رواية حامل من الشيطان للكاتبة علاء جمال هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية حامل من الشيطان، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية حامل من الشيطان من الفصل الاول للاخير بقلم علاء جمال
اتقدملي عريس من يومين واهلي كلهم كانوا موافقين وطايرين من الفرحة ، لانه عريس كامل من مجاميعه حسب كلامهم.
شكله كويس.
و شغال مهندس ولكن في بلد خارجي مش متذكرة فين بالظبط عشان مركزتش في النقطة دي.
طلب إنه يقعد معايا عشان نشوف هنكون متفاهمين ولا لا.
اليوم ده امي صحتني بدري اوي، عشان نروق الشقة و نظبطها ، وكأنه هيعيش معانا في الشقة مثلاً يعني، لكنها بتقول لو شاف إن الشقة مش نضيفة هيقول إحنا كمان مش نضاف .
قعدنا نروق ونظبط في الشقة وكل ركن فيها حتى اوضتي اللي عمره ما هيدخلها يعني.
والضهر نزلنا جبنا طلبات للغداء عشان طبعاً هو مش هييجي يقعد بس يعني اكيد لازم يأكل.
حضرنا الأكل وكله تمام.
وبعدها امي طلبت مني ادخل اوضتى اخد دش واغير هدومى، وصممت احط مكياج عشان ابان حلوة قدامه،
المهم عملت كل ده عشان مزعلهاش مني.
علي الساعة خمسة المغرب العريس جه وكان معاه مامته بس، ودي كانت اول مرة اشوفه فيها، بصراحه كان زي القمر وشكله هادي وبيتكلم برزانة وعقل كبير. وكان شيك أوي في لبسه كمان، حمدت ربنا إني سمعت كلام ماما واهتميت بنفسي .
اول ما دخل قعد مع بابا في الريسبشن، وانا دخلت المطبخ مع ماما عشان نحضر الأكل ، حضرناه بسرعة وخرجنا حطيناه على السفرة، وقعدنا كلنا علشان ناكل، وهو كان بيسرق نظرات خفيفة كده من تحت لتحت ليا ، لاحظت ده لان أنا كمان كنت بعمل كده برضه، ولما عنينا اتلاقت اكتر من مرة ابتسمت غصب عني ، وهو كمان خرجت منه ضحكه من غير ما يقصد ، ولما مامته سالته فيه إيه.
قلها مفيش حاجه بس افتكرت الايام اللي كنت باكل فيها لوحدي كتير . رد بابا عليه وقله.
وانت بقي باشمهندس محمود كنت مسافر فين ؟
حمدت ربنا إن ابويا سأل السؤال اللي كنت هموت واسأله.
رد علي بابا.
“كنت في بلد افريقيا اسمها تنزانيا لو تسمع عنها.
ردت ماما وهي مخضوضة .
“وايه يابني اللي حدفك الحدفة البعيدة دي؟ أنا أسمع كمان إن البلاد دي بتبقى حر اوى وعشيتها صعبة
“حر ورطوبة وضغط مرتفع وأمراض وحاجات كتير اوي والله ياطنط ، بس نعمل ايه بقي أكل العيش، وبصراحه يعني كنت باخد مرتب كويس اوي عمري ما هاخده هنا.
سأله بابا من تاني.
“وانت ناوي ترجع تاني امتي ؟
“لا لسه قدامى كتير علي ما ارجع يا عمي ، في مهمة صعبة لازم اخلصها قبل ما اقدر اسافر تاني.
رد بابا باستغراب!
“مهمة ايه دي؟
“الجواز ياعمي .
ضحكنا كلنا على كلامه إلا هو مضحكش معرفش ليه واستغربت بصراحة لما شوفته مبيضحكش بس قولت عادي يعني يمكن هو من النوع اللي بيحب يضحك الناس اللي حواليه بس ميضحكش هو عشان النكتة متبوظش في ناس كتير كده..
خلصنا أكل وقومنا قعدنا كلنا في اوضة الجلوس مع بعض. وكنا محضرين عصير وجاتوه اتسلينا بيه واحنا قاعدين.
وفضلوا يتكلموا في حاجات كتير، وانا كنت بحاول اركز معاه عشان افهمه، وبصراحه شوفت إنه شخصية متزنة وعاقل كده ومش بيتكلم اي كلام وخلاص بالعكس فاهم اوي هو بيقول ايه وشكله مثقف كمان وعنده معلومات عامة كتير. ومكنش مغرور ابدا يعني.
حتي مامته شكلها ست طيبة وهادية كده مع نفسها.
الوقت عدى بسرعة ولقيته بيستاذن علشان يمشي.
واخد بعضه واخد امه ومشيوا
كنت مستغربة ومش فاهمة ازاي ييجي ويمشي من غير ما نقعد مع بعض نتكلم عشان نقرب لبعض ونفهم بعض اكتر.
مقدرتش اتكلم ولا ابين اني زعلانة و خدت بعضي ودخلت اوضتي عادي. كنت زعلانة ومتضايقة بصراحه بس مكنش ينفع اتكلم.
بس تاني يوم الصبح لقيت امي بتقولي إن محمود كلم بابا واستاذن منه ييجي يقعد شوية معاكي علشان معرفش يتكلم معاكى امبارح..
بصراحة فرحت لما ماما قالتلى كده ، معرفش فرحت عشان هفهمه ولا فرحت عشان هشوفه تاني ، المهم خدت بعضي من نفسي ومن غير ما ماما تقولي ودخلت اوضتي لبست احلى طقم عندى وحطيت مكياجي وطلعت حلوة اوي .
واستنيت لحد ماييجى ومستنتش كتير بصراحه عشان لو جه. بدري حوالي الساعة اتنين الضهر.
دخل قعد في اوضة الجلوس وانا اخدت عصير كانت ماما مجهزاه ودخلت بيه.
وقعدنا قصاد بعض.
بصلي شوية وهو ساكت وانا كمان كنت ساكتة و حاسة بتوتر معرفش ليه. وهو عشان يكسر الجو دا بدا يتكلم ويسالني.
“تعرفي بقي إن انا المفروض مهندس شاطر بس من اول ما نزلت مصر وانا حاسس إني بقيت خايب اوي.
“ليه بتقول كده علي نفسك؟
“عشان ياستي جاي اخطبك وكل اللي اعرفه عنك هو أسمك بس.
ابتسمت وبصيت في الأرض وسألته .
“انت عايز تعرف ايه طيب وانا هقولك.
“كل حاجة ياريت تعرفيني كل حاجه عن نفسك.
“بص ياسيدي انا اسمى نيرة زي منتا عارف، عندي سبعة وعشرين سنة. كلية حقوق بس قعدت في البيت مشتغلتش بشهادتي عشان بابا رفض وقالي انا سبتك تكملي تعليم عشان مشلش ذنبك لكن معنديش بنات تشتغل بس يا سيدي ادي كل الحكاية.
“بصراحه بابا عنده حق انا كمان مبحبش الست تشتغل وفي حاجة تانية أهم.
“حاجة ايه دي؟
“مبحبش الست اللي بتسال كتير.
مكنتش فاهمة يقصد ايه بموضوع تسأل كتير ده لكن قلت اوافقه وخلاص مش هخسر حاجة.
وقعدنا نتكلم كتير في مواضيع كتير أوي ، وخلصنا كلامنا وهو اخد بعضه ومشي.
في المجمل كنت مبسوطه بيه وبالحاجات اللي بيعملها عشاني، لان في الأيام اللي بعد كده لقيته كويس اوي بصراحه وبيعاملني حلو اوي، ومش بيزعلني خالص، حبيته اوي في الفترة الصغيرة دي، كانت خطوبتنا مش طويلة خالص يادوب شهر وأحد ، وبعدها اتجوزنا، وعشنا في شقة لوحدنا، وكنت مستغربة من الموضوع ده ليه يسيب مامته تعيش في شقة لوحدها واحنا نعيش في شقة لوحدنا حتى إني كلمته في الموضوع ده
لكنه قلي عشان نكون على راحتنا اكتر بدل ما تدايقي وتحسي إنك مش عارفة تاخدي خصوصياتك كويس وكده. وبصراحه اقتنعت بكلامه. وعشت معاه حياة جميلة اوي وسعيدة مقدرش أنكر لكنه كان مستعجل اوى على موضوع الأطفال ده ، كل ما اقوله نستنى شوية حتى نشبع من بعض اكتر ونعيش حياتنا و كده ، يقولي لا ما احنا هنعيش حياتنا متخافيش، وكان بيزن كتير أوي علشان أحمل في أسرع وقت، ولما حكيت لماما قالتلي اعملي اللي جوزك عايزة وادام مش بيزعلك خلاص متزعليهوش. قررت اني اوقف البرشام اللي باخده عشان امنع الحمل وقلت هوقفه من الاسبوع الجاي ده ، وخلاص هسمع كلامه زي ما ماما نصحتني.
وقلت إني هعملها له مفاجأة مش هعرفه دلوقتي خالص.
بس بعدها بيومين على طول حلمت حلم وحش اوى وفظيع بجد يعني.
كنت واقفة في أرض خالية مفيهاش اي حد غيري والهواء كان شديد اوى الجو كان مغيم مفيش مطرة لكن في غيوم شديدة والجو كان مضلم شوية فضلت أصرخ عشان حد يسمعني لكن مفيش فايدة، ومن بعيد لمحت لحد ماشي ناحيتي وكان لابس حاجة سودة كده مغطية من اول راسه من فوق لحد رجليه من تحت ، مكنتش فاهمة ايه اللبس الغريب ده ولا حتى كنت قادرة اشوف ملامح وشه، بس كنت ملاحظة إنه شايل حاجة بين ايديه ، ومقدرتش برضه اتبين ايه الحاجة دي من بعيد، علشان كام لففها بشال اسود هي كمان، وبدأ الشخص ده يقرب مني وانا حاسة بحيرة اقف استني لما أعرف مين ده ولا أجري واهرب منه، بس مقدرتش اجري فضلت واقفة متسمرة في مكاني، وهو بيقرب اكتر ومش قادرة اشوف وشه برضه.
اول ما وصل عندي حسيت أن قلبي مقبوض معرفش ليه، مد ايده ناحيتي بيقدملي الحاجة اللي هو كان شايلها بين ايديه،
اخدتها منه وكانت تقيلة شوية وملمسها طري في نفس الوقت .
مديت ايدي شيلت الشال من عليه ولقيت إنه طفل ، طفل ابيض جميل وعنيه لونهم اسود وشعره بني غامق، بصيت للشخص ده وانا بساله هو مين الطفل ده؟
رد عليا بصوت غريب أوي
“ده ابنى، اللى انتى هتشليه في بطنك
↚
مفهمتش بيخطرف بيقول ايه الجنون ده.
رجعت تاني ابص للطفل.
لقيت وشه بقى غريب هو كمان فجأة بقى اسود اوي وعنيه لونهم بقى احمر لون الدم، و طلع له قرنين صغيرين في نص جبهته بالظبط. حسيت إني شايلة مسخ بين ايديا رميته من ايده وانا برجع لورا وبقول مسخ .. مسخ.. مسخ..
فقت على صوت جوزي وهو بيقولي .
“مالك في إيه ؟ بتصرخي ليه كده؟
“حلم، لا حلم ايه كابوس ، كابوس وحش اوي يامحمود..
“كابوس! طب شوفتي ايه في الكابوس ده؟
“كان في حد بيقدملي طفل صغير وبيقولى ده ابني اللي هتشليه في رحمك ، وفجاة الطفل بقي شكله يخوف أوي. كنت هموت من الرعب يامحمود بجد الحمد لله إنه مجرد حلم مش حقيقة.
لقيته بيبتسم وهو بيقولي بفرحة كبيرة..
“مبروك يا نيرة انتي كده حامل في ابننا.
استغربت اوى من الكلام الغريب اللي بيقوله ده.
“حامل ازاي بس وانا اصلا لسه ما وقفتش الحبوب اللي باخدها عشان منع الحمل ؟
“عادي ياحبيبتي بتحصل الحبوب دي من ناجحة بنسبة مية في المية يعني أكيد بيحصل استثناء مرة ولا مرتين كده واحنا حظنا حلو.
قولتله بغضب مقدرتش اخبيه بصراحه.
“انت بتقول اي كلام علي فكرة، انا لا حامل ولا نيلة ولا حتي حاسة باي اعراض من اعراض الحمل دي.
“صدقيني انتي حامل .
“مش عارفة انت جايب الثقة دى كلها منين ، ولكن يا سيدي عشان نتاكد هروح بكره للدكتور.
انتفض من مكانه وهو بيقول.
“لا دكتور ايه بس ، بلاش دكاترة دلوقتي خليكي شوية كده ونبقى نشوف دكتور عشان انا بصراحه مبرتحش للدكاترة بتاعت الايام دي تحسيهم ميعرفوش حاجة كده و بيفتوا وخلاص..
كنت مستغربة من رد فعله ده، وكنت فاكرة إن هو اللي هيطلب مني نروح لدكتور عشان نطمن.
بس الاغرب كمان لما لقيته بيقولي متعرفيش اي حد دلوقتي انك حامل حتى مامتك نفسها وانا كمان مش هقول لماما حاجة، عشان الموضوع يتم علي الخير ، وقال أنه بيخاف من الحسد والحاجات دي.
علي الرغم اني مش فاهمة حاجة ولا مقتنعة باي حاجه بيقولها لكني محبتش ازعله ووافقته على اللي هو عايزه.
بس بدات احس بتعب شديد أوي جسمي علي طول مكسر خسيت بشكل مبالغ فيه ، كنت بشوف علي طول إن الست اللي بتكون حامل وزنها بيزيد اوي، لكني كان بيحصل العكس معايا كنت بخس بطريقة مرعبة.
بحس إن الجنين بيمتص كل طاقتي وحتى صحتي مبقتش زي الاول وكل يوم في النازل ، وكنت كل ما اطلب من محمود إني أروح أشوف دكتور يرفض ويتحجج بأي كلام وخلاص.
لحد ما في يوم هو مامته تعبت شوية واتصلت بيه عشان يروح لها يوديها للدكتور.
استغليت الفرصة ورحت انا كمان عشان اطمن علي نفسي وعلي اللي في بطني، اتصلت بالدكتور وحجزت قبل ما اروح علشان متاخرش ، لبست هدومي وخرجت وكانت دي المرة الأولى التي أخرج فيها من البيت من اكتر من شهرين من أول ما حملت، لأن محمود كان مانعني من الخروج خالص خوفاً على الطفل.
ركبت تاكسي وروحت للدكتور ودخلت على طول لاني كنت حاجزة.
اول ما دخلت للدكتور حكيتله كل اللي بيحصل معايا وهو بدا يكشف عليا وعمل شوية تحاليل وكده . ولقيته بيقولي بصراحه مش شايف اي سبب عضوي للتعب اللي عندك ده انتي سليمة وزي الفل والمفروض تكون صحتك تمام يعني الضغط عندك مظبوط والقلب حالته كويسة وكله تمام يعني ممكن يكون التعب اللي عندك ده حالة نفسية أو حاجة زي كده.
استغرب اوى لكلامه. وسألته
“طيب والجنين حالته كويسة يادكتور ولا ايه انت مقولتش حاجة عليه.
“جنين ايه ده مفيش جنين ولا حاجة يامدام.
برقت اوي وحست إن عنيا هتخرج برا وشي وصدري بدا يعلى وينزل من كتر التوتر ومبقتش قادرة اخد نفسي.
“انت بتقول ايه يا دكتور! مش حامل إزاي دنا حاسه بكل اعراض الحمل اقولك حاجه انا بحس بالطفل وهو بيضرب في بطني اوقات كتير اوي ازاي تقول إني مش حامل.
“طيب اهدي بس بلاش الانفعال اللي انتي فيه ده مش كويس علشانك. انتي من متى وانتي حاسة انك حامل؟
“يعني حوالي شهرين.
بدأ يضحك بهستيرية .
“بتضحك علي ايه فهمني؟
“ياستي هو في حاجة اسمها جنين بيخبط في بطن امه وهو عنده شهرين ده مبيكونش لسه كون أي ملامح خالص يادوب حتة لحمة كبيرة شوية..
“والله بحس بيه بيتحرك في بطني وانا عارفه ومتاكده اني حامل انا مش عبيطة ولا مجنونة.
“طيب اهدي اهدي، احنا نعمل سونار وده هياكدلنا وهوريكي الصورة بنفسك.
“تمام يا دكتور اتفضل اعمل اللي تعمله المهم نتاكد.
نمت على الشيزلونج الطبي ده. وهو جهز الجهاز وحط جل على بطني وبدا يمشي حاجة كده شبه الميكروفون بس مربعة على بطني. وعمال يحرك ايده يمن وشمال ويطلع وينزل وهو بيبص على الشاشة وعلى وشه عمالة تترسم علمات اندهاش واستغراب وبطلع اصوات من بوقه كأن في حاجة غريبة هو مش فاهمها.
“خير يادكتور شكلك متوتر ليه كده ؟طمني أرجوك..
“بصراحه مش عارفه اقولك ايه يامدام لكن اللي قدامي ده حاجه عجيبة اول مرة تعدي عليا .
“هو ايه ده اللي انت شايفه بالظبط فهمنى متسبنيش كده.
“للاسف انا مش شايف اي حاجه وده اللي هيجنني.
“معني كده إن أنا مش حامل صح.
“المفروض.
“المفروض يعني ايه ماتوضح كلامك؟؟
“بصي انتي المفروض مش حامل ومفيش اي حاجه ظاهرة قدامي تقول أنك حامل. لكن في نبض تاني غيرك نبضك أنت مسمع عندي هنا في الجهاز ودي حالة عجيبة وغريبة اول مرة اشوفها.
“يعني انا بقلبين ولا ايه يادكتور انت عمال تقول كلام غريب ليه كده من بدري.
“والله مش كلامي انا اللي غريب دي حالتك هي اللي غريبة ومش قادرة احدد فيكي ايه بالظبط.
أنا آسف مش هقدر اساعدك ممكن تشوفي دكتور تاني..
خرجت من عند الدكتور وانا الدنيا بتلف بيا ومش شايفة قدامي ، هو ايه ده اللي بيحصل معايا انا حامل ولا مش حامل؟ وايه قصة النبضين اللي عندي دي؟ وايه قصة محمود معايا يعني هو كان عارف إن الدكتور هيقولي كلام غريب كده ، وعشان كده كان رافض اني اروح لدكتور من البداية ولا ايه؟
انا مش فاهمة حاجة بجد هتجنن..
بس تقريبا حل الالغاز دي عند محمود دلوقتي.
قررت أني أحاول أفهم منه اللي بيحصل بس من غير ما اجبهاله بشكل مباشر.
روحت بيتي وحضرت الاكل واتعاملت عادي جداً وكأن مفيش حاجه. وبدأت اخد بالي من محمود وتصرفاته اللي اكتشفت إنها تصرفات غريبة اوي ومش مفهومة. يعني مثلاً كل يوم بالليل متاخر حوالي الساعة اتنين بيتحرك من جنبي بهدوء ويخرج للصالة ولما بقرب من الباب وبحاول أسمع بيعمل ايه بسمع اصوات ناس بتتكلم معاه بلغة غريبة مش مفهومة بالنسبالي. استغربت اوي مين الناس دي وايه اللي يجيبهم عندنا متاخر اوي كده وليه محمود بيجتمع بيهم في الوقت المتأخر ده ومن ورايا؟
في يوم قررت إني احاول اخرج وراه بهدوء يمكن اقدر اشوفهم او حتي افهم اي حاجه من اللي بيقولوه. وفعلاً كالعادة اول ما الساعة جت اتنين حسيت بمحمود بيتحرك من جنبي بهدوء عشان ميصحنيش. ميعرفش ان نومي خفيف واقل حركة تصحيني.
خرج للصالة وبعدها سمعت صوت الباب بيتفتح. واصوات كتير بتتكلم بنفس اللغة الغريبة اللي مش قادرة احدد هي لغة ايه اصلاً. علي طراطيف صوابعي مشيت بهدوء عشان ميحسش بيا.
وفتحت الباب بهدوء خالص، ومديت وشي لقدام شوية. وشفت حاجة غريبة أوي
↚
في ناس سود اوي قاعدين مع محمود برأ تقريباً أفارقة عشان كده مكنتش بفهم هما بيقولوا ايه.
كانوا اربع رجالة كلهم نفس اللون ونفس العمر تقريباً بس اطوالهم هي اللي مختلفة.
فضلوا يتكلموا شوية وبعدها لقيت محمود قام من مكانه.
وخرج قلم حبر كبير من جيبه وبدأ يرسم على الأرض شكل نجمة خماسية كبيرة اوي ،
وطفى النور وبدأ كل واحد فيهم يقف في قلب زاوية من زاوية النجمة دي وكانوا خمسة كلهم بمحمود. ومسكوا إيدين بعض و بدأوا يقولوا كلام غريب مش مفهوم . والغربية إنهم بيتكلموا بحماس كبير اوي وكأنهم بينادوا على حد. فضلوا علي الحال ده اكتر من ساعة وبعدين فشكلوا الدايرة بتاعتهم واخدوا بعضهم ومشيوا ومحمود مسح النجمة ورجع كل حاجه مكانها عشان لما اصحى احس ان في اي حاجه غريبة كانت بتحصل هنا، دخلت انا كمان بسرعة وعملت نفسى نايمه.
بطني كانت بتكبر بشكل غير في الأيام اللي بعد كده، كنت مش فاهمه حاجه ازاي احس بكل اعراض الحمل بالشكل ده، وبطني تكبر بالسرعة دي في وقت قليل اوي. وفي نفس الوقت مفيش اي حاجة باينة في التحاليل ، وكل ما اروح لدكتور يقولي مفيش اي حمل خالص. صحتي بقت كل يوم في النازل لحد ما بقيت شبه الهيكل العظمي.
والكوابيس كل يوم بتزيد وكلها ليها علاقة بالاطفال ودايما بيكون شكلهم بشع ومرعب.
حتى نومي بقي غريب أوي.
بقيت بنام فترات كبيرة أوي معرفش إزاي ، كل يوم بالليل بعد ما نتعشى محمود بيعملي العصير وبشربه وانام محسش بنفسي غير تاني يوم الصبح.
بصراحه شكيت في الموضوع ده ، لاني لما كنت برفض اشربه كان بيلح عليا بشكل غريب أوي ومش مفهوم. وكان بيقعد يقنعني إن جسمي محتاج سوائل كتير الايام دي عشان الجنين.
عشان كده في يوم قررت إني مشربش العصير ده ،واشوف هل هنام كالعادة ولا هصي عادي.
جهزت الاكل في اليوم ده واكلنا وكله تمام. ودخل محمود المطبخ حضر العصير وجابه وادهولي. طلبت منه يجيب لي مخدة صغيرة اسند بيها ضهري من اوضة النوم. ولما دخل الاوضة دخلت بسرعة دلقت العصير في الحوض بتاع المطبخ ورجعت قعدت مكاني تاني. وهو أول ما خرج اول حاجه بص عليها، هي كوباية العصير الفاضية.
فردت ضهري علي الكنبة وقعدنا نتكلم شوية. وعشان ميشكش عملت نفسي روحت في النوم. وهو شالني ودخلني على السرير.
كنت بحاول منمش وأفضل صاحية عشان أعرف إذا كان في حاجة بتحصل لما بنام ولا لا. بس نمت للأسف من كتر التعب. وصحيت لما حسيت بحركة غريبة بتحصل في الاوضة.
فتحت عيني بهدوء كان النور كله مطفي وفي شموع كتير مولعة في كل ركن في الاوضة و حوالين السرير.
ونفس الربعة الأفارقة اللي شوفتهم قبل كده، لقيتهم موجودين عندي في الاوضة.
إزاي يسمح لنفسه إنه يسيب ناس غرب يشوفوا مراته وهي نايمة؟ ازاي معندوش اي نخوة ولا رجولة خالص كده؟ مكنتش مصدقة ان في راجل في الدنيا ممكن يعمل حاجه زي كده!!
بعد شوية لقيت محمود دخل الاوضة ومعاه اقنعة شكلها غريب اوي ، وسلم كل واحد فيهم قناع.
وكلهم لبسوا الاقنعة بالترتيب .
كانت اقنعة شكلها مرعب اوي.
بتداري نص الوش من فوق ومثبت فيها قرنين كبار ومن تحت سايبين البوق هو اللي باين.
بداوة يلتفوا حوالين السرير وانا اغمض عنيا شوية وافتحها شوية عشان ميخدوش بالهم إني صاحية . كنت عايزة اصرخ باعلي صوت عندي واقول الحقوني. لكن خوفت ولازم أخاف ناس مجانين زي دول ممكن يعملوا في حاجة ومش ممكن ده أكيد. علشان كده عملت نفسي متخدرة ومش حاسة بحاجة.
كان في اتنين جنب السرير من ناحية اليمين واتنين من ناحية الشمال ومحمود واقف عند رجلي.
وبداو يقولوا كلام غريب بلغتهم اللي مش بفهمها.
ومحمود اتحرك ناحيتي وبدا يشيل البطانية من عليا. ويعري بطني اللي كانت مرتفعة اوي قدامي كأنها هرم ولا حاجة.
وفجأة لقيته بيخرج سكين من هدومه . قلت خلاص اكيد هيقتلني. لكنه عمل حاجة غريبة أوي ، عور نفسه في دراعه وبدا ياخد من الدم ده ويرسم بيه نجمة كبيرة على بطني. وفوق النجمة حط قرنين معقوفين لورا.
الغريبة إني كنت بحس بالنجمة دي كل ما يقولوا الكلام بتاعهم تبدا تسخن وتوجعني.
كنت شايفة اشكالهم دي في الضلمة وبدعي ربنا إنى أموت عشان اخلص من الرعب اللي انا فيه ده. انا في موقف مفتكرش إن في حد في الدنيا ممكن يتحمله. انا اللي عايشة عمري كله في حالي ومع نفسي. فجاة اتحط في قلب الجحيم ده.
استمر الوضع لحوالي ساعة تقريباً. وبعدها بدأوا يخلعوا الاقنعة دي. ومحمود قرب مني ومسح الدم اللي علي بطني.
ورجع هدومي زي ما كانت وشد البطانية علي جسمي .
وبدأ يشيل الشموع ويرجع كل حاجه زي ما كانت بالظبط..
وخرج هو واللي معاه.
مقدرتش امنع دموعي من إنها تنزل عشان نفسي اللي صعبت عليا أوي. كنت فاكرة إني هعيش في الجنة لقيت نفسي في الجحيم . ومش عارفه اتصرف ازاى او اعمل ايه. حتى خايفة اتكلم واقول لحد اللي بيحصل معايا ميصدقش. وهيصدق ازاي اذا كنت انا مش قادرة اصدق لحد دلوقتي. ازاي محمود جوزي الراجل المتعلم المحترم يطلع بتاع سحر و شياطين وأعمال.
والمشكلة الأكبر إني مش فاهمة هو بيعمل كل ده ليه .
مفيش قدامي حل غير إني اصبر لما اشوف اخرة اللي بيحصل معايا ده ايه ولا هينتهي أمتى.
وتاني يوم لما صحيت من النوم اتعاملت عادي اوي كأني مشوفتش اي حاجه من اللي حصلت امبارح.
صحيت لقيته محضر الفطار. اللي يشوفه دلوقتي وهو محضر الفطار عشان خايف علي تعبي يقول عليه ملاك، سبحان الله ازاي بني آدم يبقى ملاك الصبح وبالليل يتحول لشيطان بالشكل ده
↚
سبحان الله ازاي بني آدم يبقى ملاك الصبح وبالليل يتحول لشيطان بالشكل ده.
قعدت معاه علي السفرة ومكنتش قادرة اكل الاكل اللي هو عامله بس كنت بغصب علي نفسي.
ولما لقيته رابط ايده مكان الجرح بتاع امبارح. عملت نفسي مخضوضة وسألته ايه ده ؟ ايه اللي خلاك تربط ايدك كده انت متعور ولا ايه؟
“اه حاجة بسيطة كده وانا بقطع السلطة الصبح . متقلقيش.. متقلقيش.
فضلت علي الحال ده شوية وانا كل يوم مبشربش العصير وبشوفهم بيعملوا الطقوس الغربية اللي بيعملوها دي كل يوم بالليل. وبالنهار يرجع محمود يعاملني احسن معاملة ويهتم بيا بشكل غريب..
بدعي ربنا ليل نهار إنه يخلصني من اللي انا فيه ده.
بقيت شبه الهيكل العظمي من كتر التعب . وبطني بقت كبيرة اوي وشكلها مقرف ومقزز.
بيتهيالي إن انا هكون اول أم تكره ابنها في الدنيا.
فعلاً يكرهه من كل قلبي. لان هو الحاجة الوحيدة اللي ربطاني بالقرف اللي انا فيه ده.
لو هو مش موجود كان زماني هربت من زمان.
لكن ههرب ازاي وانا مبقدرش اقوم من مكاني غير بمساعدة.
مبقدرش ادخل الحمام غير بمساعدة. انا حاسه اني انتهيت خلاص.
في يوم لقيت محمود فرحان اوي ، فرحة غريبة ومبالغ فيها. ولما سألته مالك فرحان كده ليه خير؟
رد عليا رد غريب.
“النهارده اليوم الموعود. اليوم المنتظر النهارده هنجني ثمار تعبنا الايام اللي فاتت دي كلها.
“اشمعنا يعني إيه اللي هيحصل النهارده؟
“النهارده هتولدي يانيرة.
استغربت اوي من اللي بيقوله ده ، اولد ازاي وانا لسه في الشهر الخامس ، ايه التخاريف اللي بيقولها دي!! مرضتش اقول الكلام ده بصوت عالي. لاني عارفه إنه مجنون . بس قولتله.
” طيب هنروح للدكتور دلوقتى ولا شوية كده؟
“لا دكتور ايه. انتي مش هتولدي على ايد دكتور ، مفيش دكتور هيعرف يولدك، في ناس تانية هي اللي هتعمل العملية دي.
“ناس مين دول يا محمود انت بتقول ايه؟
“للاسف مش هقدر افهمك عشان مش هتفهمي لكن عايزك تثقي فيا.
اثق فيك ! ده انت اخر بني آدم في الدنيا ممكن اثق فيه.
قولتها بيني وبين نفسي ودخلت اوضتي عشان ارتاح لان التعب كان بيزيد أوي ، وحاسة إن بطني هتتفرتك من الألم والخبط اللي بيحصل جواها.
الليل جه بسرعة أوي. ولقيت محمود بيقدم لي العصر كالعادة.
لا مستحيل اشرب العصير النهارده. ده اليوم الوحيد اللي لازم اكون فايقة فيه عشان أعرف المجانين دول ناويين علي ايه ليا. اتصرفت و دلقت العصير من غير ما يحس بيا. وبعدها عملت نفسي نمت..
★ ★ ★
خرجت من باب الشقة وانا بتسند علي الحيط وحاسة إن روحي بتطلع مني. اتسندت على الدرابزين بتاع السلم عشان اقدر انزل. ومعرفش ازاي نزلت ولا حتى اعرف ازاي قدرت اوصل للمستشفى. وأول ما وصلت للمستشفي اترميت على الأرض و محستش بنفسي غير والممرضة بتقولي. ياه اخيراً فوقتي قلقيتنا عليكي يا مدام.
“هو انا فين؟
“انتي في المستشفى ، الحمد لله لحقنا كي دانتي كنتي هتموتي لولا إنك وصلتي المستشفى في الوقت المناسب. هو ايه اللي حصلك بالظبط.
قبل ما تكمل كلامها لقيت ظابط بيدخل من الباب وهو بيقول.
ايوة ياريت تعرفينا ايه اللي حصلك بالظبط ؟
قولتله إن جوزي حاول يقتلني والحمد لله قدرت أهرب في آخر لحظة.
الضابط سمع مني. وبلغ القسم وفعلاً قبضوا علي محمود وكان بيحاول يهرب.
الغريبة إنه منكرش إنه كان عايز يقتلني. واعترف إنه فعلاً حاول يقتلني ولكنه مكنش في وعيه وكان تحت تأثير المخدرات. طبعاً أنا مش مصدقة الكلام ده ولا عمري هصدق .
هو أعترف عشان يهرب من الجريمة الأصلية وهي ابشع جريمة ممكن إنسان يرتكبها.
رجعت بذاكرتي شوية وانا بفتكر اللي حصل في الليلة المشؤومة اياها.
★ ★ ★
بعد ما محمود حس إني خلاص نمت , بدأ يحضر لنفس الطقوس اللي بيعملها كل يوم. وجهز الأقنعة. والأفارقة كانوا موجودين طبعاً.
والتفوا حواليا ، وهما بيرددوا كلامهم المعتاد . لكن المرادي محمود كان وقف عندي رجلي مش عند راسي زي ما هو متعود. وموقف رجليا الاتنين على شكل هرم راسي وباعدهم عن بعض. نفس الوضع اللي أي ست بتروح عند دكتور عشان تولد .
محمود بدا يتكلم ويوجه لي الكلام.
“أنا عارف انك صاحيه يا نيرة. انا كنت بخدرك عشان متحسيش بحاجة لكن فضولك ده هو اللي هيضيعك. انتي دلوقتي هتحسى بالم عمرك ما حسيتي بيه قبل كده. بس متخافيش الألم هيزول لما يحصل المراد ويتولد سيد القوم والأمير الموعود . ابن الأمير” الأعور” سيد الجن وقريباً سيد الإنس.
أنتي ليكي الشرف العظيم انك هتنجبي الأمير الموعود.
مكنتش قادرة اتكلم ولا ارد علي الجنان اللي بسمعه ده.
وخصوصاً لما الألم بدا يزيد اكتر بطني بتتقطع من جوه. وحرارة جسمي بقت عاليا أوي دماغي هتنفجر من السخونة.
الأصوات عمالة بتعلي اوي.
وحاسة بحاجة بتخرج من جوايا حاجة حرارتها عالية اوي مش قادرة اتحملها. كنت كل ما اصرخ حد فيهم يحط ايده علي بوقي عشان محدش من الجيران يسمع.
ومحمود وشه مليان سعادة وهو شايف الحاجة الغريبة اللي بتخرج من جوايا دي قدامه.
مد ايده عشان يساعدها على الخروج ولما خرجت شوفت تعابير وشه بتتغير من الفرح للحزن واليأس، لمحتها وهي على ايده كانت حاجة سودة اوي كده مش باينلها ملامح ولكن كان في شكل قرنين صغيرين هما اللي واضحين شوية فيها.
لقيت محمود قعد على الارض وهو عمال بيصرخ ويبكي ويقول .
” مش معقول كده التجربة مش راضية تنجح ليه عملناها في مناطق كتير وبرضه فشلت. ليه الأمير مش راضي يظهر لحد دلوقتي وكل مرة بيموت قبل ما يخرج للحياة.
نفسي اعرف الغلط فين بس.
كلهم انهاروا زيه بالظبط.
وخرجوا من الاوضة وقعدوا في الصالة وهما عمالين يندبوا حظهم وكان باين عليهم الحزن الشديد. انتهزت الفرصة ورغم إني حاسة بتعب شديد إلا أني عارفة لو مهربتش دلوقتي عمري ما ههرب . خصوصاً إني خلاص كشفت سرهم وحياتي هيبقي فيها خطر عليهم كلهم.
اتسحب وانا بتسند بشويش لحد ما خرجت من باب الشقة من غير ما يحسوا بيا . لانهم كانوا بدوا يتخانقوا مع بعض فهمت إن كل واحد فيهم بيرمي اللون علي التاني .
قدرت اخرج من باب الشقة من غير ما يلاحظوا..
*تمت*
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇
