رواية المنتقبة والجبار سلمي ويزن للكاتبة شيماء طارق هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية المنتقبة والجبار، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية المنتقبة والجبار من الفصل الاول للاخير بقلم شيماء طارق
سلمى قاعدة على الكرسي ولابسه الفستان الأبيض بس عنيها مليانه دموعه وهي بتبص على الفستان واكنه مش فستان اكنه كفن لابساه غصب عنها.
الماذون بيفتح الدفتر وايديه بتترعش وهو بيمد القلم ناحيه مصطفى ومصطفى بيشد القلم بعنف وبيبص على سلمى اللي قاعدة وبتعيط على آخرها وباين عليها الإنهيار.
مصطفى بصوت عالي:
أمضي يا بت وخلّيكي عاقلة بدل ما ادفنك مطرحك!
سلمى هزت راسها وهي بتصرخ وبتقول:
مش همضي! مش هبقى مراتك يا مصطفى مستحيل اتجوز واحد كيفك يا بتاع النسوان يا سكيري؟
قام مصطفى من مكانه وشدها من دراعها لدرجة إن الفستان اتقطع من عند الكتف ومسك ايديها وحطها على الورقه بالعافيه علشان يخليها تمضي.
الماذون قال خوف:
يا مصطفى الجواز ما ينفعش بالاكراه يا ولدي ما يجوزش…
بس مصطفى زعق فيه وقال:
ـ اكتب يا مولانا، وأنا أتحمل كل حاجة لانك لو ما كتبتش هولعلك دلوقت في دارك وهموتلك عيالك وريني مين هيقدر يقف قصادي!
فضلت سلمى تقاوم ودموعها بتنزل بحرقة وهي بتقول:
ـ مش همضي… مش همضي هملني!
في اللحظه دي مسك صباعها وبصمها بالعافية، وهو يضحك ضحكة مليانة تحدي وغل وقال:
ـ كده خلاص… بقت مراتي قدام الكل وهسوي فيك اللي انا رايده!
سلمى بتبقى مرعوبه وزعلانة جداً لانه ابوها لسه ميت امبارح ومراتات عمامها كانوا فرحانين جدا ان خلاص قدروا ينتصروا ويجوزوا مصطفى لسلمى واعمامها ما كانش فارق معاهم حاجه غير الفلوس والأرض اللي خدوها
الزغاريد بتملى البيت والغريبة ان الكل فرحان بالجوازة دي الا العروسه نفسها ؟!
مصطفى شدها بقسوة ناحية الأوضة، ورماها عالسرير وهي بتصرخ وتعيط على اخرها وهو بيقولها: اقعدي اهنا لو خرجت من الاوضه هبهدلك؟ هتعانديني قدام البلد كلها هتشوفي مني الوش الثاني ما اسمعش حسك؟
بصّ في المراية وعدّل جلابيته وابتسم لها ابتسامه قذرة وهو بيبص لها من فوق لتحت وبيقول:
ـ استني لما أجيب قزازة المزاج بتاعتي من بره… الليلة دي رايده يكون مزاجي عالي علشان ابسطك يا قمر!
خرج من الأوضة وبيمد إيده على القزازة اللي مخبيها في الدولاب.
في اللحظة دي، قلب سلمى دق بجنون قامت بسرعة،و دموعها عمياها و النقاب على وشها ما كانتش عايزة تقلعها خالص رمت طرحه الفل،وفضلت بالنقاب والفستان ونطت من الشباك وهي بتفكر تهرب باي طريقة من الهم اللي مستنيها.
جريت وسط العتمة، والفستان الأبيض بقى بشع من كتر الخدوش اللي بقت فيه كانت تايهة بين بيوت الطين والطرقات ضلمه.
وبعدين جريت… كأنها بتهرب من حكم اعدام اللي اتحكم عليها من وقت ما ابوها مات خدت في ايديها شنطه فيها عبايه سوداء وفيها نقابها .
في الوقت ده عربية فخمه جايه بسرعة فرملت قدامها الباب اتفتح ونزل راجل أنيق، طويل وهو في اواخر الخمسينات بس محتفظ بانقته وهو عبد الحميد القناوي وهو رجل اعمال ومعروف جداً .
عبد الحميد القناوي (وهو نزل من العربيه وكان خايف جداً وبيقول):
يا ساتر! إنتِ مين يا بنتي و إيه اللي جابك هنا
وايه اللي على وشك دي وكمان لابسه فستان فرح يا نهار أبيض يعني انتي فرحك النهاردة ؟!
مد إيده يساعدها تقوم، لقى جسمها بيرتعش ووشها غرقان دموع وكانت مرعوبة جداً.
سلمى (بتشهق، بصوت متقطع وبتقول ):
أنقذني بالله عليك…ما تهملنيش اهنا! عمامي… رايدين يجوزوني غصب لولد عمي…ولو رجعتلهم مش هتبقى جوازة هتبقى جنازة طلعني من البلد ووديني مصر ؟!
عبد الحميد اتجمد، عينيه اتسعت وهو بيقولها:
إنتي بنت مين ومين عمامك انتي من عيلة إيه هنا في الصعيد يا حبيبتي وليه بيعملوا فيكي كده؟
سلمى (وهي منهارة ودموعها مش عايزه توقف قالت):
– بت مصطفى… ولد الحاج زيدان من عيله الطوخي…
عبد الحميد سكت لحظة، وشه بقى مليان غضب
وهو مصدوم ومش مصدق اللي هي بتقوله قال:
– مصطفى؟! الله يرحمه… ده كان أعز صحاب ! ازاي يعملوا فيك كده ابوكي كان عنده حق اما كان بيقولوا على اخواته ديابه ما ينفعش يؤتمنوا على حاجه انا عارف يا بنتي ان هو كاتبلك كل حاجه باسمك ازاي عمامك يتصرفوا معاكي كده هو ما فيش قانون ولا ايه؟!
سلمى وقعت على ركبتها وهي بتبكي وبتقول باستغراب: وحضرتك تعرف ابوي من وين؟!
عبد الحميد بحزن :ابوكي كان اعز اصدقائي وانا جيت علشان اشوفك وكنت عندي كام حاجه هنا في الصعيد قلت اخلصها الأول قبل ما يجي عندكم ما كنتش أعرف أنك بالوضع ده بس انا لازم ابلغ عنهم وهوديهم في داهيه ؟!
سلمى وهي بتعيط وبتقول:
ولاد الطوخي ما عندهمش غير قانون واحد قانونهم هم ما ينفعش حد يتحدت فيه بعد موت ابوي قعدوني من الجامعه ومضوني على كل حاجه ورايدين يرموني لولد عمي السكير لاما يخلصوا مني و يتاوني!
عبد الحميد رفع ايدي بقوة وهو بيقول بحزم:
–بس! الكلام انتهى. من النهارده مش هترجعيلهم. إنتي في حمايتي… وهتروحي معايا القاهرة وسيبي كل حاجه على الله ثم عليا
يا بنتي ابوك مات بس عمك عبد الحميد لسه عايش؟!
سلمى كانت خايفه جداً ومرعوبه لأنها مش بتثق في حد بعد اللي حصلها وبتقوله: وحضرتك إيه اللي يثبتلي أنك صاحب ابويا الله يرحمه؟!
عبد الحميد احترم ذكائها وبص لها باحترام وقالها :طبعا ليك الحق انك تبقى عايزة تتاكدي بصي يا ستي ؟!
طلع تليفونه من جيبه وبدا يوريها صور وهو وابوها من أيام الجامعه وطبعا لو حد بيشتغلها مش هيلحق يفبرك كل الصور دي سلمى صدقيته وبعد كده كانت بتبص لهدومها والنقاب اللي عليها وكانت مخنوقه جداً لأن لبسها متبهدل.
سلمى: انا وياي خلقاتي ينفع اغير في اي استراحه على الطريق؟!
عبد الحميد هز راسه بالموافقه وقال: ايوه طبعا يا بنتي كل اللي انتي عايزاة هنعمله بس يلا بسرعه قبل ما يكتشفوا ان انتي هربتي اكيد دلوقتي عرفوا انك مش موجودة في البيت يلا قبل ما يوصلوا لك؟!
سلمى هزة راسها بالموافقه وعبد الحميد
فتح باب العربية، وساعدها تركب وشغل العربيه في إتجاه لالقاهرة .
العربية شقّت طريقها في ظلام الليل، وسلمى قاعدة على الكرسي جنب عبد الحميد،ضمه نفسها وطبعا مش باين منها اي حاجه غير عينيها اللي الدموع بتنزل منها
و كانت بتبص من الشباك وبتحاول تداريها.
عبد الحميد (وهو ماسك الدركسيون وسوق العربيه قال):
ارمي الخوف من قلبك يا بنت مصطفى… ما دام أنا عايش، ما حدش هيقربلك يا بنتي؟!
سلمى التفتتله وقالتله بصوت باين عليه الحزن والكسرة:
– هما مش هيهملوني… عمامي جبابرة، والبلد كلها تحت سطوتهم. لو عرفوا إني وياك في مصر هييجوا ورايا وممكن يخلصوا عليا دول واعرين قوي؟!
عبد الحميد ابتسم بسخرية، وصوته بقى فيه صلابة وهو بيقولها:
– البلد دي لها سلطانها… والصعيد له رجاله. بس أنا عبد الحميد القناوي… واللي يمد إيده على حد يخصني هيبقى حسابه معايا عصير وهيبقى هو اللي جابه لنفسه؟!
سلمى سكتت وبعد كده نزلت عند الاستراحة ولبست والنقاب والعبايه بتوعها وعبد الحميد جاب اكله واكلوا وسلمى نامت في العربية لحد ما وصلوا القاهرة.
في نفس اللحظة…في الصعيد
البيت الكبير كان مقلوب. العريس مصطفى ابن عمي سلمى قاعد بيكسر الكراسي، وعبد الستار عمها الكبير صوته بيرج المكان وهو بيزعق للناس اللي حواليه والحرس.
عبد الستار (بغضب شديد وهو بيزعق بيقول):
قليله الأدب قليله الربايه اللي لازما نخلص عليها ونغسل عرننا بيدنا! البت هربت يوم فرحها وجابتلنا العار يا رجالة، دي فضيحة اكيد هربت مع راجل غريب لازما نجيبها ونجيب اللي غواها ونخلص عليهم سوا! اريد اعرف مين اللي سوا وياها اكده وخليها هملت دار ابوها يوم فرحها وجابتلنا العار احنا لازما نغسل عرنه بيدنا يا رجاله ؟!
مصطفى وهو بيكسر في كل حاجه وبيقول: والله ما هملها يا ابوي البت دي بقت ليا خلاص والله لو ما بقت مراتي ما هتكون مرات حد ثاني واصل انا كتبت عليها وبقيت بتاعتي؟
عبد الستار وهو بيهدي ابنه بيقوله: ما تقلقش يا ولدي انا هجيبها لك اهنا وهتكون خدامه تحت رجلك إحنا ما عندناش حريم تسيب دارها وتطلع اللي تهمل دارها وريده تمشي ندفينها ونتاوي عارها هو ده عقابها ؟
حمزة اخو عبد الستار الصغير قال: يا اخويا يمكن حد سوتلها حاجه او يمكن تكون البت كانت تعبانه ولا حاجه وراحت عند حد من قرايب أمها ندور عليها وبعد اكده يبقى نحكم ونقول هي راحت وين ولا سوت إيه خلينا نطمن على البنيه الأول ؟!
عبد الستار زعق فيه وقاله: بس ياض يا طري مش رايد اسمع منك حديت ثاني الحديت في الدار اهنا حديت انا ما فيش حد ليه حديت بعدي ؟!
حمزة هو بيزعق وبيقوله: اكيد سويتلها حاجه علشان اكده البت هربت ما هو من عمايلك السوداء أنت وولدك انت بتزعق فيا اكده ليه هي بت اخويا لوحدك؟!
وكمان إحنا قلنا هناخد الفلوس بس مش هنضر البت ما كنتش لازما تتجوزها ابنك غصب عنها هي حقها اختار شريك حياتها يعني ولا جوازة ولا مال نهنيها بيه هملها تختار حاجه ؟!
عبد الستار ضربوا بالقلم وقاله: اخرس خالص انت بتتحدت وياي ولا إيه يلا غور من وشي روح دور على بت أخوك ؟!
حمزة وهو عينيه بقت حمراء ومتضايق جدا من اللي اخوها عمله قدام الناس قاله: انا هدور على بت اخويا مش عشان خاطرك ولو انت ما كنتش اخويا الكبير كنت اديتك درس ما كنتش نسيته واصل؟!
عبد الستار بصوت عالي :يلا غور من وشي؟!
حمزة خد الغفرة والرجاله كلهم وراحوا علشان يدوروا على سلمى اما بقى في القاهرة في قصر عائله القناوي.
العربية وقفت قدام قصر في حي راقٍ.و الحرس فتحوا الباب بسرعه وكانوا بيرفعوا ايديهم وبيقفوا باحترام لعبد الحميد
وسلمى كانت في الوقت ده بتتفرج بصمت وهي مبهورة باللي هي شايفاه .
سلمى نزلت بخطوات بطيئة وهي بتبص باستغراب من المكان ده بس برده كانت مرعوبة وبتفكر في اعمامها وابن عمها المتخلف اللي عايز يتجوزها غصب عنها هو يعتبر كتب عليها بس طبعا شرع ربنا ما بيقولش ان ده جواز لان هو بصمها غصب عنها وفي نفس الوقت كل حاجة حواليها بتخوفها اكتر هي عمرها ما طلعت من بلدها ولا تعرف حد خالص حتى عبد الحميد اللي هي ماشيه معاه دلوقتي قلقانه منه اي نعم هو اداها الأمان اللي كانت محتاجاة بس برده بعد اللي حصل معايا ما ينفعش ان هي تثق في حد.
وقفت قدام القصر وكانت مذهوله من المنظر الاضواء كانت طالعة من الشبابيك، والحديقة مليانه خضره وزهور ماليه المكان .
سامية (رئيسه الخدم قالت باستغراب وهو شايفه سلمى لابسه اسود في اسود والزي الشرعي كانت مستغربه قوي وقالت): خير يا بيه حضرتك جاب ضيوف عندنا؟!
عبد الحميد رد بصرامة وقال: يلا روحي جهزيلها احسن اوضه في القصر دلوقتي يلا بسرعة عايز اوضه تكون حلوة جدا تليق بسلمى وبلغي الهانم الكبيرة ان معايا ضيوف؟
سلمى حسّت قلبها بيترعش وهي داخله مكان جديد عليها وحياة جديدة أول مره تعيشها وقصر زي اللي بنشوفه في الأفلام والمسلسلات
وفي خدم وحشم بس جواها خوف وهي بتقول لنفسها: هل أنا في أمان… ولا في حاجه لسه مستنياني لحد دلوقت؟
عبد الحميد دخلها أوضة واسعة وقالها:
ارتاحي هنا يا بنتي… واللي عدى خلاص انتهى. بس اسمعي، أنا عايزك تكوني قوية… لأن اللي جاي مش سهل والحرب لسه في اولها؟
سلمى (بتبص له بخوف وقالت باستغراب):
هو إيه اللي جاي يا عمي انا مش فاهماك واصل هو الدار ده كلتها بتاعتك وانا هعيش اهنا طب عمامي هيعرفوا اني موجودة ولا المكان اهنا امان؟
عبد الحميد شال نظارته وهو بيقولها بعنين فيها لمعة تحدي: ايوه يا بنتي ده ده قصر عائله القناوي انا بتكلم على عمامك
مش هيسكتوا. هييجوا، ويحاولوا ياخدوكي بالعافيه بس قبل ما يوصلوا هنا… لازم الدنيا كلها تعرف إنك مش لوحدك، وإنك هتكوني من عائله القناوي يعني انا المسؤول عنك وما ينفعش حد يقربلك !
سلمى مستغربه وهي بتقول :كيف يا عمي هكون من عيله القناوي؟!
عبد الحميد بيضحك وهو خارج من الاوضه بيقولها :شويه كده هتعرفي كل حاجه يا بنتي يلا استريحي يا حبيبتي لحد ما ابعتلك علشان تتغدي معانا؟!
سلمى ما ردتش، بس دمعة نزلت على خدها وهي بتهز راسها و مش عارفه تعمل إيه.
سلمى بتفضل قاعده في الاوضه وخايفه جداً وهي مش عارفه ولا تقعد ولا تنام ولا تعمل اي حاجه خالص غير ان هي قاعدة تفكر؟!
يا ترى اعمامها هيوصلوا لها امتى؟!
ويا ترى عبد الحميد بيخطط لايه وايه اللي هو مجهزة علشان خاطر يحميها؟!
دي كلها اسئله كانت بتدور في بالها لحد ما الخدامة خبطت على الباب؟!
ساميه بتتكلم باحترام وبتقول: يا انسة سلمى لو سمحتي انزلي تحت عبد الحميد بيه عايزك ضروري؟!
سلمى وهي ماسكه النقاب وبتحطه على وشها علشان تنزل بتقول :حاضر نازله وراكي طوالي؟!
(سلمى بتنزل الصالون الفخم وكانت واقفه مكانها وحاسه ان رجليها متربطه بالحديد وقلبها بيدق جامد من هيبه المكان وكانت خايفه وقلقانه جداً من اللي جاي)
(كانت موجوده في الصالون في الوقت ده ست كبيرة في اواخر السبعينات وهي فاطمة القناوي والدة عبد الحميد قاعدة على الكرسي وأول ما شافت سلمى بصتلها بطيبه وراحت عليها)
فاطمه: مين الامورة دي عبد الحميد؟
عبد الحميد (بيقف قدامها بحزم واحترام وهو بيقول لوالدته):
دي يا أمي… بنت مصطفى زيدان. صاحبي اللي كان من الصعيد أنا جبتها هنا… ودي أمانة عندنا؟
سلمى بسرعه بتنزل راسها ودموعها نزلت وهي باين عليها الحزن ومش قادره تنطق بكلمه ولا باي حاجه ولا عارفه تتكلم.
فاطمة (بحنان، بتمد إيدها ناحيتها وبتقولها):تعالي يا بنتي، قربي… بيت القناوي نور بوجودك يا حبيبتي ابوكي كان راجل محترم جداً وعبد الحميد كان بيحبه قوي ربنا يرحمه ويجعل مثواة الجنه؟!
سلمى قربت بخطوة مترددة، راسها لسه منزلاها بتبص في الأرض وهي مش عارفه تتكلم ولا تقول حاجه غير الدموع اللي نازله من تحت نقابها .
وفجأة…
بينزل يزن القناوي وهو الابن الوحيد لعبد الحميد القناوي
وهوطويل، وعريض المنكبين، لابس بدلة شيك بس وقفته فيها كبرياء واضح ونازل بخطوات كلها ثقه وباين عليه الهيبه
و عيونه كانت زي عيون الصقر وطلته كانت جذابه جدآ وهو نازل من على السلم اخذ باله من البنت اللي قاعدة جنب جدته ولابسه نقاب رفع حجبه لفوق وهو بيقول بسخريه.
يزن:
إيه يا عبد الحميد بيه إيه اللي انت جايبها لنا معاك النهاردة دي هو انت لقيتني الأيام اللي فاتت كنت فرحانه قلت تسودها عليا؟
(سلمى بسرعة بتنزل راسها اكتر وبتبقى زعلانه و قلبها بيرتعش، مش قادرة ترفع عينيها ولا تنطق بحرف.)
فجأة عبد الحميد قام من مكانه وهو بيقول حاجه خلت
يزن بقى عامل زي الطور الهايج؟؟!
↚
عبد الحميد (بيبص له بغضب وبيقوله ):
خليك محترم في كلامك يا يزن. دي مش أي حد دي بنت مصطفى زيدان، صاحبي اللي كان زي أخويا وهي هنا في بيت عمها يعني هي مش غريبه ولو لسانك لو طول هقطعه لك ؟!
يزن (بيرافع حاجبه باندهاش):
بنت مصطفى؟! هو كان عنده بنات اول مره اعرف الموضوع ده؟
(يبص بسرعة على سلمى اللي واقفه بعيد ومنزله راسها وكان باين عليها الحزن جداً)
يزن'
طيب هي إيه اللي جابها هنا مش هي عندها بيت في بلدهم ولا البلد ما بقتش عجباها فحبت تطور من نفسها فقالت تتفسح عندنا ؟!وايه البتاع اللي على وشها ده هي بشعة للدرجه دي ولا اوعى تكون شبه شبح الليل اللي بيخوفوا بالعيال الصغيرة؟
عبد الحميد (بحزم وهو بيزعق لابنه وبيقول): انا مش عايز مسخرة وقله أدب ما تتكلمش عنها كده البنت دي في حمايتي من النهاردة. هي مش غريبة علينا، دي وصية غالي… وأنا راجل ما يخونش وصية صاحبه وكمان
احترم نفسك وانت بتتكلم عنها هي كل اللي بتلبس نقاب يبقى شكله وحش ما تسخرش من حد يا يزن أنت مش كده فبلاش تتكلم بالطريقه دي؟!
فاطمة (الجدة، وهي تبص على سلمى بنظرة فيها حنان وبتقولها):
تعالى يا بنتي، اقعدي جنبي وما لكيش دعوة بيزن ده هو بس بيحب يهزر شويه بس هزارة النهاردة كان رخم وشكله هيتضرب بابو وردة؟!
(سلمى بتتحرك بهدوء، وعيونها ما اتشالتش من على الأرض وبتقعد، والجدة بتمسك إيدها وتطبطب عليها وتقول)
– دي عيونها زي القمر…خسارة فيهم الحزن اللي ما ليهم يا بنتي ؟عيونك بالجمال ده امال شكلك عامل ازاي بسم الله الله اكبر؟!
يزن (مستغرب من انبهار جدته، وبيحاول يخفي استغرابه بسخريته المعتادة): يا سلام! كنا ناقصين إحنا وإيه يا تيته ابو وردة عيب قوي انا رجل اعمال ما ينفعش تقوليلي الكلام ده ولو سمحت احترميني قدام اي حد غريب…
فاطمه بصيتله وزعقت فيه وقالتله: انا اقول اللي انا عايزاة يا ولد اخرس خالص؟!
عبد الحميد (بصوت حاد قطع بيها كلام يزن خالص وقال): ما تخرس بقى يا ولد في إيه؟
(سلمى بترفع عينيها للحظة، عينيها العسلية تلمع بدموع…و يزن بيشوف اول نظرة من عينيها بيتجمد لحظة من غير قصد، لكن بسرعة يخبي ارتباكه ويرجع لورا خطوة لأنه مش عايز يحسسها انه خد باله من لون عينيها)
عبد الحميد (يبص لابنه بتركيز،وصوته يوطه وهو بيقول ):
– يزن… تعالى معايا المكتب. لازم نتكلم في موضوع مهم؟!
(يزن بيتناهد بضيق وبيحاول يبين اني مش فارق معاه حاجه لكن عيونه بتلمع باستفهام…وهو ماشي ورا ابوه وساب سلمى قاعدة في حضن الجدة.
وسلمى في الوقت ده مش قادرة تتكلم ولا تقول حاجه
دي مش عادتها هي حد مشاكس جدآ بس من بعد موت ابوها ما بقاش ليها حد وبقت مضطرية انها تقعد مع عبد الحميد بعد ما ثبتلها بكذا طريقه ان هو صاحب ابوها كانت واثقه ان هي لو رجعت البلد عمامها هيخلصوا عليها او هيجوزوها مصطفى غصب عنها.
الشاب اللي حياته كلها استهتار وهي بتكرهه وبتخاف منه.
فاطمه:(بتحاول تطبطب عليها بحنان وهي بتقولها)
– ما تخافيش يا بنتي… طول ما إنتي تحت سقف القناوي، مفيش حد يقدر يقربلك ولا يمس شعرة منك يا حبيبتي ده انتي هتملي عليا البيت والله انا مبسوطة قوي بوجودك؟!
(سلمى بتهز راسها بخجل وصوتها بيرتعش وهي بتقول بصوت واطي): شكرا قوي لحضرتك انا مش خابرة اودي جمايلك وين استضفتيني في دارك وعملتيني معامله مليحه؟!
فاطمه بتطبطب عليها وبتاخدها في حضنها وبتقولها :البيت بيتك يا بنتي ما تقوليش كده تعرفي ان لهجتك حلوة قوي ده انا بعشق حاجه اسمها الصعيد هم اهل كرم وخير وانتي جواكي حاجه نظيفه مش متلوثه زي اللي حواليكي وفي كتير جداً من الصعيد ناس محترمة وكويسه بغض النظر عن قريب؟
ربنا يعدي الأيام دي على خير يا بنتي وان شاء الله الفرحه هترجع تاني لقلبك؟!
سلمى دموعها نزلت بحزن وهي بتتمنى ده من قلبها ان ربنا يصلح لها الحال والموضوع ده يخلص على خير من غير ما حد يتاذي
سلمى: اللهم آمين يا رب العالمين؟!
يزن داخل وواقف قدام أبوه وهو رافع راسه وعبد الحميد قاعد على المكتب بملامح متوترة هو مش عارف يبدا منين ولا يقول لابنه أيه؟!
يزن (ببرود وسخرية هو بيبص لابوه وبيقول):
خير يا بابا… إيه موضوع البنت المنتقبة اللي جايبها معاك ديت يا رب ما تكونش مشكله جديدة واحنا مش ناقصين مشاكل كفايه موضوع الصفقات اللي لحد دلوقتي مش عارفين مين اللي بيبوظها مش عايزين مشاكل تانيه على مشاكلنا؟
عبد الحميد (بصوت واطي لكن فيه نبرة جمر وهو بيقول لابنه):
دي مش بنت غريبة يا يزن… دي بنت مصطفى زيدان وانت عارف مصطفى كان بالنسبه لي إيه فاكيد مش هسيب بنته تقع وسط الوحوش اللي اسمهم عمامها؟!
يزن ( بيضحك بسخريه وبيقول):
– مصطفى؟! الله يرحمه…كان صاحبك وخلاص توفى وما كانش لينا اي علاقه بيه غير شغل
و عمري ما سمعت إنه خلّف بنات وبالنسبه لعمامها هم الأقرب ليها من اي حد حتى لو كانوا وحشين هم اهلها.
(بيقرب خطوتين لقدام)
– وبعدين، يعني إيه اللي جابها هنا ؟ إحنا فندق ولا الجمعيه خيريه علشان تقعدها عندنا في القصر ما يمكن البنت دي مش كويسه او وراها حاجه او يمكن هي اللي عامله المشاكل مع اعمامها وبتعمل الحوارات دي ما تسمعش يا بابا من طرف واحد اسمع من الاثنين ؟
عبد الحميد (بيضرب بكفه على المكتب فجأة وهو بيقول): انا عارف امامها ومصطفى ده مش عارفه علشان شغله ولا الكلام ده احنا اصحاب من أيام الجامعة هو كان اكتر من اخويا انا اخواتي خانوني وعملوا فيا كثير مصطفى كان بيدعمني وبيقف في ضهري ما تجيش دلوقتي وتقولي ما اقفش جنب بنته كفايه أنه
مات وهو مظلوم، اتخان من أهله وأخواته، وبنته دلوقتي تحت رحمتهم… كانوا هيجوزوها غصب عنها لإبن عمها السكير اللي سموه على اسم عمو بس للأسف ما فيهوش حاجه من مصطفى خالص غير اسمه بس !
يزن (بيهز راسه بلا مبالاة هو مش فارق معاه حاجه وبيقول):
– وده ذنبي واحنا مالنا خلينا في شغلنا يا بابا كفايه اللي إحنا فيه إحنا عندنا مصايب كثير ومشاكل اكتر ؟
عبد الحميد (بيقف، ويقرب من ابنه، وصوته بيعلى جداً وبيقول):
– ذنبك إنك ابني… واللي يخصك يخصني واللي يخصني يخصك لاننا كده على طول يا يزن واحنا مش مجرد اب وابنه ما تنساش الموضوع دوت وانت مش وحش كده فبلاش تعيش دور أنك حد مش كويس انا عارف ان حواليك ناس كثير زي الديابه بس صوابعك مش زي بعضها؟!
(بيسكت لحظة، ويبص في عيون يزن بقوة وبيكمل كلامه ويقول)
أنا عايزك تتجوزها يا يزن ويا ريت يا ابني تحققلي رغبتي دي قبل ما اموت علشان اقدر اموت وانا مرتاح؟!
يزن (بيتجمد لحظة، وبعدين ينفجر هو مش مصدق اللي بيسمعه بيقول):
إيه؟! اتجوز مين؟! إنت بتهزر يا بابا انت ازاي اصلا عقلك يخليك تستوعب اني ممكن اتجوزها انت عارف اني رافض الموضوع ده اصلا عمري ما هفكر فيه بعد كل حاجه حصلت معايا ؟!
(بيضرب بايده على المكتب وصوته بيعلى وهو بيقول)
– أنا، يزن القناوي، اللي كل البنات بتتمنى تاخد مني نظرة واحدة أتجوز واحدة مشفتش وشها أصلاً والله اعلم هي وشها في إيه ويمكن مداريه حاجه مش عايزة حد يشوفها؟ واحدة جايبها من الصعيد… ملفوفة بملايه سوداء من شعرها لحد جزمتها وشكلها مقرف عايزني اتجوزها وكمان الموضوع ده عندي مقفول من زمان حتى لو ما كانتش البنت دي اي حد تاني برده لا انا رافض الجواز من مبداه ؟!
عبد الحميد (بهدوء وبيتكلم مع ابنه بيحاول يفهمه قال): أحترم نفسك دي بنت محترمه ولبسها محترم وانت هتتجوزها غصب عنك او برضاك الموضوع ما فيهوش نقاش؟!
يزن (بيضحك بسخرية مرة وهو بيقول لابوك بحزن):
– لأ، مش هتجوزها. أنا مش تحت أمر حد… حتى لو كنت إنت يا بابا كفايه اني مجبور ان انا اتعامل مع ناس مش طايقهم في حياتي كفايه دمار لحد كده هي حياتي متدمرة اصلا عايز تكمل عليها ؟!
عبد الحميد (عينه تلمع بغضب، وبيرفع صوته لأول مرة ويقول):
– والله العظيم يا يزن، يا إما تسمع كلامي وتتجوز البنت يا اما هتشوف الوش الثاني وهتشوف حاجات عمرك ما كنت تتخيلها
ومش كل البنات زي ليلى هي كانت حاجه في حياتك وخلصتك خلاص والموضوع انتهى ؟!
يزن (بيقف متوتر، صوته بيعلى وهو بيقول): يا ريت يا بابا ما تجيبش سيرتها علشان ما بطيقش اسمع اسمها ؟!
عبد الحميد: تمام هتنفذ اللي أنا قلتلك عليه؟!
يزن وهو مش مستوعب اللي هو بيسمعه بيقول:
إنت بتهددني يا بابا علشان بنت احنا ما نعرفهاش هو الموضوع وصل لكده؟!
عبد الحميد (بقسوة هو بيزعق ويقول):
– أنا بحلفك بحياتك عندي… لو ما اتجوزتهاش يبقى ولا انت ابني ولا اعرفك وما تنساش انك ابن الوحيد؟!
يزن وهو بيحاول يتكلم مع ابوه بيقول: يا بابا ليه بتقولي كده انا مش عايزها و مش عايز ارتبط باي بنت اصلا طب جوزها لاي حد من الشباب العيله اشمعنا انا؟!هم هيسمعوا كلامك ما عندهمش مشاكل بس انا لا؟!
عبد الحميد وهو بيتكلم بحزن وبيقول: ما ينفعش أعمل فيها كده يرضيك اجوزها ياسين
وادمر حياتها ويبقى كده شيلنا ذنب البنت المسكينه اللي المفروض نحافظ عليها انا واثق فيك علشان كده اخترتك انت؟!
(يزن بيتراجع خطوتين، غضبه لسه قلبه مليان بالولعه والكره لصنف الستات كله
لكن أول مرة يحس إن أبوه مش هيسيبله فرصه لهروب… بيعض في شفايفه بعصبية وبيرد عليه باستسلامه بيقول):
تمام… هتجوزها يا بابا علشان خاطرك انت بس
(يبص في عيون بحزنه بيكمل ويقول) بس عندي شرط انا هتجوزها بس هيكون جواز على الورق فقط لكن عمري ما هقبلها مراتي… ولا عايز أشوف وشها حتى ويا ريت تبعد عني خالص هي قسيمه الجواز اللي انت عايز همضي عليها والموضوع خلص؟!
(عبد الحميد يبتسم ابتسامة صغيرة، كأنه كسب المعركة، بس عينه فيها وجع: عارف إنه جبر ابنه على حاجة تقيلة… لكنه شايف إنها الطريق الوحيد يحمي بيه بنت صاحبه وفي نفس الوقت يرجع لابنه الثقه في الستات لانه خلاص بقى رافض يفتح قلبه لاي حد ثاني بعد اللي حصل معاه والخيانه اللي خانتها له اقرب شخصه مع اقرب حد كان بيحبه)
يزن طلع من المكتب وبيهبد الباب وراه
وخد مفتاح عربيته ومشي وكانت جدته فاطمه قاعدة مع سلمى وكانوا مستغربين جداً من طريقه يزن اللي كان باين عليه الزعل والعصبيه في الوقت ده خرج عبد الحميد وقعد جنب سلمى وبدا يتكلم معاها بالراحه ويفهمها كل حاجه.
عبد الحميد (بهدوء لكن فيه حزم وهو بيتكلم مع سلمى وبيقول): بصي يا سلمى ابوكي كان بيحكيلي كل حاجه بتحصل بيني وبين عمامك فانا عارف قذارتهم؟! وهو اللي طلب مني ان اخلي بالي منك بعد ما ربنا ياخذ امانته لانه كان عارف في اخر فترة انه مريض بس انا اما اجيلي خبر الوفاة كنت مسافر بره واما وصلت القاهره عرفت إني توفى
واروح البيت الكبير علشان اشوفك واشوف احوالك بس مشيئه ربنا اني قابلتك!
و انا كنت وعد ابوكي الله يرحمه وانا مش هخلف بوعدي وهكون سند وضهري ليكي بعده وهعمل حاجه اخلي اعمامك ما يقدروش يجي جنبك ولا يفكروا يؤذوك ؟!
سلمى وهي دموعها نازله بتسال وبتقوله: إيه هي الحاجه اللي هتقدر تمنعهم عني ما اعتقدش ان في حاجه ممكن تحوشهم عني واصل؟
عبد الحميد اتكلم بهدوء ويقول: لا في حاجه هتقدر تمنعهم مش هيقدروا يقربوا لك؟! بس تنفذي كل كلمه انا هقولها لك علشان اقدر احمي حياتك؟
(سلمى تبص له بخوف، وما تنطقش. مجرد هزة راسها بطاعه)
عبد الحميد (بصوت هادي قال): علشان احميكي لازما تتجوزي ابني يزن
محدش يقدر يقف قصادي لأن خلاص هتكوني مرات ابني وفي الوقت ده ما يقدروش يعملوا معاكي اي حاجه وكمان انتي دلوقتي تقدري تكوني وكيله نفسك ما فيش حد يقدر يقف قدامنا إيه رايك يا حبيبتي؟!
(سلمى اتجمدت مكانها…ما كانتش مصدقه وهي بترتعش ومش عارفه ترد عليه ولا تقول إيه )
سلمى (بصوت مبحوح وهي بتقول): اتجوزوا كيف الحديت اللي بتقوله ده يا عم؟!
عبد الحميد (هو بيحاول يفهمها ويشرحلها قال):
أيوه، يا بنتي… بكرة الصبح نكتب الكتاب، وهتعيشي هنا زي بنتي لحد ما اقدر اؤمنلك مستقبلك ونشوف موضوع عمامك دول ونخلص كل حاجه وبعدها تقدري تاخدي القرار اللي انتي عايزاة؟!
(فاطمه بتبص لعبد الحميد بقلق، لكن ما بتتكلمش…لانها شايفه اسراره على جواز سلمى من ابنه هي كانت قلقها الأكثر على يزن)
سلمى (دموعها بتنزل واتكلمت وقالت بصوت مخنوق):
بس أنا… أنا خايفة… مش عايزة أظلم حد وياي وولدك ما يعرفنيش علشان يرضى يتجوزني ليه تجبروا انه يتجوز واحدة ما يعرفهاش وكمان انا ما اعرفهوش ليه اتجوزة؟!
عبد الحميد (بيمد إيده على كتفها، وبيحاول يطمنها وبيقول):
إنتي ما ظلمتيش حد، يا بنتي. الظلم كله كان من نصيبك… واللي جاي ربنا هيعوضك بيه وانا واثق من ابني علشان كده عايزك تتجوزيه ودي امنيتي لأني عايز احافظ عليكي!
(سلمى تبص في الأرض، وبتحس قلبها بينهار… بس في نفس الوقت بتفتكر في تهديدات عمامها اللي كانوا على طول بيقولها: "لو ما اتجوزتيش ابن عمك، ندفنك حيّة. دموعها تنزل أكتر وفهمت انها ما عندهاش خيار غير ان هي تقول حاضر!
سلمى راحت اوضتها علشان تنام بس مين يجيله نوم في في الحاله دي سلمى عيونها بقت حمراء زي الدم من كتر البكاء اما عند يزن كان رجع وطلع اوضته ودخل الفرندة وكان واقف فيها وكان باين عليه الضيق.
يزن واقف قدّام الشباك، ماسك سيجارة، بيفكّر وبيقول لنفسه:
ـ يا ربي أنا في إيه ولا في إيه… أبويا جاب البت دي وخلاني مش قادر ارفض بس انا مش قادر بجد مش طايق صنف الستات كلها ستات مقرفه ما بيفرقش معاهم غير مصلحتهم!
فجأة… الباب الكبير بتاع القصر حد بيخبط عليه جامد والحرس بيتلموا
وصوت عالي جدا وباين عليه الغضب وهو بيقول : افتح يا عبد الحميد احنا اخوات مصطفى الله يرحمه رايدين نقابلك ضروري في حاجه مهمه لازما تعرفها بسالك حياة او موت!
سلمى وهي خارجه من اوضتها برعب وشهقت وهي بترجف وبتقول:
دول… دول عمامي جايين يخلصوا عليا!
عبد الحميد دخل بخطوات تقيلة، عيونه فيها نار وهو بيقول:
ـ ما تخافيش يا بنتي… طول ما أنا واقف على رجلي، ما حد يقدر يقربلك ولا يمد إيده عليكي!
يزن رمى السيجارة وداس عليها برجله، وبص لأبوه وكان باين عليه الغضب وهو بيقول: هم ازاي قدروا يجوا هنا وهم يعرفوك منين علشان يجولك هنا القصر وعايزين إيه دلوقتي ؟!
عبد الحميد بص له بدهشة، قبل ما الحرس يفتحوا الباب الكبير قال : ما تقلقش انا هتعامل معاهم واشوفهم جايين ليه واكيد يعني ما يعرفوش مكان سلمى ولا يعرفوا ان هي هنا
فعايزك تكون هادي تمام؟!
يزن هز راس بطاعه وقال: تمام!
الصوت يعلا والأرض تهتز تحت أرجلهم وفجاة…
↚
اتفاجئوا بصوت اعمام سلمى وهم جايين على القصر وبيتكلموا مع الحرس والحرس بيمنعوهم ان هم يقابلوا عبد الحميد
اما سلمى كانت واقفه في البرنده بتشوف كل حاجه وفاطمه كانت معايا كانت لسه مطلعاها اوضتها .
سلمى (بصوت واطي وهي مرتبكه قالت): هم دول اعمامي هم جوه ورايا لحد اهنا أنا انتهيت خلاص هم رايدين يخلصوا عليا!
فاطمة بتسحبها بسرعة على جوه
لان صوتها كان عالي في الوقت ده كان ممكن يكتشفوا وجودها في القصر.
فاطمة (بتحاول تهديها وتقول):
اهدي يا بنتي.. ما تخافيش، محدش هيوصلك طول ما انتي في قصر عائله القناوي دول هم لو دخلوا هنا وعملوا اي حاجه مش كويسه هيجيبوا لنفسهم الاذى؟!
سلمى بخوف ورعب قالت: والله ما انتي خبراهم واصل انتي ما تعرفيهمش لا هم صعب قوي؟!
فاطمه بهدوء وهي بتطبطب عليها وتضمها لحضنها اكتر بحنيه وبتقول: يبقى انتي كده ما تعرفيش انتي دلوقتي فين وهتبقي مرات مين سيبيها على الله يا بنتي؟!
اما بره كان عبد الحميد امرهم انهم يدخلوهم عبد الستار واخوه حمزة وابنه مصطفى.
فعلا الحرس دخلوهم وهم كانوا داخلين وكان باين عليهم الهدوء جدآ وهو بيوجه الكلام لعبد الحميد.
عبد الستار بيتكلم بمنتهى الاحترام وهو بيقول لعبد الحميد:
كيف حالك يا عبد الحميد يا اخوي؟ إحنا جايين من البلد مخصوص.. لاننا ما نعرفش حد غيرك في القاهرة ومحدش هيدلنا ولا يساعدنا غيرك وكنا بقى لنا كتير واقفين بره وبالنادي ما فيش حد رد علينا علشان كده عملنا له الهيصه دي!
عبد الحميد وهو بيعمل نفسه قلقانه وبيقول: اتفضلوا طيب ادخلوا يا رجاله في إيه خير قولوا إيه اللي حصل؟!
عبد الستار وهو عامل نفسه زعلان على بنت اخوه بيقول بحزن: رايدك تدور لنا على بت مصطفى اخويا الله يرحمه هي سابت البلد وهملت الدنيا كلها ما نعرفش إيه اللي حصلها خايفين يكون حد سوى لها حاجه او حد غواها او تكون اتخطفت كفله الله الشر؟!
عبد الحميد ( وهو عامل نفسه مستغرب وهو بيقول): معقوله ازاي سلمى يحصلها كده وانتم ازاي تسيبوها إيه اللي حصلها بالظبط واخر حد تواصلت معاه كان مين؟
مصطفى (هو متعصب جدا وبيقول): هي كانت مرتي وهربت يوم فرحي عليها لازما نلاقيها باي طريقه شوف هتساعدنا ولا لا علشان نروح نخلص امورنا إحنا مش فاضيين للحديت الكثير؟!
يزن اللي واقف ورا عبد الحميد بيدخل وبيتكلم بمنتهى البرود وهو متضايق جداً وبيقول : ومراتك إيه اللي خلاها سابت البيت ومشي يا وحش الكون شكلك عملتلها حاجه عشان كده طفشت منك؟!
مصطفى بيرد عليه بعصبية وصوته بيعلى وبيقول بنبرة مش كويسه خالص: قصدك إيه من حديت الماسخ ده هي مرتي وهترجع غصب عنها او برضاها وعن الدنيا كلها !
يزن بيضحك بسخرية وهو بيقول:
على أساس إن الرجولة إنك تجبر واحدة تعيش معاك!
ليها الحق لبنت تسيبك وتهرب إيه اللي انت بتقوله ده؟
حمزة بصوت مليان حكمه وهو بيقول بخوف وقلق حقيقي على بنت اخوه : خلاص يا ولد منك ليه مش رايدين مشاكل إحنا دلوقت رايدين نلاقي سلمى اللي غابت عن دارها ما نعرفش هي مليحه ولا لا والله انا لو اطمنت عليها وعارف ان هي مليحه مش رايد من الدنيا اكتر من اكده اطمن عليها بس يا عبد الحميد بيه لو تقدر توصلنا لاي حاجه اهنا في القاهرة عشان نعرف نجيب بنتنا تبقى سويت ويانا واجب ومش هنقدر ننسه لك طول ما إحنا عايشين ؟!
عبد الحميد (بحكمة وهو بيحاول يسيطر على الحوارقال): بصوا انا هدور عليها حتى لو لقيتها مش هسلمها لحد فيكم اللي زيكم ممكن يؤذيها وبعد ما شفت طريقه مصطفى اللي كان الصعبه جداً ومستفزة واكيد يتعامل بيها مع البنت علشان كده هربت دي بنت صاحبي الله يرحمه، وأنا مش هسيبها تضيع انا فعلا هدور عليها بس مش عشان ارجعها الا برضاها لو وافقت تروح معاكم ما عنديش مانع لو ما وافقتش هخليها امانه عندي لحد ما اديها لصاحب نصيبها!
حمزه وهو بيحاول يكلم عبد الحميد ويقوله: لو سمحت انا هحافظ عليها بس عرفنا بس مكانها وين وهي عايشه ولا ميته حصللها إيه و إيه اللي صار فيها ؟!
مصطفى بيحاول يعمل مشكله ويقول:
يعني إيه مش هتسلمها؟! دي مراتي ومحدش له كلمه عليها ومش رايدين مساعدتك لو هتساعدنا علشان تاخدها عندك لا يبقى خليك في حالك بقى ومش رايدينك واصل!
عبد الحميد (بهدوء فيه قوة قال):
– لا، مش مراتك. لما تبقى تجيب ورق رسمي ساعتها تعال اتكلم. إنما دلوقتي وجودها معاك إجباري يعتبر ظلم. وأنا عمري ما أساعد في ظلم وانا فعلا هدور على بنت مصطفى علشان هو صاحبي مش علشان ارجعها لك وزي ما قلت قبل كده هي توافق ترجع معاك انا ما عنديش مشكله بس نلاقيها الاول؟
بيبص لبعض بغضب وهم متضايقين جداً في اللي عجبه الكلام وفي اللي ما كانش عاجبه الكلام خالص لكن مفيش في إيدهم حاجة. يزن من بعيد بيبص عليهم بنظرة تحدي، وبيكتم غيظو جواه.
اما جوه عند سلمى كانت خايفه جداً وبترتعش وهي بتسمع الكلام ده وكانت حاسه اكن سكاكين بتقطع في قلبها وفاطمه ضميتها ليها اكثر وفضلت تطبطب عليها وبتقولها:
شايفة؟ عبد الحميد مش هيسيبك.. اهدي ويزن كمان في ضهرك يا حبيبتي ما تخافيش يا روحي كلنا معاكي وهنساندك وربنا ما بيرضاش بالظلم يا بنتي؟
سلمى بترتعش و بتقول: والله ما يجيبوها لبره
هم رايدين يخلصوا عليا هم مش هيهملوني يا جدتي قوليلهم يبعدوا عن طريقي انا مش رايده منهم حاجه؟
فاطمه وهي بتطبطب عليها وبتقول: ما تخافيش يا حبيبتي ما حدش هيقدر يقربلك ده اللي هيقربلك إحنا ناكله لك باسناننا لا يا قلب جدتك؟!
سلمى النقاب بتاعها اتبهدل من كتر الدموع وهي بتبص لفاطمه بامتنان وهي حاسه بالحنيه والطيبه اللي في البيت دوت اما عند عبد الحميد وعمام سلمى بعد ما اتفقوا أنهم هيدوروا على سلمى وبعد كده كل حاجه هتمشي سليمه .
سابوهم ومشيوا ويزن كان متضايق جداً ومخنوق منهم بس مصطفى أول ما خرج من البيت مسك التليفون وكلم الماذون على طول وما كانش عايز يضيع وقت.
مصطفى هو بيكلم المزور قال:
رايد النهاردة عقد جواز على السريع؟
هي ما مضتش على العقد وانا ما يهمنيش انا رايد هتكون مرتي قدام الدنيا كلها وقدام القانون علشان لو حد جه يتكلم اشيلهم الحق فحاول تزور امضتها وتخلص لي كل حاجه؟
المزور (بيضحك بخبث بيقول):كله بثمنه يا باشا كل حاجه هتكون عندك بكره بس حوللي الفلوس الاول وكل حاجه هتبقى تمام؟!
مصطفى وهو بيتكلم بشر ويقول : خلص انت بس شغلك والفلوس هتبقى عندك قبل ما استلم منك الشغل مش رايد اسمع ان الشغل ما خلصش تمام؟!
المزور: تمام مع السلامه يا كبير!
"في قصر عائله القناوي "
سلمى قاعدة ساكتة، عينيها في الأرض. فاطمة جنبها، وعبد الحميد بيكلم يزن بجدية.
لان كان خلاص الموضوع بقى محسوم وكان لازما يكتبوا الكتاب وما كانش فيه اي مفر من الموضوع.
عبد الحميد هو بيتكلم بهدوء وبيحاول يوصل الفكرة ليزن قال:
يا يزن.. الواد اللي اسمه مصطفى ده شكله مش هيسيب البنت في حالها. ودي بنت صاحبي، وأنا مش هسيبها تتبهدل لازم نكتب الكتاب بسرعه ما ينفعش نسيب الموضوع كده متعلق!
يزن بينفخ بضيق، وبيحاول يبين إنه مش فارق معاه قال:
يعني انا مالي ومال الحوارات بتاعتكم دي يا بابا اعمل اللي انت شايفه؟
عبد الحميد (بحزم وبصوت عالي وهو بيقول لابنه): مين اللي قالك انك ما لكش في الحوارات دي هي هتبقى مراتك خلاص يعني غصب عنك او برضاك انت المسؤول عن كل حاجه تخصها وانت المسؤول انك تحميها؟!
سلمى تبص ليزن بسرعة، وبعدين ترجع تبص في الأرض. ويزن يلحظ خوفها، وصوته يلين غصب عنه وهو بيقول:
– أنا مش بحب الستات ولا وجع الدماغ ده كله.. بس خلاص. طول ما هي هنا، محدش هيلمسها لانها في حمايه واسمها هيتربط باسمي لحد ما تطلع من البيت ده ما حدش هيقدر يجي جنبها وانا بوعدك بكده يا بابا؟!
فاطمة تبتسم وهي شايفة التغيير في نبرته.
سلمى وهي بتعيط على خير وحاسه نفسها قليله قالت:
أنا حاسة الدنيا كلها واقفة ضدي. حتى القانون مش هينصفني كل حاجه بقت سوداء قدام عيوني بعد موت ابويا الله يرحمه هملني انا هروح ومش هيبقى في مشكله ومش رايده حد ينجبر على حاجه غصب عنه؟!
فاطمة (بحنان وهي بتقول لسلمى): لا طبعا يا حبيبتي تروحي فين ده خلاص بقى بيتك؟!
و متخافيش يا بنتي.. ربنا كبير. واللي عايز يظلمك مش هينجح وربنا قال في كتاب الكريم
"بسم الله الرحمن الرحيم "(يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم "
ما تزعليش نفسك يا حبيبتي ربنا مش هيسيبهم وحقك هيجيلك لحد عندك!
يزن واقف وبيسمع كلامي جدته من بعيد وعيونه فيها صراع واضح .. مشاعرة القديمة ضد الستات بتشدّه ناحية القسوة، لكن خوف سلمى بيهز حاجة جواه هو نفسه مش فاهمها.
بعد دقائق الماذون بيجي وعبد الحميد بينادي والدته تجيب سلمى وتيجي علشان يكتبوا الكتاب
سلمى قاعدة جنب الحيط ملامحها بين فيها الخوف و يزن قاعد و وشه باين عليه الغضب ومكشر خالص)
الماذون (بصوت واثق وهو يبص على يزن وبيقول): يا يزن عبد الحميد القناوي هل تقبل الزواج من الآنسة سلمى مصطفى زيدان ؟
يزن (ساكت لحظة وبعدين بص لسلمى بهدوء وبعد كده قال بصوت ناشف خالي من مشاعر): أيوه.. قابل!
(سلمى تبص لعبد الحميد بعينين مليانين دموع، لكنها ما تنطقش الماذون يكرر السؤال عليها.)
الماذون وهو بيبص لسلمى: وإنتِ يا بنتي.. هل تقبلين الزواج من يزن عبد الحميد القناوي؟
سلمى (بصوت مهزوز هي بتعيط على خيرها وبتقول بحزن): أيوه.. اقبل.
فتح ايديه وفضل يدعي بعد ما كتب الكتاب وفاطمه فضلت ماسكه ايد سلمى وكانت ست حكيمه جدآ وهي بتحاول تواسيها وتحسسها ان هي زي حفيدها بالظبط طبطبت عليها بحنان ومسحتلها دموعها بس سلمى بتحس ان رجليها مش شايلاهاو يزن واقف مكانه، مش باين على وشه أي تعبير، كأنه كان بيحارب نفسه من جواه )
(بعد ما الماذون بيخلص ويكتب العقد،و يسلم الورق لعبد الحميد، اللي بيحطه على الترابيزة..)
فاطمة (بصوت عالي وهي تبص ليزن): يا بني.. دي بقيت مراتك قدام ربنا والناس. اتقِ الله فيها واعملها بما يرضي الله وانا واثقه فيك يا حبيبي وعارفه انا ربيت حفيدي صح؟
(يزن يبص لجدته بنظرة سريعة، بعدها بيوجّه عيونه لسلمى، يلمح خوفها وضعفها، قلبه يهتز للحظة لكنه بسرعة يلف وشه الناحيه الثانيه ويمشي ويروح على الجنينه ويقف شويه وهو بيشرب السجاير وبيدخن بطريقه مليانه غضب وبعد كده بيروح على الاوضه بتاعته اللي سلمى كانت موجودة فيها وسلمى في الوقت ده كانت قاعدة على طرف السرير وهي واخده راحتها خالص ما تعرفش ان يزن هيجي الاوضه
كانت بتعيط ودموعها على خدها باين عليها الحزن و يزن دخل الاوضه وما خدش باله من اللي قاعدة قدامه على طرف السرير وفجاة.
اول ما شايف سلمى وقالها بانبهار:
إنتي… إنتي مين و إيه اللي جابك اوضتي وازاي دخلتي هنا؟!
سلمى بتمسك التحجيبه وبتحطها على راسها بسرعه وهي خايفه جدا ومرعوبه بس يزن بيقرب منها ويبقى عنده فضول.
يزن :
ردي عليا انتي مين وازاي انتي جميله قوي كده؟
انتي مصريه ولا أجنبية عمري ما شفت جميله زي ده قبل كده؟!
(سلمى بترفع عينيها وتبصله باستغراب، لسه دموعها باينة في عينيها وهي بترد عليه بهدوء وكانت مكسوفه جداً قالت): انا سلمى اللي لسه كاتب عليا دلوقت لحقت نسيتني اياك؟!
يزن (وهو مستغرب جداً من وجودها وكان مبهور بيها وبيقولها بصدمة ): مراتي انا!؟ إزاي كده!؟ إزاي العيون دي والشكل ده انتي بجد حقيقيه اكيد لا!؟
سلمى (بابتسامة باهتة رغم وجعها وهي مستغربه انبهارة وكانت هتموت من الكسوف قالت): انا بت عاديه الدنيا جت عليها هو حضرتك كنت فاكرني عفشه ولا إيه ؟
يزن (يتنحنح وبيحاول يخفي ارتباكه هو بيقولها بهدوء):
مش قادر أصدق انتي جميله قوي ما تخيلتش ان ممكن اتجوز بنت بالجمال ده كله ؟!
سلمى (بضحكة صغيرة وهي بتمسح دموعها قالت):
لا يا أستاذ… أنا هي، البنت اللي إنت من أول قلت إنك مش طايقها وقلت اكيد وشها في حاجه غلط علشان اكده لابسه البتاع اللي على خلقتها واتريقت عليا واتنمرت كثير بس انا دلوقت وياك علشان خاطر ما فيش حد يوصلي من عمامي غير اكده لا؟!.
(يزن يعض شفايفه بتوتر، يلف وشه كأنه بيهرب من الصدمة، لكنه مش قادر يمنع نفسه يبص تاني لعينيها. ويقف قدام المراية يحاول يشتت نفسه)
يزن (وبعد كده قال بتوتر هو بيحاول ان هو يبعدها عنه لانه قلبه بدا يلين):
اسمعي يا سلمى… اللي حصل ده مش بإيدي ولا بإيدك. ما تستنيش مني أي حاجه وجوزنا ده زي ما انتي عارفه يعني انا برده نفس مشاعري اتجاهك ما فيش مشكله انا معاكي لحمايتك فقط؟!
سلمى (بنبرة وجع):
أنا أصلًا ما طلبتش منك حاجه ولا رايده منك اي حاجه بكره ننفصل وكل واحد يروح لحاله ويشوف حياته وياخد اللي هو رايده؟!
يزن بعصبيه وهو بيبص لها ورايح عليها وبيقولها بصوت عالي: هو أنتي حضرتك حاطه عينك على حد ولا إيه هو انا مش مالي عينك علشان تقولي قدام الكلام ده؟!
سلمى ويبص له وبتزعق فيه وبتقوله: عيب الحديت الماسخ اللي بتقوله ده انا بت محترمه وابويا عارف يربيني مليح وعمري ما هبص الراجل وهو مش حلالي يوم ما هبص الراجل هيكون كاتب عليا وجوزي وجوزنا يكون صح مش كيف الجوازة اللي حضرتك اتجوزتها لي كانت غصب عنك علشان خاطر بوك ؟!
يزن وهو بيبص لها بهدوء وحاول ان هو يهدي الموضوع بعد ما ارتاح اما سمع رد فعلها ان هي ما بتفكرش في اي حد غيره قال: انا مش قصدي حاجه غلط اتفضلي طيب علشان ننام لاني باين عليكي تعبانه جداً وما نمتيش بقى لي كثير ؟!
سلمى بتقوم وبتمسك الغطا وتروح الناحية التانية من السرير، تقعد بعيد عنه و يزن يقعد على الكرسي جنب المكتب، يحط راسه بين إيديه وكأنه بيحارب فكرة جديدة داخلة دماغه وهي بتحاول تقتحم قلبه هو بيقول لنفسه: ما ينفعش اقربلها! ما ينفعش اعيد التجربه مره ثانيه ومش عايز افشل في حياتي كل الستات زي بعضها وللأسف اللي عملته معايا ما اقدرش انساه كلهم زي بعضهم ما فيش ست مختلفه عن الثانيه؟؟؟
بس فجاة سلمى عملت حاجه ما كانتش متوقعه؟؟؟؟؟
تابع..؟!
↚
يزن قام من مكاني ورايح على السرير علشان ينام راحت سلمى مزعقه له وقالتله بصوت عالي وهي مصدومه:
أنت هتنام وين اوعاك رايد تنام جاري على السرير؟!
يزن وهو بيشد اللحاف وبينام جنبها وبيقولها بمنتهى البرود: ايوه هنام هنا إيه المشكله يعني انتي نسيت انك مراتي ولا إيه وكمان ما تخافيش مش هعملك حاجه ولا هاجي جنبك؟!
سلمى وهي بتبص له بغضب وزعل قالت: ما نسيتش بس كنت رايدة
انام على السرير براحتي ولحالي؟!
يزن وهو بيغمض عينه وبيحاول يبعد اي تفكير عنها بيقول : ما تقلقيش هتنامي براحتك لاني ما بتحركش بفضل نايم مكاني يلا بقى خلصي ونامي ما تدوشنيش؟!
سلمى (بصوت واطي، ومترددة): انا مش خابرة اقولك إيه بس على الاقل اطفي النور ده لأني ما بعرفش انام فيه هو انت رايد تسيبه طول الليل ؟
يزن (بيرفع عينه لها،وبيقولها بصوت بارد):
آه. عندك مشكلة؟
سلمى (بتلفي نفسها وبتقول):
أيوه، مش بعرف أنام والنور مولع لازما تطفي دلوقت!
يزن (بنبرة مستفزة قال):
وأنا مش بعرف أنام وهو مطفي خلصي بقى نامي مش عايز صداع؟!
(سلمى بتسيبه وتسكت، وتدفن وشها في الغطا. يزن بيفضل باصص لها وكان مستغرب شخصيتها جداً وأنها حد مجادل ومشاكسه
عكس أول ما وصلت القصر ما سمعش صوتها اصلا غير من النادر )
سلمى (بصوت واطي و مش قادرة تمنع نفسها):
طيب نعمل إيه دلوقت؟ نقعد نتخانق طول الليل وبلاش ننام احسن؟
يزن (بيعدّل قعدته وبيقول بصوت في ضيق ):
ما عنديش استعداد لان دماغي وجعاني اتفضلي نامي وريحيني بقى علشان انا مصدعة؟!
(بيقوم فجأة، يطفي النور وهو متضايق، ويرجع ينام مكانه وسلمى بتبص له من تحت الغطا بخوف بسيط، لكن جواها تستغرب رغم انه مش بيحب ينام في العتمه طفى النور علشان خاطرها كانت شايفاه انسان غريب وغامض وده خلاها انجذبت ليه اكتر )
سلمى (بصوت واطي جدًا قالت):
شكرًا.
(يزن بيتجمد لحظة، باين إنه مش متعود حد يشكره.
ما يردش، بس يلف وشه الناحيه الثانيه
و سلمى بتاخد نفس عميق، وبتحاول تهدى وتغمض عينيها علشان تنام وفعلا من كتر التعب بتنام)
ثاني يوم الصبح يزن كان قاعد على السفرة هو وابوه وجدته قامت من النوم ونزلت علشان تفطر معاهم
فجاة بيدخلوا عليهم في الوقت ده اعمام يزن الاثنين ومراتاتهم وبنت عمو الكبير اللي هي اسمها ليلى.
فؤاد وهو داخل من باب القصر بيقول: السلام عليكم ازيكم يا جماعه عامل إيه يا عبد الحميد ازيك يا ماما إيه رايكم في المفاجأة دي؟
فاطمه كانت طايرة من الفرحه أول ما شافت ولادها قدام عينيها قامت من مكانها وراح فؤاد عليها وحضنها وباس على ايديها.
فاطمه: حمد لله على سلامتكم يا ولاد ؟!ما بلغتنيش انكم جايين ليه كنا بعتنا لكم طيارة لحد المطار او جينا استقبلناكم ؟!
فؤاد وهو بيتكلم بهدوء وبيقول: ما فيش قلنا نيجي ونعملها لك مفاجأة إيه رايك في المفاجأة دي؟!
فاطمه بهدوء وحب قالت: أحلى مفاجأة يا حبيبي نورتوا بيتكم لو كنتوا جيتوا بدري شويه كنت حضرته كاتب الكتاب بتاع يزن هو كان امبارح بس يلا ملحوقه تحضروا الفرح؟!
فؤاد بصدمه وهو بيقول: هو يزن اتجوز من غير ما يقولنا يا ماما؟!
رد عليه عبد الحميد وقاله: أهلاً وسهلاً بيك يا فؤاد انت وعبد الغني عاملين إيه مش هتسلموا على اخوك ولا إيه ولا عايزين تستفسروا الاول على موضوع جوازي يزن؟!
راح عليه فؤاد وسلم عليه وكان متوتر جداً وخايف ان الكلام يكون فعلا حقيقي في الوقت ده دخل عبد الغني وهو بيقول .
عبد الغني (هو بيتكلم بسخريه قال): انت ازاي تتجوزوا يزن وازاي ما تاخدوش راي اخواتك يا يا عبد الحميد وكمان اكيد جايبين بنت غريبه ما نعرفهاش ازاي بنت تدخل عيله القناوي من غير افراد العيله ما يوافقوا عليها ؟
(سلمى تبص في الأرض، قلبها بيدق، بتحس نظراتهم كلها نار موجهة ليها يزن بيرفع راسه ويبص لعمايله بعيون مليانه غضب )
يزن (بحدة): لا يا عمي انت فهمت غلط ده مش جواز ده كتب كتاب بس الفرح ان شاء الله بعد شهر من دلوقتي عد على ايدك بقى 30 يوم؟!
فؤاد (بيقول بغضب): وانت إيه اللي يخليك تتنازل وتتجوز من بنت اقل منك انت عارف هي بنت مين ولا إيه تاريخ حياة عيلتها وازاي تسيب بنت عمك وتتجوز واحدة ما نعرفهاش؟؟!
يزن بصوت عالي هز بيه القصر كله قال:
بنت عمي مين انت نسيت بنت الحسب والنسب عملت إيه وكمان انا مش عايز اتكلم في الموضوع ده كتير ومراتي بنت ناس وبنت عيله ومعروفه وحتى لو مش كده انا اتجوزتها وانا حر في قراري؟!
(ليلى تتقدم خطوة، عيونها مليانة دموع مزيفة وهي بتقوله بدلع): سيبه يا بابا يمكن يزن سعيد معاها. يمكن أنا ماليش نصيب. أنا… أنا يوم فرحي ما كنتش قادرة… كنت مريضة… والكل عارف. ما هربتش، ولا خنتو بس المرض كان أقوى مني ورحت علشان اتعالج هو فهم الموضوع غلط وانا حاولت اشرحله كذا مره بس هو ما كانش مقتنع؟!
سعاد وهي بتطبطب على بنتها وبتاخدها في حضنها وبتتكلم بخبث: أيوه! البنت كانت بتصارع المرض، والكل كان شاهد عليها. مش ذنبها انها ما رضيتش تشيلك همها وهي مريضه كانت بتحبك اكثر من نفسها؟!
(يزن بيتجمد، وشه بيتملي بالغضب والشك وهو بيبص لليلى بحدة، بعدين لسلمى اللي قاعدة باين عليها الحزن و قلبها بيتقبض أكتر. فاطمة بتمد إيدها وتضغط على إيد سلمى تحت السفرة عشان تطمنها)
يزن هو بيبص لها بقرف وبيقول: طب اتقي الله شويه ليه هو انا ما جاليش صورك وانتي مع الزفت بتاعك وبتتسرمحي معاه بلاش الشويتين دول مش هيدخلوا عليا؟!
عبد الغني ( هو عامل نفسه حزين بيقول): البنت كانت في حالة ما يعلم بيها غير ربنا.. واللي حصل يومها قسمة ونصيب. لازم نفتح صفحة جديدة وترجع لبنت عمك وما لكش دعوه البنت دي وطلعها من حياتك خالص وبالنسبه للصور اللي انت شفتها دي حاجات كلها متفبركه ما تصدقش حاجه على بنت عمك لانها هي متربيه قدام عينيك وعارفينها؟!
(سعاد قالت): أيوه.. وإحنا رجعنا النهاردة عشان نكون مع بعض زي زمان بس انتوا حبيتوا تدخلوا غريبه وسطينا (بصت على سلمى بحتقار وكملت وقالت) وهي مالهاش مكان بيننا مكانها في اوضه الخدامين؟!
(سلمى قلبها اتعصر من الكلام اللي سمعت والدموع ملت عينيها
لكن وقفت ثابتة. يزن واقف متجمد، بين الماضي اللي واجهه والكارثة اللي راجعة له من تاني. الجو كله توتر و فاطمة قاعدة بتراقب بعينيها الحكيمة اللي فاهمة سم العقارب من أول لحظة)
يزن (بيتكلم ببرود لكن فيه غليان): لو هي هتنام في اوضه الخدم يبقى بنتك هتنام في اوضه الجراج؟! واولا محدش ليه كلمة هنا غيري انا وابويا بس واللي فاكر نفسه جاي يفرض رايه علينا يبقى غلطان؟!
بص على ليلى بكره وقال: وإنتي وجودك في القصر هنا ملهوش اي لازمه عندي لانكم ما تفرقوش معايا اصلا هو انا نسيت اي حاجه من اللي انتم عملتوها فبلاش تلعبوا معايا والله انتم ماشيين في طريق غلط فابعدوا عني احسنلكم واللي راح راح وكل واحد يشوف حياته ؟
(ليلى بتمثل دور المكسورة وبتبدأ تبكي):
: يزن.. أنا مظلومة.. والله ما كان قصدي أخونك.. أنا كنت محتاجة اكون لوحدي و كنت مريضه ما كنتش قادرة اواجهك بالحقيقه لاني كنت خايفه عليك!
( عبد الغني وهو باصص بكره لسلمى وبيقول):
: كفاية بقى يا يزن.. مش معقول تمسك على غلطه صغيرة ملهاش لازمه على بنت عمك اللي عمرها كله كانت بتحبك نسيت ده كله جاي دلوقتي بتبدي واحده غريبه عنها وبتدي مكانها لحد ما يستاهلوش !
(يزن بيضرب إيده على السفرة بقوة ولكل بيتفاجئ من رده فعله وغضبه وهو بيقول): دي مش غريبه دي مراتي ما فيش حد ينفع ياخد مكانها هي بقت كل حياتي خلاص!
سلمى بترفع عينيها وهي مصدومه ومش عارفه تقول إيه هي في موقف ما ينفعش تتكلم فيه وسعاد مرات فؤاد وعفاف مرات عبد الغني بيبص لبعض وباين عليهم الحقد والغل جداً.
عفاف بتقول بغضب: استنى بس.. دي أيام وهنخليها تخرج من حياته زي الشعرة من العجين لانك هتستعر منها لأنها صراحه شكلها ما يسرش هي إيه القرف اللي هي لابساه ده؟!
سعاد: بكره الناس هيعيروك بيها
وهيقولوا هو اكبر رجل اعمال في القاهرو جاي يتجوز بنت زي دي ولا هتعرف تخرج معايا ولا هتعرف تقدمها للمجتمع الراقي؟!
( فاطمة، اللي قاعدة تتابع بصمت اتكلمت بصوت حازم وقالت ): ما ينفعش تظلموا بنت وانتم ما تعرفوش عنها حاجه وهي خلاص بقت ست البيت هنا بعد حماتها ما ماتت بقت هي مكانها وما تنسيش انتي وهي ان عبد الحميد هو ابني الكبير واللي بعده هنا ابنه يزن وسلمى بقت مراته يعني هنا مقامها من مقام يزن ما ينفعش تقلي منها ولا تيجي عليها واللي يفكر ياخد حقها ما يعرفش انا ممكن اعمل فيه إيه؟!
(الجو بيتوتر أكتر، كل واحد بيبص للتاني. سلمى تبص ليزن بعينين مرتبكة، شايفة لأول مرة إنه وقف قدام الكل وأعلن إنها مراته. يزن، رغم عقدته وجرحه القديم، لأول مرة بيحس إنه لازم يحميها وان ما ينفعش يدخل اي ست تانيه في حياته غيرها وفعلا من جوايا حاسس بكره كبير جداً اتجاة ليلى بس يا ترى هو إيه اللي حصل بينهم وليه ليلى عملت فيه كده)
سعاد (بصوت عالي وبنبرة مليانة حقد): يا سلام! يعني احنا سيبنا امريكا ورجعنا هنا عشان نلاقي واحدة غريبه مستوليه على القصر وشكلها واحده شرشوحه جايه تاخد فلوس العيله وانتي يا ماما عايزة تمسكيها كل حاجه مكانها ليه بتعملي كده انتي بتكرهينا من وقت ما اتجوزنا ولادك اعتبرينا زي الفت الله يرحمها؟!
كملت عفاف وقالت: ايوه هي فعلا بتعمل كده بس انا عايزة اعرف البنت دي ليه ما مشيتش لحد دلوقتي والله انا بفكر لو مشيت هيكون اكرم لها لان بعد كده هتمشي بطريقه مش حلوة!
(سلمى ترتبك وتبص للأرض، قلبها بيدق جامد ويزن بيقرب منها وهو ماسك ايديها وهي حاسه بكهربا في جسمها كلها وبيقول): يبقى حد بس يفكر يقربلها وهو مش هيلاقي مكان في القصر هنا وهيبقى مكانه في المستشفى ولو بقى في حته سليمه علشان يروح المستشفى!
سعاد قالت بصوت عالي وهي متضايقه جدا من يزن: شفت يا فؤاد ابن اخوه بيهددنا عيني عينك كده! يزن اللي البنات كلها تتمنى بس نظره من عينه ربط نفسه بواحدة ما حدش يعرف أصلها من فصلها وكمان مستعد يخسر اهله علشانها.
عفاف ردت عليها وقالت: وده كله ليه مش عارفه ما فيهاش حاجه مميز عامله زي شبح ولا باين لها وش من قفا؟
ليلى: دي شكلها ما تعرفش حتى تمسك معلقة صح! إزاي تبقى مرات يزن مش عارفه هو حصل له ايه؟!
(سلمى عيونها تدمع، وبتحاول تقوم من مكانها علشان تمشي بس يزن بيشد إيدها بقوة ويخليها تقعد وبيزعق وبيقول ):
مفيش حد يقدر يطردك من هنا واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل واللي مش هتلم نفسها ولسانها يتحط في بقها هخلي لون وشها زي اللبس بتاع مراتي فكل واحدة تحط لسانها في بقها واللي مش عاجبه يخبط دماغه في اتخن حيطه ؟!
(الجو بيتكهرب أكتر، وفاطمة بترفع إيدها وتقول بصوتها العالي): خلاص! كفاية كلام فارغ. اللي مش عاجبه وجود سلمى… الباب يفوّت جمل زي ما قال حفيدي يزن !
الكل سكت بس ليلى قامت من مكانها وقالت ليزن بحقد مليان بالخبث :بس العروسة لازما تعرف السر اللي انت مخبيه وشكلك ما عرفتهاش السر ده لحد دلوقتي يمكن لو عرفيته هي اللي يبقى عندها شويه كرامه وتسيب البيت وتمشي بس انا ما اعتقدش؟؟!
يزن هو بيبص بصدمه وبيقول: اخرسي خالص هو انتي ليكي عين تتكلمي يا بجحتك؟!
عبد الحميد :ما تحترموا نفسكم بقى اللي حصل حصل ودلوقتي سلمى مرت يزن يعني ما فيش حد عنده الحق ان هو يتدخل في حياتهم !
سعاد هي بتبص بكيده وبتقول: طب ما يمكن العروسه لها راي ثاني وعايزة تعرف الحقيقه ما هي لازما برده تعرف اللي فيها بدل ما هي قاعدة ساكته كده هي خرسه ولا إيه يا عبد الحميد؟!
عبد الحميد بصوت عالي :لا اصلا بنتي ما بتحبش تتكلم مع ناس بيقولوا كلام ملهوش لازمه كلامها بيطلع بالقطارة ومش لاي حد اصلا هي غاليه علشان كده كلمتها غاليه زيها ؟!
ليلى وهي بتبص لعمها ومتغاظه جداً قالت: قصدك إيه يا عمو هو إحنا اقل منها ولا إيه ومين دي اللي بتشبهها بينا؟!
يزن بيقول :هو انتي عايزة تفضحي نفسك عايزه تقولي إيه قولي اللي انتي عايزاة انا مش فارق معايا حاجه؟!
سلمى بقيت واقفه محتارة وتفكر يا ترى ايه السر اللي ورا يزن وليلى بتحاول تمسكه عليه وفعلا يزن بيحب ليلى زي ما بتقول ولا ده كله تمثيل عقلها مشتت جدآ ومش عارفه لدرجه ان هي نسيت موضوع اهلها اللي عايزين يوصلونها باي طريقه وبقت بتفكر في يزن ؟!
اما في الصعيد في بيت عيله زيدان
ام مصطفى مرات عبد الستار عم سلمى الكبير قاعدة وحطه ايديها على خدها وبتندب وبتقول:
يا حسره عليك يا ولدي يا اللي بختك مايل رايح تتجوز بنت المدبوبه ويا ريت قعدت وياك سابتك وهربت يوم فرحك؟!
سلفتها نوال قالتلها :قلنا لولدك البنات كثير في البلد وهو اختار دي بالذات قلنا له بلاش هي
رغم انها متكممه وابوها ما كانش راضي يوري وشها لحد واصل وكان قافل عليها الدار ما كانش بيطلعها بره مش خابرة ولدك إيه اللي علقوا بيها ده حتى حياة وما كناش نعرف عنها حاجه مش خابرة ولدك إيه اللي حصل له؟!
ام مصطفى بتقول بحسرة: والله ما اعرف يا خيتي الولد عقله باظ وبقى رايد يروح وراها في اي حته ومش طايق كلمه عليها؟!
بس عبد الستار قالي انه هيقولها على حقيقه امها وكل حاجه تخصها وبعد كده يبعدها من البلد ولازما تعرف الحقيقه علشان ما تقدرش تمسك حاجه من ورث ابوها وده الحل الوحيد علشان تغور من وشنا بس المشكله في ولدي مصطفى اللي مش رايد يسيبها لحالها ؟!
نوال وهي بتقول بخبث :
بس هي لو عرفت ممكن فعلا تروح تدور عليها بس يا خيتي لو عرفت هيبقى الموضوع اسوء والموضوع هيكبر منينا لان الخواجيه واعره قوي
قوي علشان اكده مصطفى الله يرحمه ديرة البنت عنها وقفل عليها الدوار وما خلاش حد راها واصل لحد ما كبرت واما كبرت لبسها نقاب؟!
ام مصطفى :لا ما انا خابرة السبب كله ولو قلت على السبب كل حاجه هتبان والبنت هتعرف حقيقه ابوها وامها؟؟!
فجاة مصطفى بيدخل البيت وهو بيزعق بصوت عالي وبيقول؟!
↚
مصطفى داخل وهو مكشر وبيرمي نفسه على الكنبة أمه تبص له بتركيز وتعمل نفسها هادية
أم مصطفى (بصوت ماكر بصت لابنها وقالت):
تعال اقعد يا ولدي حدايه اهنا… تعال وأنا هقولك هنسوي إيه وهجيبلك حقك كيف من بت المركوبه دي اللي مطلع عينك ومشندله حالك؟!
(مصطفى بيرفع حاجبه باستهزاء وبيقول ):
– فيها إيه يا اماي انا مش ناقص حديت ماسخ انا عرفت ان هي مع ولد القناوي في القاهرة؟
ناس كثيرة شافوها وهي وياه في العربيه وهي خارجه من الصعيد؟
وكمان هو كان جاي يخلص مصالح اهنا في نفس اليوم اللي اختفت فيه سلمى فاكر حاله بيستغفلنا؟!
وهي دلوقت في القصر وانا مش ههملها واصل هخليها تيجي اهنا وتكون مرتي وتحت طوعي حتى لو آخر يوم في حياتها؟!
أم مصطفى (بغل وهي بتقرب من ابنها وباين عليها المكر وهي بتقول ):
وإنت فاكر إن الموضوع بالساهل اكده؟ دي دلوقت بقت مرات يزن القناوي…
مصطفى وانتي عرفت من وين ان هي اتجوزت يمايا وكيف اتجوزة وهي مرتي؟!
ام مصطفى: انا سويت مراقبه على القصر يا ولدي من اليوم ابوك وانت رحت فيه حداهم وهو قال لابوك لو حتى جاتله مش هيعرفنا مكانها قررت في وقتها ان اخلي ناس يراقبوا القصر وشافوا الماذون وهو داخل وبعد اكده عرفنا انه كتب على سلمى بت عمك وعبد الحميد الزفت جوزها لولده؟!
فلو لمستها مش هيحصل طيب يا ولدي الدنيا هتتقلب فوقاني تحتاني اقعد وسطينا وانا هقولك هنسوي إيه؟!
وامك هي اللي هتجيبها لك لحد عندك ومش هتهملك حقك واصل؟!
(مصطفى بيقعد وبيركز معاها وهو حاطط ايده على دقنه وبيقول ): سمعك يا رب يكون حديتك في فايدة مش كيف العادة؟
ام مصطفى (وهي بتضحك بخبث): رايداك تمشي وياي كيف الحصان اللي مربوط ما يسويش حاجه غير أنه يسمع حديتي؟!
انا دلوقت عندي فكرة اننا نلعب بعقل البت؟!
البنت دي طول عمرها فاكرة إن مرات أبوها هي أمها نعمات وطبعا إحنا خابرين الحقيقه المره ان مش امها الحقيقيه ومش بس اكده كمان امها الحقيقيه عايشه ويا ريت عايشه بس كمان هي خواجايه من بلاد بره؟!
(مصطفى باين عليه الصدمه ومش قادر يصدق اللي هو بيسمعه وهو بيقول): قصدك إيه بالحديت ده يا مايا معقوله مرات عمي نعمات الست الطيبة المحترمة البلد كلها كانت بتحبها مش هي ام سلمى؟
أم مصطفى وهي بتضحك بسخريه قالت: لا يا ولدي مش أمها إحنا هنعرفها الموضوع ونسيبه يحرقها ط ونحط الملح على الجرح يا ولدي نقولها إن نعمات دي مش أمها، ونلمّح إن أمها كانت مليحه ومرات ابوها كانت عفشه قوي وهي اللي حرمتها من امها وطبعا ده ما حصلش والاجنبيه لو عرفت ان بنتها عايشه هتاخدها وهترحل وفي الوقت ده انت هتقدر تكسب ثقتي الغريبه وتكون وياها
حتى لو في اي مكان وهتخلص من ولد القناوي ؟!
نوال وهي بتتكلم بلهجه شيطانيه قالت :
ومع شوية ضغط منك يا مصطفى، البت هتلاقي نفسها مش لاقية غيرك… وهتيجي جري تحت رجليك لان ولدت قناوي في الوقت ده هيرميها مش هيبقى رايدها وكمان الاجنبيه ممكن ترفع قواضي وتسوي مشاكل وهتاخدها برده وهو مش هيبقى رايد فضايح!
(مصطفى يبتسم ابتسامة ويضرب بايديه على الترابيزة وهو مش مصدق الكلام اللي بيسمعه وبيقول بسعادة): هو ده الحديت ولا بلاش كان وين دماغكم السم دي من زمان ياما انتي ومرات عمي!
صوت ضحكتهم بتملا المكان وهم بيعلنوا انتصارهم قبل ما يمشوا في طريق خلاص حسوا انهم انتصروا والامر بقى محسوم بالنسبه لهم وانهم خلاص هيدمروا حياة سلمى المسكينه.
ثاني يوم ام مصطفى خدت نوال سلفتها وطلعت بيها على القصر وراحت هناك وطلبت منهم ان هي عايزة تشوف سلمى وانها متاكده وعارفه انها موجوده في القصر .
(الخدامه بتدخل على سلمى وهي قاعدة في اوضتها لوحديها وكان باين عليها الخوف جدا والرعب من كل حاجه بتحصل حواليها من عمامها وكمان من اعمام يزن وقرايبه اللي باين عليهم مش سهلين)
الخادمة وهي بتتكلم بمنتهى الاحترام وبتقول:
يا هانم… فاطمة هانم باعتة تقولك جهزي نفسك وانزلي في ضيوف عايزينك؟ فلازما حضرتك تنزلي علشان تقابليهم؟!
(سلمى بترفع وشها بارتباك، قلبها بيدق بسرعة وهي خايفه ومرعوبه وبتسال نفسها مين اللي هيجي لها في الوقت ده هو في حد يعرف ان هي موجودة غير اللي في البيت بس كانت مشوشه مش عارفه تعمل ايه غير أن هي تجهز نفسها زي ما قالت فاطمه)
سلمى بس وجهي الكلمه للخدامه وقالتلها:
– ضيوف… علشاني أنا هو في حد يعرف ان انا اهنا؟!
الخادمة (بابتسامة صغيرة):
– أيوه، الست الكبيرة بنفسها قالت كده هم شكلهم غريب شويه ولبسهم لبس فلاحين وباين من لهجتهم انهم صعايدة؟!
سلمى بخوف ورعب قالت : يا مرار طافح يكون جو من البلد علشان ياخدوني بس جدتي كيف ريداني انزل اقابلهم وهم مفروض مش خابرين إني اهنا؟!
الخدامه بهدوء: والله ما اعرفش يا هانم انزلي وحضرتك هتفهمي كل حاجه!
سلمى بتلبس النقاب بتاعها وتاخد نفس عميق وبتمشي ورا الخدامه اول ما بتدخل الصالون بتشوف مرات عمها الكبير ومرات عمها الثاني قاعدين في انتظارها وباين على وشهم الغل والحقد وقفت اتسمرت مكانها وهي مش مصدقه ان هم جو وراها لحد هنا.
فاطمه قاعدة اعلى كرسي الامامي وبتبتسم بطيبه وكانت مرات ابنها سعاد قاعدة معاها وعيونها مليانه سم.
فاطمة (بصوت هاديه بتتكلم بكل احترام):
اهلا بيكم يا جماعه القصر نور بوجودكم المكان مكانكم؟!
ام مصطفى ردت عليها وهي بتعمل نفسها طيبه قالت: شكرا ليك يا حجه ربنا يباركلك يا رب ويجعله عامر دايما بوجودك وبوجود ولادك واحفادك يا رب؟!
(سلمى بتمشي بخطوات مترددة، وبتقعد على طرف الكرسي وهي بتبص لمراتات عمامها بخوف ورعب سعاد بتستغرب وبتبص على سلمى وبتحاول تستغل الفرصه)
سعاد وهي بتقول بهدوء: اخيرا شفنا لك حد ما كنتش اعرف ان ليكي أهل ؟بس شكلهم فلاحين قوي هو انتي فلاحه قوي كده يا سلمى؟!
(ام مصطفى بتضحك بخباثه وهي بتبص لها من فوق لتحت بقرف وقالت): مالهم الفلاحين يا خيتي عندهم اصل ما يعرفوش في المحن مش كيف بتوع البندر ما يعرفوش حاجه اسمها اصول صح يا حاجه فاطمه؟
(فاطمة بترد بهدوء وهي تبص لسلمى بعطف قالت): احسن ناس الفلاحين والصعايدة ومرات حفيدي تبقى منهم وكمان الصعايده ناس بتفهم في الاصول صح يا ام مصطفى وكمان انتم اهل سلمى لازما نحطكم على راسنا واي حاجه انتم عايزينها إحنا تحت امركم بس اللي مستغرباه انتوا عرفتوا منين اللي سلمى هنا رغم ان احنا لسه لاقيينها وعبد الحميد في نفس اليوم اللي لقاها هتيجي جوزها ليزن؟!
(سلمى قلبها بيدق جامد وهي خايفه
و مش فاهمة إيه المقصود نوال تبص لها نظرة طويلة وتقول بنبرة فيها سم): والله الجماعه بتوعنا كانوا بيدوروا في مصر وعرفوا ان هي اهنا واحنا ما رضيناش نخلي الرجاله يجوا قلنا نيجي نشوف بنتنا وتعرف يا سلمى ان شاء الله قريب
هتعرفي حاجات كتير عن نفسك… حاجات هتغير حياتك كلها يا سلمى يا بتي سيلفي مش رايده تسلم على نسوان عمامك ولا إيه؟!
(سلمى بيزيد التوتر معاها وبتشبك ايديها في بعضها و الجو كله وكان باين جدا ان وجود ام مصطفى ونوال ان في وراهم حاجه كبيرة جداً وده اللي سلمى كانت بتفكر فيه)
أم مصطفى (بصوت بصوت هادي وهي بتبص لسلمى من فوق لتحت وبتقول ): احنا جينا يا بتي لحد اهنا علشان نقولك على كل حاجه كانت مستخبيه عليكي وما لحقناش نعرفك بيها لأن قبل ما ابوك يقول لك على كل حاجه؟!
ربنا خد امانته وابوك راح عند اللي خلقه وبعد اكده انتي سبت البلد ومشيتي ودي حاجه لازم اعرفها لك يا بتي؟!
سلمى وهي بتبص باستغراب وفضول قالت: إيه الحجه دي يا امراة عمي اللي كنت رايده تقوليهالي؟!
نوال (بضحكة صغيرة باينة فيها المكر قالت): رايدين نقولك الحقيقه المستخبيه عليكي بقى لها سنين من يوم ما اتولدت يا بتي والله ما هونتي علينا وقلنا نيجي لحد اهنا ونعرفك كل حاجه حتى لو انتي مش رايده تعيشي في وسطينا ولا تتجوزي مصطفى ولد عمك بس انتي من لحمنا حتى لو اتجوزت غريب برده احنا هنفرحه لك؟!
سلمى وهي خايفه جداً ومرعوبه بتقول:
– قصدكم إيه إيه الحقيقه اللي انتي بتتكلمي عليها دي يا مراة عمي؟!
أم مصطفى (بتعمل نفسها زعلانه جداً وبتتكلم بحزن قالت):
– إنتِ طول عمرك فاكرة إن مرات أبوكِ اللي ربتك هي أمك
بس… يا بتي الحقيقه مش اكده خالص هي كانت مره ابوكي بس؟!
نوال (بتدخل بسرعة وكانت بتقطع كلام أم مصطفى وقالت): خلاص يا ام مصطفى سيبيها لا لبت تتعب مننا انا خايفه عليها لو عرفت الحقيقه ديت ليحصلها حاجه؟!
رده سلمى باسرار وهي بتقول بدموع وخوف ورعب:
لأ، أنا لازم أعرف! إنتو بتتحدتوا على إيه انتم رايدين مني ايه؟
أم مصطفى (بتضحك بخبث وهي بتقول): نعمات ما كانتش بتخلف يا بتي ابوك كان متجوز أمك واخذك منها وهرب وسلمك لنعمات مرات ابوكي علشان تربيكي وما رضيش يديكي لامك الست الطيبه المسكينه وفي الوقت ده ابوك كان شاب صغير وكان مستهتر بس الحق كله على نعمات هي اللي قويته؟!
نوال (بصوت خبيث وهي بتقول): يلا بينا يا خيتي إحنا تاخرنا وسيبي سلمى هي هتدور بنفسها على الحقيقه وتعرف راسها من رجليها إحنا اكده عملنا الواجب واكثر وكمان علشان ما تقولش ان إحنا بنقومها على نعمات؟
سلمى بتتنفس بسرعة و عينيها بتدور بين الاتنين، ومش فاهمه حاجه ولا قادرة تستوعب الكلام اللي هم بيقولوه وليه بيزرعوا الشك جوه قلبها من ناحيه ابوها او أمها اللي هي كانت بتحبها اكثر من نفسها.
فاطمة (الجدة، بحزم وهي تبص للستات وبتقولهم بصوت عالي وزعل):
– كفاية كلامكم المسموم ده! أنا مش هسمح لحد يزعل سلمى او يضايقها او يزرع في دماغها حاجات مش موجودة اصلا!
مصطفى الله يرحمه كان راجل نظيف ومحترم وكان نقي جدآ ما يعملش حاجه غلط او يغضب ربنا ولو عمل حاجه زي كده اكيد معاه اسبابه ؟!
أم مصطفى ( بصوت عالي ومليان به المكان وقالت): بصي يا سلمى على وشك في المرايه انتي بت الخواجايه عينك كيف عينها
وشعرك السايح اللي كيف ضوء الشمس وعينك الخضراء انتي شبه الاجانب كيف امك بالظبط اللي ابوك كان متجوزها زمان قبل نعمات على طول ابوك كان منعك انك تقعدي مع اي حد من البلد علشان ما يعرفكيش الحقيقه وكان خايف عليكي قوي لامك تعرف انك عايشه وتيجي تاخدك مني؟!.
نوال (وهي بتبص لها بخبث وبتقول):
أمها الحقيقية مش نعمات ونعمات ملهاش اي علاقه بيكي غير انها مره ابوك انا خابرة ان الحقيقه مرة عليكي بس هو ده الواقع؟
سلمى وهي بتعيط على اخرها ومش مصدقه ومنهارة وبتقول :
أنتو بتكدبوا…كيف أمي مش أمي إيه اللي انتم بتقولوه ده انا بت نعمات وما اعرفش حد غيرها انتم كدابين حرام عليكم
بتسوي فيا اكده ليه؟!
أم مصطفى (بهدوء وهي بتتكلم باستفزاز وبتقول): هي ربيتك يا بتي بس الدم اللي بيجري في عروقك مش دمها يا ضنايا!
سلمى بتحس كأن الأرض بتتهز تحتها وايديها بتترعش من الخوف والرعب وهي خايفه تصدقهم ان يكون الكلام ده حقيقي.
نوال (بابتسامة شيطانية وهي تبص لسلمى وبتقول): يا ريتك يا بت كنت عرفت الحقيقه من زمان… كنتي هتوفري على نفسك الكدبة الكبيرة دي ابوكي كان رايد يقولك قبل ما يموت بس مش خابرة ليه خبي عنك؟!
فاطمه تبص لهم بغضب ومش مصدقه ولا كلمه مين اللي هم بيقولوها وبتبص لسلمى وبتاخدها في حضنها وتقول لها :
– كفاية! كفاية بقى…الكلام ده كله كدب لو الكلام ده حقيقي اكيد عبد الحميد عارف بيه لو سمحتم لو هتفضلوا تتكلموا في الحوارات دي ما اشوفش وشكم هنا ثاني ويا ريت ما تجوش تزوروا سلمى مره ثانيه!
أم مصطفى (باحتقار):
– اسكتي إنتِ يا حجه… مالكيش صالح احنا اهل في بعضينا واحنا بنعرفها الحقيقه المره اللي كانت لازما تعرفها من زمان وترجع لحضن امها ولو على قصرك إحنا ما كناش رايدين نخشوا بس إحنا عندنا ضمير علشان اكده جينا لحد اهنا؟
سعاد وهي بتبص بقرف لسلمى وبتقول:
يا لهوي شفتي يا ماما ادي البنت اللي جوزتوها لحفيدك يزن القناوي اللي كل بنات مصر بتتمنى نظرة واحدة من عيونه اتجوز بنت فلاحه ويا ريت على كده بس؟
طلع ولا ليها اصل ولا فصل حتى نسبها مشكوك فيه؟!
سلمى اول ما سمعت الكلمه ما كانتش قادرة تمسك نفسها وطلعت تجري والدموع ماليه عينيها وكانت هتقع في الارض من الصدمه وهي الدنيا بتلف حواليها بسرعه في الوقت ده لقيت يزن واقف قصادها وبيحط ايديه وبيلحقها قبل ما تقع .
يزن (بخوف وقلق وهو ماسك ايديها وبيقول): في إيه مالك يا سلمى انتي تعبانه ولا إيه اوعى يكون حد قالك حاجه ضايقتك إيه اللي طلعك بره القصر؟!
سلمى بدموع وهي مش مصدقه نفسها وكان باين عليها الصدمه بتقول :
– سيبني… سيبني يا يزن… أنا مش قادرة… مش قادرة أستوعب بوي بوي خبي عليا امي كيف بوي ما يسويش اكده…
يزن (بصوت عالي وهو بيهزها وبيقولها): انا بسالك إيه اللي حصل جاوبيني ومين اللي قالك الكلام الفارغ ده؟!
(سلمى تبص له وعنيها باين عليها العياط وحمراء من كتر البكاء كانت عايزة تقوله ومش قادرة ومش ولا عارفه تقوله إيه في الوقت ده طلعت ام مصطفى ونوال وكانوا بيبتسموا ابتسامه نصر كانت باينه جدآ على وشهم )
يزن (هو بيبص لهم وبيقول): هو انتم قرايبها من البلد قلتلها إيه ولا عملتلها ايه؟!
نوال (وهي بتبص له بقرف وبتقول): هو انتي بقى سبع البرمبه اللي هي اتجوزتك هنقولها إيه يا ولدي عرفناها الحقيقه وعرفناها اصلها من فصلها ما هنتش علينا حتى بعد ما هربت من البلد؟
يزن (وهو بيقول بصوت عالي زلزل المكان وخليهم كانوا مرعوبين): قلتلها إيه يا متخلفين انتم وايه اللي جابكم هنا وازاي تدخلوا القصر دي مرات يزن القناوي ما ينفعش حد يقولها كلمه تزعلها او دمعه تنزل من عينيها!
أم مصطفى ( وهي خايفه جدآ وبتحاول تظهر قدامي يزن ان هي قويه قالت ): مراتك دي تبقى بت سيلفي وكنا جايين نعرفها كل حاجه لانها بنتنا مش رايدين نتحدت وياك ولا رايدين نشوفك واحنا خلصنا مهمتنا وماشيين فتك بعافيه!
يزن (بيتقدم خطوة ويشاور بإيده وبيقول):
اسمعيني انتي وهي وقولوا لجوازكم الكلام ده اللي هيقرب من سلمى مره ثانيه انا هنسفه؟!
(فاطمه كانت طالعه بالراحه لانها ست كبيرة في السن بتمشي بصعوبه مشيت وراهم بس ما قدرتش تحصلهم على طول أول ما شافت سلمى راحت عليها وكانت بطبطب عليها وتاخدها في حضنها ومراتات ولادها كانوا واقفين بيتفرجوا وشمتانين جداً واكنهم لقيوا المصباح السحري اللي هيقدروا يطيروا بيه سلمى)
فاطمة (بحزم):
– خلاص! كفاية بهدلة… البنت مش ناقصة. كل واحد يعرف حدودة… ويا ريت ترجعوا مكان ما جيتوا ؟!
(يزن بيمسك إيد مراته ويقولها)
تعالي معايا ما تتعبيش نفسك وتوقفي مع ناس زي دول دول مهمتهم في الدنيا انهم يخفوا الحقايق ويقلبوا الحق باطل والباطل الحق زي اللي عندنا في البيت بالظبط ؟!
(سلمى تبص له بعيون تايهة بين الخوف والأمل، وبتمشي معاه بعيد عنهم اما نوال وأم مصطفى واقفين بيبصوا لبعض بغيظ، عارفين إن الخطة بدات تاخد مصيرها وان اكيد سلمى مش هتسكت لحد ما تعرف الحقيقه حتى لو كان يزن واقف معاها بس بعد كده كل حاجه هتنكشف )
يزن وهو داخل الاوضه وبيقعد سلمى على السرير تليفونه رن وهو بيرد عليه وبيقول:
الو مين معايا؟!
مستشفى: ايوه يا فندم انا بكلم حضرتك من المستشفى في حاله تخص حضرتك عندنا هنا عملت حادثه من نص ساعه؟!
يزن بصدمه وعصبيه مفرطه وهو بيقول:حاله تخصني مين اللي عمل حادثه قول بسرعه مين اللي يخصني عندك؟!
تابع....؟؟
↚
البنت بتاع الاستقبال قالت: عبد الحميد بيه جاتله جلطه والاسعاف نقليته المستشفى وهو دلوقتي في العناية المركزة؟!
يزن بصدمه وهو بيقول: مستشفى إيه بسرعه؟
سلمى كانت خايفه ومرعوبه جداً أول ما سمعت صوت يزن اللي كان باين عليه الخوف والرعب لأول مره من يوم ما عرفته .
خارج من الاوضه بيجري وهي بتقوله: في إيه يا يزن إيه اللي حصل ماله عمي عبد الحميد إيه اللي صار له؟!
يزن وهو باين على وش الرعب قال: بابا جاتله جلطه دلوقتي وهو في المستشفى يا سلمى؟!
سلمى بتجري وراءه وبتقوله: انا جايه وياك مش هملك لحالك؟!
يزن وهو بيزعقلها وبيقولها :خليكي هنا مش وقت الكلام ده يا سلمى؟!
اللي في البيت شايف المشهد وسمعوا كلام يزن كله جريو وراه اللي ركب عربيته واللي ركب مع يزن والجده فاطمه كانت خايفه جداً وقلقانه على ابنها الكبير اللي ما تعرفش ازاي حصل له كده.
في ممر المستشفى. الجو كان هادي بس متوتر. أصوات خطوات الممرضين و الأجهزة من بعيد. سلمى قاعدة على كرسي صغير قدام أوضة العناية، عينيها حمرا من البكا، ومش عايزة تتحرك من مكانها. يزن واقف جمبها ساند ضهره للحيطه و باين عليه الحزن بس ماسك نفسه.
فاطمة بتدخل بخطوات بطيئة وهي ماسكه العكاز بتاعها وبتقعد على الكرسي وبتبص على ابنها من ورا القزاز.
فاطمة (بصوت مليان حزن وهي بتعيط وبتقول): يا رب…اشفيلي ابني يا رب هو ابني الكبير وسندي وضهري وكل حاجه عندي في حياتي خليه لي يا رب وما تحرمنيش منه أبدا ؟!
(سلمى بتقوم بسرعة، وبتمسك إيد فاطمة وبتحاول تهديها وتقول):
: ما تخافيش يا جدتي… عمي عبد الحميد هيقوم وهيخف ان شاء الله وهيبقى مليح همليها على ربنا؟!
(يزن يبصلها بنظرة غريبة، كأنه مستغرب قد إيه مهتمة بجدته وزعلانه على بأبوه. لكن في نفس الوقت قلبه موجوع ومش قادر يفكر في اي حاجه غير ابوه اللي في العنايه المركزة)
(فجأة اصوات عالية جايه من آخر الممر كانت عفاف وسعاد جايين ومعاهم اجوازهم عبد الغني وفؤاد داخلين ونظراتهم كلها غلّ ما فيهاش خوف ولا لهفه على الراجل اللي تعبان ومرمي في اوضه العنايه المركزة وكل نظراتهم كانت رايحه لسلمى اللي كانوا شايفينها واقفه مع يزن قدام عينيهم )
سعاد (بابتسامة سمّ وهي بتقول): هو إيه ده؟! إنتي قاعدة هنا ليه يا بت؟ من إمتى بقى و انتي من العيلة علشان تقعدي هنا معانا في المستشفى روحي يا اختي البيت اقعدي هناك لحد ما يقوم بالسلامه ويبقى شوفيه احنا مش ناقصين قرف؟!
عفاف (بتكمل لسلفتها وبتبص لسلمى من فوق لتحت وبتقول): دي ما صدقت لقيت تعب عبد الحميد علشان تيجي وتعمل فيها الطيبه الكويسه وهي اصلا عامله مصائب كثيرة جداً وبكره تتحفنا بالكوارث بتاعتها !
(سلمى بتتجمد مكانها، عيونها بتدمع من الإهانة اللي سمعاها بودنها ومش قادرة ترد ولا تتكلم
في الوقت ده يزن قام وقف زي الأسد وقال بصوت جامد وحاد):
: كلمة زيادة على سلمى… أوريكوا الوش التاني اللي عمركم ما شفتوه لا تخلص ولا تمشوا من هنا خالص انا لحد دلوقتي محترمكم علشان إحنا أهل بس لو زودتوها بالكلام هتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه؟!
ليلى وهي بتتكلم بصوت عالي وبتبص ليزن وبتقول: هو أنت زعلان عليها كده ليه واحدة وشها شؤم أول ما دخلت العيله عمي جالو جلطه ودلوقتي في المستشفى غير الفضايح اللي عاملاها لنا مش عارفه إيه النسب اللي يعر ده دي حاجه قرف يا راجل !
(سلمى بتقوم بسرعة من على الكرسي، وبتحاول تمشي، بس يزن بيمسك إيدها ويشدها وراه ويلف ايديه على وسطها ويقول): مش هتتحركي من هنا…اللي مش عاجبه هو اللي يمشي انتي هنا علشان جوزك وحماكي هم هنا ما لهمش وجود واللي هسمع منه كلمه تاني هبلعه لسانه فاهمين؟!
( فاطمة بترفع إيدها وتخبط بالعكاز في الارض وبتقول بصوت عالي وهي عينيها مليانه دموع ): اللي عايز يعمل فتنة، يمشي من هنا. ابني محتاج راحة مش مشاكل وخناقات في المستشفى قدام اوضه العنايه انتوا بتهزروا اللي عايز يتكلم يغور من هنا وما اشوفش وشه ثاني ولا في المستشفى ولا في القصر!
(الجو بيتكهرب أكتر،و العيلة كلها بتسكت بس العيون كلها بتلمع بالحقد والغل على سلمى ويزن
بيحط إيده على كتف سلمى وبيحميها، وهي تبص له بامتنان واضح لأول مرة، قلبها بيدق بسرعة من جواها حاسه بصراع داخلي ومش عارفه إيه اللي بيحصلها اما يزن بيقرب منها وبالذات اما بيتكلم معاها وبيحاول يحميها حاجه مختلفه واول مره تلاقيها من بعد ما ابوها مات)
بعد شويه يزن استاذن من الدكتور ودخل هو وسلمى عند عبد الحميد الاوضه.
وسلمى قاعدة على الكرسي جنب سرير عبد الحميد وماسكة إيده بخوف ودموعها بتنزل.و يزن واقف بعيد و متجمد، عيونه حمرا من القلق بس بيحاول يخفيها. فجأة بيلف ناحيتها وهو مش قادر يستحمل يشوفها قريبة من أبوه أكتر منه احساس غريب هو نفسه مش عارف هو غيرة ولا خوف ولا إيه بالظبط)
يزن (بصوت مبحوح وهو بيكتم غضبه وحزنه قال):
هو إنتِ مش ناوية تسيبيه لحظة؟ مش كفاية اللي عملتيه في حياتنا لحد دلوقتي؟!
سلمى (بدموع وهي تبص له وتقوله بحزن):
ده راجل علّمني كيف أبقى بني آدمه، ده اللي وقف جنبي وأنا في عز حاجتي ولما أهلي نفسهم داسوا عليا كيف دلوقت رايدني اسيبه ؟!
(يزن بيعض شفايفه بقهر، صوته بيرتعش وهو بيتقدم ناحية السرير وبيقول بحزن): وانا دلوقتي حاسس اني عاجز مش قادر انقذ ابويا من اللي هو فيه يا رب اشفيه انا ما ليش غيره انا مش عايز اضعف ببعدك عني لو بعدت عني هبقى ضعيف يا بابا قوم يا حبيبي وخليكي معايا وهعمل كل اللي أنت عايز؟!
سلمى (بتقوم تقف قصاده بخطوة مترددة وهي بتقوله):
أنا أكون جنبك… صدقني يا يزن، لو وقعت… أنا اللي هسندك لأنك كفايه وقفتك جنبي حتى لو انت مش رايدني كفايه انك بتحميني من كل اللي حواليا انا رايداك تقوم تصلي وتدعيلي وتقول يا رب يشفيه وان شاء الله هيشفيه وهيبقى مليح !
(يزن بيفضل يبصلها و الغضب بيتحول لارتباك، ودمعة بتنزل غصب عنه. فجأة بيمد إيده يشدها لحضنه بقوة، وهو نفسه مش فاهم ليه عمل كده. سلمى بتتجمد مكانها وقلبها بيدق بسرعه وبتبقى مكسوفه جداً ومش عارفه تتحرك ولا تبعد وبعدين بتكرر ان هي تحط إيديها بخجل على ضهره وهي بتحس قد إيه هو قلبه مكسور ومحتاج لدعمها )
يزن (بصوت واطي وهو مداري وشه في كتفها):
أنا مش عايز أحبك… فاهمة؟ مش عايزك تدخلي حياتي أكتر من كده… بس مش قادر… مش قادر أبعد مش عارف انتي إيه اللي جابك في حياتي انا مش هقدر اثق فيك ولا اثق في اي بنت ابعدي عني.
سلمى بتحس بوجع في قلبها وهي كانت هتبعد عنه بس في الوقت ده باب الاوضه بيتفتح وبيدخل فؤاد وعبد الغني ومراتاتهم وسلمى كانت مكسوفه جداً وهي بتنزل عينيها في الارض وكانت متوترة وكلام يزن بيتردد في ودنها.
فؤاد (بضحكة صفرا وهو يبص لهم):
إيه ده؟! والله منظر مؤثر أوي… ابننا البار ماسك مراته قدام ابوه تعبان وقعد يفعص إيه قله الأدب دي أصبر اما تروح بيتكم احترم ان ابوك تعبان ونايم على السرير ناس ما بتختشيش!
عبد الغني (بصوت ساخر):
ما هو باين… البت دي ما سابتش عبد الحميد في حاله وفضلت وراه لحد ما اتجلط، ودلوقتي بقت ماسكة في ابنه ربنا يسترها عليه!
(يزن بيرفع راسه فجأة، عينيه مليانه بالغضب و بيقف قدام سلمى زي السد، صوته يطلع قوي وحاسم وهو بيقول):
كلمة تانية عن سلمى… وهتشوفوا يزن الحقيقي.
(يبص لهم واحد واحد)
إنتو فاكرين إنكم راجعين من السفر عشان تقدروا تسيطروا على القصر والشركات لا كان غيركم اشطر انتم بتحلموا
ابويا عايش وموجود ولو سمحتوا مش عايز صوت عالي هنا احنا في العنايه واعملوا حساب الراجل اللي نايم تعبان ده واطلعوا بره يلا مش عايز اشوف وشكم علشان ما كلمش الادارة تمنعكم تدخلوا المستشفى مره ثانيه وسلمى خط احمر مش عايز اسمع كلمه عنها !
سعاد وهي بتتكلم بغضب وتقول :يعني دلوقتي احنا بقينا وحشين والبنت دي اللي ما نعرفهاش اصل من فصل هي اللي كويسه كفايه اللي عملوه قرايبها الفلاحين النهاردة عايز إيه ثاني وغير وشها النحس اللي من وقت ما شفناها ما شفناش غير النصايب؟
يزن وهو بيقول بصوت صارم: اطلعوا بره وكلمه تانيه هقعدك في الاوضه اللي جنب ابويا على طول يلا غوري من وشي؟!
(يزن بيبص لهم بنظره تخوف و سلمى تبص له بصدمة ودموعها في عينيها،و قلبها بيرتعش من الخوف)
كلهم خافوا وطلع بره الاوضه وراح يزن علشان يتكلم مع الدكتور ويطمن على حالة أبوه في الوقت ده سلمى كانت قاعدة في الممر على الكرسي وعينيها حمراء من كتر العياط وفجأة ليلى بتروح عليه وبتعمل نفسها ان هي زعلانه عليه وبتحاول تواسيه وتغيظ سلمى.
ليلى (بصوت تعالي وهي عامله نفسها حزينه قالت):
أنا قلبي كان مقبوض من ساعة ما عرفت إن عمي تعبان همو'ت من خوفي عليه والله يا يزن انت عارف عمي بالنسبه لي إيه ربنا يشفيه ويعافيه ويخليه لنا يا حبيبي؟!
(يزن كان بيبص لها بقرف وببرود واضح جدآ على وشه وما رضاش يرد عليها ورجع يكمل كلامه مع الدكتور ليلى اتضايقت جداً وتعصبت لمحه سلمى وخطر في دماغها فكرة وراحت عليها وهي ماشيه بالراحه وبدلع )
ليلى (بصوت عالي مليان غل قالت): هو انتي إيه اللي مقعدك هنا
يا ريت تبطلي تمثيل وتسيبي المكان لأصحابه وتمشي وما تاخديش حاجه مش ليكي ومش هتبقى ليكي في يوم من الأيام يا شرشوحه؟!
سلمى (بهدوء وهي رتحاول ما تردش): انا قاعدة مع جوزي وعمي مش رايده اتحدت مع حد واصل وبلاش قله أدب خليكي مليحه وانا مش هنزل من تربيتي واتحدت وياك؟!
ليلى (وهي بتضحك بسخريه وبتقول):
عمي؟! يا بت إنتِ مالك ومال العيلة دي أصلاً؟ إنتي دخيلة علينا وبتستغلي مرض عمي عشان تفضلي قريبة من يزن بس ده بعدك هو اصلا مش هيعبرك لانه كان بيحبني من زمان وكان بيعشقني ولحد دلوقتي بس هو بيحاول يداريه بس برده والله باين في عيونه يلا بقى يا ماما اتكل على الله اطلعي بره وسيبي المكان لاسيادك !
(بتمد إيدها بعصبية وتشد سلمى من إيدها وبتحاول تطردها من المستشفى .)
سلمى (بتنتفض وتبعد إيدها بسرعة وبتقول): همليني! ما تمديش إيدك عليا انا مش هتنقل من اهنا انا قاعدة مع جوزي؟
(يزن فجأة ييجي بسرعة، بيمسك إيد ليلى بعنف،وبيقول بصوت عالي بيزلزل المكان ):
إيدك دي لو لمست سلمى مره ثانيه… هقطعها فاهمه يا حيوانه!
(ليلى بتتفاجئ وبتترعش من قوة صوته بتخاف منه وبتسحب إيدها بسرعة.و الناس اللي في الممر يبصوا للمشهد مستغربين)
ليلى: هو انت بتعمل معايا كده ليه هو انت صدقت نفسك ولا إيه يسي يزن انت ناسي انا مين انا ليلى حبيبتك وخطيبتك وهبقى مراتك دي في حياتك مجرد نزوة وهتطلقها وتخلص منها وهترجعلي ؟!
يزن (بصوت عالي قطع الكلام خالص قال):
كنتي… وانتهيتِ. اللي باعني ما ينفعش يدخل حياتي مره ثانيه وسلمى دي… لو أي حد فكر يلمسها أو يجرحها بكلمة… هيكون بيعلن حرب عليا انا شخصيًا هي مراتي وحبيبتي وكل حياتي امشي من هنا علشان ما اجرحكيش بكلمه تانيه ؟!
(سلمى تبص له بصدمة، قلبها بيدق بسرعة، ودموعها بتنزل من غير ما تاخد بالها. ليلى تبص حواليها، ومكسوفة ومتضايقه بتشد شنطتها وبتمشي وهي متعصبه جداًبعد دقائق عبد الحميد فاق ويطلب يشوف سلمى ويزن.
دخل يزن ومعايا سلمى وكان باين عليهم ان هم زعلانين جداً وواضح على وشهم الحزن عبد الحميد بص لهم بتعب وهو شايفهم واقفين مع بعض.
عبد الحميد: تعالوا يا ولاد قربوا!
سلمى وهي دموعها نازله وكان باين عليها الخوف والرعب قالت: بعد الشر عليك يا عمي اكده تخوفني عليك أنت مليح ؟!
عبد الحميد وهو بيبص لها بتعب ويقول: الحمد لله يا بنتي كويس انتي عامله إيه اوعى يكون حد زعلك خلي بالك منها يا يزن دي امانه في رقبتك يا ابني؟!
يزن بيروح على عبد الحميد وبيبوس على راسه ويقوله :ما تخافش عليها يا بابا اهم حاجه انت دلوقتي تقوم بالسلامه وكل حاجه ان شاء الله هتبقى تمام!
عبد الحميد هو متضايق جداً بيقول: شوف يا يزن الدكتور انا مش عايز افضل هنا في المستشفى انا ما بحبش المستشفيات؟!
يزن هو بيطبطب عليه وبيقوله: لا يا حبيبي ما ينفعش أنت لسه تعبان على الاقل اما تتحسن شويه!
عبد الحميد وهو مزمزق ومش موافق قال: العلاج اللي هاخده هنا هاخده في البيت وانت ومراتك معايا وانا عارف ان انتم مش هتسيبوني انا عايز اروح بيتي !
يزن قال:حاضر يا بابا انا هقول للدكتور واشوف هو رايه إيه وبعد كده يبقى نشوف ينفع تخرج ولا لا ؟!
عبد الحميد وهو بيستعجله وبيقول:ماشي ما تعوقش بس علشان انا قرفان ما بحبش قعدت المستشفيات؟!
يزن :حاضر يا حبيبي هدي نفسك بس وانا دلوقتي هكلم الدكتور؟!
فعلا يزن روح كلم الدكتور بس الدكتور قاله ان حالته فعلا حرجة وعايز حد يفضل جنبيه على طول فيزن اقترح عليه ان يبقى في ممرضه في البيت وهو هيكون معاه وسلمى كمان هتفضل معاه.
وفعلا رجعوا البيت وعبد الحميد كان لسه تعبان والجو مشحون كل اللي في القصر مش طايق سلمى ولا عايزها في المكان اصلا وكانوا بيدبروا لها لمكايه كثيرة جداً
سلمى جهزت الاكل لعبد الحميد وخليته اكل واخذت الصينيه ونزلت بيها من على السلم
و فجأة بتدخل سعاد ومعاها عفاف (سلفتها)، وليلى وراهم. وشوشهم مليانة غل وضحك مستفز.
سعاد (بصوت عالي وهي بتقول): هو انتي بقيتي خدامه هنا في القصر واحنا ما نعرفش!
عفاف (بترد بسخرية): بس شكلها مش سهله ده يزن اتخبل بيها ما هو أصل الفلاحين ليهم السحر والشعوذه وهي شكلها سحرت الواد وابوه بس حتى لو عمل السحر ده ما فيهاش حاجه عدله هيشوفوا فيها إيه ولا باين لها وش من قفا
تلاقي وشها فيها حاجه مقرفه علشان كده مخبياني طبعا؟!
(سلمى بتحمر خدودها من القهر وتبص للأرض. ليلى بتقرب منها بخطوات بطيئة وتقول بكيد.)
ليلى:
على فكرة يا سلمى… إنتِ فاكرة نفسك كسبتي ؟ يزن عمره ما هيشوف فيكي اللي شافه فيا… مهما حصل انا الحب الاول وما فيش بعدي ولا قبلي ؟!
(سلمى بترفع عينيها، بتحاول ترد لكن صوتها بيرتعش وهي بتقول بحزن.)
: انا عشان ابويا علمني ما اردش على الكبير مش هرد عليكم وانت عيب عليكي اما تتكلمي على راجل متجوز وتقولي عليه الحديت ده؟!
سعاد (بتضحك بصوت عالي):
يا بت، بلاش تمثيل! إنتِ داخلة البيت ده طمعانة، وعايزة تقشي كل حاجه واحنا فاهمينك وفاهمين لعبتك بدات بالراجل الكبير ولحست دماغه ودخلت على ابنه وخليتيه اتجوزك يا ترى اديتي له ايه علشان يرضى بيكي !
يزن بيدخل فجأة....؟؟!
تابع... ؟!
↚
(فجأة يزن ادخل ووشه مليان غضب)
يزن (بصوت هادي بس مرعب):
هو إيه اللي بيحصل هنا؟!
(يبص لسلمى اللي عينيها مليانه دموع فصوته بعد ما كان هادي اتحول لعاصفه قويه وهو بيقول)
مين اللي خلى دموع سلمى تنزل مين اللي زعلها؟!
سعاد (بصوت متكبر قالت): هو في حد كلمها أنت عارف ان هي عايشه دور المظلومه وهي اصلا لسانها طويل وقد كده واحنا مستحملينها علشانك هنقول إيه بقى صعيديه وفلاحه؟!
يزن (قاطع كلامها وقال بصوت هز القصر كله):
اخرسي يا سعاد اللي يقل من مراتي ملهوش احترام عندي!
أنا ساكتلكم من بدري بس الظاهر إن السكوت خلاكم تفكروا إن يزن ضعف! بس لا انتم كده نسيتوا انا مين
ومن النهاردة، محدش في القصر ده ليه كلمه غيري، واللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل ده انا مستقبلكم في بيتي يعني من الافضل ان انتم تقعدوا باحترامكم يا اما هرميكوا بره القصر ؟!
(يبص لعفاف وليلى بنظرة جليد)
وانتِ يا عفاف، كلمه تانيه على سلمى… والله هخليكي تتمني بس تبص على القصر ده من بعيد ومش هتعرفي؟
وانتي يا ليلى، آخر مره تتكلمي وتطولي لسانك على اسيادك لان مراتي ست محترمه ومؤدبه وعايشه علشان جوزها بس مش واحدة زيك اللي تيجي تتكلم عنها بالطريقه دي بلاش ننشر غسلنا الوسخ قدام الناس؟!
ليلى (بصوت مهزوز وهي بتحاول تدافع):
يزن، أنا بس كنت...
يزن ( بيقطعها في الكلام وبيقول):
كنتِ إيه؟!
كنتِ بتغلطِي فيها؟!
دي مراتي وسيدة القصر دي! وأي حد حابب ينتقد الناس او يتكلم عنهم يبص على تصرفاته وبعد كده يتكلم عن الناس فاهمين ؟!
(فاطمة الجده بتنزل السلم،و صوتها ضعيف لكن مليان حكمة وحزن)
فاطمة:
كفاية بقى يا يزن… البيت ده بقى قايد نار من كتر الحقد والغل اللي فيه انا زهقت وتعبت
اللي حصل مع سلمى عيب. أنا شايفه بعيني إن البنت دي مظلومة ومكسورة كفايه اللي هي فيه انتم بتزودوها عليها ليه حرام عليكم وانتي يا عفاف انتي وسعاد عندكم عيال اتقوا ربنا؟!
(سعاد تبص لفاطمة بخوف، وعفاف تسحب ليلى من دراعها عشان يخرجوا، لكن يزن بيقول قبل ما يمشوا:)ط
يزن:
اعتبروا نفسكم مطرودين من القصر… من دلوقتي! وممكن ابعتلكم الخدم يظبطوا لكم الشنط بتاعتكم والباب يفوت جمل
واللي ناوي يتكلم كلمه هيندم وانا هندمه؟!
(صوت صرخة ليلى وهي بتمسك شنطتها وتطلع بسرعة، وسعاد وعفاف وراها، والجو كله ساكت إلا من صوت دقات قلب سلمى اللي بتترعش من الموقف.)
(يزن يتنفس بعمق، ويمشي ناحيتها، صوته واطي بس مليان وجع وغضب)
يزن:
هو كل مرة أرجع ألاقيك بتعيطي؟!
كل مرة يوجعوكي وانتي ؟!
(بيقرب منها أكتر عينيها بتلمع بالدموع مش قادره تخفيها وهو بيقرب منها وبيقول )
أنا وعدتك أحميكي… وأهو بوفي بوعدي، محدش هيوصللك طول ما أنا عايش واي حد هيحاول يجرحك هطردوا من حياتنا نهائي حتى لو كان مين؟!
(سلمى بصوت مهزوز):
انا ما كنتش رايده مشاكل، والله كنت رايده القصر يبقى هادي علشان عمي، بس هم اللي دايمًا بيبدؤا وبيتخانقوا وياي وانا والله ما سويت وياهم حاجه؟!
يزن (بيمسك إيديها بلطف وهو بيقول لها):
ما تبرريش يا سلمى، خلاص انا مصدقك…
ومن النهارده محدش يضايقك تاني، لا في القصر ولا بره.
ولو حد فكر يقرب منك، هيتعامل مع يزن القناوي اللي ما بيعرفش يرحم اللي بيجي عليه !
(عيونهم تتقابل لحظة طويلة، وسكون غريب يملأ المكان… نظرات فيها خوف، شكر، وشيء جديد بيتخلق بينهم لأول مرة)
(فجأة صوت الممرضه بييجي من فوق وهي بتقول بخوف):
يا بيه، عبد الحميد بيه تعبان شوية وبيسأل على حضرتك وعلى مدام سلمى!
(يزن بسرعة يبص لسلمى، وبيمسك إيديها): تعالي يا سلمى نشوف هو في إيه؟!
(بيدخلوا اوضه عبد الحميد وهو باين عليه التعب وصوته واطي جدا وبيبص لسلمى بحنان وهو بيقول لها ):
انتي زي بنتي يا سلمى خلي بالك منها يا يزن أنا عايز أشوفكوا بخير دايما اوعى تزعلها؟!
في سؤال انا عارف يا سلمى انك عايزة تعرفيه وان مراتات اعمامك جو هنا وتكلموا فيه وانا شايف ان الاوان انك تعرفي مين امك ؟؟؟
(سلمى بتتجمد في مكانها، عيونها تتسع بخوف ودموعها تلمع، تبص ليزن بخضه وهو مش فاهم حاجه، وعبد الحميد بيغمض عينيه بتعب.)
سلمى (بتقرب منه بسرعة وبتقول وهي عينيها مليانة دموع):
بلاش تتحدت دلوقت يا عمي، إنت تعبان قوي قول كل اللي رايد تقوله لما تقوم بالسلامة إن شاء الله بس دلوقت لازما ترتاح ما تتعبش حالك؟
عبد الحميد (بصوت متقطع وهو بيحاول ياخد نفس):
سلمى…نغمات مش امك يا سلمى الحقيقيه نغمات كانت ست طيبه جدآ ومحترمه واكتر حاجه كانت حلوة في حياة مصطفى وانا كنت عايز
(صوته بيختفي فجأة، عيونه تترفع للسقف، نفسه يتقطع، وإيده تقع من إيدها. سلمى تصرخ بصوت عالي وهي بتقول)
سلمى:
يااااااااه يا عمي… حد يلحقنااااااااااااااااااااااااا!!!
يزن بيصرخ زي المجنون،اما بيشوف ابوه مش قادر يتحرك ولا قادر يتنفس قدامه.
يزن:
بابا!! بابا فوق انا معاك يا حبيبي ما تيجيتش نفسك حاول تفتح عينيك وخليك معايا !!
(بينادي بأعلى صوته على الممرضه اللي اتصلت بالدكتور وكان خلاص وصل القصر و الجده فاطمة، وسعاد، وعفاف، وليلى، وكلهم في حالة ذعر حقيقي)
الدكتور بعد دقايق قليلة بيقول بصوت واطي:
النبض ضعيف جدًا… لازم يروح المستشفى حالًا أنا قلت من الأول ما ينفعش يجي البيت يلا بسرعه ما فيش وقت!
(يزن بيشيل أبوه بنفسه من على السرير وهو بيترعش، وسلمى تبصله وهي مش قادرة تتحرك من مكانها، دموعها نازله بغزارة، قلبها بيتقطع وهي شايفة عبد الحميد في الحالة دي)
بعد نص ساعه كانوا في المستشفى قدام أوضة العناية والجو كله حزن، فاطمة قاعدة على الكرسي بتعيط بصمت، وسلمى قاعدة على الكرسي حضن ركبتها ووشها مدفون فيها. يزن واقف جمب الإزازة يبص على ابوه اللي نايم ومتوصل بالاجهزة
ملامحه باينه عليها الانكسار)
يزن (بصوت مبحوح): ما كنتش متخيل يا بابا اني ممكن اشوفك كده في يوم من الأيام كنت جبل شايل عني كتير أنت سندي يا حبيبي كنت على طول بتقول عليا اني سندك بس بالعكس أنت اللي سندي انا ما اقدرش اعيش من غيرك علشان خاطري ما تسيبنيش؟
(سلمى بتقوم ببطء وتقرب منه، تبص له بخوف):
هيقوم يا يزن… هو وعدني إن هيبقى كويس… كان لسه كان بيحدتني قبل ما يتعب… قالّي كلام غريب… عن… عن أمي ما تقلقش وهو هيبقى مليح خابر انه يوم اللي شفته فيه
وجابني اهنا وعدني انه مش هيهمني واصل…
(يزن بيلف بسرعة ناحيتها، عيونه تتسع وهو بيقول لها):
أمك؟!
سلمى (بتتلخبط وهي بتحاول تفتكر):
الحديت اللي قاله قدامك ان امي مش نعمات كيف ما قالوا نسوان عمامي وبعديها ما كانش قادر ياخد نفسه وما اعرفش يفهمني وما فهمتش هو قصده إيه ؟
يزن (بيحاول يسيطر على ملامحه ويقول بهدوء):
يمكن كان بيهذي يا سلمى… ما تصدقيش اي حاجه وخلاص
واول ما يفوق ان شاء الله هو بنفسه هيشرحلك كان قصده ايه باللي هو قاله ويمكن الكلام اللي قاله ده علشان كان تعبان وخرج منه غصب عنه؟
سلمى (بدموع وهي بتقول له): كان باين عليه ان حديت صحيح ربنا يستر
كان بيحاول يقولّي حاجه مهمه… وانا حاسه إن وراها سر كبير يا يزن سر لو عرفته حياتي كلها هتتغير…
(يزن بيقرب منها خطوة، يحط إيده على كتفها بلُطف، صوته واطي ومليان حنان):
أنا مش هسيبك لحد ما نعرف كل حاجه بس دلوقتي ما فيش اي مجال اننا نفكر في اي حاجه غير اننا ندعي لبابا يقوم بالسلامه فاهمه؟
(سلمى تبص له بعينين كلها وجع وامتنان، ودموعها تنزل وهي بتقول):
أنا خايفه على عمي قوي ربنا يشفيه ويعافيه يا رب والله بدعيله وكل صلاة ليا ربنا ان شاء الله يقف معاه علشان هو قلبه طيب!
(يزن هو بيبص لها بحبه مبسوط جدا من كلامها ويبص على ابوه في نفس الوقت قال): ان شاء الله هيقوم بالسلامه وهيكون كويس؟
(سلمى تبص له، نظرتهم تتقابل لأول مرة بالشكل ده فيها خوف، ووجع، ودفء غريب بيكبر بينهم من غير ما يقصدوا فجأة يزن يبعد بسرعة كأنه فاق لنفسه)
يزن (بصوت متوتر):
أنا رايح أشوف الدكتور، لو احتاج حاجه بلغيني.
(يسيبها ويمشي بسرعة، وهي تبص وراه وعنيها كلها كلام مش قادره تقوله، وتحط إيدها على صدرها تحاول تهدي ضربات قلبها اللي بقت سريعه)
سلمى (بهمس وهي تبكي):
يا رب… لو السر اللي عمي عبد الحميد خابرة ده في خير ليا
ساعدني أعرفه… وساعدني افهم إيه اللي حصل بالظبط ورشدني على الطريق الصح واشفي عم عبد الحميد يا شافي يا الله؟!
قاعد قدام اوضه العنايه والانوار بتعكس على عيونها وهي دموعها نازله بغزاره.
يزن بعد ما اروح للدكتور علشان يطمن على والده رجع تاني وشاف سلمى واقفه زي ما هي ولسه بتعيط على آخرها وبتشهق زي الأطفال الصغيرين راح عليها.
يزن:
خلاص يا سلمى، عيّطنا كفاية الحمد لله الدكتور طمني على بابا وقال ان حالته مستقرة وبابا مش لازما يشوفك وانتي منهارة كده اجمدي؟!
سلمى وهي مش مصدقه وبتبص ليزن وبتقول له : بجد يعني عمي بقى مليح يعني ينفع ادخل اشوفه بجد طمني عليه بالله عليك!
يزن مسكها من ايديها وقعدها على الكرسي جنبه طبعا ده كله ومراتات عمامه وليلى واقفين متغاظين جدآ من المنظر وهو بيقول لها بهدوء : الحمد لله بقى كويس بس ما ينفعش تدخليله دلوقتي انا عارفه انك عايزة تعرفي إيه اللي حصل وبابا كان عايز يقول لك إيه بالظبط؟!
بس انا شايف ان بابا ما كانش في وعيه وهو بيقول الكلام ده
وانتي عارفه ان التعب ممكن يخلي الواحد يقول كلام وهو مش واعي!
سلمى رفعت وشها له، عينيها كلها كلها دموع وخوف و حيرة: انا اول حاجه رايده اطمن على عمي مش فارق وياي اي حاجه ثانيه يا يزن؟!
يزن : إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه وهيبقى بخير؟!
سلمى :والله انا بحب عمي عبد الحميد كيف ما كنت بحب ابوي بالظبط هو عوضني مكانه واداني اللي اهلي ما قدروش يديهولي؟!
يزن بغيرة مش في وقتها قال: مش عايزك تقولي على اي راجل بحبه اسمها بعزه تمام؟!
سلمى باستغراب من نبرة صوته اللي كانت مليانه غضب قالت :حاضر!؟
في الوقت ده خرج الدكتور ويزن اتكلم معاه وطمنه على حاله والده اللي بقت مستقرة وبعد كده دخل هو وسلمى وجدته عند عبد الحميد وقعدوا معاه في الاوضه.
فاطمة بهدوء، عيونها متغرقة بالدموع بس صوتها ثابت:
عبد الحميد محتاج راحة دلوقتي... ما تخليش حد يدخل هنا يا يزن؟!
يزن وقف وقال:
هنقعد جنبه يا تيتة، مش هنمشي وبالنسبه للناس اللي بره دي ما فيش حد فيهم يتجرا يدخل هنا وانا مبلغ إدارة المستشفى؟!
فاطمة بصت لسلمى بحنان وقالت:
خلي بالك من عبد الحميد يا سلمى هو بيحبك زي بنته، ويمكن أكتر وعايز يجيبلك يا بنتي نجمه من السما؟!
سلمى فضلت سكتة، بتبص على وش عبد الحميد، وقالت بهمس: وانا والله بعتبره كيف ابوي ربنا يخليه ويشفيه ويديله الصحه وطوله العمر؟
يزن بقرب منها وقال وهو بيحاول يطمنها: ان شاء الله هيبقى كويس وهيقوم انا واثق في كرم ربنا؟!
(دمعة نزلت من عين سلمى، مسحتها بسرعة، وقالت بصوت واطي:) انا خابرة كرم ربنا وانه هيشفيه هو طيب ومليح قوي وما فيش كيف واثنين إن شاء الله خير؟!
يزن مد إيده ولمس كفها بحنان، وقال:
إنتي أقوى من كده... وده السبب اللي مخلي أبوي يحبك ويحترمك، لأنه شايف فيك بنت أصيلة، مش مجرد بنت عاديه وهو كان عنده حق؟!
سلمى بصت له، عينيها فيها امتنان وارتباك:
وجودك جنبي بيهون كل حاجه يا يزن.
يزن ابتسم بخفه، وقال:
وهيفضل كده طول العمر.
الجو كله كان مليان بالمشاعر وفاطمه قاعده جنب عبد الحميد من بعيد وسلمى ويزن كانوا قاعدين في آخر الاوضه وباين عليهم الحب والتفاهم الدكتور دخل فجاة عليهم.
الدكتور هو بيتكلم بعمليه وبيقول: عبد الحميد بيه حالته اتحسنت بس لسه ضعيف وهو 10 دقائق بالظبط وهيفوق ان شاء الله ما تحاولوش تجهدوه بالكلام هو عنده جلطه وعنده مشكله في التنفس يعني الموضوع عنده بقى صعب شويه؟!
وفعلا الدكتور خرج من الاوضه وعبد الحميد بدا يفوق.
سلمى وقفت جنبه، ودموعها نازلة بس بتحاول تتمالك نفسها.
عبد الحميد فتح عينه وصوته كان ضعيف جدا وهو بيقول :
"ما تعيّطيش يا بنتي... أنا بخير.
سلمى مسكت إيده بحنان وقالت: الحمد لله يا عم انك بخير ما تجهدش حالك احنا جنبك وياك على طول؟
عبد الحميد سكت لحظه، خد نفس بصعوبة، وقال: ربنا يخليكي ليا يا بنتي وما يحرمنيش منك ابدا!
وبعد كده عبد الحميد كان برده لسه مش قادر يتكلم كويس وعنيه غمضت وراح تاني في النوم الدكتور قال في الوقت ده:
كفاية كده، لازم يرتاح لو سمحت سيبيه دلوقتي؟!
سلمى خرجت من الأوضة، عيونها كلها دموع وحيرة.
يزن قرب منها وقال:
قالك إيه عرفتي حاجه عن الموضوع اللي كان بيكلمك فيه؟
سلمى همست وهي بتبص في الأرض: ما تحدتناش في حاجه هو كان تعبان لسه ربنا يقومه بالسلامه ان شاء الله ما تقلقش هيعرفني كل حاجه رايد عارفها اول ما يبقى مليح؟!
يزن ضمها بحنان، وقال وهو بيهمس:
خلاص، لما ييجي وقتها نعرفها سوا... يا سلمى وزي ما قلتلك ممكن ما يكونش قصده حاجه اصلا والموضوع جه كده صدفه؟
فجأة دخلت ليلى عليهم وقالتلهم حاجه خلت سلمى انهارت في البكاء؟!
تابع...؟!
↚
في الصعيد في بيت عيلة الطوخي.
مصطفى واقف وسط البيت وش مليان غضب وهو بيقول بلهجه ناريه:
عدى يومين والثالث اهو ياما وما فيش حاجه صارت وين سلمى ليه لحد دلوقت ما جتش ليه لحد دلوقت ما سالتش عن امها هنسوي إيه دلوقت؟
ام مصطفى واقفه جنب ابنها وابتسمت لي بخبث وسم وقالت: همل الحديت الفاضي ده يا ولدي؟!
ـ احنا نعرف نجيبها بإيدنا، والدنيا هتمشي خابر كيف يا نن عين امك؟!
نوال (سلفتها) بتقرب منه وهي بتضحك بخباثة: يا مصطفى يا ولد سيلفي ده لو سلمى دخلت البلد اهنا الناس كلها هتقول عليها ان هي خاطيه وهيركبها العار طول عمرها وهي اللي هتتمنى انك تتجوزها وتستر عليها؟!
مصطفى وهو بيزعق لمراة عمه بيقول لها: بطل حديت مسخ يا مرات عمي انتي تفكيرك محدود قولي ياما نجيبها كيف؟!
ام مصطفى وهي بترسم خطه لابنها
بخباثه وبتقول: بت الحج عبد الجواد متجوزة في نفس البلد اللي فيها الخواجايه هنحدتها ونجيب الرقم ونحدت الخواجهيه ونعرفها كل حاجه وهي اللي تيجي لبنتها إحنا مالنا يا ولدي بالمشاكل والحديت والقال والقيله خلينا بعيد علشان ما حدش يلوم علينا؟!
مصطفى وهو بيسقف لأمه بايديه الاثنين وبيقول لها :يخرب بيت دماغك السم ياما ده انتي واعره قوي بس حديتك موزون وانا وياكي في أي حاجه خططي ونفذي وانا موجود همولك بكل حاجه انتي رايداها؟!
ام مصطفى وهي بتتمسكن وبتقول: هو انا يا ولدي بسوي حاجه عفشه رايده اساعد ولدي وريده اني عرف البنيه الغلبانه اصلها وفصلها برده؟!
نوال وهي بتتريق على سلفتها وبتاع بقها وبتقول :
خابرة يا خيتي انتي ما فيش اطيب من قلبك وخابرة انتي رايده توصل لايه ربنا يستر؟!
مصطفى بص الأم ومراة عمو اللي كانوا بيبصوا لبعض وفاهمين بعض جدآ وكان مستغربه نظراتهم الغريبه اما بقى في المستشفى سعاد وعفاف حتى بعد ما يزن طردهم برده ما مشيوش من البيت وليلى بعد ما خرجت من القصر وكانت ناويه أنها ما ترجعش تاني رجعت وبكل بجاحه وبتحاول تتلزق زي العادة.
اما سلمى كانت في اوضه العنايه المركزة واقفة جمب السرير، مش قادرة تبطل تقرأ قرآن.
عبد الحميد وهو بيفتح عنيب تعب وبيقول لسلمى بحنان:
يا بنتي... كنت خايف اقول لك عن الحاجه دي لان ده سر ابوكي بس كويس انك جنبي دلوقتي لازما تعرفيه؟!
سلمى وهي الفضول قا'تلها بس برده كانت شايفه ان عبد الحميد تعبان جداً وما كانتش عايزة تجهدة اكثر قالت:
ارتاح يا عمي بلاش تحدت دلوقت علشان ما تتعبش؟!
عبد الحميد بص لها بتعب وقال:
انا كويس يا بنتي اسمعيني أنا اتضايقت جداً من وقت ما عرفت ان مراتات اعمامك جاؤوا القصر في غيابي الحرس قالوا لي وده اللي تعبني واكتر حاجه ضايقتني انك عرفتي بالموضوع ده من بره
بس خلاص لازما تعرفي كل حاجه وبالتفاصيل وده حقك وابوك كان مخبيه عليكي علشان خايف عليكي مش اكثر؟!
ابوكي كان بيدرس بره مصر وكان متجوز واحدة خواجايه حبه في الجامعه كانت ايطاليه وكان فاكر انه
ممكن يغير منها بس للأسف ما تغيرتش؟!
اتجوزها وحملت فيكي بس بعد ما جابتك كانت مهمله جداً فيك ما كانتش بتشيلك ولا كانت تعرف عنك حاجه كانت سايباك لابوكي وما كانتش عايزاكي اصلا وشويه وطلبت من ابوكي ان هم ينفصلوا؟!
كانت حياتها كلها استهتار زي ما انتي عارفه حياتي الأجانب بس هو كان راجل صعيدي قرر ياخذك ويمشي وهي ما سالتش فيك رغم ان هي عارفه مكانك بس نعمات كانت بنت عمه كانت محترمة قوي وكانت بتحب مصطفى من زمان بس للأسف هو ما كانش حاسس بيها
بس اول ما رجع البلد وكان بيدور على عروسه ما لقاش احسن منها واول ما عرض عليها الجواز وافقت واتجوزته وربيتك واعتبريتك بنتها
و كانت حنينه عليكي قوي احسن من امك الحقيقيه؟!
سلمى كانت بتسمع الكلام و كانت منهارة ما كانتش مصدقه اللي هي بتسمعه.
يزن راح عليها اما الاقيها مش قادره تمسك نفسها ماسك ايديها وفضل يطبطب عليها وبعد كده هي اترمت في حضنه وفضلت تعيط وهي منهارة.
عبد الحميد بتعب :يزن خذ سلمى ومشيها بره شويه وخليها تهدى سلمى روحي مع يزن دلوقتي؟
وهنكمل كلامنا في الموضوع ده بعدين وافهمك كل حاجه وكل اللي انتي عايزة تسالي فيه انا جاهز اني اجاوبك عليه بس ما تسمعيش كلام حد ولا تصدقي اي حد يقول لك أي حاجه عن ابوكي!
ابوكي كان احسن راجل في الدنيا وأمك كانت ست الستات!
يزن :حاضر يا بابا يلا يا سلمى!
يزن مسك ايد سلمى وخرج بيها بره المستشفى والكل كان مستغرب طريقه يزن وهو ضامن سلمى لحضنه جامد وهي طبعا مش باين منها حاجه غير عينيها اللي بقت حمراء من كتر البكاء والحزن اللي ماليها.
برّة المستشفى كان مصطفى عامل خطه بديله بعد ما عرف ان عبد الحميد تعبان وفي المستشفى لانه بيراقب القصر 24 ساعه وكان مخلي
كذا حد من صحابه حوالين سلمى.
يزن واقف في باب المستشفى، بيتكلم في تليفونه مع واحد من الموظفين عنده في الشركه.
قدام باب المستشفى الدنيا هاديه خالص
سلمى خارجة من بوابة المستشفى، عينيها متورمة من كتر البكاء، ماسكة شنطتها في ايديها وهي بترتعش.
ويزن تليفونه رن ووقف بعيد عنها شويه وكان ماسك التليفون بيتكلم فيه بسرعه وعصبيه.
يزن يزن بصوت عالي وهو بيقول:
لا، يا فادي اسمعني… الورق ده ما يتحركش غير لما أنا أرجع. أنا قلت محدش يعمل اي حاجه في المصنع غير باذني تمام؟
(بيسكت لحظة، وبعدها يقول بنبرة أوطى)
– حاضر، أنا في المستشفى… بابا لسه في العناية أول ما اطمن عليه هاجي ان شاء الله المصنع؟!
(بيقفل الموبايل، وبياخد نفس عميق، ويلف يشوف سلمى واقفة ووشها كله حزن، بتبص للأرض، وصوت تنفسها سريع)
يزن وهو بيقرب منها بهدوء وبيقول لها:
سلمى؟
(سلمى ما بتردش عليه عينيها غرقانه بالدموع وصوتها مش قادره تطلعه كانت حزينه جدا ومش قادره تصدق الكلام اللي قالوا لها عبد الحميد وحاسه اكنها قلبها ضاع منها وعقلها مش فيها )
يزن بص لها وقال:
– متعيطيش كده… أنا عارف انك موجوعه عارف إحساس إنك تكتشفي حاجه تهد كل كانت كنت فاكراها حقيقه وبعد كده تكتشفي انك كنت عايشه في كذبه كبيرة ؟!
بس اوقات كثير في كذب بينجينا من حقيقه إحنا مفروض ما نعرفهاش لاننا لو عرفناها هنكره اكثر ناس قريبين لينا؟!
(سلمى بتقول بصوت مهزوز:)
– أنا كنت بقول لنفسي إن الحياة مهما وجعت اكيد مش هتوجعني اكتر من فقدان ابويا كل مره اقول خلاص الوجع رحل بس الوجع عمره ما هيرحل عن قلبي.
– كل مره أقول خلاص الدنيا بقت احسن الاقي الوجع رجع تاني وبقى اسخم من الأول !!
(يزن بيبص لها بنظرة فيها حنية حقيقية، بيحاول يخفف عنها: يمكن ربنا شايل لك حاجه كبيرة مش لازما تضعفي لأنك اقوى من كده ما ينفعش تبقى ضعيفه!
(سلمى تبتسم ابتسامة باهتة، تبصله بعيون مليانة دموع ويزن تليفونه بيرن تاني وياخده بيبعد شويه عنها.
وفجأة من بعيد، عربية سودة بتهدي سرعتها، وبتقف قدام بوابة المستشفى من غير ما حد ياخد باله بينزل منها واحد طويل وعريض ضخم جدآ راح اتجاة سلمى
بخطوات سريعة وملامحه قاسية عيونه مليانة شر. بيقرب من سلمى بهدوء وبيمد ايديه بسرعه ويلمس ذراعها بقوة)
سلمى (بصوت عالي ومرعوب):
– آآآآه!!!
(يزن بيلف بسرعة، يشوف المنظر، ووشه يتبدل في ثانية… نبرة صوته تغلظ، العروق تبان في رقبته، والعينين بقت فيها نار.)
يزن بصوت جهوري غاضب:
– ســــيـبـهـــااااااااااااااااا!!!!
(الراجل بيشد سلمى ناحية العربية، وهي بتحاول تقاوم بس جسمها ضعيف. هو بيشدها من إيدها بعنف وهي بتصرخ.)
سلمى بصوت متقطع وهي بتحاول تفلت:
هملللللللني!! ســاعــدهــنــي يا يــزن!!!
(يزن بيجري نحيتهم بكل قوته وينط عليه ويمسكه من ضهره، يضربه بكوعه في كتفه بكل قوته يخليه يصرخ .)
يزن بصوت زلزل به المكان قال:
– انتَ متعرفش انتَ بتعمل إيه!
(يكمّل وهو بيجري وراه لما الراجل بيحاول يقوم) انت بتلمس مرات يزن القناوي أنت اتجننت
لو لمستها تاني، هاقطع دراعك من مكانه وهفصل رقبتك وهعلقها على باب المدينه!
(الراجل يطلع اله حادة من جيبه بسرعه وعنيك كلها شر ويزن مش فارق معاه حاجه بيبصله بثقه ويضحك بسخرية و بيقرب منه بخطوتين سريعتين، وبيضربه برجله في إيده اللي ماسك بيها الاله الحادة الاله الحادة بتقع.)
(يزن بيمسكه من لياقة الجاكيت، وبيرفعه نص رفعه من على الأرض،وصوته مليان غضب وعروق وبارزه من رقبته وهو بيقول:
– قول مين بعتك قبل مكسرك ياض قول!
(الراجل بيحاول يتنفس بصعوبة، يزن يزوده خبطة خفيفة في وشه،السائل الاحمر بيسيل يطلع من جنب شفايفه وهو بيقول بصوت متقطع):
– أنــا… أنا ماليش ذنب… هم قالوا لي ان ان هم عايزينها وانا كنت هوصلها ما ليش دعوة ؟!
يزن:
مين اللي امرك تعمل كده؟!
(قبل ما يرد، الراجل التاني اللي كان في العربية شغلها وجه ناحيتهم وكانت تدخل فيهم يزن رمى الراجل من ايديه وهو فعلا دخل العربيه على طول وهرب
روح لسلمى وهي كانت بتشهق على اخرها وكانت مرعوبه وبتحاول تاخد نفسها بالعافيه.
(يزن بيجري ناحيتها، وبيكلمها بصوت واطي بس في قوة وخوف)
– سلمى… إنتِ كويسة؟
(بتهز راسها بالنفي، صوتها بيرتعش:)
– كنت… كنت هضيع، يزن. كنت هيتاخدني من اهنا وأنا مش خبر انا سويت إيه ؟
(يزن بيمسك وشها بين إيديه، عينيه بتلمع بغضب مكتوم:)
– طول ما أنا على وش الدنيا محدش يقدر يقرب منكِ.
(سلمى تبص له وصوتها باين عليه الخوف وهي بتقول:) مين اللي سوى فيا اكده وليه سوى فيا اكده انا سويت إيه في حياتي علشان يحصل وياي كده قولي يا يزن ؟
(يزن ياخد نفس عميق، صوته يبقى أهدى بس مليان حزم:)
متخافيش… اللي حاول يعمل كده انا هحاسبه بطريقتي.
يزن بياخد سلمى ويدخل بيها ممر المستشفي
سلمى ما كانتش قادرة تبص في عينه، كل خطوة كانت حاسه ان الخوف بيدخل في قلبها اكتر ومش قادرة تتنفس
وهو، رغم الهدوء اللي ظاهر على ملامحه، كان الغضب والغليان بيأكلوا قلبه من جوه.
يزن :
– مش هتتحركي لوحدك تاني، فاهمه يا سلمى اقفي جنبيه ما تسيبينيش خالص ولا تبعدي حتى عني حتى لو سنتي واحد ؟
سلمى :
– أنا… ما كنتش رايده اخرج بره يا ريتني ما خرجت انا أسفه انا مش خابرة ان هيحصل اكده؟!
يزن: اللي حصل من شويه ده ياكد ان في حد بيراقبنا وان في حد مقرر انه يخطفك؟!
سلمى تبص له بخوف وهي بتقول له:
– حد بيراقبني كيف وامتى؟!
يزن وهو بيبص قدامه:
– أيوه، واللي حاول يخطفك النهاردة كان مركز انه يخطفك انتي بالذات؟! رغم ان كان في كذا بنت تانيه قدام المستشفى اشمعنى انتي بالتحديد؟؟
(سلمى بتحاول تقول حاجه، لكنه بيكمل كلامه يقول.)
– بس أنا مش هسيب اللي عمل كده عايش على وش الدنيا؟!
سلمى سكتت وكانت خايفه جداً ومرعوبه ويزن مسك ايديها وراح بيها عند ابوه بتفتح الباب بس يزن مسك ايديها ومنعها وصوت اتغير فجاة وهو بيقول لها: استني!
(يبص لمقبض الباب، يمد إيده ببطء ويفتحه سنة صغيرة)
سلمى بخوف:
– في إيه يا يزن؟
(يزن بيفتح الباب أكتر شوية، يدخل بخطوة بطيئة، عينه بتلمح ورقة صغيرة متسابة على السرير جمب عبد الحميد وهو نايم بهدوء )
يزن بصوت واطي جدًا، متوتر ومليان قلق وغضب في نفس اللحظة: احنا مشينا لوحدنا يا سلمى؟!
سلمى :قصدك إيه يا يزن مين ويانا هنا؟؟
فجأة ظهرت مفاجأة كانت بالنسبه لسلمى الضربه القاضيه؟؛
تابع... ؟!
↚
سلمى بصدمه وهي بتقول :قصدك إيه يا يزن مين ويانا اهنا؟؟
يزن قال بصوت جهوري:
مين هناك اخرج علشان ما اجيش اخرجك بنفسي؟!
الشخص اللي واقف فجاة وهو حاطط قناع على وشه فتح الشباك وكان خلاص هينط منه بس يزن لحقوا في آخر لحظه وراح عليه ومسكوا .
بس فجاة سمع الصوت سلمى وهي بتصرخ وبتقول : الحقني يا يزن عمي تعبان قوي الحقوني يا ناس الحقوني يا خلق!
يزن وقف مذهول لحظة وساب الشخص ده وفعلا الشخص هرب من الشباك ويزن كان قلبه بيدق جامد وهو شايف ابوه بيتنفس بصعوبة شديدة، وأجهزة المراقبة بتصدر أصوات صفير…...
يزن بصرخ بصوت مليان غضب وألم: دكتور تعالوا يا بهايم شوف ابويا هيروح مني!!
مسك ايد ابوه كان واقف ناحيه السرير وعنيه مليانه دموع وغضب.
سلمى كانت واقفة مش قادرة تتحرك، جسمها كله بيترعش من الخوف والرعب
بس عينها بقت على يزن، اللي بقى في لحظه منهار كليا أول ما شاف ابوه بالمنظر ده بقى ضعيف جداً وماسك ايد ابوه وكان هيتجنن
وبتوصل له ان هو ما يسيبهوش اللحظه كانت صعبه جداً عليه لحد ما الدكاترة والممرضات دخلوا وكانوا ماليين اوضه العنايه .
يزن مسك ايد ابوه وهو بيقول له بدموع:
– خليك جنبي… محدش هيقدر يقرب منك تاني انا ابنك وسندك زي ما بتقول عليا طول عمرك ما تسيبنيش يا بابا فوق يا بابا خليك معايا!
الدكاترة بيحاولوا يسيطروا على يزن بس مش قادرين عليه راحت عليه سلمى وهو اول ما شافها اترمى في حضنها وكان بيعيط ومنهار جداً اللحظه دي شافت سلمى فيها يزن باسوء حالاته .
اما في الصعيد، في بيت الكبير أم مصطفى كانت قاعدة على الكرسي وماسكه سماعه التليفون وبتكلم بنبرة هادية لكن فيها خبث:
ايوه يا زينب عامله ايه يا بتي
يا رب تكوني مليحه؟!
زينب بهدوء :الحمد لله يا خاله مليحه خير في حاجه ولا إيه؟!
ام مصطفى وهي عامله نفسها طيبه قالت: خير يا بتي ان شاء الله انتي خابرة البت اللي كان متجوزها عمك مصطفى الله يرحمه اللي اسمها صوفيا هي من ايطاليا عندكم تعرفيها؟!
زينب وهي بتقول لها وكانت مستغربه جدآ :ايوه عارفاها مليح بس إحنا مالنا ومالها انتي خابرة ان الست دي مش مليحه وكل عمايلها سوداء وانا ما ليش صالح بيها انا اهنا عايشه ويا جوزي علشان شغله وكلها كم شهر وهنزل مصر!
ام مصطفى وهي بتتكلم بخبث وبتقول: كل اللي انا رايداه يا بتي رقمها علشان حاجه مهمه!
زينب وهي قلقانه وبتقول: حاضر يا خاله هشوف جوزي واخليه يجيبلك رقمها بس الحاجه دي مليحه صح يعني ما فيهاش مشاكل ولا أي حاجه!
ام مصطفى بطيبه مصطنعه: انتي خابرة يا بتي خالتك ام مصطفى ما لهاش في المشاكل؟!
زينب بهدوء: تمام يا خاله هشوفلك الرقم وهشيعه لك طوالي؟!
في نفس الوقت، في المستشفى، عبد الحميد حالته بدأت تتحسن شوية بعد ما الدكاترة اديله علاج وعملوا له صدمات كهرباء الحمد لله بقى احسن ويزن بدأ حالته تتحسن وارتاح وهدي اول ما عرفت ان ابوه حالته بقت احسن.
يزن واقف جنب سريرة و الأجهزة والمعدات، والدكاتره اللي كانوا وبيقولوا :
– تمام، أول خطوة خلاص… دلوقتي لازم نزود الحراسه على الاوضه؟!
سلمى قاعدة جنب يزن، عيونها لسه مليانه دموع من اللي حصل بس شويه وهم الاتنين بداوا يهدوا.
يزن وهو بيبص للدكتور وبيقول له: لازما ننقل كل المعدات القصر علشان ما حدش يقرب من بابا مره ثانيه ويكون تحت عيني والقصر هناك حمايه اكتر من المستشفى هنا.
لو سمحت عايز كل المعدات دي تتنقل قصر عيله القناوي والفريق كله يكون هناك يشرف على علاج والدي لانه ما ينفعش يقعد في المستشفى بعد كل اللي حصل ده المستشفى بقت خطر على حياته ؟!
الدكتور :تمام يا يزن بيه هنبعت الفريق يجهز المكان اللي حضرتك هتؤمر بيه وكلنا هنكون مع عبد الحميد بيه؟!
سلمى وهي ماسكه ايد يزن وبتطبطب عليها وبتقول له: ان شاء الله كل حاجه هتكون مليحه هدي حالك بس؟!
يزن وهو باين عليه الحزن :ان شاء الله!
بالليل في القصر عائله القناوي كان الصوت عربيه الإسعاف وهي داخله وبعد كده بيدخلوا عبد الحميد الاوضه المجهزه اللي جهزها له يزن مخصوص في الوقت ده كانوا كل العيله واقفين ومستغربين اللي بيعملوا يزن ايه اللي نقل ابوه القصر والنظرات كلها كانت موجهه ليزن ان هم متضايقين غير انه عمل فليه حرس مخصوص يحرص الطابق اللي فيه والده.
سعاد (بصوت عالي وهي بتحط إيدها على خدها): هو إيه اللي انت بتعمله ده يا يزن انت قلبت القصر مستشفى ده بيت علشان يتعاش فيه مش مستشفى رايح تجيب دكاترة ممرضات وحرس هي إيه المهزله دي؟!
يزن (واقف قدامها وبيقول بصوت جبار ): القصر ده قصري انا وابويا عايز اقلبه مستشفى عايز اقلبه كافيه اعمل اللي انا عايز ما حدش ليه فيه واللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل!
فاطمة (بصوت هادي لكن حاسم): بالراحه يا يزن معلش يا حبيبي في إيه مالك إيه اللي خلاك جبت عبد الحميد على البيت يا حبيبي كنت خليته في المستشفى احسن؟!
يزن (بيتنفس بعصبية): يا تيته
أنا ساكت كتير أوي… بس خلاص! اما عرفت ان في حد بيبدل علاج بابا بتاع الضغط يبقى مستحيل اسيبه في حاله حتى لو كان من عيله القناوي نفسها !
(سكت الكل، ووش سعاد اتقلب)
عفاف (بصوت بتتكلم بصوت عالي وزعل وبتقول):
أنت بتتهمنا يا يزن احنا عايشين هنا في القصر علشان احنا عيله واحدة مش علشان نخلص من بعضينا ونعم المؤامرات عيب عليك كده؟؟ استغفر الله العظيم ده كلام يتقال يا ابني!
يزن (بيقرب منها بعنف):
آه بتهمكم… لأن محدش من برّا القصر يقدر يقرب من دواه واللي ممكن يدخل اوضه ابويا هو حد من العيله ؟!
سلمى (بتحاول تهدي الموقف وهي بتقول له): مش وقت الحديت ده يا يزن اهم حاجه صحه عمي ما لكش صالح بيهم يلا علشان نشوف عمي وكمان الحرس مال القصر مش رايدين حد يسمع الحديت ده؟!
يزن (بصوت حاد):
خليهم يسمعوا!
القصر ده من النهاردة له قانون جديد!
الطابق اللي فوق محدش يطلعه… لا انتي يا سعاد، ولا انتي يا عفاف، ولا حتى أولادكم ولا اجوازكم المفروض هم عمامي! واللي هيتجرا يطلع فوق يبقى حكم على نفسه بالاعدام لان ابويا خط احمر؟!
عبد الغني (بيحاول يتدخل):
يزن، خف شوية، احنا أهل يا ابني، ما يصحش الكلام ده!
يزن (بيرمي عليه نظرة حادة):
أهل؟! الاهلي اللي يخونوا ويطمعوا في اخوهم الكبير ما يبقوش اهل واللي يبدلوا علاجه علشان يموتوه ويعملوا عليهم مغامرات ما ينفعش نقول عليهم اهل انتوا ناس طماعين ما بتفكروش غير في الفلوس ! بس الحمد لله ان ابويا لسه عايش والقصر وكل حاجه فيه ملكه هو وبس
وأنا وريثه الوحيد شرعًا، يعني محدش له دعوة ولا بالقصر ولا بالشركة، ولا حتى بالعربيات!
سعاد (بغضب):
انت ناسي نفسك يا يزن! احنا اللي وقفنا جنبك بعد موت أمك، احنا اللي ربيناك!
يزن (بيصرخ فيها):
انتي ما ربيتنيش!
انتي ربيتي الطمع في قلبك والغل والحقد في قلبك وقلب ولادك كفايه لعب بقى… أنا هعرف مين اللي عمل كده في أبويا، وساعتها ولا في شفقه ولا في رحمه!
فاطمة (بصوت مبحوح): ربنا يهديكم يا ولادي البيت بقى ولعه هنفضل لحد كده لامتى؟!
حرام عليكم بلاش خناقات بلاش خناقات والحوارات اللي بتحصل دي حياة ابني اهم ابن اللي نايم دلوقتي بين الحياة والموت حرام عليكوا اتقوا ربنا!
يزن (وهو بيبص ليها): البيت بقى مولع خلاص يا تيته بس اللي ولع فيه هي الخيانه بتاعه ولادك!
(يزن بيسكت وبعد كده بيسيبهم ويمشي ناحيه السلم وبيطلع علشان يشوف ابوه وسلمى بتلحقه وبتمسك في ايديه بخوف وسعاد وعفاف بيبصوا لبعض وبيهمسوا بصوت مليان سم)
سعاد: يزن مش هيسكت وناوي يلعبنا؟!
عفاف: عادي يجي واحنا جاهزين له؟!
في جناح عبد الحميد في الطابق العلوي الإضاءة خافتة، الأجهزة بتصدر صفير خفيف.و سلمى قاعدة على كرسي جنب السرير، ويزن واقف قدام الشباك.
سلمى (بصوت هادي):
يزن، كفاية بقى، من ساعة ما طلعنا وانت ساكت اكده…
قولّي بتفكر في إيه؟
يزن (من غير ما يبص لها):
بفكر… إن أبويا كان دايمًا يقولّي؟ "الطعنة اللي تيجي من القريب، بتكسر مش بتوجّع.
ودلوقتي فهمت كلامه… الطعنة جت من جوّه بيتنا وانا عارف ان طمعهم وجشعهم هم اللي عملوا كده؟!
سلمى :
بس انت متأكد إن اللي حصل له مش طبيعي؟
يمكن فعلاً كانت جلطه كيف ما الدكاترة قالوا قبل اكده؟
يزن (بيلف ناحيتها فجأة): بعد كده التحاليل اثبتت ان هو الدواء بتاع الضغط متغير اللي هو بياخده واقل تفاعل من اللي بياخده بكثير وده اللي سببله غلطه ومين غير اللي عايشين معانا في نفس المكان اللي يقدر يعمل كده؟!
كلهم طمعانين، وكلهم مستنيين يشوفوا بابا بيقع عشان يورّثوا قبل ما يموت بس هم مش فاهمين ان انا هقفلهم زي اللقمه في الزور!
سلمى (بقلق):
بس مين فيهم يا يزن؟ يعني انت شاكك في مين بالظبط؟
يزن (بيتنفس ببطء):
سعاد أول وحده…
كانت بتدخل اوضه ابويا كتير كانت عامله نفسها مهتميه وتساله لو عايز حاجه او كده
وكمان عبد الغني كان دايمًا بيحاول يعرف تفاصيل الشركة منه،
وعفاف كانت بتقعد جنب جده دايمًا في نفس المعاد اللي بياخد فيه دواه…
كلهم متورطين بطريقه أو أخرى.
سلمى (بحزن):
يعني انت شايف إنهم يقدروا يسووا اكده في اخوهم الكبير لانك لو طلعت ظالمهم هيبقى حرام عليك يا يزن ؟
يزن (بعصبية):
اللي بيطمع في المال ينسى الحرام والحلال يا سلمى،
اللي يبيع ضميره مره، ممكن يبيع أبوه ألف مره!
أنا مش هسكت… هعرف مين فيهم اللي خان،
بس المره دي مش هسامح زي ما سامحت زمان.
سلمى (بتمسك إيده وبتبص له بعين مليانه خوف):
طب لو اللي سوا اكده حد من أهلك؟
هتقدر تأذيهم؟
يزن (يبصلها بنظره قاسيه): اللي خلاهم ما بقوش على الدم ولا على صله الرحم علشان انا ابقى انا بقيت عليهم طول عمري بس خلاص لحد ابويا وستوب !
صوت عبد الحميد وهو بينادي على يزن وبيقول: يزن انت فين يا يزن؟!
يزن (بيجري عليه بسرعه بيمسك ايده وبيقول له):
بابا… سامعني؟
أنا هنا، متخافش…
أنا هعرف مين اللي أذاك وهخليه يدفع التمن غالي،
بوعدك يا بابا… مش هسيب حقك!
(عبد الحميد بيحرك صباعه بصعوبة، كأنه عايز يقول حاجه، يزن يقرب وشه منه.)
عبد الحميد (بهمس):
خ... خليك… خليك حذر يا يزن من كل اللي في البيت وخلي بالك من سلمى انا كويس وهقوم وهكون كويس بس خلي بالك من نفسك يا ابني!
يزن: ما تخافش يا بابا كل حاجه تمام وانا وسلمى هنا جنبك مش هنسيبك ابدا؟!
عبد الحميد: يزن سلمى في عينيك خلي بالك منها!
يزن :ما تقلقش يا بابا كل حاجه ان شاء الله هتكون تمام وسلمى مراتي وانا هحافظ عليها ده واجبي بس انا عايزك تقوم وتطمني عليك يا حبيبي!
عبد الحميد بيحرك راسه وايجابيه: ان شاء الله يا ابني!
سلمى بهدوء: ماشي يا عمي ارتاح حضرتك واحنا جارك اهو لو عزنا عيط علينا ونجيلك طوالي!
يزن خرج هو وسلمى قعدوا بره في الريسبشن بتاع الجناح والحرس كانوا محوطين الجناح من كل اتجاة.
اما تحت كان السعاد قاعدة على الكنبه هي وعفاف وبيشربوا قهوة
بنظرة فيها فضول وخوف
أما فاطمة كانت قاعدة في الركنة، صامته، بس نظرتها فيها قلق واضح.
عبد الغني واقف قدامهم بيتمشى رايح جاي بعصبية.
سعاد (بصوت منخفض): هو المحروس لسه فوق ولا نزل؟!
عفاف (بتضحك بخبث):
أكيد لسه فوق، ده من ساعة ما دخلوا القصر بعربيه الاسعاف وهو قلب القصر مستشفى والدكتور ممرضات رايحين جايين حاسين ان احنا مش عايشين في قصر لا عايشين في مستشفى غير الريحه بتاعه تعقيم اللي في كل مكان!
عبد الغني (بيرفع صوته):
بلاش كلام كتير انتوا الاتنين،
لو يزن سمعكم هيتجنن علينا الولد شكله مش طبيعي وبعد كل حاجه حصلت بقى بيشك فينا !
سعاد:
هو فاكر نفسه مين علشان يزعق فينا ويؤمر ويني في القصر هنا ؟
وانت سبب يا عبد الغني سبتلهم كل حاجه ورضيت تبيع شفت اخرتها ادي ابن اخوك جاي يتامر علينا!
فاطمة (بتضرب عصاها في الأرض):
كفايه كلام فارغ!
البيت ده بيت عبد الحميد القناوي، اللي تعب وشقي علشان يخليه بالشكل ده ويزن ده ابنه!
راجل محترم وشهمه وبيعاملكم بما يرضي الله بس انتم اللي مش عايزين تجيبوها لبره
انتم قاعدين هنا في خير عبد الحميد وابنه واي كلام غير كده كذب وانتوا بتضحكوا بيه على نفسكم!
سعاد (بغضب مكتوم):
خيرُه؟!
ده واخد كل حاجه لِنفسه يا ماما
حتى الشركات، و الأراضي و المصنع الكبير اللي فالصعيد باسمه هو وابنه ساب لنا إيه ده احنا يعتبر هنا ضيوف !
(في اللحظه دي يزن نزل علشان نجيب حاجات من تحت سمع كل حاجه بيقولوها)
يزن:
من النهارده، كل واحد هيعرف مقامه وحدوده جوّه البيت ده!
(الكل بيسكت، وسعاد بتقف وهي بتحاول تبتسم بخبث.)
سعاد:
مالك يا يزن، صوتك عالي ليه احنا قاعدين بندعي لابوك ربنا يشفيه وانت جاي تغلط فينا مش عيب يا ابني اللي انت بتعمله ده؟
ما فيش داعي للغلط يا ابني لو مش عايزني هنا احنا ممكن نمشي!
يزن (بيقطع كلامها): بتدعيله ولا بتدعي عليه علشان يموت بسرعه وتخلصوا منه ده بعد الشر طبعا ان شاء الله يا رب التابوت بتاعكم تطلع قبل تابوتو؟
أنا مش غبي يا سعاد هانم… ولا ناسي مين اللي كان بيدخل اوضه ابويا وهو في المصنع
او في الشركه ولا ناسي مين اللي كلم الخدامه وقال لها تخرج بره لحد ما حضرتك ترتبي الحاجه في اوضه بابا وده اللي الخدم اعترفوا بيه !
(سعاد بتتجمد، وعبد الغني يبص لها بسرعة كأنه خايف ان السر يبان.)
عبد الغني:
انت بتتكلم بتقول إيه يا يزن ده احنا كلنا بنحب عبد الحميد اخويا يا ابني وسعاد بتحبه زي اخوها الكبير ازاي تقول لها الكلام ده ؟!
يزن (بيقرب منهم بصوت غليظ وبيقول): بتكلم على العيله الكريمه اللي بتحسب الميراث وهو ابويا عايش وهم اصلا واخدين فلوسهم وما لهمش في ده كله حاجه الله اعلم مين فيكم اللي بعت حد المستشفى عشان يحط حاجه في المحلول بتاع ابويا علشان يموته! انتم فاكرين اني ممكن اسيب اللي عمل كده بس ده في احلامكم
اللي حاول يموت ابويا وحاول يعمل اللعبه القذرة دي معايا يبقى جنى على نفسه وانا شخصيا مش هسيبه؟!
سعاد (بصوتها العالي وهي بتحاول تتماسك): عبد الحميد زي اخويا الكبير ما يصحش تقول لنا الكلام ده عيب عليك ده إحنا نخاف على صحته مش نحاول نؤذيه!
يزن (بهدوء قاتل هو بيضحك باستئذان وبيقول): هههه ايوه ما انا عارف اهم حاجه
من دلوقتي، الطابق الفوقاني محدش يطلع له غيري أنا وسلمى وتيته واللي هيتخطى حدوده ويعمل حاجه انا مش عايزها هيشوف بقى مني اللي عمره ما شافه ولا هيتمنى ان هو يشوفه؟!
(بيسيبهم وبيطلع الدرج، صوته بيختفي، وسعاد تقعد على الكرسي وهي مرعوبة، وعبد الغني بيبص لها بخوف واضح.)
يزن بيطلع فوق ويقعد مع سلمى وسلمى بتفضل تبص له بحب وهي مش مصدقه ان مع قوته دي بس قدام ابوه بيخاف جدآ وبيبقى مرعوب وبيبقى اكنه عيل صغير في الوقت ده دخلت الممرضه عليهم وكانت بتوجه الكلام ليزن.
الممرضة وهي بتقول بتوتر:
– يزن بيه، في ناس عند البوابة بيقولوا إنهم من عيلة الطوخي…!
يزن رفع راسه وقال بنبرة فيها استغراب: مين من عيله الطوخي اللي موجود؟!
قالت الممرضة بخوف:
– واحدة ست بتقول إنها أم سلمى… ومعاها شاب اسمه مصطفى وواحد اسمه عبد الستار واثنين ستات !
سلمى قامت، وشها اتغير،وقلبها بدا يدق بسرعه وهي بتقول بصوت متقطع : ام انا جت كيف؟!
تابع.. ؟!
↚
يزن وهو بيقول بنبرة فيها توتر وقلق:
– ما تتحركيش من مكانك يا سلمى ممكن يكون ده كمين من عمامك!
سلمى كانت واقفه متوتره وخايفه ومرعوبه اما يزن مشي بخطوات سريعة ناحية الباب الرئيسي، قلبه بيدق بسرعة وكأنه حاسس إن ورا الباب في مصيبة
ولما فتح الباب، اتجمد مكانه…
أم مصطفى واقفة قدامه وعيونها كلها خبث وغل، وجنبها مصطفى اللي ملامحه كلها تحدي، ووراهم عمام سلمى “عبد الستار” و“حمزة”، وست لابسة بطريقة مستفزة جدًا، ملامحها غريبة وواضح إنها مش مصرية، ومعاهم كمان نوال اللي وشها متوتر واقفه على جنب .
يزن (ببرود قاتل):
– خير؟ إيه اللي جايبكم هنا؟ عايزين إيه بالظبط؟
أم مصطفى (بصوت فيه تمثيل وبرود):
– جايين نرجّع البت لأمها يا ولدي… البت دي صعبت عليا، عايشة طول عمرها في الكذب والخداع، قلت لازم تعرف الحقيقة!
مصطفى (رافع صوته وهو بيقول بغضب):
كفاية بقى اللي حصل، البت دي لازم ترجع بلدها ودارها،و تعيش وسط أهلها وناسها! وانت مالكش صالح بيها… لا انت ولا أبوك!
يزن ضحك ضحكة عالية مليانة غيظ وسخرية وقال:
– ملهوش صالح؟ انت بتتكلم على مين؟ علينا إحنا؟ ولا على نفسي؟
بص يا مصطفى، اسمعني كويس…
سلمى دي مراتي، على سنة الله ورسوله، واللي مش عاجبه يخبط دماغه في أول حيطة!
صوفيا نطقت أخيرًا، بصوت ناعم متردد وقالت:
يزن بيه… من فضلك، أنا عايزة أشوف بنتي ممكن؟
بصّت على سلمى اللي كانت نازلة من فوق بخطوات بطيئة، عينيها كلها خوف وتردد،
وجهت ليها الكلام وقالت:
– سلمى… يا روحي، أنا ماما سامحيني يا بنتي على اللي فات…
والله كل اللي حصل غصب عني، كنت نفسي تكوني في حضني، بس أبوك هو اللي خطفك ومشي، والله يا بنتي أنا كنت عايشه على ذكرياتك وكل شويه اتخيل صورتك وانتي صغيرة وابكي وما كنتش بعرف انام من كتر الحزن اللي مالي قلبي!
سلمى وقفت مكانها متجمدة، الدموع محبوسة في عينيها، لحد ما فجأة صوت كان عالي زلزل المكان .
عبد الحميد…
كان صوته جهوري رغم تعبه، وهو بيقول بصوت كله غضب:
– ما تقربيش منهاااااا!!!
الكل التفات له وكان مصدوم جدآ ان هو واقف على رجليه نازل من على السلم ، والممرضة بتسنده، وشه شاحب لكن نظرته نار.
عبد الحميد (بيكمل بصوت هادي هو بيقول):
– ما تقربيش من سلمى يا صوفيا…
انتي آخر واحدة تتكلم عن الأمومة!
صوفيا (بتمثل البكا):
– عبد الحميد… خلاص بقى، أنا غلطت، بس كنت صغيرة كنت محتاجة فرصة! صاحبك هو اللي رفض يديها لي وكلنا بنغلط بس ربنا بيدي كل واحد فرصه ثانيه لحياته؟!
عبد الحميد (بعصبية وانفجار):
– فرصة؟!
انتي رميتي بنتك وسافرتي تعيشي حياتك، وكل شهر تتجوزي راجل شكل!
وصاحبك مصطفى اتجوز نعمات، الست اللي كانت أطهر منك وأنضف منك ميت مرة،
دي اللي ربت سلمى واعتبرتها اكنها بنتها من لحمها ودمها
وأنا شاهد على ده…
سلمى طلعت بنت محترمة، مؤدبة، متربية لانها بنت نعمات ما خدتش منك غير ملامحك ودمك اللي ما يسوش حاجه دلوقتي عند البني ادم الأم هي اللي بتربي مش اللي بتولد!
(صمت قاتل… الكل سكت، وسلمى بتحط إيدها على بُقها، ودموعها بتنزل بحرقة)
سلمى (بصوت مكسور):
– يعني انتي سويتي كل ده فيّ؟ وجايه دلوقت تقوليلي انك امي حرام عليكي اتقي ربنا؟!
صوفيا (بتحاول تبرر):
كنت محتاجة الفلوس علشان أعيش يا بنتي… سامحيني، أنا بحبك، والله بحبك!
عبد الحميد (بحزم، عيونه كلها احتقار):
– وهي مش محتاجاك في حياتها يا صوفيا… زي ما زمان انتي ما كنتيش محتاجاها!
اتفضلي من هنا، وخدي القلاديش اللي معاكي، يلاااااا برّه القصر!!
مصطفى (بيتكلم بعصبيه بيبص لسلمى بطريقه جنونيه وبيقول):
– كفاااااية بقى!! سلمى بتاعتي انا وهتجوزها غصب عنها او برضاها!
(بيشد سلمى من دراعها بعنف)
سلمى (بتصرخ بصوت متقطع):
– سيبني يا مصطفى!!!
يزن (بعصبية، صوته جهوري):
– إيدك عنهااااااا يا متخلف!!!
(بيدفعه بعيد وبيبدأوا يتخانقوا، يزن بينزل فيه ضرب من كل اتجاه، عينه كلها نار)
مصطفى (بيطلع آلة حادة من جلابيته وهو بيقول بغِل):
– انت فاكر حالك مين يا ولد القناوي؟
عبد الحميد بيصرخ بصوت عالي ومليان رعب وهو بيقول :
– يزن!! خُد بالك منه يا ابني!!!
سلمى (بتصرخ بكل خوف الدنيا):
– يااااازن!!!
الموقف كله بيحصل في ثانية…
مصطفى بيهجم بسرعة،و يزن بيحاول يزقه،
لكن الآلة الحادة اللي في إيده بتروح تغرز في صدره!
صوت مكتوم، بعدين صمت تام…
مصطفى بيقع على الأرض،
واللون الأحمر بيغرق المكان.
سلمى (بتصرخ بهستيريا):
– لااااااااااااااا!!!
عبد الحميد (بصوت متقطع ومصدوم):
– استغفر الله العظيم… يا رب رحمتك!!!
يزن واقف متجمد، ملامحه كلها صدمة، النفس بيطلع بصعوبة، مسك الموبايل بسرعة واتصل بالشرطة:
– ألو… شرطة؟ في جريمة قتل في قصر القناوي…
لكن دي دفاع عن النفس، كل الكاميرات موثقة، كل حاجة متسجلة!
أم مصطفى وقعت على ركبتها بتصرخ وتلطم على وشها:
– وووووووولديييييي!!! يا ناس، ولدي رااااح!!
عبد الستار (بيصرخ بجنون):
– جيبوا دكتور! حد يلحقه!
كله بسببك يا ولد القناوي، كله بسببك!!!
الأطباء اللي كانوا مع عبد الحميد نزلوا بسرعة،
والقصر كله اتقلب جحيم…
لكن للأسف…
كل المحاولات راحت هدر.
مصطفى توفاه الله.
عبد الستار وقع على الأرض وهو بيعيط:
– ولدي راح مني… ولدي رااااااح!
صوفيا جريت بره القصر مرعوبة،
نوال وقفت مكانها مش قادرة تتحرك،عيونها مليانه دموع وصوتها مش عايز يطلع وكانت مصدومه
والباقيين واقفين في صدمة،
مش فاهمين إزاي جريمة قتل حصلت قدامهم في لحظة،
واللي كان عايز ينتقم…
هو اللي رَمى نفسه للتهلكة.
يزن، بعد ما الحكومة قبضت على عمام سلمى بسبب سرقة الميراث. الكل في حالة صدمة. سلمى قاعدة ساكتة، عينيها فيها وجع الدنيا، ويزن واقف ووشه متجمد. فجأة الباب بيتفتح بعنف، وتدخل ليلى هي بتزعق ليزن بغل)
ليلى (بصوت عالي):
أنا خلاص زهقت من السكوت! كفاية تمثيل يا يزن،انت لسه عايش جو الملاك فوق بقى من اللي أنت فيه لازما سلمى تعرف حقيقتك القذرة!
يزن (يبص لها ببرود):
حقيقة إيه يا ليلى؟ هتفضلي عايشه في الكذب لحد إمتى؟
ليلى (بتضحك بسخرية):
كذب؟ لا يا حبيبي، دي الحقيقة اللي اللي انت رافض تصدقها ولازما مراتك تعرفها لانك ما ينفعش تستغفلها؟!
أنا هقول لسلمى على كل حاجة… هقولها إنك كنت بتحبني وعملت معايا علاقه وخلفت مني !
يزن (صوته بيعلى): انا يا كذابه
إنتِ اللي عملت كده يا ليلى، مش أنا!
إنتِ اللي لعبتي بيا وبمشاعري، فاكرة إني نسيت لا تعالي علشان افكرك؟
ليلى (بتتعصب): انا بطل كدب بقى وقول الصراحه ما تغفلش البنت الغلبانه دي!
يزن (بيصرخ وهو بيقرب منها ويمسكها من هدومها ويقول): لا تعالي بقى علشان اعرف ابوكي وامك اللي واقفين بيتفرجوا دول على حقيقتك اللي انا مغطي عليها هقول انك خنتيني مع صاحبي! هقول إنك ضحكتي عليه، وأخدتي كل اللي كانت حيلته ومضيتيه على تنازل عام على كل ممتلكاته وبسبب كده هو انتحر ! تعالي يا ليلى وعرفيهم وقولي لهم انك سبب موت صاحب عمري!
(سلمى بتقوم واقفة، صوتها مبحوح من الصدمة)
سلمى:
إيه الكلام ده يا يزن معقوله في حد بالبشاعه دي كيف قدرت تسوي اكده؟!
يزن (بصوت مكسور لكنه قوي):
آه، هي السبب في كل حاجة، هي اللي لعبت بيا وبصاحبي، ضحكت علينا إحنا الاتنين.
أنا حبيتها بصدق، وهي كانت كانت بتخوني وبتتسلى بينا احنا الاثنين
وصاحبي المسكين لما اكتشف حقيقتها، ما استحملش…وانتحر ونهى حياته ده!
(ليلى بتصرخ وهي بتحاول تدافع عن نفسها)
ليلى:
كذاب! أنا ما كنتش أقصد!
يزن (بيقاطعها بقوة):
ما كنتيش تقصدي؟! لما خدتي كل فلوسه؟ لما ضحكتي عليه؟ لما سبتيه وانتحر؟
طب لما عرفتي إنك حامل منه… ليه كنتي عايزة تقتلي الجنين؟ ليه كنتي عايزة تموتي آخر حاجة بتربطك بيه؟
(ليلى بتسكت، الكل مصدوم. سعاد – بتنهار وتقع على الأرض، وعبد الغني بيفضل يضرب كف في كف مش مصدق.)
عبد الغني (بصوت مبحوح):
إيه اللي أنا سمعته ده؟ دي بنتي؟ دي اللي كنت فخور بيها هي دي التربيه اللي انا ربيتها لك دي اخرتها؟!
يزن (بمرارة):
آه، دي بنتك يا عمي…
وأنا، ابن أخوك اللي كنتوا بتظلموه وبتشككوا في أخلاقه، أنا اللي كنت ناوي أسترها، كنت ناوي أتجوزها عشان الفضيحة ما تطلعش!
سلمى (دموعها بتنزل):
يا رب… كيفك كنت الوقاحه دي وجايه دلوقت تتحدتي اختشي على دمك.
(عبد الغني بيقرب من يزن، يحط إيده على كتفه وهو باكي)
عبد الغني:
سامحني يا ابني… أنا ظلمتك، وكنت طمعان في الفلوس وكنت طول عمري بشتغل علشانها هي وبجمع فلوس علشان هي تعيش حياتها بس نسيت اربيها للاسف بنتي من كتر البزغ والفلوس اللي انا كنت بديها لها بقت شيطانه مش بني ادمه؟!
يزن (بصوت هادي لكن فيه وجع):
اللي حصل حصل يا عمي، والوجع ده مش هيروح بسهولة، بس الحمد لله إن ربنا بيكشف الحق حتى لو بعد حين.
عبد الغني راح على اخوه عبد الحميد بعد ما قال لمراته تجهز الشنط وكل حاجه وكان صوته مليان تعب وانهيار
جنبه سعاد واقفة ساكتة، وشها باين عليه الندم، وليلى قاعدة على الكرسي وباين عليها الانكسار وعيونها مورّمه من كتر البكا.
عبد الغني (بصوت هادي متقطع):
أنا خلاص قررت يا عبد الحميد…
هسيب مصر، أنا ومراتي، وهاخد ليلى معايا برّه.
ما بقتش قادر أبص في وش حد بعد اللي حصل
والله ما كنت أعرف إني وصلت للدرجة دي من الغلط والطمع.
عبد الحميد بصّ له بنظرة فيها حزن وحكمة، وقال بصوت هادي لكن كلماته كانت تقيلة بالمعنى:
سافرت أو فضلت هنا مش هو ده المهم… المهم إنك تتعلم إن اللي يظلم عمره ما بيدوم مهما عاش ومهما جمع.
عيش حياتك بشوية فلوس قليلة وسط ولادك ومراتك، أحسن مية مرة من ملايين تبعدك عنهم وتضيّعك.
خد رزقك بالحلال، وخلي بالك… ما تمدش إيدك على حاجة مش من حقك، لأن التعب اللي بيجي بالحلال عمره ما بيضيع.
إحنا بناكل علشان نعيش، مش بنعيش علشان ناكل، يعني أهم من لبسك وأكلك وشربك إنك تبص لأخلاقك… هي دي اللي بتفضل، والباقي كله بيروح.
(عبد الغني يبص لليلى، وصوته يرتجف من القهر والغضب): عندك حق يا اخويا في كل حاجه انت قلتها يلا يا ليلى…
انتي كنتِ السبب في وجع ناس كتير.
أنا ما عرفتش أربيك، وده ذنبي.
بس من هنا ورايح… هتعرفي يعني إيه وجع الندم، وهتعرفي إن اللي بيبدأ بالكذب…عمر ربنا ما هيكملوا عليه بالستر
(ليلى تبكي وتهزّ راسها، صوتها مكسور:)
ليلى:
أنا آسفة يا بابا… أنا ضيّعت كل حاجة، حتى نفسي.
(الكل سكت لحظه وبعدين يزن اتكلم بصوت هادي وقال)
بص يا عمي وانتي يا ليلى
الطفل اللي جبتيه من سامح الله يرحمه ملوش ذنب في أي حاجة.
أنا هتكفّل بيه…
هعيّشه في حضني وأربيه زي ما كان سامح هيربيه بالظبط
الولد ده ابن اغلى صاحب عندي مش هسيبه يدفع ثمن اخطائك او استهتارك هيفضل في حضني طول عمره وهعوضه عن ابوه اللي راح بسببك؟!
(ليلى تبص له بدموع، صوتها يرتجف:)
ليلى:
يعني مش هشوفه؟
يزن:
هتشوفيه وقت ما تحبي، محدش هيمنعك…
بس تربّيه؟ لأ لان اللي زيك ما يعرفش يربي
أنا هربّيه على الصح، علشان ما يبقاش نسخه من امه عايزه يبعد عنك خالص وما يشوفش اي حاجه من تصرفاتك علشان ما يبقاش زيك؟
(عبد الحميد يهزّ راسه بفخر، وبصوت كله تقدير:)
كده الصح يا ابني… ربنا يعوّضك بالخير، ويدي كل واحد على قد نيّته.
(عبد الغني يشدّ ليلى وسعاد ويمشي، وهو بيبص وراه على القصر بنظرة ندم، ويقول بصوت متكسر:)
عبد الغني: البيت ده كان طول عمره كويس وكل اللي فيه ناس قلبها نضيف بس
إحنا اللي نجّسناه بالطمع يا ريت كلهم يسامحوني ويا رب سامحني على كل حاجه حصلت.
بعد كده عبد الحميد اني اعمل فرح ليزن وسلمى وبعد مرور اسبوعين فعلا عملوا الفرح ده وكان فخم جدا في قصر عائله القناوي.
القصر متزيّن بالأنوار، صوت الزغاريد مالي المكان، الجدة فاطمة قاعدة على الكرسي ودموعها بتنزل وهي بتضحك.
فاطمة:
سبحان من يعوّض الصابرين…
كنت دايمًا أقول ربنا كبير قادر على كل شيء!
(يزن داخل لابس بدلة سودة أنيقة، وسلمى لابسة فستان بسيط وعليها النقاب وكانت باينه جداً جميله وراقيه وكانت ايه من الجمال)
عبد الحميد بيضحك وبيقول بصوت عالي: الف مبروك يا ولادي بجد النهارده انا سعيد جدآ انكم بقيتوا مع بعض ويا رب يتمملكم على خير يزن سلمى هتحطها في عينيك؟!
يزن: يزن دي في قلبي يا بابا مش في عيني وعد مني يا سلمى
من النهارده وجعك وجعي، وفرحتك فرحتي.
نبدأ صفحة جديدة كلها فرحه وسعادة…
سلمى بكسوف كانت ساكته خالص ومش عارفه تتكلم ودموعها كانت نازله من تحت النقاب وكان السعيده وقلبها بيرقص من الفرحه.
يزن مسك إيد سلمى بهدوء وبص في عيونها وقال بكل حب :
عارفة يا سلمى… أنا كنت ماشي في الدنيا تايه بدور على معنى، على راحة، على نور يهدّي قلبي… ولما عرفتك، لقيت كل ده فيك.
إنتِ مش بس حبّي، إنتِ الدعوة اللي كنت بدعيها وأنا مش عارف إن ربنا كان سامعني واستجبها لي
علّمتيني يعني إيه تقوى، ويعني إيه أسيب الدنيا تمشي برزقها من غير ما أظلم أو أضعف.
علّمتيني إن الإيمان مش كلام… الإيمان سُكون القلب وقت العاصفة، وإنتِ كنتِ السكون ده في حياتي.
من غيرك كنت تايه ماشي لوحدي بدور على النور لكن دلوقتي بقيتِ النور اللي بيهديني في كل خطوة.
لو يوم الدنيا وجعتني، كفاية إني أشوفك قدامي… أعرف إن ربنا لسه بيحبني، علشان رزقني بواحدة زيك.
وبعد كده خدها في حضنه ولفي بيها وكانوا مبسوطين جدا وتمت بحمد الله.
القصة دي مش مجرد خيال…
دي رسالة لكل واحد نسي إن ربنا شايف وسامع، وإن الدنيا دوّارة.
لللي بياكل حق غيره ويفتكر إن لما ياخد ورث غيره ان ده حق مكتسب لازما تعرف انك بتاكل نار
وإن حق المظلوم عمره ما بيروح، حتى لو بعد سنين.
اللي ظلم النهاردة بكرة هيتظلم…
واللي سرق، هييجي يوم يتحاسب، يمكن مش في الدنيا، بس في الآخرة الحساب أشد.
ولكل بنت بتلعب بعواطف الشباب وبتكون سبب دمرهم
خدي بالك… مش كل جرح بيتنسي،
وفي شاب ممكن ينهار ويموت من وجع الخيانة.
ولكل أهل بيفضلوا المظاهر على الحق،
وبيغضّوا البصر عن الظلم علشان “الناس تقول”،
اعرفوا إن اللي بيرضي الناس على حساب ربنا،
هيعيش من جوّه مكسور مهما بان قوي.
القصة دي بتقولنا حاجة واحدة بس ممكن يتاخر بس اكيد ربنا هيرده لاصحابه حتى لو بعد سنين ما تفتكرش ان ربنا غافر ربنا شايف وكل حاجه ليها ميعاد.
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇
