رواية حلمي الوردي كاملة جميع الفصول

رواية حلمي الوردي للكاتبة فيروز عبدالله هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية حلمي الوردي، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية حلمي الوردي كاملة جميع الفصول

رواية حلمي الوردي من الفصل الاول للاخير بقلم فيروز عبدالله

+ألو يا حبيبى انت فين ؟ 
بضيق : هكون فين يا لين يعنى ، متهبب بشتغل .
لين بحنية : طب اهدى يا سراج ، أنا بس كنت بطمن عليك .. 
سراج : واطمنتى كدا ؟! اقدر اقفل بقا علشان اخلص الى فإيدى ؟
لين : آه ...مع السلامة يا حبيبى 
قفل هو الأول كالعادة ، وقفلت وأنا مبتسمة لما سمعت صوتة كالعادة بردة .. هو سراج عصبى و خلقة ضيق .. لكن  قلبة طيب والله .. 
لبست راس الدبدوب ، اصل النهاردة فية حفل خيرى ، عاملينة للاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة .. وكنت متنكرة فى زى ميكى ماوس .. 
لعبت كتير معاهم ، وكنت بحس أن قلبى بيضحك كل ما بشوف إبتسامة على شفايف حد منهم ، .. فجأة شوفتة .. شوفت سراج .. وهو بيتمشى مع واحدة ، ضاممها لصدرة .. شفايفة بتتغزل فى ملامحها  ، و قلبة بيهيم حبا فى شخص تانى غيرى ! .. اتكلم عن كسر"ة قلبى ، ولا حسرتى على حب حياتى .. !؟
فجأة لقيتة بيشاور ناحيتى ، بصيت شمال و يمين . . لقيتة بصلى و بينادى أنى اروحلة ! .. 
مش عارفة أزاى دوست على كرامتى وروحت .. جايز قلبى كان بيدور على أى عذر لية ، جايز تبقى فية حقيقة غايبة عنى لما اروح هفهمها ! 
أول ما وصلت ، لقيتة بيوشوشها بحاجة فى ودنها .. وهى ضحكت بمياصة ، اكيد كلام بذىء .. عمرة ما كان هيلاقى فرصة معايا أنة يقولهولى .. فـ راح دور على الى يسمعة برا ! .. 
لما بصلى ، عرفت كويس أن الحب مش بالعافية .. شوفت فعينية لمعة عمرى ما لمحتها فيهم ولو دقيقة وهو معايا .. مع إنى كنت بحتر"ق قدامة علشان يبقى مبسوط ومستريح ، ولكن الواضح أن احترا"قى مش كفاية علشان ينورهم بالطريقة دى ! . . 
قلبى وجـ"عنى وهو بيطلع كام ورقة نقدية من جيبة و بيدهالى فى أيدى .. بيحاول يلعب دور الحنين ، الرقيق قدامها .. كان هيبوسها على خدها ، مقدرتش اشوفة بيعمل كدا .... رمتلة الفلوس فى وشة .. وجريت وأنا ببكى ومش شايفة قدامى 
فجأة خبطت فى شخص .. ووقعنا احنا الاتنين ، الفرق ان كل الناس اتلمت على التانى بقلق و قومتة .. وفضلت أنا واقعة على الارض مش قادرة اوقف دموعى .. 
لما وقف .. بدأ يعدل هدومة ومدلى إيدة علشان يقومنى .. 
فى وسط دهشة الحاضرين .. اتسندت على إيدة علشان اقوم .. ، ولما قومت قالى بصوت كالهمس : ابقى فتح عينك يا متخلف وانت ماشى! .. 
هو كمان ! .. هو كمان بيحاول يرسم نفسة قدام الناس .. افتكرت ، اكيد دا فارس بية .. رجل الاعمال الكبير القائم على الحفلة .. من نظرتة عرفت أنة مش وش خير أبدا ! .. دا مجرد قناع مركبة علشان يكسب الناس مش اكتر .. ! اتسحبت من بين الزحام الى حاوطة .. و رحت فى ركن بعيد ، خلعت راس الدبدوب و بدأت اعيط ، مش عارفة كم من الوقت عدى .. لكن الاكيد أن دموعى الى نزلت كانت كفيلة تغرق المكان بالى فية .. 
لقيت الباب بيتفتح .. وشميت ريحة برفان رجالى .. بعدها طل فارس بية .. كان لوحدة .. 
أول ما شافنى اتفاجأ بوجودى ... لكن ملامحة بقت عادية شوية ، شوية .. طلع علبة سجاير من جيبة وولع سجارة وهو بيقول بضيق : الجو برة يخنق .. الواحد حتى مش عارف يشرب سيجارة ! 
ضحكت على مشكلتة التافهه ، قصاد بلوتى الكبيرة .. لقيتة قرب منة و ضيق عينية وقال : هو انتِ الى خبطى فيا من شوية ؟ 
هزيت راسى .. وبصتلة ، لقيتة إبتسم وقال : متأخذنيش .. أنا بتعصب بسرعة .. طلع منديل بدلتة و ادهولى : متزعليش .. خدى امسحى دموعك .. 
اندهشت من ردة فعلة .. و قولت بتوضيح : أنا مش زعلانة من كلامك .. أنا مش ضعيفة للدرجادى ، أنا محدش هيخلينى أعيط كدا غير .. غير لو كان شخص غالى .. غالى اوى عليا 
عيونى دمعت تانى .. ورفعت راسى ، لمحت سراج ماشى .. فجأة وقف وكان هيبص عليا ، غمضت عينى و وطيت راسى على أمل ميشوفنيش .. بعدها حسيت أن الدنيا ضلمت شوية .. 
فارس بية ، وقف قدامى .. كان بيبصلة بحدة .. لدرجة أن سراج اتوتر ، ومشى بسرعة .. 
إبتسم بسخرية وقالى .. : عيطى براحتك .. هو مش هيزعلك ، وكمان هيحرمك من البكا .. دا يبقى وحش اوى ! 
ضحكت على كلامة .. وكنت لسة هكلمة ،تلفونة رن و لقيتة رمى السجارة فى الارض ومشى بسرعة .. فى الدنيا الواسعة دى ، باين مش هلاقى حد أقدر أشكيلة حزنى ، و وجـ"ع قلبى . . كنت بجر جتتى بصعوبة علشان اوصل لشقتى .. أصلها شهدت كتير ، على مكالمات حب بينى وبين سراج . . واكيد هتضغط على كل جرح فى قلبى لحد ما ينز"ف !
 لما وصلت كنت بليل ، طلعت المفتاح  و فتحت الباب لأنى عايشة فيها لوحدى 
أول ما دخلت و قدت النور .. لقيت سراج قاعد على كرسى و بيبصلى بحدة .. ، مادنيش فرصة استغرب .. لانة جابنى من شعرى و .. 
أول ما دخلت و قدت النور .. لقيت سراج قاعد على كرسى و بيبصلى بحدة .. ، مادنيش فرصة استغرب .. لانة جابنى من شعرى و قال بزعيق :  رجعه البيت فى نصااص الليالى ، كنتِ بتعملى أية يا حيوا"نة ! 
كلماتة كانت بتخنـ"ق روحى ، لدرجة حسيت أن الهوا خلص من المكان ، و مش قادرة اتنفس .. قولت بصعوبة : مـ مكنتش بعمل حاجة .. وحياتك عندى يا سراج ، أنا خلصت الحفلة و جيت هنا علطول .. 
ضحك بسخرية ، و مسابنيش انعم بشوية الراحة الى حسيت بيهم لما غمضت عيونى ، لانة شدنى من شعرى ، وخلانى قصاد وشة .. ساعتها فتحت عينى شوفت عيونة الحمرا .. أى شىء كان هيـ"تحرق قدامها ، مش مشاعرى بس .. ، ثم قال : ولما انتِ مبتعمليش حاجة ، مبترديش لية ! برن علييكى من صباحية ربناا مبتردييش لية يا بنت الـ** ! 
خوفى .. كان بيتحكم فيا ، فى الموقف دا ، كل ذرة شجاعة فيا ، استخبت بعيد .. كنت برتعش وقولت وأنا بعيط .. : كنت قافلاة .. .. لانى شوفتك النهاردة وأنت بتخـ"ونى مع واحدة تانية ..! 
شد فى قبضتة وقال بغضب : وانت هتحاسبينى ؟! .. فووقى يا زفتـ ة ، انتِ عايشة فى خيرى ، البيت الى اويكى دا أنا الى جايبهولك .. فاعمل الى أنا عايزة و انتِ ملكيش حاجة عندى ! 
بص بعيد ، ورجع كمل باستهزاء : آه. .. ولا انتِ مفكرة إن شوية الملاليم الى بتدفعيهم أول كل شهر ، هيخلية بتااعك ! .. لييين متنسيش نفسك .. يا لقيـ "طة يا عديمة الاهل ! 
سابنى اخيرا ، و ايدة مليانة شعر اتقطع من راسى .. قال بعصبية وهو بيشدنى من ايدى لبرا البيت : انا قرفت منك .. المفروض تبوسى رجلى علشان الى عملتة معاكى ، بس لا واحدة طماعة زيك ميملاش عينها إلا التراب .. "زقنى برا " وكمل كلامة : روحى للشارع الى جيبتك منة يا بنت الـ*** .. .. 
وهبد الباب فى وشى .. ، ساعتها دموعى وقفت .. ، فية مواقف حزنها اكبر من أنة يتعبر عنة بالدموع .. فية كلمات مهما كانت عميقة و بليغة ، عمرها ما هتقدر تعبر عن حسرتى ساعتها .. مشيت و الحزن بياكل قلبى ، بينهش فية ... قريب جدا ، مش هيبقى قلب .. هيبقى قطعة خردة لا تصلح لأى شىء . . لا للحب ولا للكره حتى .. 
أنا مشاعرى .. ما"تت .. زى خصلة الشعر الى بتتح"رق من حرارة المكوى ، و تقع .. دا كان قلبى .. 
"أنا يتيمة الاهل .. اتربيت فى ملجأ و اتعلمت كل الى اعرفة فية ، ..لما خرجت ، كملت تعليمى وخدت شهادتى فى التجارة ، اشتغلت وكنت بصرف على نفسى . . لحد ما قابلت سراج ، أول ما شافنى ، اعترفلى بإعجابة بيا . . وربطنى بية وفجأة لقيت نفسى ، أنا البنت الوحدنية إلى عمر ما حد قالها كلمة كويسة .. كل يوم بقت تسمع كلام حلو ، و يجليها ورد و هدايا ، جمال الحب_او الى كنت فاكرة أنة حب_ سيطر على قلبى .. وضحك على عقلى الاهبل و خلاة لعبة بين ايدين سراج .. 
قالى : مش عايزك تشتغلى ، هتقعدى فى البيت .. هيبقى معايا نسخة من المفتاح ، هعرف كل كبيرة وصغيرة بتحصل متتعامليش مع حد .. أنا الى ليا الكلمة هنا .. كل حاجة اقولها تنفذيها .. وأنا قولتلة بابتسامة : حاضر .. الى تشوفة .. 
سيبت شغلى، وحياتى .. علشانة ، جابلى بيت بدل الاوضة الى كنت مأجراها .. واتفق مع صاحبة على إيجار رخيص .. كنت بدفع تمن قليل فعلا قصاد قعدتى فية .. ساعتها شوفتة بطل و منقذ دخل حياتى .. واتعلقت بية اكتر .. 
وفضلت فى وهم الحب .. رغم كل العصبية والتحكم ، والشك الى كان ميعشنى فيهم ليل نهار . . لحد ، لحد دلوقتى .. 
سلب منى الحياة و عيشنى علشانة ، عمانى عن كل حاجة بتحكماتة ، بقيت مش عارفة للحياة طريق من غيرة ، .. وفى الاخر .. رمانى و بيقولى عيشى .. اعيش أزاى لوحدى .. وأنا زى العيلة الى سابت ايد مامتها وتاهت .. وسط عالم كبير متعرفش فية حد ! "
قعدت على الرصيف وأنا مش مستوعبة أى حاجة .. فجأة نور عربية ضرب فى عينى جامد ، ببص ناحيتة لقيت العربية واقفة جنبى و نازلة منها ست ، العز باين عليها .. قربت منى و نزلت ايدها المقفولة على فلوس .. مفكرانى شحاتة .. 
رفعت وشى وأول ما شوفتها .. قومت وقفت ، وعيطت من غير ما احس ، واترميت فى حضنها.. مكنتش مصدقة نفسى .. دى دادة حليمة ، الى ربتنى وأنا فى الملجأ .. اقرب حد لقلبى 
مصدقتش هى كمان عينيها ، وبادلتنى الحضن .. وهى بتعيط ، اصلها رقيقة القلب ، عطوفة .. قالت : لين ؟! .. قاعدة هنا لية يا بنتى ، داحنا بقينا وش الفجر ! 
متكلمتش ، عيطت اكتر و شديت فى حضنى ليها ..  ، و مكنتش عايزة اطلع منه ، مسكتنى من ايدى جامد ، و ركبتنى معاها العربية .. ، كانت عربية بسواق ..، قالتلة الدادة حليمة : على القصر يابنى .. 
فى العربية ..  بدأت اهدى ، شوية ، شوية .. لحد ما كنت قادرة اتكلم ، حكيتلها كل حاجة .. وهى فضلت سامعانى و مقاطنعيش .. لما حكيت كل الى فنفسى ، قالت : ربنا بيعوض يا بنتى ، صدقينى .. كل دا من النهاردة هيتغير ، انتِ هتعيشى معايا ، أنا بشتغل عند عيلة غنية أوى و ليا معزة عندهم ، دا أول مرة اطلب منهم طلب ، لما يسمعوا قصتك اكيد هيوافقوا .. ، مش عايزة اعتراض يا لين .. 
وصلنا القصر ، طلعت مع دادة حليمة .. 
أول ما الباب اتفتح .. ، لقيت فارس ، ايوة فارس بية .. جاى وعلى وشة ابتسامة وبيقول : اتأخرتى أوى يا.... 
ابتسامتة تلاشت أول ما شافنى و .. 
أول ما الباب اتفتح .. ، لقيت فارس ، ايوة فارس بية .. جاى وعلى وشة ابتسامة : اتأخرتى أوى يا.... 
ابتسامتة تلاشت أول ما شافنى .. وبص لدادة حليمة وقال : مين دى ؟ 
ابتسمت حليمة ، وخدت بإيدية وهى بتقول : اقعد بس استريح دلوقتى .. خد أنا جبتلك الدوا .. 
قعد بعدم اقتناع .. و فتح الشريط خد منة حباية، وهو عينة مفارقتنيش .. كان بيتفحصنى ، هاين علية يحك عينة علشان يشوف أنا حقيقة ولا خيال ! 
رجع سأل تانى ، بس المرادى نبرتة بان فيها الضيق : مين دى يا دادة حليمة ؟! 
شبكت حليمة إيدها فى بعض .. وقالت بود : شوف يا فارس يابنى ، قبل ما آجى وأشتغل هنا ، كنت شغالة فى ملجأ .. ودى لين ، واحدة من الاطفال الى اتربوا على إيدى هناك .. هى بس الدنيا زنقت معاها حبتين الفترة دى فكنت عايزة أطلب منك لو بس .. "بعد صمت لثوانى قالت" لو بس تقعد معانا شوية . . وهى شاطرة والله و هتعرف تخدم كويس ! .. 
بصلى فارس فى عينى مباشرة .. نظرة اخترقت كل دفاعاتى ، و خلتنى اتنفض .. ، وبعدها قال بإبتسامة : معنديش مانع .. لكن ابقى عرفيها كل حاجة .. البيت دا لية قوانين ونظام ماشى عليها .. 
ردت حليمة بسرعة : ودى تخفى عليا .. إلى تأمر بية يا فارس بية هيتنفذ .. 
زجرتنى دادة حليمة بنظرة ، علشان اتكلم أو أشكرة .. ، قربت منة وقولت : أنا مش عارفة أشكرك إزاى .. 
قام وقف و قال : إشكرى دادة حليمة ، لو مكانتش فى صفك مكنتش وافقت ولو وقفتى على راسك ! .  
كان هينصرف .. وقفة صوت انثوى رقيق .. ، بصينا لمصدر الصوت ، كانت ست اربعينية جميلة ، بتقول : خد الدوا يا فارس ؟ 
هز راسة بضيق .. ، تغيرت نبرتها للاستفهام وقالت : قولى بقى إزاى تعبت ؟! .. أنت وقفت الدخان مش كدا ؟ 
قبل ما يتكلم ، بصلى بطرف عينة بحدة .. نظرة معناها لو فتحتى بؤك هقـ"تلك ! .. ، وقال : طبعا يا ماما .. السجاير بتتعبنى ، وأنا أكيد مش هتعب نفسى بنفسى ! .
هنا إبتسمت الأم و كانت هتقرب .. لولا أنى وضحت لها فى الصورة .. ، خوفها على فارس واضح كان عميها عن وجودى ! .. سألت بإستفهام : مين دى ؟! 
جاوب فارس : احكى انتِ يا دادة ، أنا هخش أنام .. 
وسابنا و مشى .. حكت حليمة كل حاجة لأم فارس .. ، والى رحبت بيا كمان ، مكنتش عايزة تكسر كلمة فارس باين على تعابيرها .. 
وصفتلى الدادة الطريق لغرفتى ، مشيت وأنا سرحانة فى كل الى حصل .. كل حاجة مترتبة ، لكن لية ، لية دا كلة يحصل ؟! ... وقبل ما أفكر فى إجابة السؤال لقيت الى بيشدنى فى اوضة ضلمة ، معرفتش اصرخ لانة كتم بؤى بإيدة .. ! 
حاولت اتحرك من قبضتة ، لكن وقفنى صوتة وهو بيقول : إهدى .. أنا فارس .. 
شال إيدة وولع بيها النور ، هنا قولت بخوف : وأنا كدا المفروض اطمن .. أنا لسة عارفاك من شوية ! 
ضحك وقال : بكرة هتعرفى إن الامان يبقى معايا .. احمدى ربنا إنى مش سليم .. ! 
ملامحى ارتاحت لما شافت ضحكتة ، كأن فارس تعابيرة ريموت بيقدر يغير بيها ملامحى و مشاعرى كمان ! .. سألت : سليم مين ؟! 
ملامحة رجعت تانى للجدية .. : أنتِ هتصاحبينى ؟ .... إسمعى يا بت انتِ ، أول قانون للبيت إن اى حاجة تحصل منى .. شربت سجاير ، روحت معرفش فين .. حسك عينك تيجى تقوليها لحد هنا ! 
بالرغم من خوفى منة .. بس مش عارفة لية عينى مفارقتش عيونة .. كانت جميلة .. أجمل من إنى أفوت شوفتها وهى بالقرب دا ..
أردف كلامة وقال : لو فتحتى بؤك .. هتشوفى منى وش تانى مش هيعجبنى أنا شخصيا ! 
مسكنى من إيدى ، و خرجنى من الاوضة .. ودى كانت أول أوضة عرفتها فى القصر ، غرفة فارس .. يا ترى رجلى هتعتبها تانى ولا لأ ؟! 
طلعت لغرفتى وأول ما حطيت راسى على المخدة ، عيونى ما صدقت وقفلت جفونها .. و قلبى استريح و  ضرباتة هديت ، و مشاعرى المتلخبطة بدأت تدوب فى هلاوس ما قبل النوم .. 
*الصبح* 
صحيت من النوم بدرى كالعادة ، كنت هصرخ لأنى أفتكرت نفسى مخطوفة .. لكن الحمدلله افتكرت أنا فين قبل ما دا يحصل .. 
دخلت الحمام ، الى كان فغرفتى ..، وجهزت وخرجت.. كانت الساعة ٦ .. الجو كان هادى جدا إلا من صوت باب القصر الى كان بيتفتح بهدوء .. 
فجأة شوفت شخص داخل وهدومة متبهدلة ، برغم من اناقتها .. ، ماسك فى إيدية إزازة ويسكى ، أول ما لف وشافنى .. الازازة وقعت من ايدة ... قال بصوت ملغبط : أ ، أنتِ مين ؟! 
بخوف بدأت ارجع لورا : أنت الى مين ؟! 
بدأ يقرب منى .. وعينية كانت شرنية ، قال : بقى فية بنت جميلة زيك متعرفش مين سليم الاحمدى ؟! .. أنا هعرفك ..
بدأ يقرب أكتر .. و فجأة اعصابى سابت ووقعت على الارض و...
بدأ يقرب منى .. وعينية كانت شرنية ، قال : بقى فية بنت جميلة زيك متعرفش مين سليم الاحمدى ؟! .. أنا هعرفك ..
بدأ يقرب أكتر .. و فجأة اعصابى سابت ووقعت على الارض .. تنى رجلية و بقى فى مستوايا .. كان لسة هيلمـ"سنى 
فارس بية شدة قومة وقالة بغضب : أنت امتى هتبقى راجل وتتحمل مسؤولية نفسك بقا يا أخى ؟! 
رد سليم بغل : لو مش باين عليا ، أنا ممكن أخدها واجيب منها عيلين دلوقتى ! 
مسح فارس على وشة بنفاذ صبر وقال : هى دى الرجولة بالنسبالك ؟! غور من وشى  ، خلتنى اتكسف منك و قصاد مين شغاالة ! 
وطى سليم خد جاكتة من على الارض .. و بص لفارس بكره ، وقبل ما يمشى .. قالة فارس : سيريتها متجيش على لسانك الزفر دا تانى .. و لو جت واشتكتلى منك ، حسابك هيبقى معايا أنا ! 
فى اللحظة دى لو مخافش سليم من كلامة .. فأكيد قلبة اتقبض من نظرة عينة ، كانت مرعبة بحق .. كفيلة تدب الرعب فى قلب راجل عجوز مش باقى على الدنيا ! ..
لما مشى .. مدلى فارس إيدة علشان يقومنى .. ، زى ما حصل فى الحفلة .. الفرق هنا إن ايدى لمست إيدة ..و زى ما يكون فية كهربا سرت فى جسمى لما تعانقت ايدينا .. ! 
قال و هو بيبصلى بجدية : متخافيش .. مش هخلية يقرب منك تانى .. 
قولت بدون وعى وأنا ببصلة : ما انت لو معايا وبتمدلى إيدك علطول  .. أنا عمرى مـ هخاف 
بصلى لثوانى .. ، نظرتة خلتنى أفوق لنفسى فاتعدلت وقولت بخفوت : متأسفة .. 
حاول يدارى إبتسامتة لما نزل راسة .. لكن على مين اخدت بالى منها بردة .. و ياريتنى ما خدت بالى .. لأنها دوبت قلبى دوب 
 لمح إيدى .. كانت متعورة من الوقعة .. ، شاور عليها وقالى : مال ايدك ؟
حاولت أداريها وشديت كم بلوزتى .. : ها ، ولا حاجة ..
شدنى منها ، طلع منى أنين لأنها وجعتنى .. من غير ما يشوفها قال : استنينى يا .. إسمك لين ؟ 
لين بخفوت : آه .. لين 
مشى و بعد دقايق لقيتة جاى وفإيدة علبة إسعافات .. زقها ناحيتى و قالى : استخدمى دى .. 
شكرتة ، وقعدت ، لكن معرفتش أفتحها .. قعد قدامى على الارض بضيق .. و فتحها وبدأ يطهرلى الجرح .. 
فى اللحظة دى . . عرفت أد أية هو حنين ، .. و قلبى سرح منى بعيد .. راح يخبط على باب الحب ! 
جيبتة من قفاة و نفضت الافكار من دماغى .. كان فارس خلص ، قبل ما يقوم قالى : إيدك ناعمة أوى ! .. أنت كنتِ بتشتغلى فين ؟ 
ابتسمت.. : أنا عمرى ما أشتغلت خدامة .. دى أول مرة 
هز راسة و قام وقف .. : لين .. موضوع سليم سبهولى ،  متجبيش سيرتة لحد هنا .. ماشى ؟ 
لين : حاضر يا فارس بية . ..
بعد شوية كانت دادة حليمة صحيت ، عملت كل الى طلبتة منى .. كانت واقفة فى المطبخ ، سألتها : دادة حليمة ، يطلع مين سليم دا ؟ 
بصتلى بخوف .. : إبن عم فارس بية ..  هو إنتِ قابلتية ؟! 
قولت بلغبطة : ل ...لا مقبلتوش .. بس سمعت عنة 
دادة حليمة : إحسن ابعدى عنة خالص ... لانة بتاع نسـ"وان و كل فترة يبلانا بمشكلة شكل ، وفارس بية هو الى يحلها ، بس بينى و بينك بيصعب عليا .. مو"ت أمة ، هو الى خلاة عامل كدا .. من ساعتها وهو بايظ وبيعمل حاجات غريبة.. كأنة بيحاول يتلهى عن حزنة ! 
هزيت راسى بفهم .. وأنا فكرتى اتغيرت شوية عن سليم ، صورتة بقت ألطف ، ومشاعرى الحاقدة قلت من ناحيتة ..شوية 
بعد ما خلصت كلامها ادتنى فنجان قهوة و قالتلى اودية لفارس بية فى مكتبة 
كنت لسة هفتح الباب .. وقفنى صوتة وهو بيكلم فالتلفون بزعيق : يعنى إية مش لاقيها ؟! _ اتصرف ، أنا مش عايز خيبة جديدة ! _ أنا بدفعلك فلوس علشان إية يا متخلف ؟! 
لما قفل .. خبطت على الباب و دخلت ، كان بيتنفس بعصبية و بيفك زراير قميصة بضيق .. 
حطيت القهوة من سكات وكنت همشى .. وقفنى صوت التكسير ورايا ، ببص ورايا لقيت كل حاجة على المكتب مرمية على الارض و فارس حاطت إيدة على راسة و بيتنفس بصعوبة .. 
جريت علية .. وقولت بخوف : فـ .. فارس بية ؟ . .. أنت كويس ؟! 
تحامل على نفسة وقام وقف .. وقال وهو بياخد مفاتيح العربية : عدينى .. لازم امشى ..
مش عارفة جيبت منين الجرأة ، ووقفت قدامة : تروح فين وانت فى الحالة دى .. مش هسيبك تمشى ! 
كان هيزقنى .. لكن فجأة ، غمض عينة و لقيتة وقع عليا ، اتفاجأت وجسمى ارتعش من المفاجأة .. ناديت علية : فـ فارس بية ؟ ..فارس بية مالك ؟! .. مكنش بيرد ، اغمى علية ..  عدلتة و سندتة بصعوبة ، قعدتة على كرسى 
وخرجت بسرعة ناديت على دادة حليمة .. الى جت جرى هى و مامتة ..
بعد شوية جة الدكتور كشف علية .. وإدالة حقنة مهدئة ، .. و خرج قال بغضب : أنا تعبت من قلة سمعانة للكلام .. هو انا دكتور ولا بغبغان ، سى فارس بيسمع كلامة من ودن وبيخرجة من الودن التانية !؟ 
قالت مامت فارس بتبرير : فارس عِنَدى انت عارف .. مش هيستريح غير لما يوصلها .. ! 
الدكتور : عرفية أن الموضوع دا لو اتكرر .. هيبقى فية خطر على حياتة ! 
كنت واقفة مش فاهمة كلمة من الى بتتقال .. بلف وشى ، لمحت سليم واقف على الباب و مربع إيدية ، كان بيبص على فارس بطرف عينة ، مدعى اللامبالاة ، لكنى شوفت القلق فى عينية و فى رجلة الى بتتهز بعصبية  ... 
خرجنا من الاوضة علشان فارس يستريح .. وروحت وقفت جنب دادة حليمة : هو فارس بية مالة ؟ 
حليمة : تعبان .. الحالة دى بتجيلة من ساعة الحادثة 
لين باستغراب : حادثة إية ؟ .. 
هنا حليمة لاحظت نظرات مامت فارس الحادة نحيتنا .. طبطبت على ظهرى بسرعة وقالت : روحى شوفى شغلك يا حبيبتى يلا .. متشغليش بالك ، هيبقى كويس ...
عن كمية اللغبطة و الغباء الى كنت فيهم طول اليوم .. لأن عقلى مكنش فيا .. كان مع فارس ، قليل ما بيتفق عقلى مع قلبى .. لكن المرادى كل خلية فى عقلى كانت بتسألنى علية .. وقلبى كان بيزن عليا أروحلة .. و ابعتلة سلام منة !
لما جة الليل .. فضلت اتقلب على السرير .. ،لأن النوم جافانى  وبعد عنى .. ، آخر ما زهقت قومت اتسحب على طراطيف صوابعى لحد ما وصلت اوضة فارس ..
كنت .. كنت هطمن علية بس والله .. لكن أول ما فتحت الباب شوفت... 
كنت .. كنت هطمن علية بس والله .. لكن أول ما فتحت الباب شوفتة نايم على السرير .. بس كنت حاسة بحاجة غلط .. فقربت منة .. وطليت علية بملامحى الى غلب عليها القلق .. 
ساعتها شوفت العرق الى بيتصبب من وشة .. و ملامحة المضايقة .. ، كان بيتحرك كأنة فى كابوس .. مستنى أى إيد تتمدلة علشان تخرجة منة .. 
قعدت جنبة ، و بإيد ضميت إيدة ، وبإيد بدأت أملس على شعرة .. وأنا بقولة : ريح قلبك شوية واهدى .. كل الى إتكسر ممكن يتصلح .. و لما يرجع هيبقى أعز على قلوبنا لانة اتكسر مرة وعرفنا قيمتة .. . انا جنبك .. 
الجملة دى .. كنت دايما بسمعها فى الملجأ لما لعبة بحبها تتكسر منى .. وكنت بستريح ، اتمنى أن الشىء إلى تاعبة ميكونش أصعب من أن الكلام يصلحة .. لأن من كل قلبى اتمنيت لو أقدر أخفف عنة ولو بكلمة .. 
لما هدى شوية .. خطين دموع نزلوا من عينية .. ، شد على إيدى جامد و قال وهو نايم كإنة متخدر : أ .. انا مكنتش عايز يحصل كدا .. أنا بحبها والله ... ، بحبها اكتر من نفسى .. ادتها قلبى أمانة لكنها خدتة ومشيت ، .. لو عشت هبقى إنسان معندوش قلب .. لو مـ"ت قلبى هيفضل بيتألم معاها .. أنا تاية .. تاايهه ! 
نبرة صوتة الحزينة ، فشفشت قلبى .. لية إنسان حنين و رقيق زى فارس قلبة يتكسر بالشكل دا ؟! .. لية فى لعبة الحب دايما المنتصر بيبقى الاكتر انانية و قذارة !؟ 
كمل كلامة وقال : كانت قاعدة جنبى فى العربية ، بتحاول تخلينى إبتسم بحركاتها الطفولية .. لكن ، أنا كنت متضايق ومش شايف قدامى .. صفقة خسرانة فى الشغل عمتنى عن الحب الى بتحاول تقدمهولى .. سوقت بسرعة جنونية .. فضلت تقولى هدى شوية ، لكن .. معرفتش قيمة نصيحتها غير لما عملنا حادثة و العربية اتقلبت ! .. 
فوقت .. بعد مدة ، لكنها كانت لسة نايمة .. ، الغيبوبة بتاعتها طولت .. وأهلها كرهو"نى .. رفضوا يخلونى أشوفها .. 
لما روحت و اعتذرت لأمها .. ضر"بتنى بالالم وقالت : إنت ليك عين تيجى بعد الى هببتة ، خد منى ضنايا و مفكر إعتذارك هيخلينى أسامحك ؟! .. يا اخى حسبى الله ونعم الوكيل فيك ، ربنا يا"خدك ! 
. . و كان هاين عليها تفضل تضر"بنى لغاية ما بنتها تفوق .. لكن إنهيارها من العياط منعها .. الألم موجعنيش أد كلامها و عياطها .. لانة حسسنى إنى إنسان قذر .. قذر ! 
نقلوا حبيبتى لمستشفى تانية من دون علمى .. مهما سألت مكانوش بيرضوا يقولولى .. ، دورت كتير لكن من غير فايدة .. أنا كل الى كنت عايزة .. إنى أشوفها ، و اعتذرلها .. ، بقى عندى حالة نفسية من الموضوع دا .. ومش بقدر إستحمل ضغطة عليا ، لكن .. لكن بردة هدور عليها ، ومش هبطل غير لما ألاقيها ! 
خلص كلامة . . و خلصت دموعى معاة ، نزلت راسى جنب راسة وأنا بقول : أنت مش وحش .. بالعكس ، أنت ألطف مما تتخيل .. ، إلى حصل دا كان قدرها ، محدش كان هيقدر يغيرة .. كفاية جلد فى نفسك ، وتعذ"يب .. كفاية يا فارس . . أنت متستحقش كدا .. 
كل كلمة قولتها ، طلعت من اعماق قلبى .. مركزتش على ألقاب ولا على فرق المكانة بينا .. تخفيف الحمل الى شايلة هو كل حاجة فكرت فيها ساعتها .. 
لقيتة نعس تانى .. ، سمعت صوت خطوات برا رعبتنى ، حاولت أقوم لكن كان متمسك فى إيدى جامد .. 
وفى آخر لحظة شديت إيدى بالقوة ، وروحت وقفت ورا الباب .. اتفتح الباب ودخل منة سليم . . راح وقف قصاد فارس وقرب وشة منة .. ثم قال باستغراب : اومال الصوت الى سمعتة دا كان منين ؟ ما انت نايم اهو  !؟ 
سيبتة يتعارك مع حيرتة .. وأتسحبت بسرعة ، وأنا بجرى على اوضتى لقيت الى بيندة عليا : ليين ؟! 
ببص ورايا .. لقيت سليم جاى عليا ، الدم نشف فى عروقى .. بلعت ريقى ، وقولت وأنا بشبك إيديا وعلى وشى ابتسامة متوترة : تؤمر بحاجة يا سليم بية ؟ 
الشك ، ومفيش غير الشك باين على وشة .. قال : صاحية لية لحد دلوقتى .. ؟ 
لين بتوتر : ها ..؟!... لا ، ولا حاجة .. ك كنت ، كنت .. "قاطع حوارى صوت بطنى .. قلقى على فارس خلانى أنسى جوعى .." 
خدودى أحمرت ، بصلى .. وبعد صمت قال : إنت جعانة ؟ 
لين بكسوف هزت راسها .. رفع شفتة الى تحت وقالها : مكلتيش لية على العشا ؟ .. أنا فضلت أدور عليكى ملقتكيش موجودة !؟ 
نفسى كانت مسدودة علشان فارس .. ، كنت هخترعلة حجة و هجاوبة ، لكن وقفنى كلمتة الاخيرة الى رنت فودنى ، زى ما الدبوس بيقع على الارض ! .. بيدور علياا ؟! 
غمض عينة وفتحها ، كذا مرة ورا بعض .. كأنة بيستوعب هو قال إية .. ، حط إيده على بؤة وقال بعدها : لو قولتلك .. يا لين .. إن فية كلمتين كل ما بشوفك ببقى عايز اقولهوملك .. بس مش بيبقى عندى الشجاعة ..
و دلوقتى فرصتى .. علشان فارس مش هيقاطعنا .. و كمان ، واضح ان نارك منى هديت شوية و تقدرى تسمعينى .. فهل ممكن تدينى فرصة ، وتثقى فيا ؟ 
بصيت حواليا ، وأنا بدور على أى مهرب .. لكن ملقتش ، وفى تهور منى ..  بصيت فعينية ، حسيت فيها بصدق ، و بود .. ، قولت بهدوء : زى ما تحب .. لكن كلامنا هيبقى هنا ! 
إبتسم بفرحة : طبعا .. تعالى 
خدنى وقعدنى فى الصالة .. بعد شوية لقيتة جاى ، ولابس مريلة الطبخ .. وفإيدة صينية عليها أكل كتير : احتمال تستغربى بس أنا بحب الطبخ .. ممكن تاكلى و تقوليلى رأيك ؟
كنت خايفة .. بسمع كتير عن حوادث بتحصل ، الشاب بيعزم البنت على عصير و يحط فية حاجة .. وهى تنخدع بوشة البرىء .. زى ، زى الوش إلى أنا شايفاة دلوقتى دا .. ! 
سليم : ورحمة أمى .. أنا مش بلعب أى لعبة عليكى ! 
كأنة قرأ أفكارى .. ، إبتسمت بتوتر : لا .. أنا مش قصدى .. هاكل اهوة .  
بدأت آكل .. والأكل كان حلو أوى بجد .. ، محستش بنظرتة الى بتراقبنى غير وانا باكل آخر لقمة . . لقيتة قالى : متأسف .. أنا بحب أشوف تعابير وش الناس لما بياكلوا من إيدى ، بحس إنى عملت حاجة كويسة ! 
ابتسمت ، و كلت آخر لقمة .. وقولتلة : الأكل جميل تسلم إيدك .. 
شبك إيدية .. بص عليهم بتركيز وقال : أنا آسف .. ملوش لزوم نخوض فى تفاصيل .. لكن أنا آسف على كل حاجة .. 
أستغربت جدا من كلامة .. دى كانت آخر حاجة توقعتها .. ، قولتلة : أنت فاجئتنى ، .. لو مكنتش متأكدة أنك سليم كان ممكن أقول إنك توأمه ! 
رفع حواجبة : إية ؟!
قولت بابتسامة : لأنك مختلف .. مش نفس الشخص الى قابلتة .. ، أنت جواك شخص كويس .. و لطيف ، لية محتفظ بية لنفسك بس ؟! .. صدقنى أنا حابة اكتر سليم بية إلى قاعد معايا دلوقتى عن سليم بية الى بيرجع وش الفجر ! 
شالت لين الصينية .. وسليم فضل قاعد .. بيحاول يفهم لية قلبة بيدق بسرعة كدا ، وهى ماشية .. أبتسم وهو بيبص عليها وقال فسرة : شكراً يا لين .. 
*صباحا * 
قومت فى معادى ، لبست هدومى وأنا مبسوطة ، أصل فارس بية أكيد فاق .. و هقدملة الفطار بإيديا ..  المرادى حطيت ميكب خفيف على وشى ، مكنتش بحطة غير وأنا مع سراج .. لية ، لية عايزة أحطة دلوقتى ؟! ..  مش عارفة .. 
أول ما خرجت من الاوضة .. لقيت فارس بية واقف قدامى .. بصلى بحدة ، وقالى : إنت كنتى جنبى عالسرير بليل ؟! 
#يتبع
أول ما خرجت من الاوضة .. لقيت فارس بية واقف قدام الباب .. بصلى بحدة ، وقالى : إنت كنتى جنبى عالسرير بليل ؟! 
بعدت خطوة لورا .. راح مقربها ، قولت بلغبطة : ها ... لا لأه طبعا ! 
قرب اكتر وقال : ومال التوتر الى شلـ"ك دا ؟ 
اتوترت اكتر .. : توتر إية .. أنا مش متوترة خالص ... 
كنت مغمضة عينى .. على أمل لما أفتحهم يطلع تهيوءات .. لكن لما فتحتهم ، لقيتة قريب منى جدا .. لسبب ما مبعدتش .. وبصتلة فى عيونة ، الى كانت بتعذ"بنى بنظرات كلها شك .. و غل ! 
طلع منديل من جيبة .. وقال : امسحى الهباب الى عملاة فوشك دا الأول .. علشان اعرف اتكلم معاكى عدل ! 
لما مسحتة .. حسيت براحة إرتسمت على وشة ، قال بهدوء : معنديش حد يحط الدهان دا على وشة ، فاهمة ؟! 
عيونى وسعت .. : أنا مش من ذواتك .. علشان تؤمرنى كدا ! 
حسيتة أستغرب ، بس مش منى .. تؤ ، منة هو .. فقال بترير مصحوب بسخط : مدامك فى بيتى .. يبقى كلامى هو الى يمشى ، من غير نقاش .. ! 
اخد نفس و هدى وقال .. : لين .. ردى على أول سؤال  انتِ كنتى فين بليل ؟ 
المرادى حاولت اثبت .. ومسكت طرف مريلتى وقولت : والله .. دا ميخصكش ، أنا قولت مكنتش جنبك .. وبكدا يكون وصل لحضرتك ردى 
رفع حاجب و ابتسم بسخرية : أنتِ هتعلمينى أتكلم إزاى ؟ 
نزلت وشى وقولت : متأسفة .. 
ضرب إيدية فبعض و قال : تمام .. وصلى ردك يا لين .. عن إذنك . 
خرجت من الاوضة وكنت متضايقة من الموقف  .. فجأة حسيت بخبط على ظهرى ، ببص لقيتة سليم .. هو كل شوية واحد ينطلى ولا إية ؟! 
قالى بلطف : ممكن فنجان قهوة .. و تحصلينى على مكتبى ؟ 
بصتلة باستغراب ، فقال : ليكى عندى حاجة .. بس متتأخريش .. 
هزيت راسى ، ومشيت . . وقفنى بصوتة : وآه .. الفنجان يبقى على ذوقك يا لين ! 
برقت وأنا ماشية ، ومبصتلوش .. هزيت راسى من سكات 
روحت عملت القهوة .. وكنت واقفة مستنياها تستوى ، لما جت دادة حليمة وقالت : القهوة دى لمين ؟ 
قولت بملل : لسليم بية . .
بصتلى بدهشة ، خلتنى انقل نظرى من القهوة ليها .. ، قالت : بس دا مش بيحب القهوة ! 
رفعت كتافى بقلة حيلة .. و طفيت عليها : اهو بقى يحبها وطلبها منى .. هروح اوصلهالة .. 
منكرش إن فى كل خطوة بقربها من مكتبة ، كان خوفى بيزيد .. بس عنصر المفاجأة خلانى أحب اروح وأشوف .. لوهلة حسيت أنى سمكة هبلة لقطت طعم الصنارة الى رمهالها سليم !! 
وقفت على الباب .. و حاولت اوازن الصينية بإيد واحدة ، وخبطت .. جة صوتة من جوا : ادخل .. 
أول ما دخلت لقيتة ساب الى فإيدة .. و بصلى بإبتسامة : إقعدى يا لين . . 
راح وارب الباب .. و قرب منى و سند على المكتب بدراعة وهو مستنينى أعدل نفسى .. ، لما خلصت .. ، رمقنى بنظرة لمحتها كتير فعينى .. لما كنت ببص فى المرايا بعد مكالمة لطيفة مع سراج .. نظرة محب ! 
بعيون بتراقب كل حركة ليا .. ناولنى كتاب وقال : انا عرفت أنك بتحبى القراءة من دادا حليمة .. خدى الكتاب دا ليكى .. . 
خدتة بتردد .. وفتحتة ، كان مستهلك جدا .. ، قال بتوضيح : أنا قرأتة كتير .. فتلاقى صوابعى معلمة فصفحاتة .. "راح قعد على الكرسى بتاعة " خدى بالك الكتاب دا غالى عليا أوى ، علشان كدا أنا بديهولك ! 
حطيتة على المكتب .. : شكراً يا سليم بية .. بس أنا لازم أقوم ورايا شغل كتير 
بصلى بحدة : إقعدى .. أنتِ معفية من الشغل النهاردة ،  والى يقولك كلمة .. شاوريلى علية ! 
مسبليش فرصة أرد .. ، لانة لبس نظارتة وبدأ يشوف الى فإيدة .. ، وهو مركز فى شغلة قالى : إقعدى معايا .. نونس بعض .. كمان القهوة دى ليكى .. ، أنا عرفت من نفس المصدر أنك بتحبيها .. 
إبتسمت بضيق، ودورت بعينى فى المكان .. لحد ما عينى وقعت على الكتاب ، خدتة وفتحت اولى صفحاتة .. 
لمحت فى طرف الكتاب اهداء مكتوب بخط الايد "إلى من تسرق الفؤاد فجاءة بغير حسبان ولا حق " 
نفسى اتقطع لثوانى .. وبصيت لسليم بطرف عينى ، لكن .. مكنش مدى إى إهتمام . . تنفست براحة و شيلت الافكار دى من دماغى .. 
لما بدأت اندمج فى القراءة .. فارس بية فتح الباب ، و اتصدم لما شافنا مع بعض ، قومت بارتباك .. وسليم ابتسم بانتصار .. 
بصلى فارس كأنة بيتفحصنى .. و بيأكد علي سلامتى ! ، .. ثم وجة نظراتة لسليم وقال بغضب : انا مش قولتلك متقربش منها ؟! 
وقف سليم قصادة وقال بتحدى : والله ؟ .. انت متعرفش آخر الاخبار .. مش أنا و لين اتصالحنا و بقينا صحاب ؟! 
أنا وسيف قولنا فى نفس واحد بصدمة : أصحااب ؟! 
سليم بغل : آه ..اصلى مش زيك قفل ومحدش بيحبنى .. أنا حبايبى كتير ! 
بصلى فارس .. لكن مكنتش عارفة أرد أقول إية ... ، فى الأخير قالة بإستفزاز : آه ما دهو أخرك .. تتصاحب مع الشغالات .. 
خرج و هبد الباب وراة . . وساب سليم غضبان ، وناقص دخان يطلع من ودانة زى أفلام الكرتون ! 
اتسحبت للباب و قولت بخفة قبل ما اطلع .. : شكرا يا سليم بية على القاعدة اللطيفة دى .. لكن أنا بشوف شغلى احسن .. 
خرجت و روحت عند دادة حليمة ، وقولت بعتاب : دادة .. لو سمحتى متقوليش لحد على أى حاجة تخصنى تانى .. 
بصتلى وقالت : هو إلى سأل يا بنتى أكدب عليهم يعنى ..  ؟ 
جاوبتها وأنا  ماسكة المغرفة و رفعاها كأنى هضرب حد : لا .. قوليلة يروح يسألنى أنا .. يسأل صاحبة الشأن 
حليمة بهدوء : طب متتحمقيش كدا .. إلى عايزاة هيكون 
قبل ما رد ، سمعت صوت فارس بية و هو بيندة عليا .  . سيبت إلى فإيدى و عدلت شعرى وهدومى بسرعة ، وقبل ما اكون قدامة هديت من خطوتى .. ومشيت على مهل وأنا شابكة إيدى .. 
قولت بلطف : حضرتك تؤمر بحاجة يا بية ؟ 
مشى كام خطوة ناحيتى وقالى : لين .. انتِ لية سيبتى شغلك كمحاسبة ؟ 
اندهشت من أنة عرف المعلومة دى .. قال بتوضيح : أنا ليا معارف هناك .. المهم .. لية ؟ 
بدأت اتوتر ، والذكريات المؤ"لمة بدأت تحدف ذاكرتى بالطوب ، .. وتخليها تر"تعش من الخوف .. 
جة صوتة الحنين انتشلنى من كل دا .. وقال : لين أهدى .. لو موضوع شخصى مش عايز اعرفة .. 
أنا سألتك علشان عايز أقدملك فرصة شغل فى شركتى .. 
قولت بدهشة  : شغل ؟! 
فارس بابتسامة جانبية : آه .. أنا هعفيكى من شغل البيت دا نهائى ! 
جة صوتة الحنين انتشلنى من كل دا .. وقال : لين أهدى .. لو موضوع شخصى مش عايز اعرفة .. 
أنا سألتك علشان عايز أقدملك فرصة شغل فى شركتى .. 
قولت بدهشة  : شغل ؟! 
فارس بابتسامة جانبية : آه .. أنا هعفيكى من شغل البيت دا نهائى ! 
اى كلمة .. هتبقى تافهه ، قصاد الى حسيت بية فى اللحظة دى .. ، كيانى الى كنت دفنتة .. رجع من المو"ت على إيد فارس ! 
بصتلة بجدية وقولت : أنت بتتكلم جد ؟ 
هز راسة وقال وهو ضامم إيدة .. : لو حابة  .. و هيبقى احسن لو تبدأى من بكرا .. 
مسكت فإيدية بلهفة .. الى مبانتش عليا من مدة ، اصل اللهفة الشعور الوحيد الى لا يمكن يتزيف ... وقولت : دا من النهاردة كمان .. فارس بية ، دا جميل مش هنساة ليك أبدا .. أبداا ! 
حسيتة أتصدم من ردة فعلى .. ، المسكين اتحرج و معرفش يتصرف إزاى فإيديا المكلبشبن فى إيدة ! .. قال بحرج وهو بيبص على إيدينا  : احمم ..
بغباء بصيت ، و بعد ثوانى استوعبت وسحبت إيدى بسرعة .. حاول يدارى ضحكتة لما حط إيدة على بؤة وقال : واضح أنك  تحمستى زيادة عن اللزوم .. 
هزيت راسى .. ومشيت بسرعة من قدامة ، وأنا فية مهرجان كامل بيحصل جوايا .. صخب ، صخب ملغوش على كل ذكرى وحشة ! 
*الظهر* 
كنت واقفة بعيط .. من تقطيع البصل طبعا .. ، بلف علشان آجيب مناديل ، اتخبطت فى حد كان واقف ورايا علطول ! . ..
مكنتش شايفة قدامى من الدموع .. و كنت هعيط بجد ! 
حسيت بصوابع حد بتتحرك بشويش على خدودى .. وتحت عيونى .. ، إبتسمت وأنا بقول بلطف : شكرا يا دادة . 
مجاليش رد .. قضبت حواجبى ، و فتحت عينى . ..لقيتة قدامى .. فارس ! ..
رجعت لورا وكنت هقلب الحاجة الى على الرخامة ، مسكنى من إيدى وعدلنى وهو بيقول : معاكى عشر دقايق .. عايزنى معرفش أفرق بينك وبين القمر فيهم ! 
وسابنى ومشى .. ضيعت أنا خمس دقايق ، بحاول اصدق أن الى حصل دا مكانش خيال ! 
كلامة .. غريب ، وتصرفاتة اغرب .. شوية يبقى بارد ، وشوية عنيد ، لكن فى كل دا بشوف .. جواة شخص حنين . . 
كنت بكلم نفسى وأنا بلبس آخر قطعة فى الطقم ، عقد رقيق علية فراشة .. تفصيلة صغيرة زى العقد بتدى للطقم شكل مختلف .. ، أتمنى أن التفاصيل الصغيرة بينى أنا و فارس ، زى الى بتحصل دلوقتى  .. ترسم لعلاقتنا طريق جديد تمشى فية .. طريق الحب ، الى هتتقابل فية قلوبنا أكيد .. ! 
لما خلصت لبس .. ، نزلت تحت لفارس بية الى كان قاعد بيشرب قهوتة فى الصالون . . شوية قهوة وقعوا من الفنجان أول ما شافنى ، أصل إيدة اتهزت شوية .. يكونش سببها إن قلبة اتهز لما لمحنى ؟! 
قام فارس وهو بيتمنى .. متكونش اخدت بالها من حركة إيدة المفاجأة .. ، رسم على وشة برود رهيب ... لكن فية بعض الناس ، مش بيبقوا محتاجين يتكلموا علشان يوصلوا الى جواهم ، لأن نظرات عينيهم بتشرح كل حاجة . . هو نسى إنة من الناس دى .. ، نسى إن اللمعة الى فعيونة لا يمكن تتخبى .. ! 
كان دايما بيمشى هو الأول ، وبيسبق رجلى .. المرادى مشيت جنبة .. محدش رجلة بتقدم ولا بتأخر عن رجل التانى .. ، مما سبب قشعريرة سطت على كل شبر فجسمى .. 
ركب العربية .. وشاورلى أركب جنبة ..، مسمعتش كلمة طول الطريق ، حرام ! .. حرام الى السكوت بيعملة فى الواحد دا ! .. .. حتى خيالى الخصب من قراءة الروايات تعذر علية يخمن المكان الى رايحينة ! .. فعلا لحظات السكوت و الانتظار لحظات قا"سية ! .. 
وصلنا لمكان باين علية الفخامة .. ، أول ما دخلنا فية واحدة جت استقبلتنا بكل أحترام .. ، قعد فارس وقال وهو بيعدل ساعتة : ظبطيها .. 
ابتسمت الست ، و خدتنى من إيدى .. طلعت فساتين وهدوم كتير ، باين عليها القيمة .. وقالتلى : نقى الى يعجبك .. فارس بية يحب تاخدى رأية ، لما تقيسية اطلعى وريهولة .. 
كنت متوترة جدا .. فمرة لبست البلوزة بالمتشفلب ، ومرة وقع فستان من إيدى الى كانت بتترعش .. أصل مش فاهمة إية الى بيحصل .. أنا بنفذ اوامرة كأنها دين عليا من غير ما افهم حاجة ! 
طلعت وريتة أول طقم .. بصلى بعدم اهتمام ، و حرك إيدية بمعنى غيرية .. 
لبست طقم تانى ، ادانى نفس النظرة .. وصلت للطقم العاشر وخلقى بقى قد خرم الابرة .. طلعت لقيتة بصلى نظرة كأنة بيشمتنى بيها .. وقالى بغضب مكبوت : مشوفكيش لابسة فستان قصير تانى ! .. إلى بعدده ! 
كورت إيدى ، ودخلت وأنا بدبدب .. لبست فستان بسيط جدا ، و مش مبين حاجة من جسمى .. لما طلعت ، إبتسم وقال : اهو هو دا الكلام .. هناخد دا .. ! 
ساعتها اكتشفت أنى مش باخد رأية ، تؤتؤ .. دا هو الى بيشتريلى على ذوقة ! 
خلصنا و ركبت العربية وأنا لابسة الفستان .. خرج ملف و ادهولى وقال : دى صفقة عايزين نعملها .. والبركة فيكى 
بصتلة باستغراب ، كمل : قدامنا نصاية على ما نوصل لعشا العمل الى رايحينة .. ، أعرفى التفاصيل و افهمى هتقولى إية .. يا مديرة الحسابات ! 
لية ؟ .. لية كل حاجة بتحصل النهاردة ، قالبة على حلم وقت العصرية ؟! .. بصيت ورايا .. ورجعت بصتلة : مين يا فندم ؟ 
ضحك كإنة كان متوقع ردة فعلى .. : إنت .. إنت يا لين مديرة الحسابات الجديدة . .  ! 
الطريق كان خمس دقايق بالنسبالى من كتر تركيزى مع الورق .. ، كل صفحة بقلبها كنت بشوف معاها حلم جديد .. ، من اكتر لحظات السعادة فى الحياة ، هى لما الفرج يجليلك من غير حسبان ولا تخطيط .. ساعتها هتحس بطبطبة على قلبك ، هتقولك أنك مش منسى ... وان علشان توصل للأحسن ..ممكن فى الطريق رجليك تلطخ فى طين الاسوأ ، لكن فى الاخر ربنا هيجزيك وهيبقى شايلك الخير .. . 
لما وصلنا ، بدأ الاجتماع .. وبعد ساعة خلص ، الصفقة تمت وكان فارس بية سعيد ، لكن قلبى كان مقبو"ض .. من الصفرة الى قاعدة قصادة دى ! 
عمالة تغمز ، وتلمح .. وتسرح فعينية ، النظرة دى ليا أنا بس ! .. 
قربت الكرسى بتاعى من كرسية .. واعطتها نظرة ، مش هتفهمها إلا  واحدة ست ، ولحسن الحظ كل الى قاعدين كانوا رجالة .. 
لقيتها إبتسمت ابتسامة صفرة .. و قبل ما تقوم ، ادت لفارس بية الكارت بتاعها ، الى مكتوب فية رقمها .. ، بعد شوية قمنا كلنا وكنا هنروح .. من غير ما فارس ياخد بالة ، عنت الكارت فى شنطتى .. وتمت المهمة بنجاح ، لأنة مسألش علية أصلا .. 
دارت الايام .. وفضلت اروح الشغل ، و كنت ساعات لما باجى بساعد دادة حليمة فى الطبخ .. لكن دايما ، قهوة فارس بية بتبقى من إيديا . . كشىء خاص بينا ، حبيتة جدا ! .. 
باقى الشغالات فى البيت ، غيرتهم منى وصلت أقصاها .. عرفت من دادة حليمة الى كانت بتسمعهم بيتكلموا عنى بالسوء لما بكون فى الشركة .. ،لية مش بيبنوا حقدهم قدامى ؟ .. مش عارفة ، بس دادة حليمة قالت بتلميح ، أنهم شايفين أنى مش بقيت مميزة فى الشغل بس .. ، لا كمان فى المكانة عند فارس بية ! .. 
فيمكن .. يمكن خايفين من ردة فعلة .... الى إثبتلى كدا ، لما نائب الرئيس اشتكى منى لفارس بية لانى إتأخرت شوية .. أفتكرت أنها نهايتى .. ، لكن فارس إبتسم بإستفزاز وقال : أنا الى قايلها ! .. ملكش دعوة بـ لين تانى ، من النهاردة لين تخصنى ... .. ! 
لو ودانى صدقت الى إتقال ، فعقلى مكنش هيستوعب ، ولو إستوعب ، فقلبى كان هيقف من الصدمة و الفرحة ! . .
كان إحساس جميل ، عمرى ما جربتة ، إن كرامتى تتحفظ من شخص تانى .. . سراج معرفنيش يعنى إية حب .. ، فأنا كواحدة ميح فى العلاقات والحب . . هعتبر الموقف دا تعبير عن الحب .. ! 
"عند سليم"
كان قاعد بيكلم نفسة .. : اعترفلها ؟ . .. هتوافق ؟ .. لين ، لين قلبها طيب .. فى أسوأ الاحوال ، لو رفضت ، فهى مش هتكسر قلبى بطريقة وحشة ! 
"مساء اليوم"
كنت مبسوطة .. و كنت عايزة أعمل حاجة مجنونة .. ، لقيت الباب بيخبط روحت افتح وأنا إبتسامتى من الودن للودن .. ، لقيت سليم بية بيقول بهزار : لين .. ينفع أخطفك نص ساعة ؟ 
هزيت راسى .. وقولت بهزار بردة : ومالة ؟ ...  أنا مستعدة 
سليم اتشجع من فرحتها .. وافتكر أنها لية ! ، وقال بحماس : خلاص هستناكى تحت ! 
لين بفرحة : خمس دقايق واكون عندك .. 
*فى كافية راقى * 
قعد سليم وقصادة لين .. وفية عازف كمان بيعزف لحن رومانسى على جنب .. 
ابتسمت لين بحب .. لما اللحن قلِّب فى عقلها الذكريات .. ، قاطع سليم شرودها وقال : لين .. أنا عايز أقولك حاجة ...
لين بحماسة: وأنا كمان .. !
قبل ما فارس يتكلم .. لين قالت : أنا بحب فارس ! 
لين  : أنا بحب فارس !
كوباية الميا وقعت من إيد سليم .. : إية ؟! 
لين باستغراب من ردة فعلة : بحب فارس .. أنت كويس ؟ 
جه العامل ونضف مكان الكوباية .. إبتسم سليم بعصبية: آه .. آه كويس جدا .. ، أنتِ بتحبى فارس ... بتحبية ها ، متأكدة ؟ 
هزت راسها بفرحة .. ثم قالت : أنت بقى كنت عايز تقول إية ؟ 
أول بذرة حب لسليم اتزرعت فى مكان غلط ! .. دا أول شىء خطر فدماغة .. مشاعرة مكانها غلط !  
سليم بنفى : ها .. ولا حاجة ، موضوعك مهم اكتر ! 
ثم بص للعازف ، وحرك إيدة بمعنى إمشى .. قالت لين بحسرة : لية ، دا عزفة حلو أوى .. 
إبتسم بضيق وقال : معلش .. اصل دماغى صدعت .. ثم 
رمقها بنظرة سيطر عليها القهر وقال : قولتيلة ؟ 
رفعت شفتها الى تحت وقالت بحزن : لا ... أنا جبانة .. ، أخاف يرفضنى .. وبعدين أنا عرفت قصة خطيبتة وهو متعلق بيها أوى ومعيش نفسة على ذكراها .. 
تحامل سليم .. و سند على السهم الى اخترق قلبة من كلامها ، أينعم و"جعة اكتر لما سند علية ، لكنة لما يشب و يتحمل .. اقل ما فيها هيشوف إبتسامتها ، و فى رؤية إبتسامتها انتصار من نوع آخر .. ! 
فهو مرضاش يستغل شكها لمصلحتة .. ، حبة كان خالى من أى أنانية ، هو بس كان عايز يشوفها مبسوطة ، لكن مع الشخص إلى قلبها يختارة ... لو مكنش اختيارها من الأول , فقلبة مش قابل يكون بديل ! ... 
قال بصعوبة : أنتِ تقدرى تجيبية من الماضى يا لين ، و تعيشية فى الحاضر إلى أنتِ موجودة فية .. مينفعش يفضل عايش بالطريقة دى....وبعدين إزاى بس .. أزاى بس يرفضك ؟! 
لين بشك : فية حاجات كتير عائق بينا ... تقريبا مفيش غير حبى هو الى رابطنا ! 
سليم : لا ... اتشجعى انتِ وقوليلة ، و صدقينى هيبقى فية كتير يربطكوا من هنا ورايح . . 
ابتسمت لين برقة .. وقالت : تفتكر ؟.
سليم بتشجيع : أفتكر ونص .. 
مكنش قادر يتحمل اكتر من كدا .. وقف وراح ناحيتها ، شدها وهو بيقول : يلا .. روحيلة .. 
لين : دلوقتى ؟! 
سليم : آه فى حمواتها كدا .. و إسمعى لو .. ، لو قالك حاجة ...إعرفى انى لسة جنبك .. ، وهسمعك .. 
خدت شنطتها : مش عارفة أقولك إية يا سليم .. أنت أحلى صديق و أخ فى الدنيا ! ..آسفة على خروجة النهاردة .. ، بس صدقنى هعوضهالك .. 
سليم فنفسة : عمرك يا لين مـ هتعرفى تعوضي كسرة قلبى .. 
أردف بإبتسامة مصطنعة : أشوف وشك بخير ... إتشجعى ! 
لين : بااى ...  ، أول ما مشيت ، قناع الثبات والفرحة وقع من على وش سليم .. وظهر فى ملامحة الكسر"ة الحقيقة الى هو فيها .. ! 
*فى الشركة عند فارس* 
جناحات والله وطايرة بيهم .. مش حاسة إن رجلى لامسة الارض .. ، يكونش الحب بيخلى الانسان يخرج من القوقعة بتاعتة الى شبة اليرقة ، وبعدها يبدأ التحول لفراشة ؟! .. 
جيت أخبط على الباب ، سمعتة وهو بيقول بنبرة مندهشة  : لاقيتوها ؟! ..انا مسافة السكة هبقى عندكم .. خلى بالك عليها بالله يا أشرف ..
فتحت الباب وأنا قلبى وقع .. لقيتة بيتحرك بسرعة وعينة زايخة .. ، مكنش واخد بالة منى أصلا ... 
روحت وقفت قدامة .. وسألت بخوف : فارس بية .. حصل حاجة ؟ 
هدى شوية .. و عيونة دمعت ، قال بفرحة : لاقوها .. لاقوا خطيبتى يا لين ..! 
زى ما بيتخلـ"غ المسمار من الخشبة ، اتخلـ"ع قلبى من بين ضلوعى و اتحط تحت رجلية .. بيدوس علية وهو مش حاسس ! 
خد مفاتيح عربيتة وقالى : تعالى معايا .. حاسس إنى مش هقدر اروح لوحدى .. . 
حاولت اتحجج ، لكن ضعفى قدام عيونة خلانى اوافق .. هو بجد ماحتجنى .. 
وصلنا العنوان ، كانت مستشفى صغيرة . ..فى مكان متواضع .. ، قبل ما ننزل من العربية قالى : إستنى ... أنا  بحبك .. 
قولت بخفوت مصحوب بصدمة : إية ؟!
فارس بتوتر : أ .. أنا بحبك .. ، أنا بحبك يا زينة .. ، تفتكرى لو قولتلها كدا دلوقتى .. هترد تقول إية ؟! 
إبتسمت بحزن وقولت : أنا كمان . . بحبك أوى يا فارس . . ، هترد تقولك كدا أكيد .. 
ترجلنا من العربية ، ووصلنا غرفتها .. ، مكنتش حاسة نفسى قادرة اتحمل ، لكن افتكر أن حالة فارس مكنتش احسن منى كتير .. 
فتح الباب .. أول ما دخل ، لاقى بنت نايمة على سرير و ملامحها مش باينة .. بدأ يقرب أكتر ..  
وقف قصادها .. سكت شوية حلوين ، لدرجة بدأت أقلق علية ...، قال بنبرة باردة : مش هيا .. مش هيا زينة . . 
ومشى بخطى سريعة للخارج ، لمحت البنت بعيونى بسرعة ، وخرجت وراة .. 
لاقيتة قاعد على مقعد فى حديقة المستشفى .. قعدت جنبة  ، مكنتش عارفة أتصرف إزاى .. الحاجة الوحيدة الى كنت متأكدة منها ، أنى لازم افضل جنبة .. 
قالى بنبرة ساخرة حزينة .. : واضح أن كل العذ"اب و الانتظار الى مريت بية .. مكنش كفاية .. 
قربت منة .. و شاورت على وردة وقولت : الوردة دى حلوة اوى .. اعتقد لو كانت بذرة مكنتش هعلق علي جمالها دلوقتى .. هى كانت لازم تاخد وقتها وتكبر علشان تبان حلوة كدا .. 
بصلى بإستغراب ، كملت : كل حاجة فى الدنيا يا فارس بية .. لازم تاخد وقتها ، وفي وقت محدد .. هتبدأ تزهر ، تبقى جميلة .. ، كدا هى العلاقات ..جايز زمان مكنش وقتكوا ... ، ممكن مكنش لسة جة وقت أن علاقتكوا تزهر و تنور الدنيا .. ، بس صدقنى أكيد الوقت دا جاى ..
قال بشىء من الامل : هستنى الواقع يبقى جميل زى كلامك ..
إبتسمت وبصيت للسما ... كانت صافية ، اتمنى إن طريقى لقلبة يبقى صافى كدا بردة ... 
*فى المساء *
الساعة ٢ بليل ... قلقت من النوم وروحت أشرب ماية....
عديت على اوضة فارس الى كانت مواربة والنور قايد .. وأنا ماشية سمعت صوت فارس و كان عالى : لين قالتلك كدا ؟! 
بعدها دوى صوت سليم : شوف هتتصرف إزاى ! 
قلبى إترعش من إن سليم يبقى وشى على حقيقة مشاعرى ، واتكعبلت فى طرف السجادة من كتر توهانى ... و 
#يتبع
تعليقات