بعتاب حاني : و حتي لو فطاري حد قالك إني بخيل و بعدين مفيش حد عايش هنا غيري
أنا جهزتو ليكي قبل ما أخرج قولت أكيد هتقومي جعانه ما أنتي مرضتيش تاكلي بالليل و الله أعلم أخر مره أكلتي أمتي
لم تستطع الرد عليه ...راعي خجلها فقام بسحبها من يدها عنوه ثم أتجه نحو الطاوله ...اجبرها علي الجلوس فوق المقعد ثم قال بأمر لا يقبل النقاش : اتفضلي خلصي كل ده
نظرت له بتعجب من أسلوبه الذي يشعرها أنه يعرفها منذ زمن ...فأكمل بمزاح : لو مخلصتيش مش هفرجك علي الي جبتهولك
تطلعت له بغيظ مازح ثم قالت : علي فكره أنا مش عيله صغيره...أنا عندي تمنيه و عشرين سنه
أبتسم لها بحنو ثم قال : و لو خمسين سنه ...مش بتهدد علي فكرة يالا خلصي بسرعه
أنهت الطعام بينما كان يتفقد الطيور فوق سطح المنزل ....هبط بعد وقت وجدها نظفت الطاوله و جلست فوق أحد الارائك دون أن تمس الأشياء الكثيره الموضوعه أمامها
سحب كيسًا من وسطهم ثم جلس جانبها
أخرج منه علبه قطيفه باللون الأزرق ثم فتحها ليظهر داخلها بعض المصوغات الذهبيه
تطلعت له بصدمه و هو يقول : شبكتك يا عروسه
دمعت عيناها و هي تقول : ليه كده ...ليه تكلف نفسك أنت عارف ظروف جوازنا ...كفايه إنك ساعدتني كتر الف خيرك إنما مش هجبرك كمان تحمل نفسك مصاريف و حاجات ملهاش لازمه
نظر لها بهدوء ثم قال بغيظ : خلصتي ...أعقب قوله بسحب يدها ثم بدأ يلبسها خاتم الزواج و من بعده أربعه أساور زينت يدها البيضاء
كل هذا تحت صدمتها من تجاهله لكل ما قالت
بعد أن أنتهي قال برفق : أولاً ده حقك ...ثانيًا مفيش حد في الدنيا يقدر يجبرني علي حاجه أنا مش عايزها
ده جواز يا بسمله مش رحله صحابي اتحايلو عليا أطلعها معاهم
ممكن أكون كنت مأجل الفكره شويه بس لما ربنا أذن أكرمني ببنت الشيخ ...هتمني أيه أحسن من كده
ليكي كل الوقت عشان تتأقلمي علي وجودك هنا و تحسي إن ده بيتك ....و وقت ما أحسن إنك بس مرتحالي و متقبلاني كزوج هتلاقيني مستنيكي
مد يده بثقه ثم كوب وجهها و أكمل : ممكن متجوزناش عن حب ...بس فيه قبول و موده و رحمه و إحترام ...و ده بالنسبالى أهم من الحب
غير أصلا أنا عمري ما بصيت علي وحده أبدا....حافظت علي قلبي عشان اسلمه لمراتي حلالي
وقت ما تبقي جاهزة تستلميه هتلاقيه بين أيديكي ....و فقط أعقب قوله بوضع قبله هادئه فوق جبينها ثم أبتعد و قال : جبتلك لبس للبيت ....يا رب زوقي يعجبك
مر شهر منذ ذلك اليوم ...نالت فيه الراحه و الأمان
بل الإهتمام و الرعايه التي أفتقدتهم منذ رحيل أبيها الحبيب
دللها كطفله ...احترمها كزوجه ...و عن نظراته التي كانت تشعرها أنها أجمل نساء الأرض فحدث و لا حرج
رغمًا عنها شعرت بميل قلبها تجاهه ...و من تكون تلك المختله التي يرزقها الله برجل مثله و لا تقع صريعه لهواه
أما عن مزاحه و خفه ظله كانت قصه أخري
و هو ....منذ أن وقعت عيناه عليها لم يفوت سجده إلا و حمد الله علي أن رزقه إياها
لأول مره يشعر بدفيء بيته بعدما أصبح له روح ...يعود من عمله يجده مرتب و طعامه جاهزًا ...كل ما كان يفعله لنفسه أصبحت هي مسئوله عنه دون أن يطلب منها
يتمني الأقتراب منها و لكنه التزم بوعده علي قدر المستطاع
لكن ناره التي أشتعلت داخل صدره حينما رأي خصلاتها البنيه لأول مره منذ يومان جعلته غير قادر علي التحمل أكثر من ذلك ...و بما أنه هو الرجل فيجب أن تكون الخطوه الأولي من نصيبه
هذا ما قرره أثناء عودته من العمل بقلب لهيف مشتاقًا إلي حوريته الشهيه
اغتسل سريعًا ثم أرتدي بنطالا مريحًا و لم يرتدي شيء بالأعلى
خرج من المرحاض يبحث عنها بعيناه فلم يجدها
سمع صوت يأتي من الداخل فاتجه ناحيته سريعًا
وجدها تقف أمام المقود تدفيء الطعام قبل سكبه في الأطباق
جز علي أسنانه بغيظ حينما وجدها ترتدي وشاحًا فوق رأسها و التي لا تتخلي عنه مع جلبابها الفضفاض منذ أن أتت
و إذا لم يعد باكرًا منذ يومان علي غير العاده ما كان رأي شعرها الرائع حتي الأن
أقترب منها بتمهل بعدما أنتقلت أمام الحوض لتغسل يدها
أستغل الفرصه و وقف خلفها
أنتفضت بخضه فقال ببساطه بعدما مد يده ليأخذ أحد الأكواب: مالك يا بنتي اتخضيتي كده ليه ...هو في حد غيري معاكي في البيت
أبتلعت لعابها بصعوبه ثم قالت بتلجلج : ااا..لا مش قصدي ...عايز أيه و أنا اجبهولك
الصق جسده النصف عاري بظهرها...لف ذراعه حول خصرها و قال بهمس مغوي : متأكدة إنك هتجبيلي إلي أنا عايزه
ارتعش جسدها بين يديه ...حاولت ازاحت يده و هي تقول بخجل شديد و قلب يخفق بسبب قربه المفاجيء لها : ااااه..بس أبعد
بمنتهي الجرأة قام بفك الوشاح رغم اعتراضها الواهي ...غلغل أصابعه داخل خصلاتها الحريريه ثم قال بصوت أجش : بس أنا مش عايز أبعد
لفها كي تواجهه ثم أكمل : أنا عايز اقرب ...هموووت و اقرب ...ينفع
لم تقوي علي النظر داخل عيناه التي كانت تخبرها بالكثير ...فركت كفيها بجنون ...و حينما بللت شفتيها بلسانها
فقد أخر ذرة تحمل كان يتحلي بها ...هو الراهب الذي لم يمس امرأة في حياته
الآن أصبح بين يده حوريه من الجنه ...هل يملك من العقل ما يجعله يصبر أكثر من ذلك...لا و الله
كوب وجهها بقوة حانيه كي يجبرها علي النظر له ثم قال : أنا صايم ...و المغرب أذن خلاص من بدري ...عايز أفطر ...من حقي أني أفطر صح
نظرت له بعدم فهم ثم قالت : بس أنت مكنتش صايم إنهاردة
لف ذراعه حول خصرها ثم رفعها فجأة و قال : عندك حق ...إنهاردة لأ ...لأني كنت صايم طول عمري و دلوقت ربنا بعتلي فاكهه من الجنه عشان أفطر بيها ...و عليها
قبل أن تفهم معني تلك الكلمات التي تعادل الف كلمه حب ...كان يلتهم ثغرها بقبله يفض بها عذريه شفتيه ...و شفتيها أيضا
لم يكن يعلم أن طعم القبله بكل هذا الجمال ...ثارت مشاعره ...بل أشتعلت النار داخل جسده بأكمله
و كلما تعمق أكثر في قبلته الأولي ...كلما أراد أن يلتهم جسدها بأكمله
يريد الإبتعاد حتي لا تختنق ...و لكن كيف ذلك فقد أصبح مسلوب الإرادة الآن
و ما شجعه علي عدم الإبتعاد هو إستسلامها له ...لم ترفضه و لم تقاوم حتي ...بل تركت حالها له ...و لما لا هو حلالها و أيضا من استطاع أن يحرك قلبها تجاهه
أبتعد بعد فتره و لكن دون أن يفلتها ...بل انتقل إلي جيدها يوزع عليه قبلات رطبه و كأنه خبيرا بعالم النساء
سمع صوت تنفسها الذي ارتفع بفضل إثارتها رغمًا عنها
رفع رأسه كي ينظر لها و يقول بصوت متحشرج ذو بحه جعلتها تقع في حبه للمره التي لا تعرف عددها : مبقتش قادر يا بسمله ...طاقتي في التحمل خلصت ...إنهارت ...مين مجنون الي يكون معاه حوريه من الحور العين و يفضل راهب
قوليلي موافقه ادخلك جنتي ...متسبنيش أتعذب علي بابك
عذوبه كلماته ...نظراته التي أخبرتها كم يريدها ...كل ما فعله معها و من أجلها منذ أول يوم رأته فيه
جعلها تحرك يدها دون إرادة منها لتكوب وجهه ثم تقول : أنا حلالك يا محمد ...ده حتي ربنا يحاسبني لو منعت نفسي عنك
تطلع لها بحب ثم قال : لا ...أنا عايزك أنتي إلي تكوني عايزاني مش عشان خايفه من ربنا و بس
عضت شفتها السفلي بقوة ثم أخفضت بصرها دللاله علي خجلها الشديد و عدم قدرتها علي التفوه بما يريد
بمنتهي الجنون قام بسحب شفتها بأسنانه ثم قال و هو علي ذلك الوضع : ااانطقي مبقتش قادر خلاص
و كان إغلاق شفتيها بجهل علي خاصه أقوي من أي حروف تخبره بها عن رغبتها به
احتلت الفرحه كيانه مما جعله يتحرك بها نحو الخارج سريعًا دون أن يفلتها
أتجه نحو غرفه نومه التي لم يدخلها منذ أكثر من شهر ...لا يعلم كيف استطاع الأبتعاد كي يخلصها من ثيابها
و حينما أمسكتهم كي تمنعه بخجل ...قبلها بعنف ثم أبتعد و قال بلهفه : متخافيش ...مش هوجعك مع أني عايز أكلك أكل ....و فقط
انقض عليها مثل النمر الجائع لم يكن يعلم أن بداخله كل تلك الجرأة ....لم يترك إنشًا ًا في جسدها إلا و التهمه
و حينما وصل إلي أنوثتها...نظر لها بجوع ثم قام بدفن رأسه داخلها
يعلم الله كم جاهد لكبح جماح رغبته المشتعله بجنون حتي لا يؤلمها في مرتها الأولي
و لكن كيف يفعل ذلك و أسفله أنثي بكل ما تحمله الكلمه من معني ...كل شيء فيها فاتن
كلها فتنه أشعلت قلب و جسد الراهب الذي لم يقوي علي الصبر أكثر من ذلك
بمجرد أن مدد جسده فوقها ...كوب وجهها بجنون ثم التهم ثغرها برغبه جامحه
أبتعد و قال بعشق : أنتي إلي غويتي الراهب ...اعتصر نهديها بقوة ثم أكمل : أنتى البسمله...الي بنبدأ بيها كل حاجه
أنتي بداية كل حاجه و كل خير ...بسم الله ...ااااااه
نطق البسمله فصرخت حينما أخترقها فجأة بعد أن جعلها تذوب في حلاوة كلماته
أبتسم بجنون حينما شعر بدمائها الطاهره تغرق رجولته الثابته داخلها ....ثم فجأة و بمنتهي الجموح بدأ يتحرك داخلها بسرعه الهبتها مما جعلها تنسي الألم الذي شعرت به ...و تسبح معه في عالم جديد عليهما معًا
عالم مليء بالحب ...و الرحمه ...و الرغبه التي أكتشفاها داخلهم الأن ...فقط
تحول الأن من الراهب إلى الفاسق العاشق
بعدما بدأ يسمعها حديثًا جريء أثناء مضاجعته لها بقوة جعلتها تريده أكثر و أكثر
رغم خجلها الشديد مما يقال ...ألا أنه برع في الهائها بما يفعله فوق جسدها
تأوهت بقوة و دلال فطري حينما قضم كتفها أثناء إغراق وحشه بشهدها....و بعدها أصبح الفراش يهتز من قوة حركه داخلها حتي جاء وقت خلاصه فقام باشعالها بحممه التي أندفعت داخلها بقوة
مر شهر آخر أكتشفت فيه فسق الراهب و فجوره
لم يفوت أي فرصه إلا و تحرش بها ...لم يترك مكانًا داخل منزله إلا و عاش معها فيه لحظات مليئه بالجنون و العشق الذي احتل قلبيهما
كانت تتمدد فوقه عاريه بعدما قضي ليله ماجنه ...حتي بعد تطهرا و ذهب لإقامة صلاه الفجر بينما هي أدتها داخل حجرتها
تفاجأت به يهرول تجاهها و يقوم بتخليصها من ثيابها عنوه
حقًا شعرت بالقلق من هيئته فسألته بوجل : في أيه ...مالك يا محمد ..طب فهمني
و يرد عليها الراهب بمجون : في إن عندي شغل كمان ساعتين و عايز جنتي قبل ما أمشي
توكزه بغيظ مازح بعدما حملها و أتجه بها للداخل ثم تقول : أخص عليك يا حماده خضتني
يقضم رقبتها بعنف و رغبه ثم يرد عليها بغيظ عاشق : و أنتي جننتي حماده و طيرتي عقله يا قلبه
و تنقضي ساعه ثم اثنان دون أن يشبع منها و في الأخير أنتهي بهما الأمر ملتحمين جسدًا و قلبًا ليذهبا في غفوه رغمًا عنهما
سمع صوت اهتزاز هاتفه ...فتح عيناه بصعوبه ثم سحب الهاتف بتمهل كي لا يقلقها
وجد أسم صديقه ينير الشاشه و من الواضح أنه أعاد الإتصال عده مرات
فتح الخط و قال بهمس : يوسف عشر دقايق و هكلمك
صاح به الأخر بغضب : عشر دقايق اااايه الحق يا شيخ في مصيبه
كاد أن ينتفض و لكنه تمالك حاله علي أخر لحظه ...قال بهمس قلق : ثواني خليك معايه
أعقب قوله بتحريكها برفق كي تكمل نومها فوق الفراش و لكن للأسف استيقظت ...نظر لها بأسف ثم أتجه للخارج سريعًا و هو يقول : في ايه
خفق قلبها من مظهره فقامت بسحب الروب لتداري به جسدها العاري و لحقت به سريعًا
فسمعته يقول بغضب جم : يعني أيه الكلام ده
يوسف : زي ما بقولك كده ...جايب عربيات نقل و عايز ينقل البهايم من المزرعه ...الريس عوني قاله مينفعش ...و كذه واحد من العمال وقفو قصاده لأنهم عارفين الي حصل بينه و بين أخته بس هو جايب بلطجيه معاه و بيهدد إلي يمنعه
كان يسمع ما يقصه عليه صديقه و كل خليه داخله تغلي ...و بعدما أنتهي قال بأمر لا يقبل النقاش : أقفل المزرعه من برا و أتصل بصحابنا و الحج شعبان ...ربع ساعه بالكتير هكون عندك
أغلق الهاتف سريعًا و كاد أن يتجه نحو المرحاض إلا أنه وجدها تقول برعب بعدما سمعت ما قيل بسبب علو صوت يوسف : متروحش يا محمد ...مش عايزه حاجه يغور بيهم ...هموت لو جرالك حاجه بسببي
نظر لها بقوة و غضب ثم قال : لييييه فاكره نفسك مش متجوزه راجل و لا اااايه....ده موتي أكرملي من إن حد يسرق حاجه مراتي و لا ييجي عليها
كانت أن تعترض ألا أنه صرخ بها لأول مرة : مش عايز أسمع كلمه ...طلعيلي هدوم بسرعه علي ماخد دش
اعقب قوله بالأتجاه نحو المرحاض بينما هي انصاعت لأمره و لكنها بكت برعب و خوف و ظل لسانها يلهث بالدعاء
وصل سريعًا تزامنًا مع وصول بعض أصدقائه من شباب القريه
وجد عبدالرحمن يأامر بفتح البوابه الكبيره كي يخرج السيارات المحمله بالماشيه
وقف قبالته بشجاعه و أمر العامل ألا يفتحها مهما حدث ثم قال بهدوء غاضب : خيييير...
الجاموس ده رايح فين
رد عليه بغل : ميخصكش
مارس أقصى درجات ضبط النفس و هو يقول : لا يخصني ...ده مال مراتي تفتكر ممكن أسمح لحد أنه يمد أيده عليه
رد عليه بحقاره : قول كده بقي ...أنت طمعان من الأول يبقي مكنش ليه لازمه دور الرجوله الي عشته ...علي العموم أنا أخدت حقي و سبتلك كام بهيمه عشان ....اااااه
قطع حديثه بصرخه ألم بعدما تلقي لكمه قويه فوق وجهه ....و من هنا بدأت المعركه بين محمد و رفاقه أمام عبدالرحمن و المجرمين الذي استعان بهم
رغم أن الغلبه كانت للراهب و من معه ألا أن عمال المزرعه انضمو لهم كي ينتقمو من ذلك الحقير الذي ذاقو علي يده الذل و المهانه أثناء عملهم تحت أمرته
وصل شعبان و معه العديد من رجال القريه الكبار ...و معه أيضا أولاده و أحفاده و هم ليس عددهم بقليل
فض الأشتباك بصعوبه ثم قام بصفع عبدالرحمن فوق صدغه و هو يقول بغضب : جاي تسرق أختك يا ندل
صحيح يخلق من ضهر العالم فاسد ....طب أنت بهدلتها من بعد موت أبوها...كمان عايز تاكل حقها و هي في عصمه راجل
صاح محمد بغضب و ثقه : علي جثتي....يعدي علي جثتي قبل ما يفكر يمس حاجه تخصها
كاد أن يرد عليه بحقاره ليتهمه بالطمع في مال زوجته إلا أنه أكمل بقوة : قبل ما تقول كلامك الزباله
الكل يشهد أني مش محتاج و حد في بيتي ...و من يوم ما أتجوزت أختك و مدخلتش المزرعه و لا فكرت أدخل بينكم
لكن لما الآقي حاجتها بتتسرق يبقي كان لازم أقفلك عشان تعرف إن ليها راجل يحميها و يرجع حقها
بعد الكثير من القيل و القال حكم الرجال علي عبد الرحمن بترك إداره المزرعه التي مازالت تحت أمرته
بالطبع رفض و صرخ و قال الكثير إلا أنه أجبر الراهب أن يبرحه ضربًا بل يقوم بجره إلي الخارج و يلقيه أرضا و هو يقول بتجبر جديد عليه : فكر تخطي برجلك هنا ....المره دي سيبتك حي ...المره الجايه هطلعك جثه
أنتهي الأمر و علمت أن الله رزقها برجل ...رجل بكل ما تحمله الكلمه من معني
أخيرا عاد حقها ....أخيرا ستعيش بأمان
و أخيرا ....ألقت نفسها داخل أحضانه بمجرد أن دلف من الباب ثم قالت بنبره تقطر عشقًا : بحبك يا محمد ....بعشقك يا راجلي و سندي و دنيتي
ضمها بقوة ثم قال باعتراف هو الآخر: و أنا بعشقك يا بدايه كل خير ....بسمله ....بحبك
↚
كاد ان ينتفض و لكنه تمالك حاله علي اخر لحظه ...قال بهمس قلق : ثواني خليك معايه
اعقب قوله بتحريكها برفق كي تكمل نومها فوق الفراش و لكن للأسف استيقظت ...نظر لها بأسف ثم اتجه للخارج سريعا و هو يقول : في ايه
خفق قلبها من مظهره فقامت بسحب الروب لتداري به جسدها العاري و لحقت به سريعا
فسمعته يقول بغضب جم : يعني ايه الكلام ده
يوسف : زي ما بقولك كده ...جايب عربيات نقل و عايز ينقل البهايم من المزرعة ...الريس عوني قاله مينفعش ...و كذه واحد من العمال وقفو قصاده لانهم عارفين الي حصل بينه و بين اخته بس هو جايب بلطجية معاه و بيهدد الي يمنعه
كان يسمع ما يقصه عليه صديقه و كل خليه داخله تغلي ...و بعدما انتهي قال بأمر لا يقبل النقاش : اقفل المزرعة من برا و اتصل بصحابنا و الحج شعبان ...ربع ساعه بالكتير هكون عندك
أغلق الهاتف سريعا و هاد ان يتجه نحو المرحاض الا انه وجدها تقول برعب بعدما سمعت ما قيل بسبب علو صوت يوسف : متروحش يا محمد ...مش عايزه حاجه يغور بيهم ...هموت لو جرالك حاجه بسببي
نظر لها بقوه و غضب ثم قال : لييييه فاكره نفسك مش متجوزه راجل و لا اااايه....ده موتي اكرملي من ان حد يسرق حاجه مراتي و لا ييجي عليها
كادت ان تعترض الا انه صرخ بها لأول مره : مش عايز اسمع كلمه ...طلعيلي هدوم بسرعه علي ماخد دش
اعقب قوله بالاتجاه نحو المرحاض بينما هي انصاعت لأمره و لكنها بكت برعب و خوف و ظل لسانها يلهث بالدعاء
وصل سريعا تزامنا مع وصول بعض أصدقائه من شباب القرية
وجد عبدالرحمن يأمر بفتح البوابة الكبيرة كي يخرج السيارات المحملة بالماشية
وقف قبالته بشجاعة و أمر العامل الا يفتحها مهما حدث ثم قال بهدوء غاضب : خيييير...الجاموس ده رايح فين
رد عليه بغل : ميخصكش
مارس اقصي درجات ضبط النفس و هو يقول : لا يخصني ...ده مال مراتي تفتكر ممكن اسمح لحد انه يمد ايده عليه
رد عليه بحقارة : قول كده بقي ...انت طمعان من الاول يبقي مكنش ليه لازمه دور الرجولة الي عشته ...علي العموم انا اخدت حقي و سبتلك كام بهيمه عشان ....اااااه
قطع حديثه بصرخة الم بعدما تلقي لكمه قويه فوق وجهه ....و من هنا بدأت المعركة بين محمد و رفاقه امام عبدالرحمن و المجرمين الذي استعان بهم
رغم أن الغلبة كانت للراهب و من معه الا ان عمال المزرعة انضموا لهم كي ينتقموا من ذلك الحقير الذي ذاقوا علي يده الزل و المهانة أثناء عملهم تحت امرته
وصل شعبان و معه العديد من رجال القرية الكبار ...و معه ايضا أولاده و أحفاده و هم ليس عددهم بقليل
فض الاشتباك بصعوبة ثم قام بصفع عبدالرحمن فوق صدغه و هو يقول بغضب : جاي تسرق اختك يا ندل
صحيح يخلق من ضهر العالم فاسد ....طب انت بهدلتها من بعد موت أبوها...كمان عايز تاكل حقها و هي في عصمه راجل
صاح محمد بغضب و ثقه : علي جستي....يعدي علي جستي قبل ما يفكر يمس حاجه تخصها
كاد ان يرد عليه بحقارة ليتهمه بالطمع في مال زوجته الا انه اكمل بقوه : قبل ما تقول كلامك الزبالة
الكل يشهد اني مش محتاج وحد في بيتي ...و من يوم ما اتجوزت اختك و مدخلتش المزرعة و لا فكرت ادخل بينكم
لكن لما الاقي حاجتها بتسرق يبقي كان لازم اقفلك عشان تعرف ان ليها راجل يحميها و يرجع حقها
بعد الكثير من القيل و القال حكم الرجال علي عبد الرحمن بترك اداره المزرعة التي مازالت تحت امره
بالطبع رفض و صرخ و قال الكثير الا ان اجبر الراهب ان يبرحه ضربا بل يقوم بجره الي الخارج و يلقيه ارضا و هو يقول بتجبر جديد عليه : فكر تخطي برجلك هنا ....المرة دي سيبتك حي ...المرة الجايه هطلعك جسه
انتهي الامر و علمت أن الله رزقها برجل ...رجل بكل ما تحمله الكلمة من معني
اخيرا عاد حقها ....اخيرا ستعيش بأمان
و اخيرا ....القت نفسها داخل احضانه بمجرد ان دلف من الباب ثم قالت بنبره تقطر عشقا : بحبك يا محمد ....بعشقك يا راجلي و سندي و دنيتي
تطلع لها بصدمه ثم قال بعدم تصديق: اول مره تقوليها يا بسمله
ابتسمت بحب ثم قالت باعتراف : اول مره اقولها بلساني لكن قلبي كان ديما بيقولها
من اول ضمه ليا جوه حضنك
من اول لقمه كلتها في بيتك ...من اول ركعه صليتها و كنت أمامي فيها و انا قلبي بيتخطف مره وري مره لحد مبقاش جوايا و لا بحس بيه غير و انا معاك
كوب وجهها بقوه ثم قال بفرحه عارمه : بالراحة عليا بالله عليكي ..كده قلبي هيقف من الفرحة
ردت عليه بلهفه : بعيد الشر عنك يا حبيبي متقولش كده تاني
لف زراعه حول خصرها ليرفعها و يقول : انا كمان بحبك يا بسمله
يا عوض قلبي عن كل الهم الي شايله جواه
يا عوض ربنا ليا عن كل يوم و كل ساعه عشتها لوحدي
بعشقك و بقيتي بتجري في دمي ...بحمد ربنا أني عشت راهب عشان عيوني متشوفش غيرك و لا قلبي يدق لغيرك
في لحظه جرأه لم تكن تتخيلها طوال حياتها
اقتربت منه لتق*بله بعشق و رغ*به تركتها تظهر دون خجل ...بل كانت تلت*هم شف*تيه الغلي*ظة بج*نون لم يراه عليها من قبل
أش*علت ج*سده بل جع*لته يتحول الي وح*ش يل*تهم فريسته
اش*تهاها بكل ذره في كيانه
سيأكل لح*مها بل سيق*طعه بأس*نانه الحاده
مهما صر**خت لن ير**حمها
هي من أش**علت النار بج**سده و لن يط**فأها الا ...ش**هدها
كل هذا كان يفكر فيه بداخله أثناء قب**لته الما**جنة و قد تحرك بها نحو غرفته كي يش*هد فر**اشه علي مع**ركه لم يش*هدها من قبل
لفت سا**قيها حو*ل خ*صره بعدما رفعت عنها جل*بابها الوا*سع فأصبحت نصف عا**ريه
مما جعله يضع كف*يه فو*ق مؤ*خر*تها و يعت*صروا بج*نون
تحر**كت فو**ق خ**صره مما جع*له يش*تعل أكثر...مال بها نحو الفر**اش ليض**عها فو**قه بق*وه طف*يفة
وقف أما**مها بن*ظرات مش*تعلة يم*طرها بها أثناء تخ*لصه مما ير*تد*يه
عض*ت ش*فتها الس*فلي بف**جور و هي تنظر له
مدت يدها لت*خلع جل**بابها بت*مهل و إغ*واء لم تج*ربه من قبل
بمجرد أن فكر بالم*يل عل*يها ...تص*نم مو**ضعه حينما وجد*ها تم*سك رجو*لته المن**تصبة بجنون لتم*لس عليها بر*فق و هي تقول به*مس مغ*وي : عا*يزه أد*وقه
برق*ت عي*ناه بصدمه لم ته*تم بها ...مد*ت وج*هها نحوه ثم قب*لت مقد**مته قب*له رق*يقه و بعد*ها
قا*مت بو*ضعه دا*خل فم*ها
ااااااخ....هكذا زمجر بج*نون ثم أمسك خص*لاتها بغباء و أخذ يتح*رك داخل فم*ها بسرعه جع*لتها تخ*تنق
شعر أنه يطير فوق السحاب ...حقا أنها حوريه من الجنة أرسلها الله له بعد أن زهد في الدنيا و صام عن جميع الشهوات
هكذا كان يفكر داخله بعدما ابتعد عنوه و مال عليها ليل*تهم ج*سدها بج*وع لم يش*هده من قبل
تأو*هات ما*جنه صد*رت عنها ج*علته يفقد عقله حينما د*فن رأ*سه بين فخ**ذيها و أخذ يضا**جعها بل*سانه تا*رة...و تا*رة اخر*ي يق*ضم شفر**تيها بع*نف جع*لها تص*رخ بم"تعه و تج*ذب را*سه لي*منحها المز*يد و المزيد من الف*جور الذي يجر*باه معا* لأول* مره
لم يترك ق*طره ش*هد سا*لت منها إلا و أرتش*فها بت*لذذ
ثم قام بإ*ثار*تها مره اخري حتي يستمتع و هو يد*فن وح*شه دا*خلها
وح*شه الذي أخت*رق أع*مق نقطه فيها من شده دف*عه له بسرعه جعلت الفر*اش يه*تز بهم
نظراتها الفا**جرة ...عض شف*تها الس*فلي بج*نون ...تأو*ها*تها المر*تفعة جعلت ج*سده يت*حرك دون أراده منه
و من شده هيا*جه قام بإ*مساك نهد*يها ليس*حبها منهم كي ير*تفع جس*دها نح*وه
الت"هم شف*تيها بق*وه و كاد أن يخ*لع ورد**يتيها بأ*صا*بعه
ظل هكذا مع امطا*رها بنظ*رات مل*تهبة الي أن أتي بخلا**صه بنفاذ صبر
ابتسامه حلوه شقت ثغره
قب*له هادئة ألقاها فو*ق ثغر*ها ثم ض*مها بق*وه و قال باعتراف هو الآخر: بعشقك يا بداية كل خير ....بسمله ....بحبك
في تلك الأثناء و بينما كان يستمتع العاشقان بقربهما
أجتمع ذلك الحقير نبيل بأخيها بحجه الاطمئنان عليه ...لكن داخله ينوي أن يحرضه عليها و علي الراهب
لن يتركها تنعم بحياة هادئة
بسبب رفضها له حرم من أموال ابيه الذي اقسم الا يطال منه جنيه واحد طالما لم يكف عن فسقه و عدم زواجه بفتاه ذو خلق
اذا كما حرمته من الحياه التي يحبها سيحرمها أيضا من الحياه التي اختارتها بمليء ارادتها بل و فضلتها عنه
بعد القليل من كلمات المواساة التي ألقاها بشفقه مزيفه علي عبدالرحمن
نظر له بخبث ثم قال : كده هتسيب حقك خلاص ...الراهب حرمك من العز و الخير الي كان بيجيلك من المزرعة
تطلع له بغل رغم تورم عيناه ثم قال : انت مش شايف عمل فيا ايه
طلع مش ساهل ابن الكلب
أنا مكنتش متخيل أنه بالقوة و لا الجبروت ده
جز علي أسنانه كمدا ثم اكمل : طبعا لازم قلبه يقوي
ما هو مسنود بالحج شعبان كبير البلد غير طمعه في المزرعة الي هتطلعه من الفقر الي عايش فيه
رد نبيل بتعقل رغم مكره : لا يا عبده ...الراهب مش فقير و مش محتاج
بلاش تضحك علي نفسك بكلام ملوش لازمه
صحيح الحج شعبان واقف في ضهره و بيعتبره أبنه
بس لا ...الواد ده قلبه قوي من غير حاجه
وراه قصه كبيره هتجنن و اعرفها ...و لا شكله و لا طريقته زي شباب البلد
تحس أنه من طينه تانيه غيرنا و ده من صغره يا صاحبي مش جديد عليه
تطلع له بعدم فهم ثم قال : مش فاهم تقصد ايه ...يمكن عشان كمل علامه و احنا هنا معظمنا دبلوم أو الي مكملش اصلا
هز راسه برفض ثم قال : بردو لا ما في شباب كتير متعلمه
الواد ده وراه قصه محدش يعرفها غير شعبان
لو قدرنا نوصل لسره يبقي هنقدر نخلص منه
عبدالرحمن: طب هنوصل ازاي ...انا كل الي اعرفه أنه جه البلد هو و ابوه من لما كان عنده تقريبا عشر سنين
وقتها أبويا قال ده صاحب الحج شعبان و جاي يستقر هنا بعد ما مراته ماتت و مقدرش علي فراقها
نبيل بذكاء : اسم الهواري ده لوحده حكاية يا صاحبي
الهوارة دول اصل الصعيد انا اسمع عنهم يبقي الواد ده صعيدي و هربان من تار مثلا
ضحك عبدالرحمن ثم قال بسخريه : باين الحته الي شاربها عامله دماغ جامده ياض ...صعايدة أيه و تار ايه الي بتكلم عنه
هو كل الي اسمه الهواري يبقي منهم
رد عليه بجديه و ثقه : أيوه منهم اللقب ده محدش يقدر ياخده غير الهوارة و بس اسمع مني
أسمه هو مفتاح اللغز لازم ندور وراه عشان نعرف أصله و من هنا هتقدر تخلص منه و ترجع اختك تحت رحمتك تاني
نظر له عبدالرحمن بزهول ثم قال بعد أن اقتنع بحديثه: تصدق كلامك صح ...انا ازاي مفكرتش كده من الاول
طب هنوصل لأصله ازاي ...أفرض طلع من عيله كبيره و بينهم مشاكل مثلا يبقي كده خدمناه و رجعناه لأهله
ضحك نبيل ثم قال : بلاش دماغك تبقي مقفولة كده .....لو ده بجد يبقي هيرجع لأهله و اختك طبعا هتروح معاه و تسبلك المزرعة
و لو كان عليه تار يبقي نوصل للناس دي و ندلهم عليه ....بردو وقتها اختك هترجعلك
يعني في كل الأحوال المزرعة هترجعلك
اعتدل بصعوبة ثم قال باهتمام : طب هنعرف ده كله ازاي
رد عليه بحقارة : دي سيبها عليا أنا عندي الي يجبلنا قراره بس هحتاج فلوس انت عارف ان مفيش حاجه ببلاش
نظر له و قال : ......
↚
في مكان آخر بعيد كل البعد عن تلك القرية الهادئة
مكان رغم جماله و ثراء قاطنيه إلا أنه يملأه الصراعات التي يدفع ثمنها الأبرياء
تجلس تلك الفتاة العشرينية داخل غرفتها بحزن
شاردة فيما كانت عليه و ما أصبحت تعيشه الآن
بعد أن كانت فتاة مرفهة دللها أبيها لدرجة أنه وافق على التحاقها بجامعة في محافظة أخرى و هذا لم يحدث من قبل مع مثيلاتها
أقامت في بيت المغتربات
من المفترض أن تكون على قدر الثقة التي منحها إياها أبيها
لكنها لم تكن كذلك على الإطلاق
غرتها أضواء المدينة و اختلاط الشباب و الفتيات داخل الحرم الجامعي
تعرفت على شاب مثل عليها الحب بينما كان هناك آخر يحبها بالفعل
تركت هذا و تشبثت بذاك
طاهر ...شاب يسكن داخل حارة شعبية
ليس هذا ما يعيبه لكن مقته على ضيق الحال جعله يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال
ضا*"جع الكثير من النساء اللواتي يبحثن عن المتعة دون الالتفات لأعمارهن التي تتجاوز الخمسون ربيعا
يصطادون الشباب و يعطونهم حفنة من المال مقابل فعل المحرمات معهن
و كان طاهر أحد هؤلاء الشباب ...ظل هكذا إلى أن استطاع جمع مبلغ من المال دفعه مقدم لسيارة أجرة يعمل عليها
لم يكن غرضه أن يكسب بالحلال ...بل لتكون تلك السيارة السبيل في اصطياد المزيد من السيدات ....هذا بجانب تعليمه الجامعي
تعرف على يمنى و مثل عليها الحب بعدما علم أنها من عائلة غنية
يعلم أن عائلتها سترفض زواجها منه فقرر أن يبتزها بطريقة أخرى
ظل على علاقة بها مدة ستة أشهر
إلى أن تيقن أنها وقعت في شباكه
طلب منها مقابلتها كما يفعل دائما
لكن اليوم كان مختلف
ذهب معها لشراء ثوب جديد هدية منه لها و قد طارت فرحا به
لم تلاحظ تأخر الوقت عن ميعاد عودتها إلى السكن الجامعي
قاد سيارته نحو مكان مهجور تماما ...و مع حديثه المعسول لم تلتفت إلى أين يذهب بها
تفاجأت بوقوف السيارة بين بنايتين تحت الإنشاء
نظرت حولها بخوف ثم قالت: انت وقفت هنا ليه يا طاهر
أنا مكنتش مركزة في الطريق ...المكان يخوف أوي
نظر لها بخبث بعد أن التف بجسده ليواجهها ثم قال : نفسي أشوف الفستان الي جبتهولك عليكي يا حبيبتي
نظرت له بعدم فهم ثم قالت : تشوفه ازاي ...مانا هروح بيه الجامعة بكره
اقترب منها و قال : أنا عايز أشوفه قبل أي حد ...أكمل بغيرة مفتعله: عشان اطمن إنه واسع و مش مبين حاجه انتي عارفة أنا بغير عليكي قد إيه
ابتسمت بخجل ثم قالت : مش انت يا حبيبي الي مرضيتش تخليني أقيسه في المحل
رد عليها بغضب مفتعل : عشان ممكن يكون في كاميرا مخفية جوه البروفة أنا ايش ضمني
المهم يلا بقى عشان متتأخريش أكتر من كده يا حبيبتي تعالي البسيه فوق أطمن إنه تمام و نمشي على طول
سألته بحيرة : فوق فين
ألقى ببصره نحو أحد البنايات ثم قال : هنا في العمارة دي محدش فيها ده مشروع مكملش عشان كده المكان يعتبر مهجور
أمسك الحقيبة من الخلف ثم فتح الباب و هو يقول : يلا بقى و لا انتي مش واثقة فيا
لحقت به سريعا و هي تقول : اخص عليك يا طاهر هو أنا بثق في حد غيرك أصلا
أمسك كفها ثم تحرك نحو الداخل
صعد إلى الطابق الأول و الذي كان مجهزا للفخ الذي رسمه لها بإتقان
وقف قبالتها ثم قال و هو يمد يده لها بالحقيبة : خدي يا حبيبتي و عشان تطمني ادخلي الأوضة دي و انا هستناكي هنا
ابتسمت له بحب ثم خلعت عنها حقيبتها الجلدية الملتف حزامها حول عنقها
مدتها له و هي تقول : طب امسك الشنطة بقى لحد ما اغير و اجيلك
ضحك بخبث ثم قال : أنا مش عارف إيه الي عاجبك في الشنط الكروس دي
ردت عليه و هي تتحرك نحو الداخل : بتكون أسهل بالنسبة لي و أضمن إني منساهاش في مكان
وقف ينظر بحرص نحو الداخل ...يراها و هي تتخلص من ثيا*بها و بمجرد أن وجدها تقف بملا**بسها الدا**خلية
هرول نحوها سريعا مما جعلها تش*هق بخضة و تداري ج*سدها بالث*وب الذي تمسكه بيد**يها
نظر لها بعيون ذ*ئب وجد فر**يسته
أما هي ابت*لعت لعا*بها بصعوبة ثم قالت بخوف : طاهر ...ميصحش كده اطلع بره
اقترب منها بتمهل بينما كانت تعود للخلف برعب و بدأت الدموع تتجمع داخل مقلتيها
التصقت بالحائط خلفها و هي تقول بتوسل : انت بتعمل إيه ...طاهر أبوس إيدك إوعى تخون ثقتي فيك
لم يهتم بتوسلها و لا بكائها بينما كان يتخلص من ملابسه و حينما أصبح عاريا أمامها
التصق بها و هو يقول أبعد إيه يا قطه ...انتي عارفة بقالي قد إيه بخطط للحظة دي
جحظت عيناها و هي تقول بصدمة : بتخطط ...يعني كنت بتكدب عليا
لم يهتم بصدمتها ...نزع من يدها ذاك الثوب الذي تحاول ستر جسدها به ثم اقترب محاولا تقبيل فمها بقوة
علمت أنه لن يتركها إلا إذا أخذ ما تريده
قاومت بشراسة و كلما دفعته يقوم بصفعها إلى أن خارت قواها و لم تعد باستطاعتها الدفاع عن نفسها
إلا من بعض المحاولات الواهنة التي لن تجدي نفعا بعدما أجبرها على التمدد فوق الأرض الصلبة و أخذ ينهش في لح*مها بمنتهى الق*وة و الح*قارة إلى أن ف*ض بكا*رتها و رغم صر*خة الألم التي خرجت منها
إلا أنه أكمل ما يفعله إلى أن وجد حاله وصل للنهاية
سحب رجو**لته من داخلها سريعا لي*قذف ماءه فوق الأرض
نظر لها ببرود ثم قال : جبتهم بره عشان متجيش تقوليلي أنا حامل
ابتعد عنها سريعا ثم اتجه ناحية أحد الأركان
قام بسحب كاميرا صغيرة قد وضعها قبل أن يأتي بها إلى هنا
ظلت تلهث بقول : منك لله ضيعتني ...أهلي صعايدة و هيقتلوني...ربنا ينتقم منك
ارتدى ثيابه على عجالة ثم وضع الكاميرا داخل جيبه
اقترب منها مرة أخرى و بدأ في تجريدها من الحلى الذهبية التي ترتديها و هو يقول : فكري بس تقولي لحد من أهلك و لا صحابك أو تبلغي عني
وقتها الفيديو ده هيكون على تليفونات أهل الصعيد كلهم و ابقي وريني هتقدروا تلاقوني ازاي
أمسك حقيبتها و أخذ كل المال الذي بداخلها ثم ألقاها جانبها و معها ورقة مالية فئة المائة جنيه
نظر لها بتحذير ثم أكمل: انتي جيتي معايا بمزاجك مخطفتكيش و اهو سبتلك ميت جنيه عشان تركبي تاكسي بيه عشان تعرفي ان قلبي حنين برضوا
انتفضت من مرقدها بصعوبة ثم قالت من بين بكائها المرير: أبوس إيدك يا طاهر متسيبنيش كده
هدفعلك الي انت عايزه بس اكتب عليا
الله يسترك أنا معملتش معاك أي حاجه استاهل عليها كده
أشعل سيجارة ثم قال : أنا مش بتاع جواز يا يمنى انتي متخلفة و صدقتي ....غلطتك مش غلطتي
روحي شوفيلك أي واحد أهبل و دبسيه في جوازه إنما أنا تنسيني
نظرت له بقهر ثم قالت : طب ضحكت عليا ليه من الأول و قولتلي بحبك ...كنت سيبتني في حالي
ضحك بصخب ثم قال : لقيتك واحدة مدلوقة أقول لأ يعني ...و بعدين كنت محتاج الفلوس الي بشفطها منك و فالأخر حبيت اجرب حتة طرية بدل النسوان العواجيز الي بنام معاهم
جحظت عيناها و قالت بعدم تصديق : يا نهار اسود ...نسوان عواجيز
رد بحقارة : اااه ياختي آمال كنت هعيش ازاي و اصرف منين
اهي كل مرة عايزة ترتاح بتدفع و أنا مش خسران حاجة عندي صحة تخليني مليونير في خلال كام سنه من ورا الي بيطلعلي من وراهم
يلا سلام يا قطه ...و فقط تركها دون أن يلتفت لتوسلها
تركها في ذلك المكان المهجور دون أن يشفق عليها
أو حتى أن يقابلها أحد المجرمين الذين يتخذون منه وكرا لتعاطي المواد المخدرة
بعد الكثير من الوقت لملمت شتات نفسها و قامت بارتداء ثيابها بصعوبة
سحبت حقيبتها و أخرجت منها زجاجة ماء
فتحتها و بدأت في غسل وجهها و من ثم تركت المكان بجسد مرتجف برعب لكن ما زال ستر الله يحاوطها إذ خرجت منه بسلام دون أن يراها أو يتعرض لها أحد
وصلت إلى المدينة الجامعية بعد الميعاد المسموح لها به
ظلت تتوسل إلى المشرفة أن تسامحها و قد اختلقت لها كذبة متقنة
و كأن مظهرها الباكي دليل على صدقها الكاذب مما جعل الأخيرة تشفق عليها و تقرر مسامحتها
*****
عادت من شرودها بعدما سمعت باب غرفتها يفتح دون استئذان
ابتسمت بجانب فمها عندما وجدت عمتها تدلف عليها ثم تغلق الباب
تعلم أنها ستوبخها مثل كل يوم و كل ساعة منذ أن لجأت لها ...لم يكفيهم حبسها داخل المنزل حتى الهاتف ممنوع أن تقتنيه
بل لا يملون أبدا من تذكيرها بما فعلته
جلست عزيزة جانبها و قالت بعدم رضا : مش ناوية تنزلي تساعدي في
شغل البيت يا حزينة
خلاص استحليتي الجاعدة و لا شغله و لا مشغله
ردت عليها يمنى بحزن : أعمل ايه يا عمتي ...شغل البيت مش بيخلص و انتي عارفة مش برتاح لبنات عمي و لا لمراتات اخواتي
ردت عليها عزيزة بغل: اتحدتي بلغتنا ياختي سيبك من لغوة المصاروة دي مخدناش منيها غير العار ..لولا ربنا ستر كان زمانك مدفونة دلوك و سيرتنا بجت لبانة في حنك الخلج
انتفضت من مجلسها و هي تقول بغضب : كفاية يا عمتي بقى كفاية
من يوم ما لجأتلك عشان تساعديني و انتي مش مبطلة سم بدن فيا
دانا أمنتك انتي و مأمنتش امي الي مخلفاني
ردت عليها بقوة: كمنك خابره انها مهتسترش و هتجول لخواتك الرجالة
إنما أني لحجتك و اتصرفت بالعجل
نظرت لها بقهر ثم قالت : إنك تقولي لابويا ده العقل بالنسبة لك يا عمتي
و الضرب الي أخدته منه لدرجة إنه كسر دراعي ده كده عقل برضوا
وقفت قبالتها و قالت : عين العجل كماني ...يكسر دراعك و لا تنكسر رجبتك و نتف*ضح في البلد كلياتها
خلاصة الجول يا بت أخويا بلاها الحبسة دي
النسوان تحت هياخدوا بالهم مناجصينش رط حريم فاضي
تنهدت بهم ثم قالت : ما هما فاكرين إني زعلانة عشان بابا قعدني من الجامعة يعني في سبب
عزيزة : ديه سبب شين يا بت اخوي ...الكل خابر ابوكي مجلعك كيف ...و وجف جصاد خواتك لجل ما تدلي على مصر و تكملي علامك ...يبجى إيه الي يخليه يجعدك بعد كلت ديه
إخلوصي يا يمنى و خالي الطابج مستور لحدت ما ياجي عدلك و تتستري في بيت راجل
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت : ازاي يا عمتي ...هو الي هيجيلي ده ممكن اضحك عليه زي الي قبله
مانتي عارفة الي فيها
و بعدين انتي ناسية إن سامر مسافر و لسه مطلقنيش
ردت بغضب مكتوم : أني لسه متحدته ويا المدعوج ديه ...جالي جاي كمان سبوعين هيديكي الورجة الي بيناتكم و يرمي عليكي اليمين
مفيش في يدنا غير الصبر
يمنى : لو يرضا ياخد أي مبلغ و يكتب عليا رسمي كان يريحني من كل الهم ده
وكزتها بغل ثم قالت : رسمي إيه يا واكله ناسك
انتي رايده تفضحينا داني بحمد ربنا إنه كتب عرفي
لجل الي هيكون من نصيبك ميعرفش بخيبتك السودة إنما لو كاتب حدا مأذون كان الكل هيعرف لأن لازمن ينكتب في الجسيمة مطلجة
جاكي طلج في نافوخك يخلصنا منيكي و من عارك يا حزينة
نظرت لها بحزن ثم قالت بتبجح:............
$$$$$$$$$$$
↚
مر أسبوع على آخر الأحداث...لم يحدث فيه شيء يذكر إلا البحث المستميت الذي يجريه نبيل كي يعلم سر الراهب
أما الأخير فقد عاش في هدوء و استقرار مع حوريته التي أرسلها له الله مكافأة على صبره و زهده في ملذات الحياة
اليوم ...ستنقلب حياة الجميع رأسا على عقب ...كل شيء تغير بعد تلك المكالمة التي أتت للحاج شعبان في الصباح الباكر و التي جعلته ينتفض من مرقده ليهرول نحو الأسفل و هو يهتف بصوت جهوري: عزيز ...عزيزززز
ردت عليه زوجة ولده بوجل : خير يا عمي ...عايز حاجه عزيز في المكتب من بدري
لم يهتم بالرد عليها و إنما اتجه نحوه سريعا ...دلف إلى الداخل ثم أغلق الباب خلفه بقوة
انتفض ولده من خلف المكتب و هو يقول بقلق بالغ : خير يابا الحج مالك فيك حاجه
رد عليه بهم : مصيبة يا ولدي
عزيز بخوف : كفى الله الشر ...خير يابا
جلس على المقعد ثم قال بهم : السر الي شايله أكتر من خمسه و عشرين سنه
ولاد الأبالسة هيكشفوه
لما اروح لربنا و اشوف صاحبي أقوله إيه ...فرطت في الأمانة ...ضيعت ولدك
جلس أمامه و قال بتعقل بعد أن فهم ما يقصده : عمرك يا حج ما فرطت في الأمانة ...يعلم ربنا إنك حافظت عليها و عليه
ربيته كأنه واحد من ولادك و حافظت عليه
قولي بس إيه الي حصل و إن شاء الله محلولة
نظر له بعيون يملأها الحزن ثم قال : فتحي موظف الصحة اتصل بيا من شوية صحاني من النوم
قالي نبيل و عبد الرحمن بقالهم كام يوم بيدوروا ورا محمد الراهب عايزين يعرفوا بيانات أبوه الله يرحمه
سألوا عن عنوانه في بطاقته القديمة و لو مش موجود عايزين الإسم بالكامل
انت عارف يا ولدي إن محدش يعرف غير عبد الحكم الهواري إنما إسمه كامل لأ
سأله عزيز باهتمام : و اداهم الحاجات الي طلبوها...تبقى مصيبة
هز رأسه برفض ثم قال : هو بيلاوعهم....
عرضوا عليه فلوس
الراجل شيطانه كان هيوزه يقبلهم و يديهم الي عايزينه
بقالوا كام يوم بيفكر بس الحمد لله ضميره صحي على آخر لحظة و استغفر ربه
اتصل و حكالي على كل حاجه و طلب مني اسامحه
عزيز بارتياح: الحمد لله ...يبقى كده انحلت إيه الي مخوفك تاني يا حج
رد عليه بحكمة : يابني أدام فكروا في كده يبقى مش هيسكتوا و لا يرتاحوا غير لما يوصلوا لأصله و فصله
لو فتحي رفض ألف غيره هيوافق الشيطان شاطر يا ولدي و النفوس بقت ضعيفة
سأله بوجل : طب و الحل يا حج انت شايف إيه ...نعرف محمد عشان يعمل حسابه
نظر له بهم ثم قال: مينفعش ...مش هيسكت و هيروح يمسك فيهم و هما ما هيصدقوا
هيحطوه قدام الأمر الواقع و يطلبوا منه يقولهم هو مين و ليه خايف إن حد يعرف إسمه
و طبعا عبد الرحمن ما هيصدق يعمل فيها الشهم الي خايف على أخته و عايز يعرف أصل جوزها
لو حد قاله كان من الأول هيقولك وزة شيطان و راحت لحالها
عزيز : تصدق يابا أنا حمدت ربنا إن كتب الكتاب تم بالطريقة دي عشان عبده ميركزش في إسم الراهب ...طب انت شايف إيه و انا معاك
نظر له بقوة ثم قال : جه الوقت الي السر لازم ينكشف يابني ....نظر له عزيز بصدمة فأكمل : لما أنا أبلغ أهله هيقدروا يحموه
إنما لو الكلاب دول وصلوا للناس التانية هيتاخد غدر و يبقى كده ضعيت الأمانة
هاتلي الورقة من الخزنة و اتصلي بيه يا رب يكون الرقم متغيرش و إلا كده هضطر اسافر لهم بنفسي
تحرك من عزيز من مجلسه و اتجه نحو الخزانة ثم قام بفتحها
عبث ببعض الأوراق وجد بينهم مظروف أبيض اللون قد شابه الصفار بسبب قدمه
أمسكه ثم أخرج منه ورقة صغيرة
أمسك سماعة الهاتف الأرضي و ضغط على عدة أزرار
بمجرد أن سمع رنين الهاتف مد السماعة لأبيه
وضعها فوق إذنه و بعد ثواني سمع صوت نسائي يقول : ألووو...مين معايا
رد عليها برزانة : السلام عليكم ...عايز أكلم الحج جابر الهواري يا بنتي
ردت عليه الخادمة : واااه...أبا الحج بذات نفسه ...نجوله مين
شعبان : قوليله شعبان لو عندك ادهولي يا بنتي بسرعة الله يكرمك
في تلك الأثناء كانت تمر من جانبها وفية ابنة جابر الصغرى و التي تكن حبا كبيرا لأخيها الغائب عكس أخوتها الباقين
نظرت للخادمة ثم قالت : بتتحدتي ويا مين يا أم خميس
ردت عليها بأدب : واحد اسمه شعبان رايد يتحدت ويا الحج الكبير معرفهوش مين
انقبض قلب وفية بقوة ...شعرت أن تلك المحادثة تخص غائبها الغالي
تلفتت حولها بوجل ثم أخذت منها الهاتف و قالت بهمس : هاتي اشوف مين ..متجبيش سيره لحدا واصل سامعة
هزت رأسها بموافقة
بينما الأخرى قالت بقلب لهيف : مين انت و رايد الحج الكبير في إيه
رد عليها شعبان بغموض : معايا أمانة و عايز اوصلهاله
نظرت حولها بخوف ثم قالت بلهفة : انت تبع الغالي الي فارجنا من اسنين صوح ...جول صوح الله لا يسيئك جلبي هيوجف
إبتسم براحة ثم قال : أيوه يا بنتي ...إنتي وفية أخته الصغيرة صح
سالت دموعها و هي تقول : أيوه أني ...إسمع إكتب عنديك رقمي و اتصل عليه أحسن ...مرايداش حدا يعرف إن الغالي ظهر
رغم استغرابه إلا أنه لبى طلبها و سجل الرقم على هاتفه
قالت بلهفة : رن علي ...أخاف اجفل متعاودش تاني
اتصل على هاتفها الخاص و هو يقول : متخافيش يا بنتي أنا نويت و مينفعش ارجع تاني عشان احافظ على الأمانة
رغم انقباض قلبها بقوة إلا أنها قالت بلهفة : أجفل و متتصلش على الأرضي تاني ...خمس دجايج و هكلمك أني و بوي
بعد أن أغلقت معه نظرت إلى أم خميس التي تبكي جانبها و قالت : أوعاكي تجيبي سيرة لحدا واصل يا أم خميس
لو وصلهم خبر إن الغالي ظهر مش هيهدالهم بال غير لما يطفشوه يا إما يمنعوا أبوي عنيه
ردت عليها من بين دموعها المنهمرة: ينجطع لساني يا بتي لو فتحت خاشمي ...ماني خابره الي فيها سواء رمضان بيه و لا محروس بيه أو حتى العجارب الي وياهم عم يزنوا على الحج لجل ما ياخدوا ورث الغالي كنه ممعاودش تاني
ردت عليها بلهفة و فرحة: أهو معاود و هيملا علينا الدار و أكيد ولده كبر كماني
هطلع لابوي ...لو حدا جرب من الأوضة نبهيني
أعقبت قولها بالاتجاه نحو الدرج الذي قفزت فوقه و كأنها عادت فتاة صغيرة من جديد رغم سنواتها الأربعون
دلفت غرفة والدها الذي يرقد بهم يقرأ في كتاب الله بعض الآيات
أغلقت الباب بإحكام ثم اتجهت له و قالت بصوت خفيض : الغالي عاود يا ابوي ...الغالي عاود
و كأن الروح دبت في جسده الهزيل
صدق و انتفض من مرقده و هو يقول بعدم تصديق و صوت مختنق : ولدي ...ولدي رجع وينه ...خديني ليه يا بتي
جلست جانبه و قالت سريعا : لاااه يا بوي ...ديه حدا تبعه هو الي اتصل
هكلمه و انت افهم منيه
قامت بالاتصال على شعبان و بمجرد أن سمعت صوته
أعطت الهاتف لأبيها الذي قال بلهفة : ولدي وين
تنهد شعبان بهم بعدما شعر بكم الألم في صوت هذا الكهل
رد عليه بحزن : الله يرحمه ...بس الي خلف مماتش يا حج
سالت دموعه فوق وجهه المجعد ...بينما شهقت وفية بصدمة و لكنها وضعت كفيها فوق ثغرها كي تكتم أنينها
رد عليه جابر باختناق : ولدي مات ...مكفنتوش بيدي و لا خدتش عزاه
إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون
إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون
تحدث شعبان بمواساة: الله يرحمه ..كان أخويا و صاحبي
و ابنه زي ولادي
أنا عارف إن الخبر صعب عليك يا حج ...بس إبنه في خطر و محدش هيقدر يحميه غيرك
جمع شتات حاله و قال بقوة بعد أن تحكم في دموع قهره : الي يجرب من ولد الغالي هآكله بسناني
وينه ولد ولدي و مين رايد يضره
قص عليه شعبان باختصار قصة زواجه من بسمله و ما يفعله أخيها الآن ثم أكمل بحكمة : مقدرتش استنى أكتر من كده يا حج
دول شياطين لو عرفوا هو من عيلة مين هيعرفوا بسهولة حكاية ال*تار
و الي انا أتوقعه منهم إنهم هيرحولهم عشان يخلصوا منه مش هيجولك انت
انتفض من فوق فراشه و قال : جولي انت وين و أني مسافة الطريج هكون عنديك
متخبرهوش يا ولدي
خايف يهرب كيف ما عيمل أبوه زمان مع إنه مكانش ليه ذنب في حاجه
شعبان براحة : حاضر يا حج الي تؤمر بيه
أملاه عنوانه بالتفصيل ثم أكمل : في انتظارك يا حج سلامو عليكم
بعد أن أغلق معه نظر لابنته و قال : نادمي على جوزك و أشرف ولد اخوكي
سألته بوجل : هتخبرهم يا بوي
رد عليها بحسم : إنتي خابره كيف بوثج فيهم دول خصوصي عن الباجي
همي يا بتي خليني الحج ولد الغالي جلبي هيفط مني
بكت وفية و هي تقول : يا جهرة جلبي عليك ياخوي ...ملحجتش أشبع منيك و لا من حنيتك
ربت على كتفها و قال بحنو رغم حزنه الشديد : مش وجته يا بتي...اكتمي في جلبك لحدت ما نعاود بيه
لو خواتك شموا خبر مهيسكتوش جليل إن ما بلغوا وهدان بمكانه جبل ما نوصله احنا
همي يا بتي نادمي عليهم بسرعة و متجوليش شي واصل أني هخبرهم و احنا في الطريج
*****
كل هذا يحدث و الراهب يعيث في بيته الصغير فسادا دون أن يدري بما ينتظره بعد عدة ساعات
صرخت بجنون و هي تحاول الوصول إلى المنضدة كي تضع فوقها الطعام : يا لهوووي عليك يا حماده
بس بقى إعقل و خليني احضر الفطار هتتأخر كده
بينما كانت تضع ما بيدها فوق الطاولة كان هو يحاوطها من الخلف بيد فا*جرة سارت على مفا*تنها بجنون
تنهد و قال برغبة : طب بعد حماده دي فيها شغل
ضغط على أنو**ثتها بيده ثم أكمل : و لا القم*يص الفا*جر ده ينفع اسيبه و اخرج يبقى عيب في حقي و الله
تنهدت بحب لكنها حاولت كتم رغ*بتها التي أش*علها بسهولة
لفت رأسها و قالت بدلال غير مقصود : يا حبيبي ماحنا مع بعض طول الليل ....و انت عندك شغل كتير النهاردة
متنساش إنك رايح المزرعة عشان ترتب الشغل و تشوف العمال
لفها كي تواجهه ثم قال بعشق : كل ده هعمله إن شاء الله متقلقيش
ضمها أكثر ثم رفعها كي يجلسها فوق الطاولة و هو يقول بف*جور : بس لو مرتاحتش قبل ما اطلع من هنا عقلي مش هيبقى فيا و مش هعرف اعمل حاجه
عضت شف*تها الس*فلى بإ*غواء ثم مل*ست على صد*ره العا*ري و هي تقول: آمال عقلك هيكون فين يا حماده
أمسك بطرف ثو*بها الق*صير و الذي أظهر نصف فخذ*يها
رف*عه للأعلى ثم وق*ف بين*هما
إلت*صق بنص*فها الس*فلي ثم مل*س على نهد*يها و قال بجنون : هيكون هنا يا قلب حماده
فر*ك ورد**يتيها لت*تأوه بر**غبة و هو يكمل : طب قلبي بسيبه معاكي مفيش مشكلة
إنما عقلي لو أخد*تيه هو كمان أعمل إيه
قربت وجهها من خا**صته و هي تقول بنبرة تقطر عشقا و ر**غبة : تعمل إيه ...تخلي عقلك معايا برضوا متفكرش في أي حاجه غيري
لعقت صد*ره بلسا*نها ثم أكملت بجنون : انت أخدت قلبي و عقلي و روحي يا حماده
اشمعنى بقى
تحولت عيناه إلى جمر مل*تهب و هو ينظر لها با*شتهاء
ضغط على نهد**يها بغباء ثم قال :............
↚
قلبه أصبح يقرع الطبول داخله بعد أن قالت تلك الكلمات
و ما زاد الأمر بهجة و شغف تلك الحركات الم*غوية التي تفعلها فو*ق ج*سده دون خجل
دون إرادة منه وجد حاله يضغط على نهد**يها بق*وة و هو يقول : طب اعمل إيه بعد كلامك ده
و بتلوميني عشان عايزك قبل ما اخرج ...لو عليا مش هسيبك أبدا و لا هطلعك من حضني
ألص*ق وج*هه بخا*صتها حتى اخت*لطت الش*فاه و هو يكمل مع فر*كه ورد**يتيها : بس سهلة ...ها*خدك على قد ما اقدر
و ه*خلص ش*غلي و اج*يلك جر*ي ...أعقب قوله بالت*هام ثغر*ها بجنون با*دلته اياه بل غر*زت أظا*فرها في ظ*هره بعدما أخذ يض*غط على أنو**ثتها بر*جو*لته المنت*صبة بج*نون
ذاق طعم الدم الذي سال بسبب قض*مه لش*فتها الس*فلى
تأو*هت بأ*لم مم*تع مما جعله يس*حب لسا*نها و يمت*صه بش*هوة ألهب*تها أكثر فج*علتها تمد يد*ها أس*فل بن*طاله و تم*سك وح*شه لت*عبث به بف*جور
جن جنونه و دون أن يفلت لسا*نها مد يده ليز*يح ما ير*تد*يه إلى الأسفل حتى يسهل عليها الأمر
تخلص منه بنفاذ صبر و بينما انت*قل بش*فتيه إلى جي*دها يم*طره بق*بلات ر*طبة
وجد*ها تم*سك رجو*لته و تقر*بها من أنو*ثتها كي تست*متع بلم*ساته بين شفر**تيها
ابتعد لينظر لها بجنون ...بل ضا**جعها بع*يناه الفا**جرة
عض ش*فته الس*فلى بق*وة بعدما وجد*ها تس*رع في حر**كتها و تت*أوه بف*جر و ر*غبة أشع*لته أك*ثر
ابتعد و هو ينظر لتذ*مرها بخبث ثم هبط بج*سده ليجلس على ركب*تيه أر*ضا
خلصها من ثوبها الداخلي ثم رفع ساقيها فوق كتفه
نظر إلى أنو*ثتها المب*تلة و مد يده يلا*مسها بت*مهل أله*بها
صر*خت بج*نون : لا يا محمد مش قا**دره ...اااااه
ابتسم بش*هوة ثم أد*خل إص*بعه في فت*حتها ليضا*جعها بها و هو يقول بفسق: هخ*ليه يو**لع يا قلب محمد....انتي فاكره هر**يحك كده على طول
نظرت له بعيون ذا*بلة ثم قالت : حرام عليك ...اااااه
مش قا*درة همووووت
أسرع في حر*كة يده دا*خلها و هو يقول: بعيد الشر عنك يا حبيبي
أعقب قوله بسحب يده منها
نظر لها بر*غبة ثم مد إص*بعه تجا*ه ف*مه
لعق شهد*ها العا*لق به ثم سريعا ما د*فن ر**أسه دا**خلها و هنا
لم يعد شيخًا راهبا بل أصبح عنوانا للف*جور
قضم بظ*رها بغباء ...أطر*به صوت صر*اخها
ضغط على فخذ**يها بق*وة تجا*به قو*ة رغب*ته بها
ضا**جعها بل*سانه و كلما أتت بما**ئها ار*"تشفه و أ*جج شهو**تها مرة أخرى
ابتعد رغما عنه بعدما وصل إلى أقصى درجات تحمله
الت*قم ش*"فتيها بق*وة و هو يح*ملها كي يت*جه بها إلى الدا*خل
فصل قبل*ته و قال بف*جر : الترا*بيزة مش هتت*حملنا ...تعالي* جوه
و ...جو*ه....أجبر*ته على إنز*الها قبل أن يصل بها إلى الفر*اش
خل*عت ثو*بها الش*فاف سر*يعا لت*صبح عا*رية أمام عي*ناه الفا**جرة
وقفت قبا*لته لتن*ظر له بع*يون يملأ*ها الع*شق و الش*هوة
يدا*ها تم*لس على رجو*لته بج*نون
عضت شف*تها الس*فلى بإ*غواء ثم هب*طت بج*سدها إلى الأ*سفل حتى جل*ست على ركبت*يها أما*مه
ظلت تم*لس عل*يه و هو يز*مجر به*ياج و يم*سك خص*لاتها يل*فها حو*ل ك*فه الك*بير
نظر لها باش*تعال بعد أن أبعد* يدها عن*وة و أمسك هو وحشه
دف*سه داخل فم*ها و هو يق*ول بف*جور لا يمت إلى الراهب بصلة : قط*عيه بس*نانك ...اااااخ
من امبارح لما مصي*تيه و انا جس*مي مو*لع
تحرك داخل فم*ها بع*نف و هو يكمل : كليه يا حبيبي ...سنا*نك جنن*تيني .... اااااخ ...اااايه ده
عب*ثت في خص*يتاه لت*لهبه أك*ثر و قد كانت تم*تصه بج*نون دون أن ته*تم بح*جمه الك*بير الذي كاد أن يخ*نقها
بمن*تهى الع*نف قام بسحب خصلا*تها كي تب*تعد
لم يكن لد*يه القد*رة أو الو*قت حتى يت*جه ن*حو الفر*اش
هب*ط بج*سده أما*مها ثم اعت*صر نهد*يها بغ*باء
سحب حلم*تها بين أس*نانه و ظل يمت*صها بق*وة
أجبر*ها على الم*يل للخ*لف حتى تمد*دت فو*ق الأرض ..مال علي*ها يق*طع جس*دها بأس*نانه تا*رة و يم*تص جل*دها بش*فتيه تا*رة أخرى
اعتد*ل و لف جس*دها كي تت*مدد على بط*نها
نظر لمؤ*خر*تها بش*هوة ثم مال عل*يها لي*قبل ظهر*ها إلى أن وصل إلى تلك التي ته"تز بف*جور
أخذ يم*طرها بع*ضات قو*ية وسط صر*اخ حب*يبته المس*تمتعة بف"جوره مع"ها
سح*ب خص*رها كي تر*تفع قل*يلا و في لح*ظة كان يخ*ترقها بق*وة و ع*نف لم يف*عله مع*ها من ق*بل
ظل يضا**جعها بج*نون تحت صرا**خها و زمج*رته إلى أن أتى بخ*لاصه دا*خلها و ه"نا ...ظل يردد الحمد و الشكر لله على أن رز*قه الحلال الطيب
تم*دد فو*قها و هو يقول من بين أنفا*سه اللا*هثة : بعشقك يا بسمله...يا أول كل خير
هفضل أقولها لحد آخر يوم في عمري
*****
انقضى أكثر من نصف اليوم بسلام على البعض و ترقب على البعض الآخر
وصل الحج جابر الهواري بصحبة أشرف ابن ولده رمضان و المقرب له من بين أحفاده
معه جمعه زوج ابنته الوحيدة وفية
وجدوا شعبان في انتظارهم و قد رحب بهم بحفاوة
بعد لحظات كانوا يجلسون داخل غرفة الضيوف
سأل جابر بحزن : ولدي مات ميته و كيف
رد عليه شعبان بتأثر و كأن رفيق دربه فارقه الآن: من حوالي خمستاشر سنه
صلى الفجر في الجامع و في آخر ركعة طول في السجود
احنا متعودين منه على كده بس الوقت بيعدي و هو مش بيقوم
دمعت عيناه و هو يكمل : قلبي حس إن صاحبي خلاص كبرت و ختمت الصلاة بالناس مكانه ....و بعدها لقيناه قابل رب كريم و هو ساجد زي ما كان بيطلبها دايما من ربنا
مسح دمعة حزينة سالت على وجنته ثم أكمل : ربنا شاهد عليا إني حافظت على ابنه و راعيته زي ولادي و أكتر
مكنتش ناوي اكلمك غير لو الراهب طلب زي ما ابوه طلب مني
قطع أشرف حديثه و قال بعدم فهم : الراهب
ابتسم عزيز ثم قال : محمد إمام مسجد و حافظ كتاب ربنا زي ابوه الله يرحمه ...كان رافض الجواز و عايش في حاله
كل حياته شغله و بيته و تحفيظ القرآن للعيال أو مساعدة أي حد محتاج
عشان كده سموه الراهب
هز جابر رأسه بفهم ثم قال بلهفة : خدني ليه يا ولدي ...رايد أشم ريحة ولدي فيه
أمسك شعبان هاتفه ثم اتصل عليه
حينما سمع صوته ألقى السلام عليه و سأله عن حاله ثم قال : انت راجع بيتك إمتى يابني
محمد : أنا في الطريق بإذن الله ..محتاج حاجه أؤمرني
إبتسم بحنو ثم قال : ميؤمرش عليك ظالم يابني ...بستأذنك أجيلك البيت أنا و عزيز ابني لو ممكن
رغم استغرابه من ذاك الطلب الغريب إلا أنه قال بجدية : بتستأذن من بيت ابنك يا حج ...تشرف أي وقت انت و أي حد من طرفك
أغلق معه و عاد إلى بيته سريعا
نظر بغيظ لتلك الحو*رية التي تنتظره به*يئة مغ*وية
قبل أن تصل إليه لتح*تضنه كما تفعل دائما
عض على شف*ته الس*فلى بغل ثم قال : متقربيش و روحي استري نفسك بسرعة
بهت وجهها و قالت بصدمة : مقربش ...في إيه
مالك يا حبيبي
رد عليها بغيظ : في إنك لو قربتي مش هسيبك و الحج شعبان جاي دلوقت هو و عزيز ابنه عرفتي القهرة الي أنا فيها
تطلعت له بغضب ثم قالت بشماتة و غيظ : تصدق بالله تستاهل أكتر من كده وقعت قلبي حرام عليك
و فقط ...تركته و اتجهت إلى غرفتها كي ترتدي ثوبها المحتشم و الذي لا يظهر منها شيء إلا عيناها
أما هو وقف يزفر بحنق ثم يقول بغيظ : وقعت قلبك ياختي ...طب و قلبي الي جري وراكي ع الأوضة ده أعمل فيه إيه بس
سمع طرق فوق الباب فاتجه ليفتحه بملامح بشوشة
بمجرد أن رأى شعبان و من معه
ثبتت عيناه فوق ملامح ذلك الكهل شبيه أبيه و نظراته المليئة بالاشتياق وسط دموعه الحبيسة
رغم رعشة قلبه من الداخل إلا أنه تمالك حاله سريعا و هو يقول لشعبان بلوم : هما صح ...تيجي منك إنت يا حج
قبل أن يرد عليه وجد جابر يزيحه برفق ثم يقف أمام الراهب
رفع كفه المرتعشة و ملس على وجهه بحنو
قال بصوت مختنق : كني ناضر ولدي جصاد عيني
مرايدش تسلم على جدك يا ولدي
لم يقو على تجاهل تلك النبرة الحانية الباكية
مد يده و هو يقول بقلب وجل : ازيك يا ...قبل أن يكمل وجد جده يأخذه في عناق قوي رغم ضعفه و هو يقول ببكاء: تعالى في حضني يا ولد الغالي
رايد اشم ريحة ولدي يا جطعة منيه
ظل يضمه بارتعاش و هو يقول : اتوحشتك جوي يا ولد ولدي
بجالي سنين عم بدور عليكم
كت خايف اموت جبل ما اشوفك أتاري الموت خد الغالي جبلي
رغما عنه وجد زراعيه تحاوطه بحنو ...دمعت عيناه أثر تأثره بحديث الجد الذي خرج من أعماق قلبه
وقف الرجال يشاهدون هذا الموقف المؤثر بفرحة رغم توجسهم من القادم
أما بالداخل ...وضعت كفها فوق فمها كي تكتم شهقاتها المصدومة بعدما سمعت ما يدور بالخارج
سؤال واحد يدور داخلها : هل زوجها الحبيب لديه أهل و عائلة ...لما ابتعد عنهم و لما كانوا يبحثون عنه
بعد أن انتهى هذا العناق الحار و قد عرفه على ابن عمه و زوج عمته
جلسوا معا كي يبدأ شعبان الحديث و يخبره بما فعله عبد الرحمن و نبيل
مما اضطره أن يحضر عائلته حتى يضمن سلامته
تنهد محمد بهم ثم قال : لا إله إلا الله ..طب أنا أذيتهم في إيه
أنا و ابويا أساسا اتظلمنا من زمان و اتحطينا في تا*ر ربنا أعلم إنه برئ من دم الي اتقتل
هز جابر رأسه بحزن ثم قال : خابر يا ولدي ...أبوك طول عمره طيب و بتاع ربنا لا عمره مسك سلاح و لا فكر يجتل نمله
عمك محروس الله يسامحه هو الي جتل ولد وهدان و تهمها في ابوك
فتح علينا بحور دم معارفينش نجفلها
أبوك وجتها كان رايد يجدم كفنه لجل ما يوجف بحور الدم
لكن عمامك الكبر خدهم و مرضيوش و بدال ما يبجى جتيل واحد بجيوا تنين
وجتها بوك هرب بيك من النجع بعد ما امك ماتت بحسرتها على اخوها الي اتجتل
و بعديها جتلوا عمك عوض الله يرحمه هو و ولده بردك
و أهه بجالنا كام سنه بعد ما ناس كبيرة اتدخلت و وجفنا ال*تار بس منتهاش يا ولدي
شعبان : لازم ينتهي يا حج كفاية الناس الي ماتت من غير ذنب حرام كده
رد عنه جمعه بقلة حيلة: هنعملوا إيه يا حج ...سلو بلدنا اكده و ربنا يهدي العاصي بجى
تحدث أشرف بحماس : انت مش فاكرني يا محمد ...دانا كنت الوحيد الي بلعب معاك و كنا صحاب
إبتسم بحنين ثم قال : و الوحيد الي كان بيسرق سندوتشاتي برضوا
ضحك الجميع براحة بينما قال أشرف بغيظ مفتعل : وااااه لساتك فاكر و هتعايرني يا واد عمي
رد عليه بجدية يشوبها الحزن : مش بعايرك
بعد ما سبنا البلد فضلت كل يوم أفتكر الحاجات الحلوة الي عشتها و الناس الي بحبها
كل يوم بفكر نفسي بيهم عشان منساش
كنت صغير اااه بس فاكر الصالح و الطالح يابن عمي
فاكر مين كان بيطبطب عليا و مين كان بيضربني عشان مبيحبش أبويا
الله يسامح الجميع و يهديهم
نظر له جابر بحنو ثم قال : آن الأوان بجى الغريب يعاود داره يا ولدي
ناسك و عزوتك و بلدك أولى بيك
كماني عشان تاخد حج ابوك و ماله جبل ما اجابل وجه كريم
قاطعه جمعه بطيبة و تسرع كعادته : أيوه يا خوي إلحج حاجتك جبل ما عمامك ياخدوها
بجالهم كام سنه عم يزنوا على جدك لجل ما يكتب الورث كلياته باسمهم ....بس عمي كان جلبه حاسس انك هتعاود حافظ على حج ابوك الله يرحمه
و بجيت أني و أشرف الي مسؤولين عنيه لحدت ما الغريب يعاود داره
لجل اكده احنا التنين من المغضوب عليهم بيناتهم
نظر لهم بغضب ثم قال :.............
$$$$$$$$$$$
↚
بينما كان الحديث مشتعل بين الرجال بالخارج
كانت هي بالداخل تحاول كتم شهقاتها و هي تفكر بجنون
لما لم يفش لها بسره
هل لا يثق بها أم أنه لم يحبها و زواجه منها مجرد شفقة
ماذا عن تلك اللحظات الماجنة التي عاشتها معه ...هل كانت مجرد شهوه مضطر لتفريغها أم ماذا
استغفرت ربها سريعا و استعاذت بالله من وسوسة الشيطان
لا ....حبيبها لن يخدعها ...كلماته العاشقة كانت تخرج من صميم قلبه
كانت تشعر بنبضاته المرتفعة بل أيضا عيناه كانت تصرخ بعشقها
ستنتظر إلى أن ينهي تلك الجلسة و تسمع منه الحقيقة كاملة
ستصدقه مهما قال ...إنه الراهب لا يكذب أبدا
و الراهب انتفض بغضب بعدما سمع ما قيل
تحدث بجنون : عايزين ياكلوا مال اليتيم
أبويا الله يرحمه كان دايما يوصيني عليكم ...دايما يقولي أكيد فيوم هترجع لأهلك ...إياك و صلة الرحم يابني
مكانش يعرف إنهم عايزين ياكلوا حقه
رد عليه جابر بصدق: متخافش يا ولدي ...في كل صلاة كت بدعي ربنا يطول في عمري لحدت ما أسلم الحج لصحابه
و كت موصي التنين دول كماني عمتك وفيه لو جرالي حاجه يحافظوا على حجك لحدت ما تعاود
تطلع له بحنو ثم قال : ربنا يبارك في عمرك يا جدي
أنا مش عايز حاجه أنا بس استغربت عشان الحرمانية مش أكتر
الحمد لله ربنا كارمني أخر كرم و مش محتاج قرش واحد من حد
رد عليه شعبان بتعقل : بس محتاج أهل و عزوه يابني
محتاج تعوض جدك عن ابنه الي مات من غير ما يشوفه
محتاج تعيش في أمان انت و مراتك أدام التعابين بتنخور وراك
دمعت عيناه و هو يكمل: فراقك يعز عليا يابني بس مصلحتك أهم عندي من أي حاجه تانية ...و انا واثق انك مش هتنساني
هتيجي تطل عليا صح
رد عليه برجولة : أنساك إيه يا حج دانت مكان ابويا الله يرحمه
و بعدين مين الي قالك إني همشي من هنا
أهلي و عرفوا طريقي و بيتي مفتوح لهم في أي وقت
رد عليه أشرف بوجل : مهينفعش يا واد عمي
السر انكشف و لازمن تبجى وسط عزوتك بدال بيت وهدان ما يخدوك غدر
الكثير و الكثير من الحديث و محاولات الإقناع التي قاموا بها جميعا مع ذلك الراهب حتى وافق أخيرا على مضض أن يذهب معهم
لكن وضع شرطا لن يقوى أحدهم على رفضه ...في الوقت الحالي فقط
محمد : هاجي معاك يا جدي ...أنا و مراتي
إن شاء الله ربنا يقدرني و انهي التار ده و الكل يعيش في أمان ...لكن لو مرتاحتش هرجع بيتي الي هيكون مفتوح ليكم في أي وقت زي ما قولت
نظر إلى شعبان ثم أكمل : مزرعة مراتي أمانة في رقبتك يا حج
حد من ولادك يديرها لحد ما اسوي حالي
و الأرض هسلمها ليوسف صاحبي يراعيها مع أرضه
استأذن منهم كي يدلف إلى حبيبته و قد علم أنها سمعت كل شيء
حان وقت المواجهة التي لم يحسب لها حساب و لم تخطر على باله في يوم من الأيام
بمجرد أن أغلق الباب خلفه و رأى وجهها الباكي
قتلته نظرة العتاب اللامعة داخل محجرها
تقدم منها بتمهل ثم وقف قبالتها و كوب وجهها
نظر لها باعتذار و هو يقول بصدق : قسما بمن رفع السماء بلا عمد ما قصدت اخبي عليكي و لا جه في بالي إني أقولك أصلا
أول يوم جوازنا فكرت إن احكيلك بعدها قولت اصبر لما علاقتكم تبقى طبيعية
مع الأيام و السعادة و راحة البال الي عيشتها من يوم ما دخلتي حياتي نسيت كل حاجه عشتها قبلك
بقى كل الي شاغلني ازاي أسعدك
و كل الي بتمناه إن اخلص شغلي بسرعة عشان ارجع لحضنك
نظر لها بعيون تلمع عشقا ثم أكمل : مصدقاني يا حبيبي و لا زعلانة مني
إبتسمت بحنو ثم قالت: و مين ميصدقش الراهب يا حبيبي ....قلبي ميعرفش يزعل منك أبدا
ضمها بقوة ثم قال بفرحة عارمة: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ده أهم حاجه عندي
إبتعدت سريعا و هي تقول بخوف : لا في الأهم يا محمد ...التار الي أهلك بيتكلموا عليه
انت ناوي بجد تسافر معاهم ...نظرت له بخزي ثم أكملت: و اخويا الي كان السبب في كل ده
ناوي على إيه معاه
مسح دموعها بحنو ثم قال : مش ناوي على حاجه يا حبيبي ...مسامحه عشان خاطر دموعك الغالية دي
أما أهلي و التار ...حقهم عليا إني أرجعلهم
هعوض جدي عن ابنه الي مات من غير ما يشوفه
و التار ربنا يقدرني و انهيه خالص
سألته بوجل : بعد ده كله هنرجع بيتنا تاني
تنهد بحيرة ثم قال : مش عارف بس الأكيد إني مش هقطع رجلي من البلد الي اتربيت و عشت فيها
لمعت عيناه بعشق خالص و هو يكمل : البلد الي اتجوزت و حبيت أجمل بنت فيها ...لا في الدنيا بحالها
المزرعة ...أمانة الشيخ علي ليكي مش هضيعها متخافيش هتفضل متصانة لحد ما ربنا يأذن و نرجع تاني حتى لو زيارة
*****
انتهى كل شيء سريعا
سلم المزرعة للحاج شعبان أمام أهالي القرية بعد أن عرفهم على عائلته و قد قال الأخير أن قديما نشب خلاف بين عبد الحكيم و إخوته مما جعله يترك لهم كل شيء و يرحل دون عودة في لحظة غضب
اشتعل عبد الرحمن و نبيل من شدة الغيظ و الغل ...للمرة الثانية يضيع هذا الراهب عليهم ما خططوه
إذا لا فائدة من البحث ورائه ما دام ظهرت عائلته التي يبدوا عليها الثراء و الهيبة
أما صديقه يوسف الذي وعده أن يهتم بأرضه كان الوداع بينهم مؤثرا للغاية
لأول مرة يفترقان منذ صغرهم
و ها هم بعد سفر طويل يدخلون البلدة بفرحة كبيرة من قبل الحج جابر و من معه
و توجس الراهب من القادم مع خوف بسملته الذي حاولت مداراته
دلفوا البيت الكبير الخاص بعائلة الهواري
وجدوا الجميع في انتظارهم و على وجوههم علامات الحيرة التي تحولت إلى التجهم بمجرد أن هرولت وفية تجاه الراهب
تهلل بفرحة رغم دموعها المنهمرة : ولد الغالي ...يا نضري يا حبيبي ... عانقته بقوة و هي تكمل : جطعة من عبد الحكم يا نن عيني
شعرت بسمله بالغيرة من تلك الجميلة التي تعانق زوجها بشدة
نظرت له بعيون مشتعلة لاحظها سريعا فقال و هو يبادلها العناق : عمتي وفية صح
إبتعدت لتقول بمزاح رغم بكائها : واااه...عمتك داني كت بلعب وياك جدام الدار انت نسيت يا واد
إبتسم بحنو و قام بالرد عليها
تحت أنظار عمه رمضان الذي يحاول كتم غيظه جانبه زوجته هنيه التي مالت على زوجة محروس و قالت بغل : شوفي الكهينة
خابره كل شي و جاعده ويانا طول اليوم من غير ما تنطج حرف
ردت عليها حمديه ببرود : هي جديدة عليكي يا خيتي ...طول عمرها متعريفش تسحبي منيها كلمة
قطع كل هذا الجد حينما قال بنبرة حاده : خبر ايه يا ولدي منك ليه
رحبوا بولد أخوكم الغالي
سأل محروس بغل مكتوب : ابوك مجاش وياك ليه ...لساته خايف من التار الي وجعنا فيه
رد عليه بقوة دبت الرعب داخلهم : أبويا الله يرحمه من زمان يا عمي
و التار ده ملوش يد فيه ...نظر لرمضان بغضب ثم أكمل : انت و اخوك عارفين كويس مين الي عملها يبقى ملوش لزوم الكلام ده
همست وجيدة ابنة رمضان الصغرى لابنه عمها إيمان : يا بوي ...شوفي شكله عامل كيه ...يا رب يتجوزني ...هو في رجالة حلوه اكده يا بت
وكزتها إيمان بخفة ثم قالت بهمس : اجفلي خاشمك يا حزينة مشايفاش الخيمة السودة الي لابده فيه
سألتها بحيرة : صوح مين دي ...اسألي أشرف جوزك اكده يمكن اخته
لوت فمها جانبا ثم قالت : أشرف ...جلبك طيب و الله أخوكي مهيجولش حرف يا حزينة غير لو جده أمره
حتى أني مهيخبرنيش بشي واصل
جمعه : وينه عزمي ولدك يا رمضان و حمدان ولدك يا محروس
رد عليه الأخير بغل مكتوم : عزمي لساته معاودش و حمدان ويا مرته حدا الدكتور
جابر : أني مش كلمتك و جولتلك الكل يبجى حاضر حديتي مبجاش يتسمع خلاص
همست هنيه بغيظ : شوفي الراجل كنه عاود شباب من جديد و بجي أشد من ولاده يا مري داحنا هنشوف العجب من تحت راس أبو دجن ديه
وفية بفرحة : جولي يا محمد...دي خيتك
هو الغالي اتجوز بعد ما هملنا
ضمها أسفل كتفه و قال بنبرة تقطر عشقا و فخرا : لا يا وفية ...دي مراتي بسمله
شهقت بفرحة عارمة و قامت باحتضانها بقوة و هي تقول : واااه ...واااه ...يا جلبي مرت الغالي ولد الغالي
تعالي يا حبيبتي في حضن عمتك
بادلتها بسمله العناق براحة و حب لكن داخلها تشعر بعدم راحة بسبب نظرات النساء
كما لاحظت تجهم وجه تلك الوجيدة حينما علمت بزواجه
إذا ....ستضعها على رأس القائمة و تراقبها جيدا
إذا نظرت لحبيبها تلك النظرات مرة أخرى فلن تتردد في قتلها
*****
لم تمر بضع ساعات و قد انتشر الخبر مثل النار في الهشيم
ها قد عاد الغائب الذي وافق وهدان بسببه على عقد هدنة بين العائلتين
لم يوافق عليها عن اقتناع لكنه كان ينتظر عودة عبد الحكيم أغلى الأبناء لدى جابر كي يقتله و يقهر قلبه عليه
وقتها سيموت من شدة حزنه عليه و يصبح هو كبير البلد دون منازع
جلس وسط بيته الكبير يحاوطه أبنائه و أحفاده
كلًا منهم يدلو بدلوه
إلى أن قال شيخون ولده الأكبر بغل : عبد الحكيم مات يابوي
الي كنا ناطرينه لجل ما نجهر جلب الهوارة عليه
رد عليه بخبث : مات و لسات جابر واجف على حيله ...مفيش حاجه هتهده واصل
بس أني هعرف كيف أخليه يوجع من طوله
يطب ساكت ميحطش منطج
إبتسم جلال ولده الأصغر بشر ثم قال : هتجتل ولده الحيلة صوح
و اكده مهتجومش لجابر جومه تاني لما ينجطع نسل الغالي
ابتسم وهدان بشر ثم قال : عفارم عليك يا ولدي
أني ههملوا كام يوم يفرح برجعته و يتعلج بيه
يشوف فيه ولده الي كان أغلى من نور عنيه و بعدها هرجعه ليه جثه لجل ما يندفنوا ويا بعض في تربة واحدة
قال عادل ابن شيخون : بس يا جدي ديه شكله شيخ كيف أبوه
أني شوفتهم لما دخلوا البلد كت مفكر إنهم ضيوف حدا الهوارة
لاااه و كماني جابر كنه عاد لشبابه وشه بجي منور و الي يشوفوا يجول أصغر من عياله
هز وهدان رأسه بتمهل ثم قال : حجه يا ولدي ما هو ولد أعز ولاده عنديه
الي كان يجوله أجلعلك عين و لا عبد الحكيم يغيب عنيك
يجوله اجلع التنين بس ولدي يضل جاري
و لجل اكده رمضان و محروس هيكرهوه كره العمى
شيخون : يكش يولعوا في بعضهم و نوخلص واكلين أكتر من نص البلد في كرشهم و ما في حدا جادر عليهم
*****
دلف بها إلى غرفة أبيه القديمة و التي كانت مرتبة و نظيفة بفضل وفية و اهتمامها بها كل يوم
أخيرا رفعت غطاء وجهها و تنفست براحة نسبية بعدما اختلت بحبيبها
نظر لها بحنو ثم قال : تعبتي النهاردة أنا عارف ...كل حاجه حصلت بسرعة
تطلعت له بحنو ثم قالت : لا يا حبيبي أنا كويسه اطمن
بس عشان بقالي فترة طويلة منزلة البيشة كنت محتاجه اتنفس
بدأت في خلع ثيابها تحت نظراته التي اشتعلت بنار الاشتياق
اقترب منها و قال بخبث : يعني انتي تمام ...أصل كان في بينا حاجات المفروض تحصل بس قطعوا علينا
ضحكت بدلال ثم قالت : يا لهوووي عليك يا حماده ...طب اصبر لما ترتاح من السفر و كل الي حصل ده أكيد تعبت
لف زراعه حول خصرها العاري و قال بهياج تحكم به : أنا بتعب بس لما ابعد عنك يا حبيبي
كنت هتجنن طول الوقت الي فات ده مش عشان الي حصل لا ...عشان مقهور إني معملتش الي كنت ناوي عليه
عضت شفتها السفلى بإغواء ثم قالت : و إيه هو الي كنت ناوي عليه يا حبيبي
قربها أكثر ثم قال بفجور: .........
$$$$$$$$$$
↚
لم يهتم بالإرهاق الذي حل على جسده طوال اليوم و كل الأحداث التي مر بها
بل كان وقوفها بين يديه عبارة عن وقود أشعل جسده و قلبه معا
يملس على ظهرها بجنون ...يقربها منه أكثر حتى كادت أن تخترقه
يضاجعها بعيناه التي تصبح فاجره حينما ينظر لها فقط ...من الأساس لا ينظر لغيرها
شفتاه بدأت تسير على وجهها توزع فوقه قبلات رطبة أذابتها و جعلت صوت تنفسها يرتفع حتى تحول إلى أنات راغبة في قربه أكثر و أكثر
رد على سؤالها بفجور بدأت تعتاد عليه : كنت ناوي مطلعش من جواكي يا حبيبي
و ده الي ناوي عليه دلوقت بإذن الله
أخذت تتأوه بعهر أعجبه و هي تحاول أن تخلصه من ثيابه بنفاذ صبر
تريده بكل ذرة في كيانها
و ما جعلها تشتعل أكثر تذكرها لنظرات وجيده له
شعرت أن الخطر يحوم حولها و هناك من تطمع في حبيبها
تلك الفكرة كانت كفيلة أن تحولها إلى لبؤه شرسة تلتهم جسده و كأنها تثبت أنه ملكها فقط
بعد أن ساعدها في التخلص مما يرتديه و بينما كان يلتهم ثغرها
تفاجأ بها تدفعه نحو الفراش دون أن تفصل تلك القبلة العنيفة
ارتمى بجسده فوقه ساحبا إياها معه
داخله يفكر ...ماذا تريد حبيبتي لم يعهدها بتلك الشراسة من قبل
فلتنتظر أيها الراهب و ترى ماذا ستفعل معك
فصلت قبلته عنوة ...حاوطته بركبتيها
سحبت لباسها التحتي بتمهل جعله يشتعل و هي تنظر له بشهوة أشعلت جسده
بعد أن تخلصت منه ألقته بإهمال بعيدا عن محيطها....ظلت فقط بحمالة الصدر السوداء و التي عكست بياض نهديها
وضعت كفيها فوق صدره تملس عليه ببطء و هي تقول تزامنا مع ميلها تجاهه : أنا عايزة أكلك يا حماده ....لامست شفتيه بخاصتها و هي تكمل : عايزة أعمل فيك زي الي بتعمله فيا ....و فقط لم تعطيه حق الرد عليها
اقتحمت ثغره تأكله بأسنانها و قد بادلها بعنف أكبر و أقوى
لم يشعرا بتلك الشهقة التي صدرت من وجيدة بالخارج بعد أن سمعت تلك الكلمات بل و صوت قبلتهم جعلها تبتلع لعابها بصعوبة
بعد أن خلد الجميع إلى النوم ساقها فصولها أن تتصنت على الراهب لترى كيف يعامل زوجته حينما يختلي بها
ظنت في البداية أنها ستسمع حديثهم و تزمر بسمله من وجودها هنا
لكن حينما سمعت أول الحديث حينما دلفا إلى الداخل لم تترك مكانها بل ألصقت أذنها أكثر فوق الباب حتى تسمع ما يدور بالداخل
لم تتخيل أن تلك المنتقبة بذاك الفجور
و لم تحلم بأن ذلك الراهب ذو اللحية الكثيفة يملك كل هذا المجون و الرغبة في ممارسة الجنس
بينما كانت قبلات بسمله فوق جسده تزداد سخونة و جموح إلى أن وصلت لرجولته التي التهمتها مصدرة أصوات عالية جعلته يتفوه بحديث لم تسمعه منه قبل ذلك
كانت الأخرى بالخارج تضع يدها فوق ثغرها لتكتم شهقاتها أثر ذهولها مما تسمع
اشتعلت الرغبة داخلها رغما عنها و سيطرت عليها فكرة واحدة ألا و هي ...زواجها من ذاك الذي يمتع زوجته بالداخل كما تتمنى آلاف النساء
اعتدل بجسده ليسحبها من خصلاتها بقوة جعلتها تصرخ بعهر ...نظر لها بجنون ثم التهم شفتيها بقوة و هو يقلبها لتصبح أسفله
ابتعد ليرفع ساقيها فوق كتفه و يدفع رجولته داخلها بعنف جعلها تصرخ بمتعة و تطالبه بالإسراع لعدم تحملها الرغبة التي تأكل في جسدها
صوت ارتطام جسديهما أصبح مسموعا لمن بالخارج و التي أصبح وجهها مثل الجمر الملتهب من شدة تأثرها بما تتخيله يحدث بالداخل
انتهى الراهب من إتيان زوجته التي تمددت فوقه لأول مرة و هي تقول بعشق : هنام فوق قلبك النهاردة
ليضحك برجولة و يقول بوقاحة: أحسن برضوا عشان صباحي عليكي يكون أسهل ....و فقط ضمها بحنو و غفيا سريعا من شدة إرهاقهم و لأول مرة تفوته صلاة الفجر
أما تلك الوقحة انسحبت من أمام الباب ثم اتجهت إلى غرفتها و بمجرد أن أغلقت الباب
وقفت خلفه تاركه أنفاسها المكتومة تخرج على هيئة لهاث ثم قالت بسفالة و صدمة معا : وااااه...هو ديه أبو دجن و لا الفاجرة أم نجاب مغطيها من ساسها لراسها
بت الكلب كانت هتاكله وكل
عضت شفتها السفلى برغبة ثم أكملت: يا ريتني كت مكانها يا بوووي داني كت عيشت في نعيم و لا خليته يهمل فرشتي واصل
نظرت للأمام بتصميم و هي تكمل : ولد عمي أني أولى بيه ...هضل وراه لحدت ما اوجعه في عشجي لجل ما يتجوزني و ادوج النعيم الي الفاجرة متمرمغة فيه
*****
مر أسبوع منذ قدوم الراهب إلى مسقط رأسه
قضاه في التعرف على عائلة الهواري بأكملها
أقام الجد الولائم على شرفه و قد ارتاح قليلا لهم
إلا عمه رمضان كان يرى نظرات الكره و الحقد تملأ عيناه مع ولده عزمي أيضا
أما محروس فكان في حيرة من أمره ...يحتضن ابن أخيه الراحل أم ينصاع لأوامر أخيه الأكبر و يبغضه
و عن النساء فحدث و لا حرج
لم يكلفوا حالهم كتمان كرههم و عدم تقبلهم لبسملة
لكن ما جعلهم يموتون غيظا هو وقوف وفية في وجههم و توبيخهم بشدة إذا لمحت نظرة بغيضة تلقى تجاهها من إحداهن
انضمت لهم وجيده و التي أخذت تبخ سمومها داخل أذن أمها حتى تجعلها تكره غريمتها أكثر
إيمان تلك عديمة الشخصية و التي تخاف من الأخيرة و أمها
رغم عدم رضا حميدة عن صفات ابنتها الضعيفة إلا أنها لم تقوى على تغييرها
جلست وفاء زوجة حمدان جانب بسمله و قالت بطيبة: ليه يا خيتي لابسه الجلباب طوالي ...ماحنا حريم لحالنا اكده تتخنجي
ردت عليها بهدوء : الباب مفتوح و ممكن أي حد من الرجالة يدخل فجأة
تدخلت وجيدة بغل مكتوم : و مالو ...ما هما خوات جوزك و لا رايده تفرجيهم عن بعض اياك
نظرت لها بقوة ثم قالت : يعتبروا إخواته يا وجيدة إنما في الحقيقة هما ولاد عمه و ميجوزش إني انكشف قدامهم
ردت هنيه بغيظ : تلاجيكي عيفشه لجل ما مخبية وشك عنينا ...بجالك سبوع عايشة وسطينا منعريفش خلجتك كيفها
إبتسمت من أسفل نقابها ثم قالت بكيد : المهم إني عاجبة جوزي يا حجه و في عينه أجمل واحدة في الدنيا
كادت وجيدة أن تندفع و تتهمها بالفجور و أن ما تفعله مع زوجها كل ليلة مثل العاهرات هو سبب تمسكه بها
إلا أن إيمان فهمت ما تنويه فلحقتها سريعا حينما أمسكت زراعها و مالت لتهمس في أذنها بخوف: واااه يا واكله ناسك ...هتودي روحك في داهيه اياك
رايده تجولي انك عم تتصنتي عليهم كل ليلة
نظرت لها بغل ثم قالت بهمس أيضا: الفاجرة ...لو تسمعي الي بسمعه إنتي بذات نفسك يالي متجوزة من عشر اسنين و حداكي بدل العيل اربعة هتنكسفي و لا هتجدري تعملي ربع الي بتعمله الفاجرة دي
ديه الغوازي مهيعملوش كيفها يا مري
سرحت إيمان في ذلك الحديث لكن من جهة أخرى
هي تحب زوجها و هو أيضا يحبها
لكن علاقتهم فاترة للغاية ...لا يغيب عنها في الفراش لكنها لا تعلم كيف تجعله متلهف عليها
علاقتهم الحميمة مجرد روتين يؤديه بآلية محفوظة
لا تسمع منه و لا يفعل معها كل ما قصته عليها وجيدة
و هي لا تعلم عما تفعله بسمله مع زوجها شيء ...من أين تعلمت كل هذا
و إذا ما تعلمت مثلها ستتغير حياتها أم ستظل مملة و رتيبة هكذا حتى يندثر حبهم نهائيا و تصبح مجرد أمًا لأولاده
انتفضت بخضة حينما وكزتها تلك البغيضة و هي تقول بغيظ: روحتي فين يا حزينة كنك في دنيا تانية
نظرت لها بتيه ثم قالت : بلاها الحديت الماسخ ديه يا وجيدة و بكفاياكي تتصنتي عليهم عيب عليكي لساتك بت بنوت
و أساسا عيب يا خيتي تطلعي على حرمة راجل و مرته ميصحش اكده
لوت فمها بعدم رضا ثم قالت : بلا عيب بلا هباب ...العيب الي بصوح الي الفاجرة هتعمله كل ليلة ويا واد عمي
صمتت مغلوب على أمرها
لن تستطع مجادلتها حتى لا تسلط أمها عليها و تقلب حياتها جحيم
*****
داخل غرفة يمنى و التي كانت تبكي بشدة حزنًا على حالها
فهي المسؤول الأول و الأخير عما تعيشه الآن
بعد أن تم اغتصابها بدلا من أن ترجع إلى الله و تسأله التوبة و الستر
قررت استغلال سامر ذاك الشاب الطيب عديم الشخصية و الذي يكن لها حبًا كبيرا منذ أن رأها و كان يتمنى منها مجرد نظرة واحدة
و هي لم تبخل عليه ليس بنظرة فقط بل بابتسامات موحية و التحدث معه بلطف مما جعله يصدم و لا يصدق ما يحدث معه
كان يتسائل ما سبب تغييرها المفاجئ
فقد غابت عن الجامعة أسبوعًا كاملا بحجة مرضها و بعدما عادت أصبحت هي من تتقرب إليه
و طاهر الذي كانت لا تفارقه اختفى تماما عن المشهد
في يوم من الأيام بعد مرور شهران على تقاربهما طلب منها التنزه معا في أي مكان تختاره
بالطبع وافقت دون تردد لكنها رسمت الخجل و العفة ببراعة حينما قالت بخجل مصطنع: أنا واثقة فيك يا سامر عشان كده هخرج معاك بس مش أكتر من ساعة عشان مقدرش اتأخر عن ميعادي في بيت الطالبات المشرفة هتتصل بأهلي على طول وقتها
كان داخله مستغربًا لا يصدق هذا الحديث بما أنه كان يراها مع طاهر في أوقات متأخرة
أو حتى كان الأخير يقص على أصدقائه ما يحدث في مقابلاته معها
و بما أن مرآة الحب عمياء ....أسكت عقله الذي يخبره أن ينتبه و سار خلف قلبه الذي قفز من مكانه حينما تركته يمسك يدها و هم يسيرون داخل أحد المتنزهات
مقابلة تلاها الكثير و الكثير من المقابلات ...لمسة اليد أصبحت حضنًا يتوسل إليها أن تمنحه إياه بل تطور الأمر إلى بعض القبلات الحارة و التي جعلته يفقد عقله و يطالبها بالمزيد
و المزيد الذي يريده لن يحصل عليه إلا بالزواج كما قالت و هي تمثل الحب و الخجل : أنا سيبتك تلمسني عشان واثقة فيك يا سامر و حبيتك
إنما أكتر من كده مقدرش غير بعد الجواز ...و لا انت مش ناوي تتقدملي
ملس على خصرها بعد أن التفت حوله ليتأكد من خلو المكان ثم قال بتردد : يعني انتي عايزة تفهميني أن طاهر ملمسكيش
مثلت الغضب و قامت بدفعه بعيدا و هي تقول : اخص عليك ...هو ده تفكيرك فيا بقى انا عشان وثقت فيك تفكر إني رخيصة
رد سريعا بندم : و الله أبدا دانتي ست البنات ...اااا...أصل طاهر معروف يعني و انتي كنتي بتكلميه عشان كده سألت
دمعت عيناها و قالت بكذب : منكرش إني كنت معجبة بيه و خرجت معاه كذا مرة
و كان ممكن الإعجاب ده يتحول لحب لولا إني اكتشفت أخلاقه الزبالة ...من أول مرة حاول يمسك إيدي قررت ابعد عنه
نظرت له بمغزى و هي تكمل: قعدت أسبوع في السكن عشان افكر و اشوف مين بيحبني بجد و مين عايز يتسلى بيا
عضت على شفتها لتمثل الخجل لاكن داخلها تريد إغواءه و تغييب عقله ثم أكملت : اكتشفت إني كنت بحبك انت من الأول
يمكن عشان مقربتش مني و محاولتش تعترف بحبك ليا ده الي خلاني أنجذب لطاهر
بس لما قربت منك و اتأكدت من حبك سبتك تلمسني لأني أنا كمان هموت عليك
لم يقو على تحمل المزيد...إلتصق بها سريعا مجبرا إياها على الالتصاق بتلك الشجرة الكبيرة التي يقفون أسفلها...نظر لها برغبة ثم قال :...........
$$$$$$$$
↚
جسده يشتعل جراء تلك النظرات التي أمطرته بها تلك الخبيثة
إلتصق بها بقوة ثم قال : أنا بموت فيكي يا يمنى مش بحبك بس
عايزك دلوقت قبل كمان شوية
قبلها بجنون ثم ابتعد و أكمل : بس انتي عارفة ظروفي
أهلك مش هيوافقوا بيا مش عشان غريب بس لا عشان على قد حالي
شعرت بالإحباط بعد سماع تلك الحقيقة التي تعلمها جيدا
نظرت له بحزن حقيقي بعد أن وجدت كل ما فعلته قد ذهب أدراج الرياح ثم قالت بيأس: و لما انت عارف إنك مش هتقدر تتقدملي
قربت مني ليه و خلتني اتعلق بيك
ليه لمستني و أنا عمري ما حد مسك إيدي
سالت دموعها سريعا مما جعله يقول بحزن : قربت عشان بحبك و مش قادر أبعد أكتر من كده
ألصق جسده بها لتشعر برغبته التي تملكت من جسده ثم أكمل بعدما تجرأ و سار بيده فوق نهديها : أنا لو متجوزتكيش هموت نفسي
دفعته بضعف متعمد ...فهي تريده أن يشتعل حتى لا يستطيع الابتعاد و يفعل المستحيل لينالها
لم يهتم بدفعها له بل أخذ يقبلها بجنون و يلصق نصفه السفلي بها أكثر و أكثر
هنا ...علمت أنه وصل إلى ذروته فأخذت تدفعه بقوة و هي تقول بخوف واهي : سامر ابعد ...انت اتجننت
ابعد بقولك هنروح في داهية لو حد شافنا
ابتعد بصعوبة ثم نظر لها بجنون و هو يقول من بين لهاثه : إيه رأيك نتجوز عرفي لحد ما نخلص الجامعة أكون عملت قرشين و اقدر أتقدم لأهلك بقلب جامد
برقت عيناها بصدمة ثم قالت بعدم تصديق : عرفي ...ده الي انت شايفني انفع ليه
اخص عليك
رد بلهفة : أنا شايفك ست البنات و شايفك كتير عليا
بس غصب عني مش قادر
و غلاوتك عندي ما بضحك عليكي ...نتجوز بس عشان تبقي حلالي وقتها دماغي هتروق و هعرف اركز في شغلي عشان لما اتقدملك يكون معايا طلبات أهلك
ظل يقنعها و هي بداخلها تفكر بشيطانية ....هذا هو الذي ستقدر على خداعه يوم إتمام الزواج ....أن تملك عقد زواج عرفي أفضل من لا شيء إذا انكشف سرها
تنهدت بهم ثم قالت : لو مكنتش بحبك و واثقة فيك عمري ما كنت هوافق على كده أبدا ...بس للأسف أنا كمان عايزاك و مش هقدر استغنى عنك
*****
يومان ...فقط يومان دبرت حالها كي تغيب عن السكن الجامعي عدة أيام تقضيهم معه في تلك الشقة الصغيرة التي استأجرها في إحدى المناطق النائية
تم توقيع العقد لدى محامي صديق له ثم أخذها سريعا إلى بيتهم الصغير
فعلت كل ما بوسعها حتى تغيب عقله و لا يلاحظ بكارتها التي لم تكن موجودة من الأساس
حمدت ربها على جهله بأمور النساء
و حينما ظل يدفع رجولته داخلها و لا يشعر بشيء و لم ير أثرا لنقطة دم واحدة
أنهى مضاجعته لها ثم ابتعد و قال بغضب و عدم تصديق: إنتي مش بنت
تجهم وجهها ببراعة و قامت بالصراخ عليه بمنتهى التبجح: إخرس قطع لسانك ....حالا أنزل أنا و انت على أقرب دكتور
و الأكيد هيكتشف حاجة من الاتنين يا إما غشاء البكارة مطاطي مش هيتفض بسهولة
رفعت حاجبها و أكملت بفجر : يا إما انت الي مش عارف تفتحني
نظر لها بصدمة و قد هزت ثقته في نفسه ...لم يجد حلا إلا الهروب من أمامها حتى لا تكتشف ضعفه
انتفض من فوقها و هو يقول : هدخل الحمام و ارجع اوريكي إذا كنت بعرف و لا لأ
و فقط ...انطلق للخارج دون أن ينظر إليها
أما هي ابتسمت بخبث ثم سحبت من أسفل الوسادة زجاجة صغيرة تحتوي على مادة تشبه الدم في لزوجتها
نثرت بعض قطرات فوق أنوثتها و على الفراش أسفلها ثم ألقت بها أسفل الفراش حتى تكمل خطتها عندما يعود إليها
بعد مرور عدة دقائق عاد لها بعد أن أخذ حماما سريعا جعله يستفيق و يركز فيما سيفعله معها حتى يثبت لها رجولته
جلس جانبها و هو يقول بابتسامة: حقك عليا أنا آسف...لفت وجهها الجهة الأخرى ممثلة الحزن
ملس على نهديها بحنان ثم سار بيده نحو الأسفل و هو يقول بطيبة : يمكن عشان مش مصدق انك بقيتي ملكي اتسرعت و مركزتش ... د...
قطع حديثه حينما شعر بلزوجة داخل أنوثتها
اعتقد أنه شهدها المسال جراء إتيانها شهوتها
إبتسم باتساع ثم أكمل : طب مانا ظبطك اهو
أعقب قوله بإزاحة الغطاء الموضوع فوق نصف جسدها و هو يكمل : قومي خدي دش بسرعة
وقعت عيناه على بقعة الدم المزعومة ...سحب يده سريعا و نظر لأصابعه التي تلوثت بالدماء المزيفة
تطلع لها بفرحة و قال : إيه ده انتي مكنتيش حاسه بالدم ده كله
طب ازاي أنا محستش بيه و لا لقيت حاجه منه عليا
نظرت له بصدمة مصطنعة ثم قالت : إيه ده ...أنا محسيتش خالص
أكملت بغضب : انت شايف الدم بعينك و لسه بتشك فيا و تقولي مجاش عليك
ظل يحايلها و يعتذر منها كثيرا إلى أن نال رضاها و أخذها مرة أخرى باستمتاع أكثر
ظل على هذا الحال مدة شهران إلى أن اكتشفت حملها .....هنا ظهر وجهه الحقيقي و ضعف شخصيته
من مثله لا يستطيعون تحمل المسئولية
تركها دون أن يخبرها و سافر إلى جنوب سيناء بعد أن أدى اختبارات نهاية العام
بعدها هاتفها و طلب منها أن تتخلص من الجنين إذا أرادت أن تستمر معه
عادت إلى بلدها تحمل داخل أحشائها عاراً من الممكن أن تدفن حية بسببه
لم تجد حلاً أمامها سوى إخبار عمتها و التي كانت الأقرب إليها بمزاجها و حملها
نالت من الإهانة و الضرب ما لم تناله في حياتها على يد أبيها الذي علم كل شيء من عزيزة التي أخبرته حتى يجد معها سبيلا للخروج من تلك الكارثة
اضطروا أن يكتموا الأمر بينهم حتى لا يلحق بهم العار
قام بإجهاضها و التحدث إلى زوجها حتى يعود و يسلمه العقد بعد أن يطلقها
وعده بالعودة قريبا و لكنه استغل الموقف بحقارة
إذ طلب مبلغا من المال مقابل ذلك
بالطبع وافق وهدان و ها هو في انتظار عودته ليتم الأمر في سرية تامة
دلفت عليها أمها و هي تقول : و بعدهالك يا بتي ...كل ما ادخل عليكي الاجيكي عم تبكي
جولي لامك ايه الي بيكي و لا أني مشبهش عمتك الي سرك كله وياها
ردت عليها بنزق: مفيش حاجه ياما ...أني زهجانة و زعلانة لجل ما ابوي خلاني اهمل كليتي ...كان باجيلي سنتين و اتخرج عشمني و خلي بيا
ردت عليها بحيرة : أني عجلي هيشت و الله يا بتي ...دانتي الغالية حدا ابوكي
ديه وجف لخواتك لجل ما تكملي علامك كيف يجعدك من غير سبب
تنهدت بهم ثم قالت : مخابراش ياما ...خلاص بجى أني خدت نصيبي و اديني جاعدة كيه جرد جطع في الدار
*****
التف الجميع حول طاولة الطعام ...جلس الراهب بجوار جده تجاوره حبيبته تليها عمته وفية
كانت تأكل بهدوء و تمهل حتى لا تلوث غطاء وجهها ...تلك النظرات الحاقدة التي تمطرها بها وجيدة و هنيه جعلتها تختنق
أخذت تسعل بحدة مما جعل حبيبها ينتفض
أمسك كوب الماء سريعا و ساعدها على احتساء القليل منه
بينما كان يمسد على ظهرها و يقول بحنو : بسم الله لا حول و لا قوة إلا بالله
على مهلك يا حبيبي اتشاهدي
طلب منها نطق الشهادة بعدما أبعدت الكوب عنها
و بينما كانت تهمهم بها قالت وجيدة بغل لم تستطع مداراته: ما تشيلي الحزن الي متلفحة بيه ديه جولنالك ما في حدا غريب اهنيه و لا فاكرة حالك رابعة العدوية اياك
لأول مرة ينظر إلى إحدى النساء
لكن تلك النظرات المشتعلة جعلتها تنكمش على نفسها بعد أن هدر بها: اياكي تفكري تكلمي مراتي بالطريقة دي تاني
مرات الراهب مبتنكشفش على حد حتى لو كان ابويا الله يرحمه
دي مرات راهب و بنت شيخ حافظ لكتاب الله ...عارفة أصول دينها و ماشية عليه
أعتقد النقاب من عدمه مش هيفرق مع حد فيكم و لا يخصه أصلا
رد الجد عليه : الله يباركلك فيها يا ولدي...محدش ليه دخل بالي رايدينوا
نظر لوجيدة بغضب ثم قال: و انتي لو ملمتيش لسانك الي هينجط زفت على دماغك هجطعهولك
رد رمضان بغيظ : خبر ايه يابوي من يوم ما عاود ولد الحيلة و انت مطايجش حدا منينا واصل
ردت عنه وفية : انتوا الي مجاعدينش و لا على حامي و لا على بارد ياخوي
البنية في حالها من يوم ما دخلت الدار
ماشية بالي رايدها عليه جوزها يبجى تلم مرتك و بتك عنيها بدال ما اجيبهم تحت رجلي و انت خابر إني اعملها
وسط صدمة و غضب الجميع
ضحك الراهب برجولة ثم قال : لساتك عفيه و دراعك سابج لسانك يا وفية
نظرت له بسمله بذهول عندما تحدث بلهجة صعيدية أصيلة
بينما ضحكت الأخرى و قالت بكيد : أتعب حالي ليه في حديت ملوش عازه
أني الطش الواحدة منيهم جلم يلف نفوخها يمكن يتعدل و لا تنخرص خالص
ضحكت وفاء و إيمان معهم عزمي و أشرف و حمدان
بينما همست لها بسمله بمزاح : عنيفة أوي انتي يا عمتو
لفت زراعها حول كتفها و قالت بحب : جلب عمتك انتي طالعة من خاشمك كيه الشهد المكرر
هل يصمت رمضان و يتركهم ينعمون بجو من الألفة ...لا و الله
نظر لأبيه ثم قال بمنتهى الخبث : هتعمل ايه يابوي مع عيلة وهدان
الخبر وصلهم و عرفوا إن ابن عبد الحكيم عاود البلد
انت خابر إن كل الي اتجتلوا كوم و رجبة عبد الحكيم كوم وحدها
اكده هياخدوا تارهم من ولده
برقت عين بسمله برعب و بتلقائية قامت بإمساك كفه
نظرت لها وجيدة بحقد
بينما هو تطلع إلى عمه بهدوء ثم قال : و أني مهستناش التار يتفتح تاني يا عمي
أني هروحلهم برجلي
صدم الجميع مما قيل بينما سأله محروس باستنكار: هتجدم كفنك ليهم ... راجع بعد الغيبة دي كلاتها لجل ما تركبنا العار يا ولد عبد الحكيم
رد عليه بهدوء : أنا قولت إني هقدم كفني؟
تدخلت هنيه سريعا بخبث : يبقى هتتجوز منيهم
شهقت بسمله بفزع بينما أكملت بتشفي : ما هو التار عندينا بينتهي بحاجتين يا الكفن يا الجواز
تفاجأ الجميع ببسملة تقول بغضب : خلاص ابنك يتجوز منهم فين المشكلة أهو عازب إنما باقي الرجالة هنا متجوزين
ردت عليها حمديه بشماته : لاااه يا نضري ...جوزك الي عليه الدور في التار يبجى هو الي لازمن يتجوز
نظرت له برعب فقام بإمساك كفها أمام الجميع مقبلا إياه بحب جعلهم يشتعلون ثم قال : إهدي يا حبيبي ....سيبك من كل ده
أنا عارف ناوي على إيه متشغليش بالك
مازحه الجد حتى يخفف عن تلك المسكينة وقع هذا الخبر الذي يعلم صحته : وااااه يا جليل الحيا
هتتمعشج جصادنا اكده من غير خشى
لف زراعه حولها ثم قال بنبرة تقطر عشقا : دي يا جدي رزج ربنا الزين ليا
حورية من الجنة ربنا بعتها ليا لجل ما كت زاهد في الدنيا
مرتي دي لو لفيت العالم مهلجيش ضافرها ...خطفت جلبي و عجلي
بحمد ربنا و اشكر فضله إني مشوفتش ست جبلها و لا رايد اشوف بعدها
هي ماليه عيني كيف ما ملت جلبي اللهم لك الحمد
تراشقت فوقهم النظرات الحاقدة و القليل الذين دعوا لهم بصلاح الحال و دوام النعمة
أما إيمان فنظرت لزوجها بحزن و داخلها يقول: فيها إيه زيادة عني ...جوزها بيعشجها و مخجلش يجولها جدام الكل
و طول الليل ممتعها في فرشتها داني جسمي بيجيد نار مالي بسمعه مالحزينة وجيدة ...الي بحسه من الحكي محستهوش و أني مع جوزي ...العيب في مين يا ربي
فيا و لا فيه
↚
بعد أن انتهت تلك الوجبة الكارثية
خرج الرجال إلى أعمالهم بينما انتشرت النساء كلُ منهم إلى سبيلها
إلا إيمان تلك الحزينة التي جلست شاردة على إحدى الأرائك
لاحظتها وفاء والتي كانت في طريقها إلى الحديقة كي تتفقد أطفالها الذين يلعبون بالخارج
اتجهت لها ثم جلست جانبها و قالت بحنو : مالك يا خيتي بجالك كام يوم شاردة و راكبك الهم
هي غراب البين دي نكدت عليكي تاني و لا ايه
نظرت لها بحزن ثم قالت بشرود : لاااه اتعودت عليها خلاص يا وفاء كيف ما بيجولوا اكده جتتي نحست منيهم
سألتها باهتمام : امال مالك طيب ...متخانجة ويا جوزك
تطلعت لها بحيرة ثم قالت : هو العيب فينا و لا فيهم
نظرت لها بعدم فهم فأكملت بهم : هو جوزك عامل ايه وياكي ...لما تكونوا لحالكم جصدي هيجلعك كيف الحريم و لا هياخد غرضه منيكي و يهملك كيف البهيمة
رغم حزنها الداخلي إلا أنها وكزتها بخفة و قالت بمزاح: واااه الملافظ سعد يا مشندلة انتي
ردت عليها بجدية: هتحدت جد يا وفاء جوليلي لجل ما اعرف إذا كان العيب فيا و لا كلياتنا اكده
تنهدت بهم ثم قالت : لاااه يا خيتي كلياتنا اكده...مفيش واحدة فينا أمها خبرتها تعمل ايه ويا جوزها ...جال عيب و هيختشوا
ياخدوا الواحدة منينا كيف البهيمة يرموها في حضن جوزها من غير ما تعريف ايه الي داخلة عليه
و رجالتنا محداهمش جلع الحريم و لا حتى يسألوا رايده ايه كل واحد فيهم هيفط فوج الواحدة يريح حاله و يهملها من غير حتى ما يبص في خلجتها
إيمان : امال محمد واد عمي مش زييهم ليه ...و متجوليش مترباش اهنيه ...بردك ديه شيخ و عمره ما نضر مرة في حياته و على حسب ما سمعت كان عايش في بلد أرياف يعني مش من الحضر لجل ما نجولوا تربيته غيرنا
شوفتي النهاردة عيمل وياها ايه جدام الكل ...ديه غير الي بيعملوا وياها في الليل
قطبت جبينها و قالت بعدم فهم : و انتي ايش دراكي بيحصول بيناتهم ايه في الليل كتي وياهم ولا ايه
تطلعت لها بخوف ثم قالت بتوجس : أجولك بس تحلفي بعيالك الي هتسمعيه يضل سر بيناتنا منجصاش رط و مرار منيهم
أولتها اهتمامها بالكامل و هي تقول : عمرك جولتيلي حاجه و سمعتيها من حدا في الدار
ردت بنفي : لا و الله أبدا
أكملت بفضول: يبجى جولي إيه الي سمعتيه و مشندل حالك اكده
إيمان بصوت خفيض: المغدورة وجيدة من يوم ما جعدوا اهنيه و هي كل يوم في الليل تتسحب و توجف تتصنت عليهم
ضربت وفاء على صدرها و هي تقول بغضب : وااااه...هي حصلت لاكده الفاجرة
أمسكت يدها سريعا و قالت : أبوس يدك متفضحيناش ...خلاص مهجولش حاجه و كنك مسمعتيش شي
وفاء بغيظ: بعد ما ولعتي في جلبي ...أني من غيظي عميلت اكده
فكرك معملتهاش ويانا احنا كماني
لوت فمها و قالت بهم : و احنا حدانا ايه تسمعه يا حزينة ...دي هتجولك بسمله بتبجى و لا الغوازي ولا الشيخ أبو دجن بتجولك الي هيجولوا و يعملوا ميصدجوش عاجل واصل
سألتها باهتمام شديد : ليه ...هيعمل ايه اكتر م الي الرجالة بتعمله و لا هيجول ايه حتى
إيمان : صدجي بالله أني يام أربع عيال استحي انطج حرف من الي الحزينة هتجوله انها سمعته
حل الصمت للحظات ثم قالت وفاء بحماس : طب ايه رأيك نطلع نتحدت وياها يمكن تعلمنا حاجه تعدل حالنا المشندل ديه و لا تخلي رجالتنا يتعدلوا ويانا
شهقت ايمان بفزع ثم قالت : وااااه كنك اتخبلتي يا واكله ناسك
رايدانا نجولها علمينا الي بتعمليه ويا جوزك
سحبتها من يدها لتجبرها على الوقوف و هي تقول : ليه شيفاني مخربطة و لا ايه تعالي بس و ملكيش صالح أني هعرف كيف اتحدت وياها و اسحب منيها الحديت سحب
*****
جلس الراهب مع جده و أعمامه وسط أرضهم الزراعية الواسعة
بدأ الجد الحديث قائلا : ناوي على إيه يا ولد الغالي ...رايد نتصلوا بكبارات البلد لجل ما يعجدوا جعدة صلح بيناتنا و لا ايه الي في نافوخك
رد عليه برزانة : لا يا جدي أنا هروحلهم لحد بيتهم
انتفض رمضان قائلا بغضب : أجتلك يوم ما تفكر تعملها يا واكل ناسك ...رايد تحط راسنا في الطين
تدخل أشرف سريعا كي يهدئ الموقف : اصبر يابوي و اسمعه للآخر
أكيد مهيرضاش لينا العار
الجد بغضب : حط بلغه في خاشمك و اسمع للآخر يا إما تغور من اهنيه
وقف بغل ناويا الرحيل و هو يقول : هغور يابوي ما هو ولد الغالي الي فضلته علينا كلياتنا و فالآخر هملك في النار و هرب لجل ما ينفد بروحه و روح ولده
نظر لمحمد بغل ثم أكمل : لو خطيت عتبة دار وهدان لا انت ابن اخوي و لا رايد اعرفك
نظر إلى محروس ثم أكمل : جاعد تكمل المسخرة دي و لا جاي وياي
صمت محروس الذي اختار كفة الراهب لتأكده من ربحها مما جعل رمضان يشتعل غضبا و يتركهم ليرحل وحده و هو يتوعدهم بالدمار
لم يهتم أحدهم بما حدث
بينما قال محمد بتعقل : روحتنا ليهم يا جدي هتجيب الحج عليهم
لو رفضوا الصلح الناس هتغلطهم و الكل هيبجى في صفنا
ثج فيا يا جدي أني عمري ما اجل منك و لا اصغر أهلي مهما كان السبب
ظلوا يتباحثون الأمر فيما بينهم إلى أن تمت الموافقة بالإجماع على رأي الراهب و الذي قرر أن ينفذه في الحال
*****
بعد أن طرقت وفاء الباب و أخبرتها أنهم بالخارج
ارتدت روب ثقيل لتواري جسدها الظاهر بسخاء أسفل قميصها الشفاف
فتحت لهم و هي خلف الباب قائلة ببشاشة: اتفضلوا ...أهلا و سهلا ده إيه النور ده
وقفت الاثنتان بفاه منفرج تنظران بصدمة لتلك الحورية التي تقف مبتسمة أمامهم بعد أن أغلقت الباب
إيمان بذهول : بسم الله ما شاء الله ليه حج واد عمي يغطيكي من ساسك لراسك
ملست وفاء على شعرها الطويل و هي تقول بإعجاب شديد : الله أكبر خمسه في عيني ...هتحطي ايه في شعرك يا بت لجل ما يبجى طويل و حرير اكده
ضحكت بهدوء ثم قالت بود : تعالوا تقعدوا بس و انا أقولك الخلطة الي بعملها عشان يطول
جلسن ثلاثتهم فوق الأريكة و بدأت إيمان الحديث دون وعي أو ترتيب : هو انتي لساتك متجوزة جبل ما تاجي اهنيه
زوت بين حاجبيها و قالت باستغراب : لا ...أنا متجوزة بقالي كام شهر بتسألي ليه
ردت عليها بفضول : أصلك شبه العرايس يوم صباحيتهم يمكن أحلى كماني
ضحكت مرة أخرى و ردت بتعقل : هو لازم أبقى لسه عروسه عشان اهتم بنفسي و استنى جوزي بشكل يعجبه
وفاء : ديه الي اتعودنا عليه يا خيتي الواحدة منينا أدام بجت على ذمة راجل يبجى خلاص كل شغلتها في الدنيا البيت و الغيط و العيال
بسمله: طبعا غلط ...و لما يبص لغيرك استغفر الله يبقى مين الغلطان
طول ما الست بتهتم بنفسها و بترضي جوزها هتعيش في سعادة و راحة بال
و أكيد هو كمان هيكون مبسوط من اهتمامها بيه و يعمل الي يقدر عليه عشان يسعدها
سألتها إيمان باندفاع : أهو احنا جينالك لجل اكده ...ايه الي بتعمليه مخلي جوزك الله أكبر مهينزلش عينه من عليكي و هيحب فيكي جدام الكل من غير خشى
نظرت لها بتمعن ثم أكملت: و لو إن يعني أهه الجواب باين من عنوانه ...شوفنا بعينا و الي متخبي تحت الروب أكيد هيجننه
احمر وجهها خجلا و قالت بهدوء و حكمة : ده حلالي مفيش حاجه بيني و بينه عيب أو حرام
بدل ما يبص أو يتمتع في الحرام أمتعه أنا
و أنا بدل ما اشتكي من اهماله ليا أو إنه مش عارف الي بيريحني و لا فهمه
أنا بكون ليه أجمل ست في الدنيا زوجة و صاحبة و كل حاجة ...
الي بيحبه بعمله و الي بلاحظ في مرة أنه اتبسط من حاجه معينه بكررها دايما
لما أكون عايزه حاجه بطلبها من غير كسوف ..أصل لو مطلبتش من جوزي هطلب من مين يعني
شهقت وفاء ثم قالت بصدمة : واااه يا حزني ...يعني لو في يوم حسيت إني رايداه أروح أجوله تعالى ...يا مري يا مري
ضحكت بسمله ثم قالت بمزاح : لا يا روحي متقوليلوش و خلي واحدة تانية تخطفه منك
برقت عيناها بصدمة فأكملت بجدية : ده شرع ربنا زي ما حلله للرجالة
حلله للست ...المشكلة إن الناس بقت تفكر في العيب و الي يصح
إنما شالت من دماغها الحلال و الحرام
حطت في دماغها إن الملايكة بتلعن الست الي جوزها يطلبها و تقوله لأ
و محدش قال حساب الراجل إيه عند ربنا لما مراته تكون عايزاه و يرفض
معظم العيب الي اتربيتوا عليه هو حلال عند ربنا
يبقى من باب أولى تعملي الحلال و لا تبعدي عن العيب الي أصلا مش عيب أدام بابك مقفول عليكي
نظرت لها إيمان بأمل ثم قالت بلهفة : أحب على يدك يا خيتي جوليلي اعمل إيه ويا جوزي لجل ما اخليه يعشجني و لا يستغناش عني
أني بحبه جوي بس العيشة بيناتنا باردة مفيهاش روح ...مش هستحي منيكي و أني بجولك نفسي يطلع علي كيف ما جوزك اطلع عليكي جدامنا الله أكبر خمسه في عيني ...أني مهحسدش و الله
سمت الله و حوقلت بداخلها ثم قالت ببشاشة : ربنا يصلحلك الحال يا حبيبتي ...هقولك تعملي إيه بس تسمعي كلامي ماشي
تدخلت وفاء بلهفة : و أني كماني إلهي تتستري و يرزجك بالخلف الصالح جادر يا كريم
ابتسمت و هي تؤمن على دعائها ثم قالت : حاضر هقولكم
*****
وااااه...هتجول مين يا واكل ناسك
هكذا سأل وهدان بعدم تصديق حينما أخبره ابنه شيخون أن عائلة الهواري أتوا إليهم و منتظرين في قاعة استقبال الضيوف
رد عليه ولده بتأكيد : و الله يابوي زي ما بجولك اكده ...جابر الهواري بذات نفسه جاعد في المنضره ويا محروس ولده و أشرف وولد عبد الحكيم
هرول نحو الخارج و بمجرد أن وصل إلى الباب ...رسم الجدية و الهيبة على محياه ثم دلف عليهم و هو يقول : يا مرحب بالرجالة ...خطوة عزيزة و مش محسوبة واصل
نظر إليه جابر دون أن يتحرك من مجلسه و قال بوقار و قوة : مهاتجيش غير من الجوي يا وهدان
اجعد لجل ما تسمع الكلمتين الي حدانا
جز الآخر على أسنانه بغل ظاهر للعيان
فأكمل الآخر بحكمة : من جيه دارك جاب الحج عليك ...خلي ديه جوات عجلك لجل ما تعجل الحديت الي هجوله
جلس وهدان يجاوره ولده شيخون معهم جلال
تحدث الأول بغل مكتوم : أني حدايا عجل هيوزن بلد يا حج جابر ....جول الي عنديك و أني سامع أهه
نظر إلى حفيده الغالي ثم قال بفخر: ولد الغالي هو الي هيتحدت و الي هيجوله سيف على رجابينا كلياتنا
صدم ثلاثتهم مما قيل
وجهوا أنظارهم لذلك البشوش و الذي قال بابتسامة هادئة : نسمي الله و نصلي و نسلم على سيد الخلق أجمعين
رددوا جميعا : صلى الله عليه و سلم
سحب نفسا عميقا ثم قال بلهجة صعيدية صحيحة ذهلوا منها : كلنا متفجين أن لا شرع و لا دين هيحلل التار ...ربنا جال سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
صدق الله العظيم
رتلها بصوت عذب جعل قلوبهم تخشع رغما عنهم و بعد أن صدق قال برزانة و قوة حتى لا يعتقد الجالس بتجهم أنه يخافه :............
$$$$$$$$$$
↚
بعد أن صدق قال بقوة : جايتنا لحدت داركم لا هي خوف و لا هي جلة حيله و ضعف
دي الجوة إني أجي لعدوي في جلب داره من غير ما اهابه
و بما إني حافظ كتاب ربنا و اتربيت عليه هعمل بحكمه
برغم اني مجتلتش حدا و حد الله بيني و بين دم المسلم أو حتى النصراني و لا يكون كافر كماني
حكم ربنا هيجول ندفع الديه و كفى الله المؤمنين شر القتال ...نظر لوهدان داخل عينه ثم أكمل بقوة : هااا ..إيه جولك يا حج وهدان
انتفض شيخون من مجلسه و قال بغضب دون أن يحترم أبيه : دية ايه يا واكل ناسك انت ...رايد ناخدوا عوض الدم الي بيناتنا
وقف الجميع بتأهب بينما قال الراهب بمكر : أني اتكلمت بالأدب احتراما للكبار الي في وسطينا
جدي يشاور بس و اني اعرفك مجامك زين رغم اني عمري ما عملتها
جز وهدان على أسنانه بغل بعد أن علم أن هذا الشاب ليس بهين أبدا
مثل الغضب و قال لولده : اجعد موطرحك يا شيخون ...عيب تتعدى على كبيرك
تدخل جلال بغل : واااه يابوي كنك موافج عالي هيجوله
هنا لمعت فكرة خبيثة داخل عقل وهدان ...سيربح منها من جميع الجهات
أولا يكسر شوكة جابر وذاك الراهب و الأهم سيتخلص من ابنته التي ألحقت به العار
جلس وهدان مرة أخرى ثم قال ببرود: أني مهجبلش الدية ...نظر لجابر و أكمل : لكن ممكن نجبل بالنسب بيناتنا و اكده نعيش كلياتنا في هدوان سر
هز رأسه بتفهم و قد كان يعلم أن ذلك الاقتراح هو ما سيقوله وهدان من قبل حتى أن يجلس معه
رد عليه بمكر مماثل : و ماله ...عزمي ولد رمضان لساته عازب ...اختار بت من عنديكم و نجوزهاله
تهلل وجه شيخون و جلال لكنهم صدموا حينما قال أبيهم : لاااه ...أني مهناسبش غير ولد عبد الحكيم ...هو الي بدأ بالدم و ولده الي هيشيل شيلته
رد الراهب سريعا بغيظ حاول كتمه : أني متجوز الحمد لله مناجصش حريم ...ولد عمي جاهز و احسن مني كماني
رد عليه بدهاء : الشرع حلل أربعة انت مش من أول الجعدة عمال تجول جال الله و جال الرسول
ايه هتاخد من الشرع الي يلد عليك و تهمل الباجي اياك
و ما بين موافق و معارض
شد و جذب أرهق جميع الأطراف
صمتوا جميعا حينما ضرب جابر عصاه الخشبية فوق الأرض و هو يقوم من مجلسه
نظر له الجميع بتحفز فقال : لينا رده وياك يا وهدان
هنشاوروا بعضينا و هبلغك ردي الي مافيهوش رجعة
و فقط ...اتجه للخارج و خلفه رجاله دون أن ينتظر رداً من الآخر
*****
و الآخر ابتسم بخبث لعلمه أن جابر سيضغط على حفيده بل سيجبره على الموافقة حتى يضمن سلامته
هرول نحو الأعلى و هو يقول بصوت عالي : عزيزة ...عزيزة
أتت إليه و هي تقول بوجل : أني اهه ياخوي خير كفى الله الشر
صعد فوق الدرج و هو يقول : تعالي ...رايدك في كلمتين
أغلق غرفتها عليهما ثم نظر لها بفرحة و قال : أخيرا اتحلت من عند ربنا و هنخلصوا من عارنا يا خيتي
نظرت له بفرحة و قالت : كيف ديه ...في حدا اتجدم للبت
هز رأسه برفض ثم قص لها ما حدث
تطلعت له بقلق بالغ ثم قالت : أني خايفة ياخوي ...حتى لو هنعملها عملية ترجعها بت بنوت تاني ....انت بتجول متجوز يعني فاهم زين ممكن يكشف ملعوبنا و نتفضح
رد عليها بثقة : لاااه من الناحية دي اطمني
أمال أني اخترته و صممت عليه ليه
سألته بعدم فهم : رسيني عالي في نافوخك ياخوي و ريح جلبي
ابتسم باتساع ثم قال : ولد عبد الحكيم شيخ و بيخاف ربنا
حتى لو كشفها و عرف الي فيها هيستر عليها
كل الي هيعملوا هيطلجها و يرجعها لينا ...هنسمع منيه كلمتين يحرجوا الدم و تبجى خلصت هو الحديت بيلزج
و يمكن مياخودش باله لو الدكتور شاطر و عملها زين
احتلت الفرحة ملامحها و قالت بتهليل خفيض: يا فرج الله ...طول عمرك تجيب التايهة ياخوي
اتصل بواد المحروج ديه خليه يعاود بكره بالكتير لجل ما نجطع الورجات و نخلصوا
شهقت بصدمة ثم أكملت: طب لو وافجوا الجواز هيكون بعد سبوع و لا تنين بالكتير ...و العدة تلت شهور
يا حزني كل ما نحلها من ناحية تتعجرب من يمة تانية
رد عليها بتجبر و جحود : و لا عدة و لا زفت على دماغها انتي مفكره العرفي ديه جواز ...ديه حديت بيضحكوا بيه على البنته الفاجرة و بس
اكفي على الخبر مجور و متجوليش الحديت ديه جدام البت
أني هتصل بالواد دلوك و انتي دوري على دكتور زين يكون في مصر
ندلوا ويا بعضنا نعملها و نعاود و لا من شاف و لا مين دري
*****
عاد إلى حبيبته بعقل شارد
قرر ألا يخبرها حتى لا تحزن ...لن يتحمل دمعة تهبط من عيناها التي تبتسم عندما تراه
لكن قلب العاشق دائما ما يشعر بما يكنه حبيبه سواء من حزن أو فرح
رغم دلوفه عليها بابتسامته المعهودة ...قد كادت أن تقابله بمثيلتها إلا أنها نظرت له بوجل و قالت : مالك يا حبيبي
رد بتسويف: مالي يا قلب حبيبك مانا كويس أهو
اقتربت منه لتقف قبالته
كوبت وجهه بحنو ثم ثبتت عيناها داخل خاصته و قالت : لو خبيت عن الدنيا بحالها مش هتعرف تخبي عني الخوف و الحزن الي شيفاهم جوه عنيك
قولي مالك ..مهما كان الي جواك شاركني فيه و خلينا نشيله سوا
لم يستطع الرد عليها لكنه قام باختطافها في عناق قوي
دفن رأسه في تجويف عنقها و هو يقول بهم : حبيبي ...مش عايز اتكلم أنا محتاج حضنك بس ينفع؟
ضمته كما لو كان صغيرها الوحيد و قالت : و انا مش هطلعك من حضني أبدا ...لحد ما ترتاح و تقدر تتكلم
*****
جلست جانب أبيها و هي تقول بوجل : يعني إيه يابوي
واكل ناسه الحزين ديه رفض عزمي ...رايد يخرب على ولد الغالي
ديه روحه في مرته و هي تموت لو اتجوز عليها
تنهد بهم ثم قال : مراضيش يا بتي
طول الطريج بتحدت وياه أني و جوزك و أشرف حاولنا نجنعه يتجوزها
جال لو حكمت هيرجع من موطرح ما جيه و لا إنه يلمس مرة غير حبيبته
تنهدت بهم ثم قالت بحيرة: طب و بعدين يا بوي هتهملوا يعاود تاني و بعيش غريب باجي عمره
هنتحرم من ريحة الغالي تاني ...داني مصدجت أنو بجي ويانا ...كل ما اطلعلوا كني شايفة جدامي أخوي الله يرحمه
يا مري داني اموت فيها لو ديه حوصل
تطلع لها بحزن ثم قال : محمد مهيغيرش رأيه يا بتي
أني بفكر اتحدت ويا مرته لو هتحبه صوح و خايفة عليه هتجدر تجنعه يتم الجواز لجل ما يعيش وسطنا
و يشتري عمره و شبابه
نظرت له بخوف ثم قالت : وافرض مرضيتش و ديه حجها يابوي هنعملوا ايه
رد عليها بحسم : مجدامناش حل غير انها توافج...هجعد وياها بكره و لازمن ترضى أني مهفرطش في الي باجيلي من ريحة ولدي لجل غيره الحريم الماسخة و جلعهم
*****
داخل غرفة أشرف و التي دلفها بملل كعادته دوما و لما لا ...ما الجديد الذي يجعله يدلف بحماس
زوجته يحفظها عن ظهر قلب ..إما ستكون غافية بملابس البيت التي تجلس بها أمام الجميع
أو تنتظره كي تشكو له من أمه أو أخته
حتى إذا طلبها قليلا ما ترتدي ثوب مغوي
دائما ما يأخذها كما هي دون حتى أن يكلف نفسه عناء التخلص من ثيابها
لكن اليوم ...اليوم ماذا حدث
بمجرد أن خطا بقدمه داخل الغرفة تغلغلت داخل أوردته رائحة عطرة لم يستنشقها من قبل
لم يلق بالا و اعتقد أنها آتية من الخارج
تحرك بتمهل وسط الظلام الذي اعتاد عليه لكنه وقف حينما سمع صوتها تقول بهدوء : انت جيت يا حبيبي
قطب جبينه و هو يقول بهمس : حبيبك ...كنها بتحلم و لا ايه
رد بسخرية : كملي نوم يا إيمان ديه عفريتي الي جيه
سمع ضحكة يملأها الدلال تصدر منها مزامنة مع الإضاءة التي ضغطت على زرها لتقف أمامه بمظهر أنثوي مثير جعله يتصنم في موضعه
عجز عن التحدث و هو ينظر لها بذهول ...داخله يقول : مين دي ..أني خربط الأوضة و لا ايه
تقدمت منه و قالت بمزاح: أني الجنية الي طلعتلك في الليل مش انت العفريت
ابتلع لعابه بصعوبة ثم قال : إيه الي مخربطاه في حالك ديه ...هو بكره العيد و أني مخابرش
عبس وجهها و هي تقول بحزن و عدم ثقة : معجبكش اياك ...داني بجالي ساعتين بزوج حالي لجل ما تاجي تلاجيني اكده
نظر لها بعيون يملأها الحيرة و الإعجاب في آن واحد ثم قال : لاااه ...عاجباني بس ممصدجش
أصل جمصان النوم دي مبتطلعش غير يوم وجفة العيد الصغير و يوم عيد الضحية ايش عجب الليلة متزوجه و لابسه جميص هياكل منيكي حته
إبتسمت باهتزاز و نجحت في التغلب على خجلها حينما اقتربت منه لتضع كفيها فوق كتفه ثم قالت بصدق: ببجى نفسي أعمل اكده كل يوم بس بستحي
هجول جواتي يا بت عيب يجول عليكي ايه
كل يوم هتبجي رايده جربه
رد عليها بتعجب : و هي المرة لما تلبس لجوزها يبجى مفيش في دماغها غير النوم ...و حتى لو رايده مني شي هي عيبة يعني
احمر وجهها خجلا لكنها قررت أن تنفذ وصية بسمله و تخبره عن كل ما يدور داخلها دون خوف أو خجل حتى تصل معه إلى حياة هادئة مليئة بالحب و الاحتواء
دمعت عيناها و هي تقول : مش اكده ...بس اني من يوم ما اتجوزتك و أني مخابراش شي عن شغل الحريم ديه
في الاول انت كت هتجرب مني كتير بعدها بدأت تبعد حبه بحبه
و حتى لو جربت مني يا دوب تفضي حاجتك و تهملني
عمرك ما طلبت مني البس و لا اتزوجلك
حتى لو جيت في يوم لاجتني لابسة جميص و لا هدمة زينة مهتعلجش
عضت شفتها السفلى لتكتم خجلها ثم أكملت بشجاعة : أوجات كتير بعد ما تهملني أبجى نفسي اجولك متبعدش أني رايداك
لكن بستحي بخاف تجول عليا شينه
و انت عمرك ما سألتني اذا كت ارتحت و لا لاه ...اتبسط و لا لاااه
سالت دموعها و هي تكمل : حسيت إني مليش لازمة حداك و الحب الي كان بيناتنا راح خلاص
أني بس مرة بتريح حالك وياها و خلاص إنما هي مفارجاش وياك
اتربينا على إن كل حاجه عيب و لو واحدة طلبت حجها من جوزها تبجى فاجرة و عينها مفتحة
هو احنا مش بشر كيفكم و ربنا زرع الشهوة جواتنا بردك و لا احنا يا دوب ماعون تفضي حالك فيه و بس
ظلت تخرج ما تكنه داخل صدرها من قهر و حزن
أخبرته عن كم المرات التي تركها بعد أن انتهى و كانت هي تشتعل من شدة الرغبة التي كتمتها بداخلها لعدم قدرتها على خلاصها
كيف تأتي بخلاصها و قد تركها زوجها دون أن يلتفت إليها حتى
أخبرته عن كم المرات التي كانت تحتاج فيها إلى عناقه و لم تجده
إما أن يكون عائد من العمل مرهق أو يتأفف من شكواها التي تلقيها عليه بسبب أمه و أخته
اذا لم تفضفض معه ...مع من تتحدث
كان يستمع لها باهتمام و حزن أيضا
بالفعل لم يفكر مرة واحدة أنها بشر مثله و داخلها شهوة يجب أن تأتي بها مثله تماما
في أول زواجه منها كان دائما يضاجعها ...حلاوة البدايات
و مع مرور الوقت أصبح الأمر مجرد روتين لما ...لأنه يقوم بكل شيء أثناء العلاقة
كل ما تفعله هي أن تتمدد أسفله دون حراك
حتى أصوات تأوهاتها التي تخرج رغما عنها كانت تكتمها بكفيها حتى لا يسمعها
مع كل هذا أصبحت العلاقة مجرد بضع دقائق يتخلص من شهوته و التي أصبحت لا يشعر بها كثيرا و فقط ينتهي منها لكن داخله يشعر باختناق
هو أيضا كان يتمنى زوجة تعلم واجباتها
زوجة تمتعه في الفراش و تجعله دائما يشتهيها
لكن انعدام خبرتها و خجلها الشديد منعه أن يعيش لحظات ماجنة يحلم داخله أن يطالها يوما
رفع كفيه ليمسح دموعها بحنو لأول مرة ثم قال:.........
$$$$$$$$$
↚
نظرت له بغضب ...نجحت في كتم دموع قلبها الذي ينزف دما
قالت بنبرة خالية من الحياة رغم قوتها : أنا الي بقولك اتجوزها
ااااايه هتخالف شرع ربنا يا شيخ محمد
هتحرم الي ربنا حلله
تطلع لها بصدمة جعلت قلبه يكاد أن يتوقف
سألها ببهوت: انتي الي بتقولي كده
طب ازاي ...هتقدري تشوفيني مع غيرك
عادي كده تستغني عني ...أنا مش قادر اصدق
كتمت وجعها بصعوبة و هي تقول : عادي ...مانت كده كده هتبقى معايا برضوا
متكبرش الموضوع
هنا ....شعر بخنجر مسموم يغرز داخل قلبه العاشق لها
لكن كرامته و كبريائه منعه أن يظهر ذلك
وقف أمامها بشموخ ثم قال بنبرة خرجت من الجحيم: و أنا موافق
بس مبقاش ليكي مكان في حياتي يا بسمله
انتي الي اختارتي و انا مبتقسمش على اتنين
و فقط ...تركها و غادر دون إضافة المزيد و داخله نار لن يطفئها ماء العالم أجمع
بمجرد أن أغلق الباب خلفه بقوة ارتمت فوق فراشها تبكي بقهر
كادت أن تموت من شدة اختناقها بسبب البكاء الشديد
تذكرت ما حدث صباحا بعد أن تركها و غادر إلى عمله
أخبرتها وفية أن الجد يريدها في أمر هام
رغم انقباض قلبها إلا أنها تحركت معها في هدوء ظاهري
جلست بأدب فوق الأريكة إبتسم لها الجد بحنو ثم قال : أني من محارمك يا بتي ...بردك مرايداش ترفعي البيشة جدامي
خجلت بشدة لكن في الأخير رفعتها ببطئ حتى يظهر وجهها البهي أمامه
فردد بإعجاب: بسم الله عليكي يا مليحة حجه يداريكي عن الكل ...كنه مطلعش هين الي عامل فيها شيخ
ضحك مع ابنته بينما هي ابتسمت بهدوء يشوبه الخجل ثم قالت : أؤمرني يا جدو
ظهر الخوف على ملامح وفية بينما قال الجد دون مواربة : بيت وهدان مرايدينش ينهوا التار غير بالنسب
نظرت له برعب فأكمل: ولد الغالي عرض عليهم الديه رفضوا و طلبوا النسب
طلبت بتهم لعزمي ولد رمضان رفض و جال لو مش الراهب يبجى التار كيف ما هو بيناتنا
سالت دموعها بهدوء رغم غليان قلبها من الداخل
و حينما أكمل بنبرة حاده رغم انخفاضها : جوزك رافض و انتي الي لازمن تجنعيه
نظرت له بغضب ثم قالت من بين دموعها المنهمرة : أناااا ...أنا أقنع جوزي إنه يتجوز عليا ...إنه يجيب واحدة تانية تشاركني فيه استحاله ...انت بتقول إيه بس
خلاص لو مفيش حل تاني إحنا هنرجع من مكان ما جينا ...يا ريتنا ما جينا هنا...
انتفض الجد و قال : و تحرميني من ولد الغالي ...عوض ربنا ليا عن ولدي الي مات بعيد عني
فكرك لو هملتوا البلد مهيعرفوش يوصلوله و لا هتعيشوا باجي حياتكم هربانين
عم تتنجلوا من بلد للتانية كل ما يعرفوا طريجكم
و يا عالم هتنجحوا و لا عيارهم هيصيبه
شهقت بفزع و انهمرت دموعها أكثر حينما سمعت ذلك الحديث المرعب
ظل يحاول معها بمساعدة وفية التي حاولت إقناعها بشتى الطرق وأهمهم زرع الرعب داخل قلبها من فقدان حبيبها الغالي
إلى أن وافقت رغما عنها و قبلت أن تضحي في سبيل نجاة من لا تملك غيره في الحياة
أول ما عاد لها فتحت معه الحديث دون أي مقدمات و بين شد و جذب و رفض قاطع من ناحيته اضطرت أن تلقي عليه تلك الكلمات السامة مع تمثيل الجمود حتى تجبره على الموافقة و تضمن سلامته ...فليعينها الله على حريق أحشائها المشتعلة و ألم قلبها الذي لا تستطع تحمله
*****
أما عنه فقد تركها و الغضب يلتهم دواخله
لم يستطع تصديق ما حدث بينهم الآن ...حبيبته تضحي به الأخرى ...و بملئ إرادتها
كان ينوي المحاربة من أجل إنهاء الأمر حتى لا يجرحها و لا يترك أخرى تشاركه بها
من الأساس لا يستطع تخيل حاله مع غيرها فكيف استطاعت هي التنازل عنه
هبط إلى الأسفل وجدهم يجلسون جميعا فقال للجد بنبرة جليدية: جدي ...كلم وهدان جوله جراية فاتحتي على بته بكره ...و فقط انطلق إلى الخارج دون أن يهتم بشهقات النساء المصدومة و الشامتة
انتفضت إيمان و وفاء ليصعدوا إلى من ساعدتهم في تغيير حياتهم إلى الأفضل منذ الأمس
و لحق به أشرف معه عزمي الذي كاد قلبه أن ينخلع من مكانه و هو يفكر أي الفتيات التي ستكون كبش الفداء لذاك التار
يدعوا داخله ألا تكون يمنى
نعم يمنى التي يعشقها منذ سنين في صمت و قد عجز عن اتخاذ خطوة تجاهها بسبب الثأر المزعوم
ظل يعشقها في صمت ...يراقبها من بعيد
إلى أن اختفت فجأة و لم تخرج من بيتها منذ عدة أشهر
كاد يجن ...يريد أن يعرف السبب لكنه عجز عن ذلك
و لم يجد من يخبره بما حدث لها و منعها من إكمال تعليمها الجامعي
فقد كان يحفظ ميعاد عودتها كل عطلة عن ظهر قلب ...يظل في انتظارها أمام محطة القطار ليراها فقط من بعيد دون أن يتجرأ و يقترب منها
و الآن يجلس أمام الراهب و يسأله من هي تلك التي وقع عليها الاختيار
نظر له بغضب ثم قال : معرفش يا عزمي ...أنا عرضت الدية و رفضوا
لما طلبوا النسب جدي قال عليك بس وهدان رفض برضوا و قال يا انا يا مفيش صلح ...محدش فينا سأل عن العروسة و لا شكلها حتى
تنهد بثقل ثم قال : أصلا مش فارق معايا هي مين و لا شكلها إيه
رد عليه أشرف بحيرة: مفيش حداهم غير يمنى بت وهدان الصغيرة الباجيين بنات ولاده و دوله لساتهم اصغار الي في إعدادي و الي لساتها مكملتش الابتدائية
خفق قلب عزمي بشدة و قال بغضب دون أن يدري : يبجى أني أولى ...انت متجوز و الكل خابر انك هتعشج مرتك يبجى ليه تظلم بت الناس وياك
رد عليه بحزن ظاهر لهم بوضوح: و لا هقدر اكون لغيرها يا عزمي ...اسأل أشرف من امبارح و انا رافض لدرجة اني كنت هرجع مكان ما جيت تاني لو لزم الأمر
بس للأسف تقريبا جدك أو وفية كلموا مراتي و خلوها توافق عافية
ما هو الي سمعته منها من شوية ده مش كلامها أبدا و لا يمكن تكون مقتنعة بيه
سأله أشرف بعدم فهم: هي عيرفت ...أكيد جومت الدنيا حريجة خابر الحريم أني و جنانهم
إبتسم بجانب فمه ثم قال : بقولك بتقنعني اوافق يا أشرف ...يبقى قالولها إيه خلاها توصل للحالة دي
نظر له عزمي بقهر ...بكى داخله و لكنه عجز عن إخبارهم بقصته التي عاشها وحده
يعلم أن الراهب مجبور على ذلك الأمر يعلم حقارة وهدان و أنه لن يتنازل عن ابن عبد الحكيم
لم يجد أمامه غير تركهم دون أن يتفوه بحرف ...فإذا تحدث سيسمعون صوته المختنق جراء دموعه التي حبسها بصعوبة
ترك المكان بأكمله حتى يختلي بحاله و يبكي
يبكي عشق سنين ...يبكي فتاة أحلامه...يتخيل احتراقه كلما رآها مع أبن عمه و قد أصبحت محرمة عليه
يخاف أن تخونه عيناه و ينظر لها نظرة لا تجوز أبدا
يا الله أعني على ما هو قادم و ارزقني نعمة النسيان
هكذا ردد داخله و هو يحاول جاهدا أن يكتم دموعه التي تأبى التوقف
*****
إنتشر الخبر و تعالت الزغاريد داخل منزل وهدان بعد الاتصال الذي جائه من جابر الهواري
صعدت عزيزة تهرول تجاه غرفة يمنى و قد اقتحمتها و هي تقول : مبروك يا بت اخوي ...أخيرا الهم راح ينزاح من فوج جلبنا
نظرت لها بعدم فهم ثم قالت : خبر ايه يا عمتي ...إيه الزغاريد دي و هم إيه الي هينزاح
أغلقت الباب و اتجهت لها
قالت بحماس: ولد الهواري اتجدملك يا نن عين عمتك ...زينة الشباب هيبجى جوزك
خابره ديه معناته ايه
شهقت بفزع ثم قالت : يا مري ...جواز ايه و من مين يا حزني انتي مخابراش الي فيها يا عمتي
وكزتها بغيظ ثم قالت : خابره يا واكله ناسك امال أني طايرة من الفرح ليه
أبوكي اتحدت ويا ابن الكلب الي بليتينا بيه و زودلوا الفلوس
رايح يجابله النهاردة لجل ما يجطع الهباب الأسود الي بليتينا بيه
يمنى بخوف : هو المشكلة في الورجة يا عمتي ...هتجوز كيف و أني مش بت بنوت و انتي خابره عوايدنا الكل هيجعد لحدت ما يشوفوا المنديل
ردت عليها بخبث : متخافيش أني عميلت حسابي هاخدك و ندلوا مصر حدا دكتور شاطر في ساعة زمن هتعاودي بت بنوت تاني و لا من شاف و لا من دري
إبتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخرية: هو ديه الي مخليكي مطمنة يا عمتي
نظرت لها بعدم فهم فأكملت : العمليات دي مش مضمونة غير انها مش بتخليني بت طوالي
في مدتها يوم واحد و في سبوع على حسب الفلوس الي هتدفع
و الأهم من ديه كلاته إنه لو الراجل بيفهم في الحريم هيعرف إنه دم مغشوش
تجهم وجه عزيزة و شعرت بالخوف لكنها قالت بكبر: ديه شيخ عمره ما جرب من واحده غير مرته هيعرف كيف بس
بطلي رط فاضي و اعملي حالك فرحانة جدام النسوان اوعاكي تبيني حاجه فاهمة
*****
نعود إلى منزل آل الهواري
و الذي كان منقسم إلى قسمين ..أولهم غرفة بسمله التي كانت تحاول تمثيل السكون أمام وفاء و إيمان
حينما صعدوا لها كي يواسوها في مصيبتها
و ثانيهم غرفة بهيه التي تجلس أمام ابنتها بغضب شديد وهي تسمعها تقول بغل: طار مني ياما ...ملحجتش اجرب منيه
بجى جوز لتنين ...أعمل ايه أني دلوك
ضربت على فخذيها و هي تكمل بجنون: جولتلك اتحدتي ويا أشرف اخوي
هو جريب منه كان طلب منيه يتجوزني
مسكك الكبر و شندلتي حالي جولتيلي هدلل عليكي اياك
طب أهي لهفته بت وهدان ارتاحتي اكده
خليني جاعده جارك
ضربتها بقوة ثم قالت : انتي فجرتي يا بت ...خلاص مفيش خشى
عايزة اعرف إيه الي مخليكي ماليه دماغك من ناحيته ديه حتى عمره ما اطلع عليكي
إيه لحجتي تعشجيه يا واكله ناسك
بالطبع لم تقو على مصارحتها بسبب رغبتها به
لكنها ردت كذبا : شكله حلو ياما ...أحلى واحد في رجالة العيلة
غير إني كت رايده أجهر بت الكلب أم خيمة دي واكسر مناخيرها الي حطاها في السما من يوم ما دخلت علينا
ردت عليها بهم : طالع لابوه ...كان زينة شباب النجع و الحريم كلياتها كانت هتموت عليه
مرته كانت مهتجدرش ترفع راسها من التعب الي بيمسك جتتها من كتر جر النسوان عليها عيني عينك
كانت كل يومين تلاته لازمن ستك الله يرحمها ترجيها
ولده طالع حته منيه حتى في مشيخته و دجنه صوح الي خلف مماتش
*****
نظرت إيمان بشفقة تجاه بسمله الذابلة ...رأتها امرأة أخرى غير التي كانت تجالسها بالأمس
بعد أن كانت تشع نوراً و ابتسامتها تسر الناظرين
أصبحت أخرى ذابلة و وجهها يحاكي شحوب الأموات
ربتت على يدها و قالت بمواساة: متجهريش حالك يا خيتي
حجك عليا أني ...ديه سلو بلدنا و مهنجدرش نغيره
هو تلاجيه وافج مغصوب يا نضري
إبتسمت بهم ثم قالت باختناق : مكانش موافق و انا الي أجبرته يا إيمان
شهقت الاثنتان ثم قالت وفاء بعدم تصديق : واااه يا حزني
انتي الي خلتيه يوافج كيف ديه ...و جدرتي تعمليها يا مشندلة
وكزتها إيمان بخفة ثم نهرتها بغيظ : و الله ما حد مشندل غيرك ...بطلي الدبش الي عم يتحدف من خاشمك ديه
ردت عليها بسمله : هي مغلطتش ...بس انا غصب عني
جدو و عمتو كلموني ...مفيش حل غير الجواز
قالولي إني أنانية عشان مش عايزة اضحي عشانه
ما هو لو متجوزش يبقى هيتقتل أو نسيب البلد تاني
جدو قالي مش هسمح لحد يبعد حفيدي الي عوضني عن موت ابني
و كلام كتير مقدرتش اتحمله
بكت بقهر و هي تكمل: حسيت إنهم عندهم حق و لازم أضحي عشان خاطره
بس هو زعل مني ...قالي إني مبقاش ليا مكان في حياته و انا أصلا كل حياتي هو
دانا أموت لو بعد عني لحظة
هو ازاي فاكر إن ده سهل عليا ...دانا كنت بتحرق جوايا و انا بطلب منه يتجوزها ...إزاي محسش بيا و لا أخدني في حضنه
بكت بقهر و هي تكمل : كنت محتاجاه يطمني و الله
ده كل الي كنت محتاجاه مش إنه يبعد عني
أنا بحبه أوي و هموت يوم ما يكون مع غيري ...بس برضوا مقدرش اتحمل إنه يجراله حاجه أو يبعد عن أهله عشاني
أعمل إيه ...حد يقوله إني مش هقدر اعيش من غيره أقسم بالله
بينما كانوا يبكون على بكائها و قهرها الشديد و هي تفيض لهم بما داخلها
كان هو يقف بالخارج يستمع بقلب يتمزق من شدة الألم
فقد حضر منذ قليل كي يبدل ثيابه و لكنه تصنم موضعه حينما كانت تقص عليهم ما فعله الجد معها
طرق الباب بخفة ثم قال بصوت شجي دون أن يفتح احتراما للنساء بالداخل : السلام عليكم و........
$$$$$$$$$$
↚
انتفضت من مجلسها حينما سمعت صوته الشجي
احتشمت النساء و وضعن أوشحتهن سريعا
قالت إيمان بلهفة : أهو مجدرش يبعد عنيكي
إلهي يصلح حالك و يجبرك في راجلك زي ما كتي السبب في فرحتي.
بينا يا وفاء ...ابتسمت بحب ثم أكملت: هبجى احكيلك عالي عيملته لما تروجي
فتحت الباب وجدته ينظر أرضا
مرت هي و وفاء من جانبه دون أن يتفوهن بحرف واحد
دلف سريعا ثم أغلق الباب خلفه وجدها تحاول مسح وجهها حتى لا يرى دموعها التي أغرقت وجهها الذابل
إبتسمت له باهتزاز و هو يقترب منها بملامح حزينة
أخذ يمسح عنها دموعها التي زادت انهمارا و هو يقول بحنو رغم حزنه الشديد: إيدي اتخلقت عشان تمسح دموعك ....حضني اتخلق عشان ترمي جواه همك
نظر لها بعتاب ثم أكمل بلوم : ليه مقولتليش إنهم ضغطوا عليكي
ليه خبيتي عليا و زعلتيني منك
إنتي متعرفيش أنا عامل ازاي من ساعة ما سيبتك
و كنت حالف ميت يمين مخطيش عتبة الأوضة
بس قلبي حلف عليا أصوم و لا إني أغيب يوم عنك
أقنعت عقلي إني عايز اغير هدومي و الم باقيها عشان انقل في أوضة تانية
شهقت بفزع جعلته يقطع حديثه و قالت برعب : دانا اموت فيها يا محمد
أقسم بالله غصب عني ...مقدرتش اكون أنانية
خوفت عليك تضيع مني
رد عليها بقهر : و انا كده مضيعتش منك يا بسمله ...لما تسلميني بإيدك لواحدة تانية و انتي عارفة إني كلي معاكي يبقى مضيعتنيش
بكت بقهر و هي تقول : أهو يفضلي نصك أحسن ما اخسرك خالص
حتى لو هتحرق في اللحظة ألف مرة مش مهم الأهم انك في أمان و قدام عيني
و ف نفس الوقت محرمتكش من أهلك و لا حرمتهم منك
أمسك وجهها بقوة ثم قال بجنون : تفتكري ده صح ...كان ممكن الاقي ألف حل غير إني أكون مع غيرك
مشكلتك إنك مش حاسه و لا عارفة إنتي إيه بالنسبة ليا
أنا مش عارف هبص في وشها ازاي
فما بالك بقى إني مطالب اديها حقها
هتخليني اعمل الي بعمله معاكي مع غيرك ...هتقدري تتحملي واحدة غيرك تبقى في حضني
تطلعت له بجنون من بين دموعها المنهمرة ثم قالت: همووووت
و فقط ...انقضت عليه تلتهم ثغره بعنف لم يعهده منها من قبل
كادت أن تمزق ثيابه و هي تحاول تخليصه منها بهستيرية
رغم تجاوبه معها سريعا إلا أن قلبه تمزق من شدة الألم الذي يشعر به لأجلها
يعلم أن الأمر ليس بهين عليها و لا عليه
تركها تقطع جسده بأسنانها حينما هبط بها إلى الأرض و تمدد عليها
أمطرها بكلمات العشق التي لا تكاد تسمع منها حرفا
كل ما تراه الآن...أن أخرى ستلمس جسده الذي تأكله الآن
تحاول محو تلك الفكرة من داخل عقلها المغيب
إلا أنها حقا فشلت و لم تشعر بحالها و هي تقضم رجولته بعنف جعله يتألم و يحاول إبعادها
هنا قرر أن يستلم زمام الأمر حتى يعيدها إلى رشدها و لو قليلا
في لحظة كان يجذب خصلاتها بقوة أجبرتها على الابتعاد
إعتدل من مرقده و نظر لها بعيون مشتعلة غضبا و عشقا و رغبة
ثم قال : أنا ملكك انتي و بس سامعه
نظرت له بتيه فما كان منه إلا أن يحملها حتى لا يتألم جسدها من صلابة الأرض تحتها
ألقاها فوق الفراش ثم تمدد فوقها تزامنا مع ولوجه بعنف داخلها مما جعلها تصرخ و كأنها استعادت وعيها الذي فقدته منذ قليل
أخذ يدفع بقوة و سرعة ....أدمى شفتيها بقبلة ماجنة
اهتز الفراش من شدة الرغبة التي أخرجها فوق جسدها
رفع رأسه ليعتدل قليلا ثم رفع إحدى ساقيها فوق كتفه ليسرع أكثر
نظر لها بجنون ثم قال من بين أنفاسه المتسارعة: مش هعرف اعمل كده معاها
عارف إنه حرام و ربنا هيحاسبني ...بس هو أعلم بحالي
ضغط رجولته داخلها بعنف و أكمل : مش هقدر ...قسما بربي ما هقدر
أنا اتخلقت ليكي و بس
مش ههيج على واحدة غيرك ...و لا واحدة غيرك هتقدر تحرك مني شعره
أسرع بجنون و هو يكمل بهوس : أعمل ااااايه ...قوليلي اتحمل ذنبها ازاي
كنت هاخدك و نروح آخر الدنيا
مكنتش عايز حد غيرك في الدنيا
إنتي حبيبتي و أول كل خير ليا
ترك ساقها ليتمدد فوقها بعد أن بدأ يقذف داخلها و أكمل بحزن شديد: مش عايز ...ولادي ...من ...حد ...غيرك ...و فقط
مع انطلاق آخر قطرة منه داخلها ومع نهاية تلك الكلمات التي مزقت فؤادها
كوبت وجهه و التقمت شفتاه لتهديه قبلة هادئة إلى حد ما لتبث داخله الطمأنينة و تثبت له أنها معه و هو داخلها الآن ...إذا لا مكان لغيرهما معهم
و لن يكون أبدا
*****
في اليوم التالي تمت قراءة الفاتحة بعد أذان العشاء و قد اطمأن قلب وهدان الذي تقابل مع سامر الذي أتاه في الصباح و قابله في أحد المقاهي المتواجدة في مركز المدينة حتى يكون بعيد كل البعد عن القرية و أهلها
سلمه ضعف المال الذي كان قد اتفق معه عليه
و رغم غضبه الشديد إلا أنه كتم رغبته في قتله حتى لا يفتضح الأمر الذي يحاول التستر عليه
اتصل على ابنته و قال بغل: اسمعي اليمين منيه لجل ما نخلصوا
أعطاه الهاتف و هو ينظر له بشر
ارتعش الآخر بداخله و لكنه قال سريعا : انتي طالق
و فقط ...أعاد الهاتف إلى وهدان الذي بصق عليه ثم تركه و غادر دون أن يلتفت إليه مرة أخرى
أما هو ...مسح ما طاله من البصق بأكمامه ثم قال ببرود: داهيه تاخدك انت و بنتك ال#### إحمد ربنا إني مقولتلكش على بلاويها
لو مكانش طاهر عرفني الي عمله معاها كان زماني لابسها و جاي اطلبها رسمي
ترك المكان و غادر بلا عودة و هو يتذكر الاتصال الذي أتاه من طاهر قبل أن يعلم بخبر حملها
فقد علم الآخر بعد عودته إلى الجامعة بعلاقتهم التي كان الجميع يتحدث عنها
و رغم أنها لا تعني له شيء إلا أنه رفض قبول تخطيها له بتلك السهولة و الارتباط بآخر
و من الآخر ...سامر ذلك التافه عديم الشخصية ...لذا قرر أن يهاتفه و يخبره أنه أخذها قبله و برضاها لم يقول أنه اغتصبها
في الأخير هي كانت معه بكل الرضا و إن كان صبر عليها قليلا كانت ستأتي له طوعا
لكنه كان يحتاج إلى المال الذي حصل عليه جراء بيع المصوغات الذهبية التي أخذها منها
و أيضا لا ينكر أنه كان يشتهيها بعد أن زهد مضاجعة النساء الكبار
لم يصدق سامر ما قاله و قال باندفاع: انت كداب ...أنا اتجوزتها عرفي و شايف دمها بعيني يبقى ازاي اصدقك
ضحك الآخر و قال بحقارة: يبقى اشتغلتك يا دغف شوف بقى عملت عملية ترقيع و لا ضحكت عليك ازاي
هبعتلك فيديو يثبتلك لو عايز و كمان عشان تتعلم ازاي #### النسوان فيما بعد
أغلق معه و قام بإرسال الفيديو الذي قام بتصويره من قبل
ثم اتصل عليه مرة أخرى و قال : ها صدقت؟
رد عليه سامر بجنون : يا ولاد الكلب انت و هي ...بس انت اغتصبتها مكانش برضاها زي ما بتقول
جز طاهر على أسنانه غيظا ثم قال : انت ### يااااض
انت مش شايفها دخلت الأوضة لوحدها تقلع هدومها يعني جاية معايا المكان ده بمزاجها ...يمكن كانت مفكرة إن هيكون فيه مقدمات و لا إني هاخد كام بوسة على كام حضن و خلاص
أساسا لو صبرت عليها شوية كانت جاتلي بمزاجها و طلبت مني انام معاها
خلاصة القول: لو حد شم خبر و لا الفيديو ده طلع لحد حتى لو ليها
الي عملته معاها هعمله في واحدة من اخواتك و انت عارف إني أقدر
يلااا بالشفا يا دغف ...و فقط أغلق الهاتف في وجهه دون إضافة المزيد
جلس سامر بهم و عدم تصديق لكنه سريعا ما تمالك حاله و أخذ يسب و يلعن فيها ...قرر أن يتركها معلقة لتدفع ثمن خداعها له
لكن ما لم يحسب حسابه هو إخبارها لأهلها بما حدث
وقتها قرر أن يستفيد منها مثل طاهر
على الأقل يأخذ ثمن ما فعلته به ليخرج من دائرة الفقر الذي يعيشه هو و عائلته المسكينة
تنهد بهم و بعدها صعد القطار ...هبط منه بعد أن جاءته فكرة مجنونة و سيطر عليه الانتقام
يريد أن يثبت رجولته و يفعل مثل ما فعل طاهر
سيبيت ليلته في أحد الفنادق الصغيرة يفكر فيما ينوي فعله و كيفية تنفيذه
حتى ينتقم منها شر انتقام
*****
ذهب الجميع مع الراهب لخطبة تلك الحقيرة
و قد علم أهالي القرية بذلك الصلح الذي عقد أثناء الخطبة
فرح الجميع بانتهاء ذلك الثأر الذي قضى على حياة الأبرياء
لم تذهب معهم وفاء و قررت البقاء جانب بسمله
و حينما أرادت إيمان الجلوس معهم
نهرتها هنيه بغباء أمام الجميع : جرى إيه يا مرت ولدي ...من ميته بطلع واجب و متكونيش وياي
أني مخابراش في ايه بيناتكم ...تكونش سحرتلك لجل ما تبجي في صفها
الله في سماه لو ما جيتي ويانا و اتعدلتي كيف ما كتي لاخلي ولدي يشندل حالك
نظرت لبسمله بأسف
فقالت الأخيرة بقوة : مفيش داعي للكلام ده يا حجه
هو المودة و الرحمة بين القرايب بقت سحر و أعمال
نظرت إلي إيمان بحنو ثم أكملت بكيد تقصدهم به : روحي يا حبيبتي معاهم أنا زي الفل
إنتي مش عارفة إن أنا الي طلبت منه يوافق على جوازه منها و لا إيه
تطلعت لهنيه بقوة ثم أكملت: أصل انا معنديش أغلى من جوزي حبيبي ...اهو يتجوز أحسن ما بعيد الشر يجراله حاجه
كفاية إني واثقة و متأكدة إني أنا الي في قلبه و جوه عينه كمان
و إن الي جاية دي آخدها غصب عنه ....مجرد كبش فدى مش أكتر
تجهم وجه هنيه و ابنتها الواقفة بجوارها
كادت أن ترد عليها إلا أن وفية منعتها بغضب : بكفاياكي رط يا هنيه و همي بينا الرجالة واجفة بره
هموا جدامي خلينا نخلصوا م اليوم الاغبر ديه
أعقبت قولها بالنظر لبسمله بأسف ثم اتجهت للخارج معهم دون أن تتفوه بحرف
هنا ...و بعد أن خرجوا جميعا من المنزل
سمحت لحالها أن تنهار
ألقت بجسدها فوق المقعد و أخذت تبكي و تنتحب
ربتت عليها وفاء و هي تقول بمؤازرة: هوني على حالك يا خيتي ديه لساتها جراية فاتحة أمال يوم الدخلة هتعملي ايه
نظرت لها بجنون ثم قالت بانهيار: هموت ..هموت يا وفاء مس هقدر اتحمل
احتضنتها باحتواء ثم قالت بشفقة: بعيد الشر عنيكي ...ربنا يحميكي لشبابك يا حبيبتي ...إدعي ربك يهونها عليكي يا خيتي مجدامكيش غير اكده
مر اليوم بصعوبة على العاشقين ...و أيضا على جابر الذي يشعر بتأنيب الضمير بعدما رمقه الراهب بنظرة لوم حزينة
و كان أصعبهم حالا هو عزمي الذي كان يجلس بجسد دون روح
أجبر على حضور خطبة حبيبته
ينظر إلى ابن عمه و لسان حاله يقول : كان المفروض أكون مكانك
يرجع و يستغفر ربه و يحاول جاهدا أن يخرجها من داخله لكن ماذا عن القلب الذي ينزف دما ...له الله
إذا علمتم الغيب لاخترتم الواقع ...حقا و صدقا الإنسان يتمنى شيئا و يتمسك به دون أن يعلم أنه شر له
لذا وجب علينا أن نثق في اختيارات الله لنا و نرضى بحكمته حتى لو لم نكن نعلمها
دائما الخير فيما اختاره الله لنا
*****
وصل سامر صباحا إلى القرية و قد قرر أن يعلم كل شيء عنها و عن أهلها قبل أن يشرع في انتقامه
ظل جالساً على أحد المقاهي الصغيرة
يتطلع في وجوه المارة تارة و الجالسين حوله تارة أخرى
كأنه يختار من بينهم
و يدقق الاختبار حتى يستطيع إيجاد شخص يخبره بسهولة عما يريد معرفته
و أثناء تركيزه انتبه لمن يقول لصديقه في الطاولة المجاورة له : أهه التار خولص أخيرا
بس لو هتجولي ضميرك في إيه أجولك خسارة ولد عبد الحكيم يناسب بيت وهدان
رد عليه صديقه ببرود : و ليه يعني ...ما هو مخادش أي واحدة منيهم ...ديه أخد بت وهدان بيه بذات نفسه
لاااه و كماني آخر العنجود الي متجلعة ع الآخر
رد عليه بغيظ : أيوه ياخوي مجلعها جلع مرج ...دي الوحيدة الي راحت تتعلم في مصر
وجف جدام خواتها كلياتهم و جالهم بتي تعمل الي يلد عليها
سأله الآخر باهتمام : بس بيجولوا مراحتش السنه دي مخابرش ليه
هز الرجل رأسه برفض و قال : لاااه...يمكن زهجت من العلام الله أعلم
إبتسم صديقه بفرحة و قال بحماس: سيبك انت من ديه كلاته ....أهم حاجه إننا هنعوموا في الفته و اللحمة
الحج جابر عازم أهل البلد كلياتهم يوم الجمعة و من بعد الصلاة هيجدم الوكل للكل
سأله باهتمام : أني مستغرب إن النهاردة يجروا الفاتحة و بعد سبوع الدخلة كنهم مستعجلين
برقت عين سامر بعدما سمع هذا الحديث
جن جنونه و جز على أسنانه غيظا ثم.............
$$$$$$$$
↚
ليس كلنا نملك صفة التسامح...منا من يستطع فعلها و يفوض أمره إلى الله
و منا من يعميه الانتقام ...يولد داخله رغبة بحرق العالم أجمع حتى لو كان يملك شخصية هشه ضعيفة لا تقوى على اتخاذ قرار
هذا كان حال سامر الذي علم بكل شيء بمحض الصدفة
عاد إلى غرفته داخل الفندق الصغير و داخله نار لن يطفئها إلا الفضيحة التي نوى عليها لتلك الساقطة
ألا يكفيها أنها خدعته و سلمت حالها لآخر قبله
ألا يكفيها استغلالها لقلبه الذي كان يكن لها حباً كبيرا
إذا ما سيفعله هي تستحقه و بجدارة
بعد أن اتخذ هذا القرار شعر بالخوف قليلا فقرر أن يتصل بطاهر كي يخبره بما علمه و يأخذ بنصيحته
اتصل به و بمجرد أن سمع صوته قال بغضب شديد: شوفت ال##### عملت إيه
طاهر باستغراب : في إيه يابني
قص عليه ما سمعه منذ قليل ثم أكمل بغل : بنت الكلب مش مستنية العدة تخلص باين اتعودت على الحرام
أنا بقى هروح ادور على البقف الي هيلبسها و اقوله على كل حاجه
كان يستمع له باهتمام لا لحديثه الساذج و إنما يفكر في شيء أقذر وأشرس
بعد أن انتهى من السب و اللعن لاحظ أنه لم يتلقى رداً منه فقال بغيظ : أنت ساكت ليه
رد طاهر بخبث : عشان كل الهري الي بتقوله ده ملوش أي تلاتين لازمة
سأله بعدم فهم : قصدك إيه ...انت مش عايزني افضحها
طاهر بحقارة: لأ طبعا عايز بس بالفهلوة اختار الوقت و المكان الصح عشان الضربة تكون قاضية و تاخد حقك بجد
زوى بين حاجبيه ثم قال بعدم فهم : مش فاهم ...يعني انت عايزني اعمل ايه
طاهر : خليك في البلد بتاعتهم ...أسأل في الخباثة عن العريس و أهله ...هات رقمه بأي شكل
قاطعه سامر بحماس : و اتصل اقوله على وساختها يقوم مفشكل الجوازة صح؟
ضحك طاهر بشيطانية ثم قال : غبي....لأ طبعا
انت هتفضل كانن كده لحد يوم الفرح
تتفرج من بعيد و أول ما ياخد عروسته على بيته تحسب ساعتين زمن و بعدين تبعتله الفيديو ....بقولك انت مصور العقد و لا اتغابيت و سلمته و خلاص
سامر : لالالالا مصوره على الفون بتاعي ...بس انا مش فاهم ليه استنى كل ده و اشمعني ساعتين ما هو كده هيكون دخل عليها و خلاص
طاهر بشيطانية : ما ده هو المطلوب ...يمكن يكون بيحبها و ما صدق أخدها ...لو اكتشف إنها عاملة عملية بعد ما يدخل عليها يبقى هيفضحها و انت تكون بعيد
لو لقيت الدنيا هادية و مفيش أي حاجه يبقى تبعتله الحاجه و هو بقى يشيل شيلته...يقتلها و لا يرجعها لأهلها بفضيحة هما أحرار
سأله بغباء : طب هنعرف منين الي عمله معاها يا ذكي هو انا هكون معاهم جوه الأوضة
زفر بحنق ثم قال : و ربنا ما فيه أغبى منك
شغل دماغك يا اهبل
دول صعايدة بيفضلوا قاعدين لحد ما العريس يرميلهم المنديل عشان يطمنوا على شرف بنتهم
بص انت في كل الأحوال اعمل الي بقولك عليه
أول ما العريس ياخدها اخلع من المكان خالص و الأحسن تسافر من هناك و احسب ساعتين تلاته كده و بعدها ابعت الحاجه ...
*****
بدأت التجهيزات على قدم و ساق داخل منزل عائلة الهواري
لم يراعي أحدهم شعور تلك المسكينة و لا نارها المنقادة داخلها
كلما حاولت إيمان و وفاء مواساتها تقف لهم هنيه و وجيدة بالمرصاد
و كأنهن تتلذذن بعذابها
و الراهب كان أشد منها عذابا و ألما
ألمه أضعاف أضعاف ما تشعر به
لا يستطع تخيل حاله مع غيرها
رفض أن يرى تلك العروس المزعومة
و لا حتى حدثها عبر الهاتف
لا يجد داخله رغبة تحثه على ذلك
حتى و إن كانت ملكة جمال لن تعنيه بشيء و لن يراها من الأساس
عيونه لا ترى سوى صورة حبيبته تكفيه عن نساء العالم أجمع
أصبح شرسا معها في الفراش
يأخذها كثيرا و في كل مرة يصبح عنيفا أكثر من سابقتها
لا يعلم لما يفعل ذلك
لكنه يوقن أنه يدمغ جسده بحبيبته حتى يثبت لها و لنفسه قبلها أن هذا الجسد و معه القلب ملكاً لها وحدها و لا يحق لأحد غيرها المساس به
أصبح وقحا للغاية ...شهوته زادت أضعاف بطريقة مخيفة ...حتى أسلوبه معها أصبح مختلف
و كأنه خلع عنه عباءة الرهبنة و ارتدى عباءة الفاسق الفاجر لكن ...معها هي و فقط
خرج من المرحاض بعد أن أخذ حماما منعش
وجدها تقف داخل خزانة الملابس تنتقي له ما يرتديه قبل أن يغادر إلى عمله
نظر لجسدها بخبث و خاصة إلى مؤخرتها الظاهرة بوضوح من أسفل قميصها الشفاف
دون أن يتردد لحظة ...حل عن نصفه السفلي تلك المنشفة الملتف بها حتى أصبح عاريا
اتجه ناحيتها و قد بدأت رجولته في الانتصاب
إلتصق بها من الخلف بشدة ثم لف زراعه حول خصرها
مال ليقضم شحمة أذنها ثم قال بفجور : انتي حلوة من ورا و من قدام ...أعمل فيكي إيه أكلك عشان ارتاح
شهقت بدلال ثم لفت رأسها لتواجهه
نظرت له بشقاوة ثم قالت: مالك يا حماده ...إيه الي جرالك
مش ملاحظ إن قلة أدبك بقت أوفر اليومين دول
داعبت رجولته بمؤخرتها ثم أكملت بفجر : انت مش لسه مخلص من مفيش نص ساعة يا دوب أخدت دش
لحقت تبقى عايز تاني ...تنهدت بإغواء و هي تكمل: يا لهوووي عليك بجد
قام بإمساك طرف ثوبها القصير كي يرفعه إلى الأعلى و بما أنها لا ترتدي أسفله لباس تحتي
وضع رجولته بين فلقتيها بشكل طولي
أخذ يضغط عليها و هو يقول بأنفاس ساخنة ألهبت جيدها : طب اعمل إيه و انا معايا حورية من الجنة
بدأ يتحرك بهياج و هو يكمل: بتجنني ...مخلياني عايزها طول الوقت
قضم رقبتها ثم أخذ يمتص جلدها بقوة و يلثمها بقبلات ماجنة
يقول من بينهم : بموت فيكي و عليكي يا حبيبي ...عايز أفضل كده طول الوقت مش عايز حاجه تبعدك عني و لا تاخدني منك
إشتعلت الرغبة داخل جسدها الذي أصبح نارا موقدة
بدأت تلصق مؤخرتها بقوة في رجولته التي تحتك بها
أجبرته على ترك عنقها لتلتهم ثغره بقبلة ماجنة و ما أثار جنونه أكثر حينما سحبت لسانه داخل فمها تمتصه بقوة و كأنها تسحب منه المزيد و المزيد من الاعترافات التي تبرد نار قلبها المنقادة
اشتدت القبلة و أصبحت حربا بين شفاه عاشقة
مد يده يداعب أنوثتها بمجون و حينما وضع إصبعه داخل فتحتها ليضاجعها به
قامت بعض شفته دون أن تشعر
فصل القبلة و نظر لها بهياج فوجدها تقول بعهر : بالي انت بتعمله ده مش هسيبك تخرج من أوضتي النهاردة ....ااااااه
هكذا صرخت بهياج حينما قرص بظرها و هو يقول : و لا هطلع من أوضتك ...ضغط رجولته بعنف و هو يكمل : و لا هطلعه منك النهاردة
و فقط ...أجبرها أن تميل بجسدها للأمام لتستند على رف الملابس التي وقعت من فوقه
ابتعد ليميل عليها و يوزع قبلات محمومة فوق ظهرها و يده التفت حولها لتعتصر نهديها
كلما قام بفرك إحدى حلمتيها تزداد هياجا و صراخ
هبط بقبلاته إلى الأسفل و قد نالت مؤخرتها من تلك العضات ما لم تناله من قبل و يده عادت لأنوثتها تفركها بعنف جعلها تتأوه بألم ممتع للغاية
وقف خلفها و حينما كادت أن تعتدل هي الأخرى قام برفع مؤخرتها و هو يقول بفجور : زي مانتي ...أعقب قوله بدفس رجولته داخل أنوثتها من الخلف دون أن يهتم بصرختها الفاجرة
بل ابتسم بهوس و بدل الصفعة أصبحت صفعات خفيفة ألهبت حواسها
أما عن رجولته التي ولج بها داخل نعيمه
و كأنها في سباق تتحرك بسرعة و قوة كادت أن توقعها أرضا
أمسكها من خصرها بإحكام حتى يستطيع زيادة سرعته و عنفه الذي جعل أنفاسها كادت أن تنقطع من شدة تأوهاتها و صرخاتها التي حاولت أن تكتمها
كل هذا جعلهم غافلين عن تلك الحقيرة التي أمرتها وفية أن تصعد لتخبرهم أن الطعام أصبح جاهزا
وصلت في منتصف العلاقة فوقفت تستمع لما يحدث
استمعت لوسوسة شيطانها و الذي أمرها أن تنظر من فتحة المفتاح علها ترى ما يحدث بعيناها
و لحسن حظها كانت الخزانة خلف الباب
برقت عيناها عندما رأت جسد الراهب من جانبه و هو يضاجع حبيبته بقوة و سرعة ...رغم أن بسمله متوارية خلف باب الخزانة إلا أن ما تراه الآن يجعلها تتخيل باقي المشهد الذي ترى نصفه فقط
من شدة هياجها لما تراه كادت أن تقتحم عليهم الغرفة و تركع أسفل قدمه كي يفعل معها و بها ما رأته بأم عيناها
تمالكت حالها بشق النفس في اللحظة الأخيرة التي أمسكت فيها المقبض
اشتعلت نار الحقد داخلها مع نار الرغبة
مما جعلها تطرق الباب بقوة أفزعت من بالداخل
انتفضت بسمله من موضعها و هي تقول بفزع : إيه ده ...مين بيخبط كده
قالتها بصعوبة من بين أنفاسها اللاهثة
بينما الآخر نظر بغضب نحو الباب و قال بنبرة خشنة : ميييين
رغم ارتعابها من تلك النبرة إلا أنها قالت بغل: جدي رايدك انت و السنيورة دلوك
الفطور بجالو ساعة متحضر و كلياتنا جاعدين مستنيينكم.....
خبر ايه عاد ...هنضلوا بالجوع لجل خاطركم
جزت بسمله على أسنانها بغل و نظرت له بغضب بعدما رفعت حاجبها الأيسر
أما هو فكاد أن يذهب لتلك الخبيثة و يبرحها ضربا
كاد أن يرد عليها إلا أن الأخرى قالت بكيد بعدما ألصقت جسدها به و بدأت تتحرك نحو الفراش : قولي لجدو اننا لسه نايمين و مش هنفطر دلوقت
كلا انتوا بألف هنا
دفعته كي يستلقي فوق الفراش ثم نظرت له بتحدي و هي تخلع ثوبها و تكمل حديثها بقوة : لما نصحى براحتنا هبقى أحضر الفطار لجوزي...و فقط
تمددت فوقه و انهالت عليه بقبلات مجنونة جعلته يضحك برجولة و يقول : معرفش انك كياده كده
رفعت رأسها لتنظر له بغيظ...مدت يدها لتمسك رجولته و تضعها عنوة داخل أنوثتها
بدأت تقفز فوقه بهياج و هي تقول : و اكيدها ليه يا حبيبي
احنا اتفقنا إنك مش طالع من الأوضة النهاردة
أسرعت في حركتها و هي تكمل : و لا هتطلعه مني ...يبقى خلاص حقي و بدافع عنه و اتفاق و بنفذه
اااااه ...هكذا صرخت بفزع حينما وجدته في لحظة يعتدل و يقلبها لتصبح أسفله
نظر لها بفجر و قال بوقاحة جعلتها تضحك بغنج: حقك ...و حقي أخليه جواكي بالطريقة الي تعجبني
دفسه داخلها بعنف ثم أكمل بعدما غمز لها بشقاوة : و لا إيه
ردت له الغمزة و قالت بابتسامة حلوة : و لا إيه.....فقط ...هذا آخر ما تفوهت به بعبث بعدها أخذ يدفع داخلها بقوة و سرعة جعلتها تأتي بمائها عدة مرات إلى أن قذف هو داخلها و لسانه يردد بعض الأدعية و التي يطلب بها من ربه أن يبارك له في حبيبته و يرزقه منها الذرية الصالحة
أما تلك الحقيرة بعد أن سمعت رد بسمله عليها اشتعلت النار داخلها أكثر و لكنها لم تستطع الرد عليها
اتجهت إلى الأسفل بغل و حينما وقفت أمام الجميع قالت بحقارة : ولد ولدك هيجولك مرايدش ياكل وياكم ...الفاجرة الي بلانا بيها لو سمعتها تجول و لا الغوازي و.....
وجيدددددة ...هكذا صرخت وفية بعدما علمت ما ستقوله ابنة أخيها دون حياء
شهقت إيمان و وفاء بخجل من نظرات الرجال المصدومة
بينما أكملت بغضب جم : إجفلي خاشمك يا واكله ناسك
كتي هتتصنتي عليهم اياك و جاية تفشي حرمه خلوته داني اشرب من دمك
وقف الجد و قال بغضب : .........
$$$$$$$$$
↚
الجد بغضب : حطي بلغه في خاشمك و اكتمي يا جليلة الحيا
نظر لرمضان ثم أكمل: ربي بتك بدال ما أدفنها بالحيا اوعاك تكون مفكر إني مخابرش عمايلها الشينه هي و امها و الي بتعملوا في مرت أخوها
أني سكت كتير لكن توصل لحرمة الدار و الي فيه لاااااه أجتلك و اشرب من دمك لو محكمتهاش
انتفض رمضان بغضب و قام بصفع ابنته و هو يقول بغل : ركبتيني العيبة يا بنت الكلب
صرخت بألم لم يهتم به و لكن قام بإمساك خصلاتها يجذبها بقوة و هو يكمل : لو جربتي نواحي الأوضة دي تاني أني الي هجطع خبر سامعه
تدخلت بهيه كي تنقذ ابنتها و هي تقول : سيب البت هتموت في يدك
غيتوني يا ناس ...الحج خيتك يا اشرف
رد عليها ببرود : خليه يربيها يا اما...انتي الي فسدتيها و خلتيها راكبة فوج الكل حتى احنا خواتها الرجالة ما في حدا فينا جادر عليها و لا حتى ليه كلمة عليها
هم بالإنصراف و هو يكمل بغضب : أني مهمل الدار كلياتها و غاير في داهية لجل ما ترتاحي انتي وياها
بمنتهى الجحود قالت : إلهي ما ترجع غير على ضهرك يابن بطني
شهقت إيمان بفزع ثم قالت بغضب لأول مرة: وااااه بعيد الشر عنيه إن شالله عدوينه
جدرتي تجوليها يا مرت عمي
ضرب الجد بعصاه فوق الأرض و هو يهدر بعلو صوته الغاضب: بكفاية اكده
اااايه يا هوارة مبجاش في كبير وسطيكم و لا عملين اعتبار لواجفتي وسطيكم
كاد رمضان أن يتحدث بعد أن ترك ابنته إلا أنه أكمل بغضب : و لا كلمة ...مرايدش اسمع نفس حدا فيكم
غوووورو من جدامي بدل ما اطلع السلاح و اخلص عليكم كلياتكم
*****
لم يشعر العاشقان بالحرب القائمة بالأسفل بل كانا يعيشا معا أسعد لحظات حياتهم
يخلقون ذكريات تعينهم على ما هو قادم
حاولوا نسيان ما سيحدث بعد بضعة أيام ...رفض العقل تصديق تلك الفكرة البغيضة
و القلب يئن عشقا و ينفي احتمال وجود غريب بينهم
قضى اليوم بأكمله معها دون أن يكل و لا يمل
ظل يغدق عليها كلمات العشق و الكثير من الوقاحة التي أصبحت من ضمن سماته
و هي لم تتوان في دلاله و الاهتمام به
زرعت داخله عشقاً فوق عشقه لها أضعافاً مضاعفة ....تعلم جيدا أن القادم ليس بهين لكن بما يفعله معها جعلها توقن أن تضحيتها الكبيرة هو أهلً لها
*****
أما عن إيمان التي أثر فيها الموقف و رغم تحسن علاقتها بزوجها
إلا أنها حينما وضعت حالها مكان بسمله لم تستطع تخيل الموقف و لا تحمل ألمه
صعدت إلى غرفتها سريعا و قامت بالاتصال عليه
رد عليها بهم : خير يا أم حسين في حاجه
تنهدت بعشق يشوبه الحزن ثم قالت بجرأة لم يعهدها منها من قبل : فيه إن اني عشجاك يا ابو حسين ...يا نن عيني و جطعة من جلبي
حجك عليا أني متزعلش مالي حوصل ...ساعة شيطان و راحت لحالها امسحها فيا اني
كان يستمع لها بصدمة لكن داخله فرحًا للغاية ...لأول مرة تواسيه
لأول مرة يجدها جانبه تحتويه وقت حزنه
لأول مرة يشعر بحلاوة اعترافها بعشقه
إبتسم و قال : متعرفيش كد ايه كت محتاج الحديت ديه منيكي انتي بالذات
أول مرة أحس إن اني مش لحالي و حدايا الي يزعل علي و يراضيني
ردت عليه بلهفة : واااه ...داني ما عيفشه جوي يابوي
حجك علي يا حبيبي أيام و راحت لحالها و اني خلاص اتعلمت مخجلش من راجلي و اكون وياه منين ما يكون
حتى بعدك عني مسامحاك فيه المهم تبجى راضي عني و تضل وياي يا نور عيني
أشرف : عمري ما بعد عنيكي يا جلبي ..ضحك بخفة ثم أكمل : إوعاكي تكوني هتجولي الحديت ديه لجل ما خايفة اتجوز عليكي
شهقت بفزع ثم قالت : يا مري يا حزني داني كت اروح فيها
أكملت بشراسة : بس الاول اجتلك و اجتلها
ضحك بصخب ثم قال بحنو: متخافيش يا جلبي أني بعشجك و هدوب فيكي لا يمكن اعملها واصل
*****
مرت الأيام سريعا وسط التجهيزات من كلا الطرفين
و قد قامت يمنى بإجراء عملية لتعيد عذريتها لدى طبيب يعمل أعمال غير مشروعة
شدد عليهم أن مدة صلاحيتها أسبوع من تاريخ إجرائها
فقررت أن تذهب له قبل الزفاف بيومان فقط أي قبل يوم الحناء بيوم فقط حتى يظل لديها خمسة أيام بعد الزفاف يدخل عليها فيهم وقتما يشاء أو تستطيع هي تمثيل الخجل و التدلل عليه يومان أو ثلاثة كي ترغبه فيها و وقت مضاجعتها لا يلتفت للون الدم أو كميته
و الراهب كان يشعر بثقل فوق قلبه كلما اقترب الموعد و ها هو اليوم على أعتاب حياة جديدة يرفضها بل يبغضها لم يستطع ارتداء ثياب الزفاف في غرفته
أو بمعنى أدق أمام حبيبته التي تمثل التماسك أمام الجميع بينما الآن هي حبيسة غرفتها تبكي و تنتحب بعدما سمعت صوت الزغاريد بالأسفل
تحرك معهم بجسد ثقيل و ملامح جامدة ليس وحده فقط بل أيضا عزمي ابن عمه الذي كان ينتحب بداخله لكنه لا يقوى حتى على قول ...اااااه
تجهزت يمنى بثوبها الأبيض ...تزينت بألوان صاخبة ظنا منها أنها ستبهره
تضحك و تمثل الفرح أمام الجميع لكن داخلها تموت رعبا من انكشاف أمرها ...تشعر بانقباض قلبها لكن لا تقوى على إظهار ذلك
الوحيدة التي تعلم ما يدور بداخلها هي عزيزة ...عمتها التي تسترت عليها منذ خطأها الأول و ما زالت تصلح خطأ بآخر
لم تملك ذرة من الضمير كي يؤنبها على خداع هذا الشاب الخلوق
لم تفكر أن تسأل عما إذا كان الزواج العرفي له عدة أم لا
لا يهمها إذا كان عقد القران الذي يتم الآن في تلك اللحظة باطلاً أم صحيح
كل ما يهمها أن تذهب تلك الساقطة إلى منزل رجل أمام أهل القرية و تصبح زوجة و بهذا تكون قد تخلصت من عارها إلى الأبد
الشيء الوحيد الذي كان يقلقها هو انكشاف أمرها من قبل الراهب
لذا أمرت جميع الفتيات بالمغادرة حتى تختلي بها كأنها ستتلو عليها بعض النصائح
جلست جانبها بعد أن أغلقت الباب بإحكام ثم قالت بخبث : اسمعي مني الحديت ديه زين و تعمليه بالحرف الواحد سامعه
نظرت لها باهتمام فأكملت : لازمن تلبسي و تتزوجي من أول ما رجلك تخطي عتبة الأوضة
لكن متخلهوش يلمسك تضلي على اكده يومين و لا تلاتة ل....
قاطعتها يمنى بغيظ : كيف ديه ...انتي بتحلمي اياك
هو انتي مخابراش عوايدنا يا عمتي
أهلي و أهله هيضلوا جاعدين تحت لحدت ما يرميلهم المنديل
ضحكت بمكر ثم قالت : لااااه مهيعملهاش
زوت بين حاجبيها ثم قالت : كيف ديه ...اداكي سره اياك و لا انتي الي طلبتي منيه اكده
وكزتها بغيظ قم قالت : و لا اكده و لا اكده
أني اطجصط عنيه من هنيه مرت عمه عريفت منيها إنه مستشيخ و جال الله و جال الرسول
و المشايخ دول ملهومش صالح بالعوايد و لا التجاليد
ليهم صالح بالشرع و الدين و بس فهمتي أني مطمنة و حاطه في بطني شادر بطيخ صيفي ليه يا واكله ناسك
هزت رأسها بفهم ثم تنهدت و قالت بخوف : ربنا يستر يا عمتي و الي جولتي عليه ينفع
كادت أن ترد عليها إلا أن طرق الباب بقوة منعها من ذلك
فقد حضر أبيها و شيخون أخاها الكبير كي يصطحبوها إلى الأسفل و يسلموها لزوجها
و زوجها لم يكلف حاله حتى أن ينظر تجاهها بل ما أثار صدمة الجميع حينما فتح أشرف الباب الخلفي للسيارة كي يصعدا داخلها
تركها تدخل وحدها و قام بفتح الباب الأمامي ليجلس جانب السائق ثم أغلقه بقوة جعلت أشرف و الجد يكتمون غيظهم بصعوبة
بينما وصل الجميع إلى منزل عائلة الهواري
تعالت دقات الطبول و صوت المزمار وصل إلى مسامع بسمله التي كانت تجلس فوق سجادة الصلاة خاصتها
استعانت بالصلاة حتى تتحمل ما لا تطيق
دعائها الوحيد طوال السجود ...يا رب هونها عليا ....
قلبها يتمزق مع تلك الأصوات
لم تستطع تحمل الألم
و لم تقو على حضور الحفل و الجلوس مع النساء في الأسفل
اعتزلت الجميع لكن من وقت لآخر تطل عليها إيمان أو وفاء
حتى وفية التي تشعر بتأنيب الضمير لم تتركها و احترمت رغبتها في عدم الحضور
جلست عزيزة جانب هنيه و قالت بغيظ : ألا جوليلي يا أم أشرف وينها ضرة بت أخوي من أولها اكده هتبتدي شغل الضراير و لا احنا مش كد المجام
ردت عليها الأخرى بغل و كذب : يا بوووي ...بت أخوكي الله يعينها عالي داخله عليه
ضرتها دي حرباية و الشيخ ماشي وراها في كل كبيرة و صغيرة
الشورة شورتها مهيكسرش ليها كلمة و لا يتحمل حدا يدوس ليها على طرف
ضربت عزيزة فوق صدرها بقوة ثم قالت : يا مري يا حزني
اوعاكي يكون ليها في السحر ...أصل مفيش راجل يبجى اكده ويا مرته إلا لو عملتله عمل و سفلي كماني
لوت شفتيها يمينا و يسارا ثم قالت ببهتان: الله أعلم يا خيتي و ليه لااااه
مش بعيد على السهنة دي الي جاعدالنا بخيمة ليل ويا نهار
ظل الحديث دائراً بين الاثنتان إلى أن سمعتا أصوات إطلاق النار التي تعلن عن قدوم العريس ليصطحب عروسه
وقف بثقل و وجه خالي من أي ملامح تحرك فقط خطوتان نحو الداخل لكنه وقف متصنما حينما سمع أخيها يقول بفرحة و فخر: متطولش علينا يا شيخ ناطرين البشارة
لف جسده لينظر له بهدوء حذر ثم قال : مش فاهم ...تقصد إيه؟
رد عليه شيخون بصوت عالي سمعه الجميع : وااااه....خبر ايه عاد يا ولد الهواري ...بجولك البشارة ....خلص و احدف لينا شرف خيتي لجل ما نفرحوا بيه
هنا ...تحول وجهه إلى الأحمر القاني من شدة الغضب
صاح بهدير: كنك اتجنيت اياك
شرف ايه و منديل ايه الي احدفه
رد عليه وهدان بخبث رغم فرحته الداخلية : دي عوايدنا يا ولدي كل الخلج دي جاعدين لحدت ما تخلص
رد عليه بغضب جم : أخلص ايه ...انت واعي للي عم تجوله على بتك
عوايدكم دي متلدش عليا ...أني ماشي بشرع ربنا
و شرع ربنا مهيجولش أطلع سر مرتي و سري للخلج ...عيب أني مخابرش هتفكروا كيف بس
تدخل جابر يهدئ الوضع : بتهم و رايدين يفرحوا بيها يا ولدي ما جراش حاجه
نظر لجده ثم قال بقوة و حسم : أني مهخلفش شرع ربنا لجل الحديت الماسخ ديه
بتك لو طاهره هتضل في بيتي
لا جدر الله فيها حاجه هترجعلك في الستر مش الفضيحة و ديه الي عندي
جول رأيك جبل ما اتحرك من مكاني
عاجبك الحديت ديه هطلع مش لادد عليك يبجى نفضها سيرة و تاخد بتك معززة مكرمة من دلوك و الكل شاهد عالي حوصل لجل ما حدا يجول عليها شي لا سمح الله
تعالت الأصوات ما بين مؤيد و معارض
بينما كان الراهب بداخله يدعوا الله أن يتمسكوا بتلك العادات العقيمة و يأخذ ابنته معه
ظل الوضع هكذا لبضع دقائق إلى أن ........
$$$$$$$$$
↚
بعد أن صمت الراهب في انتظار قرار وهدان الأخير
كان داخله يتمنى أن يختار إعادة ابنته إلى بيت أبيها
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
تحدث وهدان بفرحة عارمة : خد مرتك و اطلع يا جوز بتي احنا واثجين في بيتنا و أخلاجها
ألف مبروك ربنا يرزجكم الذرية الصالحة إن شاء الله
اتجه نحو الداخل وسط إطلاق الكثير من الأعيرة النارية
لم يهتم وهدان بغضب أولاده الرجال و لا استنكار بعض الحضور
بالنسبة له كان ما حدث أشبه بمعجزة من السماء هبطت عليه كي تخلصه من رعبه اذا ما لاحظ أحدهم تغيير لون الدماء أو كميتها القليلة كما أخبرهم الطبيب
دلف الراهب إلى الداخل فتعالت زغاريد النساء ...وقفت يمنى بمساعدة عمتها التي قالت بفرحة : ربنا يباركلك فيها يا ولدي
سألت أم يمنى وفية بهمس غاضب : هو جالب وشه اكده ليه ...يكونش مغصوب على الجوازة و لا هو صوح شورة مرته كيف ما الحريم عن بتجول
نهرتها وفية بغضب شديد: جطع لسان الي يجول على ولد الغالي كلمة شينه
الشيخ محمد راجل من ضهر راجل و لا اياك ما هو مالوش في المسخرة و داخل وسط الحريم عينه مترفعتش على واحدة منيهم يبجى خلاص تجولي الحديت الماسخ ديه
ردت عليها سريعا بوجل : حجك علي يا خيتي مجصودش و...
قاطعتها و تحركت تجاه الراهب الذي اتجه نحو الدرج جانبه يمنى التي تشعر بغرابة بسبب عدم سلامه عليها و لا حتى إمساك يدها كي تتحرك معه
وقفت وفية في طريقه ثم نظرت له بتوسل لكنها قالت بمغزى : مبارك عليك يا ولد الغالي تتهنى بعروستك يا حبيبي شكلها زينة و طيبة
نظر لها بجمود ثم هز رأسه دون اهتمام و صعد إلى الأعلى و لم يلتفت لها
فتح باب الغرفة و دلف خطوتان
لحقت به يمنى و رغم أنها تمثل الخجل إلا أن داخلها يرتعش من هيئته الصلبة
ظل واقفا أمامها في سكون ظاهري
لم يكن يراها و لا يعلم ملامحها رغم أن عيناه مثبتة على وجهها
كان في عالم آخر ...يفكر في حبيبته ما حالها الآن ...يتذكر اول لحظاته معها
سرح بعيدا و كأنه الآن معها ينعم بعشقها
أخرجه من دنياه الوردية صوتها المهزوز و هي تقول : اااا...رايده أغير الفستان ...تجيل جوي علي
في لحظة كان يتجه نحو الباب و هو يقول ببرود : خدي راحتك ...و فقط تركها مغلقا الباب خلفه و كأنها أعطته الإذن بالإنصراف و ....التنفس
انطلق نحو حبيبته التي كانت تمسك القرآن الكريم لتقرأ فيه قليلا
لكنها من شدة البكاء لم تستطع قراءة حرف واحد منه
بل ضمته و بكت بقهر ثم قالت : مش قادرة يا رب ....و الله ما قادرة
هونها عليا يا رب
اعتصر قلبه بقبضة من حديد حينما دلف عليها و وجدها بتلك الحالة المزرية
لم تشعر به و لم تسمع صوت إغلاق الباب
لكنها انتفضت بعدم تصديق و صدمة حينما وجدت يدان قويتان تسحبانها كي تقف من مجلسها
نظرت له بتيه من بين دموعها المنهمرة
تحاول تصديق عيونها
حبيبها هنا ....أمامها
ترك عروسه في ذلك اليوم الهام و أتى إلي أنا
لم يمهلها التفكير و التحليل أكثر من ذلك
و لم يتحمل وجودها أمامه دون أن يلمسها و يروي عطش قلبه الظمآن لشهدها
في لحظة كانت ترتفع من فوق الأرض بعد أن ضمها بقوة و أخذها في عناق ساحق كاد أن يحطم عظامها
ثم قال بنبرة تقطر عشقا و وجعا : وحشتيني
دلوقت بس هقدر اتنفس ....و فقط سحب شفتيها ليأخذها في قبلة همجية تعبر عن كم الاشتياق الذي يحمله لها و الغضب الذي يشعل صدره بسبب بعده عنها حتى لو لمدة يوم
أما هي فاقت سريعا من صدمتها و بدأت تلتهمه بجنون
لا تصدق أنه معها يبادلها عشقها بعشق أكبر
حاوطت وجهه و ظلت تقبله بقوة رغم دموعها المنهمرة
فصل تلك القبلة الدامية بعد فترة ثم نظر لها بعشق يغلفه العذاب ثم قال : عيونك الحلوة ميليقش عليها البكى يا حبيبي
نظرت له بلهفة من بين دموعها المنهمرة ثم قالت : انت معايا بجد ....سيبتها علشاني ...في يوم زي ده
لم يرد بالحديث و إنما تقبيله لها مرة أخرى و تحركه بها نحو الفراش كان أبلغ من أي رد
لم يكن لديه صبرا أن يجردها من ثيابها بل قام بشق الجلباب نصفين بعد أن فصل قبلته
لم تهتم و لم تفزع بل سحبت ثيابه أيضا تخلصه منها بنفاذ صبر
و من هنا .....بدأت المعركة
بل الملحمة ....ملحمة دارت بين جسدين يشتاق كلا منهما للآخر حد اللعنة
قلبين يتعذبان من فراق يوما واحد
و عقل غيب تماما عن الواقع
كان الجنون هو الثمه الأساسية في هذا المشهد الذي عجزت عن وصفه
هو ...يريد محو أي ذكرى لأخرى حتى و إن لم يمسسها ...تمنى أن يفقد الذاكرة لمجرد أن غيرها كتبت على اسمه
أما هي ....تريد أن تثبت وجوده معها الآن
على فراشها هي لا فراش الأخرى
تريد تصديق ذلك و بشدة
لم تجد وسيلة لذلك غير قفزها فوقه و القفز بجنون
بينما كان يعتصر نهديها بعنف لم تعهده من قبل
لم تهتم بل كانت تريد المزيد
و المزيد أتى حينما أجبرها على النوم أسفله كي يضاجعها بقوة عاشق اشتاق لحبيبته
يضاجعها بعنف غاضب يريد إفراغ ما يعتمل صدره من غل و رفض لواقع فرض عليه
*****
و ما بين هذا و ذاك كان هناك آخر يبكي
نعم يبكي بحرقة و هو يتخيل حبيبته التي تمناها داخل أحضان ابن عمه الآن في تلك اللحظة
من الأساس قد فقد الأمل فيها منذ أن أعلنوا خطبتها له
وعد حاله بنسيانها
لكن ما هو عليه الآن ليس بيده
سيبكي و يبكي إلى أن تخرج من داخله مع آخر قطرة دمع تهبط من عينه
هكذا قرر عزمي بل وعد ربه و نفسه
سيفي بالوعد مهما كلفه الأمر
*****
و التي يبكي من أجلها الآن تحادث عمتها عبر الهاتف بعدما انتظرته كثيرا و لم يعد حتى الآن
عزيزة بغيظ : شندلتي ايه يا حزينة لجل ما يهملك يوم دخلتك
أكيد جولتي حاجه من حديتك الماسخ ماني خابره لسانك بينجط سم
تحدثت بغضب لم تستطع كتمه: انتي طوالي اكده ظلماني يا عمتي
أنا منطجتش حرف غير يا دوب جولت رايده اغير الزفت ال كاتم على صدري
مكلفش حاله يطلع في وشي حتى و همل الأوضة طوالي كن غير ما ينطج كنوا طافح سد الحنك
عزيزة بغل : يبجى حديت هنيه صوح و المدعوجة مرته سحرتله
هو في عريس يهمل عروسته ليلة الدخلة
أتاريه وجف وسط الخلج و اتحجج بالدين و انه حرام الناس تشوف المنديل
كنه كان متفج وياها و لا تكون هي الي جالتله يعمل اكده لجل ما يبات وياها الليلة و تجهرك من أولها
ما هي لازمن بردك تعرفك انها الكبيرة و انك و لا حاجه جارها
ردت عليها بغلب : طب أني أعمل إيه دلوك
فات تلت أيام من يوم الدكتور و.....
اجفلي خاشمك يا واكله ناسك ...هكذا صرخت بها عزيزة سريعا ثم أكملت بغضب : اوعاكي تجيبي السيرة دي حتى بينك و بين نفسك
الحيطان ليها ودان يا حزينة و دار الهواري مليان عجارب
يمنى : حاضر يا عمتي ...طب اني اعمل إيه دلوك
تنهدت بهم ثم قالت : اتخمدي اشوي و الصباح رباح
أني هعرف كيف اتصرف وياه لما آجي الصباحية
شهقت بخوف ثم قالت : وااااه هتجوليلوا أني شكيتلك
ديه باينه صعب جوي يا عمتي و ممكن يشندل حالي
عزيزة بثقة : متخافيش أني مش غبية لجل ما اعمل اكده
نامي دلوك و أني جولتلك هتصرف ...و فقط أغلقت الهاتف دون أن تنتظر ردا منها و جلست تفكر في تلك المعضلة
ماذا إن كان حديث بهيه صحيح
ماذا إن مرت الأيام المتبقية دون أن يمسها
وقتها سينكشف الأمر و تنالهم الفضيحة و العار
نظرت للأمام بغل ثم قالت : لازمن اتصرف
لازمن يدخل عليها بكره لجل ما نوخلص من الهم ديه
*****
و الراهب لا يعلم بكل ما يحدث في الغرف المغلقة التي تحيط به
بل كان غارقا في شهد حبيبته الذي يرتشفه الآن من داخل أنوثتها لآخر قطرة
بل بعد أن انتهى ظل يقضم بظرها و يمتص شفرتيها حتى يثيرها مرة أخرى
و قد كان له ما أراد بعد أن سمع تأوهاتها و فرك جسدها بجنون فوق الفراش
ارتفع لينظر لها بشهوة كبيرة و هو يقول : حاسس إن بقالي سنة بعيد عنك
ردت عليه من بين أنفاسها اللاهثة حينما بدأ يداعب أنوثتها برجولته : و انا هموت عليك كأني مكنتش في حضنك بالليل
دفس وحشه داخلها بعنف ثم قال بوقاحة : قولنا مش طالع من الأوضة و لا طالع منك محدش صدقني
و فقط ....أخذ يسرع داخلها بقوة و عنف ألهبها و جعلها تصرخ تارة و تمطره بكلمات العشق تارة أخرى إلى أن انتهى و ألقى بجسده فوقها
ملست على خصلاته المشعثة بحنان ثم قالت : الي بيحصل ده جنان صح ...أعقبت قولها بإطلاق ضحكة مليئة بالدلال و أيضا يملأها الفرحة
قضم كتفها ثم اعتدل لينظر داخل عيناها و يقول بعشق : ما هو انتي جننتي الراهب و ولعتي في قلبه يبقى لازم الي بينا يكون جنان يا حبيبي
كادت أن ترد عليه إلا أن سماعها لصوت نغمة هاتفه التي تنم على وصول رسالة
جعلها تنظر له بغيرة و تقول : هي الهانم لحقت تبعتلك رسايل
نظر لها بعدم فهم فقامت بدفعه بغل فوقع جانبها
انتفضت من فوق الفراش بغضب ثم مالت أرضا لتمسك ثيابه و تخرج منها الهاتف
كان هو يلحق بها و يضمها من الخلف ثم يقول بحنو بعدما لثم وجنتها بحنان : مش معاها رقمي أصلا يا حبيبي
بدأت تكتب فوق الشاشة الرقم السري كي تفتح الهاتف و هي ترد عليه بغيرة عمياء احترمها و لم يغضب منها: أتأكد برضوا ...افرض أخدت رقمك من حد و ....هاااااااا
هكذا قطعت حديثها و شهقت بفزع حينما فتحت الرسالة و أول ما رأته هو فيديو يمنى مع طاهر
اشتعل الراهب في لحظة و قام بسحب الهاتف من يدها سريعا
لم يستطع النظر أكثر من بضع ثواني لتلك القذارة
خرج منه كي يرى رقم المرسل فتفاجأ بما هو أبشع
صورة لعقد الزواج العرفي الخاص بها مع سامر
ثم رسالة نصية مفادها
"الفيديو مع واحد و عقد الجواز مع واحد تاني
أو بمعنى أصح العقد بتاعي أنا معاها و لسه مطلقها من حوالي ست أيام ....كان لازم ابعتلك كل ده مش عشان أنتقم منها و بس زي ما كنت ناوي
لكن عشان أنا شوفتك و لقيتك شيخ و بتاع ربنا
مش هقدر اشيل ذنبك و اخليك تبقى زاني
كان المفروض ابعتلك الحاجات دي كمان ساعتين تلاتة تكون خلصت معاها بس للأمانة مقدرتش
بقالي ساعة براجع نفسي و في الآخر بعتها
يا رب متكونش لحقت قربتلها ...أنا عملت الي عليا و الي جاي بتاعك انت"
بعد أن انتهى من قراءة الرسالة
تحولت ملامحه إلى ملامح شيطانية
نظر للأمام بشر ثم في لحظة ............
$$$$$$$$$$
↚
صدمة قوية حلت على بسمله التي تنظر برعب لزوجها و هو يقرأ و يرى ما أرسل إليه
لأول مرة ترى ملامحه مخيفة
دائما و في أشد لحظات غضبه ترى داخل عيناه الأمان و الطمأنينة
لكن الآن ترى ناراً موقدة يخرج لهيبها ليحرق العالم أجمع
أما هو كان داخله حقا نار ستحرق تلك الساقطة التي كادت أن تجعله يرتكب كبيرة من أكبر الكبائر ألا و هي الزنا
لكن السؤال هنا ...هل كل تلك الجرائم بعلم من أحد ذويها
هل ساعدها أحدهم على إخفاء أفعالها الشنيعة و تستر عليها
كيف تزوجت و كيف تم الطلاق
كيف تزوجت به و هي ليست بكر من الأساس
إبتسم بشر ثم تحرك تجاه المرحاض
ينوي الطهارة ثم الذهاب إليها كي يعلم أولا إجابة لتلك الأسئلة ثم تلقينها درسا لن تنساه
تفاجأ بحبيبته تقف أمامه لتمنعه من التحرك و هي تقول برعب : رايح فين يا محمد ...ناوي على إيه ؟
رد عليها بشيطانية لأول مرة : رايح أخد حقي مالي استغفلتني
مالي أخدتني كوبري تغطي بيه على فضايحها
مالي كانت هتخليني زاني و انا عشت عمري كله بخاف من النظرة الحرام
كاد أن يتحرك لكنها سريعا ما قامت بوضع كفيها فوق صدره و قالت بتوسل : الستر يا محمد ...الستر متنساش كتاب ربنا الي انت حافظه
نظر لها بغضب جم فأكملت : أنا عارفة إن الموقف صعب ...صعب جدا كمان و مفيش راجل يتحمله
إنما انت غير يا حبيبي انت مش هتسمح لشيطانك يتحكم فيك
إبتسم بجانب فمه ثم قام بإزاحة يدها بعيدا عنه و اتجه إلى المرحاض سريعا دون أن يتفوه بحرف
وقفت بحيرة و هي تجذب خصلاتها للخلف بقوة
تحاول أن تجد حلاً لتلك الكارثة
تعلم أن لديه كل الحق فيما سيفعله
لكن في الأخير هي تربت على مبدأ
من ستر مسلم في الدنيا ستره الله في الآخرة
تغاضت عن أنها غريمتها و قد كادت أن تشاركها في زوجها
هي الآن تفكر فقط أنها فتاة في مجتمع تحكمه العادات و التقاليد و التعصب
أقل رد فعل على جريمتها هو القتل ....و هذا ما لن تسمح به أبدا
لن تترك حبيبها يلوث يده بالدماء حتى و إن كان لديه الحق
إرتدت ثيابها سريعا حينما انتبهت على غلق مرش المياه
نظرت له و هو يخرج من المرحاض دون أن يلتفت لها و اتجه نحو الخزانة ليخرج ثيابه و بدأ يرتديها على عجالة
اقتربت منه و قالت بخوف : عشان خاطري خلينا نفكر الأول و.....
اااااااخرسي بقى ...هكذا صرخ بها مما جعلها تنتفض برعب
و قبل ان تتخذ أي رد فعل انطلق نحو الخارج مغلقا الباب خلفه بقوة اهتزت لها أركان المكان
اقتحم الغرفة دون استئذان و بمجرد أن أصبح بالداخل أغلق بابها بقوة أكبر جعلتها تنتفض برعب من مرقدها
لم ينظر تجاهها لكنه قال بنبرة خرجت من الجحيم: جومي استري نفسك بسرعة
نظرت له بصدمة و قالت بعدم فهم : استر نفسي
صرخ بغل : اخلصي يا بنت الكلب ....اااااه نسيت ان لحمك رخيص و عادي أي حد يشوفه
شحب وجهها بشدة بعد سماع تلك الكلمات التي دبت الرعب داخل قلبها
صرخ بقوة : اااااخلصي
انتفضت من فوق الفراش و قبل أن تتحرك خطوة واحدة
وجدته قام بفتح الخزانة و أخرج منها عباءة مع الوشاح الخاص بها ثم ألقاهم تجاهها دون أن يقع بصره عليها
ارتطم الثياب في وجهها بقوة جعلتها تشهق بفزع
ارتدتها سريعا و قبل أن تتفوه بحرف كان ينقض عليها بكل ما يحمله من غل و غضب
أمسك حجابها بعنف ثم قال بنبرة جحيمية: متخلقش الي يضحك على الراهب يا بنت الكلب
اتغريتي اني شيخ ....فكرتي اني أهبل و وساختك هتعدي
صرخت ببكاء و هي تقول برعب : أني معملتش حاجة في إيه طيب
أخرج هاتفه ثم فتحه سريعا على المقطع المصور
وضعه أمام وجهها و قال بغل : إيه ده يا فاجرة
شهقت بعدم تصديق و كادت أن تفقد وعيها من شدة الرعب و لم تقو على التفوه بحرف
في نفس اللحظة اقتحمت بسمله عليهم الغرفة و اقترب منهم سريعا و هي تقول بتوسل : عشان خاطري أبوس إيدك بلاش فضايح
و كأنها جاءتها النجدة من السماء
لم تهتم كيف علمت و لا من هي بالأساس
صرخت برعب : غيتيني الله لا يسيئك أني معملتش حاجه
في تلك الأثناء قبل لحظات
كان عزمي يخرج من غرفته بدون روح ...رأى بسمله تهرول تجاه غرفة العروس و تقتحمها
ابتسم بجانب فمه و تخيل أن الغيرة أحرقتها لذا قامت بالهجوم عليهم
تنهد بهم ثم تحرك بخطوات ثقيلة ناويا الهبوط إلى الأسفل
تصنم في موضعه حينما كان يمر من أمام الباب المغلق
فسمع الراهب يقول بغضب جم : معملتيش حاجه يا فاجرة
بدل الواحد اتنين قبلي و معملتيش
شد على حجابها الذي انخلع في يده و هو يكمل : لسه مطلقة من أسبوع و مستنتيش العدة و تقولي معملتيش
ردت بتسرع : أبوي جال إن العرفي ملوش عدة
تركها بصدمة بعد سماع تلك الكلمات الكارثية
بينما برقت عين بسمله و قامت بوضع كفيها على ثغرها لتكتم شهقاتها الفزعة
اتجهت أنظار ثلاثتهم نحو الباب الذي فتح بتمهل قاتل
نظر محمد لعزمي الذي كانت عيونه المشتعلة مثبتة عليها
سأله محمد بجنون : اااايه الي دخلك من غير استئذان
ابتسم بجانب فمه دون أن يحيد نظره عنها و قال : ماهي مش مرتك يا واد عمي
يعني أني متعديتش على حرمتك و لا عمري أعملها
دمعت عيناه و هو يكمل بحزن شديد: الي سمعته صح ؟؟
يعني الي ....كاد أن يعترف بعشقه المخفي لها
إلا أنه لحق حاله سريعا ثم أكمل بغضب جحيمي: واحدة زي دي تضحك على عيلة الهواري و تلبسهم العمة
صرخ محمد بجنون و دون وعي : لااااا مش هي لوحدها
ده عيلتها كلها الي انا بنفسي هقتلهم كلهم
بسمله برعب و بكاء: أبوس إيدك إهدا ....انت عندك وليه ...خاف عليا اناا
رد بهدير غاضب : اووووعي تقارني نفسك بيها
اوعي ساااامعه
عندي ولايا اخاف عليهم لو انا ظالمها
دي كانت هتخليني زاني فاهمه يعني اااااايه زاني
ردت عليه بتوسل و حكمة: عارفة و الله عارفة ....بس الحمد لله ربنا رحمك و مكتبهاش عليك
ربنا نجاك عشان انت طاهر و عفيت نفسك عن الحرام
يبقى نحمد ربنا و نحكم العقل
رد عليها عزمي بغل : أنهي عجل الي عم تجولي عليه
دي ركبتنا العار كلياتنا
أول واحد لازم ينجتل أبوها الي كان السبب و بلانا بيها
محمد بذكاء رغم غضبه : عشان كده كان مصمم يجوزهالي انا ....أكيد قال ده واحد مستشيخ لو كشفها مش هيفضحها
ميعرفش إن الشيخ ده بيتحول لشيطان وقت غضبه
صفعها بقوة و هو يكمل: و هيولع فيه و فيها و مش هيرحم حد
يمنى برعب : أحب على يدك ...خليني اعيش خدامة تحت رجليك بس بلاها فضايح
حجك على راسي
قام بصفعها عدة صفعات متتالية أمام أعين عزمي الشامتة رغم نار قلبه
و بسمله التي هرولت تجاه الباب لتغلقه جيدا ثم عادت له و أبعدته عنها بصعوبة
و هي تقول بتوسل : عشان خاطري ...لو ليا غلاوة عندك يا محمد كفاية
استعيذ بالله من الشيطان و فكر بالعقل هتحلها ازاي
نظر لها بعيون مشتعلة ثم قال: تفتكري ليها حل تاني غير إني ارجعها لابوها
تفتكري هسيب حقي ...ده شرفي
فاهمة يعني إيه واحدة زي دي تتكتب على إسم محمد الراهب و هي كده
لو كانت تابت ...لو كانت قالت الصراحة عشان متبقاش زانية ...كان ممكن افكر
إنما دي واحدة استحلت الحرام و اتعودت عليه
عزمي بغل: الكل هيصحى دلوك ...خبرهم بكل شي و جرها من شعرها جدام البلد كلياتها لحدت ما ترميها جدام دار ابوها
تمن الرصاصة خسارة فيها و أدام طلعت مش مرتك و الجوازة باطلة يبجى أهلها أولى بعارها
شهقت الاثنتان بفزع رغم بكائهم المرير
نظرت بسمله بخوف لزوجها الذي تحول للنقيض في ذلك الوقت
كادت أن تتوسله مرة أخرى إلا أنها سقطت فجأة مغشيا عليها
وقع قلبه معها في ذلك الوقت
صرخ باسمها و هو يميل ليحملها
هرول بها و هو يقول: افتح الباب يا عزمي
أكمل بغل : و اقفل على بنت الكلب بالمفتاح لحد ما افوقلها
فعل ما قال و قد خرج معه أيضا و هو يقول : هجيبلك الدكتورة من الوحدة و لا هتوديها ياخوي
كان يتجه بها نحو غرفتهم و هو يقول بصوت مهزوز من شدة خوفه عليها : ثواني هحاول افوقها لو مفاقتش هقولك تجبهالي
و فقط أغلق الباب بقدمه بعد أن دلف إلى الداخل
وضعها فوق الفراش بتمهل ثم قام بتخليصها من ذلك الجلباب الواسع و غطاء الوجه حتى تستطيع التنفس
أحضر قنينة عطر و ظل ينثر عليها و هو يقول برعب : بسمله ...فوقي عشان خاطري
أبوس إيدك متعمليش فيا كده
ظل يربت على وجهها برفق و هو يكمل : عشان خاطري ...فوقي و هعملك كل الي انتي عايزاه
قلبي هيقف من الخوف عليكي فوقي بقى
كاد أن يتركها و يعود لابن عمه حتى يطلب منه أن يأتي بالطبيبة
إلا أنه رآها تحاول فتح عيناها ببطئ و دموعها بدأت تهبط مرة أخرى على جانبي وجهها
نظر لها بقلب لهيف ثم قال : سمعاني ...بسمله
فتحي عينك عشان خاطري
فتحتها بصعوبة و قبل أن تتفوه بحرف قام بسحبها ليسحق عظامها في عناق كان يحتاجه بشدة
يحتاجه منذ أن علم بتلك الكارثة
يحتاجه ليستطيع أن يقوى على شيطانه
و يحتاجه بشدة حتى يطمأن قلبه العاشق لها و المرتعب عليها
رفعت زراعيها بوهن كي تحاوطه ثم قالت بصوت خفيض: إطمن أنا كويسه
إبتعد بتمهل ثم نظر لها بخوف و قال : لا ....هطلبلك الدكتورة عشان تكشف عليكي و تقيس الضغط
أكيد كل ده بسبب الي حصل و كمان مأكلتيش حاجه من امبارح صح
إبتسمت ببهوت ثم قالت : طب مانت عارف سبب الإغماء أهو أمال هتجيب الدكتورة ليه بقى
تطلع لها بغل و غضب
كاد أن يتحدث إلا أنها وضعت كفها فوق ثغره سريعا ثم قالت : أنا حامل
صدمة ....عدم تصديق و لا استيعاب لما تفوهت به
إبتسمت بحب حينما رأت ملامحه المصدومة
و شفتيه التي تفتح و تغلق في محاولة فاشلة منه للتحدث
قالت بفرحة رغم ما حدث : أيوه يا حبيبي حامل ...إيه مش فرحان
ابتلع لعابه بصعوبة ثم كوب وجهها بيد مرتعشة ثم قال :..........
$$$$$$$$$$$$$
↚
الفصل الاخير
$$$$$$$$$$
بقلمي / فريده الحلواني
يمنى .....ستموت من شدة الرعب بعد ما حدث
بعد أن تركوها و أغلقوا الباب بالمفتاح
بمجرد أن استوعبت ما حدث و تمالكت حالها قليلا هرولت تجاه الكومود الموضوع جانب فراشها
سحبت هاتفها سريعا و قامت بالاتصال على عمتها
بمجرد أن ردت عليها قالت برعب من بين دموعها المنهمرة : إلحجيني يا عمتي ....غيتيني هيجتلوني
سألتها بفزع : وااااه ...كشف الملعوب يا مري يا حزني
ردت عليها بهم : لااااه....حد بعتله عجد الجواز و عيرف كلت حاجه …..هو مجربش مني من أساسه
لطمت عزيزة وجنتها بقوة ثم قالت : يا غلبي يا مري
ابن الكلب لهف الجرشينات و بعدها فضحنا هنعملوا إيه دلوك ....دبريني يا بتي
ردت عليها من بين بكائها المرير : أني الي أدبرك يا عمتي
دول جفلوا علي بالمفتاح
الحجوني ابوس يدك
ردت عليها برعب و حيرة: اجفلي و اني هروح لابوكي أجوله يتصرف ....و فقط أغلقت معها سريعا ثم انتفضت من مرقدها و غادرت الغرفة كي تخبر أخاها بتلك الكارثة
رأت وجيدة أخاها عزمي يقف أمام غرفة الراهب بوجه مسود
اقتربت منه و قالت : إيه الي موجفك اكده يا واد ابوي
رد عليها دون روح : مرته غميت و مستني اشوف لو رايد دكتور
لوت فمها يمينا و يسار ثم قالت بغل : شوف ياخوي كوهن النسوان غميت و لا هتمثل لجل ما تاخده من عروسته
بمنتهى الغل و الغضب الذي يحمله
أمسكها من خصلاتها و قال بغضب مكتوم : خابره لو مغورتيش من اهنيه هعمل وياكي ايه .....غوووري من جدامي بدال ماجطع خبرك
أما بالداخل : لمعت عيناه بدموع الفرح ثم قال : يا فرحة قلبي و أول كل خير
قلبي هينط من صدري
إلتهم شفتيها بقبلة همجية تعبر عن فرحته بذاك الحمل الذي جاء خبره الآن ليبرد نار قلبه
إبتعد و قال : مبارك علينا يا حبيبي
أنا مش قادر اصدق نفسي اللهم لك الحمد
إبتسمت بحب ثم قالت بإرهاق : يبارك في عمرك يا حبيبي و يخليك ليا
نظرت له بحزن و كادت أن تتحدث
لكنه تحدث سريعا بغضب مكتوم : بسمله ...إياكي تنطقي كلمة
رغم خوفها من ملامحه التي تجهمت إلا أنها قالت بتوسل يشوبه الشجاعة: عشان خاطري
أمسكت كفه سريعا ثم وضعته فوق بطنها المسطحة و أكملت : عشان خاطر الي في بطني لو بنت ندعي ربنا يسترها
أسترها يا محمد عشان ربنا يجبرنا
أنا عرفت خبر حملي النهاردة الصبح بس ...كنت ناوية أقولك بكره و لما جيتلي بالليل كنت هقولك بس لولا الي حصل
يمكن أغمى عليا عشان ربنا يبعتلك الي يخليك تخزي الشيطان
عشان تفتكر انت مين يا راهب
جز على أسنانه كمدا ثم كاد أن يتحدث
إلا أن رنين هاتفه منعه من ذلك
نظر بغضب جم و عيون مشتعلة للإسم الذي رآه فوق الشاشة
فتح الخط و قبل أن يتفوه بحرف سمع وهدان يقول بصوت ذليل : أسترني الله يسترك
أغمض عينه بقوة بعد أن هزته الكلمة أو بمعنى أدق
ذلك الدعاء الذي تقشعر له الأبدان
قال بأمر لا يقبل النقاش : جابلني شرج البلد ....و فقط أغلق في وجهه الخط دون أن يلقي عناء الاستماع إلى رده و لا حتى إلقاء السلام عليه
نظر لها و قال : عشانك انتي بس أنا هعتقها
هسترهم عشان ربنا يسترك و يباركلي فيكي
تركها و غادر بعد أن رأى على وجهها أجمل ابتسامة و قد رمقته بنظرة فخر اهتزت معها أركان قلبه
سحب عزمي الذي ما زال واقفا أمام الغرفة و قال بهدوء : تعالى وياي
نظر له بغل و قال : هنخبروا الخلج و جدك
ضغط على مرفقه الذي ما زال ممسكا به ثم قال : مش عايز اسمع كلمة و لا تنطق بحرف
رد عزمي بغيظ و هو يهبط معه فوق الدرج : ليه عاد جولي ناوي على إيه
رد عليه بحسم
ناوي استرها ياخوي
$$$$$$$$$$$
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇