رواية مجنونة الاسمر اسمر وجنان كاملة جميع الفصول

رواية مجنونة الاسمر اسمر وجنان للكاتبة سماء احمد هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية مجنونة الاسمر، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية مجنونة الاسمر اسمر وجنان كاملة جميع الفصول

رواية مجنونة الاسمر من الفصل الاول للاخير بقلم سماء احمد

سارت تعزف علي جيتارها بجنون في شوارع لندن حتي وصلت لمبني كبير صعدت عبر الاسانسير في الدور المخصص للطبيبتها النفسية، تحدثت الإنجليزية بطلاقة
2

جنان وهي تسند على المكتب : لدي معاد مع الطبيبه

السكرتيرة : ما اسمك ؟

جنان : جنان الأدهمي

السكرتيرة : اووه هذه أنتِ سيدتي تفضلي

دخلت جنان وتمددت بسرعه فوقفت الدكتورة والاخصائيه المصرية للأمراض النفسيه وضحكت

الدكتورة : مجنونة بمعني الكلمه جاهزة

جنان بتنهيد : جداً

الدكتورة : ابدأي

جنان بعشق : آسمر السلحدار جنوني وحبي المتملك

في الإسكندريه
في احد المنازل التي يظهر الثراء علي أهلها هناك نقاش حاد قائم بين أم وبنتها
جنان ببكاء : يا مامي والله ما ليا ذنب

شيرين بعصبية : انا بكرهك غوري من وشي ربنا مخدكيش ليه مكانه بسببك بقيت ارمله

جنان : مليش ذنب انا والله ما عملت حاجة

جميلة الجدة : أنتِ قلبك ايه دي بنتك

شيرين بصراخ : معنديش بنات ناني بس هي اللي بنتي انما جنان لا تغور من وشي

مسحت جنان دموعها وشهقت بخفه قائله : حاضر يا مامي هروح اسكن في بيت عمي

جميلة : لا البيت بعيد اوي من هنا اسكندرية مش اوضه

جنان : مش مشكله يا ناناه اهم حاجة مامي تبقي مش زعلانه هروح اجهز شنطتي

ووقفت واتجهت لغرفتها وانفجرت باكيه شعرت بمن حضنتها وهي تبكي مثلها

ناني التؤام ببكاء : جنان متسبنيش

جنان ببكاء شديد : غصب عني يا ناني

ناني : قوليلها مش همشي

جنان : هي بتكرهني اوي يا ناني انا هسيبها وامشي

ناني : خلاص هاجي معاكي مش احنا تؤام

جنان وهي تبعد وتمسح دموع ناني : لا يا ناني مينفعش خليكي جنب مامي وناناه هما كبروا وبابا راح ل ربنا ومش هيقدر ياخد باله منهم
اومأت ناني موافقه بتفهم وحضنت جنان بحزن

*****************************

في احد العمارات الكبيرة التي تحاط من اسفل بسور
كان يجلس الأب وعلي يمينه الأم وعلي يساره ابنه الأكبر آنس الذي يتميز بحدة طبعه وعيونه التي لا تخلو من الغضب وبجانبه ابنه الوحيد آشقر

الأب أحمد : فين اخواتك يا أنس

أنس : زمانهم جايين يا والدي

الأم آسيا : اكيد بيعملوا مصيبه دا طبعهم

دخل شابين احدهم في الثامنه وعشرون والآخر في السابعه وعشرون من عمرهم

إياد بمرح : احنا وش ذلك يا ست الكل

آسيا بنفي مضحك : أبدًا اقعدوا كلوا

ذهبوا وجلسوا بجانب بعضهم البعض يتهامسوا وهم يأكلوا

أحمد : عملت ايه في اخر قضيه يا آسمر

آسمر : عيب عليك يا سيادة اللو عملت ايه قال دا حتي إياد حبيبي كان فيها معايا

إياد بفخر : وبعدين مفيش حاجة تقف في وش آسمر السلحدار

آسمر : ولا إياد السلحدار يا والدي

أحمد : طب كملوا أكل وبلاش همس فاهمين يلا

أكمل الجميع تناول طعامه ولم يتهامس إياد وآسمر كالعادة حين رأوا نظرات والدهم، بعد الطعام تجمع الكل كالعادة في مساء كل يوم

آسيا : آسمر انت وإياد ابقي روح شوف خالتك

آسمر بطاعة : حاضر يا ست الكل هروح بكره إن شاء الله

إياد بضيق : لا أنا مش وش خالتي وابنها البارد عماد ده

آسمر بمرح : دا عسل بس متطفل

آسيا : بطلوا غلاسه أنتم الاتنين وأنت يا آنس أنا وابوك شوفنا ليك عروسه بنت صغيرة كدة وعسل

أنس : بس أنا......

أشقر بسعادة : هيييه يعني هيبقي عندي ماما ذي اصحابي كلهم وهتيجي معايا

آسيا بخبث : اه بس دا لو بابا وافق يا آشقر انما لو فضل رافض مش هيبقي في ماما

نظر إياد ل آسمر وكتموا ضحكتهم أما الصغير فوقف ومسك ملابس اباه ينظر له بترجي، وقف آسمر وجلس على طرف الأريكة بجانب أخاه

آشقر : عشان خاطري يا بابا وافق انا مش عندي ماما وعايز ماما وافق يا بابا

آسمر بمرح : يلا يا بابا بقى عايزين نفرح ونرقص بقى

أنس بضيق : ما تتجوز أنت يعني أنت لسه صغير

آسمر : يا أخي دا أنت قلبك أسود يعني عايزني أجيب واحده لا أعرفها ولا تقربلي وأصرف عليها
7

أنس : يا سلام على التفكير العميق

آسمر : السبب في إنشاء العمق أنا أساساً .. هاا قولت أيه ؟

آشقر برجاء : يا بابا

آنس بتنهيد : تمام ماشي

ثم رمق أمه بنظره حادة قابلته هي بإبتسامة ثم صعد لشقته لترفع يديها لأعلى وتدعي له، نظرت لابنها الوسط الذي بدأ يمرح مع ابن أخاه بسعادة وضحكت

***********************

في شوارع إسكندرية
جرت تلك الفتاة وخلفها صديقتها ثم وقفت الأولى لتفتح يديها للأخرى، وضعت الأخرى يدها وبدأ يدورا بجنون لتعلو ضحكات الاثنان

آيه : يخربيتك يا روز انا دوخت

روز مقلدة اياها : يخربيتك يا روز انا دوخت عجوووزة يا آيه

جرت هي تدور كالطفلة فضحكت آيه عليها ورفعت هاتفها تفتح الكاميرا

آيه : هصورك واوريكي ل أمجد

روز بضحك : وريها ليه عادي هو عارف انه كتب كتابه علي مجنونه ومتأقلم

ودارت ليدور شعرها الطويل حولها ثم توقفت وجذبت آيه لتدور معها فطار شعر كلاهما بروعه حولهما ثم توقفوا لتمر سيارة وبها فتاة تبكي

روز : هيييي أنتِ

نظرت لها جنان من السيارة بإنتباه وعقدت حاجبيها

روز وهي تشير بيدها : سماااايل
ابتسمت بل ضحكت ومسحت دموعها لتمر السيارة، ذهبت الفتاتان كل واحده لمنزلها ف

في منزل آيه
جلست مع اهلها بعدما بدلت ملابسها تتناول الطعام بهدوء فعلاقتها مع أهلها سطحية، وضعهما المادي ليس على ما يرام ولم يرزقهم الله سوا بأيه هذه وللأسف يدبروا أمرها ودراستها بصعوبة

ياسر : آيه

آيه وهي ترفع رأسها : نعم يا بابا

ياسر بهدوء : جهزي نفسك جايلك بكره عريس وبنسبة تسعين في الميه موافقين

آيه بصدمة : نعم ازاي ده يا بابا ؟ لا أنا لسه في دراستي

آيات الأم : ذي الناس يا آيه هو شاب كويس حاله المادي حلو هيبعدك بقا عن الفقر ده
2

آيه بحدة وهي تقف : بس انا عاجبني الفقر ده ولسه صغيرة ووضعنا مش وحش احنا ذي أي أسرة حالنا متوسط

ياسر بحزن : طب اسمعي اللي هقوله

آيه : يا بابا انا لسه صغيرة اوي

آيات : روز صاحبتك من سنك ومكتوب كتابها وحالهم حلو ووالدها دكتور ووالدتها دكتورة وعندهم مستشفي بس مفكروش في كدة بعدين أنتِ هتكملي عنده آنس شاب غني ومقدم وحلو مش وحش بعض العيوب بس اللي عنده وفي مجتمعنا مش عيوب

آيه بغيظ : ذي ايه بقى

ياسر : أنس مراته توفت وعنده ابن عمره ست سنين

آيه باستنكار : نعم ! ست سنين يعني ما شاء الله عليا هدخل أم علي طول

ياسر بحدة : بطلي طريقتك دي مفهوم وبكرة اما تقابليه قولي رأيك أة ولا لا .. يلا علي أوضتك

اتجهت لغرفتها من أمامهما وانفجرت باكية تدفن وجهها في وسادتها ..

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

في منزل روز
دخلت وهي تلعب بمفاتيح سيارتها لتجد والدها الرجل ذو السادسه واربعون عام يجلس بوقار بالرغم من صغر سنه وشكله اكثر ويقرأ فذهبت وقبلت وجنته بقوة ليضحك وهو يجذبها كالطفلة علي فخذه

هارون : مش هنبطل شغل الأطفال ده

رولا الأم وهي تخرج بغيرة : وانت مش هتبطل شغل العيال ده هي كبرت بتشيلها علي رجليك ليه

روز وهي تحاوط عنقه : عشان انا حبيبته مش أنتِ

وقبلت وجنة اباها واخرجت لسانها ل والدتها السيدة ذو السابعه وثلاثون عاما التي تبدو وكأنها اخت روز التوأم

ذهبت رولا بغيظ وبعدت روز عنه لتقف روز وتحدث مشكلة كالعادة

روز بحدة : دا بابي بتاعي انا فاهمه يا ست رولا

رولا : ودا حبيبي أنا فاهمه يا ست روز

روز مخرجه لسانها : بس بيحبني انا اكتر

رولا بغيظ : لا بيحبني انا اكتر

روز بعناد : أنا

رولا وهي تحرك كتفيها بثقة : أنا

وقف هارون وجذبهما لحضنه وطوقهما بقوة

هارون : أنا بعشقكم انتم الاتنين مش بحبكم دا اولا ثانيا انتم في قلبي مكانكم ذي بعض فاهمين ؟ باختلاف الطريقة طبعاً وبطلوا شغل العيال ده

لفت رولا يد حول خصره والأخري حول خصر ابنتهما وكذلك روز يد حول خصره والأخري حول خصر أمها ليقبل جبين الاثنان، رزقه الله بحبها والسعادة الدائمة في بيته تعويضاً عن فقدان كل من يحبه فلم يبقى له سواهما

*************************

في صباح اليوم التالي
كانت تجلس وتسند رأسها علي الشباك، تنساب دموعها في صمت قاتل تتذكر أباها ولحظاتها معه سمعت صوت عالٍ بالخارج فوقفت وخرجت

آسمر بمرح : عمدة حبيبي والله استغفر الله العظيم

عماد بضحك : دا من كتر قعدتك مع إياد

آسمر : ما علينا فين مراتك اسلم عليها

خرجت يارا من المطبخ ف سلم عليها باليد ثم جذبها يقبلها من كلتا الجهتين فوقف عماد يضربه جري لجانب خالته يحتمي بها

عماد بغيظ : لو شوفتك عملت الحركة دي تاني هخلص عليك

آسمر : حب الناس دا نعمة كبيرة

ثم نظر لخالته التي يحاوط عنقها من الخلف وتعلو ضحكاتها ليكمل : خالتي والله وما ليكي عليا حلفان وحشتيني مش اوي بس وحشتيني

سمع صوت ضحكة رائعه فالتفت وجدها تختفي خلف الحائط الخاص بالغرفة الا عيناها تظهر

الخالة مها : تعالي يا جنان هنا

خرجت فرأي دموع علي وجهها رغم ضحكتها، تاه بعيناها وهي تنظر له بفضول لمعرفة من هو، نظرت له وسيم وجدًا تري من هو ؟ لم تراه من قبل في منزل عمها

عماد : اسيبكم انا بقى طالع ارتاح منور يا آسمر مش اوي بس منور

آسمر وهو يدفع يارا من كتفها : غور ياض وخد البت دي معاك

يارا : بت وبتزوق ماشي يا آسمر

تركتهم وذهبت مع زوجها أما جنان فجلست بصمت تمسح دموعها بكمها، ثم عادت تنظر له فابتسم بسماجة

آسمر : يا طفله ليه الدموع دي ؟

عقدت حاجبيها بضيق ولم تتحدث فذهب وجلس بجانبها أما مها فتعلم سحر آسمر علي الناس، تركته معها لربما هو من يخرج الصغيرة مما هي فيه

آسمر باستغراب : زعلانه ليه ؟

جنان بحزن : مفيش

آسمر : طب بصي انا واحد غريب يعني معرفكيش ولا أنتِ تعرفيني قوليلي جايز ترتاحي

جنان بدموع تتساقط : كنت ماشيه في الشارع وكانت عربيه هتخبطني بس بابي زقني واتخبط هو وربنا خده عنده مامي كرهتني وبتقولي أني السبب انها بقت أرمله وقالتلي اطلع من حياتها وجيت اسكن هنا مع ابن عم بابا اللي هو اونكل معتز وسبتهم

آسمر وهو ينظر للقلادة التي ترتديها : بصي يا ناني

جنان : اسمي جنان

رغما عنه ابتسم وعشق الإسم وظن ان إسمها الحقيقي جنان ودلعها ناني وهكذا تكمن المشكله
4

آسمر : طيب يا جنان عارفه لو باباكي جنب مامتك هيموت لأن دي ساعته جات ودي كلها اسباب مامتك هي اللي عقليتها متخلفه متزعليش في الكلمه أنتِ ملكيش ذنب وهي متبقاش ام لو بتكره بنتها اوعي تزعلي علي حد مش شايلك من ارضك مفهوم

اومأت بتأكيد فرفع ذقنها قائلا : مش سامع

جنان بإبتسامه : مفهوم

بدأت أفكار غريبة تسيطر عليه ليشتم نفسه سرًا ثم ابتعد عنها مسافة جيدة

آسمر بهدوء : قوليلي بقى عندك كم سنه ؟

جنان : سبعتاشر سنه وأنت ؟

آسمر بضحك : لا أنتِ قوليلي أبيه

جنان بضحك : ليه ؟

آسمر : أنا أكبر منك بحداشر سنه

جنان بمرح : تنفع عريس

آسمر بمرح مماثل : وافقي وأنا هتقدم من الصبح

جنان بجدية وهي تنظر لعيناه : موافقه

كاد يتحدث ويجيب عليها لكن قاطعه صوت زوج خالته الذي أتى

معتز : آسمر حبيبي دا أيه النور ده

آسمر بتمتمة : نفس النور اللي قطعته وحضرتك جاي

معتز : بتقول حاجة

آسمر وهو يقف : بدعيلك يا جوز خالي
3

وسلم عليه ليردف معتز : اه أنت هتقولي دا أنت محدش هيوديك ورا الشمس غير لسانك ده

آسمر : حد يطول يروح ورا الشمس .. فكها كده

معتز بضحك : أنت أهبل ياض أفك أيه ؟

كاد يتحدث مرة أخرى قاطعه الهاتف فتمتم باسم أخاه ورد

آسمر : الو

إياد : دول ألو كتير أوي أنت فين يا آسمر ؟

آسمر بغيظ : هكون فين عند خالتي مها

إياد : طب تعالي بسرعة عشان نبقي مع أنس يا عم

آسمر : أنس اه افتكرت طيب جاي الوقتي

واغلق الخط ثم استأذن وذهب ليلتفت على الباب ويشير لها فاشارت له وابتسمت، جلس معتز بجانبها

معتز : ازيك يا جنان

جنان بهدوء : الحمد لله يا اونكل

معتز : اتعرفتي علي آسمر

جنان : اللي مشى اه اتعرفت عليه

معتز : متقلقيش منه آسمر شاب محترم جدًا هو أه بيهزر بطريقة تقلق بس طيب .. يبقي ابن بنت عم مها يعني نفس قرابتك هو بالرغم من هزاره بس الواحد يرتاح من الكلام معاه

اومأت برأسها بهدوء وهي تفكر ما الذي دفعها لقول هذا ؟ ربما لرغبتها في الحديث حسنًا لما قلبها يدق وبقوة ؟ لما الآن شعرت بالأشتياق ؟ وهل يمكن ان يشعر شخص بإتجاه آخر هكذا وبهذه السرعة ؟

حاولت كثيرًا عدم التفكير فيه لكن رغمًا كانت تفكر فيه وفي الحوار الذي دار بينهما

********************

في منزل آيه
تمردت دموعها بصمت وهي بحضن روز التي تمسد علي شعرها بهدوء، تحاول تهدئتها لكن الأخرى لا تقول سوا أنها لا تريده

آيه ببكاء : مش عايزة أتجوز يا روز

روز : طيب اهدي يا حبيبتي ولو رفضوا انا هقف ليهم متقلقيش وهاخدك عندي كمان بابا هيتصرف مع باباكي

آيه بمرح : متجوزيني ابوكي أحسن

روز بضحك : عشان رولا تقتلنا صح

ضحكت آيه هي الأخري وابتعدت عن روز التي مسحت دموعها وجهزتها لقدوم العريس .. انتهت روز من تجهيز آيه ونظرت لها بإبتسامة

آيات : يلا يا بنات العريس وصل

روز : حاضر يا انطي هاخدها المطبخ

ابتسمت لها وخرجت فأخذت روز آيه للمطبخ وبدأوا يحضروا القهوة معًا ..

في الخارج
دخل أحمد وآسيا وآسمر وأنس وابنه آشقر أما إياد فكان في ينهي عمل خاص به وإن استطاع القدوم سوف يأتي .. جلس الجميع مع ياسر وبعد ترحاب

ياسر : نورتونا والله

أحمد : دا نورك

آسيا : فين بقى العروسه ؟

رمقها أحمد بنظره قاتله فتحدثت آيات قائله : هنادي عليها أيه روووز

آسيا بفضول : روز مين هي عندها اخوات ؟

آيات بإبتسامة : لا دي صاحبتها وذي اختها بردك بنت الدكتور هارون المحمدي

أحمد : اه اعرف إن ليه بنت وحيدة هي دي بقى

ياسر : أيوه هي وآيه ذي الاخوات

خرجت الفتاتان وروز تكتم ضحكتها بيدها أما آيه فتقدم القهوة للكل الذي لفت انتباههم روز فكانوا ينظروا لها ثم لبعضهم
2

عم الصمت وجلست روز بجانب آيات اما آيه فرمقتها بنظرة قاتله مشتعله وجلست بجانب آسيا

آيات بهمس لروز : جدعه يا روز

روز بضحك : عيب عليكي يا انطي

نظر أنس للفتاتان لكن لفت انتباهه روز وضحكتها الرائعه علم ان الاخري العروسه لكنه تمني روز لا يعلم ان تلك سيصبح مجنونها اخاه الأصغر وسيتحول لشيطان مؤمرات لأجلها هي فقط

أحمد : ازيك يا آيه

آيه : الحمد لله ازيك يا اونكل

أحمد : ازيك يا روز

روز بمرح : اوبا للدرجه دي انا مشهوره دا لقط اسمي ازيك يا اونكل أنا فله

ضحك رغما عنه بصخب وكم تمناه لأحد من اولاده لينظر لآسمر ابنه فهي من حديثها تشبهه

أحمد : طب قوليلي بقا مخطوبه ولا لا اصلي ناوي اطلع بعروستين النهاردة

روز بمرح : هو انا مكتوب كتابي بس لو عريسك احلي انا هوافق

أحمد مشيرا علي آسمر : ايه رأيك في ده

ضيقت عيناها قليلا لذلك الشارد بجنيته وقالت : لا شكله بيفكر في واحده وباين واقع

لفت انتباهه كلامها والتفت لها وضحك فقالت : مش قولت

أحمد : يبقي إياد الصغير هيجي الوقتي لو عجبك مستعد اجوزك ليه من الصبح

روز بضحك : موافقه مش هيبقي عندي حما قمر زيك

ضحك الكل إلا انس ذلك الكئيب ونظرت أسيا ل أحمد بمعني حقا هذه التي ستعيد قلبه، لكن خاب أملها حين نظرت لملامحها فإن حدث سوف تظلم الفتاة

بعد وقت رن هاتف روز برقم أباها لتنظر للساعة في يدها ثم أجابت عليه

روز : ايوه يا بابي

هارون : روز الوقت اتأخر خايف تسوقي لوحدك ف لو كنتي هتتأخري قولي هبعتلك السواق

روز : لا يا حبيبي انا هاجي الوقتي مفيش داعي لسواق

هارون بقلق : طيب خدي بالك من نفسك

روز بإبتسامة : حاضر يا حبيبي سلام

واغلقت الخط ووقفت قائله : هستأذن انا بقى الف مبروك مقدمًا
+

فهم كانوا قد اتفقوا علي اشياء وتركتهم وذهبت وحين خرجت بسيارتها دخل هو بسيارته

***************************
جلس الاثنان وحدهما والصمت حليفهما فلم يبدأ أي منهما الحديث، رمقته أيه بضيق أتركهما أهلهما ليصمت ذاك، ترى هل تخبره أنها لا تريد الزواج أم هذا خطأ، كادت تتحدث لكنه بدأ الحديث قبلها

آنس : بصي انا مكنتش عايز اتجوز بعد مراتي بس مضطر ومش هكذب عليكي عشان ابني ولو حصل نصيب وأنتِ موافقه هتكوني مش اكتر من ام ابني وبس

آيه وهي تبتلع ريقها : يعني ايه ؟

آنس : يعني علاقه زوج وزوجه لا ولو متجوزه عشان كده ف الأحسن ترفضي

آيه بحدة : قصدك ايه ؟

آنس بسخريه : قصدي مفهوم واللي معظم البنات بيتجوزوا عشانه الأيام دي جيل منيل

آيه بصدمة : أنت إنسان زباله

آنس ببرود : تؤ هو اللي يقول الحق يبقي زباله

آيه بغيظ : واشمعنا جاي عليا أنا وتقولي كدة

آنس بلامبالة : عشان قالوا انك محترمه وانا عارف امثالك كويس

آيه بعناد : تمام انا مش هرفض الجواز ده بس عارف هعمل ايه وربي لأكسر غرورك ده واخليك تترجى البنت اللي أنت مفكرها زباله زيك

لوى ذراعها قائلاً : لسانك هقطعه

آيه وهي تدفعه : لا تقدر لا أنت ولا بلدك ويانا يا انت يا حضرة المقدم قال

قالتها بسخرية لتشتعل أعينه بغل كعيناها وتخرج تاركه إياه خلفه

آيه ببرود : بابا أنا موافقه

آنس ببرود مماثل : وأنا عايز الجواز خلال شهر والخطوبه بعد يومين

ياسر : بس.....

آيه وهي تنظر لأنس : موافقه

نظر الكل لبعضهم تري ماذا حدث ؟ لم يتأخروا ماذا قالوا ؟ هل كانوا يعرفوا بعض ام لا ؟ توالت الأسئلة في رأس الجميع لكن لم يتفوه أحد بشيء

***********************

في اليوم التالي تحديدًا منزل معتز
دخل آسمر من الباب ليجد بوجهه مباشر ابن خالته فقلب عيناه بضيق وشتمه في سره، ابتسم عماد بخبث

عماد : أيه سر الزيارة مش كنت عندنا امبارح

آسمر بجديه : فين عمي معتز ؟

عماد باستغراب : في ايه يا ابني

آسمر بهدوء : قول بس

عماد : في مكتبه
+

تركه آسمر وذهب للمكتب طرق الباب ثم دخل ليردف معتز : أهلاً يا آسمر تعالي

آسمر : حضرتك فاضي ؟

معتز بضحك : ايه الأدب ده تعالي قولي في ايه مالك ؟

آسمر وهو يجلس بتنهيد : بص هو أنت حاليا مسئول عن جنان صح ؟

معتز : ايوه انا بعد باباها الله يرحمه

آسمر : وأنا جيت اقولك اني عايزها هتجوزها عارف في فرق سن كبير وفي كمان انها طفلة لسه بس عايزها ليا مراتي

معتز بهدوء : لا الموضوع ده بمزاجي ولا مزاجك هي المفروض ت......

آسمر مقاطعاً : عارف بس جيت عشان لو لقتني باجي كتير عشانها او بقعد معاها كتير او بخرج بيها يبقي كله بعلمك مش بلعب بيها

معتز : عيب تقول الكلام ده لحد حافظك ولأن قولت الكلام ده أنا متأكد إن جنان مش هتبقي لغيرك بس رجاء مني يا آسمر متضغطش عليها

آسمر : مش طبعي وأنت عارف وصدقني اللحظة اللي هحسها مش عايزاني هبعد

معتز : يبقى كده اتفاقنا

آسمر بإبتسامه : طيب انا هقوم بقى عن اذنك

تركه وذهب بحث عنها وجدها تجلس علي كرسي جنبًا شاردة الذهن فجلس امامها مباشر يمرر يده أمامها

آسمر : تتجوزيني ؟

اعتدلت في جلستها وضحكت قائله : فكرتك هربت

آسمر بإبتسامه : حد يهرب من الجمال ده كله

جنان : ميرسي صحيح انت شغال ايه

آسمر وهو يداعب بشعره : لازم تستفسر عن العريس طيب انا ظابط يا ستي برتبة رائد ترقية جديدة

جنان : وانا طالبه ثانويه عامه

آسمر : تتجوزيني بقى ؟

جنان وهي تنظر لعيناه : قولتلك قبل كدة وبقولك موافقه

اقترب قائلا : قولتي ايه ؟

جنان بهمس : موافقه

آسمر وهو يجذبها : فاهمه دا معناه ايه

جنان بهمس : ايه

آسمر بضحك : حاجات كتيرة

جنان : حاسه إني كنت تايهه وتقريباً لقيت نفسي

حضنته بقوة فبادلها حقا غريب لما لحظات مع تلك غير حياته الذي لم يقترب يوما من فتاة ولو يفكر تفكير خطأ اتجاه فتاه هذه الصغيرة قلبت كيانه بين يوم وليلة فهو ظل طوال الليل يفكر فيها وخاصمه النوم ..

في حين هي كانت كالتائهة تمام ولا تجد أحد بجانبها واهتمامه بها بدأ يلفت انتباهها وأيضًا لم يقترب منها أحد هكذا بعد والدها

***************************

مر يوم وأتى اليوم التالي يوم الخطوبة
أنتهت روز من تزيين آيه ونظرت له بتقييم ثم ابتسمت لتنظر لساعة يدها ما زال أمامها وقت تعود لمنزلها تبدل ملابسها وتأتي، أخبرت أيه أنها سوف تذهب

آيه بقلق : خليكي يا روز

روز : هروح اغير وأمجد هيعدي عليا نيجي سوا مش هتأخر

آيه بتوتر : يوووه خايفه

روز : ليه بس والله مش هتأخر بعدين انا بدأت اقفل من لعبتك دي بلاش ده يا آيه

آيه بإبتسامة : بصراحه هو حلو وفي نفس الوقت حابه اكسر غروره وادي هكمل عنده ومش هيجي نحيتي فرحانه اوي دا اللي اسمه عريس لقطة

روز بقلق وهي تقف : شكله هيجي علي دماغك انا هروح اغير واجي

تركتها وذهبت متجهة لمنزلها بينما بعد وقت وجدت أيه  واحده لم تتوقعها تدخل عليها فآسيا أتت مبكراً عنها

آسيا : بسم الله ما شاء الله

آيه بإبتسامه : تعالي يا طنط

دخلت وجلست بجانبها قائله : انا جيت قبلهم عشان اتكلم معاكي بخصوص آنس..... بصي يا أيه أنس أطيب واحد في اخواته مش عشان عريسك لا هو فعلا كدة بس المشكله متعقد من مراته وكذلك كل الستات اللي ربنا خلقهم هي خانته يا آيه قبل ما تموت بعدين عملت حادثة وماتت هو متعقد من بعدها بقا عصبي جدا ودايما لوحده بعيد عن إياد وآسمر

آيه لنفسها : دا أيه الرواية دي معقد على حظي

أكملت أسيا قائلة : بس جواه غير كدة خليه يحبك يا آيه وبجد مش هتندمي

آيه بهدوء : إن شاء الله

بعد وقت
أخذ أنس يدها من ياسر، جلس الاثنان بجانب بعضهما وبدأت تتابع الباب فلم تأتي صديقتها بعد وقد بدأت الحفلة

آيات : مالك ؟

آيه بضيق : روز الجزمه اتأخرت اوي

وفجأة ابتسمت وآنس يتابعها وجدها تنظر ل شاب وسيم وتبتسم ثم وقفت

آنس لنفسه : من ده شكله حبيبها وجاي قدامنا كدة عادي .. حبيبها ؟ أيه الغباء ده هو حبيبها هيجي قدامنا أنا كمان بدور على الغباء واتصدر فيه

حضنته آيه فضحك وبادلها قائلا : مبروك يا حبيبتي

آيه : الله يبارك فيك

إياد بخبث في اذنه : ايه ده الحق عروستك هتتخطف

نظر له بغيظ فأكمل : البت حلوه والواد حلو ووسيم جداً تعرف لو عندي أخت كنت جوزتهاله

وقف بجانبها وجذب ذراعها فابتعدت عن حضنه ونظرت لآنس بضيق ثم قدمته للشخص

آيه : آنس خطيبي يا اونكل ودا اونكل هارون والد روز

رولا من خلفه : مبروك يا يوتا

حضنتها آيه وابتعدت قائله : دي رولا مامت روز

آسيا التي بجانبها : اهلا وسهلا اتعرفنا علي روز عسل ربنا يخليها ليكم

هارون : تسلمي وحابب أقولك خد بالك منها دي ذي روز

واكمل بحده : اللي يجي نحيتهم انسفه

آيه مغيره الموضوع : صحيح فين روز اتأخرت

هارون : جايه هي وأمجد ورانا

إياد لأمه بهمس : أما دي ابو وأم روز روز بقى شكلها ايه يا خوفي تطلع شبه سوكه العبيطة

آسيا : حتي ولو البنت سوكه اصلا مكتوب كتابها لولا كدة كنت جوزتها ليك

إياد بضحك واستفزاز : مين سوكه العبيطه

آسيا : بس متتصدمش أنت

اشارت آيه علي الساعة عاقده حاجبيها وتنظر بغضب فنظر إياد حيث تنظر يالله هذه بشرية حقا علت انفاسه وهي تقترب لتقبل آيه فحقاً روز جميلة جدًا تجمع ما بين أباها وأمها

إياد بصدمة : مين دي مش هي ؟

آسيا بإبتسامه : صح مش هي دي سوكه وجوزها

مسح علي وجهه بقوة وخرج للبلكون وطرقات قلبه العاليه لا تتوقف

إياد : مين دي انا حاسس اني قلبي هيخرج من مكانه بيدق اوي هي مش نفسها لا مش انجي لو هي كنت حسيت بنفس الاحساس انما المره دي غير .. أيه اللي أنا بقوله ده

ضغط علي قلبه بقوة وخرج ليجدها تمزح مع شاب يبدو ان هذا هو زوجها متزوجه ؟! .. لما هذا ؟ كور يده وأدار وجهه عنها يحاول تهدئة نفسه

إياد لنفسه : اهدي يا إياد الناس هتتفرج عليك

وجد آسمر اخاه يدخل ويمسك يد فتاة فقرر الذهاب له مع امه

آسيا : مين دي

آسمر وهو يحاوط كتف جنان : جنان يا أمي ان شاء الله تكمل التمنتاشر وهجيبها تعيش عندنا علي طول

فهمت ما يرمي اليه وضحكت وهي تحضنها اما إياد فكان ينظر ل آسمر ويكور يده، مسك يد أخاه يسحبه بعيدًا خطوتين وقبل أن يتحدث سمع صوت تلك الفتاة

روز بإبتسامة وفضول : هي دي اللي كانت واخده عقلك

آسمر : اه أيه رأيك ؟

روز : قم.... ايه ده مش أنتِ اللي كنتي في......

جنان بضحك : وأنتِ المجنونه اللي كانت بتلف حوالين نفسها هي وصاحبتها

اومأت بتأكيد ضاحكه بصخب بينما يتابعها إياد ولا يصدق الشبه وأيضًا الصوت كيف هذا ؟

جنان وهي تمد يدها : انا جنان

روز وهي تسلم عليها : وانا روز

آسيا وهي تشير علي إياد : دا إياد يا روز

روز بضحك : عريسي اممم وسيم واه بعاكس

آسيا : طب اسكتي لسيادة اللو يطلقك ويجوزك لإياد

اطلقت ضحكة صاخبة لتردف : مفيش مشكله انا بايعه القضية ولو آسمر بقا يبقي كدة ميت فله

عبست جنان بطريقه طفوليه فقرصت روز خدودها وبدأت تحركها يمينًا ويسارا بمرح

روز : بتغيري يا كميله أنا بهزر معاكي

آسيا بضحك : عسل يا روز

روز : طب بقولكم ايه هاخد جني ونعمل الحفلة الكئيبة دي يلا

جنان : جني ؟

روز : ايوه أنتِ جني صديقتي التانيه والأولي العروسه يلا نرقص

واخذتها للوسط واشغلوا اغاني وبدأت ترقص هي وجنان وآيه ويضحكوا بمرح بفضل تلك اما هو فكان يكاد بفتك بأسنانه وهو يراهم ينظروا لها وهي تتمايل خرج وقاد سيارته بسرعة بعيد عن هذا المكان

إياد : هو أيه اللي أنا بعمله ده .. عشان شبه أنجي ؟ شبهها ولا مش شبهها أنا عايزها وهخليها بتاعتي

*****************

مر اليوم وفي اليوم التالي
ذهب آسمر الي جنان لم يجدها بغرفتها بل وجدها تجلس وحدها كالعادة .. زفر بحزن لحزنها لكن بالتأكيد لن يتركها هكذا، اتجه لها وسحبها لتقف

جنان : آسمر

آسمر : الجو الكئيب ده مش عايزه من يوم ورايح

جنان : طيب سبني أنت ساحبني ذي الحمار كده ليه ؟

آسمر : تؤ واسكت يا حمار

ثم أخذها لغرفتها دخل وجعلها تجلس على سريرها ثم جلس أمامها مباشر واردف : عيطي

جنان باستغراب : اعيط ليه ؟

آسمر : عيطي وخلاص انا بقول عيطي اتكلمي انما متضحكيش وانا معاكي واما امشي تزعلي

جنان وهي تشير بجانبها : ممكن تيجي تقعد جنبي

جلس بجانبها فاندفعت لحضنه تمردت دموعها وشرعت بالبكاء بقوة حتي انها صرخت من أم قاسيه واب تركها وأهل لم يسألوا عنها أه لو تعلمي يا صغيرة انك اخذتي هذا الآسمر من حياته لحياتك ليصبح المك المه، مسح دموعها حين صمتت وقبل جبينها

آسمر : بحبك

ابتسمت رغما عنها فهو لأول مرة يقولها مهلاً وكم مرة التقيا، أكمل قائلاً : ممنوع العايط عايز مذاكره وبس فاهمه عشان أم السنة دي تخلص واخدك عش الزوجيه بقا

جنان بعبوس : طيب بس مبعرفش اذاكر لوحدي

سحبها واخذ كتاب قائلا : حلوه المادة دي يلا

جنان بضيق : كيميا

آسمر : بحبها

جنان : خلاص ذاكرها ليا المستر الغلس بدأ لينا بالعضوية وهي باردة أوي

آسمر : هنشوف الباردة دي

وبدأ يشرحها لها وهي تستمع بإنتباه فهو كان يعشقها واستطاع أن يوصل لها المعلومات، انتهي أخيرًا وقفت وقبلته من وجنته

جنان بمرح : قمر وربنا تنفع مستر

آسمر : جنان من هنا ورايح عايز اسمع ضحكتك ومش عايزك تزعلي ولا تفكري في الماضي مفهوم

جنان بإبتسامة : مفهوم

***************

في منزل روز
جلست تتناول الطعام مع والدها فاستمعت لصوت الجرس لتردف : خليكو هقوم أفتح

اتجهت وفتحت الباب لتجده الحارس ومد يده لها بطرد قادم باسمها .. زادها الفضول لتعلم من ارسله ففتحته فورا وحين رأت ما به اتسعت حدقتيها بصدمة

صور لخطيبها مع فتاة ليل في أوضاع سيئة، تمردت دموعها في صمت وذهبت لأباها اعطته له
روز وهي تبتلع ريقها : عايزة اتطلق

هارون : مش هتفهمي

روز : لا ركز يا بابي في الصور هو سكران مش في وعيه وانا ميشرفنيش اتجوز واحد بيشرب ف عايزة اتطلق

رولا : طب اهو مش خاينك بمز ...

روز : هتكوني مبسوطة لو شرب وجيه يوم اعتدي عليا أو ضربني يا مامي

هارون بهدوء : هرن عليه وعلى مأذون بس وربي يا روز ان شوفت دمعه منك هيبقى ليا تصرف تاني معاه فاهمه

اومأت موافقه برأسها ومسحت دموعها ليأتي بعد وقت فوضع هارون امامه الصور ابتلع ريقه

هارون بهدوء مميت : هتطلقها ولا......

أمجد وهو يغمض عينه بقوة : روز أنتِ طالق

هارون : ابدأ يا شيخنا
5

****************

ابتسم بخبث وهو يجلس بمكتبه فهو من فعل كل هذا ورغما عن أنف الكل ستصبح ملكه دخل اخاه عليه، من أسوأ صفات إياد أنه إذا اراد شيء له أخذه ولا يستطع أحد منعه

آسمر باستغراب : في ايه مالك فرحان ليه ؟

إياد : مفيش عملت حاجة كدة

آسمر بحدة : إياد

إياد بإبتسامة : طيب انا عايز اتجوز روز البنت اللي قابلتها امبارح

آسمر : بس دي.....

إياد بخبث : طلقتها من جوزها النهاردة

آسمر بصدمة : بتهزر ؟

إياد : تؤ وهتجوزها وهتكون مراتي وبتاعتي

آسمر بصدمة : مش مستوعب بجد طيب هتعمل ايه

أياد : هحببها فيا بس ده محتاج تفكير لأن ناوي فرحنا يبقي مع أنس
+

نظر له وهو يحرك رأسه لأعلى وأسفل بهدوء ولا يعلم ما عليه قوله لأخاه ايمنعه من هذا أم يتركه يتجاوز أنجي

*********************
بعد مرور أسبوع
جلست أية أمام روز التي ارتسم الغضب على ملامحها وتشعر أنها سوف تطرق رأس صديقتها بالحائط فهي تصر على ذهابها معها لمنزل أنس

آيه بخبث : تمام هرن واقول مش هروح

روز بنفاذ صبر : ليه يا آيه ؟ بعدين اروح ليه انا مليش علاقه بيهم

آيه بإبتسامة : والله طب أنتِ مطلوبه بالإسم

زفرت روز بنفاذ صبر فصديقتها لن تكف عن هذا ولن تتركها وتذهب : يووه طيب هقوم البس

ووقفت ذهبت ارتدت فستان كشمير للركبه ذو كم يصل لمعصميها وتركت لشعرها العنان

آيه بمرح ولهجة مضحكة : بنت بهوات يا بت عليا النعمه بنت.....

روز وهي ترفع شعرها بتمثيل : بس يا لوكل ايه بهوات دي

آيه بتوعد : بقى كدة

روز بمرح : ايوه كدة

وقفت آيه وجرت خلف روز الذي جرت بسرعه وعلت ضحكاتهما سويا وهي تدور حول والدتها التي ضحكت بصخب مثلهم فهي تفرح لفرح الفتاتان أي كان هو

****************

في منزل السلحدار
وقف أسيا في المطبخ تنهي الطعام أخيراً فاليوم بالنسبة لها سوف تحضر زوجات أولادها أجل فهي تتمنى أن تكون تلك روز من نصيب ابنها الأصغر إياد، وقف إياد يساعدها هو وابن أخاه آشقر

أشقر بسعادة : انا فرحان اوي يا تيته

أسيا بإبتسامه : دايماً يا رب بس ممكن تقولي السبب يا قلب تيته

أشقر : ماما آيه جايه هنا

أسيا بضحكة بسيطة : ربنا يديم فرحك

آسمر بصوت عالي وهو يدخل : ياللي هنا احنا جينا

إياد : تعالي احنا في المطبخ

دخل وهو يمسك يد جنان ثم عرفهما عليهما لتجد ترحاب قوي منهم لها فابتسمت باطمئنان .. وقفت تساعد أسيا التي لم تعترض

أسيا : أيوة ساعديني يا مرات ابني يا قمر

آسمر وهو يحاوط عنق أمه من الخلف : هنبدأها استغلال يا حاجة ولا أيه لا بقولك أنا الوسطاني يعني مراتي تبقى ملهاش لازمه

أسيا : متدخلش بينا أفضل

آسمر : عُلم يا ست الكل بهزر معاك

جنان بإبتسامة : مسيطرة

هزت رأسها بتأكيد وإبتسامة ثم بدأت تساعد أسيا لتجده يهمس بجانب أذنها : حبيبي

جنان : اممم

آسمر : بعد الجواز هتقفي الواقفه دي لوحدك فاستمتعي
2

جنان : ليه ان شاء الله مش هتساعدني

آسمر : هساعدك بس بطريقتي يعني حضن تعلي من المعنويه بوسة ي.....

ضربته علي صدرة بقبضتها فضحك قائلا بصوت عالي : عجبك يا أمي طفله في ثانوي تضرب الرائد آسمر السلحدار

آسيا بضحك : اكيد الرائد هو اللي قل ادبه
2

آسمر : ابدا دا انا بقولها بعد الجواز مش هساعدها هاجي اديها بوسه وحضن يعلو من معنوياتها
3

شهقت جنان واتسعت عيناها فضحكوا جميعا بصخب كأنهم معتادين على وقاحته ليرن الجرس

إياد : هروح اشوف مين بدل ما بابا يجي ينفوحنا

تركهم وخرج فتح الباب سرعان ما ابتسم بوسامه حين رأها ود لو يجزبها لحضنه لكن صبرا قريبا ستكون لك قولا وفعلا

إياد : اتفضلوا نورتونا

آيه بخجل : دا نورك ف.في....

إياد : ماما وجنان في المطبخ تعالوا

واشار لهما فدخلوا سويا يمسكا يد بعضهما ثم ينظرا لإياد بحذر شديد لاحظه ليكبت ضحكاته بصعوبة ثم أشار مرة أخرى بإتجاه المطبخ

آسمر : يرضيكي يا أمي مش راضيه تديني بوسه صغيره
2

أسيا بحدة وضحك : بطل يا آسمر

آسمر وهو يترك ما بيده : الصغير يغمض عينه
1

وجذب يدها لحضنه يدفنها به فمسكت قميصه وبخجل تحاول دفعه عنها ليغمز له إياد الذي دخل خلف الفتيات

إياد : جريء ياض تربيتي

آسمر : تربية.... ولا اقولك بلاش
4

وبعد سلامات جلسوا سويا علي الطعام وإياد يفترس ملامحها يتسأل هل هي حزينه لأجله ام لا ؟ لاحظت روز نظراته المتواصلة لها فأشاحت بوجهها عنها وظهر الامتغاض على ملامحها .. تجمعت الكل بعض الطعام وتعمد إياد الجلوس أمامها مباشر

أسيا : عامله ايه يا روز وخطيبك

ابتلعت ريقها بحزن وقالت : انفصلنا

ابتسم إياد بخبث ليردف أحمد بمرح : اظن الوقتي مفيش عائق اني اخدك لأبني إياد

اتسعت عيناها فهي ظنته من الأول يمزح أما إياد كان يود ان يضم اباه وبقوة ويشكره على ما يقوله .. قررت روز الفرار من الموقف بطريقة لطيفة

روز : لا يا اونكل انا مش مستعدة اخوض تجربه جديده وانا شايفه اني لسه صغيرة يمكن لو كنت استنيت لما كبرت شويه مكنتش اخدت لقب مطلقه من قبل ما اتجوز وبعدين أستاذ إياد اكيد مش هيحب يتجوز واحده مطلقه
2

رمقها بنظرة حادة يشوبها الغضب وهو يعلم جيداً أنها تتهرب من الموقف لكن بطريقة لطيفة .. نظر بإتجاه والده الذي قال

أحمد بهدوء : يا بنتي بالنسبه لأي حد من ولادي مش هيهمه اللي بيحبها ان كانت ارمله مطلقه اهم حاجة يكون بيحبها وبتحبه .. انا مش حابب اضغط عليكي

روز لنفسها : أحبها وتحبه أيه هو أنا لحقت أعرفه بعدين دا باين عليه مش سهل وعينه يندب فيها رصاص

ثم رمقت إياد بنظرة حادة ليبادلها إياها بغمزة وقحة جعلت عيناها تتسعا ثم قالت بضيق واضح

روز : اللي فيه الخير يقدمه ربنا

أحمد : عامله ايه يا جنان في المذاكره

جنان بعبوس : متعرفه علي واحد كدة ما عليه غير ذاكري واتزفتي
1

رفع حاجبه لها فوضعت يدها علي فمها وصمتت ليضحكوا بصخب ثم قال إياد : تعجبني سيطرتك

آسمر : عيب عليك

وجدت أسيا أن ابنها في وادي تاني لا يشعر بهم حتى يندمج فنظر لأيه التي تنظر للكل وتمسك يد صديقتها بتوتر

أسيا لابنها : أنس خد خطيبتك واقفوا علي البلكونه

رفع رأسه لوالدته وظهر الامتغاض على ملامحه وكذلك الغضب فأشارت والدته له بعيناها ليقف ويتجه وخلفه أيه التي سحب يدها ثم دخلا ليغلق الباب عليهما

أنس بضيق : فرحانه كدة

آيه بغيظ : وانا كنت قولت خدني

أنس بحدة وعصبية : اعمليهم عليا بعدين ايه اللي جابك في واحده محترمه تجي بيت اهل خطيبهم ولوحدها مع صاحبتها كمان

آيه بغضب : انا محترمه غصب عنك وبعدين انا لو جايه عشانك مش جايه روح شوف نفسك في المرايه الواحد اصلا يقرف يبصلك

آنس بصدمة : نعم دا انا نص بنات مصر هتموت عليا

آيه : ليه كنت عمر الشريف

آنس : انا احلي

ضحكت بسخريه فمسك ذراعها وادارها ليصبح وجهها مقابل وجهه

آنس بحدة : اخرسي

آيه : هو بمزاجك

آنس : اومال بمزاجك اول قاعدة اياكي ثم اياكي تعلقي قدامي

آيه : انا مش شغاله عندك

مسك فكها بقوة قائلا بفحيح : هنشوف الموضوع ده بعد تلت اسابيع

ودفعها قائلا بحدة : غوري في داهيه

تجمعت دموعها لا تعلم خوفا ام حزنا لتردف بحدة : غورة تاخدك

نظر لها فانطلقت جريا من أمامه لتقف أمام روز تنظر لها بمعنى يذهبا

روز : عن أذنكم بقا اتأخرنا

إياد بإندفاع وهو يقف : استنوا هوصلكم

روز : معايا عربيتي

إياد : هوصلكم انا وهبعت حد يجيبها ليكي من الصبح عشان الوقت اتأخر يلا ومفيش اعتراض

نظر روز لأيه التي هزت رأسها موافقة ثم نزلت الفتاتان مع إياد بينما أشارت جنان لآسمر ليأخذها للمنزل هو الأخر 

***************

في سيارة آسمر
جلست جنان بجانب آسمر في السيارة ولم تتحدث كذلك هو فكان الصمت يعم المكان قاطعته هي

جنان : آسمر اوقف آسمر

نظر لها ثم اوقف السيارة فخلعت الحزام ومسكت كتفه ثم احتضنته بقوة استغرب حالتها المتغيرة كثيرا ليجدها تدفن رأسها بعنقه

آسمر بقلق : مالك ؟

جنان بحزن : مش عارفه مخنوقه اوي ومش عايزه اسيبك

آسمر : لو عايزه نرجع واكلم خالتي اقولها هتباتي عندنا

جنان : تؤ سبني كدة شويه

ونذهب بعد مرور سنه وثلاثة أشهر
الدكتوره بهدوء : طيب ليه كنتي متعلقه ب آسمر اوي بالرغم ان الفترة اللي عرفتيه فيها قليله

جنان : مش عارفه بس حسيت بعد وفاة بابا اني مليش غيره كان يوم عن يوم حبي يزيد ليه

الدكتوره : مفكرتيش ان ممكن ميكنش حب ويكون تعلق

جنان : لا كان حب وحب حقيقي كمان

الدكتوره : طيب ناني عرفت آسمر ازاي

******************

نعود للوقف الحالي بالنسبه لنا
جلست روز بجانبه بعدما نزلت أيه من السيارة وبرغم المواقف التي بدرت منه إلا أنها لم تكن خائفة أبداً لكنها قررت النظر للخارج لتجاهل نظراته

إياد : أنتِ رافضه الجواز ليه بعده للدرجه دي بتحبيه

روز : تؤ مش حب كان تعلق لو حب ف اللي بيحب بيسامح وانا قرفت منه اما......

صمتت ولم تكمل فاردف : اذا كان كدة حددي ليا معاد مع باباكي

روز : لا انا مش.......

نظرت له بصدمة حين أوقف السيارة وتحولت ملامحه لأخرى زادت من توترها وكادت تفتح الباب لكنه تحدث

إياد : انا غيرهم كلهم وانا بحبك

روز بسخرية : سبحان الله من كم يوم

جذبها له فاتسعت عيناها سرعان ما بعدت وانفجرت ضاحكه بقوة حتي ادمعت عيناها اما هو كور يده بقوة حتى لا يضرب رأسها في الباب

إياد بحدة : اخررررسي

نظرت له لتتجمع دموعها فأكمل : أسف

روز بسخريه : العب غيرها انا فيا اللي مكفيني حب دا انت داخل علي كبير اوي بعد اسبوع ومشفتنيش إلا مره كدة كتير علي قلبي والل بتلعب عليا ليه بقى

عاد يجذبها له من ذراعها ثم قال : بلعب ومين قالك اني شوفتك مره واحدة انا شوفتك في اليوم علي الأقل اربع مرات مستني اللحظة اللي اخد فيها فرصه تكوني بتاعتي وأنتِ بتضحكي الفرصه جات وانا مش هسيبك

روز بصدمة : أنت.... أنت مجنون

إياد بحدة : مجنون بيكي يا روز وهتبقي بتاعتي وهنتجوز مع اخويا

روز وهي تدفعه : نجوم السما اقربلك

إياد بخبث : يبقي مش هتيجي الا بطريقتي إما توافقي برضاكي او بطريقتي حتي لو هقتل أمجد

تصنمت وشهقت بفزع فقال : ايه مصدومه ليه بقولك مجنون بيكي وبرضاكي او.......

روز : مش بالطريقه دي مستحيل اوافق

ادار السيارة بقوه وغير الطريق فصرخت به

روز : اوقف رايح فين اوقف انت انسان مجنون

ظلت تصرخ لكنه لم يستجيي ووقف أخيراً أمام منزل أمجد وجدته يأخذ سلاحه من السيارة ونزل جذب ذراعها وخبط علي الباب بقوه، فتح أمجد ليدخل بها ويمسك أمجد ويجلسه على كرسي، ويضع المسدس علي رأسه

إياد : قولتي ايه بقى ؟

أمجد بصدمة ورعب : في ايه انت مين

إياد ببرود : انا اللي شربتك وانا السبب في طلاقكم وانا اللي هقتلك بس متقطعش لو هي رفضت

روز : أنت مجنون لا أنت إنسان مريض

إياد بصراخ : ردي هتوافقي ولا اقتله ليكي

روز : مستحيل اتجوزك يا مريض

وفي لحظة كانت طلقه تخترق كتف أمجد صارخا : مش سامع قولتي ايه

شهقت بفزع وتساقطت دموعها أما هو وبكل شر يتكأ علي كتفه ليصرخ أمجد بوجع

روز برعب : سيبه سيبه انا موافقه هتجوزك بس سيبه والنبي

وانفجرت باكيه فتحدث هو بصوت جوهري : تطلع بره مصر كلها فاهم وان حد فيكم لعب بديله انا هقتلك فاهم أنت

تركه ينزف ثم جذب يدها وهي تنظر ليده الملوثه بفزع وحين وصلوا للسيارة مسح يده بمناديل واحتضنها بقوة كأنه يريد ان يدخلها بأضلاعه

ثم بعد وجهها وبدأ يقبل جبينها ووجنتاها وانفها وذقنها بهيستيريه ليعود ويثبتها في حضن رغم بكائها وخوفها منه إلا أنه لم يتركها

إياد : قلبي وقع فيكي من أول اما شوفتك ومش هسمح تبقي لغيري

روز ببكاء : انت ايه لحقت بالسرعة دي أنت بتأذيني كدة حرام عليك ابعد

إياد : بالعكس ووعد هخليكي أسعد إنسانه في الدنيا بس متزعليش مني

اغمضت عيناها بقوة واضطراب فابتعد وجعلها تركب وركب اوصلها لمنزلها

إياد : بكره هاجي انا واهلي قولي ل باباكي تمام ولو لعب......

روز مقاطعه بجمود : طيب

تركته ونزلت وهو ينظر خلفها دخلت وجدت اباها يقف بقلق

هارون : كل ده يا روز مبترديش علي فونك ليه

تنفست الصعداء لتكتسب قوه معتادة وتحدثت : مفيش اندمجنا وإياد وصلنا

هارون بإستغراب : إياد مين ؟

اغمضت عيناها محاوله اكتساب الخجل وتذكرت حين كان يضمها لأحضانه لتتنهد بصوت مسموح ثم تحدثت

روز بخجل : اخو أنس يا بابي وهو يعني اونكل احمد باباه قالي أنه عايز يعني انا وإياد....... بكره هما عايزين يجوا بكره

رولا بهدوء : روز أنتِ لسه خارجه من تجربه واظن ان مش وقته

تحدثت مسرعة لإقناع والدها أكثر : لا يا مامي وقته انا مش عايزه اقف عند أمجد بعدين إياد مختلف وبصراحه مش عايزه ارفضه هو انسان كويس جدا واهله طيبين اوي

هارون بهدوء : احنا في أمجد مضغطناش عليكي يا روز ولا في إياد هنعمل كدة بس الأول لازم اسأل عليه انا من الاول مكنتش مقتنع ب أمجد والوقتي لو مقتنعتش ب إياد هرفضه مفهوم

تنهدت بصوت مسموع قائله : مفهوم مفهوم يا بابي

وتركتهم وصعدت لغرفتها وضعت يدها علي وجهها وانفجرت باكيه حدث معها كما يحدث بالروايات لكن الآن هي تكرهه وكثيرا هو مريض كاد ان يقتل بسببها
وجدت رساله تصل ل فونها فتحتها

"مستحيل تبقي لغيري انا لا أمجد ولا إياد ولا ميه زيهم يبعدوكي عني يا روز انتي بتاعتي لوحدي وهقتل إياد اللي لمسك ده...... مهوسك"
11

نظرت للفون بصدمه وحركت رأسها بزهول

روز : اكيد إياد بس ازاي مستحيل يبقي أمجد..... ولا إياد
+

مسحت علي وجهها بعنف تفكر من المهوس الثاني لكي يا روز
13

****************
دخل آسمر منزل خالته واتجه لها حيث تجلس على الأريكة ليتمدد ورأسه على فخذها دون القاء السلام وكذلك هي لم تتحدث اكتفت بالعبس في شعره

آسمر باستغراب : مالك في ايه ؟

جنان بحدة : مفيش يا أستاذ

آسمر : أستاذ يبقى في حاجة

جنان بإندفاع : مجتش امبارح ليه رد عليا

آسمر بهدوء : كنا بنطلب روز ل إياد وكنت لسه هقولك خطوبتهم يوم الجمعه وفرحهم مع آنس

جنان بسعادة : بجد يا ريت كان فرحنا معاهم

آسمر بغمزة : عادي ممكن نعمل فرح معاهم لو عايزه

جنان : أنت قليل الادب

آسمر بضحك : يا بنتي أنا قولت حاجة ؟ أنا بقول فرح بس

جنان بحرج : أه تمام معلش

علت ضحكاته وجلس ثم أخذها في حضنه يضمها بقوة، ضمته اكثر وهي تضحك وتستنشق عطره التي أصبحت تميزه أما هو يتمالك نفسه حتي لا يخطيء معها فأي يكن ما تقوله بأنها تحبه هي مازالت طفلة وأجل بعده كالنار وقربه أسوأ لكن مهلا يفضل قربه عن بعده

جنان : آسمر

آسمر : نعم

جنان : عايزه اكل كيك بالشكولاته نفسي فيه

آسمر بإبتسامة : طيب ساعه ومش هتأخر تمام
1

وقبل وجنتها مطولا ثم وقف وذهب أما هي ظلت قرابه الربع ساعه ثم وجدت احدهم يضع يده علي عينيها مسكت اليدين لتجدها صغيره تحفظها عن ظهر قلب

جنان : ناني

تركتها فالتفتت وحضنتها بقوة مبتسمة بسعادة تسألها عن حالها وكذلك الأخرى

ناني : وحشتيني أوي يا جنان

جنان : وأنتِ كمان

جلست مع أختها تتحدث معها عن حالها أحياناً وعن سعادتها بقدومها .. تتحدث ولا تتوقف وكذلك الأخرى فهي وحدها بالمنزل وعماد ويارا في شقتهما في الأعلي

ناني بتنهيد : كده خلصت عايزه مايه

جنان بإبتسامة : هقوم اجبلك واعمل لينا قهوة تمام

ناني : تمام متتأخريش

تركتها وذهبت الي المطبخ الذي يبعد غرفتها وفجأة شعرت ناني بيدين تحضنها من الخلف ثم همس لها

آسمر : أتأخرت يا حبيبي أسف

وقبل شعرها أما الأخري علت خفقات قلبها بقوة اثر احتضانه لها فلأول مرة يقترب منها شخص هكذا

آسمر بإبتسامة : هروح انا بقى عشان إياد عايزني وهاجي بكره بحبك

قبل وجنتها ثم تركها وذهب أما هي فاستدارت لتلمح وجهه وجدته يلتفت ويرسل لها قبلة بالهواء ثم مشى جلست متصنمة وجرت للشباك لتراه يركب سيارته شاب شديد الوسامه ومتألق تري من هو ؟

جنان وهي تدخل : القهوة والمايه أيه ده اسمر جاب الكيك

ناني بصدمة : آسمر مين ؟

جنان بإبتسامه وعشق : حبيبي آسمر تعالي هحكيلك عنه

وبدأت تقص لها عنه لا تعلم انها هكذا تزرع عشق بقلب اختها اتجاهه
4

الدكتوره : بس حسب ما حكيتي ليا عن ناني هي بتحبك أوي

جنان : صح ناني بتحبني اوي بس حبت آسمر اكتر مني والحب ذي ما بنقول اعمي ماشفتش غيره

الدكتوره باستغراب : طب عرفتي أنه حضنها ازاي ؟

جنان ببساطة : من آسمر

الدكتوره : وقولتيله عليها

جنان بحزن : لا مش عارفه ليه بس خوفت ليحبها عني أو يسبني يعني أنا مخوفتش من ناني بس خوفت من آسمر

الدكتوره : وحصل العكس

جنان : للأسف

الدكتوره : طيب يا جنان ايه سر القلادة يعني أنتِ جنان والقلادة اللي معاكي بإسم ناني وناني العكس

شعرت بالندم الشديد لتنفيذ ما ستقوله : بابي جاب لينا القلادتين واداني قلادة ناني وقلادتي ل ناني قال عشان نبقي قريبين دايما من بعض كل أما نشوفها ودا كان تفكيره

الدكتوره : تمام يا جنان كملي

********************

في اليوم التالي
اتجه آسمر لجنان بعدما عاد من العمل ليجلس معها وبدأ يتحدث عن البارحة لكنها لم تكن تعلم شيء فهي لم تكن التي يقصدها .. ظلت تستوعب قليلاً أنه يقصد ناني فبدأ تفكيرها يتجه أن والدتها فضلت أمها عليها فربما يفعل آسمر نفس الشيء فقررت الكذب

آسمر : يعني أنتِ مش فاكره

جنان بتوتر : لا أزاي فاكره كويس أوي

آسمر بتساؤل : صحيح كنتي راحه حته

جنان : لا عادي اصلي كنت بشرب قهوة ووقعت عليا

آسمر : طب يلا ذاكري

اتجهت لتجلس بجانبه ثم نظرت له لتندفع بحضنه وتحدثت قائلة : هو انت ممكن في يوم تسبني او تبطل تحبني

آسمر : بطلي هبل

جنان : رد علي قد السؤال

رفع ذقنها قائلا : لو كنت ناوي مكنتش قربت ولا حتي قولت ل جوز خالتي انك بتاعتي أنتِ روحي يا جنان

جنان بخوف : طب احضني اوي

قبل جبينها وهو يزيد من ضمها ليشعر بتأنيب الضمير فربما لا يكون هذا حب من ناحيتها ويكون مجرد تعلق به .. أخذ نفس عميق مرددا أنه حتى لو كان لن يتركها حتى تقع بحبه حقيقي

******************

اتي يوم خطوبة إياد من روز
جلست روز على سريرها تربع أرجلها وتفكر في ذاك الشاب التي سوف تخطب له وأيضاً الذي لا يكف عن إرسال الرسائل الغرامية لها .. فاقت على صوت والدتها

رولا : روز حبيبتي إياد هنا عايز يشوفك

روز وهي تبتلع ريقها : دخليه

دخل إياد وابتسم بعشق وهو يري من ملكت قلبه، جلس أمامها جذبها وتنفس انفاسها التي اصبحت ادمانه كصاحبتها فاق على دفعتها له بحدة

إياد بهدوء : المأذون تحت هنكتب كتابنا

روز بدموع : لو بتحبني سبني

إياد : عشان بحبك مش هسيبك إلا بموتي

وجذبها لحضنه فبكت بين احضانه تشعر الآن بالأمان ولأول مره بجانب أحد غير أباها حتي أمجد لم تشعر هكذا .. هي خائفة أجل خائفة من ذاك الشخص أكثر من إياد نفسه

المأذون : بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

صفق الكل ووقف إياد وبجنون حملها ودار بها بسعادة وعمت السعادة المكان لسعادة إياد

أحمد : استني يا شيخنا اكتب كتاب ابني الكبير وخطيبته ولا ايه رأيك يا ياسر

ياسر : الرأي رأي الولاد هما اللي هيتجوزوا

أحمد : يبقي نبدأ

وبالفعل تم كتب كتاب أنس وآيه اللذان لم يعترضا أبداً فلا مجال للاعتراض ولا رغبة أيضاً

آسمر : مينفعش كتب كتابي أنا وجنان ؟

أحمد بضحك : مش الوقتي الصبر يا ابني

جذبها آسمر لحضنه قائلا : هصبر بس وربي لأتجوزك

ضحكت وضحك الكل وهناك من ينظر لهما بحسد حقيقي ورغبة أن يمتلك مثل هذا الحب وهذه الحياة

في مكان ما
أخذ آنس آيه ونزل بها لمكان هاديء ليس به أحد ووقف ينظر للفراغ ويكور يده بقوه انقطع آخر أمل يشعر به اتجاه روز فهي الآن اصبحت ملك ل شخص واحد وتري من إياد اخاه الأصغر الذي يعتبره ابنه .. من شعر بشيء اتجاهها تبخر كل شيء يخصها

آيه بغيظ : أنت جايبني هنا عشان تسكت

آنس ببرود : اخرسي

آيه بصراخ : وإن مخرستش هتعمل ايه يعني بني آدم مستفز ومعندكش دم

جذب عنقها مطبقا عليه أنامله بقوة قائلاً بحدة : قولتي ايه ؟

مسكت يده وهي تشعر بالأختناق حاولت الصراخ لكنه لم يتركها حتى رأى ازرقاق ملامحها فتركها وجذب شعرها

آنس بصراخ : ردي عليا قولتي ايه ؟

لم تتحدث بل انسابت دموعها بصمت وألم يظهر على ملامحها تحاول الفرار منها وحين زاد من جذب شعرها صرخت فأسكتها بطريقة بداية بقوة ثم تحاول للين وابتعد ليقول ما أتى بباله

آنس : بحبك يا روز
11

اتسعت عيناها ودفعته عنها وهو تصنم ماذا قال ؟ هل .. ؟ زوجه اخاه هي أما أية تمردت دموعها بغزارة هل يحب اقرب الناس لها ؟ هل دق قلبه لواحدة وكانت نفسها....... ؟

آيه ببكاء : روحني

آنس مستعيد بروده : يلا

أخذها اعادها لمنزلها وهي تمسح دموعها بحزن وقهر لا يزول أبداً بل تولد لتوه وتعلم إن قالت لأهلها أنها لا تريده ماذا سيكون ردهم .. شعرت أن الذل كتب عليها ولا فرار

************

في منزل روز
اجتمع إياد مع روز في الصالون وحدها وهي تبكي ليس لأجل زواجها منه بل لأجل الرسائل التي تأتي لها انه سيقتله وانها له وسيأخذها تكره الليل لهذا اما هو حزين لأجل دموعها وحين فاض به الكيل جذبها لتقف واجلسها بجانبه يحاوط كتفها فزاد بكائها وتلقائي حضنته

إياد بحزن : يا روز وربي بحبك وهخليكي تحبيني ليه كل ده

روز ببكاء شديد : مش بعيط عشان كدة والله .. دي روح بني أدم في رقابتي يا رب .. احضني

حضنها بقوه وسعادة وهي تضمه أكثر خوفا أن يتركها لحظة ويصيبه شيء لا تعلم لما تخشي فقدانه هل هذا بوادر حب أم لأنه إنسان وإن حدث له شيء سوف يضع ذنبه في عنقها

إياد : طب بتعيطي ليه ؟

مسحت دموعها بملابسه وقالت : مفيش

بعد وجهها ومسح آثر دموعها وقبل عيناها بحب ثم حضنها يمسد علي ظهرها

إياد : ممنوع تعيطي من النهاردة فاهمه ؟

روز : هو انا فيا أيه مميز حببك فيا للدرجه دي

إياد وهو يداعب وجنتها : كل حاجة فيكي حلوه شخصيتك شكلك دمك خفيف بس أنا اللي شدني ليكي قلبي وبس

روز بهدوء : طب عايزه انام قوم روح

ضحك بصخب قائلا : وقلة ذوقك بردك

رغما عنها ضحكت هي الأخري لكن توقفت تتأمله حقا يمتلك الكثير من الوسامه وضحكته رائعه انفه الحاد عينه حاجبيه ولحيته التي يبدو أنه يزيلها أول بأول بسبب شغله أكيد فهي علمت أنه ضابط .. ظلت معه بعد الوقت ثم أخبره انه سوف يذهب وبالفعل خررج ليجد هارون أمامه الذي ارسلت روز له رساله أن يجبر إياد علي المبيت هنا بسبب خوفها عليه

هارون : إياد الوقت اتأخر بات هنا النهاردة

إياد بهدوء : مينفعش حضرتك الناس تقول ايه انا مقبلش نص كلمه علي روز

ابتسم هارون وقال : لا دا لو أنا ومامتها مش هنا او مش مكتوب كتابكم بعدين يا سيدي روز اللي قالت كدة قلقانه عليك

ابتسم رغما عنه وقال : طب ممكن اتكلم مع حضرتك شوية

هارون : اه اتفضل نروح المكتب

وبالفعل ذهبوا للمكتب وجلس أمامه وبدأ يقص له كل شئ عما فعله مع ابنته وأمجد وعن تخديره وتهديده وهارون في حاله صدمة فهو كان قد سأل عليه وجده رائد قوي له اسمه ومركزه الكثير يخشاه وجيد بعمله ولم يتعرف يوما علي فتاه فهذا اعطاه الدافع لترك ابنته له

إياد : انا حبيت اصارحك لأني اتربيت إن اخرة الكذب دمار وحبله قصير وهقولك الوقتي مش تهديد بس انا مستحيل اطلق روز لو فيها قتلي ومحدش في الدنيا دي كلها يقدر يبعدني عنها

نظر له هارون لوقت بتمعن وبدأ حديثه

هارون : تعرف دي الكلمه اللي كنت مستنيها من أمجد ولو كان قالها مكنتش خليت روز تطلق منه انا عايز ادي بنتي ل راجل يقولي هحميها ومش هسيبها مش يخاف مني ويطلقها من قبل ما اهدده أمجد اتجوز روز ووهمها بحبه بسبب اسمها عشان كدة طلقها خوف والطلاق في الحاله دي مش اجبار

ابتسم إياد بإطمئنان فأكمل هارون : والوقتي احب اقولك بنتي امانه في رقبتك فاهم

إياد : من غير ما تقول

هارون : قوم بقى اوريك اوضتك

في صباح يوم جديد
وضعت رولا الإفطار على الطاولة وبدأت ترتيبه بطريقتها بينما يقرأ هارون الجريدة وينظر لأعلى في انتظار ابنته لكنه وجد إياد ينزل

إياد بإبتسامة : صباح الخير

هارون ورولا بإبتسامة مماثلة : صباح النور

هارون : رولا نادي لروز

إياد بتوتر : ممكن اناديلها انا

نظر له هارون بعدم رضا لاحظه وقبل أن يتحدث تحدثت رولا فرمقها بغضب حين قالت : اوضتها الأولى علي اليمين في الدور التاني

صعد غرفتها وفتح الباب وجدها تنام علي الفراش بعشوائية فجلس بجانبها يتابعها ويتابع تلك الراحة التي تشعر بها في منزل والدها ثم تسأل هل سوف تشعر بجزء من هذه الراحة في منزله ؟ .. هل يستطيع كل زوج أن يوفر لتوأم روحه هذه الراحة ؟ وهل هو سوف يقدر ؟

نفخ في أذنها فانتفضت جالسة حين شعرت بأنفاس غريبة لتجده يقف ويجلس بجانبها

روز بتوتر وخجل : أنت بتعمل أيه هنا ؟

رفع ذقنها وبدأ يقبل وجنتيها فحاولت دفعه عنها قائلة : إياد ده مش حقك فلو سمحت ابعد

إياد بغيرة : بمحي اي أثر للعين أمجد .. هفضل اعمل كدة وهمحي أي اثر ليه

روز بحدة : أنا مسمحتش ليه يقرب وأنت كمان مش مسموح ليك وخلي بينا حدود

إياد بصدمة : قول والله بجد مقربش مش كان ..

روز : أنا بنت دكتور هارون وبحافظ جداً على كرامة أبويا وأتفضل بره لو سمحت

صمتت قليلاً لتكمل : بعدين في ناس بيتكتب كتابها وبتطلق وأنا مش مراته الا أما اروح بيته ومكنتش هسمحلك بس أنت اللي متسرع ومدتنيش فرصه ومتهور

إياد بإبتسامة : قولتلك وهقولك انا غيرهم بعدين دي بوسة خد مش حاجة دا أنا هـ...

روز بضيق : إياد .. بس بردك المفروض متقربش مني إلا أما نتجوز رسمي وحتي اما اتجوزك مش غصب عني دا المفروض

إياد : هششش واللي عمل الغلط مره هيعمله الف طالما عجبه وأنا نفسي أغلط

وقبل أن تتحدث قاطعه بطريقته وهي تحاول ابعاده وحين فاض بها دفعته بغضب وانطلقت للحمام الملحق بغرفتها

****************

في سيارة آسمر
كان يجلس وهي بجانبه تبكي رافضة الذهاب لمنزل أهلها فهي لا تريد أن تدخل في اصطدام جديد مع أمها تقلل فيه من حجمها في أعين آسمر لكنه لا يستمع لها ويكمل طريقه

جنان ببكاء : مش عايزة اروح عندهم يا آسمر

آسمر بهدوء : لا هتروحي ومش عايز اسمع نص كلمه مفهوم

جنان بحزن وخوف : بس مامي هتسمعني كلام وحش قدامك وانا هقل في نظرك

اوقف السيارة وشدها له قائلاً : مجنونه أنتِ وامك مفكرين ان شويه كلام هيغير فكرتي عن حبيبتي جنان

جنان : طب عايزنا نروح ليه ؟

آسمر : عايز اعرف جدتك انك ملكي واني هتجوزك وعيلتك كلها تعرف تمام عشان لما تكملي التمنتاشر ميقولوش بتتصرفي من دماغك وغلطتي أو ما شبه فاهمه

جنان بضحك : لحقت تخمن تفكيرهم

آسمر : مثلا المهم تعرفي بقا تمسحي دموعك دي بدل ما.......
+

جنان وهي تمسح عيناها : مسحتها اهو مش شايف
ضحك رغما عنه وحضنها مقبلاً جبينها فبادلته الاحتضان بحب واضح ..

*****************
كدة الفصل الرابع خلص

بقلمي / سماء أحمد
**************
في يوم جديد
كالعادة تجلس أمام طبيبتها وما زالت تواصل قصتها مع الآسمر وتجيب على أسئلة الطبيبة بهدوء ورغبة في التحدث أكثر عما حدث

الدكتورة بهدوء : أنتِ رفضتي تقوليله علي ناني بمزاجك صح ؟

جنان : لا مأخدتش الفرصه اني اقوله

الدكتوره : حسب شخصيى ناني اللي وصلتلي أنك افضل

جنان بهدوء : بص يا دكتور اهم حاجة الثقه في النفس وانا مكنتش عندي انما كانت عند ناني ودا خلاني اشوفها احسن مني

الدكتوره : والدتك ماحولتش تكره آسمر فيكي

تمردت دموعها وفركت يداها قائله : ناناه مدتهاش فرصه بس....

الدكتوره : بس أيه ؟

شيرين بعصبية : ايه اللي جابك

جميلة بحدة : شيرين دا بيت ابني مش بيتك

واكملت بحنيه : ادخلي يا جنان اتفضل  يا ابني

دخل الاثنان الشقه الجميلة ذو الذوق العصري وجلسوا سويا فنظر لصورة أمامه تحمل نسختين من جنان

آسمر : أنتِ نسختين

جنان بضحك : لا دي توأ ...

جميلة بصوت مرتفع : نونو حبيبتي تعالي

جنان : هاجي اهو يا حبيبتي

وتركته وذهبت أما هو تمعن النظر بالصورتين ووقف امامهم ميزهم ورفع يده لوجه معشوقته جنان ولمسه بعشق

عند جنان
وقفت تستمع لأسئلتها عن حالها وتجيبها بإبتسامة تحاول السيطرة على رغبتها في أن تستمع لهذا من أمها .. تذكرت أختها فسألت جدتها عنها

جنان : صحيح يا ناناه فين ناني ؟

جميلة بهدوء : طلعت رحله مع اصحابها تخييم

اومأت برأسها لتردف الجدة : طيب اخرجي لاسمه ايه ؟

جنان : آسمر يا ناناه
2

جميله : آسمر ؟! هو أيه آسمر ده ؟ يلا اطلعي اقعدي وانا هجيب القهوة وجايه

علت ضحكات جنان وخرجت وجدته يقف ويلمس صورتها بحب فحضنت ظهره من الخلف جذبها أمامه

جنان بمرح : اوعي تكون بتفكر تحب اختي مكاني ؟

آسمر بهمس وهو يداعب وجنته بوجنتها : بعشقك

جنان : وانا اكتر
+

آسمر : عايز ابوسك ينفع

جنان بضحك : بتهزر وجاي هنا كمان كدة اوفر

قبل ما بين عيناها وابتعد ثم أخذها في أحضانه لينحني ويقبل حرف فمها فقالت : افرض الوقتي حد شافنا

آسمر : خطيبتي وانا حر فيها

جنان : يعني ترضي مثلا ابوس اي واحد يقولي اني خطيبته

آسمر بحدة : عشان كنت اقتلكم أنتِ بتاعتي وكل حته فيكي ليا مفهوم

ابتلعت ريقها واومأت برأسها مأكدة هذا فضحك وزاد من ضمها غير عابيء لشيء سوا وجودها بجانبه في أحضانه

****************

مر الأسبوعان
يوم الزفاف
تألق الفتاتان بالفساتين البيضاء وكانوا لا يقلا جمالاً وجاذبية عن بعض آيه وكانت آيه حقاً وروز التي تشبه الحور

قدم هارون روز ل إياد وكذلك قدم ياسر آيه ل آنس الذي اتسعت عينيه من جمالها ولم يتحدث اما هي كانت مرعوبه داخليا

بدأ الفرح وكان رائع كما هو متوقع ويحضره الكثير من الضباط اصدقائهم وكان جنان تتألق بفستان موف ينساب علي جسدها وتجمع شعرها جنبا وهو يرتدي حلي سوداء وقميص ابيض وجرافته سوداء ويرفع شعره بعنايه ويحاوط خصرها بتملك

آسمر : تعالي اعرفك علي شخص

واخذها حيث يقف رجل ذو هيبه وسلم عليه : أحب أعرفك يا سيادة اللو دي جنان خطيبتي

اللواء محمود : أهلا وسهلا

آسمر : دا قدوتي يا جنان وصديق بابا سيادة اللو محمود

جنان بإبتسامة : اهلين بحضرتك يا اونكل

محمود بإبتسامه : ربنا يسعدكم

آسمر : شكرا عن اذنك

وتركه ثم اخذها للمسرح يبارك لأخويه وهي كذلك وحين أتت الرقصة رقص معها هو الآخر بجانب أخويه

الدكتوره : طيب أنتِ ولا مرة فكرتي تقوليله إنك مريضة قلب

جنان : محطتش الموضوع في دماغي اللي هو انا كنت بفكر ان اتجوزنا او حملت في خطورة بس مش للدرجه اللي هيا وقولت يوم أما اوصل لمرحله صعبه هاخد قلب بديل

الدكتوره : طب ناني كانت فين من كل ده

جنان : ناني كترت زيارتها ليا طول الفترة اللي كنت بستغربه آسمر يجي ويمشي ناني تيجي بعده علي طول وانا كنت بصراحه فرحانه من ده

الدكتوره : ليه بقى

جنان بتنهيد : لأن حبي ليه كان اكتر من الحب العادي كان فيه حب امتلاك

*****************

في شقه أنس
دخل أنس خلفها وقبل أن تخلع فستانها أخبرها أنها سوف تنام على الأرض وهو على سريره كالمعتاد لتتسع عيناها من وقاحته فهو لا يمتلك حتى الذوق في التعامل معها

آيه بعصبية : نعم وانام علي الأرض بتاع ايه كنت شغاله عندك

آنس ببرود : دا مكانك مينفعش تنامي في الاوضه الإضافي وآشقر هيبقي معانا

آيه بصراخ : وانا مش شغاله عند اهلك عشان تنيمني علي الأرض

آنس : لسانك بدأ يطول اوي واهلي بتدخليهم ف اخرسي احسن ما اطلعه علي جتتك وأوريكي زعلي واعرفي إن زعلي وحش

آيه بغيظ : لا ازاي لازم تزعل وتعرفني اد ايه انت انسان زباله وبتبص ل مرات اخوك

أنس بحدة : آيه اتقي شري

آيه بقوة : هتقيه بس ليا احترامي هنا زيك ولا اقول مش عايزه ابقي زيك ميشرفنيش

جذب شعرها وصفعها بقوه لم يعلم يوما ان تلك الفتاة الهادئه من الخارج سليطة اللسان وعناديه وشرسه

دفعته صارخه : تك كسر ايدك اياك تعملها والا ه.....

صفعها مرة اخري صارخاً : الظاهر انك ناقصه تربيه وانا هربيكي

آيه بصراخ ودموع تتساقط تلقائي : انا متربيه غصب عنك يا حيوان

فتح ازرار قميصه وجذب حزامه قائلا : هعرفك مين الحيوان يا تربيه الشوارع يا رخيصه

وانهل عليها بالضربات لتبدأ حياتهم بسوء وأظهر لها جانب سيء لم تكن تراه ليبدأ ببناء حاجز قوي وكأي فتاة لا تجد مأوى من أهلها تضطر على الصمت وتقبل الأمر .. كيف لفتاة يا سادة تقف في وجه شخص وليس في ظهرها سند قوي يدفعها للأمام فأية تخلى عنها أهلها مجرد زواجها

*****************************

في شقه إياد
جلست علي السرير بعدما بدلت ملابسها واخذت سكينة من فوق الفاكهه ووضعتها اسفل الوسادة وانفاسها عاليه وجدته يدخل مرتدي بنطلون منزلي وقميص بنصف كم .. كاد يقترب منها ليتحدث معها لكنه تفاجيء بتصرفها

إياد : ر......

اخرجت السكينة من أسفل الوسادة وأشارت بها في وجهه قائلة : اوعي تقرب

إياد بصدمة وهو يقترب : ايه ده

روز بصراخ : قولتلك متقربش والا.... والا

ووضعت السكينه علي معصمها قائلة : هقتل نفسي

إياد بفزع : لا ابعديها بسرعه متتجننيش روز ابعديها عشان خاطري هتأذي نفسك

نظرت له ورمشت عده مرات تراه يكاد يجن لم تراه هكذا عندما كانت ستأذيه وجدته يقترب وبلا وعي وجهتها له لينجرح اعلي ذراعه بسببها جذب السكينه، رماها واحتضنها بقوة وخوف وجد جسدها يثقل فحملها وهي مغمي عليها ووضعها بالفراش واحضر برفيوم ووضعه علي انفها تململت وفتحت عيناها

روز : إياد

قبل جبينها مطولا وابتعد هامسا : متقلقيش كنت أصلا هقولك لو عايزه مقربش مش هقرب بس أنتِ اتسرعتي نامي هنا وانا هنام في الأوضه التانيه

وتركها وخرج وهي تنظر خلفه وجدت دماء وتذكرت ما فعلت وقف وذهبت له وجدته يجلس علي اريكه بالغرفه ويحاوط ربط الجرح بشاش فجلست بجانبه وجذبت الشاش

إياد بحدة : ابعدي لو سمحتي

بدأت تعقم الجرح فجذب ذراعه وأشار ان تذهب، وقفت فظن انها ستذهب لكنها جلست علي فخذه ومسكت ذراعه

إياد محاول التمالك : روز لو سمحتي ارجعي أوضتك

أعادت خصلة خلف أذنها واكملت ما تفعل ثم تحدثت بهدوء : كنت خايفه ومازلت مش عايزاك تقرب مش عشان إياد لا عشان روز جبانه

إياد بحدة : تقومي تحاولي تنتحري

روز بهدوء : مكنتش هعملها عشان بخاف

إياد : طب قومي روحي علي اوضتك

روز : قولتلك بخاف بعدين أنا اللي جراحتك ولازم اداويك

ولفت جرحه بعنايه ثم سندت رأسها علي كتفه : سبني أنام

إياد ببرود : نامي ومتقلقيش مش هعمل فيكي حاجة

نظرت له ثم اغمضت عيناها وحاوطت عنقه لم تعبء لخوفها هذه المرة وكذلك هو ضمها له وغفى

**************

مر ثلاثة أشهر
وقفت هي وآيه في المطبخ يفعلوا الطعام سويا كلاهما بعالم آخر واحده في الذل والإهانه التي تتلقاها منه رغم عدم نظره الي روز نظرة قبيحه إلا انها لم تنسى ولن تنسى ضربه الكثير لها والآخري في التجاهل والبرود المغلفين بالحنيه حين الحاجه بدأ عشقه يتسلل بأوردتها تتمني قربه الذي بات يحرمها منه

إياد وهو يدخل : أساعدكم في حاجة

آيه بإبتسامة : لا شكرا يا إياد روح ارتاح زمانك جاي تعبان من الشغل

اخرج باكتين شكولاته واعطي لكن واحدة واحد : ولو بصوا هعمل السلطه

واخذ يفعلها ويساعدهم وهذا لا يقل منه ابدا بدأت تنظر له بعشق يساعدهم ويأتي بما يحبوه سويا كما وكأنهم زوجاته زوجاته مهلا هل تقدري علي ان تشاركك واحده بيه لا مستحيل هو لها كما يقول أنها له هي ملكها وحدها

آيه : هطلع احط الأطباق

تركتهما وخرجت فنظرت له وكيف يأكل خيار مع عمله فوقفت امامه انزل عينه لها

إياد : في أيه ؟

رفعت يدها له تقرب وجهه منها ثم قبلت وجنته بتطويل قائلة : شكرا علي الشكولاته

إياد بإبتسامة : في من دي كل أما اجيب بعد كدة

روز بمرح : وفي حق كتير جبته قبل كدة

إياد : هاخده كله بس بعد المهمه

روز باستغراب : مهمة ايه ؟

إياد : مهمه أسيوط أسبوع

روز بصوت مخنوق : وهتسبني

إياد بمرح : الكل هنا معاكي بعدين هريحك من الزوج البارد ده وجايز مرجعش اصلا

نظرت له بصدمة وتمردت دموعها بغزارة وحركت رأسها رافضه وانفجرت باكيه بكل صوتها كالطفلة مندفعه لحضنه تمسك ملابسه بقبضتها

تجمع الكل علي صوت بكائها آيه آنس أحمد أسيا وجدوها تبكي بهستيريه في حضنه اما هو تصنم حين رأهم ومن تلك التي بين يديه فرفع وجهها رغما عنها
1

إياد بإبتسامة : روز بهزر في ايه عادي بهزر وربنا

ضربت يده وتحدثت ببكاء : اوعي تكلمني تاني انا مخصماك علي طول

وعادت تدفن رأسها بصدرة فضحك أحمد وأسيا وإياد الذي قال بمرح : طب ابعدي عن حضني بقى

روز بإبتسامة : ملكش دعوة أنا في حضن جوزي

إياد : والله طب ابعدي مش أنتِ مش هتكلميني

لم تجب فأكمل بهمس : طب انا قولت ايه انا ظابط وبيحصل كتير ل ظباط واما دخلت انا واخواتي امي الست اللي واقفه دي كانت علي اتم استعداد تسمع خبرنا في اي لحظة

زاد بكائها ولم تبتعد فطوقها بذراعاه بصمت ليفهموا ما اخبرها به

أسيا : آيه تعالي نحط الأكل زمان آسمر وجنان علي وصول

آيه بحزن : حاضر

بدأت أيه مع حماتها بوضع الطعام بينما ابتعدت روز وبدأت تساعدهم وأتي آسمر وجنان، جلس الجميع متجمع على الطعام

إياد : روز كلي

حركت رأسها رافضه ومازالت تشهق كل حين وآخر فجذب الكرسي الذي تجلس عليه وحاوط اكتافها يطعمها بنفسه تمردت دموعها ودفنت وجهها بصدرة

إياد لنفسه : معقول تكون بتحبني ولا مش عايزة تترمل
7

بعد وجهها معتذرا وبدأ يطعمها وهي تأكل بصمت وحزن وجد آسمر صغيرته ترفع يده وتندس بحضنه وترفع رأسها

آسمر بضحك : غيورة أنتِ اوي

جنان : غلس هو احنا هنبقي كدة بعد الجواز

آسمر : لا طبعا انا مش هطلعك من اوضتنا عشان نبقي كدة هتاكلي في اوضتك هعملك حبس انفرادي ليا وليكي

أحمد بضحك : والحبس ده على طول

آسمر : اه طبعا هو حد يتجوز جنان وميتجننش او يسمح لحد يشوفها

ضحكت بصخب وسعادة فداعب انفه بأنفها

كانت آيه تنظر لكلاهما بقهر حقا شيء صعب وجدته يدير ذقنها وينحني ممثل انه يقول شيئا ثم قبل جانب جبهتها تصنمت من حركته فابتعد وابتسم بإصطناع اما هي غير مصدقه ما فعله احين يتحرك يفعل شئ وقح مثله

انتهوا من الطعام وجلسوا سويا يتسامروا فوقفت آيه وذهبت للبلكونة وجدت يد توضع علي كتفها ثم قبضت علي شعرها وادارتها ثم جذبها لحضنه واسكتها بطريقته ثم ابتعد

آنس ببرود : للأسف مش بحب ابدأ حاجة من غير ما اكملها ودا بدأته من اما كنا هنا سوا والوقتي كملته

وابتعد التفت ف بكل خبث وجرئه تحدثت

آيه : يعني مش عشان نفسك دايماً تقرب مني

ابتسم بسخرية والتفتت قائلا : أنتِ أقل من إني ابصلك اصلا

آيه : ما هو واضح دا انت هتموت عليا بس بتنكر

جز على أسنانه وسحب يدها بحدة فاقتربت تقبل وجنته بعبث وحين ابتعدت وجدت جنان تلتفت وتنسحب فخرج أنس مسرع قبلها

آيه بخجل : جنان استني .. أنتِ هنا من ..

جنان بضحك : اهدي ومتتكسفيش عادي

آيه : في حاجة ؟

جنان : هااا لا بس حاسيتك متضايقه قولت اشوفك مالك

آيه بحزن : مفيش يلا نخرج

جنان : اعتبريني اختك يا آيه او ذي روز شوفتي وأنتِ بتبصي لينا وكان في بصتك قهر ليه ده احكيلي

شعرت بحاجة قوية في الحديث وقدمت جنان نفسها على طبق من ذهب لتنفجر باكيه فأحتضنتها جنان

جنان بحزن لأجلها : انا قولت جواكي كتير بردك
+

آيه : تعبانه اوي يا جنان

جنان : احكيلي يا آيه

آيه بحزن وقد فاض بها : هحكيلك علي كل حاجة
جلست روز ونظرت لهم لتنفجر باكية ثم وضعت وجهها بين يديها ليهتز جسدها ببكاء وبدأت تداهمها أفكار سيئة عن غيابه

أسيا بحزن : يا بنتي اهدي والله اتعودنا إن قال هغيب شهر يبقي ممكن شهرين او اكتر

روز ببكاء : بقاله كتير اوي اسبوعين مفيش خبر انا خايفه اوي عليا يا مامي

نظرت لها بشفقة لتربط على كتفها ثم قالت : طيب بصي هقولك لأحمد يرن علي اللوا تطمني ماشي

روز بلهفة : يا ريت والنبي

دخل أنس وخلفه أخاه ليلقي السلام فأجابوا ثم جلس الاثنان بجانب بعضهما يتمدد آسمر على الأريكة بتعب، لمح روز تمسح دموعها وتنظر أمامها شاردة والخوف يرتسم على ملامحها

آسمر باستغراب : في ايه مالك يا روز ؟ منكده علينا المفروض النكد ده تعينيه لإياد لما ينورنا

أسيا : بس يا آسمر هي قلقانه علي اخوك ومن الصبح بتعيط وأنت ...

آسمر بمرح مقاطعاً إياها : أيه ده من الصبح يا بختك يا إياد

روز : بطل غلاسه دا بدل ما تطمني

آسمر بلامبالة : اطمنك علي ايه دي عادتنا كلنا نقول كدة ونوصي الوصايا السبعه ونروح ونرجع ذي القرود وهتلاقي جوزك داخل عليكي في اي لحظة ذي القرد

روز بحدة : قرد في عينك دا انت اللي قرد انما إياد حبيبي عسل

آسمر : إياد حبيبي الله الله من وراه حبيبي ومن قدامه لو سمحت

روز بغيظ وهي ترمي به الوسادة الصغيرة الخاصة بالصالون : أنت غلس أوي

آسمر : بتشتميني يا روز بقى بتقوليلي غلس

روز بحدة : غلس وبارد كمان

آسمر وهو يقف : بس وصلت أنا هقوم أغير وأروح أتغدي مع روح قلبي لا تقولي يا غلس ولا يا بارد

روز : مع ألف سلامة خد الباب في إيدك

آسمر : هاخده يا جزمة

روز بتوعد : ماشي أغلط أغلط يا بتاع جنااان

كاد يدخل غرفته لكنه التفت قائلاً : يا بتاعة إياااااد

دخل الغرفة وبدل ملابسه ثم اتجه حيث جنان بينما جلست روز مع أيه ووالدة إياد والأفكار السيئة لا تتركها بحالها

****************

تحدثت الأخصائية النفسية مع جنان التي تفرد يديها وتقف قليلاً لعل جسدها يتنشط ثم جلست مرة أخرى
+

الدكتورة باستفسار : يعني علاقتك ب آيه كانت كويسه

جنان بهدوء : وروز كمان يعني آيه مكنتش تقدر تقول ل روز ان جوزها بيحبها تخاف يحصل حاجة بين الأخوات وروز طيبه انما حكايه إن اسراري تبقي مع روز ف دا كان يوم الفرح صدفه

الدكتورة : يعني يوم الفرح روز شافتك

جنان بتنهيد : ايوه

الدكتورة : طيب علاقتك ب آسمر اتخطت الحدود

جنان : كانت وانا اللي طلبت سبق وقولت حبي ليه كان فيه حب امتلاك وانا قولت لو هو امتلكني هبقي غصب عنه شخصياً ليه .. لا محال

الدكتورة باستغراب : هو رفض وأنتِ موافقة ازاي ؟

جنان بمرح : ذي السكر في الشاي .. هو كان بيحبني وسنه كان دليل نضجه

جلست تتناول طعامها بصمت تام وحدها وفجأة شعرت به يجلس بجانبها فنظرت له وابتسمت بإتساع

آسمر بضيق : بقى تاكلي من غير خطيبك

جنان بضحك : أسفة بس أنا مفجوعة جداً

أكملت قائلة وهي تحمل الأطباق : طالما جيت تعالى نطلع ناكل بره

آسمر : ديل

خرج معها وهو يساعدها في حمل الأطباق فابتسمت مها بسعادة لخروجها وتناولها طعامها معهم، جلس آسمر معهم ولا تخلو الجلسة من مرح آسمر ومناغشته لعماد وزوجته

انتهى الجميع من الطعام ودخل آسمر مع جنان لغرفتها يساعدها في تأدية واجباتها

آسمر وهو يجلس : فين واجب الكيميا اللي اديته ليكي

اخرجته له قائلة : اما تشوفه اكون انا عملت قهوة

وخرجت مسرعه فهي لم تعرف كيف تحله وحين عادت وجدته يرمق الدفتر بغيظ فتركت القهوة وذهبت احتضنته من الخلف واطبقت شفتيها علي وجنته تقبله قبلات بسيطة

جنان بهمس : اسفه بس صعبين اوي متزعقش ليا والنبي

التفت له ورمقها بحدة قائلاً : اعمل فيكي ايه قولتلك قبل كدة متقربيش بالطريقة دي دا غير الواجب اللي متحلش

ابتعدت خطوة للخلف لترفع يديها الاثنان لأعلى ثم قالت : يعني معتش ابوسك واحضنك .. ابعد

آسمر بضحك : لا دي عادي بس أنا اللي ابدأ انما اما أنتِ بتبدأي ببقي ... ولا بلاش أنتِ لسه طفلة

حاوطت خصرها بيديها قائلة : يا سلام على العنصرية اللامتناهية

ضحك بخفة ليمسك أنفها قائلاً : أنا اتعنصر بمزاجي فاهمة

ضحكت قائلة : فاهمة

لتكمل بجديه : وإن قولتلك مستعدة حتي وأنا مش مراتك

آسمر باستغراب : مستعدة لأيه ؟

حاوطت عنقه لتردف : للي بيجي في بالك

آسمر بهدوء وهو يبعد يديها : مينفعش غير وأنتِ مراتي

جنان بخوف ظهر في عيناها : خايفه خليها الوقتي انا مستعدة بقولك وفاهمه كل حاجة ومستوعبه وعايزه كدة

آسمر : جنان قولت مين ...

جنان وهي تدير وجهه : بصلي يا آسمر عشان خاطري اعمل كدة ومستعدة اسمعك في يوم من الأيام تعايرني بكدة بس انا عايزه اكون بتاعتك من الوقتي بقولك خايفه

وتساقطت دموعها فمسحها بحنيه قائلاً : خايفه من ايه

جنان : انا بحبك اوي يا آسمر وخايفه في يوم تمل او تندم انك حبتني وتسبني ساعتها هتدمر

آسمر : اوعي تكوني مفكره ان كل حاجة في علاقتنا مشت بسرعه يبقي بلعب بيكي هقولك حاجة ممكن تكوني مفكره اني بضحك عليكي بس لا .. أنتِ أول واحده في حياتي واول حب اول دقه انتي اول كل حاجة وآخر كل حاجة يا جنان

وأخذها في أحضانه ليقبل جبينها بحنية وهو يقدر أنها مازالت صغيرة وتقول هذا دون استيعاب لنتائجه، حتى لو كانت فرصة قدمتها له لتربطه بها ويربطها به لكنه لن يسمح باستغلالها فهو ليس بأناني

الدكتورة : يعني أنتِ طلبتي وهو رفض

جنان بتنهيد : أيوه

الدكتورة : طب ليه دايما كنتِ تحسي بالضعف او أنك هتفقديه ؟

جنان بحزن : مش عارفه بس كان دايما عندي احساس إن حبنا مش هيكمل وان الحياة الورديه دي هتنتهي نهائي

الدكتورة : فكرتي مره ممكن يحصل بسبب مين ؟

جنان بألم داخلي : لا او متوقعتش أنها هتنتهي بسبب ناني
1

الدكتورة : طب حاولتي تاني تخليه يتقرب

جنان : اممم حاولت أنا مكنتش من النوعية المستسلمة لأي حاجة .. عنادي كان أقوى من كل حاجة

****************

في اليوم التالي
في منزل السلحدار
أغلق أحمد الخط وبدأ القلق يرتسم على ملامحه ليجلس على الأريكة وهز رأسه يمينا ويسارا

أسيا بقلق : في أيه ؟

أحمد : مفيش أي خبر عنه .. مكلمهمش ولا حد من اللي تبعه أتكلم

آسمر بتنهيد : خير خير

انفجرت باكيه بشدة قائله : يعني ايه مفيش خبر عنه والنبي حد يرد عليا .. خير هيجي منين الخير

أسيا وهي تنظر لها : أحمد انا بدأت اقلق

آنس : ممكن تهدوا وانا وآسمر بكره هنروح الموقع ونشوف

نظرت له آيه فلمحها ليجدها تعاتبه فهي ترى أنه لا يفعل هذا لأجل أخاه بل لأجلها، تصنع اللامبالاة إلا أنه فهم أنها تقصد روز أما هو فكان يقصد الكل بصفه عامه فهو لن ينظر لزوجة اخاه، الآن اختلف الوضع

آسمر بضيق : روز اهدي بقى مش كدة وترتيني

علت شهقاتها لتقول : يخربيت قلة الدم

آسمر بغيظ : ماشي بجمعلك

زاد بكائها فجأة لتدخل في نوبة بكاء مريرة وبدأت أنفاسها تبطىء لتجلس أيه على ركبتيها أمامها

آيه بقلق : روز اهدي خلاص هيكون كويس

حركت روز رأسها نفياً فكورت أية وجهها ترفعه إلا أن تلك لا تتوقف عن البكاء

إياد وهو يدخل بقلق : في ايه ؟

رفعوا وجوههم له واعتلت الصدمة الممزوجة بالفرح ملامحهم بينما هو لم يرى سوا روز فجري لها وتنحت آيه جنباً معطية له المجال، أما روز وقفت واندفعت لحضنه متعلقة بعنقه وهي تبكي

إياد باستغراب : في ايه ؟

آسمر بمرح : في إن الهانم كدة بقالها اسبوعين وروشتنا .. وزاد اكتر من اسبوع عشان خاطر حيوان زيك

ضحك إياد وهو يزيد من ضمها ثم قال : حب الناس دا نعمة المعفنين أمثالك ميعرفوش عنها حاجة

آسمر وهو يعدل ملابسه : طبعا طبعا سبنالك الحب كله

روز ببكاء شديد : كنت فين يا إياد ؟

إياد بمرح : كنت عند مراتي التانيه

ضربته في كتفه بغيظ فزاد ضحكه، اردفت هي قائلة : قلقت عليك اوي كدة ينفع

اجلسها ومسح دموعها وبدأ يسلم عليهم وحين كان يسلم علي آيه اخرج شكولاته لها فضحكت وهي تأخذها

آيه : عليك اسبوعين ويوم يعني خمستاشر واحده

إياد : كدة هفلس بسببك أنتِ وروز

آيه بمرح : واما جنان تيجي هتأعلنه بضمير

إياد : جنان الصغيرة هتبقي عايزه اتنين

ضحكت هي الأخري لتردف : ميرسي يا إياد

إياد بمرح : الله يمرسسك يا أختي

اتجه حيث روز وجلس بجانبها ليزداد عبوسها وتشهق كل حين وآخر فاعطاها واحدة

إياد : أسف

بعدت يده ولم تتحدث لتشيح بوجهها عنه فأدار ذقنها قائلاً : طيب أنا جعان

وقفت بهدوء وذهبت للمطبخ وخلفها آيه أما إياد فنظر خلفها وحرك رأسه باستغراب يستفهم منهم

إياد : محدش فهمها اني بتأخر ؟

آسمر بضحك : الحب ولع في الدرة بقى .. ولا كأننا كنا بنقول حاجة

إياد بضحك : أنت كلامك عسل زيك يالا أما اقوم اساعدهم

وغمز له ليردف : ما تيجي

آسمر وهو يضربه بشيء بجانبه : يا مهزء .. هاجي أما مراتي تيجي بس أنا الوقتي قاعد معزز مكرم باشا لا نكد ولا أدخل المطبخ أصالح قاعد ما أحلايا

ضرب إياد مؤخرة عنقه قائلا : يا ابن المحظوظة

ذهب إياد وجدها تتجاهله وتنظر في مكان لا يقف فيه فنظر لآيه التي أشارت بمعني لا تعرف وضحكت، فكر قليلاً ليبتسم بخبث

إياد : بقولك يا آيه

آيه : نعم

إياد بخبث : اللوا قالي إن في مهمه بعد بكره بس براحتي وانا بفكر اطلع بما إن وجودي شكله مش مرغوب فيه

منعت أيه ضحكتها فاستدارت روز وتجددت دموعها لتردف : هتروح تاني وتسبني

لم يجب فحضنته ليضرب كفه بكف آيه من خلفها وضحك غامزا لم يروا ذلك الذي ينظر واعينه تشتعل

روز ببكاء متجدد : والنبي ما تروح تاني وتسبني بعدين مين قالك وجودك مش مرغوب

إياد : ليه بقا مش عايزاني اروح ؟

روز بخبث : عشان انت جوزي

إياد : عشان انا جوزك ماشي هجوزك لغيري وروحي اقلقي عليه بقى

روز بمرح : بس بشرط يكون وسيم زيك

إياد بضحك : خلاص اجوزك لآنس واتجوز آيه ولا ايه رأيك يا آيه ؟

اطلقت ضحكة رنانه قائله : انا موافقه حد يطول إياد بنفسه

ضربته روز وتركتهم تخرج الأطباق فذهب خلفها هو وآيه ولم يقدروا علي منع ضحكتهم

روز : بس محدش فيكم يكلمني خالص

تجمع الكل على الطعام في جو مرح بين روز وإياد وأيه ليمر الوقت، صعد كل واحد مع زوجته لشقته بينما ذهب آسمر ل جنيته، جلست تقلب في الكتاب بملل لتجد من يمسك كتفيها فشهقت بخوف

جنان بعبوس : أخس عليك يا آسمر خضتني

آسمر بمرح : اسم الله عليك يا جميل من الخضة .. هاا بتعملي أيه ؟

جنان : قولي الأول إياد عامل أيه ؟ عرفتوا عنه حاجة

آسمر بمرح : جيه ذي القرد يا بنتي روز اللي كانت روشانا على الفاضي

جنان : مفيش حاجة اسمها على الفاضي هي بتحبه وأكيد كانت خايفة عليك

تمدد على السرير قائلاً : وهو كذلك هاا أخبارك أيه ؟

جنان وهي تضع الكتاب : الحمد لله

التقط الكتاب منها ثم جلس قائلاً : يلا نذاكر

جنان بضيق : أوووف هو كل حاجة مذاكرة مذاكرة

آسمر بسخرية : أيوة كل حاجة مذاكرة مذاكرة يلا يا بت بطلي دلع

هزت رأسها بعبوس وتدريجي بدأت تنتبه له ولشرحه وتتحدث معه أحياناً ليمر الوقت عليهما دون شعورها به، شردت قليلاً به ثم فكرت هل حقاً سوف تكتمل حكايتهم أم سوف يحدث شيء يغير مصيرهم، لا تطمئن لما هو قادم فداخلها ألف شيء يقول لها لن تكمل سعادتك .

************************

في شقه آنس
فتحت المفتاح وكادت تدخل لكنه دفعها لتسارع بدخولها ثم أغلق الباب وسحب خصلاتها ليقربها واشتعلت عيناه بغضب لتظن أنه فقط يريد إفراغ أي شيئاً بها فهو حقا ليس طبيعي

آيه بألم : في أيه ؟ سيب شعري بيوجعني

آنس بحدة : بترديها ليا يعني يا محترمة

آيه بإستغراب : برد ايه ؟

أنس بغضب : بتلفي علي اخويا وبتتقربي منه لأنك واحده زب......

آيه بصراخ وهي تدفعه : اخرس يا آنس انت بتقول ايه

آنس : بقول اللي شايفه عايزه تتجوزيه ليه مش مالي عينك

آيه بعصبية وغل : وأنت من امته في عيني اصلا

ولم تعي سوا لصفعة قوية نزلت على وجنتها منه ولم يعبء لما فعله بل أكمل عاد يسحب شعرها

آنس بفحيح : بتقولي ايه ؟

آيه بقوة : اللي سمعته ومش خايفه منك ولا من ضربك

آنس : ما اللي زيك معندهمش دم ولا حاجة بتأثر فيهم لو واحده زيك عندها كرامه كانت علي الأقل طلبت الطلاق

آيه بغضب ساخرة : اوعي تفكرني إني ذي المرحومه دا لو كان ربنا رحمها تؤ تؤ انا غيرهم يا آنس أنا لا أنا خاينه ولا ضعيفه ولا بستسلم بسرعه واعرف اني مش هسيبك الا وانت بتعشقني وهاخد بتار الضرب دا كله

انفجر ضاحكا بصخب وقوة وجدها تقترب وتغرس ظافرها محل قلبه

آيه ببرود : اضحك بس اعرف دا ضربني واتعصب النهاردة لأنه ملكي أنا وبس فاهم ودي غيره

آنس بسخريه : عدوك أهبل

وقفت علي اطرافها وداعبت خصلاته هامسه ببرود كالثليج : عدوي بيغير عليا ومش أهبل

كادت تقترب منه لكنه دفعها عنه لتتحول عيناه للون قاتم ثم قال : حاولت كتير اطلعك من حياتي بأقل خسائر بس للأسف انتي مش عايزة كدة

عقدت حاجبيها بعدم فهم وجدته يقترب وهنا اشتعل الإنذار الأحمر بداخل رأسها لكنها لم تعبء فبرغم ما يفعله وتقليله كرامتها إلا أنها تحبه ... وهنا لا يوجد كرامة ولا كبرياء ..

********************

في شقة إياد
جلست روز على الطاولة بعدما بدلت ملابسها وظلت تنتظر مجيئه، تحرك رجليها بعشوائية وتأكل الشكولاته التي أحضرها، نظرت روز بإتجاه غرفتهم وقلبها يخفق كلما تفكر فيما تنوي فهي تنوي إخباره بعشقها، وجدته يخرج من غرفتهما وعلى كتفيه فوطة ينشف بها خصلاته

إياد بإبتسامة : قولتيلي بقا مش عايزاني أروح ليه ؟

وضعت الشكولاته جنبا ونظرت لعيونه أبت تركها لتحاوط عنقه ثم قبلت وجنته بخفة

روز بهمس : مش مستعدة أضيع لحظة من عمري معاك

إياد : يعني ايه ؟

روز ببساطة : يعني انا بعشقك ومش عايزه لحظة تضيع في عمرنا علي الفاضي

إياد بصدمة : مش مستوعب

اطلقت ضحكة رنانة لتردف : مش مستوعب أيه بقولك بعشقك يا إياد

نظر لها نظرة تحولت لعصبية وذهب فذهبت خلفه قائلة : أنا قولت حاجة غلط ؟

إياد بضيق : أيوه قوليها اما تحسيها مش لمجرد أنك كان ممكن تخسريني تقوليها

روز : أخسرك ؟! أنت بتتكلم جد ؟

ادارت وجهه له حاول عدم النظر لكنها مسكت وجهه وجزت على أسنانها بغضب

روز بعصبية : يبقي أنت بتحبني عشان شكلي أو عيلتي بما أنها ماشيه كدة

إياد وهو يبعد يدها : بطلي هبل وانا هعمل أيه بشكلك أو عيلتك

روز بحدة باردة : أسأل نفسك وانا هحبك لخسارتك ليه ؟! لو مش بحبك مكنتش زعلت علي بعدك كل ده انا كنت بموت بسببك افهم بقى وبطل تخلف بس تفهم أيه الظاهر انك غبي

ودفعته ودخلت الحمام تبكي ثم ذهبت للمرش فتحته وجلست اسفله بحزن من ذلك الغبي الذي بالخارج وتكورت وجدته يجلس امامها ويكور وجهها

إياد بإبتسامة : بتعيطي ليه الوقتي ؟

روز ببكاء : عشان أنت غبي ومش مصدقني

إياد وهو يداعب أنفها بأنفه : ولو قولتلك مصدقك

روز بحدة : كذاب

فتح ذراعاه فاندفعت لحضنه تضمه بقوة وتضرب ظهره بحدة قائلة : غبي أنت غبي يا إياد

إياد بمرح : وأنا كمان بعشقك

ضحكت فوقف بها قائلا : كدة بقى شهرزاد تسكت ومحدش يتدخل

ضحكت بخجل فحملها واتجه لغرفتهما يضعها علي طرف السرير وبعد شعرها عن وجهها مشعلاً الدفاية ثم عاد ورفع ذقنها، همس لها ببعض الكلمات وقبل جبينها ثم بعدت يده عن ذقنها واحتضنته فابتسم بعشق و......

الدكتورة : الحياة كانت وردي وجميلة طول الخمس شهور اللي بعد كدة

جنان : أيوه كنا سوا وفرحانين، عشت كأني بالفعل مرات آسمر وكان أيام اروح ابات عندهم

لتكمل بضحكة بسيطة : ونتشاكل أبات في شقه مين وفي الآخر ابات تحت مع آسمر وبليل أروح لحضنه

الدكتورة : عمر آسمر اتجاوز الحدود معاكي

جنان : ابدا كان بحدود كله إنما انه مثلا يلمس جسمي بطريقه وحشه لا مكنش ده أسلوب آسمر أبداً

الدكتورة بهدوء : مفكرتيش مره إن ده غلط حتى لو النية مش كدة

جنان : لا مفكرتش ابدا كل تفكيري إن آسمر من أول اما شوفته جوزي وملكي وحبيبي

الدكتورة : عشر شهور علاقتكم استمرت عشر شهور متواصلين مبعدتوش عن بعض لحظة

تنهدت لترخي ظهرها للخلف قائلة : ايوه في الشهر العاشر اللي كان بالنسبه لينا السنه عدت عيد ميلادي التمنتاشر وكنا هنتجوز
+

الدكتورة : كنتم ..

جنان بدموع مقاطعة إياها : أيوه أسبوعين كنا بنحضر للفرح وهنتجوز خلاص بس ...

*******************
جلست ناني على ركبتيها أمام والدتها الجالسه بحزن رأسها تكاد تنفجر من كثرة التفكير، لا تعرف شيء سوا أنها هكذا سوف تظلم واحدة من الاثنتين

ناني بدموع : يا مامي والنبي ساعديني انا بحب آسمر أكتر من جنان انا عايزاه

شيرين محاولة استيعاب ما تطلبه ابنتها : بتقولي ايه لا مينفعش دول هيتجوزوا كمان أسبوعين يا ناني أنتِ مستوعبة

ناني ببكاء : لا يا مامي انا عايزاه انا اللي بحبه وانا اللي المفروض اتجوزه

شيرين : وعرفتيه منين ده او شوفتيه فين دا المره اللي جيه فيها أنتِ كنتِ في رحله

بدأت تقص لها عما فعله وأنها بدأت تجمع صور له وتذهب لتراه وهو يخرج من عند جنان وانها تعرف عنه كل شيء والآخري في حاله صدمة

ناني ببكاء مرير : والنبي يا مامي ساعديني عايزة آسمر ولا أنتِ بتحبي جنان عني يا مامي دي جنان السبب في موت بابي

وعند هذا الحد ضغطت علي الوتر الحساس لتلمع أعين شيرين بالشر وتنسى أن الآخري ابنتها وقطعة منها لتبدأ في قص عليها خطة ناسيه كل شيء والسؤال هنا هل يوجد أمهات هكذا ؟!

****************

في منزل معتز
جلس آسمر يسند بيديه على ركبتيه ثم تحدث منهياً هذا النقاش الذي ليس له داعي من وجهة نظره

آسمر بهدوء : خلاص انا قررت كتب الكتاب هنا تمام

جنان بتنهيد : تمام .. غلس أوي

آسمر بحدة : قولتي ايه ؟

جنان بغمزة : بعشقك

آسمر بغيظ : اعمل فيكي ايه يا بت شكلي قيل ما أتجوزك  هـ .. استغفر الله العظيم

جنان محركه أكتافها بإستفزاز : وهو حد مانعك

آسمر وهو يقف : انا ماشي سلام

جنان وهي تمسك يده بلهفه : خلاص اسفه حقك عليا

انحنى قبل وجنتها ليغمز لها بطرف عيناه فابتسمت وحين ابتعد احتضنته فحاوط خصرها

آسمر : وانا بموت فيكي تعرفي عمايلك دي هتطلع عليكي بعد أسبوعين

أطلقت ضحكة رنانة لتردف : واهون عليك

آسمر بمرح وهو يقرص أنفها : ذي منا هاين عليكي الوقتي وأنتِ بتستفزيني

ودفن وجهه بعنقها يستنشق رائحتها كأنه يحفظها وهي تداعب شعره بحنيه يالله هل أخيراً سيتحقق حلمهم تنفس بقوة وابتعد مقبلا جبينها
+

آسمر : أتأخرت أوي همشي وهاجي بكره إن شاء الله

جنان بتنهيد : تمام

وقبلت وجنته فغمز لها وذهب عادت للكرسي وجلست تبتسم بهيام وجدت يد توضع علي عينها، مسكت اليد لتعلم صاحبتها فتحدثت بسعادة

جنان : ومين غيرك يا نصي التاني

ناني وهي تقبل وجنتها : وحشتيني

وقفت واحتضنتها لتبادلها بألم داخلي تولد حين وجدت لهفة أختها عليها فمهما حدث هي توأمها

ناني : بقولك يا جنان

جنان وهي نقبل وجنتها : قولي يا قلب جنان

ناني : تعالي نعمل شوية تحاليل اصل بصراحه ناناه خوفتني لما قالت إن جدو كان عنده كانسر والقلب سوا وعايزه اطمن عليا وعليكي اصل يعني أنتِ عندك القلب ف خايفه اكون انا.....

وضعت يدها علي فمها قائلة بلهفة وخوف : بطلي هبل بعيد الشر عنك انشالله انا وأنتِ لا يا ناني

ناني بقلق : أحم هتيجي ولا لا ؟

جنان : خلاص هغير واجي

ناني بإعجاب : صحيح حلو البرفيوم بتاعك

استنشقت رائحتها وضحكت ثم ذهبت فهي رائحته هو وعلقت في ملابسها، بدلت ملابسها وعادت لأختها تأخذها ثم اتجهت الفتاتان للمعمل المحدد

الدكتورة : طلع عندك كانسر

جنان بدموع : أيوه ومرحله أخيره وباقي في عمري اقل من تلت شهور دا اللي الدكتور قاله من التحاليل .. وأنا ذي الهبلة صدقت

الدكتورة باستغراب : مكنش عندك أدنى شك فيها

جنان بتنهيد : لا كنت بثق فيها ثقه عميا

الدكتورة : طب مفكرتيش للحظة مثلا إن الباقي من عمرك تعيشيه مع آسمر حتي لو قليل خالص

جنان : فكرت بس حبه ليا وحبي ليه منعني أكمل .. أنا مش أنانية

الدكتورة : يعني ؟

جنان : عشر شهور إلا اسبوع بالظبط عايشني في سعادة دموعي مكنتش بتنزل كنت في السما يبقي ليه هجرحه واخسره نفسي قولت يكمل مع توأمي احسن وهو مفكرها انا .. تفكير ستة ابتدائي صح ؟

ضحكت الأخصائية رغماً عنها لتردف : يعني خليتي ناني هي جنان بس كدة غلط أنه يتجوزك رسمي وفعلي أختك

جنان بمرح : ذكائي مكنش بيطلع غير في تصرفات منيلة بتأذيني .. اتصرفت وجوزته ليها

الدكتورة : طيب قوليلي مين اداكي الفكره دي اظن أنتِ ابرأ من كدة

جنان بتنهيد : مامي جات وفهمتني انها مسمحاني وبتحبني وهتبعتني لندن عند خالتي عشان اعيش اخر ايامي سعيده وفهمتني كمان إن أختي لو اتجوزته دا الحل وانا هبله كالعادة صدقت

الدكتورة : وناني ولا مرة ظهرت قدام آسمر ؟

جنان : تؤ كنت بغير عليه منها مش عارفه ليه وأما قولتله عنها كانت علي أساس جنان وقولتله انها طول عمرها عايشه في لندن بحيث إن انا هسافر وانا جنان اللي عايشه طول عمرها في لندن

جلس آسمر علي الكرسي منتظرها أن تأتي وجدها تدخل بالقهوة واغلقت الباب ثم وضعتها جنبا وجلست بجانبه تحاوط خصره

آسمر باستغراب : مالك زعلانه ليه ؟

وقفت أمامه وحاوطت عنقه بعبوس ثم تحدثت قائلة : انا خبيت عليك حاجة وخايفه تزعل مني وتخاصمني

آسمر بحنية وهو يداعب وجنتها : واحنا بينا كدة اتكلمي يا حبيبتي

جنان : عايزه اقولك علي اسمي في البطاقه مش جنان اسمي ناني وجنان توأمي

أطلق ضحكة رنانة ثم قال : بتهزري

تنهدت قبل أن تطلق كذبتها قائلة : تؤ بص هحكيلك بابي الله يرحمه كان عايزنا نرتبط ببعض ف اداني القلادة بأسمي وناداني جنان وادي جنان قلادة بأسمها وبينادوا ليها ناني وانا قولتلك علي أساس كدة لأني اتعودت علي الإسم ده فهمت

آسمر بهدوء : اممم مش هزعل بشرط

جنان : أيه ؟

آسمر بإبتسامة : هفضل طول عمري أنادي ليكي جنان

جنان بإبتسامة : انت حر .. ممكن اعمل حاجة ؟

آسمر : اكيد

رفعت يده لذقنه تتلمس وجهه واقتربت قبلته بعشق واضح بينما حاوط خصرها وسيطرت عليه رغبته لأول مرة

آسمر بتنهيد : مش مصدق أسبوع وهتبقي بتاعتي يا جنان

جنان بدموع تلتمع في عيناها : ولا انا مصدقه

وجدته يتمادى معها ويقبل عنقها، وهي تضم رأسه وتبكي كأنها سعيدة الا انها تبكي لأن هذه آخر ايام بحضنه وهو نزل وقبل الشامه الصغيرة الواضحه جدا التي أسفل عنقها ومشي ابهامه عليها، حملها وضعها علي السرير وفوقها الغطاء وكذلك أحد رواياتها

آسمر : الصبر أسبوع واحد بس

ابتسمت وهي تهز رأسها بتأكيد ليقبل جبينها بتطويل ثم ودعها وخرج، فهو غير مسئول عن أي فعل يفعله معها بعد الآن ..

*******************

اجتمع الكل بناءا على طلب جنان لهم وبدأ الجميع يتناقش في سبب جمعهم حتى أتت لهم جنان ودون مقدمات قصت لها ما أخبرها به الطبيب

ابتلعت ريقها وهي تمد يدها بالتحاليل : بس .. دا اللي في التحاليل

معتز وهو يلتقطها منها : نعم وافهم ايه من ده أيه الفرح بعد ست ايام يا جنان وأنتِ مش هتقولي كدة من فراغ

جنان بحزن : الفرح هيحصل يا اونكل بس هنعمل اختلاف بسيط للعروسه بدل جنان هتبقي ناني

الكل بصدمة : ايه ؟!!

مها بصدمة : بتهزري صح ازاي كدة لا مينفعش

جنان بدموع : مش بهزر

معتز بعصبية : انا مش هقبل المهزله دي فاهمه يا جنان

جلست علي ركبتها امامه وتساقطت دموعها لتترجاه بنظرتها قائلة بصوت مخنوق : انا بحبه اوي يا اونكل لدرجة اني هستحمل يبقي ل غيري مش عايزاه يبقي تعيس من غيري انا مش هبقى كويسه بعد شويه انا هموت

معتز وهو يكور وجهها : هسفرك وهخليكي تتعالجي معاه بس متخسريش اللي بيحبك بجد متخسريش آسمر ومتخسرهوش نفسك هو ميستاهلش

جنان بحزن : متضحكش على نفسك انا هموت وهو هيعيش عمره كله تعيس إنما ممكن يحب ناني .. عشان خاطري ساعدني دي اول مرة اطلب منك حاجة اسمع مني

تنفس بقوة وتمردت دمعه علي وجنته .. هو يستمع للأمر من بعيد وقلبه لا يتحمل ترى ما بداخل تلك الصغيرة ومن أين لها بهذه القوة وهذا العناد !

بعد وقت
تمددت جنان على سريرها بحزن تفكر فيما حدث وكم تمنت من أعماقها أن يرفضوا هذا الاقتراح ويخبروها أنهم لن يسمحوا بهذا، حسناً فهي تريد أن يوقفها أحد عما تفعل بنفسها وبذاك الآسمر

دخل آسمر بهدوء شعورها ثم جلس علي ركبته أمامها يداعب شعرها ويقبل جبينها فابتسمت له وهي تضع يدها على وجنته

آسمر : وحشتيني

جنان بإبتسامه ومرح : ما أنت كنت معايا أمبارح

آسمر وهو يعيد تقبيل جبينها : بتوحشيني وأنتِ في حضني يا جناني

جنان بمرح : يا سلام ؟

آسمر بضحك : مش مصدقه

جنان بهدوء : وربي ما بصدق حد قدك

آسمر وهو يدفعها بخفة : طب ابعدي عايز انام

ابتعدت بعض الشيء عن طرف السرير فتمدد بجانبها وجذبها لتنام في حضنه وتضمه بقوة ولهفة

جنان بحزن : الدنيا دي وحشه اوي وغدارة

آسمر : حطي ايدك في ايدي وانا مستحيل اخليها تشوفك

ورفع يده لها فرفعت يدها وشبكت أصابعها بأصابعه، اغمضت عيناها اة لو يأتي الموت الآن وينتشلها من كل هذا، أة لو كان كل شيء بيدها، أة لو تتأكد أنها سوف تكمل حياتها سالمة أو على الأقل تعيش بقدر ما عاشت ف تقسم انها لن تبعد عن حضنه لحظة واحدة ..

****************

بعد مرور خمسة أيام
جلست جنان بالغرفة وحدها الآن هما بالخارج، يُكتب كتاب معشوقها علي أختها تغلق أذنها كلما سمعت كلمات المأذون وأدعيته للاثنين، دموعها تتساقط بغزارة وجسدها يرتعش، فجأة تعالت الزغاريد حتي انها وصلت لأذنها لتعلم ان كل شئ أنتهي بعد هذا

بدأت تحرك رأسها رافضه بهستيريى وأعينها تتسع بفزع مما يحدث، هي من كتبت هذه النهاية على نفسها، بعد وقت حل الصمت وفُتح الباب عليها فشهقت مها بفزع

مها : جنان

كانت تحرك رأسها بهيستيريه مجنونة فجرت عليها تبعد يداها عن اذنها

جنان بدموع تتساقط تلقائي : بقى ليها هي بقى بتاعها خلاص ومعتش يخصني ؟

يارا بدموع : جنان اهدي

جنان بصراخ : ردوا عليا بقى بتاعها هي انا خلاص معتش موجودة

جميلة : جنان

بدأت تصرخ وتضرب كلتا وجنتاها بجنون لتمسكها مها وكذلك : معتش جنان ليه ليه بعدت عنه ليه يا رب خدني يا رب ليه بقا جوزها هيا ليه انا اللي عشقته يا بااااابي أةة

نظرت لها شيرين بزهول من حالها وعاد قلب الأم بعد فوات الأوان الهذه الدرجه ابنتها تعشقه أما جنان فكانت تصرخ بقوة ومعتز يحضنها لم يتوقع أحد انها وفي سنها هذا تعشق الي هذا الحد، أنهارت جنان في أحضان مها بينما تتابعها شيرين بصدمة فهي جعلت ابنتها تظن أنها مصابة بالداء المميت ولم تفكر ماذا لو تحول هذا حقيقي ! هل سوف تكون سعيدة ؟ والسؤال الذي يأتي خلفه هل هي الآن سعيدة ؟

****************

في منزل السلحدار
وقف آسمر في البلكون يتابع السيارات التي لا يظهر منها سوا نورها وشارد فيما حدث داخله ألف شيء يخبره أن هناك خطأ، لكن مهلاً ما الخطأ أليس هذا ما ارادته يوماً والآن حققه الله لك يا آسمر

فاق على صوت أخاه يهزه ويتحدث بقلق : مالك ؟

آسمر بحزن : قلبي مش مرتاح يا إياد

إياد باستغراب : ليه يا ابني مش اخيرا بقت مراتك

آسمر بتنهيد : مش عارف مش حاسس إني فرحان ذي ما لازم .. مخنوق يا إياد وحاسس إن في حاجة غلط على مش مطمن كدة

إياد : طب استهدي بالله وهتبقي كو ...

آسمر مقاطعا إياه : قولت ايه ؟

إياد باستغراب : هتبقي كو ...

آسمر : لا اللي قبلها

إياد : استهدي بالله ؟

اغمض عينه بقوة وضرب قلبه عدة مرات محرك رأسه بخفه ليردف بحزن : خدتني لطريق وحش .. ليه مفكرتش من الأول في ربنا

إياد باستغراب : مش فاهم حاجة ؟

آسمر بإبتسامة : مش المفروض تفهم بقولك تعالي ننزل نصلي سوا

إياد : يااااه من زمان مقولتش ليا الكلمتين دول يا آسمر

آسمر : غلطه وربنا قلق قلبي عليها .. يلا يا إياد

وأخذ أخاه ثم نزل متجه لأقرب مسجد من عمارتهما ودخل آسمر يصلي مع أخاه، ظل لساعات طويلة في المسجد يستغفر ربه ويدعي أن يبارك له في حياته مع حبيبته جنان .

*****************

وقف جنان خلف حائط، تنظر لآسمر وأختها التي تتألق محلها بفستان أبيض بالتأكيد اختارته مع آسمر، زادت شهقاتها من كثره البكاء، شعرت بيد توضع علي كتفها التفتت واتسعت عيناها

روز بصدمة : جنان

جنان بتعلثم : لا أنا ناني قصدي جنان التوأم توأم ناني قصدي بس هو انا يعني كنت ...

روز بحدة : خلاص وصل كل حاجة انا هدخل اوقف المهزله دي مفكراني مش هميزك يعني

جنان ببكاء شديد وهي تمسك ذراعها : لا والنبي يا روز بلاش اللي جو ناني اختي مش أنا صح بس هي لازم تبقي موجودة

روز بصراخ وعصبية : غبيه أنتِ واحده غبيه ازاي تتخلي عنه وليه ؟

انفجرت باكيه بصوت عالي فحضنتها روز ومسدت علي شعرها كالطفلة لتردف ببكاء : ناني قالتلي إني مريضه كانسر والتحاليل كلها اثبتت كدة كان لازم اعمل كدة عشان آسمر يفضل سعيد يا روز

روز بحدة : وأنتِ صدقتيها علي طول كدة

جنان : ايوه انا عملت التحاليل تاني وطلع عندي انا في الأصل مريضه قلب بس قولت اني هستحمل وهعيش وفي حل اني اخد قلب بديل ومش هقوله بس دي ازاي اخبيها هموت واسيبه وهو هيزعل يا روز انا بحبه اوي ومش عايزاه يزعل

حزنت روز فالبرغم انها في الثامنه عشر من عمرها الا انها كالطفلة الصغيرة وتفكيرها كذلك تنظر للأمور من منظور واحد وراعت هذا روز لعلمها دائما أن الاراء تختلف حسب الأشخاص

روز بهدوء : ده مش حل يا جنان

جنان : لا ده الحل الصح ..

لتكمل برجاء : اوعديني مش هتقولي لحد يا روز اوعديني

صمتت روز ولم تجب فنظرت لها ومسحت دموعها بكمها قائله : عشان خاطري بالله عليكي يا روز

ظلت صامته لوقت ولا تعرف ما عليها فعله لتقطع الصمت قائلة : اوعدك يا جنان

الدكتورة بهدوء : وعرفتي ازاي أنك مش مريضه كانسر

جنان : جيت هنا لندن والدكتور قالي إني اعمل التحاليل تاني وطلعت سلبي

الدكتورة باستغراب : اممم مرجعتيش ليه ؟

جنان : هرجع ليه هقوله طلق اختي واتجوزني انا مثلا ومش بعيد تكون اختي حملت يعني انا قعدت شهر افكر طب ليه مفيش اعراض كانسر ليه مش حاسه بكدة وفي الآخر اما روحت دا اللي حصل

الدكتورة : ووالدتك مفكرتيش تعاتبيها ؟

جنان بحزن وألم : العتاب بيقولوا من المحبه وانا مش بحب والدتي ف الطبيعي مش هعاتبها

الدكتورة : وناني .. عارفه السؤال صعب

جنان بتنهيد : مكرهتهاش ناني نصي التاني ف مكرهتهاش طول عمرها بتعاملني حلو .. حتى لو الغلطة دي كبير عمرها ما تكرهني في أختي

الدكتورة : لو ناني كانت طلبت منك آسمر كنتِ هتسمحي ليها تاخده

حركت رأسها نفياً قائلة : ذي ما ناني حبت آسمر اكتر مني انا عشقته وبقيت مجنونه بيه، معنديش حد احسن منه ف بالتالي نجوم السما اقربلها

الدكتورة : وعرفتي منين ان السبب مامتك ؟

جنان : اما قولت ل ناناه وواجهتها عرفت وخليت ناناه توعدني متقولش لحد

الدكتورة : ست شهور بقالهم متجوزين

جنان بحزن : أيوه

الدكتورة : اقدر اقولك يا جنان علاجك شخص واحد

جنان بسخريه : يبقي مش هتعالج

واخرجت فونها لتري الساعه وجدت رنات كثيرة من جدتها

جنان بقلق : ممكن أعمل مكالمه ؟

الدكتورة وهي تشير بيدها : أيوه اتفضلي

رنت علي جدتها لتسمعها تتحدث بسخريه : تعالي يا جنان ناني بتموت وامنيتها الأخيرة تشوفك

جنان بصدمة محاولة استيعاب ما تقوله جدتها : أيه.....

*****************
ونعود مرة أخرى بالوقت إلى يوم زفاف آسمر على ناني، تحدث آسمر مع أخاه والحزن الممزوج بالضيق يرتسما على ملامحه

تحدث بعصبية مفرطة ونفاذ صبر : إياد مش حاسسها مش عارف ليه حاسس في حاجة غريبه .. دي مش جنان اللي كنت مستني اليوم ده بفارغ الصبر

إياد بحدة : بطل هبل يا آسمر مراتك فوق اطلعلها كدة مينفعش

ليكمل وهو يربط على كتفه : دي جنان حبيبتك أوعي تنسى اللي فضلت سنه مستنيها تكون على اسمك

تنهد بقوة واومأ برأسه تأكيدا لحديث أخاه ثم خلع جاكته ورماه علي السلم ليدخل شقته ويصعد إياد الي شقته هو الآخر حيث توجد حبيبته

فكرت ناني ربما غيابه بسبب أختها وأنها قد كشفت شيء عن خطتها، زاد توترها حين أتى ورأت ملامحه التي لا تنبيء بخير، فتحدثت بتوتر

ناني بقلق : كنت فين يا آسمر ؟

آسمر : احم مفيش

نظر لها ولما ترتدي بضيق ظاهر، حسناً لم يتوقع يوماً أنه سيشعر بهذا البرود اتجاه حبيبته ليلة زفافهم، اقترب وفك ازرار قميصه ثم جلس أمامها ولم يعطيها فرصة أن تتحدث لكن ذاك الفتور سيطر على مشاعره أكثر

آسمر لنفسه : في ايه حد عاملنا عمل ولا ايه استني يا آسمر انت هتصدق الخرفات دي

تنفس بقوة يخرج الطاقة السلبية التي سيطرت عليه داخليا ثم أغلق النور حتي لا يواجهها وتشعر بجموده و........

*****************

في شقة إياد
فتح باب الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ ثم اتجه لها وانحنى يقبل جبينها بتطويل ومرر يده على بطنها فهي أوشكت على إكمال شهرها السادس، أخرج ملابس منزلية وبدل تلك التي أحضر بها الزفاف ليصفف خصلاته، فتحت روز عيناها نصف فتحة

روز بهمس : هتنام ؟

إياد بتنهيد وهو يقبل جبينها : هنزل اقعد تحت يمكن آسمر يجي .. كملي نوم أنتِ

أغلقت عيناها وذهبت في ثبات عميق مرة آخرى بينما خرج إياد واغلق الباب خلفه، نزل بهدوء إلى الدور الذي يسكن فيه أهله، فتح الباب بالمفتاح الخارجي ودخل وجد والدته تجلس بتوتر

إياد بقلق واستغراب : مالك يا ست الكل ؟

أسيا بتنهيد حزين : قلقانه أوي علي اخوك يا إياد مش عارفه شكله مكنش يطمن خالص .. ربنا يستر

إياد وهو يجلس : معاكي حق يا أمي هو فعلا كان شكله ميطمنش يلا أما نشوف يمكن ينزل

أسيا وهي تربط على كتفه : لا سبني واطلع أنت لمراتك هي حامل ولا قدر الله تتعب ولا تعوز حاجة تبقى جنبها

إياد : هي نايمه الوقتي وحملها أصلا مقضياه نوم كتير .. لو حصل حاجة هترن عليا بعدين آسمر يا أمي أهم الوقتي

هزت رأسها دون حديث وابتسمت بخفة لحنية أولادها على بعضهما ..

*************************

في شقة آسمر
جلس على طرف السرير يضع وجهه بين يديه متمنياً أن يزيل الله من قلبه ذاك الألم وهذه الخنقة التي دون سبب واضح، نظر بطرف عينه لتلك الصغيرة التي تنظر له وتبتسم كأنه حلم بعيد ولتوه تحقق أجل هذا ما كانت تفكر فيه ناني فهي حققت ما عجزت أختها عن فعله

شعر بالشفقة ناحيتها فهي ليس لها أي ذنب فيما يشعر به هو، قرر التحدث معها والاطمئنان عليها ..

آسمر بهدوء : أحم جنان أنتِ كويسه ؟

ناني بإبتسامة : أيوه .. كويسه أوي

اتجه بجانب الباب وضغط على الزر ليشتعل النور ثم نظر لها فابتسمت بخجل، أما هو فكانت هذه الليله ككابوس يتمنى أن ينتهي وأن تتوقف عن الإبتسام، الآن يشعر انه يموت بالبطيء كلما نظر لوجهها فضغط علي رأسه بيداه

ناني بقلق : آسمر مالك ؟

سند علي الحائط بتعب واضح فانطلقت واقفة واتجهت له تسنده، لفت انتباهه شيئا ليقترب منها ومسك أكتافها ينظر لأسفل عنقها أين تلك الشامه فهي لم تكن صغيرة لتختفي وأيضاً .. لا يمكن أن .. ترك أكتافها، ذهب متجه للحمام فتح الباب ودخل اغلقه جيدا ووقف أمام المرأه ينظر لنفسه وهو يكاد يجن ...

نظر لنفسه في المرآه وصرخ بقوة وهو يهشم الزجاج بقبضته وتمردت دموعه رغماً فهي استطاعت أن تخدعه بسهولة وأصبح هو الغبي الوحيد بالحكاية ..

آسمر بصراخ : غبي .. غبي

ذهب للمرش وفتحه ثم جلس اسفله والماء البارد ينساب فوقه واختلط بالنار المشتعلة بقلبه، وضع يداه علي وجهه والألم غطى على تفكيره في أي شيء

بعد وقت
خرج آسمر أخيراً ليأخذ ملابسه ويعود يرتديها دون التحدث مع تلك الفتاة، وجهت له الكلام لكنه تجاهلها وخرج ثم اتجه لأسفل، دفع الباب ليجد أخاه يجلس وبجانبه والدته فاتجه يقف أمام الاثنان، تحدث إياد بقلق على أخاه وبدأت الأفكار السيئة تتدفق لرأسه

إياد : آسمر في أيه .. آسمر مالك ؟

لم يجب بل يبكي بصمت كالطفل الصغير فشهقت أسيا تفكيراً في أسوأ شيء ممكن حدوثه مع ابنها وهو أن ربما ناني ليست فتاة

أسيا بشهقة قوية : هي طلعت مش بنت ؟

حرك رأسه علامة النفي ثم اتجه لحضن أخاه الذي احتواه واشتعلت النار بصدره لرؤيته ضعف أخاه

آسمر وهو يمسك ملابس أخاه : مش جنان دي مش جنان اللي فوق ناني مش جنان حبيبتي ..

ليكمل بقهر داخلي : باعتني يا إياد حبيبتي سابتني وباعتني انا حبيتها أوي بس هي اتخلت عني .. كنت مستني اليوم ده بفارغ الصبر متوقعتش أنه هيبقي وحش اوي كدة

ليردف بحزن : ليه حصلي كدة انا حبيتها اوي يا إياد حبيتها اوي

مسك إياد أكتاف أخاه وهو يضمه، أعينه متسعة قليلاً وأسنانه منطبقه بقوة لتتمرد دمعة منه وهو لأول مرة يري أخاه ضعيف لهذه الدرجه ..

********************

في شقة آنس
تململ آنس على السرير ليفتح عيناه نصف فتحة وتحسس مكان أيه ليجده فارغ، فتح عيناه يتأكد من عدم وجودها ثم وقف يبحث عنها في الشقة، فتح باب غرفة ابنه بهدوء ليجدها تتمدد بجانب الصغير تأخذها في حضنها وتحكي له قصة

آيه بإبتسامة بسيطة : والأمير أتجوز الأميرة في الآخر والملك اتنازل وخلي الأمير هو اللي يتولى العرش مش أخوه الصغير

وقبلت رأس الصغير الذي نام ثم همست : وتوتة توتة خلصت الحدودتة

وقفت ودست الصغير بالغطاء جيداً ثم عادت تقبل وجنته واتجهت للخارج لتجد أنس بوجهها فقررت التبرير له قبل أن تدخل في نقاش حاد لازع

آيه بهدوء : آشقر صحى وجيه أوضتنا يخبط شاف كابوس وأنا ... أنت أيه اللي صحاك أصلاً ما أنت كنت في سابع نومه

آنس بضيق : تعرفي لسانك ده في يوم هقطعه

آيه بمرح : ليه وأنا قولت حاجة ؟

آنس بغيظ : ملاك عمرك ما بتقولي العيبة .. أنتِ بتدبشي ولا زعيق مأثر ولا ضرب مأثر اعمل فيكي ايه أطلقك وارتاح طيب ؟

حركت بؤبؤة عيناها في المكان لتعيد النظر له ثم حركت رأسها نفياً لكلامه بخفة ثم انطلقت ذاهبة من أمامه لينظر خلفها باستغراب حتى لو كان يمزح فهو قلل من قدرها، ترى ما الذي يجعلها تتحمل ما يفعله، حسناً حتى لو كانت تحبه ما كان عليها بالقبول بكلامه فيبدو أن هناك أمر آخر

أما هي تتذكر كلمات والدها السامة لها وتحذيره الدائم من عصيان زوجها أو الوصول معه للطلاق، هم فقراء وإن قامت بالطلاق منه لن يستطع أهلها التكفل بها بالإضافة إلى أنها لن تتزوج مرة اخري، يجب أن تحافظ علي منزلها وأنها إن تطلقت ستكون كالعار وما شبه .. يجب أن تتحمل ما يفعله أنس فهي عكس روز ليس لديها مأوى ..

تذكرت ذاك اليوم الذي تمم فيه زواجه منها، ظنت أن حياتهما هما الاثنان سوف تتغير للأفضل لكن حدث عكس هذا، عادت معاملته أسوأ من الأول بالإضافة إلى أنها يجب أن تتحمل كل هذا وهو لم يراعي أنها تفضل البقاء معه رغم أفعاله

****************

مر شهر كامل
عاد آسمر يسكن مع أبويه في غرفته القديمة وتجنب الصعود لتلك الشقة التي أختار كل إنش بها معه، فهو كره اليوم الذي تعرف عليها بالإضافة لليوم الذي أحبها فيه وأيضاً الذي تزوج أختها، ما كانت سوا صفحة سوداء في حياته غيرته للأسوأ وجعلته يكره حياته

حاولت ناني عدة مرات النزول له والتحدث معه لكنه مرة يتجاهلها ويغلق على نفسه ومرة يعنفها بحدة ويخبرها أنه يكرهها ولا يريد رؤيتها ..

وفي أحد الأيام تحديداً شقة آسمر
طرقات بسيطة على الباب يليها دق الجرس بخفة ففتحت الباب لتتسع عيناها بعدم تصديق، لم تصدق أن يأتي اليوم ويصعد لها في شقتهما

ناني بسعادة : آسمر حبيبي مـ ...

مد يده لها بورقة فنظرت له ثم للورقة وأخذتها منه لتقرأ ما فيها فاتسعت عيناها بصدمة، هذه ورقة طلاقها يا سادة ..

ناني بصدمة : في أيه يا آسمر .. أيه دي بتهزر صح ؟

آسمر بعصبية : ورقة طلاقك يا ... ناني مفكراني غبي ردي عليا مكتوب علي جبيني غبي

ناني بعدم فهم : في ايه مش فاهمه ؟

مسك مزهرية والقاها بالحائط صارخاً بقوة : مفكراني غبي مش هعرف انك ناني مش جنان حبيبتي

ليكمل بغل : لعبتي عليا وأنا بغبائي كملت كنت حاسس أنها مش هي من يوم كتب الكتاب كنت عارف بس الغلط مش عليكم الغلط عليا

وضعت يدها على فمها تحاول استيعاب ما يقوله، لا محال من إنكار هذا واخباره أنها جنان فيبدو أنه متأكد بنسبة كبيرة، فكرت قليلاً أن تكذب مرة أخرى فقبل أن يذهب مسكت يده تمنعه

ناني برجاء وخوف :  اسمعني يا آسمر .. أنا بحبك اكتر منها بحبك انت هي اتخلت عنك وسابتك باعتك عشان واحد تاني بتحبه هي في حياتها ما حبتك خدعتك كل ده

لتكمل وهي تتابع ملامحه : كانت عايزة واحد مكان بابي واما الموضوع قلب بجد هربت أنا نفس البنت اللي حضنتها يوم الكيك وكنت بتابعك من بعدها وحبتك اوي متخليش حبي يروح هدر

وتمردت دموعها، حاول تصديق كلامها أو تقبله لكنه لم يستطيع فدفعها عنه بحدة، وبدأ يصرخ بجنون وهو يكسر كل شئ حوله في الشقة

آسمر بصراخ سمعه كل من بالعمارة : كذابين مخادعين انتم الاتنين بكرهكم .. بكرهها اكتر منك بكرهها

وفي لحظة كان الباب يقع بدفعه من إياد واباه ودخلوا ليحضنه إياد ويكبله وجده يرتعش بين يديه وينتفض بقوة وهو يصرخ باسمها ويخبرهم بكرهه لها

إياد بصراخ : رنوا على دكتور بسرعه اتصرف يا بابا .. آسمر فوق آسمر

بعد وقت
وصل آنس بسيارته لتنزل أيه مع روز فهما أتوا لتوهم من عند أهلهم، صعدت روز وخلفها أيه أعلى لشقة أحمد

وجدت روز زوجها يجلس ويضع وجهه بين يديه، عروقه بارزه وأعينه حمراء يحاول السيطرة على دموعه بينما أحمد يجلس والحزن الشديد يظهر على ملامحه

اتجهت بنظرها لناني التي لا تتوقف عن البكاء وكذلك أسيا لتتجه جريا لإياد الجالس تجلس على ركبتيها أمامه

روز بقلق : في أيه مالك يا إياد ؟

آنس باستغراب : في أيه حد يفهمنا .. فين آسمر ؟

أحمد : أخوك تعب شويه والدكتور عنده جوه

انفتح الباب وخرج الطبيب منه لينطلقوا بسرعة واقفين أمامه وتحدث إياد : في ايه اخويا ماله يا دكتور

الطبيب : إنهيار عصبي حاد .. واضح إن الضغط كان عليه صعب أنا أديته مهديء وكويس أنكم رنيتوا عليا، المهم الوقتي بلاش ضغط عليه وتجنبوا أي حاجة تضايقوا وكذلك أي حد

ليردف بهدوء : يا ريت ميبقاش جنبه غير شخص بيحبه ويتجنب الكلام على الحاجة اللي مزعلاه ولو حصل أي حاجة تانية حد يديله مهديء وريد .. حد بيعرف يديه ؟

آيه : اة أنا بعرف وروز كمان

الطبيب : كويس واة جنان البنت دي بيهلوس بأسمها يفضل تخلوها تيجي يشوفها لأن أعتقد هي اللي مأثرة عليه .. لو واجهتم اي مشكلة كلموني

أحمد : شكراً يا دكتور

ذهب الطبيب فقالت ناني بإندفاع : أنا هدخل أقعد جنبه

مسك إياد ذراعها بقوة قائلاً : إياكي تفكري تقربي من أخويا فاااهمه خافي على نفسك

ناني بحدة : دا جوزي

انفجر إياد بها بعصبية : جوز مين يا أم جوز نسيتي نفسك ولا أيه أنتِ مكانك مش هنا وقيمتك هنا ولا أي حاجة فاهمة يا ناني .. هو خلاص طلقك يعني وجودك هنا ولا ليه أي تلاتة لازمة فاشتري نفسك وأطلعي برة حياتنا وحياة أخويا وحلي عن سمانا

دفعها بحدة واشمئزاز لتنظر للكل ثم له وتحدثت قائلة : أنا حامل وميقدرش يبعدني عنه

الصدمه الجمت الكل بما فيهم إياد الذي صرخ : محروقك لمحروق اللي في بطنك يا شيخة .. خديه وغوري في ستين ألف داهيه مش عايزين اللي يجي منك أكيد هيبقى شايل دمك ال***

أحمد بحدة : إيااااد

نظر لأباه ثم مسح على وجهه بقوة ودخل الغرفة ليغلق الباب بقوة وغضب واتجه يجلس بجانب أخاه الذي تحت تأثير المهديء ويهلوس باسمها

آسمر بهلوسه : جنان حبيبتي ارجعي جنان .. جنان

هناك بعض الدموع عالقة في أهدابة، قبل أخاه جبينه ولا يصدق الحالة التي وصل لها أخاه فهو لم يتوقع يوماً وقوعه في الحب لهذه الدرجة

طال عدم وقوعه وحين وقع وصل لقاع بئر عميق مظلم لا مفر منه، طوال الثمانية وعشرون عام ظل أخاه سعيد مكتفي بنفسه، لو يعلم ما سيحدث كان بعدها عنه ولم يسمح لأخاه بالوقوع في هذا البئر .

****************

مرت الأيام
عاد آسمر طبيعي وتجنب ما يزعجه، سمح لها بالبقاء في شقتها لكن منعها من الاختلاط به وأخبرها صريحة أنه لا يريد رؤيتها وبرغم هذا سعدت فكونه يقبل بوجودها في مكان يخصه هذه خطوة للأمام صبراً قليل وسوف تقوم بخطوة جادة له

أما هو لم يعد يعبء لوجودها وأيضاً يمثل عدم إهتمامه وعدم رغبته في معرفة أين هي جنان، تغيرت شخصيته بعض الشيء لا ليس بل كثير فهو أصبح لا يمزح مع الجميع وقل كلامه كثيرا عن ذي قبل، تجنب الحديث فيما حدث مع أحد حتى إياد ومنعه من البحث عن جنان، لم يحاول أحد التخطي ومعرفة خصوصياته

زادت جديته أضعاف مضاعفة في العمل وقبل استهتاره أو أصبح شبه معدوم، أصبح يفضل البقاء به عن العودة للمنزل فظهر للعلن تغيره ولم يسعد أحد بهذا التغير فسابقاً معروف أينما يوجد آسمر توجد حياة ..

تجمع الكل على الطعام إلا ناني، تتركز أنظار آسمر على الكرسي الذي كانت تجلس عليه جنان بجانبه، قاطع شروده الحزين صوت روز

فكرت روز أن تخرجه من شروده قائلة : أيه رأيك في شوربة الخضار يا آسمر انا اللي عاملاها بإيدي

ابتسم بخفه قائلا : تسلم ايدك يا روز

روز بمرح : ما لازم تسلم إيدي أنا أومال إيدك .. عاملاها بإيدي يا بشر بقول

آسمر : وهو حد قال إنك عاملاها برجلك يا روز .. ربنا يهديكي

انفجرت ضاحكة فنظر لها آسمر وضحك هو الأخر لتعلو بسمات الكل بينما شعرت روز بيد تضغط علي يدها فأشارت له أن يتركها بغيظ

روز بهمس : إيدي

انحني ليهمس في أذنها : حسابنا أما نطلع يا أم ههه

روز بضيق : بطل جنان

إياد بتوعد : هتعرفي الجنان اللي بجد أما نطلع

روز بهمس في أذنه : يا شيخ حرام عليك انا علي وش ولادة

إياد : ولو هتولدي .. نتحاسب بعدين أولدي براحتك

عاد الهدوء ينتشر بالمكان بينما دفعت روز يد إياد ووقفت تتجه للمطبخ، ضحك إياد عليها وعاد ينظر لأخاه ليجده يقلب في الطعام بملل وكذلك أيه التي تتابعه وتفكر فيما أصابه فحقاً تشعر بالفضول الشديد لمعرفة ما به هذا الآسمر وما الشيء الذي قام بتغيره لهذه الدرجة ..

أسيا بحزن : آسمر كُل يا حبيبي

نظر لها بهدوء ثم ترك الملعقة، وقف قائلاً بإبتسامة خفيفة : الحمد لله يا أمي

اتجه للبلكونة يتنفس بعض الهواء الذي شعر بإنسحابه فجأة من رئته بينما أشارت أسيا لإياد أن يتجه خلف أخاه ولا يتركه وحده فهز رأسه بتأكيد ووقف، دخل إياد خلف آسمر ليجد عيناه شديدة الاحمرار ويهمس باسمها لعلها تستجيب وتعود فوضع يده على كتف أخاه ينبهه منه

إياد بحزن : آسمر

نظر له ومسح علي انفه قائلاً : في حاجة ؟

إياد بحزن : لحد أمته كدة انساها بقى يا تجيبها وتواجهها

وأكمل بشر ممزوج بغل : وأنا علي أتم استعداد اوريها نجوم الضهر

آسمر بحدة : إياد دي جنان فاهم يعني ايه جنان يعني لو قطعت مني هفضل اعشقها لحد اما اموت ولا ناني ولا مليون زيها يكرهوني في جنان يمكن بقول بكرهها بس انا مستحيل اكرهها حد يكره سبب عيشه في الجنه

إياد بعصبية وسخرية : وهي عيشتها ليك جنة

آسمر بحزن : أي حاجة جنب جنان جنه يا إياد حتي الوجع جنبها جنه عمر ما حد هيفهم حبي ليها ولا أنت ولا حتى هي

عاد بنظره للأمام متجاهل النظرات الحادة المصوبة له من قبل أخاه بينما اتجه إياد مرة أخرى للداخل ليجد روز تقابله بإبتسامة حنونة حاملة القهوة الخاصة به وبآسمر

روز برقة وهي تشير بعيناها للأكواب : خد يا حبيبي دي بتاعتك ودي بتاعة آسمر

إياد بمرح ممزوج بحب : والله أنتِ اللي في الدنيا دي كلها

انحنى قبل وجنتيها ثم أخذ القهوة منها غامزا بطرف عينه فابتسمت له بإتساع واستدارت لتجد آنس أمامها مباشر فشعرت بتوهج وجنتيها لتنطلق من أمامه

أطلق أنس ضحكة بسيطة قائلاً : أخويا وعارفه وقح من يوم يومه

كاد يذهب لتظهر أيه أمامها من العدم فداعب خصلاته ولا يعرف ما تفكر فيه الأن لكن من ملامحها يبدو أنه منحوس وهي فهمت ما حدث بطريقة خاطئة ..

آيه بغيظ وغيرة : كفايه بقا احترم نفسك حتى هنا ...

دفعها للحائط ومسك ذقنها يقبل كلتا وجنتيها بمرح ثم داعب أنفه بأنفها قائلاً : الشياطين الصغيرة اللي جوا عقلك قوليلهم أنس مش زباله وضحك عشان شاف اخوه بيعمل مع مراته اللي هو عمله مع مراته الوقتي .. مش حاجة تانية

غمز لها بخفة ثم تركها وذهب حيث يجلس أبويه أما هي اتسعت عيناها لقد برر لها وأيضا قبلها برقة غير معهودة ويبدو أن بتلك القبلة بوادر عشق يشعر به هي تحس بهذا ..

آيه بصوت عالي مرح وهي ترفع يديها لأعلى : يا رب أهديه أو هده المهم يبقي ذي الناس

آنس من الصالون : اخرسي يا أية
+

علت ضحكاتها لتنطلق جرياً للمطبخ قبل أن يعود له ويسألها عن دعائها عليه ..

************************
على شاطيء الإسكندرية
وقف آسمر ينظر للسماء الصافية ثم نزل بنظرة للمياة المتلاطمة بفعل الهواء ليجد نفسه تائه كالبحر وكم تمنى أن يغرقه هذا، وكأي شخص حين تضيق به الدنيا يأتي للبحر ويرمي به همه وهذا ما فعله
+

"ست شهور هونت عليكي فيهم يا جنان .. ست شهور وأنا بتعذب كل يوم اسوأ من اللي قبله طب لو محبتنيش اسمه ايه اللي عشناه سوا

أكمل بحزن مرير : اسمه ايه أنك كنتِ عايزة تسلميني نفسك كمان طب دا ايه ... محدش يقدر يهددك تسبيني ليه كدا ولا فعلا ناني معاها حق أنتِ محبتنيش "

آسمر بصراخ قوي مجلجل : جناااااااااان جناااااااان

مرر يده في خصلاته مخرجاً تلك بعض الطاقة السلبية التي سيطرت عليه وقرر العودة حيث أتى، عاد للمنزل مشياً ولمح من بعيد روز أمام ناني ويبدو على ملامحها العدائية الشديد فاقترب من الاثنتين ليجد روز تصرخ عليها بحدة

روز بصراخ : اتكلمي وإلا وربي هقتلك وأة بهدد وأعرفي إني قد تهديدي يا ناني

ناني بضيق : معرفش

زاد غضب روز أضعاف مضاعفة حين أنكرت ناني لتنفجر بها : بت شغل العيال ده ميلعبش معايا بالله لو ما قولتي جنان عاملة أيه الوقتي لأكون طالعة وفضحاكي قدامهم كلهم وأدمرلك حياتك اللي مش موجودة أساساً

لتكمل بشماتة : ولكِ ان تتخيلي اللي آسمر هيعمله فيكي لو عرف

ناني بعصبية وقلق : قولتلك معرفش هي عايشه ولا لا معرفش والله ما اعرف

روز بشر وتوعد : أنتِ اللي اجبرتيني وخرجتي الروح الشريرة

ظنت ناني أنها سوف تصعد لأعلى إلا أنها اقتربت وجذبتها من شعرها تعتدي على بالضرب لتبدأ صرخات ناني المستغاثة

ناني بوجع وصراخ : أه ابعدي ايدك أه شعري .. حد يلحقني

روز بغل : أنتِ اللي جبتيه لنفسك وعنيدتي قصادي وأحب أعرفك لا أنتِ تهميني ولا اللي في بطنك فأنقذي نفسك من إيدي بنفسك

مسكت ناني يدها بتعب تحاول دفعها قائلة : روز سبيني مش قادرة .. اة والله حرام عليكي

صرخت روز بها قائلة : إنشالله تموتي ولا تهزي فيا شعرة ومش هسيبك إلا أما أعرف منك جنان فين وحصلها أيه وأتأكد فعلاً ذي ما سمعت من أمك أنكم وهمتوها أنها مريضة كانسر وخلتوها تبعد عن آسمر ولا حقيقة .. أنجدي نفسك مني يا ناني

نظر آسمر لروز كأنها فضائية فهي تبدو من الخارج شيء ومن الداخل شيء أخر وحين كان يتابعها شعر بجنان حوله تضحك على أفعال روز فلم يعد يستوعب ما يحدث ويشعر أن الكلام الذي تقوله روز من وحي خياله، مرر يده على وجهه ثم عقد حاجبيه ينظر لهما يحاول استيعاب ما تقوله روز

ناني بتعب واضح : سبيني يا روز تعبانه

روز بحدة وغضب : وهي كانت أيه ؟! أختك كانت بتموت يوم فرحك قدام القاعه كانت بتتدمر ردي وإلا وربي ل.......

ناني بخوف فهي تعرف ربما تقتلها هي وابنها وكم هي شيطانه يكفي ما نالته من ضرب حتى الأن : هقولك حاضر هقولك

لمحته روز ليتجه بسرعة خلف سور البناية لتظن أنها تتوهم ثم نظرت لناني بحدة قائلة : انطقي

ظهرت الدموع في أعين ناني وكذلك الشحوب لتردف : مامي قالت انها قعدت عند خالتو شهر بعدين قالت إنها راحه لدكتور وأما رجعت اتغيرت تمام بقت تجري في الشوارع بجيتار ذي المتشردين واكلها قل ونومها وأصلا شبه مش بيشوفوها بس دا اللي اعرفه وسبيني أنا ا.ت.تعبا.......

استرخى جسد ناني فكادت روز تصرخ وهي تمسكها لكن آسمر اقترب مسرع ورفعها عن الأرض، عقدت روز حاجبيها ليشير لها برأسه

آسمر : يلا

فكر آسمر أن يأخذها للمستشفى أفضل فهي حامل ويختلف الوضع عم الإغماء الطبيعي، أخذها متجة خارج العمارة وقبل أن يصل لسيارته وجد إياد يأتي بسيارته فأشارت له روز، وضع آسمر ناني بالخلف وجلست روز بجانبها بينما هو بجانب إياد

آسمر بهدوء يغلفه قلق : اطلع علي اقرب مستشفى

إياد وهو يسرع بالقيادة : ايه اللي حصل ؟

آسمر ببرود : ناني كانت نازله ومسكت في الباب ووقعت وأنا طالع من تحت شوفتها وناديت علي روز

حسنا سمع يا روز لا محال وربما لا ولا يريد من إياد أن يعنفها، بالرغم من كرهه الواضح لتلك ناني إلا أنه ليس عديم الرحمه وأيضاً روز ليس لها ذنب أن تتحمل غضب أخاه

تنهدت بصوت مسموع ونظرت للخارج أما آسمر كان تفكيره مع جنيته الصغيره ليست صغيره وحسب بل غبيه لما لم تأتي له، لما لم تخبره حسناً وإن فعلت لما لم تعود .. الآن لا ينكر فهو سعيد بوجود هذا السبب الذي يجعله يصفح عنها بنفس راضية ويعيدها لحضنة مرة أخرى ثم يعاقبها على غباءها هذا

أوقف إياد السيارة أمام بوابة المستشفى فنزل آسمر وفتح الباب ليحمل ناني مرة أخرى ودخل يسير خلفه إياد مع روز، وضعها على ترولي واتجهوا بها لغرفة ثم قاموا باستدعاء طبيب نسا وتوليد، أتى الطبيب أخيراً وخرج الكل ليبدأ بفحصها جيداً

الطبيب بعمليه : هي كانت متابعه مع دكتور او دكتورة ؟

نظر الثلاثة لبعضهم لتكون الإجابة واحدة وهي لا فلم يهتم أحد بهذا ولم يوجهها أيضاً فيما يجب فعله، ظهر الحزن على ملامح آسمر فهو لم ينبه أحد لهذا حتى لو كان يكرهها

تفهم الطبيب من نظرتهم ليردف : دا غلط كبير في حقها البنت باين عليها صغيرة يعني مش عارفين توجهوها

أكمل بهدوء : المهم في تحاليل وفحوصات وكمان اشعة المفروض تعملها كلها الوقتي وهنضطر نخليها معانا شوية عما يخلصوا

آسمر بهدوء : أتفضل يا دكتور

بعد عدة ساعات
تجمع الكل في غرفة الطبيب الذي بدأ يتابع حالتها ويقلب في الفحوصات والتحاليل، هز رأسه بحزن لينظر لناني ثم آسمر الجالسين أمامه ثم بدأ يتحدث بنبرة يتخللها الشفقة

الطبيب بهدوء : دلوقتي يا بنتي غلط كبير الأم تقعد طول الشهور دي من غير ما تتابع مع الدكتور .. ينفع يعني

نظرت للأرض بصمت هزت رأسها نفياً فأكمل : طيب التحاليل كويسه ممكن تطلعي أنتِ والمدام اللي هناك شويه عايز اتكلم مع الشباب

نظرت له ناني وتجمعت دموعها : أنا فاهمه يا دكتور ان في حاجه تقدر تقول انا جاهزة
1

الطبيب باستغراب : جاهزة ؟! بس أنا مش هقول حاجة

ناني وهي تمسح بعض الدموع العالقة : أنا فاهمة إن في حاجة أتفضل قول

تنهد الطبيب قبل أن يقول : الوقتي في تزايد غير طبيعي للخلايا حولين الجنين وبدأت تضغط على جيب المايه ودا هيسبب مضاعفات كبيرة أولها موت الجنين

اتسعت عيناها قائلة : أنا مش فاهمة حاجة .. خلايا أية

الطبيب بتعاطف : عندك خلايا سرطانيه منتشر في كل الرحم وبدأ ينتشر في مكان تاني وكده كل الخلايا المحاوطه بالجنين كتيرة وفي تزايد مش طبيعي ف بالتالي بيموت .. ولو انفجر كيس الماية عليه العوض

ناني : ازاي عندي كانسر ما حستش بأعراض

الطبيب : مش الكل بيحس ربما تحسي قبل النهايه بفتره قليله وربما لا وجايز تداخل في أعراض الحمل ففكرتيها أعراض الحمل مش حاجة تانية

نظرت لها روز وتمردت دموعها متذكره شكل جنان قبل الفرح وهي تخبرها بمرضها، وضعت ناني يدها على فمها تنهمر دموعها دون توقف بينما آسمر ود لو يضحك وبقوة ما فعلته بحبيبته اتي بها فيقال المثل المصري

"اللي بيعفر عفاره بتيجي علي دماغه" ولكن تذكر ابنه او ابنته القابع داخلها فما ذنبه من هذه الحكاية فهو طفل بريء لم يرى من الدنيا شيء

بدأت تتحدث ناني بهيستيرية ممزوجة ببكاء : ازاي طيب اولد ابني ويقضي الباقي في الحضانه أنا عايزاه انشالله لو هموت أنا هو لا ارجوك يا دكتور اتصرف

زاد بكائها وهي تتخيل فقدانها لجنينها لينظر لها الطبيب بشفقة وبدأ يجري بعض الإتصالات لينتهي قائلاً : في طريقة

ناني بلهفه : أيه هي ؟

الطبيب : دي هتبقي عايزة مش اطباء لا دي عايزة داكاتره متخصصين في النسا والتوليد ومكلفه اوي وعايزين أم تنطبق فحوصاتها معاكي ويفضل تكون أخت بنت عم كدة وهي هتشيل الجنين مكانك

ناني باستغراب : مش فاهمة ؟

الطبيب : يعني أم بديله هننقل الجنين شهر واحد في رحمها لما يكمل تكوينه هو اصلا قدامي لسه فاضل علي تكوينه شهر واحد واحتمال يتولد في السابع ميكملش معاها للتاسع .. بس للأسف في خطورة على الأم التانية لأن ممكن يحصلها انفجار للرحم مثلاً نزيف مفاجيء مضاعفاته كتير وخطورته أكتر

ناني متجاهلة أخر حديثة : ممكن حضرتك تقولي العملية هتحصل أمتة ومش مشكلة أي حاجة

الطبيب : المفروض قبل ست أيام تبدأ وياريت في أقرب وقت

ناني وهي تتحسس بطنها : ينفع بعد يومين ؟

الطبيب : تبقي تيجي بكره تتحطي علي أجهزه ونبدأ بأعطائك اللازم من الأدويه قبل العمليه والأم البديله تيجي بكره بالكتير عشان الفحوصات لأن دي بالظبط ذي ذراعة الكلي لازم تتوافق مع الجنين والأم وكمان في أدوية وشوية حاجات لازم تاخدها قبل العملية

واردف بتنهيد : ولازم تعرف إن حياتها معرضه للخطر ومعرضه تموت اثناء العمليه اكتر من الأم لذلك لازم امضاء على إقرارات

تحدثت ناني بثقة واضحة : هتتوافق لأن سبق وخدت منها كلى أما كان عندنا اربعتاشر سنه وهي في الأساس توأمي ومتقلقش هتوافق اكيد مش هيبقى عندها مشكلة
2

اتي يتحدث وجد سليطة اللسان رقم اثنان تقف وتتحدث بإندفاع : أنتِ أيه معندكيش دم مش بني ادمه .. الله يحرقك يا شيخه أنتِ مبترحميش مش كفايه بقى اللي عملتيه فيها كمان هتعرضي حياتها للموت أنتِ ايه مش اخت حتي وأنتِ بتموتي مش سايبه لأختك ذكرى حلوه كلك شر كدة

ناني بعصبية وحدة : متدخليش يا روز دي اختي وأنا حره

تحدث آسمر بنبرة حادة لازعة : متشكر يا دكتور

خرج وخلفة ناني يليها روز وفي النهاية إياد الذي لم يغفل عن كلمة واحدة فيما حدث، يفكر فيما قالته روز متمنياً الا تكون على علم سابقاً بما حدث لأخاه فإن حدث لن يكون ذاك في صالحها هي فحينها سوف يندفع كل شيء على رأسها وحدها ...

**************************

في منزل السلحدار
وقفت روز في المطبخ بجانب أيه تساعدها في عمل الطعام وهي تزفر كل حين وأخر بحدة فحقاً قد نفذ صبرها من ناحية هذه الفتاة يرغم أن داخلها شيء حزين لأجلها لكن تشعر أن ما حدث معها من أفعالها بنسبة كبيرة

روز بتمتمة وضيق : اللهم لا شماته بس تستاهلي اللي حصلك أبو شكلك عيلة حقودة بغل .. ربنا فعلا كبير يمهل ولا يهمل

التفتت لها آيه وضحكت قائلة باستغراب : في اغيه يا بنتي أهدي علي أعصابك

انفجرت روز بها بنفاذ صبر : بصي يا آيه أنا علي أخري ومش عايزة أجيبك أنتِ من شعرك الوقتي

أكمل صارخة : وأطلع اللي فيا فيكي

رغما عنها انفجرت ضاحكه قائلة بشموخ مضحك : ولا تقدري

روز بغيظ : مقدرش هااا مقدرش

شعرت أية بالخطر عندما رأت تمسك السكينة فأنطلقت جرياً بسرعة لتجري خلفها روز ممسكة بالسكينة

جرت أيه وهي تصرخ قائلة : أةة يا بنت رولا المجنونة أهدي اللي يخربيت شورتك

روز بعصبية : يا بت هقتلك أبو شكل معرفتك كانت معرفة منيلة بنيلة

اتسعت أعين أسيا ووقف أحمد ينظر للاثنان بزهول سرعان ما علت ضحكاته وكذلك أسيا

آيه وهي تقف خلف الأريكة : يا بت اتهدي

روز بغضب : هقتلك النهارده .. هقتلك يعني هقتلك مش هسيبك قولت

كادت تقترب من أيه التي صرخت بقوة سرعان ما انفجرت ضاحكة بكثرة كأنها لم تضحك لسنوات طويلة فخرج إياد وآسمر على صوتها من البلكونة وضحكوا على ضحك الفتيات وكذلك كاد أنس يدخل ليجدها تضحك بطريقة يراها لأول مرة في حياته ..

أيه وهي تخرج لسانها : مش هتقدري تمسكيني

روز بغيظ : لا أقدر يا زفته دا أنتِ أية العجوزة يا بت يا عجووووزه

تغيرت ملامح أيه للعبوس والحزن ثم قالت : أنتِ العجوزة مش انا

تركت روز السكينة واخرجت لسانها لها بعناد قائلة : يا عجوزه

اقتربت آيه واضعة يداها بخصرها ثم قالت بحدة : أنتِ العجوزة مش أنا يا باردة

روز : لا أنتِ

نفخت آيه خصلاتها وخدودها قائله بعبوس : أنا مش عجوزه يا روز

روز بخبث : عجوزه

نظرت آيه للأرض كالأطفال وتمردت دموعها قائلة : رجلي اللي كانت بتوجعني يا روز لوحدها إنما أنا مش عجوزه ومحدش يقولي عجوزه

فهمت روز مقصدها وحزنت فهي بصعوبه جعلتها تنسى هذا الموضوع أجل فهي كان لديها سرعة ترسيب عالية منذ صغرها، وكانت أرجلها تؤلمها ولا تجري كالأطفال وهم كانوا ينعتوها بالعجوزه ف بصعوبه صادقتها روز وجعلتها تنسى ما فعلوه وتصحح نظرتها عن الأصدقاء والأن تقوم يتذكيرها ! .

تركت روز السكينة واتجهت لها محتضنة إياها ثم تمتمت بإعتذارها عما قالته لتزيد أية من ضمها ونست الفتاتان ما حدث ..

*************

في شقة آسمر
جلست ناني على ركبتيها أمام جميلة تترجاها أن ترن على أختها وتخبرها ما حدث لها لكن الأخرى ترفض الفكرة تماماً فيكفي ما فعلته ناني بتوأمها، أخيراً استطاعت جنان التأقلم في حياتها الجديدة لتأتي ناني بأنانيتها وتريدها أن تدمر هذا مرة أخرى ..

جميلة بنفاذ صبر : خلاص رني عليها يا ناني عرفيها

ناني ببكاء مرير : يا ناناه والنبي قوليلها أنتِ بلاش اكلمها

جميلة بعصبية وهي تقف : مستحيل اكلمها واقولها .. ابعدي عنها بقى وبطلي تدمريها يا ناني من أمته فيكي كل الأنانية دي

ناني ببكاء : ناناه أنا بموت وربي لولا كده مكنتش رجعت حياتها

نظرت لها الجدة بعدم تصديق لتعود وتقسم قائلة : والله ما بكذب عندي كانسر ونفسي اشوفها عشان خاطري حاولي عشاني

جميلة بحدة : هشوف كدة ومش هضغط عليها فاهمه يا ناني ؟

ناني وهي تمسح دموعها : فاهمه فاهمه

*********************

في شقة إياد
قبلت روز جبين ابنها ثم وضعته في سريره لتثبت الغطاء حوله ثم أشعلت نور بسيط في الغرفة، خرجت تبحث بعيناها عن إياد لتجده يقف على ماكينة القهوة ويطرق بيده بضيق عليها منتظر أن تنتهي

ضمته من ظهره قائلة : حبيبي

بعد يديها عنها قائلاً ببرود مصطنع : تعرفي أخت ناني منين يا روز ؟

تعلثمت في بداية حديثها ثم أطلقت تنهيدة قوية وقالت : عادي كانت قبل ما علاقتنا تبقى وحشه معرفا ...

إياد بحده حين تعلثمت وهو يلتفت لها : روز تعرفي من أمته إن ناني مش هي حبيبة أخويا ؟

حسناً لا مفر منه، زاد توترها وهي تقول : من يوم الفرح شوفتها كانت قدام القاعه

إياد مقاطعاً إياها بغضب : خلص الكلام متكمليش وأحمدي ربنا إن الولد اللي جوا ده في حياتنا لولا كدة كنت مترددتش لحظة في طلاقنا ورجعتك لأهلك .. أوعي تفكري عشان بحبك يبقى أحبك أكتر من أخويا تبقي عبيطة فاهمه أنا لا عمري أحبك ولا أحب ابنك ولا أهلي نفسهم أكتر من آسمر

ابتعدت عنه وعادت خطوة للخلف لتجده يكمل : أخويا اتعذب من يوم فرحه اما عرف ان دي مش حبيبته وجاله انهيار عصبي والمدام عارفه كل حاجه وكانت تقدر تمنع اللي حصل بس هي متكلمتش لأنه ميقربلهاش أساساً أنتِ تعرفي أيه عن الأخوة وحرقة الأخ على أخوه

يكفي ما يقوله، يكفي تجريح فيها، ليس بيدها عدم وجود أخ في حياتها بالإضافة إلى إخبارها أنه يحب أخاه أكثر منها هي تعلم لكنها لم تكن تريد سماعها صريحة منه

روز بهدوء حاد : مش أنا السبب أنت السبب أنت اللي خبيت عليا .. سألتك بدل المره الف ولو كنت اعرف كنت قولتلك وكنت خلفت بوعدي لجنان بس أنت كمان كذبت وخبيت

تنهدت لتكمل : أه وشكرا لكرمك اني أفضل عشان ابني مش عايزه الكرم ده عشان كدة

اغمضت عيناها لتنساب الدموع : طلقني

والتفتت فبقى يستوعب قليلاً طلبها ويفكر أجل الخطأ من الأول عليه ليجدها تكمل : صحيح يا إياد يمكن عندك اخ تحبه اكتر مني بس انا وحيده معنديش لذلك حبيتك اكتر من كل اللي في الدنيا وانت قولتلي حبتني اكتر وكذبت وانا ميشرفنيش اعيش مع واحد كذاب .. وكوني مليش أخوات دا مش بإيدي ولو ليا مكنتش حبيتك الحب ده كله

اتجهت لغرفة ابنها تجلس في زاوية وتنفجر باكية ليس فقط من كلامه بل خوفاً أن يستمع لكلامها ويطلقها، فإياد الذي كانت تتمنى الموت ولا تسمى له زوجة أصبحت مهوسة به ولا تريد غيره من هذه الحياة، هوس تعلم تمام العلم أن النهاية فيه سيئة لكلاهما لكن ما باليد حيلة ..

وضعت يدها على جبينها لتشعر بهالة قوية من السواد تحيطها فقررت الاستلام لها ولم تعد تشعر بشيء

سمع هو صوت بكاء طفله، لم يصمت فبحث عنها بغرفتهم فهو لم يراها وهي تدخل غرفة الصغير، لم يجدها بالحمام الملحق بها أيضاً وكذلك لم يجدها بحمام المنزل والغرفة الإضافيه ليست بأي مكان

أشعل النور واتجه للسرير يحمل ابنه وبدأ يهزه ليهدأ وحين كان يلتفت رأها على الأرض فاتجه ينحني أمامها ويهزها بيده

إياد : روز .. رووز

حين لم يجد استجابة منها فكر أن ينزل الصغير لجدته بسرعة ثم يعود لها وبالفعل اتجه لأسفل يطرق على الباب بقوة ففتحت أسيا

إياد : خليه معاكي يا أمي وهرجعلك

صعد بسرعة فنظرت خلفه لتحرك كتفيها قائلة : يمكن في حاجه بينهم .. يلا ندخل يا حبيب تيته

دخلت وأغلقت الباب خلفها لتأخذ الصغير لغرفتها بينما صعد إياد بسرعة وحملها متجه لغرفته ثم وضعها وأحضر برفان قوي الرائحة ليمرره أسفل أنفها فبدأت تفيق، قبل جبينها وتنهد براحة فهي سريعة الإغماء بسبب إنخفاض ضغطها الدائم وكل مرة يقلق عليها أكثر من سابقها

روز وهي تدفعه بخفة : ابعد لو سمحت

إياد : دا أنتِ قلبك أسود يا بت .. هو أيه اللي حصل

روز وهي تضيق عيناها : مين المفروض يسأل

إياد بمرح : أنا .. روز حرفيا أنا بموت فيكي

روز : كداب وابعد لو سمحت

إياد : حب عن حب يفرق يا قلب إياد وأنا فعلا بموت فيكي ودا مش كلام وربي ما بكذب .. قولت كده في لحظة ...

روز بحزن وعتاب : الحقيقه بتتقال في اللحظات دي

إياد بغيظ : والله طيب ما أنتِ ايام وقت العصبيه بتقولي بكرهك بتبقي الحقيقة بقى

روز بدموع تتمرد : يختلف

كور وجهها ومسح دموعها بإبهاميه قائلا : وحياة ابننا ما عندي أغلى منك يا هبله بعدين اما تلاقيني متعصب سبيني فاهمه وبلاش دموع

وقبل أن تتحدث قاطعه بطريقته ليحاول محو اكبر مشكله حدثت معهما حتى الآن بهذه الطريقة لكن مهلاً يا إياد الحياة بأولها ما زلت في المقدمة يا صديقي ..
+

**********************
أنطلقت جنان جرياً بإتجاه القسم المراد ودموعها لا تتوقف عن التساقط فهذا ما اعتادت عليه منذ فترة طويلة، وجدت جدتها في البداية فاتجهت لها تمسك يدها وتحدثت ببكاء

جنان بلهفه : فين ناني يا ناناه ؟ هي كويسه صح ؟

تحدثت شيرين بلهفة وهي تندفع بإتجاهها : جنان

نظرت لها جنان لترى الكل أخيراً فمسحت دموعها وكادت تشير لهم لكنها تذكرت انهم لا يروها سوا توأم حبيبة آسمر، آسمر ! أين هو ؟
2

حين استمع لنطق شيرين لاسمها التفت بلهفة لاحظتها أمه وأخاه ليشعر بعودة نبضات قلبه لتوها بينما وقعت عيناها عليه لتحاول رفع يدها تشير له لكنها تراجعت، فاقت على لمسة شيرين لذراعها فدفعت يدها عنها

جنان بحدة : ابعدي عني متلمسنيش فين اختي ؟

شيرين بدموع : جوه في العناية

الممرضه : يا جماعة لو الأنسه جنان وصلت تدخل المدام ناني كل شوية تسأل عليها

نظرت جنان لها لتردف : موجودة أهو ينفع أدخل ليها الوقتي

الممرضة : لازم الأول أجهزك اتفضلي معايا

جنان بهدوء : تمام

أخذت الممرضة جنان وجهزتها لتتجه بها حيث أختها، انهمرت دموع جنان حين رأت أختها شاحبة شحوب الموتى فقد أشتد بها المرض كثيراً بعدما ذهبت جدتها وتركتها أمس لينتهي بها الأمر في المستشفى، جلست جنان بجانب أختها تتابعها تمسك يدها وتقبلها

ناني بإبتسامه شاحبة وهي تنظر لأختها : جنان

جنان بدموع تنهمر رغماً عنها : وحشتيني يا ناني

ناني بصوت ضعيف : جيتي عشاني بجد

مررت جنان يدها على شعرها لتردف : وأنا عندي أغلي منك قولي عايزة أيه يا حبيبتي وأنا انفذهولك

ناني بحزن : متكرهيش آسمر فيا يا جنان أكتر

لم تركز جنان في كلمة "أكتر" فهي ظنت أنها تقصد ألا تخبره الحقيقة كلها وهي بالأساس لم تكن لتفعل فهي تظن أن حياة ناني مع أخاها على ما يرام

جنان بهدوء حزين : آسمر بقى حاضرك ومستقبلك والماضي بتاعي مش أكتر يا ناني

تحدثت ناني بدموع تلتمع في عيناها : لا مستقبلك أنتِ يا توأمي .. جنان الدكتور قالي في خلايا سرطانية في الرحم محاوطة الجنين وأنا خايفة عليه ممكن عشان خاطري تاخديه في رحمك يا جنان حتى لو هتعرفيه إنك أمه أنا موافقة بس مخسروش
4

بدأت بالبكاء لتردف : بالله عليكي يا جنان

جنان وهي تمسح دموعها : اهدي هعملك اللي عايزاه بس أهدي
+

أكملت ناني قائلة : ربنا عاقبني، أنا وهمتك انك مريضة سرطان وأنتِ مكنتيش كدة أنتِ كنتِ كويسة .. استنيت كتير اللحظة اللي ترجعي فيها كنت ناوية علي شر بس حكمة ربنا كدة انا حبيت آسمر يا جنان وكنت عارفه انك مش هتسبيه لو قولتلك عايزاه

جنان بشرود : متقلقيش في كل الأحوال مكناش ننفع سوا

تنهدت بقوة لتجد أختها تقول : هتاخدي ابني يا جنان

كادت تتحدث لكن قاطعها دخول الطبيب وبدأ بفحص ناني ليحرك رأسه بأسف فنظرت ناني لأختها تترجاها بنظرتها

ناني : جنان

جنان وهي تغمض عيناها بقوة : ماشي

ناني بفرحة : دكتور الأم البديله جاهزه جهز العملية

وقفت جنان وقررت الأنتظار في الخارج حتى يخبروها ما عليها فعله لتجد آسمر أمامها مباشر يقف على الباب فقررت تجاهله والخروج لتجد أختها تتحدث

ناني بلهفة وسعادة : آسمر جنان وافقت تاخد ابننا

آسمر بهدوء : ويا ترى عرفتيها بالمخاطر ولا واخداها على عماها

ناني متجاهلة : لا مفيش مخاطر ولا حاجة هتعدي إن شاء الله وليا طلب عندك لو سمحت يعني لو جرالي حاجة تتجوزها يا آسمر لأن الوقتي جنان هتبقى أم ابني اللي جاي في السكة
2

كاد يقول لها : ولو مجرالكيش هتجوزها برضو

لكنه قال بعصبية مصطنعة : اتهبلتي مستحيل أتجوز من العينة دي فاهمه ؟

ناني : لا متهبلتش ..

وقبل أن تكمل حديثها اندفعت جنان للخارج ثم بحثت بعيناها عن جدتها وحين وجدتها اندفعت لحضنها بقوة تبكي بمرارة وحزن

جنان : ناني هتروح مني يا ناناه .. ناني هتسبني مش كفاية بعدنا عن بعض الوقتي كمان هتبعد عني

جميلة وهي تمسد على شعرها : اهدي يا جنان إن شاء الله تبقى كويسه متخافيش عليها

شيرين بخوف : اهدي يا جنان

جنان بصراخ وحدة : متكلمنيش أنتِ بالذات اطلعي من حياتي وسبيني في حالي .. أنا فعلا بكرهك أنتِ مستحيل تكوني ام قوليلي ذنبي ايه تبعديني عنها، عملت ايه مش انا السبب في موت بابا افهمي بقى

كادت شيرين تخبرها أنها تفهم كل هذا وتغيرت لكنها فضلت الصمت بحزن وهي ترى فلذة كبدها تخبرها صريحة بكرهها لها، بداخلها الكثير من الأشياء التي تريد قولها لها لكن ...
1

في الداخل
كاد آسمر يخرج ويتركها فهو لا يعلم لما أتى لتلك حقاً يشعر بالغضب والاشمئزاز كلما رأى وجهها لكنها نادت عليه قبل أن يذهب ..

ناني بتعب : آسمر .. دي جنان

سخر بنظرته ليردف ببرود : وأنا هتوه عنها منا عارف إنها جنان ومش محتاج اسمعها منك لا شماتة في المريض بس تصدقي بالله كله من ذنبك وأنا لا طايق أبص في وشك ولا في وشها يا ناني

اغمضت عيناها بقوة تحاول ابتلاع الغصة التي تشكلت في حلقها، حسناً لن تقدر علي قول الحقيقه فهي لا تريد أن يزداد كرهه لها اضعاف حين يعلم الحقيقة وأيضاً لم تعد تريده يكره أختها بدون سبب فيكفي قبول أختها بأخذ ابنها في رحمها لا تريد أن تكون أنانية معها مرة أخرى، كل هذا ولا تعلم بمعرفة آسمر بالحقيقة فهي تظنه لا يعلم

ناني بحزن : أنت حر بس أعرف انها هتضيع منك يا آسمر وجنان مش وحشه فاهم .. حاول متخسرهاش كمان مرة

رمقها بنظره حادة وخرج آسمر علي نقاس جنان الحاد مع أمها وحين لمحته جنان ينظر لهما قررت الصمت لأجل أختها بينما ابتسم  هوبسخريه لأنه يعلم الحقيقه ويعلم من جعلوا جنان حبيبته تتركه بعدما اقتربا من حلمهما ..

اتجه الطبيب لجنان ووقف أمامها مباشر قائلاً : انسه جنان جاهزة ؟

جنان وهي تغمض عيناها لتهدأ : جاهزة

جميلة باستغراب : جاهزة ايه

جنان بهدوء : وافقت أخد الجنين في رحمي

شهقة قوية خرجت من جميلة وهي تنفي الفكرة تماماً قائلة : لا مستحيل مينفعش أنتِ مش هسمح

جنان وهي تربط على كتفها : ناناه اهدي هبقي كويسه

جميله بعصبية : لا مش هتاخديه يموت هو وامه دي زرية شر لازم تتقطع

جنان : ناناه مش وقته دي اختي ومحتاجاني فلو سمحتي متنسيش ده .. ناني توأمي ونص روحي

لا مهلاً هكذا سوف تخسر حفيدتها لن يحدث، تحدثت جميلة بنبرة قاطعة قائلة : لو روحتي يا جنان انسي إن عندك جده اسمها جميله
2

قبلت جنان يد جدتها ثم همست لها باعتذارها وتركتها تبكي متجهة مع الممرضة ليقوموا بتجهيزها للعمليات ثم دخلت الغرفة لتجد أختها بها تنتظرها فابتسمت لها وهي تمد يدها، وضعت ناني يدها بيد أختها تضغط عليها ثم تحدثت

ناني بدموع : خدي بالك من آسمر والجنين

جنان بإبتسامة أمل : هتقومي وهتاخدي بالك منهم

ناني بضحك : طول عمرك متفائله وتفائلك موديكي في داهية

الطبيب : جاهزين يلا احقنوا البنج

وتم حقن البنج لناني التي سرعان ما غفت بينما شهقة قوية خرجت من جنان لتهمس : أيه ده ؟

الطبيب : موسعات للرحم .. بعد شوية هنديكي البنج بس لازم تاخدي ده

زاد ألم جنان وأطلقت صرخة مدوية فحقاً الألم لا يتحمله أحد واستمرت العملية لساعات مؤلمة أكثر على جنان فكل فعل يقوموا به تشعر بإنشقاق روحها فيه بينما لا تشعر ناني بأي شيء ..

**********************

في منزل السلحدار تحديداً شقة إياد
وضع إصبعه على الجرس ولم يرفع إلا حين استمع لخطواتها المسرعة بإتجاهه فتركه ليجدها تفتح بإبتسامة جميلة

روز : مخدتش المفتاح برضو

إياد بمرح : وأنتِ كمان وحشتيني أوي

روز بعبوس : إياد بطل غلاسه

جذبها له ليقبلها ثم ابتعد يغمز له فضربته بحدة واتجهت للداخل لتتفاجيء به يجذبها ويحملها رأساً على عقب فبدأت تضرب ظهره وهي تصرخ

روز : إياد .. يخربيت جنانك نزلني .. إيااااد متهزرش بقى

إياد بمرح : ومين قالك إنك بهزر يا غلسه

روز بتأفف : يوووه بجد هدوخ نزلني بقى

وقف أمام السرير ليرميها فشهقت بقوة وهي تسند بيديها جالسة لترمقه بحدة قابلها بإبتسامة لتبتسم هي الأخرى فهي زالت ما حدث البارحة وعادت كما كانت معه ظناً من أن هذا الحل الأمثل للسعادة الدائمة ولا تعلم أن تجاهل المشكلة أسوأ بكثير من إقامتها

انحني ومسك ذقنها يكاد يقترب لكنها قالت : إياد ربنا يهديك مش وقته

إياد : أنتِ وحشاني أوي أوي

ابتسمت بإتساع ليضمها بقوة سرعان ما تذكر ناني والعملية ليطرق بيده على جبينه ثم ابتعد ينظر لها

إياد : ازاي نسيت ؟ كله منك على فكرة

روز باستغراب : في أيه ؟

إياد بضحكة بسيطة : قومي البسي وجهزي أيان خلينا نروح لناني المستشفى

روز بهدوء : مش راحه

إياد بضيق : روز قولت كلمه قومي

روز بحدة : مش راحة هروح لمين لواحدة مبطقهاش .. انا قولت اللي عندي يا إياد

إياد بنبرة قاطعة : وانا كمان قولت اللي عندي لو طلعت وملقتكيش غيرتي هنزعل سوا

تركها واتجه للحمام الملحق بالغرفه ليجدها تقول بعناد : مش قايمة بقى

إياد ببرود : أنتِ حرة

أغلق الباب بقوة فشهقت ليزداد توترها من رد فعله الذي لا تتوقعه ثم بدأت تطرق بقدمها على الأرض لتفكر ما سيقوم بفعله يا ترى ؟! بالتأكيد لن يمرر الأمر مرور الكرام وسوف يفعل شيء .. فكرت قليلاً أن تفعل شيء يجعله يتركها هنا فاتجهت للخزانة تخرج فستان أحمر اللون ملفت للأنظار ثم ارتدته وبدأت تضع بعض لمسات المكياج وعطرها المفضل لتنهي كل شيء بروج أحمر فاتح

روز : بس كدة عشان يسبني هو هيتعصب بس اللي في دماغي هعمله

نظرت لنفسها بتقييم لتدير حول نفسها ثم ارسلت قبلة لها لتردف : قمر يا روز ..

شعرت به يجذبها لتلتفت له ثم قالت : في حاجة يا أيوي

إياد باستنكار : أيوي ! هو حد قالك رايحين فرح ؟ وحتى لو فرح مين هيسمحلك تخرجي كدة ؟

روز ببرود : دا اللي عندي لو عايزني أخرج

مرر شفاه على وجهها هامساً : اللي عندك حلو ونفسي نقعد ليه هنا بس مرة تانية

روز : يا كدة يا مش هخرج

قبض على فكها بحدة ليقبل جبينها قائلاً : أتقي شري يا روز مش عايز يبقالي تصرف وحش

روز : إياد

إياد بهدوء : خمس دقايق لو لقيت لسه في حاجة علي وشك او لسه لابسه الزفت ده هعيطك عليه وعلى نفسك

تجمعت الدموع في عيناها ليزفر بحدة ثم احتضنها بقوة يقبل جبينها ووجنتاها هامساً : أنا مش غيران أنا والع .. دا منظر شكلك مش حلو على فكرة

روز بعبوس : يا سلام

إياد بهمس : تجنني .. يلا بقى يا حبيبتي .. يلا

بعدته بخفة لتتجه أمام المرآة وبدأت تزيل ما فعلته لينظر لها بعشق واضح فابتسمت له، انتهت ليراها في عيناه أجمل بكثير ولا تقارن بأي واحدة فهي تفوز بدون مجهود ..

إياد بحدة : نص دقيقه بحالها ميبقاش بالك طويل

روز بإبتسامة : حاضر

خرج إياد ينتظرها في الخارج بينما بدلت هي ملابسها وخرجت له لتتجه معه ومع ابنها للمستشفى ..

*********************

في المستشفي
وصلت روز مع إياد لتنزل وهو بجانبها يحمل ابنهما ثم نظر للكل ليتجه معها لأخاه أنس، تحدثت روز إليه

روز : هو فيه أيه ؟ هو الجو متكهرب ولا أنا بتهيألي .. فين البتاعة ناني دي

أنس ببرود : هي وأختها في العمليات بـ ....

روز عاقدة حاجبيها بعدم تركيز : أختها .. أختها مين ؟

آيه : فاكرة أول أما اتعرفنا علي ناني كانوا بيقولولها جنان اختها جنان بقى اللي معاها

فتحت فمها ووضعت يدها عليه بصدمة جنان بالداخل .. فعلت ناني ما برأسها حقاً؟ كيف اتت في هذه السرعه ؟ بالعمليات ؟! حقاً يمكن أن تكون نهايتها ... أكملت أيه حديثها بينما اندفعت روز متجهة للحمام تبحث عنه حتى وصلت وأغلقت على نفسها تنفجر باكية

روز ببكاء : جنان جنان رجعت وفي العمليات ازاي دي صغيرة وممكن تروح فيها .. منك لله يا ناني

ظلت كثيراً تبكي وحزينة لأجل تلك الفتاة، خرجت بعد وقت ووقفت بجانب إياد الذي مسد على كتفها بقلق قائلاً : أنتِ كويسه يا حبيبتي

هزت رأسها بتأكيد ليجدوا الطبيب يخرج بعصبية ممزوجة بخوف ظنوا أنه حزن، اتجه الجميع له في بدايتهم آسمر الذي كل اهتمامه وقلقه على جنان

حسناً مهما تجاهل آسمر هذا فهو مازال متيم بجنان ولم يقل حبه مقدار ذرة، ظل الست ساعات واضعاً يده على قلبه قلق ولم يجلس للحظة من شدة قلقه عليها

آسمر : في أيه يا دكتور ؟

الطبيب بتوتر : العملية نجحت بس الأم......

شيرين بشهقة قوية : مالها ناني ؟

الطبيب وهو يبتلع ريقه بقلق : البقاء لله

جميله بخوف : وجنان عامله ايه الوقتي هي مري .....

الطبيب مقاطعاً إياها : كان صعب وقلبها وقف مرة بس الحمد لله هي كويسه

آسمر بهدوء : هنستلم الجثه امته ؟

الطبيب مبتلعا ريقه : انهي الإجراءات وخدها عن اذنكم

وتركهم وذهب وبالفعل بدأت الإجراءات ودفنوها دون رؤية أحد لها ولا حتى شيرين أما جنان فكانت في العنايه المركزة، وقف روز أمام زجاج العناية تنظر لها بحزن ودموع تنساب

علت شهقاتها وهي تتذكر ما حدث بتلك الصغيرة فوجدت احدهم يقف بجانبها

آسمر بهدوء : بتعيطي ليه ؟

روز بتوتر فهي تخشى مواجهته : زعلانه علي ناني

آسمر بسخريه : بجد ولا على جنان ؟

تنفست الصعداء فأكمل : روحي إياد تحت ولو جيه وشافك هيتغابى وانا مش حمل غبائه الوقتي بالذات

اومأت برأسها موافقة بتوتر وجرت من أمامه للخارج وركبت بجانبه ثم حاوطت عنقه تحضنه

إياد وهو يمسد على ظهرها : وحشتيني

روز بتنهيد : وأنت كمان

إياد بغيرة : حد كلمك او وقف معاكي وبعدين اتأخرتي آسمر طالع من زمان

اتسع فمها بزهول زمان ! ماذا لم يكمل خمسة دقائق ؟! نظرت امامها فجذب يدها ليلفت أنتباهها

إياد بنفاذ صبر : اتكلمي

روز بحدة : الغيرة الشديده بتتحول بالنسبه ليا لقلة ثقة وشك تمام

إياد بعصبية : وأنتِ شايفه دي قله ثقه أو شك ؟

ادارت وجهها عنه بحدة فكور يده وبدأ يقود متجه للمنزل فلم يرد أن يحدث نقاش حاد أمام الناس ليقرر تركه للمنزل

****************

في منزل السلحدار
عبس الصغير رافضاً النوم وحده فجلست على السرير وأشارت أن يأتي لحضنها لتبدأ بجعله ينام، رفع الصغير رأسه بعد صمت طويل متحدثا

أشقر "ابن أنس فقط" : ماما هو أنتِ لو جبتي نونو ليا هتبطلي تحبيني ؟

آيه وهي تقبل جبينه : مستحيل أحب قدك يا قلب ماما

أشقر بتفكير : طب هو أنتِ ليه مش جبتي نونو لحد الوقتي ؟

كيف تخبره قسوة اباه كيف تخبره انه لا يطيقها وان منذ زواجهم لم يمسها سوا مرة واحدة، تريد شكو همها لكل من تراه

آيه بنفاذ صبر : نام بقى يا أشقر ومتتعبش ماما

أشقر بنعاس : حاضر

واغمض عينه ليذهب في ثبات عميق بعد دقيقتين وهي تقبل وجنته تارة وتارة تنظر لملامحه التي تعشقها لأنها تشبه اباه، احيانا تحسد رفيقة دربها روز لأن إياد وبالرغم اغلاقه علي حريتها يتنفسها يغير عليها من الملابس التي ترتديها وآسمر واه من آسمر كم اعجبها عشقه قبل الزفاف لكن هو دليل علي عدم استمرار الحب بعد الزواج، عادت تنظر لآشقر لتبتسم وفي ثواني وجدت الصغير يُسحب من بين يداها

أنس بحدة : مش قولت قبل كدة اياكي تنيميه علي رجلك عيب يبقى في السن ده ولسه بينام علي الرجلين

آيه بغيظ : والله وهو عجوز يعني .. لسه طفل على فكرة

تغيرت ملامحه بغضب قائلاً : هو ابني مش ابنك وانا اللي اقرر ينام ازاي وأنتِ ملكيش تتكلمي

آيه بحدة : من يوم ما اتجوزتني وهو ابني ذي ابنك وليا فيه ذي ما ليك وأكتر فاهم ؟

أنس : اوعى تنسي نفسك

آيه بعصبية : ولا أنت تنسى نفسك

جذب ذراعها بغضب ليأخذها لخارج شقة أبويه ثم صعد لشقته أغلق الباب خلفه بحدة ليتجه لغرفة ابنه يضعه بهدوء في سريره ثم عاد لغرفته يشمر ساعديه وتحولت ملامحه للغضب الشديد واقترب منها بخطوات مدروسة تعلم نتائجها جيداً

أنس بحدة : كنتِ بتقولي أيه بقى ؟

ابتلعت ريقها بخوف فهي ليست المرة الأولي التي سوف يقوم بضربها، عادت للخلف التصقت بالجدران

آيه بتعلثم وتوتر : ا.انا م.م

جذب شعرها ليهتف بصوت غاضب : بقى بتعلي صوتك عليا كنتِ بتقولي أيه بقى ؟

انسابت دموعها رعبا منه وهو ينهل عليها بصفعة قوية

أنس بعصبية : بقى أنا يا *** تعلي صوتك عليا متربتيش من اللي فات بس انا وراكي وهربيك

واكمل ضرب فيها لم يعبء لصراخها ولا بكائها فهو يكرهها وكثيراً، مخرجا غضبه عليها وعقدته أيضاً، جعلت كرهه يزداد للصنف الأخر بسبب عندها ووقوفها بوجهه فأصبح لا يطيقها أبداً .
جلس شاب في منتصف عقده الثالث على أحد الكراسي الكبيرة ينظر لصور أولاد عائلة السلحدار الثلاثة ليحمل صورة أنس ووضعها جنباً ثم نظر للضلعين اللذين لا يفترقا أبداً وهز رأسه بتوعد لكلاهما، خرج الطبيب من الغرفة ليلتفت له الشاب ويستمع لما يقوله

تحدث بخبث وإبتسامة : يعني الحالة مش خطيرة

الطبيب بقلق : المشكله بعد استئصال الرحم بدأت تنتشر الخلايا السرطانيه لجزء تاني من الجسم ودي ممكن تحتاج كيماوي

تحدث بجدية : أهم حاجة الوقتي تستئصل الرحم ومش عايزها تموت فاهم ؟

ليكمل بهمس : هي لازماني لفترة

هز الطبيب رأسه بتأكيد فوقف الشاب واتجه لغرفة ناني دخل ليجدها تنام في ثبات عميق فظل ينظر لها لوقت حقاً ما يستحقه آسمر

ابتسم بخفة ليردف : أنتِ اللي هتكسريهم وأنتِ اللي هتجبيلي روز حبيبتي لحد عندي .. الوقتي أنتِ الكارت الرابح ورقبة آسمر السلحدار اللي هيجيب رقبة إياد

واكمل بحقد : إياد اللي هيموت علي ايدي خد مني انجي والوقتي خد حبيبتي روز وأنا هعرفه ..

*********************

في منزل السلحدار
انهمرت دموع أيه دون توقف فأخذتها روز في حضنها تبكي على بكائها وتمسد على جسدها الذي يؤلمها بشدة، بدأت أيه تقص لروز افعاله معها لكن بالتأكيد لم تخبرها بحبه لها هي

روز بحزن وبكاء لأجلها : اتطلقي يا آيه متسمحيش ليه يزودها معاكي كدة

آيه بمرارة وحزن : هتطلق واروح لمين يا روز لأب اداني ليه عشان قال أيه مبسوط مادياً وهيعيشني لا هامه أنه متجوز قبلي ولا أكبر مني بتلتاشر سنه ولا حتي أنه مخلف

كورت روز وجهها ومسحت دموعها قائلة : روحي لبابي هو هيقدر يحميكي منه وهو بيعتبرك بنته

حركت رأسها رافضه قائله : مش هقدر يا روز

أسيا من الداخل : بنات في حاجة ؟

روز : جايين يا مامي

ومسحت دموعها واحضرت الشاي والقهوة ثم خرجت مع آيه التي تحمل الحلويات ووضعوهم أمام أسيا وأحمد وأنس وأشقر

روز باستغراب : فين إياد ؟

أسيا : بيتكلم هو وآسمر في البلكونه هاخد ليهم قهوتهم

تحدثت روز مسرعة قبل أن تقف : لا يا مامي خليكي مرتاحه هاخدهم ليهم أنا

واتجهت روز للبلكون حاملة القهوة الخاصة بالاثنان لتطرق بقدمها قائلة : قهوتكم
+

رفع إياد يدها لفمه قائلاً بغمزة : متحرمش من ملاكي أبدا

وضعت روز يدها على وجنتيها الساخنتين لتبتسم بخفة ثم ضربته بغيظ لتعلو ضحكات الشابان

آسمر بمرح : اللي يشوفكم الوقتي ميشوفكمش أول ما اتجوزتوا .. كان حب فظيييع

علت ضحكات إياد أكثر قائلاً : أنا كدة من يوم ما اتجوزنا بس الفرق ان الوقتي هي بتحبني ذي ما أنا مجنون بيها

روز بمرح : مين فهمك كدة ؟ أساساً مش بحبك

حاوط خصرها يسند بجبينه على جبينها قائلاً : بجد ؟

نفت برأسها ليقبل وجنتها ثم نظر لأخاه المبتسم ليردف : تعالوا نطلع ليهم

سعد إياد كثيراً لأجل أخاه فهو منذ عودة جنان ووفاة ناني تغير كثيراً للأفضل وعاد جزء من سابقه ويشعر أنه سوف يتحسن كليا ويعود كما كان مع عودتها، حسناً ما قام بتغيره أن روز قصت له ما حدث مع جنان ليشعر بالشفقة إتجاهها ويشعر أنها حقاً طفلة لا أكثر، وبالتأكيد أكد على روز ألا تخبرها بمعرفتهم بالحقيقة وأنهم علموا ما حدث معها

خرج الثلاثة ليتجمعوا مع الكل وجلس إياد بجانب روز يأخذها في حضنه، وقف روز واتجهت للمطبخ تحضر لهما شيء تاركه فونها بجانبه فرن أحدهم عليها كاد يجيب لكنه أغلق ليعقد حاجبيه باستغراب زاد حين وجد العديد من الرسائل خلف بعضها

إياد لنفسه : رقم مين ده ؟

لم يكن من عادة إياد أن يعبث في هاتف روز ولا حتى بدون هدف، لكن لفت انتباهه ذاك الشخص ففتحه وفتح الرسائل لتتسع عيناه بصدمة سرعان ما أخفاها ليقف بهدوء تام ووجه حديثه لأيه التي نظرت له

إياد : معلش يا آيه هتعبك معايا نادي روز علي شقتنا قوليلها إني مستنيها فوق

آيه بإبتسامة : لا ولا تعب ولا حاجة

صعد إياد دون التحدث مع أحد بينما اتجهت أيه إلى روز وأخبرتها بانتظار إياد لها في الأعلى فعقدت حاجبيها باستغراب لتصعد مسرعة

في شقة إياد
فتح الباب ودخل ليغلقه بحدة ثم جلس على الأريكة المقابلة له ينتظرها سرعان ما فتحت الباب ودخلت مبتسمة

روز بمرح : مالك عابس كدة ليه ؟ .. متخوفنيش أنا وربي ما عملت حاجة بريئة يا بيه

تغيرت ملامحه لغضب أكثر مجرد تخيله أن أحدهم يحبها غيره، هي لا تحق لسواه هي له وحده

وقف وجذب شعرها ليضع الهاتف أمام عيناه قائلاً : أيه ده ؟

روز وهي تمسك يده : أه شعري يا إياد

إياد بعصبية : ردي بقولك أيه ده ؟

تمردت دموعها قائله : هقولك بس سيب شعري عشان بيوجعني

تأفف بضجر من نفسه ليتركها فجلست تبكي قائله : معرفش مين بيبعت الرسايل دي .. بقالها يجي سنه ونص من يوم ما عرفتك فكرته أنت بس اكتشفت انك مش هو وفضل يبعتلي من ده وهدايا لشقتنا وكنت برميها قبل ما تعرف او ارفض استلم

إياد بتوعد : ممكن افهم مقولتليش ليه ؟

روز بنفاذ صبر : أنا خوفت أقولك .. خوفت منك

إياد بعصبية : تخبي عليا أنا يا روز ويا تري مخبيه أيه تاني ردي عليا .. أنا بقى هعرفك جوزك مين ؟

وقفت امامه وتحدثت بنبرة تترجاه فيها : عشان خاطري يا إياد اهدي متوديش شغلك في داهيه عشان واحد ذي ده

إياد بصراخ : ابعدي يا روز

روز ببكاء : عشان خاطري أهدي يا إياد .. بقولك عشان خاطري

كور وجهها ليمسح دموعها ثم ضمها قائلاً : خاطرك غالي يا روز بس مش في دي

صرخت به وحاولت دفعه ليتنهد بقوة : ماشي يا روز عشانك وعشان أيان أكتر

روز : مش كل الكلام يتقال يا إياد

إياد بحدة : ومش انا الراجل اللي مراته تخبي عليه وتلعب من وراه

روز بعصبية : والله ولا أنا الست الفتانه يا بيه وأن كان كدة يبقي مننفعش لبعض وطلقني بقى

إياد بعصبية مماثلة : بلاش كلمة طلقني دي كل مشكلة يا روز

روز بحدة : دا اللي عندي كل حاجة هتحصل وهتعمل مشكلة منها فاهم
1

إياد بحدة : روز لو سمحتي متجبيش أخري عشان أخري وحش ومش هيعجبك خالص ومش عايز أأذيكي

تغيرت ملامحها للغضب الشديد ثم قالت : أنت مفكر إني اتجاهلك فمتأذنيش دا مش حل يا إياد .. طول ما أنت كدة أخرتها هتبقى الطلاق وبس

يعلم أنها محقة في هذا لكن ليس بسهولة أن يتغير الشخص فالطبع دائماً غلاب ويغلب على الحب نفسه .

وكالعادة قام إياد بالمكابرة واقترب منها سحبها لغرفتهم ودفعها قائلاً : روز أنتهي النقاش أدخلي غيري معتش نزول تحت

روز بعصبية : يعني دا اللي شايفة يا إياد

إياد بهدوء : روز لو سمحتي

روز : لو سمحت أنت بطل غباءك ده وأفهمني .. يا إياد والله طول ما أنت كده أنا ما هستحملك وهتطلقني

ضرب جانب وجهه قائلاً بجنون : اطلقك تاني ماشي شكلك خدتي علي الكلمه دي أوي وأنا حاولت معاكي بس أنتِ مصرة تجيبي أخري

عقدت حاجبيه لتجده يدفعها على السرير وخلع حزامه، لفه علي يده لتجد ملامحه تغيرت لملامحه مخيفة أكثر

إياد بغضب : أطلقك هعرفك ازاي أنك بتاعتي

روز بأعين متسعه ودموع تنساب : إياد متتجننش لا مت......

إياد وهو يرفع يده : اسكتي بقى

نزل بضربة قوية على ذراعها ليغمض عيناه بينما تكورت على نفسها لتنفجر باكية، ارتعش جسده وجلس بجانبها يسحبها لحضنه بقوة

إياد بحزن : هششش أسف حقك عليا

روز ببكاء : أنت شيطان يا إياد ومريض وأنا بكرهك

رفع وجهها له قائلا : أنا مجنون بيكي ومش هسمح لحد مجرد لحظة ياخدك مني فاهمه دا بيتنا نزعل نفرح نتشاكل اضربك اولع فيكي مش هتخرجي من هنا فاهمه

روز وهي تحرك رأسها : في يوم هتخسرني بسبب جنانك وتصرفاتك

إياد : أنتِ اللي هتخسريني على طول ومش هسمح لنفسي اخسرك

روز وهي تدفعه بقوة : أنت في كل حاجة أناني يا إياد

عاد يضمها بقوة ويعتذر لها وكالعادة يمر الأمر مرار الكرام دون الوعي لنتائج هذا القادمة، نصيحة يا بنت حواء وإن كان يذوب في عشقك لا تجعليه يتمادى معك فالرجل إن بدأ لا يتوقف ..

*****************

في المستشفي
فتح آسمر الباب ودخل لها ليغلقه بهدوء واتجه يقف أمامها مباشر وبرغم غضبه المكبوت وعصبيته إلا أنه أشتاق لها كثيراً لكن مهلاً لن يترك الأمور تمر بسهولة وسوف يذيقها جزء من الحزن الذي ذاقه

آسمر وهو يمرر يده على وجنتها : مش هعدي الأمور بالبساطة اللي متوقعاها مفكراني يا غبية مش هعرف أميز بينك وبين ناني وأعرف مين بقت مراتي، هو متأخر بس عرفت

ظل يفترس ملامحها التي عشقها حد الجنون، وجدها ترمش عدة مرات وتفتح عيناها لتلتقي بتلك من عشقت فهمست بأسمه

آسمر ببرود : حمدلله علي السلامة يا أنسة

جنان بخفوت : الله يسلمك ناني فين ؟

آسمر بسخرية : البقاء لله كلنا هنروح

تجمعت دموعها وابتلعت ريقها بمرارة فاردف بجمود : هرن بكره علي مأذون

جنان بصدمة : افندم ؟

آسمر ببرود مميت : مش معقول يعني تبقي حامل كدة من غير جواز الناس تفكر حاجة كدة ولا كدة

ليكمل بهدوء لامبالي : عشان كدة هنتجوز النهاردة تمام ومش مستني رأيك لأن ده غصب عنك شخصيا

جنان : افندم ؟

آسمر بضحكة بسيطة : أفندم أه بقولك غصب عنك هتجوزك يا جنان تؤ ولا ناني

جنان وهي تبتلع ريقها : قصدك أيه ؟

آسمر بخبث : قصدي يعني إن يمكن تكونوا أسماء متشابهه او شبه بعض بس مستحيل أنسى مراتي لو تعرفي عشق جنوني ما بينا

كادت تخبره بالحقيقة كاملة وهو يتابعها بأعين مفترسة لكنها فضلت الصمت فبالتأكيد لن تخبره أنها تركته لأختها لأسباب صنعوها هم لا تمس للحقيقة بصلة، فهي لم تذهب له وتخبره بهذا فضلت التفكير من رأسها والذهاب تاركه إياه خلفها ناوية للأبد .. هز رأسه بخفة فهو يعلم ما يدور بعقلها جيداً لكنه لن يجعلها ترتاح أبداً فالتظل هكذا عقاباً لما فعلته به

**********************

في منزل السلحدار
تحدثت أيه مع والدتها في الهاتف لوقت طويل وفي المنتصف وجدته آنس يفتح الباب ويدخل، نظر لها ليتجه والتقط الهاتف منها نظر للاسم ووضعه على أذنه ثم أعاده لها

آيه وهي تأخذه منه : قولتي أيه يا ماما ؟

اتجه للغرفة يخرج ملابسه ثم اتجه للحمام يأخذ شاور بارد وعاد للغرفة يصفف خصلاتها ليجدها تنطلق بغضب شديد للغرفة

آيه بعصبية : معني اللي عملته ده أيه ؟

أنس ببرود : كلك مفهومية يا قمر

آيه وهي تجز علي اسنانها : مش معني ان مراتك طلعت واحده زباله ان كل الستات زيها فاهم؟ أنت اللي مش قادر تحكم.......

مسك ذراعها ودفعها للسرير ثم حاوطها متحدثا بفحيح : تصدقي أنك معندكيش دم انا تعبت من الضرب في بني ادمه معندهاش دم ولا بتحس وشكلها اتعودت ولا مره حسستيني انك عندك كرامه ذي ذي اي واحده ز.....

صفعته لأول مرة وبغضب صارخا : انا احسن منك ومن صنفك يا.......

انهل عليها بصفعاته بغضب وجذب حزامه الموضوع على السرير ثم لفه حول يده وضربها به وبقوة وغضب اعمي حتي تمزقت ملابسها من عليها وجذب شعرها

أنس بصراخ : بصيلي يا بت بصي

فتحت عيناها الحمراء بشده بضعف فأكمل : تفكري تطولي ايدك او لسانك عليا هقطعهم فااااهمه ردي يا زفته فااااهمه ؟

آيه بخفوت : فاهمه فاهمه
9

أغمضت عيناها ولم تقوي على لمس جزء من جسدها واشتد بها الألم، لتذهب في ثبات ليس بعميق تبكي فيه دون شعور ولكن ما تشعر به دعواتها على أهلها لفعل هذا بها

*******************

في شقه إياد
اخرجت الكيكة من الفرن لتبتسم بسعادة فقد ظبطت معها، وضعتها جنباً وخلعت الجوانتي لتجده يحملها بين يديه ضاحكاً ثم وضعها على طرف الرخامة ووقف أمامها يقبل وجنتيها ويعتذر كثيراً

إياد : أنا أسف وبأمانة مش هتتعاد وهتغير عشانك غصب عني بس أنا المشكلة بغير أوي يا روز .. بغير عليكي من الهوا

ليكمل وهو يقبل وجنتها : لسه زعلانة مني

روز وهي تحاوط عنقه : تؤ أبداً

إياد : طيب يا حبيبتي عايزه تاكلي أيه

روز : أنا عملت كيكة .. أممم أعملي كيك اسفنجي تاني

إياد بإبتسامة وهو يقبل وجنتها : حاضر علي طول

وبدأ يفعله وهي تتابعه بهيام واضح حتى أنتهى ورفعه أمامها فأكلت منه، أغمضت عيناها ثم فتحتها لتبتسم بإتساع

روز : امممم روعه ذي اللي عاملها

إياد بغمزة : فين حقه بقى

روز بضحك : دا واجبك بس أنا هديك حقك

حاوطت عنقه وكادت تقترب منه وانحنت ليستمع الاثنان فجأة لصراخ الصغير الذي استيقظ لتوه من النوم، أغمض إياد عيناه وشتم الصغير بسره ثم فتحهم

إياد بضيق شديد : شوفي العيل البارد ده أنا اتخنقت منه

روز بضحك : ليه بس يا حبيبي دا ابنك مش حد غريب

إياد بغيظ : اتبنيتي في حيطة وروحي أنتِ كمان ليه يلا هي باينها ليلة زرقا

سندت على كتفيه فحاوط خصرها وأنزلها ليقبل وجنتها فحاوطت عنقه تضمه ثم ابتعدت، اتجهت لابنها تحمله بين يديها وتهزه مقبلة جبينه بعشق فهذا الصغير هو رمز عشقها هي والرجل الجالس في الخارج

والآن نقدر على قول نست كل ما كان سبباً في زواجهم وأصبحت مجنونة به كما هو يفعل وتغير عليه كغيرته باختلاف الطريقة

أما هو فحتما يجب أن يصبر علي ابنه فهو لا يهدأ مع احد سواها وهذا لا يعني انه يغير عليها منه ومن اخواته وهذا اخذ فترة الي ان يتأقلم

وضعته في سريره حين نام وخرجت لتجده يشاهد التلفاز فجلست بجانبه، جذبها لحضنه واكملوا مشاهدة الفيلم

روز : ممكن اسألك سؤال

إياد بلامباله : اسألي

روز : عمرك حبيت قبلي

تحولت اعينه لصدمة ممزوجة بقلق أن يكون أخبرها أحد بشيء لكن قام بتغليف كل هذا بلامبالة

إياد ببرود : أيوه

روز بصدمة : أيوة ؟ أيوة بجد ؟

همهم بتأكيد ليردف بلامبالة : لما كنت في الأكاديمية اتعرفت عليها كانت شرطة ذيي .. استشهدت

روز بهدوء ظاهري : كنت بتحبها أوي

هز رأسه لأعلى وأسفل قائلاً : أممم يعني مقدرتش أخوض تجارب لحد ما شوفتك .. يعني كانت حاجة كبيرة أو الأصح كانت كل حاجة

تجمعت الدموع في عيناها وهي ترى الحزن يلتمع في عيناه، شعرت بالغيرة الشديدة من طريقة كلامه عنها ومن فكرة أنه أحب بداخلها لكن مهلاً هذا حدث وهي طفلة لا تعي لشيء وكل إنسان يمر بتجارب

روز بهدوء : وأنا ؟

إياد دون تفكير : مجنون بيكي

نظر له ليجدها تنظر له فابتسم ومسك ذقنها يقربها له، قبلها بهدوء ليجد صوت في رأسه يقول

..... : لو يوم سبتك أوعى تنساني فاهم ؟ بعشقك يا إياد

ابتعد بسرعة عن روز ودفعها عنه فعقدت حاجبيها بصدمة واستغراب ما به هذا هل تذكرها الآن ؟ ترى لما لم يخبرها سابقاً ؟ نفضت يده عن كتفها ووقفت تاركه اياه خلفها، وذهبت لغرفتها خلعت الروب وتمددت علي السرير

ظلت تفكر فيما حدث منذ قليل .. هل حقاً مجرد سؤال جعله يتذكرها هي ويدفع روز عنه، أجل فلا مبرر لبعده عنها سوا هذا، هي كان بحياتها سابقاً أمجد وأحبته لكنها لم تجعله بينها وبين إياد كما فعل هو بحبيبته

أما في الخارج وقف إياد أمام الشباك ينظر للخارج بحزن ظهر في عيناه، فهو لا يفكر في انجي بينه وبين نفسه لأنه يعلم مدى تأثيرها عليه والآن قامت روز بهذا، تذكر ما مضى من سعادة مع تلك الفتاة

إياد بخبث وهو يجذب خصرها : مبروك يا حرم إياد السلحدار

مسكت يده تحاول ابعاده عنها وهي تتلفت حولها تخشى دخول أحد ورؤيتهم في هذا الوضع

انجي بقلق : أهدى يا إياد حد يشوفنا

إياد بسعادة : اللي يشوف يشوف ميهمنيش أنتِ الوقتي مراتي يا انجي

انجي : والنبي يا إياد ابعد الله يخليك لسه متجوزناش دا كتب كتاب

إياد بحدة : هزعلك اتهدي بقى خليني ابوس مراتي

انجي : تصدق أنك ظابط قليل الادب .. ابعد بقى

إياد وهو ينظر لعيناها : ابعد بجد

نظرت لداخل عيناه لتنفي بقوة وحاوطت عنقه ليسند جبينه على جبينها ويحملها ثم دار بها فعلت ضحكاتها

فاق من ذكرياته مكورا يده بقوة .. تري لما تداهمه الذكريات الآن ؟ لقد أخفى هذا السر عنها واخبرهم ألا يخبروها بشيء لكن الآن هي من تعبث بهذا الجرح بيدها، والنتائج تأتي بالسوء عليها أكثر منه

***********************

في صباح يوم جديد
وقفت روز مع آيه في المطبخ يفعلوا الطعام سويا كالعادة وكلاهما في عالم آخر حتي شهقت آيه وهي تري دم يتدفق من يد روز التي لم تعي لمصدر الآلم

آيه بصراخ : روز

وجذبت يدها فوعت روز ونظر لآيه ثم ليدها وظلت ثابته مخلها فجذبتها آيه ووضعتها اسفل الماء المتدفق أما روز فانفجرت باكيه بلاسبب

آيه بصدمة وقلق : روز مالك ؟ بتوجعك أوي كدة

حركت رأسها يميناً ويسارا بنفي ثم احتضنت أيه التي مسدت علي شعرها

آيه : هششش اهدي خلاص

بكت روز كثيراً في حضن أيه ولم تسكت إلا حين أتت أسيا وبدأت تسألها عما بها وبالتأكيد لم تخبر أحد بما حدث بينها وبين زوجها

في المساء
دخل آسمر على الجميع ليجدهم يجلسوا في تجمع عائلي كالعادة فجلس بجانبهم وظل ينظر لهم وللساعة ثم تحدث فجأة

آسمر ببرود : يلا اجهزوا عشان نروح نكتب الكتاب

استغرب الجميع من سرعته ليتحدث أحمد قائلاً : مش فاهم مستعجل علي أيه ؟ وليه تتجوزها ؟

آسمر متجاهلاً سؤاله ليشير له أنه سيخبره فيما بعد : يلا يا بابا .. فين إياد ؟

أتى إياد لتوه من العمل ليستمع لما قاله آسمر فقال : أنا اهو

آسمر : روح لروز خليها تلبس مش عارف بتعمل ايه في المطبخ

إياد بإستغراب : لسه مطلعتش

آسيا بحدة وعتاب : أيوه متغيرة النهاردة .. أنت عامل فيها حاجة

تذكر البارحة وما حدث فهز رأسه بهدوء واتجه للمطبخ، وجدها تجلس علي كرسي شاردة .. حزن لحزنها فاتجه لها يرفع وجهها بين يديه ليجد عيناها ممتلئة بالدموع وسيل منها انهمر على وجنتها فقبل عيناها

إياد بإبتسامة وهو يداعب وجنتها : طفله أنتِ أوي

لم تجب فتنهد بقوة قائلا : أنا اسف مكن ... أنا بعدت عشان .... مش عارف
+

دفعت يده عنها ووقفت ثم تركته مكانه واتجهت للخارج تجلس مع الكل بعدما مسحت دموعها فاتجه خلفها يجلس بجانبها

***************
أنتهى المأذون من كتب الكتاب قائلاً : بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

لمعت الدموع في أعين جنان بسعادة أة وكم كانت تتمنى اختلاف الظروف، هذه اللحظة التي كانت تنتظرها منذ زمن طويل والآن تحققت في وقت وسبب غير مرغوب فيه .. اقترب آسمر من جنان ليتحدث بنبرة سعيدة ممزوجة بسخرية

آسمر بسخرية : مبروك يا عروسة

لمحت نبرة السخريه لكنها تجاهلت هذا تماماً وتجاهلت الرد عليها فهي بها ما يكفيها لا تنقص أحد

شيرين بإبتسامة حزينة : مبروك

جنان بسخريه : ايه دا ليا بجد ؟

وتجاهلت أمها لتقترب روز واحتضنتها بقوة هامسة : مبروك يا قلبي

جنان بإبتسامة : الله يبارك فيكي .. عقبال أيان بس أكيد مش بنفس الظروف

روز : عيشي وانسي الماضي .. أخيراً بقيتي مراته

نظرت له بحزن .. كم تمنت أن ترتمي بأحضانه وأن يقبلها كالعادة بعشق غير عابيء لأحد

آسمر ببرود : يلا

جذب يدها أمامهم ولم يعبء، وحمل شنطة ملابسها وأخذها للسيارة لم يهتم لسؤالها إن ارادت أم لا ؟ فهو بدأ معاقبتها من هذه اللحظة عما فعلته مسبقاً

**************

في منزل السلحدار
وصل الكل المنزل ثم بدلوا ملابسهم، تجمع الكل سوياً بما فيهم آسمر وجنان فوقفت أيه وتحدثت مع أسيا

آيه : هنحضر العشا الوقتي ؟

هزت أسيا رأسها موافقة فوقفت روز مع أيه وتابعتهم جنان للداخل ليبدأوا بتحضير الطعام معاً، ابتسمت روز لجنان التي مسكت بطنها وابتسمت ثم تحدثت معها

روز : جنان ارتاحي الشغل جاي كتير ورا

جنان بإبتسامة حزينة : أنا كويسه

أيه : اسمعي الكلام يا جنان

جنان بتنهيد : كويسه

وأكملت مساعدتهم بعناد ثم بدأت تضع الطعام معهم ليتجمع الكل وبدأوا بتناول طعامهم ففكرت جنان أنها كمن يهزها الموج، لم تعد تشعر بالألفة في مكان لكثرة تنقلها .. يضعها القدر في مكان ويخبرها أن تتأقلم وحين تفعل يحملها ويضعها في أخر لتشعر أنها سوف تظل طوال حياتها دون مأوى حقيقي
+

مسكت الملعقة وكادت تأكل لكنها تركتها مرة أخرى بحزن فهذا ليست الأكل الذي اعتادت عليه وأيضاً هذا ليس الدفء الذي ارادته يوماً فهي تريد البرودة لأنها لا تجعلها تنسى حالها ووضعها الدائم ..

نظر آسمر لها وأشار بعيناه : كلي عشان ابني

تقديم جديد سوف تقوم به لأجل طفل ليس ابنها لكن وضعها القدر لتكون مسئولة عنه ..

أسيا بخبث : آسمر أنت وجنان هتقعدوا هنا معانا في اوضتك ماشي عشان السلم وكدة

آسمر باستغراب : ما الاسان ... ماشي

قالها بخبث فهو اذا صعد معها لأعلي لن يقدر علي الأقتراب منها حسناً لا يعني إن كان سيجعلها تدفع ثمن ما فعلت أنه لن يستمتع بقربها .

***************

صعد كل واحد لشقته ففي شقة إياد
وضعت روز ابنها في سريره بعدما غفى وقبلت جبينه متنهدة بحزن ثم اتجهت لغرفتها أخرجت ملابس منزلية واتجهت للحمام تأخذ شاور دافيء، عادت لغرفتها ومشطت خصلاتها لتتجه للسريرة تمددت وأغمضت عيناها تنوي النوم

دخل إياد وجلس بجانبها، حين شعرت به أعطته ظهرها فانحنى وحملها بين يديه ليضعها في أحضانه فلم تفتح عيناها

إياد بهدوء : ممكن بقى تفتحي عنيكي

حركت رأسها يميناً ويساراً وهي تشعر بدموعها ستخونها إن فتحت عيناها فبدأت تحاول دفعه عنها

إياد بعتاب وحزن : ليه بس الزعل ده طب وربي ما حبيت حد قدك في الدنيا دي كلها ... روز حبيبتي افتحي عنيكي ... طب يا رب اموت لو ما فتحتي

فتحت عيناها وتمردت دموعها فانفجرت باكية بكثرة ليضمها بقوة وهو يقبل رأسها عدة مرات

إياد بمرح : مش بقول طفلة كل العايط ده عشان بعدت ومكملتش البوسة دا أنتِ هتموتي يا سوسو النهاردة

علت شهقاتها كالطفلة ولم تتحدث فعاد للخلف وسند علي السرير ومسد علي شعرها يقبل جبينها، بدأ يمسح دموعها لكنها تعود وتنساب فقرص وجنتها متحدثاً بمرح

إياد : خلاص يا حبيبي وأنا بقول أيان طالع عكننه لمين

ضربته بحدة على صدره فانفجر ضاحكاً ليمسك ذقنها ويقترب يقبلها فلم تبتعد وكذلك لم تقترب فابتعد عنها عاقداً حاجبيه بعبوس

إياد : يوووه يا روز بطلي بقى مكنش موقف

لم تتحدث معه فاقترب يقبل عنقها وهي كما هي وحين كاد يقبلها دفعته عنها وابتعدت عنها تاركة له الغرفة كلها حسناً فهو الأن شعر ببعض الذي شعرت به .. ترى ما سيكون شعوره إن بعدت لأجل شخص أخر ؟ نفى بقوة فالفكرة نفسها تجعله غاضب ما باله بالتنفيذ لكن مهلاً هي لا تحبه كما يحبها فالأمر لها أسهل .

خرجت وجلست أمام التلفاز تتابعه بملل حتى أنها لا ترى ما يعرض بينما وجدته هي يخرج من الغرفة ويجلس بجانبها

إياد بنفاذ صبر : روز حرام بقى كدة كتير عارف اني غلطان .. أنا اسف يا ستي متزعليش بقى حقك عليا

لم تتحدث فأكمل قائلاً : تمام مش عايزة تشوفيني أنا هنزل انام تحت مع أهلي لأن شكلي تقيل علي قلبك أوي

كادت ترفع رأسها وتنظر له لكنها لم تستطع المقاومة فوقعت رأسها للخلف غافية، تنفس بقوة ثم وقف واتجه للباب تاركاً لها الشقة كلها لكن قبل أن يغلق الباب لمحها غافية محلها فزفر بغضب وجذب الباب بقوة شديدة، كاد ينزل لكنه تذكر شيء فضرب جبينه وبدأ يطرق على الباب لكنها لم تفتح فعلم أنها أغمى عليها كالعادة كلما حدث ضغط قوي عليها، اتجه لأسفل يحضر المفتاح الاحتياطي بشقة أبويه وعاد يفتح الباب ويدخل بسرعة وكما خمن وجدها كما هي

أسرع إياد بالوصول لها ثم حملها بين يديه ليدخل بها لسريرها وأحضر برفانه القوي، قام برش البعض في أنفها فتململت بإنزعاج وفتحت عيناها

إياد بحزن ودموع : يا حبيبتي يا روز حقك عليا معتش هزعلك تاني بس بلاش تخوفيني عليكي كدة تاني .. بصي هنكشف ونشوف حل للإغماء ده أنا روحي بتروح كل أما ...

روز بتعب واضح : أنا كويسة يا إياد

إياد بلهفة : لا مش كويسه .. شايفة وشك عامل أزاي ؟

روز : بتحبها لسه يا إياد ؟

ظل ينظر لها لوقت طويل ليرى تفاصيل حياته مع روز وكيف أنها تتحمله، ألم فراق أنجي بلحظة من إغماء روز .. هي صغيرة وجميلة كوردة بريئة لا ترى قدر حبه لها هذه المجنونة

إياد وهو يقبل وجنتها : أنا بموت فيكي أنتِ .. محبتش ولا هحب قدك

ظلت صامتة لدقيقة ثم انفجرت باكية لتردف : أنا بحبك اوي يا إياد ومش عايزة قلبك يشاركني فيه حد هموت وقتها صدقني

إياد وهو يضمها : مستحيل يا قلب إياد .. قلب بقى ليكي لوحدك من أول مرة شوفتك فيها

وفجأة حملها بين يديه ليدور بها فهو يعلم مدى حبها لهذا التصرف فانفجرت ضاحكة ثم وقف بها ينحني يقبلها

إياد بمرح : بصي مش هتكلم

عادت تضحك مرة أخرى وهو يتركها على السرير فنظر لها ليتأكد أن ضحكتها بنعيم الدنيا كله ..

***************************

ظلت تنظر له وللسرير بتوتر ظاهر لتحسم أمرها أخيراً وتتجه تجلس على طرف السرير ثم تمددت عليه لتعلو خفقات قلبها كأنها أول مرة .. كبت ضحكته بصعوبة وهو يجدها تتحرك يميناً ويساراً بتوتر، حمحم قبل أن يتحدث بجدية زائفة

آسمر : جنان هانم

جنان بتعلثم : هاا ... نعم ؟

آسمر ببرود : اتخمدي عشان الطفل

اتسعت عيناها وقح وجداً ألا يقدر علي قول شيء جيد ما الذي حدث له فهو لم يعد يقدر جنس حواء كسابقه فأصبح بغيض

جنان بعدائية : والله شيء يخصني

آسمر بنفاذ صبر : ويخص ابني فاسمعي الكلام مفهوم وأه صح شكلك كويسه قومي كدة

ثم جلس وسحبها لتقف أمامه فحاولت دفعه عنها بغيظ لتجده يقول ببرود : اسكتي احسنلك وقومي هنطلع شقتي شكلك كويسه مش ذي ما بيقولوا .. قال تعبانة قال

جنان بغيظ : وهو أنا كنت قولت فيا حاجة .. مش عارفه ناني كانت طايقاك ازاي

آسمر بسماجة : ذي السكر في الشاي يلا يا بت قدامي كتك نيلة

نظرت له وانفجرت ضاحكه بقوة من مزاحه رغما عنه ابتسم في البداية فهو اشتاق لصوت ضحكتها هذه ثم تذكر وضعهم فتحولت ملامحه للجدية التامة مرة أخرى

آسمر بحدة : عكرتي مزاجي .. أقولك اترزعي هنا الليلة دي

واتجه للسرير يتمدد مرة أخرى كأن لم يحدث شيء فنظرت خلفه بزهول وعادت لمكانها تضحك بخفة رغماً عنها، أغمضت عيناها وبعد وقت ذهبت في ثبات عميق فاقترب منها لعلمه بثقل نومها ثم رفعها على ذراعه يضمها بقوة يتأمل ملامحها بعشق لم يقل مقدار ذرة واحدة

آسمر وهو يداعب شعرها : لو تعرفي وحشتيني قد أيه

قبل جبينها ودسها بحضنه جيداً ثم أغمض عيناه ليذهب في ثبات عميق هو الآخر ..

***********************

في اليوم التالي
استدعى اللواء إياد كالعادة فهو أكثر أخواته التزاما ودائماً ما يخبره بما يقرر فعله في المهمات التي تخص أخويه، جلس إياد أمام اللواء يستمع اليه عن تفاصيل المهمة والآخر يستمع بإهتمام

اللوا محمود : والوقتي العصابة في الوادي يا إياد وأنا قررت هبعت آسمر ان شاء الله هو اللي هيقوم بالمهمه دي مهمتك معانا يا بطل تبلغه بقى وتشرحله

اشتعلت عيناه بحقد الآن أتت له فرصة أن ينتقم لها ولقتلها مكانه وحتي عدم إيجاد جثتها، حسناً وإن كان يحب روز بل يعشقها هذا ليس مبرر ألا ينتقم لأنجي ولمن أخذها منه فقبل كل شيء هي إنسانه وفي يوماً كانت قطعة من روحه

إياد بهدوء : طب اللي هيروح هيروح امته ؟

اللواء محمود : هيروح إن شاء الله بعد تلت أيام

هز إياد رأسه بتأكيد ليردف : ينفع أنا اللي أروح المرة دي وبلاش آسمر أنت عارف مراته ميته قريب والوضع متوتر معاه

اللواء محمود بهدوء : بلاش أنت يا إياد تهورك ورغبتك في الانتقام لانجي هيوديك في داهيه .. فكر في ابنك اللي لسه في اللفة ومراتك صغيرة وملهاش ذنب ويعتبر ملهاش غيرك

إياد بشر : محدش هيروح غيري ومتقلقش انا اللي هجيب آخرهم وهرجع لمراتي وابني إن شاء الله

اللواء محمود : اللي تشوفه بس كله علي مسئوليتك وأنا قولت آسمر لأنه مش متهور زيك طبعا مش تقليل في قدراتك

إياد : متفهم ده وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك

اللواء محمود بإبتسامة : واثق من ده بس مش واثق في تهورك

ضحك إياد ثم وقف قائلاً : عن أذنك يا فندم

اتجه لمكتبه مرة أخرى يفكر في خطة انتقامه .. حسناً أنتِ يا روز من فتح ذاك الجرح والنتيجة على الجميع  وكأنه كان ينتظر لينطلق .. أة لو تعلمي كم ظل لينساها وأنتِ في لحظات اعادتيه لما سبق .
1

*****************

في منزل السلحدار
تجمعت جنان على آية وروز في جو لا يخلو من المرح، تناست أيه مع حدث معها مع الاثنتين ولم تخبر أحد بما فعله بها أنس في حين بدأت جنان في التأقلم هنا خاصة بعد الجلوس مع روز وأية .. تحدثت روز معهما وهي ترفع شيء بين يديها

روز : قهوة ؟

تحدثت جنان وأية : أيوة

ابتسمت جنان فحقاً سابقاً كانت تعشق القهوة وكذلك آسمر ليصبح أجمل ذكرياتها ممزوجة برائحة القهوة فكلما استنشقتها تتذكر ذكرى جميلة مع آسمر

فلاش بااااك
كانت تجلس علي الاريكه وتشرب قهوتها كالعادة، تشاهد التلفاز سرعان ما شعرت بمن وضع رأسه علي فخذها فضحكت بوجهه بسعادة وارخت يدها على جبينه

آسمر بإبتسامة : وحشتيني

جنان بمرح : والله وبالنسبة للي بتكلمها طول الليل حلاوة روح يعني

حرك يده بلامبالة لحديثها ثم التقط القهوة منها يرتشفها بعدما جلس بجانبها فصرخت بعصبية وإنزعاج : دي قهوتي يا آسمر

لم يعبء لصراخها واكملها حتى أنتهي فعبست وأتت تقف وتتركه وجدته يجذبها ويقبلها لتشعر بطعم القهوة بفمها فعقدت حاجبيه لتلتمع عيناها بإبتسامة

قاطع هذه اللحظة صوت عماد المزعج : بتعملوا أيه ؟

ابتعدت جنان عنه بسرعة وتحول وجهها للأحمر القاني بخجل وهي تتحاشى النظر لذاك عماد

آسمر ببرود : في حاجة دخلت في عيني وبتشوفها

عماد بسماجة : شايف إن زياراتك كترت هنا يا آسمر باشا مش ظابط المفروض مشغول يعني خف عننا شويه

آسمر بضيق : والله طب اسكت بدل ما اخلي جبهتك تطير قدام المدام

عماد : لا وعلي أيه تعالي اقعد هنا أحسن .. تحب أفضيلك أوضة نومي أنا ومراتي

آسمر : هفكر في الحوار ويلا خف تعوم حلها يا بيبي يلا

رمقه عماد بغيظ وسبه بلفظ بزيء ثم ذهب ليكمل آسمر : أهو أنت يا حيوان

يارا بخبث : أيه اللي ود عينك عند بو .... ولا اقول بلاش

آسمر بوقاحة : أنتِ مننا وعلينا كنت بديها قهوتها في بوقها اصلها مصدعاني

شهقت جنان فأنفجرت يارا ضاحكه مردفة وهي تذهب : سفالة الدنيا كلها متلخصة فيك

غادرت يارا بينما جذب آسمر جنان لأحضانه يقبل وجنتها القانية وانفجر ضاحكا مردفا : مش عايزة باقي قهوتك ؟

جنان : بكرهك يا بارد

شد شعرها ليضع جبهتها علي جبهته قائلا بإبتسامة هائمة : لو اتعادت هزعلك يا جنان ومش بهزر

جنان بغيظ : حاضر وانا اقدر اقول ايه غير حاضر صبرني يا رب

همس لها بعشق : لا جنان تقدر تكره آسمر ولا آسمر يكره جنان صح ؟

نظرت له لتبتسم بإتساع مؤكدة برأسها : صح
بااااك

رنين الهاتف أخرجها من ذكرياتها وحين رأت الاسم ضربت جبهتها بتذكر كيف لها أن تنسى التحدث مع الطبيبة كل هذه الفترة ؟ غبية يا جنان وكثيراً .. سرعان ما أجابت قبل أن تغلق الخط

جنان بضيق من نفسها : الو والله اسفه نسيت ارن كل اللي افتكرته ابعت مسدج بس

الدكتورة بإبتسامة : ماشي يا جنان مقبوله منك المهم عامله ايه

جنان وهي تخرج من المطبخ : كويسه الحمد لله أنتِ عامله ايه وحشاني جدا والله

الدكتورة : وأنتِ كمان يا قمر أنا تمام هااا عملتي ايه ؟

جنان بلامباله : اتجوزت آسمر بصي هكلمك فيديو بليل واحكيلك علي كل حاجة عشان انا بحاجه لكدة مش هعرف أتكلم في الفون

الدكتورة : تمام هستناكي بليل .. سلام مؤقت

جنان بتنهيد : سلام

أغلقت الخط ثم تنهدت بقوة فكيف لها أن تنسى التحدث معها فهي كانت سوف تريحها مما تمر به وتخفف عنها، أين أيه وروز ؟ كادت تخرج لتبحث عنهم وجدت آسمر في وجهها فشهقت بخفة

آسمر ببرود : كنتِ بتكلمي مين ؟

جنان بتعلثم : واحده زميلتي كنت اعرفها من زمان

آسمر : امممم طيب اجهزي هنطلع شقتنا

هزت رأسها بتأكيد ثم زفرت بضيق من تعاملة الحاد معها ونظرت خلفه وهو يخرج لتجد أيه وروز يدخلا لها

آيه : جنان بقولك ايه تعالي نطلع علي البلكونه وروز هتعمل السلطة وتحصلنا بقهوتها

روز وهي تفتح الثلاجة : ايوة اطلعوا أنتم

وبالفعل خرجت أيه مع جنان وبدأت روز بعمل السلطة لتجده يحاوط خصرها من الخلف ويقبل عنقها

روز بإبتسامة : وحشتني

إياد : هممم بعدين ؟

روز : ولا قبلين ابعد خليني أكمل السلطة

ادارها له قائلا وهو يحرك رأسه بعبوس : السلطة اهم مني

روز بضحك مرح : أيوه طبعا دا سؤال

رفع رأسه لأعلي وانزلها واقترب هامسا

إياد : يلا نشوف الموضوع ده سوا

وقبل أن تتحدث قاطعه بطريقته ليبتعد هامساً لها : أنا ولا السلطة

روز بضحك : السلطة يا روحي طبعاً

عاد يفعل ما فعله سابقاً لتحاوط عنقه مبادلة إياه ثم بدأت تمرر يده في شعره ودفنت وجهها في عنقه تتمسح به خاطفة من العالم لحظات لا تعلم ما إن كانت سوف تتكرر أم لا !

إياد بتنهيد : بعشقك

روز بهمس : أنا اكتر

ابتعد مبتسماً وقال : بجد ؟

كورت وجهه بين يديه لتمرر أناملها على لحيته التي تنمو لتوها فهو عادةً لا يتركها تنمو بسبب عمله لكنها تزيده وسامة فوق وسامته، تحدثت بهيام واضح وهي تتأمل ملامحه بعشق

روز بعشق : عندك شك أنك أغلي ما في حياتي

حرك رأسه يميناً ويسارا علامة النفي فوقفت علي اطرافها وحكت وجنتها بوجنته ثم احتضنته فرفعها عن الأرض وأغمض عيناه بقوة

إياد لنفسه : بعشقك يا روز بس مستحيل انسي للحظة ازاي انجي ماتت ولازم انتقم ليها .. بس واللهِ العظيم أنتِ عندي أكبر

روز بمرح : إياد يلا عشان اخلص السلطة قبل ما آيه وجنان يجوا ويخلصوا عليا

تركها ضاحكاً بخفة فالتفتت تلتقط السكينة وعادت تفعل السلطة لتجده يضمها من ظهرها بقوة ملصقاً إياها به فتحدثت بتوتر

روز : إياد ابعد هنتقفش

إياد : متحسسنيش إني اخو جوزك وخايفه عيلة جوزك يشوفوكي

رغما عنها ضحكت واكملت السلطة ثم التفتت وسندت علي صدرة وهي تشرب القهوة قائلة : تخيل كدة تبقى أخو جوزي يا نهار مكناش وقفنا الوقفة دي

همس في أذنها بمرح : كنت فضيت البيت كله واستفردت بيك يا جميل .. بس قولي بنت عمي بنت خالة ست مامتي إنما مرات أخويا دي صعبة أوي

روز بمرح : تصدق أة

وعقدت حاجبيها تتخيل لتنفجر ضاحكة وبدأ يمزح معها ثم اخبرها بأمر المهمة لكن بالتأكيد لم يخبرها بأسباب ذهابه لهناك فهو لا يسعى لخسارتها أكيد

روز بحزن : يعني هتمشي .. طيب هتقعد قد أيه ؟

إياد وهو يقرص أنفها بمرح : مش كتير بتاع كم يوم وهرجعلك يا روزتي

روز بدموع تلتمع في عيناها : ترجعلي بالسلامه .. هستناك أنا وابننا

إياد : هرجع .. هرجع ان شاء الله بس بلاش وداع مش وقته خالص

أطلقت ضحكة بسيطة لتردف : أكيد مش هودعك هنا

إياد وهو ينحني يتنفس انفاسها : ايوه كدة سمعيني الضحكة الحلوة دي

ابتسمت ليظل كلاهما يتنفس انفاس الآخر كأنها إدمان ثم بدأ يداعب وجنتها ليجدها تتحدث

روز : يحرق المشاكل اللي تزعلنا من بعض يا إياد

إياد بإبتسامة : الف مرة يا قلب إياد

فاق الاثنان على صوت أسيا الحاد قائلة : خلصتوا من العشق الممنوع ده .. السلطهههه

نظروا لبعضهم ثم لها وعلت ضحكات ثلاثتهم لتسمك روز طبق السلطة وترفعه أمام وجهها فزاد ضحك أسيا

بعد وقت
تجمع الكل على الطعام فهو من الأشياء التي يفضلها أفراد الأسرة لأنهم مجبرين على التجمع معاً فيها، ساد المرح الذي افتقدوه من فترة شبه طويلة وعلت ضحكات الأسرة

أحمد لجنان بإبتسامة حنونة : الدكتور مقلش الجنين نوعه أيه يا بنتي ؟

جنان بسعادة : بنوته يا اونكل

أحمد باستغراب : اونكل ايه يا بنتي قولي بابا ذي آيه وروز

جنان بإبتسامه : حاضر يا بابي

تحدثت أيه بمرح : بابي عيال فافي اوي

روز بمرح : بابا عيال لوكل أوي

آيه بغيظ : لوكل في عينك

روز وهي تخرج لسانها لها : أنتِ لوحدك

آيه : ي .....

آسمر وهو يطرق بيديه على السفرة : الأكل يا هوانم أيه عيال انتم

روز بهمس : بارد يا آسمر

آسمر : ماشي يا روز الكلب أنتِ

روز : انا يا تنح يا ...

آيه وهي تطرق على السفرة : الأكل يا بشوات

علت ضحكاتهم وكذلك آسمر الضحكة التي تركته الآن عادت له ومع عودتها عاد كل شيء جميل في المنزل، نظرت أسيا لزوجها وهزت رأسه له مشيرة بعيناه على جنان فابتسم وهو يمسك يدها ثم دعى ربه أن يديم ضحكة ابنه ولا يحرمهم منها
+

مر يومان
لم يحدث جديد سوا انتقال آسمر وجنان لشقتهم تلك الشقه التي صمموا ما بها بنفسهم
مر يومان والحياة كما مع الجميع لم يتغير شيء سوا صعود جنان مع آسمر لشقتهم، في ذاك الوقت رأي الدموع تلمع في عيناها فهي اختارت كل أنش بها معه لكن لم تنعم بكل هذه الأشياء

ابتسمت بحزن وهو تتذكر كيف أنه اقسم ألا تدفع جنيه بشيء فيها فهو يريدها فقط وكيف أنه نزل معها ليحضر الملابس من ماله الحر، كل شيء فعله معها يخبرها أنه لا يريد من الحياة سواها وما الذي تريده الفتاة أكثر من هذا ! كانت غبية في حقه والآن بشعورها بالغربة معه أصبحت أغبى في حقه كثيراً

آسمر بهدوء : الشقة نورت بيكي على فكرة

وبرغم أنه حاول أن يبين عدم قصده بما قاله إلا أنه لم يستطع فابتسمت له بخفة، آسمر هو آسمر في كل حالاته .. فكرت قليلاً ما الذي قامت به أختها لتجعله يتوقف عن حب جنان فالذي جعله يتعامل معها طبيعي ولا يحزن على أختها بالتأكيد بسبب فعل حدث لا تعرفه ولا يهمها فهي الآن تكتفي بوجودها بجانبه وسلاماً على كل شيء آخر

فاقت على يد روز وهي تهزها قائلة : روحتي فين يا بطة

جنان : معاكي

أيه بمرح : اللي واخد عقلك يتهنى بيه

ابتسمت روز وكذلك جنان التي جذبت يد روز : آسمر فيه حاجات غريبة هتقولي ولا ...

روز باستغراب : حاجات أيه آسمر هو آسمر بتاع كل يوم

جنان : يا سلام

ضحكت روز وقبل أن تتحدث سمعت صوت رنين الجرس فاردف : هروح أنا افتح

جنان بغيظ : اتهربي أوي يا روز تمام

أشارت بيدها ثم اتجهت للباب تفتحه فوجدت البواب يحمل ظرف كبير ويحني رأسه تجنباً النظر لها فابتسمت بخفة لا تهتم ما إن كان احتراماً لحرمة غيره أم خوفاً من إياد لكنها ترتاح لذاك الرجل

البواب وهو يمد يده بالظرف : ست روز الطرد ده ليكي

روز وهي تأخذه منه : شكراً يا عم ابراهيم

البواب وهو يتجه لأسفل : الشكر لله يا ست هانم

أغلقت الباب خلفه بهدوء ثم جلست على الأريكة تفتحه، انقبض قلبها بتوتر فهي لا تطمئن لتلك الأشياء أبداً خاصة بعد الرسايل التي تصل لها

آيه منادية إياها بصوت مرتفع : روز تعالي اعملي السلطة هتلاقي الشباب علي وصول

روز بتوتر : اعمليها أنتِ يا آيه هشوف حاجه وجايه

آيه بلامبالة : طيب

وجدت كارت كبير في المقدمة يحتوي على بعض الكلمات فرفعته بين يديها تقرأ المكتوب

"عشق إياد الأول والأخير انجي دوري في الماضي هتلاقي الإثبات"
+

زاغت عيناها وهي تفكر في الكلام المكتوب، حسناً بدأ الشك والغيره يسيطر علي الحب مرة أخرى فهي لم تنسى ما حدث بينهما وتريد فقط علامة لتبدأ البحث خلف الموضوع، مهلاً البحث! نظرت لغرفته القديمه واتجهت لها دون تفكير دخلت تريد رؤية انجي تلك

بدأت تبحث في الغرفه ولم تهتم فيما يحتوي عليه الظرف فهي تريد دلائل من غرفته هو وإن لم تجد سوف تنهي الحكاية، فتحت أحد الأدراج لتجد مفتاح يحتوي على ميدالية بها حرف إياد وتلك انجي فأخرجته ووضعته أمام عيناها

رأت صندوق كبير بعض الشيء مزخرف في زاوية والقفل الخاص به يظهر بوضوح فذهبت وجلست على ركبتيها ثم مسكت القفل لتحاول فتحه فانفتح

روز بحزن : حاسه إن كل حاجة بتسعى تعرفني حاجات تدمرني

التقطت ذاك البرواز الكبير ثم ادارته لها ببطء لترى أخر شيء تتوقعه .. نفسها ؟! هي من بالصورة لكن مهلاً لا هذه ملابسها ولم تتصور مثل هذه الصورة قط مع إياد، وبرغم رومانسية الوضع في الصورة لم تهتم كأهتمامها باحتفاظه بذكرياتها أجل فهذه إنجي فهي ترى بوضوح اسمه واسمها على الصورة

وضعته جنباً والتقطت الألبوم الكبير تفتح وتقلب فيه لترى كل ما تمنت فعله معها ولم تجرؤ يفعله مع غيرها، صور في أوضاع لا تليق بحبيبين فما بينهما يتخطى الحب والعشق .. كل هذا في زاوية وعيناه التي تلمع لأجلها في زاوية أخرى

لم تعد تشعر بدموعها ولا شهقاتها المتلاحقة وبدأ التفكير السيء يداهمها ألهذا تزوجها ؟ ألم يحبها ؟ حبه كان لتلك الفتاة فقط ؟ كل شيء حدث لم يكن سوا كذبة كبيرة ؟

التقطت كاميرا في زاوية الصندوق فقامت بفتحها وبدأت تقلب في مقاطع الفيديوز لتجد الكثير من الذكريات لكلاهما، على البحر وفي منزل مختلف وهنا وهناك .. هنا يحضنها وهنا يحملها وهنا يخبرها بعشقه ...

وضعت يدها على وجهها بعدما تركت الكاميرا لتنفجر باكية وبدأ يتخلل ذاك البكاء صراخ ثم وقفت وبجنون بدأت تكسر كل شيء يقابلها بالغرفه فهذه الغرفة أيضاً أحد الشهود على تلك العلاقة المثيرة للاشمئزاز بالنسبة لها .. أتى الكل على صوتها لكن خشوا الدخول لها فيتأذوا لتسرع أسيا بالرنين على إياد الذي كان في الأسفل مع أخويه فصعد مسرعاً

خشى الكل الاقتراب منها إلا هو فاندفع لها يحمل الأشياء من يدها ويتركها جنبا ثم كور وجهها يخبرها أن تهدأ فبدأت بدفعه بقوة عنها

روز بصراخ وبكاء قوي : كداب كدبت عليا ليه كداب ؟ مبتحبنيش كله كان كدب يا إياد

وبجنون ازداد اتجهت للألبوم تمسكه بين يديه وتبدأ بتمزيقه فسحبه منها مسرع لتحاول الوصول له فدفعها قائلاً : كفايه سبيه

روز بتعب : ليييه رد عليااا ليييه انا عملتلك ايه يا إياد انا حبيتك ليه علقتني بيك ليييييه حرام عليك

إياد بعصبية : مين اللي سمحلك تقلبي في حاجاتي ردي

روز بصراخ : دا اللي همك دا اللي فكرت فيه طب وقلبي واللي انا فيه خدعتني ليه ؟ اما لسه بتحبها اتجوزتني ليه ؟ عشان شبهها صح عشان شبهها رد يا إياد رد عليا متسبنيش اموت كده رد

إياد بهدوء ظاهري : لو هتصدقي هرد

روز بعصبية : منا من يوم ما عرفتك صدقتك وخدت ايه في الآخر كذب كله كذب

واكملت بصراخ : أنت كذاب وزبالة

ترك الألبوم جنباً وكاد يهدئها بيديها فدفعته عنها تصرخ بجنون يعلم نهايته : ابعد عني متعملش نفسك حنين أوي يا إياد .. أنا ميشرفنيش واحد كذاب زيك أنا بجد قرفت منك وكرهاك اطلع برة حياتي يا إياد برة

إياد وهو يرفع يداه الاثنان : أنتِ اخترتي .. هطلع
1

بهذه السهولة ؟! حقاً كل شيء يهون على الشخص في لحظة ؟! سمعته يقول لها بتهرب : أنا هديكي وقتك تفكري وترتاحي ورايح شغلي .. سلام

ذهب من أمامها لتجد نفسها تمسح دموعها وتنظر للكل فبدأت تعقد حاجبيها اشمئزازاً من نفسها ومن بكائها وصراخها الجنوني لتجلس على الأرض وتسند رأسها على الأريكة التي في غرفته ثم عادت دموعها تنهمر كلما مسحتها وأنتهي بها الأمر كالعادة لا تشعر بأي شيء حولها

حملها آسمر ووضعها على سرير أخاه فاحضرت أيه برفان قوي جعلها تستيقظ بسبب رائحته النفاذة، نظرت لصديقتها ثم أعطتهم ظهرها وأغمضت عيناها تنام فانهمرت دموع أيه وانفجرت باكية تسند على ذراع صديقتها أما أسيا فحركت رأسها بحزن

أسيا بحزن : هقول أيه .. ربنا يسامحك يا إياد يا ابني على اللي عملته في بنت الناس دي

خرجت لتجد آسمر يجلس مع أباه وأخاه ليردف أحمد : فاقت

أسيا : فاقت يا أحمد عجبك اللي ابنك عمله .. لو قامت الوقتي وسابت البيت محدش هيقدر يمنعها

آسمر بهدوء : روز مش هتمشي أنا عارفاها وابنك مش هتعدي معاه يا أمي سهلة

أسيا : عارفة .. كلم أخوك يا آسمر وخليه يجي يجبر بخاطرها دي أمانة في رقبته أبوها مطمن عليها في إيد أخوك شوفت أخوك عمل أيه ؟ هي دي الأمانة

رفع أنس رأسه ثم انزلها يفكر في حديث والدته بينما تنهد آسمر بحزن فأخاه انطلق يبدأ في مهمته ولن يستطع الوصول له حتى يعود .. وقف واتجه إلى شقته بعدما استأذن

بينما تفكر روز فيما فعله بها والمرحلة التي أوصلها لها ليتركها في منتصف المحيط ويبعد عنها نهائي فبدأ كل ينهش في جسدها، أحبته وكثيراً تعلقت به ولم تعد ترى سواه ليكون أقوي ضربة أصابتها في حياتها ..

***************************

في شقة آسمر
زفر بضيق وهو يجلس على طرف السرير ثم وضع وجهه بين يديه بعدما حاول الاتصال عدة مرات على أخاه لكن ذاك الغبي أغلق هاتفه نهائي، شعر بيد جنان تسحب يداه عن وجهه فنظر لها ليجدها تبتسم بطمأنينة بثتها له

جنان وهي تمرر يدها على وجهه : متزعلش كل حاجه هتبقى كويسه

آسمر بحزن : كل حاجه بقت زفت يا جنان

جلست علي ركبتها امامه قائله له : طب مين الوقتي اللي هيقف جنبهم لو أنت كده بعدين المفروض تفهم إياد ان اللي عمله غلط المفروض لو بالكذب يقولها انه مبيحبش غيرها الوقتي وروز المفروض تقفوا جنبها من شكلكم الكل كان عارف

آسمر بتنهيد : أيوه وللأسف سكتنا عشان مصلحة إياد بس مفكرناش فيها

جنان بشرود : ودا غلط .. العلاقة اللي تتبنى علي كذب او اسرار مش هتكمل يا آسمر

آسمر بإبتسامه هادئه : بتكمل لو اللي بينهم عشق يا جنان

نظرت لعيناه قائله : بجد يعني هتكمل ؟

مرر إبهامه على وجنتها بهدوء وابتسامة وانحني ليقاطعها قبل أن تتحدث ثم ابتعد يجذبها لتجلس بجانبه

آسمر بعشق : هتكمل

جنان بتعلثم : هو يعني لو حضنتك هتقول عليا قليلة الأدب عشان أنت جوز اختي مثلاً

آسمر بإبتسامه مرحة : وهو أنا أما بوستك الوقتي قولتي قليل الأدب عشان جوز اختك

جنان بإندفاع وهي تحرك رأسها نافية : لا أنت جوزي

آسمر : رديتي علي نفسك

احتضنته وهي تضع رأسها اسفل ذقنه فبادلها وشعرت به يتنهيد أجل فهو يتنهد مما فعلته وأن هذه النهاية أتت برغم تأخرها

"وإن ابتعدتي عني الف حين ستظلي صغيرتي "

***************************

في شقة آنس
حقا يري معجزات بتلك الفتاة بالرغم أنها تعلم حبه لروز إلا أنها حزينه لأجلها كثير لا يعلم أن صداقتهم أقوى مما يقوله أنس ويفعله فأيه لا تحب أحد بقدر روز ولا حتى أهلها، جلست تبكي بشده حقا ستضيع من كثرة بكائها فهي لا تتوقف عنه ما إن كان بسبب أنس أو بسبب أفعال إياد مع صديقتها ورفيقة دربها

اتجه أنس لها وحمحم بصوت مرتفع لكنها لم تلاحظ فابتسم رغماً عنه وجلس بجانبها يحاوط كتفها ثم أدار ذقنها له لتراه

آنس : يا عجوزة هتموتي من كتر العايط ذي العواجيز
2

نظرت له وصرخت به : قولت مش عجوزه انا مش عجوزه فاهم مش عجوزه انا مش كبيره

ودفعته ووقفت جرت للخارج فذهب خلفها ليجدها تتكور بزاويه وتبكي بشده كالطفله فذهب وجلس امامها ثم رفع وجهها بين يديه

آنس بحنيه لأول مره تراها : خلاص بقى بهزر

آيه ببكاء مرير : أنت واخوك حرام عليكم كده روح كلمه يا آنس يجي لروز هي بتحبه اوي والنبي انا خايفه يحصلها حاجه .. روز أختي وأنا ..

لم تكمل حديثها واجهشت بالبكاء كلما تذكرت شكل روز فتنهد بحزن وأخذها في حضنه يسند على الأريكة التي خلفه

آنس بقلق عليها : طيب ممكن تهدي

مسح دموعها وبدأ يمسد على ظهرها حتى تكف عن البكاء ليشعر بشيء يتحرك ناحيتها حين تمسحت به، ابتسم حقاً علاقتها بروز تذكره بعلاقة آسمر وإياد .. شيء تمنى الحصول عليه في حياته لكن لم يسعفه الحظ أبداً
1

أنس بهدوء : أيه

رفعت وجهها له وابتسمت ببرائة قائلة : شكراً جداً يا أنس

هز رأسه ووجد نفسه ينحني ويحملها فعقدت حاجبيها ولم تستوعب تغيره المفاجيء فحقاً تفاجأت منه ..

***********************

في شقة إياد
حملت ابنها الباكي في أحضانها وبدأت تتحرك به في أرجاء الغرفة لعله يصمت ودموعها تنهمر دون توقف تخشى أن تقوم بترضيعه فيمرض لكثرة بكائها، أعتذرت له لعدم قدرتها وحاولت التماسك حتى لا تعود وتفقد وعيها معه مرة أخرى فما يحدث أكبر من قدرتها على التحمل، بدأت تتحدث مع ابنها وتخبره ما في قلبها كأنه يعي لما يحدث

روز بدموع تنساب : ليه باباك محبنيش نص الحب اللي حبيته ليه يا أيان ليه موضحليش حتي لو بالكذب قلب ماما بيوجعها اوي ومخنوقه يا أيان

واكملت ببكاء مرير : حاسه اني مش هشوفه تاني يا أيان حاسه ان إياد ضاع مني خلاص

زاد من احتضان ابنها ودخلت في نوبة بكاء قوية كابنها تماماً ..

*******************

قاد إياد سيارته بسرعة رهيبة كأنه يحارب الهواء ولم يعبء لبعض الدموع التي دائماً ما يظن أنها ضعف من الرجل إلا أنه هذه المرة لا يهتم أبداً فالحزن الذي بداخله والألم الذي سببه لها أكبر بكثير من معتقداته

"سامحيني يا روز .. سامحيني أسف كله لمصلحتك سامحيني وربي ما حبيت حد قدك ولا حتي انجي بس لازم انتقملها من اللي كان السبب، هقتله وهرجعلك لو فضلت عايش .. سامحيني يا حبيبتي "
2

مسح تلك الدموع وسند بيديه على المقود وعليهم برأسه يتذكر ما حدث البارحة وكيف أنها لم تخجل عليه باعترافها بمدى حبها وجنونها به، وبرغم هذا تركها ولم يبرر لها تركها بنارها المشتعلة داخلها، ترى اي قلب يمتلك هو ليقوم بهذا

دائماً ما يأتي بالكثير من ثمار الفراولة لمعرفته بمدى حبها لها فجلست تحمل الطبق الكبير الذي يحمل الفراولة وبدأت تأكل منه ليقف أمامها مباشر والتقط واحدة يضعها في فمها فابتسمت نصف إبتسامة، وضعت الطبق بجانبها لتحاوط عنقه بيديها فضحك ثم اردف قائلاً

إياد : بموت فيكي أنا

روز بإبتسامة وهمس : أنا بقى اقتل عشانك .. بتنفسك ولو في يوم جات واحده تشاركني فيك مش هتردد إني اخنقها بأيدي واخلص منها

اطلق ضحكة صدحت في المكان ليردف : اتأكدت اما بيقولوا إن روز بقت توأم إياد

نظرت لعيونه وسندت جبينها علي جبينه لتردف بهدوء : بيقولوا بيجي يوم يثبتوا فيه ان الأقوال افعال وهثبتلك يا إياد

حقاً يرى العناد والقوة وعدم الرغبة في سماع استهزاء ممن حولها في عيناها فوجد نفسه يبتسم تلقائي ولا تخلو إبتسامته من القلق فهو لا يتمنى أن يرى أحد على ما هو عليه، وبرغم هذا لمح مدى عشقها له في عيناها فهي أصبحت جزء لا يتجزأ منه

تنهد بقوة خارجاً من ذكرياته ليهمس بصوت يغلفه الألم : أة يا روز .

*********************

في منزل السلحدار
مرر أنس يده على شعرها شارد في أمر من أمور الشغل فهو لم يعد يفكر في شيء سواه أو الأصح لا يجد شيء يفكر فيه غيره، رفعت أيه وجهها له وتأملته قليلاً وهو شارد في اللاشيء لتلكزة بخفة حتى ينظر لها فهمهم

آيه بتفكير : هو لو أنت طلقتني وإياد طلق روز واتجوزتها مش هتخليها تعيط ذي ما إياد عمل

بزهول تام نظر لها هل حقا ... فيما تفكر والآن بعد ان قرر ان يصبح جيد معها ويعاملها كزوجه حقيقية تقول له روز، ما تفكر فيه ليس له سوا مبرر واحد وهذا المبرر لا يأتي من خلف شخصية ناضجة أبداً فهو يشك في هذا

آنس بضحكة بسيطة : والله بشك كتير أنك عاقله ذي البشر .. بتفكري ازاي كده مش فاهم

آيه بعبوس : كده اهو عشان أنا بحب روز اكتر من نفسي ومش بحب حد يضايقها وان كنت مش هتضايقها اتجوزها أنت

رغما عنه ابتسم حقا بريئه وجميلة من الداخل والخارج وإلا لم تكن تنسى ما فعله بها، كيف له ألا يكتشفها منذ زواجهم حسناً هي عناديه وسليطة اللسان تتحدث كثيرا وبدون تفكير وتستنزفه حتى أخر ذرة من طاقته لكن برغم هذا يوجد بها كمية برائة كالأطفال تماماً

آنس وهو يداعب شعرها : نامي يا آيه مش نعسانه نامي ربنا يهديكي

آيه بقلق : مش عايزه أنام عايزه افضل صاحيه عشان بكره الصبح هتضربني وتزعق فعايزه اصحي أكبر وقت ممكن من حنيتك دي

ظل أنس صامتاً قليلاً يفكر فيما قالته حسناً هي لم تخطيء في شيء فأفعاله السيئة معها لا تحصى ولا تعد، دائماً ما يقوم بضربها بطريقة لا يتحملها أحد ولا يعبء لمشاعرها أبداً، يشعر بمدى حبها له لكنه لم يهتم بهذا فدائماً ما يقابله بتجاهل ولامبالة وإهانة

جلس وسحبها لتجلس أمامها فرأي بعيناها خوف واضح منه، شتمت نفسها أنه ذكرته بأفعاله معها وودت أن تنطلق جرياً من أمامه خوفاً من بطشه وكادت تفعل لكنها وجدته يسحبها بهدوء ويضمها بقوة لأحضانة فاتسعت اعينها بصدمة لا تصدق

آيه : أ.....

آنس بهمس : اخرسي يا آيه أنتِ أما بتتكلمي اما ببرائه ببقي عايزه اكلك او بغباء ببقي عايز اضربك فاخرسي أحسن

ضحكت بخفة لتردف : حاضر
1

ولعل السعادة تعرف طريقها أخيراً لحياتها فهذه الفتاة اكتفت بأفعاله السيئة معها وتريد العيش بسلام .
2

*****************

في شقة آسمر
جلست على السرير تنظر له وهو يتمدد واضعاً يديه أسفل رأسه ينظر لأعلى بشرود بينما فكرت هي أن هذا السرير نفسه الذي جمعهم وهذه الغرفة وأيضاً هذه الشقة كل شيء كان ملك أختها قبل أن يصبح لها، كيف هذا القدر يتلاعب بالجميع دون رحمة ؟!

جنان بتنهيد لنفسها : الدنيا دي غداره اوي يا آسمر بتغدر بكل اللي بحبهم ... أنا محبتش في حياتي قدك أنت وبابا وناني وهما الاتنين راحوا وانا مش هسمحلك

تمردت دموعها واكملت : ايوه مش هسمحلك عشان كده مجرد ما البيبي يكمل سنه هسيبه وامشي وهسيبك والمره دي هتأكد علي طول
1

مسحت دموعها بأناملها ووقفت اتجهت للمطبخ ترتشف بعض الماء، وضعت الكوب لتفكر في أهل آسمر لا أحد في كلاهما يحب واحد أكثر من أخاه .. الكل لدى أحمد وأسيا سواسية لا يوجد تلك التفرقة العنصرية سوا عند أبويها لكن مهلاً يا جنان أحبت شيرين ناني عنكِ كذلك أحبكي أباكي عن ناني وكانت ترى هذا حتى توفاه الله

شعرت بخلو الحياة بها بعد وفاته لكن ارسل الله لها آسمر أه كم عشقته وتعشقه وستظل، لم تتوقع يوماً انها ستعشق احد لهذه الدرجة لكن حدث مع آسمر

خرج صوت قوي من الغرفة التي تحتوي على بعض معدات الرياضة الخاصة بآسمر، اتجهت مسرعة له لتجده يقف مباشر أمام كيس الرمل ويفرغ كل غضبه به لا يتوقف عن ضربه

جنان بفزع : آسمر

لم ينتبه لصوتها في البداية أو هذا ما أظهره له لكنها عادت تنادي عليه لتجده يرمقها بغضب فأكبر خطأ فعلته في يومها هي قدومها له الآن وهو في ذروة غضبه

آسمر بهدوء : اطلعي بره

جنان بقلق عليه : قولي بس مالك .. أنت كنت كويس

أشار بعينه أن تخرج لكنها لم تفعل فانقض عليها يخنقها بيده لتشهق بقوة حين دفعها للحائط، حاولت بعد يده عنها لكنه شارع بالضغط على عنقها أكثر واقترب بوجهه يسند على وجهها

آسمر بغضب : ليه ؟ ليه بتعملي فيا كدا ؟

بدأت قوة قبضته ترتخي عن عنقها لتجد بعض الدموع تقع على وجهها فانفجرت باكية لتبعد يده عنها وحاوطت عنقه تضمه بقوة فزاد من ضمها وتنهد بقوة يحبها لا يهم إن كان اسمها ناني أم جنان أو غبية وتدخله بالمشاكل أم ناضجة فهو يحبها ..
1

**********************

في مكان ما
اتجه الرجل جرياً لذاك الشخص الذي يعمل عنده، وقف خلفه يخبره بما عرفه والرعب يرتسم على ملامحه عكس الأخر البارد الذي لا يهتم ولا يخشى

الرجل : يا رأفت بيه يا رأفت بيه

رأفت ببرود : في أيه ؟

الرجل بنهيج ورعب : إياد السلحدار جاي علي هنا والمره دي ناوي علي نهايتنا كلنا

ضحك رأفت بكل خبث قائلا : جيه علي نهايته نهاية إياد السلحدار قربت اوي وأخيراً روز هتبقى ليا امشي وأنت عارف هتعمل ايه

الرجل : امرك يا رأفت بيه

ذهب الرجل بينما دخل رأفت للغرفة التي تنام بها ناني فوقف ينظر لها حقاً كل إنش في وجه هذه الفتاة ينطق بالبرائة، تنهد حين أتت من المستشفى فلم يرى عيناها سوا مرة ولخبرته القوية يعلم أن خلفهما حزن لا ينتهي .. رغماً عنه رفع يده يضعها على جبينها وابتسم بخفة ليعي على نفسه وخرج ليتجه لغرفة الصور ووقف أمام صورتين مشابهتين أحدهما تنطق بالحياة والأخرى بالقوة أجل فهاتين روز وإنجي
1

رأفت بغل : خاد مني انجي في الأول وماتت بسببه اختارته واتقتلت والوقتي انا اللي هخلص عليه وروز هتكون بتاعتي انا وبس

واكمل بصراخ : انا بحبك أكتر منه وحبيتها أكتر من حبه ليها .. انا اللي ببعتلك رسايل بس أنتِ مش حاسه بيا بس بعدين هتحسي بيا

واكمل بخبث : أكيد دلوقتي دورت وعرفت ماضي إياد وعشان خاطر عيونك هدمرلك كل عيلة السلحدار وخاصه آسمر اللي عليه الدور بس مش أنا اللي هنفذ .. ناني هي اللي هتنفذ

وضحك بكل غل لهذه العائلة وهو يفترس ملامح روز الفتاه التي اتي جمالها التي كانت تعشقه علي رأسها، هنا رأفت وهنا أمجد وذاك الأناني إياد لكن مهلاً حقا لا يستحقها أحد فيهم فلا يعرف أحد قيمتها ..
+

*****************
جلست روز في غرفته القديمة تسند رأسها للخلف وتنهمر دموعها، في أكثر مكان تألمت فيه بسببه لتذكر نفسها بما فعله وتؤنبها على حبه لهذه الدرجة .. قليلاً وتذكرت المهمة التي ذهب فيها ليزداد بكائها الممزوج بقلق عليه في نفس الوقت دخلت أسيا ليزداد حزنها على تلك الفتاة وعتابها لابنها الذي منذ شهر لم يرن عليهما مرة واحدة

أسيا بحزن : وبعدهالك يا روز يا بنتي هتعملي في نفسك كده لحد امته

روز ببكاء وخوف : والنبي يا ماما حد يخليني اكلمه مره قوليله يسامحني انا اسفه مش عايزاه يحبني بس يجي يعيش جنبي تاني .. شهر معرفش عنه حاجه كدة كتير والله عليا
2

وزاد بكائها وتكورت فحركت أسيا رأسها بحزن شهر لا يعرفوا عنه شيء وتلك الفتاه تبكي ليلا نهارا ويغمي عليها أقل شيء خمس مرات يومياً اصبحت شاحبه ولم تعد تنطق بالحياة كسابقاً وسلاما على من كان السبب في كل هذا

أسيا : طيب قومي اغسلي وشك كده وأنا هخل ...

وقبل أن تكمل حديثها استمع الاثنان لصوت صراخ قوي فاندفعت روز جرياً ومعها أسيا ليبحثوا عن مصدر الصوت فتحدثت أسيا

أسيا : دي جنان صح ؟ هتلقيها بتولد معادها في السابع قومي

هزت روز رأسها بتأكيد وهي تمسح دموعها لتتجه مع أسيا لخارج الشقة مقررين الصعود لأعلى ليجدوا آسمر يقابلهم وهو يحمل جنان بين يديه ينزل بها جرياً

آسمر بقلق : حصلونا علي المستشفي بسرعه بالحاجات اللازمه

واكمل نزول بسرعه فرفعت أسيا يداها للسماء داعية لجنان أن ينجدها من مخاطر الولادة قائلة : يا رب خليك معاها يا رب ساعدها وخفف عنها وقومها بألف سلامة

اتجهت روز لأعلى تحضر مستلزمات الطفل من شقتها وأيضا ملابس له لتبدل ملابسها وتنزل تذهب مع الكل لآسمر في المستشفى

بعد وقت
تجمع الكل أمام غرفة العمليات التي بها جنان ليذهب آسمر يميناً ويساراً ويضرب يد بينما يضحك الجميع بخفوت عليه فحقاً أول مرة تكون مؤلمة للطرفين ولا يشعر بها سوا صاحبها، تحدث أنس بمرح

آنس بضحك : ريلاكس يا ابني مش كده

آسمر بغيظ : سبني في حالي وخليك في حالك يا آنس مش ناقص انا يا عم

وبدأ يمشي اسرع فضحك آنس بشده علي شكله فهو يوم العمليه لم يكن هكذا، وعلت ضحكات الكل حين رفع آسمر يديه لأعلى قائلاً : يا رب مش هقول أنت عارف وأنا عارف والناس دي عارفة فيارب بقى

وأشار على باب العمليات فعلت ضحكات الكل عليه، خرجت الممرضه وهي تحمل الصغيره مبتسمة : مبروك بنت ذي القمر لا قمر ايه دي شمس
+

اخذها آسمر بلهفه ونظر قائلا : طب جنان عامله ايه ؟

الممرضه : الأم كويسه الحمد لله .. هتبدأ هي الوقتي في غرفه الإفاقه عن اذنكم

آسمر بعدما شكر ربه : اتفضلي شكرا اوي

ابتسمت له ثم ذهبت بينما جلس الكل بطمأنينة عليها، اتجه آسمر ليجدهم نقلوها لغرفة عادية، فاتجه لها مع الصغيرة بعدما اطمئن على حالها وأنه لا خطر عليها برغم ولادتها في السابع .. جلس آسمر بجانب جنان

آسمر : حمدلله علي السلامه

جنان بتعب : الله يسلمك

قبل جبينها فابتسمت قائله : فين البنت ؟

اعطاها لها فحملتها بسعاده هي تشبهه هو لكنها تأخذ عيناها وأيضاً تمتلك خصلات حمراء كجميلة إنها فائقة الجمال حقاً .. اتى الكل لهما يطمئن على جنان التي ابتسمت بسعادة

جنان : شوفتوا البنت جميلة أزاي

أسيا بحنية : أيوة يا حبيبتي تتربى في عزكم

فكر آنس قليلاً ونظر لأخاه ليحدث الكل : طب بقول ايه حمدلله علي سلامتك يا جنان واحنا هنسبقكم اظن هتعرف تجيبها لوحدك

وغمز لأخاه فضحك آسمر قائلا : طب سيبلي حد

آنس بغمزة مرة أخرى : ماما هتستناك بره

وخرجوا يتركوا لهما المساحة سويا فنظر لها وهي تداعب الصغيره بسعاده وجدته يرفع ذقنها ويقترب

جنان بهمس : آسمر

وقبل أن تضيف أي كلمة قاطعها بطريقة ليبتعد قائلاً : هتسميها ايه ؟

جنان : انا....

آسمر بمرح : اكيد مش أنا

جنان : طيب نسميها ناني علي اسم مامت ...

آسمر : تؤ انا خلاص هسميها جيني .. جيني آسمر أحمد السلحدار
2

ابتسم وهو يداعب وجنة الصغيرة وقبل أن تتحدث وقف قائلاً : هروح للدكتور اشوفه ينفع نخرج أمته

هزت رأسها دون حديث فاتجه للطبيب وأخبره بتحسن جنان الواضح بفعل المسكنات ليخبره الطبيب أن ينتظر لساعات إضافية ثم يأخذها وهذا ما حدث لتعود في نفس اليوم مع آسمر وابنتهما لمنزلهما ..

***************

في منزل السلحدار
جلست أيه بجانب روز الصامتة والشاردة أيضاً لتحاول فتح معها موضوع عدة مرات لكن الأخرى لا تتحدث، نظرت أيه لأنس ترمقه بضيق واضح كأنه من قام بما جعل روز حزينه ليلتقط هاتفه ويرسل لها رسالة

" بتبصيلي كدة ليه يا بت "

أجابت قائلة بجدية " أنت ذكر ولا مؤنت "

ضيق عيناه وهو يرمقها باستغراب فاردفت " ذكر واللي مزعل روز ذكر يبقى تتحاسب على أفعاله دا غير إنكم نفس الدم والجينات ودي في حد ذاتها كارثة "

" يا سلام ... هو كلام كي جي تو بس يُحترم لصغر عقل صاحبه "

رمقته بحدة لتترك الهاتف ونظر باتجاه روز تتحدث معها معرضة اقتراح : روز حبيبتي تعالي نعمل حاجه نستقبل البيبي بيها وجنان

روز بإنتباه : نعمل أيه ؟

آيه : تعالي نعمل كيكه بالليمون جنان بتحبها

روز بهدوء وهي تقف : يلا

اتجهت أيه مسرعة خلف روز ثم نظرت لأنس ترفع حاجبيها وتنزلها بمرح ثم غمزت له فضحك بخفة حقاً داخلها جميل وكثيراً لا نقدر على قول أحبها لكن حقاً بدأت تحرك شيء بداخله وتؤثر عليه .. لا مانع من السعادة يا أنس فقد اكتفيت من وجع القلب يا صديقي فلتتمتع بشبابك قليلاً
2

مر أسبوع اخر
تحركت روز بعشوائية في المكان رأسها يكاد ينفجر من كثرة الأفكار السيئة التي تعصف بها، تنهدت وهو تخفي وجهها بين يديها لتطلق زفير باكي ونظرت للكل

روز بزعيق : حد يكلمني يقولي اتأخر ليه اتصرفوا ؟

أسيا بحزن عليها وقلق على فلذة كبدها : اهدي يا روز آسمر راح هو وأحمد استني

روز بصراخ باكي : انا هتجنن ازاي يتأخر كدة .. حد يراعيني بقا انا هرن عليهم ايوة هرن

والتقطت الهاتف ترن عليهم بيدين مرتعشنين تحاول تجاهل كل شيء سيء يأتي برأسها، وجدت جرس الباب يطرق فانطلقت جرياً قبل الكل تفتح الباب بلهفة لتجد آسمر وأحمد أمامها

روز بلهفه : فين إياد ؟

نظر آسمر بعيدا عنها ودموعه تتجمع وكذلك أحمد الذي يسند بيده على الحائط فمن شكلهم تعلم ما سيقولوه لكنها تحاول نفي كل شيء

روز بصراخ : حد يرد عليا فين جوزي .. ردوا بقى ؟ ارحموني حرام عليكم

مسد أحمد علي شعرها وحضنها قائلاً بقهر يندلع من عيناه فهو حين رمى أولاده الثلاثة في هذه النار توقع النهاية : اترملتي بدري يا روز

ظلت لدقيقتين تستوعب ما قاله حتى أنها ظنت ان هذا ما هو إلا حلم مؤلم سوف ينتهي في لحظة ؟ نفت برأسها وهي تبتعد عن أحمد

اردفت روز بزهول وعدم استيعاب : أيه الجنان ده هو عايش هو مامتش قالي مستحيل يسبني لا بتهزروا متهزروش والنبي خلاص بقى .. دا اكيد مقلب من آسمر وعلى فكرة مقالبك بقت وحشه وحشه أوي يا آسمر

نظر آسمر لأسفل بحزن : مش مقلب يا روز أخويا .. مات

روز بصراخ : اخرس جوزي مامتش فاهم اخرس

جلست أسيا على أقرب كرسي تضع يدها على قلبها : بتهزر صح بتهزر ابني عايش لسه مش كده

حرك أحمد رأسه رافضا فصرخت روز : إن كان جوزي مات وروني جثته متقفوش كده فين جثته اللي تثبت انه مات .. إياد مماتش لا إياد ميسبنيش

آسمر : هترضي بشوية تراب

علت ضحكاتها لتردف بمرار : هرضي بأيه أه .. لا هاتلي جثة جوزي وانا اصدق ومتضحكش علي عقلي فاهم دا اولا ثانيا هوريكم كلكم وكل الناس معاكم مين مرات إياد السلحدار لو حد قال عليا ارمله فاهمين ؟ أنا مترملتش

صرخت بقوة في اخر كلامها وصعدت لشقتها لتغلق الباب بقوة وتجلس خلفه بزهول تضع وجهها بين يديها لا تتحمل كم الألم الذي يعصف بها فحقاً لم يعد يحتمل، تنفست بقوة وهي تسند رأسها للخلف تتمنى أينما يوجد أن يعود لها ويسامحها لكن مهلاً يا سادة علاما يسامحها فهي لم تفعل له شيء .. إياد هو الجلاد وأيضاً الذي يحاسب ..

******************

في شقة آسمر
دخل آسمر شقته وخلفه جنان ليتجه لغرفته وجلس على طرف السرير يضع وجهه بين يديه وكل حين يخرج تنهيدة قوية، يعلم السبب وراء كل هذا ومن غيره رأفت الذي عشق انجي حد الجنون، من المفروض أن يموت هو بدلاً عن أخاه فالمهمة منذ البداية قادمة باسم آسمر وليس إياد

جنان بحزن : آسمر

رفع عينه شديدة الأحمرار لها فمسحت دموعها قائله : عيط انما متبقاش كده .. سيبهم ينزلوا

آسمر بفحيح : لما اخد بتاره واقتل اللي قتله هعيط انما دول هيفضلوا كده لحد أما اخد حقه وأبرد ناري وناره

جنان بدموع تتجدد : هو مات بجد

تنهد بقوة تخرج النار التي بداخله ثم قال : كل حاجه بتقول كده كل حاجاته موجوده ومحروق حتي الطب الشرعي قال كده

جلست علي ركبتها امامه قائله : لسه في أمل متقلقش لسه في

آسمر بحزن دفين : أمل ههه ايه الأمل في كده يا جنان

عادت تقف وكورت وجهه، مسحت بإبهاميها عليه قائله : هو مش أنت بتصلي

آسمر : أيوه

جنان بإبتسامة بسيطة : واللي بيقول يا رب ربنا بيستجيب .. ربنا سبحانه وتعالى قادر يحي العظام وهي رميم وفي أمل لسه حتى لو ضعيف

آسمر : معاكي حق

جنان وهي تقف : قول يا رب

هز رأسه ليجدها تأخذها في حضنه تحاوط رأسه ثم انهمرت دموعها فهو إن لم يتحدث تشعر ما بداخله، بينما أخرجت تنهيدة قوية منه كأخواتها لعلها تبرد النار التي اشتعلت به لكن ما باليد حيلة فالألم يزداد لأن هذه المرة يخص الأكثر قرباً له من قرب التوأم وهو إياد ..

*******************

في شقة آنس
أغلق أنس الباب خلفه بهدوء وخلع جاكته ليقف أمام الشباك يستنشق الهواء الطلق، ازداد شعوره بالاختناق كلما فكر في معنى جملة " أخوك مات " هذه الجملة تبني حيوات وتهدم حيوات وهذا ما تفعلها به

تنفس بعمق وهو يحاول السيطرة على دموعه فخانته بعضها ليجد يد توضع على كتفه وصوت بكائها يصل اليه

أنس بهدوء : سبيني يا أيه لو سمحتي

أيه ببكاء : مش عايزة ومش عارفة أقف جنبك أزاي .. أنا بجد أسفة يا أنس

التفت لها وحاوط عنقها يضمها بقوة فربطت على ظهره تبكي لبكائه على أخاه، فهي بداخلها نار على إياد ما بالكم بأنس الآن ..

أنس : يا رب يا أيه يكون كذب أنا يجرالي حاجة لو أخويا فعلا راح مننا

أيه : خير ربنا مبيجبش غير الخير

**********************

في اليوم التالي
تم إشهار موت إياد واتي الناس للعزاء وكان أحمد يقف علي رأس الصوان يأخذ عزاء ابنه الشهيد إياد السلحدار ليصبح ما يحاول الجميع تكذيبه واقع أمام أعينهم، فكر آنس بحزن في المقولة الشهيرة التي تقول " من قال عليه مات فهو مات " .. انقبض قلبه من الفكرة لينظر باتجاه أخاه الذي يجلس والشر يتطاير من عينيه ومسدسه ببنطلونه لم يتركه أبداً للحظة على غير عادته، لم يعلم أحد أنه اليوم ينوي على أخذ تلت تار اخاه يعرف الحركه التانيه من عدوه يقسم انه سيقتله أمام أعين الناس ومن يجرأ على اعتراضه فاليفعل

" لا شماتة في الموت " وهذا أكبر خطأ فعله أخو رأفت الصغير فهو وصل لتوه ومعه سيارة أخرى ينزل أمام الجميع والشر يلتمع في عيناه، نوى على قتل آسمر أمام الكل ليكون العزاء اثنان وفرحة النصر له فرحتين فقرر استغلال عدم وجود الكثير من الناس في هذا الوقت

رامي بشماته : البقاء لله جاي اعزي واوصل تعازي اخويا رأفت دا مهما كان ابونا كان صاحب ابوكم

وضع رامي يده خلف ظهره ينوي إخراج مسدسه بسرعة لكن آسمر كان الأسرع وأخرج مسدسه ليضعه على رأسه فوقف الجميع بتحفز وقلق من الموقف

آسمر ببرود وغل : ونعم بالله والبقاء لله ليك أنت كمان

واطلق الرصاصه في منتصف رأسه وبزهول نظروا له وفي لحظة كان رجاله يقعوا بسبب آنس الذي قال وهو يمسك أخر واحد : محصلش حاجة اقعدوا

آسمر : سيب ده يا آنس

احضره آنس له فقال آسمر : تاخد الجثه لرأفت وتقوله آسمر السلحدار قتله قدام الناس وبيوصل تعازيه والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم

وبكل رعب حمل الرجل رامي واخذه جريا قبل ان يقتلوه فوضع آسمر المسدس ببنطلونه وتركهم واتجه للداخل ليجد أحمد يتحدث بحدة وخجل من الناس فلم يعرف يوماً عن أولاده هذه الهمجية

أحمد بحده : حسابنا بعدين

آنس بشر : اجله للآخر يا والدي مش أحنا اللي نسيب حق أخونا

ذهب آنس هو الأخر من أمام أباه الذي عاد يجلس بقوته المعهودة كأن شيء لم يحدث، انقسم الناس نصفين نصف يعيب على الشباب فما فعلوه لم يكن بالأمر السهل والنصف الأخر يقول أن أحمد أنجب رجال وأحسن تربيتهم وإلا لم يكونوا يتركوا حق أخاهم بهذه السهولة .

*****************

في منزل السلحدار
دخلت روز لتجد الكثير من النساء متجمعات بجانب حماتها ونظر الجميع لها فعلى غير العادة لم تهتم روز بنفسها، فهي دائماً ما ترتدي أفخم الملابس وتضع لمسات الميك أب البسيطة بطريقة تزيدها جمالاً فوق جمالها .. نظرت لها أيه وانفجرت باكية بحزن عليها لكن روز تجاهلتها وتجاهلت الهمسات التي تنص على أنها زوجة المتوفى

اتجهت روز وجلست بجانب حماتها التي قالت : مش قولتي مش مصدقه فين زينتك الدايمه يا روز

روز بهدوء : لسه مش مصدقه يا مامي بس أنا الوقتي قاعده من غير إياد هتزين لمين كنت بتزين علي حسه

وسندت رأسها علي كتف أسيا واكملت : قلبي بيوجعني اوي يا مامي في نار فيه بتكوي وحاسه حد بيخنقني مش سايب رقبتي حاسه روحي بتطلع ميت مره في الدقيقه

أسيا : عيطي يا روز عيطي وارتاحي

روز : يا ريتهم راضين ينزلوا يا ريت يا مامي ويريحوني

نظرت رولا لابنتها بحزن وانهمرت دموعها لتنفجر باكية على فلذة كبدها فهي لم تراها هكذا من قبل أو الأصح لم تجدها حزينة كما هي عليه منذ أن أتت لهذا المنزل

*************

في شقة آسمر
رأت جنان آسمر وهو يتجه لأعلى فبهدوء خرجت لتتجه لأعلى خلفه، فتحت الباب ودخلت لتغلقه بهدوء فوجدته يجلس ويطرق قدمه بالأرض بحدة ودون توقف، نظرت لعيناه التي دائماً ما تنطق بالحنية برغم سوء الظروف من حوله والآن ما تنتطق به هو الشر فقط ..

جنان بخوف : آسمر

نظر لها وبحده تحدث : أنتِ اخر واحده اشوف منها البصه دي فاهمه ؟

هزت رأسها لأعلى وأسفل برعب منه فوقف وجذبها لحضنه، دفن وجهها بصدره لتحضنه بقوة وتطوق خصره

جنان بحنيه : انا خايفه عليك يا آسمر

آسمر بهدوء : متخافيش محدش يقدر يجي جنبي

رفعت رأسها قائله : خايفه عليك من نفسك .. النفس أمارة بالسوء

قبل جبينها بحنية ثم سند بجبينه عليه ليردف : أنا عارف بعمل أيه متخافيش عليا

عادت تهز رأسها لتردف بتساؤل : أنت كويس ؟

أكد برأسه في البداية فظلت تنظر له لوقت لينفي برأسه متنهدا بتطويل ثم زاد من ضمها ليدفن وجهه في عنقها ثم تحدث

آسمر : مخنوق اوي يا جنان تعبان

*******************

في مكان ما
جلس رأفت على ركبته أمام أخاه ليأخذه في حضنه وانهمرت دموعه دون توقف أجل فبرغم عدم ارتباطه بأخاه فهو يظل أخاه وموته هكذا ليس بهين

رأفت بغضب ممزوج بغل : حسابك تقل معايا اوي يا آسمر وكله هيجي علي دماغك أنت قبل اللي يخصك

الرجل بخوف : هتعمل ايه يا رأفت بيه مش كنت قولت خلاص

رأفت بفحيح : خلاص قبل ما ابن السلحدار يقتل اخويا الوقتي هدمره هو وكل اللي يخصه وروز هسيبها شويه ... انده ليا دكتور ناني

ذهب الرجل مسرع وعاد هو والطبيب الذي احنى رأسه بقلق من ذاك الرجل الذي يخشى اعتراضه مرة فيقوم بقتله دون تفكير

رأفت بعصبية : فوقلي ناني بأي طريقه أنا مش بدفعلك كده هدر

الطبيب بتوتر : مش بمزاجي هي لازم تفوق لوحدها

رأفت بعصبيه : يعني أيه مفيش حل

الطبيب بقلة حيله : لا مفيش الطب معرفش علاج للغيبوبه دي

رأفت بصراخ : طب غور بقى من قدامي يلا عشان مشربش من دمك

فر الطبيب من أمامه بسرعة فائقة بينما نظر رأفت للحائط وبكل غضب ضربها بقبضته ليزفر بغل

*************

في الإسكندريه تحديدا منزل السلحدار
وقف آسمر وبجانبه أخاه باحترام أمام أباهم الذي لأول مرة يروه الفتيات بهذا التحفز الغاضب، فوقف الكل ولم ويجرؤ أحد على فتح فمه أمامه

أحمد بحدة : بقى علي آخر الزمن ولادي يبقوا شبه المافيا ويقتلوا بكل برود وسط الناس

آسمر بهدوء : آنس ملوش دعوه انا اللي قتلته وهقتل اي حد يفكر يشمت في موت اخويا وهقتل كمان رأفت ذات نفسه وهقطعه قدام كل الناس كلها عشان يكون عبره لمن لا يعتبر

حدث شيء غير متوقع فقد قام أحمد بصفع آسمر بقوة لتعلو شهقات الفتيات بينما الأخر مازال يقف بثبات أمام أباه

أحمد بغضب وعصبيه : هو ده اللي بقول عليه العاقل اللي في ولادي وبيتصرف بحكمه يقتل بكل برود قدام الناس وواقف تبجح في وشي .. عندك دليل انه اللي قتل اخوك ؟ بقيت اسوأ منهم والحكمه اللي كانت عندك اتحولت لغباء أخرتهم هيجي على اللي هيمشي وراك قبلك

آسمر بغضب محاول التحكم بنفسه : مش ندمان ولو رجع الوقت هقتله وهقتل رأفت بإيدي

أحمد بحدة وصوت مرتفع : آسمر بغبائك ده انا مش حمل اخسر واحد فيكم تاني ولنفترض هو اللي قتل اخوك وأنت قتلت اخوه كفايه بقا انسى وقول يا رب أقدر الملك الموضوع

آسمر بصوت مرتفع لأول مره علي اباه : لا مش كفايه مش كفايه لازم اخد حق اخويا انا مش عيل ومش هسكت الا اما اخد حقه واقتل اللي قتله دا إياد اللي اتقتل اخويا وتوأمي محدش يقولي انسى لو فيها شغلي كله وسجن حتى

جلس أحمد بتعب من هذين الاثنين فقال آنس : وانا معاه يا بابا ومش هسيب حق أخويا

أحمد بحدة : غوروا من وشي الوقتي .. يلا

مسك آسمر معصم جنان وجذبها صاعدا لأعلى فكانت تجري وتحاول اللحاق به .. كادت تقع عدة مرات وفجأه سمع آسمر صوت صراخ قوي

********************

في شقة إياد
جلست روز أرضاً بعدما اشتد التفكير عليها لتضم أرجلها لصدرها ونظرت للأرض بشرود لتستمع له يناديها فأجابت وهي تنطلق لغرفتهما لكنها لم تجده فعاد يناديها لتنطلق في كل انش بالشقة تنادية هي الأخرى لكنها لم تجده كالعادة

جلست مرة أخرى على الأرض تنظر حولها بحسرة لتجده يظهر أمامها قائلاً : متعيطيش أنا هنا .. جنبك

روز برجاء : ارجع يا إياد لو سمحت أنا تعبت

اختفى لتصرخ بقوة فوجدته يظهر معها وهو يحملها ويدور فابتسمت ليختفي وظهر في زاوية وهو يقف ويحاوط خصرها ثم اختفى ليبدأ صوته يتكرر في أذنها

وضعت يداها علي اذنها وشرعت بالصراخ بقوة وبدأت تجذب شعرها بأطرافها وزاد بكائها وصراخها

ترك آسمر يد جنان وانطلق لشقة أخاه ثم فتح الباب بالمفتاح الموضوع بالخارج ودخل مسرع وخلفه جنان،  وجدها في حاله جنونيه فجذب يدها بعيدا اه وياليتها تبكي ولا تكون هكذا

روز بجنون : سبني ابعدوا عني سبوووني في حالي

آسمر : هششش روز اهدي روز بصيلي روووز

لم تستمع له فجذبها لحضنه وبدأ يمسد علي شعرها ليجدها تنتفض بين يديه بتعب

آسمر : هششش اهدي خالص اهدي

روز بصراخ : مخنوقه يا آسمر انا مخنوقه ابعده عن رقابتي مخنوقه مش راضي يموتني ويريحني ليه قلبي بيوجعني ابعده يا آسمر خليه يبطل يناديني والنبي أنا تعبت

بالرغم ان الوضع لا يتطلب الا انها شعرت بالغيره لما يحتضنها ؟ اليس هذا الحضن لها هي فقط ابتعد ولا تظل هكذا .. وإن كانت تعاني الآن فهي ترى أنه ليس حقها ولتكن أنانية فيما يخصها

تجمع الكل على صوت روز أما آنس الذي اعتقد أن حبها زال شعر به يعود حسنا ولنقل انها زوجة اخاه ولا يحق له هذا لا هي ليست زوجة اخاه هي ارملته يشعر بالغيره تأكله

آسمر وهو يمسد على شعرها : اصرخي لو دا هيريحك

حاوطت خصره واكملت صراخ بقوة وهو مازال يمسد علي شعرها فهي ومن الآن أمانة اخاه لهم .. شعر بثقل رأسها وعدم قدرتها على الحركة وكذلك توقفها عن الصراخ

آسمر : حد يجيب برفان

ذهبت آيه واحضرته بينما حملها هو ووضعها على الأريكه ووضعها وبدأ يفيقها

روز بهمس : إياد إياد حبيبي

آسمر بمرح ليخفف عنها : في آسمر ينفع دا انا احلي

ظلت دقائق تستوعب ما حولها ثم ابتسمت بشحوب لتردف بنبرة مؤلمة : كذاب هو أحلي منك

آسمر وهو يقف فكان يجلس علي ركبته أمامها : منا عارف ... ماما باتي هنا الليله دي تمام أحسن الأبلة يغمى عليها وهي بقت بايظة كدة

أسيا بتنهيد : ماشي

روز بإبتسامة هادئة : تشكر يا آسمر

آسمر : العفو يا ست روز عندنا كم روزه يعني.

***************
بعد مرور اربعة أشهر متتاليه
جلست تلك الفتاة بجانبه ومسكت يده تقبله تارة وتارة تخبره بمدى عشقها له والآخر في عالم غير العالم لا يشعر بأي شيء حوله

انجي بحزن : وبعدين بقى يا إياد مش كفايه كده نوم اربع شهور وعشر أيام علي وضعك

وجدته يهمس في غيبوبته بأسمها كالعادة وليست أول مرة

إياد : ر.و.ز ح.حب.ي.ب.تي ر.و.ز ب.ح.ب.ك

اشتعلت عيناها بغيره وشر فهي لا تعرف من تلك الفتاة التي استولت على عقله الباطني هكذا

انجي بحدة : هموت وأعرف مين روز دي ولما أعرفها هعرفها ازاي تسرق قلب وعقل ملكي وهقتلها يا إياد لأنك ليا بتاعي انا وبس

واكملت وهي تقبل يده : قوم أنت الأول بس

فلاش بااااك
في لحظة اخترقت طلقة جسدها لتأني بألم وهي تقع أرضاً ثم همست باسمه لكن ما من مجيب فعادت تنادي عليه

انجي بتعب : إياد

ارخت يدها على الأرض لتشعر فجأة بشخص يمسد على كتفها ويناديها ثم انحنى وحملها بين يديه فنظرت له وعادت تغفو في ظلام دامس

فاقت بعد فتره لتعلم انها في غيبوبه منذ سنتين أه وكم كبيره تلك المده وحين تواصلت معهم وجدها اللواء وحذرها من العوده الآن علي حياة إياد لتظل سنوات في هذا المكان تنتظر إشارة منه الي حين سمح لها بهذا، علمت بتهور إياد ومجيئه للانتقام لها قبل عمله فذهبت لتجعله يعي مما هو فيه وأيضا يفيق لعمله لكنها وجدته أصيب هو الأخر

فعلت ما لم يفعله هو معها فهي أتت لها فرصة إنقاذه على عكسه اخذته وساعدته لينتهي الأمر به في غيبوبة لكن حمدا لله ان مازال علي قيد الحياه، فضلت بقائه بجانبها إلى حين يفيق ويعود كما كان وأخفت أمره

لا يعرف هذا سوا اللواء محمود والذي رأي أن هذا أفضل لمصلحة إياد كذلك لم يخبرها بأمر زواجه وأنه لديه ابن وأسرة يحبهم أكثر من نفسه
بااااك

************

في منزل السلحدار
جلس آسمر مع روز كالعادة فقد أصبح هو أقرب شخص لها في الفترة السابقة، زاد تعلقها به وكذلك هو ليقيموا صداقة متينة لا يفهمها سواهما

تعترف روز أنه لولا آسمر ما كانت ستصل لهذه المرحلة، وما كانت تكمل حياتها دون أن تجن .. كل يوم يزداد يقينها أن إياد لم يصيبه أي مكروه وهذا يبث الأمل في أنفس من حولها

آسمر بضحك : طب والله عسل يا بت يا روز
+

روز بغيظ : اتبت حيلك اسمي مدام إياد السلحدار

آسمر بحدة : يا بت هقصلك لسانك

روز ببرود : ولا تقدر يا ...

آسمر بتهديد : هزعلك

اتجهت أسيا للصالون لتجدهم كالعادة يتناقرا فتحدثت بحدة لكلاهما : مش كفايه لعب العيال ده كل يوم من ده ايه ناقر ونقير

آسمر وهو يعدل لياقته بمرح : المفروض تكونوا اتأقلمتم أنا وروزه كده

روز بمرح : اه دا آسمر يعني ايه بئر اسراري

آسمر بسخرية وهو يطلق ضحكة عالية : بئر بير يا هاي كلاس

كادت ترد عليه بغيظ لكن قاطعها رنين هاتفه فنظر له وتغيرت ملامحه لأخرى جدية ثم أجاب بهدوء ظاهري

آسمر : الو

الرجل بتوتر : يا آسمر بيه ملوش آثر كل أما نقول في مكان منلقاش ليه أي آثر

آسمر بعصبيه : يعني ايه مش عارفين تلاقوا رأفت في أي مكان ؟ يعني ولا اي زفت ليه ؟ أربع شهور بتدوروا وبرضو مش لاقيين ازاي

الرجل بقلق : احم بس لقينا حاجه تانيه واحنا بندور

آسمر بحدة وغيظ : ايه مستني الاذن تقول

الرجل : في قصدي يعني حضره الظابط انجي ..

آسمر مقاطعاً إياه : مالها المرحومة

اردف الرجل : لا ما هي معدتش مرحومة لأنها عايشه

اتسعت عينيه بصدمه قائلاً : نعم ازاي طب هي فين ؟

الرجل : هي في الصحرا واحنا لسه ...

آسمر بحدة وهو يقاطعه : مش بس تدوروا عايزك تعرفلي عنها كل كبيره وصغيره فاهم وفي اسرع وقت

نظر حوله يتأكد من عدم سماع أحد له فهو خرج للبلكون وترك روز مع والدته ليعود للكل الآن، وجد الكل يجلس ويتناول طعامه فقرر الاتجاه للعمل ليرى هذا الشيء الذي وقع على عاتقه

أسيا بهدوء : اقعد كمل اكلك يا حبيبي

آسمر بهدوء : الحمد لله .. رايح الشغل

ونسى حتى ابنته ثم خرج فنظرت جنان خلفه بحزن لما لا يعاملها حتى كما يعامل روز ومع الوقت نساها، تشعر أنه لم يعد يراها في الأساس

آنس وهو يقف : وانا كمان رايح عن اذنكم

وذهب فوقفت الفتيات وبدأوا يلملموا الأكل

فقالت آيه : بصوا احنا نشطب المطبخ بعدين روز تعالي عايزاكي في موضوع وأنتِ يا جنان تعالي معانا

جنان : لا خليني هنا وانا هشطبه وهقعد عشان لو بابي ومامي عازوا حاجه وانتم روحوا تمام

آيه وهي تلوي فمها : حتي أنتِ كمان بابي ومامي عيال بيئه اسمها بابا وماما ايه الشغل البيئه ده

جنان بضحك : طب امشي يا مش بيئه وبصوا بصه علي ايان وجيني قبل ما تطلعوا

خرج الاثنان بينما وقفت جنان تهندم المطبخ وتجلي واتت تخرج سمعت شيء

أسيا بصدمة وعدم استيعاب : بتقول ايه يا أحمد ازاي نجوز روز لآسمر بتهزر

أحمد : اسمعي بس يا أسيا ... علي يدك العرسان قد ايه من يوم ما إياد اتوفي وكله كأنها سلعه بيحجز وانا متأكد ان عرسان بيروحوا لهارون كمان عليها وهو مش بيقول ومش معني انها رفضت تسيب بيتنا ان خلاص .. انا شايف انها وآسمر متفاهمين فاكره يوم اما قعدت تصرخ محدش ريحها الا آسمر

أسيا بهدوء : بس يا أحمد البنت مقتنعه ان إياد عايش نيجي احنا ونقولها اتجوزي غيره

أحمد بحده : يعني اجبلك شهادة الوفاه بتاعت ابنك إياد خلاص راح يا أسيا واحنا مش هندفن البنت هنا يا أسيا وانا شايف ان آسمر اللي هينسيها بقا

أسيا بحزن : طب وجنان ؟

صمت قليلاً ليردف بجدية : الكل عارف إن آسمر متجوز جنان عشان الجنين وبس بعدين متنسيش أنه في حياته ما حب جنان هو كان بيحب ناني وبس ومع موت ناني مات قلبه وروز كذلك ف روز مناسبه ليه حتي اكتر من جنان اللي ابنك جنبها ولا كأنه عايش

انسابت دموعها وتسللت دون صوت ثم خرجت جرياً لشقتها بينما نظرت له أسيا بحده وتحدثت قائلة : أنا وأنت عارفين كويس انه مبقاش كده الا بعد موت إياد وانه كان فرحان ورجع اول اما اتجوز جنان

أحمد بتصميم على ما يقوله : بس ده ميمنعش ولا هيكذب انه مش بيحبها

بدأت تقص له ما حدث مع جنان قائلة : مين قال كده ابننا حبه الأول والأخير جنان وبس مش ناني بس الغباء كان مسيطر علينا وناني وامها لعبوها صح .. انا لولا ما سمعت من آسمر كنت خنقت جنان بإيديا علي الست شهور اللي شافهم ابننا

أحمد عاقدا حاجبيه بصدمة : يعني أيه قصدك إن ...

أكملت قص له كل شيء مقاطعة إياه وهو في حالة زهول لم يكن يعلم ان خلف حالة ابنه هذه كل هذا، فهو لا يحب التدخل في خصوصيات أولاده رغم كل شيء فإن أراد أحد فيهم التحدث فهو سوف يستمع لكن لن يضغط عليهم، وكالعادة يميل لرأيه وابنه ففي الأول والأخر جنان لا تقرب له وهو أدرى بمصلحة ابنه وذو خبرة عن الأولاد

أحمد بحده : ودا بقى يخليني اصر ان روز لآسمر

أسيا بصدمة : حتي بعد اللي قولته !

اردف أحمد مبررا موقفه لزوجته : أنا عايز لأبني حب قوي مش ضعيف واحده ذي روز متسبوش مش عيله ودا يضايقني من جنان ويعرفني انها متستحقش ابني ولا تستحق قلبه .. دا بالذات آسمر مش حد تاني هنقول لو قالتله هو اللي هيسيبها مثلا وحتى لو حقيقة ابني مش عيل قدامها تجوزه واحدة تانية على مزاجها

أسيا بهدوء : غلطان دا تفكير واحده حبت بجد وكل واحد ليه عقله وتفكيره .. وذي ما أنت مش متفق معايا أنا مش متفقة معاك ودا ميعنيش إنك غلطان أو أنا غلطانة أو جنان غلطانة

أحمد بهدوء مماثل : أنا تفكيري منطقي يا أسيا عنكم بعدين دا حب ضعيف واما أسمر يجي انا هقول له علي رأيي وهو حر

ليردف بضيق بدى على ملامحه : وقفلي علي الموضوع ده أنا غلطان اني باخد رأيك اصلا

أسيا بضيق : هو أنت قلبت تمام مش هقول غير ربنا يهديك

اتجهت أسيا للمطبخ تاركة إياه تبحث عن جنان لم تجدها وكذلك الفتيات فحركت كتفيها بلامبالة واتجهت لغرفة ابنها الذي فارقها تمسك صورته وتحدثه، تخبره كم تتمنى عودته لينهي هذه المهزلة قبل بدايتها، أة وكم تخشى أن ينقلب السحر على الساحر ويضع أحمد حاجز قوي بين آسمر وسعادته مرة أخرى .

*******************

في المقر
دخل آسمر والغضب يرتسم على ملامحه وعلى غير العادة تجاهل الكل فهو في العادة يلقي السلام على الجميع بالاسم، أخبر العسكري برغبته في رؤية اللواء محمود فدخل العسكري وخرج يخبره أن يدخل، دخل آسمر والقى التحية العسكرية

اللواء باستغراب : في حاجه يا آسمر ؟

آسمر بهدوء : لا يا فندم انا جاي بس أسأل حضرتك سؤال

اللواء وهو يلتفت له بإنتباه : أتفضل

آسمر بهدوء : مين اللي ورا رأفت

زفر ببطء ليردف : اللي ورا رأفت أعلي مني ومنك ويدمرنا .. انسى موضوعه يا آسمر بقى كفايه كده يا ابني انا بالعافيه حميتك من موضوع مقتل رامي

آسمر بقوة : مفيش حد أعلي مني دا أولا ثانيا مش هنسى أبدا اللي قتل اخويا وهدمره هو واللي وراه وأنا عارف ومتأكد ان حضرتك عارف حاجات انا بجري إني اعرفها بس لو طلعت تخص إياد وكانت سبب انه يبقي كويس مش بس رأفت لا رأفت وكل اللي وراه واللي حاول يخبي عني حاجه في دوكه

اللواء بحدة وهو يقف : لاحظ كلامك يا حضره الظابط

آسمر : عند اخواتي وابويا نفسه يقف تمام ومش آسمر السلحدار اللي يلاحظ كلامه لا الكل هو اللي يلاحظ حرف من بوقه قدامه

ليردف بأعين تشتعل : وحضرتك كنت عارف كويس اوي مين آسمر وإياد بس الوقتي الكل هيعرف يعني ايه حد يبعد واحد عن التاني

اللواء بعصبية : الغباء اللي جيه فجأه هيخلي نهايتك زيه

آسمر : ويخليها بس الأكيد مش هتكون قبل ما انتقم ليه عن اذنك يا فندم

كاد آسمر يخرج لكنه وجد اللواء ينادي عليه : آسمر .. أنت ابني قبل كل حاجة وعمرك ما هتلاقي حد يخاف عليك أدي .. اسمع كلامي

نفى برأسه وذهب فنظر خلفه وتنهد بضيق وحزن حقاً أكبر خطأ فعله هو عدم إخبار آسمر بأمر انجي منذ اختفائها أما آسمر فتكاد النار تندفع من عيناه وأذنه والغضب يزداد تدريجي كلما يفكر

**************

في منزل السلحدار
جلست روز مع أيه يتحدثان في أمور عدة تخص كلهما كالعادة، فرحت روز لفرح أية بتغير أنس ثم تغير حديثهما ليخص كليتهما وسرقهم الوقت

روز بمرح : صحيح مفيش بيبي في السكه

تغيرت ملامح آيه ليرتسم القلق عليها ثم قالت بحزن : لا مفيش يا روز أنا خايفه يبقي في مني عيب

روز بغيظ منها : واشمعنا أنتِ .. بطلي هبل

آيه بضحك : والله وأشقر ابن الجيران

روز بغباء : أه صحيح تصدقي .. بس ممكن عادي يبقى مبيخلفش بعد أول عيل

آيه بسخرية : يا دكتورة يا متعلمة ..

روز بمرح : يا بت استني ما ذي ما الطب اتطور المرض كمان اتطور

ضربت أيه مؤخرة رأسها بمرح لتردف بجدية : بفكر اروح لدكتوره متعرفيش واحده ؟

روز بغيظ : غبيه أنتِ أوي ما شاء الله غباء خارق

لتردف بسخرية :  وهيا امي دكتورة أيه بأم غبائك بيطري مثلاً .. بعدين متستعجليش علي نفسك عادي ممكن يبقى وقت مش أكتر

قررت آيه تغيير هذا الموضوع لأنه يستنزفها لتقول : طب بقولك يا روز يعني أنتِ مش ناويه تـ يعني قصدي إياد خل ....

روز بهدوء : أنا بتنفس يا آيه ؟

آيه باستغراب : نعم أه اكيد

نظرت لها روز قليلاً ثم قالت : يبقي إياد عايش تعرفي يا آيه إياد اللي بيقولوا مجنون بيا بالرغم ان كله كان كذب بس انا اتهوست بيه وهيرجع وهحاسبه علي كل لحظه بعيد عني فيها

لتردف بحزن شديد : يا آيه الفرق بين حبي وحب إياد انه يعيش من غيري بس انا مقدرش أعيش من غيره والوقت اللي هحسه راح مني فيه مش هتردد في الموت

ولا نقدر على تأكيد حديثها فقط الزمن هو من قادر على هذا وغدا يا سادة سنرى كل شيء

آيه بهدوء : مفيش حد بيموت ورا حد

روز : لا في يا آيه سمعتي مره من المرات قصه بابا حكاها ليه كان وقت شبابه وهو لسه داخل الجامعه رجل اعمال مشهور اوي في القاهره وكان صعب اوي يا آيه شيطان وأما مراته ماتت مات وراها

آيه بتنهيد : اها .. لا مسمعتش بس برضو دي حاله وسط مليون يعني حبك وصل ليه ؟

روز بأعين مشتعله : تؤ مش حب دا جنون جنون من نار ولو في يوم وصلت بيا هقتل بسبب إياد يا آيه لما إياد اتجوزني مش حكم عليا وحكم علي نفسه كمان وبكره الأيام تثبتلكم ده

آيه بقلق من صديقتها : طب يلا اتأخرنا علي جنان اوي

والآن امامنا مجنونتان بإياد انجي وروز وكلاهما علي اتم إستعداد ان تقتل الآخري لأجل إياد .. لكن من سيضحك بالنهايه ؟ ومن التي سيختارها إياد ؟ ولا نقدر علي قول زوجته ولا حتي انجي فالوقت كفيل بقلب الأحوال وكذلك الأقوال .. ترى من الحب الحقيقي له ؟!

**************

وفي تجمع عائلي يجلس الكل ماعدا جنان، دخل آسمر والقى السلام عليهم ثم بحث بعينه عن جنان لم يجدها فعقد حاجبيه

آسمر باستغراب : أمي فين جنان ؟

أسيا بتفكير : مش عارفه يمكن في شقتكم

أحمد وهو يقف : آسمر تعالي عايزك لحد أما يحطوا الأكل

ذهب أحمد من أمامه فأشار آسمر عليه وسأل أمه بهمس : في حاجة ؟

أشارت بحاجبها أن يذهب خلف أباه وزفرت بضيق دلالة على أن ما سيقوله لا يعجبها، نظر آسمر لروز التي أشارت على عنقها بإصبعها علامة أنه سوف يقوم بقتله

آسمر بغيظ : شماته

روز باستفزاز : أوي أوي يلا

كاد يرد عليها ليجد أباه ينادي عليه : آسمر

آسمر بصوت مرتفع : حبيب قلبي جايلك يا والدي

وضعت روز يديها على وجهها وانفجرت ضاحكة ليمسك آسمر وسادة صغيرة من الموضوعة على الصالون ورماها بها فالتقطتها وكادت ترميها به لكنه أغلق الباب قبل أن تأتي به

روز بضحك : آسمر دا فظيع .. يلا يا أيوي الأكل

آيه وهي تقف : يلا

أشار أحمد لابنه أن يجلس فجلس ينظر لأباه بتفكير أن يكون اللواء أخبره شيء أو أن يكون فعل شيء لا يتذكره، زفر أحمد بهدوء ثم جلس بجانب ابنه وبدأ يتحدث

أحمد : أسيا قالتلي اللي حصل معاك من جنان وتوأمها ناني و .. مش مهم المهم أنها فترة وعدت

آسمر بهدوء : صح يا بابا الحمد لله بس حضرتك جايبني عشان كدة

أحمد : لا أنا جبتك عشان أقولك روز .. تتجوزها أخوك فات على موته أربع شهور وشوية والبنت بيجي ليا أنا شخصياً عرسان كتيرة كأنها كانت مستنية ومتأكد إن بيروح لهارون أضعافهم

آسمر باستغراب : تمام بس كلنا عارفين روز بتحب إياد أزاي فأكيد مش هتتجوز لا أنا ولا غيري

بدأ أحمد يشرح وجهة نظره لابنه مبدئاً كلامه : اسمع للأخر ومتقاطعنيش

هز آسمر رأسه بهدوء وبدأ يستمع لوجهة نظر أباه حتى أنتهى فوضع آسمر يده خلف عنقه وبدأ يمررها عليه بهدوء ولامبالة حقيقية لكل هذا

أحمد بضيق : وأنا افهم أيه منك الوقتي

آسمر بهدوء : خلصت يا والدي

أحمد بحدة : آسمر

آسمر بتنهيد : ازاي تفكر كده ازاي يجيلي قلب اتجوز مرات إياد ... ازاي اتجوز علي جنان أساسا واظن من كلامك عارف إنها دي حبيبتي، ازاي أصلا تفكر في كده

أحمد بهدوء : انا شرحتلك الوضع

وقف آسمر قائلاً : وانا قولتلك رأيي الأول والأخير في حياتي جنان حبيبتي وبس ومستحيل اتجوز عليها او احب غيرها تمام

اردف أحمد قائلاً : وانا برضو هقولك فكر وهاخد رأيك بكره الصبح وفكر ان بكده هتمنع تشرد ابن اخوك لما في يوم تتجوز غيره .. وفكر اصلا إن جنان مش هتبقالك ذي ما سابتك مره هتسيبك التانيه والتالتة والعشرة

وماذا تعلم انت عن جنون العشق يا أبي ؟! فهو سوف يسامحها مرة والثانية والثالثة والعاشرة، ويا ليتها تقدر كل هذا

آسمر بهدوء : تعرف يا بابا انا وروز متشابهين اوي عشان كده مينفعش نكون لبعض ذي ما هي مجنونه بإياد ومستحيل تتجوز غيره ولو عايش مش هتخليه يسيبها انا كمان مجنون بجنان ومستحيل اخليها تسبني .. غبيه وعملتها مره بس مش هخليها تعيدها حتي لو هضطر اني امد ايدي عليها وامنعها بالقوة

واكمل وهو يقف : شوفت الحب عمل فيا ايه يا والدي ازاي عايزني اتجوز عليها بقى عن اذنك

فتح آسمر الباب وكاد يخرج لكنه التفت قائلاً : صحيح يا بابا لو حصل وجنان بعدت وسابتني ذي ما حضرتك بتقول أنا هرجعلها وهسامحها ومش هشيل منها

خرج آسمر من أمام والده الذي علم يوماً أن هذا ما سيحدث لابنه عندما يقع في الحب، تنهد بحزن واتجه تفكيره لجهة أخرى .. نادت آسيا على آسمر فور خروجه لترى الاستياء والحزن يظهران على ملامحه

أسيا بصوت مرتفع : تعالي يا آسمر الأكل

آسمر بصوت مرتفع : مليش نفس يا أمي .. عن اذنكم هطلع واه خلي جيني عندك النهاردة تعبان ومش حمل صداع طول الليل

أسيا وهي تلوي فمها : العيال صداع بالنسبة ليك .. على قلبي ذي العسل والسكر

اتجه لها وقبل يدها قائلاً : عارف إنك بتجبري بخاطري يا أمي .. متحرمش منك أبداً

آسيا : وأنا عندي كم آسمر كل اللي يجي من آسمر في عيني قبل قلبي

روز بمرح : أيوة ننوس عين ماما

آسمر : يوماً ما هطلع عينك بس قولي يا رب

روز بضحك : يا رب

آسمر : يطلعلك ضب

علت ضحكاتها في نفس وقت خروج أحمد لينظر آسمر له ثم اتجه للخارج ليصعد لأعلى وجلس الكل يتناول طعامه قبل بدون آسمر وجنان ..

***********************

في مكان ما
كان يجلس أمام ناني النائمه بنفاذ صبر قائلا : لو اعرف ان هيحصل كده كنت قتلتك من الأول بس يلا .. أما نشوف أخرتك أيه

الطبيب بهدوء وقلق : مؤشراتها الحيويه بتقول أنها محتاجه فتره قصيره لأنها بتتحسن

وقف رأفت قائلا : طب كويس .. خد بالك منها

هز الطبيب رأسه بتأكيد واتجه يحضر لها شيئاً بينما وقف رأفت وكاد يخرج لكنه ظل ينظر لها لدقائق وابتسم رغماً عنه، تركها وغادر ليتجه لتلك الغرفة واستقر أمام صورة روز حقاً وبرغم أفعاله السيئة فهو يستحقها أكثر من إياد يقسم لو كانت معه لجعلها ملكة متوجهة على عرش قلبه

رأفت بهدوء : أن الأوان بقى تدخلي حياتي يا روز وبكفاياكي عايشة في بيته .. أنتِ تخصيني وأنا استاهلك عنه وصدقيني هقدرك أكتر منه

كم هذه الحياة غريبة ! قام إياد بجعل إنجي وروز تعشقانه وكلاهما على أتم الاستعداد القتل من أجله في حين هو لا يعبء يقول أنه يحب روز لكن حيث يأتي له الإثبات يفر هارباً تاركاً إياها خلفه شبه مدمرة، في كل دقيقة تشتريه فيها روز يبيعها في التي بعدها فوراً .. أما رأفت فقد أحب في البداية إنجي وكان على أتم الاستعداد التضحية بنفسه لأجلها وأة وكم فعل الكثير من الأشياء لأجلها لكنها لم تقم بتقدير هذا أبداً وتركته خلفها مختارة إياد، وحين وجد روز أخذها منه إياد للمرة الثانية ورأه رأفت يتركها كل دقيقة والتي يليها شبه مدمرة لكن مجرد رؤيتها له تجعلها تعفو عنه، شعر لتوه أنه يستحق روز فإنجي تشبه إياد وكثيراً أما هو وبرغم شره وأفعاله السيئة يقدر على المحافظة على روز وجعل أيامها كلها سعيدة .
دخل أنس شقته ولم يتحدث مع أيه ليتجه مباشر لغرفته وفتح درج ليخرج علبة سجائر وبدأ يشعل كل واحدة تلو الأخرى دون توقف، تابعته أيه من بعيد ولم ترد أن تتدخل وتمنعه فهي تخشاه أما هو فكان يفكر أنها فرصته وأنه يحبها .. يريد الذهاب لها وطلب الزواج منها لا يريد تركها أبداً مرة أخرى فبات يزداد حبه لها

آيه بحزن : كفايه بقى يا آنس عشان صحتك .. طب احكيلي مالك فيك ايه

سمعت صوت تنهيدة قوية خرجت منه ثم التفت لها ليجذبها بهدوء لحضنها ثم حاوطها بيداه فانفجرت باكية لتحاوط خصره

آيه : انا بتعذب لعذابك يا آنس .. قولي زعلان ليه

آنس بهدوء : هو انا مقبلتكيش من زمان اوي ليه حتى قبل أم آشقر، ليه قلبي ....

لسوء حظها في هذه الحياة بالتأكيد، رفع وجهها لتنظر له فمسح دموعها بهدوء وظل ينظر لها حقاً هذه الفتاة تمتلك جمال فائق، ينحني أمامها أغنى رجال العالم يكفي ضحكتها حقاً لكن هذا المقدم البسيط يعجز عن حبها

آيه بإبتسامة بسيطة : مش مهم خير أكيد خير وكفايه إني بحبك

آنس بزفير : أنتِ تستحقي تعيشي ملكه يا آيه علي قلب اللي يقدرك مش معايا انا معنديش قلب ي ...

وضعت يدها علي فمه قائله : بس انا مش عايزه غيرك يا آنس مش شرط تحبني كفايه حبي قولتها وبقولها كل مرة ببصلك فيها

آنس لنفسه بحزن : دا لو كنت انا مش بحب حد يا آيه اقولك ازاي اني ولحد النهارده بحب مرات اخويا

آيه بهدوء : آنس بطل بقى السجاير

آنس : تؤ دي بطلع فيها عصبيتي بدل ما .... اسكتي يا آيه

آيه بغيظ : والله طب انا متعصبه هات اما اطلع عصبيتي

والتقطت منه العلبة والقداحة ليجذبهم منها ويرميهم أرضاً ثم جذب شعرها بقوة وغضب التمع في عيناه لتشتم نفسها أنها جعلته يغضب منها

آنس بعصبية : عايزه تشربي سجاير خليني اشربك بطريقتي

خشت ان يضربها كالماضي لكنها وجدته يقبلها بقوة كأنه يفرغ عصبيته، وظل وقت طويل ثم ابتعد ليجدها تكح بقوة فأنفاسه معبئة برائحة السجائر، زفر بهدوء وهو يمسد على شعرها وظهرها لتهدأ

آنس بإبتسامة : مش قد التحدي متتحديش

آيه وهي تكح كل كلمة : تحدي أيه حرام عليك كنت هموت

زادت ضحكاته وهو يمسد على ظهرها بهدوء، مازالت تكح وهي تلقي كلماتها المغتاظة
+

آنس بمرح : خلاص يا آيه بقى مكنتش بوسه

آيه بتعب : هو انا قدك يا عم ما براحه عليا

مسك ذقنها وادارها قائلا : حاضر براحه المرة الجاية

نظر داخل عيناها فابتسمت له وقبل أن تتحدث قاطعها بطريقته ليأخذها لجنته التي لا تخص سواها ..

****************

في شقة آسمر
دخل آسمر شقته حينها فوجدها نائمة ليتمدد بجانبها ويغفو هو الآخر وبعد وقت طويل فتح عيناه ونظر بجانبه لم يجدها فعقد حاجبيه باستغراب وانتفض جالسا ليفكر ترى أين هي ؟!

آسمر بتفكير : جنان فين .. جيني تحت مش هنا

فكر قليلاً ليتنفض واقفا من على السرير حين أتى برأسه أن تكون تركته وذهبت مرة أخرى فلم يعد يشعر بدقات قلبه المتزايدة، بدأ يبحث عنها في كل مكان وتلك خلف الأريكة لم تشعر به، ناد عليها مرة ليستمع لصوت بكاء مكبوت فسار بهدوء ليجدها تجلس خلف الأريكة وتنفجر باكية واضعة يدها على فمها حتى لا يخرج صوتها فتنفس الصعداء وجلس أمامها مباشر، رفعت وجهها له لتجده يجلس بجانبها أرضا ساندا ظهره على الأريكة وأخذها في أحضانه يتنفس بعمق عدة مرات ثم تحدث

آسمر بتعب : يا قلب آسمر بتعيطي ليه .. كده ينفع تخضيني عليكي

زاد بكائها واحتضنته اكثر فبدأ يمسد علي شعرها بعشق ويقبل جبينها تارة وشعرها الأخرى .. بدأت تخبره ما يخنقها ويجعلها لا تتوقف عن البكاء والخوف من الغد

جنان ببكاء : أنت هتسبني صح وتتجوز روز أنت مش بتحبني ولا في حياتك هتحبني وهتطلقني أنا عارفة ... هما معاهم حق يا آسمر أنت متجوزني عشان جيني وبس وبتحب ناني

غبيه هذه غبيه لا محال ومن ناني اليست ناني من انتحلت شخصيتك أيتها الساذجة !  لكن ظلي بغبائك لن اخبرك انني اعلم وسوف أجعلك تعيشي مع هلاوسك التي صنعتيها بنفسك

أكملت قائلة بشرود وحزن دفين : أنا مش من حقي اعترض بس أنا ...

كادت أن تخبره بحبها لكنها توقفت وانفجرت باكية أكثر من قبل ليتابعها لثواني ثم علت ضحكاته عليها حقاً طفلة كيف لم تفكر في تعامله ؟ أو كيف لا تعرف شخصيته حتى الآن

آسمر بمرح : وانا اللي قولت جيني تحت وهنام من غير صداع جالي أكبر صداع أنا أيه اللي وقعني في طفله يا ربي

عقدت حاجبيها بعدم فهم وحين قال طفله ضربته علي صدره قائله : طفله في عينك انا كبيره

قيمها بعيناه قائلا بمرح وغمزة : من نحيتك كبيره ف أنتِ كبيره أوي الصراحه و جامدة و ...

جنان بخجل : آسمر كده مينفعش

عاد يضحك بمرح ليردف : هو انا لسه قولت حاجه بعدين الشيطان بيوزني علي حاجات كتيره اوي ومستني الفرصه واظن مش هلاقي فرصه احسن من كده

عقدت حاجبيها بعدم فهم لتجده يقف مبعدا إياها عن أحضانه ثم انحنى وحملها على غفلة لتشهق بقوة وهي تحاوط عنقه

جنان باستغراب : أنت واخدني علي فين

آسمر بغمزه : هقولها لما تكبري يا كبيرة قال

لم تفهم مقصدة في البداية لكن بعد وقت فهمته فهو نوى على جعلها ملكة حتى تتوقف عن تلك الهلاوس التي تنشئها بنفسها، حسناً هذا ليس السبب الحقيقي فهو فعل هذا لأنه كانت ومازالت ملكة قلبه ولم يقل حبه لها مقدار ذرة واحدة، لا يهتم لشيء فعلته أو سوف تفعله كل ما يهمه أنها في النهاية تعود له هو.

*****************

في شقة إياد
دخلت روز غرفة ابنها ببرونة الحليب ثم وضعتها جنباً لتجلس بجانب سريره وتسند عليه، نظرت له بحزن شديد تتابع ملامحه باشتياق لزوجها

روز بحزن : مش كفايه كده يا إياد بقى، أنا تعبت ارجع بقى مستعده لأي الم منك إلا الفراق

وقفت واتجهت لغرفتها هي وإياد لتندفع لسريرها جرياً ثم تكورت على نفسها تغمض عيناها بقوة

إياد بهمس في اذنها : روز حبيبي

روز بحزن : وحشتني يا إياد اوي

إياد : عارف وعارف أنك مجنونه بيا ذي مانا مجنون بيكي يا روز وهرجع قريب اوي يا حبيبتي

فتحت عيناها وهمست بأسمه : حبيبي إياد

جلست محلها لتنظر حولها ثم تنهدت بتعب واضح ونظرت للحائط بشرود لتبتسم بإتساع حين تذكرت ذكرى من ذكرياتهم

فلاش بااااك
وبعد بكاء طويلة كالعادة حين يغيب وصله خبر ليقرر مقاطعة عمله والنزول لها، كم فرحت بقراره هذا !

القت نظرة أخيره علي فستانها الأسود القصير ودارت حول نفسها وارسلت قبله لنفسها في الهواء، رفعت شعرها بروعه وخرجت تتأكد من التجهيزات

روز بقلق : هو اتأخر ليه

لتردف بحزن : المفروض يجي عليا كلهم زمانهم ناموا

سمعت صوت جرس الباب فانطلقت جرياً للباب وفتحت بسرعة لتعلو أنفاسها بتوتر شديد

روز بعشق : إياد

فتح ذراعاه فاندفعت وتعلقت برقبته ليدور بها ويدخل ويغلق الباب بقدمه، علت ضحكاته كضحكاتها وقبل شعرها

إياد : وحشتيني اوي

روز بإشتياق : وأنت كمان يا حبيبي

انزلها ونظر لها واشتعلت عيناه بغيره قائلا : أنتِ فتحتي الباب كده يا هانم طب افرضي حد كان معايا

روز بمرح : اهدى بس مش عايزه نتشاكل بالذات النهارده بعدين جاوب عليا

لتردف بتساؤل : شقة بابي ومامي في الدور الكام

إياد بهدوء : التاني

روز بمرح : وآنس يا بطة

إياد بنفاذ صبر : التالت

روز بضحك : وشقه آسمر في المستقبل

إياد بضيق : الرابع

روز : واحنا

إياد بتنهيد : الخامس

روز مكملة إياه : والساعه كام ؟

إياد : واحده ونص

روز وهي تقرص وجنتيه : وربنا بعشقك ووحشتني

ضحك بكل صوته وهو يجذبها لحضنه ويحملها مره اخري ويدور بها

روز : نزلني وروح خد شاور وبعدين تيجي تاكل ماشي يا إياد

إياد بغمزه : في حاجه اهم من الأكل يا قلب إياد

روز وهي تدفعه : طب اخلص يا خفيف

إياد بضحك : لسانك دا عايز قطعه بس بحبك

كاد يذهب لكنه عاد لها بسرعة وقبلها فضحك وظلت تنظر خلفه بحب ثم اتجهت تتأكد من ترتيب كل شيء مرة أخرى ..

خرجت من ذاكرتها بحزن فحقاً ما يذهب لا يقدر الشخص على عيشه مرة أخرى لكن مهلاً ربما الغد أفضل من اليوم ..

***************

في شقة آسمر
تنهد آسمر بهدوء وهو ينظر لها فابتسمت له وهي تحاوط خصره ليرفع ذراعه يقرب رأسها ثم قبل جبينها فابتسمت وعاد يفرده لتتحدث بقلق

جنان بتوتر : هتتجوز روز عليا ؟

وكالعادة استهزأ بحديثها قائلاً : وماله منا هعمل فيها الحاج متولي

جنان بضيق : مش بهزر يا آسمر

آسمر بهدوء ومرح : عقلك صغير اوي علي فكره دا مش عقل واحده عاقله كبيره ازاي هتجوز عليكي بعد اللي عملته لازم اصلح غلطتي ومتجوزش

كأي طفله انفجرت باكيه قائله : يعني عشان كده مش هتتجوز عليا .. لا روح اتجوز يا آسمر وشكراً لخدماتك

تنفس الصعداء بغيظ ليردف : اهو بعد تصرف الأطفال ده لازم اتجوز واحده كبيره عاقله يا جنان يا حبيبتي مش هتنيل اتجوز ارتاحي وريحي

جنان بلهفه : قولت ايه ؟

آسمر بهدوء : مش هتنيل اتجوز

جنان بسعادة : اللي قبلها

آسمر باستغراب : يا جنان

جنان بضيق : يوووه اللي في النص

آسمر بخبث : مفيش في النص حاجه

عبست بطريقه مضحكه فرفع ذقنها ليريها كل شئ لكن ليس هناك مانع من الكذب : رأيت فيكي ما لم اراه بمن قبلك يا سارقة قلبي عدت للماضي وقارنته بك لأجدك انت هي سارقة قلب الآسمر

جنان بتوتر : يعني ايه ؟

آسمر بهدوء : بحبك

جنان بصدمة : ايه ؟

آسمر : قلبظ بجنيه

جنان : قولت ايه بجد

آسمر : سيبشي وكارتيه

جنان : قولت ايه بالله عليك يا آسمر

آسمر : كرسي وانتاريه .. بعشقك يا قلب آسمر

حضنته وانفجرت باكيه لكن هذه المره بسعادة عارمه فبادلها وقبل عنقها

آسمر بخبث : ناني محستنيش بحبيبتي بتاعت زمان يا جنان الظاهر ان الإسم كان ليه علاقه بالشخصيه وانا لقيت فيكي اللي لقيته في جنان حبيبتي بتاعت زمان عشان كده بحبك

جنان بسعاده : مش مهم المهم اني انا كمان بعشقك

دسها بحضنه جيدا وهي تبادله اه لو يقف الزمن هنا وبدأ الصمت يسيطر عليهم حتي قاطعته

جنان بتوتر : آسمر انت بجد قتلت الراجل وقدام الناس فعلاً ؟

آسمر بلامبالة : ايوه

جنان بقلق : يعني الشرطه لو مسكتك هتعدمك

آسمر بسخريه : اومال

جنان بتفكير : طب انت كده بقيت قاتل

آسمر بهدوء : أنتِ عندك كم سنه ؟

جنان : تسعتاشر سنه

آسمر بضحك : لا كتير عليكي ... طب تعرفي انا شغال ايه ؟

جنان : ظابط

آسمر : اه ظابط بمزاجي ومحدش يقدر يحكمني واللي قتلته ده ميحسبش عليا بني آدم فاهمه وبطلي هبل ومعني اني ظابط يعني لا دا اول واحد قتلته ولا آخر واحد وبلاش هبل تمام

جنان بتفكير : تصدق اه

آسمر بهدوء : نامي بقى الوقت متأخر وانا ورايا شغل

جنان بحزن : هو أنت هتروح الشغل

آسمر وهو يزيد من ضمها : بكره يحلها ربنا

جنان : طيب تصبح علي خير

آسمر : وأنتِ من اهله

ابتعدت عنه لتنظر له بأعين ضيقة : نعم ؟!

آسمر باستغراب : في أيه ؟

جنان بضيق : أنت قولت أيه ؟

ردد ما قاله بهدوء : وأنتِ من أهله

جلست أمامه لتردف : أهل مين ؟

ضحك قائلاً : الخير

رفعت حاجبيه لتردف : الخير ؟!

عقد حاجبيه لتكمل : مش أهلك ؟

ضيق عيناه قليلاً ليستوعب ثم جذبها له بقوة وحاوطها مغمضاً عيناه قائلاً : ربنا يهديكي يا حبيبتي

ابتسمت بخفة لتغمض عيناها وذهبت في ثبات عميق ليتنهد براحة وبرغم اختلاف الظروف وكل شيئاً إلا أنه هذه هي اللحظة التي سعى لها كثيراً وأخيراً وصل لها ..

***********************

في صباح يوم جديد
تجمع الكل على الطعام معاً يظهر الضيق على ملامح أحمد بينما السعادة على ملامح آسمر الذي ولأول مرة من زمن يكون سعيد لهذه الدرجة حقاً لو كان إياد موجود لكان سعد أكثر من قبل، ضحك بعدما قام باستفزاز روز أكثر كالعادة

روز بعبوس : بطل غلاسه بقا والنهارده بزياده كده كتير

آسمر باستفزاز وهو يعيد ظهره للخلف : النهارده مزاجي رايق ليكي اوي

روز بغيظ : ربنا يروقه بعيد عني ماشي

آسمر وهو يرفع حاجبيه باستفزاز : في المناشي

صرخت بوجهه وهي تقول : بارد

أحمد بزفير وهو يقف : آسمر خلص وتعالي عايزك قبل ما تمشي

وقف آسمر قائلا : انا خلصت

وذهب خلفه ليقول أحمد عند وصولهم لغرفته : قولت ايه ؟

آسمر : قولتها مره وهرجع اقولها لا مش هتجوز علي جنان

أحمد بتنهيد : يا آسمر فكر بس ان دي امانة إياد و ....

آسمر : أمانة إياد علي دماغي لحد اما اموت بس جواز لا مش هيبقي في حياتي غير جنان وبس عن اذنك

أحمد بهدوء : انت كده هتضطريني اطلب كده من آنس

آسمر بلامباله : وآنس الكبير اصلا تمام اطلب براحتك انما انا انساني
1

خرج آسمر من أمامه وهو يفكر أن آنس من المستحيل أن يوافق وينظر لحرمة أخاه حتى لو متوفي، وأيضاً أيه وروز صديقتان فهو ليس غبي لدرجة جعل مشكلة بينهما .. اطمئن آسمر من ناحية أنس لينظر لأباه نظرة أخيرة ثم هز رأسه بيأس منه

وجد جنان تتابعه بعينين مغرورقتان بالدموع وتكاد تدخل في نوبة بكاء قوية فاتجه لها وقرص وجنتها بمرح ليردف : خلصتي اكل

جنان بحزن : أيوه

آسمر وهو يمرر يده على شعرها : طب ما تقومي نعمل زياره لناناه بعدين عمده وعمي معتز

جنان بسعادة : بجد ؟

آسمر : قومي يا حبيبتي وبطلي جنان

أسيا بإبتسامه : سيبوا جيني معانا هنا وروحوا انتوا
1

جنان بحزن : لا .. من امبارح وهي بعيده عني وحشتني أوي

آسمر لأمه بمرح وهو يقبل يدها : احلي ام في الدنيا تمام أوي

وقبل أن تتحدث سحبها من يدها وخرج لتعلو ضحكات أسيا ورفعت يديها تدعي أن يديم الله سعادة ابنها، خرج أحمد فنظرت له لتحرك رأسها بيأس منه

أحمد بهدوء : آنس تعالي عايزك

نظر له آسمر بعصبيه واعاد نظره للخارج وذهب وحين دخل الشقه تركها وجلس بعصبيه

جنان : مالك يا آسمر

آسمر بعصبيه : اما رفضت حضرته راح يطلب من آنس كأن روز دي سلعه بيعرضها وعشان بابا لازم محدش يقف قدام قراراته

جنان بهدوء : طب ممكن تهدي

آسمر : اهدي ازاي ؟؛ انا هتجنن يعني اما حياتي تدمر او حياة آنس ومراته انا اتخنقت هو ليه مش بيفكر حتي ان روز مستحيل تقبل بكده وانها هترفض

جنان بمرح : واللي تقولك الحل

آسمر باستغراب : ازاي ؟

جنان : بص يا آسمر معني آنس يتجوز روز وآيه قريبه منها هيكرهوا بعض دا غير ان آنس عصبي اوي ومش متفهم وجايز هو وروز ميتفهموش تمام انما أنت وروز متفاهمين وه......

آسمر بعصبيه : يعني اتجوز عليكي

ابتلعت ريقها بمراره قائلا : مش بالظبط خلي الجواز صوري مش حقيقي لا روز هتقبل حد يلمسها غير إياد ولا أنت عايز الجواز من اصله يعني ذي بعض فاهم يعني ممكن تكتب علي روز وتخليها تفضل في شقتها عادي والإسم مراتك

فكر آسمر بكلامها وقال : يعني أنتِ شايفه كده .. شايفه اني عادي اتجوز عليكي

جنان بحزن : انا بقولك كده عشان حياة آنس وآيه ورغبه والدك ومتزعلش حد

آسمر : علي حسابك

جنان بحزن : علي حسابي فكر بعقلك يا آسمر

وبعد وقت من تفكيره تحدث قائلا : .....

*******************

في شقة أحمد
دخل آنس خلف أباه باستغراب فأخبره والده أن يجلس فجلس وبدأ يتابع والده وهو يذهب يميناً ويساراً ليعود ويجلس بجانبه وكالعادة بدأ يمهد له الموضوع ليخبره بما يريد، ضيق أنس عيناه يستوعب ذاك الطلب الذي يأتي في باله يوماً

أحمد بهدوء : وانا مش هكذب عليك قولت لآسمر وطلبت منه وهو رفض ومعتش قدامي غيرك يا آنس ممكن اعفيك لو اخوك وافق

كم قاسيه هذه الحياة الأول ملك اخوه إياد وبعد وفاة إياد ملك من آسمر مرتين ليست له لمره واحده واحده فقط فكر بنفسك ولا تفكر بأحد
1

لا تفكر بأمك ولا بأباك ولا أشقر ولا آيه ولا احد فكر بنفسك هذه فرصتك ان تمتلكها انت هي من دق قلبك لها وافق يا إياد

لكن آيه زوجتك التي تعشقك تخبرك دائما أن عشقها يكفيكم وانها لا تريد منك شيء عيناها التي تنطق بعشقك ورفضها تركك نهائي بالرغم من الإهانه التي تلقتها منك لم تكن قليله بلا كانت كثيره وجدا

والآن أنت بين نارين نار قلبك التي لن تطفئها سوا روز ونار آيه التي تتنفسك .. رضا والدك وغضب والدتك بالتأكيد فهي لن ترضى بهذا

آنس بتفكير : بابا أنا .....
وقف روز أمام آسمر مباشر تمسك يديه فرفع يدها يقبلها بحب التمع في عيناه، استقرت روز في أحضانه ثم قالت بحب واضح

روز : ياااه يا آسمر لو مكناش اتجوزنا غصب مكنتش اكتشفت الحب اللي بجد

تحدث هو الأخر بنبرة متيمه : وانا يا روز يا ريت كنت قابلتك من زمان اوي

روز بحب : بحبك اوي يا آسمر

آسمر : وانا كمان بموت فيكي

وضمها لقلبه أكثر وهو يلمس بطنها قائلا : المره دي هيبقي ليا ابن بس من حب حقيقي مش من الوهم اللي عيشته في حياتي

روز : دا ابننا حبنا احنا الاتنين

جنان بدموع : آسمر

نظر لها وتحولت نظراته العاشقه لأخري بارده خاليه من اي شيء، واختفى ذاك الحب الذي كان دائماً ما كان يلتمع في عيناه اتجاهها

جنان بحزن : احم ممكن تيجي تبات عندي النهاردة

آسمر ببرود : روز حامل واخاف عليها بليل مينفعش

جنان : عشان خاطري النهارده بس يا آسمر دا انا جنان حبيبتك

آسمر بعصبيه : متقوليش زفت .. روز وبس حبيبتي فاهمه ويلا بره عايزين نرتاح

نظرت له بقهر وانسابت دموعها هي من جنت علي نفسها كل هذا فهو في البداية كان يرفض ما يحدث تمام الرفض لكنها أصرت لأجل سعادة أيه فهدمت حياتها ومنزلها وحبها له

بدأت تحرك رأسها بجنون وتبكي وهي نائمه أما هو يجلس بجانبها ويهزها لعلها تستيقظ

آسمر بقلق : جنان .. جنان مالك جنان فوقي يا حبيبي

فتحت عيناها وجلست احتضنته بقوة وانفجرت باكيه لتبدأ التحدث بجنون وخوف قوي

جنان بهيستيريه : لا والنبي اسفه خلاص مش هقول كده متتجوزهاش والنبي يا آسمر عشان خاطري لا أنا اسفه هموت لو عملتها لا بالله عليك متعملهاش يا رب خدني قبل ما ده يحصل

آسمر بحده : جنان هزعلك بجد وهتجوز عليكي لو دعيتي علي نفسك فاهمه ؟

جنان ببكاء : مش هدعي بس متتجوزش عشان خاطري

بعد وجهها ومسح دموعها قائلا : مش هتجوز يا قلب آسمر وأنتِ عارفه ردي وكان من الأول لا وهيفضل لا دايما فاهمه

نظرت للأرض قائله : فاهمه وأسفه بس حلمت حلم وحش انا مش عارفه انا .....

آسمر : هششش حاسس بيكي ان انا مفهمتكيش مين هيفهمك يا قلب آسمر
+

اندفعت لحضنه تضمه بقوه قائله : انا بحبك اوي يا آسمر بعشقك وبجنون

آسمر : بجنون حابب اتأكد من الكلمه دي

نظرت له وانفجرت ضاحكة لتضع يديها على وجهها ليردف بمرح : لا برضو هتأكد متحاوليش تغريني بضحكتك إني اتراجع

جنان بمرح : أنا متكلمتش أنت بتألف

ضيق عيناه ليردف بخبث : يعني متراجعش

هزت كتفها بلامبالة مصطنعة فابتسم، ولتعلم أن آسمر حين يقول شيء لا شيء يجعله يتراجع عنه فهو قال لن يتزوجها وهذا ما سيفعله حتى لو قال العالم كله عكس هذا

******************

في شقة آنس
صعد على السلم دون شعور واضح فلولا أن قدمه تحفظ المكان لا يعرف إلي أين كان سيذهب، فتح باب الشقة ودخل ليفيق على هيئة أيه الخاطفة للأنفاس فعقد حاجبيه باستغراب فالوقت حقاً ليس مناسب لما تقوم به

آنس بهدوء : ودا من ايه ان شاء الله

آيه بحزن : الحق عليا عايزه الهيك عن السجاير

كادت تذهب من أمامه لكنه جذب ذراعها ولواه بقوة ينظر لها ليتابع ملامحه بألم تولد بداخله فكان هذا ضميره الذي يؤنبه على ما ينوي عليه

آيه بوجع يظهر على ملامحها : دراعي يا آنس

آنس وهو يجز على أسنانه : هششش الصراحه حابب ادوق نوع آخر من الإدمان غير السجاير

توترت من شكله فكان يشبه الغاضب من شيء ويريد إفراغ هذا الغضب بشيء أخر او ربما شخص .. أخذها في حضنه وتنهد يحاول استعادة شخصيته الهادئة ليحملها بين يديه وبدأ يمزح معها ليقلل توترها من ناحيته

تحدث بعد وقت طويل معها وما زال تفكيره عند والده والذي طلبه منه فحقاً لا يستطيع الرفض فهو يريدها بكيانه وقلبه وكل شيء

آنس بهدوء : فين آشقر ؟

آيه بتنهيد : تحت هينام مع أيان وروز لأنها بايته في أوضة إياد

همهم بموافقة ثم ابتعد عنها وجلس يدخن سيجارة فزفرت بيأس منه لكن ملامحه تجعلها تصمت، اتجهت للحمام تأخذ شاور سريع ثم ارتدت بيجامة منزلية وجلست تنشف خصلاتها وهي تتابعه، اتجه هو الآخر للحمام وعاد مرة أخرى ينظر أمامه بشرود

آيه بإستغراب لنفسها : ماله كده شكله مخبي حاجه اما يخرج هسأله

قالت هذا بعدما وجدته يخرج فخرجت خلفه مسرعة ترى ما به، بدأ يشعل سيجارة ويشربها بشراسة وحدة

آيه وهي تضع يدها على كتفه : من شكلك في حاجه احكيلي يا آنس مالك

ظل صامت لدقائق ثم اردف ببرود : في حاجه فعلا ولازم تعرفيها

آيه بإبتسامه وهي تقف وتضع رأسها علي صدره : كلي اذان صاغيه

آنس بجديه : آيه انا هتجوز

ابتعدت بصدمه وبدون اي مقدمات قال : هتجوز روز وكتب كتابنا بعد اسبوعين .

****************

في مكان ما
اتجه رأفت للغرفة فور سماعه أخبار من أحد رجاله تخص ناني وأنها أصبحت على ما يرام، فتح الباب ودخل ليجدها على وضعها بإختلاف تفتح زرقيتيها وتدير بهما في المكان تحاول استكشافه

الطبيب بهدوء : مدام ناني سمعاني

نظرت بإتجاهه وأغمضت عيناها بتأكيد لتهز رأسها أيضاً بخفة فاردف : طيب تقدري تتكلمي

ظلت ثواني صامته كأنها لم تسمع ثم فتحت فمها لتهتف : أيوة .. أنا فين ؟

نظر الطبيب لرأفت الذي أشار له أن يخرج ويتركه معها ثم جذب كرسي ليجلس بجانبها فوجدها تشرد وتمتليء عيناها بالدموع ليشير لها فنظرت له باستغراب

رأفت بقوة : اعرفك بنفسي أنا رأفت ... أكبر عدو لآسمر وإياد السلحدار

ناني بتعب : نعم آسمر فين واختي جنان كمان .. انا عايزه امشي من هنا

رأفت بهدوء ظاهري : هتسمعي من سكات ولا اخلص عليكي لأن إما انك هتفيديني او مش هتضريني

تحركت بخوف منه فأكمل : يبقي تسمعي من سكات

ضغط على كتفها بحدة ليبدأ التحدث معها عن لامبالة آسمر بعد وفاتها وأنه أكمل حياته لذلك يجب أن تنتقم لنفسها وقلبها قبله لتجد نفسها بين الكثير من النيران تائهة ولا تعلم وجهتها الصحيحة أين ! 

*****************

في منزل السلحدار
زفرت أسيا بضيق وهي تضطر على الجلوس مع زوجها وروز بينما في الداخل ينام آشقر وبجانبه أيان الصغير، وبعد مقدمات بسيطة أخبر أحمد بأمر زواجها من أنس لتتسع عيناها بعدم استيعاب وتحدثت

روز بصدمة : أفندم مش فاهمة

أحمد بهدوء : بقولك هنكتب عليكي بعد اسبوعين أنتِ وآنس

روز بزهول : آنس مين ؟! انا مرات إياد

تنهد أحمد بحزن ليردف : يا روز يا بنتي إياد خلاص راح

روز بهدوء : اتخدع اللي قال كده أو يقول جوزي مات .. إياد عايش

أحمد : ايه دليلك ؟ طب انا عندي دليل ادخل اجيب شهادة الوفاه لو عايزه ونتيجه الطب الشرعي

وقفت قالت بنبرة غير قابلة للنقاش : كل ده ولا يهز قلبي جوزي عايش أنا بتنفس يبقي إياد بيتنفس

أحمد وهو يجذب يدها لتجلس : روز انا بقول كده لمصلحتك

روز بزفير ونفاذ صبر : اي مصلحه في اني اتجوز وجوزي عايش مستحيل اعمل كده

أحمد بعصبيه لأول مره عليها : جوزك مات افهمي وانا مش ضامن حفيدي يفضل معايا ... وأنتِ لسه في عز شبابك لا وعيله كمان

روز بعصبيه لأول مره هي الأخرى : تقوم تخليني ضرة صاحبتي وبدل ما كنا عايشين بالمعروف نبقي مبنطقش بعض اي سعاده دي مستحيل لو روحي في اني اتجوز آنس او غير إياد يبقي تطلع انا لما حبيت ابنك اقسمت اني لا هسمح لواحده تشاركني فيه ولا هخلي حد ياخدني منه والكل لازم يفهم

أسيا بحزن : اهدي بس يا ر ....

وقبل أن تكمل جملتها قاطعتهم أيه وهي تدخل مندفعة ملامحها تكفي للتعبير عما بها، نظرت روز لها وعقدت حاجبيها لتجد صديقتها تدفعها بغضب بكلتا يديها

آيه بغضب وعصبية : ايه اللي انا سمعته ده يا روز أنتِ يا روز أنتِ يطلع منك كده يوم اما تبصي تبصي علي جوزي

روز بعدم فهم : قصدك ايه

آيه بصراخ : مش فاهمه قصدي ايه والله استهبلي فعلا اللي جوزها يموت لازم اللي تسوي واللي متسواش تخاف علي جوزها ما هي بتقول ضل راجل ولا ضل حيطه بس اشمعنا انا دا انا اختك يا روز مستكتره عليا آنس

روز وهي تمسك يديها : آيه أنتِ متعصبه وهي مش ناقصاكي

دفعتها عنها مرة أخرى لتردف بصراخ اقوي : صح هي مش ناقصه اتهربي يا روز بس هتردي اشمعنا انا يحرق معرفتك السوده دي اخرة اللي تعتبر واحده مش اختها بالدم اختها فعلا متستهليش انا قرفانه منك ومن معرفتك بقا في الآخر متبصيش لحد غير جوزي يا روز دا يطلع منك دا كله عشان امنتلك وقولتلك اسراري

عدم استيعاب، هذا فقط ما تشعر به روز حالياً إتجاه تجريح صديقتها الصريح من جهة وصراخها عليها من الجهة الأخرى، عند هذا الحد سحبها أنس بقوة ليتحدث معها

آنس بعصبيه : اخرسي يا آيه

دخل آسمر وجنان بسرعة فالصوت كان يرن بالعمارة لتبدل ملابسها بسرعة وتنزل معه، حين رأى أخاه يجذب أيه للخارج تحدث مع أباه بكل غضب تجمع بداخله

آسمر بعصبيه : قولتلك بلاش هتدمرنا يا بابا قول الوقتي آيه غلطانه

روز بقهر وهي تجلس : آيه مش غلطانه .. بس انا ذنبي ايه فكرت انكم عيلتي هتفهموني حتي لو إياد مش موجود بس طلع ان كل ده عشان إياد

جلست جنان علي ركبتها امامها تمسح دموعها : حقك عليا انا ازعلي مني انا آيه معزورة يا روز ازعلي مني ومتزعليش منها

روز : دي ... دي قالت اني مش اختها يا جنان

وعند هذا الحد واتي السبب الذي من اجله تحررت دموعها وبكت بشدة فربما آيه للجميع لا تعني الكثير لكن بالنسبة لروز هي روحها قبل صديقتها، ربما يتم غفران حديثها ببساطة لكن مع روز كل كلمة أدت لجرح أقوى من سابقة .. حقاً أخر شخص تتوقع تجريحه لها بهذا القدر هو آية

*****************

فتح أنس الباب ودفع أيه بقوة ليدخل خلفها فكادت تقع على وجهها لكنها لحقت نفسها في أخر لحظة، التفتت له لتجده يتحدث بحدة أجل بالتأكيد حزين لأجل حبيبته هذا الخاين

آنس بحدة : أيه اللي هببتيه ده ؟

آيه بصراخ : مهببتش عملت اللي المفروض أي واحده مكاني تعمله محدش حاسس بيا ولا أنت حتي

آنس بنفاذ صبر : هحس بأيه أنتِ عارفه كويس اوي اللي فيها

آيه بصراخ آشد : ما دا اللي قاهرني إني عارفه

لتكمل بمرار وألم : عارفه انك بتحبها طب وأنا ايه فكرتك بدأت تحس بحاجه نحيتي بس أيه اللي حصل يا آنس

آنس ببرود : دا اللي عندي وهتجوزها يا آيه

اكملت بنفس نبرتها : أنت أيه مش بتحس حس بيا وباللي في قلبي انا بموت يا آنس ومش هسمح لده يحصل

آنس بعصبيه : هيحصل مش بمزاجك

آيه بجنون صارخ : انا مش هسمح يبقالي ضره لو هيحصل طلقني

آنس بصراخ وعصبيه : وأنتِ طالق يا آيه

وعند هذا الحد وكفا وقعت الكلمه علي مصاريعها كالنار ورمشت عدة مرات تستوعب ثم جلست علي الأرض لوقت ظل ينظر لها بزهول غير مصدق ما قال .. هل طلقها ورمي عليها اليمين؟ هل هي الآن؟ مستحيل اخر ما توقع يوماً ان يطلقها حتي ولو لم يحبها

همست باستيعاب : أنت طلقتني وأنا ... جرحت أختي عشانك

أشاح بوجهه عنها ليجدها تقف وتتجه للباب فمسك ذراعها وأعادها أمامه

آنس بحده : كفايه اللي عملتيه

آيه بشرود وهي تبعد يده : ابعد أنا زعلت اختي عشانك .. ابعد اختي زعلانه

نزلت أيه من شقتها وخلفها أنس لتتجه لشقة والدي أنس فتحت الباب ودخلت لتجد الكل حول روز، جلست أمام روز على ركبتيها بجانب جنان تنظر لروز التي تبكي ثم مسكت يديها تقبلهما

روز وهي تجذب يديها : ابعدي عني معتيش تكلميني

آيه وهي تجذب يدها مره اخري : أنا أسفه سامحيني يا روز حقك عليا .. غباء مني متزعليش

أكملت روز بكائها ولم تجب فسندت أيه علي ارجلها برأسها وتمردت دموعها وضمت ارجلها وانفجرت باكيه بقوة

آيه ببكاء مرير : انا بموت يا روز حسيت بيكي الوقتي .. أنا آسفه سامحيني والنبي خدي آنس لو هيسعدك يا روز انا مش عايزه حد غيرك بس متزعليش مني

زاد بكاء روز هي الآخري وظلوا هكذا كثيرا حتي غفت آيه من كثرة البكاء فاقترب آنس وحملها بصمت

آسمر : آنس طلع آيه وتعالي المخزن تحت عايزك

هز أنس رأسه بتأكيد وهو يصعد بأيه بينما جلس آسمر بجانب روز يمسح دموعها

آسمر بمرح : قومي طسي وشك بشوية مايه بدل ما أنتِ شبه واحد صاحبي كده وادخلي نامي أظن معتش في دموع اكتر من كده

روز بإبتسامة : اتكلم جد مره واحده في حياتك معايا

آسمر بسخريه : إن شاء الله هتكلم بس اشحنيلي

خبطت يده بضحك ثم وقفت واتجهت لغرفة إياد مباشر بجانب ابنها وابن أيه محاولة عدم التفكير فيما حدث، بينما أخذ آسمر يد جنان واتجه للخارج ليتركها أمام الباب

آسمر : اطلعي الشقه وأنا شويه وهاجي ماشي

جنان بحزن : ماشي

آسمر باستغراب : ليه البوز ده ؟

جنان بتنهيد : حاسه إني السبب يا آسمر

آسمر بضيق : بطلي هبل يا قلب آسمر بعدين مزاجي اتعكر عايزك تطلعي تلبسي حاجه احمرا كده يا بوزوا  بمزاج ماشي يا صغير

ليردف بمرح : عايز ارجع افرفش

جنان بغيظ : دايما دماغك بتحدف قلة أدب كده

آسمر بمعاكسة : مراتي جامدة طحن بقا لازم ا......

جنان بحدة : بس بيئه انت والفاظك

آسمر بغيظ : طيب اطلعي يا مش بيئه

قبل وجنتها فصعدت لأعلى لتجد آنس يقابلها فهزت رأسها له وأكملت صعود بينما نزل آسمر لأسفل وخلفه انس، وصل الاثنان وفي لحظة التفت آسمر لأخاه ولكمه بغضب شديد ليحدث جرح

آنس بعصبيه : أنت غبي ؟

آسمر بغضب : أنا غبي عشان متوقعتش في يوم انك تبقي بتبص لمرات اخونا بنظره زباله زيك

آنس بعدم استيعاب : قصدك ايه ؟

آسمر : دايما كنت اقول نظرتك ليها عاديه انما بعد اما وافقت على قرار بابا أنا اتأكدت أنت كان عينك منها ودا لأنك واحد زباله

آنس بحزن : أنا في حياتي ما بصيت ليها بصه وحشه وهي مرات اخويا

دفعه آسمر بكلتا يديه قائلاً : وما صدقت إياد مات وبصيت .. أنت ايه؟! ترضي حد يبص لمراتك حتي بعد موتك انا قولت لبابا عادي يقولك وقلت هترفض زيي بس اتأكدت انك انسان زباله اشمعنا ما بين كل الناس روز ؟ ليه روز بالذات ؟ لو قصدك علي الشكل مالها آيه الاتنين ميقولوش جمال عن بعض

انفجر أنس به صارخاً بغضب : بس بقي محدش فاهم روز من حقي اكتر من إياد .. انا اللي شوفتها الأول تبقى من حقي أنا مش هو

ليردف بحزن : ولو علي الشكل ما انجي شبهها بس انا حبيت روز بس الغبيه آيه اتحدتني واتجوزتها هي واخوك اتجوز روز وآيه عارفه من قبلها اني بحب روز مش هي ووافقت ومعتش ببص لروز اكتر من انها مرات اخويا

واكمل بصراخ عاد وازداد : بس حرام أيوه حرام يبقوا عايزين يدوها لإياد الأول بعدين يدوها ليك وأنا اللي حبيتها بجد ولسه بحبها

لكمه اخري تلقاها من آسمر الذي صرخ : وذنب آيه ايه ذنبها انها حبتك بجد

آنس بألم : وانا ذنبي إيه يا آسمر نفسي احب حاجه وتبقي ليا مره انا تعبت من الدنيا دي آيه اجمل حاجه حصلت في حياتي بس مش بحبها اعمل ايه ولا يوم حبيتها آيه بالنسبه ليا مش اكتر من تحدي وجسم انما اني احس نحيتها بحاجه محصلش مبحبهاش فاهم يعني ايه يا آسمر تبقي مع انسانه كل اللي يجمعكم علاقه وبس علاقه خاليه من اي مشاعر

شعور بالإشمئزاز شعرت به تلك من سمعت حديثهم والتفتت وذهبت صعدت عبر السلالم ودموعها تنساب في صمت والم يتردد بأذنها "آيه بالنسبه ليا مش اكتر من تحدي وجسم"

دخلت شقتها ووقفت امام المرآه ولمست وجهها قائله : انا وحشه .. وحشه صح ليه بيكرهني ليه؟ ليه بيكرهني ؟

أحيانا يظل الإنسان يبني ويبني وفي النهاية يكتشف أنه كان يبني دون أساس وأقل نسمة تهدمه نهائي والذي بناه ليس حقه من الأساس، جلست على الأرض تبكي بقهر مما يحدث لها فسبحان مغير الأحوال من لحظة كانت حياة وبعد لحظة أصبحت حياة أخرى، أنتهى بها كل هذا الأمر إما غافية أو فاقدة للوعي وأي منهما لا يهم ..
+

**************
وضعت أيه حقيبتها أمام باب منزل والديها ورفعت يدها تضغط على الجرس، اتجهت أيات والدتها لتفتح الباب وحين فتحته لم ترى الحقيبة التي بجانب ابنتها

آيات بسعادة : آيه حبيبتي وحشتيني

لتكمل باستغراب : الله فين آنس مش المفروض بيوصلك

ياسر وهو يأتي : مين يا آيات .. آيه تعالي يا حبيبتي

لمحت أيات الحقيبة لتضع يدها على قلبها ثم قالت : آيه اتكلمي وليه شنطتك دي

آيه بشحوب : انا اتطلقت

صرخت آيات وهي تخبط علي ركبتيها فجذب ياسر يد ابنته بعصبيه للداخل ودفعها بحدة قائلاً : أيه الهبل اللي بتقوليه ده ؟! طلقك ليه ردي

حين لم تجب اكمل بعصبية : أنتِ متجوزة في عيلة محترمة وإن الغلط مجاش منك مش هيجي منهم أكيد غلطتي

آيات بحدة : أه اكيد يا ياسر مستحيل يكون طلقها بدون سبب اكيد في سبب لده وهي غلطانه

آيه بقهر وتعب : حكمتوا خلاص من غير ما تسمعوا

اردف ياسر بحدة : ايوه احنا عارفين آنس كويس والشاب محترم

آيه بدموع : وانا أيه ؟ عارف آنس طب وانا وآنس محترم وانا ايه يا بابا ؟ مش عارف تربيتك شكلها أيه .. وأنتِ يا ماما ردي

ترك ياسر ذراعها ونظر لزوجته التي نظرت له حقاً هي محقة فكيف لهما ان يثقوا في الغريب ولا يثقوا في ابنتهما، كل ما يهتموا له السمعة الطيبة ألم يمر عليهما ان خلف البيوت أسرار لا يعرفها سوا أصحاب هذه البيوت، ومن قال أن من سمعته العامة طيبة ووضعه المادي جيد يكون المناسب لأولادكم! وضعنا مقاييس دول لمح ما خلفها لتكون هذه النهاية، عادت أيه تحمل حقيبتها واتجهت للخارج تاركه منزل أهلها
1

آيات بلهفة : ايه يا آيه هتروحي تقوليله يردك صح ؟
1

آيه بسخريه : أيوه طبعا

فتحت الباب وخرجت ثم اغلقته خلفها وانسابت دموعها، سارت في الشوارع لتجد نفسها وأخيراً امام منزل احتواها كثيرا وبرغم جرح أس هذا المنزل لم تتردد في اللجوء لهما فهما دائماً خير عون لها وهم عوض الله عن أهلها، لم يسألها الحارس عن سبب دخولها فهو يعرفها واتجهت للداخل تدق جرس الباب

فتحت لها واحتضنتها قائله بقلق : مالك يا آيه ؟ فيكي ايه يا حبيبتي

آيه ببكاء : تعبانه اوي .. تعبانه اوي يا ماما وملقتش غيركم

رولا بهدوء : وهارون قالها مره وانا هرجع اقولها بيتنا مفتوح ليكي زيك ذي روز

قالت ما لم يقوله أهلها وقلقت أكثر من قلق أهلها عليها، عندما وجدت أمامها استسلمت للظلام الذي كان يحيطها لتصرخ رولا بإسم زوجها

رولا : هاااارون
2

********************

في منزل السلحدار
كان آسمر ينام واضعاً يده على عيناه وبجانبه جنان تترك خصلاتها تقع جانب السرير، فكانوا كطفلين لا يحملا هم للدنيا ويناما ببال مرتاح ليقاطع وصلة نومهما صوت الهاتف المزعج فتأففت جنان وهي تلتقطه من جانبها

جنان بإنزعاج : أنت حاطه جنبي ليه ؟

اخذته من جانبها ووضعته على أذن آسمر لتردف بضيق : آسمر حبيبي الفون بيرن قوم شوف مين

مسك الفون وهو نائم واجاب بغيظ : الو .. هو أنت ليه ساكت

فتحت جنان نصف عين لتضحك ثم عادت تنام ليردف الرجل : آسمر بيه في كارثه

آسمر بغيظ : هي أيام الأخبار السوده اتكلم

الرجل : حضرة الظابط انجي متحفظه عندها بإياد بيه

أنتفض آسمر جالساً بفزع ليردف : نععععم قولت ايه وحياة امك بجد احلف يا راجل والنبي لتحلف .. يا شيخ أحلف
1

انفجر الرجل ضاحكاً ليردف : والله وهو عايش

آسمر بسعادة : هتمطر عليك دهب بس كمل جميلك وجهزلي عربيتين عساكر وهنبدأ نتحرك ومحدش يلاحظ ولا يعرف ماشي وخاصة اللوا فاهم

الرجل بهدوء وإبتسامة : اللوا بتاعي واحد بس يا آسمر بيه امرك

أغلق الخط ليصفق بسعادة فنظرت له جنان بأعين مستفهمة وأيضاً بفضول واضح له ليجذبها لحضنه ويقيل جبينها

آسمر بضحك وفرح : وربي بعشقك يا وش السعد أنتِ يا قمر

ضحكت بسعادة لسعادته وهو احتضنها قائلا : هغيب بتاع يوم عايز اجي امبارح كان احمر اللي جاي ابيض مفهوم ؟

جنان بحدة : أنت ..

آسمر وهو يتركها ويقف : عارف قومي يلا خلينا ننزل ورايا شغل مهم

اتجه للخزانة يخرج ملابس له ومنها للحمام يسارع الوقت حتى يصل لأخاه، "وعند الله منها المخرج ضاقت وضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت" تنهد بتطويل فحقاً هذه كانت لا تتطلب أحد سوا إياد وقد أرسله الله له أخيراً وأرسله لروز تلك التي لم تيأس يوماً ولم تصدق كل حديثهم لتنال جزاء إيمانها.

********************

في شقة آنس
جلس علي طرف السرير بعدما تأكد من ذهابها وشعر ولأول مره بقلبه يتحول لفتات، لم يتخيل يوماً أن يشعر بهذا عندما تتركه او الأصح لم يتخيل يوماً انها ستتركه

تذكر البارحه حين دخل ووجدها تنام ارضا فحملها ووضعها علي السرير وبعد شعرها عن وجهها

آنس بحزن : سامحيني لو قلبنا بإيدينا كنت حبيتك أنتِ .. يا آيه من الجنه

قبل جبينها ليشعر بإرتفاع حرارتها ودموعها التي مازالت تتساقط بالرغم من نومها فذهب واحضر كمدات وبدأ يفعلها لها ثم غفي ليستيقظ ولم يجدها

آنس بألم دفين : كده خلاص كل حاجه انتهت ومشيتي للأبد

اتجه للحمام واخذ شاور بارد ثم نزل لأسفل وجلس بصمت علي الطعام

أسيا : هتعرف قيمة اللي خسرته يا آنس قريب
1

آنس بعتاب لا يعلم لمن : محدش منعها ليه ؟

أسيا : وأنت خليت فيها موانع .. أنت طلقتها بس تصدق عملت الصح اللي ذيك ميستهلش آيه

آسمر وهو يدخل مسرع : رووووز .. أنتِ يا بت يخربيت شورتك

روز بغيظ : أهو أنت يا غلس

آسمر بضحك : عشان بحبك مش هشيل منك الوقتي قومي البسي بسرعه

روز باستغراب : علي فين ؟

آسمر بغموض : اممم البسي وخلاص هاخدك مشوار بالعربيه

روز : طب وأيان ؟

آسمر بتفكير : طب بقولكم معلش يا أمي عليكي الاستحمال هاخد جنان وروز لأننا هنتأخر ومينفعش روز لوحدها وخلي الولاد لأن المشوار سخن

أسيا : ماشي بس عرفني هتيجوا امته ؟

آسمر : يمكن علي بكره كده ماشي يلا أنتِ وهيا ربع ساعه وتكونوا تحت في البدروم ... البدروم ماشي

نظرت جنان لروز التي نظرت لها ثم له ليردفوا بإستغراب : ماشي

نظر أنس للجميع ثم عاد ينظر أمامه ويفكر كم الحياة بسيطة في عيونهم، لتوه آسمر أخبر روز بحبه لها وهي لم تعلق لأنها تعلم ما يجمعهم الصداقة والأخوة فقط وبالتأكيد هي تبادله ذاك الحب وإذا تطلب الأمر سوف تخبره ببساطة، تعاملت روز بشفافية معه واختفت نظرات الكل الغاضبة أو المستحقرة فهم يروا الحياة أبسط من رؤياه حقاً

دخلت روز بدلت ملابسها وخرجت بطلة جميلة ملفتة برغم بساطتها كالعادة لتقبل وجنة أسيا وتخرج، التقت بجنان وهي تنزل فمسكت يدها ونزلا سويا ليجدوا آسمر يقف ويطرق يديه ببعضهما حتى رأهما

آسمر بمرح : قمرين يا ولاد .. تعالوا ورايا

وذهب وحمل شوال أرز كبير واحد اثنان ثلاثه اربعه وظهر باب ففتحه ونظر في الخارج ليتأكد من عدم وجود أحد فهو يعلم حركات اللواء وأيضاً رأفت

آسمر : يلا امشوا وعلي العربيه تجروا وتركبوا ماشي

روز باستغراب : في ايه يا آسمر ؟

آسمر بهدوء : اسمعوا الكلام

اتجهت الفتاتان بسرعة للسيارة بينما أغلق آسمر الباب ورن على أحدهم ليحضر سيارتين به الحراس، اتجه لسيارة الفتاتين ودخل ليبدأ التحرك بسرعة

روز بصدمة : لا بجد أيه شغل المافيا ده

آسمر بمرح : اومال دا أنا اعجبك اوي يا مدام إياد السلحدار

روز بضحك : عسل وربنا

جنان بغيره : متخفوا بقى يا ريتني ما جيت

روز : لسه بتغيري يا جي ...

آسمر بأعين متسعه : احم اسكتوا بقى بلاش صداع

نظرت روز في المرايا لتهز رأسها باستيعاب فابتسم لها وأكمل قيادة يتخيل تلك اللحظة التي سوف ترى بها روز أخاه

********************

بعد عدة ساعات
تنهدت إنجي بتطويل وهي تجلس وترتاح بجانبه لتبدأ بتمرير يدها في خصلاته وتنظر لملامحه بحب واضح متذكره أنه كلما تعرض لحادث أو شيء ودخل بغيبوبة تطول به ولا يستيقظ إلا بحافز، حسناً هذه ليست أول مرة لإياد لكن هذه المرة اشتاقت له فوق الحدود والمنطق

انجي : قوم بقا يا حبيبي وحشني حضنك يا إياد

إياد بهلوسه : روز حبيبتي بحبك أنتِ وبس روز

جزت علي اسنانها صبرا وستفتك بتلك روز فلا يحق لها أخذ ما تملكه إنجي وسوف تعلمها ذاك الدرس لكن بداية تراها أولاً وتعرف من هي، تنهدت بضيق واضع لتجد رجلاً يفتح الباب على مصارعه ويدخل بقلق واضح

الرجل بتوتر : بنتي يا انجي في ناس هجموا علينا هنا

انجي بفزع : ايه طب اجهز نهرب من الباب اللي ورا

فكرت ما عليها فعله خاصه بوجود إياد لتفكر في اللواء فهو حلها الحالي، أخذت سلاحها وفونها واتت ترن علي اللواء سمعت صوت كالثليج

آسمر ببرود : مفيش داعي يا حضرة الظابط انجي

نظرت لتجد سلاحه موجه لها وخلفه فتاتان أحدهما نظرت بزهول لها وللنائم

روز بدموع وضحك : آسمر دا ... دا حبيبي إياد دا

مسكت ذراع آسمر لتردف ببكاء : آسمر

ابتسم لها ليردف : هو يا روز إياد حبيبك وجوزك عايش

قالها وهو يرمق انجي بتحدي، اشارت انجي بسلاحها امام روز قائله : لو قربت هقتلها دا حبيبي انا

روز بعصبيه : اخرسي دا حبيبي انا إياد جوزي

انجي بصراخ : اخرسي دا إياد حبيبي وجوزي فاهمه

نظر آسمر لكلتا الشرستان ود لو يضحك لكن مهلا الآن هو بصف من روز اكيد اقترب وجذب يدها ورمي المسدس
1

آسمر : إن كنتي أنتِ مراته ف دي مراته وام ابنه يا انجي

انجي بصراخ : أنا الأولي في حياته وانا الاحق بيه

تجاهلت روز حديثها واتجهت خلسه لإياد تجلس بجانبه وتتنفس أنفاسه بعشق، تنهدت باشتياق وهدأت نار قلبها التي اشتعلت لشهور طويلة

روز : حبيبي قوم بقى أنا هنا جنبك انا روز حبيبتك ومراتك

حافز قوي هي جعله يخرج من نصف الغيبوبة التي كان بها فهو بات يشعر بكل شيء حوله لكنه خشى أن يستيقظ على عدم وجودها لكن الآن عرف كيف يميزها بين الجميع، ولنقل أن إياد لا يحب بقدر روز

روز : انا هنا يا إياد روز حبيبتك جنبك يلا فوق
1

فتح عينه بهدوء لتجده يستنشق أكبر قدر من الهواء ثم نظر لها لتقع بعض الدموع دون شعور منه لشعور ذاق لوعة فراقها التي اطفأتها في لحظة

إياد : روز

روز ببكاء : مش مهم حبك حبي كفايه مش مهم اهتمامك ولا قلبك ولا اي حاجه عايزاك انت وبس حبيتك وبحبك وهفضل احبك والموت مش هسمحله ياخدك مني يا إياد

إياد بدموع : روز

حاوط خصرها وقبل أن تتحدث قاطعها بطريقته ليزيد من ضمها وبرغم عدم تحمله لكنه قاوم نفسه ليضمها ويتأكد من وجودها بجانبه، شهقت جنان واتسعت عيناها بينما اشتعلت انجي بنار تُعرف بنار الغيرة

وكالعادة لا يترك آسمر الموقف دون وضع مرحه وهذه المرة بتمتة : طول عمرك قذر تربيتي اعمل ايه

ونظر لانجي : شوفتي مين احق فيه يا انجي

كور إياد وجهها ينظر لعيناها ثم ابتسم وهو يقبل جبينها ووجنتاها وعاد يقبل رأسها بتطويل وكأنه يتأكد من وجودها الحالي ولا يصدق عيناه

آسمر : يا حاج احنا هنا الله يخربيتك ابعد عن وشها شويه

جنان بحده : آسمر

شدها لحضنه وترك انجي التي ذهبت وجذبت روز بعيداً فدفعتها روز بغضب يلتمع في عيناها : مين اللي سمحلك تبعديني عن جوزي

انجي : دا جوزي

روز بتلاعب واستفزاز : وجوزي وابو ابني

نظرت لإياد الذي نظر لانجي بزهول فنظرت للأرض وتمردت دموعها وهذه المره الما منه ومن الماضي فلمحها هو ليقول

إياد بحدة : روز تعالي

خشت اشياء كثيرا اتت بعقلها الا انه جذبها له ومسك يدها ليردف بهدوء : سبق وقولتلك يا روز اني حبيتها بس مجنون بيكي

حضنته بقوة أما هو نظر لانجي يعلم مدي شرها الذي عكس روز ف روز تشع شراسه وانجي شر، لكن مهلاً أليس رجلاً ولا يقدر على حمايتها من إنجي، نظر حوله ليعلم اين هو فأغمض عيناه لدقائق يتذكر ما حدث بالماضي

إياد بتنهيد : آسمر خدني بيتنا

انجي : مينفعش رأفت لو ....

آسمر بقوة : أحنا ولاد السلحدار يا حضرة الظابط .. يلا يا إياد

إياد باستغراب : فين هدومي ؟

آسمر : عامل حساب انا كل حاجه .. يا روزتي ساعديه

إياد بحده : آسمر لم لسانك

آسمر : أنت اللي بحاجتي ممكن اسيبك تولع وامشي

إياد بغيظ مكبوت تحول لسعادة : ماشي يا آسمر بس تصدق يا ريت تمشوا كلكم في داهيه

آسمر بخبث : وهاخد روز انا اللي جبتها

إياد بغيظ : بعينك بره

ضحك آسمر وهو يخرج ليخبر الجميع بذلك ثم أحضر ملابس لأخاه وعاد بها يخبر روز إذا كانت تريد مساعدة فنفت لتساعده هي بصعوبة بالغة فأمر حديثه هين إنما أمر مشيه ليس بالأمر الهين فهو خرج لتوه من غفوة طويلة لم يحرك في قدميه، أنتهى إياد ليجلس بتعب وروز تقف أمامه

إياد بهدوء وتساؤل : بقالي قد إيه هنا ؟

ابتلعت ريقها واخبرته وبدون سؤال بدأت تقص له كل شيء كله حتي ما حدث البارحه والصبح وتخبره بمدى حاجتها له وكم تأثيره كبير عليهم، تحدثت كثيراً معه عن آسمر وما فعله لها وكيف أنها تحسده عليه والآخر يستمع تارة سعيد وتارة حزين

في الخارج
سند آسمر على سيارته يعبث في هاتفه منتظر روز أن تفتح الباب وتخبره أن يأتي ويأخذ أخاه، وجد جنان تبعد يده وتحضنه فأغلق الهاتف ووضعه بجيبه ليطوقها بذراعاه بقوة وقبل جبينها

جنان بهدوء : مقولتليش ليه ؟

آسمر بتنهيد : مكنتش عايز حد يعرف .. متزعليش

جنان بتفكير : هو لو ناني رجعت ذي انجي وطلعت عايشه هتعمل ايه ؟

آسمر بمرح وضحك : نامي يا قلبي تاني الظاهر من كتر اللي ماتوا ما رجعوا عقلك اتهبل

جنان بغيظ : بارد علي فكره

آسمر بهدوء : ماشي اسكتي

جنان وهي ترفع رأسها له : تعرف يا آسمر انا بحسد نفسي عليك ومستكتراك عليا اوي

القى على مسامعها بعض الكلمات بالفصحى : كيف لي أن اخبرك يا ملكة قلبي أن قلبي اسيرك لدرجة دفن جميع المشاكل في سبيل بقاءك بجانبه

تنفس بقوة وهو يضمها الكثير يسأل اين ذلك العقاب الذي كان سيعاقبها بإياه لتركها له والإجابه وببساطه العشق المجنون فهو لن يسمح بدمعه أن تنزل ويكون هو السبب فيها حتي لو لتعليمها ... لن يسمح بأن يؤلمها قلبها، لن يسمح حتي للهواء بصفعها، يخاف عليها من النفس ان يؤلمها فكيف هو يفعل !

وكان هذا حب الآسمر للمجنونة .. مجنونة الآسمر التي لا تفكر سوا بطفوليه مجنونة ولا تعبء وحتي وان كله يأتي علي رأسه هو اما هو من يصالح ومن يسامح ومن يعاقب اه يا آسمر من عشقك

فتحت روز الباب وأشارت لآسمر الذي ترك جنان واتجه حيث أخاه الذي نظر له بامتنان واضح وابتسم فاردف آسمر : يا ابني مفيش حضن أنت واحشني أكتر من ماتش الأهلي والله

ضحك إياد رغماً عنه وسند على أخاه ليقف ويضمه بقوة قائلاً : متحرمش منك أبداً ولا من حنيتك

آسمر بهدوء : يا غبي أحنا أكتر من توأم

ابتسمت روز لكلاهما وسند آسمر إياد ليأخذها للخارج ويضعه في أحد السيارات ومعه روز، أصرت إنجي على العودة معهم فجعلها تجلس في سيارته معه ومع جنان فبالتأكيد لن يخاطر بروز، أجل فهو رأى الشر يلتمع في عمق عيناها وهي تنظر لروز كأنها تريد إخراج سلاحها وتفجير رأسها في لحظة لتنتهي من هذه الحكاية

كل هذه الأفكار كانت تظهر للعلن في عيناه ولاحظ هو هذا وبالتأكيد أخاه لاحظ لكن في الوقت الحالي لا يهم

******************

في اليوم التالي
وصلت السيارة في نفس المكان الذي تحركوا منه لينزل فوراً ويفتح الباب ثم ساعد أخاه وهو شبه يحمله ليصعد به لأعلى وخلفه الفتاتين، تقدمت روز مع جنان ليدقوا الجرس بقوة ومرح فخرجت أسيا مسرعة تفتح الباب لتشهق بصدمة وهي ترى ابنها أمامها حي يرزق، انهمرت دموعها دون توقف وهي تضع يدها على قلبها لتندفع وتضم ابنها تقبل كل إنش بوجهه غير مصدقة عودته لها بعد هذا الوقت

آسمر بتذمر : بالراحه منا كنت برضو مسافر ولا لازم اموت عشان ....

أسيا وهي تمسح دموعها : اخرس يا ولد

آسمر بمرح : قلب الولد يا سوسو

زاد ضحكات الكل التي خرج عليها أحمد وكذلك أنس لينظر كلاهما لإياد بصدمة حقيقية واندفعا يضموه بقوة واشتياق فصرخ بوجع

إياد بتعب : براحه عليا قلبي رهيف مش حمل عضلات

عادت ضحكات الجميع ترن في المكان بعد زمن، كادت أسيا تخبرهم أن يدخلوا لكنها تفاجأت بانجي خلفهم فاتسعت عيناها بصدمة تحولت لبرود حقاً هي حية ترزق هي الأخرى، تركت ابنها يعيش ذاك العذاب ومازالت على قيد الحياة والآن بكل بجاحة وقوة حقيقية تأتي معهم

مهلاً يا أسيا لكل شخص عذره فيجب أن تستمعي ثم تحكمي وكذلك تخبري الكل بهذا، والآن إكرام الضيف واجب على الجميع فرحبوا بها كابنهم وبعد وقت تجمع الكل على الطعام ينقصهم أيه، تعلم إنجي أن هذا الكرسي مكان زوجة إياد بجانبه فجلست عليه وهي تنظر بتحدي لروز التي تنهدت وكادت تتجه لكرسي أخر لكن آسمر ذاك الشقي الخبيث خبث بمرح محبب لكل

آسمر بخبث : بقولك يا إياد متيجي جنبي هنا عايزك في مواضيع من زمان متكلمناش

وبدل مع جنان واتي إياد بجانبه وبجانبه روز تحمل ابنهما الذي يشبهه ولم يسأل إياد عن آيه فهي اخبرته واخبرته انه يظهر كل شيء طبيعي

نظر آنس مكانها بحزن دفين وشعر بها حوله، تري أين هي لا يقدر علي البقاء بدونها أما آسمر فكان يتحدث بخبث عليه مع إياد

أحمد بضيق : رجعنا للهمس وقت الأكل

آسمر بمرح : خمس شهور وشويه عايز اعوض يا والدي

وقف آنس قائلا : عن اذنكم

أسيا : مكلتش يا آنس

آنس بحزن : مليش نفس
7

اتجه آنس لأسفل ومنها لسيارته بدأ يقودها في الطرقات دون معرفة وجهته الحقيقة لينتهي به الأمر أمام منزل أبويها فنزل وطرق على الباب بتوتر وتردد واضح

آيات وهي تفتح : آنس اتفضل يا ابني

آنس بهدوء : ممكن اكلم آيه ؟

آيات بصدمه : هي مرجعتش ليك من امبارح

آنس بصدمة : نعم! هي جات هنا ومشت

آيات بتوتر واضح : أصل يعني اللي حصل انه ..

وبدأت تخبره ما حدث فجز علي اسنانه قائلا : طب هي ممكن تكون فين

آيات بتفكير : أه اهل روز اكيد عندهم

تحدث وهو يذهب من أمامها : تمام أنا هتأكد

ركب سيارته وقادها بسرعة يتأكد من ظنونه فحقاً إن لم يجدها لن تضيق بوجهه فقط بل سوف تحمل لون قاتم يشوه أيامه، فالفراق أنواع يا سادة وأهونهم هو معرفة مكان الشخص والطمأنينة أنه حي يرزق، دق جرس الباب وبعد دقيقة فتح هارون له

هارون بهدوء : ايه ده آنس اتفضل

آنس بتوتر : احم شكرا آيه موجوده ؟

هارون ببرود : لا مش موجوده

آنس : مجتش هنا

هارون بخبث : لا مجتش .. آيه فيها حاجه

آنس : احم لا مفيش شدينا سوا امبارح ومشت عن اذنك معلش ولو جيت قولي

هارون بغيظ : بس كده ماشي
+

تركه آنس فأغلق الباب ودخل قائلا : كان نفسي اكسره بس ملحوقه
1

رولا بمرح وضحك : شرس أنت اوي وبنتك طالعالك

ابتسم بعشق علي عشق تملكه من سنوات ودام ليردف : تكرهي

رولا بإبتسامة : أحلى حاجة فيها أساساً

*****************
جلست أيه تضم أرجلها لصدرها ولا تكف عن البكاء منذ اللحظة التي علمت بها أنها تحمل نطفة منه في أحشائها، خبر أنتظرته كثيراً ولم يأتي سوا في أكثر وقت خطأ .. وقت أخر شيء تتمنى حدوثه فيه هو هذا
+

آيه ببكاء حزينة : طب انزله ولا اسيبه .. خايفه اسيبه ومقدرش ارعاه بعدين هحسسه بنقص مش هقدر اعوضه عن الأب

لتردف بحيرة : ولو موته طب ازاي ده حته من آنس ذي ما هو مني وابني

انفجرت باكيه ووضعت يداها علي وجهها فشعرت بمن احتضنها لتحاوط خصره بقوة واكملت بكاء

هارون بهدوء وعتاب : ليه تشيلي هم الدنيا دي وانا موجود يا آيه

آيه بمرار وألم : أنا تعبانه ومش قادره ابطل تفكير يا بابا اعمل ايه؟

بعد وجهها ليكوره ثم مسح دموعها بحنية ظاهرة في عيناه : خليكي وابقي مسئوليتي وانا هصرف عليكي سبق وقولت أنتِ لا تختلفي عن روز في حاجه

آيه بحزن دفين : هو ليه انت مكنتش بابا الحقيقي .. ليه عندي أهل مش بيحسوا بيا ؟

هارون : بطلي هبل أنا باباكي ذيي ذي ياسر فاهمه؟  اومال أنتِ بتقولي بابا ليه

رولا بغيره : اتمني فقرة العشق الممنوع دي تكون خلصت

هارون بهمس : جات اكبر غيورة في الدنيا مش بعيد تقتلنا احنا الاتنين

آيه بمرح : بيقولوا الجري نص الجدعنه

هارون بمرح مماثل : قدام رولا الجدعنه كلها

انفجرت أيه ضاحكة ونست بكائها الحالي ليشير لرولا أن تقترب وأخذها في أحضانه

هارون بمشاكسة : غيوره أنتِ أوي

رولا بغيظ : طب ابعد ايدك

هارون بمرح : بحب غيرتك أكتر منك شخصياً

ضربت يده بحدة لتعلو ضحكاته وقبل جبينها بحب واضح لتدعي أيه أن يديم الله سعادة الاثنان، وتتساءل لما حظها سيء بهذا القدر في هذه الحياة .

***************

في منزل السلحدار
تمدد آنس على الأريكة ورأسه على فخذ والدته التي ومهما تغير العالم من حوله وكذلك البشر لن تتغير هي ولن يكون أحد بحنيتها عليه كذلك لن يستمع أحد لشكواه سواها ويتفهم هذا

آنس بحزن : مش لاقيها يا أمي من أسبوع بدور وتعبت

أسيا وهي تمرر يدها على شعره : اهدي يا آنس أكيد راحت لحد قريبها اسأل اهلها

آنس بيأس : سألت

أسيا بهدوء : أنت حبيتها يا آنس

نظر لها بعض الوقت ولم يتحدث فهو نفسه لا يعرف السؤال وكلما سأله لنفسه لا يجد إجابة كالعادة

آنس بتنهيد : مش عارف ذي منا مش عارف اقعد من غيرها ولا عارف ادخل شقتنا من غير ما اسمع صوتها وضحكتها وحتي عصبيتها ... آيه حياة بيتي يا أمي

نزل إياد مع روز لأسفل وكاد يدخل معها ليقف دقيقة يستمع لما قالته والدته لأخاه

أسيا : يمكن ده خير يا آنس بعدين بيقولك وفي البعد الدواء يعني يمكن بعدكم يحل مشاكلكم وتعقلوا انتم الاتنين

إياد وهو يدخل : مساء الخير

جلس آنس وأجاب هو ووالدته : مساء النور تعالوا يا ولاد

روز : هدخل احضر العشا

أسيا بهدوء : لا جنان حضرته خلاص وطلعت شقتها تشوف آسمر

روز باستغراب : بس دا اسبوعي انا

أسيا : ويعني انتم تعرفوا اسبوع مين من مين ربنا يمسيها بالخير آيه كانت متعرفش غير اطبخ ايه كل يوم مش اسبوع مين

ضحكت روز قائلة : ايوه لولاها عمري ما كنت هعرف اطبخ

واكملت بحزن : وحشتني اوي

إياد : أه ووحشتني أنا كمان

ضربته علي صدره بقبضته ورمقه آنس بنظره قاتله في نفس وقت خروج انجي من غرفة الضيوف واشتعلت عيناها بغيرة واضحه كلما ترى تلك المدعوة بروز

إياد ببرود : بتبص كده ليه مش أنت طلقتها وانا بفكر اتجوزها

آنس بغيره : رديتها واكيد مش هسمح لحد ياخدها ولا يتجوزها بعدي

إياد بحدة : ما أنت كنت هتتجوز مراتي

اعتدل أنس ليجلس ثم نظر لأخاه ثم نظر أمامه ليتحدث إياد : آسف مش قصدي

آنس بهدوء : لا عادي انا اللي آسف إني وافقت أصلا

وقبل أن يشتد النقاش علت صرخات قوية في العمارة وكان هذا صوت جنان التي دخلت بسرعة وازداد صراخها أكثر حين دخل آسمر خلفها ليجده الكل وجهه ممتليء بألوان مائية

جنان بصراخ : الحقيني يا مامي أة

آسمر بغيظ وهو يمسح وجهه : بقى تعملي فيا كده خدي يا بت هنا

جنان بتحدي : بعينك لو جيت

إياد بسخرية : ايه يا حضرة الظابط عيله تبهدلك كده

آسمر بحدة لجنان وهو يشير على إياد : عجبك كده

جنان بضحك قوي : عسل يا حبيبي والله

نظر لها بإبتسامة عاشقة فابتعدت من خلف الأريكة ونظرت له ببرائة لتجده يفتح ذراعيه لها فاندفعت لحضنه مباشر

أسيا مشيره عليها بضحك : عيله بيتضحك عليها

آسمر بمرح وحب يلمع في عيناه : مش آسمر اللي يضحك علي جنانه بقول اهو الصغير يغمض عينه

ووضع وجنته علي وجنتها وبدأ يحكها ثم فعل بالأخري وداعب انفها وهي وبلا خجل ابتسمت فهي معتاده علي هذه الحركات منذ زمن وداعب انفها ثم قبل جبينها بتطويل

آسمر : بعشقك يا مجنونتي

جنان بهمس : أنا اكتر

آسمر : فتحوا خلاص كانت بوسة محترمة

ساد المرح وكذلك الضحك ليأخذ آسمر جنان واتجه يغسل وجهه وكذلك وجهها من الجنان الذي فعلته وهي فقط تضحك وتنظر له حقاً كأباها قبل زوجها وكم هذا يروق لها وكثيراً، ابتسمت أسيا وهي تدعي لكلاهما بقلب مطمئن عليهما وسعيد لأجلهما

أسيا : ربنا يهديكم ويخليكم لبعض

آنس بإبتسامه : جنان صح دي جنان بجد

إياد بخبث : اكيد يعني مانتش ظابط ذي قلتك لازم تلاحظ

روز بحدة : كده عيب يا إياد

آنس بغيظ : ميعرفوش العيب

آسمر بحده وهو يخرج : قومي يا روز مع جنان حطوا الأكل

رفع أنس وجهه لأخاه وما بيده سوا التجاهل بينما كادت روز تتجه للمطبخ لكنها وجدت إنجي بوجهها فزفرت بحدة وهي تعود لإياد تنظر له بخبث واضح

روز بهدوء : أيه مش هتيجي تساعدنا ذي زمان ؟

إياد بمرح : بس كده امرك

جذبت يده ليقف فحاوط كتفها واتجه معها للمطبخ لكن قبل أن يصل وصل لهم صوت إنجي الساخر مما يحدث

انجي بسخريه : وهو الظابط بقى ست بيت لمراته ولا أيه ؟

روز بحده : شيء ميخصكيش

انجي ببرود وقوة : ذي ما هو جوزك دا جوزي ومتنسيش لحد الوقتي مازال جوزي بعدين تعرفي مقامك كويس في المطبخ مش هو

روز بعصبيه : شيء يخصنا ميخصكيش وكل واحد ليه اوان

فهي تعرف ان إياد لا يقدر علي تطليقها الآن فمعني تطليقها هو الظهور والظهور أن حياته في خطر فصبرا قليل يا روز وتذكري أنك الفائزة الوحيدة في هذه الحرب حتى الآن

انجي : اتأكدي اوانك قبل اواني

نفخت خدودها وإياد يتابعها بهيام ونظرت له قائله : اقعد هروح مع جنان

إياد : خلصتوا شكل يلا بقى

وجذبها وذهب للمطبخ فذهبت انجي خلفهم بغيظ، تأكد آسمر من دخول أخاه وزوجته ليوجه نظره لآنس وبداخل عيناه كل نظرات الغضب والإتهام بفداحة ما فعله

آسمر بحده : حل عن روز يا آنس جوزها رجع

آنس بهدوء : أفندم!

آسمر بعصبية : بقولك حل عنها

آنس بحدة وهو يقف : أنت غبي ولا مبتفهمش دي مرات اخويا

آسمر بنفاذ صبر : صح مرات اخوك اللي استغليت مراته عشان تتجوزها صح

أسيا بحده : آسمر

آسمر : محدش يقول زفت انا مغلطتش

آنس ببرود وتحدي : طب لو آيه مكان روز كنت هتعمل كده

آسمر باستغراب : قصدك ايه ؟

آنس بحدة : قصدي إن في فرق دي مرات إياد مش اي حد يعني لو إياد مكاني مكنتش هتعاتبه .. مش بعيد تكون أنت الشاهد

آسمر بصدمة : قصدك ايه .. قصدك اني بفرق بينكم يا آنس ؟!

آنس بإتهام : وأنت من امته كنت بتساوي بينا يا آسمر

آسمر بحدة : أنت شايف كده ؟

آنس بحدة : وأنت من امته بتثبت غير كده يا آسمر تعرف اما اتولدت انا كنت فرحان اخيرا لسه قدامي صورة طفل عنده خمس سنين بصفق ان جاله اخ أنا اللي علمتك المشي أنت وإياد وكنت بحبكم اوي ايوه كنت يا آسمر .... اما خلصت شرطه كنت بتمني اليوم اللي تخلصوا واخدكم معايا نشتغل سوا بس انتوا نستوني وافتكرتوا نفسكم واشتغلتوا سوا واما اترقيت محدش فرحلي ولا مره بس كنتوا بتفرحوا لبعض فاكر عملت ايه اما إياد بقى رائد انما اما انا بقيت مقدم أنت قولت مبروك وإياد قال مبروك محدش حسسني انه فرحان بيا

وامتلئت عيناه بالدموع ليكمل : كنت دايما رقم اتنين في حياتك وفي حياة إياد وحتي ابني كان بيخاف مني ويفضلكم عليا ومراتي وخانتني محدش فضلني الا آيه ومحدش حاسس بكسرتي الوقتي كله بيفكر في نفسه وفي اللي بيحبه

اتي آسمر يتحدث فقاطعه : متتكلمش يا آسمر خليني اكمل احنا مش تلت اخوات انتوا اتنين وانا دايما لوحدي وبقيت عصبي ومندفع لأن مليش حد اخسره ولا حتي أنتم ومتزعلش علي اخوك أوي هدور علي آيه واما ترجع هاخدها هي وابني وابعد بعيد عنكم نهائي هبني عيله لوحدي بس تعرف دا مش هيأثر فيكم تعرف ليه ؟

اكمل بهدوء تام : عشان أنا ولا مره كنت بالنسبه ليكم حاجه فمش هتحسوا بس تعرف ولا انا كمان هحس

وكفى حتى الأن وقف أنس واتجه للخارج ينوي الذهاب وفي نفس الوقت يدخل آشقر مسرع ليطرق بأباه بقوة فتراجع فوراً

آشقر : بابا

آنس وهو يعود وينظر لأخاه : آسمر تعرف سميته آشقر ليه ..... من حبي فيك سميت اللي اختارته

انحنى وقبل جبين ابنه ثم اتجه للخارج ليجري ابنه خلفه ينادي عليه مرة أخرى ليقف ويلتفت له

آشقر بحزن : بابا رايح تجيب ماما .. بالله عليك مترجعش من غيرها عشان هي وحشتني اوي

آنس بحزن : إن شاء الله ادخل وكُل كويس ماشي

آشقر : ماشي

انهمرت دموع أسيا دون توقف فلم يسبق أن يقول ابنها كل هذا ويشاركهم في همه وتفكيره وسبب غضبه وحزنه الدائم ليأتي الأن وينفجر، جلس آسمر أرضا ساندا على الأريكة ولم تسعفه قوته أن يخرج خلف أخاه فهو ليس له عين يحدثه بها

أسيا بحزن وبكاء : كنت بستغرب ازاي اخوك ساكت كده ومش جواه حاجه بس طلع جواه كتير

آسمر بألم داخلي : أنا والله بحبه ذي إياد يا امي

خرج إياد قائلا : يلا الأكل اتحط الله فين آنس ؟

نظر لآسمر وامه التي تبكي : في ايه مالكم ؟ آشقر فين باباك

آشقر بعبوس : مشي

إياد باستغراب : بس دا مكلش

آسمر وهو يقف : انا طالع شقتي

اتجه آسمر للباب ليوقفه إياد فوراً بقلق : استني يا آسمر أنت مكلتش

آسمر بهدوء : مليش نفس

صعد آسمر لأعلى يفكر فيما قاله أخاه بعتاب قوي لنفسه وتأنيب ضمير لا يتوقف فهو أكره ما لديه أن يأذي أحد وخاصة إن كان هذا الشخص قريب منه هكذا

***************

قاد أنس سيارته بسرعة رهيبة كأنه يصارع الطريق وكل تفكيره عندها هي لا يخص ما حدث منذ قليل، يتذكر كل شيء يخصها ضحكتها عبوسها حزنها جنونها طفولتها بكائها وغضبها أيضاً، كل تفصيلة عاشها معها باتت تلمع أمام عيناه ليجد نفسه يحدثها في باله

"آيه انا وحيد مليش غيرك طب انا غبي سبتيني زي الكل ليه فكرتك أنتِ حتي لو عملت ايه هتفضلي متمسكه بيا وجنبي سامحيني وارجعيلي يا آيه"

تمردت دموعه واعاقت رؤيته لا يعرف ما يشعر به حب ام لا لكن يعرف انه يموت بالبطيء بدونها يعرف انه يريدها بجانبه يعرف ان ما سينقذه مما هو به يدها وما سيطمأنه حضنها

وجد نور بعينه ولم يري وفجأه شعر بإنقلاب سيارته فصرخ بقوة ..

**************

في منزل السلحدار
غسل وجهه عدة مرات ورفع شعره، اتي يأخذ الفوطه وجد علبه مخبئه في مناديل لكن يظهر منها القليل فانحني واخذها وقرأ ما عليها اوبس أكان ينقص هذه حتما ستُدمري يا جنان وتدمري صفاء وجمال حياتكما لكن عليكي الأستحمال الآن فهذا فعلك وحدك

خرج وقبل أن يتجه لهاتفه يرن عليها وجدها تدخل من الباب قائله : في ايه يا آسمر مش هتاكل ليه ؟

رفع العلبه امام عينها : أيه دي ؟

ابتلعت ريقها لتتذكر اول اعادة كشف بعد ولادتها وما اخبرتها به الطبيبه

"مدام جنان انا كتمت علي اسرارك ومقولتش لآسمر بيه حاجه بس قلبك بصعوبه نجا من ولاده الطفله انما فكرة انك تحملي تاني لا ومراحل تكوينه في رحمك صعبه جدا لا مستحيله لأن مستحيل تنجي منها الا بمعجزه فانا بقولك اهو مجرد التفكير في موضوع الحمل الغيه "

جنان بحزن : برشام منع الحمل

آسمر : بتاخديه ؟

جنان بتوتر : أيوه

جذب شعرها صارخا بوجهها : هي كانت ناقصه غبائك النهارده انا قولت خديه يا جنان

تمردت دموعها اول مره تراه هكذا ويتطاول معها بيده فصمتت وظلت تنظر له بعتاب وبكاء

آسمر بصوت عالي صارخ : ردي يا جنان مش عايز عبائي يطلع عليكي بتاخديه ليه انا قولتلك خديه ؟

جنان بكذب : جيني لسه صغيره وأنا مش عايزه اظلمها بحملي

آسمر بجنون : وانا ذي الغبي بدعي ربنا يرزقني بعيل منك والهانم بتاخد برشام

جنان وهي تمسح دموعها : مالك يا آسمر أيه اللي مضايقك

آسمر بغضب : يعني دا ميضايقتيش يا جنان .. دا فعل ميجننش العاقل ردي ؟

جنان بعتاب : حتى لو عمره ما يوصلك تمد إيدك عليا يا آسمر

ترك شعرها ليعود خطوتين للخلف ثم عاد ينظر لها ليتنهد بتعب، جلست بجانبه واحتضنته فتنهد بكل تعب داخلي ليزيد من ضمها

جنان : متزعلش كل مر سيمر

آسمر بيأس : أتمنى

**************

في شقة أحمد
تجمع الكل على الطعام بعدما تأكدوا من عدم قدوم جنان وآسمر وكذلك أنس في الوقت الحالي، لا تكف إنجي عن افتراس إياد وروز بعيناه في حين تتجاهل روز كل هذا وتجلس بتعقل وتجاهل لها تماماً، نظر إياد لها باستغراب فحقاً نظرات إنجي باتت تستفزه هو أكثر

روز بهدوء : كل يا إياد وبطل سرحان

إياد بحمحمة : هاا احم طيب كلي أنتِ كمان .. عايز اكلمك

روز وهي تنظر له : طيب

عاد ينظر للطعام ويكمل تناوله وكذلك هي ليسود الصمت التام، حملت روز الطعام من أمام الجميع بعدما أنتهوا ورتبت المطبخ ثم استأذنت وصعدت خلف إياد الذي يريدها في أمر تشعر أنها تعرفه

روز بهدوء : خير يا إياد في ايه ؟

إياد بهدوء مماثل : مفيش كنت عايز اكلمك واجاوب علي اسئله في عيونك

حسناً لم يخيب ظنها فهي كانت تشعر لتردف بلامبالة : آسمر قالي يا إياد ووضحلي كل حاجه

التمع الضيق والغيظ في عيناه ليقول : شايف كلامك مع آسمر كتر اوي

روز بصدق : هو كان اقرب واحد ليا يا إياد ودي مفهاش غيره

إياد بحدة : يا سلام يعني لو اتكلمت مع انجي ..

روز بإندفاع لازع : متقارنش دي بدي

إياد بخبث : ليه يعني بعدين انجي مراتي اصلا والمفروض اني انزل انام عندها ليله وأنتِ ليله .. عدل ربنا

تحاولت لأخري شرسة والتمعت عيناها بتحدي واضح لتقول : لو فكرت فيها او خدتك مني يا إياد هقتلها ومش بهزر يمكن هي خايفه منك تقتلني بس انا عندك ومبخفش من حد تمام

إياد بهدوء : روز بطلي جنان

روز بغيظ : ابطل جنان تمام هتعرفه علي اصوله وانا كفايه اني مستحمله انها علي زمتك

تحدث إياد بتعقل لم تعهده من قبل : حب الأمتلاك ميبقاش حب

روز بهدوء وعتاب : دا معناه إن أنت كمان مبتحبنيش ؟

إياد بحدة : اتجننتي يا روز

روز بإبتسامه : من زمان وأنا مجنونه بيك يا إياد

واحتضنته اما هو وبلا اي شيء اتت في دماغه " وفي البعد الدواء "
3

نفض افكاره وضمها بقوة ليخبرها بمدى عشقه لها وجنونه الذي ما زال قائم، وأيضاً أخبرها أن الاختلاف في الأمر الواقع ليس أكثر من تعقل وتفكير بالأمور بأكثر جدية لكنها تجاهلت ولم تهتم بحديثه فيكفي .
******************
صدمة كبيرة نزلت على مسامع الكل فور سماعهم ما حدث لأنس ليصارعوا الطريق للوصول له بأسرع وقت، تجمع الكل أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب وطمأنته عليه، رنت روز على أهلها لتخبرهم بما حدث دون معرفة أن أيه هناك لتتفاجيء بأيه تأتي معهم

أيه : أنس .. أنس عامل أيه ؟

أسيا ببكاء : ادعيله يا أيه

جلست بجانب أحمد لتنفجر باكية بإنهيار وكل التخيلات السيئة تجتمع في رأسها دون توقف ليزداد بكائها كلما تخيلت الأسوأ، جلست روز بجانبها تطمئنها وتبكي على بكائها

روز بدموع : خلاص يا آيه اهدي هيقوم ان شاء الله

آيه ببكاء : يا رب يا روز يا رب

جنان : آسمر

نظر لها واحتضنها بقوة قائلاً : هو زعلان مني يا جنان ماشي وهو زعلان مني حصل ليه كده بسببي

جنان وهي تربط على يده : لازم تكون قوي علي الأقل عشان مامتك يا آسمر وآنس بيحبك اكيد مش زعلان منك

تنهد بصوت مسموع ليمر الوقت ببطء شديد على الجميع أنتهى مع خروج الطبيب ليندفع الجميع بإتجاهه

آسمر بتوتر : أخويا عامل ايه يا دكتور

الطبيب : الحمد لله الحاله مش خطيره اوي والعمليه نجحت، هيفضل اول اربعه وعشرين ساعه تحت الملاحظه

آيه بلهفة : ممكن اشوفه يا دكتور

الطبيب بهدوء : خمس دقايق مش أكتر تمام

آيه : تمام

ذهب الطبيب من أمامهم في حين أتت الممرضة لتجهز أيه للدخول له، دخلت أيه أخيراً له تتأمله حقاً هي نفسها أيه لن تتغير

آيه بمراره : اعمل ايه بحبك

واهتز جسدها ببكاء مكمله : يا ريتني ما قابلتك ولا عرفتك يا آنس ولا وافقت عليك انا بكرهك اوي

سندت بيديها على السريرة وما زالت في نوبة بكاء تزداد لا تقل حتى أتت الممرضة لها وأخبرتها أن تخرج، استمعت لها وخرجت لا تعلم ما الخطوة القادمة ولا تحاول التفكير حتى .

****************

في منزل السلحدار
دق جرس الباب فوقف إياد واتجه للباب يفتحه ظناً من أنها روز لكنه تفاجىء بوجود إنجي أمامه، ولنتحدث قليلاً عن إنجي وإياد الذي يوماً ما كانت حياته عبارة عنها وفي لحظة أصبح ما بينهما فتور وأقل .. لم يستطع المقارنة بينها وبين روز فما تفعله روز من أجله ليس بقدر أي واحدة فعله بينما إنجي يكفي أختفائها دون العبء له وكان هذا سبب كافي لإنهاء كل شيء بينهما
+

إياد باستغراب : في حاجه يا إنجي

دفعت كتفه ودخلت فنظر لها قائلا بهدوء : روز مش هنا يا انجي واكيد مش هحب انها تيجي وأنتِ هنا

انجي ببرود : روز تقربلك أيه ؟

إياد بهدوء : مراتي

انجي وهي تنظر له : طب وأنا ايه يا إياد انا انجي حبيبتك ومراتك

إياد بحدة : روز حبيبتي وبس

وضعت يدها علي صدره اتي ليبتعد حضنته قائله : كذب الحب الحقيقي هو الحب الأول

إياد ببرود : واللي بيني وبين روز مش حب يا انجي

انجي بسخرية : كنت عارفه

إياد : اللي بينا هوس وجنون تخطى الحب بمراحل وأصبح صعب يتعوض بأي حد عكسنا

وبعدها عنه فدخلت روز قائله : سمعتي قال أيه بره بقى والمره الجايه رجلك هكسرها فاهمه ؟!

ودفعتها بجنون مره اثنان الثالثه واغلقت الباب بقوة ثم التفتت له محذره بيدها

روز : توضيح بسيط للمره المليون أنت بتاعي أنا وبس فاهم ليا لوحدي يا إياد والمره الجايه لو شوفت وضع ذي ده هقتلها ومش بقول مجرد كلام

كادت تذهب من أمامه فسحب ذراعها ليصدمها به وابتسم بتلاعب يداعب وجنتها بخبث محبب لها لتردف بتحذير حين ضحك : إياد

***************

سار آسمر في طرقات المستشفى بهدوء فهو شعر بالملل من الجلوس، ظل مع أيه وطلب من الجميع العودة للمنزل وبالتأكيد لم تتركه جنيته الصغيرة فهي فضلت البقاء معه، طرق بأحدهم ليعود خطوة للخلف فوجده نفس الطبيب الذي كانت تتابع معه ناني في فترة حملها

الطبيب وهو يمد يده : آسمر بيه ازيك

آسمر وهو يسلم عليه : اهلا يا دكتور اخبارك

الطبيب : الحمد لله .. بص أنا حاولت كتير اوصل لحضرتك بس الصراحه لقيت حرس بيراقب بيت حضرتك وانا كنت خايف انا عندي ولاد واللي هقوله ممكن يعرضهم لا قدر الله لحاجة وحشه

آسمر باستغراب : تقابلني أنا ليه خير يا رب ؟ ووحشة أيه ؟

الطبيب وهو ينظر حوله : مش خير يا آسمر بيه الموضوع يخص مدام ناني

آسمر بقلق : خير في أيه ؟

الطبيب : حضرتك يومها طلبت اجراءات الدفن تتم بسرعه ومحدش شاف الجثه انا انتظرت حد يطلب بس حتي والدتها مطلبتش لأن كنت عايز يعرفوا ان دي مش جثتها

آسمر بصدمة : نعم ! هي مستشفي ولا كباريه ازاي ده

الطبيب بقلق : الباب الخلفي للعمليات دخل رجاله وخدوا مدام ناني يا آسمر بيه وهي مازالت عايشه

كأنه كان يتوقع هذا او ما شبه فلم ينصدم كما هو متوقع ما قاله هو، فالصدمة ارتسمت على ملامحة في البداية لكن فيما بعد عادت ملامحه وهو يفكر هل يتوقع غير هذا يخرج منها

آسمر بهدوء : في كاميرات مراقبه علي العمليات من الباب الخلفي

الطبيب بتأكيد : أيوه في واحده بس ومختفيه

آسمر بتفكير : طب سمعت حد فيهم بيقول حاجه

الطبيب : اه سمعت واحد بيقول كله تمام يا رامي بيه

آسمر وهو يعود ويسلم عليه : طب شكرا يا دكتور

التقط الطبيب يده ليردف : أنا ممكن اجبلك التسجيلات

آسمر بهدوء : لا خلاص مش عايزهم وشكرا مره تانيه انك قولت

الطبيب : لا انا اللي اسف اني اتأخرت لما قولت

آسمر : ولا يهمك

اتجه آسمر للخارج يحضر طعام للفتيات ثم عاد يجلس بجانب جنان واعطاها الكيس ليشير على أيه فهزت رأسها وهزت يد أيه لتنتبه لها

جنان : يلا يا يوتا يا حبيبتي بقى

آيه بتعب : مليش نفس يا جنان

آسمر بمرح : هتاكلي ولا اخلي المستشفي كلهم تتفرج عليا وانا بأكلك بالهندي

آيه بفزع : بالهندي لا هاكل لوحدي

ضحك بخفة ليشير لها أن تأكل وكذلك جنان بينما جلس هو يفكر في ناني وما عليه فعله الآن، وجد جنان تقرب الطعام له وتهزه كي ينتبه

آسمر : مليش نفس

جنان : كل يا حبيبي الزعل ملوش دعوه بالأكل

فتح فمه وتناول منها لتداعب وجنتها بمرح متمتمة : شطور

آسمر بسخرية : حنطور

جنان بغيظ : يا غلس يلا كمل

وأكملت وضع الطعام بفمه وهي تأكل لتتابعهم آيه التي قالت في نفسها "يا رب اسعدهم يا رب فرحهم وابعد عنهم كل سوء "

بعدما أنتهوا من الطعام سندت جنان على كتف آسمر ودقائق غفت في أحضانه بينما تقع رأس أيه بنوم ليمسكها آسمر ويقربها من كتف جنان تسند عليها

آيه بنوم : مفيش داعي ه....

آسمر : اتخمدي يا هبله يلا

سندت علي كتف جنان وفي لحظات ذهبت في ثبات عميق فشد جاكته ووضعه عليهما ثم قبل جبين جنان ليتحدث مع نفسه بحزن يليه ثقة

"الظاهر ان المشاكل حالفه مش هتسيبنا بس وعد عليا ووعد الحر دين مش هسمح لحد ولا حتي ليكي يبعدني عنك تاني يا جنان تؤ يا جناني ومرضي "
1

سند رأسه للخلف وظل يفكر ويفكر يفكر في كل شيء في اخاه الذي في الداخل في انجي التي يعرف انها لن تسكت الا حين تأخذ إياد لها في آيه وآنس ووضعهم حين يفيق .. في آنس أيضاً وهل سيسامحه، في رأفت الذي إن عرف بعيش اخوه سيقتله ولن يصمت الا حين يفعل وحتي في ناني وابنته التي هي ابنتها أيضاً

"الحمل تقيل عليا اوي يا رب ساعدني "

كيف يقول لاخاه أن يساعده وهو عرف أن رأفت عينه علي روز واكثر من انجي عن طريق معارفه، من سيساعده حتي اللواء علم انه كان يعرف بأن اخاه علي قيد الحياه هو وانجي

فرك جبهته من الألم الذي يعصف بها "وقعت بعشقك يا ملكة قلبي وتحديت العالم وسأتحداه لأجلك فقط لن اسمح لأحد بأن يبعدك عني أحبك "

قبل جبينها مطولا وكم اراحته هذه القبله وجدها تفتح عيناها وتنظر له بإبتسامه

جنان : مش كده عيب تبوسني وانا نايمه يا حضرة الظابط

عاد يقبل وجنتها فضحكت بخفة لتسند أيه وجعلته يتنحى حتى تجعلها تضع رأسها على فخذها ثم وضعت جاكت آسمر عليه وعادت تنظر له بهدوء

جنان : مالك بقي يا حبيبي

آسمر بمرح : عندي كارثه يا روح قلبي

جنان بقلق : ايه هي

آسمر بهدوء : حب واحده بيكبر في قلبي وبقي ماشي في الدم وبتنفسه مش عارف احتلني بطريقه مجنونه

جنان : بس كده حلك بسيط خليها دايما في حضنك

آسمر بإبتسامة : هيحصل هيحصل يا حبيبتي

******************

في صباح يوم جديد
زفرت أيه بحزن ممزوج بنفاذ صبر فقد حان إزالة تأثير الأدوية والمسكنات، مسكت يده وتحدثت معه بنبرة حزينة قلقه

آيه : قوم بقى يا آنس دا معادك المفروض تقوم

وبرغم أنه يغمض عيناه إلا أنه رمش وهي شعرت بهذا لكنه ظنت أنها مجرد تهيؤات، أما هو فكان يشعر بها ويستمع لما تقول لكنه خشى أن يفتح عيناه فيخسرها مرة أخرى وهو لن يتحمل هذا

رفعت يده ووضعتها علي بطنها قائله : آنس انا حامل قوم على الأقل عشان ابننا

عند هذا الحد وكفى، فتح عينيه وكما هو متوقع فقد حدث واصلة عتاب مستمرة بين الاثنان لتمسح أيه شبح دموعها وتتحدث اليه

آيه بهدوء : حمدلله علي السلامه

آنس بتنهيد : وحشتيني يا آيه

تركت يده والتفتت لتذهب فقال : آيه ارجعيلي

آيه بمراره : ويا تري عشان اخوك رجع لمراته ولا عشان سمعت اني حامل ولا الخدامة معدتش موجودة

آنس : الأكيد عشاني

آيه : يبقى الخدامة .. معذرة مش هقدر

وكادت تخرج ليحاول أن يسند على يديه ويجلس فخرج تأوه قوي منه لتعود بسرعة له تسنده وتخبره ألا يتحرك

آنس بصوت مخنوق : آيه عشان خاطري استني .. آيه متمشيش آيه مليش غيرك متتخليش عني أنتِ كمان

وقفت وكم المها قلبها أما آسمر كان يكور يده يقول هذا بسببه ذهب فلو كان اقنع أباه ما كان سيحدث هذا أو كان يوافق مبدئياً، حقاً يشعر أنه السبب الوحيد في تدمير منزل أخاه، ومسك أنس يدها فاستدارت له

آيه بهدوء : أنا مش هفضل عشانك انا هفضل عشان ولادي عشان آشقر واللي في بطني يا آنس فاهم مش عشانك

حاول أن يجلس لكن مازال يشعر بتخدير في جسده ليجذبها كي تنحني اليه وضمها ليقبل جبينها فهي بالنسبة له طوق النجاة مما هو فيه

آنس : ماشي المهم متسبنيش يا آيه .. تعالي هنسافر هنبعد من هنا هاخدك بعيد ونعيش أحنا وولادنا

عاد آسمر خطوة للخلف وبجانبه جنان التي مسكت ذراعه لتلتمع الدموع في عيناه فكل كلمة قالها أنس بالتأكيد بسبب آسمر، وبرغم أن آسمر لم يخطأ في شيء فعله ولم يقصد بناء التمييز هذا في رأس أنس لكن يظل أخاه ويحبه ولا يريده حزين منه أو يبتعد عنه

بعد مرور عدة أيام
عاد أنس مع الجميع للمنزل وبالتأكيد خلفهم حراسة مشددة قلقا من أن يتم أي حركة غدر من قبل رأفت، وصل الجميع أمام العمارة ونزل أنس

سندته آيه واتي يسنده آسمر فتحدث : السند بيبقي في اي وقت بدون طلب .. عمري ما طلبت منك ولا أنت عملت والنهارده أنا مطلبتش ولا أنت المفروض تعمل

أكان ينقص آسمر حديث أنس ؟! وأيضاً ما الذي فعله لهذا فهو لم يكن بنيته هذا كله ! عاد آسمر خطوة للخلف وأشار له أن يصعد بدونه فسخر أنس بنظرته من آسمر وصعد بمساعدة أيه وأباه، قابله إياد على السلم واندفع يحضنه بقلق شديد عليه

إياد بعتاب : كده يا آنس أيه اللي طلعك متأخر ... على العموم حمدلله علي سلامتك

آنس بهدوء : الله يسلمك

أسيا : تعالي اوضتك هنا يا آنس

آنس : لا هطلع شقتي يا أمي

أحمد باستغراب : ليه يا ابني تعالي هنا أحسن

نفى أنس ليردف بهدوء : لا انا مصر وحابب اقولك يا والدي انا هقدم طلب نقل انشالله لو الصعيد وهمشي

أحمد بصدمه : ايه ليه كده ؟

آنس ببرود : كده احسن عن اذنكم يلا يا آيه

آسمر وهو يمسك يده : آنس انا اسف أنا ....

نفض يده من آسمر ليكمل : يلا يا آيه

جنان بإندفاع : دي قلة ذوق يا آنس انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بس اللي اعرفه ان مهما كنت مش هتبقي ذي آسمر يوم الحادثه ولا في المستشفي

آسمر وهو يجذبها : جنان خلاص يلا نطلع

جنان بغيظ : لا مش خلاص

إياد : جنان دا بين ....

جنان بضيق : والله ؟! إياد لو سمحت أنت كده مش بتحلها

روز : جنان معاها حق يا إياد لو فعلا بينهم حاجه يصفوها لو بالغصب

أسيا : طب اهدوا وتعالي ندخل آنس .. آسمر كده مينفعش

إياد بغضب : يعني انا بقيت غلطان واطلع منها تمام

آيه لإياد : اكيد مش قصدهم يا إياد

أحمد بهدوء : ولو قصدهم هما صح

إياد بحدة : يعني انا بقيت غلطان

أسيا بزفير وضيق : انتم بتتشاكلوا واصحاب المشكله ساكتين

آنس : خلاص مفيش حاجه واللي حصل سوء تفاهم وانتهي مش عايز امشي .....

آيه : بس انا مش عايزه اسيب البيت هنا

آنس : وانا مش هقدر اعيش هنا

ذهب آسمر له ووضع يده علي كتفه قائلا : حقك عليا يا آنس خلي قلبك ابيض واقعد

جنان : والنبي يا آنس وافق متزعلوش

روز : ايه دا الحب ولع في الدره للدرجه دي

جنان : محدش فاهم بتقلب علي دماغي انا في الآخر واقف يا آنس اللهي تفرح بآشقر وربنا يديك توأم غيره وافق

آيه برجاء وهي تنظر له ببرائة : مش عايزه اسيب شقتي يا آنس ولا هتنقل من إسكندريه

روز برجاء : اه والنبي يا آنس يعني يرضيك تبعد اختي عني ترضيني

آنس بإبتسامة ساخرة : تصدقي لو قولتلك اه ارضي

روز بإندفاع وعصبيه : بس انا مرضاش وغصب عنك هتقعد والا .... متنساش انا مرات مين

جنان بغرور مصطنع : وانا معاها وبرضو متنساش انا مرات مين

آيه : يلا آشقر حبيبي وحشني وعايزه اشوفه

آنس بحده : والله

آيه بتلاعب : اه والله

آنس : طب مفي ....

روز وجنان بحده : آنس

آنس بضحك وخوف مصطنع : ايه استنوا اكمل مفيش طلوع بره العماره بالراحه يا ساتر عليكم يلا يا آيه

آيه بفرحه : يلا

كادت تصعد مع أنس لكن أوقفتهما أسيا : استني يا أنس قبل ما تطلع عايزاك أنت وآسمر

إياد بمرح : وأنا

أسيا وهي تمسك أذنه : في ضرب تيجي

إياد : لا شكراً الطيب أحسن

استند أنس على أمه ليتجه لغرفة الضيوف وخلفهما آسمر الذي للكل وجعد ملامحه بخوف مصطنع ليلتقط عصاه من أمام أمه فوراً فنظرت له وضحكت حين راماها لأخاه

آسمر : ابعد الشباشب الوقتي

علت ضحكات الكل ليغلق الباب وملامحه تظهر أنه يكاد يبكي ثم نظر لأمه التي أشارت له ان يجلس بجانبها

آسمر : نعم يا ست الكل يا قمر أنتِ

أسيا بهدوء : بطل بكش يا آسمر

آسمر بمرح : معرفش

ضحكت بخفة ثم وقفت أمام الاثنين ونظرت لهما لتردف : طبعاً محدش يعرف اللي حصل غيري عشان كدة مرضتش أتكلم قدام حد .. أنس أنت بجد شايف نفسك مظلوم ؟ مظلوم ليه ؟ أنا هسألك شوية أسأله ورد على قد السؤال

رفع رأسه لها لتكمل : مراتك وحشه ؟ لبسها وحش مهمله في نفسها أو بيتها زعلتك مرة زعلت أهلك مثلاً ؟ اشتكتك لأهلك أو أهلها برغم إن أيام كتيرة بتنزل بيبقى شكلها مضروب ولو هي فعلاً وحشة بطبعك مكنتش هتسكت يا أنس

أنس بحزن : لو قصدك إني بصيت لروز فواللهِ أنا فعلاً انجذبت ليها قبل ما ...

أسيا بحدة : انجذبت مش حب يا أنس .. الحب اللي بيجي بسهولة بيبقى ضعيف أساساً مفيش حب حقيقي بيجي بسهولة دا ضحك على الدقون مش أكتر ... لو حبيت روز فأنت حبيتها وهي حرمة أخوك ودي مش مشكلة دي كارثة يا أنس

لتردف بعصبية : أنت مدرك يعني أيه أخوك يبص لمراتك .. حتى لو مش بتحب أيه أنت ترضاها يا أنس ؟

نفى برأسه ونظر لأسفل لتكمل : تخيل آسمر مكانك كنت هتعمل فيه أيه ؟ شوف بقى إياد لو حسها هيعمل فيك أيه هتخسر أخوك وهنا نحط نقطة

آسمر : يا أمي الكلام ده كله ملوش لزوم قدامي .. كفاية لحد هنا هطلع

أسيا : لا يا آسمر اللي جاي يخصك

لتردف وهي ترفع وجه إياد : بصلي يا أنس .. إياد طول عمره عصبي ومندفع وبيحب يقعد لوحده وأنت طول عمرك هادي ولوحدك

لتردف بحزن : آسمر مش وحش آسمر حاول معاكم أنتم الاتنين بس أنت صدته وإياد تقبله دا الفرق .. أنت اللي بعدت أخواتك عنك مش آسمر اللي ميز بينكم

لتكمل بأعتذار حقيقي لآسمر قائلة : وأنتم صغيرين أنا قولت جملة لآسمر " متحاولش يبقى عندك صاحب بجد طول ما ليك أخوات" قولت عكسها ليكم وعليها أخوك مشى .. البعد منك أنت محاولتش تقرب منهم أنت دايما كنت محسسهم أنك أكبر من الاندماج معاهم، الغلط مش من آسمر ولا من إياد الغلط منك يا آنس وأبسط حاجة قرب خطوة منهم هتلاقيهم قربوا مية منك

هز أنس رأسه وبرغم ألم حديث والدته إلا أنه مس فيه شيء من القلق والوعي لما حوله فأكملت : أنا هقول كلام عارفة لو قولتله مليون مرة في وش آسمر مش هيغيره .. أيه اللي يخلي أبوك يقولي في كبرنا محدش هيشيلنا قد آسمر يا أنس ؟ آسمر كان هيتجنن على إياد لما قالوا مات وعمل كل حاجة وحشة أنت نفسك كنت بترجع خطوتين قبل ما تمشي وراه ولما أبوك ضربه هو مرفعش عينه فيه تخيل لو أنت أو إياد مكانه كده .. أخوك أكتر واحد اتجنن لما عملت حادثة حتى أكتر مني ومن أبوك ومسبكش لحظة هل قدرت ده يا إياد ؟ لا طبعاً .. فكر في الكلام واتفضلوا اطلعوا

أنس لآسمر بحزن : أنا أسف

آسمر : اتس اوك يا عومري .. ملحوظة كلبوظة اكبري بس يا بطة أنتِ والحاج وأجدعها دار مسنين هحطكم فيها وفوقيكم بوسة

أسيا بحدة : يا آسمر

آسمر : هزوركم كل خميس ومش عايزة ربع كلمة

ضيقت عيناها ليكمل : خميس وجمعة وبطلي طمع

خلعت خفها المنزلي فخرج جرياً وهي خلفه لترميه فيه فالتفت قائلاً : ومجتش ومجتش

ضحك الكل عليه وكذلك هي ليخرج أنس وأشار لأيه أن يصعدا وحدث بالفعل وحين اغلقت الباب دفعته عنها بحدة وغيظ

آيه بحده : اياك ثم اياك تحط ايدك عليا فاهم والا هكسرها
3

آنس بصدمه : ايه ؟

آيه ببرود : سبق وقولتلك انا هنا عشان آشقر واللي في بطني وبس متقربش مني

آنس بهدوء : طب بالراحه مش هقرب

آيه : أيوه كده

اتجهت لغرفة آشقر تراه فهي حقاً اشتاقت اليه كثيراً وهو ذهب لغرفتهم وجلس بتعب فهو من اصر علي الخروج لكن هناك الم يعصف به

آنس لنفسه بهدوء : أحسن حاجه اخد المسكن وانام يمكن ارتاح وابقي اشوف موضوع آيه دا بكره ايوه

واخذ العلاج ثم تمدد علي السرير واغمض عينيه ليذهب في ثبات عميق لم يشعر بشيء حوله بعده

بعد وقت
شعر بإصبع يغرس بعضلات يده فتململ وفتح عينه وانصدم ماذا تفعل هنا ؟ ولما تيقظه من أجمل نومه

آنس باستغراب : بتعملي ايه هنا قصدي مالك ؟

آيه بهدوء : عايزه برقوق

آنس بصدمة : عايزه ايه ؟

آيه بضيق : برقوق يا آنس قوم هاته

آنس : انا متكسح ومش قادر اقوم يا آيه
1

بدأت بالصراخ كأي طفله وهي تفرك عينها لتردف ببكاء : هاتلي برقوق قوم يلا .. عايزه برقوق
2

آنس بصدمه : هششش اسكتي هجيب هنزل اجيب بس اهدي اسكتي خلاص ماشي

آيه بصراخ : يلا بسرعه

تركته وكادت تذهب من أمامه فجذبها له وكاد يقترب منها لكنها دفعته عنها حتى أنه كادت تصفعه

آيه : بحزرك يا آنس وافتكر اني عمري ما هكون مجرد جسم يمكن كنت بس مش هسمحلك تعيدها

تركته وذهبت من أمامه فجذب جاكته ونزل لأمه يسألها من اين له ان يأتي ثم ذهب واحضره وعاد لها ليجدها تجلس بالركنه مربعه ارجلها فغسله واحضره لها

آنس بهدوء : اتفضلي

اخذته وبدأت تأكله حقا هي من قابله للأكل وكل حين ترمقه بنظره قاتله فضحك علي شكلها الرائع الذي يغريه من مجرد إبتسامة

آيه : امشي روح نام

آنس ببرود : ليه خليني اتفرج

تركت الطبق ووقفت علي الركنه ووضعت يداها بخصرها ونفخت شعرها

آيه بغيظ : ليه شايفني فرجه

آنس : الصراحه واحلي فرجه

آيه وهي تشير بإصبعها : انا بحذرك يا آنس هتقرب هقتلك فاهم ؟

آنس : فاهم ونص

آيه بحدة وهي تشير على الغرفة : روح نام بقى

آنس ببرود : تصبحي علي جنه

آيه بغيظ : وأنت علي نار ربنا ياخدك

آنس بسخرية : امين يا شيخة أية

آيه بوعي وحزن : لا مش قصدي

آنس بهدوء : ماشي

آيه بغيظ : مش لا أه ربنا ياخدك بكرهك

آنس : شكرا امشي

آيه : ايوه غور في داهيه

جذبها وقبل وجنتها قائلا : تصبحي على جنه يا قلب آنس

تركها وذهب فنظرت خلفه وقالت : أنت مجاش معاك السياسه هوريك بقا الشقاوه يا آنس ووعد هخليك تعشقني بس مش هسامحك بسهوله

وارسلت قبله له بالهواء مكمله : بموت فيك
+

****************
كالعادة سكر زيادة يجلس ذاك الآسمر مع معشوقته التي لا يمل منها أبداً ولا يصدق أنها ملك له اليوم والحلم الذي انتظره كثيراً حققه الله له

آسمر بمرح : اعمل فيكي ايه ؟

جنان بإبتسامه : حبني اكتر واكتر

آسمر وهو يقبل وجنتها : احبك ايه دا انا بعشقك يخربيت القمر

ليردف بحب : يارب خد من عمري واديها ومن سعادتي واديها

علت ضحكتها لتردف بصوت عالي : يارب فرحه دايما واسعده ونكد علي اللي يزعله حتي لو انا

آسمر بإبتسامة : بقولك ايه ؟

جنان : قول يا حبيبي

آسمر بصوت مجلجل : بموت فيكي

جنان بضحك : مش مطمنة شكلنا داخلين على كارثه

آسمر بضحك : أرى كارثة جايه عليا من بعيد بس مش مهم أهم حاجة فرحتنا يا رايق

وقف لتردف بمرح : أحبك يا رايق .. دوخني

زاد ضحكه وهو يحاوط خصرها يحملها ويدور بها عدة مرات، وهكذا يا سادة السعادة بيدنا نحن نستطيع أن نعيشها ونستطيع ان نقلبها لحزن شديد

*********************

في اليوم التالي
استيقظ آنس ودخل الحمام الملحق بغرفته اخذ شاور وحاول عدم وصول الماء للجرح ثم خرج للأوضه وارتدي ملابس منزليه وخرج وجدها تستعد لتنزل بملابس البارحه فهي تركت كل ملابسها في منزل هارون

آنس : راحه فين ؟

نظرت له وتأففت واتت تمشي فوقف امامها قائلا : بقولك راحه فين ؟

آيه : كلك مفهوميه اكيد نازله عشان احضر الفطار

آنس بهدوء : لا حضريه هنا من اليوم ورايح هناكل احنا التلاته هنا

آيه بصدمه : ايه ؟

آنس بتنهيد حزين : وافقت نعيش هنا بس موافقتش نفضل في العيله وعايزه انزلي وكلي تحت واطبخي بس مش هاكل حاجه من تحت ومش هجبرك تعيشي هنا

تركها واتجه يجلس علي الأريكه بتعب وضغط علي رأسه فسألت نفسها ما فائده العيله بدون زوجها ستأكل هي وآشقر وابنها لكن هو ماذا ؟! ستظل معه ولن تتركه

آشقر وهو يأتي جرياً : ماما انا نازل تحت

آيه وهي تداعب شعره : طيب بس متتأخرش هنفطر هنا ماشي

آشقر باستغراب : ليه يا ماما ؟

آيه بهدوء : كده وخلاص ماشي

آشقر : ماشي

ذهبت للمطبخ وبدأ تحضر فطار من الموجود فبالتأكيد بالرغم انها في العائله الا انهم لا يتركوا ثلاجتهم فارغة

رن جرس الباب فخرجت فتحت واخذت شنطة ملابسها التي ارسلها هارون ودخلت اخذت شاور وبدلت ملابسها ثم وضعت الطعام

آيه بصوت عالي : تااااكل

منع ضحكته اهذه طريقه واتي يقف بالرغم من الألم الذي يعصف به، ذهب جلس علي الطاوله الصغيره ونادت علي آشقر الذي صعد واكلوا سويا

آنس بتعب : آشقر روح هات شنطة الأدويه من الأوضه

آشقر : اجيبها وانزل ماشي

آنس وهو يأني بتعب : ماشي بس بسرعه

جري واحضرها ثم نزل بسرعه اما آنس فنظر له بحزن يذكره به وبآسمر فهو كان يحبه كما يحب آيان وهذه نفس اللهفه

شعر بيد تسحبه فأمتثل لأمرها وجعلته يجلس علي الأريكه وذهبت احضرت علبة الإسعافات وعدة الحلاقه الخاصه به وكأس ماء

آنس باستغراب : جايبه ده كله ليه ؟

آيه بضيق : مش كل مره هفكرك انا هنا ليه بعدين متكلمنيش فاهم

صمت ولم يجب فوضعت حبه مسكنه بفمه فهي تعلم انه يتألم وجعلته يشرب ثم وضعت الماء ورفعت شعرها بعشوائيه نظر لها بإستغراب فمسكت اكتافه وجلست بجانبه على ركبتيها تنحني بإتجاهه فضحك رغماً عنه

آيه بغيظ : اخرس احسنلك

وبدأت تفك له الشاش حول رأسه وتعقم الجرح بهدوء حتي لا يتألم

آنس : متلبخيش الدنيا وتخلي الجرح يلتهب

آيه بضيق : دكتوره انا من قليل .. اسكت عشان مخلهوش يلتهب بحق وحقيقي

وربطته له جيدا ثم انحنت ورفعت ذقنه وبدأت تحلق لحيته بنفسها وهو يبتسم بحب يلتمع في عيناه لكن ينكره، مهلاً لما قلبه يخفق الآن كمراهق لما يشعر بالسعاده لقربها واهتمامها بتفاصيله البسيطه

آيه بسعاده : خلصت اممم ريحته حلوه كريم الحلاقه

آنس بغمزه : وطعمه حلو

عقدت حاجبيها فوجدته يجذبها بقوه ويقبلها فدفعته ووقفت وتركته وذهبت للغرفه تبكي اما هو ينظر خلفها بحزن هو من دمر كل شيء

******************

مر اسبوع كامل
زاد جفاء أيه مع آنس فحين لا يأكل آشقر معهم لا تأكل معه ورغم اهتمامها به وبتعبه كانت تفعل هذا بجمود اصبح يشعر كأنه عاله عليها كلما حاول التحدث معها تتركه وتذهب لكنها لا تعطي له فرصة، وضعت الطعام على الطاولة أمامه

آيه بهدوء : الأكل

اتي للطاوله وجلس ثم نظر لها قائلا : مش هتاكلي

نظرت له وببرود ذهبت من أمامه دون إجابة تركته فنظر للطعام ثم وقف واتجه للغرفة رأته وتحدثت بغيظ

آيه : أنت حر

لم يجب ودخل غرفته وجلس في صمت تام بل ونام أيضاً اما هي لم تأكل فكيف تأكل بدون علمها أنه تناول أكله وهكذا العناد وليد الكفر

***************

في شقة أحمد
جلس آسمر وبجانبه جنان وإياد وبجانبه روز وآشقر ويحمل آيان وأسيا وانجي تقف وتتابعهم من بعيد وجميعهم يضعوا يديهم علي وجوههم

آسمر بنفاذ صبر : يعني اتقسم ومش نازل بجد

إياد : امممم فكرته كم يوم وهيرجع بس الظاهر بجد

أسيا بحزن : طب وهنعمل ايه الوقتي ؟

جنان بمرح : واللي يقولكم الحل

آسمر بعشق : هعشقه اكتر وابوسه كل خمس دقايق بوسه من بوقه

إياد بخبث : أقول انا

آسمر وهو يرمي به شيء : امشي يا قذر من هنا
1

ضحك الكل حتي انجي رغما عنها فتحدثت جنان قائلة بمرح : بصوا هنبدأ بآسمر بما إن التاتش باديء منه

وبدأت تقص لهم الخطه وقد اعجبوا بها كثيراً برغم أنه سيئة إلا أنه كخيط أمل يجعلهم يحاولوا

إياد بمدح : والنعمه فنانه فكره تحفه

آسمر : قلب آسمر أنتِ وعقله والله لبوسك اول بوسه

وقبل ان تستوعب جذب وجهها وقبلها امامهم فشهقت روز وضحك إياد وآشقر، دفعته عنها بغيظ لتضربه في بطنه بقوة

آسمر : قمر يا ولاد والله

أسيا بغيظ : أنت اطيب واحد في اخواتك يا آسمر بس الوحيد اللي فشلت في تربيته

لتردف بنبرة عالية : قوم غور يالا بره

آسمر بضحك : طب ما تجيبي بوسه أنتِ من بوقك

إياد بخبث : متيجي انت اديك

آسمر باشمئزاز : تك الارف أنت بوقك وحش هما حلوين أي حاجة من الجنس الأخر قمر إنما أنتم جنس عايز يطير على المريخ

جنان بسخرية : دا على أساس أنت مننا

آسمر وهو يجذب شعرها ثم تركه : عيب يا بت أنا هقعد أحميكم منهم لو حد قرب لا سمح الله

ضيقت عيناها ليطرق على وجنتها بخفة ومرح فعضت يده بغيظ ليجذبها لحضنه ويقبل جبينها ثم تحدث بجنون

آسمر بصوت عالي : بعشششق البت دي يا ناااااس يا هوووو بعشششششق جنااااااان
5

تجمعت دموع روز حقا كم جميل هذا العشق اما أسيا فضحكت بسعاده وهي تري آسمر كما كان هذه الفتاه النفس بالنسبه له، رفعت جنان وجهها له فكوره وداعب انفها

آسمر : يخربيت الجمال بموت فيكي فاهمه

جنان بهمس : وانا اكتر

أعادها لحضنه ومر اليوم ليقرروا عمل الخطة غداً وأخبرت أسيا أحمد بها وكذلك رنت روز على أيه تخبرهم فيما سوف يفعلوه

في صباح يوم جديد
رن جرس الباب ففتح آنس ليجد آسمر العابس جداً كالطفل ويبدو مضحك يقف

آنس باستغراب : مالك في ايه خير ؟

آسمر بضيق : انا وجنان اتشاكلنا ومعتش عايز اكل معاهم اقولك ولا اقعد معاها

آنس باستيعاب : طب ادخل

دخل وجلس بضيق وهو يحاول تهدئته حتي جلس الاثنان علي الطعام ووجدوا الجرس فذهب آنس وفتح الباب

روز بعبوس : آنس آيه هنا ؟

آنس : ايوه ادخلي يا روز خير

روز بحزن مصطنع : اخوك الغبي اتشاكلنا ومش هقعد معاه في حته آسفه يا آنس بس ملقتش غيركم واكيد آسمر تحت

آنس باستيعاب : لا دا منورنا ادخلي

دخلت وغمز آسمر لها فمنعت ضحكتها وذهبت للمطبخ حيث آيه، اتي آنس يجلس ويأكل رن الجرس فذهب ليجد امه

أسيا بحزن مصطنع : آسفه يا ابني بس مليش غيرك اخواتك اكيد هينزلوا وانا اتشاكلت مع ابوك

آنس بهدوء : اتفضلي يا أمي

دخلت وذهبت للفتيات فنادي عليهم آنس واخبرهم ان يجلسوا يأكلوا ليرن الجرس ذهب وفتح

جنان بعبوس : شديت انا وإياد سوا ومتشاكله مع آسمر ملقتش غيركم

آنس بهدوء : ادخلي يا جنان

دخلت وغمزت لهم وجلست علي الطعام بجانبهم فرن جرس الباب وذهب

آنس بنفاذ صبر : مالك أنت كمان ؟

آشقر بعبوس : اتشاكلت مع جدو

آنس : ادخل

اتي يجلس رن جرس الباب فذهب ووجد اباه : اكيد اتشاكلت مع إياد

أحمد بضحك : صح

آنس بغيظ : وانا ابنك الكبير

صدح صوت ضحكة أحمد وهو يقول : صح

آنس : ادخل يا والدي ادخل
1

دخل أحمد وظل آنس واقف حتي رأي إياد الذي انصدم منه

آنس بغيظ : ادخل انت بقى اتشاكلت مع آيان وجيني

إياد بضحك : لا نايمين

آنس بنفاذ صبر : مع دبان وشك صح

إياد ببرود : مبيجليش نفس اكل لوحدي

آنس : ادخل يا اخويا

ودخل هما الاثنان فقال آنس : خطة مين بقى

جنان : آسمر

آسمر : إياد

إياد : بابا

أحمد : روز

روز : مامي

أسيا : جنان

اشقر : أنا

ضحك الكل بصخب فقال : مصدقك يا أمي الهبل ده ميجيش من حد عاقل
1

جنان بضحك : متكسفنيش بقى هترجع تاكل معانا ونقعد سوا وكده

آنس : تخيلي عشان اقنعتيهم بالهبل ده ووافقوا انا كمان موافق

جنان : يس يس

آسمر بهيام : وربي عسل

حضنته بلا خجل فبادلها وقبل رأسها ومر اليوم وعادوا سويا كما كانوا

في صباح يوم جديد
تجمعت الفتيات في المطبخ كالعادة ومعهم إياد يقف ويساعدهم كل حين والآخر وهو يتحدث مع أيه وكذلك أيه

آيه : بجد والله وحشتني الوقفه دي

إياد بخبث : وأنتِ اكتر يا آيه بس الحمل بيحلي

آيه بضحك : وحياة ماما

إياد بضحكة مكبوته : عارفه يا جنان كنت بقول نبدل واتجوز آيه بس روز موافقتش اصلي حليوه والبنات تحبني طب بزمتك يا آيه لو كنت جتلك كنت هترفضي

آيه بخبث : الصراحه لا .. هو أنا أطول أتجوز إياد السلحدار

ضيقت روز عيناها لتعلو ضحكات أنس وإياد ثم ضربوا يديهم ببعض، وقف انس على باب المطبخ ينظر لكلاهما بغيظ واضح وغيرة تلمع في عيناه

جنان بضحك : جرب نار الغيره

ضحك الاثنان ولمح روز تشير بالسكينه له فاقترب منها وحاوطها

إياد وهو يشيح السكينة من وجهه : قد الحركه دي

روز بحدة : هقتلك لو بصيت لغيري حتي لو بهزار

إياد بضحك : طب متقتلي صاحبتك يرضيكي ترملي مراتي طب اخويا وعادي

روز ببرود : لا هقتلك أنت

إياد بخبث : تعرفي نفسي في ايه

روز : أيه ؟

إياد وهو يبتعد : هقولك اما نطلع شقتنا عشان معانا اطفال

وعلت ضحكاته لينظر للفتيات رأهم ثلاثتهم يحملوا اسلحه بيضاء روز سكينه وآيه ملعقه كبيره وجنان مغرفه ويجروا خلفه فجري وعم الضحك المنزل

إياد بخوف مصطنع : تلاته علي واحد

الثلاثه : يدوووب

إياد بفزع : والله حرام

آسمر بضحك : عمل ايه ؟

إياد : ولا حاجه

آيه بغيظ : اه يا كداب

إياد بخبث : طب متقوليله قولت أيه ؟

نظرت له هي وجنان وروز وعم الصمت ليتجه ثلاثتهم خلف بعض للمطبخ فضحك بقوة ليعلم آسمر انه وبالتأكيد شيء وقح مثله

***************

وقف ناني أسفل منزل السلحدار تنظر له لترفع الهاتف لأذنها وتتحدث مع رأفت وهناك بعض القلق والخوف يلتمعوا في عيناها من القادم، رد رأفت عليها لتجيب

ناني بقلق : يعني انفذ الوقتي

رأفت ببرود : ايوه دا وقت التنفيذ

ناني منهية هذه المكالمة : ماشي

في الأعلي
رن فون آسمر فأجاب علي الرقم وسمع ما قاله ليهز رأسه بهدوء ثم نظر للكل ليلاحظوا هذا وقبل أن يسأله أحد وقف حين أغلق الخط وتحدث إلى أخاه

آسمر وهو يقف : إياد خد مراتك واطلع شقتكم متنزلوش

إياد باستغراب : في ايه ؟

آسمر بهدوء : بقولك خد مراتك بسرعه يلا يا روز

آنس بعدم فهم : طب فهمنا

آسمر وهو يوجه حديثه لانجي : انجي أنتِ روز ماشي يلا يا روز مع إياد وسيبوا آيان يلا

فهم إياد أن هناك شيء ليمسك يدها وشدها بسرعه للخارج وصعدوا اول سلم وهو يتجه للثاني عاد خطوة ليرى جنان مهلاً جنان بالداخل إذا هذه ناني التوأم التي انتشر خبر وفاتها، كادت روز تنزل لكنه منعها وجذبها لأعلى

عدل آسمر من وضع الكرسيين قائلا : آشقر متتكلمش خالص ماشي

آشقر : حاضر

رن جرس الباب فوقف آسمر ورفع ذقن جنان وقبل جبينها مطولا قائلا : سامحيني علي اللي هعمله بس مضطر يا قلب آسمر

جنان : في أيه ؟

مشى إبهامه علي وجنتها وقبل الأخرى مطولا ليستمع للجرس يرن مره اخري فابتعد وذهب، فتح الباب حسناً ولنقل كله تمثيل فهو يمثل الصدمه

ظل الصمت حليفه حتي ذهبت جنان ترى قلقا من تأخيره وتصنمت هل هذا حلم ام علم ؟ أختها توأمها ناني النقطة التي هي نهاية سعادتها

جنان بصدمه : ناني

مسكت تيشيرت آسمر من الخلف واختبئت في ظهره هل لو قالت له احتضني بقوه واهمس لي بعشقك سيقولوا الوقت ليس مناسب، عادت تنظر لأختها ليغمرها الشوق لها والتمعت عيناها بالدموع

***************

في شقة إياد
تنهدت روز بنفاذ صبر وفضول يكاد يقتلها لتجلس بجانبه وتهز يده لكي ينتبه لها

روز بعبوس : طب هو ليه احنا طلعنا هنا .. عايزة اتفرج

إياد بهدوء : تتفرجي ؟! اكيد حد باعتها وآسمر عارف

روز باستغراب : مين يعني ؟

إياد بهدوء : قوليلي لسه بيجيلك رسايل

روز بهدوء : لا معتش بشيل فون بتكلم من بتاع البيت الواحد مش ناقص تعب أعصاب

إياد : اممم ماشي

وعم الصمت لدقائق قطعته روز قائلة : إياد

إياد باستغراب : نعم

روز بدون مقدمات : حصل علاقه بينك أنت وانجي حتي لو في الماضي

إياد : تؤ علاقه لا انما عادي يعني كنت ... خلاص محصلش

روز بغيرة : هو في ما بينكم عادي ولا فعلا كان باين في الفيديو مبطلتش بوس فيها ويا تري قبل كتب الكتاب

إياد بسخرية : اممم كتير قبله

روز وهي تقف : عشان كده الجوازه باظت تستاهلوا ما انتوا اصلا ......

إياد بهدوء مقاطعا إياها : روز مش عايزين حد يسمع صوتنا وروحي اعملي اكل انا جعان
+

نفخت خدودها وكادت تذهب ليسحب يدها وضمها له ثم همس في أذنها : أنتِ كل حاجة الوقتي

رفعت عيناها له لتهمس : عارفة
كانت المواجهه حاده جدا وآسمر كعادته المرحه تخطر له افكار فهي تشبه المسلسل الهندي والآن ستشتعل موسيقي حاده يليها موسيقي مؤثره ود لو يضحك لكن السؤال هنا لما تأتي ضحكته في الوقت الغير مناسب دائما
2

آسمر بترحاب قوي : اهلا وسهلا حلوه الحياة دي كل الميت بيرجع

ناني بعدم فهم : هاااا مش مهم التريقة وأي حاجة المهم أنا جايه وعايزه بنتي

آسمر بضحك : بنتك .. بنتك بجد

مازالت جنان خلفه تمسك ملابسه تخشي ان يتركها ويذهب لأم ابنته هذا فقط ما تفكر فيه هي زوجته الأولي

ناني بحدة وغضب : ايوه بنتي دي بنتي انا

آسمر ببرود : اممم بأمارة ايه ولدتيها تؤ ربتيها تؤ ملكيش حق فيها فاهمه يا ... ناني ههه

ناني بعصبيه : لا ليا يا آسمر ليا كتير اوي ولو رفعت قضيه البنت هتكون من حقي أنا

جنان بدموع ولهفة : لا يا ناني متعمليش كده

آسمر بحده : اخرسي يا جنان وأنتِ اعلي ما في خيلك اركبيه

نظرت له وانسابت دموعها فضحكت ناني قائله : ايه الحب طار فعلا يا آسمر

آسمر بسخريه : البركه فيكي وفيها

عقدت جنان حاجبيها ونظرت لكلاهما قائله : قصدكم أيه ؟

ناني بسخرية وضحك : هو مقالكيش انه عارف مين جنان الحقيقيه ومين ناني

شهقت بصدمه وتركت ملابسه قائله بدموع تنساب بغزاره : وفضل معاكي وتمم جواز ....

انفجرت باكيه بقوة فقالت ناني بسخريه خلفها شيء دفين يريدها أن تصحح فكرتها عنه : متتأثريش اوي كده معرفش غير بعده وطلقني بسببك بعدها بشهر بس اللي مستغرباه عرف منين ولا يمكن يكون غلط معاكي وعرف من كده

صفعة قويه تلقتها من آسمر وصرخ بها : واحده زباله مفكره كل الناس زيك وعند جنان واوقفي فاهمه ؟

جنان بصراخ : لو كان غلط مكنش انضحك عليا منكم كنت غصب عني هتجوزه ومش هتقدري تكوني مكاني يا ريته عملها يا ريته منك لله أنتِ وشيرين هانم

ناني بصراخ : غبيه أنتِ واحده غبيه وانا اللي استاهله انا عشانه اتحديتك وبعدتك انما أنتِ ايه أنتِ حبك ضعيف مش زيي .. نحية كل الناس كان حبك أضعف

جنان ببكاء : بس أنتِ عارفه لو كنت خيرتيني كنت هختاره بس انتوا لعبتوا عليا ووهمتوني اني عندي كانسر مرحله متأخره

ناني بنفاذ صبر : مش قولتلك حبي أكبر

آسمر بعصبيه : خلصتوا انتم الاتنين خلوني انا بقي اتكلم انا مش لعبه في ايد عيلتين كل واحده ترميها للتانيه ذي الكلبه يا ناني هتقعدي هنا وبنتك مش هتلمسيها وانتي يا جنان هعرف اكسرك كويس وهرميكي لما تخلفي ليا طفل بعدين تاخدي اختك الزباله زيك ومشوفش وشك فااااهمه

انتفضت آثر صراخه بوجهها وعادت للخلف تبكي أكثر فهي لا تستحق هذا ما ذنبها في صفاء نيتها، كادت ناني تقترب منها وتمسك يدها تهدئها لكنها تراجعت

آسمر بحدة وغضب : اوعوا تفكروا آسمر السلحدار لعبه بين ايديكم انا بقي اللي هخليكم لعبه وهرميكم واعرفكم وابقي قابليني لو أنتِ شوفتي بنتك من الوقتي او أنتِ يا جنان هتشوفي الطفل اللي جاي فاهمه

جنان ببكاء : آسمر انا اسفه والله ضحكوا عليا مامي خدعتني وقالتلي ده احسن ليك أنت وانا كنت خايفه اموت واسيبك والله اتعذبت كتير اوي بسببهم

آسمر بحده : ادخلي هاتي جيني ويلا علي فوق فاهمه

ذهبت واحضرت الطفله اتت ناني تراها فدفعها آسمر قائلا : ادخلي علي اوضتك وخلقتك مشوفهاش ومن يوم ورايح متنزليش هنا لحد اما تغور يلا

وصعد الاثنان أما ناني ذهبت للغرفه بسرعه حتي لا تواجه أحد أكثر من هذا فهي أضعف من كل ما يحدث حولها، تريد هذه الحياة لكن ليس هناك سبب لتعيشها لكن مهلاً هي تريدها فهي تشعر أن هناك شيئا جميل ينتظرها 

اتجه آسمر شقة اخاه ثم رن الجرس لتندفع روز تفتح قائلة بفضول : هاا عملتوا أيه .. سجلت كنت سجل عايزة أسمع

ضرب رأسها بضحك قائلاً : نامي يا روز

روز بضيق : يا إياااااد

خرج إياد ليردف : بتزعل روز ليه ياض

آسمر : فكك منها وركز معايا

نظر له إياد بانتباه ليكمل : ناني تحت ورأفت باعتها إنجي هي روز وخليك أنت وروز هنا الكم يوم الجايين لحد أما نجيب اخرها

إياد بجدية : هتجيبه بكام ؟

آسمر باستغراب : هو أيه ده ؟

إياد بضحك : أخرها

رمقه آسمر بنظرة قاتلة ليردف : تصدق بالله أنت عيل ***

إياد وهو يحاوط عنقه : للدرجة دي بتحبني

دفعه عنه ليعود ويشتمه ثم اكمل : هطلع أكل معاك عشان متاكلوش لوحدكم او تنزل تاكل معايا فلة

إياد بإبتسامة : فلة يا حبيبي

تركهم آسمر ونزل فتح الباب وجدها تقف تنتظر وحين رأته جلست علي ركبتها تبكي وتحني رأسها أرضاً، دفع الباب وجري انحني امامها ليجدها تتحدث بإنكسار

جنان ببكاء : وحياة اغلي حاجه عندك سامحني انا اسفه

رفع وجهها بين يديه ومسح دموعها وقبلها برقة ثم ابتعد يقبل كل وجهها ويعتذر منها وهي مصدومه بل وسعيده جدا

جنان : يعني أنت ....

وقبل ان تتحدث قاطعها بطريقته ولم يسمح لها أن تتحدث أبداً في شيء، بعد وقت جلس نصف جلسة يأخذها في أحضانه وقص لها كل شيء بهدوء ظاهري

جنان بعتاب : ليه مقولتليش

آسمر بهدوء : كنت بعاقبك

جنان بمرح : وهو في عقاب حلو كده

نظر لها قليلاً ثم انفجر ضاحكا ليردف : اسمعي كلامي وانا هخلي كل حاجه حلوه قدام اي حد تبيني آسمر دا ايه شيطان

جنان بغمزة : وهو في شيطان حلو كده

آسمر بضحك : يخربيت جنانك

حضنته وسندت علي رأسه ثم تمردت دموعها قائله : شوفت الحياه عملت فينا ايه وضيعت مننا ايه

آسمر بحنيه : نخلص بس من ناني واللي وراها وهعملك فرح محصلش

جنان : مش عايزه فرح ولا عايزه حاجه عايزاك انت وبس يا آسمر مستعده ابقي خدامتك بس متبعدنيش
1

آسمر : طول منا عايش يا جنان أنتِ ملكه متوجه علي راسي يا قلب آسمر

تود ان تخبره لو ظلت هي علي قيد الحياه فهي توقفت عن اخذ موانع الحمل وهذا يقتلها تدريجي فقد حذرتها الطبيبة

***************

في شقة آنس
أن أنس بألم قوي يعصف برأسه ليمسكها ثم فكر أن لابد من تغيير الشاش، فقرر الاتجاه له حتى تساعده

آنس بتعب : آيه انا .....

تجاهلته وذهبت فنظر خلفها وعاد لغرفته بحزن حاول تبديله لم يقدر ففكه نهائي واخذ مسكن وتمدد ونام

آيه : يا تري كان عايز ايه يلا مش مهم يخفي

استيقظ آنس بعد وقت ليس طويل فهو لم يستطع أن يغفوا، وضع لاصق علي الجرح وخرج ليجدها تقف بالمطبخ وتفعل قهوة لنفسها

آنس بتعب : ممكن نتكلم يا آيه

رمقته بنظره قاتله واتت تذهب فمسك يدها : اما اكلمك اقفي كلميني

آيه بحدة وغضب : أنت اقل من اني اكلمك يا آنس

فجأة ترك يدها مباشر ليتركها تذهب من أمامه ثم نظر خلفها وكم ود أن يقول لها " حتى أنتِ "
1

***************

مر حوالي اسبوع كامل
كل شيء يسير على ما يرام أي كما خطط آسمر له وكما اراد أن يسير، دخل شقة والديه ليعقد حاجبيه فلا وجود لإنجي بينهم

آسمر باستغراب : فين روز ؟

أسيا باستغراب وهي تبحث عنها بعيناها : مش عارفه يا ابني قومت الصبح ادور عليها ملقتهاش

دخل غرفة انجي لم يجد اثر لها لكن وجد شيء قطرات دم وجزء من الفازه مكسور علي الأرض فخرج واتجه لناني يجذب شعرها دون مقدمات

ناني بصراخ : أه آسمر ايدك انا معملتش حاجه

آسمر : فين رأفت يا ناني ؟

ناني بكذب : رأفت مين ؟

آسمر بصوت عالي : إيااااااد روووووز إيااااااد

نزل إياد وروز بسرعه فنظرت لهم بصدمه كيف ألم يقول لها رأفت أن إياد مات ؟! مهلاً أيضاً اليست روز هنا لما يسأل عليها هل .. ؟!

ناني بصدمه : روز ازاي ؟

آسمر : قوليلي بقى رأفت خاد انجي فين

إياد بقلق : انجي مالها

نظرت له روز بغيره وعصبيه أما ناني فلم تنطق فكاد ودون سابق إنذار رفع آسمر يده وصفعها لتشهق بقوة وألم فجرت جنان عليه وحاولت دفعه

آسمر بصراخ جنوني : ابعدي يا جنان من وشي

جنان ببكاء : مش هبعد ابعد أنت عن اختي

آسمر : جنان متخلنيش اتغابي عليكي غوري من قدامي

جنان : لا مش همشي وابعد يا آسمر عنها دي اختي

ناني بحزن ودموع : هقولك اللي اعرفه

*****************

في شقة إياد
جهز إياد نفسه ليذهب متجة لانجي فوقفت روز في طريقة والغيرة تأكلها تدريجي فهي تكاد تبكي، تحدثت معه بغضب شديد

روز بعصبيه : يعني ايه تروح يا إياد منتش رايح

إياد بحده : روز مش عايزين نتشاكل ابعدي من قدامي

روز : مش هبعد انت اللي هتقعد ومش هتروح

إياد وهو يدفعها من وجهه : وانا بلعب معاكي روز ابعدي انجي في خطر

روز بصراخ وعصبيه : تولع انجي تولع يا إياد مش هتروح وتنقذها انشالله تموت ميهمنيش منتش رايح

إياد : لا مش تولع وهروح ومش هسمح لحاجه تأذيها

روز : يعني بتحبها

إياد وهو يدفعها : مشيها ذي ما تمشيها

روز بصراخ جنوني : مش هسمح ليها يا إياد مش هسمحلها تاخدك مني يا إياد فاهم انت بتاعي هقتلها وربي لقتلها لو خدتك مني هدمرها فاهم يا إياد اعرف الكلام ده كويس هقتلها
1

استمع لكل كلمه منها وكم المه قلبه كل هذا بسببه وصلت لهذه المرحله بسببه ليتجه للخارج

روز بكسرة وتعب : كل مرة بكون خيارك التاني يا إياد

هز رأسه بيأس وتركها وذهب لم يعبء لها أيضاً هذه المرة وبقسوة داس عليها وأكمل
1

***************

في مكان ما
تململت وفتحت عينها ونظرت حولها وبعصبيه تحركت لكنهم يقيدوها بقوه

انجي بعصبيه : مين البهايم اللي جايبني هنا حد يرد

دخل رأفت واتسعت عيناه حين رأها فنظرت له بكره كيف لا تعرفه هذا من انجن بها لكن مسبقا

انجي : فكني احسنلك

رأفت بصدمه : انجي

انجي : انجي مين انا روز

اقترب منها وجذب شعرها للخلف قائلا : مفكراني مش هعرفك مجنونة أنتِ .. حبيبك الغبي يتوه فيكي وانا لا

انجي : من صدمتك عايز روز سبني وهساعدك تاخدها بس بشرط تبعدها نهائي من هنا وعن إياد

رأفت بسخرية وغل : صح ما إياد نسي انجي وبقي مجنون بروز وفعلا البنت تتحب عنك وحصل معايا زيه

انجي بغل وحدة : انتم اللي اغبيه عشان هي صغيره وطيبه مش اكتر

رأفت باستفزاز : ههه بتحاولي تهزي حاجه اتكمنت فيا وفي إياد وهي جنون روز

انجي : انا احسن منا

مسح جانب شفاها بإبهامه قائلا : لو فضلتي ميت سنه عشان تبقي زيها مش هتقدري

عضت اصبعه بقوه فضحك حتي تركته لينزل أمامها مباشر ليردف: ذي ما أنتِ ودي احلي حاجه فيكي

انجي : غور من وشي

رأفت : مش قبل ما اعمل حاجه

وقبلها بجنون دون سابق إنذار وهو يتذكر الماضي وكيف كان يراها مع إياد ويجن وكيف كانت بحضنه ايام بملابس السباحه وفكرة ان يكون لمسها تجعله يجن اما هي كانت تحاول تحريك رأسها لم تقدر فهو يثبتها جيدا

ابتعد وكلاهما يزفر بحدة ثم خرج وتركها تشتعل كله من روز  كم تمنت ان تكون روز مكانها الآن

بعد وقت
وجدت مداهمه وضرب نار علي المكان عرفت ان إياد خلف هذا وفرحت كثيرا وبعد وقت كان يفكها وحين وقفت احتضنته واتت تقبله بعدها

إياد : لو سمحتي يا انجي اعرفي حدودك

وتركها وخرج وهي خلفه تنظر لآسمر بشر الآن تعرف لما قام بالتبديل بينهما

انجي : كنت عارف

آسمر : الظابط بيجرح والدكتور بيداوي وروز دكتوره مكنش ينفع اسيبها وذي ما أنتِ عارفه بفضلها عليكي بقى وكدة

وتركها وذهب باستفزاز وهي تسبه وقالت : فين رأفت ؟

إياد : هرب

انجي : ابن ال****

آسمر بغمزة : وانجي ظابط يا حضرة الظابط

جزت علي اسنانها وذهبت للسياره لتعلو ضحكاته المستفزة وهو يسير مع أخاه خلفها

**************

في منزل السلحدار
رن جرس الباب ففتحت روز ظنا انه إياد وجدت انجي فهي كانت في السياره الأولي، اشتعلت أعين روز بحدة وغضب

روز : عايزه ايه غوري من هنا

انجي ببرود : جايه اقولك ان اللي كانت مقصوده تتخطف من انا يا روز أنتِ

روز باستغراب : انا ليه ؟

انجي : الصراحه اللي خطفني مجنون بيكي وانا قولت اقولك الصراحه عليه القيمه ف روحي ليه وسيبي إياد

روز بحدة : مفكراني هسيب إياد بسهوله

انجي : إياد يا روز أنتِ بالنسبه ليه فتره مش أكتر سبيه قبل ما هو يسيبك مشوفتيش شكله اما انا كنت مربوطة إياد بيحبني انا الحب الأول والحقيقي

روز بحدة : نجوم السما اقربلك

انجي : لا مش اقرب هو اقرب وهاخده منك والوقتي تشوفي والنهارده قبل بكره

وفي لحظه كانت يد روز حول عنقها تخنقها وهي تصرخ بها : إياد حبيبي انا وليا لوحدي انا فاهمه سبق وقولتلك هقتلك لو فكرتي تاخديه فاهمه والوقتي انتي اللي حكمتي علي نفسك

حاولت انجي ان تبعد يدها في نفس وقت صعود إياد جريا حين سمع صراخها ومن الصدمه لم يتحرك الا حين وجد انجي تصرخ فجري وبعد روز

إياد بصراخ : أنتِ اتجننتي ايه ده

روز بجنون : قولت هقتلها هي اللي مبتفهمش ابعد والله لا اخلص عليها

وحاولت ان توصل لها مره اخري فصفعها إياد لتشهق هي وحتي انجي وجذب يدها للداخل ثم للغرفه ورماها واحضر شنطتها وبدأ يلم ملابسها وكل ما في اذنه "وفي البعد العلاج"

روز : بتعمل ايه يا إياد

إياد : معتيش تلزميني هرجعك لأهلك

روز وهي تقف وتمسك يده : لا يا إياد لا والنبي متبعدنيش عنك

إياد بحده : انا خلاص قررت ومعتش عايزك
2

روز : لا يا إياد متعملش كده انا أسفه مش هكررها بس متبعدنيش عنك مقدرش اعيش لحظة من غيرك والنبي

اغلق شنطتها ومسك ذراعها ثم جذبها وهي شرعت بالبكاء وهي تترجاه

روز : لا يا إياد والنبي لا متبعدنيش عنك يا إياد هتخنق بدونك واموت

في الأسفل
خرجوا علي بكائها وتصنموا وهي تبكي بجنون وتترجاه وهو جامد كم قلبه قاسي كالحجر

آسمر : انت بتعمل ايه

إياد : محدش يتدخل ..... عايزه أيان

روز ببكاء مرير : والنبي يا إياد متبعدنيش عنك بموت لما بكون بعيده عنك إياد اسفه مش هكررها

إياد بصراخ : ردي عايزاه

آيه بعصبيه : أنت بني ادم غبي ايه اللي بتهببه ده

روز : إياد والنبي اسمعني خلاص مش هاجي ناحية انجي بس سبني جنبك والنبي لو عايزني اوافق تبقي مراتك علي طول موافقه بس متبعدنيش

آسمر وهو يدفعه : سيبها يا أخي أنت أيه

لكمه إياد وجذب ذراعها ونزل فصرخ به آسمر : ارجع يا إياد هتندم هتندم وهتخسر كل حاجه ارجع هيجي اليوم اللي تعيط فيه هتدمر زيي بس المره دي هتبقي اصعب عشان عملت كده بمزاجك ارجع متغلطش ويحصلك اللي حصلي

اختفي إياد ب روز وكانت آيه وجنان يبكوا وحتي ناني فبالرغم انها لا تحب روز الا انها بكت لأجلها، تجمعت دموع آسمر فآخر شخص يريده أن يتأذى هو روز
1

جنان ببكاء : اوعي تعمل فيا كده
+

آسمر بتعب : اغبيه هما اغبيه انا مش هسمح حتي للموت ياخدك مني

*************
وضع إياد يد روز في يد أباها فبدأت بالصراخ وهي تنظر له، تحدث هارون مع إياد قائلاً : دمرت بنتي وجايبهالي

إياد : بنتك قربها مني مرض

هارون : هعالجها بس متلزماش .. اطلع بره

روز بصراخ وهي تراه يمشي : سبني يا بابي سبني اروح لإياد حبيبي ابعد عني إياااااااد سبني يا بابي إياااااد

هارون بدموع : اهدي يا روز عشان خاطري .. مهديء يا رولا بسرعة

اتت بالحقنه ومسك ذراعها ليتحكم بها فوجدها تستلم له وتهز رأسها بتأكيد ان يعطيها إياها فأعطتها رولا لها وغفت وهي تنادي عليه وتضم أباها

هارون بغضب : واغلي حاجه عندي لهخليك تيجي تبوس رجليها عشان ترجعلك ومش هسمحلها

رولا ببكاء : اهدي يا حبيبي

مسح دموعها وحضنها بقوه أخطأ ابن السلحدار حين اذى عائلته فهو لا يعرف أن اغلي ما عنده روز ورولا وهما السبب في بقائه حي يعافر لأجلهما

***************

في منزل السلحدار
وصل إياد وصوت بكائها وترجيها يرن بأذنه لكنه مشي بمبدأ "وفي البعد الدواء " لا يعرف ان ليس في كل الحالات هذا وان تعالجت سيخسرها
7

وجد لكمه قويه يليها اخري واخري واخري ولم يدافع عن نفسه فهو ليس به نفس ليفعل

آسمر بصراخ : خليك راجل ودافع عن نفسك انت بقيت ذي الستات يالا دافع عن نفسك

ولكمه مره اخري فأتي آنس جريا وحاول ان يبعده

آسمر بصراخ : ابعد عني يا آنس هقتله دا خساره في حقه كلمة راجل ابعد

نزل الكل علي صوتهم في المدخل وتدخل أحمد وبعدهم عن بعض

أحمد : ايه علي اخر الزمن ولادي اللي قدوه في حبهم لبعض يعملوا كده

آسمر : عشان ايه عملنا كده يعني عجبك اللي عمله في روز

أحمد : وربنا كبير وهيدفعه التمن غالي انما متعملوش كده

آسمر : انا نفسي اكسره في بعض دا غبي مبيفهمش دي نفسها روز اللي انا شخصيا كنت مصدق انك ميت وهي لا دي نفسها روز اللي عشقتها دي نفسها روز ام ابنك عملت فيها ايه رد

نظر لهم أحمد بقلة حيله ثم تركهم وغادر من أمامهم

أسيا : لا أنت يا إياد تستحق روز ولا انت يا آنس تستحق آيه يا خسارة تربيتي فيكم

جنان بمراره : ولا حتي اللي كويس فيهم يا مامي مراته تستاهله

أسيا : بالعكس يا جنان عشان نية آسمر ربنا موقفها معاه وانتي في حياته ومش هسمح لأي حد يهدم اللي بينكم
+

نظرت لآسمر تشعر انه كثيرا جدا عليها اما إياد فأخرج ورقه من جيبه ومسك يد انجي ووضعها

إياد : اطلعي بقي من حياتي
فتحتها وتمردت دموعها بقهر هذه ورقة طلاقها فقد قام إياد بقطع أخر صلة بينهما بعدما فارق روز

***************

في شقة آنس
جلس أنس ووضع وجهه بين يديه يستمع لحديثها الساخر مجبر على التحمل

آيه بغيظ : الجو خلي ليك خليك انت الصدر الحنين وروحلها

آنس بحزن : عايزه ايه يا آيه ؟

آيه بصراخ : عايزاك تحبني نص حبها حبني ذي ما بحبك

آنس بهدوء ظاهري : انا مبحبهاش ومش عارف اسمي الفتره اللي عدت ايه بس مبحبهاش

آيه بصوت عالي : أنت كداب

آنس بتنهيد : والله ما هي نقصاكي

آيه : طلقني يا آنس

اتسعت عينه ونظر لها بزهول وصدمة قائلا : ايه ؟

آيه : طلقني روز اختي وانا مش هقدر اقعد لحظه من غيرها

آنس بنفاذ صبر : وانا ذنبي ايه ؟

آيه : ذنبك إن اخوك إياد انتوا ليه مش ذي آسمر ربنا يخليه لمراته ويبعد عنهم كل حسد بس ولا واحد فيكم زيه انت وإياد الواحد يقرف يقعد معاه خاينين العشرة

وتركته وذهبت فنظر خلفها قائلا : مشيها هرمونات حمل خليني اخلص اووووف نقصاكي هي يا بنت ياسر
5

***************

في شقة أحمد
دخل آسمر وبحث بعيناه عن ناني ليجدها تجلس مع جنان فنظر لها وسحبها له لتقف أمامه ودون مقدمات تحدث معها

آسمر بحده : جنان مراتي وحبيبتي وانا هستحملك عشانها وبس فاهمه اتصال برأفت هقتلك وانا اعملها بكل برود وان حصل وكلمه صغيره اتقالت لمراتي هدمرك يا ناني معنديش اغلي منها وبنتنا ذي ما بتقولي مش اغلي منها عندي .. أنا بديكي الأمان من رأفت

ناني بخفوت : تمام حاضر

آسمر لجنان بضيق : يلا يا هانم شيلي بنتك وعلي فوق

جنان بحزن : حاضر

وخرج خلفها ومشوا حتى وصلوا لشقتهم ودخلوا ليردف موجه حديثه لها : حطي البت دي في سريرها وحضريلي الحمام بسرعه

جنان : حاضر

ذهبت وضعت ابنتها وعادت للحمام فتحت الحاجز علي البانيو فشدها لحضنه وفتح عليهم الماء فشهقت هدئها ومسد علي شعرها

آسمر : مالك يا قلب آسمر

سندت برأسها علي صدره وقالت : أنت كتير عليا اوي يا آسمر عايزاك تطردني من حياتك انا مستحقاش

آسمر بحده : المشكله بتدبشي وانا متعصب وبمنع نفسي ان كله يجي علي دماغك

انفجرت باكيه ليس من كلامه وانما مما تشعر وحضنته بقوه فاعاد شعره وابتسم بعشق

آسمر : يا هبله يا آخر صبري اقعدي اغلطي وانا هصلح اقعدي ادبشي وانا هستحمل ولعي في الدنيا وانا هطفي اعملي جرايم وانا هحميكي أنتِ حره في حياتك وانا في ضهرك مش هزهق ولا هندم علي حبي ليكي ولا همل يا جنان بس خليكي جنبي ومتقوليش هسيبك او اطردني او هبل من ده

واكمل بمرح : بعدين مبحبش الناس العكننه انا زوج فرفوش واحب مراتي تبقي فرفوشه زيي ويلا اصل بصراحه عايز ارقص

نظرت له وضحكت فضحك قائلا : مفكراني بهزر دا انا سامع عن مهرجان جديد ايه خرافه يلا
4

انفجرت جنان ضاحكة لتردف : انا بحبك اوي يا آسمر اسمك دا بيفكرني بناناه وانا صغيره تقعد تقولي يا آسمر وانا كنت بتضايق واقولها هو انا سمرا يا ناناه بس فجأه عشقت الإسم

آسمر بغمزه : عشان صاحبه عسل زيي

جنان : عسل بس يا خواتي دا عسل وسكر وشربات مكرر

ضحك وانحني يحملها من قدمها وخرج من الحاجز يدور بها قائلا بحب واضح : يا بت بمووووت فيكي

جنان بإبتسامة : أنا اكتر

*****************

مر حوالي اسبوعان
وقفت جنان تسند على طرف الحوض وتمسك معدتها وهي تتقيء وتفرغ ما بها وأصبح ما تفرغه اللاشيء فزاد من تعبها وانسابت دموعها

آيه بقلق : مالك يا جنان

جنان : ا.....

واعادت رأسها للحوض وبكت من الألم فذهبت أيه إلى حماتها تخبرها ما به جنان

آيه بحزن : ماما جنان تعبانه اوي شوفيها والنبي

أسيا : حاضر

اتجهت ناني مسرعة لأختها وخلفها أسيا لتمسكها بقلق عليها وبدأت تمسد على ظهرها بحزن

ناني : مالك يا جنان ؟

غسلت وجهها ووقفت بتعب قائله : مفيش بس معدتي بتقلب ساعات

شهقت جنان وناني بفزع حين شرعت أسيا بإطلاق صوت : لولولولي يا الف نهار ابيض شكلك حامل يا جنان

جنان بهمس وصدمه : حامل

آيه بسعادة : الف مبروك يا جنان .. انا هكلم آسمر

جنان بفزع : استنوا ..

لتكمل : اعمل اختبار ومحدش يقول لآسمر اني تعبانه

هز الكل رأسه بتفهم ليردفوا : ماشي

******************

في منزل هارون
وقف هارون بجانب رولا ينظر لابنته التي تتحدث رغم نومها ودموعها لا تتوقف، ليزداد حزنه حين تذكر أنها من أخبرته أن يعطيها مخدر حتى لا تتألم أكثر

روز : إياد تعالي خدني إياد عايزاك

هارون بعصبيه : هفضل لحد امته معيشها علي المحاليل والمهديء يا رولا

رولا ببكاء : اهدى أنت مش بتشوف شكلها اما بتفوق

هارون بنفاذ صبر : وال**** جوزها مجاش ولا مره سأل عليها كأنها كلبه وربي لدمره

رولا بحزن : اهدي يا هارون هلاقيها منك ولا منها انا ام وقلبي بيتقطع علي بنتي وأنت تقولي إياد

انفجرت باكيه رغماً عنها فاحتضنها ومسد علي ظهرها، ثواني واستمع لصوت الجرس فاتجهت رولا ترى من بعدما مسحت دموعها، تفاجأت بآسمر أمامها

رولا بترحاب : اهلا يا آسمر اتفضل

آسمر بهدوء : عمي هارون هنا ؟

رولا بإبتسامه واحترام : ايوه اتفضل

دخل مبتسما ووضع الورود التي احضرها وقال : فين روز ؟

رولا : في اوضتها نايمه

آسمر : طب انا هطلعلها ممكن تيجي معايا

رولا بإبتسامة : يلا

صعدت معه لأعلى ودخل هو بينما وقفت على الباب ونظرت بإتجاه غرفتهما فيبدو أن زوجها لم يعد يتحمل رؤية روز هكذا، تنهد آسمر بحزم وبدأ يتحدث معها

آسمر : عايزاكي تبقي قويه يا روز متبكيش علي حد ميستهلش .. روز أنتِ سمعاني اللي ميبكيش عليكي متبكيش عليه يا روز انا في ضهرك واخوكي أنتِ قبله

ابتسمت رولا وكم تمنت مسبقاً أن يرزق ابنتها بمثله وهل من أم لا تتمنى مثله لأبنتها ؟! فهو حنون وذو أخلاق ومتفهم وأيضاً، فاقت على صوت آسمر

آسمر : عن اذنك

رولا بإبتسامة : اقعد يا آسمر هنادي هارون

آسمر : مره تانيه ان شاء الله

تركها وذهب متجها لمنزله اما هي ذهبت متجهة لغرفتها وجلست بجانب هارون تخبره بقدوم آسمر لها

هارون باستغراب : مشى ؟

رولا بهدوء : أيوه ...... ربنا يخليه لمراته

هارون : يا رب

****************

في منزل السلحدار
دخل متجها للمطبخ وجدهم يقفوا جنان ناني آيه وحتي والدته تجلس علي كرسي فاقترب ونظر لكلاهما بدلت ملابس الصباح لما ؟! مهلاً لا يهم، احتضنها من الخلف فضحكت بشحوب

جنان بخبث: انا ناني

آسمر وهو يفك الزر العلوي من بلوزتها بخبث : نتأكد

جنان بخجل وصدمة : آسمر يا مجنون بتعمل ايه ؟

ضحكت آيه وناني بينما أدار رأسها ليشير على الشامة في عنقها فضربت يده بحدة ليمسك يدها بيده ضاحكاً

آسمر بإبتسامة : عرفتي أنتِ مين فيهم

جنان بحدة : بطل جنان يا آسمر كده مينفعش

قبل عنقها بمرح قائلاً : وحشتيني

جنان بحدة : انت قليل الأدب اتكسف مره يا شيخ

آسمر بضحك : ما هو عشان انا مش شيخ مبتكسفش هاتي بوسه بقى

ومسك فكها وكاد يقترب منها فضربته بقدمه بغيظ ليبتعد ضاحكاً

آسمر بغمزة : بعشقك يا بت وأنتِ شرسة

جنان بحدة : بطل كلمة بت دي يا آسمر عشان منزعلش سوا

آسمر : لا والنبي زعليني يا بت

شدت لياقته قائله : هقتلك

باستفزاز قبلها جانب شفاها فادارت أيه وناني وجوههم وضحكا لتنظر له جنان وتنفجر باكية

جنان بدموع تنساب : انك تحرجني مفهاش هزار يا آسمر

مسح دموعها بيده وداعب انفها رغما عنها ضحكت لكنها جرت علي الحوض تفرغ ما بمعدتها فجري خلفها قلقا

آسمر : حبيبي

بعدته بيدها فبعد يدها ومسك خصرها وشعرها ثم غسل وجهها وخرج يجلس وهي بحضنه

آسمر بقلق : مالك يا قلب آسمر

سندت علي كتفه بتعب واغمضت عيناها فخرجت امه

آسمر بخوف : مالها يا امي فيها ايه ؟

أسيا : هي كده من الصبح ومكنتش عايزانا نقولك

آسمر بقلق : طب قومي غيري هنروح لدكتوره

جنان بخفوت : انا كويسه شويه وهفوق

آسمر : لا شويه ولا شويتين بقول يلا

ومع إصرار آسمر وقفت جنان واتجهت لأعلى تجهز ملابسها ثم بدلتها لتتجه معه حيث أخذها وحقاً فرحت كثيراً بإهتمامه وقلقه الواضح

وصلوا للطبيبه ودخلوا لها سويا فقلقت جنان ان تخبره شيء فهي نفس الطبيبه التي كانت تتابع معها

الطبيبه بترحاب : اهلا اهلا جنان هانم آسمر بيه خير

آسمر بملامح يظهر عليها القلق : يا دكتوره جنان تعبانه وبتستفرغ من الصبح وانا قلقان عليها

الطبيبه : طب تعالي اوضة الكشف

واخذتها لغرفة الكشف ومعها آسمر وبدأت تفحصها ووضعت جل علي بطنها وبدأت تحرك الجهاز .. هزت الطبيبة رأسها بحزن وكانت الصدمة حليفتها ألم تخبرها الا تفعل ؟!

الطبيبه بتنهيد : حمل

آسمر باستغراب : أيه ؟

الطبيبه بقلق وهي ترمق جنان بحدة : المدام حامل الف مبروك

*************

ونذهب الي وقت بعيد قليلا
جلست أيه أمام الطبيبة النفسية الخاصة بجنان تتحدث معها فحقاً الجميع يحتاج لأح ليس شرط أن يكون طبيب نفسي لكن يريد أحد يحتويه ويسمعه دون الخوف أن يفشي اسراره

الدكتورة بهدوء : معاملتك مع آنس محستيش بالذنب او الشفقه

آيه : تؤ كنت بحس بوجعه وكان بيوجعني انما ذنب وشفقه لا بس وجعي كان اكبر

الدكتورة : طب جنان مقلتش لآسمر علي قلبها وتعبه

آيه بحزن : لا وكانت الصدمه الاكبر انهم مكنوش واحد

الدكتورة بهدوء : توأم ؟

آيه بنفي : لا كانوا تلاته سوا وآسمر كان فرحان وهي فرحانه لفرحه بس مفكرتش بنفسها

الدكتورة : انجي راحت فين ؟

آيه : بعدت اوي عن الكل وبقت لوحدها خالص وسمعنا انها رجعت للشغل

الدكتورة : طب كملي يا آيه

*****************

في شقة آنس
جلست على الأريكة وتبرد اظافرها بملل وهو اتجه للمطبخ وبدأ يحضر قهوته وحين كان يسكبها صرخ وهي تقع علي يده فذهبت له

آنس : أةة

جز علي اسنانه بقوه ثم فتح الماء عليها وهي تتابع بملل واي قلب احب هذا اين الألم لألمه نظر لها بصدمه ثم اغلق الماء وذهب

جلس بالغرفه وحده بعض الوقت ثم اتي يخرج سمعها تتحدث

آيه : خلاص يا آشقر روح الرحله ودي الفلوس قدم بكره وانا همضي

آشقر : أحلى ماما في الدنيا بحبك باي

وتركها وذهب فاتت لتقف وجدت آنس اتت تتجاهله فوقف امامها

آنس باستغراب : رحلة ايه ؟

آيه ببرود : رحله آشقر عايز يطلعها وانا وافقت

اسوأ ما تفعله المرأه هي ان تجعل الرجل دوره ليس موجود وتشعره انه لا لازمه له بحياتهم وهذا ما فعلته آيه
3

آنس بجمود : بصفتك ايه ؟

آيه : بصفتي امه

آنس : امه من اي زاويه اوعي تنسي نفسك بالذات مع آشقر يا آيه دا ابني لوحدي فاهمه واوعي بعد كده تتصرفي كأني ميت

واستدار وتحدث بصوت مجلجل : آشققققر آشققققر

خرج وهو يكاد يقع من الرعب وقال : نعم يا بابا

آنس بصراخ قوي بوجه الصغير : مين سمحلك تطلع الرحله وبأي حق تطلب من آيه مش مني ايه شايفني موت

آشقر بدموع : انا اسف يا بابا

آنس بصراخ اشد : متقولش آسف فاهم آسفك هيعمل ايه اياك ثم اياك تتكرر ومفيش زفت رحله ولا هسمحلك تخرج عشان تبقي تتعامل كأني ميت

آيه بزعيق : متكرهش الطفل فيك اكتر حتي ده بتكرهه فيك

آنس بصراخ اشبه بالجنون : وانا من امته حد بيحبني ردي عليه من امته دا اللي ناقص تتعاملي كأني ميت مش عايز حبه لا هو ولا غيره عادي هينفعني ربنا ياخدني من وسطكم عشان تبقي تتصرفي براحتك يا آيه

ومسك رأسه وفجأه تدفق الدم من انفه فاتسعت اعين الصغير بصدمه ووقع آنس وسطهم

آيه بصراخ جنوني : آآآآآنس
في منزل هارون
استيقظت روز من النوم والإضاءه مشوشه جدا بالنسبه لها فاغمضتها بقوه وفتحتها وبدأت بعض التخاريف تتمكن منها بسبب كثرة المهدئات التي أخذتها

روز : قومي عشان تروحي لإياد حبيبك يلا يا روز

وجلست بتعب ونظرت للخف المنزلي ثم ارتدته فكان رقيق جدا ووقف تسند علي الحائط حتي نزلت

روز : الحمد لله هما نايمين هطلع من الباب الخلفي

وذهبت للمطبخ واخذت مفتاح القفل وفتحته وخرجت من البوابه الخلفيه ومشت بالطريق تائهه

روز : معيش فلوس اركب اعمل ايه .... همشي اه
1

وبدأت تسير في الطريق وحدها تائهة لا تعي أين وجهتها ولا تتذكر طريق المنزل أساساً، وما ذنب القلب الذي عشق يا سادة !

****************

في المستشفي
زفر آسمر بغضب وهو يجلس يشعر أنه يكاد يجن يتذكر حين رأي اخاه يتدفق دم كثير من انفه ويفترش الأرض موقف لا يحسد عليه

اما آيه فكانت في حالة صدمه هي السبب اجل هي من فعلت هذا لقد ثقلت عليه العيار هذه المره
4

جنان بدموع : اهدي يا آسمر هيجرالك حاجه

اغمض عينه بقوه وجز علي اسنانه فمسكت رأسه وضغطت عليها وحضنتها وبدأت تمسد علي شعره

جنان : هششش اهدي خالص

وبدأت تتلو عليه الأيات القرأنيه التي تحفظها حتي بدأ يهدأ بأحضانها

خرج الطبيب فوقفوا وجروا عليه

إياد : خير يا دكتور في ايه

الطبيب : حصل انفجار شعيرة دموية بسبب عصبيته الشديده ادت لنزيف في الأنف وكويس انها جات علي قد كده هو هيفضل فتره تحت الملاحظه

آيه بلهفة : ممكن اشوفه

الطبيب : الأفضل محدش يدخله الوقتي

آيه : خمس دقايق يا دكتور

الطبيب بهدوء وصرامة : الأفضل ليه لا الوقتي

اومأت بخيبة أمل وحزن وذهب الطبيب فقال آسمر : قاعدتنا هنا مش حلوه جنان مع ماما وبابا علي البيت

جنان بنفي : عشان منعادش وصوتنا ميعلاش مش هسيبك

آسمر : مينفعش نفضل كده في المستشفي

جنان : وانا مش هسيبك

آسمر : خلاص هوصل بابا وماما وخليكي هنا مع آيه وإياد

اومأت بتأكيد وهو ذهب بهم

*******************

في مكان ما
انقطع الخف الذي ترتدي فخلعته وتركته واكملت سير حافيه، بدأت تنظر حولها لتجد نفسها خائفة من كل هذا كأنها طفل ظل لسنوات محبوس ولتوه خرج يرى الدنيا
روز برعب من المكان : إياد تعالي خدني انا خايفه

وتمردت دموعها وجلست علي الرصيف متكوره

روز ببكاء : إياد تعالي بقي يا حبيبي

وزاد بكائها وفجأه وجدت امامها شابين يبدو عليهم السكر وينظروا لها

روز بحدة وضعف : امشوا من هنا

احد الشابين : تعالي معانا هنفرحك ونخليكي تبطلي عايط

روز : غوروا من هنا وإلا .....

الشاب الآخر : لا تعالي معانا أنتِ وإلا ...

...... : والا ايه

الشاب : تخصك

....... بسخرية : وجداً تخيل بقى

الشاب بحدة : طب امشي من هنا احسنلك

مسح اسفل شفاه واقترب وهو يومأ بتأكيد وفي لحظه اي لمح البصر كان الأثنان علي الأرض مغمى عليهم أثر ضربه السريع

...... : بتعملي ايه هنا

روز ببكاء : راحه لإياد عايزه إياد يا آسمر خدني ليه

آسمر بحدة : أنتِ أيه يا روز ؟! إياد باعك متبكيش عليه بالعكس لازم تخليه يجي ويترجاكي خلي عندك كرامه يا روز مستحيل تكوني روز اللي اعرفها بتترجي في ايه فكري في نفسك وفي اللي يخصك في والدك ووالدتك وابنك وانسي إياد لو رحتيله هتثبتي ليه وللكل انك معندكيش كرامه يا روز فاهمه

واكمل بتنهيد : عارف يا روز ان كلامي صعب ووحش بس لازم ناخد الدوا المر عشان نطيب ودا مش حب لو إياد بيكن ليكي ذرة حب مش هيسيبك لحظه فاهمه كان استحملك بكل حالاتك

مسحت دموعها ونظرت له ورغما عنها تمردت مره اخري

روز : يعني هو مش بيحب روز خالص يا آسمر إياد؟ معتش بيحبها

كم المه قلبه علي جملتها وشكلها وفي لحظه ترنحت فالتقطها قبل ان تقع وحملها اخذها للسياره

*****************

في المستشفي
نظرت جنان حولها تبحث بعيناها عن آسمر فهي لا تجده لأنه فجأة اختفى ليبدأ القلق يغزو قلبها وملامحها عليه، اخبرتها أيه انه خرج ليحضر دواء بعدما أتى من توصيل والديه فظلت تنتظره لبعض الوقت ثم زفرت بحدة وقلق

جنان بقلق : هو اتأخر كده ليه ؟

آيه بهدوء : اهدي ورني عليه

جنان بغضب وصوت مرتفع : مش بيرد اكيد عامله صامت الف مره اقوله متزفتوش بس هو ....

آسمر بسخرية : دماغه جزمه معلش استحمليه يا قلبه

التفتت وتلقائي جرت لحضنه تطوقه بقوه وتحرك رأسها تدفن وجهها بصدره تمحي افكارها الغريبه والتي بدأت تتملك منها بعد الضغط الذي تعرضت له الفترة السابقة

آسمر : هديتي كده بقى ؟

جنان بعبوس : كنت فين ؟

آسمر بكذب : العربيه عطلت بيا

تنهد وهو يتركها ويتجه للأريكة يجلس متذكر كيف كانت روز شاحبه بين يديه وتهمس بإسم عديم القلب الذي لم يفكر مره ان يذهب ويأخذها او حتي يراها

جنان باستغراب : آسمر مالك ؟

آسمر بتنهيد : مفيش يا قلب آسمر أنا كويس

اشار له ان تقترب واحتضنها متنهد بحزن عما يحدث حوله وأيضاً حياته التي اصبحت أشبه بالمرض فهم تقريباً كل دقيقة بالمستشفى لأجل أحد .

*****************

بعد مرور شهرين
"حتي لو في ذرة امل ان اعيش معاك يا آسمر اتمحت ربنا هيرزقنا بتلاته .... كان نفسي لو في واحد بس منك انت ونربيه سوا نمسك ايديه نعلمه يمشي

نتحدي بعض هينادي لمين الأول، نطلع علي السطح ونطير طياره ورق سوا، تاخدني في حضنك وتعلمني .... ابقي انا وجيني فريق وانت وهو فريق يا آسمر

خد بالك يا آسمر وربيهم الأربعه انت وناني وقول لجيني انها اول فرحتي ومعزتها خاصه واني ذيها ذي اخواتها حملت فيها "

آسمر : جناااان جنان أنتِ فين

اغلقت مذاكراتها وخبئتها بين الكتب ووقفت خرجت تتحدث باستغراب : في ايه ؟

آسمر : الغدا يا قلبي انا واقع من الجوع وآيه شكلها في شقتها

جنان بإبتسامة : حاضر هنزل اجهزه

آسمر بمرح وحب : يحضرلك الخير يا رب هاتي حضن بقى وحشتيني

ابتسمت وهي تذهب وتندس بحضنه التي تشعر بالغيره تقتلها وتحولها لأشلاء كلما فكرت مجرد تفكير ان اختها ستأخذه بعد وفاتها

آسمر وهو يزيد من ضمها بمرح : يلا بقى واقع من الجوع

جنان بضحك : طب ابعد

آسمر بغمزه : اموت من الجوع بس متقوليش ابعد

جنان بضحك : بكاش أوي يا آسمر

آسمر بمرح : الهبل اللي زيك يا حبيبتي مبيجيش معاهم غير البكش فلازم أبقى كدة

جنان بصدمة : أة يا غلس

ابتعد ليجدها تمسك المكنسة وتشير له فجرى من أمامها لتجري خلفه قائلة : قولتلي مين الهبلة بقى ؟

آسمر : بتسألي سؤال غبي وترجعي تسألي وتقوليلي مين الهبلة

ضيقت عيناها ليكمل : أنتِ بتتحولي ولا أيه ؟

جرت خلفه ليجري من أمامها وهو يضحك باستفزاز كي يزيد غضبها، عم الفرح في شقتهم التي لم تعد تخلو من صوت ضحكاتهم وأصبحت الحياة تنتشر فيها .

******************

في الجامعه
جلست ناني مع صديقاتها على الأرض الجداد فهي بدأت دراسه في كلية فنون جميلة نسبةً لشغفها القوي وموهبتها في الرسم فأرادت أن تبدأ عمل ما تحب وتطوي الصفحة السابقة

ناني بضحك : لا والله نكته حلوه اوي يخربيت عقلك

نور : اومال وانا أقول حاجه وحشه يا بنتي

ناني بسخرية : نينينيننيي

نوال بعدم استيعاب : يعني ليكي توأم تبكل بجد .. مش مستوعبة

ناني بضحك : والله نسخة كأننا واحد

نوال بتساؤل : قولتيلي هي في كلية أيه ؟

ناني بضحك : المتشردين في لندن

نور بضحك : يخربيت عقلك متشردين ايه

ناني : مش مصدقه اختي جنان جتلها فتره اعتزلت التعليم وكانت بتمشي في الشوارع تعزف علي جيتار اصلها مجنونه وموهوبه

نور باستغراب : ما شاء الله واحده عزف والتانية رسم .. مواهب

نوال : طب ما تجبيها مره

ناني بمرح : عشان آسمر يشلوحني دا يتهبل لو دخل البيت وملقهاش

نور وهي تقف : طب نكمل كلامنا واحنا رايحين نحضر السكشن

مدت نور يدها لناني تسحبها لتقف وكذلك لنوال وسارت الفتيات بإتجاه القاعة، كاد يخرج من مكتبه ليثبت محله بصدمة وهو يراها تسير أمامه وتبعد شعرها الطويل عن وجهها

نوال : في مسرحيه بعد ست شهور هيبدأوا التدريب بعد شهرين حد ناوي يشترك

ناني بمرح : الأكيد مش أنا

نور بمرح وضحك : ليه يا ناني بجد ملامحك حلوه وتنفعي الساحره الشريره بشعرك وبياضك

انفجرت ناني ضاحكة لتردف : أنتِ هتقوليلي انفع ونص

ولمحت مرآة فوقفت وعدلت شعرها وهو يبتسم بإتساع لا يصدق رؤيتها أمامه فهو تم خطف قلبه بالفعل من قبلها

نور بمرح : أنتِ عرفتي الدكتور ولا ايه

ناني باستغراب : دكتور ايه ؟

نور بهدوء : أصلك بتعدلي من نفسك ذي كل البنات وبيتأكدوا من الميك اب في محاضرته بالرغم انها عارفين انه متجوز ومخلف كمان

ناني بمرح : طيش بنات انا خلاص بعد طلاقي راحت عليا وتوبت إلى الله في غنى عن تجارب الدنيا كلها

نوال بصدمة : بتهزري صح ازاي راحت ؟ أنتِ لسه صغيره اوي يا ناني

تنهدت بحزن واكملت طريقها فهي الآن كما يقال لا تفيد فتاه بلا رحم وحتي ابنتها لم تستطيع حملها التسعة أشهر او السبعه كما كان مطلوب، فشلت في كونها زوجة وأم وابنة والآن تعيش بلا هدف

نور بمرح حين لاحظت شرودها : اقولك نكته وتفرفشي

ناني بضحك : لا خل......

وفجأة طرقت في ذاك الذي يراقبها وخرج لتوه أمامها كادت تقع فحاوط خصرها اغمضت عيناها ومسكت لياقته بقوة حتى لا تقع فابتسم علي شكلها

يوسف بإبتسامة بسيطة : فتحي عينك موقعتيش

فتحتها وياليتها ما فعلت التقت باروع عينان في الوجود حقاً الشخص يعرف من عيناها فهي مصدر بث الأمان أو القلق للأنفس، سندها لتقف جيداً ثم فك يديها عن لياقته فشعرت بالخجل لتنظر لأسفل

ناني بخفوت : ميرسي

نور محاولة القضاء على الموقف : دكتور يوسف ازي حضرتك

يوسف بهدوء : أهلا يا نور

نوال : دي ناني يا دكتور طالبه جديده

يوسف : اتشرفت يا ناني ويلا قبل ما السكشن يبدأ

تقسم ان دقات قلبها مسموعه دخلت وجلست بهدوء وهي تخطف النظرات له، طيش فتيات ماذا الذي يعانوا منه هي بدأت تعاني أيضاً

وقف فتاه وتحدثت ما جعل قلبها يتحول لفتات مهشم قائله : مبروك يا دكتور البيبي الجديد

يوسف وهو ينظر لناني : الله يبارك فيكي

وضعت يدها على فمها بصدمة سرعان ما نفضت افكارها قائله : فوقي علي نفسك يا ناني دا أنتِ مكملتيش خمس دقايق عارفاه لحقتي وتزعلي عشان مخلف بعدين متقرصتيش من آسمر جايه تغلطي نفس الغلط هنا .. فوقي

تنفست بقوه وبدأ الاستماع الي شرحه الذي اقل ما يقال عليه رائع فهو يبدو أنه قبل الخبرة شغوف بما يفعل ويظهر تمكنه الواضح من الرسم
1

**************

في مستشفي هارون
فاقت رولا نفاضة ما تهيئته من قول الطبيب لتنتبه له وهو يخرج وتتجه له ليردف : دكتور هارون .. التحاليل كويسه ومفيش مؤشر جسدي وحش المشكلة كلها نفسيه ولو فضلت كدة ممكن تؤدي لجلطة أو عدم وعي أو غيبوبة وغيرة

رولا بصدمة : انت بتقول ايه ؟

أحمد : يا دكتورة رولا أنتِ أكيد عارفة مدى تأثير الحالة النفسية على المريض وبتوصل لمراحل بيموت من الزعل وأحيانا بيبقى ليها مضاعفات جسدية .. الافضل تجيبوا ليها شخص بتحبه أو ادخلوا ليها المهم حاجة تأثر فيها إيجابي والله أعلم اللي جاي ايه

هز هارون رأسه بصمت تام فتركهم الطبيب وذهب بينما تجمعت دموع هارون وجلس بضعف يعرف منذ ان تركها زوجها وما بدأت تعاني منه ان نهايتها اقتربت يعلم تمام العلم لكن كان يرفض دائما كيف يتوقع ان وحيدته تتركه وللأبد فهذا ما قد هيأ له

وقف وفتح الباب ثم دخل رأي ابتسامه شاحبه جدا منها فاقترب

هارون : يلا عشان نروح بيتنا

روز بتعب : مش قادره احرك حاجه فيا حاسه بخمول غريب

هارون وهو يمسح طرف عينه : عادي بتحصل يا روز عشان ضعيفه الوقتي المحاليل هتخليكي كويسه

روز بضعف : مش عارفه حاسه اني الموت قرب اوي يا بابي مني .. روحي بتتسحب

هارون : بعيد الشر عنك دا هبل وبعدين مفيش سبب تقولي كده

روز : وهو الموت ليه سبب يا بابي .... عايزه اشوف إياد مره

هارون : مستحيل اجيبه لا مش ممكن

روز : عشان خاطري مره واحده اكلمه يا بابي رن عليه ان وافق تمام موافقش خلاص

نظر لها وانحني حضنها بقوه وبكى اجل انهار في حضن ابنته لتردف : أنا هبقى كويسه بس هاتوه .. عايزة أسمعها منه والنبي وهرجع

هارون : هعملك كل اللي عايزاه بس متسبنيش يا روز

ابتسمت بتعب واضح فكيف لها أن توصل لهذه المرحلة وبجانبها هؤلاء يحبوها وكثيراً، اين إياد ؟ أين آيه ؟ أين الجميع ؟ لا يوجد سوا أهلها ويستحقوا المعافرة منها .. فيقي يا روز

**************

في الجامعه
خرجت ناني هي وصحباتها الاثنين وكالعادة لا يخلو حديثهم من المرح المستمر فهي تشعر أن بدايتها أجمل هنا وتستمر، سألتها نور فهي قصت لهم كل شيء عن حياتها وزواجها وأفعالها ولم تعبء فلكل إنسان ماضٍ

نور : هتروحي لجنان ولا بيتكم ؟

ناني بتنهيد : لا بيتنا انا قولت لآسمر هكمل حياتي واللي يحصل يحصل بقى

نوال وهي تسحب نور : طيب خدي بالك من نفسك .. سلام يا قمر

ناني بإبتسامة : سلام

وركبت سيارتها وقادتها للخارج رأت سياره امامها فنظرت سرعان ما خفق قلبها فنظرت امامها واكملت اما هو ابتسم وظل امامها وجدها تسرع فيسرع معها

ناني بغيظ : وبعدين بقى مع الدكتور ده لو وقفته افرضي حرجني وقالي بتنيل مروح

تنفست بقوه وفجأه وجدت سياره اخري امامها فنظرت لمن داخلها وانصدمت من صاحبها الذي أشار بالسلاح في وجهها

رأفت : نااااني اوقفي

نظرت بإتجاه يوسف الذي لم يلاحظ واوقفت السياره ثم نزلت ورأفت أيضاً ليضع مسدسه بملابسه

ناني بقلق : عايز ايه ؟

رأفت بغضب : بتطعنيني يا ناني في ضهري

ناني بتوتر : انا مطعنتش حد

نزل يوسف هو الأخر واتجه لهما بعدما لاحظ الرعب الواضح على ملامحهم ليردف : في حاجه يا ناني ؟

اخرج رأفت سلاحه وصوبه بوجه يوسف قائلاً : امشي أنت

يوسف بعصبيه : أنا مبت ....

ناني بهدوء : لو سمحت يا دكتور يوسف استني وأنت يا رأفت الكلام معايا

رأفت وهو يجذب ذراعها : عملتي كده ليه ؟ أنا هديكي اخر فرصه وتجيبي رأس إياد السلحدار

ناني بحدة وهي تدفعه : بتحلم يا رأفت انا معتش هأذي حد

رأفت : دول مش حد يا ناني دول العيله السبب في اللي حصلك دا آسمر اللي طلقك وجنان اللي خدت بنتك و ......

ناني بنفاذ صبر : عمر آسمر ما كان ليا ولا جيني بنتي

رأفت بشر : أنتِ اللي اخترتي يا ناني

ناني : اسمع يا رأفت .. اسمعني للأخر المره دي ..... انا ندمت علي كل حاجه وطلعت من حياتهم وأنت لازم تعمل كده آسمر عمره ما كان ليا هو عشق جنان انا حاولت اخد مكانها وفي الآخر ايه اللي حصل الوقتي مش هقدر اكمل حياتي ذي اي بنت انا الوقتي مش هقدر ابقي ام رحمي واستئصلوه اختي اللي كنت باخد منها كل حاجه استحملت وخدت بنتي في رحمها ورجعت تاني وقفت في وش آسمر عشاني ازاي هأذيها ..... انا اكتشفت ان حبي لآسمر مش حب بجد موصلش لمرحلته هو وجنان

واكملت بتنهيد : دور علي حبك وعيش يا رأفت بعيد عنهم سجلك بالنسبه للدوله نضيف وانا هقول لآسمر يسحب القضيه والانتقام شوف انت بتحب انجي ولا روز بجد الحب اللي تضحي عشان سعادته

رأفت بحدة : واخويا اللي اتقتل ؟

ناني : خليك إيجابي يا رأفت وبص للموضوع من نحية ان دا اشاره من ربنا انت كنت هتقتل إياد وتحسس آسمر وآنس بأكتر من كده لأن علاقتهم اقوي منك ومن اخوك بس شوف ايه اللي حصل وفكر وكل الانتقام بادئ عشان مين انجي وانجي حره روح ليها عوضها عن حبها وعوض نفسك عن عمر ضاع وسيبك من روز وإياد خليك حاجه انا خسرت كتير الحق نفسك قبل ما تخسر زيي يا رأفت

نظر لها وترك السلاح فابتسمت واقتربت مسكت يده قائله : أول بنت يبقي اسمها ناني مفهوم غير كده هزعل واتأكد ان ليك اخت هتقف جنبك لحظه بلحظه يا رأفت وانسي

رأفت بإستسلام : شكرا يا ناني شكرا اوي

ناني بمرح : دا واجبي واخيرا بقي عندي اخ يا ولاد

ابتسم فضحكت وتركته هي ويوسف وذهب كل واحد بسيارته، وقف رأفت ينظر خلفها متذكراً جملة آسمر ذات يوم حين كانوا أصدقاء " الضلمة بتجيب الضلمة يا صاحبي النور بس هو اللي بيجيب النور .. عمر ما القتل والبلطجة كانوا حياة .." هز رأسه مأكد كلام رأفت فهو لم يستفيد شيئاً من كل هذا سوا الظلام .
جلست تشرب قهوتها شاردة الذهن في أحد القواضي فهي عادت لعملها وحياتها تتحسن، سمعت صوت الجرس فاتجهت تجيب وهي تفتح الباب لتتفاجيء برأفت أمامها مباشر فربعت يديها ببرود

انجي ببرود : عايز ايه ؟

رأفت ببرود مماثل : اتجوزيني وانا هتغير

انجي بصدمة : أفندم

رأفت بهدوء : بقولك اتجوزيني يا انجي بحبك أنتِ

انجي بسخرية : هه وروز ايه طارت ولا رجعت لجوزها

رأفت : مش عارف اللي اعرفه اني متحير شبه القبطان اللي مش لاقي مرسى بس لقى شط

انجي بتنهيد : ادخل يا رأفت ادخل

دخل خلفها وجلسوا امام بعض فقالت : مش فاهمه منك حاجه ؟

رأفت بتنهيد : ولا انا فاهم نفسي بس ناني اقنعتني ان الانتقام معتش منه اي لازمه غير خسارة ارواح وانا مش هتوب الا اما اتجوز

انجي بسخرية : والله وملقتش غيري

رأفت ببساطة : منا بدأت كل ده عشانك يبقي طبيعي اتجوزك أنتِ يا انجي

انجي : وروز ؟

رأفت : روز لإياد وإياد لروز وبينهم طفل ويا عالم ممكن يكون التاني الجاي

ليكمل بجدية : المهم هتتجوزيني نطلع علي المأذون

انجي وهي ترخي ظهرها للخلف : بس بشروط

رأفت بسخرية : هتتأمري اشحال انك كبيره وعنستي

انجي بسخرية مماثلة وحدة : يا سلام وأنت اللي في عز شبابك طب ما أنت بقى عندك سته وتلاتين

رأفت بغمزة : بس عسل واعجب الباشا يا باشا

رغما عنها ضحكت فوقف وجذب يدها لتقف امامه ابتسمت قائلة : بدأت أحسك الصراحة لما خطفتني ف موافقة

رأفت : لو اعرف كنت عملتها من زمان اوي يا انجي انا حبيتك وبحبك وهفضل احبك

انجي بتنهيد : حساك يا رأفت ودا المهم

احتضنها بقوه وحملها ودار فضحكت وليكن ما يحدث المفروض فهي ليس لديها شيء لتخسره فلتحاول أن تكسب قليلاً

**************

في منزل السلحدار
تمدد إياد على الأريكة ورأسه على فخذ امه التي تلعب بشعره بحزن علي ما يحدث له، فهو عاد كئيب وحزين ولم يجرؤ على الذهاب لها فهي حين تتحسن سوف تأتي له
+

أسيا بهدوء : روح هاتها بقى يا إياد

إياد بتنهيد : اما تبقي كويسه هتيجي ووقتها هحطها في قلبي يا أمي ومش هسيبها

أسيا بتعب منه وعليه : ليه عملت في نفسك وفيها كده يا إياد

إياد : أنتِ قولتي مره في البعد العلاج وعلاجها مني في بعدها ف بعدتها
شهقت بصدمة وتجمعت دموعها قائله : خدت علي كلامي يا إياد خدت علي كلامي الغلط قصدي كده لآنس وآيه لأن اخوك مش عارف اللي جواه انما أنت وهي بتعشقوا بعض في الحاله دي البعض ذي الخندق بيعمل فجوه كبيره يا إياد

نظر لها وتمردت دموعه قائلا : ليه بتقولي كده انا ميت مره بدونها مش ناقص خنادق

أسيا وهي تهز رأسها بيأس : غلطت يا إياد وهتعرف نتيجه غلطك وهتبقي صعبه اوي يا ابني

إياد بمراره : وهو في اصعب من كده يا أمي

سمع صوت طرق الباب فجلس ومسح دموعه بينما اتجهت أسيا وفتحت الباب لتجد هارون أمامها فأشارت له بالدخول بترحاب

أسيا : اهلا يا دكتور هارون اتفضل

هارون بجمود ودموع مترقرقه : إياد موجود ؟

إياد بخجل من نفسه : اتفضل يا عمي

هارون بحدة : متفضلش انا وميشرفنيش انا جاي هنا لسبب واحد وبعده خلاص كل حاجه هتنقطع مع قطع السبب ده

كل كلمه خرجت منه كانت تطعنه يعلم ما سيحدث فقال إياد بعدم فهم : مش فاهم

هارون : هات ابنك وتعالي معايا روز عايزه تشوفك لآخر مره ولولا ما دا اخر طلب ليها وربي ما كنت خلتك تلمحها

إياد بقلق : ليه هي راحه فين هتسيب البلد ؟

هارون وتمردت دمعه : بنتي يا تصح يا تخيب وعايزة تشوفك ومفيش مني غير أحققلها طلبها .. بنتي بسببك بقيت أحسن إنها معتش ليها في الدنيا كتير

إياد : بتعمل كده عشان اجي اصالحها صح ؟

هارون بإشمئزاز : تصدق بالله ما قرفت ولا ندمت علي قرار في حياتي غير اني جوزتك لبنتي

واكمل بصراخ : ههزر وبنتي علي فراش الله أعلم موت ولا حياة بتحارب لحظات مستنياك
2

وتركه وذهب اما إياد كان في حالة صدمه زهول سرعان ما نزل جريا وبسرعه ودموعه تجري علي وجهه يتبع سيارة هارون

******************

في مكان ما امام منزل ناني
نزل من سيارته وهي من سيارتها فهو لم يتركها وظل بسيارته أمامه حتى تأكد أنها وصلت لمنزلها سالمة لم يقطع أحد طريقها مرة أخرى

ناني بإبتسامة : ميرسي يا دكتور

يوسف بهدوء : لا علي ايه دا واجبي

ناني وهي تشير للداخل : طب اتفضل

يوسف : مره تانيه

ناني بإصرار : لا مينفعش يرضيك ناناه تعرف وتزعل مني اتفضل لو سمحت اشرب قهوه وبعدين لو عايز امشي عشان خاطري

كاد يرفض مرة أخرى لكنها حين قالت " عشان خاطري " ضحك وهو يتجه معها ثم صعد لمنزلهم ودخل، منزل جميل راقي حيوي يشبهها .. نادت ناني على جدتها ووالدتها

ناني : ناناه مامي ناناه

جميله : تعالي يا نونه أحنا في المطبخ

ناني بصوت عالي : معايا ضيف يا ناناه

خرجت شيرين مبتسمه قائله : اهلا وسهلا اتفضل اهلا

جلس مبتسم فقدمته ناني : دا دكتور يوسف الدكتور بتاعي ودي مامي ودي ناناه

يوسف وهو يهز رأسه : اهلا وسهلا

جميلة بمرح : حماتك بتحبك .. هتتغدي معانا النهارده ماشي

يوسف بإبتسامه : لا احنا متفقين علي قهوة كده كتير مرة تانية إن شاء الله

جميله بإبتسامة : يعني ينفع يقولوا علينا قلالات ذوق لا هتتغدي معانا

يوسف : مينفعش والله أصل

ناني مقاطعة إياه : لا أصل ولا فصل أساسا يا ناناه آسمر وجنان جايين انا رنيت عليهم بقولك اهو

شيرين : طيب اقنعي الدكتور واحنا هندخل نكمل تمام

ناني : تمام

وذهب الاثنان فوقف يوسف امام الصور وابتسم قائلا : حلوه الصور دي فنان اللي عمل نسخه كده تحسيهم اتنين

ناني بضحكة بسيطة : احنا فعلا اتنين دي توأمي جنان

رغما عنه ابتسم لكن لمح صوره رومانسيه لشخصين يتنفسوا انفاس بعض

يوسف : دا طليقك ؟ أنتِ مطلقة صح ؟

هزت راسها بتأكيد لتردف : ايوه بس مش أنا دي أختي جنان

يوسف : ازاي هي اختك ؟

ناني وبدأت تقص له ما حدث باختصار : اختي كانت بتحب طليقي قبلي وهو بيحبها بس اللي حصل انا اتجوزته بعدين اتطلقنا واتجوز اختي والوقتي بيحبوا بعض اوي وكويسين

يوسف بتساؤل : كنتي بتحبيه ؟

ناني بتنهيد : أيوه بس الوقتي عادي جوز اختي مش اكتر

رن جرس الباب فذهبت وفتحت ليدخل آسمر قائلاً : ملحقتش اكل ينفع كده يا ست ناني

ناني : معلش كل هنا .. فين جيني ؟

جنان بهدوء : مع آيه

هزت رأسها بحزن لتردف : اهلا وسهلا في ضيوف ؟

ناني : دا دكتور يوسف ودي جنان اختي وجوزها آسمر

آسمر بإبتسامة : اهلا وسهلا

يوسف : اهلا بيك

جميله : آسمر انت جيت

آسمر : لا لسه هاجي في السكه يا حجوج

جنان بضحك : حجوج يا آسمر

آسمر : طب يا ناناه تعالي نسلم ونرجع

وجذب يدها متجه للمطبخ يسلموا على الاثنين دقائق واستمعوا لصوت ضحكات عالي فضحكت ناني وهي تهز رأسها

يوسف بهدوء : مرح اوي

ناني بضحك : أيوه بس اما بيقلب استغفر الله

آسمر بصوت مرتفع : سمعتك يا ناني

ناني بهمس ليوسف : مبخافش

نظرت بإتجاه المطبخ لتجده يقف على الباب ممسك بخيارة وحين قالت هذا رماها بها فالتقطتها : تسلم يا صديقي

آسمر بغيظ : جزمة

ناني : زيك

آسمر بغمزة : الله يسلمك يا حبيبي

ضحكت عليه وهو يدخل ثم نظرت ليوسف قائلة : هو طيب قوي وبيحب كل الناس وعند جنان وبيتخلي عن كل حاجه عنده وكبريائه .. جايز ده اللي مخليني بحترمة جدا

هز رأسه بتنهيد فأكملت : مش معنى كدة إني بحبه .. هو أنا بحبه بس حب أخوات فاهمني

يوسف بإبتسامة : فاهم

خرج آسمر من المطبخ وفي يده طبق يحتوي على بعض قطع البانية ويأكلها بينما خلفه جنان تتجه وتضع الطعام على السفرة، وقف آسمر بجانب ناني أمام يوسف ينظر لها بأعين ضيقه لتضربه بكوعها

ناني : بطل غلاسه

آسمر : بموت فيها

ناني باستغراب : هي أيه دي ؟

آسمر بمرح : الغلاسه .. كملوا كلامكم اعتبروني هوا مِحرم

التقطت ناني قطعة بانية لتردف : طيب هات يا طفس مِحرم بيه

ضرب يدها لتصرخ بخفة وأعادت له الضربة فنظر ليوسف قائلاً : قليلة الأدب سقطها بقى

ناني : الله أكبر في عينك يا أبو قلب أسود

يوسف بضحك : بس أيه ناقر ونقير

ضحك آسمر وكذلك ناني ثم نظر آسمر ليوسف قليلاً ليردف : أنا حاسس إني عارفك

يوسف : لا متحسش أتأكد لأنك فعلاً عارفني .. يوسف الصياد والدتي تبقى ...

آسمر مقاطعاً إياه : استني عرفتك مامتك بنت بنت خالة بابايا صح ؟ مش أنت بتاع قضية يمنى

يوسف بإبتسامة هادئة : أيوة أنا والدك ساعدنا كتير أيامها

آسمر : أيوة أيوة منسكاش أبداً

ناني بفضول : مين يمنى دي ؟ قتل ولا اغت*صاب ولا سرقة ولا ....

آسمر بغيظ : بس يا بت متتحشريش يا حشورة هانم دي أسرار شغل

استمعت ناني لصوت جدتها تنادي فذهبت وآسمر خلفها لتلتفت له أمام الباب الخاص بالمطبخ فعقد حاجبيه لتردف بصوت منخفض : جيني

آسمر : من قبل ما تكملي عارف وهبعتهالك واللهِ تقعدي معاها براحتك .. ناني أنا مش حمل كلمة من بنتي لما تكبر تقولي فيها حرمتني من أمي

ناني : عارفة وعارفة إنك لو فعلاً مجبتهاش ليا معاك حق بس ...

آسمر بإبتسامة : في الأول والأخر بنتك وأكيد من جواكي محتاجاها تكبر معاكي كل لحظة بلحظتها وأنا مش هبعدها عنك يا ناني

ابتسمت ناني لتردف : شكراً يا آسمر

داعب وجنتها قائلاً : أنتِ أختي يا نونة

اتجهت للمطبخ وبدأت تضع الطعام مع أختها واتجهت ليوسف تناديه ليتجمع الكل وكالعادة مؤخراً جنان تعبث في الطعام ولا تتناوله فأشار بعينه أن تأكل

جنان بهدوء : مليش نفس

آسمر بجدية : وربي إن ما خلصتي طبقك لهبوسك قدامهم الوقتي

جنان بحدة وضيق : آسمر مينفعش كده

وأشارت بعيناها على الكل ليردف ببرود : ليه أول مره يشوفوني ببوسك يا قلب آسمر

ضيقت عيناها بغيظ منه فضحك ليضع الشوكة في يدها فبدأت تتناول طعامها ليأتي عيناه على ناني وتذكر أنه طلبت منه أن يحضر لأمر ضروري

آسمر باستغراب : ناني صحيح يا بنتي رنيتي عليا ليه ؟ قلقتيني وقتها

ناني وهي تترك الشوكه : رأفت

آسمر بعصبية وإندفاع : طلعلك تاني عمل ايه وعايز ايه ؟

ناني بهدوء : ممكن تهدي وهحكيلك كل حاجة

وبدأت تقص له ما حدث فارتخت ملامحه ليبتسم قائلاً : لو فعلا اتغير معنديش مانع أبيض صفحته لو حتي هياخد بتار اخوه مني

جنان بصدمة : بتهزر صح ؟

آسمر وهو يقرص وجنتها : ودي فيها هزار يا قلب آسمر

جنان وهي تبعد يده : مش وقت زفت هزار هو ... اتكلم جد يعني أيه منك

آسمر بهدوء : جنان اهدي

جنان بعصبيه وهي تقف : متقولش أهدي أهدى ازاي فهمني وحضرتك بتتكلم بكل برود كأنه موضوع عادي

آسمر بحده : اترزعي وكملي اكلك نتكلم بعدين فاهمه

جلست رغما عنها بعصبيه فترك هو الشوكة قائلا : كلي يلا لوحدك

بدأت تأكل كالطفله وناني تمنع ضحكتها ففلتت من جميلة : فينك من زمان .. اللي أهلكم معملهوش آسمر هيعمله

جنان بغيظ : بتضحكي يا ناناه طب مش هروح معاه هفضل هنا

آسمر بخبث وهو يقف : أنتِ حره أنا كدة كدة ماشي

جنان بصدمة : هتمشي من غيري بجد

آسمر ببرود : مش أنتِ عايزه كده تمام وانا همشي لما تعقلي ابقي رني عليا

تركها ثم اتجه للباب واختفى من أمامها وهي تنظر خلفه بزهول سرعان ما انفجرت باكيه حين اختفى

ناني بصدمة : جنان اهدي أكيد بيهزر

جنان ببكاء : دا مشي يا ناني وسابني معتش بيحبني خلاص اكيد عشان بقيت وحشه من الحمل

آسمر مربعا يداه : امممم اومال وانفك كبر اوي دا بقى أكثر من بيتنا

زاد بكائها وهي تتلمس أنفها باستيعاب اما هو فكان يتابع بغيظ حتى أتت رساله له انقلب وجهه وتحول لآخر فاتجه لها يجذب يدها

آسمر : عن اذنكم

جنان ببكاء : في ايه سبني .. آسمر

آسمر وهو شبه يجري : يلا مش وقته بسرعه

تحدثت جميلة بقلق : ربنا يجيب العواقب سليمة

*******************

في المستشفي
مازالت تفترش الفراش كالموتى تجد صعوبة في رفع يدها كأنها مشلولة أو سيدة في أواخر عمرها تملك منها العجز والتعب، رفعت يدها بصعوبة تتلمس وجهها لتنهمر بعض الدموع فقد تملكت منها النحافة الشديدة بالتأكيد الآن لا تمس لروز القوية الجميلة بصلة

روز بحزن : أنا ليه عملت في نفسي كدة .. مين يستاهل ؟ محدش يا روز وابنك يا ترى فين ووضعه ايه من غيرك

لتردف : اللي باعك في أمس الحاجة ليه ميستاهلش .. هو هيجي وأنتِ انهيه وابدأي يا روز

وقبل أن تكمل حديثها رأته يدخل بلهفة وأتى يمسك يدها فبعدته عنها

إياد : روز

روز بتعب : اقعد عايزه أكلمك

جلس علي كرسي ينظر لها، هو من أوصلها لهذه المرحلة هو فقط، تملك منها ومن قلبها وفي لحظة تركها وسلب منها قوتها وجمالها وكل شيء

روز بأنفاس ضعيفه : جيت اكيد مجتش الا اما عرفت إني في أسوأ مرحلة من الضعف قولت لو هتموت ميبقاش ذنبي صح ؟

تجمعت دموعه وجعد ذقنه قائلاً : مكنتش متوقع إن .. أكيد أنتِ مش دي فكرتك عني يا روز صح ؟

روز بسخرية : هو بعد رميتك ليا هيبقى في فكرة يا إياد .. تعرف أنا كان أهون عندي أتجوز أمجد برغم شربه وقرفه ولا أتسمى ليك ست

كاد أن يتحدث لكنها قاطعته : هششش سبني انا اتكلم واسمع خليني اخلص انا حاسه معتش قدامي اما اقول واتنجد او هتروح عليا

إياد بحزن : متقوليش كده

روز بهدوء : هقولك انا فرحانه اوي يا إياد اني هقولك الكلام ده بس انا اتعالجت ايوه اتعالجت تعرف يا إياد انا معتش بحبك انا بقيت بكرهك انا خلاص وعيت الدوا كان مر اوي بس جاب مفعول

كلمات من يقرأها يقول انها بسيطه الا انها كالسهام كانت تقولها بهدوء للتأكد انه يقتل اكملت : انا في حياتي ما ندمت علي حاجه ذي ما ندمت علي حبي ليك يا إياد انا كويسه بقيت كويسه بدونك واقدر اقولك لو انت اخر راجل علي وش الأرض هفضل مستحيل ارجع احبك تاني...... الكره اللي اتزرع الوقتي زيه زي الحب المجنون اللي حبيته ليك بالظبط يا إياد...... طلقني يا إياد تصدق لو الموت جالي الوقتي هبقى نفسي اموت وانا مش علي ذمتك الخاين ارحم منك طلقني بقى أنا في حياتي ما قرفت من حد زيك ولا كرهت ولا هكره قدك

إياد بتوهان : بتكرهيني أنا .. بتكرهيني صح ؟

روز بغل وغضب : بكرهك وتخطيت الكره بمراحل حاسه الوقتي إني بقوى بضعفك .. بره اطلع بره واتأكد انك لو بتموت مستحيل اسامحك وهفضل اكرهك اطلع بره

وبلا اي مقاومه وقف والتفت وخرج التقى بهارون في الخارج

رولا : إياد

إياد بتوهان ودموع تنساب : بتكرهني حبيبتي بتكرهني خلاص بتكرهني

تركهم وذهب فدخلت رولا لروز وجدتها تبدو انها تستعيد نفسها خطوه خطوه وتقوى تبدأ تخرج من حالة الخمول والتعب النفسي والجسدي والحزن القوي، نادت على أباها ليقترب ويسندها ثم دفنت نفسها في حضنه ليزيد من ضمها

روز بتعب : خدوني علي البيت

رولا بصدمة : أيه أنتِ ...

روز بتأكيد : بقول خدوني علي البيت وهاتيلي ابني عندي عايزه أيان

قبل هارون جبينها ليردف بإبتسامة : حاضر

اندفع آسمر للداخل ليفتح الباب قائلاً : روز

تحدثت بمرح : البقاء لله

اردفت بصوت صارخ درامي : لا متقوليهاااااش رووووز

روز بضحك : نععععم

آسمر وهو ينظر لهارون : فين بنتك اللي ماتت دا أنا كنت رايح اشتري بدلة سودة ألبسها قبل ما أجي يلا الحمد لله مصرفتش فلوسي على الفاضي

روز بغيظ : بتفول عليا يا آسمر

آسمر : العفو يا روزه

وبعد جو من المرح حمل هارون ابنته وخرج بها ليعود للمنزل بينما عاد آسمر لمنزله مع جنان ليجد أخاه يجلس على الأريكة شارد الذهن يفكر في اللاشيء

آسمر بقلق : إياد

رفع وجهه لأخاه ليحرك رأسه بألم وحزن قائلاً : مش عايز أخسرها .. هي روحي يا آسمر

آسمر : اللي بيغلط لازم يتعاقب استحمل بقى يا أخويا .. قلبك محذركش

وضع إياد وجهه بين يديه وتنهد بحزن وألم ليقرر بداخله أنه لن يستسلم للأمر الواقع بلى سوف يقوم بعمل شيء ولن يتركها، رفع رأسه واتجه لأعلى يفكر ما عليه فعله بينه وبين نفسه

*********************

قبلت روز كل إنش بوجه ابنها فحقاً تشعر أنه ظلت لسنوات لا تراه وازداد الألم بداخلها فور تذكرها أنها أخطأت بحقه لأجل إياد، ولأول مرة تشعر روز أن إياد لا يستحق قدر بسيط من حبها

رولا : حبيبتي باباكي جابلك معاد المحاضرات بس مش حاسه أنك مستعجلة على الخطوة دي .. ارتاحي فترة

فتحت روز ذراعيها لتردف بنشاط : ارتاحت كتير يا مامي وأن الأوان بقى أعرف مصلحتي واللي حواليا

رولا : مش حاسه إنك لازم ت ...

روز بتنهيد : مامي أيه مسألتش عليا الفترة اللي فاتت ولا أنا غلطانة ؟

رولا بهدوء : رنت كذا مرة و ...

همهمت روز وهي تقبل جبين ابنها لتجلس به على طرف السرير

وعجباً على صديق اعتبرته حياة وفي عز شدتي له كان أول الغادرين، وعجباً على خير فعلته وارتد لي على هيئة سكين قسمت ظهري نصفين، وعجباً على تربية لم تصح

رولا وهي تجلس بجانبها : روز لكل واحد مشاغله وحياته مش الكل فاضي لبعضه

روز بهدوء : دا لما أكون بتكلم عن قريبة زميله صاحبه عادية إنما مش كل حاجة .. ولا عمري أثرت في حق حد لا هي ولا إياد وكانوا رقم واحد في حياتي دايما

لتردف بحزن : شوفتي جزاتي يا مامي .. بس تعرفي أستاهل وفعلاً أتقي شر من أحسنت إليه

رولا بحزن : يا روز

قاطعتها قائلة بحدة : مامي لو سمحتي .. أنتم كفاية عليا

حضنتها رولا وقبلت جبينها بحزن تدعي ربنا بعودة السعادة لقلب ابنتها والطمأنينة، أما هارون فكان يتابع وهو في الخارج لقد أذوا صغيرته لكن مهلاً هي قوية وسوف تظل هكذا وهو لن يتركها أبداً سيكون لها الأب والأخ والحبيب والصديق يتعهد بهذا

**************

وبعد مرور عدة أيام
نزلت ناني من منزلهم لتتفاجىء بسيارة مزينة أحدث موديل وتقف أمامها جنان فشهقت بصدمة لتضحك جنان فهي أتفقت مع أمها وآسمر وأحضروا لها سيارة لترى أنهم يحبوها وتسعد قليلاً

ناني : جبتي عربية جديدة مبروك عليكي يا توأمي

جنان بصدمة : عربية أيه ؟

ناني باستغراب : مش دي عربيتك أنتِ ؟ صح ؟

خرج آسمر من خلفها قائلاً وهو يحمل جيني : لا يا ستي دي هدية من مامتك وجيني عشان عيد الأم عدى ف جيني قالتلي يا بابا عايزة أفرح ماما ناني وأجبلها هدية

ناني وهي تضيق عيناها : يا سلام

آسمر بضحك : يا سلام

اتجهت له وحملت جيني لتقبل كلتا وجنتيها بمرح وحب ثم اردفت بدموع : أنا بجد فرحانة أوي وبشكركم جداً .. ربنا يخليكم ليا

آسمر : ويخليكي لينا يا نونه .. يلا طير يا حمام على الكلية

ابتسمت له ليكمل : استني في مقابل لازم تدفعيه

ناني باستغراب : ادفع أيه ؟

همس لها ببعض الكلمات فانفجرت ضاحكة لتتجه للسيارة وتركب بينما قالت جنان : جيني

آسمر وهو يحاوط كتفها : راحه مع مامتها الكلية .. تعاليلي أنتِ يا بطة بقى نروح مع ولادنا عشنا

جنان : هتسيب جيني عادي

آسمر بهدوء : عمر مشاكل الدنيا كلها ما تنفي إن جيني بنت ناني قبلي وقبلك .. أنا مش عايز بنتي في يوم تأنبني يا جنان أو تشيل مني عشان بعدتها عن أمها

تنهدت قائلة : بحبك

جذبها لحضنه لتحاوط خصره ونظرت لناني التي أشارت لهما واتجهت إلى كليتها لتصل إلى المدرج وهي تحمل جيني لتفكر قليلاً كيف ستدخل بالصغيرة، لم تفكر في هذه اللحظة أبداً خاصة بعد عدم حديث الأمن معها

"برة" شهقت بخفة حين استمعت لصوت المعيد يقول هكذا لطالب وانفتح الباب لتظهر أمامه وتصفق جيني وهي تطلق ضحكات صغيرة وصرخت حين كاد الباب ينغلق

ناني بخوف : اسكتي .. جيني والنبي هتفصل

نظر الطلاب بإتجاه الباب وكذلك يوسف الذي منع ابتسامته واتجه للباب فهو يعشق الأطفال، كادت تمشي ليفتح الباب فضحكت الصغيرة

يوسف : يا حبيبتي

التفتت ناني وعضت على شفاها ليفتح يديه فاندفعت جيني له ليضمها ويضحك : دا أيه الجمال ده كله .. مبتدخليش ليه ؟

ناني بتوتر : خوفت حضرتك تطردني

يوسف بإبتسامة : معاكي اللي يعفيكي من أي حاجة .. يلا أدخلي احضري محاضرتك

ناني : طب وجيني

يوسف : ادخلي يا ناني جوه يلا

دخلت ناني وخلفها يوسف لتشير جيني لهم بمعنى "باي" فهمس يوسف : الله أكبر عليكي

قبل جبينها وبدأ يشرح وهو يداعب الصغيرة بينما تبحث جيني عن ناني وحين وجدتها ضحكت وصفقت لتنظر ليوسف وتشير عليها

يوسف بهمس : أمك دي مجنناني .. هاا يا شباب حد مش فاهم حاجة .. طب حد فاهم حاجة ؟

ليوجه كلامه لجيني : أنتِ فاهمة حاجة ؟

عقدت الصغيرة حاجبيها ليقرص وجنتها وقام بتوديع الطلاب وذهب بجيني المكتب يجلس معها ويتحدث ليجد طرق بسيط ودخلت ناني له

ناني : أسفة يا دكتور

يوسف باستغراب : على أيه ؟

ناني : يعني طول المحاضرة شايل جيني وكمان خدتها المكتب والطلاب ...

يوسف : اسكتي يا ناني ربنا يهديكي، روحي كملي محاضراتك وسبيها معايا أنا قاعدلها النهاردة

نظرت للأرض بخجل لتردف : لا أنا هاخدها ..

يوسف باستغراب : في حاجة ولا أيه ؟ عايزة تقعدي معاها صح ؟

ناني بصدمة : عرفت منين ؟

ابتسم ليقف ويعطيها جيني ووقف أمامها فحملتها وضمتها لحضنها تقبل جبينها فاردف بهدوء : يا بختها

ناني بصدمة : نعم ؟!

يوسف بضحك : مفيش اقعدي ارتاحي معاها واعتبري نفسك حضور .. يلا متبلميش

جلست على الكرسي تنظر له ثم بدأت تداعب ابنتها وهو يجلس يتأملها ليرن هاتفه فوقف يتحدث مع زوجته جنبا وهو ينظر لها ليشعر بألم فتاك يسيطر على قلبه ما بدأ به خطأ وهو يعلم ويجب أن يتوقف عنه لكن ناني قريبة منه

***********************

أحضر هارون الجدول لابنته وكذلك الملزمات اللازمة والمحاضرات التي اضاعتها، بدأت تدرس وأتت دادة تساعدها

اتجهت لسيارتها مقررة الذهاب إلى الجامعة لتتفاجيء بإياد يقف أمام السيارة فتجاهلته وهي تضغط على الزر

إياد بلهفة وهو يمسك ذراعها : روز

بعدت يدها عنه لتردف : لو سمحت مش حابه اندهلك الأمن لأن قبل كل حاجة أنت ابو ابني

إياد بهدوء : بس

روز بحدة : لو مفكر أنك عندي أكتر من كدة ففوق يا إياد يا سلحدار .. لو سمحت تجنبني عشان تعاملي بعد كدة هيزيل أي عشرة بينا

فتحت الباب ليعيد غلقه واحنى رأسه قائلاً : افهميني

روز وهي تدفعه : كنت فهمتي يا إياد ؟ لا يبقى مش من حقك تقولهالي

ركبت سيارتها وقادتها متجاهلاه لتنظر في المرأة فتجده يقف محله وينظر لها بألم وحزن لتجده يقع فجأة أرضا فدهست على قبلها وأكملت قيادة، الدرس مر لكنها تعلمته جيداً ولم تكن يوما تلك الضعيفة التي تتردد في اي قرار أخذته، حتى الآن لن تعود مقدار خطوة ولا تفكر في هذا

بينما هو ظل يستوعب ما حدث ويعض أصابعه ندم يعلم أنه أخطأ في حقها لكن لم يتوقع رد الفعل، القوي يأتي من هو أقوى منه ويضعفه، والضعيف ذات يوماً سوف يزداد قوة ويتخلى عن ضعفه .

ذات يوماً كانت روز لا تتمنى سوا بقائه وهو تركها في عز حاجتها ليأتي اليوم العكس وهو من يريدها في كل نفس يتنفسه لكنها لا تبالي، ونعود ونقول من يتخلى عنك مرة يتخلى ألف مرة فلا يستحق البقاء .

كان يمشي ويشعر بالضعف والتوهان سهام اخترقته كلاماتها كالسهام واخترقت قلبه وجسده

إياد : روز بتكرهني روز بتكرهني خلاص

ووقف في منتصف الطريق لا يتحرك واغمض عينه يبكي كالطفل الذي تاه من والديه وفجأه سمع اصوات كثيرا شعر بألم وسائل يحتويه صوت صراخ إسعاف ليس واحد بل كثير فكان شخصين غيره فعلوا حادث في نفس الوقت

"يا ليتني اقدر علي العيش لحظة بدون حبك
حبك الداء والدواء الذي يشبه الهواء
واذا توقف حبك توقفت انفاسي
عشقتك بقدر ثواني عمرك
وحتي الموت لا يقدر علي جعل حبي يقف
اعشقك يا من سلبتي انفاسي "

إياد بهمس قبل ان يستلم للظلام : روز

وهنا توقفت انفاسه وحياته التي شعر وانها بدأت مع حبها والآن انتهت لمجرد انتهاء حبها
10

*****************

وصلت ناني سيارتها لتشكر يوسف على وجوده معها طوال اليوم ثم أخذت منه جيني النائمة، وعادت تشكره أنه قام بمساعدتها على النوم فيبدو أنه ذو خبرة في ذلك

ناني : شكلك خبرة في الأطفال .. طبيعي عندك بيبي حسب ما اعتقد

يوسف : أيوة أساساً أنا بعشق حاجة اسمها أطفال

وداعب وجنة جيني ليردف : كان نفسي ربنا يبعتلي بنت

ناني بهدوء : إن شاء الله يرزقك .. معاك ولد يعني

يوسف بهدوء مماثل : ولدين .. سفيان ويوسف المولود من فترة

ناني بهمهمة : يوسف أممم إما نرجسية أو حب زايد من ...

يوسف بهدوء وهو يتابع ملامحها : سالي

عادت بعض خصلاتها خلف أذنها لتردف : ربنا يسعدكم .. يلا هستأذن أنا عشان متأخرش

اتجهت لسيارتها وبدأت بالقيادة وهي ثبت ابنتها النائمة في سريرها الصغيرة الذي سبق ووضعه آسمر في سيارتها، عادت للمنزل بابنتها ولم يطاوعها قلبها أن تأخذها لآسمر بعيد عنها

شيرين باستغراب : جبتيها ليه ؟

ناني وهي تبتلع ريقها : هرن على آسمر وهاخدها ليهم لو في البيت

كادت تتجه للغرفة لتمنعها شيرين قائلة : مالك يا ناني ؟ مش عايزة ترجعيها صح ؟ مترجعهاش

ناني بتوتر : لا مش حقي لازم أرجعها يعني مينفعش أبقى ...

كورت شيرين وجهها لتردف : أنتِ مش وحشة يا ناني دا فطرة في الإنسان بيبقى دايماً عايز اللي يخصه ليه لوحده

ناني وهي تقبل يدها : جايز بس مش عايزة أبقى الشريرة في الحكاية كفاية اللي عملته .. كتر خير آسمر وجنان بيخلوني أشوفها من غير ما أطلب وكمان عملولي مفاجأة النهاردة وهاجي بعد دا كله اقول بنتي، بنتي يا مامي اللي مقدرتش أتحملها تسع شهور في بطني لا مليش عين أتكلم

لتردف بدموع : بس أنا بيعز عليا نفسي وفطرة الأمومة بتظهر غصب كل أما أشوف جيني دا غير إني محلتيش غيرها ومش هيبقى عندي غيرها ودا في حد ذاته وجع .. بس والله مش زعلانة ولا معترضة بكفاية أنها لما تكبر هتعرف إني مامتها ذي جنان

عاد آسمر خطوة للخلف ونزل لأسفل ببطء حتى لا يشعر به أحد وطلب من البواب عدم إخبارهم بقدومه ليرن على ناني، اخرجت هاتفها ومسحت دموعها لتجيب

ناني : أيوة يا آسمر أنا كنت هرن عشان ...

آسمر : بقولك يا نونة ما تخلي جيني عندك النهاردة

ناني بفرحة : بجد ! أقصد ليه ؟

آسمر بمرح : من غير ليه خليها بس وكلك مفهومية

ناني بلهفة : طيب وصدقني هخلي بالي منها ومش هخليها تعيط و ...

آسمر مقاطعاً إياها : أنتِ أمها يا ناني وتقدري تعملي اللي مبنعرفش نعمله

ناني بسعادة : أة منا عارفة أيوة أنا ...

ولم تقدر على السيطرة على مشاعرها لتطلق صرخة قوية وهي تقفز ثم احتضنت أمها لتعلو ضحكات آسمر السعيدة لرسم السعادة في حياة ناني

********************

عاد آسمر للمنزل واتجه لشقة أبوية ليدخل ويتمدد على الأريكة واضعاً رأسه على فخذي والدته، داعبت شعره وتقريباً فهمت ما حدث دون سؤاله

أسيا بهدوء : مرتاح للي بتعمله

آسمر بإبتسامة : جداً .. عايز ربنا يجبر بخاطري في اللي جاي وفي نفس الوقت مزعلش بنتي مني في يوم أو أخلي حد نايم معيط بسببي

أسيا بإبتسامة : في نقاءك مشوفتش يا آسمر

آسمر بمرح : ولا هتشوفي يا ست الكل

خرجت جنان من المطبخ لتجلس بتعب بجانب حماتها قائلة : هي جيني نايمة ولا أيه

آسمر : لا سبتها تبات مع ناني النهاردة

جنان بتلقائية : ليه ؟ مش هتعرف يا آسمر أنت بتهزر قوم روح هاتها ومتسبهاش ...

آسمر بحدة : جنان ناني مامتها ومينفعش أقولها هاتي بنتك

جنان : هو على بنتك ولا بنتها يا آسمر .. جيني مبتعرفش تنام من غيرنا

جلس قائلاً باستنكار : يا سلام يعني أحنا ايه وناني ايه ؟ ناني مامتها يا جنان ذيها ذيك ولما أقول هتبات مع ناني مش عايزة نص كلمة مفهوم

جنان بحدة : أنت شايف كدة يا آسمر

قلب عيناه بملل لتكمل : ناقص تقول إنها مش بنتي يا آسمر

آسمر : أنا مقولتش كدة ومش هقول أنا مقتنع إن ليكي حق فيها ذي ناني

جنان بعصبية : تمام سبتها هناك ليه بقى ؟

آسمر بهدوء : عشان ناني أحق فيها منك يا جنان

جنان بصراخ وغضب : قصدك انها امها مش أنا

آسمر : متعليش صوتك أولاً ثانياً أنتم الاتنين أمهاتها بس لو كان ليكي فيها قيراط فناني اربعة وعشرين وأنا مش هحنن قلبك على أختك وافتكري ربنا مديكي نعمة كبيرة في بطنك وجايه في السكة ناني معدتش هتشوف ريحتها ومعندهاش غير جيني .. متستكتريش على أختك النعمة يا جنان

تجمعت دموع جنان لتردف : مش بستكتر بس ...

آسمر : مبسش وبعد كدة أتعودي إن ناني ليها في جيني الكوم الأكبر
1

جنان ببكاء : أنت بتعمل معايا كدة ليه

آسمر بضيق : يوووه عن اذنك يا أمي

اتجه لأعلى وصعد حيث شقة أخاه أنس ليدق الجرس عدة مرات متتالية حتى فتح ليدخل والأخر خلفه ثم جلس بجانبه

آسمر : خير

أنس : خير أيه ؟ مين اللي جاي ؟

آسمر بهدوء : أنا اللي جاي وبقولك خير في حاجة ؟

أنس بضحك : لا .. تشرب قهوة

آسمر بتأكيد : تمام

وقف أنس وكاد يتجه للمطبخ ليجد آسمر ينادي عليه : نانوسه

أنس : هممم

آسمر بمرح : خليها نسكافيه

هز رأسه وكاد يسير ليجد آسمر ينادي مرة أخرى : خوي أبو الأنانيس

أنس بنفاذ صبر : عايز أيه ؟

آسمر بمرح : بلاك

كاد يدخل مرة أخرى لكن آسمر ناد عليه ليتجاهله تماما ويتجه للداخل يحضر ما يريد بينما جلس آسمر يعبث في هاتفه ليتذكر أخاه إياد فرن عليه

آسمر : فينك يا ابني ... إياد

إياد بهدوء : في مشوار

آسمر بهدوء : إياد قبل ما تعمل الغلط افتكر اللي خالقك

هتف إياد بحدة : أنت بتراقبني يا آسمر

علت ضحكات آسمر الذي قال : ليه متقولش عشان فاهم دماغك أكتر منك شخصياً .. يلا مستنيك في شقة أخوك

أغلق إياد الخط وخرج أنس ليجلس بجانب آسمر ويعيطيه الكوب ثم اردف : أتفضل نتمنى يعجب سيادتك

آسمر : هيعجبني بس قول يا رب

أنس : يا رب يا سيدي

آسمر بغمزة : يطلعلك ضب

أنس بضحك : شكلك رايق وفايق

آسمر : ايوة لسه متشاكل مع جنان ومخليها تعيط بس أهم حاجة صحتي ومزاجي

أنس : لا بتفهم يا أخويا .. أنا بجد زهقت يعني أنت لو مكاني كنت عملت ايه ومتقولش مكنتش بصيت ...

آسمر بهدوء : هو عدا عن كل حاجة بس فعلاً الحب مش في إيدينا أنا بس اللي كنت هعمله مكنتش هظهر نفسي .. خلاص ظهرت أبدأ بقى أتعامل معاها .... استني والله فكرة

أنس باستغراب : فكرة أيه ؟

آسمر : هنسافر كم يوم اي مكان الساحل الجونة الغردقه جمصه

انفجر أنس ضاحكاً ليردف : أصلنا فاضيين بعدين ما أحنا في إسكندرية

نظر آسمر حوله لينحني لأخاه ويهمس بمرح : هنا الناس عارفانا هناك هبص للبنات ومحدش هيعرفني وهبقى براحتي

أنس : جنان تعرف بالكلام ده

آسمر بفخر : جنان عارفة كل قذوراتي وواخداني وهي عارفة إني ....

وقف أنس قائلاً : جناااان .. جنااااان

واتجه لأسفل وخلفه آسمر يحاول منعه حتى وصل أنس وناد على جنان لتأتي له وخلفها أيه وأمه ليغلق آسمر فمه قائلاً : بيجرب صوته يلا روحوا

جنان بحدة : طيب سيب بوقه يا آسمر

أنس باستفزاز وهو يبعد يد آسمر : لا مش بجرب .. آسمر عايزنا نروح يومين الساحل الجونة أي حاجة غير هنا

جنان بتلقائية وغضب : عشان يبص على البنات براحته

آسمر بهمس لأنس : مش قولتلك عارفة كل قذوراتي

لينظر باتجاه جنان قائلاً : انا وش ذلك

جنان : أنت وش ذلك كله

آسمر : تدروا يا عيال الستر دا نعمة ومن أهم صفاتي بستر نفسي

ضحكت أسيا لتردف : هي فكرة حلوة بعيد عن قلة أدبك بس تعالي معايا عايزاك في حاجة

آسمر : حاضر يا ست الكل

اتجه مع أمه للغرفة في نفس وقت دخول إياد الذي جلس في صمت تام ولم يتحدث مع أحد بينما في الداخل بدأت أسيا تمهد لآسمر الذي يعرف ما ستقوله

آسمر : يا أمي ما بدل وإياد وأخوك وزعلان ومقموص قوليلي هات روز وخلاص أنتِ كمان

أسيا : ولد يا آسمر

آسمر بضحك : يا قلب الولد

أسيا وهي تحضنه : عشان خاطر ماما بقى .. يلا

قبل جبينها ويدها قائلاً : عشان خاطرك بس حاضر

*************************

جلست ناني تربع أرجلها وهي تهز جيني وتبكي لبكائها فهي لا تعرف ما عليها فعله وتخشى ان ترن على جنان فترسل آسمر يأخذها منها، فكرت ان تنادي لأمها أو جدتها لكنها تذكرت أنهما خرجا لزيارة أحد الأقارب

انفجرت باكية وهي تبحث عن رقم جنان فلا محال سوف تأخذها منها، لكن قبل أن ترن تذكرت يوسف فوقفت بجيني واتجهت لهاتف المنزل ترن على صديقتها أولاً تأخذ منها رقمه ثم رنت عليه .. ثواني واستمعت لصوته يجيب

يوسف : ألو

ناني بتوتر : أسفه إني برن بس جيني بتعيط كتير وخايفة أرن على جنان وناناه ومامي مش هنا أعمل أيه ؟

يوسف : أكلتيها طيب

ناني بسرعة : أكلتها والله وغيرتيلها وكانت قاعدة بتضحك بعدين نامت وقامت تعيط

لتردف ببكاء : مش عارفة أسكت بنتي زمانها عايزة جنان صح ؟

يوسف بإبتسامة : لا مش صح عشان أنتِ مامتها .. بصي طالما نامت وقامت أكليها تاني واقعدي قدامها اعملي دوشة بحاجة أو عيطي بصوت ذيها اتصرفي يا ناني

ناني بتوتر : طيب بس خليك معايا والنبي

يوسف بضحك : يا رب

ناني باستغراب : أيه ؟

يوسف : ولا حاجة يلا

اتجهت للمطبخ تحضر لها الحليب ثم قامت بإطعامها وبدأت تسير بها لتسكت، فقبلت وجنتها وضحكت بسعادة

ناني : سكتت يا دكتور ميرسي أوي

وقبل أن يتحدث استمعت لصوت زوجته تقول : يوسف شيل يوسف عمال بيعيط وأنا تعبت

يوسف : هاتيه

سالي باستغراب : أنت بتكلم حد .. خلاص

يوسف بإبتسامة : لا هاتيه وروحي ارتاحي أنتِ

حمل ابنه الذي في خلال ثواني صمت ليردف : مزعل ماما ليه يا چو

ناني : طيب أنا هقفل

يوسف : تمام بس لما تنامي خليها في حضنك .. ما تخليكي معايا لو هتفضلي صاحيه

ناني : لا عشان يعني مراتك متضايقش

يوسف بإبتسامة : لا متقلقيش سالي مش هتضايق

جلست وبدأت تتحدث معها في أشياء كثيرة كذلك هو حتى توقف عن الاستماع لصوتها ليعلم أنها نامت فأغلق الخط وتنهد بتعب ليتجه وينام بجانب زوجته وفي حضنه ابنه، نظر لسالي واقترب قبل جبينها ثم هز رأسه بحزن مما يفعل ويأس مما يحدث معه

********************

في صباح يوم جديد
وصلت روز بسيارتها للجامعة ونزلت لتتجه حيث المدرج المفروض التواجد به، بدأت تبحث عنه حتى وجدته فدخلت وجلس في جانب وحدها تقلب في هاتفها

أتت فتاة لها لتردف : قاعدة لوحدك ليه يا قمر .. ممكن نتعرف

وقبل أن تجيب تفاجأت بأنها أيه فسخرت بنظرتها قائلة : لا مش ممكن

أيه بهدوء : ليه ؟

روز بسخرية : أصل بعيد عنك أنا اتعقدت أصلي اتعرفت على واحدة خسيسة وفي عز حاجتي ليها ملقتهاش فخلاص بقى مش هعيد التجربة

أيه وهي تشير على نفسها : بتقولي عليا صح ؟

قلبت روز عيناها بملل واشاحت بوجهها عنها تقلب في هاتفها، ظلت ايه تنادي عليها لكنها لم تجيب

وصل آسمر المدرج ودخل ليتفاجيء بالجميع يصمت وينظر له بعدما اعتدلوا في جلستهم، خلع نظارته ووقف على الاستيدج ينظر لهم فحقاً هم يقاربوا على الثلاثمئة طالب وأكثر

مسك المايك وفتحه ليردف : صباح الخير

نظرت روز له بصدمة وكذلك أيه لكن لم تجرؤ واحدة على الوقوف فاردف : ما شاء الله كل دول عايزين عرسان

علت ضحكات الكل ليكمل : فين الشباب أكيد راحوا يقابلوا من كلية تانية بقى مش عارفين تسيطروا على الوضع .. يلا اتمسكوا بالكام واحد اللي هنا

تحدثت واحدة في الوسط : أيه الدكتور العسل ده

آسمر بمرح : دا أنتِ اللي عسل بس تعرفوا أنا لو دكتور كنت سقطكم كلكم عشان متطلعوش من الكلية دي لأن لو طلعتوا هتشوفوا الذل .. يلا قبل ما الأمن يطردني فين روز ؟ بت يا روووز

أحد الفتيات : حبيبتك دي

آسمر : مرات أخويا للأسف .. لو مراتي كنت قعدتها من التعليم

روز بسخرية وهي تقف : يا بخت مراتك يا دكتور

آسمر : أيوة تعاليلي هنا .. خدي يا بت لو حد شم خبر إني واقف الواقفة دي هينقلوني الصعيد انجزي

اتجهت له لتقف أمامه فاردف : تيجي نروح الساحل يومين

اتسعت عيناها ليكمل : أحنا والعيلة متفكروش جو العشق الممنوع ده بينا دي أختي الله يخربيت الشيطان

علت ضحكاتهم لتتجه أيه له وتقف بجانبهم ليكمل : دي مرات أخويا التاني مش زيطة

روز بصدمة وضحك : أنت بتعمل ايه ؟

آسمر : مني لله فضحت نفسي بنفسي .. المهم هتيجي

اغلق المايك لتردف : لا

آسمر : ايوة عارفة إنك موقفك هزوء وهتتراجعي في ثواني وتقولي بحبه يا آسمر ومقدرش على بعده

روز بسخرية : يا سلام

آسمر : بصراحة عايز ارفه عن الكل وقولت عنك تعالي وأثبتيلي إنك على موقفك لو بنت دكتور هارون

روز بحدة : آسمر انا مبجيش بكدة

آسمر : أنا بقى مبجبش غير بكدة .. بجد أنتِ مش مضطرة تختلطي بإياد بس تعالي عشان أيان وتروقي شوية

نظرت بإتجاه أيه لتردف : ممكن نتكلم في الموضوع بعدين عشان معتش حد يستاهل بجد يتفتحله قلبي .. يلا روح لأن ورايا محاضرات والدكتور زمانه جاي

آسمر : هستناكي برة لما تخلصي

هزت رأسها ومسحت أسفل عيناها لتعود في مكانها وبجانبها ايه لكنها لم تعبء لوجودها في الأساس ولم تهتم، حضرت المحاضرة في وسط تفكير في طلب آسمر وأيضا رغبة في التحدث عما في قلبها

انتهت المحاضرة وتجاهلت أيه لتخرج وتبحث عن آسمر حتى وجدته وجلست معه في المقهى

آسمر : أنا سامعك

روز : وأنا عايزة احكي بس معتش عندي ثقة في حد

آسمر بهدوء : روز قبل اي حاجة أنتِ أختي الصغيرة وانتِ عارفة كدة كويس .. انا عارف إنك مش مش عايزة إياد بس أنتِ مش عايزة أي حد في حياتك شاف ضعفك بعينه .. عايزة تزيلي الفترة دي من حياتك وبتكرهي نفسك بسبب ده

روز بدموع : أنت صح يا آسمر .. بس أنا اللي عملت في نفسي كدة من البداية

آسمر : مش بإيدك يا روز أحيانا مش بيبقى في إيدنا تصرفاتنا .. فاكرة لما جنان وناني اتبدلوا أنا كنت في أسوأ لحظات ضعفي بس لما رجعت أنا رجعت وكنت أقوى لدرجة يعني محدش بيفتكر اللي حصلي ولا أنا بحاول أفكر لأن الإنسان في الوقت ده مش هو نفسه اللي اي وقت طبيعي تاني

ليردف بتشجيع : كل اللي شافك في الوضع ده قابليه وخليه يشوف لحظات فيكي يخليه ينسى اللي فات .. أنتِ وبس اللي تقدري يا روز تنسي اللي حواليكي

ليكمل : إياد أخويا وأنتِ والله العظيم عندي أحسن منه وربنا يعلم بده .. تعالي يا روز وأنا هكلم باباكي استأذنه

ظلت تنظر لآسمر لوقت وبدأت تفكر أنها في حاجة للعودة لحياتهم بقوة حتى ينسوا ذاك الضعف، وايضا تريد ان يصل لإياد فكرة أنها أكملت بدونه واقوى من غيره ووجوده في حياتها بعد الآن لا يعني شيء، وبرغم هذا شيء يقول لها ألا تعود حتى لا يخيب أملها أكثر وتضعف وحينها لن يروها سوا الضعيفة روز وهذا ما لا تتمناه .. لا تعلم ما عليها فعله فقط تنظر لآسمر

تنهدت بتطويل لتردف : أنا خايفة أضعف او استسلم

آسمر بهدوء : متبقيش روز انا واثق إنك قوية وتقدري تقاومي إياد نفسه

نظرت له وابتسمت قائلة : دا أنت واثق فيا عني شخصيا

ضحك قائلاً : أنا عندي نظرة لقدرات كل الناس إلا نفسي

روز بمرح : فخر السلحدار قاعد قدامي .

*************
نزلت روز من سيارتها واتجهت للداخل ترد على السلام الملقى عليها فالجميع يعرفها، وصلت روز لمكتب أباها ودخلت على أطراف أصابعها ثم ضمته من الخلف فكان يقف عند النافذة الكبيرة

هارون : حمدلله على السلامة يا أميرتي .. فطرتي ؟

روز : أحم أيوة مع آسمر

التفت له وهز رأسه بهدوء ليردف : في حاجة ولا أيه

روز بتوتر : هو فيه بس ...

هارون وهو يضيق عيناه : أيوة بس أيه بقى ؟

قصت له الحديث الذي حدث بينها وبين آسمر وقبل أن يجيب طرق احدهم على الباب ليسمح له بالدخول فأخبره بوجود حالة حرجة ودخلت للعمليات

هارون : تمام أنا جاي .. حبيبتي استنيني هنا

روز : عايزة أجي معاك

لم يتناقش معها ليردف : تمام يا حبيبتي يلا

جذب يدها واتجه لغرفة التعقيم يجهز هو وروز ليدخل العمليات ويبدأ بإجرائها بحرافية شديد وملامح مسترحية فيبدو أنه تحمل الأصعب فبات هذا بالنسبة له طبيعي، تأملته وهي تتمنى في يوم من الأيام أن تكون مثله وتتعامل هكذا مع الشدائد في العمل وفي الحياة

وبعد عدة ساعات
خرجت مع أباها ليتجه لغرفته المخصصة يعود كما كان ثم دخل المكتب الخاص به والمتصل بها، جلس على الأريكة التي تجلس عليها روز وبدأ يمسد على شعرها

روز : أنا مستعدة اسمع منك أي زعيق

هارون : وأنا من أمته بتعامل بالطريقة دي معاكي يا روز .. روز أنا مش ناسي إن المفروض الخطوة الجاية طلاقك من إياد بس أنا أخر شخص يجي عليكي في الدنيا دي

ليردف بحنية : جايز قولت لإياد إنك معتيش راجعه ليه بس اللحظة اللي هتقوليله عايزاه أنا مش هقف في طريقك ... مش أنا الأب اللي تفتكريله ولو ذكرى واحدة وحشه، لو قولتيلي افرض سبتني لدماغي ودماغي أذتني ..

روز بإبتسامة : أكيد عارف إنك لو قولتلي نص كلمة هسمعها يا بابي

ابتسم بخفة لتردف : أنا محتاجة أروح معاهم عشان اللي آسمر قاله

هارون : روحي يا حبيبتي مش همنعك

روز وهي تضمه : أنا بحبك أوي

هارون : أنا اللي بحبك يا كل ما أملك وهدية ربنا ليا

فتحت رولا الباب لتردف : يعني قاعدين هنا وسايبني لوحدي .. وكمان حاضنين بعض يعني خيانة بالثلث

روز : النار وصلت

رولا بصدمة : أنا نار يا جزمة

روز بضحك : حشى لله يا أماه

جذبت رولا شعرها بغيظ فتأوهت روز وصرخت ليضحك هارون وهو يبعدهما عن بعضهما وعلت ضحكاتهم في ذاك المكتب لتفكر روز ما الذي جعلها وسط الاثنان تتركهم وتتزوج لكن يظل النصيب يا سادة

***************************

وصل آسمر أمام منزل أهل ناني ونزل يتجه لأعلى ثم حمل آسمر جيني عن ناني وقبل جبينها، دخل يجلس قليلاً معهم ثم أخذ جيني وذهب

شيرين : فرحانة الوقتي

ناني بسعادة : جداً أخيراً فضلت يوم كامل مع بنتي يا مامي

عاد آسمر يطرق على الباب فاردفت شيرين : أدخل يا آسمر

آسمر : نسيت أقولكم أحنا هنسافر يومين الساحل ايه رأيك يا نونة تيجي

ناني بإبتسامة : لا ميرسي يا آسمر مرة تانية إن شاء الله

آسمر بسخرية : ميرسي يا آسمر .. رايحين كلنا مش هتبقي مِحرم يعني يلا قوليلها يا شيري

شيرين : روحي معاهم يا ناني ومنه تغيري جو

تنهدت لتظل تفكر قليلاً ثم هزت رأسها موافقة ليردف : هبقى أبلغك هنتحرك امته بس غالبا بكرة يعني

ناني : تمام

كاد يذهب لكن رن هاتفه برقم جنان فأجاب : الو

جنان باستغراب : فينك يا آسمر اتأخرت

آسمر : كنت بجيب جيني .. عايزة حاجة وأنا جاي

جنان : لسه هناك ؟

آسمر بتأكيد : أيوة

جنان بلهفة : طيب قبل ما تمشي قول لناني تيجي معانا كدة واقنعها يا آسمر أنا بجد زعلانة من نفسي وعايزة أ ... أحم ممكن تقولها

آسمر بإبتسامة : خدي قوليلها أنتِ

أعطى الهاتف لناني التي تحدثت مع أختها لتجدها تطلب منها أن تذهب معهم فابتسمت قائلة : حاضر يا حبيبتي هاجي .. خدي آسمر معاكي أهو

آسمر : يلا سلام يا حبيبي عايزة حاجة وأنا جاي

جنان : لا ميرسي

آسمر بسخرية : الله يمرسسك أنتِ وأختك .. سلام

أغلق الخط واستأذن ليذهب من أمامهم، وصل آسمر إلى المنزل ودخل يجلس بجانب أخاه ثم أخبره انه اقنع روز بالذهاب معهم

لم يسعد إياد كما هو مطلوب فهو يعلم روز جيداً ويعلم أن هذا ليس من فراغ فيبدو أن هناك شيئاً برأسها جعلها توافق
2

تجمع الكل كالعادة على الطعام ليخبرهم آسمر بذهابهم للساحل مكملاً : الكل يجهز شنطه عشان هنتحرك بكرة الصبح .. ديل يا شباب

أكد الكل عليه ولم يسهر الجميع معاً كالعادة بل ذهب كل واحد لشقته ليتجهز لذاك اليوم المميز، جلس آسمر على الأريكة وفي حضنه ابنته يرن على باص كبير فهو لا يريد ذهاب كل واحد بسيارته وهذا من الأشياء المميزة بالنسبة له في طقوس الصيف، جلست جنان بجانبه ومسكت ذراعه لينظر لها باستغراب

آسمر : مالك يا حبيبتي في حاجة ؟ .. صحيح بالنسبة للي حصل أمبارح فبجد أنا أسف مش قصدي اللي بتفهميه

جنان بإبتسامة : عارفة يا آسمر إنك مش قصدك اللي بهبل بيه ده وشكلي فعلاً بدأت أغير من ناني

آسمر بهدوء : تغيري منها ليه يا جنان ؟ جنان أنتِ ربنا مديكي حاجات كتيرة أوي مش عند حد المفروض تحمديه ومتستكتريش على حد حاجة بتاعته

تجمعت دموعها لتردف : عارفة والله بس دا طبع مش في الإيد .. خايفة جيني تحبها عني

آسمر : خليني معاكي للأخر تخيلي مثلاً اللي في بطنك ده حب ناني عنك أيه شعورك ؟

جنان برفض قاطع : لا طبعاً أنا اللي مامته

فك عقدة حاجبيه ليشير على جيني وهز رأسه ليكمل : ناني لو رفعت علينا قضية هتكسبها بسهولة يا جنان

جنان بحدة : هي ليها عين

آسمر : مبدئياً أنا بقول فرض ثانياً أي ام في الدنيا مهما عملت لو هدت الدنيا وبنتها تاني عند ولادها يحق ليها ده .. دي أم وأنا أيوة متعلق بجيني بس صدقيني مش هيبقى أكتر من ناني يعني سبحان مين مصبرها

نظرت جنان لأسفل لتهز رأسها وهي تحاول استيعاب كل ما يُقال وتحاول تفهم وضع أختها في كل هذا لتتنهد بتطويل

جنان : خلاص بص أنا بعد كدة مش هعترض إن جيني تروح لناني وهحبها ذي الأول وخلاص عشان الحوارات دي كبيرة عليا أوي

علت ضحكاته ليردف : يخربيت شيطانك يا جنان .. قومي يلا كملي تجهيز حاجاتنا وسيبي حبيبة بابي معاه

جنان وهي تقف : حاضر

*************************

في شقة أنس
دخل الغرفة ليجدها تغلق الحقيبة بعدما جمعت كل ما يلزمهم فيها، كادت تحملها لكن أنس التقطها منها ووضعها جنباً فأشاحت بوجهها عنه وكادت تذهب لكنه أوقفها

أنس : أيه استني

أيه بضيق : عايز ايه ؟ 

أنس بهدوء : ممكن ندي بعض فرصة في المكان ده جايز نـ ...

أيه بحدة : انسى يا أنس

وبعدته عن مرمى طريقها لتتجه للخارج فاردف بحدة : على فكرة أنتِ في منتهى الأنانية

أيه بهدوء : على فكرة كل الناس في منتهى الأنانية مش أنا بس

أنس : تمام .. تمام أوي بس يعني أنا مستغرب أزاي عايزة روز تسامحك وأنتِ مش قادرة تتجاوزي مش حتى تسامحي

ايه باستنكار : تسامحني ؟!

أنس بسخرية : يعني أنتِ مفكرة إني أهبل ومش ملاحظ أنك مروحتيش ليها ولا مرة بعدين بدأتي تروحي الجامعة .. اظن دا مش حلاوة روح منك بس افتكري أنتِ عملتي فيها أيه وهي وأهلها ردوه ليكي أزاي ولما احتاجتك ملقتكيش مع إن أكتر من مرة أقولك شوفيها وأنتِ تقوليلي .. ما هو الحب للدرجة دي قلقان عليها

ليردف بحدة : ذي ما أنتِ حبتيني وأنا بأذيكي أنا قلبي اتفتح لروز يا أيه وكان مجرد أنجذاب إنما الوقتي هي محرمة عليا ذي أختي بالظبط قبل مرات أخويا .. أنا اتغيرت وأنتِ ولا الهوا بدليل لو روز وقعت وقعة تانية أنتِ هتكملي عادي ولا كأن في حاجة ولا كأنها في يوم كانت قريبة عشان أنتِ اتعودتي تبقى جنبك بس أنتِ لا حقيقي حاجة في منتهى القرف

أيه بسخرية : يا سلام وأما أنا في منتهى الأنانية والقرف لسه فاضل معايا ليه ؟ لسه شاغل دماغك بيا ليه يا أنس

أنس : مش عايز اهدم بيتي

أيه بقوة وغضب : وأنا مش عايزاك أساساً بطل بقى شغل التلزيق ده وخليك في نفسك

أنس بصدمة : تلزيق ؟! تلزيق يا محور الكون مش بقول منتهى القرف

تركها هو وكاد يغادر لكنها اردف قائلاً : شوفتي بقى الفرق بينك وبين روز وليه هي محبوبة أكتر

أيه بسخرية ومرار : قصدك ليه لسه بتحبها صح ؟

أنس بحدة : اللي تفهميه افهميه وأخبطي راسك في الحيطة

تركها واتجه للصالون يفتح الشاشة على أحد الأفلام وحاول تناسي ذاك النقاش الذي بالتأكيد ترك أثر سيء في نفس كلاهما من ناحية بعضهما أما هي فجلست على السرير تبكي وتفكر فيما قاله لتحاول الرنين على روز عدة مرات لكنها لم تجيب فرنت على رولا

رولا : الو ازيك يا أيه

أيه وهي تمسح دموعها : الحمد لله أزيك يا ماما اخبارك ايه

رولا : الحمد لله .. آشقر وأنس عاملين أيه ؟

أيه بتنهيد : كله تمام هي فين روز برن عليها مبتردش في حاجة ولا أيه ؟

رولا بهدوء : أيه عدا عن إنها حالياً مع ابنها بس هي تلاقيها واخدة على خاطرها شوية وهترجعوا ذي الأول

أيه ببكاء : أنا واللهِ ...

رولا مقاطعة إياه : من غير حلفان يا أيه مفيش أي مبرر يمنعك عن صاحبتك في شدتها أي كان هو يعني أنا مستغربة أزاي تهون عليكي .. كنتِ هتفرحي لو لا قدر الله بنتي راحت مننا وأنتِ أساساً مسألتيش عليها

مسحت دموعها لتهتف : بعيد الشر عنها ومعاكي حق انا فعلاً غلطانة

رولا : يلا حصل خير

أيه بهدوء : طب أنتِ وبابا زعلانين مني

رولا بهدوء مماثل : نزعل ليه .. ربنا ما يجيب زعل الحمد لله عدت الفترة دي وفي كل الحالات اللي كانت محتاجاكي روز مش أحنا

أيه بحزن : أنا بجد عمري ما هنسى اللي عملتوه عشاني

رولا بتنهيد : ولا أحنا هننسى اللي عملتيه يا أيه .. يلا راحة أحط الأكل عايزة حاجة

أيه : أنا ...

رولا : سلام

انفجرت أيه باكية وهي تضع الهاتف بجانبها لتتمدد على السرير ومبررات العالم كله لا تكفيها مقدار لحظة بعدتها عن صديقتها

************************

نظرت رولا بإتجاه هارون وهزت رأسها ليزفر بهدوء وهو يغلق ذاك الكتاب فجلست بجانبه ومسدت على يده

رولا : متضايق مني ؟

هارون بهدوء : جداً

أتت روز في تلك اللحظة لتستمع لوالدتها تسأل أباها : طيب هو سؤال أنت بتكرم أيه ليه ؟

هارون بتنهيد : عشان خاطر روز انا مكرمش أيه بس دا أنا أكرم العالم كله بس دا مش معناه نزعل البنت

رولا بحزن : كل أما افتكر شكل بنتي يا هارون نفسيتي تتعب وأحس بخنقة .. أزاي دي لما لجأت لينا كنا ..

قاطعها هارون قائلاً بهدوء : عمرك يا حبيبتي متقولي عملت ولا معملتش اللي فات مات وكمان عايز اقول لروز كدة .. أحنا عايشين عشان يتعمل فينا وفي نفس الوقت ننسى ونكمل عادي لأن لو فضلت في اللحظة نفسها عمرنا ما نعيش

روز وهي تدخل : معاك حق يا بابي

هارون بإبتسامة : تعالي لحضني

اتجهت وجلست تحضنه وكذلك رولا فحقاً هو محق ما دام الإنسان واقف عند تلك اللحظة لن يكمل بسلام، يجب أن نتخطى ونتجاوز ما مر وكما يُقال "كل مر سيمر " ونضيف أنه لو لم يمر لن نكمل

******************************

في صباح يوم جديد
تجمع الكل أسفل المنزل ينتظر قدوم آسمر حتى يخرجا السيارة لكنهم تفاجأوا بباص كبير يقف أمام المنزل، ضحكت أسيا فهي تعلم ان آسمر سوف يقوم بهذه الحركة فهذه من أول التقاليد الخاصة به

وصل آسمر مع ناني وروز لينزل وكذلك هما ليسلموا على الكل وبالتأكيد عرفت روز أن إياد ليس هنا، ترى أين هو ؟

آسمر وهو يرمي مفتاح سيارته لأحد الرجال : اتفضل معاك اسم الأوتيل صح ؟

أكد الرجل وركب سيارة آسمر لينطلق متجه للمكان المراد قبلهم

أنس بسخرية : ما شاء الله ناس غريبة تسافر بعربيتنا وأحنا شخصياً في باص .. آسمر وعمايله

آسمر : اللي عنده اعتراض يروح مواصلات محدش بيدفع حاجة من جيبه

أنس بغيظ : أنت هتزلنا ياض بعدين ما بفلوس الباص كنا روحنا بعربياتنا أكرم

آسمر بعناد وسماجة : لا .. فين إياد ؟

نزل إياد من أعلى ويبدو أنه استيقظ من النوم لتوه لينظر للكل وارتكز نظره على روز الواقفه ثم قال : جيت يلا بقى

آسمر : أنت غسلت وشك ياض

إياد بسخرية : لا مستني حضرتك تغسله ليا

آسمر بسخرية مماثلة : مش عايزني أحميك كمان

إياد : اللي تشوفه أنت أدرى

بدأ الكل يصعد لأعلى كل واحد بجانب زوجته وصعد إياد ليجد روز تجلس في الأخر وحدها كالعادة والكرسي الذي بجانبها فارغ فاتجه وجلس بجانبها، نظرت له وكادت تتحدث لكنها صمتت ونظر للخارج لتتنهد بهدوء

اعاد إياد رأسه للخلف بتعب واضح فنظرت له لتردف : أنت كويس ؟

هز رأسه بهدوء وأغمض عيناه ليعيد فتحها وأنحنى لها قائلاً : جيتي ليه ؟

روز بحدة : أفندم ؟!

ابتسم بخفة لتكمل : مش عشان اللي في بالك

إياد وهو يخترق عيناها : وأيه اللي في بالي يا ست روز

عضت على شفاها ولم تتحدث لينحني لها قائلاً : أنا حافظك وعارف .. أنتِ وحشتيني أوي

روز بحدة : إياد لو سمحت عديني .. مش عايزة أقعد جنبك

إياد ببرود : خايفة متقدريش تقاوميني

روز بسخرية : يا سلام

اقترب منها حتى اختلطت انفاسهم فكادت تدفعه لكنه مسك يدها بيده واقترب منها لتردف : إياد

لم يعطي لها الفرصة أن تتحدث ورفع يدها لشعره ليجدها تقربه فهي اشتاقت له كما اشتاق لها، كالعادة كل عام يجلسا منفردين إما بالسيارة أو بالباص وهكذا هذا العام أيضاً

روز بحدة : دا مش معناه حاجة

إياد بغمزة ووقاحة : صح الحاجات دي عادي بين أي اتنين صحاب أو أغراب إنما لو ...

روز بحدة : إياد لو سمحت

ضحك بخفة ليهز رأسه بتأكيد فعادت تنظر للخارج وتمنع ابتسامتها وكذلك هو ليرفع رأسه ويغمز لأخاه الذي ابتسم

جلس آشقر بجانب ناني التي تحمل جيني ينظر لها كل حين وأخر ويقف ينظر لجنان ثم يعيد النظر لها لتعلو ضحكاتها

ناني : في حاجة يا آشقر

آشقر بعبوس : هو أنا ليه مش عندي شخصية في حياتي شبهي كدة

ناني : مش كل الناس كدة أحنا حالة نادرة

آشقر باستغراب : نادرة مين ؟

ناني بضحك : أقصد يعني مش كل الناس كدة اللي زينا قليلين خالص فهمت

آشقر وهو يهز رأسه : فهمت .. أنتِ في سنة كام يا طنط ناني

ناني بإبتسامة : أولى جامعة بس كان المفروض ابقى في تانية

آشقر وهو يهز رأسه : الكل بيقول كدة عشان يغطي على فشله

اتسعت عيناها لتنفجر ضاحكة ثم قالت : أنت صح وأنت في سنة كام بقى

آشقر بعبوس : في سنة تالتة بس المفروض كنت أبقى في رابعة

ناني بضحك : اي حد فاشل بيقول كدة عشان يغطي على الفشل ده

آشقر بهدوء : معاك حق يا ليدي ناني بس في بعض الحالات النادرة اللي زيي مش بيبقى فشل

ناني : نادرة مين ؟

آشقر بجدية : ناردة تبقى أمي

انفجرت ضاحكة وكذلك هو لتداعب شعره فحقاً هذا الصغيرة يمتلك كم كبير من اللطافة اكتشفتها لتوها، وجدته يمد يده فمدت يدها تضعها بيده

آشقر : شكلك ظريفة يا ليدي ناني وبفكر نبقى صحاب هل عندك مانع

ناني بضحك : لا يا مسيو آشقر .. شرف ليا يا باشا

هز رأسه وعاد ينظر أمامه فضحكت ورفعت رأسها حين ناد آسمر على الجميع قائلاً : أيها النكدي والنكدية أتمنى تستمتعوا بالطريق ورحلة سعيدة والسلام عليكم ورحمة الله
1

جلس مكانه يستمع لضحكات الكل ونظر لجنان التي تنظر للخارج ليقرص وجنتيها فضحكت، قام السائق بتشغيل أغاني كما يرغب آسمر وعم جو لطيف طوال الطريق .

**************

وصل الجميع إلى الفندق المراد، اتجه آسمر للاستقبال بينما جلس الجميع يستريح، عاد آسمر ووزع كروت الغرف على الجميع في حين نظر لروز ليهز كتفه قائلاً : اللي يريحك هعمله

نظرت بإتجاه إياد الذي نظر لها واردف : نوفر حق أوضه آسمر اللي هيشيل الليلة حرام

آسمر بضحك : لا ملكش دعوة بيا حق أوضة مش هتعجزني

إياد بغيظ : أنت غلس ياض .. الفندق باين عليه مش لاحق أكيد مش هنلاقي أوض تانية

آسمر بغمزة وخبث : صحيح ناني هتقعد لوحدها تقدري تقعدي معاها

التقط إياد كوب الماء ودفعه بوجه آسمر الذي شهق وعلت ضحكات الكل دون توقف ليلتقط آسمر كوب عصير برتقال ويدفعه بوجه إياد

إياد بغيظ وهو يمسح وجهه : أنا هوريك

جرى خلف آسمر بكوب من عصير الفراولة بينما ينطلق آسمر جرياً أمامه ليلفتوا انتباه الكل من حولهم ويضحك البعض فلا يليق بسنهم ما يفعلوه

أحمد وهو يضرب كف بأخر : شايفة الفضايح يا أسيا

أسيا بضحك : دا المتوقع من الناضجين ولادنا .. قوم يا أنس اعمل حاجة

أنس : مش مستغني عن برستيجي

وقفت روز واتجهت خلفهم لتردف جنان : ناني والنبي روحي معاها

ناني بضحك : حاضر

اتجهت مع روز ووقفت روز حائل بين الاثنين تأخذ الكوب من إياد ثم وضعته جنبا لتردف بضيق : كفاية

إياد بحدة : يعني عجبك منظري ده

مسحت أسفل عيناه لتجد نفسها تلقائي تنفجر ضاحكة فضحك هو الأخر وكذلك ناني التي صمتت ما إن لمحت شيء يسير بعيداً، حوالت أن تضيق عيناها لترى أوضح لكنها لم تستطع لتفيق على صوت آسمر

آسمر : اللي واخد عقلك

ناني بهدوء : مفيش بس حسيت إني شوفت حد كدة

آسمر : مش سبت

نظرت له بغيظ لتلتقط كوب الفراولة ودفعته بوجهه ثم تركته وغادرت لينفجر إياد ضاحكاً وكذلك روز، جز آسمر على أسنانه متوعداً لناني بعقاب قوي ومسح وجهه ليعود لهم

إياد بتنهيد : هتعملي أيه ؟

روز ببرود : هدفعك التمن غالي

إياد بتعب : حقك يا روز .. هتقعدي معايا ولا خايفة تضعفي

روز بسخرية : أضعف ؟! هو في أضعف من اللي أنا كنت فيه يا إياد ؟ بس تمام

اتجهت حيث الكل وهو خلفها لتأخذ المفتاح من آسمر وتصعد للغرفة وكذلك اتجه كل شخص لغرفته ليصر آشقر على البقاء مع ناني التي سعدت بالفكرة كثيراً وبدأت تبني علاقة قوية معه

تمدد إياد على السرير وكاد يغفو ليفيق على يد ابنه وهو يجذب شعره ففتح عيناه وضحك

إياد : عايز أنام ؟ مامتك كل ده بتاخد شاور

روز وهي تخرج : أنت مش كنت نايم ولا هي قصة

إياد بهدوء : فعلاً قصة .. يلا تصبحوا على خير

روز بحدة : متنامش بقولك اتفضل اترزع لحد ما يرنوا وننزل لأني مش هنزل لوحدي يفكروني خلصت عليك ولا سمتك

علت ضحكاته ليردف : العفو يا ست روز مش للدرجة دي

حملت أيان الذي بدأ يغفو ليردف : اشمعنا أيان ينام عادي

روز بغيظ : أنت بتدلع يا إياد .. بتقارن نفسك بعيل صغير يا سبحان الله

وضعت الصغير جنبا وكادت تقف لعمل شعرها لكنه جذب يدها، كادت تدفعه لكنها تفاجأت به يتمدد ويضع رأسه في حضنها يضع يدها على وجهه

روز : إياد

إياد بحزن : احضنيني ذي أيان يا روز

كادت تبعده لكنها تراجعت وهي ترفع قدمها لتجعله يضع رأسه بأريحة فبدأت تمسد على شعره ووجهه قائلة : مالك

إياد بدموع : مش قادر أسامح نفسي .. أنا أسف يا روز بس حتى لو سامحتيني مش هقدر أكمل بعد اللي عملته

ليكمل وقد بدأت دموعه تنساب : أنا تعبان أوي

مسحت دموعه وجعلته يغمض عيناه لكنه عاد يفتحها ويضمها دافنا وجهه بحضنها، غفى في حضنها لكنها لم تبعده بل تركته وظلت تجلس وتضمه

رن الهاتف الخاص بهما ليفيق إياد على صوته وجدها تجيب آسمر وتخبره بقدومهم فابتعد وجلس يسند رأسه

روز : قوم يلا غير

إياد بهدوء : حاضر

***********************

تجمع الكل على طاولة كبيرة يتناولوا طعامهم، وبدأ كل واحد يتلو مخططاته في حين نظر أنس لأية وكذلك إياد لروز

أنس بمرح : والعة معاك يا آسمر

آسمر باستغراب : على أيه ؟

أشار بعينه على جنان ليردف آسمر بمرح : الله أكبر في عينك يا ابن السلحدار

أحمد وهو يقف : يلا يا أسيا أحنا

وقف أسيا وذهبت معه بينما اردف أشقر : يلا يا أنون

أنس باستغراب : رايحين فين ؟

ناني : هنتمشى على البحر واحتمال ننزل الماية

أيه برفض : لا بلاش سبيه يا ناني

نظرت لها باستغراب ثم لأشقر الذي مسك يدها قائلاً : ليه يا ماما ناني هتاخد بالها مني صح يا أنونة ؟

ناني : أيوة سبيه يا أيه

أيه برفض قاطع : لا معلش يا ناني سبيه

أنس بهدوء : خديه يا ناني متتعبهاش يا آشقر

آشقر بسعادة : حاضر

ذهبت ناني مع آشقر لتردف أيه بحدة : أنت مديها الأمان أوي كدة ليه ؟

أنس : تعرفي تسكتي

كادت تتحدث فوقفت جنان ودفعت الكرسي لتذهب من أمامهم فنظرت روز لها وحركت رأسها لتقف هي الأخرى، عضت أيه على شفاها

روز بضيق : بقيتي تخبطي في الحلل كتير أوي

غادرت هي وإياد وبقت أيه مع أنس الذي نظر لها قائلاً : أنتِ بجد معتيش مظبطة

أيه بحدة : أنا مغلطش في حاجة

أنس بحدة مماثلة : دا في حد ذاته غلط يا أيه وأنتِ كدة في طريقك لوحدك

أيه وهي تقف : عادي منا طول عمري لوحدي

سخر بنظرته ليردف : لو شايفة كدة فأنتِ صح وخسارة كل اللي اتعمل عشانك

أية بحدة : عملتلي ايه ؟ عملك أسود معايا يا أنس

وقف هو الأخر قائلاً : أنا معملتش وروز معملتش ومحدش عمل .. أنتِ بس يا محور الكون اللي عملتي
2

تجاهلها وتركها مغادراً لتنظر خلفه وزفرت بنفاذ صبر وضيق لتجد واحدة تقول : أنتِ مرات أنس

رفعت أيه رأسها قائلة : أيوة في حاجة ؟

نفت الفتاة برأسها لتردف : لا مفيش خدي بالك منه وقوليله سها بتسلم عليك .. عن أذنك

انطلق شرار الغيرة من أعين أيه لتندفع لأعلى وطرقت على الباب بقوة قائلة : افتح يا أنس .. مبتفتحش ليه أكيد معاك واحدة .. أنس

فتح الباب بهدوء والفوطة تحاوط عنقه فيبدو أنه خرج من الحمام لتوه لتنطلق للداخل قائلة : هي فين .. البت دي فين ؟

أنس باستغراب : هي مين ؟

أيه بسخرية : ست الحسن اللي شبه سها

أنس بعدم فهم : سها مين ؟

أيه بغيرة : في واحدة قابلتني بتقولي سلميلي على أنس واسمها سها .. سها مين يا أنس ؟ أة ما أكيد ساحراك بعنيها الخضرا

أنس باستيعاب : خضرا ؟ هي هنا ؟

اخرج هاتفه ورن على آسمر يعطيه رقم ناني ليرن عليها قائلاً : ناني والنبي خدي بالك من آشقر ومتديهوش لحد ولا تخليه يكلم حد

ناني بتوتر : لو في حاجة هرجعه

أنس : لا خليه معاكي بس ذي ما بقولك

ناني بهدوء : تمام

أغلق الخط مع ناني ونظر بإتجاه ايه التي اردفت : في حاجة ؟

أنس بهدوء : خالة آشقر

تركها واتجه للحمام فجلست على السرير تعض على شفاها ثم نظرت حولها بخجل من نفسها وضعت يداها على وجهها قائلة : بذكائي هو طايق اللي معاه عشان يحب واحدة أنا كمان

ضحكت بخفة رغماً عنها وعادت برأسها للخلف، رغماً عنها غمرها القلق على آشقر الصغير

****************************

جلست روز على الشط وبجانبها إياد ينظر للمياة المتلاطمة وكذلك هي، وقف ومد يده لها لتمسك يده ووقفت هي الأخرى ليجدوا موسيقى عالية والبعض يرقص

إياد بهدوء : ترقصي

روز بهدوء : معنديش مانع

حاوط خصرها ودفن وجهه بين خصلاتها ليبدأ بالتمايل ثم أدارها بين يديه ليستقر جبينه على جبينها وتنهد بتعب ليغمض عيناه

روز : أنت كويس ؟

نفى برأسه وابتعد يتجه للماء فذهبت معه وجذبت يده ليقف ثم اردفت : إياد لو سمحت أقف وكلمني .. مالك في أيه ؟

إياد بحزن : أنتِ قلقانة عليا ليه سبيني يا روز لو سمحتي أولع

روز بحدة : مش عشانك دا عشان أيان

هز رأسه وهو يعود خطوة للخلف لتردف بتفكير : عايزة أعوم تعالى معايا

هز رأسه وأخذ يدها ليدخل بها لعمق المياة وبدأت تسبح معه ليأخذها في أحضانه ويدخل معها أكثر

"إياااااد" رن اسمه في أذنه ليقف وينظر لها قائلاً : اخرجي يا روز وسبيني لوحدي ممكن

روز برفض قاطع : لا .. خليني معاك

نظر لها قليلاً وابتعد عنها لينطلق لعمق الماء اكثر فوجدها تأتي خلفه وأي انتقام هذا نوت عليه فهو لم يهون عليها كما هانت عليه، حين احتاجها وجدها وحين احتاجته كان أول المتخلين

كذلك كل من تقدم له خيراً يفعل بها نفس الشيء، تنهدت بتعب لتمسك يده قائلة : يلا يا إياد نخرج انا بردت

إياد بهدوء : اخرجي أنتِ لو سمحتي عايز اقعد لوحدي

تنهدت روز قائلة : مش هينفع أسيبك الوقتي .. شكلك مش كويس

إياد بتعب : أنا سيبتك سبيني

هزت رأسها بنفي لتردف بهدوء : أنا مش أنت يا إياد ولا أنا أيه ولا أنا أي حد

لتكمل بشرود : أنا مش اي حد ولا أنا أي حاجة

جذبت يده لتتجه به للخارج فاستسلم لها وخرج معها ليتجه للغرفة يأخذ شاور سريع وهي خلفه ثم بدلا ملابسهم ومر اليوم وهم في غرفتهم

************************

في المساء
وقفت ناني مع آشقر في منتصف الساحة ترقص معه والكل ينظر لهم ويبتسم، وقف آسمر واتجه لهم يرقص مع الاثنين بمرح لتعلو ضحكات الثلاثة

أشار آسمر لجنان أن تأتي فنفت وهي تنظر لهم وتضحك وفي هذه اللحظة خلى قلبها من كل ذرة غيرة تحملها ضد أختها فحقاً يبدو لطاف وكأصدقاء لا أكثر

دارت ناني حول نفسها لتجد طفل يقف ويصفق فمسكت يديه وبدأت ترقص معه، نظر الطفل لها كأنها فضائية سرعان ما انفجر ضاحكا

انتهت الأغنية لتشتعل أغنية رومانسية فعبست ناني والأطفال ليأخذ آسمر يدها ويرقص معها

ناني : جنان هتتقمص

آسمر بإبتسامة : لا متقلقيش .. هاا حاسه بتغير مود

ناني بسعادة : فعلاً الواحد كان محتاج التغيير ده .. راحة لا نهائية

آسمر بهدوء : بالمناسبة دكتور يوسف هنا مع عيلته

ناني بأعين متسعة : بتهزر ! يعني اللي شوفته هو نفسه صح ؟

أكد برأسه ليرفع حاجبه وينزله فضمت شفاها : عادي بسأل طبيعي يعني

آسمر بخبث : متكلمتش

ناني بغيظ : أنت غلس أوي

ادارها عدة مرات ليردف : يعني مقولكيش شوفته فين ؟

ناني بغيظ : لا واسكت

أشاحت بوجهها عنه لتحاول كبت إبتسامتها فاردف بضحك : اضحكي اضحكي

أطلقت ضحكة رنانة وكذلك هو ليديرها عدة مرات ثم ترك يدها لينزل من على المسرح الصغير فشهقت وهي تجد يوسف يمسك يدها

ناني : أنت

يوسف بهدوء : عسل آسمر بس للأسف الأغنية خلصت

عادت خطوة للخلف لتردف : اها مش مشكلة تتعوض عن أذنك

تركته ونزلت خلف آسمر لتلتقط كوب ماء وتجرى خلفه لتصطدم بإياد فضحكت قائلة : أسفة يا إياد كله من آسمر البارد

إياد : ولا يهمك .. عمل ايه تاني ؟

آسمر : ولا حاجة ما تيجوا ننزل الماية واللي يكسب ياخد عشرين جنية

إياد بضحك : ابغي أقولك شيء ولكني استحي

آسمر بضحك : عيب يا يويو معانا بنات

جنان : خد ناني متمكنة جدا في السباحة وبتحب تسبح بليل

جلست ناني بجانب جنان وقبلت وجنتها بتطويل ثم قالت : هاخد عشر الاف جنيه

آسمر : وأنا الف جنية كفاية عليكي

ناني بتحدي : تمام جهز فلوسك

تجمع إياد وجنان وآشقر وروز على الشاطيء ليعلن إياد البداية قائلاً : لحد العلامة الحمرا ونرجع ... أحنا شايفين اهو لو حد غش يلا واحد اتنين تلاتة ابدأ

انطلقت ناني جرياً ليضحك الكل وسار آسمر بهدوء ليرسل قبلة لهم وبدأ كلاهما السباحة ليصفر إياد لكلاهما ويشجع ناني .. وصل آسمر في البداية نسبة لطوله ثم ناني

ناني لآسمر : يا رب يطلع عليك ناس ذي اللي في صعيدي في الجامعة الأمريكية

آسمر بسخرية : يا رب يا نونه

وقفت ناني فجأة تحاول الثبات على قدم واحدة فقد حدث لها شد عضلي جعلها تصرخ بوجع لكن آسمر لم يستمع لها، أتت موجة خفيفة لتجعل قدمها الأخرى ترتفع فوقعت على ظهرها وانكتم صوتها في الماء تخرج تأخذ أنفاسها وتعود أسفل الماء .. حاولت الصراخ عدة مرات لكنها لم تستطع وبات الماء يخنقها أكثر وقدمها لا تُفك أبدا

فجأة شعرت بمن يحاوط خصرها ويرفعها قائلاً : توقعت تحصل حاجة .. ناني

شهقت بقوة تلتقط انفاسها وتحاوط عنقه باكية ليزيد من رفعها قائلاً : أهدي عشان متغرقنيش .. خلاص

ناني وهي تشعر بالدماء تندفع لرأسها : أ.

تنفست وهي تشعر بثقل رأسها ليحاول فك قدمها قائلاً : لسه شده عليكي

اكدت برأسها ليظل يحاول لدقيقة حتى همست: بقيت كويسة

يوسف : أنا هطلعك شوية وهسيبك تخرجي ليهم تمام

ناني بتعب : ماشي

خرج بها قليلاً ثم تركها لتخرج وتتمدد على الرمال فاردفت جنان بقلق : ناني أنتِ كويسه

آسمر بمرح : دا تأثير الخسارة يعني

نظرت له واكدت بمرح مصطنع لتردف : حد يساعدني أطلع أوضتي .. دماغي صدعت

جنان بقلق : طيب يلا

*************************

تمدد إياد على السرير وأغمض عيناه يحاول النوم عدة مرات لكنه لم يستطع فوقف وقرر الاتجاه للبلكونة، وصل ليستمع لروز تتحدث مع والدها في الهاتف فوقف محله يسمع ما تقول

روز بحزن : هي محاولتش تكلمني مرة يا بابي .. يعني دا جزائي طيب المفروض أزعل صح ولا أنا مزوداها

هارون بهدوء : يا حبيبتي قولتلك قبل كدة عمرك ما تنتظري حاجة من حد

روز بألم : اكتشفت كل كلمة بتقولها قد ايه هي صح الوقتي يا بابي .. انا أسفة إني خذلتك وخذلت نفسي أنا قاعدة مع إياد وبساعده يتجاوز أنا معنديش كرامة صح ؟ أنا استاهل اللي بيحصلي يا بابي

انفجرت باكية لتردف : أنا تعبت من نفسي والله مش عارفة أنا عايزة ايه ولا المفروض أعمل ايه .. أنت متخيل إياد لسه مستكتر نفسه عليا حتى وانا وهو عارفين أنه محتاجني جنبه

هارون : روز اللي جواه طبع عمره ما يغيره واللي بيحب بجد عمره ما بيكره .. أنتِ عمرك ما كنتِ غلطانة لأن دي فطرة يا حبيبتي

ليكمل بهدوء : ريحي قلبك وارجعي

روز باستغراب : ارجع ؟ واسيبه ؟

إياد بهدوء : أيوة ارجعي يا روز

نظرت باتجاهه ليردف : مكانك مش هنا ولو بموت المفروض متفضليش جنبي لأن انا طبعي كدة يا روز ومش هتغير بسهولة

روز بعدم استيعاب : يعني أيه ؟

إياد : يعني العلاج اللي استخدمته معاكي رديه ليا وقتها بس هرتاح .. أنا تعبت من كل حاجة ومن نفسي لو سمحتي ريحيني وبطلي تحسسيني قد أيه انا وحش

روز بحدة : يعني المفروض أعمل أيه وأنا مش حساك طبيعي

إياد بهدوء : تخرجي من حياتي تسبيني أتعاقب على اللي بعمله

روز بصراخ : يعني أنا بتنازل وأنت كالعادة بتطردني من حياتك يا إياد .. أنت مصر كل مرة تخليني أندم ألف مرة إني رجعتلك

لتكمل بغضب : دا أنت مهانش عليك تعملي ذكرى واحدة حلوة بس تصدق لحد هنا وكفاية المرة دي أنا بجد هسيبك ومش هحلف ولا هقول بكرهك ولا هبل كل مرة .. خلاص إياد لو سمحت طلقني

هز رأسه بتأكيد قائلا : هعمل كدة لما نرجع

روز بعصبية : شوفت .. ماشي يا إياد وحياة ابني ما هتسمى ليك ست تاني ولا هخليك تشوف خلقتي طول منا عايشة

واتجهت للداخل تأخذ ابنها ثم أغلقت الباب بقوة وانهمرت دموعها دون توقف لتخبر والدها أن يرسل لها أحد يأخذها بينما جلس إياد لدقائق بتعب كأنه لا يستوعب ما حدث فقط يفكر أنه ربما هذه النهاية وربما خسرها أو بالفعل خسرها وخسر أخر فرصة تجمع كلاهما .. ما الذي أصابك يا إياد مؤخراً ! قرر ان ينزل خلفها ويشرح لها الوضع وبالفعل فتح الباب ونزل جريا .
****************
وقف إياد أمام روز قبل أن تستقر بالتاكسي ليمسك يديها ويحني رأسه بحزن ودموع تنهمر، انفجرت باكية هي الأخرى وهي تبعد يده عنها

إياد : روز أنا ...

روز مقاطعة إياه : متقولش حاجة يا إياد

إياد : أنا في يوم هرجعلك بس لما اتعالج .. واللهِ مش قصدي يا روز بس أنا فعلاً تعبان

روز : أنا قولتلك بإيدك يا إياد مكنتش عايزاك تمر باللي خلتني أمر بيه

احنى رأسه قائلاً : أنا استحق وعشان أتعالج لازم أمر بكل ده لوحدي يا روز .. لازم أدمر عشان أتبنى من جديد

روز بهدوء : تمام أتبنى لنفسك يا إياد لأني أنا حلفت بحياة ابني ووجودك في حياتي مش أهم من روح ابني .. سلام

بعدته عن الباب وفتحته كادت تركب لكنه اردف : روز

أكمل حين نظرت له : مفيش حياة من غيرك .. هرجع وهننسى

هزت رأسها بيأس وأغلقت الباب ليقود السائق مبتعدا بينما نظر إياد خلفها حتى اختفت ثم رن على أخاه قائلاً : آسمر

آسمر : فينك يا ابني وروز كمان محدش شافها

إياد بدموع : كل حاجة أنتهت ومش عارف اشكي لمين بس أنا تعبت أوي .. والله تعبت

آسمر بهدوء : وعند الله منها المخرج بس أدي نفسك فرصة يا إياد وبطل اللي بتعمله في نفسك وفي اللي حواليك

إياد بحزن وألم : أنا تعبان يا آسمر .. أنا مش طبيعي وعايز أختفي لحد ما ارجع نفسي

آسمر بحدة : بطل خطرفة وهبل يا إياد

إياد بتوهان : مش بخطرف أنا ... أنا عايز أبقى طبيعي بعد اللي عملته فيها أنا خسرت نفسي خالص يا آسمر

آسمر بحدة وقلق : إياد ممكن تيجي الفندق نتكلم

نظر إياد للهاتف ثم أغلق الخط ليترك الهاتف يقع في الشارع ثم بدأ يسير مبتعدا ولم يعد يشعر بشيء حوله ولا نبالغ حين نقول لا يشعر بنفسه حتى .. مسح دموعه ليرى كل ذكرى جميلة هدمها برأسه فهو لم يكن يوماً ذاك الشخص والآن وصل بقدمه لهذه المرحلة

ظل يسير ويسير حتى أنه لم يعد يعلم أين هو، وقف في منتصف الطريق حين لما يعد يرغب في السير لا يتحرك واغمض عينه يبكي كالطفل الذي تاه من والديه وفجأه سمع أصوات كثير عالية، شعر بألم قوي وسائل يحتويه من كل الجوانب .. صوت صراخ إسعاف ليس واحد بل كثير فكان شخصين غيره فعلوا حادث في نفس الوقت

زاغت عيناه وهو يتذكر كل لحظة أذاها فيها فهو لم يفضلها سوا القليل من المواقف الشديدة التي مروا بها، في حين أنها اختارته في كل موقف .. اراد أن يرفع رأسه ويقف ليذهب لها ويعتذر لكن ذاك الألم قاومه وفاز عليه

إياد بهمس قبل ان يستلم للظلام : روز

وهنا توقفت انفاسه وحياته التي شعر وانها بدأت مع حبها والآن انتهت لمجرد إنهائه لكل شيء يخصها ..

************************

جلس أحمد بتعب واضح فهو لا يعرف أين ابنه وكذلك روز فهي قد عادت للاسكندرية، تنهد آسمر وهو يمسح على وجهه بقوة

آسمر : يلا هنرجع إسكندرية ممكن يكون رجع .. انا هكلم ليكم الباص وهسبقهم

أنس : هاجي معاك

آسمر بصوت صارم : لا خليكم معاهم مينفعش .. سلام

جرى من أمامهم يجري إتصالاته وبدأ يقود بأقصى سرعته، عاد آسمر للإسكندرية وبدأ يبحث عن إياد في كل مكان لكنه لم يجد له آثر

مر يومان
الوضع كما هو عليه لا آثر لإياد ليعود آسمر إلى الساحل يبحث عن أخاه في المستشفيات والأقسام حتى أنه بدأ يسير في الشوارع وهو يحمل صورته

ساء وضعه كثيراً من قلة النوم والتفكير المستمر، منع الجميع أن يخبر روز عن إختفائه فهو استوعب أنها تريد بداية جديدة

تنهد وهو يرن عليها قائلاً : روز عاملة أيه

روز بهدوء : كويسه .. عامل أيه أنت

آسمر : الحمد لله .. روز هو إياد قالك أيه قبل ما تمشي ممكن تقوليلي

روز بتنهيد حزين : قالي أنه مش عايزني و ...

بدأت تقص له ما قاله إياد بالتفصيل وحين انتهت اردف بهدوء : أنا كدة فهمت .. شكراً يا روز

روز بتوتر : في حاجة يا آسمر

آسمر : لا مفيش يا قمر متشغليش بالك

روز بتنهيد وغيظ من نفسها : إياد كويس يا آسمر ؟

آسمر : متشغليش بالك بيه يا روز وكملي صح .. يلا خدي بالك من نفسك ومن أيان

روز : تمام سلام

أغلق الخط وعاد متجه للإسكندرية وهو يخمن أن أخاه فعل هذا قصداً فهو في حاجة لقسط من الراحة والبعد، لم يبعد يده نهائي من أمر أخاه فإن فعل لن يكون آسمر .. طمئن الكل وداخله يريد من يطمئنه وكثيراً لكن مهلا عليه ألا يظهر هذا لأحد

بعدما كان المرح منتشر بين الجميع والسعادة فجأة عاد الحزن والصمت، عاد كل شيء يسير كسابقه كذلك عاد الجميع لحياته السابقة المملة

لم ترن أيه على روز وتجاهلتها كما روز فعلت فكانت ونعم الصديقة السيئة، لم يفرق الوضع بالنسبة لروز كثيراً فحين يكون لك صديق لا تتوقع منه الكثير ولا تفكر فيما قدمت

**************************

في أحد الأيام تحديداً منزل السلحدار
دخل أنس شقة والديه لم يجد أحد فصعد متجه لشقته فتح الباب والقى السلام فالسلام لله يا سادة، ثم اتجه لغرفته مباشر يأخذ شاور سريع وبدل ملابسه ليعود ويتمدد على سريرة يفكر في كل شيء يحدث حوله

"شعر في الأول بشيء ناحية آيه لكن حين تعرض للأذيه نفسياً وكذلك جسديا بسببها زال هذا الشيء ليكتشف أن ما يشعره ناحية آيه ليس حب ربما تعود لكنه لا يحمل لها اية ذره حب ... لو قلوبنا بيدنا ... وايضا تذكر انه لم يسعى كثيرا لتسامحه كأنه استسلم للأمر الواقع ما هذا لما لا يفعل كما يفعل العشاق يسعي ليكسب قلب معشوقته، لكنها ليست معشوقته "

رمى المخده علي الأرض ما هذا حقا لا يحبها لكنها تحبه والآن افضل شيء هو البعد فكر بها مرارا وتكرارا والآن اخذ قراره سيتركها، رفع الفون لأذنه وتحدث مع أحدهم

آنس بهدوء : أيوه ادخل مكتبي هتلاقي في اول درج علي اليمين ظرف خده وقدمه للواء وقوله دا طلب نقل المقدم آنس

اغلق الخط وخرج ليجدها تجلس مع ابنه وتحمل ابنة اخاه النائمه وهي شارده بشيء عاد لغرفته فرؤيته لها تشعره بذنب كبير ذنب لا يغفر، لكن مهلاً هو لم يعد يتحمل كلامها السام وأيضاً تصرفاتها التي تجعله يغضب، هو لا يحب العيش واللاعيش الذي فيه معها هو يعرف شيئين إما يميناً أو يساراً .. حسناً يا أنس ما قمت به هو أفضل شيء بالنسبة للوضع الراهن الذي يمروا به
1

*********************

جلست ناني مع نور كالعادة فهي حتى الأن أقرب شخص لها حتى أنها باتت أقرب من جنان لها، حقاً تغيرت حياتها كثيراً عن ذي قبل وكل يوم تتجه للأفضل

وكالعادة تسألها كثيراً عن حياتها فهي تشعر أن حياة ناني تشبه رواية أو مسلسل تركي ذو نهاية سعيدة، لكن مهلاً أي نهاية تختارها يا الله اتمنى ألا تمس ناني بسوء فهي الأقرب لي والأحب لي ولا أريد ان يصيبها شيء

نور بإستغراب : بردك مش فاهمه أيه نوع الحب ده في حب يتغلب علي الاخوه .. أنتِ وجنان ؟

ناني بهدوء : معظم الحب بيتغلب علي الاخوه يا نور حب جنان لآسمر كان ومازال حب امتلاك وجنون

نور باستفسار : طب حبك .. سابقاً

ناني بضحك : فضولية أوي .. حبي كان حب غريب بس كان فيه تملك ودا اللي خلاني احاول ا .... يلا اهو اللي حصل وكل شيء بدأ يرجع أو اوريدي كل شيء رجع

نور بمرح : بس تصدقي عسل أوي روز عجبتني في معاملتها كده بطل

ابتسمت بحزن قائله : روز دي حاله خاصه وجميله اكتشفتها متأخر اوي الصراحه ربنا يهديلها إياد ويرجعوا

نور بفضول : صحيح مين الأحلي آنس ولا آسمر ولا إياد

ناني بهمس : دكتور يوسف

نور بضحكة رنانة : سمعتك دك ...

ناني بصدمة وهي تكتم فمها : هششش الله يخربيتك

نور بغمزة وهي تبعد يدها : عرفتها دي مراية الحب العاميه وقعتي ومحدش سمى عليكي يا ....

ناني : بس اخرسي يلا نقو .....

لمحت يوسف فتصنمت هل سمع لا مستحيل تتغزل برجل متزوج هل جنت ؟ ترى ما عليها فعله هل السير جرياً من أمامه أم تجميل ما قالت

يوسف بهدوء : ممكن نتكلم

ناني بتوتر : هااا أه قصدي لا يعني ليه في ....

يوسف بضحك : ورايا يا ناني علي المكتب

ذهب من أمامهم ففركت يداها بتوتر وهي تذهب خلفه ثم دخلت وهي تفكر ماذا سيقول ! تري هل فعلت شيء ؟ هل سمعها ؟

ظل يفترس ملامحها لثواني حتى زاد توترها فتحدث قائلاً : في مخيم للغردقه يا ناني اسبوع وانا بقولك كتبت اسمك وانا المشرف

ناني بصدمه : نعم دا اللي هو ازاي يعني مش هاجي طبعا

يوسف ببرود : انا ببلغك بس وهتيجي يا ناني روحي اجهزي هنطلع بكره مفهوم ؟!

ناني وهي تشير علي جانب جبهتها : هو بمزاجك يا عم

اتسعت عيناه وجز علي اسنانه ثم وقف وجذب كتفها ليفتح يدها ووضع ورقة، نظرت للورقة ثم له تتساءل ما هذا

يوسف بحده : بليل ترني تأكيد عليا وان محصلش هاا .... ومترنيش من رقم البيت تاني

ناني بلامباله : معيش رصيد

يوسف بغيظ وحدة : وحياة ماما معاكيش أيه ؟

ناني بخوف : خلاص هشحن هشحن بتبص كده ليه

واخذت الرقم وخرجت فنظر خلفها وضحك

يوسف : مجنونه وهتجنني معاها
1

وعاد يجلس ونظر لصورة ابنه الكبير علي الطاوله وقال : عارف ان اللي بيحصل غلط في حقك وحق اخوك ومامتكم بس اول مره يحصل لقلبي كده ربنا بعتلي الفرصه وانا مش هضيعها سامحني

واغمض عينه يتذكر ضحكتها وقلقها مرحها مع صحباتها شعر برائحتها حوله ففتح عينه ليجدها تعود للمكتب وتقف أمامها

يوسف باستغراب : خير

ناني بضيق وتوتر : متاخد رقمي وترن أنت

انفجر ضاحكا بقوة ووقف أمامها وفي لحظه كان يجذبها لأحضانه فشهقت بصدمة تستوعب ما فعل

ناني : يوسف

يوسف بتنهيد : دقايق تكفي لنحس بقلبنا واحيانا سنين مش بتكفي يا ناني

ناني بحزن : انا منفعش

يوسف بمراره : ولا انا انفع بس مش هسيبك

ناني بتوتر : قلبك انقى بكتير من انه يتلوث بيا

يوسف : لو تحسي بيه الوقتي وبفرحته مش هتقولي كده

ناني بتعب : عشان خاطري ابعد وروح لبيتك وعيالك

ابتعد قليلا ورفع ذقنها قائلا : يحل لي مثني وثلاثه ورباعا دا اولا ثانيا احلي ايام في عمري من يوم اما شوفتك ونجوم السما اقربلك اني احررك يا ناني

حركت عيناها بتوتر وقلق مما قادم فاعادها لأحضانه، حقاً ما يفعله غلط حتى لو يحبها فهو له حياته وهي إذا اخترقت هذه الحياة تكون من المخطئين .. أحياناً يسيطر القلب على العقل ويكون دافع الثمن الجميع
1

*******************

في منزل السلحدار
تنهد بغضب واضح وهو يسير يمينا ويسارا وتحدث مع الرجل في الهاتف بغضب وصراخ جنوني

آسمر بعصبية : يعني ايه مش لاقينه في مكان دوروا بصورته بلاش تتنيلوا تدوروا بأسمه بس

الرجل : يا آسمر بيه والله عملنا كده بس محدش شافه لا في المستشفيات ولا اقسام ولا الشوارع مختفي من الاسكندريه كلها وحتي الحادثتين اللي حصلوا قريب من المستشفي مكنش منهم

آسمر بحدة وصوت مرتفع : تدوروا تاني وتالت وعاشر اخويا نعرف فين في أقرب وقت فاهم

الرجل بتنهيد : امرك يا آسمر بيه

اغلق آسمر الخط فهو لا يكتفي بتخمينه فيجب عليه معرفة مكان أخاه ليطمئن غير هذا لن يطمئن أو يرتاح، اتجه للمطبخ ليزيل همومه بحضن منها وجدها تتحدث فيديو مع أحدهم

جنان بسعادة غامرة : انا بجد فرحانه انك هتستقري هنا حتي لو علي الأقل سنه

الدكتوره بهدوء وإبتسامة : طيب معاكي عنوان العياده تعالي أي وقت انا موجوده وهفضالك

جنان بمرح : حبيبتي أنتِ يا دكتوره بعدين في كتير اوي عايزه احكيه اخرته إني حامل في تلاته

الدكتوره بصدمه : ازاي يا جنان حامل وكمان تلاته بتهزري

جنان بإبتسامه حزينه : اهو اللي حصل أما اجي هبقي اقولك وربنا يعدي الفتره دي علي خير

عقد حاجبيه حقا عقله ممتليء لدرجه لن يفكر بهذا كثيرا حين انتهت ذهب واحتضنها ليزيل هموم الدنيا من علي كتفه

جنان : كل حاجه هتبقي كويسه متقلقش

آسمر بتنهيد : لعله خير إن شاء الله .. مش قلقان ربنا مبيجيبش حاجة وحشه

ابتسمت لتزيد من ضمه وهي تفكر ماذا سوف يحدث إن علم بالحقيقة ؟ مهلاً آسمر ناضج بما فيه الكفاية وسوف يتفهم مقصدها ووجهة نظرها .. لا تقلقي يا جنان ما سيحدث خير بالتأكيد

***********************

في شقة آنس
شد الغطاء علي رأسه يريد ان ينام هذه الفترة وكثيراً ينعم بدفء منزله الذي سوف يتركه وأيضاً هذا أفضل يتجنبها؛ حتى لا تكون أخر ذكرى بينهم بشعة ويزداد حجم الحاجز الذي بينهما، حسناً يوجد سبب أخر وهو إذا تعلق بها لن يستطيع اكمال ما بدأه وسوف يفضل البقاء هنا ويتراجع عن قراره

استمع لصوت ضحكتها المرتفع فرفع الغطاء عن وجهه وجلس يضحك على ضحكتها التي يحب سماعها فهي رنانة وطفولية كصاحبتها، حقاً تزوج طفلة فهو يكبرها بسنوات كثيرة ولم يراعي أنها هكذا فمنذ البداية هو أخطأ وكثيراً في حقها

تنهد بتعب وحزن من نفسه ليقف ويتجه للخارج، ليجدها تجلس أمام الشاشة تتابع أحد أفلام الكرتون المشهورة وتطلق ضحكات متتالية مع آشقر

آيه بإندفاع وضحكات متتالية : حاسب يا جيري  تستاهل يا توم من اعمالك ههههههه .... أيه يا حبيب ماما عجبك الفيلم ؟

قالت اخر كلامها وهي تلمس بطنها الظاهر عليها الحمل لتداعب وجنة آشقر الذي غفى لتوه

آنس بهدوء : تسمحيلي اقعد مع سيادتك

نظرت له ولوت فمها بطريقه مضحكه قائله : متقعد حد ماسكك يا أستاذ

جلس بجانبها باستغراب فهي لم ترفض اليوم، نظر للكرتون وهي عادت تتابع بسعاده وهو يتأملها وفجأه وبدون مقدمات جذبها لأحضانه

آيه بشهقه : آنس

لم يتحدث فنظرت له عن قرب، حقاً فات الكثير جداً عن آخر مره تأملته فيها أو جلست بجانبه، حتى حضنه هذا ظلت كثيراً لم تنعم به

آنس بهدوء : ذي ما أنتِ قولتي الحياة بينا بقت مستحيله وانا بأكدها يا آيه خدي بالك من آشقر والطفل الجديد

آيه بقلق وهدوء ظاهري : الحياة بينا مستحيله بس ولادنا بحاجتنا سوا

داعب شعرها وبعثره بيده قائلا : ولادنا بحاجة الاقرب ليهم فينا والأكيد مش أنا

كانت تتنفس بإضطراب وقالت : ذي ما الام مهمه الاب مهم و ... وإيدك أنا ...

آنس : هششش انا غبي وحمار ومبفهمش ومستحقيش لو كنت بفهم كنت حاولت وحاولت عشان تسامحيني يا آيه

ليكمل بحزن من نفسه : أنا كنت ما بصدق الموقف يعدي وابعد أكتر من الأول

تمردت دموعها لتردف : وأنا كنت ما بصدق تقرب وأجرح فيك .. أنا أسفة بس ...

ظلت صامتة لوقت ثم اردفت قائله : ليه محسستنيش إني حاجه في حياتك يا آنس ليه محاولتش ذي كل اللي بيحاولوا ليه استسلمت للي بعمله استنيتك كتير تحاول بس انت خزلتني كل مره بتخزلني

آنس بحزن : أنا كده وعيشتي كده وحياتي كلها كده يا آيه

آيه بنفاذ صبر وبكاء : اتغير اتغير عشاني وعشان آشقر والبيبي

وقف قائلاً بتنهيد : صعب يا آيه صعب اتغير عشان كده أنا قررت هسافر .. نقلت شغلي خلاص

زاد بكائها لتضع وجهها بين يديها : ضعيف أنت ضعيف

آنس بتعب : يمكن بس مش هقدر اقعد أكتر من كده هنا

آيه بتعب : أنا عملت ايه

آنس وهو يهز رأسه : المشكله اني اللي بعمل انا يا آيه خدي بالك من آشقر ومن البيبي وانا هحاول اجي في ولادته ان شاء الله

نظرت له ووقفت ثم تجاوزته وعادت لغرفتها .. جلست تمسح دموعها ثم هزت رأسها بهدوء

آيه بجمود : انت أخترت وأنا كمان هختار .. بكفاية اللي حصل فينا يا أنس

بداية خاطئة واستمرار خطأ فحين تكون هكذا البداية من المتوقع أن النهاية تكون الفرق .. ترى هل سوف تنهي أيه كل شيء أو سوف تبدأ معه بداية جديدة .

****************

في منزل السلحدار
دخل آنس من العمل علي غرفته وجلس بهدوء بل وتمدد وهو يفكر كثيرا تداهمه الأفكار

"شعر في الأول بشئ ناحية آيه لكن حين تعرض للأذيه بسببها زال هذا الشيء ليكتشف ان ما يشعره ناحية آيه ليس حب ربما تعود لكنه لا يحمل لها اية ذره حب..... لو قلوبنا بيدنا.... وايضا تذكر انه لم يسعي كثيرا لتسامحه كأنه استسلم للأمر الواقع ما هذا لما لا يفعل كما يفعل العشاق يسعي ليكسب قلب معشوقته لكنها ليست معشوقته "

رمي المخده علي الآرض ما هذا حقا لا يحبها لكنها تحبه والآن افضل شيء هو البعد فكر بها مرارا وتكرارا والآن اخذ قراره سيتركها

رفع الفون لأذنه وتحدث مع احدهم

آنس : ايوه ادخل مكتبي هتلاقي في اول درج علي اليمين ظرف خده وقدمه للواء وقوله دا طلب نقل المقدم آنس

واغلق السكه وخرج ليجدها تجلس مع ابنه وتحمل ابنة اخاه النائمه وهي شارده بشئ عاد لغرفته فرؤيته لها تشعره بذنب كبير ذنب لا يغفر
جلست ناني مع نور كالعادة فهي حتى الأن أقرب شخص لها حتى أنها باتت أقرب من جنان لها، حقاً تغيرت حياتها كثيراً عن ذي قبل وكل يوم تتجه للأفضل

وكالعادة تسألها كثيراً عن حياتها فهي تشعر أن حياة ناني تشبه رواية أو مسلسل تركي ذو نهاية سعيدة، لكن مهلاً أي نهاية تختارها يا الله اتمنى ألا تمس ناني بسوء فهي الأقرب لي والأحب لي ولا أريد ان يصيبها شيء

نور بإستغراب : بردك مش فاهمه أيه نوع الحب ده في حب يتغلب علي الاخوه .. أنتِ وجنان ؟

ناني بهدوء : معظم الحب بيتغلب علي الاخوه يا نور حب جنان لآسمر كان ومازال حب امتلاك وجنون

نور باستفسار : طب حبك .. سابقاً

ناني بضحك : فضولية أوي .. حبي كان حب غريب بس كان فيه تملك ودا اللي خلاني احاول ا .... يلا اهو اللي حصل وكل شيء بدأ يرجع أو اوريدي كل شيء رجع

نور بمرح : بس تصدقي عسل أوي روز عجبتني في معاملتها كده بطل

ابتسمت بحزن قائله : روز دي حاله خاصه وجميله اكتشفتها متأخر اوي الصراحه ربنا يهديلها إياد ويرجعوا

نور بفضول : صحيح مين الأحلي آنس ولا آسمر ولا إياد

ناني بهمس : دكتور يوسف

نور بضحكة رنانة : سمعتك دك ...

ناني بصدمة وهي تكتم فمها : هششش الله يخربيتك

نور بغمزة وهي تبعد يدها : عرفتها دي مراية الحب العاميه وقعتي ومحدش سمى عليكي يا ....

ناني : بس اخرسي يلا نقو .....

لمحت يوسف فتصنمت هل سمع لا مستحيل تتغزل برجل متزوج هل جنت ؟ ترى ما عليها فعله هل السير جرياً من أمامه أم تجميل ما قالت

يوسف بهدوء : ممكن نتكلم

ناني بتوتر : هااا أه قصدي لا يعني ليه في ....

يوسف بضحك : ورايا يا ناني علي المكتب

ذهب من أمامهم ففركت يداها بتوتر وهي تذهب خلفه ثم دخلت وهي تفكر ماذا سيقول ! تري هل فعلت شيء ؟ هل سمعها ؟

ظل يفترس ملامحها لثواني حتى زاد توترها فتحدث قائلاً : في مخيم للغردقه يا ناني اسبوع وانا بقولك كتبت اسمك وانا المشرف

ناني بصدمه : نعم دا اللي هو ازاي يعني مش هاجي طبعا

يوسف ببرود : انا ببلغك بس وهتيجي يا ناني روحي اجهزي هنطلع بكره مفهوم ؟!

ناني وهي تشير علي جانب جبهتها : هو بمزاجك يا عم
4

اتسعت عيناه وجز علي اسنانه ثم وقف وجذب كتفها ليفتح يدها ووضع ورقة، نظرت للورقة ثم له تتساءل ما هذا

يوسف بحده : بليل ترني تأكيد عليا وان محصلش هاا .... ومترنيش من رقم البيت تاني

ناني بلامباله : معيش رصيد

يوسف بغيظ وحدة : وحياة ماما معاكيش أيه ؟

ناني بخوف : خلاص هشحن هشحن بتبص كده ليه

واخذت الرقم وخرجت فنظر خلفها وضحك

يوسف : مجنونه وهتجنني معاها

وعاد يجلس ونظر لصورة ابنه الكبير علي الطاوله وقال : عارف ان اللي بيحصل غلط في حقك وحق اخوك ومامتكم بس اول مره يحصل لقلبي كده ربنا بعتلي الفرصه وانا مش هضيعها سامحني

واغمض عينه يتذكر ضحكتها وقلقها مرحها مع صحباتها شعر برائحتها حوله ففتح عينه ليجدها تعود للمكتب وتقف أمامها

يوسف باستغراب : خير

ناني بضيق وتوتر : متاخد رقمي وترن أنت

انفجر ضاحكا بقوة ووقف أمامها وفي لحظه كان يجذبها لأحضانه فشهقت بصدمة تستوعب ما فعل

ناني : يوسف

يوسف بتنهيد : دقايق تكفي لنحس بقلبنا واحيانا سنين مش بتكفي يا ناني

ناني بحزن : انا منفعش

يوسف بمراره : ولا انا انفع بس مش هسيبك
5

ناني بتوتر : قلبك انقى بكتير من انه يتلوث بيا

يوسف : لو تحسي بيه الوقتي وبفرحته مش هتقولي كده

ناني بتعب : عشان خاطري ابعد وروح لبيتك وعيالك

ابتعد قليلا ورفع ذقنها قائلا : يحل لي مثني وثلاثه ورباعا دا اولا ثانيا احلي ايام في عمري من يوم اما شوفتك ونجوم السما اقربلك اني احررك يا ناني

حركت عيناها بتوتر وقلق مما قادم فاعادها لأحضانه، حقاً ما يفعله غلط حتى لو يحبها فهو له حياته وهي إذا اخترقت هذه الحياة تكون من المخطئين .. أحياناً يسيطر القلب على العقل ويكون دافع الثمن الجميع

*******************

في منزل السلحدار
تنهد بغضب واضح وهو يسير يمينا ويسارا وتحدث مع الرجل في الهاتف بغضب وصراخ جنوني

آسمر بعصبية : يعني ايه مش لاقينه في مكان دوروا بصورته بلاش تتنيلوا تدوروا بأسمه بس

الرجل : يا آسمر بيه والله عملنا كده بس محدش شافه لا في المستشفيات ولا اقسام ولا الشوارع مختفي من الاسكندريه كلها وحتي الحادثتين اللي حصلوا قريب من المستشفي مكنش منهم

آسمر بحدة وصوت مرتفع : تدوروا تاني وتالت وعاشر اخويا نعرف فين في أقرب وقت فاهم

الرجل بتنهيد : امرك يا آسمر بيه

اغلق آسمر الخط فهو لا يكتفي بتخمينه فيجب عليه معرفة مكان أخاه ليطمئن غير هذا لن يطمئن أو يرتاح، اتجه للمطبخ ليزيل همومه بحضن منها وجدها تتحدث فيديو مع أحدهم

جنان بسعادة غامرة : انا بجد فرحانه انك هتستقري هنا حتي لو علي الأقل سنه

الدكتوره بهدوء وإبتسامة : طيب معاكي عنوان العياده تعالي أي وقت انا موجوده وهفضالك

جنان بمرح : حبيبتي أنتِ يا دكتوره بعدين في كتير اوي عايزه احكيه اخرته إني حامل في تلاته

الدكتوره بصدمه : ازاي يا جنان حامل وكمان تلاته بتهزري
4

جنان بإبتسامه حزينه : اهو اللي حصل أما اجي هبقي اقولك وربنا يعدي الفتره دي علي خير

عقد حاجبيه حقا عقله ممتليء لدرجه لن يفكر بهذا كثيرا حين انتهت ذهب واحتضنها ليزيل هموم الدنيا من علي كتفه

جنان : كل حاجه هتبقي كويسه متقلقش

آسمر بتنهيد : لعله خير إن شاء الله .. مش قلقان ربنا مبيجيبش حاجة وحشه

ابتسمت لتزيد من ضمه وهي تفكر ماذا سوف يحدث إن علم بالحقيقة ؟ مهلاً آسمر ناضج بما فيه الكفاية وسوف يتفهم مقصدها ووجهة نظرها .. لا تقلقي يا جنان ما سيحدث خير بالتأكيد

***********************

في شقة آنس
شد الغطاء علي رأسه يريد ان ينام هذه الفترة وكثيراً ينعم بدفء منزله الذي سوف يتركه وأيضاً هذا أفضل يتجنبها؛ حتى لا تكون أخر ذكرى بينهم بشعة ويزداد حجم الحاجز الذي بينهما، حسناً يوجد سبب أخر وهو إذا تعلق بها لن يستطيع اكمال ما بدأه وسوف يفضل البقاء هنا ويتراجع عن قراره

استمع لصوت ضحكتها المرتفع فرفع الغطاء عن وجهه وجلس يضحك على ضحكتها التي يحب سماعها فهي رنانة وطفولية كصاحبتها، حقاً تزوج طفلة فهو يكبرها بسنوات كثيرة ولم يراعي أنها هكذا فمنذ البداية هو أخطأ وكثيراً في حقها

تنهد بتعب وحزن من نفسه ليقف ويتجه للخارج، ليجدها تجلس أمام الشاشة تتابع أحد أفلام الكرتون المشهورة وتطلق ضحكات متتالية مع آشقر

آيه بإندفاع وضحكات متتالية : حاسب يا جيري تستاهل يا توم من اعمالك ههههههه .... أيه يا حبيب ماما عجبك الفيلم ؟

قالت اخر كلامها وهي تلمس بطنها الظاهر عليها الحمل لتداعب وجنة آشقر الذي غفى لتوه

آنس بهدوء : تسمحيلي اقعد مع سيادتك

نظرت له ولوت فمها بطريقه مضحكه قائله : متقعد حد ماسكك يا أستاذ

جلس بجانبها باستغراب فهي لم ترفض اليوم، نظر للكرتون وهي عادت تتابع بسعاده وهو يتأملها وفجأه وبدون مقدمات جذبها لأحضانه

آيه بشهقه : آنس

لم يتحدث فنظرت له عن قرب، حقاً فات الكثير جداً عن آخر مره تأملته فيها أو جلست بجانبه، حتى حضنه هذا ظلت كثيراً لم تنعم به

آنس بهدوء : ذي ما أنتِ قولتي الحياة بينا بقت مستحيله وانا بأكدها يا آيه خدي بالك من آشقر والطفل الجديد

آيه بقلق وهدوء ظاهري : الحياة بينا مستحيله بس ولادنا بحاجتنا سوا

داعب شعرها وبعثره بيده قائلا : ولادنا بحاجة الاقرب ليهم فينا والأكيد مش أنا

كانت تتنفس بإضطراب وقالت : ذي ما الام مهمه الاب مهم و ... وإيدك أنا ...

آنس : هششش انا غبي وحمار ومبفهمش ومستحقيش لو كنت بفهم كنت حاولت وحاولت عشان تسامحيني يا آيه

ليكمل بحزن من نفسه : أنا كنت ما بصدق الموقف يعدي وابعد أكتر من الأول

تمردت دموعها لتردف : وأنا كنت ما بصدق تقرب وأجرح فيك .. أنا أسفة بس ...

ظلت صامتة لوقت ثم اردفت قائله : ليه محسستنيش إني حاجه في حياتك يا آنس ليه محاولتش ذي كل اللي بيحاولوا ليه استسلمت للي بعمله استنيتك كتير تحاول بس انت خزلتني كل مره بتخزلني

آنس بحزن : أنا كده وعيشتي كده وحياتي كلها كده يا آيه

آيه بنفاذ صبر وبكاء : اتغير اتغير عشاني وعشان آشقر والبيبي

وقف قائلاً بتنهيد : صعب يا آيه صعب اتغير عشان كده أنا قررت هسافر .. نقلت شغلي خلاص

زاد بكائها لتضع وجهها بين يديها : ضعيف أنت ضعيف

آنس بتعب : يمكن بس مش هقدر اقعد أكتر من كده هنا

آيه بتعب : أنا عملت ايه

آنس وهو يهز رأسه : المشكله اني اللي بعمل انا يا آيه خدي بالك من آشقر ومن البيبي وانا هحاول اجي في ولادته ان شاء الله

نظرت له ووقفت ثم تجاوزته وعادت لغرفتها .. جلست تمسح دموعها ثم هزت رأسها بهدوء

آيه بجمود : انت أخترت وأنا كمان هختار .. بكفاية اللي حصل فينا يا أنس

بداية خاطئة واستمرار خطأ فحين تكون هكذا البداية من المتوقع أن النهاية تكون الفرق .. ترى هل سوف تنهي أيه كل شيء أو سوف تبدأ معه بداية جديدة .

******************

في منزل يوسف
وقف يوسف خلف ابنه يمسكه بقلق أن يقع أخاه الرضيع من بين يديه بينما يتأفف الصغير بضجر فهو يريد حمل أخاه وحده واللعب معه

يوسف بقلق : يا سفيان حاسب أخوك يقع

سفيان بضيق وعبوس : مش هوقعه يا بابا سبني بقى

سالي بصوت مرتفع : يوسف سفيان يلا الاكل

يوسف وهو يداعب شعر ابنه : يلا عشان ناكل

هز الصغير رأسه واتجه مع أباه للمطبخ يجلس على الطاولة الصغيرة التي تكفي ثلاثتهم بينما حملت سالي ابنها في أحضانها تقبل جبينه وتجلس به، نظرت له ثم لزوجها فحقاً يوسف اسم على مسمى أما سفيان فكان جماله جمال فائق يأخذ بعض ملامح أباه مع امه .. تحدثت موجهه كلامها إلى يوسف

سالي بهدوء : يوسف انا حضرتلك الشنطه

يوسف بهدوء مماثل : اه ميرسي

اقترح سفيان اقتراح على أباه قائلاً برغبة : أجي معاك يا بابا

يوسف وهو يداعب شعره : ينفع نسيب ماما واخوك الصغير من غير راجل يا سفيان

الصغير بحزن بعدما فكر قليلاً : لا يا بابا خلاص المره الجايه

ابتسم يوسف وقيل جبين ابنه المقطوب بعبوس واضح، نظر لسالي التي تتناول طعامها ليفكر هي كما نقال حسن الزوجه رغم أنه لم يحبها يوماً كحب حبيب لحبيبته، لكن كزوجته احبها ويعلم بعشقها له حد الجنون لذلك هي من قامت بتسمية ابنها الثاني يوسف .. تغير عليه وكثيراً حتى أنها باتت سابقاً لا تحب عمله كمعيد لكن مع الوقت وحين رأته بدأ يستاء مما تفعل تجاهلت هذا رغماً عنها

سالي بتنهيد : يوسف هي الرحله فيها بنات

يوسف بحدة : أيوه يا سالي

سالي بغيره : حلوين

يوسف وهو يقف متجاهل تكملة ذاك الحديث : القهوة علي مكتبي

تركها واتجه للخارج فزفرت بحدة وضيق، لولا أنه أخذهم من فترة للساحل لكانت التصقت به في هذه الرحلة وأيضاً يوسف الصغير يمنعها، وكذلك لن يوافق الكبير .. جلس يوسف على كرسيه ينظر للحائط بشرود وتفكير في العمل ليقاطعه أخر شخص توقع أن يرن عليه

خرجت ضحكة بسيطة منها قبل أن يجيب ليجدها تتقول بجدية : اممم هننزل البحر يعني اجيب مايوه

يوسف بصدمة : تجيبي أيه يا ختي ؟

ناني ببرود : اممم واضح هننزل طيب هنروح ديسكو اجيب فساتين سواريه

يوسف بحدة ونفاذ صبر : حد مسلطك عليا .. اتلمي يا ناني بدل ما أجي واعرفك السواريه علي أصول

ناني بضيق وحدة : مش أنت اللي قولت تعالي شيل بقى عقلك في راسك تعرف خلاصك

يوسف وهو يجز على أسنانه : ناني متعصبنيش

ناني ببرود وهي تتمدد على السرير : خلاص مش جايه

يوسف وهو يمثل البرود : أبقي خليكي وبكره الصبح هنشوف ومن غير سلام

ناني بلهجة سريعة : استنى استنى أنت هتقفل بجد ؟ أنا زهقانه

يوسف بإبتسامة : طيب مش قافل .. وحشتيني على فكره

ناني بإبتسامة : غمض عينك هتتخيلني

اغمض عينه واعاد رأسه للخلف وتنفس بقوة قائلاً بهدوء : بحبك

ناني بإبتسامة : وانا كمان بحبك

فتح عينه بقوه قائلا : قولتي أيه ؟

اغلقت السكه فنظر للهاتف وضحك بسعادة لينظر لرقمها وابتسم بصدمة ليغمض عيناه ويعيد رأسه للخلف لتأتي له صورة سالي وخلفها جملة " هي انتحرت بس حتى لو فضلت عايشه أنا مكنتش هسمحلها تاخدك مني "

فتح عيناه ليتذكر جملتها التالية " أنت بتاعي يا يوسف "

******************

في منزل هارون
كانت روز تغط في نوم عميق براحة ترتسم على ملامحها الهادئة، وها قد عادت روز الفتاة المفعمه بالحيوية والرغبة في الحياة حرة، وماتت تلك الهائمة بإياد والتي تضحي من أجله وأجل الجميع .. جذب أيان شعرها بقوة ليخرج تأوه قوي منها

روز بصوت مرتفع : أياااان

انتفض الصغير بفزع وانفجر باكية في نفس الوقت دخلت رولا لتحمله بين يديها وتخرج، بدأت تهزه لعله يصمت ويكف عن بكائه هذا

صمت الصغير وبدأ يجذب شعر رولا بإنزعاج لتحاول فك شعرها من بين يديه

رولا بضيق : هششش خلاص يا أيان بقى

أيان بعبوس : ببا ببا ببا

رولا بحزن : باباك معتش بيسأل فيك زيك ذي مامتك

تنهدت بتعب مما يحدث لابنتها وفي نفس الوقت دخل هارون ثم ألقى السلام عليهم

هارون بإبتسامة : مساء الفل علي الكل

قبل جبين رولا التي ابتسمت له وحمل أيان عنها يقبل كلتا وجنتيه ويرميه بالهواء ثم يلتقطه

هارون بمرح : عايز أيه يا باشا حد يتعب العسل دي ؟ حد يطول يبقى عنده ناناه قمر كدة

غمز لرولا التي ضحكت ثم اردف : فين مامتك ؟

رولا : نايمه شويه بعدين هتقوم تذاكر .. كان نايم جنبها بعدين قام وقعد يشد في شعرها فخدته من جنبها

هارون بهدوء : وهي عامله ايه ؟

رولا بسعادة تظهر على محياها : كويسه جدا الحمد لله كنا فين وبقينا فين

خرجت روز تتثائب واضعه يدها على فمها، وتفرك عينها بالأخرى ثم ذهبت لحضن أباها الذي اعطي أيان لرولا وسندت علي صدره ليضحك ويقبل جبينها بحب

روز بمرح : النوم حلو اوي يا بابي

ضحك بكل صوته وزاد من ضمها فابتسمت له وبلا أي سبب تذكرت إياد مهلاً حتى لو قالت أنها قامت بالتوقف عن حبه لن تنساه ولن تتوقف عن تذكر ذكرياته، تذكرت عندما كانت تفعل معه هذا وهو يستغل الوضع لصالحه لتضحك بحزن واضح على ملامحها لكن لم يقوموا برؤيتها

تنفست بقوة وازالت تلك الذكريات أو كما تظن، فهي ترى أنه لم يعد لا هو ولا ذكرياته يهموها

روز بهدوء : مامي خلي أيان معاكي انا عايزه اذاكر

هارون بضيق واضح : لا بقى كده بنقطع علي بعض خدي ابنك وعلي اوضتك

رولا بحدة واضحة : أيه الكلام ده يا هارون الله .. روحي يا حبيبتي ذاكري وسبيه

نظر لها هارون بحقد مصطنع فضحكت روز بشدة وفرت هاربه من أمامه وهي تقول : عذراً يا أبي بغير على لوله

هارون بتوعد : ماشي يا روز

***************

في اليوم التالي
قاد آسمر سيارته بأقصى سرعة متجه الي المستشفي فالطبيبه اليوم ليست بالعيادة، وجنان تملك منها المرض ليلاً وكذلك الإرهاق فيبدو أنها لا تقوي على رفع يد واحدة

جنان بتعب واضح : انا كويسه يا آسمر مفيش داعي للمستشفيات بكره هروح للدكتوره .. أرجع لو سمحت

آسمر بحدة : اخرسي يا جنان وبطلي الاسطوانه دي من الصبح عماله تعيدي فيها قرفتيني

جنان بدموع وعتاب : قرفتك طب ربنا يسامحك

ادارت وجهها عنه تنظر للحارج فابتسم رغماً عنه وهو يقوم بإيقاف السيارة ودون مقدمات سحبها لحضنه وقبل شعرها بحنية

آسمر بإبتسامة : حقك عليا

جنان بإبتسامة : ولا يهمك يا حبيبي

قبل جبينها بتطويل وهو يعود يقود سيارته حتى وصل ثم نزل وأحضر معه الفحوصات الطبية والتحاليل ليسندها ويصعد بها يسأل عن طبيب أو طبيبة نسا

بعد وقت قام الطبيب بفحص جنان ثم طلب منهم الخروج وجلس أمامهم يتطلع على الفحوصات والتحاليل، هز رأسه بضيق وأسف واضحين على ملامحه

عقد آسمر حاجبيه باستغراب بينما فركت جنان يديها بتوتر من أن يخبره الطبيب ما نتائج هذا أما اسمر فكان ينظر له بقلق حين وجده يهز رأسه وينظر لهم بحدة

الطبيب بأسف : عارف هتقولوا دا كلام نفس الدكاتره وايه الجديد يعني واهو اللي حصل بس أنتِ حطيتي نفسك في موقف موت من الجهتين يا بنتي .. أنتِ عايزة تموتي بجد ؟

انكمشت ملامحها خوفا أن يفهم فأكمل : يعني قلبك تعبان ودي مش أول ولادة دا غير إني متأكد أنك الوقتي بتلاقي صعوبه في المشي خطوتين

نظرت لأسفل فهو محق تماماً ليكمل بهدوء : أنتِ في اول الحمل لسه هتتحملي ازاي لباقي الحمل ؟ بلاش الولاده اللي شبه مستحيل تتخطيها بقلبك ده والطلق تحديداً لو جالك

آسمر بصدمه : قلبها ؟!!

الطبيب بهدوء وهو ينظر له : أيوه قلبها دي عندها ضعف في عضلة القلب والمجهود اللي بتبذل فيه جزء كبير من طاقتها بيتعبها أكتر

آسمر بعدم استيعاب : يعني هي تعبانه بسببه ؟

اردف الطبيب بحدة : أكيد وهي الوقتي حامل ودا طبيعي والله اعلم إن كانت هتقدر تكمل لباقي الحمل ولا لا ..... علي العموم أنا هكتبلك علي ادويه تاخديها في مواعيدها عشان الإرهاق ده وتقعدي في اماكن جيدة التهويه وتبعدي عن أي مجهود خالص حتى طلوع السلم

آسمر بتعلثم : طب يا دكتور مينفعش ننزل الحمل عشان قلبها .. أنا مش عايز عيال انا والله مكنتش أعرف

انهمرت دموع جنان لتردف : لا مش هموت ولادي

نظر لها آسمر بألم ليردف الطبيب : أساساً معتش ينفع ينزل ولو نزل دا هيبقيى اسوأ فخليه واللي فيه الخير يقدمه ربنا والأمل موجود طالما الدعاء موجود

هز آسمر رأسه وهو يقف ويجمع كل شيء ثم أخذ من الطبيب الروشته والتقط معصمها يضغط عليه بكل قوته، خشت أن تتنفس أمامه فيطيح بها أمام الجميع لتفضل الصمت وتتقبل ما يقوم به .. دفعها لداخل السيارة ولم تجرؤ على التحدث ثم بدأ القيادة بأقصى سرعة لديه

بعد وقت
دفعها من الباب الخاص بشقة والديه، وجذب شعرها بقوة وغضب شديد فهو الآن ليس سوا شخص قامت بإستغفاله واستغلال حبه مراراً وتكراراً ليكون في كل مرة هو ضحية حبه وثقته بها

آسمر بحدة : بتخبي عليا ؟ بتضحكي عليا أنا ؟ مفكراني عيل وبتقولي جيني لسه صغيره

جنان بتوتر وتعلثم : ا.انا كنت خوفت تشفق عليا وأنت كنت عايز طفل و ...

آسمر بصوت مرتفع غاضب : اخرسي أما اتكلم تخرسي يا جنان .... أنا تعبت وقرفت منك اعملك ايه اكتر من كده اعمل ايه انا كنت هتجنن قصادك أنا كنت بموت بسببك

ترك شعرها وبعد قليلا مكملا بتعب : أما رجعتي قولت هنتقم منك بس مقدرتش سامحتك يا جنان واما سمعتك بتقولي هتسبيني بعد اما جيني تكمل سنه ملقتش غير اني اربطك بطفل بيا عشان متهربيش تاني .... أنتِ كنتي تكفي يا جنان كنتي مكفياني بس أنتِ عملتي ايه ؟

أكمل بصراخ جنوني : ردي عليا بحافظ عليكي بكل الطرق .. أنا بحافظ علي حبنا وعلاقتنا بمنع هدمها بس أنتِ بغبائك بتزيليها

جلس على الكرسي ليردف وهو يغمض عيناه بقوة : أنا تعبت منك ومش هعلق نفسي بيكي بعد النهارده

جنان ببكاء : اسمعني يا آسمر

آسمر بتعب : معتش عايز اسمع حاجه من هنا ليوم ما هتموتي وتطلعي من حياتي ومن هنا ورايح مش عايز اشوفك ارجع الاقيكي خدتي هدومك ومشيتك معتش عاوزك ولا عاوز اشوفك
4

جنان ببكاء وشهقات : عشان خاطري بلاش كده هتموتني بالبطيء

جلست علي الأرض تبكي بشدة وهي تمسك يده تستعطفه لعله يشفق ويقترب، الا انه نفض يدها ووقف استدار وفتح الباب والدموع تجري بعينيه، أخذ نفس عميق والتفت

آسمر : جنان

رفعت نظرها تترجاه بعيناها فهي تشعر بما سوف يقوله فأكمل : أنتِ طالق

خرج واغلق الباب لتتمرد الدموع المتحجرة يسب قلبه الذي بات سبب ضعفه الدائم من ناحيتها قبل الجميع .. أما هي فتحجرت الدموع المنسابة لا تصدق ما قام بفعله فأخر شيء توقعته من آسمر هو هذا غير أنها كانت تظن أنه سوف يتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي وبساطة كما يفعل في كل مشكلة، لكن هذه المرة اختار آسمر البعد

وهنا لا نقول وفي البعد الدواء بل نقول وفي البعد الهروب من المصير المحتوم

****************
كده الفصل السادس وعشرون خلص

بقلمي / سماء أحمد اللي محدش يتوقعها 🤭😉
***************
حبيت فكرة النقاش وانعكاس الاراء اللي حصل
1

آنس : تايه مش عارف هو بيحب آيه ولا لا..... لو بيحبها المفروض يحارب عشانها بس غصب عنه القلب مش ملكنا يمكن يكون مش بيحبها ويمكن يكون ذي ما بنقول الطبع غلاب يعني هو كده طبعه كده وهنعرف فيما بعد ان كان حب ولا لا
2

إياد : اتبع أسلوب وفي البعد الدواء ودا مش بينفع في كل الحالات لو فكرنا من ناحيه هنلاقيه انه صح في اللي عمله وهنعرف فيما بعد ليه
4

آسمر : بطل الروايه الشخصيه المميزه اللي انقلبت احيانا من الخوف بنحاول نثبت لنفسنا اننا نقدر نعيش من غير المصدر وهنعرف هيقدر يعيش من غيرها وهي عايشه وان حصل يا تري هيقدر لو فعلا ماتت
صعدت للباص مع صديقتها فاخبرتها الدكتوره أن تجلس في الكرسي المخصص لها بالاسم، عقدت حاجبيها أنها لم تجلس بالخلف كباقي أصدقائها .. عبست ملامحها في البداية لكنها عادت لا تهتم وبدأت تستمع لأغاني لتجد أحد أصدقائها ينادي عليها

احد الشباب : ناني تعالي ورا

أتت تلتفت له سمعت صوته الحاد : كل واحد مكانه وممنوع الحركه لحد أما نتحرك

جلس بجانبها فاتت تتحدث لكنه اشار لها بإصبعه قائلاً : أنتِ تخرسي خالص .. بتاع أيه يكلمك بس تمام حسابنا اما نوصل

ناني بنفاذ صبر : يوووه عايزه ارجع مع اصحابي

يوسف بغيره وحده : ناني أنا متعصب خلقه مش ناقص اقعدي ساكته

ليردف بغيظ : يناديلك بتاع أيه اقوم اكسرله سنانه

كور يده بقوة هذه أول مره يشعر بالغيرة فهو لم يسبق له أن شعر بها، الان شعر بالنار التي تشعر بها سالي أما ناني فرفعت نظرها ونظرت لتري أن كل شخص بحاله .. فعدلت الحقيبه حتي لا يري احد ايديهم ومدت يدها تمسك قبضته فارخاها وشبكت اصابعها بأصابعه مبتسمة له ليبتسم هو الأخر

ناني بهدوء : أسفه

هز رأسه بهدوء فأغمضت عيناها وفتحتها ليتنهد قائلاً بإبتسامه : قولتي أيه امبارح في الفون ؟

ناني بهدوء وجرئة : قولت بحبك يا دكتور

انحنى قليلاً وقال بهمس : تعرفي انا ماسك نفسي بالعافيه لو احنا لوحدنا كنت ... يلا الصبر

ضحكت في البداية لكنها فكرت قليلاً ليجدها تقول بجدية : في حاجات كتيره لازم نتكلم فيها يا دكتور

يوسف بهدوء : ذي أيه ؟

ناني بحزن : ذي اني مش لعبه ولا انفع حتي زوجه تمام .. ذي إني من جوايا مش ذي ما باين وذي ...

قاطعها يوسف وهو يضع إصبعه على فمها قائلاً : هنتكلم في كل حاجه وهتتحل وهنتجوز قبل ما نرجع إسكندريه

اتسعت عيناها فهمس لها بضحك : بحبك يا ناني

نظرت للخارج تتابع الطريق وتكبت إبتسامتها بصعوبة لا تستطيع السيطرة على دقات قلبها المتتالية، مهلاً يا ناني يبدو أن أبواب السعادة بدأت تفتح لكِ ذراعيها

*******************

في مقر عمل آسمر
جلس آسمر على كرسيه يتابع كاميرات المراقبة التي وصل إليها عن طريق تعقب سير أخاه، بصعوبة أن وصل لهذه المرحلة لكن حمدا لله أنه وصل

حك ذقنه بضيق واضح وحزن يرتسم على محياه حين وجد أخاه يسير كالتائه شبه لا يعي لشيء حوله، شعر بطيف صورة لأخاه إياد وهو في قمة قوته تظهر أمام عيناه مع وضعه الأن وهو في قمة ضعفه

آسمر بعصبيه : يحرق الحب اللي يعمل فينا كده

وفجأه اتسعت عيناه حين وجد سيارة تقترب من شابين وفي نفس الوقت أخرى تقترب من أخاه .. لم يكن الاثنان فقط بل اخاه ايضا هما في طريق واخاه في طريق اخر اتسعت عينه بزهول حين وجد أخاه يتمدد على الأرض وخرج تأوه قوي وهو يري الدماء حول أخاه

آسمر بصراخ جنون : لا مستحيل لا

عاد يركز في ملامح أخاه ويقرب الصوره منه، لم يعد يشعر بنفسه من كثرة الألم ليقوم بتهشيم كل شيء حوله من معدات وأرواق .. رأى أخاه كمن فارق الحياة ما هذا الألم الذي لا يُحتمل يا سادة

آسمر وهو يضرب جانبي جبهته : آسمر فوق .. آسمر

التقط هاتفه وبدأ يجري إتصالاته اللازمه والتي يوجه عن طريقها رجاله للمكان الذي يجب البحث عن أخاه فيه .

بعد عدة ساعات
شعر آسمر أنه يقترب من أخاه مع مرور الوقت، ولأول مرة منذ زمن يعود للمنزل وهو يشعر بإنجاز برغم إحتمال سوء النتيجة

تنهد بتعب واضح وهو يدخل شقة والديه ثم اتجه للأريكة يجلس عليها بأريحة متنهد بتعب

آسمر بصوت شبه مرتفع : ماما الأكل جعان

خرج آشقر وهو يحمل جيني بين يديه واعطاها لآسمر قائلا : خد جيني وحشتها أوي .. بقالك كتير مش بتقعد معانا يا بابا

آسمر باستغراب : هي هنا أومال ....

جنان بدموع وهي تخرج من المطبخ : آسمر

آسمر بعصبيه وهو يقف : أنتِ لسه مامشتيش ليه ممكن أفهم ؟

جنان ببكاء : أنا أسفه سامحني والنبي يا آسمر وردني حقك عليا ومش هخبي عليكي حاجة تاني

آسمر بقسوة وحدة : أنتِ مبتفهميش اطلعي بره حياتي وغوري بقي انا اتخنقت منك يا جنان ومعتش طايق اشوفك بره

علت شهقاتها قائله : بلاش الطريقه دي بالله عليك يا آسمر سام .....

آسمر بصوت مرتفع : قولت بره يا جنان

أحمد بحده وهو يخرج : هي هنا في بيتي انا يوم اما اتجوزتوا البنات خدوا مكانه اعلي منكم عندي ومش هسمح لواحد فيكم يعيدها كفايه إياد ودا لأنه كان في شقته مش شقتي فاهمين ؟

آسمر بغضب وحدة : تمام هي عندك اهي وانا معتش داخل حته هي فيها وعرفها هزعلها لو شوفت وشها من اليوم ورايح تمام

واتجه للخارج دون النظر خلفه ليجدها تقول بإنهيار : من أمته وانت مش مأوي يا آسمر

آسمر : من يوم ما خدتي أذيتي تعود يا جنان هانم

انطلق لأعلى ذاهباً من أمامها والغضب يرتسم على ملامحه وأيضاً الضيق منها وعليها، لكن مهلاً من يحفر حفرة يقع فيها يا سادة وهذا ما تستحقه جنان حتى تتغير .

**********************

في الغردقه
القى يوسف التعليمات على الطلاب وأشار للشاب أن يوزع عليهم مفاتيح الغرف، اتجه حيث تقف ناني ومن البداية وأصبح إعجابه بها واضح كثيراً أمام العلن

اعطاها مفتاح غرفتها قائلاً : اوضتي جنب اوضتك حركة صغيرة من غيري هـ ...

ناني بضيق : اوووف حاضر

يوسف : اطلعي غيري واستريحي بعدين تعالي ليا دا نسخه من مفتاح باب قدام باب الحمام تيجي منه هو واصل اوضتي واوضتك

ناني بزهول : بتهزر يعني أنت معاك واحد ؟

يوسف بهدوء : لا أنتِ بس اللي معاكي ... أنتِ تيجي أنا منفعش

ليكمل بغمزة : أما تبقي حرمي هجيب التاني وهاجي براحتي

ناني بسخرية : حساك سخن النهارده مش عارفه ليه

يوسف بتنهيد طويل : من يوم اما شوفتك أول مره وانا سخن فعلاً

ناني بسخرية : أقل من شهر يدهوروا حالك كده

يوسف بغموض : مش هتفهمي يلا اطلعي

كادت تذهب من أمامه لكنها عادت قائلة : طب بقولك هغير واجي مش عايزه انام

يوسف : ماشي

ذهبت ناني من أمامه ترى صديقاتها لتجد نور تعبس بحزن قائلة : ناني

ناني بقلق : في أيه أنتِ كمان

نور بعبوس : مش عارفه ليه مش جايبينك معايا أنا ونوال

ناني بهدوء : مفيش مشكله متزعليش نفسك

نور وهي تهز رأسها : تمام .. ارتاحي وعلى بليل قابلينا هرن عليكي واصلا اوضتي قدام اوضتك

ناني : تمام

صعدت بإنزعاج يليه سعادة من التغير الحادث في حياتها وبرغم تأنيب الضمير الذي يتملك منها فهي لم تتمنى يوماً أن يقال عليها خرابة بيوت، دخلت غرفتها وتمددت على السرير بملابسها تفكر ما عليها فعله .. هل تستمتع بحياتها أم تبتعد وتختار تعاساتها !!

أما يوسف فتمدد علي الفراش بملابسه يتذكر كيف أنه كان معزوم علي فرحها هي وآسمر ليس الغريب أن تري توأم روحك في مناسبه لكن الغريب ان تصبح هائما بالعروسه ... أجل وقع في حبها منذ أن رأها بالفستان يوم زفافها

يوسف بتنهيد وهو يجلس : زمانها جايه أما اقوم اخد شاور قبل ما تيجي

وقف ثم اتجه للحمام أخذ شاور سريع وحين كان يرتدي ملابسه سمع صوت خبط، وقام الطارق بفتح الباب فابتسم ورفع شعره ... خرج من الحمام وجدها تقف أمام المرآه وتستنشق عطره

ناني : بريفكت

حضنها من الخلف فشهقت وهي تراه في المرأة، أغمضت عيناها لبرهة ثم فتحتها واتت تبعد يديه عنها فطوقها أكثر

ناني بهدوء : كده مينفعش

يوسف بهدوء : هششش أنتِ عارفه انا ممكن اعمل فيكي ايه يعني جايه اوضتي لوحدك والجدران عازله والشيطان تالتنا اعمل ايه ؟

نظرت لعيونه في المرأة فارخى قبضته عنها وهز رأسه بطمأنينة يبثها لها لتستدير له وتطوق عنقه بيديها

يوسف بإبتسامة : مش خايفه

ناني بإبتسامة بسيطة : أول مره اثق في حد كده ايوه مش خايفه

واحتضنته فبادلها ورفعها عن الأرض قائلاً : اتجوزيني يا ناني

ناني بهدوء : مينفعش لو ينفع مش هرفض

بعدها عنه قليلاً ليردف : ليه مش هينفع

ابتعدت أكثر ومسحت دمعه متمردة من عيناها فحملها ووضعها ليصبح ظهرها للمرأة ووجهها له، سند بيديه حولها

يوسف : أنا يوسف معيد في كلية فنون جميله متجوز وعندي ولدين سفيان تمن سنين ويوسف شهر وانا عندي اربعه وتلاتين سنه مراتي بتحبني أوي بس انا ولا مره حسيت بالحب اتجاهها كنت بحترمها وبعاملها بالحسنى بس الحب ملقتوش

ناني بمرح وضحك : وبينكم عيلين يا مفتري

يوسف بهدوء ظاهري : لو كانت أنتِ يا ناني كنت هجيب كل سنه طفل هتمني يبقى كلهم بنات وشبهك ..... المهم في يوم روحت فرح واحد قريبنا من بعيد وشوفت العروسه انا تهت في جمالها حسيت بقلبي ذي المراهق بس للأسف هي العروسه وبعد فتره لقيتها طالبه في الجامعه واتطلقت فرحت جدا وابقي غبي لو ضيعتك

ناني بدموع حزينه : أنت مش فاهم حاجه انا منفعش انا واحده انانيه وربنا جزاني بإن جالي كانسر واستئصلت الرحم يعني منفعش حتي ابقي أم ولا أنفع أبقى مش أنانية ...

قاطعها يوسف قائلاً : أنا عارف كل حاجه كنت بتابعك وبسمعك وأنتِ بتكلمي اصحابك ... مش مهم مش عايز اطفال أنتِ بنتي يا ناني

ليردف بتنهيد : بحبك اتجوزيني مش عايز حاجة غير كدة وربنا يقدرني وأعوضك

ناني بتفكير : بس عندي شروط

يوسف : موافق عليها كلها وبدون تفكير تعرفي يا ناني انا بحبك اكتر من نفسي ومن كل الدنيا دي

ناني : مش هتعرف حد هيبقي جواز سر

يوسف بعصبيه عمياء : واشمعنا انا محضرتك كان ليكي فرح مع آسمر بيه ولا هو ......

ناني بحدة وهي تدفعه : لو كل شويه هتفكرني بالماضي بلاش الجوازه دي اصلا ابعد

يوسف بعصبية وهو يثبتها : ناني اثبتي احسنلك انا عفاريت الدنيا في وشي كل اما افكر ان ممكن حد يكون لمسك غيري وكملي كلامك عشان أنا جبت أخري

ناني  : جبته بكام

ضيق عيناه فعلت ضحكاتها لتردف : طيب مراتك متعرفش ومش هتخليها تشك كلام في الفون وأنت في بيتك لا هنتقابل وقت الدوام ولو حصل وشكت هنتطلق تمام كده دي شروطي

يوسف لنفسه : اتجوزك بس دا انا هحبسك ومش هسيبك يا قلب يوسف

واكمل بصوت : موافق يلا نروح للمأذون

ناني : معنديش وكيل

يوسف : باباكي ميت وقولي ملكيش حد المأذون هيبقي وكيلك تمام

ناني : تمام

نزلت لتجمع شعرها جنباً قائلة : أنا هرجع أوضتي وهنزل استناك تحت

يوسف : حلو

كادت تذهب فناد عليها : ناني

همهمت وهي تلتفت له فجذبها لأحضانه وقبل شعرها بتطويل ليردف : بحبك

ناني بتنهيد طويل : وأنا كمان

"مما لا شك فيه إن الكل شايف إن يوسف وناني غلطانين .. أحيانا لما بنبص للأمور من جهة واحدة بنجري نحكم وخلاص، مفكرناش مرة نبص من كل الجهات
الكل شايف جهة واحدة تكفي للحكم .. لا لازم نبص من كل الجهات لأن طول ما أنت بتبص من نفس الجهة عمرك ما هتكون صح حتى لو الجهة اللي بتبص منها هي الجهة الصح "

*****************

في الإسكندريه
نزل آسمر من سيارته ونظر للمنزل من الخارج فقد أحضره الله لمكانه الحقيقي وخرج من المكان الذي أذاه، فتح البوابة الصغيرة ودخل ليقف أمام الباب الكبير

دق آسمر جرس منزل ففتحت الخادمه قائله : حضرتك مين

آسمر بهدوء : الدكتوره موجوده ؟

الخادمه باستغراب : أيوه اقولها مين ؟

آسمر وهو يخرج ما بجيبه : اخو البيشنت اللي جوا والدليل اهو

واعطاها بطاقتين فادخلته للصالون وذهبت للطبيبة تستدعيها بعدما ارتها البطاقتين، خرجت الطبيبة بعد وقت مبتسمة بترحاب خلفه قلق بسيط

الطبيبة بإبتسامة : آسمر السلحدار اهلا وسهلاً

آسمر دون مقدمات : اهلا بيكي اخويا فين ؟

احترمت توتره من أجل أخاه لتشير على السلم قائلة بهدوء : اتفضل

واخذته لأعلي في غرفة واسعة ليدفع الباب بسرعة ويدخل، كان إياد يتوسط السرير الكبير متعلق له الكثير من الأجهزه وبجانبه ممرضه فانطلق له بسرعة وجلس بجانبه يمسك يده

آسمر بفرحه : إياد

الطبيبة باستغراب : هو متجوز ؟

نظر آسمر لها باستفهام فاردفت بتساؤل : مين روز ؟

آسمر بهدوء : مراته

الطبيبة بهدوء : والله يفضل حضرتك تجيبها ليه يمكن حالته تتحسن لأنه الوقتي في غيبوبه .. وأساسا مش بالسهل تنقله من هنا

آسمر بعناد وضيق : انا هاخده البيت

الطبيب بنفاذ صبر : قولتلك مش بالسهل .. لا متنقلوش من مكانه انا بصعوبه جبته هنا من الساحل وخطر جدا علي حياته تنقله والبيت مفتوح ليك في اي وقت أنت وأي حد يخصه

آسمر : خطر ؟! طب بس ازاي هتقبلي اجي اشوفه علي طول

الطبيبة ببساطة : لا عادي ولا يهمك

وبعد وقت ذهب آسمر فقالت الخادمه : ازاي يا دكتوره تقبلي يدخل ويطلع هنا أنتِ تعرفيه ؟

الأخصائية بشرود : ازاي معرفش دوا مريضتي المفضله جنان

وابتسمت هذا هو الآسمر حب الامتلاك الخاص بجنان، الآن عرفت من روز بالنسبة لإياد وعرفت أيضاً لما تحب جنان آسمر لهذا الحد فبرغم عناده يبدو مسالم وكثيراً

*****************

في منزل هارون
قرر آسمر الاتجاه لذاك المنزل للتحدث مع روز فربما تكون هي عامل جيد في حالة أخاه، هذه المرة لا يستدعي الوضع تجاهلها

رن جرس الباب ففتح هارون وابتسم قائلا : اتفضل يا آسمر

آسمر بهدوء : مفيش داعي شكراً .. ممكن اكلم روز دقيقه

هارون باستغراب : تمام

ليردف بهدوء : بس مش هوصيك بلاش ضغط احنا ما صدقنا رجعت ذي الأول

آسمر وهو يهز رأسه : تمام

بعد وقت خرجت روز مبتسمة بإتساع فابتسم هو الأخر لتمد يدها تسلم عليه قائلة : اتفضل يا آسمر

آسمر : مفيش داعي .... روز عايزك في خدمه

روز باستغراب : تحت امرك اكيد لو أقدر مش هتأخر

آسمر : تعالي معايا شوفي اياد مره هو الوقتي بحاجتك أنتِ يا روز إياد ف ....

قاطعته متحدثة بحدة : لو سمحت يا آسمر انا في حياتي ما كرهت حد قد اخوك ولو علي فراش الموت وانا اللي هحيه مش هروحله تمام واسفه مش هقدر انفذ الطلب ده بكفاية أوي اللي حصلي بسببه

آسمر بحزن : اسمعين .....

ضغطت علي رأسها بيداها واغمضت عيناها قائلة بتوتر واضح : آسمر لو سمحت قفل علي ...

آسمر بقلق : خلاص اهدي أسف متجيش

وتركها وذهب بسرعة فنظرت خلفه وتمردت دموعها قائله : السد اللي انا بنيته بنفسي يا آسمر نظره من اخوك هتهدمه ... مش هعزه عن ابني ولا على كرامتي

هارون بهدوء : روز

التفت وجرت لحضنه تبكي قائله : بكذب يا بابي انا كذابه

هارون وهو يمسد على شعرها : منا عارف والحق مش عليكي الحق عليا انا يا ريتني اديتك لأمجد علي الاقل بيخاف مني وكان هيصونك مش إياد الا مش بيخاف غير من نفسه

روز بتعب : عايزه اتطلق يا بابي طلقني من إياد

هارون بتنهيد طويل : هيحصل هيحصل يا روز

*****************

في الغردقة
تم كتب كتاب ناني ويوسف واتجها الاثنان للبحر يجريا خلف بعضهما بمرح وسعادة حقيقية فقد تحقق حلم الاثنان في التجمع معاً

ناني وهي تجري اسرع : انا هسبقك يا يوسف

يوسف وهو يزيد من سرعة جريه : مش هتقدري يا ناني

وفجأه في حركة غدر حملها وهي تجري ودار ليقعوا سويا على الرمال فانفجرت ضاحكه بشده

ناني : بالراحه

يوسف بعبوس : بصراحه زهقت وكان لازم اوقفك

ناني بهدوء : طيب وهتزهق مني ذي ما زهقت من الجري كده

جعلها تتمدد علي الرمال وتمدد علي جانبه وحاوط خصرها مسندا برأسه علي يده الأخري

يوسف بعشق يلمع في عيناه : لو يدوني انا وأنتِ مؤبد سوا في اوضه مش هعترض

ناني بألم داخلي : يا ريت ينفع يا يوسف يا ريت قابلتك قبل آسمر يا ريت حاجات كتيره

يوسف بمرح ليخفف حزنها : أنتِ متخيله وانا بتجوز أنتِ كان عندك كم سنه

ناني بغيظ : وحضرتك كنت مستعجل علي نفسك ليه بقى .. مش عارف تصبر دا حتى الصبر حلو

يوسف : بنت خالتي وكده .. سيبك أنت يا غيور يا حلو

ناني بضيق : منا هسبني لأن مينفعش اتكلم بس بص انا في الجامعه معاك حركه كده او كده أنت بقيت جوزي فاهم يعني ايه جوزي يعني بتاعي الون في الجامعة

يوسف بإبتسامة : أنا بتاعك في كل حته خليكي أنتِ بس خليكي جنبي خطوة بخطوة

كورت وجهه وداعبت انفه بأنفها قائله : انا جنبك وانا بتاعتك وانا كلي ليك ومش هيبعدنا الا الموت

يوسف بهمس : بعشقك فوق العشق عشق

ناني : وانا بموت فيك

احتضنها دافنا وجهه في شعرها فحاوطت اكتافه ودفنت وجهها بعنقه

ناني : لو الوقت يوقف يا يوسف

يوسف : ولو الموت يجيلي مش هزعل

زادت من احتضانه واغمضت عيناها لتتمرد دموعها هذه ما تعرف بدموع السعاده، " لمن لا يعلم فإن الجواز اساسه الإشهار وإن لم تقومي بالإشهار فهو لا يعتبر زواج صحيح وأنتِ في ذاك الوقت مخطئة .. وأيضا الزوج التي يتزوج دون علم زوجته الأولى فإن زواجه غير صحيح بالمرة "
يوسف وناني لم يعرفا هذا ولم يجدوا من يوجههم لهذا فبداية علاقتهم خاطئة وكثيراً

******************

في الإسكندريه
تنهد أنس بحزن واضح وهو يغلق حقيبته الموضوعة على السرير فقد اتى له قرار الموافقة على نقله، لا تحزن يا أنس فما تقوم به هو الصواب

وبعد نقاش حاد مع الجميع قرر الذهاب دون علمهم، فهو لا يقوي على نقاش جديد غير هذا .. خرج من الغرفة وهو يحمل الحقيبة ليجدها تجلس على الأريكة والدموع تنهمر من عيناها ليجلس بجانبها ويمسك يدها يقبلها

آيه بحزن : هو انا وحشه أو متحبش يا أنس ؟

آنس بحزن مماثل : بالعكس أنتِ تستاهلي كل خير

آيه ببكاء : انا مطلبتش غيرك ... غير قلبك يا آنس

آنس بألم داخلي وهو يغمض عيناه : كل اما احس اني بدأت احبك حاجه تيجي وتزيله يا آيه

آيه وهي تبعد يدها : ودا معناه ان حبك ليا مستحيل صح دا تعود مش اكتر

آنس بحزن : يمكن خدي بالك من نفسك ومن آشقر وانا هاجي في ولادتك ان شاء الله

وجذب رأسها قبل جبينها ليقف ويلتقط حقيبته ثم اتجه للباب فوقفت تفكر بسرعة لتناديه حتى توقف

آيه بحزن : لسه بتحب روز ؟

آنس وهو يلتفت : والله العظيم ما بحب روز لا هي ولا غيرها يا آيه

آيه : وانا مش عايزاك تحبني يا آنس خليك جنبنا هنربي ولادنا ونجيب غيرهم لو عايزين يعني عايز تفهمني ان كل الناس متجوزه وبيحبوا بعض لا يا آنس اكتر من نص مصر متجوزين عادي واحنا هنبقي زيهم خليك ومتسافرش حتي لو القاهره اسمه سفر ... أنا بحاجتك والبيبي بحاجتك وآشقر كمان خليك معانا وانا هرجع اوضتنا والله هبقي حسن الزوجه ومعتش هضايقك

آنس بإبتسامة : بشرط تجبيلي حضن الوقتي

ترك الحقيبة وفتح ذراعيه فجرت وتعلقت بعنقه بسرعة فضحك ليقبل شعرها وهو يدور بها عدة مرات .. انزلها وقبل جبينها بتطويل وكذلك يديها لتعود وتحضنه
+

وما بها الحياة المتفاهمة ليس كل شيء الحب يا سادة

****************
حاوطت ناني خصر يوسف ودفنت وجهها في حضنه تفكر في الوضع الحالي، وتفكر أيضاً انهما سوف يعودا للإسكندرية ومنها هو لحياته وأولاده وهي لأمها وجدتها ليُكتب الفراق قبل أن يجتمعا أساساً وقت كافي

يوسف : زعلانه ؟

ناني بعبوس شديد : جدا يا يوسف يا ريت الوقت يوقف هنا بقي مش عايزه ارجع

يوسف بتفكير : تيجي منرجعش

ناني بتنهيد طويل : المشكله مش هينفع يا يوسف .... أقولك علي حاجه

يوسف وهو يمرر يده على شعرها : قولي

ناني : بحب اسمك اوي يا ريت كان ينفع اخلف كنت هسميه يوسف

جلس نصف جلسه وجذبها لحضنه، داعب وجنتها وانحني يقبلها قائلا : أنتِ بنتي يا ناني تكفيني

ناني بدموع : بس هتزهق مني وهترجع لمراتك التانيه عشان هي اللي خلفت ليك عيال وانا لا

يوسف بحب : لو خيروني بين الدنيا دي كلها وأنتِ هختارك يا ناني انا ما صدقت لقيتك هسيبك هبله أنتِ ولا أيه

احتضنته بقوة شاكره ربها عليه فهي ترى أن الله عوض عليها بما حدث لها بيوسف، وبرغم أنها تعلم بمدى خطئها لكنها لأول مرة تشعر بتلك المشاعر وأيضاً تشعر أنه ليس بالعمر بقدر ما مر فلما لا تستمتع بلحظات معه .. حتى لو كانت النهاية عودته لعائلته يكفي أنها تعيش هذه اللحظات وتنعم بهذه السعادة وتشعر أن أحدهم يحبها بصدق

عادت تشرد وهي تفكر أن في كل مرة تأخذ واحد من حياته التي مخطط لها لكن مهلاً يا ناني هذه المرة يختلف الوضع فيوسف يعشقك وكثيراً .. حاوطت خصر يوسف تحضنه وتغمض عيناها لعلها تتوقف عن التفكير الكثير هذا

يوسف بحنية وهدوء : متفكريش كتير يا ناني سيبي كل حاجة تمشي

ناني بهدوء : مش بفكر على فكرة

يوسف بضحك : مصدقك حاضر .. المهم قوليلي أنتِ منين مكنش معاكي رصيد ومنين رنيتي عليا

نظرت له لتعلو ضحكاتها قائلة : شحنت عادي ميغركاش إني معيش رصيد لا أحنا اغنيا أوي

يوسف : يا ما شاء الله .. باباكي متوفي من أمته ؟

ناني بصوت منخفض : وأنا داخلة تالتة ثانوي وبلاش نبدأ في سيرة بابا ممكن

هز رأسه بتأكيد وقبل جبينها لتغمض عيناها وتذهب في ثبات عميق وكذلك هو .

****************

في اليوم التالي
اتجهت ناني إلى منزل أختها بعدما عرفت أن هناك شيء أصابها، ارتسم القلق على ملامحها حين وجدت أختها تبكي كثيراً
+

ناني بحزن : متعيطيش يا جنان والنبي

انفجرت جنان باكيه فتمردت دموع ناني وحضنتها بقوة تمسد على شعرها بحنية وبكاء : حقك عليا انا هكلمه وهعرفه ازاي يضايقك كده بس بلاش عايط والنبي

جنان ببكاء مرير : انا بحبه اوي يا ناني نفسي اعيش لو دول اخر ايام حياتي يبقوا في حضنه

ناني ببكاء مثلها : طب بس اهدي وانا هطلع اكلمه عربيته تحت يبقى هو فوق وتعالي معايا

نظرت لها جنان قائلة : بجد يا ناني هتكلميه

أكدت الأخرى برأسها لتمسح دموعها فاكملت جنان : ماشي هاجي معاكي بس هخليني بره

ناني بإبتسامة : اي حاجه يلا

مسحت دموعها وقبلت جبينها ووجنتاها وفعلت حركه بأنفها فضحكت جنان، وقفت ناني ومعها جنان ليصعدوا خلف بعضهما لكن دخلت ناني ووقفت جنان في الخارج تستمع .. طرقت ناني الباب ودخلت لتنادي عليه فخرج لها

آسمر بتمعن : اهلا يا ناني

ناني بمرح : أيه الخلقة العكرة دي يا عم اومال لو مكنتش آسمر ... لا بص متبصليش كدة أنا مبخافش

ابتسم بخفه واشار بيده فدخلت وتركوا الباب مفتوح كما هو

ناني بهدوء ظاهري : آسمر اظن انت عارف انا جايه ليه

آسمر بهدوء مماثل : ناني اسمعيني

ناني مقاطعة إياه ودون مقدمات : اسمعني أنت انا عارفه كويس انك عملت كده من خوفك يا آسمر أنت خايف تخسرها وبتعمل دا كنوع من التعود لو لا قدر الله حصل حاجه انما انت من جواك مرعوب من فكرة تسيبك يا آسمر وخلينا واضحين مع بعض صح

في كل كلمه قالتها ناني كانت صادقه فهذه الحقيقه الخوف يجعلنا نبعد وهو ابتعد مجرد فكرة ان شخص يوضح فكرة نفسه له جعله يتصرف خطأ غير داري بتلك التي تقف وتستمع تود سماع تأكيده

آسمر بحدة وهو يقف : ناني غلط اللي قولتيه أنا مندمتش في حياتي علي معرفة حد اكتر من اختك يليها ندمي اني طلقتك

اتسعت اعين ناني بصدمه فاقترب آسمر ومسك يدها مكملا : تقبلي تتجوزيني يا ناني
2

ناني بجنون وهي تبعد : أنت بتقول ايه اتجننت أنت صح !! مجنون بتحاول تعوض اي حاجه تخسرك اختي بأي حد مستحي ..... جنان جنان

وجرت للخارج وجدتها كالأعمي الذي يتعلثم بدرجات السلم فمسكت يدها قائله : جنان اهدي جنان هتقعي

جنان وهي تدفعها : ابعدي عني سبيني ابعدي

ناني بدموع تنساب : جنان اهدي هتقعي أنا خايفه عليكي

دفعتها جنان ونزلت مسرعه فنزلت خلفها ناني حتي وصلوا للشقه وبدأت ناني تحاول إيقافها لكن جنان تدفعها عنها بهيستيرية شديدة

جنان بصراخ : سبيني في حالي .. امشي

ناني ببكاء : أنا عملت ايه طيب ؟

جنان بعصبيه : معملتيش وبقولك اطلعي من حياتي امشي

ناني : جنان أنا .....

جنان بصراخ : أنتِ ايه ردي عليا انا اللي غلطانه اني سامحتك علي حاجه ودخلتك بيتي غوري معتش عايزه اشوف وشك

ناني ببكاء : أنا عملت ايه يا جنان !! أنا مليش ذنب

جنان بصراخ اشد : معملتش وبقولك غوري ومتورنيش وشك تاني انا عارفه أنتِ بتيجي هنا عشانه مش عشاني

ناني ببكاء شديد : ليه بتظلميني يا جنان والله باجي عشانك أنتِ ومعتش بحب آسمر انا بحب يو .....

جنان بحدة وغضب : اللي زيك مبيحبش غير نفسه امشي بقي

ودفعتها بكلتا يداها فنظرت لها ناني نظره اخيره مودعه قائله : جنان

اغلقت الباب بوجه ناني التي بدأت تطرق عليه بجنون وتنادي عليها : جنان عشان افتحيلي بالله عليكي .. جنان أنا مش عايزة أخسرك أنا محتاجاكي

لتكمل برجاء وبكاء مرير : والله العظيم محتاجاكي أوي متسبنيش أنا مليش غيرك .. جناااان

لمحت طيف آسمر على السلم فنظرت له قائلة : ارتاحت يا آسمر

آسمر ببرود : أيوة أن الأوان أخد حقي منكم أنتم الاتنين

ناني بزهول : تقوم توقع بينا .. أنت أكيد مش آسمر

آسمر بسخرية : طيفه صح ! دا رد فعل آسمر اللي بجد ولا وأنه اتأخر بس يلا يجي متأخر أحسن ما يجيش خالص

نزلت ناني مسرعة من أمامه تبكي بشدة فنظر آسمر خلفها وجلس على السلم لا يصدق أن تلك الأفعال الدنيئة تخرج منه هو .. اتجهت ناني لمأواها الجديد والوحيد تشكي له همها

أحيانا من كثرة كبتنا من الحياة نحاسب ناس ليس لهم ذنب ونترك المذنب أو نقوم بمحاسبة الجميع ولا نترك أحد

**************

في شقة آنس
تمدد أنس أكثر على السرير بأريحة وهو يغفو في ثبات عميق لا شيء يوقظه وكأنه وجد الراحة بعد سنوات، جلست أيه بجانبه تهزه بخفة لعله يستيقظ لكنه لا يعبء وما زال يغط في نوم عميق

آيه بضيق : قوم بقي يا آنس كفايه كسل

آنس بنوم : اسكتي خالص كله منك سبيني اعوض بقى

أيه بضيق شديد : أنس

فتح عيناه ليصعد يقبل وجنتها وعاد ينام فضربت كتفه بغيظ وخفة قائلة : بطل بقى وقوم عشاني

فتح عيناه وكذلك ذراعيه لتندفع لأحضانه تقبل وجنته بتطويل فابتسم وهو يمرر يده على شعرها

آنس بتساؤل : فين آشقر ؟

آيه بهدوء : راح مع ماما وبابا يزوروا صاحب بابا

آنس بغمزة ووقاحة : خليه يبات تحت بقي النهارده خليني اشبع من مامته

آيه بغيظ : قوم سافر يا آنس أنت اصلا قليل الادب اسبوع وهو بيبات تحت قوم انا غلطانه سبتلك السايب في النايب

ضحك بكل صوته لتكمل : متضحكش مش شايف نفسك كل يوم خليه يبات تحت جدته وحشاه ومش عارفه أيه

آنس بضيق وعبوس : أيه واحد وحابب يشبع من مراته عندك اعتراض ؟

آيه بضحك : وانا اقدر ..... جنان تحت لوحدها زمان ناني مشت هنزل ليها

آنس : طيب مسموحلك يلا عشان بس تعرفي طيبة قلبي كبيرة قد أيه

آيه وهي تقرص خدوده : أومال أيه يا اخواتي

آنس وهو يحاول مسكها : بقى كده خدي هن ......

جرت متجه للخارج وتركته خلفها لينظر لها وابتسم ليعود ويغمض عيناه يذهب في ثبات عميق

******************

في منزل يوسف
كان يوسف يجلس وفي يده أحد الكتب يقرأ فيها فهو من عشاق القراءة، أتت سالي لها ووضعت القهوة أمامه فشكرها لتقف أمامه قليلاً تريد التحدث معه لكنها لا تعرف كيف تبدأ ... تنهدت سالي بضيق وتركته وغادرت

رن هاتف يوسف فرفعه ليرى اسمها فعقد حاجبيه باستغراب فهي من قال ألا يرنوا على بعضهما طالما هو في منزله، يبدو أن هناك مصيبة فرد سريعاً عليها

يوسف : الو

ناني ببكاء وشهقات : يوسف أنا في *** تعالي بسرعه والنبي لو تقدر

يوسف بقلق : مالك يا ناني في أيه ؟

ناني : يوسف أنا ....

انفجرت باكيه مرة أخرى وأغلقت الخط بوجهه، وقف سريعاً واردف بصوت عالي : سالي أنا طالع

اتجه للباب خلع خفه المنزلي وارتدى حذائه ليأخذ جاكته ومفاتيحه وينطلق جرياً لسيارته ثم بدأ يقودها بأقصى سرعة ممكنة حتى وصل، كانت تقف ظهرها له ووجهها للبحر فادراها يأخذها في حضنه

زاد بكائها حين استنشقت رائحته وطوقت خصره بيديها ليبدأ ويمسد على شعرها

ناني ببكاء : ي.يوسف ج.جنان ك.كنت ه.هقولها ب.بحبك ا.انت ب.بس ه.هي م.مسمعتنيش

يوسف بهمس : هششش اهدي واتكلمي براحه

رفعت وجهها له فمسح دموعها، بدأت تخبره ما حدث وهو يمسح دموعها بهدوء كلما انهمرت حتى انتهت ... قبل جبينها ويدها بإبتسامة بسيطة

ناني بشهقات : مدتنيش فرصه يا يوسف وزعلت مني

نظر لعينها وابتسم قائلا : بعشقك

ناني بغيظ وعصبيه : يووه يا يوسف يعني أنا في ايه ولا في ايه

مسك خصرها ورفعها لأعلي ودار بها فما منها الا الضحك وحين اتي ينزلها حاوطت عنقه بقوة فلم تصل للأرض وهو لف يديه حول خصرها

يوسف : اخطاءك أول حاجه ازاي تروحي بليل لوحدك لأختك
اتنين تطلعي لآسمر بتاع ايه اصلا هما حريين في بعض يعني يرضيكي مثلا بنت خالتي التانيه كانت بتحبني والكل عارف اما نتشاكل تيجي هي تكلمني حتي لو بحسن نيه

ناني بعصبيه : لا بحسن ولا بسوء مش كفايه عليا مراتك هتيجي التانيه وتعميها
1

يوسف بغمزة : احبك وانت غيور كده .... المهم سيبك من كل اللي يضايقك حتي لو اختك تمام وخليكي فيا بقى

اطلقت ضحكة رنانة لتردف : يجوا كل اللي في الجامعه يشوفوا دكتور يوسف يا نااااس

يوسف بضحك : يجوا يجوا المهم كنت عايزك في موضوع

نامي : خير

جلس ارضا علي الرمال وكذلك هي تحاوط عنقه لتبدأ الاستماع له

يوسف : في مسرحيه هتتعمل بعد أقل من خمس شهور في الكليه والطلاب اقترحوني انا بدل شاب منهم

ناني باستغراب : مسرحية ايه ؟

يوسف : روميو وجوليت

ناني بغيره : ومين بقي جوليت بتاعت روميو اظن الكل بقي هيقعد يقلش ولايقين ومش عارف ا ...

وضع يده على فمها ليردف : هااا يا جوليت هنبدأ التدريب امته

ناني بزهول : مين جوليت ؟

يوسف وهو يداعب شعرها الطويل : انا شايف لو كنتي روبانزل هيبقى احلي

ناني بصدمه : ازاي انا ... انا معرفش ولا قدمت

يوسف بإبتسامة : هما قالوا انا اللي اقترح جوليت

ناني : وقولت اسمي من غير كسوف كده

يوسف بلامباله : هما عارفين انا الكل عندي ذي بعضه وطبعا شايفين اهتمامي بيكي فأكيد هيعرفوا اني هختارك .. احنا مقفوشين أوي

ناني بزهول : يعني الاشاعات هتبدأ علينا

يوسف بإبتسامة : اعتقد انها بدأت من زمان لأن اول مره منذ اول تاريخي المهني واحده تهز كياني حتي مراتي الاولي معملتهاش .... اجهزي هنبدأ تدريب

ناني بتفكير : طب المسرحيه هتبقي رومانسيه

يوسف بمرح : مش عارف بس لو فيها كم بوسه هيخدموني الحقيقه

ضربته بقبضتها علي صدره قائله : مستحيل أنت بتهزر صح ؟

ابتسم وخلع جاكته يضعه علي اكتافها وزاد من ضمها قائلاً : لو نمتي بره مامتك هتقول حاجه

ناني بنوم : لا هتفكرني بايته عند جنان

يوسف : طب نامي

ناني : ومرات .....

ضغط على رأسها فسندت علي كتفه وغطت في نوم عميق، ضحك وهو يخرج فونه يرن على أحدهم

يوسف : الو ايوه يا نانسي

نانسي باستغراب : ايوه يا ابيه فينك

يوسف بهدوء : سالي رنت تسأل عليا

نانسي : لا بس بعتتلي رساله واما جيت افتحها لقيتك بترن

يوسف : طب الحمد لله .. بقولك قوليلها اني بايت عندكم وماما او بابا تعبوا تمام واني نمت

نانسي باستغراب : في حاجه ؟

يوسف بنفاذ صبر : نفذي يا نانسي وخلاص

نانسي بهدوء : طيب سلام

يوسف : سلام

اغلق معها ثم عدل ناني وحملها ثم وضعه في سيارته ليبدأ بالقيادة، وصل إلى مكان ما وعاد يحملها ليصعد بها ثم فتح الباب ليغلقه بقدمه ووضعها في السرير ليخلع حذائها ليتمدد بجانبها ويأخذها في حضنه

يوسف بتنهيد وهو يقبل جبينها : مش عارف مع أي حد الوقت بيفوت نملة ومعاكي بسرعة رهيبة

فتحت عيناها بصعوبة ثم ابتسمت حين رأته وظلت قليلاً تستوعب لتنتفض جالسة بسرعة، ضحك بخفة فأطلقت صرخة قوية ليكتم فمها

يوسف : يا بت اسكتي هو أنا خاطفك دا أنا ذي جوزك يعني

لمعت عيناها ليبعد يده عن فمها فوجدها تنفجر ضاحكة ليضحك هو الأخر، حاوطت خصره تضمه فقبل جبينها وبعدها ليبدأ العيش معها لحظات مخطوفة من الدنيا والسعادة تعرف طريقها لقلبه وقلبها

******************

في منزل السلحدار
وقف آسمر على البلكون الخاص بشقته يتابع المارة، ولا يخرج من رأسه شكلها وهي تنزل علي السلم كمن يفر من مصير مؤلم ... تنهد بتعب فكله اتى علي رأس ناني التي لا تستحق هذا، ومن غباء جنان لم تستوعب أطراف ما حدث بل تسرعت بالحكم على أختها وخسارتها، مهلاً يا آسمر هل حقاً تشعر بالشفقة على ناني .. ألا تتذكر ما قاموا بفعله معاك ؟! حسناً الاثنان يستحقا ما حدث بها والآن يجازوا علي ما فعلوا معه مسبقاً

عاد يفكر بطريقة فهو منذ متى وهو بالسوء هذا، منذ متى يعامل الجميع بالمثل وكيف له أن يفعل هذا بأختين !! أتقبل أن يقوم أحد بفعل هذا بينك وبين احد أخواتك

تحدث آسمر بهدوء : بس أنا وأخواتي علاقتنا مش بالضعف ده

تنهد ليجلس على الكرسي وعادت شخصيته الحقيقية فهو من عاداته لا يبرر الشيء الخطأ لنفسه، عاد قلبه الذي ينبض باسمها في كل دقة .. حسناً فاليقل الحقيقة فإن ناني محقة في كل قالتها له وهو يخشى فراق جنان فيتعامل بمبدأ أن يريح قلبه ويعتاد على فراقها حتى لو بنسبة صغيرة .. فالحياة لا تقف على احد لكن المطلوب هو الأعتياد حتى لا يكون الألم قوي

*************

في شقة أحمد
دفعت أيه الباب بهدوء لتجده مفتوح لتبحث بعيناها عن جنان فوجدتها تجلس متكورة في جانب، فزعت اية من شكلها المرهق المتعب الشاحب الفاقد للحياة

آيه بفزع : جنان .. جنان مالك

اغمضت جنان عيناها وانسابت دموعها بصمت ثم اغمى عليها فصرخت آيه بأسمها وبدأت تنادي على أنس لكنها لم يستمع، انطلقت أيه جرياً لأعلى تطرق على باب شقتها بجنون

آيه ببكاء : آنس افتح آنس

فتح أنس الباب بفزع فقالت بخوف ممزوج ببكاء : جنان

ودون أن تكمل انطلق جرياً لأسفل وخلفه أيه بينما في الأعلى آسمر لا يستمع لكل هذا، دخل أنس وحمل جنان يدخلها غرفتها ثم رن على الطبيبة يخبرها أن تأتي في أسرع وقت

جلست أيه بجانب جنان تبكي أكثر وهي تنظر لها فاردف أنس بهدوء ظاهري : اهدي يا آيه مش كده

آيه ببكاء : هي اتأخرت ليه يا آنس

آنس باستغراب : هي لحقت يا بنتي اهدي

وبعد دقائق معدودة رن الجرس فذهب أنس وفتح الباب، دخلت الطبيبة تفحصها وبجانبها أيه حتى انتهت خرجت لأنس تعطيه روشتة العلاج

الطبيبه بهدوء : تلتزم بالعلاج وبلاش يبقى عليها ضغط ... الراحه التامة لأن واضح إنها مرهقة جداً

أنس بتساؤل : طيب هي لسه نايمة ؟

الطبيبة بهدوء : متقلقش هي هتفوق الوقتي .. عن أذنك

حاسبها أنس ثم وصلها لأسفل وعاد لغرفة جنان، دخل ووقف بجانب أيه التي تنظر لجنان ببكاء وقلق يرتسم على ملامحها

آنس بهدوء : هروح اجيب العلاج

آيه بشهقات : طيب متتأخرش لو سمحت

هز رأسه بتأكيد لتردف : بابا وماما اتأخروا أوي

آنس وهو يمسد على كتفها : متقلقيش يمكن يباتوا هناك خليكي جنبها وانا شويه وهاجي ... هنبات هنا معاها ماشي

آيه بتنهيد : ماشي

اتجه أنس للخارج بينما تمددت أيه بجانب جنان تضمها، مسحت أية دموعها لتردف بينها وبين نفسها : زعلانة أوي على جنان ؟! كأن جنان طلعت أغلى من روز يا أيه ولا الغيرة بتموتك

تنهدت بحزن من نفسها وعادت تنظر لجنان بقلق تتأمل ملامحها انتظاراً أن تخرج من نوبة الظلام التي سيطرت عليها بنسبة كبيرة

****************

في اليوم التالي
تحديداً في منزل هارون
دخل المنزل بشرود فهو ذهب لمكان عمل إياد واخبروه أنه لم ياتي منذ فترة، رن عليه فونه مغلق وأيضاً حاول عدة مرات الرن علي آسمر فونه مغلق ... فرن علي آنس يخبره بضرورة الطلاق وكان رده

"يا عمي هارون إياد مختفي من يوم ما ساب روز في الساحل، لا حد عارف عنه خير ولا شر "

تنفس بقوة وعمق ثم اتجه للداخل لم يشعر بهم وهو يحتضنوه كالعاده ولا بقبلة رولا اليوميه الدافئه فهو في وادي أخر

روز باستغراب : مالك يا بابي ؟!

رولا وهي تهزه : هارون مالك !

هارون وهو يخرج من شروده : هاا مفيش كنت سرحان شويه في أيه

رولا : الغدا يلا

ذهب معهما ليجلس على كرسيه، ولفت انتباهه روز التي تحمل ابنها وتتحدث معه كشخص كبير تضحك تارة وتعبس أخرى ... كم كانت أسرة رائعه هي وإياد وابنهم، الغباء هو من اخلى بينهم .. ماذا لو لم يطردها إياد أولا ؟! هل كانت ستظل حياتهم كما هي هادئه ولم يختفي إياد !!

تُرى أين هو ؟! لو كان يريد الاختفاء كان اختفى بعد أن آتى بها لهنا ... تري ما الذي أوصله لهذه المرحلة وجعله يختفي ؟! هل الخطأ على روز ؟! هل هانته ام اخبرته انها تريد ان يختفي او يموت ؟!

رولا بنفاذ صبر : لا بقى كده كتير مالك يا هارون

هارون بتنهيد : احم مفيش

روز بتساؤل : بابي عملت ايه في موضوع طلاقي

هارون بكذب : لسه يا روز هكلم إياد

روز بحزن واضح : طيب يا بابي .... أيان همم يلا

ضحك الصغير بطفوليه وصفق بيده الصغيره قائلا : ببا ببا

روز وهي تقبل شعره الشبيه لشعر والده : مفيش بابا في ماما .. ماما وبس

واكملت لنفسها : بابا نسي ان ليه ابن يا أيان ما صدق ان قولت بكرهك وحلفت واختفى ههه وهو كان قبلها معترف وبيشوفني يا ريتني ما شوفتك ولا عرفتك ولا حبيتك يا إياد
+

تنهدت بتطويل لتقرب الملعقة من فم الصغير الذي فتحه وأكلها عائداً ينادي على أباه مرة أخرى .

*****************
مرت الأيام وتحولت لأسابيع ومنها الي أشهر

*يوسف وناني يعيشون اجمل قصة حب ممتلئه بالسعاده إلا انها تشعر بالحزن حين تتذكر جنان وكثيراً ما تبكي لكن يوسف يحاول أن يجعلها تنسى حين يتمرنوا سويا .... هو لا يميز بينهم بل سالي تشعر بتغيره للأحسن معها يأتي لها بهدايا كثيره عن غير العاده يلعب مع اولاده حقا فرحت بتغيره ودت لو تعرف السبب وتشكره

*آنس وآيه علاقتهم كما هي ورزقهم الله بطفل اسموه الياس حسب رغبة آيه
12

*جنان وآسمر مازال الوضع كما هو لا ينظر لها وهي لا تراه، وهو لا يفعل ولم يعرف بما هي فيه بسبب قلبها الهش فقد ساءت حالتها كثيراً، ويخبرهم الطبيب انه في اي لحظه معرضه للخطر ووجهها اصبح شاحب ونحفت وظهر هالات حول عينها ... لم تسمح لناني برؤيتها تضع لها أسباب من العدم لتكرهها

*روز وإياد حالته كما هي لم تتقدم بل تتأخر أحيانا أما هي فدائما تسأل والدها علي الطلاق ويتهرب دائما بأسباب متكررة

*******************

في منزل السلحدار
تنهدت ناني بحزن وهي تنزل من سيارتها لتتجه لأعلى، دقت جرس الباب لتفتح أيه لها وأشارت بيدها أن تدخل

ناني بهدوء : فين جنان ؟

آيه : في اوضتها

ناني بتوتر : هروحلها

هزت أيه رأسها بحزن فهي تعرف أن جنان لن تراها وناني لا تستلم ودائماً ما تأتي ... طرقت ناني على الباب وكم كسرها أن أختها تغلق الباب على نفسها لأجل لا تراها كلما تأتي

ناني بحزن : جنان افتحيلي .... سمعت تنهيده قوية .... عارفه انك سمعاني والمره دي مش ذي كل مره، المره دي عايزاكي تسمعيني انا طول الشهور اللي فاتت كان نفسي احكي ليكي كتير بس أنتِ بعدتي أوي يا جنان

جلست ناني علي الأرض وسندت علي الباب بيدها ورأسها مكمله : كنت عايزه اقولك إن أنا نسيت آسمر خالص واني حبيت بجد حبيت وجربت اللي بتحسيه عرفت يعني ايه اتخلى عن حياتي كلها عشان سعادته

وقفت جنان بتعب وهي تسند بطنها وجلست ارضا علي الباب تستمع لها فأكملت وقد لمعت عيناها : يوسف انا اتجوزته يا جنان وانا في الغردقه اتجوزنا كل حاجه جات بسرعه وعشان اثبتلك اني اتغيرت مخلتوش يعلن جوازنا ..... يوسف متجوز وعنده ولدين سفيان ويوسف تعرفي يا جنان بيقولي بيحبني اكتر من ولاده كان مستعد يسيبهم عشاني

جنان بعصبيه : وأنتِ بشخصيتك الزباله هتدمري حياتهم عشان خاطر رغبتك المريضه

ناني بدموع تنساب : ليه بقيتي تكرهيني وتظني فيا اثم انا متجوازه في السر وبنشوف بعض في الجامعه بس ومش بكلمه وهو وعدني هيعامل مراته ذي الأول وأحسن يا جنان والله ..... انا ويوسف قصتنا صعبه صعب نبقي مبسوطين قدام الناس بنخطف من الدنيا لحظات حلوه تعوضنا عن اللي عشناه ومش بنأذي حد ..... القدر دمرني ودمره اتجوز واحده مش بيحبها ومربوط بطفلين منها وانا ضحك عليا آسمر كان مجرد مراهقه طفله عندها سبعتاشر سنه مش ناضجه .... جنان انا ويوسف في مسرحيه في الكليه احنا الأبطال روميو وجولييت وانا عارفه انك بتحبيهم تعالي واتفرجي علي اختك بعد بكره فرحيني وسامحيني علي الماضي بس وربي انا ما ذنبي حاجه في اللي آسمر عمله انا كنت جايه من الغردقه فرحانه وعايزه افرحك معايا

وادخلت الدعوه اسفل الباب فأخذتها جنان وشقتها وارسلتها لتبكي ناني قائله : بردك مش مسمحاني في يوم هثبتلك اني اتغيرت للأحسن واني مش في دماغي جوزك خالص يا جنان واليوم ده قريب

ووقف ونظرت لآيه التي تبكي علي بكائها وقالت : سمعتي ؟!

اومأت آيه بتأكيد فأكملت : عرفيها وعرفيهم كلهم ان يوسف هو كل حاجه

وخرجت حملت جيني وقبلت وجنتها ورأسها قائله : انا بحبك اوي يا قلب مامي وهفضل احبك طول العمر ولو حياتي مقابل حياة مامتك جنان هختار مامتك جنان

ضمت ابنتها فلأول مرة تجدها خارج الغرفة لتنفجر باكية وهي تقبل كل إنش بوجهها لتهمس : حرموني منك يا جيني .. أنا ذنبي أيه

خرجت ناني وقبل أن تنزل لأسفل صعدت لأعلى تطرق الباب، فتح آسمر الباب ونظر لها بهدوء

ناني : أنا ذنبي أيه ؟ ذنب بنتي أيه ؟ أختي تحرمني منها ذي ما حرمتني من نفسها ليه يا آسمر .. كله دا بسبب مين

لتردف بقهر : أنا عايزة أسألك سؤال واحد أنت بتنام الوقتي مرتاح ... يعني مفكرتش فيا ولا مرة ولا فكرت إنك ظلمتني

آسمر بعدم فهم : قصدك أيه ببنتك ... جيني مع جنان هي مش بتديها ليكي

ليردف بصدمة : أنتم لسه متشاكلين ؟ بتهزري

ضحكت ساخرة لتمسك يده تفتحها وتضع مفتاح السيارة فيها قائلة : شكراً على كل حاجة ختمتها بإنك سودت أحسن أيام في حياتي

تركته وغادرت ليجري آسمر خلفها قائلاً : ناني استني .. ناااني

نزلت جرياً لينزل خلفها وينادي عليها حتى وصل لشقة أبويه فدخل ينادي على جنان بجنون وغضب : جنااااان ... جناااااان

خرجت من غرفتها بخوف شديد ليردف بصوت صارخ جنوني : جيني مش بنتك ... جيني بنت نااااني مش هغنيهااا ليكي هي مش حقك هي حقها أزاي يا غبية يا أم قلب أسود تبعديها عنها

انهمرت دموع جنان ليمسك ذراعها قائلاً : أختك طالعة تصلح بينا وأنا قولتلها تتجوزني هي عملت أيه ؟ هتموتي نفسك تموتي مكروهه أنا عارف ... أنا لو عارف إن أخويا قالها قصد ووافق كمان عمري ما اكرهه بتكرهيها ليه ؟

دفعته عنها لتردف : ملكش دعوة

آسمر وهو يعود خطوة للخلف : تمام مليش دعوة بيكي وبأختك بس بنتي متتحرمش من أمها

جنان : أنا اللي أمها .. أنا اللي ولدتها

آسمر : بس جيني شايلة دم ناني ولما تكبر عمرها ما تحبك عن ناني لأن الدم بيحن .. اللي بتعمليه في الفاضي بعدين اعملي خير لأخرتك أيامك بقت معدودة

ابتلعت ريقها لتدخل وتغلق الباب عليها بينما وصلت ناني للطريق وأوقفت تاكسي، اتي إشعار رساله لها فتحتها "مستنيكي في مسرح الكليه متتأخريش بحبك "

ابتسمت واخبرت السائق بالمكان لتمسح دموعها وتلتمع عيناها بسعادة

****************

في منزل يوسف
دق جرس الباب فاتجهت سالي وفتحته لتجد يوسف يقدم لها الورود والشوكولاته، قبل جبينها لتحضنه ثم ابتعدت

سالي بإبتسامة : شكراً يا حبيبي

يوسف بهدوء : مفيش شكراً .. فين سفيان ويوسف ؟

سالي : يوسف نايم سفيااان يا سفيان

اتى الصغير واحتضن والده يقبل وجنته، جلس يوسف وحمل الصغير ليقبله يوسف من رأسه بحنان

يوسف بإبتسامة : عامل أيه ؟

سفيان بسعادة : حلو اوي كمان

سالي وهي تجلس بجانبه : بقولك يا يوسف عارف ناهد صاحبتي

يوسف : امممم وقولت اقطعي علاقتك بيها

سالي : هي اتغيرت يا يوسف ... المهم اتجوزت تاني بس اتجوزت مديرها وهو متجوز بتحبه اوي وهو بيحبها بس المشكله خايفه تطلع وينتقدوها عشان زوجه تانيه وكده

يوسف بهدوء : اممم بعدين

سالي : قولتلها لازم تطلع قدام الناس علي انها مراته ومتتخفاش من حد وايه يعني هي ليها حق ذيها ذي الأولي بالظبط وافرض حملت او كده يقولوا عليه ايه ابن حرام وبعدين هو مش بيحب الأولي اوي يعني حرام الحب ده يروح هدر

يوسف بتمعن : يعني لو أنتِ مكانها هتعملي ايه ؟

سالي بثقه : اكيد هظهر عادي
2

يوسف : لو مكان الأولي

سالي بغيره : مش هسمحلك تكون ملك لغيري يا يوسف

بعد ابنه وهو يحرك رأسه كم الحب يجعلنا انانين في كل شيء

يجب ان نفكر جيدا في الزوجة التي في الخفاء سواء كانت الأولي ام الثانيه ما شعورها وهي في الخفاء نضع نفسنا مكانها هل هي تستحق ان تكون في الخفاء ام لا
1

يوسف لنفسه وهو يمشي : اللي مش هتوافق علي رأيي في الاتنين قدامها حريتها سواء أنتِ يا ناني او سالي انتم الاتنين هتتعاملوا ذي بعض هتبقوا في العلن بردك ذي بعض وإلا .... انتم اللي اختارتوا

*******************

وصلت ناني إلى المسرح، دخلت ولم تجد أحد فمشت بين صفين الكراسي لتجده يظهر علي المسرح

يوسف : ليديز اند جنتيل مين نقدم لكم جولييت الخاصه بيا ناني يوسف الصياد الرجاء التصفيق

وصفق هو فوقفت مكانها وابتسمت ليكمل : جولييت الخاصه بيوسف روميو بيعشقك اوي اوي وبعد بكره قدام الكل هيأعلن زواجكم وهيعملك فرح واتمني الفستان يعجبك
2

واشار بين لتنزل الستاره من علي فستان رائع الجمال ناصع البياض عاري الأكتاف يبدو انه مصمم خصيصاً لأحدهم

يوسف وهو يشير بيده لتشتعل الانوار : الملكه ناني تدخل المعازيم يصفقوا يوسف ينزل علي رجليه ويمد ايده

وجلس ارضا يمد يده لها فابتسمت واقتربت

يوسف وهو يفتح يداه : يوسف يقول بحبكككك يا ناااااااني

تكرر صوته بروعه فضحكت بدموع وجدت الورود تتساقط عليها فتمردت دموعها بسعاده ليقف هو وينحني

يوسف : والآن نقدم لكم معشوقة يوسف الصياد ناااني ..... ناني تقبلي تتجوزيني تقبلي تكوني نصي التاني تقبلي تكوني روحي وحياتي وعد هسعدك وهساوي بينك وبين سالي ومش هحسس واحده فيكم بالنقص بس انتي اقبلي

ناني وهي تمسح دموعها : بشروط

يوسف : كلي ليكي

ناني : هتفضل تحبني طول العمر ومفيش حد هياخد مكاني ... هتأكلني وانا قاعده علي رجلك ذي الطفله .. هتبوسني اول اما اقوم من النوم حتي لو متشاكلين، هتقولي بحبك طول منا قدامك ..... لما اعيط تاخدني في حضنك

لتردف بإبتسامة : تسامحني لو غلطت، تحبني كل يوم اكتر من اللي قبله، توعدني لو الدنيا اتخلت عني انت لا، ليا يوم ومراتك التانيه يوم بس هتجيلي الصبح تبوسني لو بينا مشاكل ايه

لتكمل بعشق : لو مهما حصل متطلقنيش يا يوسف لأني من غيرك اموت

يوسف : بعشقك يا ناني ومن غيرك اضيع وابقي عايش ميت

ابتسمت وتجددت دموعها ففتح زراعاه لتجري وتتعلق برقبته ستفكر هذه المره بنفسها لتعيش كباقي البشر متزوجه امام الكل هي زوجة يوسف ملك له

اما هو دار بها وحين توقف انهل علي شفتيها بقبلاته يتذوق شهدها وهي تبادله بعشق وجنون ليستمتعوا بأحضان بعضهم البعض

ناني بسعاده : يوسف انا في حياتي ما عشقت حد اكتر منك انا مجنونه بيك انا اخيرا لقيت مجنوني يا يوسف

يوسف : وانا اخيرا لقيت بعد كل السنين دي مش هسمح لحاجه تفرقنا يا ناني بعشقققققققك

ودار بها وهو يقبلها بجنون وهي تبادله بعشق واخيرا حن عليها القدر بالسعاده التي كانت تتمناه وحاربت لأجلها الي الآن تأتي علي نفسها فالتخطف بعض الذكريات من الحياة

"العوض.... عوض ربنا لينا مهما اتأخر بيجي ماله الصبر دا الصبر مفتاح الفرج لما الدنيا تضيق بينا ونحس ان ملناش حد اعرفوا ان ربنا هيبعت لينا الأحسن الموضوع بس محتاج صبر "
6

*****************

مر اليوم التالي بلا احداث تذكر واتي يوم المسرحيه
في منزل السلحدار
جلس آسمر على كرسي في البلكونة، يفكر في البداية في ناني وأنه يريد أخذ جيني لها لكن شيء داخلي يمنعه .. عاد يفكر في جنان ليغمض عيناه بقوة ففي أي لحظة سوف يتنهي كل شيء، ربما يصيبها مصيبة وهي حزينة منه هل سوف تسعد بهذا بآسمر ؟!

رفع زجاجة سوداء لمستوي عينه وتمردت دمعه من عينه فقد داهمته الأفكار السوداوية من ناحية جنان

آسمر : عشقتك حد الجنون وعلي اتم استعداد اخسر دنيتي واخرتي عشانك يا جنان
1

مسح الدمعه المتمردة وفجأه سمع صوت صراخها الذي جلجل العماره فأخذ جاكته ونزل مسرع بفزع يصارع كل ما يقابله

قبل وقت في الأسفل
أتت شيرن مع جميلة لها مخصوص لتأخذها حتى يحضرا المسرحية معاً، فهي لا تريد استمرار الحرب بين الأختين فليس هناك سبب لما تفعله جنان .. جلست جميلة مع جنان لتجد التعب بدأ يتملك منها أكثر

جميلة بحزن : شكلك مش هتقدري يا جنان

جنان بإرهاق : ولو اقدر مش هروح ليها انا بكرهها

شيرين بعصبية وإندفاع : وبتكرهيها ليه بقى هي عملت فيكي هي اتغيرت للأحسن عشانك

جنان بعصبيه متعبه : لا مش عشاني عشان نفسها وهي مقدرتش كل اللي عملته عشانها انا ضحيت بكليتي مره ليها ورجعت خدت مني آسمر وانا خدت بنتها في رحمي كل ده مقدرتوش

آيه بحدة : طب اديني سبب يزعلك منها حاليا يا جنان اسفه اني بتدخل بين اخوات بس مقدرش اشوف ظلم واسكت

جنان بصراخ يرهقها : ظلم طب اما كانت جايه عايزه تاخد جوزي وبنتي كنتم فين حد ي.... اه ااااه اااااااه الحقوني بولد ااااه

وفي لحظات كانت محموله بين يدي آسمر الذي ينزل بها رأت دموعه في عينه وما اصعب الطلق في مرضي القلب كان معادها بعد اسبوع ماذا حدث !!

*******************

في منزل يوسف
جلس يوسف أمام سالي مباشر وأخبرها بكل شيء عن ناني وزواجه منها، الصدمة الجمت سالي فأخر شيئاً تتوقعه من يوسف هو هذا .. لقد تحدت العالم بأجمع لأجله وهذا هو جزائها

يوسف بتنهيد حزين : انا أسف حبيت اقولك عشان متنصدميش

سالي باستيعاب : يعني بقالك كل ده بتخدعني

يوسف بتبرير موقف ناني : لا مش حكاية بخدعك انا بحب ناني بجد يا سالي هي بردك مراتي ورضيت تكون في السر عشانك وعشان سفيان ويوسف

سالي بنفاذ صبر : والوقتي ايه اللي جد ؟!

يوسف : أنا حاسس بالذنب نحيتها هي حبيبتي ومراتي زيك تستحق تتعامل زيك وانا مش هفرق بينكم يا سالي

سالي ببكاء هيستيري : انا اثرت معاك في حاجه يا يوسف تخليك تبص بره

مسك يدها وقبلها وحرك رأسه رافضا وقال : لا والله وانا مأثرتش معاكي في حاجه طول جوازنا يا سالي وحتى اما اتجوزت وأنتِ شايفه تحسني

سالي : يعني هي السبب ... هتجبلك ايه هتعلقك بأيه انا ام ولادك حامل صح ؟

يوسف بهدوء ظاهري : لا ناني مبتخلفش يا سالي وانا حبيتها وبحبها وعارف ومش عايز عيال تكفيني هي ..... سالي انا هديكي حقك في دي لو عايزه تبعدي وتطلقي ابعدي ولو عايزه الولاد تسبيهم وتشوفي حياتك معنديش اعتراض اهم حاجه سعادتك

سالي بتعب : واي سعاده بعيد عنك يا يوسف ..... مش هتطلق

تحدث يوسف بحزن : احتمال كبير ارجع بناني .. تتعرفوا عليها وبعدين هاخدها في شقة تانية

سالي وهي تمسح دموعها بشر : لو انت شايف دا الصح اعمله يا يوسف
3

يوسف بهدوء : المسرحيه هتبدأ انا هروح عشان اجهز

وتركها وذهب فنظرت خلفه الان علمت سبب تغيره وعدم اقترابه منها منذ ولادتها، لقد صبرت وعافرت لأجله كثيراً لن تسمح بأن يأخذها أحد منه

سالي لنفسها بشر : ما عاشت ولا كانت اللي تاخدك مني يا يوسف وعلي يدي هتطلقها وبالتلاته

"يقال المثل : اللي بيحفر حفره بيقع فيها "
5

*****************

في الكلية تحديداً مقر المسرح
أتت ناني مسرعة لتجد نور في وجهها، مسكت ناني كتفها وهي تلتقط أنفاسها لتعقد نور حاجبيها

نور باستغراب : مالك يا ناني ؟

ناني بنفاذ صبر : كل شيء بايظ النهارده عربية بابا عطلت ومامي هتروح هي وناناه الاول لجنان ومش عارفه هتيجي ولا لا ويوسف اتأخر ورنيت مردش .. الدنيا بايظة معايا النهاردة على الأخر وفوق كل ده مرات يوسف وولاده هيحضروا ومامي وناناه الكل

لتردف وهي تمسك وجهها : أنا حساه يوم طويل وكل لحظة أسوأ من اللي قبلها

ابتسمت نور لتضمها قائلة : متخافيش هيعدي يا روحي

لتكمل بإبتسامة : يلا عشان تلبسي ادخلي البنت مستناكي وبطلي كسل وتوتر يا جولييت

ناني بعبوس : اووووف حاضر

دخلت ناني للغرفة وبعد وقت انتهت ناني من وضع المكياج ووقفت تضحك وتدور حول نفسها بالفستان الأبيض البسيط عكس فستان زفافها الذي سترتديه بجانب يوسف، حقاً قد اعجبت بنفسها وهذا قد أنساها توترها الشديد

ناني بإبتسامه : شكلي حلو صح حاسه نفسي أميره من اميرات ديزني

ووضعت خصله من شعرها خلف اذنها وضحكت بسعادة

البنت بإبتسامة : أنتِ قمر أوي ما شاء الله

ناني : ميرسي كدة خلاص صح ؟

البنت : أيوة انا هخرج الوقتي

ناني بإبتسامة : تمام وميرسي على تعبك

هزت الفتاة رأسها وخرجت فجلست ناني وعاد توترها فبدأت تهز قدمها بقلق وهي تنظر للساعة .. فكرت قليلاً في جنان ورفعت يديها تدعي ربها أن تأتي وتراها فهي ترى أنها سوف تقوى بتوأمها، حسناً هي تشعر أن هذه المسرحية سوف تصلح ما بينها وبين أختها .

*************************

بعد وقت انفتح الباب أما هي كانت تأخذ سيلفي بفونها مبتسمة بإتساع أحيانا وعابسة أحيانا، شعرت بمن ضمها من ظهرها ضحكت والتقطت الصوره

يوسف وهو يقبل عنقها : أميرتي أحلى أميره في العالم

ناني بضحك : عارفة .. تعالي ناخد سيلفي كتير أقولك طلع فونك هاتوه كده

اخرج الهاتف من جيبه واعطاه لها فقالت : الباسورد

يوسف بهيام : اي لاف يو ناني

ضحكت وهي تفتحه فوجدت صورتها الخلفية الداخلية، نظرت له وابتسمت ثم فتحت الكاميرا وشدته ليجلس وجلست بحضنه علي فخذه ... بدأت تلتقط صور لهما وتفعل حركات مضحكه وهو ينظر لها بهيام يلمع في عيناه

ناني بعبوس : اضحك يا يوسف

التقط الفون منها وجذب شعرها يقبلها اتسعت عيناها بصدمة سرعان ما ارتخت، انفجرت ضاحكة بصوت مرتفع وهي تعود خطوة للخلف فداعب وجنتها

يوسف : بعشقك يا ناني

ناني وهي تندفع لحضنه : أنا أكتر

دفنت وجهها بعنقه ليضمها أكثر، كم يزداد عشقه لها يوماً عن يوم !

بعد وقت قام أحدهم بالنداء على كلاهما فخرج الاثنان .. تنهدت ناني بتوتر وهي تمسك يد يوسف ليشيرا لها أن تدخل أولاً

يوسف بإبتسامة : بالتوفيق

دخلت ناني ليعلو التصفيق لتلك الحورية التي أنارت المسرح، أطلقت نور صفير قوي فانحنت ناني أمام الجميع ووقفت .. نظرت سالي لها بتقييم لتنظر لنانسي التي عضت على شفاها بتوتر

بحثت ناني بعيناها عن أختها لم تجدها، تنهدت وابتدت المسرحيه، كانت ناني تبلي بلاءا حسنا مع يوسف .. وكم استغرب الكل كأنهم يعشقوا بعض حقيقي !! وكانت باللغه العامية وباسمائهم هما

انتهت الفقره الأولي وخرجا الاثنان يجهزوا للتالي فضمها يوسف قائلاً : براڤو عليكي يا أميرتي .. يلا روحي اجهزي

اتجهت ناني مع نور للغرفة وتجهزت لتقرأ النص للمرة الأخيرة وتنهدت

نور : عيدتي النص

ناني بتوتر : أيوه

نور وهي تسحبها من يدها : يلا الدكتور دخل وأنتِ بعده بدقيقتين

جرت لخلف السيتار تتابعه ثم دخلت واكملوا، هي لم تلاحظ هل اتي اهلها ام لا لأن الحاضرون كثيراً

يوسف بارتجال : هتحداهم عشانك ناني بحبك

ناني : وانا كمان

وجرت تتعلق برقبته فحملها مبتسماً ودار بها، هذا لم يكن من ضمن النص .. الكل يصفق بحرارة واتت الفقره الثالثة والأخيره

كانت ستدخل فرن فونها لتأتي نور به فعلى صوت يوسف : نور مش وقته

نور بتوتر : أسفة يا دكتور بس مامتك عايزاكي ضروري

ناني بصدمة واستغراب : هي مش جوا ؟

نور : مش عارفه

أحد الشباب : نور مينفعش كده هتدخل بعد دقيقه

اخذت ناني الفون مشيره له بلا بئس ووضعته علي أذنها لتهز رأسها ليوسف الذي دخل لتوه

ناني : الو

شيرين ببكاء : ناني تعالي بسرعه مستشفي *** جنان اختك بتموت ... بسرعه يا ناني

تركت الفون يقع أرضاً ... بدأوا يحدثوها ودفعوها لآخر فقرة، نظرت ليوسف بلا حياة

يوسف : ناني

ناني : أنا جيت ليك النهاردة عشان أقولك أنت الجزء الحلو في الدنيا دي، أنت اللي ليا في الدنيا دي كلها واكتر حد حبني أنا عارفة

عقد حاجبيه فأكملت : يوسف حتى لو أنت اختياري التاني وباجي عليك فده لأنك حبي الأول ومحدش وصل لمرحلتك

اقترب خطوة منها ومسك يدها يقبلها قائلاً : أنت الحلو اللي ربنا بعتهولي

شهقة بسيطة خرجت منه وفجأة اختفى من بين يديها لتركع على ركبتيها وتحني رأسها بوجع

ناني بدموع تتساقط : قتلوك يا يوسف بعدوك عني خلاص كل شيء انتهي

واكملت حديثها بتأثر وكل تفكيرها عند جنان حتى انتهت المسرحيه بوفاة كلاهما، وقفت ناني ومسكت يده

انحنى الاثنان أمام الجميع وتساقطت دموعها وهي محنية الرأس والكل يصفق بحرارة

يوسف بهمس : ناني

حين وقفت كان سيعلن بحبه لها أمام الكل ويخبرهم أنه شارك بطولة المسرحية مع زوجته لكنها تركت يده وجرت فنظر خلفها وابتسم بإصطناع ممزوج بإحراج وخرج

يوسف بحدة : نور فين ناني ؟

نور بحزن ودموع : جرت توأمها في المستشفى ومامتها قالت بتموت

لم يرد عليها بل اندفع للخارج جرياً، لم يجدها لكن لمحها من بعيد تجري فجرى خلفها بسرعه ناسي أن يقود سيارته ويذهب خلفها

يوسف بصوت عالي : ناااااني ناااااني

جرى اسرع أما هي كانت تجري كالبرق ودموعها تغرق وجهها لم تعد تسيطر عليها، تحاول أن توقف تاكسي لكن لا أحد يقف

ناني بصراخ : يااااارب ياااااارب

وجرت لطريق المستشفى التي لا تبعد كثيراً، لم تسمع ندائه كانت تجري عبر طريق سريع وهو خلفها وحين اتت تتجاوز الطريق لتذهب لطريق المستشفي اتت شاحنه كبيره و......

يوسف بصراخ جنوني : ناااااااااااانننننيييييييي

********************

في احد المساجد
دخل آسمر بعدما خلع حذائه واتجه لحمام المسجد توضأ وسار حتى وصل للمقدمه جلس علي ركبتيه يبكي وهو يحني رأسه

آسمر : يا رب أنك عفو تحب العفو فاعفو عنا يا رب احفظها يااااارب ... أنا عمري ما أحبها عنك بس أنت عارف أنا بحبها قد أيه

أتى له رجل ووضع يده علي كتف آسمر الذي رفع وجهه له

الشيخ : اهدى يا ابني وقوم صلي وادعي بالراحه .. ربنا بيستجاب ومش بيكسر بخاطر حد

آسمر بألم : يعني هيسمعني

الشيخ : هيسمع يا ابني هيسمع

بدأ آسمر يصلي ويستنجد ربه يدعي لجنان، وقف الشيخ بجانب رجل أخر يتحدث معه وهو ينظر لآسمر

الشيخ بحزن لرجل : مره كنت في القاهره وشوفت حاله زيه كده وبعدها سمعت خبر وفاته ودي تاني مره اشوف واحد كده ربنا يهون عليه ويستجيب ليه هحزن اوي لو خسر شبابه ذي التاني
10

الرجل بحزن : ربنا يستجيب ليه ويهدي باله

آسمر برجاء : يا رب حاسس اني ضايع ومليش غيرها كدبت لما قولت في البعد التعود كنت عايش علي نفسها والوقتي لو حصلها حاجه هموت وراها

وخرج متجه للمستشفي فقد مر ساعات وكل ما في تفكيره ان حدث لها شيء لتشتعل عينه

آسمر : الموت نهايتي ونهايتك يا جنان

وحين قال هذه الكلمه رفع زجاجة السم لمستوي عينه ونظر لها

آسمر : هي حياتي وكل حاجه وهخسر عشانها دنيتي واخرتي
+

مسح دموعه وداخله شيء يقول له جنان في كفة وإيمانك بالله في كفة، تنهد بتعب وهو يدخل ونظر لهم منتظر الخبر الذي سيحدد مصيره اقترب آنس منه وقال له ما حدث والدموع تجري بعينه

آسمر بصراخ جنوني : مش بالطريقه دي مش بالطريقه دي ياااااارب

**********************
جسى يوسف على ركبتيه أمامها يصرخ أن يحضر أحدهم الإسعاف، انهمرت دموعه بخوف وعجز عقله عن التفكير

الرجل وهو يربط على كتفه : اهدى يا ابني المستشفي قريبه مش هيتأخروا هيجوا بسرعة

ناني بهمس : يوسف

مسح دموعه المتساقطة ونظر لها فمسكت يده تغمض عيناها بخفة أن يطمئن، نظر للدماء التي حولها

ناني بتعب وتقطع : دي نفس مستشفى اختي .... قلبي يروح لجنان

يوسف : هششش اسكتي هتتعبي متتكلميش عشان خاطري

ناني : اسمعني.... ا....

وصلوا وحملوها علي نقال، اخذوها للمستشفي وهو بجانبها لحظة بلحظتها حتى اخذوها فجلس أرضاً بتعب ودموع

يوسف : يااارب ياااارب

بعد ساعتين
وقف يوسف أمام الغرفة، ظل ينتظر الطبيب بتوتر يخشى كل شيء وكل نتيجة لكن ما يخشاه أكثر هو فقدانها، وبرغم أنه طال انتظار يوسف إلا أنه شعر أن الانتظار أهو من رؤية الطبيب يخرج بهذه الملامح

يوسف : في أيه ؟

الطبيب : هي عايزه تشوفك ... حصلها نزيف داخلي والحالة صعبة أنا مضطر أروح لدكاترة أعلى مني أخد رأيهم وإلا هنسيبها

يوسف بصراخ : يعني ايه ؟

الطبيب بحزن : هي بين ايدين ربنا .. كل حاجة في إيده

دفعه يوسف ودخل بسرعة لها، مسك يدها يقبلها مبتسم وسط دموعه يجلس بجانبها

يوسف بإبتسامة مصطنعة : الغبي بيقول انه مش عارف يعمل حاجه

ابتسمت وهمست ان يقترب فاقترب لترفع يدها بصعوبة تقبض على ملابسه

ناني بهمس : في حياتي ما عشقت ولا هعشق حد ادك يا ابن الصياد

تساقطت دموعه علي وجنتها وانحني قبل جبينها برقة، فابتسمت ليقبل جبينها الذي يحاوطه شاش

يوسف بحب : بعشقك فوق العشق عشق ومجنون بيكي وهفضل كده لآخر عمري

ناني بتعب : اسمعني ... ارجع لسالي اديها فرصه وادي لنفسك فرصه

وضع يدها أسفل رأسه وتحدث : كانت بتحبني هي وبنت خالتنا والاتنين كانوا بيتحدوا بعض .... بس يمني كانت بتحبني اكتر وقالتلي وقالت خايفه يجوزوها لأبن عمها وقتها هتنتحر .... لأني مش بحب حد فيهم اخترت يمني .... امي رفضت وجوزتني سالي بحجة ان يمني كان لسه عندها ستاشر سنه وصغيره وهستني علي الأقل سنتين وانا مقدرتش ارفض لأن امي مريضه ..... روحت لسالي رفضت ترفض قولتلها عايز يمني بردك مرفضتش فاضطريت اتجوزها .... بعد سنتين كنت بدأت اتقبل سالي بس يمني انتحرت .... رجعت للصفر لوحدي ..... والله عمري ما قصرت في حقها يا ناني بس قلبي مش بإيدي مقدرتش ... لما شوفتك في فرحك كان نفسي اخطفك كنت حاسس اني بموت مجرد ما بفكر انه هتكوني لحد غيري هيلمسك ... رجعت تاني وربي حاولت احبها بس مقدرتش مش قادر قلبي مش ملكي يا ناني قلبي ملكك هما مفكرين انها حاجه سهله احبها بس مش قادر محبتش ولا هحب غيرك ... ناني متسبنيش

ناني وهي تحرك يدها علي يده : لما اتولدت انا وجنان كنا مختلفين ايوه في الشكل ذي بعض بس الشخصيه لا ... بحبها اوي كنت بتحمل عنها الضرب وازعق لمامي لما تضايقها بس بابي كان دايما يحبها عني مش عارفه ليه يا يوسف

واكملت ببكاء : كنا مره في المدرسه طلعت المركز الأول وجنان التاني فهو احتفل بجنان ومامي هي اللي احتفلت بيا.... واما جيه يجيب هدايا جبلها احسن مني وكان فرحان بيها عني واما السنه اللي بعدها طلعت الأولي وانا التانيه زعقلي وقعد يقولي اتعلمي منها هي بتتقدم وانتي لا..... كان بيميز بينا كله بيقول ليه مامي بتحبني اكتر بس هي مش كده دا كان رد فعل لفعل بابي...... وفي مره تعبت وطلع الكليتين بتوعي مينفعوش لازم زرع كليه ومكناش لاقين متبرع حتي بابي ومامي مش نافعين ملقوش حل غير جنان عارف رد فعل بابي ايه

يوسف بخفوت : ايه ؟

ناني بقهر : رفض.... قعد يقول لا ومش هيسمح لحياة جنان تتعرض للخطر وانا كنت علي حافة الموت يا يوسف.... كنت هقضي حياتي اما غسيل او هموت..... هو ما اهتمش بيا كنت عماله اعيط ومامي تقولي مش قصده كده وانا بحبك اكتر وبتراضي فيا بس انا مكنتش صغيره لدرجه اني اصدق...... هو ليه عمل معايا كده يا يوسف ليه خلاني مع الوقت عايزه كل حاجه لجنان هو السبب
1

يوسف وهو يقبل يدها : عيشي وانا هعوضك عن كل حاجه والله هسعدك ومش هتخلي عنك بس اتمسكي بالدنيا عشاني

ناني : كان نفسي اعيش معاك حاجات كتيره اوي يا يوسف..... كان نفسي اكون ذي اي واحده طبيعيه كل اللي بيفكر بيفكر في جنان محدش فكر في ناني محدش بص للأمور من وجهة نظر ناني
1

لما تشتكي من الدنيا له الآن لما لم تقول مسبقا كان سيأخذها ويبعد بعيدا عن الكل كان رده هو البكاء فقط

ناني : بس خلاص الوقتي هثبت لكله اني ذيي ذي جنان منختلفش عن بعض احنا الاتنين توأم .... اخر طلب مني تقوم وتروح تقف لحد اما قلبي يروح لجنان وتعيش لولادها بعدين تدفني بسرعه واقعد معايا لحد اما اتحاسب متسبنيش عشان بخاف وهبقي بليل كمان

يوسف ببكاء : متقوليش كده اوعي تسبيني انا مصدقت لقيتك يا ناني حاسس اني هموت وراكي كده بتقتليني بالبطيء

ناني بمرار وألم : حقك عليا بس مش بإيدي ولا بإيدك جنان هتعيش لآسمر وولادها انما انا هعيش علي كره الكل

يوسف بألم وقهر : هبعدك عنهم والله مش هسيبك ليهم

ناني : هفضل افكر انها عمرها ما حبتني وان هي ماتت بتكرهني .... يلا بقى خدني في حضنك آخر مرة

وقف وتمدد بجانبها حضنها بقوة، زاد بكائه وهو يرفض أن يبعد ليدفن وجهه في عنقها

يوسف ببكاء : لا متبعديش عني والنبي بلاش عشان خاطري لو عايزه اضحي بقلبي ليها بس بلاش انتي
3

ناني وهي تمسد علي ذراعه : هششش قولهم ان المره دي موت بجد بعشقك يا يوسف .... أشهد أن لا اله الا الله وان سيدنا ونبينا محمد رسول الله

وفجأه توقفت انفاسها ليخرج السر الالهي وتذهب الروح لخالقها تاركه خلفها جسد فقيدة شبابها، عاشت عمر قصير بهم كبير

يوسف بصدمه : ناني ... ناني .... نااااني يا رب

اعتدل جالساً ثم نظر لها بزهول وعدم استيعاب، لمس وجهها المبتسم وعينه بدأت تتسع

يوسف : خلاص كده كل حاجه راحت كل شيء انتهى خلاص فوقت من الحلم علي كابوس وحش أوي

احتضنها ودفن وجهه في عنقها : لما أنتِ هتتخلي عني رجعتي ليه ؟! يعني ربنا كان عايز يفهمني اني عمري ما هحب غيرك وانك مش من نصيبي كمان .... والله عمري ما اذيت حد يا ناني ليه حصلي كده ليه جات فيكي أنتِ ..... ردي عليا طب قومي معايا يلا قومي نروح لأختك اوقفي جنبهم ..... ناني ناااني

وعند هذا الحد وكفى زاد بكائه وتحول لصراخ قوي كالطفل، رفعها لحضنه يقبل كل إنش بوجهها، عادت وصيتها الأخيرة ترن في رأسه فتركها بهدوء

عاد يتأملها بصدمة من خمسة دقائق كانت تتحدث معه وقبل ساعات كانت تتحرك وحية ترزق، البارحة في حضنه وقبلها .. كم هذا الموت غدار !

خرج يوسف بخطوات بطيئة يشعر أنه شُل للحظات ليخرج ويقف مسند على الباب، أتى الطبيب له بسرعة

الطبيب بعملية : الاستشاري الجراحي امر ندخلها العمليات وهو اللي هيعمل ليها العملية

يوسف وهو يضع يده على قلبه : معتش فيه داعي ... هي خلاص راحت

تركه يوسف وذهب ودموعه علي وجهه يبحث عنهم، حتي وجد والدتها وجدتها، ورأي رولا التي لم يعرفها تخرج وسمع كلامها

قبل عدة ساعات
وضع آسمر جنان على الترولي ليقوموا بأخذها للداخل،  جرت شيرين بجانب جنان التي مسكت يدها بقوة .. علت شهقات شيرين ودخلت معها للغرفة

جنان بتعب : مامي ناني بحبها اوي قوليلها تسامحني

شيرين ببكاء : هتطلعي وهتقوليلها أنتِ

أطلقت جنان صرخة لتردف : خليها تاخد بالها من ولادي

الممرضة بعملية : يلا يا مدام المفروض تدخلي العمليات

أشارت لها جنان لتترك يد أمها التي خرجت وهي تضع يدها على قلبها، دخلت جنان العمليات في نفس وقت مجيء روز

روز باستغراب : انتوا بتعملوا هنا ايه ؟! في حاجة جنان و ...

آيه ببكاء : جنان في العمليات يا روز وحالتها خطره

روز بهدوء : طب اهدي هروح لمامي هي دكتورة نسا هخليها هي اللي تدخل

انطلقت جرياً متجهة لمكتب اباها، دفعت الباب قائلة : مامي

رولا باستغراب : في أيه ؟

روز بتوتر : جنان دخلت العمليات روحي والنبي معاها وولديها أنتِ .. عشان خاطري

رولا وهي تمسد على يدها : حاضر يا حبيبتي

وانطلقت رولا جرياً لتتجه روز لوالدها ومسكت يديها قائلة : بابي هو ينفع لو قلبها طلع من العمليه بيدق يعملوا ليها عمليه زرع قلب

هارون بقلق : هينفع في حالة خروج القلب لو حتي بنبض ضعيف بس ازاي هنتصرف في قلب بديل ومطابق

روز : تعالي نطلع ونشوف ونرن علي المستشفيات التانيه تمام .. هتقدر تتصرف صح ؟

هارون وهو يمسد على كتفها : أيوة بس ربنا ييسر

خرج هارون معها وسلم علي أحمد وآنس قائلاً : فين آسمر ؟

أحمد بحزن : راح المسجد

بدأ هارون يجري إتصالاته لبعض مالكي المستشفيات الأخرى، اخبره الجميع أنه سوف يعود الرنين عليه ومن رن أخبره أنه لا يوجد

روز بتوتر : عملت أيه يا بابي ؟

هارون بتنهيد : روز مفيش .. القلب مش عضو بيتخزن يا روز ومفيش حالات وفاة في الوضع الحالي

روز بجنون : ازاي يا بابي يعني كل المستشفيات دي مفيش حالة وفاة لو بأي تمن

هارون : لا بعدين متنسيش يا روز دا في حالة لو العملية نجحت اصلا وناقص تحاليل وفحوصات .... خلاص هحاول تاني

ظل هارون يحاول الوصول مراراً وتكراراً حتى مر ثلاث ساعات ولا يوجد أي جديد، خرجت رولا ليتجه الكل لها مباشر

أحمد بقلق : خير يا دكتورة ؟

رولا بهدوء : مبروك ربنا رزقكم بولدين وبنت ذي القمر بس القلب حالته ضعيفه وبنخسر المريضة

هارون بزفير حاد : دورت كتير يا رولا مش لاقي

رولا بعملية : لازم العمليه تبدأ في أقل من ربع ساعه

آيه بتوتر : طب ازاي هنجيب قلب بديل

يوسف من خلفهم : القلب جاهز .

التفتوا له ليجدوا دموعه تتساقط بلا اراده وابتلع ريقه

يوسف : القلب جاهز والمريضه في اوضه رقم *** تقدروا تبدأوا

هارون : طيب ابدأوا في الفحوصات

يوسف : متطابقه ناني كانت قالتلي مره ان جنان ضحت بكليتها وبرحمها

آيه بصدمه : اصدك ايه

شيرين وهي تقترب : بتهزر صح بتهزر مين المريضه دي اكيد مش ناني صح مش بنتي

يوسف : يلا يا دكتور حقق امنية مراتي الأخيره قبل ما نخسر الاتنين

هارون بصوت عالي : فريق التمريض يجهز وهاتوا المريضه والمتوفيه اوضه العمليات التانيه يلا

يوسف : ممكن اطلب طلب

هارون : اتفضل

يوسف : ممكن ادخل العمليات مع ناني مراتي والنبي دا اخر وقت ليها معايا بعدين هتسبني وتروح خالص ومعتش هشوفها

هارون : اتفضل هنجهز سوا

وذهب هو ويوسف يتجهزوا فهو دكتور قلب واوعيه دمويه متخصص

بعد وقت
بدأت العمليه ويوسف يقف وينظر لها دون ان يرمش هي كانت جسد بلا روح مبتسمه جميلة جدا في اجمل حالتها

يوسف : انتي روحي وعمري وحياتي وكل حاجه.... ومعاكي كل حاجه ضاعت بعشقك يا ناني

وقبل جبينها وخرج معها وبقي معها وهم يروها فلم يتركها لحظه

شيرين بدموع تتساقط : كده يا بير اسراري بدل ما تعيطي عليا تخليني اعيط عليكي يا ناني..... انتي صاحبتي وحبيبتي وبنتي عارفه انك اتظلمتي كتير من ابوكي وكنت شايفه..... فاكره كمان يوم اما ملقوش ليكي كليه بديله وباباكي كان رافض جنان تسيب بتاعتها ليكي وانتي عيطي اد ايه عشان هو كان خايف علي جنان تخسر كليه ومش خايف تموتي كانت جدتك تقول بتفضلي ناني ليه بس محدش كان بيبص من ناحيتي كله كان بيبص من ناحية والدك.... سامحيني انا اللي خلاتك كده لو كنت وعيتك وممشتش وراكي مكنتوش وصلتوا لهنا كل اللي حصل بسببي انا سامحيني
9

وقبلت جبينها وخرجت تسند علي حماتها وتبكي بقهر علي فقدانها فلذة كبدها

دخلت آيه وروز سويا لها والقوا نظره علي ذلك الذي يستولي علي يدها ويقبلها غير عابئ بدموعه

آيه بضحكه وسط دموعها : بحبك يا ناني..... بحبك اوي

روز : لما اتجننت بإياد استوعبت شعورك لما كنتي هتعرضي اختك للخطر عشان بنتك ووقتها عزرتك يا ناني..... ربنا يرحمك ناني لو قولت يوم بكرهك او كان في ذرة حب فالوقتي اتمحت ومستحيل انساكي في يوم

وقف يوسف وامرهم بضرورة البدأ في امور الدفن وكان هو يرأس كل شيء دخل مع في الغسيل وكان بجانبها لم يتركها لحظه وحين اتوا يضعوها بالكفن

يوسف : استنوا

واقترب انحني وقبل جبينها بتطويل وابتعد واشار لهم ان يكملوا وبالفعل لفوها بالكفن وهو ينظر لها لا يظهر منها شيء

شعر بيد علي كتفه فالتفت وجده آسمر الذي حضنه وهو يمسد علي كتفه

آسمر : آسف علي حاجات كتيره اوي

مسد يوسف علي كتفه وابتعد

آسمر : يلا هنشتلها سوا

آنس : وانا معاكم

يوسف : متحرمش منكم انا هشتالها لوحدي محدش هيقرب منها

وحملها بين يديه ووضعها بما يعرف بالنعش واتجهوا للمقابر ومعهم آسمر بعدما عرف بنجاح العمليه

كان يقف وللغريب الكثير من الناس حضروا وبالرغم من انهم المغرب وفجأه شعر بيد علي كتفه فنظر وابتسم والدموع تجري بعينه

رأفت : البقاء لله

يوسف : ونعم بالله

وعاد ينظر للمقابر ورأفت بجانبه يتذكر انه ظل علي اتصال معها واخبرها ان اذاها يوسف سيعود للقتل ويقتله لأجلها اما هي كانت تضحك وتحذره ان يقترب منه اخبرته بمدي عشقها له وهو كان يبتسم بسعاده انها اخيرا وجدت السعاده

يتذكر ابتسامتها حين زارتهم ومشاكستها لأنجي حين اتت لزيارتهم وجعلتها تغير عليه

تمردت دمعه منه وهو ينظر لمقبرتها ويستمع للشيخ وهو يدعو لصلاة الجنازه ويري يوسف وبجانبه آسمر وآنس وابوهم يصلوها
6

"أسباب كتيرة تخلي الأب والأم يميزوا بين الأولاد من غير ما يحسوا وبدون قصد بيتولد كره وغيره بين الأخوات ودا غلط المفروض نتأسس علي حاجه وهي الإستعداد للتضحيه لأنه السند...... بلاش حكاية تقولوا مثلا انا ببقي جنب واحد من ولادي اكتر
لأنه الصغير
او مثلا البنت انها القريبه مننا
او للولد اللي معاه بنات او البنت اللي معاها والحجه انه الوحيد
دي تفاهات الأب اب لكل الولاد
والأم ام لكل الولاد
واللي بيعاني من كده يفكر مثلا ان ده اخوه وملوش ذنب يقرب من اخوه ده وصدقني هتكتشف انه احن عليك من اهلك
وفكروا بطريقه ايجابيه مثلا اهلي مقصريين معايا في ده انا مش هعمله مع ولادي انا هربي ولادي علي الأحسن
والأهل اللي بيعملوا كده بلاش حجج بالعربي فكسانه وفكروا ف ولادكم واللي بيحصل ف المستقبل فكروا انهم فيما بعد من الغيره هياكلوا ف بعض والحق مش عليهم هيقولوا الحق علي اللي رباهم
2

دا مغذي حكاية جنان وناني اتمني اني مكنش ضايقت حد وان يكون الهدف منها وصل وشكرا
6

حاجه تانيه...... يوسف وناني احنا احيانا نقول دا ليه حصل ودا ليه محصلش طب ما ناخد دي قدوة.... يوسف لو مكنش قابل ناني نهائي لو ماتت مش هيحس انما لما قابلها الوقتي هيعيش في عذاب ابدي..... بلاش حكاية ليه انا موقعتش في الحب جايز خير وانتم متعرفوش.... بيبقي في امرين هيحصلوا تمام ربنا بيختار الأسهل لينا والأحسن يبقي منعترضش ونتقبله بكل هدوء ونقول الحمد لله علي كل شيء ومحدش عارف الخير فين
2

بتمني مكنش ضايقت حد ويكون المغزي من القصص وصل"
4

*****************
جلست شيرين في غرفة ابنتها بعدما اطمئنت على جنان وعادت للمنزل، انهمرت دموع شيرين وهي تراها تخرج ملابسها وتريها لوالدتها

شيرين : في أيه يعني للشياكة دي ؟

ناني وهي تجلس بجانبها : عايزة الحق ولا ابن عمه

شيرين بضحك : ابن عمه

ناني : في إعجاب لا حب هو حب بيني وبين واحد كدة في الكلية وبصراحة يعني ....

شيرين بمرح : عايزاه ياخد باله مني ويقول أيه البت الشيك القمر دي بس

انفجرت ناني ضاحكة لتردف : عيبك أنك فهماني يا شيري

اختفت ناني من أمامها فوقفت شيرين وأخذت صورتها تضمها لحضنها لتتذكر بكائها ذات يوم قبل عمليتها : أنا زعلانة من بابي أوي

شيرين بدموع : متزعليش منه هو أكيد بيحبك بس خايف عليكم أنتم ...

ناني بشهقات : طيب منا ممكن كدة أموت ولو جنان ساعدتني هنعيش أحنا الاتنين .. هو عايزني أموت ؟!

شيرين وهي تضمها : لا يا حبيبتي أكيد

ناني : ممكن اطلب منك طلب

شيرين ببكاء : اطلبي روحي يا ناني مش هتأخر

ناني : ممكن لو مت تموتي ورايا عشان مقعدش هناك لوحدي

شهقة قوية خرجت من شيرين وبكائها يزداد لتتذكر جملة بنتها ذات يوم : لو مت وملقتش غير بابا هفضل قاعدة لوحدي لحد أما تجيلي ومش هقعد معاه لأني عمري ما هسامحه يا مامي ماشي
1

دخلت جميلة الغرفة لتجد شيرين تبكي كالطفلة الصغيرة التي لم يعد لها مأوى، بدأت شيرين تنادي على ابنتها وهذه المرة شعرت بمرار الفقدان الحقيقي فالمرة السابقة ألف شيء أخبرها أنه مازالت على قيد الحياة لكن الآن حسم الأمر

جميلة ببكاء : شيرين

شيرين ببكاء مرير وهي تهز رأسها : روحي راحت يا ماما بنتي راحت مني .. ناني سابتني بدري أوي يا ماما

بدأت تلطم وجهيها وتصرخ قائلة : بنتي راحت مني في وقت وحش أوي .. كنت حاسه والله كنت حاسه يا ماما بده جوايا ألف حاجة بتقولي هتسبني بدري

جميلة وهي تضمها : وحدي الله يا شيرين عمرها وانتهى

شيرين بصراخ جنوني : عمرها وانتهى بس بوجع لأخر عمري وكل دقيقة هيزيد محدش هيحس بيه غيري لأن محدش حبها قدي يا ماما .. يا وجع قلبي .. يا رب هون عني

حسناً لا نقدر على قول شيء سوا أنها محقة وكثيراً، فناني وبرغم عمرها الصغير وخفة ظلها إلا أن الجميع لم يحبها كما تستحق حتى بعد تغيرها .. وها هي تركت الجميع
+

************************

كان الكل يقف ويتم دفنها اما يوسف فكان جامد ينظر لها ويعقد ذقنه يمنع دموعه حتي انتهوا وبدأ الناس في الذهاب

آسمر وهو يمسد على كتف يوسف : يلا يا يوسف

يوسف بتوهان : يلا على فين ؟!

آسمر : نمشي خلاص هي اندفنت

يوسف بهدوء وشرود : واسيبها اسيب حبيبتي يا آسمر لا مش هسيبها الوقتي الجو بدأ يبقي ليل مش هسيب ناني حبيبتي لوحدها انا عارف هي بتخاف من الضلمه وانا هفضل جنبها

آسمر : بس ناني معدتش بحاجة حد

يوسف : لا ازاي انت متعرفش حاجه هي قالتلي مره اني نفسها واكيد هتفضل بحاجتي ذي منا بحاجتها

اقترب رأفت الذي حضر اجراءات الدفن كلها فكم اثرت ناني في حياته وموتها كان له عذاب

رأفت بدموع تجري في عينه : يلا مينفعش تفضل في المقابر بليل

يوسف بتعب وهو يدفعهم : امشوا انتم انا هفضل ما حبيبتي الليله دي سبوني بقي مشبعتش منها في الدنيا سبوني معاها بقى

نظروا لبعضهم واشار له آسمر وتركوه، فنظر للمقابر وتمردت دموعه أخيراً ليجلس على ركبتيه بتعب

يوسف بمرار : صعب اوي وجع القلب يا ناني قلبي بيوجعني اوي حاسس بخنقه حاسس اني بموت بالبطيء نفسي اموت بس الموت رافض يجي هو انتي ليه مخدتنيش معاكي وسبتيني لوحدي لو كنتي استنيتي بس مكنش حصل اللي حصل

قولتيلي مره انك رجعتي من الموت طب رجعتي لمين وليه مترجعيش المره دي عشاني ناني انا في كابوس في كابوس وحش اوي مديلي ايدك والنبي متسبنيش لوحدي انا أول مره في حياتي احس اني خايف ومكسور انا وحيد مش قادر من غيرك

انا حبيتك وبحبك وهفضل احبك لحد اما ربنا يحن عليا وياخدني ليكي وقتها مش هسمحلك تسبيني تاني ماشي ودا وعد مني يا ناني بس بصي يمكن انتي اقرب لربنا ليا قوليله يا ناني انك بتحبيني وانا بحبك قوليله ياخدني بسرعه ليكي ونعمل فرح والحور حوالينا

انا كان نفسي نفسي في فرح كبير اوي كان نفسي اشوفك في الفستان اللي جبته ليكي وكمان ارقص معاكي واحضنك واشيلك والف واضحك وكل الناس تعرف اني مبسوط كان نفسي اغنيلك واقولك بحبك وكل الناس تسمع كل نفسي في بيت يجمعنا قدام الناس كان نفسي اسمع يوسف وسيف وهما بيقولوا ليكي ماما ونتبني بنت ونعيش معاها كل لحظه بلحظتها كان نفسي في حاجات كتيره كله ضاع كله ضاع يا ناني كل راح من ايدينا هو في وجع اصعب من اللي حاسس بيه ده

واكمل بنبره باكيه : مفيش صح مفيش أنتِ ليه روحتي وسبتيني ليه يا ناني انا بعشقك اوي ومش قادر اكمل من غيرك الدنيا ضاقت بيا اوي يا ناني

ووضع رأسه ارضا ودموعه تنساب مكملا : اللهم خفف لسانها حين السؤال اللهم ارحمها وارزقها الفردوس الأعلي اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنه
1

وظل يدعي لها وقلبه ينشطر فكيف لا وهي من عشق هي ملكة قلبه التي تركته
6

*****************

في منزل الأدهمي
كانت السيدات يجلسوا سويا فالعزاء كان مقيم هنا بمنزل والد ناني وبالداخل مازالت شيرين وحماتها في غرفة ناني، كانت روز تجلس بجانب آيه وكلاهما تتمرد دموعها مرتدين الأسود ويستقبلوا القادمين

روز وهي تمسح انفها : آيه إياد فين مش ظاهر طول الميتم وفي المستشفي كمان هو مسافر ؟

آيه بهدوء : آسمر قال أنه جالك كم مرة عشان يكلمك في الحوار ده وكل مرة النهاردة بقى جاهزة تسمعي

روز بضيق : متكلمنيش بالطريقه دي والله ما هي ناقصه

آيه بهدوء : مش قصدي على فكرة

لتردف بتمهيد : يوم اما راحلك المستشفي مرجعش يا روز لحد الوقتي دورنا عليه كتير محدش لقاه

روز بعدم استيعاب : دا اللي هو ازاي يعني أيه مرجعش

آيه وهي تحرك كتفها بلامبالة : شوفي بقى أنتِ قولتيله ايه خلاه مرجعش لحد الوقتي

تذكرت روز حديثها معه ذاك اليوم وأيضاً حديثه معها، تنفست بقوة تحاول تهدئة نفسها لحين مجيء آسمر .. ثواني ماذا قالت أيه ؟!!

روز بهدوء : أنتِ تعرفي عني أيه يا أيه عشان تقوليلي قولتيله أيه

نظرت لها أيه لتردف : مش قصدي بس ...

نظرت روز بإتجاه الغرفة لتجد شيرين تخرج مع جميلة فاردفت : مستنياكي برة نتكلم

خرجت روز وخلفها أية التي قالت : روز بجد أنتِ اخر واحدة تفهمني غلط و ...

روز بهدوء : أحنا محتاجين نصفي كل حاجة .. بصي يا أية أنا مش هقولك عملت عشانك كذا ومعملتش كذا ومالا نهاية ولا هقولك أهلي كرموكي عشان خاطري أول حاجة وأظل أنتِ عارفة ده

لتكمل بقوة : أنا هقولك إني قوية ومكنتش محتاجاكي لحظة واحدة الحمد لله ربنا لما شال مني حاجات حطلي حاجات .. رولا صاحبتي قبل ما تكون مامتي والنهاردة رفعت راسي قدام الكل وبابي كمان كان ونعم برغم إن إياد ابنهم أذاني كتير فالاتنين دول يغنوني عن أي حد كذلك أي حد برضو ملوش أي تلاتة لازمة في حياتي أنا لما عتبت دا لإني في يوم من الأيام قولت أنتِ أختي وصاحبتي وكل حاجة

تنهدت روز لتردف : توقعت أكون غالية عندك ذي ...

أية ببكاء : أنتِ والله ....

روز : كدابة دا أنتِ مهانش عليكي ترني عليا مرة طول الفترة اللي فاتت أو تعرفيني إياد مالو حتى

أيه بانكسار : كنت بخاف أواجهك

علت ضحكة روز الساخرة لتكمل : المهم دلوقتي أنا عايزة بس أقولك وكأن شيئاً لم يكن

عقدت أيه حاجبيها لتكمل روز بتوضيح : أقصد أنا هبدأ معاكي صفحة جديدة وهنسى ندالتك ومش هتوقع منك حاجة كذلك عمري ما هقولك عملتلك كذا .. بابي معاه حق متستنيش رد حاجة عملتيها وبس

اقتربت وضمت أية لتنهي هذا النقاش وما حدث وقررت بدأ صفحة جديدة معها منهية كل موقف سيء مر ... فكل مر سيمر وهذا ما حدث

******************

في المستشفي
جلس آسمر على كرسي بجانبها في غرفة العناية المركزة  ومسك يدها، طبع قبلة بسيطة عليها وتأمل ملامحها لدقائق ليتذكر ناني وحديثها معه أخر فلمعت الدموع في عيناه، توفت وهي حزينة منه

آسمر بهدوء : كان يا مكان كان في مره أميرتين واحده اسمها جنان والتانيه ناني

جنان كانت محبوبه اوي ذي ناني بالظبط بس ناني كانت دايما تحس بالنقص بسبب والدها لأنه كان بيفضل جنان عليها فاضطرت الأم تفضل ناني علي جنان عشان الاتنين يتعادلوا ومره اتبرعت جنان بكليتها لناني بس جنان قدرت تعيش بكلية واحده بس تعرفي ايه اللي حصل ناني ضحت بقلبها لجنان بس المشكله هنا ناني متقدرش تعيش من غير قلبها
2

الأميره ناني ماتت والأميره جنان لازم تعيش عشان الكل يحس ان ناني موجوده وكمان تاخد بالها من الملايكه الصغيرين

واكمل بلهجة امر : قومي يا جنان ناني ماتت قومي لولادنا قومي عشان والدتك اللي هتموت ورا اختك قومي عشان جيني اللي هي حته من ناني قومي عشاني وسامحيني

في مكان ما
كانت ناني تجلس علي طرف وقدميها في الماء الأزرق الصافي الذي تلعب فيه الاسماك، علت ضحكتها وهي تشعر بمداعبات السمك لها

ناني وهي تصفق : الله سمكه زرقا هيييه تعالي تعالي هنا شبه عيوني القمر ذيي

جنان من خلفها بدموع : ناني

التفتت ورفعت شعرها الرائع عن وجهها لتطلق ضحكة سعيدة حين رأت أختها، ووقفت لتتجه لها

ناني بإبتسامة : يا قلب ناني من جوا أنتِ

جنان ببكاء : أنا أسفه انا زعلتك مني

ناني بمرح : حد يزعل من القمر ده يا ناس اعمي اللي يزعل منك وغبي

جنان بهدوء : يعني مش زعلانه

ناني بضحك : ايفر نيفر انا فرحانه اوي ومبسوطه شايفه المكان ده حلو ازاي الميه والسما والسمك والشمس

جنان باستغراب وهي تنظر حولها : بتعملي ايه هنا ؟

ناني بإبتسامة : انا قاعده مع بابي هنا أنتِ متعرفيش مش انا رحت لبابي خلاص ومبسوطه اوي هنا

جنان بدموع تتساقط : بتضحكي عليا صح أنتِ هتفضلي عايشه معايا وليا

ناني بحزن تغلفه بإبتسامة : انا عايشه جوا أربع اشخاص ومعاكم انا جواكي وجوا جيني وجوا يوسف وجوا مامي

جنان بترجي وبكاء : طب ارجعي بلاش عشاني ارجعي عشانهم
3

ناني : معتش ينفع ومتزعليش وقولي ليوسف اني بحبه اوي اوي يا جنان وقوليله ناني أسفه غصب عنها كله كان بإيد ربنا واني جواه في قلبه وانا كمان حلمت زيه حلمت بكتير اوي حلمت باليوم اللي هتزف ليه واني هنا هفضل مستنيه اليوم اللي هيجيلي وهنجتمع ومش هنساه واني جواه في قلبه هبقي جنبه في كل نفس

جنان ببكاء : مين السبب انا صح انا اللي المفروض ابقي هنا

ناني : لا أنا اللي المفروض ابقي هنا من زمان بس ربنا لأنه كبير فرحني ووراني من حلاوة الدنيا علي ايد يوسف يمكن ملحقناش بس عرفني ان ليا في الخير نصيب يلا بقي انا همشي اتأخرت وأنتِ ارجعي لجيني والصغيرين

جنان : ناني متمشيش

ناني وهو تمسح دموعها : هجيلك كتير استنيني بحبك قد السما والنجوم والكواكب يا نصي التاني

جنان وهي تمسك يدها : احنا توأم اتولدنا سوا ولازم نموت سوا

ناني بعبوس : بس انا ماموتش بعيد الشر عني يا رب

واكملت بإبتسامه وسعاده : انا عايشه جواكي وجوا يوسف حبيبي ابقي اسأليه عليه هيقولك دايما يلا بقي همشي اخرتيني وروحي لآسمر يا مجنونة الآسمر ازاي عايزه تسيبي الآسمر بعد كل الحب ده
3

جنان : ويو ...

ناني : انا مسبتش يوسف انا جواه وجوا كل نفس ليه

وحضنتها لتهمس في أذنها : قولي لمامي ناني سامحت بابي من زمان وهتستناكي جنبه .. قوليلها تريح قلبها من نحيتي أنا كدة أحسن لأني مكنتش حمل الوجع اللي هشوفه لو عيشت

لتردف : قوليلها ناني أضعف مما تتصوري

جنان ببكاء مرير : هقولها ناني سا....

وقبل أن تكمل جنان جملتها في لحظه اختفت ناني من بين يديها فاحنت رأسها وانفجرت باكية .

شعر بيدها تضغط علي كفه اتسعت عينه مستحيل لا يجوز، فهي ومن مثلها لا يفيق الأن علي .. الأقل يوماً كاملاً سبحان الله، فتحت عيناها وتمردت دموعها لقد سمعت كل كلمة قالها آسمر

جنان : ناني ... ناني

آسمر بتوتر : ناني ....

جنان بضعف وشحوب : راحت عارفه متتعبش نفسك

آسمر بتوتر : أنا.....

جنان بهمس : عايزه اشوف ناني

آسمر بحزن وخفوت : اندفنت ... جنان سامحيني ناني ملهاش ذنب انا شوفتك وحبيت اكسرك واكسرها وكان لازم أعرف إنك محتاجة أي حد ترمي عليه غلطك وأنا اديتك الحق ده

اة وكم تألم قلبها أضعاف مضاعفة، سمحت لسيل من الدموع بالانسياب لتنظر أمامها بشرود فأغمض عيناه لبرهة قائلاً : جنان أنا أسف مش قصدي

جنان بدموع : أنت معاك حق .. أنا فعلاً قلبي أسود أوي وخسرت حق حتى أقولها أنا أسفة أو تسامحني

مسك يدها بين يديه ووضع رأسه عليها ليردف : أنا مش عارف أعتب عليكي ولا أعتب على نفسي يا جنان ... أنا حاسس لأول مرة بخسارة صاحب ليا بجد

ليكمل بألم : لا أنتِ ولا هيَ تستاهلوا الموت انا اللي استاهله يا جنان يا ريت ربنا كان اختارني ولا حسيت باللي بحس بيه الوقتي

جنان ببكاء : متقولش كده والنبي مش هقدر علي خسارتك وخسارتها

آسمر بقهر على ما أصاب يوسف : يوسف بيموت بالبطيء متوقعتش ربنا بيحبني كده

جنان : اذا احب الله عبدا ابتلاه بردك ربنا بيحب يوسف وابتلاه اصعب بلوه يمكن لو كنت مكانه كنت غلطت

آسمر بجديه وشرود : كنت هموت يا جنان كنت هنتحر وراكي

جنان بعتاب : وتموت كافر

رفع رأسه وحركها وهو لا يجد إجابه، هل حقاً يا آسمر أحببت حبيبتك أكثر من إيمانك ؟! فلا مبرر للمنتحر غير هذا فأنت لم تعطي الروح لجسدك كي تسلبها بإرادتك .. بالتأكيد آسمر لم يكن ليفعل هذا فهو ابعد ما يكون عن إغضاب ربه جلا جلاله، وأيضاً لم يكن ذاك الشاب الذي يفعل أعظم الكبائر

تنهد وهو يعيد بنظره لها، فرفعت يدها ولمست لحيته التي نمت مؤخراً واردفت : خدني لأختي

آسمر بهدوء وحزن : مش هينفع الوقتي استني كم يوم

جنان : لا مش هقدر خدني يا آسمر ... أرجوك وديني قبرها لازم اقولها حاجات كتيرة

لتكمل بمرار : مش هتحمل عشان خاطري

آسمر بهدوء : طيب استني لبكره الصبح هتصرف

اومأت مؤكدة وهي تشعر بثقل علي عيناها، فاغمضت عيناها وذهبت في ثبات عميق ... رن فون آسمر فنظر للرقم وقبل جبين جنان ثم خرج واجاب

آسمر : الو

روز بإندفاع : إياد فين يا آسمر

آسمر بهدوء : عرفتي ؟

روز بقلق واضح : اختفى بسببي صح ؟

آسمر : قولتيله ايه خليتي اخويا ماشي تايه يا روز اخويا مكنش شايف قدامه نهائي كان شبه اليتيم شبه اللي فقد كل حاجه حتي نفسه قولتيله ايه ؟

روز بحدة : حتى أنت يا آسمر بتقولي قولتيله أيه صحيح ما هو أخوك ويهمك إنما أنا مهمش غير أهلي وبس ... منا حكتلك كل حاجة يا آسمر

تنهد ليردف : روز أنا بجد مش مستوعب حاجة بلص أنتِ عارفة أنتِ عندي أيه

روز بغضب : تمام فيك اللي مكفيك متطلعش عفاريتك عليا يا آسمر بقولك أهو

آسمر بنفاذ صبر : روز بالله ما هي نقصاكي جيبي من الأخر عايزة أيه مش قولتيلي كرهتيه بترني ليه بقى

روز ببرود : أيوة كرهته وجداً كمان متشغلهاش

آسمر بضيق : تمام خلاص بما انك كرهتيه وواضح جداً مش عايزاه يبقي تنسيه وتنسي هو فين

روز بسخرية : غريبه بتعاقب واحده علي حاجه انت عشتها تمام يا آسمر هستناك بكره الصبح تاخدني ليه

واغلقت السكه بوجهه فنظر للفون بزهول سرعان ما ابتسم بسخرية

آسمر : الطبع غلاب وطبع إياد غلبك وانطبع

*****************

في صباح اليوم التالي تحديداً في المقابر

يوسف وهي يعتدل من نومته ولم يغفل له عين بعد : صباح الخير يا حبيبتي

مسح وجنته من التراب ثم نظر لأسمها علي المقابر وتمردت دموعه بحزن

يوسف بمرار وألم : ليه كل لحظه بحس ان دا حقيقه مع ان جوايا بيقولي فوق دا كابوس وهينتهي وهلاقيكي في حضني تاني يا ناني

آسمر من خلفه : يوسف أنت مروحتش

التفت يوسف ونظر له ثم مسح دموعه محرك رأسه رافضا، ونظر لجنان الجالسه علي كرسي متحرك وانابيب الأكسجين بأنفها .. شاحبة لا تقوي على رفع يدها مستخرية بطريقة حزينة، نظر لوجهها تشبه حبيبته نسخة منها ولكن القلب يميز فناني ذو رونق خاص

عادت دموعه بلا ارادة تتمرد، ونظر لقبرها ينظر لها بعتاب لما تركته وحيداً لا يقوي هكذا

جنان بضعف وإنكسار : أنا اسفه يا دكتور يوسف انا السبب في موتها

يوسف بحدة وعدائية : محدش السبب في موتها غيرها وانا مليش اسامحك في دي يا مدام جنان بس مش هسامحك علي كل دمعه كانت بتنزل من عنيها وقهرة كنت بشوفها في عينها

ليكمل بضيق : أنا ماشي يا آسمر

وقف وللإستغراب مسد علي القبر وقبله بحنية وهو يغمض عيناه بقوة، أتى يذهب رأها أمامه تتمرد دموعها وتنظر له بعتاب وتنظر لأختها ففهم مقصدها

جنان بتوتر : دكتور انا .....

التفت قائلا بلهفة : انا مسامحك يا مدام جنان وناني مسامحاكي هي بتحبك أوي اصلا

جنان بلهفة : معاك صح

ابتسم ومسح دمعة يتيمة فرت من عيناه، عاد يمشي ليشعر بكفها الصغير يمسك يده فعادت دموعه

ناني بهمس : بعشقك يا قلب ناني

نظر لها وابتسم لو يحضنها لكن إن احتضنها ستختفي من بين يديه، ما الذي فعله بحياته لينال كم العذاب هذا !!

جنان بحزن : آسمر

آسمر بحنية : نعم يا قلب آسمر

جنان : احضني

اقترب منها وحضنها لتبكي وهي تشعر بألم يغزو قلبها لكن لن ترتاح الا اذا بكت، زادت شهقاتها وكذلك المها الداخلي
1

***************

في منزل يوسف
فتح يوسف الباب بمفتاحه، دخل منزله بشحوب تام ودموع جافه علي وجهه فوجد سالي تندفع له بغضب شديد ونفاذ صبر

سالي بصراخ جنوني : من اولها كده مقضيها مع الهانم من امبارح مش علي اساس هتيجوا هنا ولا هي قررت خلاص هتاخدك من مراتك وولادك لا يا يوسف مش هسمح بكده وحياة ولادي اخلص عليها وما تتحسب عليا واحده

يوسف وهو يشير بالسبابه علي فمه : هششش اخرسي خالص قدامك حلين يا تطلقي وتروحي لأهلك يا تفضلي وزيك ذي الحيطه في اوضه لوحدك فاهمه

سالي بشر : مش سالي اللي يتعمل فيها كده وهعرفك مين سالي وبالذات الهانم اللي اخدتك مني

يوسف : ما ربنا خدها مني خلاص .... كان هيبقى في سالي لو في ناني الوقتي لا في سالي ولا ناني ولا في دنيا أساساً فاهمه

ليكمل بتعب : أنا مقدرش اعيش مع واحده غيرها ولا المس غيرها هي كل حاجه ومن غيرها انا ولا حاجه قرري وقوليلي وأنا هحترم كل حاجة تقوليها يا سالي

تركها واتجه للغرفه التي خصصها لها كان يحضر لها مفاجأت صورها بكل مكان جلس أرضاً يبكي بشده شعر بها تحتضنه

يوسف بقهر ومرار : سبتيني ليه يا ناااني سبتيني ليه خديني معاكي والنبي حاسس بخنقه وروحي مش بتطلع ناني خديني لو بتحبيني ابوس ايدك
2

ناني بهمس : جيني يا يوسف

اما عند سالي
جلست بصدمه والدموع تجري علي وجنتها كانت تفكر في حفر الف حفرة لناني لكن اراد الله شيئا اخر ووقعت هي .... لو كان يوجد ناني لوجد يوسف ومعاملته الجيدة الآن اصبح لا يريد احد

سالي ببكاء : فكري ولو لمره واحده صح يا سالي بقى فكري في غيرك ...... لو كنتي مكان يوسف كان ايه اللي حصلك ..... أنت حر يا يوسف بس ربنا يسامحني علي اللي كنت ناويه اعمله يااارب

ولأننا تحدثنا عن عوض الله بالتأكيد سيأتي العوض لها لكنها تحتاج الي صبر، دق جرس الباب فاتجهت سالي للباب تفتحه وجدت والدة يوسف واخته

نانسي بإندفاع : فين أبيه يوسف .. جيه صح ؟

سالي وهي تمسح دموعها : ايوة لسه جاي من شوية وهو في الأوضة الإضافية

خرج يوسف من الغرفة بعدما أخذ شاور وارتدى ملابس أخرى، وجد والدته وأخته أمامه فسلم عليهم

والدة يوسف بقلق : مالك يا يوسف فيك أيه يا حبيبي

اندفع لحضن والدته يدفن وجهه في عنقها، مسدت على شعره بحنية والتمعت الدموع في عيناها

نانسي : أبيه

ابتعد قائلاً : ورايا مشوار لما ارجع هجيلك

والدة يوسف بحزن : طيب اقعد طمني عليك
+

يوسف وهو يقبل يدها : هجيلك يا أمي

تركها وغادر يقود سيارته بسرعة وكل ذكرى حدثت بينهما تلمع أمام عيناه تجعله يزداد قهراً وحزناً

****************
اتجه آسمر إلى منزل أهل جنان بناءاً على طلبها منه، دخل بها فبدأت تبحث بعيناها عن والدتها لينادي آسمر عليها، توقعت رد فعل مؤلم من شيرين وأي كان ما ستفعله فهي محقة وكثيراً، اتجهت شيرين لها وكان رد فعلها غير متوقع

شيرين بجنون ولهفة : أنتِ كويسه صح ؟! أنتِ بخير وعايشه معانا أنتِ واختك سوا صح ؟! ... ردي عليا أنا شايفه ناني وجنان اهو بصي يا ماما ناني وجنان

انحنت شيرين لها فحضنتها جنان بلهفة، تمردت دموعها وبكت بقهر وحزن فنظرت روز لآيه فهم ظلوا من الليلة السابقة هنا سوياً بجانب والدة جنان، وقبل أن يستوعبوا اندفع يوسف للداخل ومعه أنس

آسمر باستغراب : يوسف

يوسف بنفاذ صبر : فين جيني يا آسمر ؟  هي فين ؟

آنس بحزن عليه : اهدى يا يوسف

يوسف بتعب وحزن : هي فين جيني قولي يا آسمر والنبي

جيني وهي تتمسك بالأريكه لتقف : نن نن اته اته نن

ذهب وحملها بين يديه ليشعر أن حبيبته بين يديه، تسابقت دموعه علي وجنته وقبل جبينها بتطويل .. ضحكت جيني وهي تقرص وجنتيه بيديها

يوسف : ناني

رأها تقف بجانبه لم يراها سواه تتمرد دموعها، وهي تلمس وجه ابنتها بحب وحنية، فحضن جيني بقوة فحاوطت الصغيرة عنقه

جيني بضحكة بسيطة : ببا ببا

يوسف بحزن : مامتك سابتني لوحدي يا جيني ... قوليلها ترجع الدنيا دي كل ما بتضيق بيا
1

ليكمل بألم : أنا وهي لقينا بعض بعد كتير اوي وخسرنا كتير قوليلها يا جيني هي بتحبك أوي

منعت الفتيات شهقاتهم وكانت روز تكاد تجن من شكله وكلما تتذكر انها ربما خسرته فحالتها سوف تصبح أسوأ من مرحلة يوسف بمراحل

يوسف بقهر وصراخ رغما عنه : ياااارب الطف بيا ياااارب ريح قلبي بقى كده كتير عليا

جلس أرضاً وهو يحضن الصغيرة ويبكي دون وعي لمن حوله فجلس بجانبه آسمر يحمل الصغيرة الأخرى وتتمرد دموعه

آسمر بحزن : يوسف .... ناني اهي

نظر للصغيره الأخري فالتقط آنس منه جيني وحمل يوسف المولودة التي نسخه عنها، حتي خصلاتها طويله من الآن وعيونها كعيون ناني وجنان

قربها من انفه يستنشق رائحتها الطفولية ويحضنها، ظل كما هو يتأمل صورتها علي الحائط وهي تضحك فشعر بها تجلس بجانبه
+

ناني : انا اسفه والله مش هسيبك انا جنبك وجيني وناني كمان جنبك

نظر لها بعتاب وسند رأسه للخلف فشعر بها تقبل وجهه وعيناه .. ابتسم بل ضحك حتي انهم لوهله ظنوا انه جن، سحبه آسمر لحضنه يمسد على شعره وأشار للجميع أن يذهبوا من هنا

في منزل رأفت
كانت إنجي تتمدد على السرير وتحضنه بقوة، تتذكر حالته حين أتى البارحة وظل يبكي علي ناني .. طلب منها تحتضنه بقوة وظلت هكذا طوال الليل، تنهدت بحزن وهي تتذكر كلامه البارحة

"كان عندي اخت واحده واخ واحد والاتنين راحوا يا انجي رامي راح وناني راحت ... أنتِ كمان هتروحي زيهم صح وهتسبيني "

داعبت خصلاته متنهدة بدموع : مستحيل اسيبك يا رأفت

شعرت به يتململ فقبلت رأسه بحنية، فتح عيناه شديدة الاحمرار

انجي بحزن : رأفت

رأفت بهدوء وهو يبتعد : مش قادر اسمع حاجه يا انجي انا تعبان تمام

انجي : رأفت أنا ......

رأفت وهو يقف وسار متجه للباب : انجي ارجوكي

انجي بإندفاع : بحبك يا رأفت

التفت لها بعدم تصديق فاكملت ببكاء : أنت حكيت ليا عن ناني واللي عمله جوزها وانا مش مستعده استني لحد اما اخسرك واضيع عمري في خجل ووهم أنا بعشقك يا رأفت أيوه وفعلاً قدرت أتجاوز كل حاجة بسببك

فتح ذراعيه فجرت لحضنه، تعلقت بعنقة ليدور بها بسعادة، ثاني سعاده نشرتها ناني بعد سعادة آسمر وجنان

رأفت وهو يقبل شعرها : وانا بموت فيكي يا قلب رأفت

*******************

قاد أنس سيارته وبجانبه أيه تتمرد دموعها دون توقف كلما تذكرت شكل يوسف ووضعه، تحدثت وهي تنظر لأنس

آيه بتفكير : تعرف يا آنس أنا مش متخيلة حياتي من غيرك يعني أنت ممكن تتأقلم من غيري هتقول التانيه راحت ذي الأولي بس أنا .....

فجأة وجدته يقود بسرعه رهيبه، يضغط علي المقود بقوة فصرخت به لكن لم يستمع لها

آيه ببكاء وصراخ قوي : آنس اوقف آنس والنبي انا خوفت آنس هموت

وعند هذه الكلمه وكفى، توقف أمام منزلهم ونزل جذبها بعصبية للداخل وهو يكاد يفتك بلسانها

آيه بحدة : آنس هقع آنس حاسب

وقف فدفعته بحدة عنها لينظر لها بغضب وعصبية، اتى يقترب منها عادت تدفعه فدفعها للحائط وقبلها بجنون لتحاول دفعة عدة مرات لكنه يسيطر عليها، انهمرت دموعها فتوقف وابتعد عنها

آنس بصراخ : موت ايه يا غبيه انا اموت وراكي لأني بعشقكككككك
18

واكمل بعصبيه : مفكره نفسك زيها وبتقارني نفسك بيها ازاي هي اما ماتت انا موقفتش حتي في عزاها لأني ولا مره حسيت اني بحبها او حتي معجب لما خانتني محستش بالغيره حسيت بالغضب والغل ذي أي رجل شرقي فاهمه

آيه بهمس حزين : طب وروز ؟

لم يجب بل تنهد بعنف فأكملت بعصبيه : روز أول حب صح هي الأصل

آنس بصراخ مجلجل : يا غبية لو روز حب فأنتِ عشق وجنون وشغف

عاد يقبلها هذه المره برقة وحب فتمردت الدموع ولمست وجهه وحضنت عنقه ليبتعد ويمسح دموعها ثم ضمها لقلبه يقبل جبينها

آنس بإبتسامة : هثبتلك وعد مني هثبتلك لحد آخر يوم في عمري حبي ليكي يا آيه سامحيني يا حبيبتي علي كل لحظه فاتت وجرحتك فيها

آيه وهي تكور وجهه : أخيراً .... بحبك يا آنس وهفضل أحبك لحد أما أموت

آنس بحده معتاده : اخرسي يا آيه

آيه بغيظ ومرح : يوووه بتقلب ليه بسرعة أنت

آنس بغيظ وتوعد : وربي لو جبتي سيره الموت لهخليكي متتكلميش شهر لقدام بسبب اللي هعمله في لسانك الجميل ده

آيه بعبوس : متقلبش بالله عليك بخاف منك يا آنس

حضنها بقوه متمتما : آسف يا قلب آنس

الموت من جعله يعترف لو لم يفعل كان يمكن ان يصبح كغيره الذي يفوت الأوان، اخذ موت ناني وعذاب يوسف عبره لمن لا يعتبر ... وهذه تعتبر ثالث سعادة نشرتها ناني بعد موتها .

********************

نزل آسمر من سيارته وهي أيضاً، نظرت له بتوتر لتردف : هو كويس ؟ يعني ...

آسمر بهدوء : روز لو مش جاهزه قولي نرجع أنتِ مش مضطرة تدخلي لأخويا يا روز

روز وهي تبتلع ريقها : يا آسمر أنت مالك كدة يوووه أنا خايفة بس ... خايفة يكون فيه حاجة وحشة وقتها أنا بجد مش هتحمل

آسمر : فاهمك يا روز ولو عايزة ترجعي ...

رمقته بضيق واضح وبدأت تسير أمامه فسار خلفها وحين دق الجرس زاد توترها، مسكت يده تستمد منه القوة فابتسم بخفة ..  فتحت الخادمه لهما فالأخصائية سافرت في عمل كالعادة وهو من أحضر هذه الممرضه ومعها خادمة وحراس علي المنزل لأجل اخاه، رفض شيء من الاخصائية فإياد لم يعدم أهله

آسمر بهدوء : سلام عليكم

الخادمه : عليكم السلام اتفضل يا آسمر بيه

آسمر وهو يشير على السلم : روز اوضته التانيه علي ايدك اليمين في الدور اللي فوق وانا هستناكي في الصالون هنا

وأشار ناحية الصالون فحركت رأسها لأعلى وأسفل، تركت يده وهي متجهة للماضي للعذاب لبكاء وهوس به تحت مسمى أنه والد ابنها ومن واجبها رؤيته كلما اقتربت من الغرفة كلما زادت دقات تصارع نفسها التي تخبرها أن تذهب من هنا وتتذكر ما فعله معها، تنهدت بتعب .

وقفت روز أمام الباب تشعر بالتردد، دفعت الممرضة الباب وأشارت لها بالدخول، دخلت روز واتجهت الممرضة لأسفل .. تقدمت روز من إياد وجلست بجانبه، بدأت تمرر يدها على شعره ولحيته لتحني رأسها بحزن وألم

روز : إياد ... أنا جنبك أصحى

زاغت أعين روز وهي تراه على وضعه، ارتجف داخلها حين تذكرت دعوها بحياة ابنها .. انهمرت دموعها وهي تسند رأسها جانب كتفه، مسكت يده تخترق أنامله بأناملها وأغمضت عيناها لتجد نفسها تذهب في ثبات سرعان ما لم تشعر بما حولها

في الأسفل
وقف آسمر بنفاذ صبر وهو ينظر لساعته، تأخرت وكثيراً في الأعلى وهو ليس عاطل لما تقوم بفعله

آسمر بجنون : لا كده كتير خمس ساعات فوق بتعمل ايه ؟

الممرضه بهدوء : اطلع اشوفها يا آسمر بيه

آسمر بنفاذ صبر : أه اطلعي دي زودتها أوي .. ماشي يا روز أما تنزليلي بس

صعدت الممرضة وفتحت الباب لتجدها نائمه بأحضانه غير عابئه بالأجهزه فذهبت لها بإبتسامة تهزها بخفة

الممرضه : روز هانم .... روز هانم

فتحت عيناها بفزع، ثواني وادركت أين هي !! فجلست مبتعدة عنه وسندت بيديها بجانبها تحني رأسها

روز بهدوء : الساعه كام ؟

الممرضه : أربعه العصر

روز بقلق وهي تقف : آسمر مشي

الممرضه : لا هو تحت

اتجهت للخارج ونزلت لأسفل، حين رأها وجدته يقول بعصبيه : كل ده يا روز تعرفي إن الوقتي فات كتير أوي علي معاد اكله

روز ببرود : ممشتش ليه ؟

آسمر بغيظ : بارده فعلا حرم إياد السلحدار يلا نروح اتأخرت أوي

روز بهدوء ظاهري : لا مش هروح .. أنا هقعد هنا شوية مع إياد

آسمر بهدوء : أنتِ شايفه كده ؟! .... لو قاعده مع اخويا شفقه فامشي يا روز

روز بحدة : بره يا آسمر خد الباب في ايدك

آسمر بحدة : روز

تنهدت لتردف قائلة : لو أنت مكان إياد ومراتك مش موجودة كنت قعدت بيك .. أنا في المستشفى برعى المرضى ذي أي ممرضة مش أكتر بالك بقى بأبو ابني مش أكتر

آسمر بسخرية : يعني دا مش حب يا روز تؤ تؤ أبو ابني

روز بغيظ : أنت تنح ياض غور من هنا يلا

ودفعته بعيداً عنها مرة تلو الأخرى والأخرى حتى وصلت للباب لتدفعه دفعة واحدة وأغلقت الباب، ثواني ووصل لأذنها صوت ضحكاته وهو ضرب كف بكف وذهب، أما هي فصعدت لأعلى وبدأت تستمع لتعليمات الممرضة عما تفعله وتنظر لإياد كل حين والآخر

*****************

في منزل الأدهمي
دخل آسمر وسأل جميلة عن جنان لتخبره أنها نائمة في غرفتها، فاتجه آسمر للغرفة ليجلس بجانبها وانحنى يقبل وجنتها برقة فشعرت به لتستيقظ

جنان بهدوء : كنت فين كل ده ؟

آسمر بتنهيد : بودي روز لإياد

جنان باستغراب : يعني لقيته

آسمر بهدوء : اممم من بعد مشكلتنا وآنس وماما وبابا عارفين بس أنتِ وآيه متعرفوش

جنان بحزن وعتاب : بتخبوا علينا عشان احنا مش من العيله صح ؟

آسمر بسخريه : اممم اومال

جنان بدموع وقلق : هو انا الوقتي طليقتك

جذبها لتجلس ثم احتضنها وقبل جبينها ليتمدد بجانبها وأخذها في أحضانه ليقبلها

جنان : آسمر

آسمر : بعد البوسه ولا قبلها ... في طريقة رد حلوه اوي بس معانا واحده طالعه من ولاده وزارعه قلب مش هتنفع

جنان بغيظ : أنت كل تفكيرك كده بيحدف قلة أدب

آسمر بجدية ومرح : مبقاش آسمر يا قلب آسمر الوقتي بقى عايز نتكلم في حاجه

جنان : مفيش حاجه نتكلم فيها سمعتك يا آسمر امبارح وأنت بتقولي كل حاجه الوقتي لو عايز نبدأ من جديد تمام مش عايز امشي يا آسمر

آسمر بحده : اخرسي يا جنان ايه امشي دي

جنان بدموع تتساقط : هترجع تزعق تاني دا انت ملحقتش تكمل يوم كويس

مسح دموعها وزاد من ضمها قائلا : هرجع ذي الأول يا جنان بس وربي لو خبيتي عليا حاجه تقوليلي حتى لو عايزة تدخلي الحمام

جنان بحدة : أنت غلس وقليل الأدب ومهزء ومستفز

آسمر بغيظ : بتشتميني ماشي بعدين لاحظي إنك طالعة من عملية ومش حمل خبطة كدة ولا كدة

جنان باستفزاز : متقدرش أنا في بيت أهلي وهقولك مع السلامة يا روحي

آسمر : نتنة ومعتيش هتبقي باقية عليا .. يلا يا جزمة من هنا

جنان وهي تدفعه بخفة : أنت اللي برة أنت اللي في بيتي مع السلامة يا بطة

آسمر بغيظ وهو يقف : ماشي

مسكت يده فنظر لها لتردف بإبتسامة : متمشيش

نظر لها وابتسم، التمعت عيناها وكذلك عيناه ليجلس بجانبها وياخذها في حضنه

*******************

مر شهر كامل تحديداً منزل يوسف
جلس يوسف في الغرفة الإضافية وحدة، فهي دائماً ما تزوره هنا وتجلس معه بالساعات تتحدث .. جلس ينتظرها والحزن يلتمع في عيناه فهي تأخرت على غير العادة

تنهد يوسف وهو يحمل صورتها ليعيد ظهره للخلف، ظل ينظر لصورتها

ناني بهمس في اذنه : وحشتني أوي

يوسف بعتاب : وأنتِ كمان فينك من الصبح

ذهبت أمامه فترك ما بيده ونظر لها يمسك يديها ثم سحبها لتجلس بجانبه

ناني بهدوء : معلش بقى ... مش وراك جامعه النهاردة ؟

يوسف بهدوء : ورايا بس والدي ووالدتي واختي جايين النهارده فقولت مش هروح

ناني بغيرة : ويا تري هتطلع بعد شويه وتقعد مع مراتك

يوسف بضحك : بقيتي غيورة أوي ملاحظه يعني لو رجعنا لزمان هترفضي اللي بعمله

ناني بحزن دفين : لأني كنت ملكاك حقيقي انما الوقتي انا مجرد هامش يا يوسف

يوسف بألم وعشق لن ينتهي : عمرك ما كنتي ولا هتكوني هامش يا ناني

ناني وهي تحاوط عنقه : يعني ولا يوم هتيجي اللي هتاخد قلبك مني ؟

يوسف بإبتسامة : مستحيل

ناني بمشاكسة : ولا حتي ناني البيبي

يوسف بضحك : ولا جيني بس دا مش معناه اني هسيبهم لا انا هجوز جيني ل سفيان وناني ل يوسف
4

ناني بأعين متسعه بفضول : بجد يعني هتجمع ناني ويوسف تانين غيرنا يعني احنا متجمعناش بس ولادنا هيتجمعوا

ضحك بكل صوته ليشعر فجأه بالباب يفتح ويدخل ابنه الكبير

يوسف باستغراب : في حاجه يا سفيان ؟

سفيان وهو ينظر لكل الغرفه : بابي حضرتك بتضحك في حد هنا

يوسف بشرود هامس : محدش هيشوفها غيري ..... واكمل بصوت ... أنت جاي عشان كده ؟

سفيان بتوتر : أيوه اقصد لا عمتو جات وعايزه تكلمك

يوسف بضيق : طيب جاي وراك يا سفيان

خرج سفيان فنظر يوسف لناني بعتاب : عجبك كده

ناني بعبوس : وانا قولت حاجه اوووف

يوسف مقلداً إياه : وانا قولت حاجه اوووف

ناني : خلاص معتش هاجي

يوسف بحدة وغضب : اياكي ثم اياكي تعمليها فاهمه ؟ هموت لو بطلتي تيجي

ناني بإبتسامة : بعيد الشر عنك مش قبل ما تفرح بناني ويوسف

حضنها ودفن وجهها بثنايا عنقها قائلا : بس كده كتير اوي عليا

ناني : انا هنا وجنبك علي طول

فجأه شعر بالباب يفتح ولم يجد احد بين يديه اختفت فنظر لأخته

يوسف : تعالي يا نانسي

اتجهت للأريكه وجلست قائله : اتأخرت عليا

يوسف : آسف

نانسي : ايه اللي سمعته من سالي ..... عايزه افهم هي عملت ايه ؟

يوسف بنفاذ صبر : معملتش بس انا مقدرش اعيش مع حد بعد ناني او المس غيرها

نانسي بحدة : بس سالي مراتك الاولي وعشرة سنين

يوسف بهدوء ظاهري : انا وأنتِ عارفين ظروف جوازنا واني محبتهاش خالص ولأني محبتش لازم اتجوز وبنات خالتك بيحبوك ولما قولت خلاص هتجوز يمني لا يا يوسف دا باباها فيه وعمها عليه ولسه صغيره عندها ستاشر سنه يعني تستني سنتين لما تقول يا هادي ويا جواز اتجوز سالي وهي مش اصغر منك بكتير وهتفهمك ..... ولما اتجوزت سالي كنت ممشي حياتنا مثاليه حتي مع غيرتها بس دا غلط وانتحار يمني وقابلت ناني انا عشقت ناني يا نانسي وبعد ناني مفيش تمام

نانسي : طب وولادك ؟

يوسف : انا مطلقتش سالي يا نانسي واحنا هنبقي في نفس البيت بس منفصلين يعني انا في اوضتي انا وناني وهي في اوضتها وبس والولاد مش هيحسوا بحاجه وكده انتهينا ولو هي عايزه تطلق هي حره مش همسكها

نانسي بهدوء وضيق : مش حاسس انك ظلمتها

يوسف بقهر : انا ظلمت نفسي لما اتجوزتها يا ريتني كنت استنيت لما قابلت ناني يا ريت ربنا ياخدني لناني يا نانسي الحياه صعبه اوي من غيرها لولاها مكنتش فضلت مسنود لحد الوقتي

وعند هذا الحد شعر بها تضحك وترسل له قبله فأكمل : طيفها بقي النفس ليا يا نانسي

نانسي بحزن وهي تمسد على كتف أخاها : اذا احب الله عبدا ابتلاه

يوسف بتعب : لو بلاء وهيزول كنت استحملت بس دا قضاء
+

نانسي وهي تحتضنه : مش هضغط عليك وانت ادري بمصلحتك يا يوسف وربنا يريح قلبك يا رب

يوسف بتنهيد قوي : يا رب

*****************
انتهت من عملها كأي ممرضه وليست طبيبه وداعب وجنته وهي تتحدث معه كالعاده وتلاحظ تحسنه الواضح حين بدأت هي من ترعاه

روز بمرح : بيعصبني والله اما يقعد ببا ببا شبه البغبغان مفيش ماما خالص ولا حتي يا خدامه يا بتاعتي دا انا اللي حملته تسع شهور وولدته طبيعي وعملت تمارين عشان الترهلات وتعبت في تربيته اكتر من سنه بحالها واد ندل بصحيح

شعرت بيد تضغط علي يدها فنظرت له بلهفة لتردف : إياد

همس بأسمها ليست اول مره تسمعه فهو طوال الشهر يخطرف به وفتح عينه بهدوء فابتسمت ليقع نظره عليها

إياد بخفوت : روز حبيبتي أنتِ هنا صح ؟

روز بفرحة : ايوه يا إياد انا هنا

تفرس ملامحها بعيناه لتعلم انه سيستعيد كل شيء حسنا فالتستعيد هي الأخري فكل شيء اصبح عادي، تنهدت وهي تنظر له متذكرة حلفانها بحياة ابنها بينما أغمض عيناه بتعب وعاد يفتحها

في عز حاجته لبت هي النداء تحت أي مسمى بينها في عز حاجتها تخلى عنها ولم يفكر فيها بتاتاً، أحبته أضعاف حبه لها وهو يعلم والآن لا يوفي كلام الدنيا كلها حقها ولا يصلح موقفها أساساً

إياد بحزن : انا أسف أنا كنت .....

روز بهدوء ظاهري مربطه علي كتفه : أهدى يا إياد هنتكلم في كل حاجه بس مش الوقتي

لتكمل ببرود : أنت الوقتي تعبان ومعتقدش الكلام هيقدم ولا هيأخر

إياد بحزن : بس لازم نتكلم يا روز

روز بحدة طفيفة : قولت مش الوقتي يا إياد

فتمددت بجانبه تنظر لأعلى كذلك هو نظر للسقف وفضل الصمت هو الآخر، تنفست بقوة وهي تنظر له ثم جلست تبعد عنه الأجهزه بعد ان فحصته جيداً، حاول عدة مرات تحريك قدميه لكنه لم يستطع فنظر لها برعب واضح

روز بهدوء : دا طبيعي بس قولي أنت حاسس بيها

وضغطت عليها بأظافرها فهز رأسه قائلاً : حاسس بس بسيط أوي

روز : تمام هتحتاج فترة علاج طبيعي بعدين هتبقى كويس متقلقش

إياد بقلق واضح : يعني مش هبقى مشلول

روز وهي تلكزه في كتفه : بعيد الشر متقولش كدة يا غلس

إياد بخبث وسماجة : خايفة عليا يا روزي

نفت برأسها وهي تضحك كذلك هو ليكمل باستغراب : أنا فين صحيح ؟ دا مش بيتنا ولا مستشفى
+

روز بهدوء : دا بيت الدكتوره اللي خبطتك خدتك للمستشفي بعدين لما دخلت في غيبوبه نقلتك لبيتها هنا تكون تحت عنيها

وهنا اشتعلت أعينها بغيرة غلفتها ببرود : وعينت ليك ممرضه وممنوع تتنقل عشان كده منقلنكاش

إياد بهدوء : يعني أحنا لسه في الساحل لسه ؟

نفت برأسها لتردف : هي من هنا إسكندرية أقصد فنقلتك هنا .. وطبعاً لأنك مكنش معاك بطاقة ولا أي إثبات شخصية معرفتش توصل لأهلك بس آسمر وصلك

اكتفى بهز رأسه ليكمل : جيتي ليا عادي يعني

روز بهدوء : بص يا إياد قبل كل حاجة واي حاجة أيان اللي حلفت بحياته إني هسيبك يشفعلك عندي أي حاجة

إياد بألم وهدوء : يعني عشان أيان

هزت رأسها بتأكيد وسأر لكرامتها وما فعله بها حتى وإن كان بينه وبين الموت دقيقة لن تنسى ما قام بفعله معها .. ولن يرتاح لها بال قبل أن تنتقم لكل هذا بطريقتها فهي تظل روز

*********************************

في منزل السلحدار
زفرت جنان بنفاذ صبر وهي تنظر لآسمر الذي يجلس أمامها ويحمل الطعام، وفي يده الملعقة يشير لها أن تتناولها ... نفت برأسها بضيق فهي لم تعد تريد طعام

جنان بغيظ : يا آسمر

آسمر بعناد : والله لتاكلي يا جنان

جنان بعبوس : أنت بقيت زنان أوي وأنا زهقت منك

آسمر وهو يكور وجهها بين يديها : أنا معنديش أغلى منك عشان أزن عليكي يا جنان .. أنا بحبك وخايف عليك

جنان بإبتسامة : ربنا يخليك ليا يا رب

آسمر بغيظ مصطنع : اتلمي يا بت وأنتِ بسبب قلبك الرهيف ده عايزالك فترة نقاهه كم شهر ومش حمل بوسة حتى

جنان بغيظ منه وإبتسامة : انا بردك اللي اتلم ولا حضرتك اللي ما شاء الله مبتديش فرصه

آسمر بمرح وهو يشير بالملعقة : الحق عليا باكلك قبل ما الازعاج التلاته يجوا دا انا مطرقهم ليكي واحد مع آيه والتانيه مع ماما والبنوته وجيني بره مع آنس

جنان بضحك : حبيبي أنت يا آسمري

فتحت فمها فتناول هو الطعام لتلكمه بخفة وضحكت ليضحك هو الآخر

آسمر بضحك : منا جعان وأنتِ معزمتيش

انفجرت ضاحكة وكذلك لتبدأ تناول الطعام معه وسط مرح الاثنان معاً

***************

في شقة آنس
دخل الشقة واغلق الباب خلفه وهو يحمل جيني فهو ترك ناني مع والده في القهوة، اجتمع أحمد مع بعض سكان الحارة ويبدو أن ناني الصغيرة قليلة البكاء لذلك تركها .. ضم جيني وقبل شعرها لتتفاجيء أية بدخول أنس مع جيني

آيه بضحك : آسمر دا ملوش حل

آنس بضحك : جزمه اوي فين آيسر وآشقر والياس ؟
3

آيه وهي تشير للداخل : التلاته نايمين آشقر نيم اخوه ونام وانا نيمت آيسر وحطيته جنبهم

آنس بمرح وهو ينظر لجيني النائمة : طيب هحط جيني وهاجي عايز اقولك كلمة سر في بوقك

آيه بغيظ : أنت قليل الادب

آنس بغمزه : بس بموت فيكي

ضحكت ومشت معه للغرفة، وضعوا الصغيرة بجانب أخاها وخرجت معه، وقفت أيه أمامه مباشر وحاوطت عنقه، وقفت علي قدميه

آيه بجرئه : كنت هتقولي ايه بقى ؟

آنس بوقاحه وهو يحرك يده علي عنقها : ما تيجي نروح اوضتنا أحسن

آيه بضحك : انت اكيد من عيلة السلحدار عيله قليلة ....

آنس مكملاً بضحك : الأدب

ضحكت بكل صوتها ثم نظرت له ورفعت نفسها تقبل كلتا وجنتاه وكذلك عيناه

آيه : بحب عينيك

وانحنت تقبل لحيته الخفيفة : وبحب دقنك

وقبلت كلتا غمازاته بالتحديد : وبحب غمازاتك .... وبحبك كلك علي بعضك كده

آنس : وانا بعشقك وبعشق الصدفه اللي جمعتني بيكي وبعشق الحب اللي بتحبيه ليا يا آيه

احتضنته بقوه وقد ادمعت عيناها هذا ما تمنته، وبعد طول عذاب وكل هذه الفتره تحقق أخيراً حلمها، لتدوم السعاده للأبد وهي تري شخص جديد وفريد بأنس قاسي القلب الخاص بها

كاد يقترب منها لكن استمع لصوت الجرس فتأفف بنفاذ صبر قائلا : أكيد آسمر هفتحله

اتجه انس له وفتح الباب ليسند بظهره على الحائط قائلاً : حاسس إني قطعت عليك حاجة

أنس بغيظ : حاسس مش متأكد ادخل بقى هتلاقي اربع عيال خدهم

آسمر : تدفع كام ؟

التمع الغضب في أعين أنس ليضحك آسمر باستفزاز قائلاً : بما أنهم نايمين معطلكش بقى يا بيبي .. تيك كير يا روحي

أنس وهو يجري خلفه : خد ياض العيال

آسمر : اعذرني مش هقدر يا شقي معطلكش

أنس بغيظ : ما أنت عطلت خلاص يا حيوان

آسمر : يا ظاااالم

أنس : يا آسمر

أشار له باستفزاز وأكمل صعود بينما دخل انس ليردف بغيظ : الحيوان الحسيس اول أما حس أنهم ناموا جيه و ...

انفجرت أيه ضاحكة لتكمل : آسمر وأفعاله .. تلاقيه كان جاي ياخد آيسر بس لما شافك متضايق هرب

أنس بتوعد : الحيوان تمام اوي .

*******************
اغلقت روز الخط بعدما تحدثت مع والدها واستمعت لتعليماته، جلست أمام إياد بالطعام وبدأت تطعمه وهو يستجيب دون نقاش ... تنهد إياد وهو يبعد يدها فجمعت شعرها جنباً وهي تضع الصنية جنباً

روز بهدوء : بابي طلب مني أجيبك المستشفى يطمنوا عليك بالفحوصات والتحاليل .. وتقريباً يعني غلطت لما بعدت عنك كل الأجهزة

إياد بمرح : عايزة تموتيني بس تطلع بدون قصد

روز بضحك : ولو بقصد ربنا باعتلي اللي يحميني منك ومن كل الناس .. أنا في حياتي بابي وهو قادر يحميني من الدنيا ويكرم الكل عشاني

نظر إياد لها قليلاً ليبتسم بخفة قائلاً : ربنا يخليه ليكي يا روز ويجعله شوكة في زور اي حد يقرب منك بنية أذية .. أنا بجد مبسوط منه وفرحان بيه عشانك يا روز

هزت رأسها لتهمس بصوت سمعه : كان ... لا نفسي تبقى لأيان كدة يا إياد

هز رأسه بتأكيد قائلاً : إن شاء الله

مسكت كتفيه تدفعه للخلف قائلة : الوقتي بقى تعرف تنام شوية وتريح نفسه

نظر لأسفل ليردف : ممكن أطلب منك طلب

روز : أكيد أتفضل

إياد بتوتر : في هدوم هنا ؟ عايز اخد شاور بس مش قادر أقوم

ابتسمت بخفة قائلة : هساعدك وأيوة في هدوم هنا لآسمر

لتكمل بسرعة : وقبل ما تسأل كان بيجي هنا أيام يبات هو وجنان معاك ... وأيام آنس وآيه وبابي ومامي، على فكرة في هنا خدامة وممرضة وحراس كل ده آسمر عمله ليك

إياد بإبتسامة : على فكرة مكنتش هسأل

روز ببساطة : مش مهم أساساً .... يلا عشان تاخد شاور

ووقفت تمسك يده وحاوطت خصره تسنده بصعوبة ليحاوط عنقها، حاول أن يضغط على قدميه ويثبت في حين تضمه روز وتحاول إسناده جيداً

روز بهدوء : إياد أسند عليا عادي أنت خاسس الفترة دي لو على حجمك الطبيعي كنت ولا عبرتك

ضحك إياد بخفة ليسند عليها جيداً وحاوط عنقها لتبدأ بالسير بها، ليمرر يده على بطنه وظهره قائلاً : بما إني خسيت أوي كدة ف شكلي بقالي كتير كده ... حصل حاجة جديدة جنان ولدت مثلا وأنس وأية ربنا هداهم

روز بتنهيد طويل : حصل حاجات كتيرة أوي منها آيه بقى معاها الياس وآسمر معاه ناني وآيسر وآسيم

إياد باستغراب : ناني .. يعني هما صحاب بس مش للدرجة دي متوقعتش توصل يسمي بنته عليها

روز : ناني ماتت يا إياد

إياد بصدمة وهو يبتعد ليقع على السرير : أيه ؟! بتقولي أيه بتهزري صح ؟ روز قولي الحقيقة ناني ... ناني ماتت بجد

عقدت حاجبيها من تأثر إياد الغريب وأكدت برأسها، سند بيده على ركبته والتمعت الدموع في عيناه

روز باستغراب : إياد .. أنت كويس

إياد بهمس : ماتت أزاي

بدأت تقص له كل شيء كما قصته لها أية، هز رأسه بألم حتى انتهت فاردف : يعني هو معقول !! كل حاجة أنتهت في لحظة حياتها وبعد أما أتجوزت وعملت بيت حتى لو في السر يعني بعد ما ...

روز بهدوء : ربنا يا إياد بعدين لو مكنتش ناني راحت كانت جنان هتروح

إياد بهدوء : تقصدي الحلو بتاع ناني أحسن من جنان برغم اللي عملته فربنا خدها ولا آسمر أحسن من يوسف عند ربنا

روز : استغفر الله العظيم اكيد مش قصدي يا إياد بس ... أحنا دلوقتي نفكر في اللي بنحبهم أكتر مع إن بعترف إني فعلاً حبيت ناني لما فهمت وجهة نظرها من نحية آسمر في البداية

إياد بتنهيد : ربنا يرحمها ويعوضها خير في الجنة

روز : يا رب ... يلا أخدك للحمام

عاد يحاوط عنقها ويقف بصعوبة ثم سندته للداخل، جلس على البانيو وخرجت تحضر له ملابس ثم عادت تساعده حتى أنتهى ... سندته مرة أخرى للخارج ووضعته في سريرة بعدما غير الشراشف ليصبح المكان أكثر بهجة وخلى من جو المرض، قامت بفتح جميع الشبابيك لتخترق الشمس الغرفة

روز : أظن كدة تمام عايز حاجة تانية

مسك يدها يقبلها قائلاً : تسلميلي يا روزي

سحبت يدها من يده ووضعت الوسادة خلف ظهره لتنظر له وكادت تبتعد عنه لكنه سحبها لتقع بجانبه، لم يعطيها الفرصة لتتحدث وكذلك هي لم ترفض ولا تتقبل ما فعله فكانت صامتة جامدة ... مر كل شيء عليها كأنه لا شيء

إياد بحزن وهو يتابع ملامحها : لو ضايقتك أسف يا روز

روز وهي تحاول كبت دموعها : لا مضايقتنيش

إياد بعتاب لنفسه : حاسس اني عملت كل ده غصب عنك

زفرت بهدوء وهي تجلس معطيه إياه ظهرها : مكنتش هخليك تقرب

إياد وهو يضع يده على كتفها : بينا خندق كبير عارف
" الخندق هو حفرة كبيرة الاتساع والعمق "

روز بتنهيد : اللي متعرفوش أنه ملوش نهايه

إياد بألم : يعني صح ؟

التفتت له ورفعت يدها تحدد معالم وجهه كلها كأنها غير مصدقه انه بين يديها أو كأنها كالأعمى الذي يحفظ معالم شخص لتوه

روز بهدوء : انا كدبت يا إياد انا لسه بعشقك وجنوني بيك ذي ما هو ... طول عمري قوية مع الكل بس بضعف قدامك انما الوقتي حتي أنت قويت قدامك

إياد بحزن دفين : اقوي واكسريني انا اللي عملت فينا كده .. أنا اللي دمرت حياتنا يا روز ووصلت بينا للمرحلة دي

روز بتنهيد طويل : كل اللي فات مات ومش فاكرة منه حاجة غير ابني أيان ... هو طفل لسه لا عمل طيب ولا وحش بس أنا ناوية ليه على حاجات كتيرة أولها مش هضيع حلفاني بحياته يا إياد عشانك فاهم

إياد بتعب : أنتِ صح ... أيه رأيك نروح أنا عايز اشوف أخواتي

روز : ممكن أرن عليك يجولك

إياد : عايز أعملهم مفاجأة ... هتساعديني ؟

هزت رأسها بتأكيد لتقوم بتجهيز سيارتها أولاً ثم عادت لأعلى تساعده في النزول لأسفل وبرغم صعوبة الوضع عليها لأنها أنثى لكنها لم تيأس ولم تطلب من أحد المساعدة

روز لنفسها : ليك عليا واجب يا إياد هيخلص بعد وقت وكل حاجة هتنتهي

تنهدت بصوت مسموح وهي تزيد من سرعة قيادتها حتى وصلا لمنزل السلحدار

***********************

في منزل السلحدار
كانت جنان تنظر لآسمر وهو يحضن إياد وآنس سويا كأنهما الاثنان غائبان وليس إياد فقط حقا قلبه من ماس دائما حنيه تغطي من حوله

آسمر : وحشتني يا مصيبة حياتي يا يويو

إياد : حيوان انت يالا ايه يويو دي

آنس : دا عسل هات بوسه ياض

إياد : امشي يا حيوان انت وهو ابعدوا عني قلالات الآدب

آسمر بغمزه ووقاحه : ليك في الستات بس مش كده

إياد : لوكل اوي

رن الجرس فذهبت آيه وفتحت ليدخل هارون ورولا ويسلموا علي إياد ويجلسوا معهم بعض الوقت

هارون : مش يلا يا روز بقي

إياد بقلق : يلا فين

هارون : هاخد بنتي كفايه كده هي عملت اللي عليها والوقتي هخيرك عايز ابنك ولا لا

إياد وهو يبتلع ريقه : ا.انا ر.روز م.مش....

هارون : رد يا إياد عايز ابنك ولا لا

كم تود الضحك بسخريه وهي تراه يغمض عينه بالتأكيد تذكر ترجيها له فوقفت قائله ببرود

روز : يلا يا بابي انا هاخد ابني

وحملت آيان فتحدث إياد : روز خليكي جنبي انا....

روز : عايزه اتطلق يا إياد هاتلي ورقتي

وخرجت وخلفها اهلها هي لم تري القليل وذهبت فنظر خلفها وتجمعت دموعه مازال يحصد ما زرع فوقف

آسمر : رايح فين يا إياد سيبها ترتاح فتره

إياد : مقدرش من غيرها يا آسمر مقدرش

والتقط مفاتيح سيارة اخاه ونزل مسرع وبدأ يقود بتعب وضعف

****************

في منزل هارون
احتضنت اباها حين دخلت متمتمه بكلامات ثم ثقل جسدها لا يعرف اغمي عليها ام نامت لكنها بالتأكيد تريد ان ترتاح

حملها بين يديه وصعد لغرفتها فوجدها تمسك يده

روز : بابي متسبنيش

تمدد بجانبها وحضنها وهو يداعب شعرها كالطفله ويقبل رأسها شعر ببكائها

هارون : مش عايزك تبقي ضعيفه ولا تهدري في كرامتك

روز : مش ههدر فيها بس غصب عني بقرب الا ان الخندق موجود

هارون : مش عارف اعمل ايه خايف اوافق ويجرحك تاني وخايف ارفض وتتعبي واخسرك

روز : سيب كل حاجه عليا يا بابي

اغمضت عيناه لتذهب في ثبات عميق سرعان ما شعرت بقبلات دافئه علي وجهها تحدثت وهي مازالت مغمضه

روز : جيت ليه

إياد : جيت عشان حياتي وروحي كلها

روز : بلاش نضحك علي بعض كل شيء بينا انتهي

إياد : مستحيل ينتهي بسهوله انتي قولتي انك كذبتي ولسه بتعشقيني

روز : وممكن اقولك الوقتي اني كذبت

إياد : مش مهم حبي يكفينا

روز : انت بتعوم في محيط يا إياد مش هتقدر توصل لبر وبتدور علي حاجه مستحيله اطلع في السفينه اللي جاتلك وانسي الحاجه اللي بتدور عليها

إياد بألم : ومين قال ان في حالتنا مش البعد الدوا انا لما اتجوزتك كنت اناني عشقتك بجنون ومفكرتش غير في اني امتلكك

روز : عشان شبه انجي صح

إياد : غلط عشقت روز لو كنت فكرت بعقلي مكنتش اتجوزتك يا روز كنت هسيبك تعيشي حياتك سعيده عشان متتعلقيش بيا ولما يجي يوم وابقي شهيد من الشهداء ملقكيش زعلتي عليا..... ولما لقيت انك وصلتي للجنون ايه اللي هيحصل لو انا مت بجد ليكي ولآيان كان لازم اتصرف ودا كان الدوا يا روز

روز ببرود : وايه المطلوب مني

إياد : سامحيني

روز : اسامحك ازاي وانت شايف نفسك صح طب تمام اتعالجت وراضيه بالبعد من الوقتي ف طلقني

إياد : مقدرش اموت لو عملتها

روز بجفاء : ولا انا اقدر اعيش معاك اموت لو عملتها

سند جبينه علي وجنتها وهي مازالت مغمضه وتمردت دموعه وحضنها من خصرها جذبها له فحضنت خصره وبكت هي الآخري

روز ببكاء : ابعد عني بقي وسبني يا إياد في حالي

إياد بألم : مقدرش يا روز أنتِ النفس بالنسبه ليا

روز وهي تحاول دفعه : الحياة بينا مستحيله ابعد وسبني في حالي بقى

إياد : أنتِ حالي اسيبك ازاي

ولم يعطيها الفرصة أن تتحدث وهي استسلمت له ولم تدفعه ليجدها تقول : اللي يريحك اعمله يا إياد

قبل جبينها وذهب معها لعالم خاص بكلاهما

***********************

في غرفة هارون
جلس هارون على كرسيه وفتح أحد الكتب يقرأ فيها بلا تركيز، فذلك الشاب بغرفة ابنته هل سيجعلها تعود إليه .. هذا ما لا يريده هارون في الوضع الحالي وفي نفس الوقت لا يريد التدخل في خصوصيات ابنته ولا يريد إجبارها على شيء، فهي لم تعد صغيرة وهي أدرى بمصلحتها

لم يشعر بزوجته وهي تضع الطفل النائم علي السرير ثم جلست على طرف الكرسي بجانبه تحاوط عنقه

رولا بمرح لتخفف عنه : خيانه تفكر في غيري حتي لو بنتك علي فكرة

ابتسم وحاوط خصرها يغلق الكتاب ويضعه بجانبه، ثم دفن وجهه في عنقها فداعبت خصلاته

رولا بهدوء : هارون

هارون بهمهمة : اممم

رولا بتنهيد حزين : هو يعني مندمتش مره اني مخلفتش غير روز وبعدين معتش بخلف

هارون بضيق : تؤ يا هبله

رولا بألم وهي تفرغ ما بقلبها : تعرف يا هارون اصعب حاجه ابقى دكتوره نسا واخصائيه واساعد كتير يحملوا ومقدرش اساعد نفسي .... في روز كنت زعلانه وقولت اني لسه صغيره والظاهر ربنا جزاني بأني مجبش غيرها

هارون بهدوء : الحمد لله إن في روز بصي للنص الحلو من الحكاية يا رولا

رولا بتنهيد : فعلا الحمد لله ..... هارون كان نفسي في كمان بيبي بس معتش ينفع

هارون بغمزه ومرح : ليه بس دا انا لسه شباب بس الظاهر انتي اللي هنجتي بدري

رولا بضحك : عدا عن ان منفعش احمل أنت ناسي آيان حفيدك يا هارون هتخلف ازاي

هارون بضحك : عادي جدا والفكرة دخلت دماغي الوقتي

رولا بصدمة : متهزرش يا هارون إياد هنا وروز هتيجي في أي وقت وآيان كمان هنا بطل جنان
1

هارون بخبث : بتقولي عليا مجنون كله هيطلع عليكي وهعرفك المجنون

رولا : لا والنبي وحياة حفيدك وبنتك تبطل هبل وارسى فين هارون اللي حواليه وقار هاا فيييين ؟

هارون بإبتسامة عاشقة : بيجي عندك وبيبقي مراهق يا خاطفة قلبه

رولا بضحك : طب اعقل ربنا يهديك

هارون بإبتسامة : ماشي المره دي

ضحكت بصخب وهي تضمه أكثر شاكره ربها علي نعمته التي انعمها عليها في هذا الزوج، قبل هارون رأسها بتطويل وابتسم .
+

***********
جلست روز علي طرف السرير ودموعها تنساب بغزارة، لا تتحدث ... خرج إياد من الحمام الملحق بغرفتها ونظر لها بحزن، ثم ذهب وجلس علي ركبته أمامها

إياد بألم وهو يمسك يديها : روز ... بصيلي

نظرت له قليلاً ثم تحدث : أنت عايز مني ايه يا إياد

إياد بحزن دفين : عايزك ارجعيلي سامحيني اقسم بربي مش هكررها

روز بنفاذ صبر : المشكله لما فكرت شوية بقيت مش حاسس نفسك غلطان يا إياد

إياد بهدوء : لو الزمن رجع هكررها .... فكرك انا مش مكسور من بكرهك لحد الوقتي لا مكسور وكسرني أكتر شكلك وأنتِ في المستشفى بس أنا عملت دا لمصلحتك وإلا مكنتيش وصلتي للمرحلة دي

روز بسخرية : يا سلام وكان أيه هيفرقلك يا إياد على الأقل أنا كنت بحبك ومسمحاك على أفعالك القديمة كلها معايا بس تصدق أنت لا كنت تستاهل ولا تستاهل الوقتي

إياد بنفاذ صبر : يا روز انا في اي لحظة معرض للقتل يا روز ومش هتتمني تموتي ورايا كافرة

روز بهدوء : الأعمار بيد الله طب لو انا اللي مت يا إياد

نظر لعيناها وتحدث بكل ثقه : هقتل نفسي يا روز

روز بحدة : بترضى على نفسك اللي مترضوش علي غيرك

إياد : لأن أنتِ نفسي وانا غيري مرضاش ليكي العذاب

تنهدت بتطويل ثم اردفت : بس غلطت يا إياد والغلط بتاعك لا يغتفر بالنسبة ليا .... فاكر يا إياد لما انا قولتلك لسه بتحب انجي وأنت سبتني وسط قهرتي

إياد وهو يحني رأسه : لأني كنت عارف اني مش هرجع

روز بصراخ : ورجعت وياريتك ما رجعت .... ولما رجعت قولتلك يوم أما اتخطفت قولتلي فكري اللي تفكريه واما رجعت هدمت كل حاجه .... انا كنت بموت كنت بمشي في الطرق حافيه ادور عليك كانوا هيعتدوا عليا لولا آسمر بسببك

اتسعت عيناه بصدمة وجرت الدموع بها فبعدته عنها، ووقفت ونظرت لڤازه بيضاء رائعه

روز بحزن دفين وألم : فاكر الڤازه دي يا إياد ..... في خطوبتنا بدل ما تجبلي ورد جبتها وانا اتعصبت اوي وانت ضحكت وقولت بجبلك حاجات تنفعك في جهازك بدل التفاهه دي واما اتضايقت اكتر روحت جبتلي ورده بس الڤازه دي كانت مميزه ليا اكتر من اي شيء يا إياد

وفجأة رفعتها لأعلى ثم دفعتها للحائط لتقع متهشمة لقطع كبيرة

روز ببرود : رجعها ذي ما كانت يا إياد او سبني ابعد اديني فتره مش هقدر اكمل من هنا

ذهب ولم الفتات والقطع منها حتي ازال كل ما يخصها، وقف واتجه للخارج فاردفت : إياد
+

نظر لها لتكمل ببرود : زمان كنت أنت أغلى عندي من الدنيا حتى من أيان دلوقتي أيان هو أغلى حد فاهم ؟

نظر لها ثم اتجه للخارج وذهب مسرع دون الحديث، تنهدت بتعب منه وحزن عليه

*******************

في منزل يوسف
جلست سالي تحمل ابنها الصغير بين احضانها وهو نائم كالملائكه، نظرت له قليلاً تتابع ملامحه وحركاته وهو نائم .. ياخذ ملامح اباه كلها حتى وهو صغير، قبلت جبينه بحنية وحب واضح

سالي بتنهيد : عارفه إن عوض ربنا هيجيلي يا يوسف سواء مع باباك او غيره ... انا ظلمت يمني ويوسف وكنت هظلم ناني يلا ربنا يسامحني يا يوسف

في غرفة يوسف
تمدد على السرير يفتح ذراعه، يشعر بها تنام بجانبه وتحدثه ... تضحك أحياناً بصخب وأحياناً تعبس كعادتها

ناني باستغراب : عابس ليه بتفكر في ايه ؟

يوسف بهدوء : اقولك وبلاش غيره

ناني : سالي

يوسف بتنهيد : أيوه ... عايز احررها يا ناني انا يكفيني طيفك وهعيش بس هي ذنبها ايه

ناني بحزن وهي تجلس : اديها فرصه وادي نفسك فرصه الحياة مش بتوقف علي ميت يا يوسف انا هامش مش أكتر

يوسف بقهر : بس وقفت عليكي يا ناني مش قادر اكمل خديني مش هقدر اكمل مع حد خديني معاكي والله موجوع قلبي بيوجعني اوي انا مكنتش اتوقع ان في وجع وحش كده

تسابقت دموعها علي وجنتاها ونظرت له ثم اندست بأحضانه قائله : بعشقك يا يوسف .... هتيجي عندي اكيد بس افرح الأول بولادنا بناني ويوسف الصغيرين

يوسف بنفاذ صبر : لسه كل ده ؟

ناني : ربك وارداته جايز يتجوزوا صغيرين

لتكمل بفضول : صحيح وريني كده الفيديو اللي بتتفرج عليه دايما

التقط فونه وفتح الفيديو الذي يشاهده دائما يوم المسرحيه حين كانت تلتقت صور وهو قبلها وفعله فيديو

ناني وهي تضربه بخفة : قليل الأدب كده عيب

ضحك وقبل رأسها بحنية ... قبل رأس هامش كما نقول لكن بالنسبه له حياة كاملة، وسبب من أسباب تكملته في هذه الدنيا التي لا تنصف الجميع
1

*******************

في منزل هارون
جلست رولا على طرف السرير  ووضعت وجهها بين يداها، تبكي بكثرة فهذا هو حالها في الوقت الحالي أحياناً باكية وأحياناً ضاحكة ... دخل هارون بحزن حين علم ارادة ابنته في السفر الآن ليضطر لحجز تذكرة لها

هارون بصدمه : في أيه ؟

نظرت له وزاد بكائها فذهب واحتضنها ظنا انها علمت بسفر روز بعد ساعتين

هارون : خلاص اهدي يا حبيبتي هنسافر معاها بس متزعليش

رولا بإستغراب وهي تمسح دموعها : هنسافر مع مين ؟

هارون باستغراب : أنتِ مش بتعيطي عشان روز مسافر ؟

انفجرت باكيه وهي تقول بصدمة : هي روز مسافرة ؟

هارون بصدمه : اومال بتعيطي ليه ؟

رولا ببكاء : عشان انا حامل
10

لحظة اثنان ثلاثه ..... بعض محاربة ما يقارب الثمانية عشر عاما حامل لم يشعر بنفسه وهو يحملها ويدور بها بسعاده فضحكت رغما عنها لتعود وتستوعب المصيبة التي هي فيها

رولا : أنت فرحان مش شايف أيان اد ايه ؟ فرحان يا هارون دي فضيحة لينا

هارون وهو يطرق جبينه بجبينها : فضيحة أيه يا هبلة أنتِ مراتي

ليكمل بإبتسامة : طبعا لازم افرح اخيرا يا رولا هيبقي عندنا طفل او طفلة نجدد بيه شبابنا دا بدل ما تقولي الحمد لله

رولا ببساطة : هو الحمد لله بس بردك كبرنا

هارون بنفاذ صبر : لا بصي مش عايز زعل ولا عايط انا فرحان اوي ولازم تفرحي معايا ونفرح روز

رولا بإبتسامة : يعني مش هتتكسف من الناس بسببي ؟

هارون باستغراب : اتسكف من ايه يا هبلة ؟

رولا بتنهيد حزين : يا هارون انا دكتورة نسا وبحزر الستات من الحمل بعد الخمسه وتلاتين و ....
2

هارون بهدوء : دا في المستشفى إنما في بيتي لحد الستين خلفي براحتك واعملي اللي عايزاه

نظرت له قليلاً من الصمت ثم انفجرت ضاحكه وهي تضمه، فدار بها وهو يضحك ليقبل جبينها وأغمض عيناه يشكر ربه على نعمته بعد هذا الوقت الطويل

***************

في منزل السلحدار
دخل آسمر من الباب يضع مفاتيحه جنباً وبحث عنها ليجدها تحمل آيسر النائم بين يديها، قبل جبينها بحنية ثم جلس بجانبها يداعب وجنة الصغير

آسمر : حطيه في سريره اسهل عليكي بدل التعب ده

جنان بتنهيد وهي تقبل جبينها : لا بيعيط بسرعة وكتير فممكن يصحي أخواته .. كدة أحسن

ما إن أنهت حديثها سرعان ما استيقظ الصغير وانفجر باكياً فنظرت له وأشارت له بمعنى أرأيت ؟! بدأت تهزه لعله يصمت لكل الصغير يزداد بكائه كل قليل

جنان بنفاذ صبر : آيسر اسكت بقى أوووف

وفجأه حدث شيء كالصدمة غير متوقع اتسعت اعين كلاهما بصدمة، نظرا لبعضهما ثم للغرفة

جنان وآسمر : لاء

جرت آسمر للغرفة بسرعة يحمل الصغيرتين، حمل الطفلتين وبدأ يسير بهما ليهدئا ... قبل جبين جيني وتحدث معها

آسمر بهدوء : جيني اسكتي اخوكي هيقوم

جيني : عااااا مما عااااا مما

اتجه لجنان ومد ذراعه اعطاها لجنان، ثم أخذ آيسر وبدأ يهديء ناني وآيسر وهي جيني، نظروا لبعض وضحكوا بصخب حقاً حالهم أصبح مضحك وكثيراً

*******************

في شقة إياد
جلس إياد أرضاً ولم ينم بالرغم انهم اوشكوا علي الفجر الا انه لم يفعل بل يمسك قطع الفازه واللاصق ويضعه بين القطع ويلصقهم جيدا

إياد بأمل يذرعه لنفسه : هخلص وهروح ليها هترجعلي هي لسه بتعشقني هنرجع ذي الأول ومش هزعلها تاني والله

واكمل ما يفعل ولم يعبء للجرح الذي حدث في يده كل تفكيره عندها هي حبيبته بل مهوسته له ملكه، حتى ابنه وحلفانها الذي يعلم من داخله تمام العلم انه لن تمريه مرار الكرام لكنه يعاند كل شيء صحيح بداخله

إياد بتنهيد سعيد : الحمد لله خلصت

أكمل بحزن : بس في علامات كتيرة

فكر قليلاً لتأتي له فكرة فابتسم، وقف اتجه لغرفتهم يبحث في اقلامها السابقه ثم التقط واحد بني اللون

إياد بفرحة : هو ده

وذهب للخارج التقط الفازه وبدأ في رسم خطوط علي الكسور ونقش وردات رائعه لتصبح الفازه اجمل مما كانت عليه سابقا بل وروعه اكثر

إياد بتعب : هرجع قلبك زيها هيبقي احسن من الأول

نظر لساعة الحائط الآن اوشكت علي السابعه صباحا جرى للخارج، ونزل مسرع وبيده الفازه من يراه لا يصدق انه خرج لتوه من غيبوبه لكن يا سادة هو عاشق

ركب سيارته وتسارع مع الطريق ليصل لمنزلها ونزل ضغط علي الجرس لتفتح الخادمه

إياد وهو يدخل : روز هانم في اوضتها

الخادمه بهدوء : لا ... هما في المطار من ساعة روز هانم مسافره

رمش بصدمة يستوعب سوف تبعد ... سوف تتركه وحده للأبد، جري لسيارته يتسابق مرة اخري مع الطريق

***************

في المطار
" روز هارون الرجاء التوجه لمكتب الضابط ... روز هارون "

سمعت اسمها وتوقعت السبب فاتي لها رجل لتنظر له ببرود، تحدث بعملية : حضرتك مدام روز

هارون بحده : في اي .....

روز بهدوء : هروح وهاجي يا بابي خد بالك من أيان

تركته وذهبت لذلك المكتب فوجدته يسرع لها ويحضنها بقوه لم تبادله كانت جامد فأخذ يدها للخارج حيث السياره وذهب فتح الباب واخرج الفازه واحضرها لها

إياد بكلام اشبه بالجنون : بصي يا روز يا حبيبتي بقت حلوه ازاي وهخلي قلبك كده بس ارجعيلي

ولمس وجنتها وهو يقبل وجهها كله ويضمها وهي تجد صعوبه في ان تكون صلبه لكن مهلاً لا تنسي يا روز

روز بهمس : إياد

طبع قبله هادئه علي جبينها، شعرت بدمعة منه علي وجهها وهمس بصوت مؤلم لمن سمعه

إياد : متسبنيش
1

روز ببرود مميت : أنت دمرتني وهدمتني فكرت الموضوع سهل للدرجه دي بس للأسف لا سبني يا إياد اديني فرصه انسي .... انت كده مش بتعلقني بيك انت كده بتدوس علي قلبي انا مش جاهزه لده مش عايزاك

إياد بصدمه : يعني ايه  ؟

روز : يعني سبني ابعد ولما ابقى جاهزه هرجع وعد بس الوقتي مقدرش

إياد وهو يحني رأسه : مقدرش اعيش من .....

روز بهدوء وهي تدفعه عنها : الحياة مش بتوقف علي حد لو كانت وقفت كانت وقفت علي ناني بالنسبه ليوسف ... كمل وانا هكمل في يوم اكيد هرجع يمكن بعد شهر سنه عشره عشرين .... بس هرجع اديني حريتي عايزه اعيش
1

تسابقت دموعه علي وجنته كالطفل فشعر بها تدفن وجهها بكتفه وتسابقت دموعها لتقول ببكاء : ارجوك

إياد وهو يعود خطوة للخلف : روحي يا روز ليكي حريتك

التفتت وسارت مبتعدة عنه، وضع الفازة ارضا وذهب للسياره قادها وذهب وكل شيء امامه عباره عن سواد ... كل شيء أسود

*****************

كان يصعد الي شقته بتعب وضعف نفذت كل طاقته الا نتذكر يا ساده هذا خرج من غيبوبه طويله وفعل كل هذا وكأنه شخص ليس عادي بل رجل من حديد

وصل لشقه آسمر واتي يصعد لشقته لم يقدر فذهب لباب آسمر وضغط علي جرسه بقوه ليفتح آسمر بفزع

آسمر بلهفة وقلق : إياد في ايه ؟

حرك رأسه بضعف وفجأه وقع بين يدي اخاه الذي صرخ بأسمه واخذه للداخل

آسمر بصراخ : جنااااان جناااااان

خرجت بملابس نومها بفزع لتراه يحمل إياد فصرخ بها : رني علي دكتور بسرعه يلا

جنان : حاضر

نظرت للساعه الآن الثامنه جرت لغرفتها ورنت علي طبيب، ثم بدلت ملابسها ليأتي الطبيب ويفحص إياد، وهو يسألهم بعض الأسئله التي كان يجيبها آسمر

الطبيب : تمام دا شيء طبيعي هو خارج من غيبوبه وارهق نفسه واحد زيه المفروض يقعد يومين اصلا يتأهل انه يقوم ويقف بعدين لسه فترة علاج طبيعي انما هو في كل مره بيمشي فيها بيضغط علي نفسه بطريقه صعب انسان طبيعي يتحملها دا غير أنه مش طبيعي يقوم أساساً

ليكمل بإبتسامة بسيطة يخفف بها حدة الجو : شكله دماغك ناشفه ومستقوي نفسه

ابتسم آسمر بخفة ليردف : ميبقاش إياد ... هو الوقتي عامل ايه

الطبيب بعملية : افضل حاجه التمارين ... جسمه واضح انه كان محافظ عليه الرياضه شيء كويس وواضح انه كان كده

آسمر : ايوه إياد من ممارسي الرياضه بشكل يومي .. هخليه يرجعلها لو هيفيده

الطبيب بهدوء : ودا شيء كويس وهو اللي ساعده يقف بسرعه بس هو ارهق نفسه بشكل اوي لدرجه انه هياخد فتره فاقد للوعي بعدين واحده واحده هنبقي معاه يتخطي المرحله دي وممنوع يرهق نفسه تاني لحد اما تخلص فتره النقاهه بتاعته

آسمر بتفهم : تمام شكرا يا دكتور واسف إننا ازعجناك

الطبيب : لا إزعاج ولا حاجة دا واجبي ... عن اذنكم

تركهم وذهب فثبت آسمر الغطاء حول إياد وقبل رأسه .. ظل دقائق ينظر لأخاه ثم اخذ يد جنان وخرج تاركاً إياه وحده

جنان بتساؤل : مش المفروض ننزل ونقولهم ولا ايه ؟

آسمر بتنهيد متعب : هننزل ... هننزل فين الولاد ؟

جنان بهدوء : الحمد لله نايمين الا آيسر آشقر كان جاي يشوفنا وخده

آسمر بمرح وهو يجذب خصرها : مش هستغل الوقت للأسف

جنان بضحكة رنانة : يا نهار ابيض عمرك ما هتتغير يلا تستاهل شوف من هنا لأمته علي اما فترة قلبي تمر

آسمر ببساطة وضحك : عادي يا قلبي قدامنا العمر طويل

جنان وهي تحرك رأسها بيأس : تصدق بالله

آسمر : لا اله الا الله

جنان بصوت مرتفع : أنت قلة ادبك ما هي علي حد أنت ... أنت ساااافل يا آسمر ساااافل

اتت تذهب فجذبها وحاوطها وهو يضحك فحركت رأسها من هذا الزوج المميز، دائماً ما يغض نظر عن كل المواقف ويمزج لكن هذا لا يعني أنه غير مهتم بالمواقف

جنان باستغراب : صحيح قولي هو إياد بيعمل رياضه يوميا وانت ايه ؟! ... مش بشوفك قد كده بتدخل اوضة الرياضه

آسمر بلامباله : المهم عندي عضلات يهمك في ايه اعمل ولا معملش

جنان بمرح : اه الأستاذ كسووول

آسمر : يا بنتي هفهمك انا اصلا مكنتش عايز ادخل شرطة انا كان نفسي ابقى ظابط ايقاع مثلا الله مغني انشالله لو راب حتي ... شرطة ايه دا انا بغني انا والعسكري في وقت الفراغ اسأليهم كده بيقولي يا واد يا آسمر

اتسعت اعينها بزهول قائله : يا واد وأنت ال ....

آسمر بهدوء : ثانيه واحده واحد عنده خمسين سنه اخليه يقولي آسمر بيه بتهزري

جنان بنفاذ صبر : بس العين متعلاش علي الحاجب

آسمر بتوضيح : ايوووه انا بقول كده بردك العين متعلاش علي الحاجب حتي لو العين شكلها حلو وملونه يا حبيبتي

وصل لها مقصده فابتسمت بعشق له واحتضنته وهي تضع رأسها محل قلبه ما المميز ان تتزوج رجل جاد حاد الطباع عصبي لا يعبأ لأحد وتغيره .... كما نقول "اللي فيه طبع عمره ما يغيره" نادرا ان يتغير الشخص من طباعه

تزوجي من يصونك من يعتبرك ابنته من أول لحظة من يتقي الله فيكي

جنان : مش يلا بقا ننزل

آسمر بأعين ضيقه : بت يا جنان أنتِ عايزه تنزلي ليه يكونش بتحبي ابويا من ورايا ونبدأ قصة غرام محرم ولا بتحبي اخويا ونبدأ قصة غرام محرم اتنين

جنان بزهول وضحك هيستيري : آسمر .... اقسم بالله متجوزه مجنون لا دا مجنون رسمي .... آسمر انا بسأل نفسي ساعات انت امته هتعقل تعرف انا بحب المرمطه ملكش دعوه خليك جاد وقاسي وانا هتصرف مش اهبل

آسمر بحده : اهبل ايه يا بت اتعدلي

جنان وهي تدفعه : ياختاااي أنت بتقلب بسرعه كده ليه راجع اسمر تاني

آسمر بمرح : اضغطي علي الزرار

قبلته بقوه من وجنته فعاد مرحه لتنفجر ضاحكه وتضمه الا يعلموا ان خلف مرحه حزنه علي اخاه وتوأمه حتي لو لم يكن فعلي إياد فهذا آسمر همه له وحده وفرحه للكل

******************

مرت الأيام وتحولت لشهور لتمر ست أشهر
تجمع الكل على سطوح العمارة فهذا موسم الطائرات، كل شاب يصعد مع أخواته لتطير تلك الطائرات ... فزعت أسيا حين تحدث آسمر بصوت عالي كمن يشاكل لسبب خارق

آسمر بصوت عالي : هووي يا آشقر هووي والله لقطعك يا إياد

إياد باستفزاز : متقدرش يابا هووي يا آنس

ضربت آسيا كف بكف وهي تقول : يجوا الناس يتفرجوا علي ولادي الرجاله اللي بقا عندهم عيال ولا الهايف بتاعي ابو اربع عيال
1

آسمر بمشاكسه : بتنادي يا حاجة

آسيا بيأس : سلمت امري لله كله منك يا آسمر يا ابني .... في واحد عاقل يطير طيارات ذي العيال، دا بتوع الثانوي مش بيعملوها

آسمر بضيق : وانا مالي يعملوا ولا مش يعملوا بعدين بصي لابنك الكبير ماسك خيط إياد

آسيا بغيظ منه : ومين اللي قال الفكرة الزفت دي

آسمر بغرور : أنا

آسيا بصوت عالي : سلمت امري ليك يا رب

انفجر إياد وآنس ضاحكين من مشاكسة اخوهم الدائمه كالطفل حقاً هو سر مرح البيت، دخلت آيه وجنان وهم يحملوا فواكه ومشروبات وحلويات وتسالي كثيرة

آسمر : جنااان جنااان خدي بسرعه جنااان

جنان بفزع : في أيه ؟

آسمر بصراح : بسررررعة

وضعت الصنيه وذهبت مسرعه قائله بقلق : في ايه مالك يا آسمر

انحني وقبلها بسرعة فشهقت، ضربت أسيا كف بأخر وهي تهز رأسها بينما صرخت جنان 

جنان : آسمر

آسمر بغمزة : بعشقك يا جميل

جنان بنبرة باكية : مامي شوفتي ابنك

آسيا بغيظ : معلش يا حبيبتي والله انه مشفش ريحة التربيه حقك عليا

جلست بجانبها وهي تنظر له وتنفخ خدودها بغيظ وهو يضحك باستفزاز ويحرك حاجبيه بمشاكسه، ثم نظر لأخاه وابتسم ثم اخذ الخيط من آشقر الذي نظر له بإستغراب وبدأ يهوي الخيط حتي يسمح لأخاه بأن يكسبه لعله يضحك قليلاً، وبالفعل دقائق كسبه إياد وقطعها بطيارته

آسمر بعصبيه مصطنعه : لاء اووووف

إياد بسعاده وضحك متتالي : كسبتك يا نجيب عصرك وكبستك

آسمر بغيظ : دا أنت مش عارف تنطقها صح

إياد بمرح : منا كبستك وكسبتك

وعاد يضحك وهو يحرك حاجبيه لأخاه باستفزاز، مثل الإنزعاج الا انه سعيد لرؤية ضحكة اخاه التي اصبحت شبه معدومه .. أنتهت أيه وجنان من ترتيب الطعام لينظروا لهم

آيه : يلا تعالوا اقعدوا ارتاحوا

ذهب آنس وطبع قبله علي شعرها وجلس بجانبها فابتسمت ... كم تحول قاس القلب الى شخص لا احن منه فهو من النادرين، ونعود ونقول الجميع داخله جميل ويستحق المجاذفة

جنان بهدوء : كُل يا إياد

إياد بتنهيد : مليش نفس يا جنان .. انا نازل تحت كده كفايه عليكم النهارده

آسمر وهو يمسك يده : ميحصلش الا اما اكسبك منتش نازل

بعده إياد قائلاً : بجد معتش قادر هنزل ارتاح شويه وهطلع تاني تمام

آسمر : أحلف الأول

إياد بضيق : يعني يا ابني بالعقل لو فضلت صاحي هعمل أيه

آنس بتنهيد : تمام انزل

ونظر لآسمر بمعني لا تضغط عليه ونزل إياد، وهو يسند علي الحائط ويفكر بها لم تتركه يوما وكم المه قلبه بل يشعر وانه روحه تطلع تدريجي

تمدد علي الفراش في غرفته القديمه فهو لم يجلس يوما في شقته بدونها

إياد لنفسه : قلبك طلع قاسي اوي دفعتيني التمن اكتر منك يا روز ... ربنا ياخدني بقا انا تعبت واستحملت كتير اوي .... روحي بتنسحب تدريجي وحاسس الوقتي صبري نفذ

ليتنفس ببطء وهو يفكر ان الراحه الحقيقيه هي الموت ليتحدث بصوت مسموع

إياد : الصبر مش من عادتي بس عشانك صبرت يا روز اكتر من صبرك والوقت خلاص

روز بعصبيه وهي تضع يدها بخصرها : ايه اللي خلاص فهمني .... ناوي تتجوز صح وبعدين صبرت بعدي كتير ازاي فهمني دي كمان يلا مفكر اني هسيبك لغيري .... لا اللي ملك روز محدش يقدر ياخده اللي ياخده اقتله وخصوصا انت فاهم يا ابن السلحدار

جلس وجذب يدها لتندفع فوقه فعاد للخلف يضمها بقوة، وهي تضحك وشعرها علي وجهه

روز : مجنون بالراحه علينا

بعد شعرها عن وجهها وبدأ يقبل وجهها بجنون وهي تبتسم، ونزل لعنقها يقبله ويدفن رأسه به لتشعر بدموعه

روز بحده : الوقتي انا مش هستسلم لدموعك يا إياد انا تربيتك واتعلمت القسوة منك

همهم كأنه يستمع لكلامها الا ان ما يهمه الآن هو ان تكون بين يديه ملكه له فقط

روز مكمله : دي اخر فرصه لينا يا إياد لو بعدتني عنك غلطه صغيره منك مش انت انا اللي ههدم اللي بينا يا إياد ومستحيل يرجع
2

قبلها بحب ولم يجب وابتعد يحضنها بقوة، ويقبل جبينها كل حين وآخر، بدأ يمسد على شعرها

إياد بتنهيد حزين : لو الموت يجي بقى يا روز

تسابقت دموعها وهي تمسك تيشيرته برعب من الفكره ليكمل : لو جيه الوقتي هرتاح انا تعبان اوي من الدنيا دي واللي فيها .... كل اما افكر ان اللي بعمله حاجه صح تطلع غلط وكله يجي علي دماغي

روز : انا حبيتك بجد بس انت ....

إياد : عشقتك بعقلي وقلبي يا روز

صمتت ولم تجب فبدأ يمشي يده علي ظهرها ليردف : نامي النوم حلو اوي بنتهرب بيه نامي

روز بقلق : إياد فيه ايه ؟

إياد : هششش نامي يا قلب وروح وحياة إياد يا هوسه وجنونه يا مدمرته يا كل حاجه نامي

شعور ان هذا الشخص يودعك يؤلم كثيراً اشعر به احدكم .... حضنته بقوة بينما تنهد هو بتعب وأراد فقط النوم ليس أكثر

روز : انا اسفه والله مش هبعد انسي كلامي يا إياد بس بطل الطريقه دي

اغمض عينه وهو يضمها دون حديث فشعرت بخنقه تحتلها وبكت وهي ترفع عينها له

روز ببكاء : إياد فتح عينك وكلمني والنبي انا اسفه انا قولت كده عشان متبعدنيش إياد فتح عينك بقى

لمحت دمعه تقع من جفونه كأنه يريد الهرب ولا تعلم لما لربما خوفه من ان يعيش ما عاشه مره اخري

روز : إياد انا حامل .... جوايا حته تانيه منك وهتيجي قريب اقل من تلت شهور وهتبقي معانا

فتح عينه حقا لم يشعر بأنها سمنت قليلا وبطنها ربما ليست بارزه للدرجه التي هي لكن يظهر

إياد : وهو أيان كان ربطنا عشان .....

مسكت لياقته وهي تسند بكوعها علي صدره لتردف بقوة : قول لنفسك يا أستاذ الكلام ده استفدت ايه الوقتي ولا اي حاجه اللي فيه طبع عمره ما بيغيره وانا لسه روز المجنونه بيك

إياد بضحك : بعشقك يا مجنونتي

روز بغيظ وغضب : متحاولش بص انا علي اخري منك اصلا كنت بتقول ايه وانا جايه يعني ايه خلاص

إياد بتنهيد : كنت عايز اخلص بالموت

روز بصراخ : حتي الموت مش هيقدر ياخدك مني يا ابن السلحدار فااااهم

إياد وهو يتنفس انفاسها : فاهم انا عمري ما كنت فاهم كده

روز بهمس وهي تترك ملابسه : فاهم يعني ايه ابقي نفسي في حضنك واجبر نفسي علي البعد

إياد بهمس : فاهم

روز : فاهم يعني ايه اتهرب بالنوم يمكن ارتاح ؟

إياد بهدوء : فاهم

روز بغيظ : فاهم يعني ايه اعشق واحد حد الجنون وعشقه ذي السم اللي بياكل في جسمي ووجوده هو الدوا وبس

إياد بإبتسامة : فاهم

ابتسمت بخفة لتقبض على ملابسه وقبلته بحب واضح فبادلها بعشق، ما عاشه إياد عاشته روز حرفيا الأثنان .... في الأول هو ابتعد لتشفي منه جنونه وهي ابتعدت لتعاقبه وفي الآخر ما جنوا سوا وجع القلب لا غير وما بهم يظل بهم

إياد بتذكر : روز وأيان ؟

روز بضحك : يعني ارجع يعني ولا أيه

إياد بقلق : لا مش قصدي بس أنا خوفت عليه لما افتكرت ...

روز بتنهيد وندم شديد لتدخيل ابنها بينهما : أنا بص نزلت كفارة وبقول لبابي يعني لو حد في المستشفى مش قادر يحوله لحسابي وبدعي ربنا يسامحني ... أنا بجد مني لله

إياد وهو يضمها : أنا كمان هنزل كفارة قدها واللي فيه الخير يقدمه ربنا بعدين إن الله غفور رحيم

روز بهدوء : ونعم بالله

إياد بغمزة ومرح : بس أنتِ وحشتيني أوي وأيه مش تعرفيني أنك حامل دا أنا ذي جوزك يعني

ضحكت قائلة : معلش بقى بعدين أزاي معرفتش لما جيت

إياد بمرح : كنت عايز أقولك هي القاعدة تخنتك بس قولت بلاش أحرجك

ضربته بغيظ لتعلو ضحكاته قليلاً وعلت ضحكاتها هي الأخرى، قبل إياد جبينها وعم السعادة على قلبه أخيراً
رفع آسمر ابن أخاه في الهواء بمرح لتعلو ضحكات الصغير دون توقف، تحدثت أسيا بغيظ : براحة ياض على الولد خليه ياخد نفسه

آسمر : أنتِ مرات بابايا يا حاجة ؟

أسيا وهي تخلع خفها المنزلي : يا حاجة !! أنا هعرفك الحاجة يا جزمة قديمة

آسمر وهو يجري بأيان : عيب يا مامي أنا مش صغير دا أنا أب لأربعة حرام

أسيا : ومش حرام اللي بتعمله وتقوله يا عاقل

آسمر بتمثيل : غلطة وندماااان عليها

رمت الخف فيه ليضحك قائلاً : ومجتش ومجتش

علت ضحكات الكل وضحك أيان وهو يحاوط عنق أباه آسمر يقبل وجنته واتجه آشقر له يضم خصره

آسمر : حبايبي أنتم الاتنين

عبست جيني وهي تنظر لأباها فاردفت جنان : آسمر

نظر لها فأشارت على جيني ليجلس على ركبتيه وفتح ذراعه الأخر لها قائلاً : جيني تعاليلي

جرت الصغيرة له وضمته ليردف : أنتم التلاته اللي ولادي فككم من الباقي

روز بغيظ : يخربيت التناحة على التفرقة العنصرية

آسمر بمرح : اللي وحشني بزيادة

ابتسمت روز له لتردف بمرح وهي تنظر لإياد : لولا الملامة كنت خدتك حضن

انفجر آسمر ضاحكاً ليردف : معلش متعوضة يا صديقي

إياد بحدة : زودتوها حبتين تلاتة

آسمر : عليك الاستحمال .. مبروك يا روزه على روزا الصغننه

روز باستغراب : روزا روز اة ماشي الله يبارك فيك

آسمر بإبتسامة : روزا هنسميها روزا وهتبقى بنت

ضحكت روز قائلة : أنت عليك حاجات يا آسمر

جنان : طيب يلا اقعدوا نكمل أكل

تجمع الكل حول الطعام وعادوا يأكلوا في جو مرح، وعمت السعادة على الجميع أخيراً وبعد طول غياب ... نظر آسمر لأخاه بفرحة لأول مرة يجده يضحك من قلبه، يقبل رأس ابنه ويضمه باشتياق حقيقي وهكذا مر الوقت في سعادة

**********************

بعد مرور ثلاثة سنوات ونصف
زفر آسمر ببرود وهو يتجه للأريكة يجلس غير عابيء لإشتعالها بغيظ يتصنع اللامباله متجاهلا رغبتها الشديدة في البكاء

جنان بعصبيه وحدة : رد عليا انا عملت ايه بطل اللامباله اللي بتقتلني دي يا آسمر
+

آسمر ببرود : قولت مفيش حاجه يا جنان

جنان بجنون : ازاي مفيش حاجه وأنت بتتجاهلني ... آسمر أنت بقيت بتكرهني بقيت تمل مني رد عليا هتسبني

نظر لها ولم يتحدث فشعرت انه يؤكد كلامها بطريقة غير مباشره فسمحت لدموعها بالتحرر والسقوط

جنان بزهول : يعني صح ؟

خرجت شهقه خافته منها دون اراده فكتمت فمها وهي تبكي لينظر لها بزهول ... هل صدقت؟!  وجدها تندفع للخارج فوقف واتجه لها يمسك يدها قبل أن تخرج ثم جذبها لحضنه يشتم نفسه فهذه لا ينفع معها أي موقف 

آسمر بصدمه : يخربيت الشيطان يا مجنونة يا بنت المجانين بتعيطي

جنان ببكاء : ابعد عني مش أنت عايز تسبني ابعد

آسمر باستغراب : مين قال كده ؟

جنان بحزن : أما أنت سكتت أكدت كده .. كأنك تقصد كدة حرفياً وبتأكده

جذبها وجلس وهي بجانبه ليجذبها لحضنه، قبل جبينها لتخرج منه تنهيدة طويلة حين كاد يتحدث وشعر بمدى غباء تفكيره

آسمر بحمحمة : هو ايه اللي بيقع في الحب في جسمنا

خرجت شهقه باكيه منها وهي تقول : قلبنا

آسمر وهو ينظر حوله بتوتر ممزوج بخجل : احم يعني أنتِ من يومين هزرتي مع يوسف وفكرت يعني أنتِ جواكي قلب ناني فأنا يعني قولت .....

جنان بصدمة ومحاولة الاستيعاب : قصدك اني احب يوسف يعني

اومأ مؤكداً بصمت وعادت أفكاره تلك تتملك من رأسه،  انفجرت ضاحكه وباكيه في أن واحد أيعقل ما يقول ؟!! عقد آسمر حاجبيه باستغراب مجنونه هذه أم ماذا ؟!! ... ليعود ويفكر ترى متى كانت عاقله هذه الجنان !!

آسمر بغيظ : جنان

جنان بغيظ : يعني أنت معكنن عليا كل ده عشان كده

آسمر بخفوت : خايف

احتضنته بقوه وبكت قائله : انا كنت بعيط بليل بسببك يا آسمر

آسمر بهدوء : آسف

ابتعدت ونظرت لعيونه قائله بصدق وهو يستمع لها ويده تزيح دموعها

جنان : المجنونة وقعت في عشق الآسمر مش بس بقلبها لا دا بروحها وعقلها كمان عشق مجنونة الآسمر عشق الروح

نظر لوجهها نظرة شامله هائمه وابتسم، اقترب منها وقبل جبينها  ثم حضنها بقوة ..... غبي وهل بعد كل هذا العشق تحب غيره !! كف عن جنانك يا آسمر

*******************

في شقة إياد
غط إياد في نوم عميق غير سامح لها بالفرار فهو يضمها بقوة وهي تلعب بخصلاته الناعمه الغزيره كأنه ابنها وليس معشوقها .... مجرد مواقف نفعلها ونظن اننا لا نقدر علي جعل القلوب كما كانت لكنها تعود أفضل، تنهدت بهدوء وهي تقبل شعره

روز بحنيه : إياد حبيبي قوم .... إياد الولاد هيهبلوا مامي اسيا وآيه قوم بقى

إياد بنوم : نامي يا روز وسبيني انام

روز بعبوس : عشان خاطري

فتح عيناه ونظر لها بضيق واضح ثم جز علي اسنانه، داعبت لحيته وطبعت قبله هادئه علي وجنته وابتسمت بإتساع

روز بهمس : بحبك

إياد وهو يداعب انفها بأنفه : وانا مش بحبك انا بعشقك وبتنفسك ومجنون بيكي ..... وبغير عليكي من آيان وهادي اخوكي واي شاب خلقه ربنا

روز بمشاكسه : ومش بتغير عليا من جوزي

إياد بوقاحه وهو يجلس ويضمها : ما تيجي نشوف الموضوع ده قبل ما ننزل

روز بغيظ : إياد الولاد

إياد بتمتمه سمعتها : أبو الولاد على اللي فكر يجيبهم الف مره

انفجرت ضاحكه بصخب فابتسم رغما عنه، وقفت مبتعده ليردف بضيق : ما تقعدي معايا شوية كمان يا روز

نفت برأسها لتردف : مينفعش اتأخرت أوي كفاية عليك كدة ولادنا وعيلتنا ليهم حق

إياد وهو يضيق عيناه : هو أنا كلت حقهم يا ست روز

روز بضحك : محصلش مش واخد مامتهم منهم أبدا

إياد : مامتهم واختهم ومرات ابنهم وحاجات كتيرة بس مليش دعوة

روز بهمس وهي تتجه للحمام : أناني

إياد وهو يعيد رأسه للخلف : أوووي

*****************

في شقة أحمد
وقف أية تفعل كريمة للأطفال فهي تعلم ان جميعهم يحبوها، وقفت معها روزا تلك الصغيرة المتملكة المغرورة التي تملك كل صفات والدها بشكل والدتها ... مسكت روزا يد آشقر ورفضت تركه
1

آشقر بضيق : روزا عايز اطلع انام

روزا بنفي : تؤ انا عيط ااااه وبابي آثمر زعق تتيل ليك .. أنت حُل "حُر"

آشقر بتمتمه : بتهدديني ماشي

حملها بين يديه وخرج بها وهي تصرخ، فضحكت آيه وهي تضرب جبهتها لتشعر بيدين قويتين تحاوط خصرها

آيه بخبث : بس يا حبيب ماما بقى كده مينفعش

آنس بغيره وهو يحاوطها اكثر : حد بيعملك كده ؟

آيه بتفاجيء مصطنع : ايه ده آنس

ادارها له وسند بها علي الثلاجه، ضغط بجبينه علي جبينها

آنس بتوعد وهمس لازع : ردي يا بنت ياسر وإلا .....

آيه بخوف : والله بهزر معاك ماحدش بيقرب

آنس بهيام وإبتسامة : بحسب

آيه بتوتر حين اقترب : آنس بتعمل ايه ؟

آنس بهدوء : بعمل كده

واقترب قبلها بينما تحرك اعينها بعشوائية في المكان، تشعر ان آسمر كالعادة هو من يحرجهم

الياس وهو يدخل : ماما الحقي بنتك ايلين تعيط اوي عااا عااا وتيته فاشله مش عارفه تقولها اثكتي

اتسعت أعين الصغير ببرائة، وفتح فمه واضعا يده عليه وآنس يقف بجانب آيه التي اصبحت مئة لون

آنس بتوتر : روحي يا آيه لابنـ .....

الياس وهو يضيق عيناه : الأول كنت بتعمل ايه

آنس بتعلثم : كنت عين ماما كان .....

الياس وهو يحرك اكتافه : مش عارف ليه كلكم بتكذبوا الا بابا آثمر بيقول الحقيقه

آنس بغيظ : وبابا آسمر بيقول ايه بقى

الياس ببساطة : بابا آثمر بيقول ببوثها من بؤقها مش بيكذب ذيك وذي بابا إياد
1

آنس لآيه بصدمة : شوفتي تربية آسمر عشان تبقي تقولي تربية آسمر احسن منكم انتم صاعبين اهو فسد طفل لسه الكلام واقع منه

ضحكت بكل صوتها وهي تخرج لتلتقط ابنتها الصغيره بين يديها لتبدأ الصغيره في التوقف عن البكاء

****************

في احد المنازل التي تتميز بشكلها العصري
جرت الصغيرتان ببطء فهما لم يصلان للعام ونصف بعد، حمل الرجل واحده والسيده الأخري ودارا بهما ليجذب الزوج خصرها ويقبل جبينها بتطويل وقبل وجنة صغيرته بحنية

"الله سبحانه وتعالي يكتب لنا الأفضل ونحن لا نشعر،  أحياناً نعترض وأحياناً نعارض بعضنا لما لا نمتثل لما كتبه الله لنا بالتأكيد به الخير .... فقط ان حدث شيء قولوا الحمد لله وانتظروا عوض الله الذي يوماً ما سوف يأتي "

سعد بغمزه : بحبك يا ابيض

سالي بهمس وضحكة بسيطة : أنا أكتر

كنزي وهي تصفق : ببا ببا

ثم فتحت ذراعيها له لتردف سالي : أة يا جزمة وأنا اللي بقول إنك أقرب ليا

ضحكت الصغيرة حين حملها سعد مع الآخرى، ليقبل وجنتي الاثنتين فقبلته كنزي ليبتسم

سعد باستغراب وهو ينظر حوله : كريم فين ؟

سالي بإبتسامة : هتلاقيه جاي كان خارج مع اصحابه

كريم بمرح وهو يدخل : انا جيت

سالي بضحك : نورت البيت

احتضنته سالي بحنية فقبل رأسها وابتسم ..... حين أخذ الله منه والدته رزقه بمثلها وربما افضل في التعامل فهي تتعامل كصديقة له قبل أم

سالي تطلقت من يوسف بعد سنه من وفاة ناني فهي لم تعد تحتمل وضعه الجديد، حسناً هي محقة فهو أصبح غير طبيعي .. تركت له ابنائها بعد زواجها وحلوها بالود بينهم، سالي تزوجت والدة سالي رفضت الاحتضان فذهب الاحتضان لوالدة يوسف التي تنازلت لابنها عنها

تزوجت سعد بعد ست شهور من طلاقها من يوسف ورزقهم الله بتوأمين "كنز وكنزي" .. ظلت علاقتها مع يوسف قائمة على الود والتفاهم، حاولت إظهار هذا لولديها لكن لم يرد سفيان رؤية هذا فكل ما يراه هو عائلته التي دُمرت أولاً بسبب ناني وثانياً بسبب سعد لكن ما باليد حيلة فهذا هو القدر وذاك هو النصيب

كريم في أذن سالي : انا جعااااان

سعد بضحك ومرح : أقولك تعمل ايه ومتزعلش

سالي بضحك وهي تضع يدها على أذنها : بقينا نسرق كلام من بعض

سعد وهو يلصق جبينه بجبينها : عندك اعتراض

سالي بإبتسامة : وانا اقدر .... ثواني والأكل يكون جاهز يا حبيبي

كريم بغمزة : أنتِ اللي حبيبتي

*******************

في منزل يوسف
قبل جبين ابنه الذي نام بجانبه وظل ينظر لملامحه فيبدو أنه سوف يكون شديد الوسامة، منذ صغره ملامحة شقية ويمتلك الكثير من علامات الجمال .. ابتسم ليعود ويقبل جبينه ثم سند رأسه للخلف ليشعر بها

ناني بهمس : وحشتني

يوسف بإبتسامة : أنتِ اكتر

طبعت قبله علي ذقنه وهي تضمه : وسييييم اوي ابنك

يوسف بحده وغيره : ناني

قرصت وجنتاه بمشاكسه قائله : غيووور

يوسف بإبتسامة هائمة : بس بعشقك ..... مش هانت بقى

ناني بتنهيد وضيق واضح : قولتلك لسه بدري يا حبيبي طولة العمر ليك يا رب

يوسف بيأس من حياته وحزن : بس انا تعبت بقالي اكتر من اربع سنين بموت بالبطيء .... والله العظيم تعبت

قال اخر كلامه بعذاب قوي فنظرت ارضا وتمردت دموعها بعذاب كدموعه التي شرعت بالتمرد

يوسف بألم دفين : ناني الحياة وحشه اوي وصعبه من غيرك

ناني بحزن : يا ريتك ما قابلتني يا يوسف

يوسف بحب يلمع في عيناه : كانت هتبقي اسوأ انا بسأل نفسي ازاي كنت عايش قبلك يا ناني ..... أنتِ احسن حاجه حصلت في حياتي

ناني : بس أنت بتتعذب

يوسف : نارك ولا جنة الدنيا كلها يا ناني

ليردف بحزن ورجاء : جايز أنتِ اقرب لربنا مني ادعي ياخدني عنده

ناني بإبتسامة وهي تمسك يده : لو ربنا اراد هتيجي بس اصبر وما صبرك الا بالله

هز رأسه مقتنعاً بحديثها وحضنها بقوة كأنها حقيقية وليست مجرد هامش يتخيله ولا احد يراه سواه .. ربما كتب عليه العذاب الأبدي لكن رؤيتها هذه تهون عليه الكثير
2

****************

في منزل هارون
تجمع ثلاثتهم على الطعام ورولا تجلس بجانب صغيرها الذي يمتلك قدر كافي من الهدوء، بدأت تطعمه بنفسها وهو ينظر لها ولا يتحدث .. رفعت رولا رأسها لتجد هارون يتابع الاثنان فابتسمت لها باستغراب

رولا باستغراب : خير يا حبيبي ؟

هارون بإبتسامه : بستغرب ساعات فرحتك بيه للدرجه دي مع انك كنتِ .....

رولا مقاطعه إياه بحزن : غبيه في حقه صح ؟

هارون بحنيه وهو يجذبها ليقبل شعرها : تؤ

رولا وهي تداعب خصلات ابنها الناعمه : دا الفرحه اللي ربنا بعتها لينا يا هارون بعد صبر طويل .... ازاي يجي للناس قلب تقتل روح حتي لو لسه نطفه لمجرد قول انه غلطه .... تؤ الطفل مش غلطه وقتها الطفل رزق من ربنا بس احنا اللي بنفكر غلط

هارون بمرح وهو يقف ويحمل هادي : مش كل الأطفال ذي ابني البطل

ابتسم الصغير ليقبل هارون وجنته بتطويل ثم نظر لها لتقف وتمسك الطبق في يد والملعقة في الأخرةى

تحدث هارون بإبتسامة : ربنا يخليكم ليا ويخلي روز كمان ليا

رولا وهي ترفع الملعقة له : اللهم امين يا رب .... كُل يلا يا حبيبي

هادي : لا خلاث قوم اعمل واجب حتانه يا مامي ... ممكن يا بابي

هز هارون رأسه بإبتسامة وهو ينزله ليذهب الصغير بينما نظرت رولا خلفه وابتسمت باستغراب فحقاً ما زال صغير على الحضانة وحب الدراسة والحفظ فهو ما زال لديه مشكلة في الحروف لكن هذا ليس عائق

رولا : بسم الله ما شاء الله متفائله هيبقى عبقري وهيقدر يعمل أكتر مننا

هارون بإبتسامه : وأنا كمان متفائل أنه في يوم هيبقى أصغر مدير مستشفى وهيعمر أكتر

رولا بإبتسامة : ربنا يكتب ليه الأحسن

هارون بتنهيد : أمين .... بقولك

رولا وهي تنظر له بإنتباه : نعم

هارون بحب : بعشقك

حاوطت عنقه لتردف بإبتسامة : أنا أكتر بكتير

حاوط خصرها ليقبل جبينها بتطويل وعشق واضح يلمع في عينيه

********************

في منزل رأفت
السعادة عمت في حياة رأفت وانجي ولا نقدر على قول أنهم نسوا الماضي بكل ما فيه لكن ما نقوله هو أنهم سعداء الأن ولا يؤثر عليهم الماضي مقدار ذرة واحدة، لقد رزقه الله في البداية بطفل واسماه زياد ثم رزقه بتوأم "لين وليان"

وقفت لين أمام والدتها تحاوط خصرها بيديها وتتحدث بعبوس وغيظ ممزوج بحزن

لين : مامي وحشه اوي اد الدنيا

انجي بمرح وهي تقرص وجنتها : انا يا لماضة

لين وهي تدفع يدها بعبوس : ايوه أنتِ ابعدي ايدك مش ياضيه(راضيه) تدي يين فياوله(فراوله )

انجي بضيق : خلصتيها يا لين مش هعرف اعمل الكيكه

ومسكت طبق الفراولة تريها إياه، تحدثت التوأم الأخرى التي لا تشبهها نهائي فهما توأم غير حقيقي

ليان بعصبيه : ادي لأختي فراوله يا مامي

انجي بحدة وغيظ : انتم اتفقتوا عليا يا ولاد رأفت

زياد وهو يصفق ويقفز عدة مرات : رأفت جيه رأفت جيه

رأفت بغيظ : رأفت مين يا ابن المجنونه

حمل لين التي يعشقها لا يعرف لما ربما لأنها تشبه امها كثيرا وقبل وجنتها الممتلئه بطفولة وروعة

رأفت بتساؤل : الدموع بتجري في عين ليني ليه ؟

لين بحزن : مامي مش ياضيه تدي يين فياوله

رأفت بمرح وهو يعيد تقبيل وجنتها : يا خلاثي علي اللته العسل يا ولاد

عبست ليان ونظرت ارضا، دائما يأتي علي لين فشعرت به يحملها ويدور بكلاهما لتعلوا ضحكاتهم ثم وضعهم ارضا ليذهبوا ثلاثتهم

رأفت بصوت مرتفع : كله علي اوضته يلا يا غجر

زياد وهو يلتفت بطفوليه : أنت والمجنونة غجر

نظر رأفت له بحدة ممزوجة بغضب فجرى الصغير، كاد رأفت يجري خلفه ويريه لكن انجي مسكت ذراعه تمنعه من الإكمال

انجي بهدوء : رأفت هيكرهك

رأفت بحدة : عجبك طولة لسانه

انجي باستفزاز : ذي ما عجبك دلعك للين

دفعها للمطبخ وحاوطها بذراعاه قائلاً : عارفه بدلعها ليه ؟

انجي بضيق : عشان حبيبة القلب

رأفت بإبتسامة وغمزة بسيطة : تؤ عشان شبه اللي خطفت قلبي

انجي بخبث : روز يعني ؟

رأفت بضيق : اممم أنتِ شايفه كده

انجي بقوة : وابو كده كمان

حاول تخفيف حدة الجو ليردف : دا أنتِ عايزه اثبات بقى

انجي بجديه : روز يا رأفت بتعني ليك ايه ؟

رأفت بهدوء : إياد بيعني ليكي ايه ؟

تنهدت قليلاً فهي لا تعرف : مش عارفه بس اللي اعرفه اني بعشقك عشق محستوش مع إياد يمكن عشت من غير إياد بس من غيرك مفيش حياة

رأفت بتنهيد : الفرق بيني وبينك ان إياد اول حب انما أنتِ الأول والأخير

حاوطت عنقه دون اجابه ودفنت وجهها به فحاوط خصرها بصمت، حقا يود ان تتحدث تقول شيء تزيل شكوكه اكثر

انجي بإبتسامة وهمس : أنت مش الحب الاول أنت العشق الأول يا رأفت بالنسبه ليا .... بعشقك وبجنون

دفن وجهه بعنقها لتأتي علي ذاكرته ناني وتذكر كلامها "كل الانتقام باديء عشان مين انجي وانجي حره روح ليها عوضها عن حبها وعوض نفسك عن عمر ضاع وسيبك من روز وإياد خليك حاجه انا خسرت كتير الحق نفسك قبل ما تخسر زيي يا رأفت"

تذكر انها اخبرته اول بنت ناني لكن آسمر سبقه وحين اخبرته حبها لإسم لين فدفن وجهه بعنقها واختنق بالدموع

رأفت : انجي متسبنيش

ضمته اكثر فهي تعلم حين يقول هذا يكون يفكر في واحده فقط وهي ناني .... لم تكن تعلم انها تعني له الكثير هكذا

انجي بحزن : ادعيلها بالرحمه يا رأفت

رأفت بتنهيد : ربنا يرحمها ويعوضها خير في الجنة

********************

في منزل الأدهمي
انتهت جميلة من وضع الطعام، اتجهت حيث تجلس شيرين في غرفة ابنتها .. نظرت لها بحزن فهي تبدو أكبر من جميلة وحدث لها جلطتين من كثرة الحزن على ابنتها

جميلة بدموع : شيرين

رفعت وجهها لتردف : نعم

جميلة : الأكل محطوط قومي عشان تاكلي

شيرين وهي تمسح دموعها : حاضر هقوم

وضعت صورة ابنتها واتجهت للخارج، جلست على كرسيها تتناول طعامها وعادت الجهة الشمال تؤلمها

جميلة : شيرين جنان في حياتها وأنا معتش ليا غيرك بعد ربنا عشان خاطري ارحمي نفسك

شيرين بحزن : يا ريته بإيدي يا ماما والله حاولت كتير أعوض فراقها بجنان أو ناني الصغيرة أو جيني بس مش قادرة أقبل حد .. أنا تعبت من التعب والزعل بس مفيش حاجة قادرة تخليني أنسى قهرتي على بنتي يعني أما أبقى في السن ده وبفكر في الانتحار

جميلة بدموع : استغفري كتير ومتقوليش كده يا شيرين وغلاوة ناني

شيرين بحزن : متقلقيش مش هعملها .. أساساً مش هحتاج هانت وكله هيعدي وهينتهي وأروح لبنتي حبيبتي

أكملت طعامها وعادت لغرفة ابنتها تبكي بحسرة على خسارتها بينما نظرت جميلة لشبحها فشيرين طوال حياتها جميلة وقوية، تعلم مدى تعلقها بناني وكان دائما لديها قوة تخبر بها الجميع أنها مازالت موجودة برغم إشهار موتها لكن حين ماتت ناني حقاً فقدت كل شيء مع فقدانها .. ربما هذه نتيجة التمييز يا سادة

وقفت واتجهت للغرفة لتجد شيرين تتحدث قائلة : يا حبيبتي يا ناني معقول مش هترجعي وتقوليلي كنت بعمل فيكي مقلب

لتكمل بدموع تنساب : مستنياكي لحد يوم ما أموت .. مستنية أشوفك واقفة وبتضحكي .. مستنية اللحظة اللي هتاخدي بإيدي فيها للجنة يا قلب وروح مامتك

سندت رأسها على سرير ناني ومسكت كتفها الأيسر تنظر أمامها وهذا هو حالها منذ أكثر من أربع سنوات، وجع لم تراه جنان يوماً فهي قليلة المجيء وحتى إن أتت لا تريها شيرين نفسها هكذا فهي تريها الجزء الأفضل من الحكاية ... لم ترد أن تعكر عليها صفو سعادتها للحظة فتركت السيء لنفسها ولجميلة والحلو لجنان وعائلتها، لم تحزن لتكملة جنان حياتها بعد أختها افضل وكأنها لم تكن على الحياة فهي لم تعد شيرين السابقة .. قد قام الزمن بتغيرها فهو لا يبقي أحد على حاله أبداً

*********************

في منزل السلحدار
كالعادة مؤخراً أصبح آسمر يُعلم آشقر بعض الأساسيات في الدفاع عن النفس وداخله يتمنى أن يصبح جميع الشباب ظُباط كوالده وهو وأخواته ... حاوط عنق آشقر من الخلف ليوقعه أرضاً وكاد يلكمه في صدره، دفعه آسمر بحدة والأخر يجز على أسنانه

آسمر بغضب : استرجل ياض ... قوم بدل ما تبصلي كده آشقر هكسرلك سنانك

وجد يد صغيرة تدفعه وتجذب آشقر الذي ينام أرضاً وتحضنه حين جلس، ابتسم آشقر وهو يضع يده على ظهرها ويقبل وجنتها

روزا بغيظ طفولي : مش تثحل انا هضلب بابي آثمر عشانك

آسمر بزهول : تضربيني انا يا بنت الكلب

إياد بمرح : عيييب تشتمني

روزا بعصبيه وهي تحاوط خصرها بيديها : أنت بتضلب حبيبي ليه انا هتجوثه اما اكبل وهثحلك لو ضلبته تاني

آسمر بغيظ : هتضربيني وهتتجوزيه كمان وانا اللي كنت هتجوزك يا واطيه

روزا : لا هتجوث حبيبي ده مش أنت

وقبلت وجنه آشقر الذي يتابع بضحك فهي بالنسبه له لن تكون اكثر من اخت صغيرة لا غير، وهو يحب حركاتها هذه ويخبرها أنه سوف يتزوجها كنوع من أنواع إرضاء الملكة روزا ... دق جرس الباب ففتحته روز وابتسمت وهي تخرج جيني له فعلموا من هو

آسمر بصوت مرتفع : ادخل يا يوسف

يوسف بهدوء : مره تانيه

مسك يد الصغيرة التي زاد تعلقها به عن أهلها فهو حنون في حقها، أخبر آسمر الصغيرة أن ناني أمها وذهبت في مكان أفضل وجنان أيضاً أمها .. وبرغم أنها لم تستوعب الكثير إلا أنها استوعبت أن يوسف أباها كآسمر

نزلت مع يوسف وركبت السيارة بجانبه تتحدث معه عما حدث منذ أن تركته في أخر مرة كانوا سوياً وهو يستمع بإبتسامة لا تفارق شفتيه

مسك آسمر يد جنان وجذبها للخارج فعقدت حاجبيها باستغراب وهي تقف وتحاول فك يديه عنها

جنان باستغراب : في ايه ؟

آسمر بهدوء : تعالي عايزك

جنان بتساؤل : خير ؟

آسمر : امشي بس

سحبها وصعد حيث الأسطح بينما جلس إياد وحاوط اكتافها ينظر للأطفال، مع مرور الوقت يزداد تعلقهم وحبهم وبات الخوف من الموت ومن الحب شيء ساخر فلنعيش اللحظة يا سادة

روز وهي تشير على روزا : شايف بنتك

إياد وهو يدفن وجهه بعنقها : ذي مامتها

روز وهي تضيق عيناها : قصدك ذي باباها

لتكمل بإبتسامة : عايزه اقولك حاجه

داعب انفها بانفه قائلاً بإبتسامة : هقولك انا

وتحدث الاثنان سويا : انا مهوس/ه بيك/ي

وطبع قبلة حنونة علي جبينها فالتفتت له وحاوطت عنقه ليرفعها عن الأرض ويدفن وجهه في عنقها

في المطبخ
شعرت بمن يضمها ويقبل عنقها بتطويل دافنا وجهه به، وانفاسه تلفح عنقها ... لقد عوضها الله به بعد مرار عاشته في البداية مع أهلها ثم اكملته معه لكن حان الوقت التي يعوضها عن كل هذا

آنس بإبتسامة : جيت اقولك حاجه

آيه بهدوء : قول يا حبيبي

آنس بمرح وغمزة بسيطة : ابو الهول نطق علي ايدك

آيه بضحك : دا ابو الهول عنده مشاعر عنك يا اخي

اطلق ضحكة طفيفة قائلاً : مقبوله منك

آيه باستغراب : دا بس اللي هتقوله

آنس ببساطة : اممم واه بعشقك بجنون

آيه بهمس وهي تضمه : انا اكتر

*******************

في المقابر
وقفت جيني بجانب يوسف أمام قبر والدتها ترفع يديها وتقرأ لها الفاتحة بطفولية كما قام يوسف بتحفظيها إياها .. بدأت تتحدث معها

جيني : ربنا يرحمك يا مامي يا حبيبتي وتكوني في الجنه ... انا وبابي يوسف هنجيلك يا مامي ونعيش سوا كلنا

يوسف وهو يجلس علي ركبته : بعيد الشر عنك يا حبيبتي

وقبل خصلاتها الحمراء ونظر لأسم ناني المزخرف وبدأ يتحدث

"يوما ما سأتي لك يوما ما لن تقدري علي ابعادي عنك يوم ما ستكتمل قصتنا يوما ما سأبكي بين احضانك ولن تقدري علي جعلي اتوقف يوما ما سوف احققك حلمنا يوما ما سوف احكي عن حبنا عن غرامنا ساخبر اولادنا يوم زفافهم عن احلامنا يوما ما سوف احكي عنك "

مسح دمعه تمردت منه ووقف، قبض علي يد الصغيره وذهب وهو يشعر بقلبه ينشطر حين يتذكر انه لن يكمل معها

جيني وهي ترفع وجهها له : بابي

يوسف : نعم

جيني بتساؤل : بتحب مامي قد ايه ؟

مسك يدها ورسم بإصبعه علي كفها الصغير علامة اللانهائي ليردف بإبتسامة : العلامه دي معناها لا نهائي وحبي انا وناني كذلك لا نهاية له عشان نقدر نحدده مش هنقدر

ابتسمت بطفولية ومشوا ليشعر بيد اخري بداخل يده فنظر لها وقبل جبينها ... جبين هامش يا سادة لا يراه سواه ولا يحتاج أيضاً أحد لرؤيته سواه

ناني بإبتسامة : بعشقك يا ابن الصياد

يوسف بدون صوت : مش اكتر من عشقي يا ملكة قلبي

ناني بحزن دفين : سامحني علي امل اديته ليك وطار

يوسف بإبتسامة : الأمل ده هو السبب اني عايش

ومن قال ان قصتهم حزينه فهو يعيش علي ذكري قام بإحياء حياته الجامدة الخالية من أي ملاذ بدلاً من السابق ... ارادة ربنا أقوى وحين يبلي يلهم الصبر ولا نقوب سوا أن الله دائماً ما يختار لنا الأفضل

يوسف : الحمد لله علي كل شيء ... الحمد لله دائما وأبداً

********************

جلس آسمر على السطح مربع ارجله وهي امامه كذلك، رفع كفيها بيده وطبع قبلة علي باطن يدها اليمين بحنية ثم أعادها على باطن يدها اليسار

نظرت حولها باستغراب لتردف بضحك : جايبني هنا ليه ؟

آسمر بإبتسامة : كنت عايز نكلم حد هو سر سعادتنا

جنان باستغراب : مين ؟! ناني صح ؟

امتلئت عيناها بالدموع وابتلعت ريقها ليجذبها من عنقها ويقبل جبينها بتطويل

آسمر بمرح : هششش مش عايز دموع مش بحب الزوجه النكديه انا زوج فرفوش يبقي مراتي ايه ؟

جنان بضحكة طفيفة : فرفوشه

آسمر بإبتسامة : حصل

ورفع رأسه للسماء واغمض عينه ليبدأ بالتحدث مع ناني وداخله يشعر أنها تسمعه، حسناً فهو يفعل هذا كثيراً وبرغم الفترة القليلة التي قضوها سويا إلا أنها استطاعت أن تصبح صديقة جيدة له

"شكرا اوي يا ناني شكرا علي السعاده اللي سبتيها ليا شكرا علي قلبك اللي مخلي حبيبتي جنبي ..... سامحيني علي لحظة ايدي اترفعت فيها عليكي سامحيني علي دموع نزلت منك بسببي حتي لو السبب الأساسي كان اي حد فينا، اسف إني مقدرتش أكمل صورتي الحلوة في عنيكي يا ناني أسف حقيقي "

تنفس بقوة وهو يفتح عينه وينظر لها، وجدها شاردة الذهن

"أنا مش قادره اقولك غير شكرا وبحبك اوي وفي كل نفس أنتِ فيه يا ناني .... ناني سامحيني سعادتك مكنتش بتكمل بسببي حقيقي أنا أسفة ليكي "

تذكرت حين اخبرتها عن يوسف امنيتها وقتها كانت أن تفرح لفرحها لكن ما حدث كان غير التوقعات

"هكذا هو الإنسان لا يدرك قيمة من حوله الا عندما نفقدهم .... نتمني ان يعود بنا الزمن لنخبرهم كم نحبهم لكن يكون الاوان قد فات"

مسح دموعها بإبهاميه ليردف بإبتسامة وجدية : اقولك علي حاجه

جنان بهدوء : قول ؟

آسمر بمرح : الدنيا مش محتاجه

اطلقت ضحكة رنانة لتردف : مجنون بس بحبك أووووي يا آسمري

آسمر بخبث : ايه ده انا مش بحب الكلام بحب الإثبات

جنان باستغراب : ازاي ؟

وقف وحملها بين يديه قائلا : هشرحلك يا قلب آسمر

جنان بضيق : آسمر

آسمر بعشق : نعم يا قلب وروح آسمر

ليكمل بغمزة : يا مجنونة الآسمر

حاوطت عنقه قائله : انا بعشقك

آسمر وهو يداعب انفه بأنفها : وانا بتنفسك

وهكذا مرت حياتهم عبارة عن عشق وجنون وحافظ الآسمر علي مجنونته بين احضانه ولم يسمح للظروف ولا للحياة بتدميرها وتوقف القلم عن كتابة قصة الآسمر ومجنونته حين عمت السعاده علي حياتهم

******************

تمت بحمدلله

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات