رواية غزال بقلم ايلا كاملة جميع الفصول

رواية غزال للكاتبة ايلا ابراهيم هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية غزال، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية غزال بقلم ايلا كاملة جميع الفصول

رواية غزال من الفصل الاول للاخير بقلم ايلا ابراهيم

سمع صوت غناء عذبٍ قادم من المطبخ:
" دول عاير.وني و قالولي...يا اسمر اللونِ يا لالالي
 صحيح أنا أسمر و كل ال...بيض يحبو.ني يا لالالي"
تتبع مصدر الصوت و ما إن وقعت عيناه على صاحبة الغناء حتى خرج الكلام من فمه تلقائياً:
_أما صحيح اللي عا.يرك أ.عمى...
التفتت إليه و ما إن رأته حتى وسعت عينيها و تحدثت بذهول:
_أ..أستاذ لؤي؟!
__________________
فلاش باك قبل عشر سنوات:
تحدثت بصر.امة موجهة حديثها للص.غيرة:
_اسمعي بجى، انتِ من هنا ورايح هتجعد.ي في بي.تي و بما إنك جاعدة في بي.تي كل اللي هجو.له يتن.فذ بالحر.ف الوا.حد فا.همة و لا لع؟!
ابتلعت غزال بخو.ف و هزت رأسها بالموافقة فأكملت الجدة:
_من هنا و رايح هتب.جي خد.امة في البيت دِه.
أد.معت أ.عين الصغ.يرة لكن جدتها لم تأ.به لدمو.عها و تابعت دون أ.ي تعا.طف معها:
_عايزة تعرفي ليه؟ هجولك، عشان انتِ سو.دا و احنا عندنا السو.د يبجوا خد.امين مش نتجو.زهم زي أبو.كِ ما عمل!
قب.ضت غزال على يديها بق.لة حي.لة عا.جزة عن الرد في حين أكملت العجو.ز:
_هتطلعي مع زُهرة دلوج عشان توريكِ أوضتك في سكن الخد.امين و حسك عينك..أي حد يعر.ف إنك تب.عنا ولا تجر.بيلنا، سامعة؟!
هزت الص.غيرة رأسها بالموافقة فتحدثت بصو.ت مر.تفع موجهة حديثها لمربية المنزل زُهرة:
_خد.يها من هنا، تعلميها ازاي تن.ضف و تط.بخ و زيها زي أي واحدة تاني في الس.كن.
انحنت زُهرة لتأ.خذ غزال و تذ.هب بها و ما إن ابتعد.تا حتى اقتربت من العجو.ز ابنتها الكبيرة ( عمة غزال) و تحدثت:
_هو صحيح البت سمر.ا بس مش شا.يفة إنك ز.ودتيها حبتين؟ يعني دي لسه عندها ع.شر سنين ازاي هتخليها تن.ضف و تط.بخ؟
جع.دت العجو.ز ملا.محها بض.يق و تحدثت:
_اهي مصير.ها تتعلم زيها زي غيرها.
تحدثت ابنتها باعتر.اض:
_أيوا بس يا أمي لما يجي حد و يسأ.ل عن غزال بنت أدهم هنجوله ايه؟ هنجوله مبي.تينها في سكن الخد.امين؟!
د.قت العجوز الأر.ض بعصا.ها الخشب.ية التي تتكأ عليها و تحدثت بحز.م:
_لع، هنجولهم ما.تت!
____________________
عودة للحاضر:
تحدثت إحدى الخاد.مات بينما تطعم الدجاج موجهة حديثها لخاد.مة أخرى أكبر منها سناً:
_شفتي يا اختي البت اللي اسمها غزال حص.لها ايه النهاردا؟!
أجابت الأخرى بفضو.ل:
_لع، حص.لها ايه؟!
تلفتت الخاد.مة الصغيرة يميناً و يساراً لتتأ.كد من عد.م و.جود أ.حد بالجو.ار قبل أن تتحدث:
_نجلو.ها في أو.ضة لو.حدها بع.يد عن با.جي الخد.امات!
_أ.حسن، بلا و.كسة، مش عار.فة أنا فا.كرة نفسها مين و هي بتتكلم من خش.مها اكده ولا كأ.نها ب.ت أكا.بر.
_لا و لا كمان الت.علبة اللي سحبا.ها معاها في كل حتة و بتكلمها أ.كنها صا.حبتها، أجولك الحج؟ البت دي با.ينلها مجنو.نة و الحمد لله إنها غا.رت في د.اهية بع.يد عننا.
_أيوا، سي.بك منها، خدي مني بجى الأخبار اللي تفتح النفس بحج و حجيجي.
_ايه؟
_حفيد الست هانم خلص علامه في القاهرة و راجع النهاردا البيت..
_أما صُح؟ لؤي ابن البيه زياد؟!
_إيوا هو، بيجولوا كبر و شكله بجي ج.مر و الست هانم عاملاله مأ.دبة كبيرة و.اصل!
_يا حلا.وة يا و.لاد يعني هنا.كل النهاردا براحتنا أما نش.بع.
ضر.بتها على رأ.سها فتأو.هت بأ.لم و تحدثت:
_يد.ك تج.يلة يا شمس، بتضر.بيني ليه؟!
تأو.هت شمس بق.لة حي.لة و تحدثت:
_يا بت...يا بت انتِ كل هم.ك على بط.نك؟ ركزي معايا شوية و فتحيلي مخك ده، بجولك حفيد الست هانم، شا.ب أعز.ب لسه متخرج و ج.مر...
أجابت بعد.م مبا.لاة:
_إيوا يعني عايزة تجولي ايه؟ مستحيل يب.صلنا احنا الخد.ام السو.د و يس.يب بجية الهو.انم!
_مين عالم؟ ربك جادر يغير الجلو.ب في لحظة و يمكن يبجى من نص.يب وا.حدة فينا.
تأو.هت الأخرى بم.لل و تحدثت:
_يا ستي ابعد.ي عني بتخيلا.تك دي هتو.دينا في دا.هية.
أجابت شمس بسخر ية:
_ايوا ايوا، خليكِ انتِ في كر.شك و سيبيني انا في تخيلا.تي اللي تف.تح الن.فس، بدل الع.يشة المر.ة اللي احنا عا.يشينها دي!
__________________
صر.خت بصو.ت مر.تفع في أنحاء المنزل:
_غزااال، انتِ يا ز.فتة يا غزال فينك؟!
و ما هي إلا دقائق معدودة حتى تقدمت نحوها بخطوات بط.يئة، بقو.امٍ ممشو.ق و بشرة سمراء لامعة مع أعين عسلية تعكس لون الشمس، وقفت غزال أمامها قبل أن تتحدث بم.لل:
_أفندم؟!
_ساعة؟ انا كام مرة أقولك لما أند.هلك تيجي بسر.عة؟!
_و تند.هيلي ليه أصلاً؟ بسيطة، اعملي لنف.سك اللي انتِ عايزاه، انتِ مش مك.سحة ولا مشلو.لة!
وسعت عينيها بصد.مة و تحدثت:
_بقى كدا؟ طيب أنا هقو.ل لتيتا عليكِ و أخليها تحر.مك من الأ.كل النهاردا عشان تعرفي قيم.تك كو.يس يا ح.تة جر.بوعة!
_خلصتي شت.يمة؟ أنا عارفة قي.متي كو.يس، قولي بقى عا.يزة ايه عشان مش فا.ضيلاك ور.ايا طب.يخ قد كده، هعمله بإ.يديا الإتنين دول و هدو.قه عشان أتأ.كد إنه حل.و زيي كدا بالظبط!
طالعتها بحاجب مرفوع قبل أن تتحدث با.ستنكار:
_انتِ حل.وة؟! نص ثق.تك في نفسك يا شي.خة، ا.مشي غو.ري مش عا.يزة حا.جة من و.شك خلاص،  سد.يتي نف.سي!
تنهدت غزال و سارت د.ون إيلا.ء اهتما.م لها و ما إن رحلت حتى اقترب مؤيد من أخته الكبرى ليتحدث:
_بر.احة عليها شو.ية يا رؤى، متبقيش انتِ و ستي عل.يها!
تحدثت رؤى بحاجب مرفوع:
_أنا اللي بر.احة عل.يها؟ انت مش شا.يف كانت و.اقفة تب.جح فيا ازاي؟ دي كان نا.قص تيجي تلط.شني قل.مين ولا كأ.ني أنا اللي خدا.مة مش هي!
_بس انتِ عارفة إن غزال م.ش خد.امة أصلاً! ولا انتِ بتعملي كدا عشان غير.انة منها لأنها أ.حلى م.نك؟!
ضحكت رؤى بسخر.ية عدة مرات قبل أن تتحدث:
_بقى أنا..رؤى...البيو.ضة أم عيو.ن خضر.ا هغ.ير من حتة جر.بوعة زي دي؟ دي مت.جيش ض.فري حتى!
قلب مؤيد كفيه معاً و تحدث:
_أنا مش عار.ف انتوا بتشو.فوا ازاي، ربنا يشفيكم والله!
__________________
كانت تجلس أمام والدتها في غرفة المكتب قبل أن تتحدث المرأة العجو.ز فجأة بغ.ضب:
_كيف يعني تتصر.في من دما.غك و تنجُليها لأو.ضة كا.ملة لو.حدها؟!
اقتربت مها منها و تحدثت:
_ساو.متها عليها في مُجا.بل إنها متج.يبش سير.ة للؤي إنها تبجى بنت عمه.
صر.خت العجو.ز باعتر.اض:
_الله! ما تجوله، هي هتهد.دنا إياك؟!
تحدثت مها بنبرة هادئة في محاولة لتهدئة وا.لدتها:
_يا أمي لؤي لو عر.ف هيجو.ل لأبوه و انتِ عارفة زياد مهيسكتش و هيخر.ب الد.نيا و يفض.حنا! اليومين دول بس لغاية ما يا.خدوا بعضهم و يم.شوا من هنا و هي كلها حتة أو.ضة مع.فنة فو.ج السطو.ح و محدش جا.عد فيها مفر.جتش جو.ي يعني!
تحدثت أم زياد بلكنة تحذ.ير:
_طيب، هم كلهم اليومين دول بس و بعدين تر.جعيها مكا.نها مع با.جي الخد.امات! معايزينش حد ي.شك في حا.جة ولا يجول اشم.عنى و مشمعنا.ش.
أجابت مها:
_حاضر، حاضر يا أمي، بس خلي اليومين دول يعدوا على خير بس!
____________________
الساعة الرابعة عصراً:
كان يجر حقيبة سفره خلفه بينما يتوجه ناحية المنزل، قرع جرس الباب مرتين قبل أن تفتح له الخاد.مة التي ما إن رأته حتى تحدثت بار تباك:
_أ..أستاذ لؤي؟ ايه اللي جا.بك بد.ري؟ مش معاد رجوعك المفروض الساعة ستة؟
أجابها بمزاح:
_أروح أمشي و أرجع ستة يعني ولا ايه؟!
تحدثت بار.تباك:
_ل..لع، عد.م المؤا.خذة يا أستاذ، مجصد.يش حاجة، ا..اتفضل، تحب تشرب ايه؟!
أشا.ح بيديه متحدثاً:
_لا أنا عايز شوية مياه بس، قوليلي المطبخ فين و هدخل أنا أشرب بنفسي على ما تنادميلي عمتي مها و ستي من فوق.
_ط..طب أدخل أجيبهالك أنا الأول و بعدين..
قا.طعها:
_لا لا ملوش لزو.م، روحي انتِ نادميهم بس و ملك.يش د.عوة.
أشارت له على طريق المطبخ ليسلكه و على الرغم من أنه تا.ه في البداية و دخل إلى عد.ة غر.ف لا علا.قة لها بوجهته و لكنه في النهاية وصل إليه و ما إن خطت قدماه داخله حتى سمع غناءً عذباً:
_"دول عاير.وني و قالولي...يا اسمر اللونِ يا لالالي
  صحيح أنا أسمر و كل ال..بيض يحبو.ني يا لالالي"
اقترب ببطئ من مصدر الصوت و ما إن وقعت عيناه عليها حتى خرجت الكلمات من فمه بتلقائية:
_أما صحيح اللي عا.يرك أ.عمى..
توقفت عن الغناء و التفتت إليه لتوسع عينيها بصد.مة قبل أن تتحدث:
_أ..أستاذ لؤي؟!
_______________
يتبع....
تتبع مصدر الصوت و ما إن وقعت عيناه على صاحبة الغناء حتى خرج الكلام من فمه تلقائياً:
_أما صحيح اللي عا.يرك أ.عمى...
التفتت إليه و ما إن رأته حتى وسعت عينيها و تحدثت بذهو.ل:
_أ..أستاذ لؤي؟!
ابتسم و اتكأ بذراعه على الرخام قبل أن يتحدث بإعجا.ب:
_مظبوط دا أنا، اسم الحل.و بقى ايه؟!
وسعت عيناها و ناظرته بحاجب مرفوع قبل أن تجيبه بحد.ة:
_هيفر.ق معا.ك اسمي في حاجة؟ أنا خدا.مة، عا.يز مني ايه؟!
صُد.م من ردها لكنه ابتسم بجا.نبية قبل أن يعود للحديث مجدداً:
_أكيد هيفر.ق، مش  لازم أعرف اسم اللي بيخد.مني عشان أقدر أشكره على الأقل؟!
ابتسمت بسخر.ية و تحدثت:
_لا مش عايزة شكر، كفاية خير.كم وا.صل أول بأول الحمد لله!
عقد حاجبيه معاً و تحدث:
_انتِ بتتر.يقي؟ في حد بيضا.يقك هنا؟!
اقتر.بت منه و تحدثت بحاجب مرفوع:
_و لو في حد بيضا.يقني هتعمل ايه يعني؟!
اقتر.ب منها أكثر بدوره متحدثاً:
_هش.يله من على و.ش الأر.ض!
ابتسمت فمد يد.ه و كاد يضعها على خصر.ها لكنها ا.بتعدت عنه في اللحظة الأخيرة و تحدثت بعد.م مبا.لاة:
_لا، متشكرين يا أخويا، ش.يل نفسك انت و ا.طلع برا عشان مش فا.ضية!
وسع عينيه بدهشة، لقد كان قر.يباً منها للغاية و في اللحظة التي ظن أنه ظ.فر بها ابتعد.ت عنه بمنتهى البساطة.
سحب نفساً عميقاً و تحدث:
_طيب ماشي متقوليش اسمك لو مش حا.بة...بس أنا عايز أعرف ا.نتِ منين؟ لهجتك مختلفة عن باقي اللي هنا...
تنهدت بم.لل و من ثم ما لبست أن وسعت عيناها بإد.راك ما إن خطرت ببالها فكرة فتحدثت سريعاً:
_تحب أعرفك على حد؟!
رفع حاجبيه معاً باستغر.اب قبل أن يجيبها:
_حد؟! حد مين؟
ابتسمت و تابعت بعد.م مبا.لاة:
_شكلك عايز تتعرف عليه، أنا متأكدة إنك هت.حبه مو.ت.
وضعت إ.صبعين في ف.مها و أطلقت صافرة قصيرة.
استغرب لؤي فعلها لذا اقتر.ب منها مجدداً متحدثاً:
_بتعملي ايه ؟ أنا مش...
توقف عن الحديث فجأة و وسع عينيه بذهول عندما لمحها تقترب منهم بخطوات سريعة حتى توقفت بجانب غزال لتتحدث غزال بثقة:
_دي روكسي، ايه رأيك فيها؟!
تحدث بصد.مة:
_انتِ مربية ثعل.بة؟! جبتيها منين دي؟!
تأو.هت و قلبت عينيها بم لل قبل أن تجيبه:
_أسئلتك كتير كدا ليه؟ روكسي...رحبي بعمو!
ما إن أنهت حديثها حتى بدأت الثع.لبة تز.مجر ناحيته بغ.ضب فتراجع للخف بق.لق بينما يتحدث:
_ط..طيب خلاص فهمت، هطلع برا دلوقتي عشان انتِ مشغو.لة!
تحدثت غزال بابتسامة جانبية:
_بسرعة يا ريت..
__________________
سحب نفساً عميقاً ما إن أصبح خارج المطبخ، على الرغم من جما.له و جاذ.بيته إلا أن الفتاة لم تل.قِ له با.لاً و لم تس.مح له بالإقتر.اب منها و الآن هو يشعر بالمز.يد من الفضو.ل نا.حيتها فأي شخص ذاك الذي يستطيع ر.فضه و هو بكا.مل قو.اه العقل.ية؟!
ابتسم و لع.ق صف أسنا.نه العلو.ي بلسا.نه قبل أن يتحدث:
_ماشي، هنشوف مين فينا اللي هيك.سب في الآخر يا قمو.رة.
انحنى ليأخذ حقيبته التي تركها على الأرض و لكنه ما إن رفع وجهه مجدداً حتى تفاجئ بها تقف أمامه، تنهد بإنز.عاج في حين تحدثت بغ.نج بينما تحرك خصلا.تها الشقر.اء بين أصا.بعها صعو داً و هبو.طاً :
_ازيك يا لؤي؟ مشفتكش من زمان...و.حشتني.
رسم لؤي إبتسامة مص.طنعة على وجهه قبل أن يتحدث:
_و انتِ كمان يا رؤى.
مد.ت شف.تيها بعبو.س و تحدثت:
_و أنا كمان ايه؟!
طالعها بحاجب مرفوع قبل أن يتجا.هلها ليمر من جو.ارها بينما يتحدث:
_اومال فين عمتي مها يعني؟ مشوفتهاش من ساعة ما جيت.
كت.فت ذر.اعيها معاً و أجابت بغ.ضب بسبب فعلته:
_معر.فش، دو.ر عليها...
التفت إليها قبل أن يتحدث باستغراب:
_متعر.فيش أمك فين؟!
همت أن تجيبه لكن صوت حمحمة قريب جذ.ب انتباههما.
تحدثت الجدة بينما تنزل الدرجات و إلى جوارها ابنتها الكبرى مها:
_حمد الله على السلامة يا حبيبي، نورت دارك و مطرحك.
ابتسم و اقترب منها سريعاً ما إن هب.طت السلم ليق.بل يد ها و جب ينها و من ثم تحدث:
_الله يسلمك يا غا.لية، و انتِ يا عمتي أخبارك، عاملة ايه؟ وحشا.ني.
ابتسمت عمته متحدثة:
_الحمد لله، و انت و.حشتنا جوي والله، كبر.ت و احلو.يت بسم الله ما شاء الله، كدا خلاص مفاضلكش غير العر.وسة..
خ.طف لؤي نظرة سريعة باتجاه رؤى ابنة عمته التي نف.خت صد.رها و ابتسمت بف.خر و كأنها المعنية لذا ابتسم بار.تباك متحدثاً:
_ل..لا، بصراحة يا عمتي لسه مبفكرش في الكلام دا دلوقتي، لما ألا.قي شغل الأول و...
قا.طعته جدته:
_شغل ايه اللي تد.ور عليه ده؟ انت خلاص من بكرا هتنزل مع أبوك الشركة...
ا.بتلع و تحدث مجار.ياً لها:
_أ..أكيد طبعاً، أنا...أنا قصدي يعني بعد ما أستقر في شغلي الأول.
ابتسمت عمته برضا و تحدثت:
_طيب يا حبيبي، خد راحتك و متجلجلش العر.وسة علينا.
ابتسم بمجا.ملة لها في حين تحدثت جدته بصو.ت مر.تفع فجأة:
_زُهرة...روحي خدي البيه أوضته عشان يرتاح شوية على ما الغدا يجهز...
اقتربت زُهرة منه لتصحبه فتبعها دون إعتراض حيث كان مر.هقاً حقاً بالفعل.
__________________
في نفس الوقت في المطبخ:
كانت الخاد.مات مشغولاتٍ بالطبخ عندما دخلت مها فجأة لتصر.خ بصو.ت مرتفع:
_غزال...انتِ يا بت، تعالي هنا حا.لاً..
جففت غزال يدها في المئزر و اقتربت منها لتتحدث مها على الفور بهمس:
_جا.بلتي لؤي ولا لسه؟!
ابتلعت غزال بق.لق و أجابت تد.عي الج.هل:
_ل..لا، مقا.بلتوش لسه، هو وصل إياك؟!
تنهدت مها براحة قبل أن تجيبها:
_إيوا وصل، و زي ما اتفجنا...إيا.كِ تجر.بي منه أو تتعا.ملي معا.ه فاهمة؟!
_ف..فاهمة.
_حلو، ادي مفا.تيح أوضتك أهي..الأوضة اللي فو.ج السطو.ح.
وسعت غزال عينيها بصد.مة و تحدثت:
_الأوضة اللي فو.ق السطو.ح؟! ب..بس دي..
تحدثت مها بحاجب مرفوع:
_ايه؟ مش عا.جباكِ؟ خلاص بلا.ها أ.حسن و خليكِ مع با.جي الخد.امات يفضلوا يضا.يجوا فيكِ و يتر.يجوا عليكِ ليل نها.ر برا.حتهم..
تحدثت غزال بسرعة بينما تأخذ منها المفتا.ح:
_لا لا عا.جباني، ش..شكراً.
ابتسمت مها برضا و تحدثت:
_تخلصي اللي وراكِ هنا و بعدين تد.خلي أوضتك و إيا.كِ تط.لعي منها طول ما هو مو.جود.
أومأت غزال بموافقة و ما إن خرجت مها حتى دخلت زهرة لتتحدث سريعاً بصوت مرتفع:
_اللمون خلص، واحدة منكم تلبس و تروح تشتري من السوج الجريب بسرعة.
أجابت شمس التي كانت تغسل الصحون:
_و ليه واحدة منا؟ و عم كمال راح فين إن شاء الله؟!
تحدثت زهرة بنفا.ذ ص.بر:
_الست هانم بعتته مشوار و لسه مرجعش، ها اخلصوا... عايزة أعمل للراجل كوباية سكر بلمون يب.ل ريجه!
تحدثت رقية ( أ.صغر الخاد.مات) بينما تر.مق غزال بنظر.ات حا.قدة:
_خلي غزال تروح، غزال مبتعملش حاجة..
طالعتها غزال بصد.مة و تحدثت:
_فين مبعملش حاجة؟ آجي أد.ب الس.كينة دي في عي.نك يعني عشان تشو.في بعمل ايه؟!
قل.بت رقية عينيها لأ.على بم.لل بينما تحدثت زهرة:
_كفاية دو.شة، سيبي اللي في يد.ك يا غزال و جومي يلا..
طالعتها غزال بحاجب مرفوع و تحدثت:
_و اشم.عنى أنا إن شاء الله؟!
_عشان أنا جولت انتِ اللي هتر.وحي، اتحر.كِ يلا..
تأفأ.فت غزال بينما تضع طبق السلطة التي كانت تقط.عها من يد.ها و قبل أن تغادر المطبخ تحدثت زهرة بتحذ.ير:
_خدي بالك و إيا.كش تجفي تكلمي أ.ي حد غر.يب، بيجولوا في سفا.ح عمال يج.تل في النا.س اليومين دول...
همست شمس بسخر.ية:
_مكنتيش جولتيلها يمكن يخ.لص عليها و نستر.يح منها.
تحدثت خا.دمة أخرى:
_خليها تا.خد تع.لب الحر.اسة بتا.عها معاها.
ضح.كت باقي الخاد.مات فقل.بت غزال عينيها بم.لل و أكملت طريقها دون أن تعير.هم اهتما.ما.
_____________________
بعد نصف ساعة:
كانت عائدة من السوق بينما تحمل كيس اللمون الذي اشترته في يدها، شعرت بالإر.هاق من حر.ارة الجو المر.تفعة فجلست على نا.صية الطر.يق لترتاح قليلاً قبل أن تكمل طريقها، و بينما هي تغمض عينيها براحة شعرت بشئ تو.قف أما.مها فجأة و ح.جب الضو.ء عن عين.يها ففتحتهما ببطئ لتشاهده...كان شا.باً ضخ.ماً و بن.يته العض.لية تُظهِر بوضوح أنه كان يتمر.ن لسا.عات ليحصل على بن.ية عض.لية كتلك، مع بشرة سمر.اء ل.امعة و ملا.مح حا.دة جذا.بة و وا.ثقة اقتر.ب بينما يمد كوب عصير لها :
_باين عليكِ تعبا.نة، اتفضلي...
طالعت الكوب في يده بق.لق و من ثم عادت لتطالع ابتسامته الصادقة قبل أن تتحدث بنفي:
_ل..لا شكراً، مش عايزة.
مد لها الكوب أكثر بينما يتحدث بإصر.ار:
_متق.لقيش، اشربيه هيخفف عنك حر.ارة الجو.
ابتلعت بق.لق و تر.ددت قليلاً قبل أن تأخذ منه الكوب في النهاية بينما تشكره.
ابتسم برضا و تحدث:
_أنا آدم، شغال في محل عصير القصب اللي هناك دا، كل ما تحسي إنك ز.هقانة أو تعبا.نة عد.ي عليا و هد.يكِ عص.ير مجا.ني.
طالعته بحير.ة قبل أن تتحدث:
_و..و دا بمناسبة ايه؟!
ابتسم باتساع فظهر صف أسنانه ناصعة البياض قبل أن يجيبها:
_بمناسبة إ.نك جم.يلة، أ.جمل بنت شفتها في حيا.تي.
احمر.ت وجنتا.ها بخ.جل و د.ق قل.بها داخل صد.رها بص.خب قبل أن تجيبه بصو.ت منخ.فض:
_ط..طيب.
_____________________
في المساء:
 ما إن تأ.كدت أن الجميع قد خلدوا للنوم داخل غرفهم حتى فتحت باب غرفتها، ر.فعت طر.ف ثو.بها الطو.يل و تسل.لت بهد.وء ناحية غرفة لؤي ، توقفت أمامها و طرقت الباب مرتين قبل أن يفتح لها و ما إن رأ.ى هيأ.تها و الثيا.ب التي كانت تر.تديها حتى تحدث بصد.مة:
_رؤى! ايه اللي عا.ملاه في نف.سك دا؟
________________________
يتبع....
في منتصف الليل، ار.تدت ثو.باً فا.ضحاً و تسل.لت بهدوء ناحية غر.فته لتطرق بابها مرتين قبل أن يفتح لها و ما إن رآها حتى وسع عينيه بذ.هول و تحدث:
_رؤى؟ ايه اللي انتِ عا.ملاه في نف.سك دا؟!
ابتسمت باتساع و تحدثت:
_ايه رأيك في فستاني؟ جايباه من باريس، حلو؟!
أجاب بار.تباك:
_ف..فستا.ن ايه؟ دا قم.يص نو.م، روحي اس.تري نف.سك بس.
ابتسمت و اقتر.بت منه بينما تتحدث بغ.نج:
_طيب، قولي ايه رأيك فيه في الأول؟!
ترا.جع للخل.ف بحذ.ر بينما يجيبها:
_رؤى، ايه اللي بتحاو.لي تعمليه بالظبط؟ ار.جعي او.ضتك!
قو.ست شف.تيها و تحدثت بعبو.س:
_مش قا.درة أنا.م..
_طيب و أنا أعملك ايه يعني؟!
همهمت تدعي التفكير قبل أن تبتسم في النهاية بم.كر لتجيبه بينما تش.ير على شف.تيها:
_اد.يني بو.سة..
وسع عينيه بصد.مة قبل أن يتحدث بغ.ضب:
_ايه اللي بتقوليه دا؟ رؤى متعص.بنيش، ار.جعي أو.ضتك مش هقول تاني..
تحدثت بينما تس.تمر في الإقتر.اب منه بإصر.ار:
_يووه، دي كلها بو.سة صغنو.نة  زي ما ماما كانت بتبو.سني عشان أقد.ر أنا.م زمان.
ز.فر أنفا.سه بض.يق و تحدث بنفا.ذ صبر:
_طيب رو.حي خليها هي تبو.سك و ابع.دي عني.
كت.فت ذر.اعيها بض.يق و تحدثت:
_مالك؟ دي كلها بو.سة هو أنا ها.كلك؟! و بعدين انت عب.يط؟ هو في حد يطو.ل أصلاً؟!
تنهد بض.يق و تحدث:
_رؤى هقولها للمر.ة الأ.خيرة ...ار.جعي أو.ضتك حا.لاً أ.حسنلك.
ضر.بت الأر.ض بقد.مها في اعترا.ض و فجأة خطرت ببالها فكرة لتتحدث سريعاً:
_هتبو.سني ولا أ.حكي للكل عن اللي شف.ته النهاردا؟!
ابتلع و تحدث بار.تباك:
_ش..شف.تي ايه بالظبط؟!
ابتسمت و اقتر.بت لتحو.ط ر.قبته بذر.اعيها و تر.بت على خصلات شعره الطويل نسبياً من الخلف بينما تتحدث:
_اللي شف.ته في الجنينة يا لولو، ايه؟ لحقت تن.سى؟ لما قعدت ت...
ك.تم فم.ها بيد.ه سريعاً و تأو.ه قبل أن يتحدث باستسلا.م:
_طيب طيب، لو بس.تك دلوقتي...توعديني مش هتحكِ لحد على حاجة؟!
ابتسمت برضا و تحدثت:
_ع.يب عليك يا لولو، أنا مكنتش هحكي حاجة من البداية أصلاً بس انت اللي خلتني أ.ضطر أستخد.م الطر.يقة دي.
ابتسم بغ.يظ و تحدث:
_اه طبعاً او.مال..انا عارفك، طول عمرك بر.يئة و احنا اللي بني.جي ع.ليكِ!
تأفأ.فت و قل.بت عينيها بم.لل قبل أن تتحدث:
_و بعدين بقى؟ هنقعد الل.يل كله؟
ابتسمت بجانبية و وضعت خصلة من خصلها الشقراء خلف أذنها قبل أن تكمل باستدراك:
_قصدي معند.يش ما.نع طبعاً لو انت عايز يا لولو.
سح.بها من خصر.ها ليقر.بها منه قبل أن يتحدث بنفا.ذ صبر:
_لا طبعاً، تعا.لي هنا خلينا نخ.لص و بطلي تقولي لولو دي.
أحا.طت عن.قه بذرا.عيها مجدداً و تحدثت بابتسامة:
_أو.امرك يا لولو.
قلب عينيه بم.لل و ما.ل بنية تقب.يلها لكنه و في اللحظة الأ.خيرة تو.قف و انت.فض بفز.ع ما إن سمع صوت ط.لق نار.ي من العد.م فجأة تكرر عدة مرات.
تبادل الإثنان نظرة سريعة بق.لق قبل أن يتحدث:
_بسر.عة...ار.جعي أو.ضتك زمان الكل صحيوا أكيد.
ر.فعت طر.ف ثو.بها و خرجت تر.كض خارج غرفته سر.يعاً و ما إن دخلت غرفتها و أغلقت الباب حتى صدر صوت الجدة المرتفع:
_استر يا رب، في ايه؟ مين بيضر.ب نا.ر دلوج في نص الل.يل؟!
أجابها لؤي بينما يرتدي حذائه سريعاً:
_معرفش يا ستي، هطلع أشوف في ايه...
تحدثت مها التي زامن خروجها من غرفتها وقت خروج الجدة:
_لا طبعاً تروح فين؟ اجعد لاحسن تا.خدلك طل.جة انت كمان ولا حاجة.
فتح فمه و هم أن يعتر.ض لكن صوت طرق شد.يد على الباب جعلهم يتجمد.ون في أما.كنهم جميعاً بق.لق قبل أن يصدر صوته من خلف الباب:
_افتحوا الباب، شر.طة!
ضر.بت الجدة صد.رها بخو.ف و هُيئ للؤي مئة سيناريو خلف سبب مجيئهم لكنه تش.جع في النهاية و طر.د أفكا.ره ليفتح لهم الباب و ما إن فتح حتى أشار الظا.بط بيديه لشر.طيان خلفه متحدثاً:
_بسر.عة، فت.شوا البيت.
اقتربت منه مها بينما تعدل وشاحها لتغطي به شعرها متحدثة:
_خير يا حضر.ة الضا.بط؟ في حاجة حصلت؟!
تنهد الظا.بط قبل أن يتحدث:
_خير إن شاء الله، السفا.ح ن.ط منا فوق سطح البيت هنا و احنا بنحا.ول نم.سكه.
وسعت عينيها بصد.مة بينما تحدث مؤيد الذي كان قد استيقظ بالفعل منذ فترة و انضم إليهم:
_قصدك دلوقتي إن في سفا.ح في البيت هنا؟
أجاب الظا.بط:
_احتمال كبير اه، احنا هنف.تشه دلوقتي عشان نتأكد بس مش أكتر، متقلقو.ش.
__________________
في نفس الوقت فوق السطح:
طرق أحد الشر.طيان باب الغرفة الو.حيدة الموجودة فوق السطح و ما هي إلا لحظات حتى فتحت له غزال الباب.
كاد أن يخبرها بسبب تواجده لكنه و ما إن و.قعت عينا.ه عليها حتى وسعهما بإ.عجاب و تا.هت الكلمات من على لسا.نه لتتحدث هي:
_خير يا حضر.ة الظا.بط؟ في حاجة؟!
أ.غلق ف.مه الذي كان مفتو.حاً كل هذا الوقت و تما.لك نف.سه ليتحدث بصر.امة:
_كنا بنحاو.ل نق.بض على واحد و ن.ط منا هنا، شفتيه؟!
د.ق قل.بها داخل صد.رها بع.نف، إذاً ما توقعته كان صحيحاً بالفعل، هل تس.تغل تلك الفر.صة و تب.لغ عنه إذاً؟!
____________________
فلاش باك قبل عشر دقائق:
كانت غزال جالسة في غرفتها الجديدة تمشط شعرها بعد أن أنهت نقل أغراضها إليها، في الواقع لم يكن لديها الكثير من الأغراض، و لم تكن الغر.فة جيد.ة و لكنها على الرغم من هذا كانت سعيدة لأنها على الأقل أصبحت تحظى بمساحة شخصية بع.يداً عن با.قي الخاد.مات اللاتي كن يضا.يقنها و يسخ.رن منها دائماً.
أنهت تمشيط شعرها لتتوجه ناحية السرير في استعداد للنوم بعد يوم طو.يل و شا.ق من العمل في المزر.عة و تن.ظيف المنز.ل و الطبخ و ما إلى ذلك، لكنها و ما إن وضعت رأسها على الوسادة و أغمضت عينيها حتى فتحتهما مرة أخرى بفز.ع بسبب صو.ت طلقا.ت نار.ية عد.يدة.
نهضت من فراشها سريعاً لتتوجه ناحية الباب و ما إن فتحته حتى تفاجئت به يقف أمام الباب...شا.ب ملت.حف بالسو.اد بكا.مله ولا تظ.هر منه سوى عينا.ه التي لم يغط.يهما حتى يتمكن من الر.ؤية بينما يم.سك ذرا.عه الناز.ف بيد.ه.
وسعت عينيها بذ.هول و كا.دت تصر.خ لكنه حر.ك يد.ه ليك.تم فم.ها سر.يعاً و سح.بها إلى دا.خل الغر.فة قبل أن يغلق الباب بقد.مه متحدثاً بهمس:
_ششش، محتا.ج مسا.عدة، ساعد.يني و أنا مش هئذ.يكِ حلو؟!
ابت.لعت ر.يقها بق.لق و أومأت فهمس مجدداً:
_حلو، دلوقتي هشيل يد.ي من على بو.قك بس لو صر.ختي هد.بحك متفقين؟!
وسعت عينيها بخو.ف و أومأت سريعاً فتر.كها، ا.بتعدت عنه لتمسح فم.ها الذي ام.تلأ بد.مائه حيث كانت يد.ه نفسها التي كان يض.غط بها على ذرا.عه الناز.فة.
جلس على الأر.ض و تحدث بإر.هاق:
_بتعرفي تخ.يطي جر.وح؟!
شه.قت بخو.ف و أجابت سريعاً:
_لا أكيد..
تنهد و قلب عينيه بم.لل قبل أن يتحدث:
_مش بتعرفي تخيطي القماش؟ اعتبر.ي در.اعي قما.شة و خيطيها.
_انت مجنو.ن؟! لا طبعاً، مست.حيل أ.عمل كدا!
نهض من مكانه و تحدث بغ.ضب:
_اعملي اللي بقو.لك عليه و خلا.ص أنا مش...
توقف عن الحديث فجأ.ة ليم.سك برأ.سه بأ.لم بعد أن أ.حس بد.وار حا.د مفا.جئ نتيجة انخفا.ض ض.غط د.مه بعد أن ف.قد قد.راً كبيراً من الد.ماء.
تر.نح في مكا.نه قليلاً و ما لبست دقيقة حتى ف.قد و.عيه تما.ماً و كا.د يس.قط على الأر.ض لكنها اقتر.بت منه سر.يعاً لتم.سك بج.سده قبل أن ير.تطم بالأر.ض الص.لبة.
أم.سكته لتمد.ده على الأر.ض بصعو.بة بسبب ضخا.مة جسد.ه مقار.نةً بجسد.ها الض.ئيل.
طالعته و هو ممد.د على أر.ضية غر.فتها بق.لق، و فكرت أن أول ما عليها فعله الآن هو إيقا.ف جر.حه الناز.ف مؤ.قتاً.
سحبت وشاحاً لتر.بط به ذرا.عه و ما إن انتهت حتى سمعت صوت طرقات على الباب و أحدهم يتحدث بصو.ت مر.تفع:
_افتح الباب، شر.طة!
وسعت عينيها بصد.مة، هل الش.خص الذي لديها في غر.فتها الآن في الواقع مجر.م؟! 
نهاية الفلاش باك.
_____________________
يتبع....
تجمد.ت غزال في مكانها بصد.مة بعد أن أدركت أن الشخص المصا.ب داخل غرفتها هو في الواقع مجر.م أو بمعنى أدق...قا.تل متس.لسل!
إن فتحت الباب للشر.طي الآن و شرحت له كل ما حدث ، لن يتم إلقا.ء الق.بض عليها أليس كذلك؟!
لكن ماذا إن لم يصد.قها لأنها مجر.د خاد.مة؟ ماذا إن اعتبروها شر.يكة في جر.ائمه؟ أليس ذلك خياراً وارداً أيضاً؟ أليس من الأفضل إنقا.ذه؟!
بدأت تجوب الغرفة سريعاً بحثاً غن مكان يمكنها أن تخ.بئه فيه، كانت تدري أن حجتها في إنقا.ذه غير منطقية البتة لكنها و لسبب ما بغض النظر عن كل شئ أرادت مسا.عدته و حسب، شئ ما فيه بينما هو ممد.د على الأر.ض بإ.نهاك جعلها تتذكر معا.ناتها، هي أرادت دائما أن ينقذ.ها شخص ما لذا...لا بأس بإنقا.ذه الآن صحيح؟!
طالعت الخزانة المغلقة و فكرت في تخب.ئته بداخلها، حاولت ج.ر جسد.ه مراراً و تكراراً لكنها لم تس.تطع تحر.يكه إنشاً واحداً من مكا.نه، تنهدت بيأ.س بينما طرق الشر.طي الباب مجدداً بقو.ة أ.كبر، ما الذي يتو.جب عليها فعله الآن؟!
في النهاية است.سلمت لمصير.ها و ذهبت لتفتح الباب و ما إن و.قعت عينا الشر.طي عليها حتى وسعهما بإ.عجاب و تا.هت الكلمات من على لسا.نه.
ابتسمت بجانبية، من رد فعله يبدو أنه سيكون من السهل التخ.لص منه، تحدثت ببر.ائة و كأ.ن لا شئ حدث:
_خير يا حضر.ة الظا.بط؟ في حاجة؟!
أ.غلق ف.مه الذي كان مفتو.حاً كل هذا الوقت و تما.لك نف.سه ليتحدث بجدية:
_أ..أيوا، كنا بنحاو.ل نق.بض على واحد و ن.ط منا هنا، شفتيه؟!
هزت رأسها بنفي و تحدثت:
_لا مشفتش حد خالص.
ابتلع ريقه من نبرة صوتها الر.قيق و الأنثو.ي قبل أن يتحدث:
_ط..طيب عن إذنك، عايز أ.فتش الأوضة عشان أتأ.كد إنه مد.خلش است.خبى جوا و انتِ مش وا.خدة با.لك.
تحدثت بينما تلع.ب بخصلا.ت شعر.ها النا.عمة أمامه:
_بس أنا لسه ملحقتش أ.نضف الأو.ضة و بعدين أنا كنت قاعدة صاحية و لو حد دخل كنت هشوفه أكيد.
هم أن يجيبها لكنه ما لبس أن اقترب منها ليد.قق في و.جهها قليلاً قبل أن يسألها بتش.كك:
_ايه اللي على شفا.يفك دا؟ حد ضر.بك؟!
وضعت يد.ها على شفا.هها لتمسح بق.عة الدما.ء التي تبقت بعد أن مسحت فم.ها سابقاً من دما.ئه و لم تنبته لها قبل أن تتحدث بار.تباك:
_ل..لا، محدش ضر.بني، دا أنا و.قعت على السلم النهاردا و اتعو.رت لو.حدي.
همهم بتفهم قبل أن يعود للحديث مجدداً:
_طيب، انتِ متأكدة إن مفيش حد جه هنا؟!
تحمحت قبل أن تجيب بنعو.مة:
_أيوا متأكدة، انت مش وا.ثق في كلا.مي ولا ايه؟ طب بذ.متك دا منظر وا.حدة ممكن تكد.ب؟!
ابتسم بجانبية و لع.ق شفا.هه قبل أن يتحدث:
_بصراحة كدا...لا، طيب اقفلي الباب كويس و خدي بالك من نفسك...
أخرج شيئاً من جيبه و مد يده ليصافحها، استغربت فعله لكنها على الرغم من ذلك مدت يدها لتصافحه بدورها فتفاجئت بالورقة التي وضعها في يدها متحدثاً:
_تصبحي على خير.
فتحت الورقة لتجد بها أرقاماً مكتوبة، وسعت عينيها بصد.مة و عندما طالعته غ.مز لها و حرك يده بإشارة أن تتصل به.
حركت رأسها بالموافقة و رسمت إبتسامة مص.طنعة على وجهها، ر.اقبته يغا.در و ما إن تأكدت من ذهابه حتى جعد.ت الورقة و أ.لقت بها بعيداً دو.ن أن تكتر.ث له، أغلقت الباب و من ثم أغمضت عينيها لتسحب نفساً عميقاً براحة، لحسن الحظ لم يصر على تف.تيش الغر.فة.
فتحت أعينها مجدداً و طالعت الشا.ب الم.لقى على الأر.ض، بدأت في الاقتر.اب من جسد.ه ببطئ، لا يظ.هر أي شئ من و.جهه سوى عينا.ه ذات الأهد.اب الطويلة و الكثيفة و لسبب ما...لقد بدت تلك الأعين مألوفة بالنسبة إليها!
مدت يدها لتز.يل الو.شاح الذي كان يل.ف به و.جهه حتى يخ.بئه لكن في اللحظة الأ.خيرة و قبل أن تتم.كن من لم.سه فتح عيناه ليم.سك بيد.ها سريعاً متحدثاً بإر.هاق:
_إ...إيا.كِ!
ابتعدت للخ.لف سر.يعاً و تحدثت بار.تباك:
_ك..كنت هشيلهولك عشان تقدظر تا.خد نف.سك كويس.
ر.فع جذ.عه العلو.ي بصعوب.ة ليجلس قبل أن يتحدث:
_لا شكراً، أنا مستريح كدا.
عم الصمت للحظات بينهما قبل أن تقطعه هي متحدثة:
_خ..خسر.ت د.م كتير، لازم تروح المست.شفى.
تأوه بم.لل قبل أن يتحدث:
_هاتيلي كوباية مياه بس و بعدين نشوف هعمل ايه.
أومأت بموافقة و خرجت لتهبط سريعاً ناحية الأسفل.
فتحت الثلاجة لتحضر منها قارورة ماء و حينما كانت على وشك العودة فكرت أن تحضر له بعض الطعام أيضاً.
عادت لتخرج بعض الأطعمة من الثلاجة و بينما كانت منه.مكة تماماً فيما تفعله تفاجئت بذر.اعي أحد تح.يط بخصر.ها من الخ.لف.
تجمد.ت في مكانها بفز.ع في حين اتكأ برأ.سه على كت.فها من الخل.ف متحدثاً:
_كنت لسه بفكر فيكِ، أنا محظوظ إني لقيتك..
___________________
في نفس الوقت في مكانٍ آخر:
ر.فعت مها إ.صبعها بتحذ.ير بينما توجه حديثها للخا.دمة الصغير.ة:
_زي ما جولتلك، هتتس.حبي براحة و إيا.كِ يشو.فك أو يح.س بيكِ!
ابتلعت رقية قبل أن تتحدث بار.تباك:
_ب..بس يا ست هانم أنا هعرف منين مكان الورجة دي؟!
كت.فت مها ذراعيها معاً و تحدثت بحاجب مرفوع:
_أنا مل.يش صا.لح عاد، تجيبيهالي الأول و بعدين هديكِ اللي اتفجنا عليه.
لع.بت الصغير.ة بأصا.بعها بار.تباك و تحدثت:
_بس..بس أنا محتا.جاهم دلوقتي ضر.وري، مينفعش ن..
قا.طعتها مها بغ.ضب:
_لع، تس.لمي الحاجة الأول و بعدين تاخديهم.
تنهدت رقية بيأ.س قبل أن تخرج من عندها و بينما كانت تنزل السلالم رمقته بالصدفة خارجاً من غرفته.
ابتسمت بظ.فر و اختبأ.ت حتى ابتعد و من ثم د.خلت إلى غر.فته سريعاً لتبدأ في فتح الأدر.اج و الب.حث بعشاو.ئية.
ظلت ما يقارب العشر دقائق لكن دون فائدة تُذكر، لا وجود لأي أوراق حمر.اء في الغرفة كما وصفتها لها مها.
تنهدت بيأ.س و بينما هي واقفة لمحت شيئاً ما شد انتباهها، لقد كانت هناك خز.نة!
اقتربت منها سريعاً و بدأت تف.تش عن أي مفتا.ح بالجوار لكنها تجمد.ت في مكانها بفز.ع ما إن سمعت صو.ت خطو.اتٍ تقتر.ب من الغرفة.
ا.ختبأت خل.ف المكتب سريعاً في نفس اللحظة التي دخل فيها مؤيد لغرفته.
ر.اقبته بحذ.ر بينما يمسك بهاتفه و يقوم بالإتصال بشخص ما و انتظر دقيقة حتى أجاب عليه قبل أن يتحدث:
_ألو يا رو.حي، انتِ فين؟!
غ.طت ف.مها بك.فها سريعاً بصد.مة.
من المعروف أن مؤيد لا يزال يدرس في الجامعة، كما من المفترض أنه عاز.ب!
ك.شر ملا.مح و.جهه فجأة قبل أن يتحدث بغ.ضب:
_أنا مش قولتلك كذا مرة مترو.حيش هناك؟!
_......
_ماشي يا حبيبتي.
ارتمى على السرير و أكمل:
_خلاص سا.محتك بس آ.خر مرة، المهم احكيلي يومك كان عامل ازاي النهاردا؟
شعرت رقية أن المحادثة ستطول لذا حاولت التس.حب من مكا.نها بهدوء لكنها اصطد.مت بالكر.سي خلفها، تجمد.ت في مكانها بخو.ف في حين نهض مؤيد من سريره ليستطلع الأمر و ما إن لمح قد.مها حتى ابتسم بجانبية متحدثاً:
_اه...طيب يا روحي، سلام دلوقتي عشان شكل في فار دخل أوضتي و أنا مش موجود، هكلمك بعدين.
أغلق الهاتف و سار بخطوات بطيئة نحو مو.قعها حتى أصبح واقفاً تماماً أما.مها و من ثم تحدث:
_بصوا مين عندنا هنا...فا.ر تا.يه و دخل المكان الغل.ط.
ابتلعت رقية بينما تطالع نظر.اته الغا.ضبة نحو.ها قبل أن يتحدث مجدداً:
_قو.مي ا.قفي يا هانم، بتعملي ايه هنا؟
نهضت رقية و تحدثت بق.لق:
_ك...كان في حاجة نسيتها بالصبح هنا و أنا بنضف.
كت.ف ذراعيه و تحدث:
_و ايه هي الحاجة الم.همة او.ي اللي نسيتيها و خلتك تيجي تدو.ري عليها السا.عة وا.حدة با.لليل بدل ما تستني للصبح؟
ابتلعت و جالت بنظرها سريعاً في المكان قبل أن تقع أنظارها على ورقة مطوية و ملقاة على الأرض فتحدثت سريعاً:
_دي...هي دي الورقة اللي وقعت مني.
طالع الورقة التي كانت تتحدث عنها بحاجب مرفوع قبل أن يلتقطها من على الأرض ليقرأ ما كتب فيها و ما إن انتهى حتى وسع عينيه بصد.مة متحدثاً:
_انتِ...بتح.بيني أنا؟!
وسعت عينيها بصد.مة و أمسكت الورقة منه لتقرأ ما كتب فيها سريعاً:
_" أستاذ مؤيد أنا بح.بك، عارفة إن مفيش فر.صة نبجى سو.ى و عشان كدا هفضل أ.حبك من بع.يد دايماً."
رفعت أنظارها إليه ليطالع الإثنان بعضهما البعض بنفس الصد.مة...
يا الكار.ثة، ما الذي أو.قعت نف.سها فيه الآن!!
____________________
تحدث بينما يح.يط خصر.ها من الخل.ف:
_كنت لسه بفكر فيكِ،كويس إني لقيتك!
ابتلعت بار.تباك و أبعدت يد.ه عنها لتلتف له و ما إن رأته حتى وسعت عينيها بصد.مة و تحدثت:
_أ..أستاذ لؤي؟!
ابتسم و تحدث:
_مش شايفة إنه مش من العدل تبقي عارفة اسمي و أنا معرفش اسمك لغاية دلوقتي؟!
ابتلعت بار.تباك، هو مص.مم على معرفة اسمها لكن عمتها حذ.رتها من أن يعر.ف أي شئ عنها لذا تحدثت:
_ر..ريم، اسمي ريم.
اقترب منها ليملس على شعرها متحدثاً:
_اسمك جميل و رقيق شبهك.
طالعت جسد.ه الض.خم بق.لق، لقد كان قر.يباً منها للغا.ية و أرادت د.فعه بشد.ة، لكن و لكون الو.قت متأ.خراً خش.يت إن قامت بأي حر.كة مفا.جئة أن يؤذ.يها دو.ن أن يش.عر بها أحد.
تحدث مجدداً :
_و على كدا عندك كام سنة يا ريم؟
_ع..عشرين.
وسع عينيه و تحدث بدهشة:
_عشرين؟ أنا أفكرك أصغر من كدا بكتير، مش باين عليكِ خالص!
ابتسمت بمجاملة له، كل ما تريده الآن فقط هو أن تذهب لغرفتها حتى تسا.عد الغر.يب.
بادلها الإبتسام و عاد للحديث مجدداً بعد أن لمح الطعام الذي كان بين يديها:
_جعانة؟ تحبي أطبخلك حاجة حلوة؟!
حركت رأسها بالنفي و تحدثت:
_لا شكراً، أنا هعملي ساندويتش و خلاص.
تحدث بإصر.ار بينما يشمر أكمتمه:
_تعالي بس أنا مص.مم، هعملك أكلة تحفة، ناوليني الدقيق اللي هناك دا...
تنهدت باستسلا.م و توجهت لتحضر ما طلبه، و.قفت على أطر.اف أصا.بعها و حاو.لت الو.صول إليه لكنه كان عا.لياً للغاية لذا قفز.ت لتصل إليه لكن و لكون الأرض ز.لقة انز.لقت و كا.دت ت.قع لولا أن لح.ق بها سريعاً.
أمس.كها من خصر.ها، رفعت وجهها لتطالعه و قد كانت المرة الأولى التي تلاحظ فيها لون عينيه الخضراء بسبب قر.بها الشد.يد منه.
اقتر.ب منها أكثر ليه.مس في أذ.نها بصو.ته العم.يق و المن.خفض:
_انتِ كويسة؟!
ابتلعت بار.تباك و كا.دت تبعد.ه عنها لكن أحداً ما دخل المطبخ فجأة و ما إن التفت لتراه حتى تجمد.ت في مكانها بر.عب عندما اتضح أن الشخص الذي دخل فجأة لم يكن في الواقع سوى....عمتها مها!
__________________
يتبع....
واحدة من الخد.امات اللي كانوا بينضفوا أوضة الأستاذ مؤيد كانت معج.بة بيه، كتبتله رسالة اعتر.فت فيها بمشا.عرها و أنا اللي لبس.ت فيها!
بصتله بصد.مة و هو رافع الورجة جدام عيني و بيتكلم:
_انتِ؟ بتحب.يني أنا؟ حتة خد.امة ز.يك ازاي تفكر في حا.جة ز.ي كدا من الأسا.س؟!
بلعت ريجي و أنا مش عارفة أرد أجوله ايه، ازاي أجوله إن الورجة مش بتاعتي؟ لو جولتله أكيد هيش.ك فيا و يعرف إني كنت دا.خلة أو.ضته أ.فتش فيها على حاجة تاني.
ابتسم بجانبية فجأة و اتكلم:
_سمعتي المكا.لمة مش كدا؟
رديت بتو.تر:
_أ..أيوا.
جرب مني و اتكلم بف.خر: 
_أهي اللي كنت بتكلم معاها دي تبقى حبي.بتي و هنتجو.ز أنا و هي قريب!
بلعت ريجي و رديت:
_ر..ربنا يتمملكم على خير يا بيه و يهنيكم سوى.
ابتسم بسخر.ية و اتكلم:
_عا.ملة نفسك مش فار.ق معا.كِ يعني؟ حلو تمث.يلك كنت هقتنع إنك فعلاً معند.كيش أي مشا.عر ليا !
ابتسمت بتو.تر، ازاي أجيبهاله إني فعلا مش مع.جبة بيه و مش فار.ج معايا يخطبها ولا يو.لعوا الإ.تنين في ستين دا.هية سو.ى حتى؟
اتكلم تاني و هو لسه جر.يب مني:
_بس دا س.ر ، مينفعش حد يعر.ف إني مر.تبط..
بعد و بعدين كمل:
_لو حافظتي على الس.ر هديكِ مكافئة حلوة، أما لو اتكلمتي....
سكت و مشى يد.ه على ر.جبته في إشا.رة إنه هيد.بحني، نز.لت على الأر.ض بسر.عة و اتكلمت و أنا ما.سكة ر.جله بخو.ف:
_لا يا بيه والله ما هجول لحد على حاجة، أبو.س يد.ك متج.تلنيش!
بدأ يز.عج:
_ايه اللي بتعمليه دا يا متخ.لفة انت؟ سي.بي ر.جلي و ا.قفي حالاً!
بصتله من تح.ت و اتكلمت:
_يعني مش هتج.تلني خلاص؟!
رد بحز.م:
_لو متكلمتيش!
رديت بسرعة:
_حاضر، مش هت.كلم والله!
وجفت بس بدل ما أطلع برا معرفش اتج.مدت في مكاني ليه، أول مرة ألاحظ فيها جما.ل الأستاذ مؤيد، الكلا.م اللي بيتجا.ل عليه بين الخد.امات مكانش بيتجا.ل من فر.اغ والله!
 أنا عمري ما اتعاملت معاه جبل كدا و لا جر.بت منه بس شكله من جر.يب كان...
_أخد.تيلي صو.رة ولا لسه؟ مستنية ايه؟ اتفضلي على مكا.نك يا ها.نم!
صو.ته الصار.م و البار.د فجأة خلاني أفو.ج من أفكا.ري، نزلت و.شي في الأر.ض و مش.يت بسر.عة ناحية الباب بس جبل ما أطلع اتكلم:
_استني عند.ك...
وجفت مكاني و لفيتله فاتكلم:
_اسمك ايه؟!
بلعت ريجي بخو.ف و اتكلمت:
_ا..اشم.عنى عايز تعرف اسمي يا بيه؟!
تأو.ه بم.لل و اتكلم:
_هو ايه اللي اشمع.نى؟ عايز أعرف اسمك عشان لو اتكلم.تي أجي.بك، مش من جما.ل خل.قتك يعني!
خلجتي! مالها خلجتي؟! عض.يت على شفا.يفي بجهر و رديت من غير ما أ.بص في و.شه:
_رقية...اسمي رقية يا بيه.
__________________
دخلت مها إلى المطبخ لتجد غزال واقفة و تبتسم لها بر.يبة فتراجعت للخلف بفز.ع و هي تستعيذ من الشيطان قبل أن تتحدث بغ.ضب:
_مالك يا بت؟ واجفة كدا ليه؟ و.جعتيلي جل.بي في رجلي و انتِ عاملة زي العفار.يت اكده!
ابتلعت غزال قبل أن تتحدث:
_م..مفيش، كنت نازلة أشرب و طالعة تاني.
كت.فت مها ذراعيها و تحدثت بحاجب مرفوع:
_بس غريبة، أكني سمعت حد بيتكلم، انتِ كنتي بتكلمي نف.سك؟ اتج.ننتي إياك؟!
تحدثت غزال بق.لق:
_ل..لا، م..متكلمتش خالص، تلاقيه كان بيتهيأ.لك بس مش أكتر.
لو.ت مها شف.تيها بعد.م ر.ضا من رد غزال قبل أن تتحدث بغ.ضب:
_و أنا مش من.بهة عليكِ متطل.عيش من أو.ضتك طول ما لؤي مو.جود؟! افر.ضنا شا.فك دلوج!
_ك..كنت عطشا.نة.
_و مش جا.درة تستني للصبح يعني؟ عموماً اخلصي، تشر.بي و تر.جعي مكا.نك بسر.عة و لو اتكر.رت تاني هس.حب منك مفا.تيح الأو.ضة و ارجعك مع با.جي الخد.امات تاني.
أومأت غزال برأسها في حين تناولت مها قارورة مياه من المطبخ و غادرت و ما إن ابتعدت حتى سحبت غزال شطائرها و همت بالخروج سر.يعاً قبل أن يحا.صرها لؤي، لكن الأو.ان كان قد فا.ت بالفعل عندما و.قف أما.مها ليم.نعها من الهر.ب متحدثاً:
_ايه اللي بيحصل هنا؟ 
______________________
فلاش باك قبل دقيقتين:
التفتت غزال لتنظر ناحية الباب ما إن أحست بوقع أقدام مألوف يقترب من المطبخ و ما إن لمحت عمتها مها حتى ا.بتعدت عن لؤي لتد.فعه سريعاً أس.فل الرخام الذي كانت مقفلاً من الخارج بحيث لا يمكن لأحد أن يرى ما أسفله سوى الطاهي أو من يقف في الداخل.
كانت ترد على عمتها بينما تدعو في سرها أن لا تنطق باسمها الحق.يقي حتى لا يكت.شف لؤي كذ.بها لكن ما حدث كان أسو.ء، تجم.دت في مكا.نها بصد.مة ما إن نطقت عمتها فجأة:
_و أنا مش منب.هة عليكِ متط.لعيش من أو.ضتك و لؤي موجود؟ افر.ضنا شا.فك دلوج؟!
تج.مدت الد.ماء في عر.وقها بصد.مة و خط.فت نظرة ناحية لؤي فوجدته يطالعها بحاجب مرفوع و كأنه يقول " ما الذي تهذ.ي به تلك المر.أة؟".
ابتلعت بص.مت و أدركت أن عليها الفر.ار سريعاً ما إن تخرج عمتها إن لم تر.د موا.جهته.
___________________
عودة للحاضر:
تحدث لؤي بحاجب مرفوع:
_اشرحيلي ايه اللي بيحصل هنا حا.لاً!
كت.فت ناي ذراعيها و تحدثت بصوت واثق على الر.غم من قل.قها من اكتشافه:
_بسيطة، عمتك عايزة تجو.زك بنت.ها و كانت خا.يفة لما تشو.فني تغ.ير رأ.يك عشان كدا مكانتش عايز.اك تشو.فني!
رفع لؤي حاجبه بتش.كك في رو.ايتها و تحدث:
_والله؟ و مد.ياكِ أو.ضة كا.ملة بس عشان كدا؟!
_أيوا يا أخويا و لو مش مصد.ق روح اسألها بنفسك!
أجابت بثبا.ت بينما هي في الوا.قع كانت تر.تعش بخو.ف، إن سألها لؤي فتلك ستكون نها.يتها حت.ماً.
ابتسم لؤي بجانبية و تحدث:
_لا مش هسألها...
تنفست غزال براحة لكنها تج.مدت في مكا.نها بصد.مة ما إن سمعت ما نطق به تالياً:
_و هتجو.زك...غص.ب عنها هتجو.زك يا ريم.
____________________
طرقت الباب مرتين قبل أن تدخل لتغ.لقه سر.يعاً خلفها و تلتقط أنفا.سها بصعو.بة و ما إن رأى بشر.تها الشا.حبة حتى تحدث:
_مالك؟ كنتي بتهر.بي من عفر.يت ولا ايه؟
ابتلعت غزال بينما تتذكر حديث لؤي:
"هتجو.زك يا ريم غص.ب عنها، بس استني شوية لما آ.خد نص.يبي في الشر.كة و ابقى مسؤ.ول عن نفسي بع.يد عنهم."
تأو.هت بض.يق و وضعت الشطائر على الطاولة الصغيرة قبل أن تستلقي على الأر.ض باستسلا.م.
اقترب منها بصعو.بة و جلس بجوارها قبل أن يتحدث بجد.ية:
_مالك؟ 
أجابت دون أن تلتفت إليه:
_مخنو.قة، عارف العر.وسة الخشب اللي كانوا بيحركوها بخيو.ط على المسرح زمان؟
همهم بإيجاب فأكملت:
_أنا حاسة إني لع.بة بيتحك.موا فيها برا.حتهم، بكر.ههم كلهم قد بعض و مش عا.يزة حا.جة منهم غير إنهم يبعد.وا عني، انت فاهم قصدي؟ حاسة...حاسة إني...
توقفت عن الحديث فجأة ما إن سمعت صو.ت شخ.ير، التفتت إليه لتجده نائماً فتأ.وهت بيأ.س و ضر.بت جبه.تها بق.لة حي.لة.
أحضرت وسا.دة لتضعها على الأر.ض قبل أن تمد.د جس.ده لتجعله نا.ئماً في وضعية أكثر راحة، أغلقت الأنوار و في النهاية تأكدت من إغلا.ق البا.ب بالمفتا.ح جيداً حتى لا يتم.كن أحد من الد.خول.
____________________
الساعة السادسة صباحاً:
استيقظت غزال مبكراً كالعادة حتى تبدأ تجهيز الفطور للعائلة، عقد.ت شعرها الطويل خلف رأسها لأعلى و همت بالخروج لكنها عادت سريعاً لتتفا.جئ بعد.م و.جوده في الغرفة.
عقدت حاجبيها معاً بحير.ة عندما وجدت ورقة مطوية و موضوعة على الطاولة فتناولتها لتقرأ ما كتب فيها سريعاً:
" الفرق بينك و بين العر.وسة الخ.شب إن العرو.سة متعر.فش إن في حد بيت.حكم فيها لكن انتِ عار.فة، ق.صي الخيو.ط و متسمح.يش لحد يتح.كم فيكِ يا غزال، اه...و شكراً على السندوتشات كان طعمها جميل(^.^)"
ابتسمت بسعادة، إذاً هو قد سمعها بالفعل!
و لكن...كيف عر.ف اسمها؟ هي لا تتذ.كر أنها أخبر.ته به فكيف عر.فه إذاً؟
_____________________
ارتدت المئزر و شمرت أكمامها استعداداً لغسل الصحون بعد أن انتهوا من تناول الفطور عندما دخلت زهرة فجأة لتتحدث:
_واحدة منكم تروح تجيب بصل من السوج.
تأو.هت شمس بم.لل و تحدثت:
_الله! هي شغلا.نة بجى كل يو.م؟ 
ضر.بتها زهرة على رأ.سها لتتحدث:
_لمي لسا.نك الطو.يل دا عشان مجصهو.لكيش، عم كمال تعبا.ن أعمل.كم ايه يعني؟! عشان تحسوا بجيمته بعد كدا...
سكتت قليلاً قبل أن تق.ع أعينها على الهد.ف المحد.د لتتحدث:
_تعالي يا رقية ها....
قا.طعتها غزال فجأة:
_هروح أنا.
طالعتها باقي الخا.دمات بش.ك كما فع.لت زهرة التي تحدثت:
_و متطو.عة من نف.سك يعني اشم.عنى؟ دا امبارح نزلتي بطلو.ع الرو.ح.
ابتسمت غزال ببر.ائة و تحدثت:
_عشان مش عا.يزة أ.غسل المو.اعين، خلي رقية تغ.سلهم على ما أروح و أرجع.
طالعتها رقية بحاجب مرفوع و كادت تعتر.ض لولا تحدثت زهرة:
_طيب ياختي سيب.يهم و رقية هتغ.سلهم، اتحر.كي بسر.عة يلا..
ابتسمت غزال بظ.فر، في الواقع كلما أرادته هو مقابلة آدم الو.سيم مجدداً!
_________________
أخذت سلة الخضار و تعمد.ت أن تب.طأ أمام محل العصير لكنها استغربت عندما لم تلمح آدم واقفاً بل شاباً آخر لذا اقتربت منه قبل أن تتحدث:
_لا مؤا.خذة يا عم، آدم مش موجود؟!
طالعها بحاجب مرفوع قبل أن يجيبها:
_لا مش موجود، عا.يزاه ليه إن شاء الله؟!
ا.حمرت خدو.دها بخ.جل من أسلوبه الف.ظ و ابتلعت قبل أن تتحدث بار.تباك:
_م..مفيش حاجة، مش عا.يزاه خلاص!
همت أن تخرج من المحل لكنها اصطد.مت بشخص و ما إن رفعت وجهها ناحيته حتى تحدثت بصد.مة:
_آدم؟!
ابتسم آدم و سح.بها من يد.ها للدا.خل بينما يتحدث بصو.ت مر.تفع:
_و بعدين معاك يا عبده؟ مش قولتلك كذا مرة تتعا.مل ح.لو مع النا.س؟ عايز تطف.شلي زبا.يني ولا ايه؟!
طالعه عبد الرحمن بحاجب مرفوع  قبل أن يتحدث:
_انت مش قولت إنك تعبا.ن و مش جا.ي النهاردا؟ ايه اللي جابك؟!
ضحك آدم و تحدث:
_عادي، ز.هقت من القعدة في البيت و جيت.
قل.ب عبد الرحمن عينيه بم.لل و ا.بتعد عنهما و ما إن غاد.ر حتى تحدث آدم بإبتسامة مشرقة:
_يا ترى ايه اللي مز.عل الج.ميل النهاردا؟!
_________________
يتبع....
_و بعدين معاكِ؟ أنا مش قلتلك قبل كدا إني مش نا.وي أر.تبط بيكِ؟! ايه..معند.كيش كر.امة كدا خالص؟!
طالعته بصد.مة قبل أن تتحدث:
_ب..بس أنا معملتلكش حاجة يا بيه!
تأ.وه بم.لل قبل أن يجيبها:
_الحر.كات النص كم اللي بتعمليها دي بهد.ف إنك تقر.بي مني فا.كراني مش واخد بالي منها؟ ها؟!
ابتلعت و تحدثت بار.تباك:
_أنا..أنا معملتش حاجة! أنا كنت بنضف المكتب بس...
اقتر.ب منها متحدثاً بحاجب مرفوع:
_و حلي تنضيف المكتب دلوقتي و أنا قاعد عليه؟!
ضغ.طت رقية على قبض.تها بغ.ضب و لم تجبه.
لاحظ حر.كتها فابتسم بجا.نبية و من ثم قام بسح.بها من خصر.ها ليقر.بها منه قبل أن يتحدث بنبر.ة ما.كرة:
_قوليلي...مستعد.ة تو.صلي لفين بس عشان أر.تبط بيكِ؟!
طالعته باستغر.اب و تحدثت بق.لق:
_ج..جصدك ايه يا بيه؟ أنا مجولتش إني عاو.زة أر.تبط بيك من الأساس!
_مش لازم تقولي عشان أعرف، تصر.فاتك فا.ضحاكِ!
ابتسمت بتو.تر و حاولت د.فعه بينما تتحدث:
_ح..حضرتك فاهم الموضوع غ.لط، أنا مش عاوزة أ..
قا.طعها فجأة:
_حتى لو قولتلك إنك ممكن تر.تبطي بيا؟!
____________________
فلاش باك قبل ساعتين:
وقفت رقية لتغسل الصحون بعد أن غادرت غزال عندما عادت زهرة فجأة لتتحدث:
_انتِ يا بت يا شمس، اعملي كوباية شاي و وديها  لأوضة الأستاذ مؤيد حا.لاً!
عندما سمعت رقية الاسم تنبهت جميع حواسها، هذه فر.صتها لتحصل على الأوراق!
غسلت يديها سريعاً و اقتر.بت من شمس لتتحدث:
_باين عليكِ تعبا.نة، خليكِ انتِ هنا و أنا هاخدهاله!
طالعتها شمس بحاجب مرفوع في تش.كك قبل أن تجيب:
_و من امتى الطيبة دي كلها إن شاء الله؟
كت.فت رقية ذرا.عيها معاً و تحدثت:
_أنا غلطا.نة إني خا.يفة عليكِ يعني؟ و بعدين أنا كنت رايحة أوضته كدا كدا عشان أنضفها و جولت آخدها في طريجي..
_و اشمعنى يعني انتِ اللي هتنضفي أوضة الأستاذ مؤيد النهاردا؟ المفروض غ..
قا.طعتها رقية متأ.فئفة:
_انتِ هتجعدي تسأليني و تحججي معا.يا كدا كتير؟ خلاص براحتك انتِ حر.ة!
التفتت لتبتعد عنها لكن شمس نادتها في اللحظة الأ.خيرة متحدثة:
_خ..خلاص وديها انتِ، بس اوعي زُهرة تعرف عشان مط.ينش عي.شتي.
ابتسمت رقية بظ.فر، في الواقع لم يطلب أحد منها تنظيف غرفة مؤيد لكنها كانت بحاجة إلى ح.جة لتدخلها فقط لا غير.
____________________
في غرفة مؤيد:
كانت تقدم له الشاي عندما لاحظت الورقة الحمراء الموضوعة بجانبه.
ابتعدت لتحضر مكنسة و اد.عت أنها تقوم بتنظيف الغرفة.
طالعها مؤيد بحاجب مرفوع بينما تكنس الغرفة، من المعروف أن الخد.م لا يقمن بتنظيف الغرفة أثناء تواجده فيها فما الذي تفعله تلك إذاً؟!
فتح فمه ليسألها لكنه تراجع ما إن انتبه لكون الخا.دمة هي نفسها التي كتبت له رسا.لة اعتر.فت فيها بمشا.عرها من قبل، ابتسم بجا.نبية و اختار مر.اقبتها بصمت حتى ير.ى ما تخ.طط له.
انتهت من كنس الغرفة بشكل عشو.ائي و سط.حي و من ثم اقتر.بت من مكتبه و تظا.هرت أنها تقوم بترتيبه.
ابتسم بجا.نبية و ظن أنها تحاول الإقتر.اب منه، انتظر أن تقوم بأي حر.كة بغر.ض إغر.ائه لكنها لم تفعل!
عق.د حاجبيه باستغراب و التفت لينظر إليها فلاحظ أنها تركز أنظارها نحو شئ معين و عندما تتبع ما تنظر إليه وجد أنها كانت الورقة الخاصة بو.صية عمه المتو.فى والد غزال.
هل ما تسعى إليه في الواقع هي تلك الورقة و ليس قل.به إذاً؟ فكر أنه لا بد له من التح.قق فاد.عى أنه يتثائب و أ.سقط الورقة عن عم.د و ما إن فعل حتى انحنت سريعاً لتأخذها و تخ.بئها في جيبها قبل أن تبتعد و كأ.نها لم تفعل شيئاً!
ضحك بخفة عندما أدرك ما كانت تسعى إليه أخيراً، هذا يفسر إذاً لما كانت نظراتها باتجاهه جافةً و خاو.ية لا تحمل أي مشا.عر، لا بد أن والدته هي من أرسلتها و بما أنها كانت تحاو.ل الل.عب عليه منذ البداية هي و والدته إذاً هو سيج.علها تند.م على فعلتها!
___________________
عودة للحاضر:
سحب الورقة من جيبها الخلفي بخ.فة دو.ن أن تشعر به قبل أن يتحدث بابتسامة ما.كرة:
_حتى لو قولتلك إن في طريقة عشان تر.تبطي بيا؟!
ابتلعت رقية بقل.ق و ابتعدت عنه للتحدث:
_لا شكراً، جولتلك مش عاوزة أر.تبط بيك!
تركته و خرجت من الغرفة سريعاً في حين ابتسم هو بجانبية.
لا بد أنها ستعو.د إليه بعد أن تكتشف أنها فقد.ت الورقة و عندها.....عندها سيتمكن من الل.عب بها كما يشاء!
__________________
في نفس الوقت في مكانٍ آخر:
قرب مني و هو بيتكلم بابتسامة جانبية:
_يا ترى ايه اللي مضا.يق الجم.يل النهاردا؟
بلعت ريقي بتو.تر قبل ما أرد عليه:
_م..مش مضا.يقة.
_هعملك كوباية عصير مانجة حالاً هتخفف عنك و تخليكِ تن.سي كل همو.مك.
كت.فت درا.عاتي و اتكلمت باعتراض:
_قولت أنا مش متضا.يقة!
قر.ب مني أكتر و بص في عيوني، بدأ يحر.ك صو.ابعه على خد.ي براحة فقدرت أ.حس بخشو.نتها على جلد.ي و ريحة الكولونيا اللي كان حاططها بدأت تتسر.ب لجيو.بي الأ.نفية.
م.يل راسه و اتكلم قر.يب من ود.ني:
_لسا.نك بيتكلم عكس عيو.نك، أصد.ق أنهي؟!
غمضت عيوني و سحبت نفس عميق بعدين فتحتها تاني، مسكت يد.ه و نز.لتها قبل ما أجاوب عليه:
_صدق اللي عايز تصدقه...كدا كدا الإتنين كد.ابين.
ابتسم بجا.نبية و اتكلم:
_شكل الموضوع أ.كبر من اللي كنت متخيله بكتير، أنا مستمع كويس خدي بالك، تقدري تحكيلي...
رفعت وشي و بصيت في عيونه، ابتسامته الجذابة المشرقة بتخليك تتو.هم إن الحياة بسيطة و جميلة و أنا...أنا أكتر واحدة عارفة حقي.قتها المُر.ة!
لازم أهر.ب....لازم أهر.ب قبل ما أقع في ف.خ الأ.مل ، قبل ما أتور.ط في مشا.عر أنا مش قد.ها!
بدأت أر.جع لورا بهدوء فبصلي باستغراب قبل ما يتكلم:
_مالك؟ رايحة فين؟!
مرد.تش عليه، لفيت و طلعت أجر.ي برا المحل.
آسفة بس الحز.ن مُعد.ي، و أنا مش عا.يزاه يو.صلك، انت شخص جميل و متفائل و أنا بتمنى تكون كل أيامك سعيدة و دافية زي ابتسامتك!
______________________
تج.مد في مكانه بصد.مة بينما ير.اقبها تبتعد عنه سريعاً.
اقتر.ب منه عبد الرحمن متحدثاً:
_مالها دي؟ عملتها ايه؟!
أجاب آدم بحير.ة:
_مش عارف، معملتلهاش حاجة!
_عموماً أحسن، اسمعني كويس...انت عارف احنا هنا ليه فبطل لع.ب و شوف شغلك!
ابتسم آدم بجا.نبية و تحدث:
_بصوا مين اللي بيتكلم! كنت فين امبارح و أنا بمو.ت يا  أستاذ ؟!
ابتلع عبد الرحمن بار.تباك و أشا.ح وجهه بعيداً قبل أن يجيبه:
_ه..هكون فين يعني؟ كنت نايم!
اقترب منه آدم ليقر.ص و.جنته بينما يتحدث بسخر.ية:
_لو.حدك برضو يا بودا ؟!
تأ.وه الآخر و قل.ب عينيه بم.لل قبل أن يجيبه بينما يضر.ب يده بعيداً عنه:
_متقر.فنيش، على الأقل اللي بنا.م معا.هم عارفين مكا.نتهم كويس و إن مست.حيل أ.عجب بو.احدة منهم أو أتجو.زها!
تحدث آدم بعد.م مبا.لاة:
_طيب ما أنا برضو مس.تحيل أ.عجب بالبنت دي! 
أنا حاسس بفضو.ل نا.حيتها مش أكتر...
أجاب عبد الرحمن بعصب.ية:
_فو.ق يا آدم، الفضو.ل ممكن يقلب معاك بحاجة تاني و انت عارف إننا مش بتوع ح.ب و لا إر.تباط!
أشا.ح آدم و.جهه بامتعا.ض من كلامه لكن الأخير تحرك ليقف أمامه قبل أن يتابع حديثه بإصر.ار:
_انت عارف إنها بمجرد ما تكت.شف حقي.قتك هتهر.ب زي كل اللي قبلها فمتبدأش حاجة انت مش قد.ها يا آدم !
تنهد آدم قبل أن يجيبه بم.لل:
_و انت متخيل إن العلا.قة بينا ممكن تطو.ر لدر.جة إني أقولها أنا مين؟ بطل تتوقع حاجات غب.ية من دما.غك، أنا بتس.لى بس مش أكتر!
ابتسم عبد الرحمن بسخر.ية متحدثاً:
_لما نشوف آخر.تها معاك، أصلك مبتشوفش و.شك بيبقى عامل ازاي و انت با.صصلها يا اللي بتت.سلى!
قلب آدم عينيه بم.لل و ابتعد عنه، ربما يكن لها بعض الإعجا.ب حقاً؛ لكنه قطعاً لن يتو.رط في علا.قة معها!
_________________
مشت غزال باتجاه السوق بينما تحدث نفسها أثناء سيرها:
_ايه الغبا.ء اللي بتعمليه دا يا غزال؟ ليه روحتيله؟ شكلك اتهبل.تي بش.كله و نسي.تي انتِ مين! عموماً خلاص..دي آ.خر مرة أرو.حله فيها!
كانت منشغلة تماماً بتأ.نيب نفسها و بينما هي غير منت.بهة اقتر.ب منها شخص ما من خل.فها متحدثاً:
_متصلتيش يعني!
التفتت إليه سريعاً و ما إن رأته حتى وسعت عينيها بصد.مة، لقد كان الشر.طي الذي أعطاها رقمه سابقاً!
ابتسمت بار.تباك و تحدثت:
_م..مكانش معايا رصيد، أول ما أروح هشحن و أتصل بيك.
ابتسم بجا.نبية متحدثاً:
_لا و على ايه، احنا فيها أهو، تعالي...
أمسك بيد.ها و سح.بها باتجاه شار.ع جا.نبي.
ابتلعت رقية بخو.ف بينما تسير خ.لفه، لو كان شخصاً آخر لد.فعته و هر.بت لكن لكونه شر.طي خش.يت أن تقوم بأي شئ حتى لا يؤ.ذيها.
د.فعها باتجا.ه الحا.ئط فتحدثت بق.لق:
_انت بتعمل ايه؟!
ابتسم بم.كر و بدأ في الإقترا.ب منها بينما يتحدث:
_بعمل اللي كان لازم أعمله من ساعة أول مرة شفتك فيها!
___________________
يتبع....
مسك يد.ي و سح.بني نا.حية شار.ع جا.نبي فا.ضي مفهوش حد غير.نا، ز.قني على الحيط فجأة فاتكلمت بخو.ف:
_ا..انت بتعمل ايه؟!
ابتسم بجا.نبية و حر.ك لسا.نه على شف.ته من جوا قبل ما يرد:
_بع.مل اللي كان لاز.م أ.عمله من أول لحظة شفتك فيها!
وسعت عيوني بصد.مة، أكيد دي كانت ني.ته من البداية و أنا مشيت ور.اه زي المتخ.لفة!
بلعت ريقي و اتكلمت بنبر.ة حاولت أخليها ثا.بتة و لو إنها خرجت مهز.وزة برضو بسبب جس.مي اللي كان بيتر.عش بخو.ف غ.صب عني:
_ك..كدا برضو يهو.ن عليك تعمل ف.يا كدا؟ د..دا أنا حتى كنت مع.جبة بيك!
بصلي بصد.مة و بعدين ابتسم قبل ما يتكلم:
_بجد؟ مع.جبة بيا أنا؟!
رسمت ابتسامة مصط.نعة على وشي و قر.بت منه قبل ما أرد:
_أيوا انت طبعاً! و هو في  حد يقد.ر يشو.فك و ميع.جبش بيك أصلاً؟!
ابتسم برضا و اتكلم:
_طيب بما إنك مع.جبة بيا أنا هديكِ اللي انتِ عاوزاه..
اللي أنا عايزاه؟! بصتله بحاجب مرفوع بعدم فهم قبل ما ألاقيه بدأ يقر.ب و.شه نا.حيتي و هو بيمد شفا.يفه المش.ققة و السو.دا من كتر شر.ب السجا.ير عشان يبو.سني!
ترا.جعت لو.را بسر.عة بعد ما فهمت قصده ب " اللي انتِ عايزاه" تحديداً!
صد.يته بيد.ي قبل ما أتكلم و أنا مك.تفة درا.عاتي بض.يق و مك.شرة:
_بس أنا مش عا.يزة كدا، أنا عايز.اك تتجو.زني!
بصلي بصد.مة و أنا با.دلته نفس النظر.ات المصد.ومة بعد ما استو.عبت الغبا.ء اللي نطقت بيه، كنت بحاول أتهر.ب منه بأ.ي طر.يقة بس الحقيقة المُر.ة إني في نفس الوقت كنت بح.فر قبر.ي بإ.يدي حرفياً!
بدأ يقر.ب مني تاني و مسك إيد.يا الإ.تنين عشان ير.فعهم و يث.بتهم بيد وا.حدة فوق راسي و هو بيتكلم بإبتسامة سا.خرة:
_عايز.اني أتجو.زك؟ انتِ هتع.يشي الدو.ر عليا ولا ايه؟ دا انتِ حتة خد.امة شا.يفة نف.سك على ايه يا بت فو.قي!
قر.ب مني و بدأ يبو.س في ر.قبتي و أنا بحاو.ل أقا.ومه بس من غير فا.يدة!
صر.خت بصوت عا.لي فجأة فك.تم بو.قي بيده قبل ما يتكلم:
_ششش، صد.قيني لو حد شا.فنا كدا انتِ اللي هتبقي خسرا.نة مش أنا!
عض.يت يد.ه و حاو.لت أجر.ي منه بس هو مس.كني من ر.جلي و خلا.ني أ.قع على الأر.ض.
ثبت.ني و اتكلم قر.يب من ود.ني:
_اسمعي...طاو.عيني و ا.عملي اللي بقو.لك عليه و أنا هفكر في إني أتجو.زك زي ما انتِ عايزة بعدين ايه رأيك؟!
ر.فعت و.شي بصعو.بة عشان أبصله قبل ما أتكلم بحد.ة:
_ا.تفو.و عليك يا حق.ير! دا أنا أمو.ت و لا أني أتجو.ز و.احد ز.يك!
مسح أ.ثر التفا.ف من على و.شه و حر.ك لسا.نه على خد.ه من جو.ا قبل ما يتكلم بعيو.ن بتط.لع شرا.ر:
_انتِ قد الحر.كة دي؟!
______________________
قبل ساعة في مكان آخر بعيد:
صوت الموسيقى كان عا.لٍ للغا.ية بينما تصفف شعرها، تضع من شتى مساحيق التجميل و تتجهز لسهر.ة مميز.ة مع خطيبها بمناسبة يوم عيد الح.ب!
بعد ما يقارب الساعة تقريباً انتهت لتطالع نفسها في المرآة برضا قبل أن تسحب حقيبتها و تتوجه خارج الغرفة.
عندما رأتها والدتها اقتر.بت منها متحدثة:
_خدي بالك من نفسك و متتأخريش، آخر.ك الساعة سبعة!
تأو.هت و قل.بت عينيها بم.لل قبل أن تجيبها:
_يحلها ربنا، متقعد.يش تصد.عيني من دلو.قتي!
تحدثت والدتها العجو.ز باستسلا.م:
_يا بنتي أنا خا.يفة عل.يكِ! متتعب.نيش معاكِ مبقا.ش فيا ح.يل للمنا.هدة زي زمان!
تنهدت قبل أن تجيبها بحد.ة:
_يا ماما شايفاني هخرج مع حد غر.يب يعني؟ دا خطيبي!
أجابت والدتها بهدوء:
_أيوا، خطيبك غر.يب ما دام لسه متجوز.توش!
_يو.ووه، هنر.جع للموا.ل دا تاني؟ خلاص يا ماما مش فا.ضية، الر.اجل مستنيني تح.ت!
أنهت حديثها لتغا.در تار.كة أمها التي تنهدت ب.همٍ بينما كانت تدعو الله أن يصلح حال ابنتها.
هبطت الفتاة صف السلالم القليلة بسر.عة قبل أن تصبح في الشار.ع، تلفتت يميناً و يساراً و حالما لمحت سيارته حتى اقتربت منها سريعاً لتركب بجانبه دو.ن أدنى ترد.د.
ابتسمت ما إن طالعته و انح.نت لتط.بع ق.بلة على و.جنته قبل أن تتحدث:
_اتأ.خرت جد.اً يا حبي.بي، عموماً هسا.محك المرادي بس عشان شكلك اللي يه.بل دا!
لم يجبها و اكتفى بإيمائة بسيطة من رأسه لتتابع بحماس:
_أنا خط.طت لكل حاجة، هنروح نتغدى في المطعم اللي لسه فاتح جديد دا و بعد الغدا هنروح نتمشى شوية على النيل، و بعدين في كافيه اسمه كيوي بيقولوا عليه تحفة فممكن نجربه و بعد كدا.....
توقفت عن الحديث فجأة ما إن لاحظت صم.ته المر.يب فابتسمت بار.تباك و تحدثت:
_حبي.بي انت معايا؟
همهم د.ون إجا.بة فعقد.ت حاجبيها معاً قبل أن تتحدث مجدداً:
_مالك؟و مغ.طي و.شك كدا ليه؟ انت تعبا.ن؟! في حاجة وا.جعاك؟!
ابتسم بجا.نبية من أسفل الوشا.ح الأسو.د الذي يلف به و.جهه قبل أن يجيب بصوت عم.يق و ر.جولي:
_أنا عن نفسي تمام، بس معتقد.ش إننا نقد.ر نقول عليه نفس الكلام!
ر.مشت بعينيها مرتين بعد.م استيعا.ب، ما خ.طب صوت خطيبها؟ تحدثت و قد بدأ الش.ك و الق.لق يتسر.ب إلى قل.بها:
_ه..هو مين دا؟ قصدك ايه و ما.ل صو.تك دا؟!
أنزل المرآة قليلاً و عندما نظرت فيها صع.قت با.لمشهد الذي كان فيها...خطيبها كان مك.تفاٍ و عار.ياً سوى من ملا.بسه الدا.خلية على المقعد الخلفي للسيارة!
خ.طفت نظر.ة للخلف سر.يعاً فوجدته يحر.ك ر.أسه بإشا.رة لها أن تهر.ب!
تسار.عت و.تيرة أنفا.سها و أصبحت دقا.ت قل.بها تنا.فس قر.ع الطبو.ل بينما د.فعها الأدر.ينالين الذي تف.جر داخل عرو.قها إلى تحريك يدها لفتح الباب سريعاً!
سحبت مقو.د الباب بع.نف لكن الباب لم يفتح، حيث كان قد أو.صده إلكترو.نياً من لوحة التحكم في السيارة مسبقاً.
ترا.جعت للخ.لف حتى الت.صق ظهر.ها بباب السيا.رة قبل أن تتحدث بر.عب حق.يقي:
_ا..انت مين و عايز منا ايه؟!
أخرج من جيبه سك.يناً و حر.كها على ر.قبته ببطئ قبل أن يجيب:
_ بسيطة...عايز أد.ب السك.ينة دي في بط.نك و أطلع مصا.رينك، ممكن؟!
صر.خت بفز.ع و ضر.بت باب السيارة بقوة لكن و لكون المنطقة السكنية فار.غة من السكا.ن تقريباً لم يش.عر بها أ.حد.
تسا.قطت دمو.عها بينما تراه ينهض من مكانه ليقتر.ب منها و في يده الس.كين مث.بتة باتجاه بط.نه.
صر.خت و تحدثت بر.جاء:
_لا.اااا، أر.جوك متعملش كدا، أنا عملتلك ايه حر.ام عليك!!
ابتسم بجا.نبية و تحدث:
_اسألي الشيا.طين اللي هتقا.بليهم في جه.نم ممكن يجاوبوكِ!
أنهى عبارته السا.خرة ليطع.نها عدة طعنا.ت متتا.لية دون أن ير.جف له أي ج.فن!
____________________
في ذات الوقت في منزل العائلة:
طر.قت رقية باب الغرفة مرتين و انتظرت قليلاً قبل أن يفتح لها و ما إن رآها حتى ابتسم بجا.نبية متحدثاً:
_بصوا مين عند.نا هنا!
ر.جعتي في كلامك عشان مقدر.تيش تقا.ومي و.سامتي مش كدا؟!
ابتسمت بغ.يظ متحدثة:
_مش للدرجادي يعني!
اقتر.ب منها ليتحدث بحاجب مرفوع:
_اومال جيتي ليه إن شاء الله؟!
تنهدت بم.لل، لولا أنها قل.بت المنز.ل كله بحثاً  على الورقة بالأمس و لم تجدها لولا عاد.ت إليه في النهاية حتى تف.تش عنها في غرفته لربما و.قعت منهه هناك!
تحدثت بامتع.اض:
_جا.ية أ.نضف الأو.ضة، عن إذنك...
أجابها بينما يغ.لق با.ب الغر.فة في و.جهها:
_انتِ لسه منضفاها من ساعة بالفعل، ملهوش لزوم!
مدت قد.مها سريعاً لتم.نعه من إغلا.ق باب الغرفة فطالعها بحاجب مرفوع لتبتلع قبل أن تتحدث بار.تباك:
_ف..في الحقيقة كنت جاية عشان أنا فكرت في كلام مرة تاني و....
اتكأ على إطار الباب ليتحدث بابتسامة جا.نبية بينما يك.تف ذراعيه معاً:
_و..؟!!
أغمضت عينها بشد.ة لتتحدث سر.يعاً:
_ و ع.ايزة أر.تبط بيك!
ابتسم بظ.فر، لقد سق.طت في شبا.كه دو.ن أي عنا.ء و الآن حان و.قت التها.م الفر.سية!
________________________
في نفس الوقت:
كان ير.كض في الطر.قات سر.يعاً بعد أن انتهى من ار.تكاب جر.يمته و في أذنه سماعات صغيرة يتحدث فيها إلى شخصٍ آخر:
_بسر.عة، أنهي طريق مفهوش دو.ريات شر.طة؟!
و على الفور أتته الإجابة في امتعا.ض ظا.هر:
_"انت مجنو.ن؟ كان لازم نستنى أسبوع على الأقل قبل ننفذ جر.يمة تا.ني! ايه اللي هب.بته دا؟!"
_بطل ند.ب في ود.اني و خلصني، أمشي من انهي شارع بسرعة!
تأ.وه الآخر بيأ.س متحدثاً:
_يا أخي أد.عي عل.يك بايه بس و انت فيك كل الع.بر!  خد الشارع اللي جاي على شمالك و افضل ماشي فيه علطول...
انعطف سريعاً متتبعاً التو.جيهات لكنه و قبل أن يبتعد سمع صو.ت صر.خة مفاجئة على مقر.بة منه و التي استطاع من يحدثه على الهاتف سماعها أيضاً فتحدث بق.لق:
_"انت كو.يس؟ ايه اللي بيحصل عندك؟!"
أجابه بحير.ة:
_مش عارف.
_"طيب امشي علطول و مل.كش د.عوة بحد، سامع؟!"
لم يجبه لأنه كان انطلق بالفعل في اتجاه مصدر الصوت.
طالع الآخر موقعه على جهاز الكمبيوتر أمامه ليتحدث بر.يبة:
_"رايح فين؟ سمعت أنا بقولك ايه؟ ملكش دعوة بحد! كمل علطول و...."
لم يس.تطع إكمال حد.يثه بسبب إنقطاع الإتصال فجأة بفعل صديقه الذي ضغط على السماعة في أذنه لينهي الإتصال.
سار قليلاً باتجاه اليمين حتى و.قعت عيناه عليهما، رجل يث.بت شا.بة على الأ.رض و يحاو.ل الإ.عتداء عليها!
اقتر.ب منهما سر.يعاً و ما إن شاهد و.جهها عن قر.ب و تعرف على ملامحها حتى تج.مد في مكانه متحدثاً بصدم.ة:
_غزال!
___________________
يتبع.....
_جبتي المياه بملح؟ جدعة، تعالي بقى ا.مسكي ر.جليا الإتنين و اد.عكيهم بس براحة لاحسن وا.جعني مو.ت.
أجابته بغ.ضب: _نعم! فاكر نفسك سي السيد؟ لا طبعاً، أنا جبتلك اللي انت عايزه و انت اتصرف.
تحدث بعبو.س مص.طنع:
_مالك يا رورو؟! كنت فاكرك عا.يزة تر.تبطي بيا!
تنهدت بيأ.س قبل أن تجيبه:
_أولاً؛اسمي رقية مش رورو، و ثانياً؛ ايه علا.قة دا بإنك تر.تبط بيا؟!
_أنا عايز ز.وجة مط.يعة، تغ.سلي ر.جليا و تهتم بيا و تاخد بالها مني، فهمتي ايه علا.قته دلوقتي و لا لا؟!
كت.فت ذر.اعيها و تحدثت بسخر.ية:
_دا على أساس إنك ممكن تتجو.ز خدا.مة أصلاً يا اخويا؟!
ابتسم بجا.نبية و نهض ليتحدث بينما يقتر.ب منها:
_يا اخويا؟! شكلك أخد.تي عليا قو.ي مش كدا...
سكت قليلاً ليمر.ر أصا.بعه بين خصلا.ت شعر.ها الفحم.ية النا.عمة و من ثم أكمل:
_الله يرحم ساعة ما كنتي بتخا.في تبصي في عيو.ني حتى.
ابتلعت بتو.تر من قر.به بينما يطالع عينيها الكهرمانية بعينيه الخضراء كالمروج.
هزت رأسها يميناً و يساراً و تما.لكت نفس.ها قبل أن تبت.عد عنه متحدثة:
_م..متهو.ش في الكلام، انت كدا كدا مش عا.جبك شكلي و مش ناو.ي تتجو.زني، بتعمل كدا ف.يا ليه؟!
همهم بابتسامة ما.كرة قبل أن يجيبها:
_مين عارف؟ يمكن أكون غيرت رأيي...
نظرت في الأرض و تحدثت بار.تباك:
_حتى لو غيرت رأيك، مينفعش البهو.ات هنا يتجو.زوا الخدا.مات و الكل عارف اكده!
اقتر.ب منها مجددا و ر.فع ذ.قنها بيد.ه ليجبر.ها على النظر في عينيه مجددا قبل أن يتحدث:
_و لما انتِ عارفة كدا حاو.لتي تقر.بي مني من البداية ليه؟!
ابتلعت بتو.تر و لم تجبه ليبتسم بجا.نبية قبل أن يتر.كها متوجهاً ناحية كرسيه مجدداً، هو لم ينتظر منها رداً من الأساس لأنه يعرف الإجابة بالفعل...هي لقد كانت تحاو.ل خد.اعه  فحسب حتى تصل إلى ما تر.يده!
جلس و تنهد قبل أن يتحدث:
_اسمعي يا رقية، كفا.ية لع.ب على كدا، أنا هجيبهالك من الآ.خر، أمي د.فعتلك كام مقا.بل إنك تش.تغلي عند.ها؟!
وسعت عينيها بصد.مة، كيف عرف؟!!
____________________
في نفس الوقت:
اتكلم و هو مثب.تني على الأرض:
_طاو.عيني و ا.عملي اللي أنا عا.يزه و أنا هفكر أتجو.زك بعدين زي ما انتِ عا.يزة، ايه رأيك؟!
ر.فعت و.شي بصعو.بة عشان أرد عليه:
_ا.تفو.و عليك يا حق.ير، دا أنا أمو.ت ولا إني أتجو.ز و.احد ز.يك!
بصلي بعيو.ن بتط.لع شرا.ر و اتكلم بحد.ة:
_انتِ قد الحر.كة دي دلوقتي؟!
بلعت ريقي بخو.ف و مردتش عليه فلفني و بدأ يق.طع هدو.مي من فو.ق ، صر.خت و حاو.لت أر.فسه بر.جلي بس هو ثب.ت ر.جليا الإ.تنين و ق.عد عليهم عشان مقدر.ش أحر.كهم.
حاو.لت أخر.بشه بإ.يدي فمس.كها و ثب.تها فو.ق ر.اسي، تنهدت بت.عب من كتر المقاو.مة، قر.ب مني عشان يبو.سني فغمضت عيوني باستسلا.م و بدأت دمو.عي تنز.ل...
بس بدل ما أحس بمل.مس شفا.يفه المقز.زة على جلد.ي سمعت صوت تأ.وه عا.لي، و جس.مي اتحر.ر من تح.ته فجأة.
فتحت عيوني بسر.عة عشان ألاقي ر.اجل مل.ثم ما.سك الشر.طي و بيضر.به.
تأو.ه الشر.طي بأ.لم بعد ما ضر.به للمرة التانية في و.شه و اتكلم و هو بي.تف شو.ية د.م من بو.قه:
_بتعمل ايه يا حيو.ان؟ انت عارف أنا مين؟!!
رد عليه بصوت و.اثق و حاز.م:
_عارف.....متحر.ش!
وسعت عيوني بصد.مة أول ما قدرت أتعرف على الصوت، دا نفسه الشخص اللي لح.قته قبل كدا...السفا.ح!!
زا.م الشر.طي بغ.ضب و حر.ك يد.ه عشان يضر.به بس الم.لثم صد.ها بمنتهى السهولة و لوا.ها ور.اه جا.مد قبل ما يز.قه بر.جله في بط.نه عشان ي.قع بعيد.
بدأ الشر.طي يح.س بق.لق و سح.ب جها.ز اللا.سلكي من جيبه عشان يطلب المسا.عدة في نفس الوقت اللي قر.ب منه الملث.م و ضر.به على دما.غه جا.مد من و.را فأ.غمى عليه.
نف.ض يد.ه بعدها و كأنه مع.ملش حاجة، قرب مني و خل.ع القم.يص الأسو.د اللي كان لا.بسه عشان يف.ضل بالف.لنة السو.دا تحته، نزل على ر.كبته على الأر.ض قدا.مي و اتكلم و هو بيحط القم.يص على كتا.في:
_انتِ كويسة؟!!
بصتله بذهو.ل و سكت شوية قبل ما أتكلم:
_ا..انت...انت هو مش كدا؟!
مكنتش شا.يفة و.شه و مع ذلك من شكل عيو.نه اللي ضا.قت فجأة خم.نت إنه كان بيبتسم قبل ما يرد:
_انتِ فاكر.اني؟!
رديت بسرعة و أنا بش.د القم.يص على نف.سي أكتر عشان أ.غطي جس.مي بيه بدل هدو.مي اللي اتق.طعت:
_أيوا طبعاً فاكر.اك، ازاي أ.نسى إن مجر.م اقت.حم أوضتي؟!
سمعت صوته بيضحك بشويش قبل ما يقف و يتكلم و هو بي.مد يد.ه ليا عشان يسا.عدني أ.قف أنا كمان:
_معاكِ حق، عموماً....كدا بقينا متعاد.لين!
وقفت و اتر.ددت شوية قبل ما أت.كلم:
_ب..باين عليك إنك شخص كويس و طيب، انت...انت بجد سفا.ح زي ما بيقو.لوا؟!
مي.ل ر.اسه و بصلي قبل ما يرد:
_أنا م.ش سفا.ح......صد.قيني أنا أسو.ء من السفا.حين بكتير!
اتكلمت بإصر.ار:
_ب..بس أنا م.ش شا.يفة كدا!
قر.ب مني و اتكلم:
_اومال شايفة ايه؟!
بصيت في عيونه اللي بتلمع بلون أخضر با.هت مايل للرمادي و نفس الشعو.ر بأنه شخص مأ.لوف راو.دني تاني، سحبت نفس عميق و اتكلمت في النهاية:
_شا.يفة إنك شخص مجر.وح!
مد يد.ه و لم.س على شعر.ي، سكت شوية قبل ما يرد بنبرة دافية:
_لسه زي ما انتِ يا غزال، متغير.تيش أبد.اً!
بصتله باستغرا.ب و كنت هسأله بس سكت فجأة لما سمعنا صو.ت صفار.ة عر.بية شر.طة بتقر.ب منا.
بدأ ير.جع بضهر.ه لو.را و اتكلم و هو بي.بعد:
_أظن إن كدا و.قتي ا.نتهى و لاز.م أ.مشي، خدي بالك من نفسك و حاولي متق.عيش في مشا.كل تاني!
ابتسمت بجا.نبية و رديت عليه:
_هحاول!
__________________
ركض المجر.م بعيداً و اخ.تفى في نفس اللحظة التي توقفت فيها سيارة الشر.طة لينزل منها شر.طيان و يقتر.بان منها.
طالعا ج.سد صد.يقهما المل.قى على الأرض و من ثم طالعا غزال ليتحدث أحدهما بحاجب مرفوع:
_ايه اللي حصل؟!
ابتلعت غزال قبل أن تجيب بق.لق:
_ح...حاول يعتد.ي عليا...
وسع الآخر عينيه بصد.مة قبل أن يتحدث بغ.ضب:
_ايه الكلا.م اللي بتقو.ليه دا؟! مست.حيل نادر يعمل حا.جة ز.ي....
وضع رفيقه يد.ه أما.م ف.مه ليم.نعه من متا.بعة حديثه قبل أن يهمس له:
_كفاية يا صالح، انت مش شا.يف منظر.ها عا.مل ازاي؟! أكيد مش بتت.بلى عليه يعني!
اقتر.ب من نادر المل.قى على الأر.ض ليجس نب.ضه و ما إن تأكد أنه ما زا.ل ح.ياً رفع وجهه موجهاً حديثه لصالح:
_لسه عا.يش، اتصل بالإ.سعا.ف...
اقتر.ب من غزال و وضع بعض الما.ل في يد.ها قبل أن يتحدث:
_خد.ي دو.ل و ا.نسي اللي حصل هنا، ماشي؟!
ابتلعت غزال و حركت رأسها بالموافقة، ليس لأنها كانت را.ضية عما يجر.ي بل لأنها و بحسبة بسيطة للغاية كانت مجر.د خاد.مة، لن يقف أ.حد في صف.ها و يد.افع عنها خاصةً و أن الذي ا.عتدى عليها شر.طي لذا استس.لمت لوا.قعها فحسب.
__________________
وصلت إلى المنزل لتسحب نفساً عميقاً قبل أن تتوجه إلى الداخل لكنها و قبل أن تتمكن من قرع جرس الباب حتى سمعت صوت شخص ينادي من خلفها:
_ريم!
استغر.بت الا.سم و نظرت إلى الخلف و ما إن و.قعت عيناها على مؤيد حتى تذكرت أنها هي من أخبرته أن اسمها ريم.
تر.اجعت للخ.لف بار.تباك و حاو.لت أن تطر.ق البا.ب سر.يعاً لكنه سب.قها ليم.سك بيد.ها و يمن.عها من فعل ذلك قبل أن يتحدث بقل.ق:
_كنتي فين يا ريم و ايه اللي ع.مل ف.يكِ كدا؟!
طالعت عيو.نه الق.لقة بتو.تر ، بماذا ستج.يبه الآن؟!
____________________
يتبع....
شفتها واقفة قدام باب البيت، ر.قبتها عليها علا.مات حمرا ، شعر.ها متبهد.ل، وهدو.مها مقط.عة، و فوق كل دا...مغ.طية نفسها من فو.ق بقميص أ.سود ر.جالي !
وسعت عيوني بصد.مة و ناديت عليها بصو.ت عا.لي:
_ريم!
لفت وشها براحة لورا و أول ما شافتني اتخ.ضت و لفت عشان تخبط على الباب بسر.عة بس أنا كنت و.صلتلها بالفعل و مسكت يد.ها عشان أمنع.ها تهر.ب مني.
اتكلمت تاني بق.لق حقيقي:
_ايه اللي حصل؟ مين ع.مل ف.يكِ كدا؟!
بلعت ر.يقها بتو.تر و كان باين إنها بتفكر في إجابة فبدأت الشيا.طين تل.عب في دما.غي...
كان ممكن أقول إن في وا.حد حاو.ل يعتد.ي عليها بس ايه تفسير ا.لقميص اللي كانت مغ.طية بيه جس.مها من فو.ق؟!
أقصد...لو كان إعتد.اء مكانتش صع.بت عليه في الآ.خر و اداها قم.يصه بعد ما خلص أكيد يعني!
مسكت در.اعها جا.مد و اتكلمت بحد.ة:
_ريم، اتكلمي و قولي اللي حصل حا.لاً بالظبط قبل ما أبدأ أتصر.ف من دما.غي بناءً على اللي ا.ستنتجته بنف.سي!
تأو.هت و اتكلمت بأ.لم من شد.ي على در.اعها:
_ا.بعد عني، انت مل.كش حا.جة عندي..ملك.ش دعو.ة بيا!
صر.خت بآخر جملة فصر.خت عليها بدوري:
_ايه اللي بتقوليه دا؟ ازاي مل.يش دعو.ة بيكِ و أنا لسه امبارح بس قايلك إني هتجو.زك!
ردت بعص.بية:
_و أنا مقو.لتش إني مو.افقة!
حسيت بد.مي بدأ يغ.لي جوا عر.وقي من شد.ة الغ.ضب واتكلمت و أنا ب.جز على أسنا.ني بغ.يظ:
_ ح.بيتك و كنت فا.كرك وا.حدة محتر.مة، طلعتي مجر.د...
سكت فجأة و سحبت نفس عميق عشان أهد.ي نف.سي قبل ما أتكلم بإبتسامة جا.نبية:
_ماشي، اعملي اللي انتِ عاوزاه براحتك، انتِ معاكِ حق، أنا مليا.ش عند.ك حا.جة...
بعدين قر.بت منها قبل ما أ.همس في ود.نها:
_بس هيبقى عند.ي قريب، و ساعتها....خلينا نشوف إذا كنتي هتف.ضلي مصم.مة على كلا.مك!
ريحة برفيوم ر.جالي اتسر.بت لمنا.خيري من القميص و أنا قر.يب منها فسب.تها و مشيت بع.يد عنها و أنا بتكلم:
_بالمناسبة....ريحة البرفان اللي على قميص و.حشة، أياً كان مين اللي بتع.مليها معاه فذ.وقه مقر.ف الصرا.حة!
وسعت عيونها بصد.مة و أنا ابتسمت بجا،نبية، طلعت تيلفوني و اتصلت على رؤى و أول ما فتحت اتكلمت بسر.عة:
_قابليني في المخز.ن القد.يم و.را المزرعة دلو.قتي!
خلصت كلامي و قف.لت التيلفون من غير ما أ.سمع ر.دها، كنت عارف إنها مست.حيل تر.فضلي طل.ب كدا كدا.
_____________________
_أمي د.فعتلك كام مقا.بل إنك تش.تغلي عند.ها؟!
بصتلي بصد.مة و بلعت ر.يقها بخو.ف فابتسمت بجا.نبية، يبقى أكيد كلامي صح!
_لو اعتر.فتي هفكر أسي.بك هنا و مطر.دكيش....
وقفت و اتمشيت ناحيتها و أنا بكمل:
_مع إنك شخصية م.ش أ.مينة...كد.ابة...مخاد.عة و مستعد.ة تعملي أ.ي حا.جة مقا.بل الفلو.س و مع ذلك...أنا هد.يكِ فر.صة تاني،ها...قولتي ايه؟!
بدأ جس.مها يتر.عش بر.عب، قعد.ت على الأر ض و اتكلمت بصو.ت مهز.وز:
_أنا م.ش كدا! انت م.ش فا.هم حا.جة!
وقفت قدا.مها و كت.فت درا.عاتي قبل ما أتكلم بصر.امة:
_احكي!
بلعت ر.يقها و بدأت تتكلم:
_من حوالي شهر...أ..أمي اتشخ.صت بسر.طان الثد.ي، د..د.فعت كل الفلو.س اللي كنت محو.شاها على علا.جها و مع ذلك مكفا.ش، جل.سة الكيما.وي الوا.حدة بألو.فات، كنت محتا.جة فلو.س بأي طريجة و لما عر.ضت عليا الست هانم إنها تد.يني الفلو.س مجابل إني أ.جيبلها حا.جة من أو.ضتك وا.فجت!
اتكلمت بحاجب مرفوع:
_و ا.شمعنى ضح.كتي عليا و قولتي إنك بتحب.يني؟ مكنتيش قا.درة تع.ملي كدا بأ.ي طر.يقة تاني؟!
_م..مكنتش ناو.ية أض.حك عليك ، الورجة مش بتاعتي و أنا اتفا.جئت بيها زيي زيك....
همهمت بتفهم و بعدين و.طيت على الأر.ض قدا.مها، مسكت و.شها و ر.فعته فاتفا.جئت بالدمو.ع اللي كانت مغر.قة و.شها.
تنهدت بيأ.س و اتكلمت:
_عندك كام سنة يا رقية؟!
بلعت بتو.تر قبل ما تجاوب:
_ت...تمنتا.شر يا بيه!
وسعت عيوني بصد.مة، كانت صغ.يرة جداً...مش و كأني مش.كتش من البداية بس أنا فكرت إنها ممكن تبقى كب.يرة و مش با.ين عليها س.نها مش أكتر!
همهمت قبل ما أكمل:
_ و أخد.تي فلو.س العلا.ج من أمي و لا لسه؟!
_ل..لسه، جالتلي بعد ما أ.سلمها الور.جة الأول.
_و أمي عارفة إني فا.كرك بتح.بيني؟!
_أ..أيوا، حكيتلها على كل حاجة...
تنهدت و وقفت قبل ما أتكلم:
_لازم تتعل.مي ازاي تتح.كمي في لسا.نك دا إذا كنتي عا.يزة شغلنا سو.ى يمشي بسلاسة في المستقبل!
وسعت عيونها بصد.مة قبل ما تسأل بتش.كك:
_ت..تجصد ايه بشغلنا سو.ى في المستجبل؟!
ابتسمت بجا.نبية و رديت:
_رقية...أنا مستعد أد.فع مصار.يف علا.ج والد.تك مقا.بل إنك تكملي معايا في التمث.يلية دي، ايه رأيك؟!
وقفت و اتكلمت بتو.تر:
_ت..تمثي.لية ايه؟ أنا مش فاهمة حاجة!
قر.بت منها و حر.كت صو.ابعي على خد.ها براحة و أنا بتكلم:
_هتكملي تم.ثيل إنك بتح.بيني و هتقو.لي لما.ما إني ار.تبطت بيكِ...
شه.قت بصد.مة و ضر.بت صد.رها قبل ما تتكلم:
_يا مرا.ري! أجو.لها إنك مر.تبط بيا؟! دا الست هانم تج.تنلي فيها دي!
سح.بتها من و.سطها و قر.بتها مني فبلعت ر.يقها بتو.تر و أنا اتكلمت بثقة:
_ماما هتوافق ما دام هي عارفة إنك معند.كيش أي مشا.عر حقي.قية نا.حيتي و بتع.ملي كدا عشان تو.صلي للو.رقة بس مش أكتر...
سكت شوية و بعدين ميل.ت و هم.ست في ود.نها:
_ولا انتِ خا.يفة تحب.يني بجد؟!
بعد.ت عني و اتكلمت بتو.تر:
_ل..لا طبعاً، مستح.يل أفكر في حا.جة ز.ي دي دا غير إن..إنك مر.تبط أساساً!
ض.يقت حواجبي بحير.ة من كلامها في البداية بس بعدين تأو.هت باستدراك فجأة لما افتكرت المكالمة اللي سمعتها و الكلام اللي قولتهولها ساعتها عشان أغ.يظها بس مش أكتر!
لكن هل أنا كنت مر.تبط في الحق.يقة؟ لا، و مع ذلك مقو.لتلهاش ، هيبقى من الأحسن إنها تف.ضل فا.كرة إني مر.تبط عشان متطو.رش أ.ي مشا.عر نا.حيتي في المستقبل!
معل.قتش على كلا.مها بع.دت عنها و اتكلمت:
_شر.طي الو.حيد إن محدش يعر.ف إن علا.قتنا مش حق.يقية، عايز الكل يعرف إني مر.تبط بيكِ و ناو.ي أتجو.زك!
بلعت ر.يقها و اتكلمت بق.لق:
_ط..طب و الست هانم الكبيرة!
_مش هتعتر.ض، على الأغلب هي كمان متو.رطة مع ماما!
بصتلي باستغر.اب قبل ما تسأل بحير.ة:
_بتجول ايه؟
هزيت يدي بنفي و اتكلمت:
_لا مبقولش حاجة...
سكتت و ابتسمت بجا.نبية قبل ما أكمل:
_و دلوقتي...مش هتيجي تد.عكي ر.جلين حب.يبك؟!
قل.بت عينيها بمل.ل و اتكلمت:
_جول إنك بتع.مل كل دا من الأول عشان عايز.ني أد.عكلك ر.جليك، مش هد.عكهم، ورايا شغل مت.لتل فو.ج دما.غي جد كدا، عن إذنك!
اتكلمت بصو.ت عا.لي ور.اها و هي ما.شية:
_مقولتيش موافقة ولا لا؟!
لفت و هي شا.يلة جر.دل الميا.ه و اتكلمت:
_موافجة....يا حبي.بي.
قالتها و هي بتغمز.لي و بتر.مي بو.سة في الهو.ا قبل ما تطلع و تقفل الباب ور.اها و أنا اتجمد.ت في مكا.ني بصد.مة، دي اللي كانت لسه من دقيقتين بس قا.عدة على الأر.ض بتب.كي و منها.رة؟!
هز.يت راسي بق.لة حي.لة و ضحكت، شكل الموضوع هيبقى مس.لي أ.كتر من ما كنت فاكر! 
فتحت الدرج و سحبت الورقة من مكانها قبل ما أطلع من الأوضة أنا كمان ، هحا.سب كل و.احد في البيت دا على اللي عملو.ه و هنت.قم منهم كلهم وا.حد وا.حد بس يص.بروا عليا شوية بس، بيقولوا...الصبر مفتاح الفرج!
_________________
في مكان آخر:
دخل إلى الغرفة دو.ن أن يطر.ق با.بها كالعادة ففز.ع الذي كان جالساً على الأريكة يشاهد التلفاز و أغلقه سر.يعاً.
اعتدل ليتحدث بغ.ضب:
_خض.تني الله يخر.ب بي.تك! متعر.فش تخ.بط زي البني آدمين أبداً!
ابتسم الشاب و تحدث بسخر.ية:
_و مالك اتخ.ضيت قو.ي كدا ليه؟ كنت بتتفرج على ايه ها؟!
ابتلع و تحدث بتو.تر:
_قصدك ايه؟ اتخ.ضيت عشان فكرتك البو.ليس يا متخ.لف!
_طب ما أنا طول عمري بدخل كدا!
تأفأ.ف قبل أن يجيبه:
_متقر.فنيش، اخلص و قول ايه اللي جابك هنا دلوقتي؟!
جلس بجانبه ليتناول تفاحة من الطبق قبل أن يقضمها متحدثاً:
_هكون جاي هنا ليه يعني، عايز بيانات الضح.ية الجديدة...
كت.ف الآخر ذرا.عيه ليتحدث بصر.امة:
_مفيش عم.ليات تاني هننفذ.ها الأسبوع دا،  قت.لت اتنين ورا بعض مع إننا كنا متفقين على ض.حية واحدة كل أسبوع!
تنهد و دحرج عينيه بعيداً قبل أن يجيبه:
_كدا كدا مفاضلش غير إتنين، خلينا نخلص بسرعة قبل ما الشر.طة تو.صلي..
عق.د حا.جبيه معاً و تحدث بش.ك:
_و يو.صلولك ازاي إن شاء الله؟ متقو.ليش إنك عم.لت حا.جة متخ.لفة تاني!
قضم من التفاحة مرة أخرى ليتحدث بعد.م مبا لاة:
_مفيش، اديت القم.يص بتا.عي لغزال....
وسع عينيه بصد.مة قبل أن يتحدث:
_انت مجنو.ن؟! ازاي تع.مل حا.جة ز.ي كدا؟ دا لو لقيو.ه مع غزال ممكن يعتبر.وها شر.يكة في جر.ايمك و يح.بسوها هي كمان!
أنهى التفاحة ليقف و يمدد جسده قبل أن يتحدث:
_أنا كدا كدا كنت نا.وي أ.سلم نف.سي بعد ما يخلص كل دا، لو حصل و قب.ضوا عليها ساعتها هعتر.ف إن ملها.ش أي علا.قة و خلاص...المهم اديني الملف.
أ.لقى عليه بذ.ور التفا.حة التي تركها قبل أن يتحدث بغ.ضب:
_مفيش ملفات، قلت مف.يش عمليا.ت تاني الأسبوع دا، و روح هات القم.يص من غزال!
تنهد و تحدث بغ.ضب:
_مش لازم، قلتلك لو قب.ضوا عليها هع..
قا.طعه الآخر في ثو.رة عا.رمة:
_مش عشا.نها، عشان ميقبضو.ش علينا احنا قبل ما نخلص، روح هات القميص و بطل عنا.د عشان مكسر.ش دما.غك النا.شفة دي!
التف ليتحدث:
_بس أنا مش عايز أروح....
كت.ف صديقه ذرا.عيه ليتحدث بحاجب مرفوع:
_و ليه إن شاء الله؟!
_كدا....
كان سير.حل لكن الآخر أمس.كه ليتحدث:
_عشان م.ش عا.يز تقا.بل غزال، صح؟!
تنهد بيأ.س قبل أن يقرر الإعترا.ف أخيراً:
_كل ما بشوفها بح.س بمشا.عر غر.يبة...
_غر.يبة؟ غر.يبة ازاي يعني؟!
_مش عارف، قل.بي بيد.ق بسر.عة و بيبقى نفسي أو.قف كل حا.جة بنع.ملها!
_انت بتح.بها!
نطق صديقه أخيراً بما خ.شي الإعتر.اف به لنف.سه طيلة هذا الوقت!
تنهد و أجابه:
_حتى لو بح.بها مين.فعش نبقى سو.ى، أنا اختر.ت طر.يقي من زمان خلاص، لو ر.حتلها هض.عف!
وقف الآخر و تحدث:
_لا...قصدك لو مرو.حتلهاش هتند.م!
اقتر.ب منه و ربت على كتفيه متحدثاً:
_ممكن يكون الو.ضع مع.قد شوية بس...افتكر دايماً إن في خيارات تاني!
_خيارات تاني زي ايه؟!
_معرفش، روح و اكتشف بنفسك.
________________
كانت غزال تجلس في غرفتها بعد أن استحمت و بدلت ثيابها.
كانت تفكر في تهد.يد لؤي عندما سمعت فجأة صوت طرقات على الباب.
شعر.ت بالخو.ف، فهي منذ انت.قلت هنا لم يطر.ق أ.حد على با.ب غر.فتها من قبل فمن سيكون إذاً؟!
ابتلعت و سارت نحو الباب ببطئ ، سحبت نفساً عميقاً قبل ان تفتحه أخيراً و ما إن رأته حتى وسعت عينيها بصد.مة، ما الذي جاء به هنا يا ترى؟!
_______________________
يتبع....
مشيت بخطوات بطيئة جوا المخزن القديم، كانت قاعدة جوا مستنياني بابتسامة عريضة و لبس مكشو.ف كالعادة.
ابتسمت و قر.بت منها قبل ما أتكلم:
_و الفستان دا جايباه برضو من باريس؟!
وقفت و لفت إيد.يها حولين ر.قبتي من و.را قبل ما ترد بابتسامة جا.نبية:
_لا يا رو.حي من إيطاليا...
وقفت على أطر.اف أصا.بعها عشان تو.صلي و همست في ود.ني:
_تحب تتأكد من الخامة بنفسك؟!
حر.كت لسا.ني على شف.تي قبل ما أبتسم:
_ و ماله؟ نشوف الخامات...
__________________
كنت قاعدة في أوضتي لما سمعت فجأة صوت خبطات خفيفة على الباب!
بلعت ريقي و حسيت بخو.ف، مين اللي هيجيلي أوضتي مخصو.ص و هم لما بيعوزوا مني حاجة أصلاً بينادمولي عشان أنزل؟!
فض.لت متجمد.ة في مكا.ني بس لما ز.اد الخب.ط قررت إني أقوم أفتح الباب أخيراً و أول ما و.قعت عيوني  عليه اتكلمت بصد.مة:
_مؤيد! ايه اللي جابك هنا؟!
_أنا آسف لو أز.عجتك بس كنت حابب أتكلم معاكِ في موضوع ضر.وري، ممكن؟!
رد بابتسامة بسيطة فهزيت راسي بالموافقة، فضلت مستنياه يقول أي حاجة بس لقيته ر.فع يد.ه فجأة و ح.ك ر.قبته بيده بار.تباك قبل ما يتكلم:
_مش هينفع أحكي برا كدا، ينفع أدخل؟!
اتجمد.ت في مكاني لثواني عا.جزة عن الرد بس لما شفت نظر.اته الجا.دة بلعت ر.يقي و اتحركت براحة عشان أفسحله الطريق و أنا بتكلم:
_أ..أكيد، اتفضل...
دخل و قعد على السرير، فضلت واقفة بصاله فشاور بيده جم.به و هو بيتكلم:
_اقعدي، واقفة ليه؟!
بلعت ر.يقي بتو.تر و رديت:
_ل..لا أنا كدا مستريحة، قولي ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه عشان شوية و الست هانم حالا تنادمني عش...
قا.طعني فجأة:
_مسمهاش الست هانم، دي جد.تك!
لفيت وشي الناحية التانية و اتكلمت با.متعاض:
_عايز ايه يا مؤيد؟ أظن الموضوع دا انتهى من زمان، مش جد.تي و ملياش أي علا.قة بيها، أنا خد.امة ز.يي ز.ي أي وا.حدة هنا و خلاص!
قام وقف فجأة، قر.ب مني و م.سك درا.عاتي قبل ما يبدأ يتكلم و هو ضا.غط عليهم جا.مد:
_مالك يا غزال؟ انتِ ضع.يفة كدا ليه؟ ليه مس.تسلمة ليهم بالشكل دا؟!
ز.قيته بع.يد عني و اتكلمت بز.عاق:
_عايزني أعمل ايه يعني؟! أنا مش شا.ب ز.يك ممكن أهر.ب في أي وقت و أي حتة، هروح فين لو.حدي؟!
_و مين جاب سيرة الهر.وب؟ انتِ لازم تا.خدي ح.قك منهم يا غزال، أبوكِ كان كاتب كل أملا.كه با.سمك و ليه فرع شركة كامل هو اللي مأسسه بنفسه!
ابتسمت بق.هر قبل ما أتكلم:
_سا.بلي ايه؟ أراضي؟ أملاك؟ شركات و فلوس؟ أنا مش عايزة كل دا، كل اللي عايزاه إني أ.طلع من هنا و بس...
سكتت شوية، قربت من الشباك و اتكلمت و أنا بمشي يد.ي على الأسيا.خ الحد.يد اللي كانت قافلا.ه:
_عايزة أرو.ح مكا.ن بع.يد، مكان شبابيكه واصلة للأرض معليهاش أقفا.ل، مكان مفهو.ش حد بيح.كم على التاني بسبب لو.نه و ش.كله، مكان...أقدر أتن.فس فيه بر.احتي من غير ما حد يبقى بير.اقبني و كا.تم على نف.سي!
لفيت وشي برا.حة عشان ألقاها واقفة جمبي...ما.سكة الحز.ام في يد.ها و بتضحك بش.ر و كأنها بتقول "فا.كرة إنك ممكن تلا.قي مكا.ن زي دا؟ فا.كرة إنك ممكن تتحر.ري مني؟!"
كنت عارفة إنها مجر.د و.هم في دما.غي مش مو.جودة في الحقيقة و مع ذلك ر.جعت لو.را بخو.ف، قعدت على الأر.ض و غمضت عيوني و سد.يت ودا.ني بيد.ي عشان مشو.فهاش و لا أ.سمعها!
قر.ب مني مؤيد بسر.عة، قعد قد.امي على الأر.ض و مد يد.ه نا.حيتي و هو بيتكلم:
_غزال انتِ كويسة؟
حر.كت راسي بن.في:
_أنا م..مش كو.يسة، أنا تع.بت!
لم.س بيد.ه على و.شي و اتكلم:
_عارفة ايه أنسب حل لتع.بك؟!
رفعت وشي ناحيته بسر.عة و اتكلمت بتر.جي:
_ايه؟!
ابتسم قبل ما يرد بثقة:
_الإنتقا.م!
_____________________
_الإنتقا.م....وجبة بتطبخ على نا.ر هادية، بتاخد وقت طويل عشان تستوي و مع ذلك...أوعدك إنها هتبقى أكتر وجبة في حياتك تكوني راضية عنها....
غر.ست الس.كينة فيها أقو.ى و أنا بتكلم فصر.خت بأ.لم.
_أكتر وجبة لذيذة ممكن تدوقيها..
طلعت الس.كينة و غر.زتها في مكان تاني فو.قعت على الأر.ض و بدأت تتن.فس بصعو.بة في أو بمعنى أصح... كانت بتا.خد أنفا سها الأ.خيرة!
_لونها أ.حمر و طعمها...د.م!
قلت قبل ما أمشي الس.كينة على ر.قبتها عشان يه.مد ج.سمها أخيراً و يط.في نو.ر عين.يها...ما.تت!
سحبت الس.كينة و وقفت عشان أمسحها في قماشة و أنا بدندن بعد.م مبا.لاة.
_س.لم نفسك و ار.فع إيد.يك فو.ق!
جه صوته الحا.د فجأة من ورايا، لفيت عشان ألقاه...را.جل مغطي و.شه بقما.شة سو.دا شبه ر.جال الص.عقة و مو.جه سلا.ح نا.حيتي.
ابتسمت بسخر.ية و اتكلمت:
_واو! باعتين ضبا.ط المخا.بارات بنفسهم عشان يقب.ضوا عليا؟ مكنتش أعر.ف إني مهم قو.ي للدر.جادي!
اتكلم بحد.ة و هو بيشد.د على كل حر.ف:
_س.لم..نفسك..و ار.فع..إيد.يك الإ.تنين فو.ق، مش هعيد تاني!
قلبت عيوني لفوق بم.لل و اتكلمت بعد ما ر.ميت السك.ينة و ر.فعت يد.ي لفو.ق زي ما طلب:
_انتوا كلكلم عصب.يين كدا؟ فين صحا.بك ها؟! جاي لو.حدك؟!
تجا.هلني و قر.ب مني و هو بيتكلم:
_لو عملت أ.ي حر.كة كدا ولا كدا صدقني مش هتر.دد إني أقت.لك!
وسعت عيوني بصد.مة مص.طنعة و اتكلمت بسخر.ية:
_أنا برضو؟!  أنا قا.تل شر.يف مبعملش حركات.
وصل قدا.مي، لف.ني و ز.قني على الحي.ط عشان يفت.شني و يتأكد إني مش مخ.بي أي حاجة في جيو.بي، تأو.هت بم.لل قبل ما أسمع الصوت المألوف لخطوا.ته بتقر.ب، صوت خافت جداً يكاد يكون غير مسموع و مع ذلك بعد كل السنين اللي قضناها سوى كنت قادر أميزها بسهولة، ابتسمت و بدأت أعد في سري بهدوء.
واحد...
لف.ني قدامه تاني بعد ما اتأكد إني مش مخ.بي حاجة.
اتنين...
بعد المسد.س عشان يطلع الكلبشا.ت من جيبه.
قر.بت منه و همست في و.دنه و هو بيحط الكلبشا.ت في إيد.ي:
_خسا.رة، كنت ناوي أشتري منكم عصير قصب يا حضر.ة الضا.بط...آدم.
اتج.مد في مكانه بصد.مة، ر.فع و.شه نا.حيتي عشان ينطق بذ.هول:
_انت..انت قلت ايه؟! 
ابتسمت بجانبية:
_قلت...تلاتة!
نزل بالخ.شبة على دما.غه جا.مد من و.را ف.تأوه بأ.لم و تر.نح في مكا.نه شوية قبل ما يغ.مى عليه و يق.ع على  الأر.ض.
وطيت عشان آ.خد المفا.تيح من جي.به و اتكلمت و أنا بف.ك الكلبشا.ت من يد.ي:
_كنت فين كل دا؟!
مر.دش عليا، كان واقف و مك.تف درا.عاته و هو بيبصلي بعص.بية قبل ما ينطق أخيراً:
_أنا مش قلتلك مفيش عمليا.ت تاني الأسبوع دا؟! انت مدر.ك لح.جم الخ.طر اللي بتعر.ضنا ليه؟! افرضنا كان شال القما.شة من على و.شك؟!
وقفت بعد ما فك.يت إيد.ي و اتكلمت:
_عادي، كدا كدا كنت هخل.ص على آ.خر ض.حية و بعدين هس.لم نف.سي، انت ملكش دعوة!
_ليه مص.مم تعمل في نفسك كدا؟ أنا قلتلك قبل كدا أقد.ر أهر.بك بعد ما نخ.لص!
وطيت و سح.بت السك.ينة من على الأر.ض، قر.بت منه و أنا بتكلم بابتسا.مة متهك.مة على و.شي:
_لو معد.مونيش هنت.حر، لو عايز تساعدني اعملي خدمة و اتأكد إنهم يح.كموا عليا بالإ.عدام مش بالمؤ.بد!
مشيت فتنهد قبل ما يتكلم:
_حا.لتك صع.بة، على الأقل روح ود.عها بطر.يقة مناسبة قبل ما تم.شي للأ.بد.
ابتسمت بسخر.ية و مرد.تش عليه، هو كان عارف إني لو شفتها هر.جع في قرا.ري و أنا مس.تحيل أخا.طر بحا.جة ز.ي كدا!
____________________
في ن.ص الليل:
واقف قدام باب أوضتها الخشبي المتوا.ضع فو.ق الس.طح، أنا قلت إني مس.تحيل أخا.طر بإني أعمل حاجة ز.ي كدا؟! عادي...لساني بيتكلم و رجلي بتنفذ اللي هي عايزاه و هي اللي جا.بتني هنا.
سحبت نفس عميق و خبطت على باب أوضتها مرتين، استغر.بت لما لقيتها فتحته علطول و اتكلمت من غير ما تب.ص نا.حيتي:
_ادخل يا مؤيد، جبت اللي اتفقنا عليه؟!
_ايه اللي اتفقتوا عليه؟!
وسعت عيونها و اتجمد.ت في مكا.نها بصد.مة قبل ما تلف براحة عشان تبصلي و اتكلمت:
_ا..انت؟ بتع.مل ايه هنا؟!
قف.لت البا.ب و اتسندت عليه قبل ما أتكلم بابتسامة جا.نبية:
_جيت آخد القميص بتاعي، بس شكلي كدا جيت في و.قت غل.ط ولا ايه؟!
بلعت ر.يقها و اتكلمت بار.تباك:
_ط..طبيعي محد.ش بيز.ور حد في ن.ص الل.يل كدا!
همهمت و ر.فعت كتا.في بعد.م مبا.لاة.
 اتحر.كت ناحية الدولاب بسر.عة و فتحته عشان تطلع القميص منه، قر.بت مني و مدته ناحيتي مغسول و متطبق قبل ما تتكلم:
_ا..اتفضل، شكراً على اللي عملته معايا.
ابتسمت و مديت يدي و كأ.ني هاخده منها بس فا.جئتها بإني تخ.طيت القميص عشان أ.مسك يد.ها نفسها و شد.يتها في حض.ني.
حاو.طت جس.مها بدر.اعاتي من و.را قبل ما أهمس في و.دنها:
_و لما مفيش حد بيز.ور حد في ن.ص الليل..مين مؤيد اللي انتِ مستنيا.ه دا دلوقتي؟!
بلعت ر.يقها بار.تباك و قدرت أحس بنب.ض قل.بها تحت إيد.ي بيز.داد بشكل جنو.ني قبل ما تتكلم بصو.ت حاو.لت تخليه ثا.بت و وا.ثق:
_ا..ايه اللي بتع.مله دا؟ ا..انت مل.كش دعو.ة بيا مستنية مين ولا بعمل ايه!
ابتسمت بجا.نبية، دا المتو.قع من غز.ال، شد.يت من حض.ني ليها، ريحت را.سي على كتا.فها من و.را و تنهدت قبل ما أتكلم:
_برضو م.ش فا.كرة أنا م.ين؟!
______________________
يتبع..
همست في و.دنها و أنا محاو.ط و.سطها بد.راعي من و.را: برضو مش فا.كرة أنا مين؟!
بلعت قبل ما ترد بار.تباك: ع..عيو.نك...
_مالها عيو.ني؟!
لفت نفسها براحة عشان تبص في عيوني و اتكلمت بثقة:
_عيونك...مألوفين!
ابتسمت بجا.نبية قبل ما أتكلم:
_نص أهل البلد عيونهم خضرا، ايه المميز في عيوني؟!
ردت بإصر.ار:
_بس الأخضر البا.هت دا بالذات...مألوف!
سكت شوية و أنا ببادلها النظرات، محدش فينا بيغ.مض و كأنه تحد.ي مين اللي هير.مش الأول، و مش عارف ليه...مش عارف ليه دا فكرني بأول مرة اتقابلنا فيها قبل عشر سنين كاملة!
____________________
فلاش باك قبل عشر سنوات:
بملابس ممز.قة و مهتر.ئة و يد.ان ممتلئتا.ن بالغبا.ر و ش.حم السيارات، و ج.سد مغطى معظمه بالكد.مات كان يستلقي الشاب ذو الخمسة عشر عاماً على إحدى المقاعد في حديقة عامة دون إيلاء اهتمام حقيقي بأي شئ آخر يجري حوله.
يضع يديه أسفل رأسه يتخذها كوسادة بينما يطالع السماء الزرقاء الشاسعة و يتمنى لو كان طائراً ليتمكن من التحليق بعيداً بحر.ية مع سرب الطيور المحلقة تلك.
كان منغمساً تماماً في عالمه الخاص عندما حُجبت صورة السماء الصافية فجأة بوجهٍ صغير...وجه فتاة صغيرة!
أمالت الفتاة رأسها قليلاً و تحدثت بينما تدقق النظر في وجهه:
_بتو.جعك؟!
_ها؟!
أجاب بعدم فهم في البداية قبل أن يستوعب أنها كانت تستفسر عن الكد.مة الزر.قاء حول عي.نه اليسرى.
اعتدل ليجيبها بابتسامة مز.يفة لا تشي عن كونه كا.ذباً:
_لا، مش بتو.جعني متخا.فيش!
عقدت الصغيرة حاجبيها بعدم اقتناع و من ثم مدت إصبعها لتلمس الكد.مة و ما إن فعلت ذلك حتى تأ.وه بأ.لم و تر.اجع للخلف على الفو.ر مبت.عداً عنها.
أشارت بإصبعها السبابة نحوه و كأنها أ.مسكته با.لجرم المشهو.د متحدثة:
_اها...كنت عارفة إنها وا.جعاك!
تنهد ير.فع يديه باستسلا.م قبل أن يرد مجارياً لها:
_ماشي...كشفتيني.
ابتسمت الفتاة برضا و انحنت لتفتح حقيبتها و تخرج منها مرهماً قبل أن ترفعه أمام وجهه متحدثة:
_دا هيخليها تخف!
طالعها بذهول لثانية قبل أن ينفي برأسه متحدثا:
_لا شكراً، هي هتخف لوحدها.
أجابت الصغيرة بإصرار بينما تفتح المرهم:
_متخافش، الدكتورة غزال هتساعدك تخف.
وسع عينيه بدهشة متحدثاً:
_واو...اسمك غزال؟!
هزت الفتاة رأسها بالإيجاب فهمهم قبل أن يعود لسؤالها مجدداً:
_و نفسك تطلعي دكتورة لما تكبري؟!
نظرت في عينيه مباشرةً قبل أن تجيب بثقة:
_أنا مش نفسي أطلع دكتورة، أنا بالفعل دكتورة، بص...
تحدثت بينما تفتح حقيبتها على وسعها أمامه لتظهر له ضمادات الجر.وح و لفائف الشاش و مقياس حرارة و غيرها من الأدوات التي كانت أدواتاً حق.يقية تماماً  باستثناء السماعة الطبية التي كان لونها وردياً.
طالع الأدوات الطبية باستغراب، لماذا ستحمل فتا.ة صغير.ة كل هذا معها؟! تسائل في نفسه قليلاً و عندما عاد للنظر إلى الفتاة مجدداً استوعب شيئاً ما...لقد كانت توجد بالفعل العديد من الضما.دات على و.جهها و ذرا.عيها و سا.قيها.
مد يده ليلمس الضما.دة على جسر أ.نفها متحدثاً بشف.قةٍ مغلفة بالفضو.ل:
_مين اللي عمل ف.يكٍ كدا؟!
_م..محدش، أنا بق.ع لو.حدي كتير مفيش حد بيضر.بني خا.لص!
أجابت سريعاً فعلم أنها بالفعل تتعر.ض للضر.ب لذا تحدث بحاجب مرفوع:
_متأكدة؟!
_يعني..في شوية عيال في فصلي كدا بيضر.بوني..
أجابت بصو.ت منخ.فض قبل أن تردف سريعاً:
_بس أنا كمان بضر.بهم و مش بسكت.لهم!
تج.مد في مكانه عا.جزاً عن الرد لوهلة قبل أن يرسم ابتسامة لطيفة و يربت على رأسها متحدثاً:
_شطورة.
ابتسمت برضا جراء المديح  بينما عاد لسؤالها مجدداً:
_طب و مين اللي اداكِ الحاجات دي بقى؟!
لاحظ ملا.محها التي تبد.لت فجأة إلى التعا.سة قبل أن تجيبه أخيراً بابتسامة حز.ينة و منكس.رة:
_ماما كانت ممرضة، أخدتهم منها بعد ما....
توقفت عن الحديث فجأ.ة بينما ت.عض على شف.تها بض.يق.
"ما.تت" هي لا تر.يد أن تنطق بتلك الكلمة لكنه و على كل حال فهم، لقد خسر.ت والد.تها إذاً.
ابتسم و انحنى ليتحدث محاولاً تغيير الموضوع:
_طب مش هتحطيلي المرهم عشان أخف و لا ايه يا حضرة الدكتورة؟!
ابتسمت غزال بسعادة و اقتربت منه تضع له المرهم بأصابع رقيقة و حذرة  تخ.شى إيلا.مه!
طالع ملامحها المركزة و تر.دد قليلاً قبل أن يسألها:
_قولتيلي إن في عيال في فصلك بيضر.بوكِ، ب..بيعملوا كدا ليه؟!
أجابت بعد.م مبا.لاة:
_بيقولوا على ش.كلي و.حش.
وسع عينيه بصد.مة، لقد أجابت ببساطة دون أن تر.مش حتى، أليست متأ.ثرة بكلما.تهم؟!
تأ.وه بأ.لم عندما ضغ.طت بغير قصدٍ منها على الكد.مة نتيجة لحر.كته المفا.جئة فتحدثت سريعاً:
_أنا آسفة.
نفى برأسه مرتين بمعنى لا بأس، طالع عينيها العسلية الواسعة كأعين الغزال و بشرتها السمراء الصافية ليتحدث:
_متز.عليش من كلامهم، انتِ جم.يلة يا غزال!
أجابت بابتسامة واسعة:
_و هز.عل ليه؟ ما أنا عارفة إني جم.يلة و إنهم بيعملوا كدا عشان غير.انين مني بابا قالي.
همهم و ابتسم معجباً بثقتها بنفسها، لو كان لديه أ.ب مثل هذا هو بالتأكيد كان ليكون في و.ضعٍ مخ.تلفٍ تماماً عما يع.يشه الآن!
أنهت دهن المرهم له ثم ابتعدت لتحمل حقيبتها و سارت مبتعدة بينما تتحدث:
_لازم أمشي دلو.قتي قبل ما حد يا.خد با.له إني اتأ.خرت، سلام...
لوح لها بينما يرا.قبها تبتعد، لقد كانت فتاة لطيفة حقاً، فكر في نفسه بينما يبتسم بصدق على ما فعلته لأجله و بينما هو كذلك إذ تفاجئ بها تركض عائدة باتجاهه مرة أخرى.
طالعها باستغراب بينما تقترب منه قبل أن تتوقف أمامه أخيراً لتتحدث بأ.نفاسٍ لا.هثة:
_نسيت...أقولك حاجة.
أمال رأسه متحدثاً بحير.ة:
_ايه؟!
_عين.يك حلو.ين...
تج.مد في مكا.نه بصد.مة قبل أن يرمش مرتين و يتحدث مشيراً إلى نفسه:
_عي.نيا أنا؟!
أجابت بابتسامة:
_أها، مش عار.فة مين اللي قد.ر يضر.ب حد جم.يل ز.يك بس متسمحلهو.ش يعمل كدا تاني!
أنهت حديثها لتعود للابتعا.د عنه سر.يعاً بينما ظل هو متج.مداً في مكا.نه للحظات يحاول استيعاب ما تفوهت به تلك الطفلة، إذاً هي و على الرغم من ملا.بسه الممز.قة و يد.اه المتس.ختين و الكد.مات التي تنت.شر في جسد.ه كانت لا تزال.....تراه جم.يلاً؟! 
نهاية الفلاش باك.
_________________
ابتسم ليث أ.سفل وشا.حه بينما يستمر بالنظر إلى غزال التي كانت تطالعه بدورها تنتظر ما سيتفوه به تالياً، فتح فمه ليتحدث أخيراً:
_لطالما جذ.بتك عيو.ني يا غزال...
ابتلعت غزال بتو.تر حينما بدأ بالاقتر.اب أ.كثر منها، نبر.ة صو.ته تنخ.فض أكثر حتى باتت كلما.ته تخرج في صورة هم.س خفيف:
_بس هتكون حاجة مؤ.سفة إنك تفتكري العيون و تن.سي صا.حبها مش كدا؟!
سحبت غزال نفساً عميقاً قبل أن تمد يد.ها ناحية الوشاح بنية إزا.لته و كانت المفا.جئة أنه اس.تسلم لها كلياً يتر.كها تفعل ما تشاء!
يا ترى كيف ستكون ردة فعلها حينما تراه بعد كل تلك السنوات و أخيراً؟ فكر في نفسه، أغمض عينيه و انتظر بهدوء بينما تز.يل الوشا.ح الأسو.د عن و.جهه ببطئ.
__________________
في نفس الوقت:
استيقظت رؤى في منت.صف ال.ليل تش.عر بصد.اع في رأسها و آلا.م حا.دة في جميع جسد.ها بينما بالكا.د تتذكر ما حدث.
تلفتت حولها لترى الملا.بس الملقا.ة في كل مكا.نٍ على الأر.ض و كانت تلك اللحظة نفسها التي أدركت فيها أنها كانت...عار.ية؟!!
تج.مدت في مكا.نها بفز.ع و سحبت الغطا.ء على جسد.ها بينما تحا.ول تذ.كر ما حدث بالضبط و كيف ا.نتهى بها المطا.ف هنا، في غرفة غر.يبة و تست.لقي على السر.ير دون ثيا.ب!
بدأت تعود بذاكرتها للخلف ببطئ، تتذكر أنها ذهبت لتقابل لؤي في المخز.ن:
_و الفستان دا جايباه برضو من باريس؟!
كانت تنتظره هناك بثو.بٍ أر.جوانيٍ قص.ير عندما دخل و تحدث بذلك فجأة.
_لا يا رو.حي من إيطاليا...
أجابته بينما تقتر.ب منه مكملة:
_تحب تتأكد من الخامة بنفسك؟!
لع.ق شف.ته الس.فلية بابتسامة جا.نبية قبل أن يجيبها:
_ و ماله؟ نشوف الخامات...
لكنه أبعد.ها عنه فجأة قبل أن يكمل:
_بس بعد ما تجاو.بيني على أ.سئلتي الأول.
ابتسمت و أومأت بالإيجاب فتحدث:
_الخد.امة اللي اسمها ريم، تعر.في ايه عنها؟!
_و انت متوقع إني أعرف أسامي الخدا.مات؟
توقفت عن الحديث قليلاً قبل أن تكمل بنبر.ة سا.خرة:
_و بعدين عا.يز منها ايه؟ دي اللي شفتها معاك في الجنينة قبل كدا؟!
ابتسم بجا.نبية قبل أن يجيبها:
_لا مش هي، واحدة تاني...
ضي.قت حاجبيها بض.يق قبل أن تتحدث بغ.ضب:
_أنا مش قا.درة أ.فهمك، قد.امك أنا و مع ذلك را.يح تجر.ي ورا الخد.امات دول؟! اومال لو كانوا حلو.ين؟!!
_انتِ عند.ك استعد.اد تسمح.يلي أ.عمل اللي أنا عا.يزه ف.يكِ؟!
ابتلعت رؤى و تر.اجعت للخل.ف بق.لق متحدثة:
_ق..قصدك ايه؟ عا.يز تعمل ايه بالظبط؟!
اقتر.ب منها و حر.ك يد.ه على خصلا.ت شعر.ها الشقر.اء النا.عمة قبل أن يجيب بهم.س:
_متعمليش فيها بر.يئة يا رؤى، انتِ فا.هماني كو.يس..نفس اللي ش.فتيني بعمله مع الخدا.مة.
ابتلعت و أجابت بقل.ق:
_ممكن أ.سمحلك تبو.سني بس لكن أكتر من كدا...لازم تتجو.زني الأول!
ابت.عد عنها ليق.هقه بع.لو قبل أن يتحدث:
_انتِ فاكرة إني يوم ما أتجو.ز هتجو.ز وا.حدة ر.خيصة با.يعة نف.سها بالسا.هل ز.يك كدا؟!
التف و.جهه للجهة الأخرى فجأة عق.ب الصف.عة التي تلقا.ها من رؤى قبل أن تتحدث و قد امتلأ.ت عي.نيها بالدمو.ع:
_اخر.س يا حيو.ان!
ابتسم بجا.نبية في حين بدأت تصر.خ فيه بغ.ضب:
_كنت بشو.فك دايماً و انت بتع.مل كدا معا.هم فحا.ولت أقر.ب منك أنا كما.ن ز يهم، عمر.ي ما عم.لت كدا لأ.ي حد تا.ني أنا كنت...بح.بك!
_______________
يتبع...
رؤى//
فتحت عيوني عشان ألقى نفسي نا.يمة من غـ.ير هد.وم على سر.ير في أو.ضة غر.يبة!
ر.اسي مصد.عة و جسـ.مي كله مكـ.سر و آ.خر حاجة فا.كراها إني اعتر.فت للؤي بمشا.عري.
________________
فلاش باك قبل عشر ساعات:
_عمر.ي ما عمـ.لت كدا لأ.ي حد تا.ني أنا كنت....بحـ.بك!
صر.خت رؤى و  قد اغرو.رقت عينا.ها بالد.موع.
ابتسم لؤي بجا.نبية، ليس و كأنه لم يكن مدركاً لمشا.عرها تلك بالفعل منذ البداية، لطالما عرف دائماً أنها كانت مع.جبة به.
اقتر.ب منها لير.بت على كت.فها بلطف مصط.نع قبل أن يتحدث:
_أنا آسف...
مسحت دمو.عها سر.يعاً و طالعته بصد.مة.
_ب..بتعتذر على ايه؟
بدأ يحر.ك أصا.بعه بلطف على و.جنتها المحمر.ة من أ.ثر البكا.ء و من ثم أجابها بابتسامة صغيرة:
_عشان مأخدتش بالي من الوردة اللي كانت بين إيديا كل الوقت دا.
و.سعت عينيها بذهو.ل و تجمد.ت في مكا.نها للحظات تحاول استيعاب ما تفوه به قبل أن تتحدث مجدداً:
_انت...انت بتتكلم بجد؟!
أومأ و من ثم سح.بها من يد.ها ليسير بها خارج المخزن بينما يتحدث:
_تعالي نشرب كوبايتين عصير و نكمل كلامنا في الجنينة.
ابتسمت بسعادة عندما حطت أنظارها على كفه التي تحت.ضن كفها بدفئ بينما كانت تسير خلفه و عاد إليها ذلك الشعور اللطيف دا.خل معد.تها مجدداً و كأنها ابتل.عت سرباً من الفراشات د.فعةً وا.حدة.
جلسا في الحديقة معاً ليأ.مر إحدى الخاد.مات أن تحضر لهما كوبين من عصير المانجو الطازج قبل أن يبدأ في الحديث:
_ايه رأيك آخدك مكان جميل؟!
عقدت حاجبيها بحيرة قبل أن تجيبه:
_مكان جميل زي ايه و ليه؟!
_كأول ديت لينا.
وسعت عينيها بد.هشة و من ثم ما لبست أن ابتسمت مجيبة:
_موافقة طبعاً، بس فين؟!
أحضرت الخاد.مة العصير و وضعته أمامهما ليتحدث بابتسامة جا.نبية:
_هقولك...بعد ما نشرب العصير الأول.
نهاية الفلاش باك.
__________________
شربت كوب  العصير و بعدها...بعدها لا شئ!
لم تكن تتذ.كر أي شئ بعدها لكنها كانت قد خم.نت بالفعل ما حدث تالياً....لا بد أن لؤي و.ضع لها مخد.راً  دا.خل العصير و من ثم اصطحبها بعد ذلك إلى هنا!
نظرت إلى الملا.ئات تح.تها و عندما أبصرت تلك الب.قع الحمر.اء الدا.كنة تج.مدت في مكانها بعد.م تصد.يق "ه..هل هذا كا.بوس؟!"  فكرت في نفسها تر.فض تصد.يق ذلك الو.اقع المؤ.لم عندما فُتح الباب فجأة ليظهر لؤي من خلفه.
اقتر.ب منها بخطو.اتٍ وا.ثقة و ابتسامة واسعة على وجهه قبل أن ينحني ليط.بع قب.لة على جب.ينها متحدثاً:
_عجبك الديت؟ أكيد تعبا.نة مش كدا؟ جبتلك معايا شوية مسكنا.ت.
اهتز.ت حد.قتيها بينما تطالعه بعد.م تصد.يق عا جزة عن التفوه بأ.ي كلمة من هو.ل الصد.مة، هل هو...هل هو حقاً....فعل ذلك ب.ها حقاً؟!
ابتسم بجا.نبية متحدثاً:
_متب.صليش كدا يا رؤى، مش دا اللي انتِ كنتي عا.يزاه من البد.اية؟ ها...؟!
جلس بجو.ارها و ح.شر و.جهه في ر.قبتها ليتن.فس هناك متحدثاً بسخر.ية:
_كنتي عمالة تغر.يني و أنا مقد.رتش أقا.وم إغر.ائاتك الصرا.حة.
كانت لا تزال متج.مدة في مكا.نها بينما تستمع إليه قبل أن تنطق بشفا.هٍ مر.تعشة و أ.عين زجا.جية تو.شك على البكا.ء:
_أنا..أنا.....
صمتت بعدها لا تدري ماذا تقول، فأي كلمات تلك التي تستطيع التعبير عما تشعر به الآن بعد أن ان.تُهك جسد.ها بأ.بشع طر.يقة و رُ.فضت مشا.عرها بأ.قسى شكل دون الحاجة إلى قول كلمة "لا" حتى.
نهض و ا.بتعد عنها بينما يعد.ل ملا.بسه متحدثاً:
_كنت ناو.ي أ.سيب المخد.ر لريم  الصراحة بس بس.ببك استخدمت آ.خر بر.شامة منه...
التف لينظر إليها قبل أن يكمل بغ.مزة:
_بس كانت تجر.بة فريدة تستحق الصراحة.
انحنى ليلتقط محفظته و هاتفه من على الدرج القصير بجانب السرير و من ثم تحدث مجدداً بينما يتر.ك شر.يط بر.شام هناك إلى جوا.رها:
_دا بر.شام منـ.ع حمـ.ل، متنسيش تاخديه عشان مش مسـ.تعد أ.شيل مسؤ.ولية حد أديني بقولك أهو، سلام...
خرج و أغلق الباب خلفه و ما إن ا.ختفى حتى التفتت لتنظر إلى الشر.يط الذي تر.كه بجا.نب بعض المسكنا.ت الأخرى لتبدأ في الض.حك بهستير.ية، كانت ضحكا.تها تستمر في الإرتفاع شيئاً فشيئاً حتى بدأت تتحو.ل إلى صرا.خ...صر.اخٍ حا.د و قو.ي يعبر عن الكلما.ت التي لم تستـ.طع أن تنطق بها ، كانت الدمو.ع تنهـ.مر من عينـ.يها بينما تستمر في الصر.اخ و تك.سير الأ.شياء من حولها...هي ستجـ.عله يند.م على فعـ.لته تلك حتماً، هذا ما أ.قسمت به لنفسها بين دمو.عها المنسا.بة على وجنـ.تيها بمـ.نتهى العـ.جز.
______________________
في نفس الوقت:
بعد أن تأكدت رقية من خلو.د جميع الخاد.مات إلى النو.م تسل.لت بهدوء لتخرج من الغرفة.
تمشت في الممر الطويل الذي كان بنهايته بابٌ يفصل مسكن الخاد.مات عن الفيلا الرئيسية و ما إن تخطت الباب حتى بدأت تسير بخطو.ات سر.يعة و هادئة باتجاه غر.فته، خطو.تان فقط كانت تفصلنا.ها عن وجهتها عندما ظهرت تلك المر.أة أما.مها فجأ.ة.
تج.مدت رقية في مكانها بصد.مة، كان من المفترض أن تقا.بل مؤيد كما اتفقا و ليس..والد.ته!
تحدثت مها (والدة مؤيد) بصو.ت منخـ.فض و حاز.م في نفس الوقت:
_بتعملي ايه هنا؟!
ابتلعت رقية بخو.ف قبل أن تجيبها بصو.تٍ مهـ.تز:
_ك..كنت جاية أجيب الورجة....
_و انتِ لسه كل دا مجيبتها.ش؟!
سألتها بحا.جب مر.فوع في استنكا.ر.
نف.ت رقية برأسها لتضر.ب مها جب.هتها بيأ.س منها قبل أن تتحدث:
_انتِ مش جولتيلي إن مؤيد بي.حبك و ار.تبط بيكِ؟
_أ..أيوا.
أجابت رقية بصو.ت مر.تعش فاقتر.بت منها مها لتهمس في أذ.نها:
_حلو...يبجى اغر.يه، سي.بيه يع.مل اللي هو عاو.زه ف.يكِ و بعدين اس.حبي الور.جة منه من غ.ير ما يح.س!
ابتعد.ت عنها و أكملت:
_و لو مجيبتها.ش خلا.ل يو.مين..مش بس مش هد.فع فلو.س علا.ج أ.مك، لا دا أنا كمان هطر.دك انتِ و هي من هنا، فا.همة ولا لع؟!
وسعت رقية عينيها بصد.مة في نفس اللحظة التي فُتح فيها باب غرفة مؤيد و خرج ليجدهما واقفتين هناك.
ابتسم بجا.نبية و اقتر.ب منهما ليسـ.حب رقية بالقر.ب منه قبل أن يتحدث بينما يشا.بك أصا.بعهما معاً:
_ماما، دي رقية حبي.بتي اللي ناو.ي أ.خطبها، كنت لسه هعرفك عليها بس شكلكم اتعرفتوا على بعض بالفعل.
ابتسمت والدته متحدثة:
_كل مدى بتفاجئني أكتر يا مؤيد، بتدرس في الجامعة الأمريكية و مع ذلك ذو.جك يجر.ف الكـ.لب ما شاء الله!
جز.ت رقية على أسنا.نها بغ.يظ، تلك المرأة كانت للتو فقط تأ.مرها بإ.غراء ابنها الو.حيد و على الرغم من ذلك هي لا تست.طيع إ.خفاء عنصر.يتها و كر.هها الشد.يد لذو.ي البـ.شرة الد.اكنة لدرجة أنها كانت  تهـ.ينها أما.مه غير مهـ.تمة لا.حتمال ف.شل خط.تها!
لاحظ مؤيد إحبا.ط رقية من ضغـ.طها على يد.ه فتمـ.سك بها أكثر و اقتر.ب من والدته ليتحدث:
_يا أمي اللي بيلمع على السطح دا المعدن الر.خيص، لازم تحفر.ي عشان تو.صلي للكنو.ز الغا.لية....
التف و نظر إلى رقية ليكمل بابتسامة:
_دا كنز.ي اللي لقيته بنفسي بعد حـ.فر طويل.
وسعت رقية عينيها بد.هشة بينما اصط.بغت وجنتا.ها باللو.ن الأ.حمر من كلما.ته و هنا كان دور مها لتـ.جز هي على أسنا.نها بغـ.يظ، سارت بجوا.رهما و تعـ.مدت أن تصطد.م بك.تفها في رقية لتهمس في أذ.نها سريعاً:
_إيا.كِ تنـ.سي اللي جولتهولك!
ابتعد.ت عنهما و ما إن ا.ختفت حتى أ.فلت مؤيد يدها ليعود إلى التحدث ببر.ود كعاد.ته:
_تعالي ورا.يا.
ابتلعت رقية بقـ.لق من تغـ.ير نبر.ة صو.ته المفا.جئ قبل أن تت.بعه كما أ.مر.
__________________
مؤيد//
_دا كنز.ي اللي لقيته بنفسي بعد ح.فر طويل.
بصتلي ماما بصد.مة و مع إني كنت مصد.وم ز.يي ز.يها من نف.سي إلا إني حافظت على ابتسامتي الو.اثقة المستفز.ة.
معرفش ليه دا.فعت عن رقية و لا ايه اللي خلاني أقول الكلام اللي قلته بس يمكن...يمكن لما شفت ملا.محها الحز.ينة العا.جزة إنها تد.افع عن نف.سها استفز.ت فيا شعو.ر النخو.ة و أجبر.تني أدا.فع عنها؟!
سبت يد.ها بعد ما ماما مشيت و دخلت الأوضة بعد ما قولتلها تيجي ورا.يا و بالفعل...نفذ.ت كلا.مي عشان ألاقيها دخلت و قفلت الباب وراها في نفس اللحظة اللي رن فيها تيلفوني جوا جيبي.
كنت عارف مين اللي ممكن يتصل بيا في الوقت دا فطلعته بسرعة و رديت بابتسامة دافية و كأني شايفها قدامي:
_أيوا يا رو.حي...
سكتت شوية قبل ما يجي صوتها من على الناحية التانية:
_"مؤيد، أنا خا.يفة قو.ي و مش قاد.رة أنا.م."
همهمت بتفهم قبل ما أرد بهدوء:
_تحبي أحكيلك قصة؟
_"لا، غنيلي...الأغنية اللي انت مألفها مخصوص عشاني."
بلعت ريقي و بصيت ناحية رقية اللي كانت واقفة بصالي و سا.معة كل كلـ.مة بقو.لها لما كررت تاني بإصرار:
_" يلا يا مؤيد...أر.جووك، أنا خا.يفة."
تنهدت با.ستسلام قبل ما أبدأ أغني في النهاية:
_" مشا.عر حز.نك...بتحز.ني
   أنا منك...و انت مني
  مقد.رش أطير فوق
  و انت تحـ.ت مسجو.ن
  مقد.رش أكون أنا
  و أنا لو.حدي مش هنا
  معاني أ.عمق من البحو.ر....
  بين كل أ.لف قصة و قصة بسمة تر.د الر.وح.
  مشا.عر أقو.ى من الخو.ف....
  في قـ.لبي...ألف غـ.صة و غـ.صة و كل شد.ة هتز.ول."
سكتت شوية عشان آخد نفسي و كنت هكمل بس وقفت لما لقيت صوت تنفسها بقى منتظم بما يوحي إنها نايمة.
اتكلمت بصوت واطي شوية عشان أتأكد:
_دينا...انتِ نمتي؟!
مجاوبتش فعرفت إنها نامت بالفعل و قفلت الخط.
سحبت نفس عميق و أول ما بصيت ناحية رقية تفاجئت بالدمو.ع اللي كانت مغ.طية و.شها.
قر.بت منها بسرعة و أنا بتكلم:
_رقية انتِ كو.يسة؟ مالك؟!
مرد.تش عليا، فتحت باب الأوضة فجأ.ة و طل.عت تجر.ي برا!
_________________
في غرفة غزال:
بأيدي مر.تعشة و أنفا.سٍ مضطر.بة اقتر.بت غزال لتز.يل الوشا.ح من على و.جه ليث.
و كانت الصد.مة عندما...لم تبدِ أ.ي ر.د فـ.عل بعد ر.ؤية و.جهه!
ابتلع ليث بار.تباك، لماذا لم تقل شيئاً؟! لماذا تنـ.ظر إليه بتلك الطر.يقة؟ تخفض حاجبها الأيسر قليلاً و تد.قق النظر في ملا.محه و كأنها...و كأنها....لا تتذ.كر من يكون؟!
بعد كل تلك الليا.لي التي قضو.ها سو.ياً يشكو.ان همو.مها لبعض.هما البع.ض، هي فقط...لا تتذ.كره؟ هذا قـ.طعاً....مست.حيل!
___________________
يتبع....
_ازاي تسـ.يبوا واحدة حا.مل تشر.ب خمر.ة بالشكل دا؟!
طالع الطبيب بصد.مة قبل أن يجيبه:
_حا.مل ايه و خمر.ة ايه؟ حضرتك بتقول ايه أنا مش فاهم حاجة!
تنهد الطبيب متحدثاً:
_هو انتوا متعرفوش إن المد.ام حا.مل؟ دي حا.مل و في الشهر التاني كمان، يا ريت تهـ.تم بمر.اتك أكتر من كدا...
_بس دي مش...
_مش ايه؟!
"مش مر.اتي" كان هذا ما على وشك قوله لكنه صمت ما إن تذكر أنها أخبرته أنها غـ.ير متزو.جة، إن علـ.م الطبيب بذلك و انتشر.ت الشا.ئعات فسوف تكون نها.ية تلك الفتاة حتماً لذا اختار أن يومأ في النهاية متحدثاً:
_لا ولا حاجة، معلش هبقى آخد بالي منها بعد كدا...
خرج من عند الطبيب ليدخل غرفتها و ما إن رآها مستيقظة حتى اقترب منها متحدثاً بابتسامة سا.خرة:
_ألف مبروك يا آنسة..انتِ حا.مل في الشـ.هر التا.ني.
طالعته سر.يعاً بصد.مة قبل أن تتحدث بار.تباك:
_ح..حضرتك بتقول ايه؟ انت بتهز.ر؟
ابتسم و حرك أكتا.فه لأ.على بعد.م مبا.لاة قبل أن يجيبها:
_و أنا أعر.فك منـ.ين عشان أهز.ر معاكِ؟ بقولك اللي دكتور قاله بس مش أكتر...
التف بعدها ليغادر لكنه عاد متحدثاً:
_آه صح و بيقولك الخمر.ة غلـ.ط على صـ.حة البيـ.بي.
تجمـ.دت في مكا.نها بصد.مة.
_هو..هو عرف؟!
ابتسم بسخر.ية.
_أكيد عرف، دا دكتور و أكيد تحا.ليل الد.م بينت كل حاجة، عن إذنك.
أنهى  حديثه و كان على وشك المغادرة قبل أن تتحدث بصو.ت مر.تفع فجأة مو.قفة إياه:
_ا..استنى!
التف ليطالعها بحا.جب مر.فوع فابتلعت بار.تباك قبل أن تتحدث:
_ا..انت عارف إني من عيلة الهواري؟
_حتى لو عارف متخا.فيش مش هقول لحد، مش هستفا.د حا.جة يعني لما أفضـ.حك.
نفت برأسها قبل أن تتحدث:
_مش قصدي على كدا، قصدي إنك أكيد عارف إنهم شد.اد جد.اً و لو عر.فوا بحاجة ز.ي كدا هيد.بحوني فيها.
كتـ.ف ذرا.عيه و تحدث بحاجب مرفوع:
_و المطلوب مني؟!
تر.ددت قليلاً قبل أن تجيبه:
_أ..أرجوك خبيـ.ني عندك مؤ.قتاً بس لغاية ما أعمل عمـ.لية و أ.جهض البيـ.بي.
كان سيجيب با.لنفي لكنه سكت يفكر قليلاً قبل أن يتحدث:
_قولتيلي إنك من عيلة الهواري مش كدا؟!
_______________
فلاش باك قبل شهر:
_آدم...انت كو.يس؟ ر.د عليا؟!
تحدث عبد الرحمن يحاول إيقاظ صديقه بعد أن عثر عليه في إحدى الشقق المهجو.رة ملـ.قى على الأر.ض كجـ.ثة ها.مدة.
لم يجبه آدم لذا أمسك بزجاجة الماء سريعاً و سكب القليل منها على وجهه و ما هي إلا لحظات حتى شـ.هق آدم و فتح عينيه يتلفت حوله بفز.ع ليتحدث عبد الرحمن:
_ايه اللي بتعمله هنا؟ و.قعت قل.بي في ر.جلي و أنا عما.ل أدو.ر عليك.
نهض آدم ليتأ.وه بأ.لم جراء الضر.بة التي تلقا.ها على رأ.سه قبل أن يتحدث:
_شفت المجر.م و هو بيتـ.سلل لهنا، مشيت ور.اه و كنت هقـ.بض عليه لولا إن في حد جه خبـ.طني على را.سي من و.را...
تنهد بعدها بيأ.س و ضر.ب الأر.ض بقبـ.ضته بغـ.ضب ليتحدث عبد الرحمن:
_متضا.يقش نفسك، مصير.ه نقب.ض عليه كدا كدا، أهم حاجة دلوقتي إنك بخير.
_بس هو عارف أنا مين، ازاي عرف اسمي و إني شغال في المخا.برات إلا إذا كان...شغال هو كمان هناك؟!
_اهدا يا آدم و متنـ.طش لاستنتا.جات من دما.غك، انت عارف إن دي تهـ.مة خطـ.يرة، قوم ناخدك المست.شفى عشان نت.طمن عليك دلوقتي و بعدين نشوف الموضوع دا.
___________________
في نفس الوقت:
كان ليث يقف أمام غزال ينتظر أن تنطق أي كلمة بفارغ الصبر لكنها كانت فقط تطالعه بنظر.اتٍ غر.يبة.
و أخيراً بعد دقيقة من الصمت همت أن تقول شيئاً ما لكن الإثنان تج.مدا في مكانهما فجأة بعد أن سمعا صوت طرقات على الباب و أحد يتحدث من الخارج:
_افتحي يا غزال، دا أنا...مؤيد!
نظرت غزال إلى ليث سريعاً و تحدثت بهمس:
_يا لهو.ي هنعمل ايه؟ مش لاز.م يشو.فك هنا!
تفاجئت من هد.وءه المر.يب حيث تنهد و من ثم ابتسم با.نكسار متحدثاً:
_للأ.سف، هتو.حشيني يا غزال...
مال ليط.بع قـ.بلة رقيقة على و.جنتها فشعرت أن قـ.لبها على وشك الإ.نفجار من قو.ة نبـ.ضه.
اعتدل ليطالعها قليلاً  متحدثاً:
_كان نفسي تبقى الحكاية مختلفة، كان نفسي نتقا.بل في ظر.وف أ.حسن...كشاب طبيعي بيدرس و بنت عادية مش بتتعر.ض للعـ.نف من أ.هلها.
وسعت غزال عينيها بصد.مة، هل هو ذلك الشاب هز.يل الب.نية الذي قا.بلته منذ عشر سنوات؟! لكنه الآن...مختلف  تماماً! لديه بنـ.ية عضـ.لية مثا.لية و طوله! يا إلهي...متى أصبح طويلاً للغاية هكذا؟! و الأهم من هذا كله...كيف تحو.ل ذلك الشاب اللطيف إلى...قا.تلٍ متسـ.لسل؟!
التف ليتوجه للنافذة المغ.لقة بالقضبا.ن الحد.يدية لتتحدث غزال بحير.ة:
_بتعمل ايه؟ دا مقفو.ل، مش هتعرف تع...
صمتت فجأة عندما وجدته يز.يح أحد الأقضا.ب الحد.يدية بمنتهى السهولة ليمر من أ.سفله، لقد كان مكسو.راً لكنها لم تكتشف ذلك حتى تلك اللحظة!
أعاد لف الو.شاح فو.ق و.جهه و طالعها للمر.ة الأ.خيرة قبل أن يلتف و يقفـ.ز من النا.فذة في نفس اللحظة التي فتح فيها مؤيد الباب بنفسه ليدخل متحدثاً بغـ.ضب:
_مالك؟ مستنية ايه عشان تفتحي الباب؟!
لكن غزال لم تأ.به لصرا.خه المنز.عج، همست بينما لا تزال تطالع النافذة:
_و أنا كمان كان نفسي في كدا.....يا ليث!
_ها؟ بتقولي ايه؟! 
تنهدت بم.لل و التفتت له متحدثة:
_مبقولش، اتأخرت ليه؟ جبت الورق؟!
سكت قليلاً ليتذكر موقف رقية المر.يب منذ دقيقتين عندما هر.بت منه، لقد كان متوجهاً إلى غرفة غزال لكنه تأخر بسبب دفا.عه عنها أما.م والد.ته و هو بالطبع لن يخـ.بر غزال بذلك لذا تجا.هل الشق الأول من السؤال ليجيب الشق الآخر:
_أيوا، جبت كل الورق اللي بيثـ.بت حقو.قك و ملكـ.يتك في الشر.كة، أول ما نروح للمحـ.كمة و يتأكدوا من هو.يتك أنا متأكد إنهم هيكمو.لك بيهم دا غير...
سكت فجأ.ة عندما و.ضعت يد.ها على ذرا.عه متحدثة:
_مؤيد..ممكن أعرف انت بتعمل كدا ليه؟ ليه بتسا.عدني مع إنك انت كمان هتخ.سر جزء كبير من فلو.سك هير.وح ليا.
أشا.ح وجهه بعيداً ليتحدث بار.تباك:
_أنا بس...أنا بس مب.حبش الظلـ.م، و عادي مش م.هتم للفلو.س لأنها حـ.قك.
همهمت بعدم اقتنا.ع لكنها و على الرغم من هذا لم تجا.دل كثيراً.
_________________
بعد أسبوعين:
كنت ماشية جمب مؤيد و احنا طالعين من المح.كمة بعد ما اتح.كملي بالأملا.ك فعلاً زي ما قال، كنت حاسة بسعادة حقيقية لأ.ول مر.ة من ز.من بعيد بس مش بسبب إني بقيت مليو.نيرة فجأة لا...بسبب إني بعد ما أوا.جهم في البيت و أستر.د كل أملا.كي هقدر أنتقل أخيراً لبيت تاني لو.حدي و أ.بعد عنهم، بالظبط....زي ما حل.مت دايماً طو.ل حيا.تي.
كنت مبتسمة برضا بس أول ما قربنا من البيت ا.ختفت ابتسا.متي تلقا.ئياً و بدأت مشا.عر الخو.ف و الر.هبة تسي.طر عليا من تاني، أكيد مش هيسكتو.لي و يعد.وها كدا بالسا.هل، أكيد تيتا هتر.جع تضر.بني و تحب.سني في الإ.صطبل زي...
_غزال!
سمعت مؤيد بينادي جمبي فجأة، بصتله فاتكلم:
_بقالي سا.عة بنا.دم عليكِ، انتِ كو.يسة؟!
هزيت راسي با.لنفي و جاوبت بصراحة:
_لا، أنا مش كو.يسة يا مؤيد...أنا خا.يفة!
اتحرك عشان يم.سك إيد.ي، ضغ.ط عليها جا.مد و اتكلم و هو با.صص في عيو.ني:
_متخا.فيش يا غزال، أنا هنا معاكِ محد.ش هيقد.ر يع.ملك حاجة، ماشي؟!
سحبت نفس عميق و حركت راسي بالموافقة، النهاردا هاخد ح.قي و أتحر.ر منهم أخيراً، دا مش و.قت خو.ف أو تر.دد!
دخلت البيت و طلعت لأوضة المكتب مكان ما تيتا بتبقى موجودة دايماً، كنت لسه هخبط بس اتفاجئت إن الباب كان مردود مش مقفول و عمتي مها واقفة معاها جوا و هي بتتكلم بز.عاق:
_مش عارفة يا أمي عمل كدا ليه هت.جنن، بعد كل اللي عم.لته عشانه هو و أخته، بعد ما جتـ.لنا هاجر و جوزها كل دا و في الآخر...يروح يدي الورج لغزال كدا!
اتجمد.ت في مكا.ني بصد.مة و مبقتش قاد.رة أ.تنفس، عمتي و ستي هم اللي...قت.لوا ماما و بابا؟ م..مكا.نتش حا.دثة؟!!
حسيت بكل أعصا.بي بتفو.ر فجأة و مشا.عر الح.قد و الغض.ب و الكر.ه اللي كت.متها جوايا لسنين طو.يلة اتحر.رت أخيراً، غيرت وجهتي للمطبخ و سح.بت أكبر سك.ينة من هناك قبل ما أر.جعلهم تاني بسر.عة.
فتحت الباب و كانت ستي واقفة مديا.ني ضهر.ها ، لفت عشان تشوفني و قبل ما تقد.ر تنـ.طق بأي كلمة كنت غر.زت السك.ينة في قلـ.بها، مرة و اتنين و تلاتة لغاية ما و.قعت على الأر.ض ج ثة ها.مدة.
سبتها و مشيت ناحية مها اللي ر.جعت لو.را بخو.ف و هي بتصر.خ:
_نهار أبو.كِ اسو.د، ايه اللي عملتيه دا يا مخبـ.لة؟!!
ابتسمت بسخر.ية و قر.بت منها أكتر و أنا بتكلم:
_عمـ.لت اللي كان لاز.م أ.عمله من ز.مان يا عمتي.
اتكلمت بر.عب:
_غ..غزال، نزلي السـ.كينة دي من يد.ك حا.لاً أ.حسنلك جبل ما..
ضحكت بسخر.ية و قطر.ات الد.م بتس.يل برا.حة على وشي:
_لسه برضو بتهد.ديني حتى و انتِ خلا.ص هتمو.تي؟!
_غ..غزال!
_متنط.قيش اسمي على لسا.نك تاني!
صر.خت و ر.فعت يد.ي بالس.كينة فوق بس قبل ما أطع.نها بيها اتد.خلت يد.ه فجأة و منـ.عتني، اتكلم مؤيد بذهو.ل:
_ايه اللي بتعمليه دا يا غزال؟!
استخ.بت مها في ا.بنها و هي بتصر.خ:
_الحـ.جني يا مؤيد، بت عمك اتجـ.ننت و جت.لت ستها و عا.يزة تخ.لص علـ.يا أنا كمان!
بصلي مس.تني تفسير بس أنا صر.خت في و.شه بق.هر:
_سيـ.بني يا مؤيد أقتـ.لها، وا.حدة ز.ي دي متست.حقش تع.يش سيبـ.ني!
سحـ.ب مني الس.كينة و كت.ف درا.عاتي لو.را فتنفست مها براحة قبل ما تو.سع عيو.نها بصد.مة لما اتكلم قدامها فجأة :
_أنا عارف إنها متست.حقش تع.يش بس اهد.ي، شمس شا.فت اللي حصل و ا.تصلت بالشر.طة، لازم تهر.بي من هنا بسر.عة!
___________________
يتبع....
_أمكم اللي ر.متكم ليا و هر.بت مع ر.اجل تا.ني، بسببها بقى دا حا.لنا دلوقتي، البيت منظر.ه يقر.ف و انتوا هدو.مكم مقـ.طعة و مش لا.قيين تا.كلوا....
نفس المر.شح بتاع كل يوم، موا.رهوش غير إنه ير.مي اللو.م عليها و علينا!
_بابا، من فضلك...كفا.ية!
اتكلمت، مش عايز صرا.خه يصحي بتول بعد ما قعدت تبـ.ـكي اليوم كله و خلـ.تها تنا.م بالعا.فية.
_كفا.ية ليه؟ لاز.م تعرفوا الحقـ.يقة، أمكم السـ.بب في كل اللي ا.حنا فيه دا!
جز.يت على أسنا.ني بغـ.يظ، مبقتش قا.در أ.ستحمل أكـ.تر و صر.خت فيه:
_انت السبـ.ـب مش هي، انت الرا.جل...المفرو.ض انت تصر.ف علينا، ماما مشـ.ـت و سا.بت البيت بسـ.ببك انت!
قلـ.م نز.ل على و.شي خلاه يـ.لف الناحية التانية قبل ما يقوم. و يشد.ني من شعر.ي و هو بيز.عق:
_يعني مش بس خا.ينة، لا و كمان معر.فتش تر.بي! دا اللي نا.قص...تر.فع صو.تك على أبو.ك بعد العـ.مر دا كله!
قلـ.م نز.ل على و.شي الناحية التانية.
_أنا اللي استحـ.ملتكم لما هي ر.متكم....
بو.كس غا.ص في نـ.ص بطـ.ني خلاني حا.سس إني هر.جع مصا.ريني.
_دا بيـ.تي اللي انت قا.عد فيه دا انت و اختك يا عا.ق يا كلـ.ب!
بو.كس تاني في و.شي هـ.شم منا.خيري.
_لو.لايا أنا...أناا...كان زما.نكم مر.ميين في الشار.ع زي الكلا.ب دلوقتي!
اتكلم و هو بيشد.د على كلمة "أنا" و بيشاو.ر على نفـ.سه بكل فـ.خر، مد يد.ه عشان يضر.بني تاني بس بتول اللي كانت صحيت و طلعت من أوضتها جر.يت عليه بسر.عة عشان تمـ.نعه و هي بتتكلم بعيا.ط:
_كفا.ية يا بابا أر.جوك، خلاص سيـ.ـبه و هو مش هيعـ.مل كدا تاني!
ز.قها بعـ.يد و هو بيز.عق فيها:
_ابعد.ي عن و.شي انتِ كمان مش نا.قصاكِ هي!
قعد يضر.ب فيا حوالي ربع ساعة كا.ملة و متو.قفش غير عشان تعـ.ب بس مش أ.كتر.
سا.بني مر.مي في الصا لة و أنا مش قاد.ر أحر.ك حـ.تة وا.حدة في جـ.سمي و دخل أوضته فقربت مني بتول بسرعة و هي بتـ.بكي:
_ليث انت كو.يس؟ ليه ر.ديت عليه؟..بص عمـ.ل فـ.يك ايه!
ر.فعت يد.ي بالعا.فية عشان أ.مسح دمو.عها و اتكلمت:
_اهد.ي، م..متخا.فيش أنا كويس، دي مش أو.ل مر.ة يحـ.صل فيها كدا انتِ عارفة....
عدا يومين بعدها، اتحسنت نو.عاً ما بسبب اهتمام بتول بيا ما عدا عيـ.ني الشما.ل اللي كانت لسه مور.مة جا.مد.
كنت شغا.ل مع واحد ميكا.نيكي بأ.جر ز.هيد و قليل يا دو.ب بيكفي مصا.ريف أ.كلنا بعد ما نخـ.صم منه مصار.يف مدرسة بتول اللي أصر.يت عليها عشان تكملها و مع ذلك....و بما إن بابا كان بيضر.بني معظم الأيام و بيا.خد مني فلو.سي يشتر.ي بيها الخمـ.رة بتا.عته و سجا.يره كنا بنبا.ت كتير جداً أنا و بتول من غـ.ير عشا و بنقعد باليو.مين و التلا.تة من غـ.ير و لا لقـ.مة و دا اللي خلاني آخد يوم آجازة من الشغل النهاردا عشان أد.ور على شـ.غل تاني جمبه و بشكل ما...انتهى بيا الوضع إني أقعد أستريح في الجنينة شوية عشان أقابلها....
_بتو.جعك؟!
اتكلمت فجأة بنوتة صغيرة و جميلة، اسمها غزال و نفسها تبقى دكتورة...أصر.ت تسا.عدني على الرغم من إن هي ذات نفسها أصلاً كانت محتا.جة مسا.عدة، جسم.ها متغ.طي بلز.قات جر.وح بشكل عشو.ائي و مش محطو.طة كو.يس مما يؤ.كد إن هي اللي حطا.ها لنفـ.سها، قالت إن أصحابها في المدرسة بيضر.بوها بس آثا.ر الحر.وق و غيرها من علا.مات الضر.ب الغر.يبة على جسـ.مها...معتقد.ش إن اللي قدر.وا يعمـ.لوا كدا فيها عيا.ل صغيرة في نفس سنها و مع ذلك مضـ.غطتش عليها عشان تعتر.ف بحا.جة و سيـ.بتها تمـ.شي بعد ما خلصت د.هن المر.هم ليا.
بعد ما مشيت غزال، اشتريت شوية حاجات بالفلو.س اللي كانت فا.ضلة معايا و روحت البيت.
فتحت باب الشقة براحة عشان ألقى بابا نايم على الأر.ض في الصا.لة و حوا.ليه أزا.يز البـ.يرة و الخـ.مر الفا.ضية و أعقا.ب السجا.ير مر.مية في كل حـ.تة.
سد.يت منا.خيري بتقز.ز من الر.يحة و رحت فتحت الشبا.بيك عشان أهو.ي الشقة قبل ما أبدأ ألم المكان لأني مكنتش عا.يز بتول تشو.ف المـ.نظر دا  لو طلعت في أي وقت.
خلصت تنضيف و خبطت على باب أوضتها مرتين قبل ما أتكلم:
_بتول...دا أنا ليث، ممكن أدخل؟!
سمعت همهمة خفيفة من ورا الباب فخمنت إنها وافقت، فتحته و دخلت عشان ألقاها قاعدة على السرير و في حضـ.نها القطة بتاعتها بتلاعبها.
ابتسمت و قر.بت عشان أقعد جمبها قبل ما أتكلم و أنا مخبي كيس ورا ضهري:
_خمني جبتلك ايه؟!
_ايه؟!
طلعت الكيس من ورا ضهري و حطيته قدامها و أنا بتكلم بابتسامة:
_آيس كريم من اللي بتحبيه.
ابتسمت و مدت يدها عشان تاخده قبل ما تتكلم بهدوء:
_شكراً.
مكا.نتش فر.حانة، قدرت أعرف ببساطة من ابتسامتها المز.يفة اللي مكا.نتش واصلة لعيو.نها، بتول هي أختي التوأم، و ابتسامتها الحقـ.يقية اختـ.فت من فتر.ة طو.يلة...من ساعة ما ما.ما اتطلـ.قت من با.با و سا.بتنا و ر.احت اتجو.زت.
ر.متنا ليه بكل بساطة مع إنها كانت عار.فة إنه وا.حد سكـ.ير و مد.من قما.ر و عليه ديو.ن قد كد.ا و  دا السبب اللي خلا.ها تطـ.لق منه و تسـ.يبه في الأساس!
و بما إن ما.ما كانت هي اللي بتصر.ف على البيـ.ت و على أبو.يا، بعد ما مشـ.ت مبقا.ش في أي مصد.ر للد.خل و اضطر.يت أ.سيب المدر.سة و أنز.ل أشتـ.غل عشان أصر.ف على نفـ.سي أنا و أختي.
تنهدت بيأ.س من منظر.ها اللي بيزد.اد د.بول كل يوم، قر.بت و سحب.تها في حض.ني ، طبط.بت عليها و أنا بتكلم:
_متخا.فيش...كل حاجة هتت.حسن، بو.عدك.
في الواقع...مكا.نتش في حا.جة بتت.حسن، كنت بسمع صو.ت بكا.ها كل يوم با.لليل، كان عندها اكتئا.ب شد.يد و أر.ق مخـ.ليها نا.دراً ما بتنا.م حتى إنها حاو.لت تنتـ.حر كذا مرة قبل كدا بس لحسن الحظ كنت دايماً بلـ.حقها في اللحـ.ظة الأ.خيرة.
و في يوم من الأيام...بعد ما اترا.كمت الد.يون أكتر على با.با و بقى مش عارف يسد.دها و مر.تبي مبقا.ش كا.في بالنسبا.له....با.عنا!
أيوا زي ما سمعتوا كدا بالظبط، با.عني أنا و بتول لو.احد صا.حبه كان فا.تح بيـ.ت دعا..رة و أول ما شا.فنا اقتر.ح على با.با الفكر.ة إنه يا.خدنا بسبب عيو.نا الملو.نة و شكلـ.نا اللي فـ.ضل جمـ.يل نسبياً إلى حد ما بر.غم كل اللي كنا بنتعر.ضله.
____________________
ليث//
كنت نايم على السر.ير بتـ.قلب و الذكر.يات عما.لة تحا.صرني من كل اتجاه، مش قا.در أ.نسى حتى بعد ما عدت عشـ.ر سنـ.ين كا.ملين عل كل دا!
اللي كان بيعـ.مله با.با فـ.يا أنا و بتول كو.م...و اللي شفنا.ه في بـ.يت الدعا.رة كان كو.م تاني!
سحبت نفس عميق و هز.يت دما.غي جا.مد بحاول أ.نفض كل الأ.فكار منها، قمت من على السرير و رحت الحما.م، فتحت الحنفية و سد.يت الحو.ض، استنيت لما اتملى للآ.خر و بعدين غطـ.ست و.شي فيه، نص ثانية...عشر ثواني...نص دقيقة، أنفا.سي خلا.ص بدأت ترو.ح..لو قعد.ت أ.كتر من كدا همو.ت و دا بالظبط اللي كنت عا.يزه!
اسـ.تسلمت للمو.ت و غمـ.ضت عيو.ني بس أول ما عملت كدا... شفتها...بتجر.ي في مكان جميل كله خُضرا، بطـ.نها منفو.خة قد.امها و محاو.طاها بدرا.عتها و هي بتتكلم بسعادة: " هتبقى خال يا ليث ".
عيو.ني د.معت و طلـ.عت و.شي من الميا.ه و أنا بتنـ.فس بسر.عة، لا...مش لاز.م أمو.ت قبل ما أحـ.قق هد.في الأول و أنتقـ.ملها!
نشفت وشي و طلعت برا، فتحت التلفيزيون و قعدت أقلب فيه بما إني كدا كدا مكـ.نتش قا.در أنا.م، مفا.ضلش غـ.ير شخص وا.حد بس و أكون حقـ.قت انتقا.مي بالكا.مل، بس المشـ.كلة إن الشخص دا مكا.نش سهـ.ل زي البا.قيين، بيـ.ته مليا.ن حر.اسة و كان صـ.عب أو.صله لدر.جة إنه عدا أسبو.عين كا.ملين و أنا بحاو.ل أو.صله مش عار.ف.
فجأة و أنا بقلب في قنوا.ت الأ.خبار وقفت قدام و.ش مألو.ف عارضين صورته على التليفزيون، و مكتوب في شر.يط الأ.خبار من تحت..."القـ.بض على فتا.ة في قر.ية... بعد قتـ.لها لجد.تها."
قمت من مكاني و قر.بت للتليفزيون و أنا بد.قق في الصورة بحاول أتأ.كد إنها هي....غز.ال!
_______________________
في مكانٍ آخر:
غزال//
كنت قاعدة قد.امه بالجـ.لبية البيـ.ضة بعد ما حاو.لت أهر.ب و مع ذلك اتمـ.سكت، في الحقيقة مكنتش عا.يزة أهر.ب أصلاً و مش ندما.نة إني قتـ.لتها، لكن ند.مانة عشان مقد.رتش أقـ.تل مها معاها..
اتكلم مؤيد و هو قاعد قدامي و ما.سك إيد.يا:
_متخا.فيش يا غزال، أنا عيـ.نتلك محا.مي شاطر و هيط.لعك من هنا في أسرع وقت بإذن الله.
سكت و مرد.تش عليه، دخل بعدها المحا.مي و قعد يحفـ.ظني هقو.ل ايه عشان الجر.يمة تتسـ.جل دفا.ع عن النـ.فس و آ.خد برا.ئة.
كنت عمالة أحرك راسي بالموافقة بس بعد ما أخد.وني للمحـ.كمة، و و.قفت قد.ام القا.ضي و قا.لي ا.تكلمي...اتكلمت، مش اللي حفظهو.ني المحا.مي...و من غيـ.ر أي تبر.يرات...حكيتله عن سـ.نين الظـ.لم و القـ.هر اللي عشـ.تها معا.ها، حكـ.يتله لما شغلـ.تني خدا.مة من لما كان عند.ي عـ.شر سنـ.ين بس و قا.لت للكل إني مـ.يتة عشان يا.خدوا مني فلو.سي، حكيت لما سمـ.عتها بو.داني و هي بتكلم عمتي و بيعتر.فوا هم الإ.تنين إنهم هم اللي قتـ.لوا أ.مي و أبو.يا...ابنها!
_بس دا كله برضو مش مبر.ر يخلـ.يكِ تقـ.تلي جد.تك!
اتكلم القا.ضي بعد ما خلصت فابتسمت بسخر.ية و رديت:
_كل دا مش مبر.ر؟! كنتوا مغمـ.ضين عيونـ.كم عني و عن عذ.ابي سنـ.ين و لما أخد.ت حـ.قي بنفـ.سي...بقيت أنا المجر.مة؟! 
_هد.وء يا أستاذة، بما إنك قولتي كل اللي عندك تقدري تتفضلي.
حرك يده فسـ.حبني الشر.طي جو.ا القـ.فص تاني، و بعد حوالي عشر دقايق خـ.بط القا.ضي بالمطر.قة بتاعته خبـ.طتين قبل ما ينطق بالحـ.كم أ.خيراً:
_بناءً على الأد.لة المتو.فرة و اعتر.اف الجا.نية على نفسـ.ها بار.تكابها لتلك الجر.يمة البشـ.عة، حكـ.مت المحـ.كمة حضو.رياً على المتهـ.مة غزال أدهم الهواري....بالسـ.جن المؤ.بد، رُ.فعت الجلـ.سة!
_____________________
بعد مرور أسبوع:
كنت قاعدة في سا.حة السـ.جن لما بدأت تقر.ب مني وا.حدة وشـ.ها كله مليا.ن بشـ.ل و علا.مات سكا.كين و آثا.ر غر.ز في كذا حتـ.ـة و باين إنها بتد.ور على مشا.كل فحاو.لت أتجـ.نبها و أ.بعد عنها بس هي و.قفت قد.امي و هي بتز.عق:
_انتِ البـ.ت اللي قتلـ.ت ست.ها مش كدا؟ معند.كيش أخلا.ق ولا ضـ.مير؟!
و.سعت عيو.ني بذ.هول من كلامها قبل ما أ.كتف در.اعاتي و أتكلم بابتسامة سا.خرة:
_بصوا مين اللي بيتـ.كلم؟ و لما انتِ عند.ك أخلا.ق و ضمـ.ير بتعملي ايه هنا؟!
رديت بسرعة من غيـ.ر تفـ.كير بس بعدين سكت و ترا.جعت لو.را بخو.ف لما شفت ملا.مح و.شها اللي اتحو.لت مـ.ية و تما.نين در.جة.
اتكلمت و هي شبه بتر.دحلي:
_لا يا حبيـ.بتشي، كلنا هنا غصـ.ب عنا بسبب لقـ.مة العيـ.ش، محد.ش فينا قـ.تل و خصو.صاً لما يقـ.تل حد من قر.ايبه!
_عا.يزة مني ايه يا و.لية انتِ ابعد.ي عني؟!
اتكلمت لما لقيتها بتقر.ب نا.حيتي أ.كتر قبل ما تط.لع من بو.قها فجأ.ة مو.س و تضر.بني بيه في كتـ.في.
صر.خت بأ.لم و و.قعت على الأر.ض و أنا عما.لة أنز.ف مكان الضر.بة، قر.بت مني و بدأت تعور.ني بيه في أما.كن مخـ.تلفة من جسـ.مي و مفـ.يش وا.حدة من الموجو.دين كان عند.ها الجر.أة إنها تقر.ب و تدا.فع عني و هم شا.يفني عمالة أتقـ.طع قدا.مهم.
و في الآ.خر العا.ملات اتد.خلوا بعد ما لا.حظوا صر.اخي، حاشو.ني منها بس من كتر الأ.لم مقدر.تش أ.ستحمل أ.كتر و أ.غمى عليا.
___________________
فتحت عيوني بصعو.بة عشان أشوف سق.ف أ.بيض و ر.يحة المعقما.ت منتشر.ة في كل مكا.ن.
اتعدلت بصعو.بة و بصيت حوليا عشان ألاقي نف.سي في المستـ.شفى، كنت حا.سة بعـ.طش شد.يد، شفت كوباية ماية محطوطة على الدرج جمبي بس أول ما حر.كت يد.ي عشان آخد.ها اتفا.جئت بالكلبشا.ت اللي كانت فيها.
تنهد.ت بتـ.عب و سند.ت ر.اسي لو.را تاني باستسلا.م في نفس اللحظة اللي سمعت فيها شخص بيتكلم و هو داخل:
_عطشا.نة؟!
همهمت بالإيجاب فسحب كوباية المياه و بدأ يشربني بنفـ.سه فاستغر.بت، ليه مدها.نيش مع إن يد.ي التا.نية مش متكـ.لبشة و أقد.ر أشر.ب بيها بنفـ.سي؟!
خلصت و أول ما ر.فعت و.شي عشان أشكره اتجمد.ت في مكا.ني بصد.مة، كان لا.بس الما.سك الطـ.بي على و.شه و مع ذلك قدرت أتعرف على عيونه الخضرا اللي بتـ.لمع...ليث؟!!
نز.ل الما.سك من على و.شه و اتكلم بابتسامة جا.نبية:
_و.حشتك؟!
وسعت عيوني بعد.م تصد.يق.
_ب..بس ازاي؟!
_متسأ.ليش ازاي، جاهزة عشان تهر.بي؟!
_ا..انت هتهر.بني؟!
_ما قولتلك متسأ.ليش، انتِ تجا.وبي على أسئلتي و بـ.س.
حركت راسي با.لنفي و اتكلمت:
_لا مش جا.هزة.
ابتسم بجا.نبية.
_عادي، في حاجات كتير بتحصل و احنا مش جاهز.ين ليها بس بما إنها كدا كدا هتحصل....لازم نجار.يها.
اتكلم و هو بيطلع المفتا.ح من جيبه عشان يفتح قف.ل إيديا قبل ما يسحبني في حض.نه و يهمـ.س في ود.ني:
_جار.يني يا غزال، لازم نـ.طلع من هنا.
_جار.يني يا غزال...لازم نطـ.لع من هنا.
همس في أذ.نها و من ثم حمـ.ـلها بين ذر.اعيه في و.ضعية العر.وس و سا.ر بها بطريقة اعتيادية و كأ.نها لا تز.ن شيئاً.
_ا..انت بتـ.عمل ايه؟ نز.لني حا.لاً!
ابتسم بجا.نبية قبل أن يجيبها:
_كان على عيـ.ني والله، بس أولاً...معند.ناش و.قت، الكا.ميرات هتتـ.ـفصل لمدة تلات دقايق بس و لا.زم خلا.لهم نكون طلـ.عنا بر.ا المسـ.تشفى قبل ما نتكـ.شف.
تحمـ.ـحت تبـ.تلع ر.يقها قبل أن تتحدث:
_و ثانياً؟!
_و ثانياً جسـ.مك كله مشر.ح، أخد.تي غر.زتين في درا.عك و عشرة في كتـ.فك و تلاتة في ر.جلك، يعني حتى لو نز.لتلك مش هتقد.ري تمـ.شي...
_و..و ازاي عرفت؟!
_ما قلتلك متسأ.ليش، عندي ح...
قـ.طع كلامه فجأة بينما يخـ.تبأ خلـ.ف أحد الأ.عمدة عندما مر ممر.ض يد.فع أما.مه نقا.لة فار.غة.
دخل الممر.ض إحدى الغرف فا.ستغل ليث الفر.صة ليضع غزال على النقا.لة و من ثم توجه بها ناحية المخر.ج و كأ.نه لا شئ.
أدخلها سيا.رة الإسعا.ف التي كان قد ر.شى قا.ئدها سابقاً و من ثم انطلقوا في طريقهم.
كان مؤ.ثر المخد.ر يتلا.شى تدر.يجياً من جـ.سد غزال التي بدأت تشعر بالأ.لم ينتـ.شر في جسد.ها فجأة، أغمضت عينيها بأ.لم فلا.حظها ليث الذي كان يجـ.لس إلى جوارها.
ربت على كتفـ.ها غير المصا.ب بلطف ففتحت أعينها تنظر نحوه لتجده يمد لها يده بحـ.بة د.واء متحدثاً:
_خدي دي، هتسـ.كن الأ.لم و فيها نسـ.بة منو.م تقدر.ي تنا.مي لغاية ما نوصل.
هز.ت رأ.سها با.لنفي:
_مش عا.يزة أنام، قولي هتا.خدني فين.
قلـ.ب عينيه للأعلى بمـ.لل.
_أسئـ.لتك كتير كدا ليه؟خد.ي البرشا.مة و انتِ سا.كتة!
كتـ.فت ذر.اعيها بغضـ.ب لكن نتيجة لتحر.يك كتـ.ـفها المصا.ب تأو.هت بأ.لم.
_شفتي؟ بدأ يو.جعك أهو، اسمعي الكلا.م.
كانت تشـ.عر بالأ.لم ينهـ.ش جسد.ها بالفعل لكنها تحدثت بإصر.ار:
_مش هاخد حاجة قبل ما تقولي انت وا.خدني على فـ.ين و بتعـ.مل كدا ليه!
رفع كتفيه لأعلى قليلاً قبل أن يجيبها بعد.م مبا.لاة:
_بسيطة، عشان بحـ.بك.
_أها! كنت عارفة إنك بتحاو.ل ت...ايه؟! انت...بت.. ايه؟
قطـ.عت حديثها فجأة عندما انتبهت لما قاله.
_بحـ.بك.
كررها مجدداً، فتجمد.ت في مكا.نها بصد.مة بينما بدأت الحمر.ة تكـ.تسي و.جنتيها شيئاً فشيئاً.
_ها؟ هتا.خديها و لا لسه؟ متخـ.لنيش أ.ضطر أعمل حاجة مش هتعـ.جبك صدقيني!
تحدث بينما ير.فع سبابته نا.حيتها بتهد.يد لكنها من شد.ة الصد.مة كانت عا.جزة عن الإجا.بة لذا قلـ.ب عينيه بمـ.لل قبل أن يضـ.ـع الحـ.بة دا.خل فـ.مه و من ثم ما.ل بجسد.ه ليـ.ضع كـ.فه خـ.لف ر.قبتها ليسـ.حبها إليه و يقوم بإلصا.ق شفـ.ـتيه بشـ.فتيها وا.ضعاً الحـ.بة داخل فمـ.ها بينما يضغـ.ـط على أ.نفها بيد.ه الأخرى في ذات اللحظة يجبر.ها على ابتلا.عها حتى تستطيع التنـ.فس.
بعد أن تأكد أنها ابتلـ.عتها ا.بتعد عنها لينظر إلى ملا.محها المضطر.بة، كانت تطا.لعه بذ.هول بينما تحول و.جهها إلى حبة فراو.لة من شد.ة احمر.اره.
ابتسم بجا.نبية متحدثاً:
_كدا اتعاد.لنا.
_ا..اتعاد.لنا في ايه؟ انت مجنو.ن!
صر.خت بإحر.اج و سحـ.بت الملا.ئة البيضاء الخفيفة على النقا.لة لتخـ.تبأ تحتها و ما هي إلا ثوانٍ حتى أ.حس با.نتظام أنفا.سها فعلم أنها نا.مت بالفعل.
سحب الغطا.ء من على و.جهها و عدل طر.يقة نو.مها قبل أن يتحدث بحز.ن بينما يطا.لع ملا.محها المستر.خية أثناء نو.مها:
_حتي دي نسـ.يتيها؟ ازاي قدر.تي تنـ.سي يا غزال؟!
عاد للخلف و أغمض عينيه يتذكر ذلك الموقف قبل عشر سنوات.
____________________
_انت لاز.م تاخد الد.وا عشان تخـ.ف.
تحدثت الفتاة الصغيرة التي تجلس إلى جو.اره بينما تحرك قدميها ذهاباً و إياباً فوق إحدى المقاعد.
لقد استمروا في مقا.بلة بعـ.ضهما البعـ.ض في الحد.يقة باستمرار منذ ذلك اليوم ، حيث كان ليث يذهب للإستلقاء هناك في فترات راحته أثناء عمله بينما كانت غزال تهر.ب من جدتها إلى هناك كلما سمحت لها الفر.صة.
تنهد و استلقى يضع رأ.سه على قد.ميها مجيباً بعنا.د:
_قلت مش عا.يز، دي آخر بر.شامة..خليها ليكِ انتِ يا غزال، انتِ محتا.جاها أكتر مني.
_بس أنا كويسة، بص على نفـ.سك، باباك ضر.بك تاني النهاردا؟!
تنهد مو.مئاً باستسلا.م، لا يصدق أنه حكى كل شئ لتلك الصغير.ة في بضع لقا.ئات فقط، لقد كانت لديها قد.رة سحر.ية على سحـ.ب الكلما.ت منه، لكن حديثه معها جعله يدرك أن العقل لم يكن أبداً بالسن، لقد نضـ.جت غزال مبكراً للغا.ية و اضطر.ت للاعتما.د على نفـ.سها في ذلك السـ.ن الصـ.غير نظراً لأن أحداً من أسر.تها لم يهـ.تم أبداً لأ.مرها.
_دي برشا.مة مضا.د حيو.ي، لاز.م تاخدها عشان جرو.حك متلتـ.هبش.
_و ازاي عرفتي؟!
_ماما علمتني.
ابتسم بإ.عجاب من كم معلوماتها و فكر في نفسه أنها حقاً ستصبح طبيبة ماهرة في المستقبل.
همهم بتفهم و أغمض عينيه براحة متجا.هلاً إصر.ارها على أخذه لتلك الحـ.بة فبرأيه هي كانت أو.لى منه بها.
كان يو.شك على أخذ غفوة عندما تفا.جئ بملـ.مس شفـ.تين نا.عمتين على خا.صته و قبل أن يستو.عب ما كان يجر.ي كان قد ابتـ.لع الحـ.بة من فـ.م غزال بالفعل.
نهض بسرعة ليتحدث بصد.مة:
_غزال، ايه اللي عملتيه دا؟!
أجابت بابتسامة بر.يئة:
_اد.يتك البر.شامة.
رمش بعـ.ينيه مراراً قبل أن يتحدث بار.تباك:
_ق..قصدي الطر.يقة اللي اد.يتيني بيها البر.شامة...ايه دا؟!
اتسعت ابتسامتها أكثر بينما تجيبه:
_شفت ماما بتد.يها لبابا كدا لما مش بير.ضى ياخد الد.وا و هو تعبا.ن.
تنهد بيأ.س و مسح على وجهه بكفه في محاو.لة منه للهد.وء، ألم ينتبه هذان الإثنين لوجود طفـ.لة تر.اقبهم و تنـ.سخ أفعا.لهم دو.ن و.عي منها؟!.
طالعها قبل أن يتحدث بجد.ية:
_غزال..مينفـ.عش تعملي كدا لحد غر.يب!
عبـ.ست الصغيرة بعد.م ر.ضا قبل أن تتحدث مجدداً:
_بس ماما عمـ.لت كدا.
_أيوا بس با.باكِ و ما.متك كبا.ر و متجو.زين.
أما.لت غزال و.جهها لتطالعه بحير.ة قبل أن تتحدث:
_يعني المتجو.زين عادي يعملوا كدا؟!
ابتلع من عيـ.نيها التي كانت تطالعه ببرا.ئة و تحدث بار.تباك:
_أ..أيوا.
_خلاص يبقى أنا هتجو.زك عشان أديك الد.وا بر.احتي.
وسع عينيه بصد.مة ، حاول الإبتلا.ع لكنه اخـ.تنق بلعا.به لذا أخذ يسـ.عل بخفة.
يومها بكـ.ت غزال كثيراً و أصر.ت عليه أن يتزو.جها لذا هو في النها.ية اضـ.طر لمجار.تها،  قـ.طف زهرة ليلفها و يصنع بها خاتماً صغيراً واضعاً إياه حول إصبعها.
رأى ابتسامتها الراضية بينما تلوح له مبتعدة و تذكره أنه أصبح زو.جها و لا يمكنه الهر.ب منها بعد الآن، ر.حلت و كانت تلك آ.خر مرة يقا.بل فيها غزا.ل حيث انتتقل بعدها هو و أخته مع الر.جل الذي قام بشر.ائهما من والد.هما.
نهاية الفلاش بلاك.
___________________
_انت غـ.بي ؟ قلتلك خليها تعمل معا.ها مش.كلة و تعو.رها تعو.يرة صغيرة تقوم تقـ.طعلي جسـ.مها؟!
فتحت غزال عينيها بصعو.بة لتستمع إلى حديث ليث الذي كان أقرب إلى الصر.اخ من كونه مجر.د حديث عاد.ي.
_كان لاز.م تعمل كدا و إ.لا مكا.نوش هينقلو.ها المسٓ.تشفى و عا.لجوها عند الممر.ضة في السـ.جن و خلاص.
أجابه الآخر بصر.اخ مما.ثل و لكن لحظة...لما يبدو صوته مألو.فاً؟!
نهضت بصعو.بة و سارت بنصـ.ف عر.جة بسبب جر.ح فخذ.ها الأ.يسر لتفتح باب الغرفة و ما إن أصبحت في الخارج حتى شاهدت ليث و ر.جلاً آ.خر يتحدثان و قد بدا و.جه الآخر مألو.فاً لكنها لم تسـ.تطع أن تتذ.كر أين شاهدته من قبل.
توقف ليث عن الحديث ما إن شاهدها و نهض ليقتر.ب منها سر.يعاً بينما يتحدث بقـ.لق:
_غزال انتِ كويسة؟ في حاجة وا.جعاكِ؟ جعا.نة؟ عطشا.نة؟!
انها.ل عليها بالأ.سئلة لتتأ.وه بانز.عاج قبل أن تقا.طعه:
_انت اللي خلـ.يت الست تعـ.مل فـ.يا كدا؟!
ابتلع بار.تباك و وجه أنظاره إلى صديقه مستـ.غيثاً به كـ "لقد سمـ.عتنا بالفعل، ماذا أفعل الآن؟".
نهض الآخر متحدثاً:
_لا مش هو، أنا اللي طلبت منها تعمل كدا يا غزال، دي كانت الطر.يقة الو.حيدة عشان نهر.بك من هناك.
نظرت إلى ليث فأومأ لها بالإيجاب يتذكر أنه في ذات اللحظة التي شا.هدها فيها على التلفا.ز اتصل بصديقه الذي لديه معار.ف في السـ.جن.
أخبر السجا.ن و قاموا بر.شوة المرأة حتى تفـ.تعل معها شجا.راً و تصـ.يبها مما يؤدي إلى نـ.قل غزال إلى المشـ.فى حيث ينتظر.ها هناك ليث المـ.تنكر بهيئة طبـ.يب، ر.شوا أحد العمال ليعـ.طل كا.ميرات المر.اقبة لعدة دقائق حتى يتمكن من أخذ.ها و الفر.ار بها داخل سيار.ة إسعا.ف و في منتصف الطريق توقفوا لينتقلوا إلى سيارة أخرى تكمل بهم نحو وجهتهم لكن غزال كانت نا.ئمة و لم تشـ.عر بشئ بالفعل. 
تنهدت غزال باستسلا.م، حتى إن لم تق.ضِ ما تبقى من عمرها في السـ.جن فهل ستقـ.ضيه بالهر.ب إذاً؟
الآن كان لديها الكثير من التساؤ.لات حول مصير.ها با.لمستقبل و كان يجب أن تتحدث مع ليث بجد.ية لتفهم ما ينو.ي فعله تالياً خاصة و أنه كان هار.باً من العد.الة هو الآخر.
___________________
بعد أسبوع:
كانت تسير في الشار.ع متر.نحةً في منتـ.صف الليـ.ل بالكا.د تستـ.طيع فـ.تح عيـ.نيها بعد كل تلك الخمو.ر التي شر.بتها الليلة.
كانت تلك رؤى...هي لم تتو.قف عن الشر.ب منذ ذلك الحا.دث الأ.ليم في محاو.لة لنسيا.ن و تخـ.طي كل شئ لكن ذلك لم يفـ.لح...كانت تنـ.سى بشكل مؤ.قت لكن في اللحظة التي يز.ول فيها مفعو.ل ذلك الخـ.مر من جسد.ها و تفتح عينيها في الصباح سيصيـ.بها صد.اعٌ ر.هيب و تعود الذكر.يات لمها.جمتها مجدداً لتستمر في الصر.اخ و البكا.ء معظم النها.ر و من ثم يحل الليل لتكر.ر نفس الفـ.عل مجدداً و مجدداً.
كانت تمكث في فندق بعيدٍ عن منزلها بعد أن أخبرت والدتها أنها سافر.ت للخا.رج في منـ.حة درا.سية و كانت أمو.الها على و.شك النفا.د بعد أن مر الآن شهر كامل و نصف على اختبا.ئها هناك.
شد.ت شعر.ها بيأ.س و جلست في منتـ.صف الطر.يق بينما تحاو.ل إيجاد حل عندما اقتر.ب منها ذلك الر.جل من الخـ.لف دو.ن أن تشـ.عر به.
قبـ.ض على كتـ.فها العا.ري من الخـ.لف فا.نتفصت بفز.ع و نهـ.ضت لتقا.بله.
ابتسم بجا.نبية و لعـ.ق شفـ.ته السفـ.لية متحدثاً بينما ير.مق جسد.ها من الأ.على للأ.سفل:
_بتعملي ايه يا حلو.ة هنا؟!
لم تجبه، بدأت تتر.اجع للخلـ.ف بقـ.لق، لكنه استمر في الاقتر.اب منها متحدثاً:
_تا.يهة؟ تحـ.بي نرو.ح بيـ.تي؟!
و على الرغم من ثما.لتها إلا أنها شعر.ت بشئ ما خا.طئ لذا نفـ.ت بر.أسها، و مع ذلك لم يهتـ.م الر.جل لر.فضها و استمر في الإقتر.اب منها.
_________________
يتبع....
_مبروك يا آنسة...انتِ حا.مل في الشهر التاني.
نطقها بسخر.ية و أنا من الصد.مة مبقتش قاد.رة أتنفـ.س، ا..ازاي حا.مل؟! أنا حتى مش متجو.زة و.....لؤي!
وسعت عيوني فجأة باستدراك لما افتكرت اللي حصل، بس أنا متأكدة إني شر.بت بر.شام مـ.نع الحـ.مل اللي اداهوني ساعتها ازاي دا حصل؟!
تأو.هت بيأ.س، دلوقتي مش بس مش لا.قية مكا.ن أبا.ت فيه كمان طلعت حا.مل!
بصيت للشاب اللي كان واقف، معر.فهوش و أول مرة أشو.فه في حيا.تي، هو اللي نقلني للمسـ.تشفى، يا ترى..لو قلتله يا.خدني معاه بيـ.ته هير.ضى؟!
_م..ممكن تخبـ.يني عندك لغاية ما أعمل عملـ.ية و أجـ.هض البيـ.بي؟!
اتكلمت أخيراً بصو.ت وا.طي بعد تر.دد كبير، جسـ.مي بيتر.عش بخو.ف و بتمنى من كل قلـ.ـبي إنه يوافق.
______________________
فلاش باك قبل خمس ساعات:
رؤى//
كا.س ورا التاني..بدأت أ.فقد الشعو.ر بنفـ.سي و اللي حوليا تدريجياً،  كل الأصو.ات في دما.غي اللي كانت بتتهـ.مني بالإ.ثم سكـ.ـتت أخيراً، جـ.سمي بقى خفـ.يف زي الر.يشة و كنت حا.سة إني طا.يرة فو.ق السحا.ب...إحسا.س با.للذة ز.ائف و مؤ.قت، كنت عارفة إني هد.فع تمـ.نه بعدين بالغا.لي من صـ.ـحتي النفـ.سية و الجسد.ية و مع ذلك مهتـ.متش.
و في وسط ما أنا مستـ.متعة في عا.لمي الخا.ص قر.ب مني وا.حد فجأة و اتكلم:
_فا.ضية اللـ.يلة دي يا حلو.ة؟!
فتحت عيوني بالعا.فية نـ.ص فتـ.حة عشان أ.بصله قبل ما أبتسم بجا.نبية و أمـ.يل عليه، فكرني هبو.سه و غمـ.ض عيو.نه بتر.قب و حما.س  بس كل اللي عملته إني سحبت شنطتي من ور.اه و طلعت برا البا.ر، مشيت في الشار.ع و أنا بدندن بسعادة غر.يبة ملها.ش أي تفـ.سير أو سبب غير إن المخد.ر كان و.صل لخلا.يا مخـ.ـي مخليني أتصرف ز.ي المجا.نين.
اللي يشو.فني مستـ.حيل يخـ.ـمن إن واحدة ز.يي  مضطر.ة تبا.ت في الشار.ع النهاردا بعد ما خلـ.ـصت كل فلو.سي و مبقـ.تش قا.درة أد.فع للفند.ق.
بعد نص ساعة مشي ر.جلي و.جعتني، قلـ.عت الجذ.مة الكـ.عب و شد.يت شعر.ي بيأ.س قبل ما أقعد في نـ.ص الشار.ع مش عار.فة أعـ.مل ايه و لا أرو.ح فين لما حسـ.ـيت بيـ.ـد بتمـ.سك كـ.ـتفي من و.را فجأة.
بصيت ورا.يا عشان ألقاه نفس الر اجل اللي كان في البا.ر، حر.ك لسا.نه على شفـ.ته قبل ما يتكلم بنفس الإبتسا.مة المستفـ.زة:
_متأكد إنك مش عا.يز تيـ.جي معا.يا البـ.يت يا جمـ.يل؟!
كانت رجليا شا.يلاني بالعا.فية و مع ذلك و.قفت، ر.فعت صبا.عي نا.حيته بتحذ.ير و اتكلمت بتر.نح و أنا بحا.ول أثـ.بت في مكا.ني:
_انت! ابعـ.د عني..شوفلك وا.حدة تاني تتسـ.لى بيها أنا مش بتا.عة الكلا.م دا!
كنت هـ.قع فقر.ب مني و مسـ.كني قبل ما يتكلم بابتسامة جا.نبية:
_كلكلم بتقو.لوا كدا في الأو.ل، بس صدقيني هتتبـ.سطي معا.يا قو.ي!
بصيتله بحاجب مرفوع، حاو.لت أز.يحه بس مكانتش في أ.ي طا.قة با.قية في جسـ.مي.
سحـ.بني ليه أكتر و مـ.يل ر.اسه نا.حيتي لما فجأة بدأت أ.حس بشعو.ر غر.يب في بطـ.ني و قبل ما يقد.ر يعمل حاجة بدأت أستفر.غ كل اللي في معد.تي عليه مر.ة وا.حدة.
صر.خ بتقز.ز و بعـ.د عني و هو بيبـ.ـصلي باشمئز.از، كان بيحر.ك بو.قه بكلما.ت مكنتش سا.معة  منهم حاجة بس خمـ.نت إنه كان بيشـ.تم.
قعدت على الأر.ض و حاو.طت معد.تي بأ.لم، كان الشعو.ر فظـ.يع و كل شوية يز.داد أكتر لدر.جة إني مقد.رتش أستـ.حمل أكتر و بدأ.ت أصر.خ و أعـ.يط بشكل هستير.ي.
اتر.ميت كلي على الأر.ض و بدأت أفـ.ـقد الو.عي تدر.يجياً لما سمعت صو.ت مكا.بح عر.بية وقفت قر.يب مني، اتفتح الباب و نزل منها شاب مكنـ.تش قاد.رة أشو.ف ملا.محه كويس غير لما قر.ب مني فجأ.ة و اتكلم:
_يا آنسة..انتِ كويسة؟!
شد.يت على بطـ.ني أكتر، الو.جع لا يطا.ق، استـ.ـجمعت كل قو.تي الفا.ضلة عشان أنطق قبل ما عيـ.ني تقـ.فل خا.لص بحرفين بس مش أكتر:
_لأ!
نهاية الفلاش باك.
____________________
في المستـ.شفى:
كان آدم يقف بحير.ة أمام رؤى.
_قولتليلي إنك من عيلة الهواري مش كدا؟!
أومأت رؤى برأسها بقـ.لق مجيبة إياه:
_أيوا و لو مش مصد.ق تقدر تشوف البطا.قة بنفسك.
همهم بتفهم قبل أن يقتر.ب منها متحدثاً:
_و ازاي وا.ثقة فيا للدر.جادي إني مش هعـ.مل فيـ.كِ حا.جة مثلاً لو أخد.تك تقعد.ي عند.ي؟!
ابتلعت رؤى متحدثة:
_م..معتقدش، لو كنت عا.يز تعـ.مل حا.جة كنت عملتها و أنا مغـ.مى عليا بالفعل بس انت جبـ.تني هنا مش كدا؟ و كمان...
ترد.دت قليلاً قبل أن تكمل فكـ.تف ذرا.عيه منتظراً ما ستتفوه به.
_و كمان معند.يش خيار تاني، لكدا لإما...هضـ.طر أقعد في الشار.ع.
همهم آدم بتفكير قبل أن ينطق أخيراً:
_ماشي، معند.يش ما.نع آخد.ك تقعد.ي عند.ي مؤ قتاً كدا كدا البيت كبير.
انفرجت شفتيها بابتسامة مطمئنة قبل أن يتحدث مجدداً:
_بس بشر.ط...
اختـ.فت ابتسامتها و عادت لمطالعته بقـ.لق:
_شر.ط؟!
_أيوا شر.ط، انتِ عارفة إن مفـ.يش حاجة في زما.ننا دا دلوقتي مجا.نية مش كدا ولا ايه؟!
صمتت تتر.قب ما سيقوله بخو.ف و ار.تباك، و لقد تو.قعت كل شئ بالفعل عدا ما نطق به فجأة:
_شر.طي الو.حيد إنك تحـ.كيلي كل حا.جة عن عيـ.لتك.
_كل حاجة كل حاجة؟!
_____________________
غزال//
صحيت في نـ.ص الليل بسبب صد.اع شد.يد و أ.لم حا.د في كـ.تفي، بصيت جمبي عشان ألاقي حبـ.ـة المـ.سكن و كوباية مياه فتناولتها و شربتها بسر.عة.
استنيت شوية لغاية ما المسـ.كن مفعو.له بدأ يشتغل و بعدين طلعت برا عشان ألاقي نفس الر.اجل اللي كان بيتكلم مع ليث قاعد لو.حده في الصالة و ليث مخـ.تفي.
تحمحمت قبل ما أتكلم:
_ل..ليث فين؟!
بصلي بحاجب مرفوع و تنهد قبل ما يتكلم:
_تلاقيه طلع فوق السطح كالعادة.
حكـ.يت ر.قبتي بتوتر و اتكلمت:
_ي..ينفع أطـ.لعله؟!
وقف فجأ.ة و قر.ب مني، مد يد.ه ناحيتي فغمضت عيني بخو.ف قبل ما أفتحها تاني و أتفاجئ إنه سـ.حب حـ.بل من ورا.يا عشان تنزل سلالم مطو.ية من السقـ.ف اتكلم و هو بيشاورلي عليها:
_طبعاً، اتفضلي....
وسعت عيوني بد.هشة، كانت الشقة حديثة بس متوقعتش إن يبقى فيها حاجة زي كدا.
سحبت نفس عميق قبل ما أبدأ أطلع لفو.ق ببـ.طئ بسبب جر.ح ر.جلي و أول ما وصلت فوق مكنتش قا.درة أشو.ف حاجة بسبب الضـ.لمة غير البلاكونة المفتوحة و المنورة في آ.خر الأوضة، شفته قاعد عند السو.ر، ضا.مم ر.جليه لصد.ره و سا.ند ر.اسه على ر.كبته و هو بيتفرج على السما.
ترد.دت إني أروح ليه و كنت بفكر أنزل تاني لما لقيته فجأة بدأ يتكلم من غـ.ير ما يـ.بص نا.حيتي:
_مر.دتيش عليا لغا.ية دلو.قتي يعني...
بلعت بتو.تر و مشيت ناحيته قبل ما أتكلم:
_ع..على ايه؟!
لف و.شه نا.حيتي و اتكلم و هو با.صص في عيو.ني بثـ.قة:
_قلتلك قبل كدا إني بحـ.بك.
ابتسمت بتوتر:
_ا..انت قلت كدا؟ غر.يبة..مش فا.كرة خا.لص!
ابتسم بجا.نبية:
_يا شيـ.خة؟! طيب بحـ.بك... أديني قولتهالك دلوقتي أهو، ر.دي..
اتجمـ.دت في مكا.ني بصد.مة و حسـ.يت بو.شي بدأ يسـ.خن قبل ما أتكلم بار.تباك:
_أ..أرد أقول ايه؟! أنا لسه مقا.بلاك بس من كام يوم.
كنت فاكراه و مع ذلك....بما إنه ميعر.فش إني فا.كرة، اخترت أهر.ب منه و أمثـ.ل إني معر.فهوش.
تنهد بشئ من الإ.حباط و وقف قبل ما يتكلم بابتسامة مز.يفة:
_و ماله؟ عادي، لسه معانا كل الو.قت عشان نتعر.ف على بعـ.ضنا بر.احتنا.
بصيتله بحير.ة.
_ق..قصدك ايه؟!
_ورايا حاجة مهمة أعملها عشان كدا هنـ.ضطر نفضل هنا كام يوم لغاية ما أ.خلص و بعدين نهر.ب سو.ى.
بلعت ر.يقي بتو.تر و ترد.دت شوية قبل ما أسأله:
_تقصد بالحا.جة المـ.همة دي...القـ.تل؟!
____________________
لؤي//
_ع..عا.يز تعرف كل حا.جة كل حا.جة؟!
اتكلمت بتو.تر فرديت عليها بثقة:
_أيوا كل حا.جة، حتى موا.عيد نو.مهم و أكـ.ـلهم، أول حاجة بيعملو.ها لما بيصـ.حوا و بيقعد.وا يتفر.جوا على التلفزيون امتى...عا.يز أعر.ف كل حا.جة عنهم بالتفصـ.يل المـ.مل.
بصتلي بحير.ة و كأنها مش مصد.قة إن دا شر طي الو.حيد عشان أ.خليها تسـ.كن عند.ي.
يمكن يكون بالنسبالها شر.ط تا.فه بس أنا كنت محتاج أعرف و أفهم، لما قابلت غزال كنت فا.كرها مجر.د خدا.مة بس اتضح بعدين إنها حفيد.ة لوا.حدة من أغـ.نى العائلات في البلد، و اتفاجئت بعد أسبوعين بس إنها قـ.تلت جد.تها و اتحـ.كم عليها بالمؤ.بد قبل ما تهر.ب من السـ.ـجن.
و مع إني ظا.بط بس هر.وبها مكانش من اختصا.صي، أنا ضا.بط مخا.برات، شغـ.لنا معظمه بر.ا البلـ.د بس جها.ز الشر.طة كان بيضـ.طر أحياناً يتعا.ون مع جها.ز المخا.برات في حالات ناد.رة لما تبقى في قضـ.ية خطـ.يرة جداً بتهد.د الأ.من العا.م زي قـ.ضية القا.تل المتسـ.لسل اللي كان بقا.لهم تلا.ت شهو.ر مش عار.فين يو.صلوله و دا كان سبب وجو.دي هنا.
كان لازم أسا.عدهم يقبـ.ضوا على المجر.م بس في نفس الوقت فضو.لي نا.حية غزال خلا.ني أور.ط نفـ.سي في حا.جات غبـ.ية كتير....واحدة منهم على سبيل المثال إني  قاعد دلوقتي في عربيتي مروح البيت و جـ.مبي بنـ.ت مش متجو.زة و حا.مل واخد.ها تقـ.عد عند.ي.
تنهدت بيأ.س من فضو.لي اللي مو.ديني دايماً في دا.هية قبل ما أتكلم و أنا مركز في الطر.يق من غـ.ير ما أ.بص نا.حيتها:
_و اسم السنيو.رة ايه بقى؟!
سمعت حمحمة خفيفة قبل ما ترد بتو.تر:
_ر..رؤى.
همهمت قبل ما أتكلم تاني بجد.ية:
_بصي يا رؤى، معرفش انتِ بتحاو.لي تقـ.تلي نفٓ.سك من كـ.تر الشر.ب ولا ايه بس أنا بيتي ليه نظا.م و قو.اعد لاز.م تلتز.مي بيها إذا مكـ.نتيش عا.يزة تحصل مشا.كل بيـ.نا في المستـ.قبل حلو؟!
همهمت بتفهم فابتسمت بجا.نبية قبل ما أتكلم:
_و أول قا.عدة إني لما أقول حاجة تر.دي عليا بصو.ت وا.ضح و مفهو.م مش تهز.ي را.سك و بس، فاهمة؟!
_ف..فاهمة.
ردت بسر.عة فابتسمت برضا قبل ما أكمل بصر.امة:
_ممنو.ع منـ.عاً با.تاً شر.ب الكحو.ليات و غير.ها، أنا صحيح معظم الوقت بر.ا البيت بس صدقيني لو عمـ.لتي كدا هكـ.تشف و صدقيني برضو لو اكتـ.شفت ر.دة فعلي مش هتعـ.جبك أ.بداً!
همهمت بإيجاب فاتكلمت بحاجب مرفوع:
_مش سا.مع صو.تك يعني؟!
_ح..حاضر، مش هعـ.مل كدا والله.
_تمام، و آ.خر حا.جة و أهـ.م حا.جة بقى...لما أسأ.لك أي سؤا.ل تر.دي علطو.ل مهـ.ما كان هو ايه، مش مسمو.حلك تر.فضي الإجا.بة حتى لو كان سؤا.ل شخـ.صي و إيا.كِ ثم إيا.كِ تفكر.ي تكد.بي عليا لأني سا.عتها هكـ.تشف و مش...
قا.طعتني فجأة بعـ.صبية:
_و مش هتعـ.ـجبني ر.دة فعـ.لك ماشي فهمنا، ممكن تبـ.طل دو.شة؟!
شهـ.قت و غـ.طت بو.قها بيد.ها بعد ما استو.عبت اللي عملـ.ته و أنا بصتلها بحاجب مرفوع قبل ما تتكلم بسر.عة و تو.تر:
_أ..أنا آسفة، صدقني مكانش قصد.ي أر.فع صو.تي، أنا...أنا بس عصـ.بية حبتين و مش متعو.دة حد يأمر.ني بحا.جة.
همهمت بابتسامة جا.نبية و رجعت أركز على الطر.يق تاني، طبيعي...ايه اللي هتوقعه من واحدة اتو.لدت بمعلـ.قة د.هب في بو.قها و متعر.فش حا.جة عن الفـ.قر و الذ.ل؟!
شكلي هستـ.متع بإني أخلي بنـ.ت البهاو.ات تجر.ب حا.جات جديدة لأو.ل مر.ة في حيا.تها.
_بتعر.في تطـ.بخي؟!
____________________
يتبع....
رؤى//
_بتعرفي تطبخي؟!
سألني فجأة، إياكش يكون خيا.له المر.يض هيأ.له إني ممكن أقف أطبخله مقا.بل إني أقعد عـ.ـنده!
_أيوا.
جاوبت بعد فترة، معرفش ليه كد.بت بس حسيت إنها هتبقى عيـ.بة في حـ.قي إني أبقى في السـ.ن دا و مع ذلك مبعر.فش أسـ.لق بيضة حتى!
همهم بابتسامة جا.نبية، حد قاله قبل كدا إن ابتسامته مستفز.ة جداً و بتخلي....قلـ.بي يد.ق بسر.عة؟!!
___________________
آدم//
بعد عشر دقايق وصلنا البيت أخيراً، وقفت العربية قدام باب البيت، اديت المفتاح للبواب عشان يركنها في الجراش و اتحركت أنا ناحية الباب عشان أفتحه.
_اتفضلي.
اتكلمت و أنا بفتح الباب قبل ما أستو.عب إنها مكانتش واقفة جـ.ـمبي، بصيت ور.ايا عشان ألاقيها لسه واقفة عند البوابة الخارجية و باصة للبيت بانبهار.
تنهدت بيأ.س مش و كأنها مش ساكنة في بيت أكبر من كدا بالفعل، اتحركت نا.حيتها و فر.قعت صو.ابعي قدامها و أنا بتكلم بسخر.ية:
_هاي! لو مقفلتيش بو.قك ممكن تدخل فيه دبا.نة.
رمشت بعيونها مرتين و بصتلي بار.تباك قبل ما تتكلم:
_أنا بس...متوقعتش إنك غـ.ني للدر.جادي!
_و اشمعنى يعني؟!
_أصل لبسك....
سكتت فجأة و مكملتش فقلبت عيو.ني لفو.ق بمـ.ـلل، كنت لسه لابس لبس المحل المتو.اضع، سبقـ.تها ناحية الباب و أنا بتكلم:
_مبحـ.بش أتبا.هي كتير بس مش أكتر.
دخلت و هي لحقتني و أول ما شافت المكان جوا بدأت تتكلم بانبهار:
_وااو! شكل البيت أحلى أكتر من جوا، واه...التحفة دي من مصنع برجوا في فرنسا؟!
انت بالفعل غـ.ني جداً، قولي بتشتغل ايه؟! أنا بدرس في الجامعة الأمريكية بس لسه متخ..
_ششش، كفاية دو.شة!
لفيت و قا.طعتها فجأة.
بصت في الأرض و حكت ر.قبتها من و.را بإحرا.ج قبل ما تتكلم:
_أنا...أنا بس كان عندي فضو.ل أعرف انت شغال ايه.
قر.بت منها، ر.فعت و.شها نا.حيتي و اتكلمت:
_الحاجة الو.حيدة اللي لازم تعرفيها عني يا قمو.رة إني مبـ.ـحبش الر.غي الكتير و خصوصاً لما يبقى من غـ.ير لاز.مة ، و ثانياً...أنا الو.حيد هنا اللي مسموحله يسأل، مفهوم؟!
بلعت ر.يقها قبل ما ترد بار.تباك:
_م..مفهوم.
بعد.ت عنها و شاورت على أوضة و أنا بتكلم:
_دي أوضة الضيوف، هتقعدي فيها لغاية ما تلاقي مكا.ن تاني أو تجـ.هضي الجنـ.ين و تر.جعي لأ.هلك أياً كان، المهم ممنو.ع منـ.عاً با.تاً تدخلي أو.ضتي أو مكتبي أو أي مكان تاني غـ.ير الأوضة دي و المطبخ.
_و الحما.م؟!
_الأوضة فيها الحما.م بتاعها الخاص بيها.
قلت و لفيت عشان أمشي بس سمعتها بتبر.طم من ور.ايا فجأة:
_نينيني...اعملي و متعمليش، ايش حال ما كان أسو.د!
وقفت و لفيت نا.حيتها تاني.
بصيتلها بحاجب مرفوع و اتكلمت بصو.ت وا.طي وحاز.م في نفس الوقت:
_قولتي ايه؟!
_م..مقولتش.
ابتسمت بسخر.ية، قر.بت منها و ز.قتها على الحيط ور.اها قبل ما أتكلم و أنا محا.صرها هناك بجـ.سمي:
_و مالهم السو.د يعني؟!
_م..ملهمش، قولتلك مقولتش حاجة.
_متأكدة؟!
بلعت بار.تباك من نظر.اتي الحا.دة و اتكلمت:
_ال..السو.د بالنسبالنا مجر.د خد.امين بس مش أكتر.
ابتسمت بجا.نبية، مش بس معروفين بتعاملهم الو.حش مع الفـ.قرا و الناس العا.دية، لا كمان عنصر.يين!
حلو، أعتقد إنى لاز.م أ.خليها تجرب شعو.ر الخد.امين السو.د اللي بتحـ.تقرهم!
_________________
بعد نصف ساعة في المطبخ:
_الكتاب مقلو.ب.
اتكلمت بسخر.ية و أنا شايفها بتعا.فر عشان تعرف تقرأ حاجة، أعتقد إن المـ.شكلة بالنسبالها في العربي بما إنها بتدرس في الجامعة الأمريكية.
تحمحمت بإحر.اج و زا.حت كتاب الطبخ بعيد و هي بتتكلم:
_ا..احنا مش محتاجينه، أنا هطبخلك حاجة من وصفاتي الخاصة.
همهمت بموافقة، مش و كأني مهـ.تم هتعمل ايه، كدا كدا كان باين جداً إنها مبتعر.فش تطبخ.
را.قبتها و هي عمالة تحط المكونات فوق بعض في نفس الحلة بعشو.ائية و.....حرفياً مين هو اللي ممكن يحط عـ.سل على الر.ز على الفرا.خ غير رؤى؟!
بعد حوالي ساعة كاملة كانت خلصت، و البتا.ع اللي عملته ممكن نطلق عليه أي مسمى غير إنه يكون "أ.كل"، حتى كلا.بي اللي معندهمش ما.نع يا.كلوا أي حاجة مستـ.حيل يا.كلوا العـ.ك دا!
هزيت راسي بقٓ.لة حـ.يلة و وقفت عشان أكـ.به في الز.بالة و أنا بتكلم:
_ما دام مبتعر.فيش تطبخي مقولتيش من الأول ليه؟!
وسعت عيونها بصد.مة من اللي عملته قبل ما تتكلم بغـ.ضب:
_حتى لو مبعر؟فش على الأ.قل قد.ر مجهو.دي إني وقفت و حاو.لت أعمل حاجة! 
وقفت و اتنفـ.ست بعصـ.بية قبل ما تكمل:
_و بعدين عندك البيت دا كله و مفيش ولا خدا.مة تقف تعملك اللي انت عايزه؟!
رديت بابتسامة جا.نبية:
_ليه و انتِ رحتي فين؟ من هنا و را.يح انتِ اللي هتـ.عملي كـ.ل حا.جة بما إنك قا.عدة هنا!
بصيتلي بذ.هول قبل ما تتكلم باعتر.اض:
_بس أنا حا.مل!
_متتصر.فيش و كأنك هتحتفظي بالجـ.نين، بما إنك كدا كدا ناو.ية تجهـ.ضيه شغل البيت هيساعدك على تحقيق هد.فك أسرع و من غير عمليا.ت.
اتهز.ت عيو.نها و هي بتبصلي بعد.م تصد.يق قبل ما تصر.خ بصو.ت عا.لي و هي بتخـ.لع المر.يلة:
_كنت مفكر.اك شخص كو.يس، مكنتش أعر.ف إنك هتذ.لني بالشكل دا بس عشان كام يوم، انت متعرفش مين هي رؤى أحمد!!
سحبت شنطتها و طلعت برا فاتكلمت من ورا.ها بصو.ت عا.لي:
_رايحة فين؟!
ردت بعـ.صبية:
_ماشية، النو.م في الشار.ع أهو.ن عندي من إني أقـ.عد هنا دقيقة واحدة كمان عند وا.حد أسو.د بيذ.لني!
اتسندت على الباب و ابتسمت بجا.نبية و أنا شايفها طا.لعة برا، لو شخـ.صية رؤى الحقـ.يقية طلعت زي اللي خمنـ.تها بالفعل متأكد إنها هتر.جع تاني خلال أقل من عشر دقايق.
____________________
في منزل العائلة:
_انت بتـ.حب ري..قصدي غزال؟!
تكـ.تف مؤيد يطالع لؤي الذي يسأله بحاجب مرفوع، هو منذ أن اكتشف أن الخاد.مة كانت في الواقع ابنة عمه لم يتوقف عن سؤال مؤيد عنها.
قلب مؤيد عيناه بمـ.لل مجيباً إياه:
_لا.
_اومال ايه اللي خلاك و.قفت معاها ضـ.د أ.مك و ستـ.ك؟!
_شئ ميخـ.صكش، و بعدين حتى لو بحـ.بها يعني هتعمل ايه؟!
تنهد لؤي بيأ.س متحدثاً:
_افهمني يا مؤيد، أنا معـ.جب بريم..أ...أقصد غزال و عايز أتجو.زها.
طالعه مؤيد بحاجب مرفوع متحدثاً بسخر.ية:
_قصدك عا.يز تنا.م معاها زي باقي الخدا.مات مش كدا؟! انسا.ها يا لؤي، غزال مـ.ش هتر.جع هنا تاني، أفهمهالك بأنهي طر.يقة؟!
أنهى حديثه ليسير باتجاه غرفته بينما يتبعه لؤي الذي تحدث بإصر.ار:
_صدقني معند.يش أي نـ.ية أئذ.يها، أنا عايز أسا.عدها و أعو.ضها عن كل اللي حصل و مشا.عري نا.حيتها حقـ.يقية.
توقف مؤيد عن السير و التفت له قبل أن يتهد منحدثاً بنفا.ذ ص.بر:
_طيب فهمنا..انت بتـ.حبها و عا.يز تتجو.زها، ايه علاقة دا بيا أنا؟!
_انت أكيد عارف مكا.نها.
ابتسم مؤيد بسخر.ية.
_مين؟ أنا؟! أنا معر.فش مكانها، و حتى لو أعرف صدقني انت آ.خر وا.حد ممكن أقوله.
تنفس لؤي بغـ.ضب قبل أن يسـ.حب مؤيد من يا.قة قمـ.يصه متحدثاً بتهد.يد:
_صدقني انت يا مؤيد لو كنت بتضـ.حك عليا هخـ.ليك تند.م، انت مش عار.ف انت بتتعا.مل مع مين!
أجاب مؤيد بينما يُبـ.عد يد.يه عنه و ينـ.فض ملا.بسه بسخر.ية:
_لا..عارف كويس، و عشان أنا عارف أحسنلك تتجـ.نبني و متحاو.لش تعمل مشا.كل معا.يا!
التف ليسير مبتعداً بينما يتحدث:
_خا.ف على نفـ.سك يا لؤي، في ناس كتير بيكر.هوك و بيحاو.لوا ينتقـ.موا منك، أنا لو مكانك أسيـ.ب البلد دي و أهر.ب بحيا.تي قبل فوا.ت الأو.ان.
طالعه لؤي بحواجب معقو.دة عا.جزاً عن تفسير ما ير.مي إليه مؤيد لكنه قرر في النهاية تجا.هله و متابعة بحـ.ثه عن غزال...
في الواقع...هو كان غا.ضباً منها بسبب كذ.بها عليه و في ذات الوقت كان يريد معرفة كيف انتهى بها الوضع إلى العـ.مل في منزل جدتها كخا.دمة و سبب قـ.تلها لها، كانت هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنه و التي لن تجيبها إلا غزال بنفسها لذا؛ أجل...سيـ.عثر على غزال و يحصل على إجابة تساؤلاته و من ثم....سيتزو.جها!
هذا ما عزم عليه، لكن و على ما يبدو كان القول كان أسهل من الفعل بكثير فقد اخـ.تفت غزال بالمعني الحرفي ولا أ.ثر لها في أي مكا.ن!
____________________
_تقصد بالحاجة المهمة دي القـ.تل؟!
تحدثت غزال بعد تر.دد كبـ.ير و أخيراً.
_أياً كانت هي ايه..يهـ.مك في حاجة؟
أجاب ليث بشئ من الحد.ة، لم يعـ.جبه أسلو.بها في اتها.مه حتى و إن كان مخـ.طئاً بالفعل.
ابتلعت بار.تباك قبل أن تتحدث:
_انت..انت ليه بتعـ.مل كدا؟! أنا مش فاهماك.
_محدش طلب منك تفهمي حاجة.
تحدث و من ثم نهض بنـ.ية المغا.درة لكنها تمسـ.كت به.
_بس أنا عايزة أفهم.
_حتى لو حكيتلك.....مش هتفهميني.
_انت جربت تحكي و مفهمتكش؟ متحطش تخمينا.ت من نفـ.سك.
تأمل عينيها الواثقة و أصبح عا.جزاً عن الإجابة أما.مها فجأة لتكمل غزال بإصر.ار:
_انت قلت إنك بتحـ.بني، لو انت فعلا بتحـ.بني...يبقى ليه بتبعد.ني عنك؟ ليه بتـ.بني حو.اجز ما بينا بدل ما تقر.بني منك؟!
وسع عينيه بصد.مة من حديثها، هذه الكلمات تحديداً جعلته يعو.د بذ.اكرته عشر سنوات للخلف فجأة و تحديداً.....في يوم ب.يع والده له هو و أخته.
______________________
فلاش باك قبل عشر سنوات:
تحدثت المر.اهقة بأ.عين دا.معة:
_أنا أختك يا ليث ليه مصـ.مم تبعد.ني عنك؟!
_أنا مش ببعد.ك عني، قلتلك خدي الشنطة دي و اهر.بي من هنا بسر.عة بـ.طلي عنا.د!
_لا! مش همـ.شي و.حدي، تعا.لى معا.يا!
صر.خت فأ.مسكها من كتفـ.يها ليتحدث بغـ.ضب:
_بتول، أبوكِ اتـ.ـجنن و نا.وي يبيـ.عنا، مستـ.حيل أسـ.يبك تمـ.شي مع الرا.جل  اللي برا دا اسمعي الكلام!
_بس يا ليث...
 سكتت لما الباب اتفتح فجأة و بابا دخل و هو بيتكلم:
_من النهاردا أنا مـ.ش أبو.كم، الرا.جل دا هو المسئو.ل عنكم، هتر.وحوا معاه المكا.ن اللي هيا.خدكم فيه و انتوا سا.كتين، حلو؟!
__________________
يتبع...
كنا صفين من البنا.ت القا.صرات واقفين قدامه قبل ما يبدأ يتمشى في النص ما بين الصفين و هو بيتكلم بجد.ية:
_ضيف النهاردا مهم، أول مرة يجي و اللي هتفو.ز بيه هتبقى محظو.ظة.
خلص كلامه بغـ.مزة و أنا استغربت، كان أول يوم ليا هنا و مكنتش فا.همة حا.جة.
بصيت على البنا.ت حوليا، اللي كانت واقفة بتخر.بش يد.ها بضو.افرها بقـ.لق، اللي كانت بتحا.ول تبان قو.ية بس جسـ.مها كله بيتر.عش بخو.ف، و اللي مكانتش مهـ.تمة باللي بيحصل أصلاً، وشها كئـ.يب و باين إنها فقد.ت الأ.مل في الحـ.ياة...كل واحدة بشكل مخـ.تلف بس الحاجة الو.حيدة اللي كانت مشتر.كة بينهم كانت...العلا.مات الدا.كنة المنتـ.شرة في أماكن مختلفة من أجسا.مهم الهز.يلة و بشر.تهم الشا.حبة.
را.قبتهم بار.تباك، مكنتش فا.همة ما.لهم، بس كان الشئ الو.حيد المتأكدة منه إن مفيش ولا وا.حدة كانت مبسو.طة باللي بيحـ.صل هنا أياً كان هو ايه.
ميـ.لت على البنت اللي جمبي و همست في ود.نها بصوت وا.طي:
_هو في ايه؟ قصده ايه بالكلام دا؟
بصتلي من فو.ق لتـ.حت بنظر.ات متفـ.حصة قبل ما تـ.هز راسها بقـ.لة حيـ.ـلة في الآخر و هي بتتكلم:
_انتِ ايه اللي جا.بك للمر.ار دا بس؟!
كنت لسه هسألها تقصد ايه بس سكت لما سمعنا فجأة صوت خطو.ات بتقرب من الباب قبل ما يتفتح و يظهر من وراه شخص غر.يب.
نز.لت البنت اللي كنت بكلمها و.شها في الأر.ض بسر.عة و كمان كل البنا.ت من ور.اها.
أما هو....بخطو.ات ثا.بتة و وا.ثقة بدأ يقر.ب منا، و على الرغم من إحسا.سي الدا.خلي إني كان لاز.م أعمل ز.يهم إلا إني منز.لتش و.شي، را.قبته و هو بيقر.ب أكتر و أكتر و ابتسامة جا.نبية اترسمت على وشه أول ما وقف قد.امي تحد.يداً قبل ما يتكلم:
_معملتيش ز.يهم ليه، مش خا.يفة مني؟!
كانت نبر.ته حا.دة، خلتني أبلع ريقي بار.تباك قبل ما أرد:
_ال..المفروض أخا.ف؟!
صوت حمحمة جه من وراه فجأة، كان الراجل اللي اشتر.اني أنا و ليث من بابا واقف هناك بس مأ.خدتش با.لي منه بسبب تر.كيزي على الشخص التاني.
كـ.شر و.شه بضـ.يق و بصلي بنظر.ات متو.عدة و كأني عملت حاجة غـ.لط فبلعت بخو.ف حقـ.يقي المرادي.
بدأ الر.اجل التاني يضحك بصو.ت عا.لي فجأة قبل ما يتكلم و هو بيشا.ور علـ.يا:
_هاخد دي.
بصله التاني بحـ.يرة قبل ما يتكلم:
_دي؟ ح..حضرتك متأكد؟!
همهم بابتسامة جا.نبية:
_أيوا متأكد، د.مها خفـ.يف..عجبتني.
ابتسم الراجل بظـ.فر قبل ما يرد عليه:
_بس دي لسه بـ.كر خد بالك، هتضـ.طر تد.فع ضـ.عف المـ.ـبلغ.
_أياً كان...
رد عليه و هو بيحرك يده في الهوا بعد.م مبا.لاة قبل ما يطلع من الأوضة.
و أول ما اتأكد الرا.جل إنه مشى قر.ب مني عشان يسـ.حبني من يد.ي و يطلع بـ.يا أنا كمان و هو بيتكلم بابتسامة عريضة:
_شكلك هتبقي فا.تحة خير علينا.
بصيتله باستغراب، مش فا.همة أ.ي حاجة و كل اللي شا.غل با.لي دلوقتي شى واحد بس ألا و هو...فين ليث؟!
سلـ.مني لست في الطرقة قبل ما يتكلم بتحذ.ير:
_جهز.يها خلال نص ساعة، و...خدي بالك منها كويس دي اختيا.ر البـ.يه.
همهمت بتفهم و أخدتني جوا، حمتـ.ني و لبستـ.ني لبـ.س غر.يب مكشو.ف أكتر من اللاز.م، بدأت تسرح شعري و تحـ.طلي ميكا.ب و هي بتقولي أعـ.مل حا.جات غر.يبة مكنتش فا.همة ايه المغز.ى منها!
و بعد نص ساعة بالظبط كنت قاعدة على سر.ير في أوضة مختلفة تماماً عن باقي الأوضة اللي دخلتها قبل كدا، كانت فخـ.مة و جميلة و كنت مشغو.لة بتأ.ملها لما اتفـ.تح الباب فجأ.ة و دخل منه نفس الشخص.
بدأ يقر.ب مني فر.جعت لو.را بار.تباك لغاية ما لز.قت في ضـ.هر السر.ير و مبقاش في مجا.ل أهر.ب لأنه خلال ثانية كان و.صلي بالفعل، ثـ.بت و.شي بيد.ه و بدأ يـ.ميل نا.حيتي فصر.خت و أنا بز.يحه بعـ.يد عني:
_انت! بتعـ.مل اي؟! ابـ.عد...
رد بنبر.ة بار.دة:
_مش عار.فة أنا بعمل ايه؟ متمثـ.ليش و تعا.لي هنا بسر.عة مش فا.ضي للمسر.حيات دي أنا.
اتكلمت بخو.ف:
_أنا..أنا بجد مش عار.فة انت بتحا.ول تعمل ايه، بس أياً كان ايه هو..فهو مـ.ش عا.جبني، خليك بعـ.يد.
سكت و فـ.ضل يبصلي بشـ.ك للحظات قبل ما يتنهد في الآ.خر باستسلا.م و يتكلم و هو بيتر.مي على السر.ير لو.را:
_اه..بو.ظتيلي المو.د، انسي...مش و كأني كنت عايز أعملها من البداية كدا كدا.
بلعت بقلـ.ق و ترد.دت شوية قبل ما أسأله:
_ت..تعمل ايه؟!
ر.فع و.شه و بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يتكلم:
_ما قلتلك خلاص مش هعمل حاجة! بطلي تمـ.ثيل، مستـ.حيل تكو.ني بالبر.ائة دي.
و على الرغم من فضو.لي إني أعرف قصده ايه مردتش عليه، سكت و محاو.لتش أسأل تاني.
بس الغر.يب بعدها إني فضـ.لت في الأوضة دي على عكس باقي البنات اللي كانوا متجـ.معين كلهم سوا في أو.ضة تا.ني، شفتهم لما كنت بخرج عشان آكل قبل ما أر.جع لأو.ضتي تا.ني من غير ما أتعا.مل معاهم.
اتكررت زيا.رات الر.اجل الغر.يب، مكانش بيعمل حاجة غير إنه بيجيبلي حاجات حلوة و يقعد يحكي معايا....عرفت إنه شاب لسه في العشرينات من عمره مع إني كنت مفكراه أكبر من كدا بكتير بسبب طوله و بنـ.يته العـ.ضلية، عرفت إنه ابن ضا.بط بحر.ية و حلمه إنه يبقى زي باباه، عرفت السبب الحـ.قيقي ورا زيا.رته المتكر.رة و هو إن أصحابه كانوا بيتر.يقوا عليه عشان مبينا.مش مع بنا.ت ز.يهم فكان بيجي هنا عشان يسكـ.تهم بس مش أكتر...
عرفت عنه حاجات كتير و هو كمان عرف قصة حياتي كلها، و بمرور الأيام...بدأت أتعـ.لق بيه أكـ.تر، اسمي و هو بينطقه على لسا.نه كان ليه و.قع غر.يب و مخـ.تلف عن البا.قيين، كان..كان بيخلي قل.بي يد.ق أسر.ع!
كل تصر.ف منه بيخلي في شعو.ر غر.يب يتكون جو.ايا كان أشبه بفرا.شات كتير بتطـ.ير جوا معد.تي، و المشـ.كلة إن عدد الفر.اشات كان بيز.داد كل مرة بشكل خلاني مبقـ.تش قادرة أنـ.كر مشا.عري أكتر، كنت بحـ.به!
_أنا يا ليث...و لأو.ل مر.ة من فتر.ة طو.يلة..حا.سة بالسعا.دة بجد.
اتكلمت بتول بعيو.ن بتـ.لمع و هي قاعدة جمـ.بي على الأر.ض في الجـ.نينة، كان عدى ست شهور على وجودنا هناك و مع ذلك على عكس توقعاتي بتول ز.اد وز.نها بشكل ملحوظ و خد.ودها رجعت من تاني، و أهم حاجة....ابتسامتها كانت مالية وشها و وا.صلة لعيو.نها المرادي.
ابتسمت بدوري و بصيت على نفـ.سي، كنت على عكـ.سها...اتعر.ضت للاعـ.تداء كذا مر.ة و مكنتش بقد.ر أدا.فع عن نفـ.سي بسبب بنيتي الضعـ.يفة.
جسمي كان مشو.ه كله بالعلا.مات و اللي كنت مخب.يها بهودي أسو.د كبير عشان بتول متا.خدش با.لها و تقلـ.ق عليا، كنا أنا و هي في أماكن مختلفة و عشان كدا كنا بنتقا.بل في السـ.ر كل فترة و التانية عشان أقدر أتطمن عليها و إني أشوف حا.لتها و.صلت لكدا...خلى صد.ري يد.فى و عـ.قلي و قلـ.بي يرتا.حوا.
اتحمحت قبل ما أتكلم:
_يعني انتِ متأكدة إنك مش عا.يزة تهر.بي معا.يا؟!
هزت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:
_أيوا متأكدة، بودي اعتر.فلي بمشا.عره و هيطـ.لعني قر.يب من هناك عشان نتجو.ز أنا و هو.
_بودي؟!
استفسرت بحاجب مرفوع ف.حكت ر.قبتها بإحرا.ج قبل ما تتكلم:
_هو بيحـ.بني أنادمه بكدا.
همهمت بتفهم، على الرغم من اعتر.اضي على العلا.قة ما بينهم و خصو.صاً إن بتول لسه صغـ.يرة بس على الأقل....هو قد.ر يحـ.ميها...على عكـ.سي أنا!
مسـ.كت بتول إيد.يا فجأة و اتكلمت بسر.عة:
_متقلـ.قش يا ليث، أنا حكيتله عنك و هو وعدني إنه هيطـ.لعك انت كمان من هنا.
ابتسمت على حما.سها و طبـ.طبت على يد.ها اللي كانت لسه متمـ.سكة بيا.
_لا يا بتول، رو.حي انتِ معا.ه، أنا...اتصرفت خلاص.
اتكلمت و رفعت وشي عشان أبصله، قاعد على كرسي في آخر الجنينة، لابس البالطو الطويل بتاعه و على راسه برنيطة و نضارة مغطية نص وشه في منظر بيوضح هو كان قد ايه غـ.ني، كان مستنيني أخلص عشان ياخد.ني معاه، هو قال إن معند.هوش ما.نع يا.خد بتول أختي كمان معا.نا بس أعتقد إن مبقاش في دا.عي خلا.ص آخد.ها معايا.
سلمت عليها و ود.عتها بوعد إننا لما نتقابل المرة اللي جاية في المستقبل...هيكون كل واحد فينا حقق اللي عايزه، بس المنـ.ظر اللي شفتها فيه بعد كدا....أنا متأكد إن دا مكانش اتفا.قنا أبداً!
___________________
ليث//
اتنهدت بضـ.يق، لو مكنتش سمـ.عت كلا.مها ساعتها..لو مكنتش سيـ.بتها...لو بس
_ليث....انت معايا، رحت فين؟!
اتكلمت غزال فجأة و هي بتحرك يدها قدام و.شي بعد ما سر.حت.
كنت لسه هرد عليها بس سكت لما استو.عبت اللي قالته فجأة، ازاي عرفت اسمي مع إني متأكد إن مقولتهولهاش ولا مرة من ساعة ما اتقابلنا تاني إلا لو.....كانت فاكرة!
ابتسمت بجا.نبية و اتكلمت:
_للأ.سف يا غزال، كان نفسي أقولك أنا بعمل كدا ليه بس بما إنك مش فا.كرة حا.جة كدا كدا يبقى خلاص ملوش لزوم.
كشر.ت و.شها بضـ.يق و اتكلمت:
_ايه العلا.قة؟ مش و كأنها حاجة حصلت لما كنا بنتقا.بل سـ.وا يعني و إلا كنت عرفتها!
ابتسمت بظـ.فر و هي وسعت عيونها باستدر.اك فجأة لما استو.عبت اللي قالته.
_يعني انتِ فاكرة أهو...
اتكلمت و أنا بقر.ب نا.حيتها و هي بدأت تتر.اجع لورا بتو.تر.
ز.قيتها على سو.ر البلا.كونة ور.اها، الهو.ا الشد.يد من و.را بيطـ.ير شعر.ها و هي باصا.لي بخو.ف.
ميـ.لت عليها و اتكلمت بهمس:
_بتقوليلي أنا ببعد.ك عني! و انتِ بتعملي ايه دلوقتي ها؟!
_ل..ليث، أنا بجد مكنتش فا.كراك في البد.اية.
_و بعدين؟!
_و ب..بعدين افتكر.ت.
همهمت قبل ما أرد:
_و كنتي ناوية تقوليلي إنك افتكر.ني امتى بقى؟!
بلعت ر.يقها بتو.تر و اتكلمت:
_أديك عرفت أهو ، ابعـ.د عني بقى.
_عايز.اني أبـ.عد عـ.نك ليه؟ مش أنا جو.زك؟!
خدو.دها بدأت تتصـ.بغ أحـ.مر قبل ما تنطق أخيراً بار.تباك:
_ا..انت عارف إن دا كان لعـ.ب عيا.ل و.قتها.
_قعدتي تبـ.كي كتير يومها عشان أرضى أتجو.زك.
ابتسمت بإحر.اج.
_انت عارف إني كنت مجر.د طفـ.لة ، مكنتش عا.يزة أتجو.زك غير عشان أقد.ر آ.خد با.لي منك.
همهمت بابتسامة جا.نبية قبل ما أتكلم:
_هو سؤال واحد يا غزال...بتحـ.بيني ولا لأ؟!
_م..مش عار.فة.
ردت و لف.ت و.شها بعـ.يد فمسـ.كته و لفـ.يته نا.حيتي تاني عشان أجـ.برها تبص في عيو.ني قبل ما أتكلم:
_إجا.بة غلـ.ط يا غزال...يا إما لأ يا إما آه...
بلعت بار.تباك قبل ما تتكلم بعصـ.بية فجأة:
_فو.ق يا ليث، سواء لا أو آه هتعمل ايه؟ احنا الإتنين مجر.د مجر.مين هربا.نين بمسـ.تقبل مجهو.ل، عايز.ني أقولك ايه؟!!
_عا.يزك تجاوبي سؤالي.
اتكلمت بإصر.ار فز.عقت:
_لا!
ابتسمت بجا.نبية قبل ما أتكلم:
_برضو إجا.بة غلـ.ط.
ر.جعت لو.را خطو.تين قبل ما أسحـ.بها و أر.فعها فوق كـ.تفي.
وسعت عيونها بصد.مة قبل ما تبدأ تضر.ب في ضهر.ي بإيد.يها من و.را و هي بتز.عق:
_ليث، بتعمل ايه؟ نز.لني...نز.لني حا.لاً بقولك!
_مش انتِ سألتيني هعمل ايه؟ أنا هور.يكِ المجر.م دا هيعمل ايه....
________________
يتبع....
_ليث، بتعمل ايه؟ نزلني...
_مش انتِ سألتيني هعمل ايه؟ أنا هوريكِ المجر.م دا هيعمل ايه.
___________________
بعد نصف ساعة:
كنا خارجين أنا و هو من عند المأذون، خلى اتنين من أصحابه شهدوا علينا و في أقل من ساعة أنا.....بقيت متجوزة..متجوزة من ليث!
رجعنا البيت و مكنتش لسه قادرة أستوعب اللي حصل، مش عارفة حتى ازاي وافقت ولا امتى نطقت!
كنت سرحا.نة لما قرب مني فجأة و اتكلم:
_ايه شعورك و انتِ دلوقتي بقيتي رسمياً مدام ليث؟!
بلعت ريقي و رفعت وشي براحة عشان أبص في عيونه، شعوري؟! ايه هو شعوري؟! كانت في مشاعر كتير مختلطة بين الخو.ف و القـ.لق و الحـ.يرة، مكنتش عارفة أوصف شعوري في اللحظة دي بالظبط بس الحاجة الوحيدة اللي كنت متأكدة منها إني...مكنتش متضا.يقة على عكس ما توقعت، سحبت نفس عميق قبل ما أرد عليه:
_ليث..انت أخد.تني على غفـ.لة حرفياً، أنا مقولتش إني مو.افقة أتجو.زك!
ابتسم بجا.نبية و قر.ب مني أكتر لغاية ما بقى لاز.ق فيا، مسك إيدي الشمال و اتكلم و هو بيرفعها قدام عيني:
_شايفة الخاتم دا؟ انتِ وا.فقتي و بكا.مل إراد.تك يا رو.حي.
_بس...بس أنا مكنتش مستو.عبة أي حاجة، صد.متي المبدأية خلتني...
_ششش، حبيبتي....انتِ وافقتي و خلصنا خلاص مش لازم نقعد نقاو.ح مع بعض كتير...المهم بقى...مش ناو.ية تدي جو.زك حبيـ.بك بو.سة ؟!
بصيتله بصد.مة و مقد.رتش أرد، ميل راسه و بدأ يقر.ب مني أكتر، أنفاسه الدافية بتضر.ب في بشر.تي مخلية جسـ.مي كله يقـ.شعر ، غمضت عيوني جا.مد و قلبي بدأ يد.ق أسر.ع لما فجأة حسيت بشفا.يفه على.....خد.ي؟!!
فتحت عيوني بد.هشة، كل اللي عمله إنه ط.بع بو.سة رقيقة على خد.ي  و بعد عني قبل ما يتكلم بتفسير:
_صحيح انتِ دلوقتي بقيتي مراتي بس مش هجبر.ك على حاجة، أنا اتجوزتك عشان أقدر آخد بالي منك...
خلص كلامه بغمزة فبلعت بار.تباك قبل ما أتكلم:
_ق..قصدك ايه؟!
اختفت ابتسا.مته فجأة و رد بتعابير جا.دة على وشه:
_انتِ تعبا.نة يا غزال، جسمك في تلات أماكن فيه مفتو.حين و مخ.يطين غير باقي الجر.وح، فاكرة إني هسيب حد غيري يغير.لك عليهم و يشوف جـ.سمك؟!
_بس..بس كان ممكن تجيب ممر.ضة تعمل كدا...
_لا، أنا السبب في اللي حصل من البداية و أنا هستحمل المسئولية عنك بالكامل.
بلعت غصة اتكونت في زوري فجأة، يعني..هو دا السبب الوحيد اللي خلاه يتجوزني؟ عشان حاسس بالذنب؟!
_اخـ.لعي هدو.مك و استنيني هناك!
اتكلم فجأة فا.تجمدت مكاني بصد.مة.
كتف دراعاته و اتكلم بحاجب مرفوع:
_متبصليش كدا مش هعمل حاجة، هغيرلك على الجر.وح و هدهنلك المرهم زي ما قلتلك قبل كدا بس مش أكتر...
_ل..لا مش عايزة، هدهنه أنا لنفسي.
_يا حبيبة قلبي انتِ بتحركي دراعك بالعا.فية، مرهم ايه اللي هتدهنيه لنفسك؟
وسعت عيوني بصد.مة من اللقب اللي ناداني بيه، ازاي بينطقها كدا و كأنها أكتر حاجة عادية في الكون؟!
_م..ملكش دعوة أنا هتصرف.
قرب مني فجأة و شالني قبل ما يتكلم:
_غزال أنا صحيح قلت مش هجبر.ك على حاجة بس صحتك عندي مفهاش هزار، هعمل اللي شايفه صح حتى لو كان غـ.صب عنك.
________________________
بعد عشر دقائق:
انتهى من التغيير على جرو.حها و كان جالساً بجانبها يساعدها على ارتداء ملابسها عندما تحدثت فجأة:
_هنعمل ايه بعد كدا؟ هنفضل هر.بانين طول عمرنا؟!
تنهد قبل أن يجيبها:
_بصيلي يا غزال، انتِ من هنا و رايح بقيتي مراتي و مسئوليتي، بوعدك إن كل حاجة هتبقى بخير...اصبري عليا كام يوم بس.
مال ليطبع قـ.بلة على جبينها و كان على وشك النهوض لكنها تمسكت بقميصه:
_ليث، أنا لسه مش فاهمة انت بتعمل كدا ليه بس...أرجوك متـ.قتلش حد تاني!
كان على وشك الإعتر.اض لكنها أكملت سريعاً:
_عشان خاطري، بص...أنا قتـ.لت مرة واحدة في لحظة غـ.ضب و شوف وصلت لفين دلوقتي...ضـ.يعت كل حاجة من يدي بسبب تهو.ري و غبا.ئي.
ابتسم و أمسك بيدها ليضغط عليها متحدثاً:
_كل حقك و حاجتك هترجعلك يا غزال، كل اللي عايزه منك إنك تثقي فيا و بس.
همهمت بتفهم:
_لسه برضو موعدتنيش...
_آسف بس...مش هوعدك بحاجة مقد.رش عملها.
ترقر.قت مقلتيها بالد.موع قبل أن تبدأ بالتسا.قط فجأة:
_طيب ليه؟ حتى لو كنت عايزة أحـ.بك قلبي و عقلي مش هيسمحو.لي أحـ.ب قا.تل! أنا معرفش أي حاجة عنك!
جلس إلى جوارها ليمسح دموعها متحدثاً:
_ما قلتلك...لسه معانا كل الوقت عشان نعرف بعضنا كويس، و لما يجي الوقت المناسب...هحكيلك كل حاجة، اتفقنا؟!
اومأت فاقتر.ب منها قبل أن يتحمحم متحدثاً:
_غزال...ممكن أحضـ.نك؟!
رفعت وجهها لتطالعه لثوانٍ قبل أن تر.تمي بين ذرا.عيه فخمن أنها موافقة لذا لف ذر.اعيه حولها بإ.حكام و شـ.د على حضـ.نها إليه أكثر يستمع إلى ضر.بات قلبها المضطر.بة ليبتسم بجانبية، لا يحتاج إلى اعترا.فها ليعرف بمشا.عرها اتجاهه، لقد كانت نبضا.تها الآن بين يديه أصد.ق من أي اعتر.اف آخر.
_كل حاجة هتبقى تمام..بوعدك.
____________________
اليوم التالي الساعة العاشرة صباحاً:
صر.خ لؤي بغـ.ضب بينما يعيد مراجعة الأوراق بين يديه:
_ايه القر.ف دا؟ مين المسئول عن الشغل دا؟!
اقترب منه أحد الموظفين معدلاً نظارته الطبية قبل أن يجيب بار.تباك:
_أ..أنا.
_انت؟! مش انت اللي لسه موظفينك جديد؟ أحمد باين و لا ايه اسمك فكرني تاني كدا...
_أ..أيمن.
_طيب بص يا أيمن، بما إنك جديد أنا هعديهالك المرة دي بس، لكن بعد كدا هشوف الشغل مش منظم و متبهدل بالطريقة دي تاني هنسلمك أوراقك و نقولك مع السلامة...حلو؟!
أومأ الموظف بار.تباك قبل أن يعود لمباشرة عمله مجدداً.
_بس شغله شكله كويس أهو، أنا مش شايف داعي لكل الهلـ.يلة اللي عملتها دي.
التفت له بأعين يتطا.ير منها الشر.ار بعد أن تعرف عليه من صوته.
_أستاذ ليث، ممكن أعرف البيه كان غا.يب بقاله أسبوع كامل ليه؟!
ابتسم ليث متحدثاً:
_أنا كويس الحمد لله.
بادله لؤي الابتسامة بغـ.يظ.
_ما باين و انت واقف قدامي زي البو.مة أهو، أنا مسألتكش انت كو.يس ولا لأ، سألتك...كنت...غا.يب..ليه!
تحدث بينما يضغط على كل كلمة.
_بس السؤال دا متسألهوش ليا أنا...اسأله للمدير، اشتـ.كيله مني إذا كان عندك ما.نع.
أجاب ليث بينما لا يزال محتفظاً بابتسامته المسـ.تفزة.
أطلق لؤي تنهيدة سا.خرة قبل أن يتحدث:
_انت عارف كويس إن المدير يبقى أبويا، و مهما عاملك كويس أو فضـ.لك على الباقيين في الآخر أنا ابنه...أنا اللي هور.ث الشركة دي و ساعتها هر.ميك برا صدقني.
اقتر.ب منه ليث متحدثاً بنبرة منخـ.فضة واثقة و ابتسامة:
_متحمس أشوفك بتعمل كدا.
تركه ليسير باتجاه مكتبه دون إضافة أي كلمة أخرى.
ر.اقبه لؤي بينما يبتعد عنه بينما يـ.جز على أسنا.نه بغـ.يظ لكنه في النها.ية تنفس ببطئ محاولاً تهد.ئة أعصا.به.
سلك الطريق المؤدي إلى الطابق العلوي قبل أن يدخل إلى إحدى الغرف دون استئذ.ان.
_لقيت حاجة؟!
تحدث بنبرة صار.مة و غا.ضبة ما إن استقر بالداخل.
نفى الجالس أمام شا.شات المر.اقبة، قد يبدو للبعض مجر.د حار.س لكنه في الواقع كان يخـ.في مهار.ات لا يُستها.ن بها في مجال البرمجة و الإتصالات.
_لسه ملقيتش حاجة.
تأ.وه لؤي بيأ.س و شـ.د شعره للخلف بغـ.ضب.
_اسمع...مهما حصل لازم نلاقيها قبل الشر.طة ما يلا.قوها و يقبـ.ضوا عليها، مش هـ.نبه عليك تاني!
أومأ بإيجاب ليضر.ب لؤي المكتب بقبضتيه بغـ.ضب قبل أن يغادر الغرفة متو.عداً لغزال.
______________________
_عرفتي يا قمو.رة ازاي الفر.خة بتتنضف و بتتعمل؟!
همهمت بإيجاب.
_تؤتؤ، دا اللي أنا علمتهولك؟ فين صوتك؟!
تأفا.فت رؤى و جز.ت على أسنا.نها بغـ.يظ بينما تسترجع في ذاكرتها أحداث الأمس عندما حاولت أن تبـ.يت بالشار.ع لكن صوت الكلا.ب المسعو.رة في تلك الساعة المتأ.خرة من الليل جعلها تترا.جع عن قر.ارها فوراً لتعود أدراجها إلى منزله مجدداً مقررة التخـ.لي عن كر.امتها مؤقتاً حتى لا ينتهي بها المطا.ف ممز.قة بين أنيا.ب الكلا.ب الضا.لة.
ضغـ.طت قبـ.ضتها قبل أن تجيب بنفا.ذ صبر:
_أيوا..عرفت.
_شطورة رؤروئة...أرجع ألاقي الغدا جاهز و البيت متنضف.
وسعت عينيها بذهول:
_ب..بس البيت نضيف...
_لا لا..مش عا.جبني، هاتيلك قما.شة كدا و بليها و ابدأي لمـ.عيلي التحـ.ف و النجفات.
_بس....
_و بعدين بقى؟ هنفضل نبسبس كدا كتير؟ ورايا شغل مش فا.ضي...يلا سلام.
ودعها و من ثم سحب حقيبته قبل أن يخرج و ما إن تأكدت من مغادرته حتى بدأت بر.مي الأواني و الأطباق على الأر.ض بعـ.صبية، لا تصدق أنهم قضـ.وا اللـ.يل بأكمله يعلمها أساسيات الطبخ حتى تتمكن من صنع الطعام له بدلاً من أن يحضر خاد.مة، هي لقد كانت مر.هقة و بحاجة إلى النو.م بشد.ة!
بعد مدة تنهدت بيأ.س و توقفت عن ر.مي الأغراض بعد أن تذكرت أن لا أحد غيرها سيتعين عليه تنظـ.يف تلك الفوضى في النهاية، شمرت أكمام ثوبها الطويل الذي منحهه لها بالأمس عوضاً عن ثيا.بها الفا.ضحة و من ثم بدأت بتجهيز الأدوات.
____________________
في نفس الوقت في شقة صغيرة على أطراف القرية:
وقف مؤيد أمام الباب ليسحب نفساً عميقاً قبل أن يتحدث موجهاً حديثه لرقية:
_طيب...مهما كان اللي هتشوفيه هنا، إياكِ ثم إياكِ تجيبي سيرة عنه لأي حد ، هتدخلي خر.سا و صـ.ما و عـ.ميا و لما نطلع من هنا...انتِ هتنـ.سي كل حاجة كأن مفيش أي حاجة حصلت، تمام؟!
_ت..تمام.
أجابته و قد ازدادت ضر.بات قلبـ.ها داخل صدرها بعـ.نف، يا ترى ما الذي يخـ.فيه مؤيد عن الجميع؟
_________________
يتبع....
_مهما كان اللي هتشوفيه هنا، إياكِ ثم إياكِ تجيبي سيرة لأي حد عنه، لما نطلع من هنا...انتِ هتنسي كل حاجة كأن مفيش حاجة حصلت، تمام؟!
_ت..تمام.
سحب نفساً عميقاً و زفره مجدداً قبل أن يفتح الباب و ما إن  خطت قدماه إلى الداخل حتى ركضت باتجاهه فتاة صغيرة..
_دودوو...
ابتسم لها باتساع و فتح ذراعيه يستقبلها داخل حضـ.نه برحابة صدر.
_ليه اتأ.خرت؟ جبتلي حاجة حلوة؟!
تحدثت الصغيرة بعد أن ابتعدت عنه قليلاً.
_معلش كنت مشغول شوية بس متخا.فيش..جبتلك حاجات حلوة كتير.
صر.خت بفرح عندما سلمها الكيس البلاستيكي الممتلئ بالحلوى في حين تحمحم مؤيد متحدثاً:
_دينا..مش انتِ كنتي بتقوليلي إنك مش عايزة تقعدي هنا و.حدك؟!
كتفت ذراعيها و أجابت بعبو.س:
_أيوا، بس انت دايماً بتروح الشغل و بتنسا.ني.
قرص وجنتها بلطف.
_أنا مش بنسا.كِ ، أنا بشتغل عشان أجيبلك الحاجات حلوة و كل الحاجات التانية اللي بتحبيها.
قال و من ثم أفسح المجال قليلاً لتظهر رقية و ما إن رأتها حتى أمالت رأسها في حـ.يرة.
_دي ناني جديدة؟ أنا مش عايزة ناني تاني، دول و.حشين و بيضر.بوني.
_بس دي مش هتضر.بك، دي بتحب الأطفال و هتاخد بالها منك كويس صدقيني...
أنزلت وجهها للأسفل بحز.ن.
_كل مرة بتقول كدا، مينفعش تقعد انت معايا؟!
تنهد مؤيد بيأ.س في حين اقتربت رقية لتـ.جثو على ركبتيها أمامها متحدثة بلطف:
_بتحبي كيكة الشوكلاتة؟!
لمعت أعين الصغيرة بحماس و أجابت دون تر.دد:
_أيوا.
ابتسمت رقية برضا.
_و أنا كمان، أنا بعرف أعملها، ايه رأيك تعمليها معايا؟!
_بجد؟! دلوقتي؟!
_أيوا!
صفقت بحماس و تحدثت بابتسامة واسعة:
_ماشي.
سحـ.بتها من يدها باتجاه المطبخ المفتوح على الصالة في حين كـ.تف مؤيد ذراعيه معاً بينما يراقبهما، كان يفكر في كل الأوقات العـ.صيبة التي مرت بها رقية، و هو لم يدرك هذا من قبل و لكن....ابتسامتها الصادقة كانت جميلة للغاية حقاً.
____________________
فلاش باك قبل شهر:
بعد أن عاد مؤيد إلى غرفته في تلك الليلة بعد أن تحدث مع غزال لم يستطع النوم.
ظل يفكر في السبب الذي جعل رقية تر.كض خارج غرفته فجأة لكنه مهما فكر لم يتوصل قي النهاية إلى أي تفسير سوى كونها حز.ينة بسبب مر.ض والدتها.
نهض من فراشه الساعة الخامسة فجراً و هو وقت استيقاظ الخاد.مات للتنظيف و إطعام الحيوانات و تحضير الإفطار و غيرها من الأمور المر.هقة.
توجه إلى المطبخ بخطوات كسو.لة و أخذ نظرة سريعة على الخا.دمات بالداخل لكن رقية لم تكن بينهم لذا قرر الذهاب للبحث عنها في المزرعة.
كان يسير بخطوات بطيئة يتلفت يميناً و يساراً عله يجدها و عندما اقترب من اصطبل الخيول استمع إلى صوت مألوف من الداخل:
_و بعدهالك عاد يا شمس؟ أهو اللي حصل و خلاص!
مال بجسده قليلاً ليستر.ق النـ.ظر إلى الداخل و هذا عندما لمحها تتحدث إلى خاد.مة أخرى و التي على ما يبدو يكون اسمها شمس.
أجابت شمس بعد أن منحتها نظرة سا.خرة:
_لما جولتلك على البيه لؤي جعدتي تجولي لا..ازاي واحد من البهوات يبص لخدا.مة سو.دة و معرفش ايه و في الآخر طلعت عينك من واحد تاني...آخ منك يا لئـ.يمة.
قلبت رقية عينيها للأعلى بـ.ملل.
_أنا مش لئيـ.مة، هو اللي أول ما شافني مجدرش يقاو.م جما.لي و طلب ير.تبط بيا.
أطلقت شمس تنهيدة سا.خرة و كانت على وشك الإجابة عليها لولا ظهوره من خلف رقية فجأة.
أخذت دلو الماء و ابتعدت بار.تباك في حين كانت رقية تطالعها بحـ.يرة، ما الذي حدث لها فجأة؟ لا يمكن أنها استسـ.لمت لكلماتها بتلك السهولة!..تسائلت رقية في نفسها و في اللحظة التالية سمعت صوت حمحمة مألوفة صادرة من خلفها فجأة و هذا عندما أدركت تماماً سبب فر.ار شمس.
ابتلعت و استدارت إلى الخلف ببطئ لتجده واقفاً هناك يكـ.تف ذراعيه بينما يطالعها بحاجب مرفوع...
'يا رب ميكونش سمعني..يا رب ميكونش سمعني' كررت في سرها برجاء لكن جميع آمالها في عدم استماعه لحديثها مع شمس خا.بت عندما فتح مؤيد فمه أخيراً متحدثاً:
_بقى أنا أول ما شفتك مقدرتش أقا.وم جما.لك و وقعـ.ت في حبـ.ك من أول نظرة؟! و ايه كمان؟
ابتلعت بتو.تر.
_أ..أنا مجولتش اكده.
ابتسم بجا.نبية.
_اومال أمي اللي كانت بتتكلم دلوقتي؟!
أشا.حت وجهها بعيداً لتتحدث بغـ.ضب طفيف:
_محدش جالك تتصـ.نت على كلامنا عاد، و بعدين ايه اللي جابك هنا في الوجت ده؟!
_جيت أشوفك.
أجاب مباشرة دون تر.دد لتطالعه بذهول.
_ت..تشوفني؟ أ..أنا؟!
_أيوا انتِ، في حد غيرك هنا؟!
عـ.ضت على شفـ.تها لتـ.منع ابتسامة من الظهور، لكن ماذا عن حبيـ.بته إذاً؟ هل قرر نسيا.نها أم أنه يتلا.عب بها فحسب؟!
_اتفضلي...
تحدث فجأة يسحبها من أفكارها لتطالع يده الممتدة بحقيبة سو.داء.
_دي فلوس عمـ.لية والدتك.
طالعت الحقيبة في يده و من ثم عادت لمطالعة عينيه مجدداً.
_ك..كدا اتفاجنا خلص؟!
_لا مخلصش، محتاجك تمثـ.لي إنك حبيبتي شوية كمان بس مفيش داعي نأ.خر العمـ.لية أكتر من كدا عشان صحتها متد.هورش أكتر.
امتلأت مقلتيها بالد.موع و عجز.ت عن إجابته لذا اقتر.ب منها و بدأ بمسـ.حهم متحدثاً:
_دول مش هدية مني، انتِ استحقتيهم...
طالعت إبهامه الذي كان يتحرك بلطف على وجنتها يزيل لها دمو.عها و يده الأخرى التي كانت لا تزال ممسكة بالحقيبة و هنا تحديداً عندما د.ق قلبها داخل صدرها بعـ.نف...و لأول مرة...لم يكن ذلك بسبب الخوف بل كان شعوراً آخر...شعوراً لم تستطع البوح به لنفسها لكنها استطاعت تخمين ماهيته بالفعل.
_____________________
بعد مرور أسبوعين:
مؤيد//
كنت مشغول مع غزال في تحضير الورق و المستندات اللي بتثبت حقها للمحـ.كمة و مع ذلك دا ممنعنيش إني أفكر في رقية، طول الأسبوعين اللي عدوا مشوفتهاش ولا مرة بالصد.فة حتى، قلبي كان مقبو.ض عليها مش عارف ليه مع إن مكانش في أي حاجة بينا.
سحبت نفس عميق و طلعته تاني قبل ما آخد الورق عشان أروح لغزال اللي طلبت منها تستناني برا عشان نروح المـ.حكمة سوا بس وقفت في نص الطريق فجأة لما شفت زُهرة.
قربت منها و ترددت شوية قبل ما أسألها:
_امم...زهرة، متعرفيش فين رقية؟!
بصتلي بحاجب مرفوع قبل ما تجاوب با.ستنكار:
_هو انت يا بيه متعرفش اللي حصل ولا ايه؟!
مكنتش مستغر.ب نظراتها اللي بتلو.مني و خصوصاً إن الكل بقى عارف بعلا.قتي مع رقية.
تحمحمت قبل ما أجاوبها:
_ل.لا معرفش، أصلنا متخا.نقين سوا الفترة دي بس متجيبيش سيرة لحد، شوية و هنتصا.لح تاني.
همهمت بتفهم قبل ما ترد:
_شوف يا بيه، بعيد الشـ.ر عنك أم رقية حصلتلها مضا.عافات و تو.فت بعد أسبوع واحد من العمـ.لية و رقية دلوج في أجازة لمدة شهر.
وسعت عيوني بعدم تصد.يق، رقية كانت على استعداد تعمل أ.ي حاجة عشان تنـ.قذ والدتها و مع ذلك في النهاية تو.فت، أكيد حالتها صـ.عبة جداً دلوقتي.
_البقاء لله، ربنا يرحمها.
اتكلمت قبل ما أكمل طريقي ناحية غزال و قررت إني أزور رقية عشان أتطمن عليها بعد ما نرجع من المـ.حكمة.
نهاية الفلاش باك.
__________________
كل حاجة يومها مشت زي ما خط.طنا ليها بالظبط، اتحكم لغزال بالو.رث و مكانش فاضل أي حاجة على إنها تاخد حقها قبل ما الموازين كلها تتقلب فجأة....
غزال قتـ.لت ستي و حاولت أهر.بها بس الشر.طة جم و مقدر.تش أعمل حاجة.
كنت متضا.يق  من اللي حصل و أجلت موضوع زيارة رقية، مش يوم و لا يومين...عدى أسبوعين كاملين و قبل ما أحس كانت رقية رجعت تاني و بسبب المشا.كل اللي زادت بيني و بين ماما خفت تعمل فيها حا.جة أو تأ.ذيها عشان تنـ.تقم مني و عشان كدا قررت أخبـ.يها مؤقتاً في الشقة دي مع دينا...أختي الصغيرة.
كنت شايفهم و هم قاعدين بيضحكوا و بيطبخوا سوا، ابتسمت برضا، يظهر إني كان لازم أجيب رقية هنا من زمان.
________________________
في مكان آخر:
كان آدم يجلس بجانب عبد الرحمن في محل العصير الو.همي خاصتهما عندما تحدث فجأة:
_الأسلوب دا مش عاجبني يا عبد الرحمن، مفيش حاجة هنستفيدها من القعاد هنا و المر.اقبة و خصوصاً إنه بقى عارف كل حاجة عنا.
تنهد عبد الرحمن متحدثاً:
_اسمعني يا آدم، دي خطة الجها.ت العـ.ليا، هم طلبوا منا نقعد هنا و نر.اقب يبقى نقعد و نرا.قب زي ما قالوا ملناش دعوة بحاجة تانية.
أجاب آدم باعترا.ض:
_بس احنا بقالنا شهر هنا و موصلناش لحاجة، دا غبا.ء..
_غبا.ء مين؟ اسكت عشان متلبسنا.ش في الحـ.يط أبو.س يدك.
_أنا مش هقعد هنا تاني، خليك انت را.قب و أنا هتصرف.
تحدث آدم بينما ينهض مغادراً للخارج.
_آدم انت رايح فين؟ استنى هنا!
ناداه عبد الرحمن من الخلف لكنه لم يجبه و أكمل في طريقه.
____________________
بعد نصف ساعة كان آدم جالساً على أريكة في شقة فا.خرة قبل أن يقترب رجل بيده فنجاني قهوة ليجلس إلى جواره.
_اتفضل، أقدر أساعدك بايه؟
تحدث الرجل بينما يناوله فنجان القهوة.
_أنا آسف على الإز.عاج بس...القـ.ضية صـ.عبة، محتاجين أي تفاصيل، أي طرف خيط نقدر نمسكه عشان نوصل للجا.ني.
_بس أنا مش شايف أي سبب يخليني أسا.عدكم و خصوصاً إن بنتي را.حت خلاص، آسف بس مبقتش مهتم بالقـ.ضية.
_بس يا حضرة المستشا.ر اسمعني، لو ممسكناش المجر.م يا عالم كام مريم تاني هتر.وح منا، أنا بتر.جاك...بصفتك أب و عارف قد ايه الموضوع مؤ.لم أكيد مش هتتمنى حد تاني يتحط في نفس مكانك.
تنهد الرجل باستسلا.م قبل أن يتحدث:
_عايز تعرف ايه بالظبط؟ ما كل ورقها و مستنداتها عندكم...
ابتلع آدم بار.تباك، لقد كان يدري أن الورق لديهم لا يحوي كل شئ بالطبع و خاصة كونها ابنة مستشا.ر مما يعني أنها تستطيع القيام بأي شئ و لن يحا.سبها أحد أو يسـ.جل خلفها لكنه كان محتا.راً كيف يطرح الأمر على المستشا.ر لذا تحمحم في النهاية متحدثاً:
_مش عايز اللي في الورق، عايز الحقـ.يقة...
_حقيقة ايه؟ مش فاهم برضو عايزني أقولك ايه.
_كل حاجة، عايز حضرتك تقولي كل الحاجات اللي مريم عملتها و اللي شا.كك إن بسببها ممكن يكون في حد عايز ينتـ.قم منها.
همهم الرجل بتفكير و صمت قليلاً قبل أن يعود للحديث فجأة:
_مريم مكانتش من النوع اللي بيعمل مشا.كل و مع ذلك...كان في حا.دثة حصلت قبل خمس سنين...
______________________
في المساء:
اقتر.بت غزال لتجلس بجوار ليث، كان منهمكاً في قرائة بعض الأوراق و لم ينتبه لها لذا تحمحمت تجذب انتباهه.
تحدث دون أن يرفع عيناه عن الورق:
_صحيتي؟ ثواني و احطلك الأكل روحي ارتاحي على ما أخلص دا..
_ليث...
همهم بإيجاب دون أن يلتفت لها لذا تحدثت بغـ.ضب طفيف:
_ليث بصلي!
تنهد و رفع وجهه أخيراً لينظر إليها و ما إن رآها حتى وسع عينيه بذهول.
_غ..غزال! ايه اللي انتِ لا.بساه دا؟!
ابتسمت بجا.نبية و بدأت تقتر.ب منه.
____________________
يتبع....
التفت ليث باتجاه غزال و ما إن رآها حتى وسع عينيه بعدم تصديق.
_غ..غزال، ايه اللي انتِ لابساه دا و جبتيه منين؟!
ابتسمت بجا.نبية بسبب ارتبا.كه و اقتر.بت منه متحدثة بنبرة ر.قيقة:
_ايه رأيك؟ حلو؟!
____________________
فلاش باك قبل ساعة:
كانت غزال تجلس داخل الغرفة عندما استمعت إلى حديث ليث مع صديقه بالخارج:
_هقـ.تله النهاردا، هستنى لما غزال تنام بالليل و بعدين هروح.
_بس يا ليث...أنا من رأيي نأجلها شوية كمان عشان دو.رية الشر.طة النهاردا هتبقى قريبة من بيته.
تنهد ليث متحدثاً:
_مقدرش أستنى أكتر من كدا، لازم أهر.ب بغزال قبل ما حد يكـ.تشف مكانها.
_تستنى شوية كمان و لا تتمـ.سك و متقدر.ش تلحقها خالص؟!
صمت قليلاً قبل أن يجيبه في النهاية:
_لو اتمـ.سكت...خد بالك منها و اتأكد إنك تهر.بها من هنا.
صر.خ صديقه في ثو.رة عار.مة:
_ايه اللي انت بتقوله دا؟ بعد ما اتجوزتها و بدأت تتعلق بيك هي كمان؟ خليك را.جل و استحمل مسئو.لية تصر.فاتك!
_أنا بقولك كدا في حال لو حصـ.لتلي حاجة، متقلـ.قش هاخد بالي من نفسي.
سحب نفساً عميقاً و من ثم زفره متحدثاً بهدوء:
_ليث، يمكن أنا كمان كنت معـ.مي بر.غبة الإ.نتقام عشان كدا شجعتك بس...بس معتقدش إن دا اللي كانت بتول عايزاه.
طالعه بحاجب مرفوع و تحدث بصرا.مة:
_اسـ.كت!
لم يأبه لتحذ.يره و تابع:
_أنا متأكد إن بتول كانت هتبقى عايزة تشوفك شخص عا.دي عنده بيت و أسرة صغيرة جميلة، مش....قا.تل!
د.فعه في كـ.تفه للخلف و تحدث بغـ.ـضب:
_قلت اسكت! متتصرفش و كأن نصيحتك متنطبقش عليك برضو، انت كمان مقدرتش تنسا.ها و تعيش حياتك حتى بعد السنين دي كلها!
_لا متنطبقش عليا، أنا كل الي حيـ.لتي كانت بتول و را.حت لكن انت عندك حد تحـ.به و يحـ.بك...انسى العمـ.ـلية و خليك جمبها يا ليث، أنا هتصرف بنفسي.
ابتسم ليث بسخر.ية قبل أن يتحدث بغـ.ـضب:
_لو مش عايز.نا نتخا.نق دلوقتي اطلع بـ.ـرا...
_بس يا ليث...
_اطلع بـ.ـرا ! 
تأ.فأف قبل أن يخرج ليغلق الباب خلفه بقو.ة.
تنهد ليث و جلس على الأريكة قبل أن يبدأ بإخراج المستندات لمراجعة خـ.طته للمرة الأ.خيرة قبل تنفيذها في حين كانت غزال تغطي فمها بيدها حتى لا يخرج صوت شهقا.تها الخفـ.يفة... هي لم تتـ.حمل ما سمعته و بدأت بالبكا.ء بالفعل.
جلست على السرير و  ظلت تبـ.كي قليلاً لكنها في النهاية مسحت دمو.عها بقِ.سوة مقررة عدم الاستسلا.م و تر.ك ليث ليذهب بتلك السهو.لة!
ظلت تفكر في حـ.جة تستطيع ابقا.ئه بها عندما وقعت عيناها على ثو.ب أسو.د غر.يب يلـ.مع داخل الخزانة.
حملته باستغراب و تفقدته قليلاً لتكتشف ماهيته، تبادرت فكرة ما إلى ذهنها فجأة فابتسمت بظـ.فر....هو لن يستطيع مقاو.متها بالتأكيد.
نهاية الفلاش باك.
___________________
ابتسمت بجا.نبية بسبب ارتبا.كه و اقتر.بت منه متحدثة بنبرة ر.قيقة:
_ايه رأيك؟ حلو؟!
أشا.ح و.جهه بعـ.يداً و لم يجبها فعقدت حاجبيها معاً قبل أن تتحدث بعبو.س مصطنع:
_مش بتبـ.ـصلي ليه؟ مش عا.جبك؟!
_غزال، ايه دا؟ جبتي البتاع دا منين؟!
_لقيته في الدولاب.
تنهد ليث و مسح على وجهه بغـ.ضب، لا بد أنه لإحدى النسا.ء التي اعتاد صديقه احضارهن هنا.
_روحي غير.يه.
تحدث بينما لا يزال مبـ.عداً و.جهه عنها.
اقتر.بت لتمـ.سك بفـ.كه و تديره باتجاهها قبل أن تتحدث بذات العبو.س:
_شكله و.حش للدرجادي يعني؟! 
ابتلع بار.تباك و تحدث بينما يحاول ابقاء عيـ.نيه على و.جهها:
_م..مش كدا، غزال افهميني...أنا مش فا.ضي دلوقتي و مش عايز أعمل حاجة نند.م عليها بعدين.
_هتعمل ايه؟ أنا بسألك عن رأيك في الفستان.
أجابت ببر.ائة مصطنعة ليطالعها بذهول لثانية قبل أن يد.فعها على الأر.يكة و يعتـ.ليها متحدثاً بسخر.ية:
_بتسأليني عن رأيي في الفستان برضو؟!
_أ..أيوا.
أجابت بار.تباك عندما أحست أن الو.ضع بدأ يأخذ منحنىً جا.داً.
ما.ل عليها ليهمس في أذ.نها:
_هقولك رأيي في الفستان، بس مش هنا...جوا.
تحدث بينما يشير برأسه نحو غر.فة النو.م لتـ.بتلع بقـ.لق، ليس و كأنها لم تخـ.ـطط لهذا منذ البداية لكنها الآن كانت خا.ئفة و بحق.
____________________
في نفس الوقت:
كان آدم يجلس أمام الرجل المسن عندما سحب نفساً عميقاً قبل أن يبدأ بسرد القصة على أسماعه.
_لما كانت بنتي في الجامعة كان معاها بنت تانية حا.مل و مش عارف ايه اللي حصل ساعتها بالظبط بس في يوم لقيوا البنت مغـ.تصبة و مقتو.لة و جوزها اللي كان ظا.بط اتـ.هم بنتي و كام واحدة تاني إنهم كانوا بيئذ.وها و بيتنـ.مروا عليها و إنهم السبب في اللي حصل، بس زي ما انت شايف...حتى لو كانوا بيتـ.نمروا عليها زي ما بيقول كدا ايه علاقة تنمر.هم باللي حصلها؟
سحب نفساً عميقاً و من ثم زفره قبل أن يكمل:
_أعتقد إن اللي عمل كدا كان تبع عيلة غنـ.ية مشهو.رة ليهم معار.ف في أمـ.ن الد.ولة فقدر يطلع من الموضوع ببساطة و اتعد.م شخص تاني مكانه.
وسع آدم عينيه بذهول.
_م..ممكن تقولي أسا.مي البنا.ت اللي جو.زها اتهـ.مهم؟!
طالع الرجل السقف بتفكير قبل أن يتحدث:
_مش فاكر أوي بس معظم أصحاب بنتي كانوا من عايلات مر.موقة زينا، كان في بنت اسمها رغد سيف التهامي و واحدة تاني اسمها أسماء وليد...بس كدا..دول اللي فاكرهم.
كان آدم يطالعه بعدم تصديق، تلك الفتاتين كانتا من الضحا.يا بالفعل و تم قتـ.لهما بعد فترة قصيرة من قـ.تل مريم.
_طيب مش فاكر اسم الشاب اللي عمل كدا؟ أكيد طلعت شا.ئعات ساعتها..
تنهد قبل أن ينفي برأسها مجيباً:
_لا للأ.سف، دور عن الحاد.ثة بنفسك و لو إني معتقدش إنك هتلاقي حاجة لأنهم مسحوا معظم المقا.لات و الأخبا.ر اللي انتشر.ت ساعتها دا إن مكانتش كلها.
ابتسم آدم و نهض ليصافحه شاكراً إياه، لقد كان يبحث عن طرف الخيط فقط لكنه حصل على الخيط بأكمله تقريباً، كل ما تبقى له هو معرفة هوية ذلك الشخص و عندها سيسبق المجر.م بخطوة، و تلك الخطوة هي كل ما يحتاج بالفعل حتى يلقي القـ.بض عليه.
___________________
الساعة العاشرة مساء في شقة مؤيد:
نامت دينا بعد أن قضت النهار بأكمله تصنع الكعك و الحلوى برفقة رقية.
غطتها رقية و اقتر.بت لتجلس بجوار مؤيد، لقد كانت تريد سؤاله منذ الصباح عن الطـ.فلة و علا.قته بها لكنها كانت مترد.دة.
في الواقع..لقد كانت تخـ.شى سما.ع ما لا يسرها و خاصة أنها تأكدت من مشا.عرها ناحية مؤيد خلال الفترة التي قضتها بعيداً عن المنزل، لقد كانت تشتا.ق إليه باستمر.ار و تمنت لو يو.اعدها في الحقيقة أيضاً.
تنهدت باستسلا.م و قبل أن تفتح فمها بأي كلمة سبقها مؤيد متحدثاً:
_دينا أختى من أبويا...
وسعت رقية عينيها بذهول و ظلت تطالعه بانتظار أن يسرد عليها باقي القصة لكنه التزم الصمت و ما إن التفت إليها حتى بدأ يقهقه بخفة.
_مستنية ايه؟ مش هحكيلك حاجة تاني أكتر من كدا، روحي نامي يلا.
_مش عايزة.
نهض بينما يحمل مفاتيحه و سترته.
_طيب براحتك، المهم تبقي صاحية وقت ما دينا تصحى، خدي بالك منها..سلام.
غادر و تر.كها لتعـ.بس بحز.ن، هي ظـ.نت أنها اقتر.بت منه أخيراً لكنه ما زال يضع ذلك الحا.جز الخـ.في بينهما.
ظلت تفكر لدقائق قبل أن تبتسم برضا في النهاية، على الأقل لم تكن الفتاة التي يحادثها في الهاتف طوال هذا الوقت سوى شقيقته الصغرى و هذا جعل الأ.مل يتجـ.دد بداخلها.
____________________
عاد آدم إلى المنزل في المساء و ما إن فتح الباب حتى تفاجئ بر.ائحة الد.خان القو.ية التى تملأ المكان.
سـ.عل بقو.ة و توجه سريعاً ناحية المطبخ ليطـ.فئ النا.ر على الدجاج الذي كان قد تفـ.حم بالفعل قبل أن يبدأ بفتح الزجاج و تهوية المنزل.
استغرب عدم انتباه رؤى لما حدث و بدأ يبحث عنها بقلـ.ق حتى وجدها نائمة على الأر.ض في آحدى الغرف.
تنهد براحة و لم يفتح الأضواء حتى لا يوقظها، لكنه ما إن اقتر.ب أكثر منها حتى عقد حاجبيه بحـ.يرة عندما رأى بقـ.عة السو.اد التي تحيط بجز.ئها السـ.فلي.
التف سريعاً ليشعل الضوء و عندما نظر إليها مجدداً تجـ.مد في مكانه بصد.مة، في الواقع البقـ.عة حولها لم تكن سو.داء بل...حمر.اء!
كانت دما.ء؟...دما.ئها؟!
_____________________
يتبع....
توقف عن التـ.نفس للحظات بينما يطالع جسد.ها المـ.لقى على الأر.ض و حوله الد.ماء و من ثم ما لبس أن تمالك نفسه أخيراً ليذهب و يحـ.ملها باتجاه المشـ.فى.
__________________
رؤى//
كنا قاعدين بنلعب في الجنينة، مجموعة أطفال أكبر همهم إن الواجب يبقى كتير، إن البطل في فيلمهم الكرتوني المفضل يمو.ت أو حتى إنهم يضطر.وا يناموا بدري...
كنا قاعدين بنجري ورا بعض و فجأة و احنا منخرطين في اللعب و في قمة سعادتنا اللحظية قربت منا بنوتة سمـ.ـرا بعيون عسلي...كانت غزال، بنت خالي، أو زي ما كنت مسمياها ساعتها..عدو.تي اللدو.دة، وفقت قدامنا و اتحمحت قبل ما تتكلم بار.تباك:
_لو..لو سيبتوني ألعب معاكم هسيبكم تلعبوا مع روكسي.
جريوا الأولاد ناحيتها و البنات اترددت شوية قبل ما يلحقوهم هم كمان، و في أقل من دقيقة كانوا كلهم متجمعين حوليها مبهورين بحيوانها الأليف.
جز.يت على أسنا.ني بغـ.يظ و أنا برا.قبهم من ورا،  أنا البنت الجمـ.يلة أم عيون خضرا و شعر أشقر حريري، أنا بطلة الحكاية، أنا هنا الأ.ميرة و هي مجر.د...
_خد.امة!
صر.خت بصو.ت عا.لي فجأة فبصولي باستغراب.
قر.بت منهم و ز.قيت بنت كانت في طريقي على جنب عشان أقف قدامها مبا.شرة قبل ما أتكلم:
_الخدا.مة غزال مش كدا؟ بتعملي ايه هنا يا خدا.مة؟ مش وراكِ تنضـ.يف و طبيخ؟!
ضغـ.طت على يدها بعصـ.بية و اتكلمت:
_أنا خلصت اللي ورايا!
_اوه بجد؟ بس حتى لو خلصتي روحي شوفيلك حاجة تاني تعمليها بعـ.يد عنا لأن محدش هنا عا.يز يلعب مع حـ.تة خد.امة مش كدا ولا ايه؟!
بصيتلهم بحاجب مرفوع و أنا بتكلم، محدش رد فابتسمت بجا.نبية، محدش يقد.ر يعار.ضني!
قربت منها أكتر قبل ما أكمل بسخر.ية:
_و ايه كمان اللي في يدك دا؟ ثعلـ.ب ؟ حد بير.بي ثعا.لب؟ فاكرة نفسك في سيرك؟!
بدأ الكل يضـ.حك فغـ.طت و.شها بيد.ها عشان تداري دمو.عها اللي بدأت تنزل فجأة و جر.يت بعيد.
طنشنا.ها او بمعنى أصح خليتهم يتجا.هلوها و رجعنا نلعب سوا تاني.
_بس يا رؤى ، ليه مينفعش أبقى أنا الأمير معاكِ؟!
اتكلم ولد فجأة باعتر.اض.
رديت بكل بسا.طة:
_عشان انت مش جمـ.يل.
وسع عيونه بصد.مة و قرر ينسـ.حب من اللعبة.
_بس عمر شكله جمـ.يل مش و.حش!
اتكلمت واحدة من البنات.
_دا جمـ.يل؟ لما أكبر هتجو.ز واحد جمـ.يل ، عيونه ملو.نة و شعـ.ره أشقر هو دا الأ.مير اللي بحق و حقيقي مش عمر!
_فا.كرة نفـ.سك مين عشان تقولي كدا؟ فاكرة نفسك مين عشان تتر.يقي على أشكا.ل غير.ك؟! 
بدأت بنت تز.عق فجأة فبصيتلها بصد.مة.
_ق..قصدك ايه؟ أنا رؤى، أجـ.مل واحدة فيكم هنا!
_مش مهم قد ايه شكلك حـ.لو ، كلامك سـ.م و أخلا.قك و.حشة.
صر.خت واحدة تاني من بعيد.
_ايه اللي بتقوليه دا؟ دا..دا مش صح! 
_صحيح بشر.تك لونها أبيـ.ض بس  قلـ.بك من جوا أسو.د، انتِ مش حلو.ة يا رؤى!
اتكلمت واحدة تالتة من بعيد.
بدأوا فجأة يتحو.لوا لكيا.نات سو.دة مش ظا.هر منهم غير عيو.نهم اللي بتبـ.ـصلي با.تهام و كره.
_"رؤى مش جمـ.يلة، غزال أجـ.مل منك!"
_"مجرد ما بسمع صو.تك بحـ.س باشمئز.از لدرجة إني ببقى عا.يزة أر.جع."
_كفا.ية!
صر.خت و أنا بحاول أغـ.طي ودا.ني بإيد.يا و مع ذلك كنت لسه قا.درة أسمـ.عهم.
_"تحت قنا.ع الجما.ل في جو.اكِ مـ.سخ."
_"هتفـ.ضلي طول عمرك إنسا.نة نا.قصة."
_"عمر ما حد...حـ.بك...ولا هيـ.حبك.......أبداً!"
_اخر.سوا...قلت اخر.سوا كلكلم!
صر.خت و قمت من النوم مفز.وعة، بصيت حوليا عشان ألاقي أوضة بيضة مليانة أجهز.ة طبـ.ية و المحا.ليل متعـ.لقة في درا.عي،أنا... أنا كنت في المستـ.شفى؟!!
و على الرغم من إن الجو كان بار.د كنت حاسة بد.فا غر.يب في يد.ي، بصيت جمبي عشان أشوفه هناك..قاعد على الأر.ض جنـ.بي، ساند را.سه على حا.فة السر.ير و نا.يم.
مديت يدي التانية براحة عشان أرفع شعره اللي كان نازل على عينيه، دا أكيد مكا.نش الأ.مير الجميل اللي بدور عليه.....عيونه لونها بني عادي، بشرته سمـ.را و شعره أسود، و مع ذلك....لما شفت إيده المتمـ.سكة بيا في وسط تعـ.بي قلـ.بي بدأ يدق بشكل غر.يب و تنفسي بقى أسر.ع، مكانش الأ.مير اللي استنـ.يته بس كان موجود هناك...عشاني!
بدأ يرمش بعيونه فجأة قبل ما يفتحها عشان تقـ.ع على عيو.ني اللي كانت بصا.له، محدش فينا نطق بحاجة، اكتفينا بنظر.ات خا.يفة و متر.ددة و يمكن...كانت معجـ.بة!
__________________
آدم//
_انتِ...كويسة؟!
اتحمحمت قبل ما أتكلم أخيراً بعد مدة من تبادل النظر.ات الصا.متة ما بينا ، كنت حاسس بالذ.نب إني تقـ.لت عليها من البداية و أنا عارف إنها كانت حا.مل.
بصت بعيد و همهمت بإيجاب فرجعت أتكلم تاني:
_ايه اللي حصل؟!
اترد.دت شوية قبل ما ترد:
_كنت بحاول أمسح النجـ.ف زي ما قولتلي بس و.قعت و حسيت بأ.لم ر.هيب فجأة في بطـ.ني و بعدين ا...
سكتت فجأة و وسعت عيو.نها بقـ.لق.
_آدم، ال..الجنين....الجنين حصـ.ـلتله حا.جة؟!
_سقـ.طتيه...
اتكلمت بعد.م مبا.لاة و كنت فاكر إنها حا.جة عاد.ية بما إنها كدا كدا كانت عايزة تخـ.لص منه بس اتصد.مت من ردة فعلها.
_لااا...ليه؟!أنا كنت عايزاه ليه دا حصل ليييه...؟!
بدأت تصر.خ و تبـ.كِ فجأة.
_ر..رؤى، اهد.ي، مالك؟..مش انتِ كدا كدا كنتي هتنز.ليه؟! أديها جات من عند ربنا.
_لا مكنتش هنز.له، لما فكرت فيها عرفت انه ملوش ذ.نب يمو.ت، أنا مكنتش همو.ته...أنا مش مجر.مة يا آدم!
_ط..طيب اهدي، هو كان لسه يا دوب شهر و أسبوع يعني مكانش لسه لحق يتكو.ن أصلاً...
_مليش دعوة أنا عايزاه...أنا عايزة ابنـ.ـي.
فضلت تعـ.يط و تصر.خ فقر.بت منها و اتكلمت بتعا.طف معاها:
_اسمعيني يا رؤى، الجـ.نين خلاص نز.ل مقد.رش أر.جعهولك، بس....أقدر أسا.عدك تجيبي غيره.
سكتت و بصتلي بصد.مة.
_ق..قصدك ايه؟!
_نتجو.ز....
وسعت عيونها بعد.م تصد.يق و أنا تأو.هت دا.خلياً بيأ.س لما استوعبت الغـ.باء اللي نطقت بيه، مش عارف لسا.ني اتحرك بالكلمة دي فجأة ازاي!
____________________
عاد مؤيد إلى منزله في المساء بعد أن ترك رقية برفقة دينا.
سار ببطئ باتجاه غرفة والدته و سحب نفساً عميقاً قبل أن يطرق بابها مرتين و من ثم انتظر حتى فتحت له و ما إن شاهدته واقفاً حتى تحدثت باستغراب:
_مؤيد؟ بتعمل ايه هنا؟ عاوز ايه؟!
أجاب بنبرة هادئة و ابتسامة منكـ.سرة:
_ماما..أنا هديكِ فر.صة تعتر.في بكل حاجة عملتيها، و لو اعتر.فتي...أوعدك إني هحا.ول أسا.محك و أنـ.سى الما.ضي.
كتـ.فت ذرا.عيها معاً و طالعته بحاجب مرفوع قبل أن تتحدث بنبرة سا.خرة:
_و لو معتر.فتش؟!
_ساعتها متلو.ميش غير نفسك!
عقدت حاجبيها معاً قبل أن تبدأ في الصيا.ح بغضـ.ب:
_مالك ياد؟ انت اتجـ.ننت عاد إياك؟ يعني مش مكفيك كل اللي عملته كمان جاي تهد.د أمك على آخر الزمان؟!
_أنا مش بهد.دك...أنا بحذ.رك لأني مش هقد.ر أسـ.كت من كدا...
_لا يا شيخ! فرجت جوي يعني؟! اطلع من و.شي السا.عة دي عاد لاحسن أنا الشيا.طين بتلعب في نفو.خي و لو طُلتلك هخـ.ليك تحـ.صل سـ.تك الله يرحمها.
ابتسم بجا.نبية، لقد تو.قع ردها منذ البداية بالفعل لكنه أراد أن يمنحها فر.صة أخيـ.رة، أراد أن يبدأوا معاً من جديد و أن ير.مي كل أحد.اث الما.ضي المر.ير خلـ.ف ظهره...هو و بحق أراد من كل قلبه أن يمـ.ـحو كل الأمور السـ.يئة و الشنـ.يعة التي قا.مت بها تلك المرأة من ذا.كرته....اعتذ.اراً وا.حداً صا.دقاً كان ليكفيه، لكن حتى أمراً بسيطاً كهذا هي عجز.ت عن تقد.يمه له.
___________________
في شقة ليث:
استيقظ في منـ.تصف الليل ليطالع الجـ.سد الذي كان نا.ئماً إلى جواره بإر.هاق، هو لا يصدق أنه انجر.ف معها و تر.ك ما كان يخـ.طط له في الأصل.
نهض ليرتدي ملابسه و هم بالخروج لولا يد.ها التي تمـ.سكت به فجأة من الخـ.لف.
_رايح فين؟!
سألت بصوت ناعس فابتسم و جلس بجوارها متحدثاً:
_رايح أشتري شوية حاجات من السوبر ماركت و راجع تاني يا رو.حي..متخا.فيش.
_و لما انت رايح السوبر ماركت بتعمل ايه بالشال الأسو.د اللي في يدك دا؟!
ابتلع بار.تباك و التز.م الصمت فتابعت:
_متروحش يا ليث، أنا و انت عارفين كويس إنك لو ر.حت مش هتر.جع!
_بو.عدك إني هر.جع.
اعتدلت بجسد.ها لتصر.خ بغضـ.ب:
_انت قولتي قبل كدا إنك مبتقـ.طعش و.عود متقد.رش تو.في بيها! بتكد.ب عليا ولا على نفسك؟!
صمت محدقاً في الفرا.غ أما.مه قليلاً قبل أن يجيبها في النهاية:
_مبكد.بش، بحاول أقنع نفسي قبلك....يمكن لو آمنت يتحقق رجائي.
بدأت دمو.عها تتسا.قط بضـ.عف و زادت من تمسكها به أكثر قبل أن تتحدث بإصر.ار:
_مش هسـ.يبك تر.وح، على الأ.قل...على الأ.قل قولي انت بتعمل كدا ليه!
تنهد بيأ.س فتابعت بإحبا.ط:
_ي..يمكن لو عرفت أقدر أفهمك و ألاقي سبب أقدر أسا.محك عشا.نه لو مر.جعتش!
طالعها بنظر.ة فار.غة قبل أن ينطق أخيراً:
_عايزة تعرفي ليه؟ هحكيلك ليه...
توقفت عن البكا.ء و طالعته بصد.مة، هل هو....هل هو جا.د الآن؟ هل سيفـ.ـصح عن سر.ه الذي كتـ.مه في داخله كل تلك المد.ة و أخـ.يراً؟!
_____________________
يتبع....
بعد أسبوع:
كان آدم جالساً أمام حاسوبه يبحث في القضية التي تم إغلاقها قبل خمس سنوات و هذا عندما وجد موقعاً يتحدث عنها و أخيراً لكن المقالة كانت مختصرة و لم تحمل أي أسماء.
تنهد بيأس و أرسل إيميلاً لصاحب المقالة يطلب فيه مقابلته قبل أن يغلق الحاسوب مجدداً.
أراح ظهره للخلف على الكرسي و أغلق عينيه باستسلام و ما هي إلا لحظات حتى شعر بيد تهزه برفق قبل أن يأتيه صوتها:
_نمت؟ الغدا جاهز...
فتح عينيه يطالعها بحاجب مرفوع.
_لسه قاعدة هنا يعني!
تنهدت قبل أن تجيبه:
_مش عايزة أرجع هناك تاني، ذكرياتي في البيت هناك...يعني..تقدر تقول مش أحسن حاجة.
همهم بتفهم.
_طب و ما دام انتِ مرتاحة هنا معايا أكتر من هناك، ممكن أعرف مش موافقة نتجوز ليه؟
أنزلت وجهها في الأرض قبل أن تتحدث بارتباك:
_ت..تاني الموضوع دا؟ أنا مش فاهمة انت عايز تتجوزني ليه مع إني متأكدة إنك مش معجب بيا ولا حاجة!
سكت قليلاً قبل أن يتحدث بحزم:
_ارفعي وشك، بصيلي هنا يا رؤى...
_م..مش عايزة.
قبض على فكها ليجبرها على مطالعته قبل أن يتحدث بنبرة واثقة:
_مين قالك إني مش معجب بيكِ؟!
_أنا عارفة، مستحيل حد يُعجب بواحدة زيي...
_تقصدي ايه بواحدة زيك؟!
_ق...قصدي أخلاقي مش كويسة و بشرب خمر و كمان...و كمان كنت حامل من غير جواز....
_حملك كان من إعتد.اء مش كدا؟! يبقى ايه ذ.نبك انتِ؟!
طالعته بصدمة.
_ا..ازاي عرفت؟ أنا عمري ما قولتلك قبل كدا!
_عرفت من أول يوم شفتك فيه و طلبتي إنك تستخبي عندي..كان واضح من عيونك..
أشاحت وجهها بعيداً قبل أن تتحدث بإحراج حاولت إخفائه تحت ستار الغضب المصطنع:
_دا عبط! بطل تقول كلام مبتذل!
_بس أنا بتكلم بجد، أقدر أعرف المجر.م من عيونه إنه مجر.م زي ما بقدر أميز الضحـ.ية برضو من عيونها إنها...ضـ.حية، صدقيني مفيش حاجة أصدق من لغة العيون.
أعادت نظرها باتجاهه قبل أن تتحدث بسخر.ية:
_بجد؟ و عيوني بتقول ايه بقى؟!
سحبها ناحيته.
_بتقول كتير...بس دا سر، لو قولتلك شايف ايه هتوافقي تتجوزيني؟!
_ب..بس انت تستاهل شخص أحسن مني.
_أنا عايزك انتِ.
طالعت عيناه التي تطالعها بثبات و ثقة و قبل أن تدرى كان لسانها يتحرك بكلمة واحدة بتلقائية:
_موافقة...
ابتسم برضا في نفس الوقت الذي وصله فيه صوت إشعار على حاسوبه.
نهض سريعاً ليفتحه و ما إن فعل حتى وقعت عيناه على البريد المرسل من.....صاحب المقالة!
___________________
مؤيد//
فتحت باب الشقة براحة عشان أتفاجئ بدينا بتجري عليا و هي بتصر.خ:
_مومو الحقني...الو.حش هيا.كلني!
ميلت راسي بحيرة.
_و.حش ايه؟!
سألتها و مضطرتش أستنى أسمع الإجابة عشان أعرف مين اللي بتقصده لما نطت رقية قدامنا فجأة و هي لابسة ماسك لعبة على وشها.
_أنا عايز آكل دينا...
اتكلمت بصوت عبيط.
_مومو...متخلهوش ياكلني!
صر.خت دينا و هي ماسكة سيف لعبة في يدها و بتشاور على رقية، سحبت منها السيف و خبيتها ورايا  قبل ما اتكلم بمجاراة ليهم:
_أنا الأمير النبيل اللي هينقذ الأميرة من الو.حش.
بدأت رقية تقلد أصوات الو.حوش و هي بتقرب مننا أكتر.
هوشتها بالسـ.يف فرجعت لورا بس و هي بترجع داست على ديل فستانها و كانت هتقع فمسكت فيا و بسبب إن حركتها كانت مفاجئة اختل توازني و وقعت فوقيها.
رفعت نفسي شوية عشان أبص لعيونها العسلي اللي كانت باينة من تحت الماسك قبل ما أبدأ أرفعه ببطئ من على وشها و أول ما ظهرت ملامحها اتكلمت بتلقائية و أنا لسه باصصلها:
_دينا...شكل الوحش في الآخر طلع....أميرة جميلة.
وسعت رقية عيونها بذهول في حين اتكلمت دينا باعتراض:
_لا، أنا الأميرة، انت بتعمل ايه؟ ابعد عن الو.حش!
رمشت رقية بعيونها مرتين فجأة و كأنها استوعبت الوضعية اللي كنا فيها بس دلوقتي، لفت وشها بعيد قبل ما تتكلم بارتباك:
_ا..ابعد عني، عايزة أقوم...
ابتسمت بجانبية
_تقومي؟! اتطورنا و بقينا ننطق بحري من أسبوع واحد بس ما شاء الله.
قلبت عينيها لفوق بملل:
_متتريقش عليا، كله من أختك...ابعد عني اتحرك بسرعة يلا..
اتعدلت من عليها و هي قامت و كملت لعب مع دينا لغاية ما تعبت و نامت على الكنبة.
سحبت ملاية خفيفة و غطتها بيها كويس قبل ما تتكلم:
_احكيلي بقى...مالك؟
بصيتلها بحاجب مرفوع باستغراب.
_مالي؟! ما أنا كويس أهو...
_لا مش كويس، من ساعة ما جيت و انت عمال تفش و تنفخ كل شوية.
تنهدت للمرة الألف النهاردا و رجعت راسي على ضهر الكنبة ورايا باستسلام.
قربت و قعدت جمبي قبل ما تتكلم بصوت واطي و متردد:
_ا..انت عارف إنك لو حكيت اللي مضايقك لحد تاني دا بيخفف عنك و بيخليك أحسن؟!
لفيت وشي و بصتلها، كانت قلقانة عليا بجد و ملقتش سبب يمنعني إني أحكيلها، مش و كأنها هتروح تقول لحد تاني مثلاً.
سحبت نفس عميق قبل ما أبتدي أتكلم:
_لما كنت صغير...طفولتي كانت مختلفة عن باقي الأطفال حبتين بسبب إني كنت الولد الوحيد لعيلتي، ماما كانت طمعانة في الورث و عايزاني أنا أخده من لؤي ابن عمي الكبير عشان كدا عاملتني بمنتهى القسوة و البشاعة تحت حجة إني أطلع راجل.
سكت و أنا بفتكر كمية الضرب اللي كنت باخدها لو عملت أي غلط مهما كان بسيط، كمية المقارنة بيني و بين لؤي و نظرات الحقد في عيونها كل ما لؤي سبقني في حاجة أو جاب درجات أعلى مني في المدرسة مثلا.
_ط..طب و أبوك؟ كان فين لما كانت بتعاملك وحش كدا؟!
ابتسمت بسخرية و رديت:
_بابا رجل أعمال مكانش فاضي، معظم وقته بيقضيه في الشغل برا البيت لدرجة إن ستي اقترحت على أمي تاخدني أنا و رؤى نقعد معاها علطول...كنا بنروح البيت بس في أجازات بابا اللي بياخدها كل فين و فين.
همهمت بتفهم قبل ما تتكلم:
_أنا فاكرة ساعة ما جيتوا، شفتك ساعتها مرة أو مرتين..كنت لسه شاب مراهق، بس دلوقتي...ش..شكلك اتغير.
بصيتلها بحاجب مرفوع و ابتسمت بجانبية:
_بقيت وسيم أكتر مش كدا؟!
قلبت عيونها لفوق:
_أ..أياً كان....دا مش موضوعنا دلوقتي، كمل...
تنهدت و سحبت نفس عميق قبل ما أكمل:
_ساعتها في الوقت اللي ماما كانت بتعاملني فيه كأني عبدها مش ابنها..ظهرت واحدة من الخدامات عاملتني كويس على الرغم من تحذيرات ماما إن محدش يقرب مني.......
غمضت عيوني براحة و أنا بفتكرها، كانت بتستنى الكل يناموا عشان بس تتسلل لأوضتي و تداوي جروحي بالليل...
"مؤيد، مش عيب الراجل يبكي.."
قالتلي في مرة لما شافتني بحاول أكتم شهقاتي و مبينش إني بعيط، و أنا و كأني كنت مستني حد يقولي كدا..بكيت...بكيت ليلتها من كتر التعب و الألم النفسي قبل الجسدي، و هي استنتني أطلع كل اللي جوايا بفارغ الصبر قبل ما نمسح دموعي و تحضني في الآخر و هي بتتكلم بابتسامة دافية..
"متزعلش يا مؤيد، انت أقوى و أشجع ولد شفته في حياتي صدقني."
فتحت عيوني و ابتسمت بحزن، كانت أقرب ليا من أمي و هي اللي عوضتني كل الحنان و الإهتمام اللي كنت مفتقده في حياتي وقتها.
_و..و بعدين؟!
اتكلمت رؤى بتوتر لما لقيتني طولت في السكوت المرادي.
_لما بابا روح في الأجازة اتشجعت و حكيتله عن ماما و عن تصرفات الخدامة دي معايا و اتفاجئنا كلنا لما لقيناه اتجوزها بعدها بكام يوم بس...طبعاً ماما مسكتتش و لما اعترضت واجهها بالحقيقة و من يومها علاقتي بماما بقت متوترة.....حتى لو مقالتش إنها بتكرهني كنت بشوف نظرات الحقد و الكره جوا عيونها، كانت بتلومني إن بابا اتجوز عليها!
سكت و ابتسمت بسخرية قبل ما أكمل:
_بس مش دا أسوء جزء في القصة...الخدامة حملت من بابا و في يوم ولادتها استغلت ماما سفر أبويا و قـ.تلتها و أخدت بنتها حطيتها في دار أيتام...
شهقت رقية و وسعت عيونها بعدم تصديق:
_اوعي تقولي إنها...
_أيوا، دينا..كنت صغير ساعتها و صدقتها لما قالت للكل إن مراة أبويا اتو.فت في العمليات و مقدروش ينقذوها هي و الجنين بس بعدها بكام سنة اكتشفت الحقيقة، دورت على دينا في كل مكان و أجرتلها شقة مخصوص بعيد عن أهلي عشان آخد بالي منها بنفسي...
ابتسمت رقية.
_تعرف إنك أخ حنون و طيب، حتى و هي أختك من أبوك انت بتعاملها كأنها بنتك مش أختك...
_دي أبسط حاجة أعملها للست اللي كانت سبب في يوم من الأيام إني مكبرش كشخص معقد و مريض نفسي.
سكت شوية و تنفست قبل ما أكمل:
_دلوقتي و بعد السنين دي كلها لقيت ورق و مستندات تثبت كمية الرشاوي و الحاجات الفظيعة اللي عملتها ماما في الشركة و بقى عندي خيار إني أحبسها كعقاب بسيط على جزء من الحاجات اللي عملتها بس..بس أنا محتار، مش عارف إذا كان دا الصح و لا لا.
محستش بنفسي إن عيوني بدأت تدمع غير لما رقية قربت مني و مسحت دموعي قبل ما تحضني فجأة.
_عارفة انه مش وقته بس...أنا بجد بحبك، اعمل اللي يريحك بغض النظر عن هو صح ولا غلط.
همست في ودني فجأة و هي حاضناني و أنا اتجمدت في مكاني بصدمة.
____________________
الساعة الرابعة عصراً:
كانت تجلس في الحمام و تغلق الباب على نفسها من الداخل بينما تستمر في البكاء.
_غزال متجننيش..افتحي الباب و فهميني مالك!
لم تجبه فتأوه بيأس قبل أن يتحدث مجدداً:
_متقلقيش مش رايح في أي حتة، أديني قاعد هنا أهو...
جلس و استند بظهره على الباب ليستمع إلى شهقاتها الخفيفة من الداخل بشكل أوضح.
_روحي و قلبي و حياتي انتِ، دموعك متهونش عليا....افتحي الباب و قوليلي ايه اللي مضايقك...
تحدث بنبرة رقيقة تلك المرة و ما هي إلا لحظات حتى فُتح الباب ورائه ليسقط للخلف على ظهره.
طالع وجهها الباكي و المحمر من الأسفل قبل أن تبدأ بالتحدث فجأة بينما تشير إليه باتهام:
_انت اللي مضايقني..بسببك...بسببك انت أنا....
لم تكمل حديثها لكنه خمن بالفعل عندما شاهد ما كانت تحمله في يدها.
نهض ليسحبه منها سريعاً و ما إن شاهد الخطين الظاهرين على الشاشة حتى وسع عينيه بعدم تصديق.
_انتِ...حامل!!
_أ..أيوا.
زفر نفساً براحة قبل أن يبتسم متحدثاً:
_طيب و بتبكي ليه؟ مش عايزة تكوني أم لعيالي؟!
ضربته بقبضتها بضعف عل صدره.
_غبي، أكيد معنديش مانع بس مش في وسط الظروف اللي احنا فيها دي!
سحبها داخل أحضانه و ربت على ظهرها بلطف متحدثاً:
_أنا آسف، بوعدك إني أخلص كل حاجة بسرعة.
رفعت وجهها لتطالعه بعيون لامعة تنذر بسقوط المزيد من الدموع.
_ب..برضو مصمم؟ حتى و أنا حامل؟!
_ما أنا حكيتلك يا غزال، أرجوكِ استحملي يومين تاني بس.
___________________
في نفس الوقت: 
_أنا كنت على معرفة شخصية بيهم،هحكيلك كل اللي حصل ليلتها بالتفصيل...
تحدث الرجل الذي كان جالساً أمام آدم في المقهى، كان يغطي فمه و أنفه بكمامة سوداء و عينيه بنظارة شمسية و على الرغم من أنه بدا مألوفاً لآدم إلا أنه لم يهتم حقاً، كل ما كان يريده في تلك اللحظة هو معرفة الحقيقة و فقط...
____________________
يتبع.....
_أنا هحكيلك كل حاجة حصلت يومها، بس قبل ما أحكي...عايزك تشوف دا..
تحدث الرجل قبل أن يخرج شيئاً من حقيبته و يناوله لآدم و الذي اتضح أنه مذكرات لشخص ما.
فتح آدم المفكرة و بدأ بالتقليب فيها سريعاً....
{التاريخ: ٢٠٢٠/١٠/٨
"النهاردا أجمل يوم في حياتي، الزغاريط مالية المكان و ناس داخلة و طالعة عمالين يهنونا، معرفش هم مين...و معند.يش أ.هل أو أصحا.ب عشان يباركولي و يشاركوني فر.حتي مع ذلك..هو كان كفاية، هو حبيبي و صاحبي و أبويا و أخويا و كل ما ليا في الدنيا دي، بتمنى نفضل علطول سوا.♡"  }
عقد حاجبيه باستغراب قبل أن يقلب عدة صفحات و يتوقف عند صفحة أخرى.
{التاريخ: ٢٠٢١/٩/٦
رجعت المدرسة تاني بعد انقطا.ع سنة كا.ملة، مكنتش عا.يزة أر.جع بس حبيـ.ـبي شجعني، قال إني لازم أجتهد و أحقق ذاتي عشان يبقى عندي اسم و مكانة في المجتمع بكرا و بعده، و بصراحة...أنا مش فار.ق معايا، بس رجعت عشان وعدني بمفاجئة حلوة لو جبت درجات عالية. (#^.^#) }
لم يكن آدم يعرف من صاحبة المفكرة لكنه خمن من طريقة كتابتها أنها مجر.د مرا.هقة لم تتجا.وز الثا.منة عـ.شرة على الأغلب.
أنهى القرائة و فتح صفحة أخرى عشوائية...
{التاريخ: ٢٠٢١/١١/٥
الفرحة مش سيعاني، اكتشفت إني حا.مل النهاردا و أخيراً بعد سنة كاملة من جوازي، متحمسة أقول لبودي لما يرجع من الشغل، أعتقد إنه هيكون قلقا.ن عليا بسبب ضغـ.ط الدر.اسة و البيت و الحـ.مل في نفس الوقت بس مش مهم، أنا عايزة نونو جميل منه ، يبقى شبهه و حنين و طيب زيه، لو بنت هسميها ياسمين و لو ولد هسميه ليث على اسم أخويا.}
ابتسم بخفة و من ثم قلب صفحة أخرى.
{التاريخ:٢٠٢١/١١/٢٥
قابلت ليث بعد فترة طويلة النهاردا و أخيراً، فرح جداً لما عرف إني حا.مل و جابلي هدية بمناسبة حمـ.ـلي، عرفت إن الراجل اللي تبـ.ـناه طلع واحد من أ.غنى الناس في البلد، أنا فرحانة جداً ليه...واضح إنه بيهتم بليث من شكله اللي اتغير مية و تمانين درجة، مين كان يتصور أنا و هو نوصل للحا.ل دا بعد كل الظـ.لم و الحز.ن اللي عشناه؟!
الحياة فعلاً غر.يبة و محدش يقدر يتوقعها.}
فتح صفحة أخرى و ما إن بدأ في القرائة حتى اخـ.تفت ابتسامته..
{التاريخ: ٢٠٢٢/٣/١٢
البنات في فصلي عرفوا إني كنت شغا.لة في بيت دعا.رة، معرفش عرفوا منين بس هم عمالين يتر.يقوا عليا و بيتـ.ـهموني إني خـ.ـنت جوزي و حا.مل من حد غيره، مش عايزة أقوله عشان ميقـ.لقش عليا، هو تعبا.ن الفترة دي جداً بسبب ضغـ.ط شـ.غله و مش عا.يزة أز.ود عليه هـ.ـمه بس...أنا بجد مش متأكدة إني هقد.ر أستـ.ـحمل أكتر من كدا!}
عند تلك النقطة استطاع آدم تخمين هوية الفتاة بالفعل و بدأ القلـ.ق بالتسر.ب إلى قلـ.ـبه ، فتح الصفحة التي تليها مباشرة تلك المرة...
{التاريخ: ٢٠٢٢/٣/١٣
كنت هطلب من بودي ميودنيش المدرسة النهاردا بس لقيت حل بديل، بدل ما أدخل الفـ.ـصل رحت المخز.ن القد.يم...أنا قاعدة هناك دلوقتي، المكان جميل و هادي و بعيد عن البنات اللي بيضا.يقوني و بيضر.بوني، هفضل قاعدة هنا و أنام شوية لغاية ما يخلص اليوم و خلاص.}
شعر بالأ.سى اتجاهها و فتح آخر صفحة لكنه عقـ.د حاجبيه معاً باستغراب عندما وجدها مجـ.ـعدة و خانة التاريخ فار.غة على غير العادة و الخط غير منـ.ـظم، لقد بدا و كأنها كتبتها على عجا.لة من أمرها على عكس الباقين
{التاريخ:.....
أنا خا.يفة قو.ي، البنات عر.فوا مكاني و مصـ.ـممين يد.خلوا، عمالين يخبطوا على الباب جا.مد عشان يكسر.وه، أنا سا.معة صو.ت شبا.ب معاهم برا، و للأ.سف جوزي ميعر.فش مكا.ني مش عارفة أنا...
لم تكمل الكتابة فعلم أنهم قد تمكـ.نوا من الدخول لها و لهذا لم تسـ.تطع الإكمال على الأرجح ، ازدادت ضر.بات قلـ.ـبه بتو.تر قبل أن يرفع رأسه ليسأل الرجل الذي كان منتظراً إياه حتى ينهي تصفح المفكرة بفارغ الصبر...
_ا..ايه اللي حصل بعدها؟!
أجاب الرجل بنبرة جا.مدة:
_اغتصـ.ـبوها و هي حا.مل....و بعدين سا.بوها هناك محد.ش يعر.ف مكانها لغاية ما ما.تت بنز.يف.
وسع آدم عينيه بصد.مة.
_ك..كانوا مجموعة؟!
_أيوا واحد اتعدم بتـ.همة الإعتد.اء والشر.وع في القـ.تل و اللي ساعدوه اتحـ.ـبسوا  أما البنات محدش جاب سير.تهم، بس في الحقيقة...الشخص الحقيقي اللي اغتـ.صبها هر.ب...
_تعرف اسمه؟!
سأله آدم سريعاً ليجيب الآخر بثقة:
_سيف النابلسي.
___________________
بعد يومين:
كانت تنام بهدوء عندما سمعت صوت طرقات شد.يدة فجأة على باب المنزل.
نهضت بفز.ع و خرجت من غرفتها لتجد رجا.ل الشر.طة يقفون بالأسفل.
_انتِ مها الهواري؟!
تحدث الشر.طي بصوت صار.م فعقدت حاجبيها معاً بقـ.لق:
_أ..أيوا، ليه؟ في ايه؟!
_مقبو.ض عليكِ بتهمة الر.شوة و الفسا.د.
وسعت عينيها بصد.مة قبل أن تلمح مؤيد الذي ظهر فجأة من خلف الشر.طي لتصر.خ بغـ.ضب:
_انت اللي عملت كدا يا حيو.ان،  أنا هجـ.تلك!
اند.فعت باتجا.هه محاولةً الو.صول إليه لكن ر.جال الشر.طة منـ.عوها، قاموا بو.ضع الأصفا.د في يدها و من ثم تم سحـ.بها إلى الخارج و قبل أن تصعد في عربة الشر.طة خطـ.فت نظرة نحو مؤيد الذي كان يشاهدها بهدوء.
_كدا برضو يهو.ن عليك تعمل كدا في أمـ.ك؟!
_مين قال إنك أ.مي؟ أمي ما.تت من زمان، انتِ قتـ.لتيها!
أجابها بثبا.ت دون أن ير.مش له جفـ.ن.
ابتسمت بسخر.ية:
_جصدك الخدا.مة؟ هو دا مستو.اك يا معـ.فن، الخد.امات!
ابتسم بجا.نبية و مد يده لتقترب رقية التي كانت واقفة تشاهدهم من على بعد، شابك يديهما معاً و رفعهما  ليظهر خاتم الزواج في يده اليسرى.
_أيوا، هو دا مستوايا...شفتي مستوايا جميل ازاي؟!
صر.ت على أسنا.نها بضـ.يق  و كادت تجيبه لولا سحـ.بها الشر.طي بداخل العربة.
_تقدر تبـ.كي....
تحدثت رقية بعد أن غا.درت سيار.ات الشر.طة.
_مين قال إني عايز أبـ.كي؟!
تحدث مؤيد دو.ن أن ينـ.ظر إليها.
ابتسمت بلطف و وقفت أمامه قبل أن تمسح دمـ.عة هار.بة من عينه.
_بس يا مؤيد...انت بالفعل بتبـ.كي!
احتضـ.نته فأراح رأسه على كتفها باستسلا.م قبل أن يتحدث بنبرة منكـ.سرة:
_مكنتش عايز أوصل لكدا.
لم تدرِ بما تجيبه فشد.ت على حضـ.نه أكثر.
_كل حاجة هتعدي، أنا هنا معاك.
تحدثت بعد مدة أخيراً في محاو.لة للتـ.ـخفيف عنه.
____________________
في منتـ.صف الليل:
كانا يجلسان معاً أمام شاطئ البحر.
_في حدث كبير هيحصل بعد تلات أيام...
تحدث ليث فجأة بينما يستمر في النظر إلى البحر أمامه.
نفث الجالس إلى جواره د.خان سيجار.ته في الهواء قبل أن يتسائل بحـ.يرة:
_حدث ايه؟!
_هيسلموا  الشركة للؤي و عاملينله حفلة كبيرة.
وسع عينيه بصد.مة و غـ.ص بد.خان سيجا.رته ليبدأ في السعا.ل بقـ.وة.
ضر.ب ليث على ظهر.ه عدة مرات متحدثاً بلو.م:
_مش وعد.تني تبطل تشر.ب القر.ف دا!
تنهد بحز.ن:
_مش قا.در...دي الحاجة الوحيدة اللي مصبر.اني على فرا.قها.
تنفس بعمق و أغلق عينيه قبل أن يكمل:
_فراشتي الجميلة، ازاي جالهم قلـ.ب يعـ.ملوا كدا فيها و في ابنـ.ـنا اللي لسه متخلـ.قش؟!
_هنتقـ.ملها!
تحدث ليث بإصر.ار.
ابتسم زوج أخته بجا.نبية قبل أن يتحدث بسخر.ية:
_هتـ.قتله في الحفلة قبل ما يستلم الشركة؟ طب حتى سيبه يتهنى بيها شوية، قلـ.بك بقى قا.سي قو.ي يا ليوثي.
أطلق ليث تنهيدة سا.خرة ليكمل الآخر:
_عموماً أنا قابلت آدم و حكيتله...
تجـ.مد ليث في مكانه بصد.مة ما إن سمع اسم آدم.
_حكيتله؟ حكيتله ايه؟!
_حكيتله كل حاجة ما عدا حاجة واحدة بس...
_ايه هي؟!
_إن المجر.م اللي اغتـ.صب رؤى يبقى لؤي الهواري مش سيف التهامي.
عقد ليث حاجبيه معاً بحـ.يرة.
_و ليه مقولتلهوش الحقـ.يقة و خلاص، جات على دي يعني؟!
تنهد زوج أخته قبل أن يجيبه:
_لعدة أسباب، أولاً عشان هو كان ناوي يستخدم المجـ.رم كطـ.عم عشان يوصلك فحبيت أصر.فه بعيد عنك مؤ.قتاً يعني ، و ثانياً عشان أنا بكـ.ره سيف....أهو ياخدله يو.مين تلا.تة في الحبـ.س  قبل ما يكتـ.شفوا إنه بر.ئ.
قهقه ليث بخفة قبل أن يتحدث:
_أنا فر.حان إنك مش بتكر.هني زيه، يا عالم كنت عملت فـ.يا ايه!
طالعه الآخر قبل أن يتحدث بجد.ية:
_مقدرش أكر.هك...مش و انت نسـ.خة منها و بيجـ.ري في عر.وقك نفس د.مها!
همهم ليث بتفهم قبل أن يبدأ في شرح تفا.صيل خـ.طته،  لقد كان زوج أخته ضا.بطاً و هو ما ساعده كثيراً على ار.تكاب كل جر.ائمه السا.بقة دون أن يتم الإمسا.ك به!
_و بس كدا...أهم حاجة زي ما قلتلك تاخد غزال و تستناني انت و هي في المر.سى لغاية ما أخلص و آجي عشان نسا.فر بـ.را البلد بعدها علطول.
همهم زوج أخته بتفهم.
_أهم حاجة انت متنسا.ش إن مراتك حا.مل و لاز.م تر.جعلها مهما حصل، فاهم؟!
أومأ ليث.
_متقلـ.قش.....مسـ.تحيل أسيـ.بها دلوقتي.
_____________________
بعد ثلاث أيام في شركة عائلة الهواري:
كان زياد (والد لؤي)  يقف على منصة أمام جمع من الحضور من الموظفين و مدراء الأقسام و المستثمرين و غيرهم قبل أن يتحمحم متحدثاً:
_طبعاً زي ما انتم عارفين...احنا متجمعين النهاردا عشان أنا قررت و أخيراً  أتقا.عد و أسلم ابني البكري إدارة الشركة بعد ما أثبت إنه جدير بالثقة...
مال أحد الحضور ليهمس في أذن صديقه:
_هو ليه بيقول ابنه البكري و هو معند.هوش غيـ.ره؟!
مال صديقه ليهمس له بدوره:
_لا، عنده ولد تاني أصغر منه متـ.ـبنيه بس بيعامله على إنه ابنـ.ـه الحـ.قيقي...
همهم بتفهم قبل أن يبدأ التصفيق مع الآخرين ، ابتسم لؤي بفخر في حين أكمل زياد:
_بس قبل ما يمـ.ضي على الأوراق هنسمع كلنا شريط فيديو صغيرو بسيط بيوضح كم إسها.ماته و إنجازاته اللي حققها في الشركة خلال الوقت القصير اللي انضم فيه لينا...
صفق الجميع مجدداً قبل أن يعطي زياد الإشا.رة لبدأ العرض.
انطفأت جميع الأضواء و بدأت الشاشة الكبيرة في منتصف القاعة في عرض صور الصفقات التي قام بإنجازها و الجميع يبتسم برضا....و لكن فجأة أصبحت الشاشة سود.اء قبل أن تعود للعمل مجدداً، و هذه المرة بدأت تعرض مقاطع فيديو قصيرة للؤي بينما يقو.م باغتـ.صاب فتيا.ت في مختـ.لف الأ.عمار!
شـ.هق الجميع بصد.مة و ضجت القاعة بالفو.ضى في حين تجـ.مد زياد في مكانه بعدم تصديق.
التفت إلى لؤي الذي كان يتراجع للخلف بتو.تر بينما يصر.خ بغـ.ضب:
_ا..اطفو البتاع دا حالاً، مين المسئو.ل عن القر.ف دا؟!
بدأ زياد يقتر.ب منه فتحدث بقلـ.ق:
_بابا، متصد.قش الكلا.م دا..الصور دي كلها مفبر.كة!
صـ.فعه زياد على و.جهه بقـ.وة.
_دي مش صور..دي فيديوهات يا كـ.لب!
ابتعد قليلاً قبل أن يتحدث بصوت جهوري مرتفع:
_أنا بتـ.برأ منك قد.ام الكل..لا انت ابـ.ني و لا أنا أعر.فك تاني!
ابتسم الذي كان يرا.قبهم خلف وشا.حه الأسو.د بظـ.فر و من ثم بدأ بالتقدم نحوهم بينما يخرج سلا.حه من جيبه بهدوء، رفعه و صو.ب فو.هته باتجاه رأسه و ما هي إلا لحظات حتى دو.ى صو.ت إطلا.ق النا.ر في المكان كله قبل أن تنسا.ب الدما.ء من ثـ.ـقب في منتـ.صف رأ.س لؤي تماماً.
صر.خ الجميع بفز.ع و بدأوا بالهر.ب في حين التف ليهر.ب بدوره من الباب الخلفي و ما إن خرج حتى تفاجئ به يقف أمامه بينما يتحدث بصوت حا.زم:
_سلـ.م نفـ.سك...المكا.ن كله محا.صر!
ألقى بسلا.حه على الأر.ض و من ثم رفع يديه في الهو.اء باستسلا.م.
_اخـ.لع اللي على و.شك.
تحدث آدم مجدداً و لم يجد الأخير مفـ.راً سوى تنفـ.يذ ما طلبه منه حيث كان أفر.اد الشر.طة يحا.صرون المكان من كل اتـ.جاه.
سحب نفساً عميقاً قبل أن يبدأ في إز.الة الوشا.ح عن و.جهه و ما إن رآه آدم حتى وسع عينيه قبل أن ينطق بعد.م تصد.يق:
_انت؟! مستـ.حيل!
_________________
يتبع.....
_ا..انت ؟! مستحيل!
ابتسم بسخر.ية:
_ايه رأيك في المفاجئة؟!
__________________
فلاش باك قبل يوم واحد:
كان عبد الرحمن يجلس في كشك العصير كالعادة عندما دخل آدم متحدثاً بحماس:
_عبد الرحمن، أنا عرفت مين هو المجر.م...
وسع عبد الرحمن عينيه بصدمة.
_ع..عرفت مين هو السفا.ح؟!
نفي آدم برأسه مصححاً:
_لا، قصدي المجر.م اللي اغـ.تصب البنت قبل خمس سنين!
عقد عبد الرحمن حاجبيه معاً بحيرة، لماذا يبحث عن هوية المغتـ.ـصب عندما أخبره بالفعل من يكون؟!
سأل بنبرة متشككة:
_مش الراجل اللي قابلته قالك إنه سيف التهامي؟!
_لا مش هو...
ابتسم عبد الرحمن بجانبية، كان يعرف أن آدم ذكي و سيكتشف الخد.عة بالفعل لكنه لم يعتقد أنه سيكتشفها بتلك السرعة..
كتف ذراعيه و تحدث بحاجب مرفوع:
_و ازاي عرفت إن مش هو بقى إن شاء الله؟!
اقتر.ب منه آدم قبل أن يبدأ بالشرح:
_سيف التهامي واحد كبير في الخمسينات و على حسب كلام الراجل اللي قابلته الشخص اللي عمل كدا كان ساعتها على الأغلب لسه شاب مرا.هق، أكيد ملحقش يوصل للسن دا !
أمال عبد الرحمن رأسه للجانب قليلاً قبل أن يسأله بحذ.ر: 
_و..شا.كك في مين بقى؟!
طالعه آدم بحواجب معقودة و نظرة مصممة قبل أن ينطق بشئ من الغـ.ضب:
_أنا مش شا.كك، أنا متأكد.
_مين؟!
_لؤي الهواري.
أغلق آدم عينيه و تنفس بعمق محاولاً عدم الإنفعال أو إظهار أي رد فعل من شأنه أن يجعل آدم يـ.شك به، الآن د.هاء آدم يز.عجه و بشدة، هل يجب عليه التخـ.لص منه حتى ينهي ليث عمله؟!
_و ايه اللي خلاك تفكر إنه لؤي؟!
فتح عينيه مجدداً ليتحدث أخيراً بهدوء.
أخذ لؤي يتذكر كلمات رؤى مجدداً عندما كانوا جالسين معاً بالأمس....
"كنت معـ.جبة بابن خالي و هو استغل إعجا.بي بيه و عمل فيا كدا، و مش أنا أول واحدة ، اغتـ.صب كذا واحدة قبلي حتى إني سمعت إن واحدة من اللي اغتـ.صبهم ما.تت و اضطر يسافر بعدها..."
قبض على يديه بغـ.ضب و أشاح وجهه بعيداً، مجرد تذكر ذلك يجعل الدما.ء تفو.ر في عرو.قه و تجتا.حه ر.غبة عار.مة في قـ.تل لؤي ذاك بنفسه لكن ما يمنعه هو أنه يريد استغلا.له للوصول للقا.تل.
أجاب أخيراً بعد مدة:
_مش مهم عرفت ازاي...
أعاد وجهه باتجاه عبد الرحمن ليطالع عينيه مباشرة قبل أن يتحدث بحز.م:
_اسمعني كويس، بكرا في حدث كبير في شركة عيلة التهامي و أنا متأكد إن القا.تل هيحاول يستـ.غل الهيصة عشان يوصل للؤي و يخـ.لص عليه ، هنعمل كمـ.ين هناك و نقـ.بض عليه مـ.تلبس بجر.يمته....
همهم عبد الرحمن بتفهم، الآن هو في ور.طة حقيقية هو و ليث، لقد اكتـ.شف آدم خطـ.تهم!
__________________
في المساء:
كان ثلاثتهم متجمعين حول مائدة الطعام، الهدوء يجوب المكان في جو متو.تر و مشحو.ن بسبب قلـ.قهم من القادم.
كانت كل من غزال و ليث يتناولان طعامهما بهدوء بينما كان عبد الرحمن يحدق في طعامه بصمت، لا يدري كيف يصارح ليث بالأمر...
 هو يدري أن ليث عنيد و لن يستمع إليه و سيذهب على الرغم من خطو.رة الموقف لذا تنهد في النهاية مقرراً التصرف بنفسه.
_________________
في اليوم التالي:
خرج ليث لشراء بعض الأغراض الضرورية التي سيحتاجونها أثناء سفرهم ليسـ.تغل عبد الرحمن الفرصة.
اقتر.ب من غزال و حكى لها كل ما حدث معه.
_ط..طب و هنعمل ايه دلوقتي؟ ازاي هنقنع ليث ميروحش؟!
تحدثت غزال بقلـ.ق حقيقي.
_مش هنحاول نقنعه، لأنه ببساطة مهما قولناله مش هيقتنع، ليث دماغه ناشفة، أنا عارفه كويس.
_ب..بس مستحيل نسيبه يروح، مش كدا؟! لو راح هيتمسك و يعد.موه..أرجوك يا عبد الرحمن متسيبهوش يروح، م..مش..هقدر أ..
قا.طعها عبد الرحمن سريعاً:
_اهدي يا غزال، مقولتش إننا هنسيبه يروح، أنا عندي فكرة، اسمعيني كويس و نفذي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد...
___________________
في المساء:
بدأ ليث الاستعداد للذهاب عندما اقتر.بت غزال و احتضنته فجأة من الخلف.
_ليث..انت عارف إني بحبك، صح؟!
وسع عينيه بذهول و التفت إليها سريعاً.
_ايه؟ انتِ....انتِ قولتي ايه دلوقتي؟!
تحدثت بعبو.س:
_قولت إني بحبك، مالك؟
رمش بعينيه مرتين بعدم تصديق قبل أن يسحـ.بها من خصر.ها و يقر.بها منه.
_انتِ عارفة إن دي أول مرة تقوليها؟! كنت فاكرك بتكر.هيني عشان خليتك تتجو.زيني غٓ.صب عنك.
ضر.بته في كتفه بخفة.
_لا طبعاً، لو كنت بكر.هك مكنتش قدرت تخليني أتجو.زك أصلاً.
احتصنها و أراح رأسه على كتفها و من ثم تنهد متحدثاً بابتسامة راضية:
_مش مصدق إنك قولتيها و أخيراً، حاسس إني بحلم.
ابتسمت غزال:
_متقلقش، هقولهالك كتير لغاية ما تصدق إنها الحقيقة مش حلم.
همهم ليث بموافقة.
_موافق، قولهالي كتير بعد ما أرجع. 
ابتلعت غزال قبل أن تتحدث بتوتر:
_بس يا ليث...انت مش هتروح في أي حتة.
رفع ليث رأسه من على كتفها و ابتعد عنها قليلاً ليطالعها بحيرة.
_قصدك ايه؟!
وقفت على أطراف أصابعها و اقتر.بت منه لتطبع قبـ.لة رقيقة على شفا.هه قبل أن تبتعد هامسةً له:
_سا.محني...افتكر إن كل دا عشان بحـ.بك.
عقد ليث حاجبيه بعدم فهم و قبل أن يتمكن من النطق بأي شئ كان هناك مند.يل مخد.ر يو.ضع على أنفه و فمه من الخلف.
حاول المقاو.مة و إبعاد يد.ه عنه لكنه لم يستطع، شعر بد.وار حا.د يقتـ.حم رأسه فجأة و بدأت عينيه تغلقا.ن ر.غماً عنه قبل أن يسقـ.ط على الأر.ض في النها.ية.
_ل..ليه كدا يا غزال؟!
نطق بصعو.بة قبل أن تُغلق عيناه تماماً مسـ.تسلماً لعالم الأ.حلام.
انحنت غزال لتطبع قبـ.لة أخرى على جبينه.
_ما قولتلك...عشان بحـ.بك.
أجابت على الرغم من معرفتها جيداً أنه لن يتمـ.كن من سما.عها.
نهاية الفلاش باك.
__________________
_ايه رأيك في المفاجئة؟!
تحدث عبد الرحمن بينما يبتسم بسخر.ية، لقد قام بتخد.ير ليث بمساعدة غزال و ذهب هو لا.غتيال لؤي بدلاً عنه.
كان آدم يطالعه بصد.مة عا.جزاً عن تصديق الصورة التي تنقلها له عيناه.
في النهاية ابتلع ماء فمه و اقترب من عبد الرحمن بهدوء ليضع الأصفا.د في يده متحدثاً بنبرة جا.مدة:
_انت مقبو.ض عليك.
تحدث عبد الرحمن بينما يطالع ملامحه الجا.مدة بذات ابتسامته السا.خرة:
_أنا عارف.
لم يجبه آدم و سحـ.به معه باتجاه سيارة الشر.طة.
___________________________
بعد مرور عامين في كندا:
_حبيبة قلب خالتو...شايف جميلة شبهي ازاي؟!
اتكلمت بابتسامة واسعة و هي عمالة تر.ميها لفوق بر.احة و تمسكها تاني.
قر.بت منها قبل ما ما أتكلم بهدوء و أنا بتأمل ملامحها:
_طبيعي تبقى شبهك انتِ كمان، احنا توأم يا بتول...
بطلت تنططها و بصتلي قبل ما تتكلم و هي بتشاور على بطنها المنفوخة قدامها:
_تفتكر كان هيبقى شبهها؟!
ابتسمت بحز.ن.
_كان هيبقى أحلى...
_متز.علش...أنا و هو مرتا.حين.
عيوني بدأت تد.مع، مسحت د.معة هر.بت غـ.صب عني و اتكلمت بنفس الإبتسامة المصـ.طنعة:
_أنا...أنا عارف.
همهمت بإيجاب و بصت ناحية السما، فضلت تتأملها شوية قبل ما تتكلم أخيراً:
_حبيبي جاي قريب.
وسعت عيوني بدهشة، مستحيل يكون قصدها...
_امسك بنتك، لازم أروح أستقبله.
مشت بسرعة و أنا حاولت ألحق بيها.
_استني...استني يا بتول!
_ليث!
فتحت عيوني فجأة على صوتها، بصيت جمبي عشان ألاقيها قاعدة، اتكلمت بقلق:
_غزال، ا..ايه اللي حصل؟!
______________________
نزلت وشها بحزن و مردتش عليا فعرفت اللي حصل، مش و كأن بتول مقالتليلش بالفعل.
قبل سنتين، ضـ.حى عبد الرحمن بنفسه مكاني و هر.بنا أنا و غزال على كندا، كنا مستنيين الحـ.كم في قضـ.ية السفا.ح على قناة الأخبا.ر المصر.ية و للأسف...بعد ما عدت سنتين كاملين من الإستئنا.ف أخد حكم ب...الإعد.ام! 
_____________________
في نفس الوقت في مصر و تحديداً في سـ.جن القاهرة:
اقتادت الشر.طة عبد الرحمن نحو غرفة الزيارة و على الرغم من حيرته بشأن من سيود زيارته الآن إلا أنه ذهب معهم بهدوء دون أي اعتر.اض.
دخل الغرفة ليطالع هيئته الجالس أمامه على الكرسي بينما يكتف ذراعيه إلى صدره بعـ.صبية.
_اوه، افتكرت صاحبك أخيراً؟! كنت فاكرك نسيتني...
تحدث عبد الرحمن بابتسامة.
رفع آدم وجهه له.
_ليه عملت كدا؟!
_قصدك ليه قتـ.لته؟!
_لا، قصدي....كنت عارف ساعتها إني عامل كمـ.ين و مع ذلك رحت، ليه عملت كدا؟!
_رحت عشان كنت عارف إنك هتسيبني أقـ.تله و أنا...كنت محتاج آخد بتار.ي لمرا.تي بنفسي.
ضغط آدم على قبضته بغـ.ضب، لقد تعمد بالفعل أن يحصر رجا.ل الشر.طة بالخارج فقط حتى يتمكن القا.تل من تنفيذ خطته، لقد كان معـ.مياً وقتها بالغـ.ضب بعد أن عرف ما فعله لؤي برؤى لذا هو قرر تركه و حسب.
_انت جوزها...جوز البنت اللي اغتصـ.بها لؤي و سا.بها تمو.ت و مع ذلك...م..مش مكتوب إنك كنت متجو.ز!
_لعبت في الحقا.يق شوية ، ايه؟ جات عليا أنا يعني؟!
أجاب يقصد تز.ويره في الأوراق.
عـ.ض آدم على شفته السفلية بقـ.لة حـ.يلة.
_بس أنا عارف إن مش انت السفا.ح، ممكن تكون قـ.تلت لؤي بس اللي قبل كدا مش انت اللي قتلـ.تهم، ليه بتعمل في نفسك كدا؟ ليه بتستحمل نتيجة جرا.يم انت معملتهاش؟!
ابتسم عبد الرحمن متحدثاً بهدوء:
_تعرف الليلة اللي كنت هتقـ.بض فيها على المجر.م لوحدك؟ أنا اللي جبت و خبـ.طتك على ر.اسك من ورا ساعتها عشان متمسكهو.ش.
وسع آدم عينيه بصد.مة بينما تابع عبد الرحمن:
_و أنا كمان اللي قلت لليث إنك ظا.بط في المخا.برات، و أنا اللي كنت بديله معلومات الضحا.يا عشان يوصلهم و غير كدا حاجات تانية كتير...شفت؟ حتى لو مقتلتـ.همش بنفسي أنا ساعدته خطوة بخطوة عشان ينفذ كل جر.ايمه. 
أنزل آدم وجهه في الأرض و بدأت دمو.عه في التسا.قط.
_ب..بس هم يستا.هلوا يمو.توا، دا..دا مش عد.ل، ليه هيعد.موك انت؟!
ربت عبد الرحمن على كتفه.
_لو كان في عد.ل من البداية مكنتش وصلت هنا و عموماً...متقلقش عليا، أنا كنت مستني اللحظة دي من زمان.
مسح آدم دمو.عه و رفع وجهه ليطالعه بذهو.ل.
_مالك بتبصلي كدا ليه؟ بتول مستنياني هناك هي و ابننا، مش عارف الأ.غبية دول أجلوا الحـ.كم سنتين كاملين ليه، ز.هقت و أنا مستني.
صمت قليلاً قبل أن يعود للحديث مجدداً و كأن شيئاً لم يكن:
_المهم..سمعت إن بقى عندك ولد، الإشا.عات دي صحيحة؟!
ابتسم آدم و استنشق ماء أنفه مجيباً:
_اسمه عبد الرحمن.
طالعه عبد الرحمن بأعين متوسعة.
_و كمان سميته على اسمي؟ يعني انت كنت عارف إنهم هيعد.موني و عملت حسابك في نسـ.خة احتيا.طي مني؟! آخ من غد.ر الصحا.ب...
تحدث بدر.امية ليقهقه عليه آدم بخفة قليلاً و ما هي إلا لحظات حتى طرق الحار.س الباب قبل أن يدخل ليأخذ عبد الرحمن نحو حـ.بل المشـ.نقة.
تحدث آدم بصوت مرتفع بينما يراه يغا.در محاولاً تمالك نفسه و عدم البكا.ء مجدداً :
_ابقى....وصل سلامي لبتول..
أومأ عبد الرحمن و حرك يده بعُلم قبل أن يرحل في طريقه و أخيراً.
_____________________
بعد مرور أسبوع بكندا:
ارتدت الأراضي ثوب الثلوج الأبيض في ذلك الوقت من العام بينما كانت هناك طفلة صغيرة بأعين خضراء لامعة و بشرة برنزية تحبو على الأرض بحماس.
_أول مرة تشوف التلج.
تحدثت غزال بينما تطالعها بابتسامة واسعة.
اقتر ب ليث و احتـ.ضنها من الخلف.
_قمورة مش كدا؟!
همهمت غزال بموافقة.
_شبهك...
ابتسم ليث و كاد يجيبها لولا أحس بجسد.ها يميل بشدة فجأة لذا قام بإمسا.كها بإحكا.م حتى لا تسـ.قط.
_غزال، انتِ كويسة؟!
تحدث بقـ.لق لتجيبه:
_أنا كويسة متقلقش، بس..بس حاسة إني دا.يخة شوية مش أكتر ، خلينا نروح ال...
لم تكمل حديثها لتركض بعيداً عنه لحا.جتها للاستفرا.غ فجأة.
رفع ليث ابنته عن الأرض و ركض باتجاهها.
_غزال، انتِ متأكدة إنك كويسة؟ خلينا نروح المستـ.شفى..
نفـ.ت غزال برأسها.
_دا بسبب إني تقلت في الفطار النهاردا، متقلقش عليا، خلينا نروح أرجوك.
تنهد ليث باستسلا.م و توجه نحو سيارته ليقود بهم باتجاه العودة إلى المنزل.
ذهبت غزال لترتاح قليلاً و وقف هو لتحضير الغداء.
_بس في حاجة أنا محتا.رة منها لغاية دلوقتي..
تحدثت غزال بينما كانا جالسين يتناولان الغداء معاً بعد حوالي نصف ساعة في حين كانت لارا تحظى بقيلولة.
_ايه هي؟!
_انت جبت الفلو.س دي كلها بتاعة البيت و الشركة و العربية منين؟!
_دول بتو.عك.
أجاب ببساطة لتطالعه بحاجب مرفوع.
_أنا بتكلم بجد!
_و أنا كمان بتكلم بجد، دي فلوسك بتاعة ور.ث أبوكِ.
أجابها بينما يتذكر زيارة زياد ( عم غزال) المفاجئة له قبل سفرهما مباشرة بعامين.
"خد دول."
تحدث زياد بنبرة حاز.مة ببنما يناوله بطاقة سود.اء و شيكاً يقدر بملا.يين.
"ش..شكراً، مش عايز حاجة."
أجاب ليث بينما يتفادى النظر في عينيه بسبب شعوره بالذ.نب.
"بس دول مش ليك..دول لبنت أخويا...لغزال."
رفع ليث عينيه نحوه بصد.مة.
"ا..انت عرفت؟"
"أيوا...عارف كل حاجة."
تنهد ليث و أنزل وجهه في الأرض بحز.ن.
"أ..أنا آسف."
"ارفع وشك يا ليث، متعتذرش...في الأول و في الآخر لؤي حصد اللي زرعه بإيديه، و أنا كدا كدا عندي ابن تاني أحسن منه بمراحل..."
رفع ليث وجهه و طالعه بعدم تصديق، بدأت دمو.عه في الهبوط بينما فتح زياد ذراعيه ليرتمي في حضنه بدون تردد.
ربت زياد على كتفه متحدثاً:
"خد دول ليك انت و غزال، افتحوا مشروع و ابدأوا حياة جديدة سوا."
"ب..بس دول كتير."
"مش كتير ولا حاجة، دا ور.ث غزال و حقك في الشركة هنا بما إنك مش هتكمل، متنساش تسلملي عليها."
ابتسم ليث بينما يعيد تذكر ما حدث وقتها قبل أن يتحدث في النهاية:
_صح..نسيت أقولك إن عمك زياد بيسلم عليكِ.
____________________
بعد مرور يومين:
طرقوا باب المنزل ليفتح لهم ليث واضعاً إحدى أواني الطبخ على رأسه في محاولة لحماية نفسه بينما تستمر الأشياء في التطاير من خلفه.
شهقت رقية بقلق بينما تحدث مؤيد بتوتر:
_ا..ايه اللي بيحصل هنا؟ احنا جينا في وقت غلط ولا ايه؟!
_لا، جيتوا في الوقت المناسب عشان تنقذو.ني.
أجاب بينما ينحني ليتفادى كوباً ملقى باتجاهه.
دخلت رقية لتقترب من غزال سريعاً لتتحدث في محاولة لتهدئتها:
_غزال، اهدي، في ايه، مالك؟!
توقفت غزال عن رمي الأغراض قبل أن تجيب مشيرة نحوه بغضب:
_اسألوه هو عمل ايه!
نظر مؤيد باتجاهه بحاجب مرفوع:
_خير؟ عملت ايه في بنت خالي؟!
_والله ما عملتها حاجة، هي أول ما عرفت إنها حامل اتعصبت و بدأت ترمي الحاجة عليا.
صفقت رقية بحماس.
_طب ما حلو دا، هيبقى عندكم نونو تاني جميل، ز.علانة ليه؟!
أجابت غزال بعبو.س:
_لا مش حلو، لارا لسه مكملتش السنتين و انا يا دوب بقدر اخد بالي منها، علطول بتبكي و مش بعرف أنام منها معظم الوقت.
_معلش يا حبيبتي، منا ما يجي التاني هتكون كملت السنتين و ربنا هيعينك عليهم إن شاء الله.
_دول توأم.
تحدثت غزال فجأة فشهقت رقية و بدأت تجمع الأغراض و تلقيها معها على ليث.
_ازاي تعمل كدا فيها؟ معندكش دم ولا شعور؟ ما طبعاً...مش انتوا اللي بتربوا...
طالعها مؤيد بصدمة قبل أن يقترب منها هامساً:
_حبيبتي، احنا عايزين نهديها، مش تبقي انتِ كمان معاها.
_أيوا صح.
حكت رأسها بتوتر، ألقت الملعقة أرضاً و تحمحت قبل أن تتحدث:
_ب..بس يا غزال خلينا نبص للجانب الإيجابي، لما تجيبيهم ورا بعض هتتعبي دلوقتي بس على الأقل هترتاحي بعدين...
ضر.ب مؤيد جبهته و تنهد بيأس في حين ازداد غـ.ضب غزال و بدأت في إلقا.ء أغراض أكبر حجماً تلك المرة.
اقترب منها ليث بصعوبة و أمسك بيدها حتى يمنعها من إلقاء المزيد من الأشياء قبل أن يحتضنها من الخلف متحدثاً:
_هناخد بالنا منهم سوا، متنسيش إن احنا الإتنين فيها..
_قلت كدا ساعة لارا و أنا اللي اتدبست وحدي فيها.
طبع قبـ.لة بالقرب من أذ.نها.
_أنا عارف انتِ تعبتي معاها قد ايه، آسف يا روحي، بوعدك هساعدك فيهم و لو مقدرتش هجيبلك شغالة مخصوص.
عضت غزال على شفتها محاولة منع ابتسامة من الظهور و تحدثت محاولة تغيير الموضوع:
_و..و على كدا فين دينا؟ مش شايفاها معاكم يعني؟!
أجابت رقية بحز.ن:
_اضطرينا نسيبها في القاهرة عشان عندما امتحانات حالياً.
_خسارة، كان نفسي أشوفها قوي.
_متقلقيش، هتشوفيها الزيارة اللي جاية إن شاء الله.
تحدثت بابتسامة، لقد مرت مدة منذ أن أصبحت كل من رقية و غزال صديقتين مقربتين بعد أن حكى مؤيد لرقية الحقيقة كاملة عنها.
_المهم..جبنالك معانا مفاجئة....
تحدث مؤيد قبل أن يخرج لدقيقتين و يعود حاملاً قفص حيوانات بين يديه و ما إن رأتها غزال حتى شهقت بصدمة و ركضت نحوها سريعاً.
_روكسي!
صر.خت بينما تخرجها لتحتضنها بشوق.
لقد كانت تلك الثعلبة بمثابة تذكار ثمين من والديها، هي بكت كثيراً عندما اضطرت للسفر بدونها و ها هي تراها مجدداً بعد مرور عامين كاملين.
مسحت دموعها و تفاجئت عندما رأت ثعالب أخرى صغيرة بداخل الصندوق.
_روكسي جابت تلاتة، يعني هتبقوا انتوا الاتنين زي بعض.
تحدثت رقية فجأة لتعلو ضحكات الجميع.
__________________
بعد مرور عام:
كانت تجلس في وسط حقل ملئ بأزهار التوتية الشمالية بيضاء اللون، تهدهد ابنتها النائمة على ذراعها و تنتشر حولها ثلاث ثعالب صغيرة، في حين كان التوأم الآخر نائماً على ملائة بيضاء على الأرض بينما يتخذ جسد روكسي كوسادة.
حركت يدها بلطف على خصلات شعر ابنتها البنية الناعمة، كانت لُجين التوأم الأصغر ببشرة سمراء و عينين كهرمانيتين يختلط بهما قليل من اللون الأخضر في حين كان آسر ببشرة بيضاء و عينان عسليتان واسعتان تشبهان عيني غزال و في النهاية لارا...كانت لديها بشرة برنزية مميزة مع أعين خضراء ناعسة كأعين ليث، كان كل منهم لديه جماله الفريد و الخاص به.
تحدثت بهدوء:
_انتِ الوحيدة فيهم اللي سمرا شبهي...بس متقلقيش، السمار مش وحش، و هتلاقي واحد يحبك و يقدر جمالك زي ما انتِ...
رفعت عينيها لتطالع ليث الذي يلاعب لارا بعيداً عنهم قليلاً قبل أن تبتسم متحدثة:
_زيه بالظبط...
لاحظ ليث أنها تنظر باتجاهه فابتسم و أرسل قبلة في الهواء لها لتقهقه بلطف قبل أن تلتقطها لتضعها على وجنتها.
_________________
"أياً كان لون بشرتك و لون عيونك، أياً كان طولك و وزنك...أياً كنتي في أي مكان، انتِ تستاهلي الحب، حبي نفسك و تقبليها زي ما هي، عشان انتِ جميلة زي ما انتِ، و لو لسه محدش قالهالك...فانا بقولهالك أهو... انتِ جميلة....و أنا بحبك."   غزال
___________________
تمت بحمدلله

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات