رواية الثري غريب الاطوار للكاتبة سنيوريتا هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية الثري غريب الاطوار، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية الثري غريب الاطوار من الفصل الاول للاخير بقلم سنيوريتا
كانت فرصة لا تعوض عندما اخبارها احد كبار البلده أن هناك ثري معجب بها ويريد الزواج منها لقد رأها صدفه في حفل زفاف احد ابنائه والذي اقبل عليه أهل القريه جميعا وكذلك رجال الأعمال وبعض رجال الدوله المهمين كانت السعادة لا تسع والدتها ووالدها لدرجه انستهم السؤال عن التفاصيل لكن (نواره) الذكيه لم يفوتها أن تسأل النائب بكل جرأه كما اعتادت فـ لم يستطع الفقر النيل من كبريائها ولا شموخها :
_اشمعنا انا اللي اختارني دون عن بنات القريه كلهم وبعدين سايب بنات بلده علي اشكالهم والوانهم وجاي يخطب ويتجوز من هنا
بدي النائب مستعدا للاقناعها بكل السبل فهذا الثري رضاه اهم لديه من كل شئ حتي من وظيفته فعلاقته مترابطه الي حد كبير قال (شميس ) متلاعبا :
_الراجل عايز بنت خام مش زي بنات بره اللي بيشوفهم في المدينه هو عايز واحده معدنها طيب، كيفو كدا وانتي عاجبتيه حظك احمدى ربنا ,دا معاه فلوس تشتري القريه باللي فيها احمدي ربنا علي نصيبك
هتفت والدتها متهلله :
_ الف حمد وشكر ليك يارب
لوت "نواره" فاها من ذا الذي يرفض عرض مثل ذلك من ذا الذي يرفض ان يخرج خارج هذه القريه بكل مساوئها عوضا من أن يتعفن تحت وحل المرض والجهل والفقر
استرسل "شميس" كي يغريهم اكثر بالعرض :
_الراجل قال انه شاري وهيبني لاخواتك واهلك بيت ما حصلش في المنطقه كلها وهيصرف عليهم ويلبي كل طلباتهم هتبقي مجابه وهيعالج ابوكي ويسفروا بره يعمله عمليه تغير كلي عشان الفشل الكلوي اللي عنده
تهللت اساريرها عندما ذكر احتمال شفاء والدها وتشدقت غير مصدقه :
بجد يعني ابويا هيخف_
لوي "شميس" عنقه في نفي :
_ لااااااا دا متوقف عليكي هتوافقي ولا لأ
هنا خرج صوت والدها يحمل في طياته الرجاء وعلق عينه علي ابنته وهو يقول :
_ معقول بنتي حبيبتي يبقي في ايدها داوايا وتتاخر
لم يكن اناني لكن الوجع كان غير محتمل والانتظار علي عتبه المستشفيات لنيل جلسه من جلسات الغسيل كانت اشبه بالتعذيب خصوصا ان انتشار الأوبئة كان كبير في تلك المنطقه تحديدا والمرضى كانوا لا يحصون
ابتسمت له "نواره" بلطف بالفعل لن تبخل عليه خصوصا ان هذا كان مصيرها الحتمي بما انها انتهت من فترتها التعليميه في الثانويه الصناعيه من مده وبدات في التقاعد ولا يوجد أي منفذ للفتيات في القريه بل الجميع يتزوج ليفتح حياه جديده وما أفضل من هذا العرض ان كان هينقذ عائلتها ويشفي والدها من براثن المرض واسرتها من الفقر
واين ستذهب فهى فى النهايه ستتزوج تلك هى سنة الحياه
هدرت دون تردد :
_ طبعا يا ابويا، انا موافقه
علا صوت تحريك لسان والدتها بال(الزرغوطه) فرحا بموافقه ابنتها لكن (شميس) كان له حديث آخر :
_طالما وافقتي يبقي تعرفي كويس ان الراجل دا مهم ومهم جوي عندي يعني لو في مره ضايقتيه مش هيجي يشتكي لابوكي هيجي يشتكيلي انا وانا مش عايز من ناحيتك مشاكل وبالصريحه كدا هتضايجيه هضايج اهلك انا ليا مصالح كتير وياه ومش عايز الجوازه دي تأثر عليها بل بالعكس تزودها
ابتلعت "نواره" ريقها لقد بدأ حديثه فى توتيرها ويحبط عزيمتها لم تملك اجابه مناسبه لهذا ولكن اسعفتها والدتها بالقول بمرح :
_ما تجلجش من نواره دي فرفوشه وتتحب وبعدين مش انت بنفسك جولت انه شافها وعجبته يبقي اكيد مش هيزعلها
هتف "شميس" وهو ينهض علي قدماه :
_عموما انا جولت هي بجي تبجي ذكيه وتطير عجله من راسه تبقى طاقة القدر اتفتحتلها
يا تبقى غبيه وتجيب لفسها وجع الرأس
لوح فى تحذير :
_ اياكى تنطحيه كل كلمه بكلمتها زى ما عملتى دلوقت كل حاجه تجوالى حاضر ونعم
كانت تستمع لكل حرفا يهدره بتمعن والقلق يساورها هل ستذهب اليه خادمه ام زوجه مصون
نهض "شميس "من جلسته والقى اخيرا :
الفرح هيكون علي طول وهو مجهز كل حاجه_
هنا خرج صوت "نواره" مبحوحا وهي تسأله بتحير :
طيب مش هشوفه_
اجابها بسخط بالغ وهو يشير اسفل قدمه :
_انتي عايزه الباشا "يامن" يجي هنا في المكان دا انتى اتجننتى بقولك راجل مهم ,انتي هتروحيله في قصره وساعتها هتعرفي هو يبقى مين
كادت ان تنفجر بوجه وتهدر بحماقه قد تضيعها كل شيء :
_وطالما مش عاجبه هنا بياخد من هنا ليه
لكنها استبدلت عباراتها باخري مهذبه وحنكه تعلمتها من الحياه :
_ يجي يدخل البيت من بابه ياإما......
لمعت عين "شميس"من عنادها وهدرمقاطعا وهو ينفض عباوه مستعدا للمغادره :
_يا إما ايه... انتي هتأمرى عند هو انتي كنتي تحلمي بالامله دي
انطلق نحو الباب وهو يلقي بجمله اخيره لكن لوالدها :
_عقل بــتــك يا عب عظيم
&&&&&&&&&&&&صفحة بقلم سنيوريتا &&&&&&&&&&&&&
رحل شميس واخذ كل مشاعرها لا تعرف تفرح ام تحزن ستصبح بين ليله وضحها
زوجه رجل مهم التف حولها والدها والدتها يحادوثنها بقلق ان تفعل ابنتهم شيئا متهورا يخسرهم هذا العرض الثمين
هدر والدها ملوحا بيده ليهدئها قائلا :
_ اعقلى يا نواره انتى كدا كدا كنتى هتجوزى والجوازه دى ما كنتيش تحلمى بيها
بيه ومركز وعيشته مرتاحه
استكملت والدتها وهى تحاوط كتفها بود :
_ انتى كدا كدا كبرتى وبقيتى عروسه كنتى هتجوزى مين يا حسره دى البلد كلتها
ما فيهاش حد عليه القيمه
ضغطت على رأسها بطرف اصباعها لعلها تخرج عنادها من رأسها واردفت :
_ ما تنشفيش رأسك شوفى مصلحتك وقعه حلوه
وبنفسها صاحت مستنكره:
_ أهى دى بقى بالذات ما يتقالش عليها واقعه دى واقــعــه واقــفــه
تحركت نواره من بينهم عرض مغرى قلب حياتها الامنه لكنها تخشى المجهول طالما
استخدمت عقلها فى كل القرارات لكن هذه المره تنحى عقلها ليشاهدها ماذا ستفعل
زفرت انفاسها وهى تغلق باب غرفتها ورائها أسندت ظهرها الى الباب وقد شعرت
بالتحير صحيح انه عرض لا يرفض لكن هناك شئ غامض يقلقها ويفقدها الحماس
خطت نحو المرآه تحدق في نفسها وكأنها لأول مره تراها لأول مره تشعر انها مرغوبه
من احد ولأول مره تشعر بإ نوثتها المخبأه داخل ذلك الجلباب الواسع لملمته بيدها
علي وسطها ليحدد جسدها كانت تري نفسها نحيله لكنها لم تكن تعلم ان هذا القوام المثالي
تأففت بضيق وهي تتذمر بـ :
_لازم اتخان شويه
رفعت يدها الي بشرتها الخمريه والتي تشبه الطمي النيلي الفريد كانت عينها متسعه كعين الغزال حالكة السواد تحاوطها اهدابها الطويله التي تصل الي حاجبها دون اي تدخل خارجي واستقر علي وجنتيها غمازتان تخطف الالباب
وضفيرتات طويلاتان يصلا الي اخر ظهرها كالليل في ظلامه فى ليله حالكه دون قمر
وصل عمرها هذا العام ٢١ عام بما يكفي لنضج أنوثتها وأوج فتنتها لكن برغم كل ما تمتلكه من جمال طبيعي وبسيط ونادر في نفس الوقت كانت تجهل هذا ولا تعطيه قيمه ذلك لحصر العالم الجمال في عيون بالالوان وشعر اشقروبشرة بيضاء
هتفت بشئ من التوهان تطرح سؤلا اعتصرعقلها حتى تلفظته بـ :
_ هو ايه اللي عجبه فيا؟
فهذه الخمريه ذات العيون الكحيله لاتعرف مدي سحرهما علي هذا الثري الذي ظهر من العدم ليخطفها الي جنه كانت بعيده المنال ..
↚
(فى قصر يامن )
كان يجلس فى غرفة مكتبه الواسعه يضع ساقا فوق ساق بفخامه لا يستوعبها عقل قميصه الابيض الناصع
ذوالازرار الفضيه يلمع فى الضوء الخافت كالنجم ماسى فى كبد السماء عينه الثاقبه ذات اللون العسلى البراق
تراقب "شميس" بدقه وكأنها اجهزة كاشفه للكذب فمه ذو الشفه الصغيره يطبقه بصمت ذقنه الطليقه ذات الكثافه الغزيره تمنحه مظهرمخيف يمتلك "يامن "
وسامه فريده لا تعرف لها مصدر لكن دوما فى صمته مخيف يرجع ذلك ل ضخامة الجسم يملئ الكرسي الذى يجلس عليه بل كتفه العريض اكبر من محيط الكرسي و رأسه الذرى الذى يكشف كل كذبه بسهوله
بأحدى يديه يمسك كأسا زجاجى شفاف يحوى مشروبا ذا لون أحمر قانى
ويضع يده الاخرى على طرف فمه يتعبث باحد شعيرات لحيته وهو يستمع الى الحوار الذى دار فى منزل عروسه التى اختارها
سعى" شميس" فى اظهار الحماس والفرحه التى عامت فى المكان عندما عرض عليهم الامر وراح
يهدر دون توقف :
_ فرحوا وزرغطوا هو حد يقدر يرفض ساعدة البيه مش قولتلك يا "يامن " باشا ما حدش عاقل يرفض
حد زى جنابك دول حتى قالوا انهم هيجهزوها ويبعتوها معايا
وتوقف "شميس " عند نقطه ليفضل بعدها السكوت ظهر التحفز على وجهه "يامن " ليستمع بالجديد
رمقه بحده حثته على الكلام دون إراده :
بس هي طالبت تروحلها الــ,,,,, _
ابتسم ابتسامه غامضه وقاطعه بخبث وصوته العميق يشق عباب الهواء بنبره مميزه ذات حده ودهاء :
ومــالـه اروح_
تعجب "شميس " من ابتسامته المبهمه وهتف بقلق :
بس يا باشا ااا _
لوح "يامن " بيده كى يسكته حتى يرتشف من مشروبه الخاص بتلذذ بينما صمت "شميش "
منتظرا ان يوضح ما فى نواياه انهى مشروبه وهدر بخبث غير عاديا خبث يوحى ان ذلك الذئب
يطارد فريسه معينه منذوا دهر واخيرا اقنتصها :
_ لــو مــا كــانــتــش طــلـبت كــدا كــنــت فــكــرتك غــلــطــت فــي العــنــوان
صاح "شميس" معترضا صاببا حنقه وتوتره كله على "نواره " :
_يا باشا دي بتعاند
تمتم فى نفسه دون ان يخرج له صوت وعينه الضيقه يفيض منها مرا لانهاية له :
_انا اصـلا عـايزها كـدا
ظل "شميس " مكانه ينتظر اجابه تشفى صدره بعد كل هذ الصمت رأه يتأمل الفراغ
وكأنه يحاكى اروحا غير موجوده وقبل أن يفهم او حتى يستمع اجابته بالقبول او الرفض
أشار اليه للمغادره لوى "شميس " فمه من احراجه لم يستطع حتى ان يسأله
هل سينفذ طلبها ام لا حملته اقدامه وخرج من عنده متخبط التفكير رجلا فى مركزه وقيمته ما الذى يجعله
يتزوج بمثل "نواره " ما الذى يدفعه ان يرضح لطلباته وهو الذى يؤمر يطاع وبطرف بنانه يستطيع جذب
العشرات بل وبنات عائلات وملكات جمال حقيقيون مما يتشاركون تلك المسابقات سؤال "نواره " كان منطقى
عندما سألته لما لم يتزوج من بلدته لكن عجز "شميس " فى فهم ذوق "يامن" المعقد جعله يرد بنفس الاجابه :
_ حظك يا نواره
**********************
ظل "يامن " يكمل جلسته التامليه بهدؤء غريب هدؤء لا ينبع الا من غريب الاطوار
كان ذلك اسما يناسبه تماما,يحب الظلام ويعشق الهدؤء على اتم الاستعداد ان يبقى
جالسا فى مكانه يتأمل الفراغ دون ان يمل أو يشعر بالضجر
"يامن الـزنـد "
اسما كبيرا فى عالم الصناعه صاحب نفوذ قوى ذو صله بالنظام علنا وباطنا ذائع الصيت
داخليا وخارجيا عمره الان يقترب من الاربعين لكن السن ابدا لم يؤثر به هو يعادنه كما يعاند
أى شئ يامر وينهى دون معارضه جسده مازال شابا يافعا رياضى منتظم
شخصيته قويه صارم للغايه لايتهاون مع اي مخطئ الخطأ الاول
معه هو الخطأ الاخير الكثير يخشى الوقوف امامه له رهبه تجعل من امامه
يشعر بأنه أسد شرس جاهز لينقض عليه فى اللحظه التاليه لاتفهمه ابدا كلماته مقتضبه ولا يحب الشرح
ولا يطيل الكلام كل شئ مختصر افهم او لا تفهم هو حالة لا يمكن تكرارها كل شئ عنده يخضع
لمنطقه هو لا يكترث كون من امامه هو متاصل يقف على ارض ثابته كشجره عتيقه تغلغلت جزورها
واتحدت مع التربه يصعب اقتلاعها ورث ثروة كبيره من عائلته واستمر بتنميتها بذكاء وجعل لنفسه
مكانه فى عالم الصناعه داخليا وخارجيا يده تمسكت بالسلطه كحمايه وتوتطت علاقته بالنظام على مر السنوات
برغم غرابته وتصرفاته التى تشبه الاحجيه ثرى ثراء فاحش وغريب الاطوار
,,,,,,,,,,,,,جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ,,,,,,,,,,
بعد عدة ايام وصل "يامن " الى فيلا "شميس " والذى استقبله بحفاوه كبيره منذو وصول سيارته الفخمه
سار ورائه يرحب ويمجد وكأنه الملك الاعظم خرج من موكبه ليزور فيلاته ويبارك ارضها بخطواته
لم يرد "يامن " على أي من ترحابه جمود كبير يسيطر على وجهه خطواته ثابته تعرف وجهتها وصل الى غرفه
الجلوس وجلس بشموخ فى كرسيه يضع ساقا فوق الاخرى وحوله هاله من الفخامه تجعلك تشعر بأن المكان كله ملكه لا يشوب كبريائه شئ سوى الامتعاض الذى ظهر على وجه من هتاف "شميس " المتكرر :
_ يا الف مرحبا يا مليون اهلا وسهلا سعادة الباشا منورنا والله دا شرف كبير لنا
و,,,
حتى نفذ صبر "يامن " وقاطعه بشده :
_خلاص يا شميس "بقالك ساعه بترحب انا جاى نص ساعه مش مستاهله كل دا
ابتلع "شميس " رهبته من صوته الخشن الذى لا يعرف المزاح وهتف وهو يحافظ على ابتسامته اللودوده :
_ يا سعادة الباشا دا شرف كبير لنا انك تزرنا للمره التانيه بعد ما شرفتنا فى فرح ابنى
ورفعت راسنا و,,,
وانزل قدمه عن الاخرى نافضا غضبه بمقاطعه شرسه :
_قولت خـــلاص مــا تعـطـلـنـيـش البنت فين ؟
مخيف هو حقا بصوته الجهورى الامر مما جعل "شميس " يجيبه بسرعه :
_ تحت امرك يا باشا هبعت اجبها تحت رجليك
نهض "يامن " من مكانه ورفع ذقنه للاعلى هادرا بنبره مسيطره :
_ لاء انا اللى هروحلها
انتفض "شميس " من مكانه واتسعت عيناه وهو يسأله بغير استيعاب :
_ بنــفسـك ؟
رمقه "يامن " بحنق مما جعله يتراجع قائلا :
_ اقصد المكان هناك مش قيمتك
تحرك امامه دون الالتفات برأسه ومن يستطع معارضته وهو من يؤمر يطاع
ظل "شميس "فى مكانه لثوانى حتى يستوعب أن سيده أتى بقدماه ليلبى طلب
تلك الفتاه التى اختارها كزوجه هتف فى شرود :
_ ايه دا انتى طلعت امك واصله يا نواره
انتبه الى صوته الجهور الذى يدعوه بحده :
_ شــمــيــس
انتفض من مكانه واسرع ليلحق به فى خطوات متعجله رأه وهو يضع نظارته الشمسيه على عينه ويركب سيارته فتوجه هو الاخر الى سيارته يشغل محركاتها فى عجل حاول جاهدا ان يسرع حتى لا يجعله ينتظر ادار المحركات ثم تقدم الى محاذات سيارته ووقف امامه ليهتف بابتسامه متكلفه :
_ تسمحلى بس اسبقك يا سعادة الباشا عشان السواق بتاع حضرتك ما يعرفش الطريق
ثبت "يامن " نظره الحارق عليه والذى استشعر فيه غضب رغم نظارته التى تخفى عينيه وعندما استمر صمته
انطلق "شميس " متوجسا من غضبه الذى اوشك على الانفجار
وعلى بعد كبير وسط الاراضى الزراعيه وصخب الاطفال فرحا بتلك السيارات اللامعه
التى لا تتحرك فى هذه المنطقه ابدا فقد كان شميس يعيش مرفها بعيد عن مشكلات القريه
مع انه نائبهم لكنه ابد لم يتحرك وسطهم تقدمت سيارة " شميس" وتبعها السائق لسياره "يامن" حتى توقف اخيرا عند منزل بسيط من الطوب الاحمر ذا باب خشبى قديم مكان نائئ لازرع فيه ولاماء نزل "يامن"
من سيارته يتطلع الى المكان بتعبير مبهمه بدلته البيضاء جذبت انتباه كل نساء الحى تاملونه بنهم ودهشه فى أن واحد غير مدركين سبب وجود هذا النجم السنيمائئ فى منطقتهم الا ان وجود شميس هو الاخر اثار فضولهم وتخوفهم ’ اشار بطرف بنانه ل "شميس "الذى كان فى طريقه اليه تعجل فى خطواته لينفذ امرا اشار اليه
"يامن " بطرف بنانه وهو قرع الباب حرك رأسه بالايجاب ونقر بقوه حتى يسرعو فى تلبيه الامر دون الحاجه للانتظار ,,,,
فتحت والدتها الباب وفور رؤيتها اياه عقدت حاجبيها وهى تنظر اليه بدهشه دون
حتى تخمين تدخل "شميس " على الفور صارخا :
_ يا ست انتى دا الباشا عريس بتك نواره
تهللت اساريرر المرأه فورا وتحرك لسانها راقصا داخل فمها دون اراده بصوت فرح دفعها "شميس"
وهو يهدر بقسوه :
_ وسعى للباشا يا ست
تحولت قسوته فور لسعاده وهو يستأنف حديثه موجها ايا الى "يامن " :
_ اتفضل يا باشا اهلا وسهلا
تنحت الى الجانب واشتركت معه بالترحيب وهى تزيح كل شئ فى طريقها وكأن كل شئ
لا يليق به سعادتها لا تسعها وهى ترى الهيبه واثراء فى هيئته ادخلته غرفة مخصصه للاستضافه
استقر "يامن " اخيرا على احدى الكراسي ونظرات والده تواره مبهوره بطالته الأسره وهى تهتف مرحبه :
_ يا الف اهلا وسهلا يا تلتوميت مرحبا
دخل "عبد العظيم " والذى لم يحتاج من البديهه لمعرفة شخصه رغم انه اتى بغته سلم بحفاوه :
_ اهلا يا سعاده البيه دا انت نورتنا
اكتفى "يامن" بالايماء على كل هذا الترحيب الزائد هتف مقاطعا كل هذا وكأنه يريد الانجاز
وعدم اهدار وقته قا ئلا بنبره ذات ثقه وتكبر :
_ انا مشغول جدا وما فيش وقت للترحيب انا جاى انهارده بناء على رغبة نواره
وطبعا عشان اشوف طلبتكم
هتف "شميس "متعجبا :
_ طالبات ايه يا باشا انت تؤمر امر
وتدخل "عبد العظيم " هادرا بسعاده :
_ يا سعادة الباشا احنا نطول طلبات ايه حاشه لله دى كفايا جيت حضرتك
وتدخلت الوالده قائله بسعاده :
_والله دى نواره دى انا دعيلها من قلبى
ضحك "شميس " وهتف معقبا على كلامها :
_ دا احنا على كدا نعملك مقام يا ام نواره
تعالت القهقهات حتى قطع "يامن " ضحكاتهم قائلا بجديه :
_ تمام شميس مش هيخليكم ناقصين حاجه مهرها وكل ما تحتاجه هيكون على بابكم
من بكرا الصبح
دفع ذبابه من امامه وجه بضيق واردف :
_ بس نوراه تبقى فى بيتى اخر الاسبوع دا اعتقد مافيش مانع من كدا
هتف "عبد العظيم " باعجاب :
_ ومن غير اى حاجه يا باشا والله احنا كفايا علينا شرف نسبك
هتف "يامن" بجمود غير معيرا مدحه اهتمام :
_ تمام اتفقنا , ممكن بقى تخرجوا وتبعتوا نواره
قلبوا نظراتهم بينهم يطردهم بشكل صريح وفى منزلهم اذدات دهشتهم وتبادلوا تلك الدهشه
بين اعينهم فى صمت وتوتر كان تصرفه غريب
لا يليق الا بغريب الاطوار
↚
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
دخلت والدتها تهرول على غرفة ابنتها ممسكه بصنيه تحتوى على عدة اكواب زجاجيه من مشروب ذات لون احمر يسمى بالشربات وهى تقول متهلله :
_ يا سعدك يا نواره يا هناكى يا نواره قيمه وسيما عريس انما ايه يقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك
كان قلب "نواره " يخفق بقوه مع كل كلمه تقولها والدتها سألتها بتعثر :
_ حــلــو يا أمــه
تعبير وجه والدتها ادلت الاجابه بوضوح لكنها لم تنطقها بشفاها قالت فقط بسعاده :
_اطلعى قدمى الشربات وشوفيه
شعرت بالحراره تنبعث من وجنتها وكانها امام نارا مرقده حركت يدها بعشؤائيه
كى تجلبه الهواء الذى شعرت انه اختفى منذو وصوله الى هنا ثم هتفت بتوتر :
_ هى الدنيا مالها زى النار كدا ليه
اجابتها والدتها والسعاده تغمرها :
_ والله احسن الجو مخلى خدودك زى التفاح ادخلى بقى عريسك مستعجل
حملت الصنيه عن والدتها بايدى ترتجف وتقدمت بها للخارج نحو الغرفه المنشوده وسط
زغاريد مبهجه وابتسامات من والدها وشميس الذى وقف على باب الغرفه كما طلب "يامن "
دخلت اليه وحدها وعينها متعلقه بالصنيه التى بين يدها خوفا من ان تسقط من فرط اهتزاز اعصابها
فى زاويه الغرفه
كان يتابعها "يامن " بنظرات ثاقبه بعدما ازح نظارته السوداء عن عينه الماكره تابع خطواتها
الرشيقه وجسدها الممشوق خلف الجلباب الواسع الذى ترتديه حابسا انفاسه وهو ينتظر اللحظه التى ترفع عيناه له مترقب بشده رؤيته له اقتربت منه ووقفت امامه فارق جسدى كبير بين تلك العصفوره الوقفه والاسد الشرس الجالس فى عرينه ,قدمت اليه الصنيه وهى تشعربالحرج من رفع نظرها اليه
لم يمسك بالكوب كما أرادت بل هتف أمرا بصوت خشن يبعث الرهبه دون مجهود :
_ بــصــيـلى
برغم انتفاضة قلبها العصيبه وتلك القوى الخفيه التى ترقص فى احشائها لم تستطع تنفيذ طلبه
تشنجت يدها على الصنيه وظلت تحبس انظارها فى ما تقدمه خجلا لعين يقيد جرأتها
كرر هتافه بشكل مختلف وكأنه يشير الى شيئا اخر :
_ مش يمكن ما اعجبكيش
حديثه يدفعها لرؤيته يبدوا رقيقا فلم الخوف وهى الجريئه التى لا تخشي شيئ لكنها حثت نفسها
بانه لم يعد للانتظار معنى ستراه عاجلا ام اجلا فلما الانتظار ثم انها من طلبت قدومه فكيف لا تراه
بعدما نفذ رغبتها أتيا على وجه السرعه , اتخذت قرارها اخيرا و رفعت
اهدابها ببطئ لتتوسع عينها شيئا فشئ عندما وضح وجه امامها عندها اختل توازنها واهتزت اطرافها بسرعه البرق لتسقط ما بيدها على قدمه وهى تتراجع للخلف
(فلاش باك )
كانت فى فرح ابن " شميس" الفرح الاسطورى الذى حدث فى البلده وقفت مع الفتيات
فى شرفه القصر لتتابع الفقرات التى توالت لتسليه المعازيم حتى طلبت منهم احدى الخادمات
المساعده فى ضيافه المعازيم لزياده عدد الحضور عن الخدم حيث ان البلده باكملها كانت هناك اضافه الى اعداد هائله من المدن الاخرى قد وفدت اليهم بمناسبه هذا الحفل وبما ان "نواره وغيرها من الفتيات لم يكونوا ضمن المعازيم وافقوا حتى لا يتم حرمانه من مشاهده هذا الحفل الكبير تناولو ما قدمته الخادمات لهم من مشروبات
ونزلوا الى الساحه الكبيره التى اقيمت فى العراء تضمها اسوار عاليه وشاهقه من الاقمشه الحريريه الملونه
التقطت صنية المشروب وبدئت فى توزيعها معهم ومن طاوله لأخرى كانت تنتقل كفراشه ملونه وسط
الحدائق بجمالها الشرقى الملفت للانتباه القى "يامن" نظره خاطفه عليها لكنه لم يطيل النظر كأنه لم يراها من الاساس هى لا تمثل له شئ هو او غيرها حاور من امامه فى اهتمام بحديث مقتضب ومن جانبه حرسه يلتفون حوله فى انتباه تام حتى وصلت " نواره " الى الطاوله التى تخصه قدمت الصنيه الى كل المتواجدين
منهم من رفض ومنهم من قبل لكن هناك رجلا يجلس بجوار "يامن " قرر مس جسدها بلمسات وقحه
لكنها كانت يقظه لذلك التفت دون ان تعرف اى منهم اسقطت ما بيدها على بذلة
يامن " الذى هب واقفا سريعا من مكانه و صاح غاضبا :"
_ انتى عمياء ولا ايه ؟
لم تكترث بغضبه لقد كانت اشد غضب منه لذلك اندفعت بحده :
_ مش عمياء انت اللى قليل الحياء
جحظت عينيه اكثر من ردها الصادم وقبل أن يتفوه بأى كلمه تدخل من حوله بحنق
من تلك الغبيه التى تستهين بمن امامها :
_ نهارك اسود انتى مين اللى مشغلك
لم تتأثر بغضبهم جميعا هتفت بعزه وكبرياء وهى تظن ان شرفها اغلى منهم بينما هم لايعرفون عن الشرف سوى اسمه :
_ انا ما بشتغلش عند حد
اقترب منها الحرس الخاص به ليتخذ حيالها عقابا رادع يجعلها تعيد النظر فى الوقوف امام من يعلوها قدرا ومنطحته وعندها تدخل يامن قائلا بحنق شرس :
_ خدوها ارموها برا لولا اننا فى فرح كنت دفنتك مكانك
لم يهتز لها رمش من تهديده الشرس واجابته وهى تنسحب من بينهم :
_ وانا كمان لولا نفس السبب كنت ضربتك عشر اقلام
كانت القنبله التى انفجرت فى المكان دوت لتربك الجميع وتشتت تفكيرهم لم يستوعب
احد ما قالته كى يردعها او يوقفها سريعا لكنه اكتفت بتلك الدهشه كردا لاعتبارها واستدارت عنهم
تركض بغضب حتى توارت بين الجموع بينما الفاعل الذى تجرأ عليها يقف بينهم مصدوما من تلك السمراء الريفيه التى لاتعير حجما للمناصب والذوق إن مس الامر شرفها
ابتلع" يامن" ريقه ومال الى حراسه قائلا بصوت مخيف رغم خفوته :
_عـــايــز خــبــرهــا
>>>عوده ..
تهجدت انفاسها عندما تذكرت ما فعلته به من قبل وضعت يدها على فمها وهى تهدر بخوف :
_ انا اسفه,,,, اسفه وربنا
نفض كتفه بخفه وكأنه لايكترث بأسفها من عدمه :
_ مش مهم تتأسفى
سارعت بالقول :
_ انا لولا انك مديت ايدك عليا ما كنتش قولت الكلام اللى قولته وقتها
ابتسم بخبث وهتف :
_ لا ما يهمكيش انا دا تحديدا اللى عجبنى فيكى الشجاعه الحرص على نفسك
ظهرت ابتسامه عريضه تحمل فى طياتها الكثير :
_ انا مبسوط انى شوفتك تانى وعن قريب هتبقى فى بيتى زى ما انا ....
قلب نظره حوله وأردف :
_ ما جـتــلك بـيــتـــك
مد يده ليصافحها مؤكدا بإشاره خفيفه من عينه وحاجبيه لتمد يدها دون أى اراده ليقول هو بنبره عميقه :
_هــتــوحـــشـــينى يا نواره
انصرف على الفور تاركا فمها مفتوحا من هول الصدمه
خرج" يا من " ووقف بينهم بمجرد خروجه ظهرت الصدمه على وجوه الواقفين من لون الاحمر
الذى لطخ بدلته الناصعه البياض لكن الصدمه اعمق من سؤله خرج من المنزل
وتبعه " شميس" الذى لم يفهم بعد سبب بلل بدلته وحاول أن يستشف هل هو غاضب ام راضى
من وجهه الذى اخفاه بنظارته القاتمه من جديد أى شئ يفهمه لكن فشلا فشلا ذريعا فى اكتشاف اى شئ
وفور خروجه هرولت والدتها الى الداخل لتفهم بنفسها السبب لمقابله القصيره واجابه عن بدلته المبتله
دخلت الام وهى تزعق بحنق :
_ انتى عملتى ايه يا خايبه الرجا
انفضت "نواره" من مكانها وكانها كانت فى عالم اخر من بعد كلماته الرقيقه التى اختم بها اللقاء
هتفت وهى مشدوده :
_ ولا حاجه ,دا باين ربنا غضبان عليا
كلماتها المقتضبه ضاعفت الرعب بداخل والدتها والتى
عقدت حاجبيها بتهجم وتسالت فى دهشه :
_ فى ايه يا بت بتقوالى كدا لي ؟
سقطت على نفس الكرسي الذى كان يجلس عليه وشعورها بدفئ المكان الذى خلفه اشعل كل حواسها
وزاد ارتعاش اطرافها وهى تهدر :
_ دا البيه اللى دلقت عليه العصير فى فرح ابن شميس و شتمته
اتسعت عين والدتها وصعقتها الصدمه تفهمت صدمة ابنتها وما تشير اليه بكل معالمها الخائفه
تلك الكارثه التى لم يكن لها حساب زيجه سريعه
طلبها بالاسم للزواج كان تفسيرا منطقيا انه يريد الانتقام سات الصمت لعدة لحظات ثم تنبأت وكأن اضاءت فى رأسها فكره أو تفائل بالخير لعلها تجد ما لا يفسد فرحتها بتلك الزيجه التى لم تكن تحلم بها ابدا هتفت والدتها :
_ يعنى هو لو مضايق منك كان زمانه جه واتقدملك وتقلك بالدهب اكيد عجبتيه
لما ما قبلتيش على نفسك راجل غريب يلمسك وبعدين اصلا ايه يجبره انه يتجوزك ويجيلك لحد باب الدار
كان ممكن يجى يطربق الدار ع اللى فيها وما حدش كان هيقدر يقوله تلت التلاته كام
كانت "نواره " بحاجه الى اى شئ ينتشلها من الغرق حتى ولو كانت قشه قاومت توترها
وانفاسها داخل صدرها تتبارز والوحوش تنهش فى معدتها كل هذه المشاعر لا تسمح لها بالهدؤء
ولا حتى بالاستبشار بالخير سألتها برجاء :
_ تفتكرى
ظلت والدتها متمسكه بالامل واجابتها مؤكده :
_ ايوا اومال هيكون ايه يا بت الرجاله اللى زى دى بتبقى لفه ودايره وعايزين
ست تصونهم
زفرت "نوراره" بيأس وهى تقاوم شعور الريبه الذى طرأ عليها من تلك الزيجه السريعه
والتى لا تعرف مصيرها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
اسبوع جديد
تجهزت نواره للعرس بكل ما اتيح لها من وسائل تجميليه ارسلها اليها خصيصا من مدينته اليها والحقيقه انه
لم يبخل ابدا وتخير لها فستان ابيض ضيق الخصر ذو ذيل واسع من ماركه مشهوره مرصع ببعض الماسات
الصغيره وتاج فخم ذوا فصوص الماسيه كبيره مبهر وكأنه يعود الى اشهر ملكات العهد السابق ارسل اليها من تلبسها اياه وايضا
من يصفف شعرها وكذالك من يضع لها الزينه كل شئ كان منظم فريق كامل كان تحت خدمتها وكأنها ملكه متوجه
ساعدتها الفتاه بارتداء الفستان ووقفت تعدل من زوائده كى يصبح متناسق مع جسدها وكأنها تحيكه عليها
وما ان انتهت تركت عملها للاخرى التى تولت تصفيف شعرها ووضع التاج الامع على شعرها الاسود الفحمى
واخرى وضعت بعض المساحيق الخفيفه على وجنتها اخيرا انتهو منها جميعا
تطلعت لهيئتها التى اصبحت ملفته اكثر وتميل للشموخ وكأنها ملكه خرجت من كتب الاساطير
لتروى حكايه ازعجها كتفها عارى فسحبت طرحتها التل الموصوله بالتاج ورفعتها الى كتفيها
حتى لا يرى احد تفصيلا من جسدها كما اعتادت على الاحتشام و جلست فى بيتها المتواضع كالتحفه التى فى غير موضعها
لم يصدق اهل القريه جمالها كانت نسبه لهم بعد كل هذه المساحيق التجميليه كالممثلين الذين يشاهدوهم
عبر التليفاز كل ما ظهر منها كان يلمع وكأنها نجمه مضيئه الجميع تهافتوا على توديعها من والديها
وابناء قريتها ستودع "نواره " الليله القريه دون حفل لكنها تركت علامه فى رؤسهم لا يمكن
نسيانها زيارة الثرى وخروجها كملكه من تلك الدار البسيطه كان كقصه السندريلا المشهوره ظلوا يقدموا التهانى
بفرح وعينهم لم تشبع من هذا الجمال كلوحه خطت بدقه خطفت انظارهم جميعا تجمعوا بكثره يستفيضوا بالتهنئه
حتى دخل "شميس " هاتفا بصوت قوى :
_ يلا يا جماعه على برا عشان المأذون يمضى العروسه
لم يكن من احد اعتراض كان "شميس " ذو سطوه عليهم ايضا مما يجعلهم لا يمكن معارضه
كلامه انفضوا فى ثوان كأنهم لم يكونوا و دخل المأذون ووالدها لم يكن "يامن " حاضر ارسل محاميه الخاص بتوكيل كى ينهى
كل شئ لم يرد دخول هذا المنزل من جديد لكن نواره كانت تبحث عنه لم تكن بعلم بهذا القرار
الذى اتخذه وحده قلبت نظراتها بين المأذون والمحامى لم يأتى احد بعدهم اغلقت الغرفه عليهم
فقط همست بصوت منخفض لا يخلو من التوتر :
_ هو فين ؟
مال "شميس " ليجيبها بصوت منخفض متعمدا ارهابها :
_ ما تقلقيش هو مستنيكى هناك
نجح فى اربكها وبدأ المأذون فى املاء الوالد والمحامى تلك الكلمات المعهوده
شردت نواره بعيدا عنهم واصابعها لم تكف عن الارتجاف ويطوف برأسها افكار مرعبه
مما ينتظرها هناك فى بلده ليس بها أهل ولا سند سترحل وحيده لقدر مجهول
_ موافقه يا عروسه
هذا كان صوت المأذون الذى اعادها للواقع تنفست بسرعه عندما سمعت ما قاله اضطراب عنيف
ضرب كل حواسها وجعلها تترنح داخليا دون ان يؤثر ذلك على مظهرها الخارجى
كرر المأذون ندائه وهو يشعر بالريبه والقلق من هذه الزيجه وعدم تواجد "يامن " وصمتها
المصاحب للشرود عزز هذا الشعور داخله اكثر رمقها "شميس " بنظره قاتله جعلتها تهتف
مسرعه وكأن لدغها عقرب :
_ ايوا موافقه
انتهى كل شئ سريعا امسكت القلم ووضعت توقيعها وهى تتمنى أن لا تندم على هذا ابدا
كانت فدائا لاهلها وستحرص أن توفر حياه جيده لوالديها
هتف " شميس" بصوت امر وهو يأمر الموجودين بالخروج قائلا بلهجه متمكنه من السيطره :
_ اطلعوا وسبونى مع نواره شويه
زاد اضرابها اكثر من امره لقد بات كل شئ موتر بالنسبه لها تلفت اعصابها على الاخير
استنزفت طاقتها فى هذا اليوم العصيب اغلق الباب وساد الصمت رمقته "نواره "
بأعين مترقبه هذا الرجل يعرف "يامن " جيدا لعله يخبرها بـ أى شئ يرضى فضولها
شق "شميس " الصمت بصوت رغم خفوته مرعب وبارد كمشرط فى جثه هامده :
_ مش محتاج انبهك ان اهلك وناسك هنا تحت ايدى مش عايز مشاكل معاه
زى ما يؤمر تنفذى كل اؤمره تبقى مجابه فاهمه ولا أوضح اكتر
أسرعت بالايماء فحديثه لا يوحى ابدا بخير استرسل وهو يحرك رأسه وعينه تقدح بالشر
وكأنه متأهب لقتلها إن عارضته :
_ روحى يا نواره على الله يشتكى منك شكوه واحده قسما الله لا البيت اللى هتطعى منه دا يندك ع اللى فيه
انتفضت من اثر كلماته العنيفه وانقبض قلبها بشده فاغمضت عينها للحفاظ على قوى تقضى بها اخر اليوم
وهى تؤمى بايجاب وتقبل بكل ما يقول حتى لو اخرج "يامن " نصل حاد وارد تقطيع جسدها لن تعترض
من اجل اسرتها التى اصبح مصيرها معلق فى عنقها , تحول فجأه الى عطوف وهو يقول ب لين غير معتاده :
_ انا عبد المصلحه ومصلحتك ومصلحتى ومصلحت اهلك مع "الباشا "
نهضت من مكانها تتعجل فى انهاء كل شئ لقد تفتت قواها امام هذا الضغط الهائل خرجت لتودع اهلها
وكل اقربائها حتى دعها "شميس " من جديد للخروج قائلا :
_ عربية الباشا مستنيه برا
تبعته فى صمت حزين نظرت الى سيارته التى يتقارب طولها لستة امتار تمتاز بالفخامه كأسمه النادر
كل شئ مطبوع عليه اسمه حتى هى اصبحت ضمن ممتلاكاته ركبت السياره وحيده فى حادث زواج
مثير للدهشه ,كانت تلك السياره أشبه بغرفه متنقله بها كافة شئ كل شئ يصرخ بالثراء
بل هى اقرب بغرفه متنقله به كل شئ من طعام وشراب وشاشه تليفزيون صغيره الحجم
ترى ماذا ستكون فيلاته ؟ انطلقت السياره على الفور من البلده ولاحظت من الزجاج كيف تتلاشي مدينتها وكل طريق تعرفه ذهبت من كل الذى تعرفه الى مالاتعرفه مضت طوال الطريق تفكر فيما سيحدث وما نواياه
لها حتى اصابها الضجر من طول المسافه وارهقها التفكير حتى توقفت سيارته اخيرا وشعرت انه
انتهى الطريق وانتهى جهلها ستراه من جديد وسيقطع الجهل بسيف المعرفه فتح باب السياره بواسطه السائق لتجده يقف على بعد امتار قليله متانقا ببدله سوداء تظهر عرض منكبيه وسامته تخطف الانفاس لكن لم تختفى نظرته الماكره لاحظت تمدد من اسفل شاربه ينم عن ابتسامه عذبه ظهرت فور ان وقعت عينها فى عينه واستمرت
وهو يتقدم نحوها هادرا بـ :
_ اهــلا بيكى يا نواره فى بــيــتــى
شعرت وكأنه ضغط على أخر كلمه ليرهبها لكنها نفضت ذلك تماما وهمت للاستعداد للنزول
سرعان ما وجدته يختصر المسافه بينهم مدا يده ليلطقط يدها اخفت كل تواترها عن عينه تركت يدها بيده
حتى يعاونها على النزول وطأت قدمها المكان ورفعت رأسها عاليا لتنظر الى هذا القصر
الشاهق الذى تكاد لا تراه الافى الحكايات وتسمع عنه فى الاساطير أروع ما رأت عينها نسبه الى رؤيتها المحدوده
وبيئتها العاديه لاحظ ذلك "يامن " الذى لم يترك إنشئ بها دون ملاحظته وهو يعلق يدها فى يده فربت بطرف
يده على ظهر يدها انتبهت من فرط برودت يده والتفت اليه لتنظر الى شفاه المبتسمه وهى تهمس:
_ هتبقى أميره القصر
نقل عينه عنها ببط ليحدق امامه ويتقدم الى الداخل تحركت معه وعينها متحيره الى أين تنظر كل شئ
من حوالها مبهر وكأنها وجبه دسمه على ناظريها المغلقتين ظل يتقدم بها مسافه كبيره وتنتقل عينها من شئ لاخر
من رائع لأروع لا تعرف كيف وجدت نفسها تقف فى غرفه متسعه فى طرفها فراشا كبير وصالون بالجهه المقابله ومرآه كبيره الحجم تتوسط الغرفه دون أن تستند الى حائط ارتبكت قليلا عندما التفت اليه لتجده يتفحصها جيدا انكمشت قليلا وشعرت بالبروده تسرى فى اوصالها عوضا عن الدم وهى ترى عينه الجائعه تتامل كل ما ظهر منها بنهم
امسك بيدها الاثنان وباعدهم عن جسدها وهتف مغترا :
_ الفستان زى ما توقعته عليكى بالظبط تحفه
لم تجيبه وتلون وجها بصبغ احمر من فرط الحرج ترك يدها ليصيح بضيق :
_ جرى ايه يا "نواره" من وقت ما شوفتك ما اتكلمتيش ولا كلمه انتى مكسوفه ولا ايه ؟
لم يأتى فى بالها سوى كلمه قالتها باقتضاب وبحشرجه شديده :
,,, شويه _
امسك يدها من جديد وبرفق شديد سحبها الى المرآه التى تنتصف الغرفه ووقف خلفها
استطاعت اخيرا أن تنظر الى عينه التى فى انعكاسه فى المرآه كانت ضيقه بعض الشئ
بها خبث ودهاء لا آخر له وكأنه ينتمى الى فصيله من الثعالب الماكره والتى تجيد الاقتناص
مرر انفه على عنقها وهو يطالع وجهها بالمرآه حقيقه كانت لا تشعر بشئ كل ما فى رأسها هو محاولة
فهمه ولكنه كان صعبا للغايه لذا اشقعر بدنها مما يفعله حرك يده على خصلاتها المعقوده
داخل التاج وهدر :
_ انا هسيبك لما تاخدى عليا وتتعاملى بطبيعتك
ثم طبع قبله أعلى كتفها و اتخذ خطوه للوراء
استدارت لتستوعب ما قاله فلم تجده لقد اختفى تماما من المكان مسحت وجهها
لتهدء انفاسها المتلاحقه مما لا شك فيه انها حركه ذات ذوق عالى وكرم وافر منه
تركها فى هذه اليله وتقدير حالتها المتوتره مضت وقت طويل وهى تقف مكانها
دون أى ادراك حتى قررت البحث عن مكان تبدل به ملابسها وقد لاحظت
بابا يظهر من خلفه اكمام لكنها لم تفهم انها الغرفه الخاصه بالملابس توجهت لتعرف ماهيتها داخل الغرفه الكبيره
لتجد بها من كل انواع الملابس وكأنه متجر خاص بدل كثيره الالوان واحذيه مختلفت الاشكال
وايضا ركنا خاص بالساعات والنظارات الشمسيه والطبيه وقبعات تعبت عينها مما ترى ثم مدت يدها
لتمسك بأحد الملابس الليليه كان منقسما الى جزئين احداهم عارى والاخر ذو اكمام بدلت ملابسها سريعا وخرجت مباشرا لتوسط
الفراش وتغوص فى نوما عميق كانت تحتاجه من وقت طويل لتريح رأسها قليلا من التفكير به فمازال امامها ايام جديده ستعيشها مع غريب الاطوار تحتاج منها مجهود وافر ,,,
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’يتب
↚
فى الصباح ))
ازاحت رموشها الكثيفه عن عينيها بصعوبه عندما شعرت باب الغرفه يفتح رأته يلج من الباب
ببنطال قصير وقميص بلا ازار منتصف الاكمان كشفت عنقه وبعض شعيرات صدره العريض
اغلق الباب من ورائه وابتسامته تنير وجه الذى بدى متعرقا واضح وضوح الشمس أنه كان يمارس الرياضه
هتف عندما وصل اليها :
_ كل دا نوم ... اشار الى ساعته ,,,, الساعه بقت واحده ونص
استندت بيدها لتدفع نفسها للاعلى اقترب من حافة الفراش وبدأ هو بخلع ملابسه من الاعلى
وأردف :
_ انا هاخد شور وهستناكى نتغدا فى الجنينه
اشاحت بوجهها بعيدا عنه فى خجل فاقترب اكثر ليختطف قبله سريعا من وجنتها واختفى
من جديد فتنحت من الفراش تماما
______________صفحة بقلم سنيوريتا _________
نزلت الى الحديقه الواسعه لتمح عينها جلوسه على طاوله كبيره تمتلئ بالطعام لم يحيد نظره
عنها تكاد تجزم انه حفظ كل انش بها داخليا وخارجيا اعتراتها بروده لا تعرف لها سبب
نظرته غامضه و مخيفه انتهت المسافه وجلست امامه اشار بيده لكى تبدأ بالطعام دون ان ينبث فمه
بكلمه واحده امسكت بالمعلقه وعبثت بالطعام لتوهمه انها ستأكل رائحه الطعام شهيه ربما لو كان
فى وقت أخر لكانت التهمته دون هواده لكن هناك شئ يمنعها من ذلك ربما شريكها بالمائده
ونظراته الثاقبه وكأنه يراقب فأر للتجارب استمرت بايهامه انها تاكل لكن هذه الخدعه لم تنطى عليه
لذا تقدم بجسده عن كرسيه ليهدر :
_ كلى يا نواره
وبجرأه لم تعرف لها سبب اجابته :
بس انت ما بتاكلش _
انفرج فمه بشبح ابتسامه خبيثه وهتف بعدما قلب عينه بوجهها بنبره جاده :
_ ما انا هاكل بس مش دلوقت
لوت "نواره "فاه وشعور البروده يزداد دون سبب اكتفت بكلماته وتناولت طعامها بينما هو ظل كما
هو يحدق بها ويتفرسها وما ان انتهت حتى نهض من مكانه يقول :
_ ارجعى الاوضه انا عندى شغل هخلصه وارجع متاخر
لم ينتظر اجابتها وغادر على الفور ازدات دهشتها من تصرفاته الغريبه تاره يبدوا مهتما وتاره
متعجرف لا يعرفها نهضت من مكانها والافكار تفتك بها دون رحمه لا تعرف احد تشتكى له
لا تعرف احد يهتم لامرها هى هنا وحيده تصارع من اجل البقاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مضى أسبوع وهى تقضيه معه لم ترى منه أى شئ غريب رجل ذو حنكه و شخصيه قويه
وبالغ اللطف فى معاملته معها لم يضغط عليها فى أى شئ ترك لها الغرفه باكملها لتنعم بها
ليلا صبورا للغايه فيما يخص علاقتهم ورغم انشغاله الدائم كان يستحيل ان يتأخر عن موعد الغذاء معها
لم يكن يظهر كثيرا لتدور بينهم احداث مازالت لم تعرفه ومازال غريب الاطوار كما هو يهتم ان يلقى
عليها الصباح ثم يختفى تماما باقى اليوم ويعود للغداء يكاد يكون الحوار منعدم تماما بينهم ثم يختفى
ويظهر فى المساء ليقلى بالتحيه ويضع قبله اعلى رأسها وما ان وجدها متوتره بها شئ من النفور او الخجل
يبتعد دون اى نقاش او محاوله جديده فى البدء فى حياه طبيعيه ومضى الاسبوع بهذا النمط السخيف
وكل ليله تفتك برأسها الافكار لما حتى هذه اليليه لم يضغط عليها ويتخذ خطوه رئيسيه فى زواجهم
لما هو صامت باستمرار طعامه قليل ينهك نفسه باستمرار فى الرياضه صباحا ومساء
كانت تقف فى شرفه الغرفه تحدق الى الحديقه الواسعه بأعين شارده تفكر جديا
فى التغلب على خجلها منه فقد طالت المده وتخشى ان يفقد صبره الذى يتحلى به
شعرت فى غمرة انشغالها بيده الخشنه تحاوط كتفها هامسا بلطف بالغ :
_ ليه ما تنزليش الجنينه بدل ما بتفرجى عليها من بعيد
ابتسمت متكلفه وهى تجيبه :
_ صدقنى انا مبسوطه هنا فى الاوضه دى
حافظ على ابتسامته الطفيفه وادارها اليه وهتف :
_ زى ما تحبى حبيبتى لما الفتره دى تعدى هخدك واسافر تغيرى جو
لمعت عينها وسألته متلهفه :
_ هتاخدنى البلد ؟
انكمشت تعابيره بتقزز وهو يهتف :
_ بلد ايه ؟ هاخدك ونسافر برا
لوح بيده ليوضح اكثر :
_ بالطياره بعيد يمكن فرنسا اوربا أو ايطاليا
اؤمأت برأسها وقد اكتسى وجهها بالحزن التقطه هو سريعا فاحتضن وجنتها
بكلتا يده مكملا :
_ لكن انا ابدا مش عايز حبيبتى تزعل ابدا
علقت عيناها على عينه بأندهاش من كلمه "حبيبتى " ومشاعره الفياضه التى غدق عليها بها الان
صمت لبرهه ثم حركت رأسه بهدؤء لتنفض خيبتها جانبا وتخبره :
_ انا مش زعلانه ولا حاجه
هدر وهو يطالعها بحماس :
_ يبقا تورينى ضحكتك الحلوه
وببطء شديد ظهرت ابتسامتها وغمزاتها التى توسطت وجنتها زادت سعادته برؤيتها
فرحه ضمها الى صدره وربت على ظهرها مغمغما بحنو :
_ كأنى ملكت الدنيا بيكى
كانت تشعر بدفء عجيب داخل حضنه تلك اول لمسه حقيقه بينهم اغمضت عينها لوهله قبل
ان يدفعها بلطف وكأنه تذكر شئ دس يده فى جيبه واخرج هاتفه
قدمه اليها وهو يقول :
_ كلمى اهلك اكيد وحشوكى
أردف بابتسامه خفيفه :
_ هغير هدومى على ما تخلصى وننزل نتغدى رأيك ايه
لم تستطع السيطره على فرحتها التى قفزت من عينها وهدرت بفرح :
_ طبعا موافقه
غمز بطرف عينه وتركها تاركا بيده الهاتف كانت كاشريده فى وسط تلاحق عطفه ولينه البادى هذه اليله
يبدوا انه مزاجه صافى مما جعلها تشعر انه تبدل بل اصبح الطف واجمل وزالت كل غرابته
انتبهت الى هاتفه الذى لازال بين يديها و ضغطت بسرعه على لوحه البحث
وشرعت بالاتصال انتظرت الثوانى بحماس حتى سمعت صوت انفتاح الخط وصوت والدتها يقول :
_ الوو
وانطلقت تهتف بفرح :
_ ايوا يا ماما وحشتينى
اجابت والدتها بتلهف :
_ نواره الحمد لله انا بقالى مده عايزه اكلمك بس مكسوفه لا البيه يكون مش فاضى ولا حاجه
هتفت نواره دون اهتمام :
_ هو فعلا كان مشغول شويه قوليلى ابويا عامل ايه ؟
وصل صوتها متعجل هى الاخرى :
_ بخير كلنا يا بتى المهم طمنينى حصل ولا لسه
انعقد لسان "نواره " من هذا السؤال المباغت فوالدتها كانت تحادثها من مده قصيره
ولديها علم انها لازلت كما خرجت من دارها
كررت والدتها السؤال بحده :
_ حصل ولا لسه يا نواره
_ لا لسه ... قالتها نواره واكملت موضحه
هو سيبنى على راحتى وكمان مش بيضايقنى و,,,
قاطعتها والدتها منفعله :
_ الله انتى ناويه تخربى بيتك ولا ايه هو صابر انتى تسوقى فيها انتى عايزه ترجعى
البلد مطلقه واهل البلد يشمتوا ويلسنوا و,,,,
قاطعتها "نواره " عندما شعرت باقتراب خروج " يامن" التفت ورائها وهى تهتف بصوت منخفض :
_ خلاص يا ماما ان شاء الله ما فيش حاجه من ديه هتحصل انهارده هتشجع
وقبل ان تجيبها والدتها استرسلت عندما رأته يخرج من غرفه الملابس :
_ سلام يا ماما سلميلى على ابويا وهكلمك تانى
اغلفت الهاتف والتفت له:
_ خلصت ؟
اجابها وهو يرمقها بحنو ظهر اليوم بكثافه :
_ ايوه ,مش هتغيرى انتى كمان
اؤمأت وهى تتحرك نحوه أو بالاحرى الى غرفه الملابس مرت من جواره فلاحظت انفاسه التى اعتلت فجاه
وكأنه يشتمها حركته المباغته جعلت الدماء تجف فى عروقها توقفت الى جواره ليزفر قائلا باستمتاع :
_ ريحتك جميله زى التربه الخصبه والارض الخضراء
ابتلعت ريقها فى محاوله لها ان تبدو طبيعبه وتحت ضغط والدتها المستمر ورهابها المستمر
عند االاقتراب منها قررت انهاء كل شئ أفضل من الانتظار اكثر من ذلك هدئت من نفسها قدر المستطاع
بهمسه فى أذنها : لكنه هدم كل ذلك
_ تسمحيلى اختارلك لبسك
انحشر صوتها فى حنجارتها من فرط الحرج وزاد توترها عندما امسك بيدها وعينه ترمقها بسحر خاص سحبها الى غرفه
تبديل الملابس والتصق بظهرها دافعا اياها امامه وبتودد تام وقف امام الركن المخصص لها عقد يده اعلى بطنها
ثم ارخى رأسه على كتفها وغمغم اما م اذنها متمتما بولاه :
_ انا مشيت الحرس عشان نقعد فى الجنينه لوحدينا
واقع كلماته وانفاسه الساخنه التى اصتدمت بشرتها قيدت الكلمات فى فمها تجاهل خجلها الذى
ظهرت بواديره على وجنتها هذه المره وكأن صبره نفذ رفع يده عن خصرها وامسك طرف احد الاثواب بين انامله
الى احد الملابس المكشوفه قائلا :
_ دا البسى دا من فضلك
أدارها اليه برفق وكأنها من زجاج ثم نظر فى عينها بوداعه تامه:
_ انا عايزك تتعودى عليا يا "نواره "ما تتكسفيش منى وأى حاجه على بالك تعمليها
قوليها ما تخافيش ابدا
_ انا مش خايفه ,,قاطعته نواره بصوت هادئ بعد محاولات جم للسيطره على توترها
امسك بكفيها ليضعهم على وجنته وهو يسأله ممرا يده على ظهر يدها :
_ اومال ليه ما بتلمسنيش ليه ما بتقربيش ليا انا حبيتك وانتى جريئه
همست بنبره مبحوحه : لمساته ولغته الجديده كانت تضاعف من شعور الخجل وتحبس انفاسها
_ يمكن عشان مكسوفه
كان يعلق عينه بها وهو يهدر بنبره تشبه الرجاء :
_ ما تكسفيش مش عايزك بتكسفى
حركت رأسها بالقبول وهى تجيبه بخضوع :
_ حاضر
ابتعد عنها لتشعر بالفراغ بعده انه لطيف بشكل لا يصدق متفهم وحنون وهادئ للغايه
شخص لم يخطر حتى احلامها قطع تفكيرها بهتاف من ثغره المتبسم :
_ تحبى اساعدك تغيرى هدومك ؟
كان اختبار سريع لجرأتها حتما ستفشل فيه احادت بصرها عنه وجهها يتلون بكل الالوان
كل ما تمنته أن لا يظهر خجلها الدائم على وجهها فيمل منها ليقاطع عليها تفكيرها هادرا :
_ قولتلك ما تكسفيش لو مش عايزه تقدرى ببساطه تقولى ....لأ
تحمحمت وهى تحاول دفع خجها بعيدا لكن مع الاسف كان قوى ومسيطر لدرجه ان رفض الابتعاد ولازمها وفشلت فى التغلب عليه لتهتف بأسف :
_ لأ لو سمحت اخرج
احمر وجه قليلا وهو يسمع اجابتها المقتضبه ثم استدار وهو يهتف :
_ هستناكى تحت .
زفرت بحنق من نفسها وهى تؤكد انه غضب مهما كان صبورا لايصح استغلاله كثيرا
↚
فى الحديقه الخاصه بالقصر
مضغط الطعام بصمت بينما هو اكتفي بمشاهداتها حتي احرجها فتركت ما بيده ان عاداته تختلف كليا عن عاداتها فمن يوم ما اتت الي هنا لم تراه يأكل الا نادر
لكنها حاولت كسر حاجز الصمت بسؤالها الساذج :
_ مش هتاكل ؟
ظهر علي جانب فمه شبح ابتسامه قبل أن يهتف :
_ انا ما بحبش اكل كتير
حاولت مسايرته لانها لا تري داعي لكل هذ ا البرود الذي بينهم :
_ ليه انت كدا ممكن تتعب لا قدر الله
اجابها بإعجاب بخوفها عليه :
_ بس لما انتي جيتي حياتي انا مستعد اغير العاده دي
كلامه اللين واستعداده لتضحيه من اجلها لو بشئ صغير أسعدها لذا ابتسم وجهها وظهرت نواجزها الساحره التي جعلته يسبل نظره اليها دون عناء ظل يحدق اليها كالمشدود وكل تعقله ذهب مع الريح، اخجلها ثبات نظراته عليها وتحمحمت وهي تشير نحو الطعام بخجل :
_ ممكن تاكل
خرج من حالته مبتسما لعرضها وهتف بلهجه مؤكده :
_ انتي تأمري
لا شك ان لطفه المبالغ فيه ونعومه منطوقه يسعدها ويروي مشاعرها ويرضي انوثتها بتودده اليها
كررت ابتسامتها ولكنه قرر سحبها وهو يمسك بالشوكه ويقطع بالسكين الحاد قطعه اللحم الشهيه :
_قوليلي يا "نواراه" انتي كنتي تعرفي حد قبلي
قضب حاجبيها وهي تسال بشئ من الحده :
_ حد زي مين
التطقت فمه قطعه اللحم ومضغها بتلذذ وهو يجيب تسأولها في نفس الوقت :
_حد زي راجل..... يعني صاحبتي راجل، حبيتي راجل، عملتي علاقه مع راجل
انتفض جسدها كالملسوعه وهي تحدق به في تحذير من التلميح حتي زاد سوداويه عيناها جاذبيه
وكزت علي اسنانه كي تكبح جنونها من اهانته فهي لا تقبل المساس بشرفها حتي لوكان لفظيا :
اعتقد انت عارف انت جبتني منين والكلام دا عيب تقولوا_
تلاعب بالطعام وهو يخفض نظره عنها لقد ادرك لتو صرامتها في الامور التي تخص شرفها وهتف بهدوء :
_احنا بنتكلم يا نواراه
حاولت الهدوء امامه ولكنه كان يريد اخراجها عن شعورها فهدر ببرود :
وكان غصب عنك او بمزاجــ,,, وانا ايه ضمني انك بنت بنوت ما يمكن وقع منك ولاحاجه _
نهضت من مكانها فجأه و قطمت كلامه بفعل صارم لا تعرف من اين اتتها الجراه للاقدام عليه بتلك الهوجاء وبتعصب شديد رفعت يدها لتتهاوي بها بصفعه قويه علي وجهه ثم ادركت تمام الادراك ما فعلته ودت لو تختفي من علي وجه الأرض وهي تتخيل رده فعله الآن علي ما فعلته، لكنه ظل ثابتا عينه تلمع بغموض مقلق وبعكس النيران التي نشبت فيه هدرببرود :
_كرريها
اجفلت عينها عن التحديق فيه لقد صدمها بصبره وتحمله، وهممت باحراج من جراء فعلتها :
_ انا آسفه ما كانش المفروض اعمل كدا
في ثانيه رفعها علي كتفه كالشوال وهو يزأر بصوت مخيف :
_ وفري آسفك لحاجه تانيه
لم يكن لديها القوه الكافيه لتدفعه عنها او الصراخ فلمن تصرخ وهي في عرينه لم تجد سوي الركل في الهواء ولكم ظهره بكلتا يدها الضعيفه لكن منتهي القوه وهي تزمجر بضيق :
_ سيبني ,سيبني
لم تكن تعلم انه اصدر حكما نهائيا في حسم علاقتهم وان قبضتها التي تلكمه تزيده اشتعال وجنون كان تصرف غبيا منها أن تتهور أمام غريب الأطوار
_______________صفحة بقلم سنيوريتا __
اخيرا وقف فى غرفتهم انزلها ارضا لكنه لم يعطى لها أى مساحه للابتعاد هتفت بذعر :
_ والله العظيم انا اسفه انا غلطانه والله انا عارفه اسفه والله
كلما اذداد صمتا اذداد هى توسلها لعل قلبه يلين ويتراجع عن الشر الذى ظهر بين عينيه
هتف بنبره صلبه مخيفه :
_ انا مش هقبل اسفك الا لما تنفذى كل اللى اقولك عليه
مساوته لم تبدو بريئه المكر يسيل من عينيه ماذا ستعطيه مقابل صفعه يبدوا انه سيطلب ثمنا غاليا
ربما اغلى من نيلها هى طائعه فركت اصابعها ببعض عندما وجدت ان لا مفر من دفع الثمن هتف بيأس :
_ اللى تشوفه هعمله
اقترب منها حتي محي المسافه التي بينهم وابتلعت ريقها لقد كانت خجله بشكل كبير
خاصتنا عندما تصدي لجسدها بصدره العريض رفع انامله ليتحسس بشرتها برفق
وعينه تنتقل مع كل حركه وصل الي شفاها ومسح بطرف اصابعه عليها فارتعشت
لا اراديا من حركاته الغريبه مال برأسه نحو عنقها وشعرت بأنفاسه الساخنه تجتاح عنقها بقوه
وبنعومه شديده خرج صوته كالمحموم وهو يهمس بالقرب من اذنها بهدوء :
ذلـيـنـي_
(المازوخيه )
هو نيل وحصول المُتعة من خلال القيام بالأعمال التي تتضمن إيصال أو إلحاق [الألم](https://ar.wikipedia.org/wiki/ألم) أو [الإذلا ل ل](https://ar.wikipedia.org/wiki/إذلال)تُعّرف [السادية](https://ar.wikipedia.org/wiki/السادية) على أنها اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بإلحاق الألم على الطرف الآخر أو الشخص ذاته. أيّ التلذّذ بالتعذيب عامةً، بينما[المازوخية](https://ar.wikipedia.org/wiki/الماسوشيه) فهي اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِالألم الواقع على الشخص ذاته. أيّ التلذذ بالاضطهاد عامةً.
(منقول )
تشنجت ملامحها واتسعت عيناها على اخرهما وهى تسمع ما يقوله انه غير طبيعى بالمره هتفت ببرأئه تامه :
_ يعنى ايه ؟
اجابها دون اكتراث :
_ يعنى اضربينى زى ما ضربتينى اول مره وزى ما ضربتينى تحت
امسك يدها وظل يدفعها على وجهه بقوه كادت أن تنهار من ما يفعله وحاولت سحب يدها
من يده لكنه كان فى عالم اخر ويزيد من حدة الصفعات باستخدام يده وقد زاد من دهشتها عندما
أردف :
_ مش هيحصل بينا حاجه الا لما تعملى كدا اضربينى يا نواره ذلــيــنى
عنف ما صدمها به جعلها تصرخ بوجه مستنكره كل ما يقول باعتراض حاد :
_ فوق انت راجل ما ينفعش اعمل فيك كدا
جذبها اليه اكثر واجاب حدتها بحده اقوى هادرا بحده :
_ اومال انا جايبك من اخر الدنيا ليه ؟ انتى اللى لازم تفوقى لو مــا نــفـذتــلــيــش اللى عايزه
هــدفن عــيــلــتــك كــلـهــا تـحـت الارض زى ما رفعتهم سابع سماء
جحظت عيناه ببروز مخيف ارعبها من رأسها حتى أخمص قدمها تابعت وجه الذى تحول الى شيطان اعمى
لايعرف الرحمه فاذداد درجه حرارتها فجأه ورتجفت بشكل ملحوظ وظهر كل شئ على صفحه وجهها اقترب منها حتى لفحت انفاسه الساخنه بشرتها ليتثنى له الهتاف امام اذنها بنبره لعوب :
_ انا اخترتك انتى دونا عن كل الستات عشان انتى الوحيده اللى كنتى قارده تردى عليا وتعلى صوتك
وتهددينى كمان انتى عملتى للى ما فيش واحده قدرت تعمله ضربينى انتى اللى حستينى انك هتبقى ستى وتاج رأسى
شدد من قبضته على خصرها ليدفعها على النطق بعدما صاح بحنق:
_ جايه دلوقتى ترجعى فى كلامك
تأوهت من قبضته وهتفت رغما عنها وهى تشعر بخلل تام فى كل حواسها :
_ ااه بس انا كنت بعمل كدا رده فعل مش اكتر
زاد فى اعتصار خصرها وألتصق بها اكثر هتف من بين اسنانه المتلاحمه :
_ بقى كدا لازم يعنى تطرينى لطرق انا ما بحبهاش
حاولت دفعه عنها لكن لافائده استطاع من بين دفعاتها الهمس فى اذنها بكلمات مقتضبه اوقفت محاولاتها وأشعلت
النار فى صدرها وانعكس ذلك على رده فعلها بلطمه قويه نالها من كفها الباطش
استقبلها بابتسامه جانبيه مخيفه ليتركها اخيرا وهو يفسخ عنه قميصه هادرا بنبره خطره :
_ كــدا نــبــــدأ الـــعــرض
لاتعرف كيف استطاع استفزازها بهذه السهوله كيف خدع عقلها الصغير ودفعها للطمه والخضوع لما يريد
لكنها مازالت تعتقد انه كان يستحق اكثر من لطمه عندما نعت والدتها بلفظ بشع لم تستطع تحمله وبين تشت عقلها
عن ما فعله وما فعلته بدء فى تنفيذ رغبته لم يمسك يدها التى حاولت دفعه ولا حتى احتمى من لطماتها المتاواليه كان مبتهجا بما تفعله
وكلما شعر بتراخيها واستسلامها يحسها بطريقته للعوده على النحو الذى يرضيه ودفعها لضربه حدث كل شئ سريعا
وتنبهت اخيرا انه انهى كل شئ شعرت بثقل جسده فوق جسدها
وانفاسه المتسارعه تلهث فوق كتفها الى ان ارتمى الى جوارها ببطء انتهئ كل شئ
لم تجد أى شئ يسترها فلملمت الشراشف من حولها لتدثر نفسها منه وعقلها لا يستوعب
مع من وقعت وفى أى جحر حشرت كانت تنظر شئ سئ من وراء هذه الزيجه لكن ما حدث كان أسوء
كيف يهدم الاحترام بينهم ويكسر روجولته بهذا الذل ابتعدت الى طرف الفراش دون أن تشعر بإحتمال قدمها لمغادره وقبل ان تستقربعيدا عنه وجدت يده تمتد لتحاوط خصرها بتملك عجيب وتسحبها الى جانبه وكزته فى صدره العارى بغضب جم عن كل ما حدث لم يعترض على لكماتها بل انها زادت من انتشائه هتف مغمغما :
_ ابتديتى تعجبينى اكتر
صرت على اسنانها من بروده مشاعره فى الرد على غضبها وصرخت بجنون :
_ انت ايه ؟ انا بضربك انا بكرهك انت حيوان ما بتحسش
اجاب ببرود قارص :
_ ايوا انا كل دا وكل اللى تحسبيه واللى تقوليه انا قولتك على اللى محتاجه وانتى واظيفتك هنا
انك تنفذى كل اللى انا بتبسط بيه
اذداد غضبها على ما يقول وانسلخت بصعوبه من احضانه لتهدر بإصرا :
_ انا مش هعمل كدا اناعايزه امشى من هنا دلوقتى
اعتدل فى جلسته فجأه وكان سهلا ملاحظة الإعصار الذى سيتبع نهوضه المباغت وهتافه القوى بـ :
_ انتى مش هتخرجى من باب الفيلا دى للابد
تحركت بسرعه من الفراش وهى تضم الغطاء الى صدرها وصرخت به :
_ لا انا هرجع لاهلى انت خدعتنى وخدعتنا كلنا
نزل هو الاخر عن الفراش وتقدم صوبها بخطى واثقه وبطيئه اشاحت بوجهها عنه خجلا من
جسده العارى ليهتف وهو يتقدم نحوها :
_ اهربى لو تقدرى
وقبل أن تتخذ قرارها بالركض من الغرفه وجدته قبالها ووجهه يفضح دهائه هدر بابتسامه جانبيه
خبيثه وبنبره تمتلئ بالتحذير :
_ بس لو ما عرفتيش هتزعلى منى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
↚
انسحبت من امامه الى غرفه الملابس ارتدت ملابسها بسرعه وبعشوائيه تامه بينما هو ارتدى بنطاله وتبعها
ليقف على اعتاب الغرفه يلقى بثقل جسده الى الباب ويدس يده الى جيبه حرك عينه على حركاتها السريعه
وابتسم باستخفاف على عقلها الصغيرالذى يهئئ لها انها تستطيع الهروب من قفصه الحديدى بسهوله
انتهت من ملابسها واستعدت للخروج لم يمنعها ابتعد من طريقها بكل سهوله فاتحا ذراعيه ليزيد من شكوكها فى الوصول الى اخر الغرفه حتى لكنها انطلقت بكل تعند فيكفيها شرف المحاوله
نزلت الدرج بسرعه جنونيه وتجاوزت القصر الشاهق وهرولت نحو البوابه الرئيسيه والتى تبتعد
بضع امتار أرعبها فى الساعات الماضيه وعقلها لا يكف عن التفكر فيما حدث كيف تتقبل مرضه هذا مارأته
غريب عن بيئتها وعن طباعها وأيضا نشأتها تقدمت بسرعه حتى وصلت الى بوابه القصر كانت مغلقه وحولها عدد كبير من الحرس وكأنهم فى حالة تأهب نقلت عينها بينهم وانتفض قلبها بقسوه وهى ترى مجموعات الكلاب البوليسيه العاليه بين ايديهم تلهث مستعده للفتك فقط تنطظر الاشاره نفضت كل ذلك واصرت على المحاوله استجمعت قواها وهدرت بلهجه أمره :
_ افتحوا البوابه
كان جواب احدهم حاضرا سوى :
_ ممنوع يا افندم
كان ذلك بديهيا لكنها لن تستسلم صاحت بلهجه اكثر قوه :
_ بقولك افتح الباب
استمر الحارس ضخم الجثه على الثبات ونفس الاجابه قائلا :
_ ممنوع يا افندم
وكأن الهواء اختفى من حولها نفضت رأسها برفض قوى لاحتجازها القصرى فى نفس
المكان معه استمرت بالهذيان مكرره بيأس :
_ انا لازم اخرج خرجنى عايزه اخرج
هتف الحارس على الاخير دون أن يترف له جفن من يأسها ولهجتها المتوسله :
_ أومر سعاده الباشا ان ما حدش يخرج
رمقته بنظره بارده وهى ترى يده ترتفع الى خلفها وكأنه يشير الى احد التفت ببطء
لتراه فى مقابلها فى شرفه الغرفه العاليه حيث تركته يقف بزهو وصدره عارى
لايخشي شئ استطاعت رغم المسافه الكبيره الفاصله بينهم أن ترى ابتسامته الساخره
التى تعتلى شفاه رفع يده واشار بطرف بنانه لها بالقدوم بمنتهى الغطرسه والكبرياء
وكأنها فى كابوس اختنق الهواء فى رئتيها و احاط جسدها الواقف برد قاس لاتعرف من اين اتى فجأه وساقتها قدمها
دون ارادتها الى نحوه من جديد بيأس تام وكأنه ربط قدمها بخيط قوى يسحبها منه متى أراد
وصلت الى باب الغرفه من جديد منكست الرأس ليفتح لها هو دون ان تطرق وكأنه يحسب خطواتها بالعدد
ظل ينظر اليها بصمت حتى رفع يده الى اسفل ذقنها ليجبرها على النظر فى عينه الحاده والممتلئه
بغموض لا اخر له حرك شفاه بكلمات مقتضبه كانت كفيله بذعرها :
_ انا قولتلك لو ما عرفتيش هتزعلى منى
**************************************************
هذا هو يومها الثانى داخل قبو شديد الظلام يدها مقيده بأصفاد شديده القسوه والعنفوان
تشبه جرزن صغير فى تلك الغرفه الكبيره لاتعرف صبح من مساء صوتها انقطع
من كثره الصراخ لاحد يستجيب وكأنها فى عالم اخر ومكان مهجور عن كل البشر
وغامت عينها بالاحمر من شده البكاء نكست رأسها اخير باستسلام لقد كان قدرها
أن تسقط فى يد غريب الاطوار
صوت انفتاح الباب الباب شق الصمت الذى تعيشه من مده طويله كان املا بعيدا
وقبل ان ترفع عينها صوب ذلك الصوت سمعت هرولت خطاه الجامحه تتجه صوبها هاتفا بقلق :
_ نواره
انخفض على احدى ركبتيه يمسك بوجنتها برفق ويهدر متأثر بشحوبها الواضح وحالتها البائسه
_ انا ما كنتش حابب يحصل فيكى كدا بس صدقينى انتى اللى اطرتينى لكدا
تطلعت اليه بوهن شديد وخرج صوتها بصعوبه يشق حنجرتها الجافه :
_ انا عايزه امشي من هنا
اطلق زمجره غاضبه تبعها بـ :
_ اهو دا اللى هيزعلنى أوى منك انتى ليه مصره تزعلينى
عاد الى هدؤه قصرا وتحسس وجهها بحنو بالغ وهو يرمى بتأثير نظراته الى عمق عيناها
مسترسلا بحديث فضفاض :
_ نواره صدقينى ما ينفعش تمشي انتى خلاص بقيتى مراتى ودا واجب عليكى تسمعى كلام جوزك
مهما كان لازم تعرفى كويس ان انتى يجى منك انتى كأنك اتخلقتى عشان تكونى مسيطره
انتى اول مره شوفتك قولت مش هتخيبى ظنى هدينى كل اللى احتاجه واكتر انتى مش حاسه بقيمة نفسك انتى هتكونى ملكه انتى الآمره الناهيه
انتى اللى هتؤمرى تطاعى كل حاجه هتبقى فى ايدك انتى برغبتك انتى غير كل دا انا بــــحـــــبـــك
ظهر على فمها ابتسامه ساخره تبعتهها بتكرار كلمته الاخيره :
_ بتحبنى
قضب حجبيه من سخريتها الواضحه وهتف مؤكدا وهو يضبقك يده اكثر على وجنتها :
_ طبعا بحبك لازم تبقى عارفه ومتاكده إن عمرى ما كنت هتجوزك غير لما اكون بحبك
ولا حتى اعمل معاكى علاقه الا وانا بعشقك مش سهل على أى راجل يظهر بالشكل دا غير قدام حد بيحبه
شيئئا منها اطمئن لكلماته أم انه سيطر على عقلها بهذه الكلمات ومن ترفض أن تكون ملكه آمره ناهيه
لاسلطه لرجل عليها كما انه اعترف بالحب لها وبين لها قيمه لنفسها قد تنقلها فى مكان آخر
غير ذلك القبو العفن لكن بقى فى صدرها سؤال يغزوا عقلها ويفرض نفسه بقوه لذا سألته بشك :
_ يعنى دا مش حرام
انفرج فمه بابتسامه عذبه وترك وجنتها ليفك وثائقها التى حاوطت معصامها وهو يجبيها بثقه :
_ لأ طبعا مش حرام احنا مش بنتعدى الحدود اللى احنا بنعمله حلال بس بطريقه مختلفه بطريقه ترضينى
انا مش هجبرك ابدا بالعكس ان هفتحلك بوابه المعرفه واخليكى تعرفى تتعاملى ازاى معايا
امسك يدها ليساعدها على النهوض وهى لا تشعر بأى شئ ولا حاسه من حواسها تعمل سوى حاسه السمع تسمعه بإنصات شديد وانبهار من وعوده وكلامه الذى استفاض فيه بعذب الحديث :
_انا بحبك وهعلمك كل حاجه وهخليكى ملكه اميره بس انتى طاوعينى طاوعى جوزك
حــبــيــبــك
ايماء رأسه المستمر بعد كل كلمه كان له تاثير سحرى على موافقتها هى الاخرى خرجت معه
من هذا المكان لكنه لم يتركها تخطو على الارض بل رفعها بين يده بمنتهى الرقه وسار بها الى
الاعلى حيث جناحها الذى تركتته من يومين اتجه به الى الحمام الملحق بالغرفه انزلها برفق وحاوط خصرها
مقبلا على فـك ازرارقميصها العلوى هتفت سريعا وبعدما أدركت ما يقبل عليه :
_ لاء لاء
قضب جبينه وعبس وجه متسائلا :
_ ايه بالظبط اللى لاء؟
حيث انها لم تنطق بحرفا منذوا خروجها من القبو سوي هذا الرفض القاطع ابتعدت عنه
وهى تبعد وجهها عنه وبصوت منخفض حرج قالت :
_ سيبنى,,,,, انا عايزه ابقى لوحدى
اختفى عبوسه وقد ادرك أن رفضها ما كان الا خجلا ليس إلا هتف مبتسما :
_ امرينى .. امرينى يا نواره طول ما احنا لوحدينا تقدرى تؤمرينى
لمعت عينها من نبرته الخاضعه وبات شئا مجنونا يحثها على تنفيذ ما قاله برغم غرابته الا انه
لذيذ انها تنتقم مما فعله بها فى اليومين السابقين وحجم الغضب داخلها
ابتلعت ريقها وهى تنظر الى عينه التى تحثها على فعل ما قاله لتو علها تجرب مذاق أن تكون
مالك الأمر وحدك فلم تتردد فى استجماع قواتها وهتف بلهجه آمره :
_ اطـــلــع بــرا
ابتسم لها وقلبه يرقص من فرط اعجابه بتعلمها السريع واثبات ما راهن عليه انها بذره لمتحكمه
كبيره (ماسوشيه ) سيطرت على قلبه وستسيطر عليه كليا اجابها بكل خضوع وقلبه مبتهج :
_ أمـــرك
واقع الكلمه على مسامعها كان غريبا جدا خروجه بهذه البساطه كان يدهشها لحد لا يعقل مسحوره
مشدوده كأرضا غريب لم تطأها قدمها فعلا وزادت دهشتها اكثر عندما اكتشفت فى نفسها القوه التى
اخبرها به أيعقل أن تكون سياديه على شخصيه كشخصيه "يامن " بكل قوته وصارمته التى تراها فى تعامله
اليومى مع الخدم والحرس وحتى فى بلدتها ..
************************
↚
انتظرها فى الخارج بفارغ الصبر متحفز جدا لممارسة تحكمه عليه لكن الذكرى البعيد داهمته
عندما كان صغيرا يلعب مع ابناء عمته لعبة الغميضه :
_ خلاويص
انطلق كل الاطفال كلن منهم يركض فى اتجاه وكان حظ "يامن " الاوفر فى اختيار المكان
داخل خزانة زوجه والده اغلق الخزانه عليه وانتظر فى الظلام ليسمع قرع خطوات ثقيله
تبعث فى النفس الارتجاف كانت لـ زوجة ابيه شديده الصرامه وقوية البنيه
دخلت الى غرفتها لترتاح قليلا راقبها "يامن" من وراء الباب وهو يكمم انفاسه ان رأته
فستصب فوق رأسه حمم غضبها الدائم والذى ابدا لم يعرف له سببا وما اكثر ما ذاق على يدها الويلات
تعرقت جبهته وهو يجاهد انخفاض نسبة الاوكسجين داخل هذه الخزانه الضيقه حتى دخل والده مهتاجا غاضبا
على شئ ما لا يعرفه صرخ بها بحده وتشاحن معاها لكنها لم تكن من النوع المتساهل فى إهانتها ايا كانت هبت من
مكانها وراحت تدفعه فلطمها ورد له اللطمه بغيرها أشد قسوه حتى قدرت عليه وأمرته بلهجتها الصارمه كلماته التى لم ينساها ابدا :
_ اقعد فى الارض
ما كان من والده الإ أن نفذ ما طلبت بمنتهى السهوله واليسر خرجت من "يامن " شهقه مذعوره
من ما تفعله معه والده لا يتحرك ولا يجرأ حتى على الاعتراض بدأت فى لطمه وهو ساكن لا يبدى اعتراض
حتى مالت بجسدها وسحبت حزامه الجلدي من حول خصرة وراحت تلسعه على ظهره بقوة كل ذلك ووالده لا يظهر سوى علامات الابتسام والرضا
خرجت شهقات "يامن " رغما عنه وصدره يعلو وينتفض مع كل حركه مباغته عندها توقفت "زوجه ابيه " ودارت على عقبيها
وكأنها استمعت الى شئ رأى اقدامها تتجه صوبه وهو لا يدرى أين يختبى اكثر انكمش على نفسه و وضع يده على عينه مستجديا من الظلام أن يبتلعه لكن الضوء
المنبعث من خارج الخزانه جعله يزيح يده فرأى وجهها الغاضب وملامحها الشرسه لا تنذر بالخير امامه سحبته من ياقته
قميصه الى الاعلى بقوة شديده ومن ثم صرخت به بحده :
_ بــــــتــــــــــــعــــــــمـــــــــل ايـــــــــــــــه هـــــــــنـــــــــا ؟
صوتها الزائر أرعبه بقوه كاد يببل سرواله من نبرتها الغاضبه اجاب كى ينتهى هلعه :
_ كنت بلعب
انزلته الى الارض وصفعته بقوة اردته ارضا كل ذلك ووالده يجلس فى مكانه منكس رأسه بمنتهى المذله والمهانه
كان يكفى طرف بنانها بالاشاره الى الباب ليركض سريعا بإتجاه ممسكا بوجنته التى اشتعلت نارا من اثر
لطمتها القويه سمع صفق الباب من خلفه لكن قدمه اللعينه عادت الى الباب من جديد فضوله اغراه لمعرفة
ما حدث مع والده من تلك المتوحشه لكن ما سمعته أذناه من اصوات هائمه وضحكات متقطعه جعلته يشعر فى
نفسه بالدهشه شعور غريب أثر على نفسه بالسلب ولم يكن الشعور الاول
عاد الى الواقع وهو ينتظر اميرته ومن سواه تكون اميرته انها المرأه الوحيده التى وقفت ببأس شديد فى مواجهته
انها المرأه التى تشبه زوجه ابيه فى قواتها واعتزازها بنفسها قدرتها الضارمه فى ازهاق الارواح
ان مسها احد بسوء كانت هى "نواره " الخاطفه للانظار
(فى الداخل )
غطى جسدها الصابون والمياه داخل المغطس لكن المياه البارده لم تجدى نفعا فى جحيم افكارها
اين تهرب من هذا المجنون اين المفر من سطوته ومن سيساعدها للتخلص من هذا الكابوس
وإن استطاعت الهرب ماذا سيكون مصير عائلتها لقد انتظرت منه انتقاما قاسيا على صفعته له
كانت تدرك جيدا أن خلف تلك الزيجه شئ غامض مهما حاولت انكاره كان بين لكن لم تتوقع ابدا انه بهذا
الجنون لقد تربت أن الرجل رجلا والمرأه مرأه وأن علو صوت المرأه على الرجل يعتبر من المحرمات
وتقوم وتنعقد من اجله مجالس كبراء العائلات كيف يتخلى هو عن كل رجولته بهذه البساطه كيف يقحمها
فى عالم خطر لم تطأه قدمها ولم تختاره رغما عنها تفاقم الغضب بداخلها منه ومن احكام سيطرته عليها وعلى عائلتها على ذكرى عائلتها هذا العائق الوحيد بيها وبين خلاصها خوفها على ما يصيبهم يزيد غليان دمائها
كورت قبضتها حتى ابيضت مفاصل يدها وصرت على اسنانها وهى ترى انه يستحق الف صفعه مما يرغب تريد
ان تصب غضبها عليه تريد لطمه بقسوه حتى يفيق من ما هو عليه برغم طول الوقت الذى قضته داخل
هذا المغطس لم تشعر بالوقت ان جلست هنا لاخر عمرها خيرا من أن تخرج لغريب الاطوار لكن أين المفر
هى داخل عرينه سيجدها حتما مهما ابتعت وغابت زفرت بيأس ونهضت من مكانها وراحت تجفف جسدها المبتل بالشرشف ودثرت نفسها باحداهم من ذوى الاكمام واستعدت للخروج تمنت من كل قلبها ان يكون تركها اليله كما كان يفعل سابقا ولا يضغط عليها فهى تشعر بتخبط شديد لن يثمر إلا عن انهيارها بالتاكيد
خرجت من الحمام لتجده يقف بمحاذات الباب جسده الضخم ورأسه التى امالها على صدره
توحى بأنه حارس خرج من بوابه الاساطير لتو خرج ليكن عبدا لها فقط سألته متوجسه :
- انت واقف كدا
اجاب بإختصار دون أن يرفع رأسه اليها :
_ انتى اللى طلبتى اخرج برا
اتسعت عيناها من امتثاله الفورى لكل ما تريد زهى فى نفسها شيئا لا تعرف
سببه لعبه قررت تلعبها بخبث متقن سألته وهى ترفع ذقنها بزهو :
_ المطلوب منك ايه ؟
اجاب متلهفا لأومرها وطلباتها التى سترفعه عنان السماء وتشفى روحه المعذبه :
_ اللى انتى تؤمرى بيه انا تحت امرك
وكأنه فتح باب المستحيل على مصراعيه امامها رغبت أن يبتعد عنها يتركها وشأنها
اليله واللى ابد ان امكن فأخبرته بالطريقه التى يفهمها :
_ مش عايزه منك حاجه اتفضل اخرج برا وسيبنى لوحدى
استدارت متوقعه انه سيمتثل لأومرها كما تتمنى لكنه باغتها بقبضه فولاذيه احاطت بمعصمها
ابتلعت ريقها وهى تلتف ببطء اليه لترى بعينه رجاء لم تراه ابدا من قبل :
_ نواراه انا محتاجلك
دارت بمقلتيها فى وجهه مندهشه من تحوله السريع انه يمتلك جينات حرباء يتغير على كل الاشكال
والالوان من ما يناسب الظرف نفضت رأسها من كل هذا بالفعل هى تريد غروب وجهه عنها اصبحت تمقته
وتمقت أسلوبه الغريب هتفت بحنق :
_ ســبـنى لوحدى انا عايزه ابقى لوحدى
لم تزيد دهشتها عندما ضيق عينه واحتدت نبرته قبل أن يسحبها اليه متشبثا بمعصمها قائلا بتحذير :
_ انتى مصره تضايقنى لما اقولك عايزك تنفذى وكفايا أوى انى سيبتك أسبوع كامل
على راحتك
اشار برأسه فى خبث مسترسلا :
_ ولا أتصل بأهلك اقولهم انك مانعه نفسك عنى
لكمت صدره بعنف وصاحت :
_ حــقــير وقــذر
ابتلع ريقه وهو يسمع سبابها جسده أشتعل كاملا من لكماتها القاسيه و نهج
قليلا حاول استفزازها أكثر لكى يحصل على المذيد دس يده فى جيبه واخرج
هاتفه من جيب بنطاله فى سرعه اضاف بصمته كى يفتحه وتوالت لمساته على الشاشه
بسرعه حتى وصل الى ما أرد وضغط زر التشغيل لتسمع "نواره الى صوت والدتها
بحديث سمعته من قبل بنبره حاده :
_ حصل ولا لسه يا نواره
_ لا لسه هو سيبنى على راحتى وكمان مش بيضايقنى و,,,
_ الله انتى ناويه تخربى بيتك ولا ايه هو صابر انتى تسوقى فيها انتى عايزه ترجعى
البلد مطلقه واهل البلد يشمتوا ويلسنوا و,,,,
_ خلاص يا ماما ان شاء الله ما فيش حاجه من ديه هتحصل انهارده هتشجع
اتسعت عيناها بعدما عرفت انه سجل مكلمتها بينها وبين والدتها وقبل ان تنطق بحرف هتف هو :
_ يلا يا نواره اتشجعى بدل ما اتصل بأمك وأقولها بنتك مش عايزه
زاغ بصرها وهى تشعر انها تقف على صفيح ساخن وتهجدت انفاسها وهى تبحث عن هواء
يتسع حجم اختناق رئتيها استغل هو ذلك التوقيت لاستفزازها اكثر لقد طال صبره واكتفى بمدة
الهجر السابقه سار لابد أن يمشى زواجهم فى كما اراد :
_ انا ممكن اكلمها وليه اكلمها انا ممكن أمرها أو انسفها من على وش الارض هى واهلك
كلهم انا ممكن يا نواره اطربق القريه بتاعتك كلكم ما تسوش عندى حاجه كلكم ××××× زى بعض
كانت تغلى من حديثه يزيد من جنونها ويرهبها ظل يضغط على أعصابها ويهدتها حتى انفجرت ودون اى شعور قررت صفعه لترى مدى تقبله لكل ماهو ممنوع بل ومرفوض فى مجتمع شرقى فما كان منه الا ان استقبلها برحابه على عكس المتوقع وفجأه ان جلس على ركبتيه أسفل قدمها هادرا بنبره مختلفه
كليا مصرا على إذهالها المستمر بتغير جلده سريعا :
_ انتى ملكتيى انا تحت امرك جربينى مش هتندمى هتحبى كدا انتى هتبقى ستى وست القصر
انتى هتبقى ملكه وانا خدامك و,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صار يوعدها ويمنيها وعود حالمه بأن ترضى وتقبل بما هو عليه أن تصفعه كما تحب
أن تهينه وتشفى غليلها من كل ما فعله معها أن تثأر لعائلتها أن تدفع كل غضب راودها ذات
مره عليه وهى تزداد انهيار وبكاء مع كل كلمه تزداد يقينا بأنه مريض لا شك تزداد حسره
على وقوعها فى يد غريب الاطوار تتحسر على رجولته و تمقته أكثر وهو فى هذه الحاله وعلى توسله أسفل قدمها بكت كما لم تبكى من قبل حسرتا على رجلها وغضبا مما يسحبها اليه بإلحاحه سمعت رجائه
الاخير :
_ احنا متجوزين رضاي من رضا ربنا عليكى ارضينى بطريقتى
رغما عنها قبلت بما يريد كان لحوحا استخدم كل الوسائل ليسيطر على عقلها
وينفذ غايته بدأ يعلمها ما يرضيه وينتشى بكل ما تطبقه عليه وهى فى حالة
مزريه من القرف والاشمئزاز منه ومن كل تصرفاته اقتلع كل العرقيل
تحت مسمى الزواج جعلها تفعل ما يحلو له ولا تنكر أنه أشعرها دوما انها ملكه فى قصره
فى تلك اليله لعبت العبه دون قوانين ودون خبره لكنها ارضت مرضه الذى توغل فى نفسه
حتى بات مستحيل اقتلاعه غرقت فى جنونه دون رغبتها لكن ما حيلتها هى هى أمامه أضعف
من غصن يانع امام عاصفه انتهت تلك اليله المرهقه نفسيا اخيرا بفوزه .
.........................................
أشرق الصباح وهى فى نفس المكان الذى تركه به امس عينها لم تغمض ابدا رأسها لم يكف
عن التفكير لكن كان زحاما هائلا عن ما حدث وما سيحدث سألت نفسها سؤالا وكررته كثيرا
كى تحصل على اجابه لكن لا فائده :
_ هل هى راضيه عما حدث ؟
تحرك فمه بابتسامه ساخره من هى لترضى أو ترفض لقد اختارها خصيصا لعلمه انها لن تجرأ
حتى على فتح فمها يعرف انها ضعيفه لذا مارس جنونه وكشف هويته ومرضه امامها دون خوف
خرجت من هذا على صوت الباب الذى فتح اخيرا حولت مقلتيها من السقف الى جانبها لتره
يقف غارقا فى عرق جسده بعد رياضه المعتاده ابتسم لها على الفور واتجه نحوها بسرعه
استندت على يدها واعتدلت فى نومها وسحبت الغطاء على جسدها واحكمته حتى لا يرى عريها كاملا
جلس الى جوارها ومد يده ليعبث بخصلاتها مهمهما بكلمات رمانسيه :
_ صباح الورد يا اميرتى عامله ايه ؟
جعدت جبهتها وهى تستنكر حنوه لقد أوشك على جنونها من تغير تصرفاته أردف دون
اهتمام لدهشتها التى ظهرت على وجهها :
_ ايه مستغربه انى بصبح عليكى هو انا ليا مين أحبه انتى حبى الاول والاخير
مال بجبهته لجبهتها واردف بصوت منخفض بارد وكريه :
_ قولتلك قبل كدا انى عمرى ما هعمل كدا غير مع حد بحبه وانا حبيتك حبيتك من أول مره شوفتك فيها
دفعته عنها وصاحت بغضب :
_ انت بتكلم عن الحب ازاى اللى انت فيه دا مش طبيعى انت لازم تشوف حل انا مش هكمل كدا
زيف ابتسامه عريضه لم تظهر سوى وجه المريض :
_ مافيش حل غير انك تحبينى زى ما بحبك عشان تقدرى تعملى دا وانتى مبسوطه
نفضت رأسها بنفى مؤكد :
_ مش هعمل مش هحبك وانت كدا انا اتربيت عكس كدا ازاى تتوقع منى انى اهين جوزى
اللى انا بشوفه الحيطه اللى بداره فيها
زفر بحنق من جهلها وهتف موضحا :
_ نواره انا مقدر انك مش فاهمه واحده واحده هتعرفى انى جوزك وسندك وكل حاجه عاديه بس خلى الفترة
دى تعدى واحنا مبسوطين وبعدين هفهمك
_ تفهمنى ايه انا رافضه اسلوبك ,,,,
قاطعته فقاطعها هو وهو يحرك يده برفق على شعرها المنسدل :
_ تعرفى يا حبيبتى انا أول مره اعمل علاقه مع ست كانت انتى انتى اول حد فى حياتى
اتجرئئ بقى واخطفينى من كل ستات الدنيا اتجرئئ وهبقى ملك لوحدك
شعرت بنفس الصداع الذى يعتريها من كلامه المعسول دوما رفعت يدها لتزيح يده عنها
وتحتضن جبهتها بكلتا يديها بإنهاك ومالت بجسدها للامام عينه لم تبتعد عنها سترهقه حتما لكن هذا لايهم
المهم أن يصل دوما لغايته والتى حقا سيصل اليها الان مرر يده على ظهرها العارى بحنو بالغ ورفقا
مدغدغا مشاعرها اقترب من اذنها وهمس بنبره لعوب :
_ مين الهبله اللى ترفض تبقى سيده الامر مين المجنونه اللى ترفض يــامــن
انتفضت من مكانها تصرخ فيه بحنق من تلونه بكل الالوان :
_ أنـــت مـــين ,,, طيب ولا شرير راجل ولا مش راجل بتحبنى ولا ما بتحبنيش
صوتها العالى الغاضب اليه ينعش روحه ويجعله يرغبها اكثر كانت دوما تقع فى نفس الخطأ
تظهر حنقها منه وغضبها الذى يزيد من احتياجه لها عديمه الخبرة تثيره دون ان تقصد
_ بـــحــبــك يمكن اكتر حاجه بحبها اعملى اللى انا بحبه وانا هسعدك للابـــد
لم تعرف هل تبكى ام تفرح لقد فتت مشاعرها ونثرها فى اكثر من اتجاه اصبحت فى ورطه
إن قبلت أو رفضت امسك يدها وانهال على نفسه بالصفعات وهى كالعروس الخشبيه الموصله بالخيوط
لا تشعر بأى شي جنونه حتما سيجنها لكن هذا كان بالنسبه له ضرورى كى تحدث العلاقه كما يحب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
حصل على ما أرد أيضا انتهى من جنونه معها وطلب منها بكل تهذيب أن تقبل دعوته على الغداء فى الحديقه
كما اعتاد رفضت كثيرا ولكنه توسل بشده ولأنها اصبحت تكره توسله وتذلاله لها بهذا الشكل قبلت رغما عنها
أصبح " يامن " بعد فتره قصيره يرغمها لتحقق رغباته أصبحت تنصاع بسهوله ربما وجدت لامفر من المقاومه
ربما استفزازه لأشمزازها كان اكبر من قدرتها على التحمل تركها تتجهز بينما هو سبقها الى الاسفل ارتدت فستان من خامة الستان باللون الفيروزى ملتصق على جسدها ويظهر قوامها الممشوق لتصنم هى أمام المرآه تعدل من
حملات فستانها بشرود واتضح على عينيها الارهاق كانت منطفئه تماما لم تروق لها حالتها أبدا شعرت انها داخل
امرأه لا تعرفها تستنكر بشده روحها المنهزمه كل ما عشته تحت سقف هذه الغرفه آلمها واستنزف قواها بشكل كبير
وضعت لنفسها حلين لا ثالث لهم إما أن تستسلم لرغبته أو تظل منطفئ لا تستدعى روحها القديمه لكن مازال التخبط
يسيطر على تفكيرها والهواء ينفذ من حولها تلك الغرفه أصبحت كالشبح يقبض على عنقها امسكت قلم الكحل واكحلت
عينها ربما تظهر امامه ببعض القوه حتى لا يستمر باستفزازها كى تتحداه وتركت شعرها الفحمى ينسدل على كتفها
دون اى قيود لينعم بالحريه عوضا عنها ثم استدرت لتلقى نظره على الفراش الكبير وسرعان ما ظهر على وجهها الاستياء لم تنتظر دقيقه اخرى فى هذا المكان سيقتلها الشبح ركضت للخارج بسرعه وكأنه يلاحقها
(فى الحديقه )
كان يجلس امام الطاوله المستديره والتى تحتوى على عددة اطباق مغطاه بين يده جهاز لوحى كبير
ذو ماركه عالميه بحجم 10 بواصات يرتدى نظاره ذات اطار شفاف و يتصفح بتركيز الاخبار
رأته نوراه فور وصولها للحديقه جالت فى هيئته بإندهاش عينها توسعت اكثر بإنبهار
حتى فى شروده وسامه مختطله بهيبه جسده المشدود أسفل ذلك القميص الابيض يمنحه جاذبيه
تجعلك تستنكر أن يكون "مازوخى " ساقه الذى ثناه فوق ركبته تعزز هيبته شكلا أثرها "يامن "
ولولا ما يفعله معها لكانت عشقه بجنون هو قادر على ان يجعل عينها لا ترى غيره لكن تصرفاته
غريبه عاد الحنق الى نفسها وتبد لت ملامحها الى الضجر ليت كل حلو يكتمل رفع عينه اليها
على غفله فإعتدلت فى وقفتها وسارت بإتجاه بخطى هادئه لكن انتقلت نظره الانبهار من عينها الى عينه
ابتسم فمه وهو ينظر اليها بإعجاب جلى ترك جهازه على جانب الطاوله ونهض من مكانه مستعددا لاستقبالها
تصرفاته لبقه تليق بهيئته الاستقراطيه خسره فادحه ما يفعله مد يده الى يدها فإذدرأت ريقها وهى تضعها بحرص فى
راحة يده ليرفعها الى فمه ويلثم ظهر يدها برقه متابعا بـ :
_ اهلا يا برنسيسه
ارتبكت حواسها من رقته المتناهيه وليس فقط من عذوبه كلامه لكن لانه بالفعل يعاملها كالبرنسيسه دار حولها
ليسحب لها الكرسي هاتفا بلطف :
_ اتفضلى
امتثلت لاومره وهى مشدوده بينما هو التف ليجلس فى مقابلها محافظا على ابتسامته التى جعلت وجهه يبدوا كطفل صغير
رفع الاغطيه عن الطعام وامسك باحد الاطباق ليقدم لها من كل الاطعمه الموجوده طبقا لائقا باهتمام
حكت يدها خلف اذنها بتوتر بالفعل هى معجبه به خارج نطاق الغرفه تقع فى غرام تلك الشخصيه الماثله امامها
قدم اليها الطبق وساد الصمت بينهما كان فى رأسها سؤلا يلح على عقلها بالاجابه فتركت المعلقه من يدها
مصدره صوتا رنان على الطبق الخزفى رفع عينه اليها متسائلا بدهشه من غضبها الغير مبرر :
_ مالك فى حاجه مش عاجباكى
استجمعت قواها واجفلت عينها قبل أن ترد عليه مجيبه :
_ انت
قضب حاجبيه واختفت دهشته وبات ملامحه غير مفسره فإسترسلت قبل ان يقيدها الخوف قائله بنبره متلاحقه :
_ انا عايزه اعرف سبب اللى عندك وليه احنا مش زى اتنين طبعيين عايزه افهم ايه الحالة اللى عندك انا مش فاهمه
ومن حقى إنى افهم
طالت نظرته الفاحصه اليها وهى تتحدث فسكتت واكتفت بما قالت ليظل هو صامتا اصابعه تعبث بشعيرات
ذقنه بتروى ظل صدرها يعلو ويهبط خوفا من رده فعل تفاجئها لكنه لم يترك الامر كثيرا لتخميناتها
أشار بطرف بنانه إليها بعلامة الاقتراب تخبط قلبها بعنف وهى تنظر فى عينه الغامضه لكن من يجرأعلى مخالفه
أومره وهو فى حالة الغموض المخيفه تلك نهضت من مكانها واقتربت منه فرفع وجه اليها بالكامل وتأملها قليلا لاحد
يعرفما برأسه ولا مخلوق يفهم علامات وجهه المعقده اشار الى الكرسى القريب منه كى تجلس على مقربة منه ففعلت
دون أى اعتراض استدار عنها قليلا ليمسك بجهازه اللوحى من على جانب المنضده ثم رفع يده ليحاوط كتفها
فى حميميه ويلمس برفق كتفها اضاء بيده الاخرى الجهاز بنقرات متواليه على سطحه ثم استخدم محرك البحث
بكلمه كانت ذات نطق غريب على عقل "نواره" ظهرت بعض الصور وبعض الكلمات فهمس وهو يمين الى اذنها
بابتسامه :
_ بتعرفى تقرى ولا أقرالك
نفضت رأسها وهى لا تصدق ما ترى ثبت ما يدور فى عقلها أنه مرض من يقبل بهذا الاذلال سوى المرضى
بينما هو لم يتاثر فقط تابع لمسها بلطف والعبث فى خصلاتها بشرود وبين الحين والآخر يلقى نظره على ما تشاهد
غير مبالى بشئ قرأت بعينيها أشياء لم يستوعبها عقلها أشياء غريبه بل ومذهله واستمرت فيما ارد هو منحها اياه
وتنالقت عينها بين السطور وتعلقت بالحروف وكأنها تستجديها ان تنكر ما تخبرها وأن تكون كاذبه
قطع ذلك صوت ضارى كالوحش المحبوس صدر منه التفت اليه وهى تعقد حاجبيها بدهشه لتجده
تحول بالفعل لوحش كشر عن أنيابه وبدى كالتنين ينفس نارا قفز من مكانه منطلقا نحو ما يغضبه
حولت نظرها بخوف الى ما ينظر لتجد رجلا يتضح عليه الثراء والقوة يقف فى منتصف الحديقه وحوله
عدة رجال يتطاير الشر من عينه والواضح من "يامن " المنطلق نحوه كالشعله أنهما قطاران على خط
سريعا أوشك ع الاصدام سمعت صوته الزائر يقول :
_ ايه اللى دخلك هنا يا رأفت والكلاب اللى ع الباب عدوك ازاى
اجاب الآخر وهو يرمى بصره تجاه "نواره " قائلا بسخريه :
_ اخيرا شوفتك مع واحده يا يامن
وعقب كلماته انطلقت من "يامن " صرخه مدويه بـ :
_ يا أمـــــــــــــــــــن يا أمــــــــــــــــــن
فى ثوانى كانت الحراسه متجمعه بالكامل امامه صاح غاضبا بهم وصوته يسحق أذنهم :
_ مين اللى دخل دا هنا
وقبل ان يبرر الحرس هتف ما يدعى "رأفت " :
_ انت مستهون بيا يا يامن انا أفوت من الحديد انا جاى اقولك كلمتين هتسمعهم وهمشى
لكمه "يامن " على الفور دون رحمه فنهضن "نواره " بفزع لكمته جعلته يترنح قليلا للوراء اسنده رجاله
الذين اتوا معه ليحول ذلك بينه وبين وقوعه سحب "يامن " سلاحا من جانب احد حراسته وأشهره فى وجهه
هادرا بقسوة :
_ كلمه كمان وهعاملك معاملة الحرميه ومالكش عندى ديه لم رجالتك واخرج على رجلك بدل ما تخرج شايلينك
مسح الرجل وجهه قلقا من "يامن " مجنون و لا احد يتوقع منه العقل وبما انه أشهر سلاحه فهذا يعنى انه لم يخفضه
دون أن يفرغ محتواه هتف بصوت حانق :
_ المناقصه بتاعتنا مهما تعمل يا "يامن "
دفعه يامن بمسدسه لينظر له الآخر بحنق لم يكن اماه خيار سوى ان يجر قدمه بعيدا ويأخذ رجاله وينسحب
ما توقع أبدا أن يقابله بهذه المقابله ولا يعامله هذه المعامله لم يكن" يامن" من النوع الذى يغضب بسرعه لكن على ما
يبدوا انه اختار توقيت خاطئ وهذا التوقيت متعلق بوجود نواره خارجا
رحل الرجل وتنفست "نواره " الصعداء وضعت يدها على صدرها وهى تحمد الله أنه لم يسيل دمه وأنه هدأ قليلا
لكن كانت مخطأه لقد زأر صوت من جديد لاعنا افراد حراسته بالسب والصراخ :
_ مين اللى عداه من هنا انتوا ايه عميتوا مش قولت ما فيش رجل تدخل الجنينه
اجاب احدهم ضخم الجثه يظهر انه قائدهم باذلال وهذا تنافى تماما مع هيئته الضخمه امام يامن :
_احنا اسفين يا باشا مش هتكرر تانى
صاح به "يامن " غير قابلا اعتذاره :
_ هو انت جاي تلعب هنا انت مش عارف انت واقف على بوابه مين
بدى الاخر متعرقا لم يعرف بما يجيبه فقد اعتاد "رأفت " المجئ والذاهاب دون أى رفض من سيادته
فى تواجده لكن بالفعل قد سبق واخبرهم "يامن" قبل موعد الغداء ان لا يتخطى فرد الحديقه لان معه "نواره"
لقد ادرك الحارس خطأه وانه خالف أ ومره وبين رمشه عينه والاخرى شد "يامن "اجزاء سلاحه
فى نيه واضحه لازهاق روح الرجل ,,,,
شهقت "نواره "غير مستوعبه قوة غضبه وتهوره ليتلقى الاخر الصدمه ويركع على ركبتيه متوسلا :
_ اخر مره يا سعادة الباشا انا عندى عيال ابوس ايدك
لكن هذا لم يحرك أى مشاعر داخل" يامن" سوى الغيظ اطلق رصاصاته الهواجاء بعشوائيه حول الرجل
واصاب قدمه متعمدا وهتف امرا بصوت كالرعد :
_ ياخد بقيت حسابه ويمشى مش عايز اشوفه هنا تانى
سحبه واصدقائه وسط صراخاته المتالمه حمدين الله انه انتهى الامر على هذه الخساره
فى هذه الاثناء كانت "نواره " تنتفض لا اراديا ما رأته جمد الدم فى عروقها رأته عادا اليها
فتراجعت بخوف كل ما برأسها تبخر وهى تراه بشكلين منفصلين تاره وحش كاسر وتاره مذولا
اسفل قدمها لم تصدق انها وطأت بقدمها عالمه الغريب وعقلها لا يصدق انها تمتلك بيدها لجان أسد
شرس مع الجميع هى الوحيده التى تروضه انهار أسفل قدمه الرجل طالبا منه الرحمه لكنه كان أقسى
من الصفح وأشرس من المنتقم دارات بمقليها فى وجه الغير مفسر وهو يقول بصوت خالى من أى تعبير :
_ اسفه على الغداء اللى باظ
لمره الاولى التى تجيبه على أى كلام مقتضب بسؤلا غبيا خرج لا اردايا :
_ انت ازاى كدا ؟
اجفل عينه وتغاطى عن سؤالها امرا اياه بقنوط :
_ اطلعى فوق يا نواره وخدى التاب معاكى اقرى على قد ما تقدرى عشان انا ماعنديش طاقه أشرح
وقفت لوهله تتأمل هيئته رجل مذهل حقا لن يكرر مرتين التفت من امامه عندما لاحظت الضجر بدأ يحتل
ملامحه وهى تحدق به كأنه لوحه نادرة الـــوجــــود ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
التاسعه
حصل على ما أرد أيضا انتهى من جنونه معها وطلب منها بكل تهذيب أن تقبل دعوته على الغداء فى الحديقه
كما اعتاد رفضت كثيرا ولكنه توسل بشده ولأنها اصبحت تكره توسله وتذلاله لها بهذا الشكل قبلت رغما عنها
أصبح " يامن " بعد فتره قصيره يرغمها لتحقق رغباته أصبحت تنصاع بسهوله ربما وجدت لامفر من المقاومه
ربما استفزازه لأشمزازها كان اكبر من قدرتها على التحمل تركها تتجهز بينما هو سبقها الى الاسفل ارتدت فستان من خامة الستان باللون الفيروزى ملتصق على جسدها ويظهر قوامها الممشوق لتصنم هى أمام المرآه تعدل من
حملات فستانها بشرود واتضح على عينيها الارهاق كانت منطفئه تماما لم تروق لها حالتها أبدا شعرت انها داخل
امرأه لا تعرفها تستنكر بشده روحها المنهزمه كل ما عشته تحت سقف هذه الغرفه آلمها واستنزف قواها بشكل كبير
وضعت لنفسها حلين لا ثالث لهم إما أن تستسلم لرغبته أو تظل منطفئ لا تستدعى روحها القديمه لكن مازال التخبط
يسيطر على تفكيرها والهواء ينفذ من حولها تلك الغرفه أصبحت كالشبح يقبض على عنقها امسكت قلم الكحل واكحلت
عينها ربما تظهر امامه ببعض القوه حتى لا يستمر باستفزازها كى تتحداه وتركت شعرها الفحمى ينسدل على كتفها
دون اى قيود لينعم بالحريه عوضا عنها ثم استدرت لتلقى نظره على الفراش الكبير وسرعان ما ظهر على وجهها الاستياء لم تنتظر دقيقه اخرى فى هذا المكان سيقتلها الشبح ركضت للخارج بسرعه وكأنه يلاحقها
(فى الحديقه )
كان يجلس امام الطاوله المستديره والتى تحتوى على عددة اطباق مغطاه بين يده جهاز لوحى كبير
ذو ماركه عالميه بحجم 10 بواصات يرتدى نظاره ذات اطار شفاف و يتصفح بتركيز الاخبار
رأته نوراه فور وصولها للحديقه جالت فى هيئته بإندهاش عينها توسعت اكثر بإنبهار
حتى فى شروده وسامه مختطله بهيبه جسده المشدود أسفل ذلك القميص الابيض يمنحه جاذبيه
تجعلك تستنكر أن يكون "مازوخى " ساقه الذى ثناه فوق ركبته تعزز هيبته شكلا أثرها "يامن "
ولولا ما يفعله معها لكانت عشقه بجنون هو قادر على ان يجعل عينها لا ترى غيره لكن تصرفاته
غريبه عاد الحنق الى نفسها وتبد لت ملامحها الى الضجر ليت كل حلو يكتمل رفع عينه اليها
على غفله فإعتدلت فى وقفتها وسارت بإتجاه بخطى هادئه لكن انتقلت نظره الانبهار من عينها الى عينه
ابتسم فمه وهو ينظر اليها بإعجاب جلى ترك جهازه على جانب الطاوله ونهض من مكانه مستعددا لاستقبالها
تصرفاته لبقه تليق بهيئته الاستقراطيه خسره فادحه ما يفعله مد يده الى يدها فإذدرأت ريقها وهى تضعها بحرص فى
راحة يده ليرفعها الى فمه ويلثم ظهر يدها برقه متابعا بـ :
_ اهلا يا برنسيسه
ارتبكت حواسها من رقته المتناهيه وليس فقط من عذوبه كلامه لكن لانه بالفعل يعاملها كالبرنسيسه دار حولها
ليسحب لها الكرسي هاتفا بلطف :
_ اتفضلى
امتثلت لاومره وهى مشدوده بينما هو التف ليجلس فى مقابلها محافظا على ابتسامته التى جعلت وجهه يبدوا كطفل صغير
رفع الاغطيه عن الطعام وامسك باحد الاطباق ليقدم لها من كل الاطعمه الموجوده طبقا لائقا باهتمام
حكت يدها خلف اذنها بتوتر بالفعل هى معجبه به خارج نطاق الغرفه تقع فى غرام تلك الشخصيه الماثله امامها
قدم اليها الطبق وساد الصمت بينهما كان فى رأسها سؤلا يلح على عقلها بالاجابه فتركت المعلقه من يدها
مصدره صوتا رنان على الطبق الخزفى رفع عينه اليها متسائلا بدهشه من غضبها الغير مبرر :
_ مالك فى حاجه مش عاجباكى
استجمعت قواها واجفلت عينها قبل أن ترد عليه مجيبه :
_ انت
قضب حاجبيه واختفت دهشته وبات ملامحه غير مفسره فإسترسلت قبل ان يقيدها الخوف قائله بنبره متلاحقه :
_ انا عايزه اعرف سبب اللى عندك وليه احنا مش زى اتنين طبعيين عايزه افهم ايه الحالة اللى عندك انا مش فاهمه
ومن حقى إنى افهم
طالت نظرته الفاحصه اليها وهى تتحدث فسكتت واكتفت بما قالت ليظل هو صامتا اصابعه تعبث بشعيرات
ذقنه بتروى ظل صدرها يعلو ويهبط خوفا من رده فعل تفاجئها لكنه لم يترك الامر كثيرا لتخميناتها
أشار بطرف بنانه إليها بعلامة الاقتراب تخبط قلبها بعنف وهى تنظر فى عينه الغامضه لكن من يجرأعلى مخالفه
أومره وهو فى حالة الغموض المخيفه تلك نهضت من مكانها واقتربت منه فرفع وجه اليها بالكامل وتأملها قليلا لاحد
يعرفما برأسه ولا مخلوق يفهم علامات وجهه المعقده اشار الى الكرسى القريب منه كى تجلس على مقربة منه ففعلت
دون أى اعتراض استدار عنها قليلا ليمسك بجهازه اللوحى من على جانب المنضده ثم رفع يده ليحاوط كتفها
فى حميميه ويلمس برفق كتفها اضاء بيده الاخرى الجهاز بنقرات متواليه على سطحه ثم استخدم محرك البحث
بكلمه كانت ذات نطق غريب على عقل "نواره" ظهرت بعض الصور وبعض الكلمات فهمس وهو يمين الى اذنها
بابتسامه :
_ بتعرفى تقرى ولا أقرالك
نفضت رأسها وهى لا تصدق ما ترى ثبت ما يدور فى عقلها أنه مرض من يقبل بهذا الاذلال سوى المرضى
بينما هو لم يتاثر فقط تابع لمسها بلطف والعبث فى خصلاتها بشرود وبين الحين والآخر يلقى نظره على ما تشاهد
غير مبالى بشئ قرأت بعينيها أشياء لم يستوعبها عقلها أشياء غريبه بل ومذهله واستمرت فيما ارد هو منحها اياه
وتنالقت عينها بين السطور وتعلقت بالحروف وكأنها تستجديها ان تنكر ما تخبرها وأن تكون كاذبه
قطع ذلك صوت ضارى كالوحش المحبوس صدر منه التفت اليه وهى تعقد حاجبيها بدهشه لتجده
قد يعجبك ايضا
منذ بضع شهور
رواية بيت البخت الفصل السادس 6 بقلم اريج البغدادي
منذ بضع شهور
رواية بيت البخت الفصل السابع 7 بقلم اريج البغدادي
منذ بضع شهور
رواية بيت البخت الفصل الثامن 8 بقلم اريج البغدادي
تحول بالفعل لوحش كشر عن أنيابه وبدى كالتنين ينفس نارا قفز من مكانه منطلقا نحو ما يغضبه
حولت نظرها بخوف الى ما ينظر لتجد رجلا يتضح عليه الثراء والقوة يقف فى منتصف الحديقه وحوله
عدة رجال يتطاير الشر من عينه والواضح من "يامن " المنطلق نحوه كالشعله أنهما قطاران على خط
سريعا أوشك ع الاصدام سمعت صوته الزائر يقول :
_ ايه اللى دخلك هنا يا رأفت والكلاب اللى ع الباب عدوك ازاى
اجاب الآخر وهو يرمى بصره تجاه "نواره " قائلا بسخريه :
_ اخيرا شوفتك مع واحده يا يامن
وعقب كلماته انطلقت من "يامن " صرخه مدويه بـ :
_ يا أمـــــــــــــــــــن يا أمــــــــــــــــــن
فى ثوانى كانت الحراسه متجمعه بالكامل امامه صاح غاضبا بهم وصوته يسحق أذنهم :
_ مين اللى دخل دا هنا
وقبل ان يبرر الحرس هتف ما يدعى "رأفت " :
_ انت مستهون بيا يا يامن انا أفوت من الحديد انا جاى اقولك كلمتين هتسمعهم وهمشى
لكمه "يامن " على الفور دون رحمه فنهضن "نواره " بفزع لكمته جعلته يترنح قليلا للوراء اسنده رجاله
الذين اتوا معه ليحول ذلك بينه وبين وقوعه سحب "يامن " سلاحا من جانب احد حراسته وأشهره فى وجهه
هادرا بقسوة :
_ كلمه كمان وهعاملك معاملة الحرميه ومالكش عندى ديه لم رجالتك واخرج على رجلك بدل ما تخرج شايلينك
مسح الرجل وجهه قلقا من "يامن " مجنون و لا احد يتوقع منه العقل وبما انه أشهر سلاحه فهذا يعنى انه لم يخفضه
دون أن يفرغ محتواه هتف بصوت حانق :
_ المناقصه بتاعتنا مهما تعمل يا "يامن "
دفعه يامن بمسدسه لينظر له الآخر بحنق لم يكن اماه خيار سوى ان يجر قدمه بعيدا ويأخذ رجاله وينسحب
ما توقع أبدا أن يقابله بهذه المقابله ولا يعامله هذه المعامله لم يكن" يامن" من النوع الذى يغضب بسرعه لكن على ما
يبدوا انه اختار توقيت خاطئ وهذا التوقيت متعلق بوجود نواره خارجا
رحل الرجل وتنفست "نواره " الصعداء وضعت يدها على صدرها وهى تحمد الله أنه لم يسيل دمه وأنه هدأ قليلا
لكن كانت مخطأه لقد زأر صوت من جديد لاعنا افراد حراسته بالسب والصراخ :
_ مين اللى عداه من هنا انتوا ايه عميتوا مش قولت ما فيش رجل تدخل الجنينه
اجاب احدهم ضخم الجثه يظهر انه قائدهم باذلال وهذا تنافى تماما مع هيئته الضخمه امام يامن :
_احنا اسفين يا باشا مش هتكرر تانى
صاح به "يامن " غير قابلا اعتذاره :
_ هو انت جاي تلعب هنا انت مش عارف انت واقف على بوابه مين
بدى الاخر متعرقا لم يعرف بما يجيبه فقد اعتاد "رأفت " المجئ والذاهاب دون أى رفض من سيادته
فى تواجده لكن بالفعل قد سبق واخبرهم "يامن" قبل موعد الغداء ان لا يتخطى فرد الحديقه لان معه "نواره"
لقد ادرك الحارس خطأه وانه خالف أ ومره وبين رمشه عينه والاخرى شد "يامن "اجزاء سلاحه
فى نيه واضحه لازهاق روح الرجل ,,,,
شهقت "نواره "غير مستوعبه قوة غضبه وتهوره ليتلقى الاخر الصدمه ويركع على ركبتيه متوسلا :
_ اخر مره يا سعادة الباشا انا عندى عيال ابوس ايدك
لكن هذا لم يحرك أى مشاعر داخل" يامن" سوى الغيظ اطلق رصاصاته الهواجاء بعشوائيه حول الرجل
واصاب قدمه متعمدا وهتف امرا بصوت كالرعد :
_ ياخد بقيت حسابه ويمشى مش عايز اشوفه هنا تانى
سحبه واصدقائه وسط صراخاته المتالمه حمدين الله انه انتهى الامر على هذه الخساره
فى هذه الاثناء كانت "نواره " تنتفض لا اراديا ما رأته جمد الدم فى عروقها رأته عادا اليها
فتراجعت بخوف كل ما برأسها تبخر وهى تراه بشكلين منفصلين تاره وحش كاسر وتاره مذولا
اسفل قدمها لم تصدق انها وطأت بقدمها عالمه الغريب وعقلها لا يصدق انها تمتلك بيدها لجان أسد
شرس مع الجميع هى الوحيده التى تروضه انهار أسفل قدمه الرجل طالبا منه الرحمه لكنه كان أقسى
من الصفح وأشرس من المنتقم دارات بمقليها فى وجه الغير مفسر وهو يقول بصوت خالى من أى تعبير :
_ اسفه على الغداء اللى باظ
لمره الاولى التى تجيبه على أى كلام مقتضب بسؤلا غبيا خرج لا اردايا :
_ انت ازاى كدا ؟
اجفل عينه وتغاطى عن سؤالها امرا اياه بقنوط :
_ اطلعى فوق يا نواره وخدى التاب معاكى اقرى على قد ما تقدرى عشان انا ماعنديش طاقه أشرح
وقفت لوهله تتأمل هيئته رجل مذهل حقا لن يكرر مرتين التفت من امامه عندما لاحظت الضجر بدأ يحتل
ملامحه وهى تحدق به كأنه لوحه نادرة الـــوجــــود ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
صوت صارخ بمنتهى الغضب زأر بإسم (يـــــامــــن ) انتفض ذالك الطفل الصغير وهرول ليختبى
أسفل المنضده بكل خوف رأى تحرك قدم زوجه ابيه تحوم فى المكان وبدأ يرتعش بقوة من فكرة وصولها اليه
كثيرا ما لحقت به الاذى وعذبته بلا رحمه عقابا على ابسط الاشياء وندأها الصارخ الآن يعنى أنها ستنهره
لا محاله كركرت نادئها وهى تميل بوجهها الغاضب لاسفل المنضده :
_ اطلع برا فورا
امتثل الى الامر على الفور وهو يؤمي بالقبول متمنيا أن طاعته تكون شفيعه له من عقابها الحتمى وقف على قدميه
وحرك رأسه مرتعشا مما يتوقع من عقاب هتفت بصرامتها المعهوده :
_ انا ميت مره أقولك ما تقفش قدامى على ركبك يا حيوان
نفذ سريعا ما قالته دون أى اعتراض صغيرعمره ست سنوات لايستوعب نفسها المريضه التى ستفعل به ما أردت
مهما امتثـل سألته بحنق دفين وكراهيه لا يُعرف لها سبب :
_ رتبت سريرك انهارده
أومى الصغير فى سرعه لعلها ترضى عنه وترحمه برغم وجود كم هائل من الخدم داخل القصر لكنها كانت تجبره
على فعل كل أشيائه بنفسه لكنها لها حجه جديده رمتها بكل قسوه :
_ بس الفاظه اتكسرت
هتف بخوف وبنبره مرتعشه :
_ والله غصب عنى غصب عنى والله
امسكت تلابيه على فجأه وقد بدأت نيران غليلها فى الاشتعال :
_ بس ما قولتش انت كداب وكلب
سحبته بقوة لتطرحه أرضا بعنف مكرره منتظر منه اجابه :
_ انت ايه ؟
لم يجب (يامن ) وحاول الفرار من امامها لكنها امسكت بقدمه وانهالت عليه بضربا عشوائيا قاسيا
لم تترك به إنشانا الا وآلمته وتابعت دون رأفه حتى علا صريخه وملأت استغاثاته المكان انهالت
عليه بوابل من الشتائم ونعته بأ بشع الالفاظ نهضت من مكانها ليفهم (يامن ) نواياها هى لم تنتهى
بالعكس عقابها بدأ رأئها تبتعد عنه فحاول النهوض ولكنه فشل زحف على ركبته وهو لايرى امامه بفعل
الدموع التى غشيت عيناه لكنه لم ينجح سوى فى التحرك مسافه لا تعدى النصف متر وسقط على وجهه هم من جديد
وهو يترقب قدومها فى أى لحظه وقد اتت اسرع مما توقع تمسك بيدها الشمعدان المعدنى ذوا الخمس شموع
اتسعت عينه وزحف على ظهره للوراء مستخدما أكوعه وقدماها دافعا للخلف كانت خطواتها اكبر من جهده للفرار
امسكت بيده وهتفت بغل :
_ عشان تبقى ما تسمعش كلامى يا يامن
وبخبرته الطويله فى العذاب فهم ما أرادت صرخ قبل ان تلمس النار الموقده اطراف اصابعه الصغيره وصرخ :
_ انا كلب وحيوان انا حمار بالله عليكى بلاش النار بلاش
محايلاته وتواسلاته لم تجدى نفعا حرقت اصابعه واحد تلو الاخر دون رحمه وهو يصرخ بجنون متمنيا
الموت ليخلصه من هذا العذاب تلوى بين قبضتها وهى تمسكه بيده بقوة لا تعير تألمه ولا صراخه أى اهتمام
اختطلت دموعه وآهاته بتوسلاته التى ترضى نزعتها الساديه :
_ خلاص حرمت والله عمرى ما هعمل حاجه تانى انا اسف
هعمل كل اللى انت عايزاه
لم تتركه الا بعدما ألهبت اطراف اصابعه العشره بالنار وجعلتهم كتله من السواد المختلطه بالاحمر
وسحبت من ياقة قميصه لتجعله يركع أسفل قدمها رغما عنه لكن ما به من ألم لاهاه عن تقبيل قدمها
الذى قد يجعلها تخف عنه لباقى اليوم انتظرت منه ان يكمل توسله بتقبيل قدمها انحنى مستغيثا من الالم وهو
يضع يده فوق الاخرى وعيناه منتفخه من فرط البكاء والالم فما كان منها الإ أن ركتلته بشده فى معدته حتى
طار فى الهواء لتقول له بنبره غبيه لا تعرف الرحمه :
_ ممنوع من الاكل انهارده طول اليوم
قضى (يامن) اليوم كله متالما من اصابعه التى فعل لها كل ما هو متاح حتى تهدء ولكن لا فائده طفل فى مثل
عمره المفروض أن يلعب لكن هو كان دوما يبحث عن علاج لنفسه حتى اتى والده فى المساء ودخل اليه غرفته
فوجده منكمشا على نفسه فى طرف الغرفه عيناه متورمه من اثر الدموع ومازالت بقايها على وجنته
ويضع يده امامه بيأس وكأنه تأقلم مع الالم معدته تصدر اصوات وكأنها تلتهم بعضها من فرط الجوع
اقترب منه والده بهدوء وكأنه لا يرى حالته ولكن ما الجديد هو دوما يرى أنه يسحق ما يحدث له
جلس بجواره وسأله سوال بارد :
_ عملت ايه انهارده يا يامن ؟
رمقه الطفل بنظرات خيبه دوما لا يرى منه عطفا مهما فعلت به تلك المجنونه كم اوصلته الى الموت
ودخل الى المشفى لكن دوما يلومه والده ويستهين بعقابه ويضخم فعله امام ردة الفعل
اجابه باقتضاب رغم الامه :
_ كسرت الفاظه
اسرع مستجديا عطفه :
_ بس والله غصب عنى
ابتسم والده ابتسامه خاليه من أى منطق :
_ مهما كان انت فعلا تسحق اللى عملته معاك انا مش منبه عليك ان ( صفيه ) دى ممنوع تعصى
اومرها ممنوع تقولها لاء هى تأمر وتنهى وانت تطيع وتسمع الكلام
حرك (يامن ) رأسه أسفا على ما فعل لقد كان ضحيه جنونهما معا لم يرى عطف ابوه بقدر ما رأى خضوع
وساديه فى هذا القصر الشاهق ,,,,
عاد من الذكرى البعيده متألما
نظر الى أطراف أصابعه التى خشنت عن الطفوله بمراحل لكن لازال طعم الالم الذى ذاقه على يدها
يشوه روحه اختفت ندوبه الجسديه وتركت ندوب نفسيه من هذه المواقف تكرر منها الكثير والكثير
المجنون والشرير بقي معها " يامن " حتى أصبح شابا ترعرع على قسوتها وعقابها المتكرر دون سب وبسبب
دربته طول عمره كيف يكون خاضعا كيف يقبل قدمها متذلالا لها أن ترحمه أو حتى لتطعمه مازال يذكر
أنها منعت عنه الطعام لثلاثه أيام لانه لعب فى الحديقه واتسخت ملابسه فى هذه المره قبل باطن قدمها أن تطعمه
او ترمى له ببقايا طعامها كالكلب ولكنها تفننت فى إذلاله الى أن أعتاد الجوع والحرمان وهو أمامه ما لذا وطاب
حرم من عطف والده الذى كان يقنعه أن هذا تهذيب واصلاح وان كل ألم سيزول ويبقى الاثر وبالفعل بقى
أثر يجعله صالح مدى الحياه لكنه أثر موجع كان هذا قبل أن يرى والده هو الاخر راكعا أسفل قدمها ويجلد بالحزام
هنا تحولت حياة "يامن " وانتهى عذابه أصبح لا يهتم أن عذبته أو حبسته وحتى لو أحرقته فقدوته يتلذذ بذلك
...................
ماضى مؤلم مر أمام عينه كالشريط السريع زفر بانهاك وهو ممدد امام "نواره " على الفراش
وكأن حجرا ثقيل سقط على قلبه عندما نظر اليها وهى تغفوا كالملاك الى جواره ألقى نظره آسفه عليها
وعلى كل ما فعل بها الاسبوع الماضى يعرف أنه عذبها كثيرا بأومره واستفزاوه لكن ليتها تعلم
انه لا يرتاح الا بهذا ولن يرضى بسواه مهما فعلت حرك يده على خصلاتها برفق وقبل رأسها بحنو
ثم تنحى عن الفراش ليتمدد على الارضيه الرخاميه اسفلها وايضا هذا كان نوعا من عقابه لنفسه
على ما فعله معها ,,,
..........
فى الصباح
نهضت نواره لتجد فراشها خالى تمطعت بذراعيها ورائحته المعتاده لم تكن موجوده كأنه لم يكن
معها أمس وتركته نائما لجوارها تنحت عن الفراش وجالت بعينيها فى المكان لم يكن له أثر
فكرت انه خرج كالمعتاد لرياضته اليوميه فتحركت نحو الحمام لتغتسل ,بات لا تفكر
فى شئ يخصه لانها يأست أن تفهمه انتهت من الاستحمام وخرجت وهى تجفف شعرها
بعد عدة دقائق انتفضت على فجأه عندما رأته اماها وججه غاضب وشعره مشعث يتصبب عرقا
مضاعفا عن كل يوم هيئته توحى انه كان فى غرفه تعذيب لا رياضه عاديه سألته متوجسه :
_ مــالك
وقبل أن تقترب منه تحرك هو نحوها وتجاوزها قائلا باقتضاب :
_ مافيش
دخل الى الحمام فاستدارت اليه بدهشه ابتلعت ريقها من حالته المزريه وسارعت نحو غرفه الملابس
لترتدى ملا بسها تحسبا لأى جنون يأتى من قبله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,بعد دقائق
ارتدت ملابسها وانتظرته بفارغ الصبر امام الشرفه عاقده يدها الى صدرها عينها متصلبه على باب الحمام
مترقبه خروج الوحش لا تعرف ما التصرف الجديد الذى سيقبل عليه غريب الاطوار وفجأه خرج يلف الشرشف
حوله خصره غير منتبها الى نظراتها المصوبه تجاهه لمده ثوانى ثم رفع عينه ليتسقر على عيناها
فكت وثاق يدها وقد شعرت بوخزه فى قلبها فهو دوما يربكها دون تفوه أن نظرت اليه وهو ساهى تظن أنه لم
يشعر بوجودك وإن نظرإليك نظر فى عينك وكانه كان يراك ويعرف الطريقه التى تنظر بها اليه خطى بأتجاهها
وهى لا تعرف ما سر الابتسامه المبهمه التى على شفتيه وقف بوجهها وزفر بعض انفاسه الساخنه على بشرتها
البارده حددت نظرها على وجهه علها تفهم شئ لكنه اتسعت باتسامته واتضحت تماما أنها كانت ساخره :
_ مالك يا نواره من الصبح بتبصيلى نظرات طويله وما بتكلميش تكونى حبتينى أخيرا
أحبطها ابتسامته الساخره ورفعت كتفيها لتجيبه ببرود :
_ أكيد ما اقصدتش حاجه يعنى
مد يده الى كتفها محتضنا اياها وظلت انفاسه متهجده بشكل يدعو للقلق :
_ نواره انا مش وريتك ازاى تتعاملى معايا انا مش عايز منك اكتر من انك تتحكمى فيا
فى الاوضه دى وتعملى كل حاجه تهنينى بيها غير كدا احنا اتنين عاديين يعنى تحبينى
واحبك نسهر سواء نخرج سواء نسافر سواء
هتفت بتردد وهى تزيح عيناها عنه الى النافذه بشرود :
_ انا نفسي نبقى زى أى اتنين طبعيين
رفع حاجبيه ونفخ بتذمر وزعق بحنق :
_ انتى عايزه ايه تانى احنا متجوزين رسمى كل اللى احنا بنعمله بستمتع ودا طبيعى
ضيق عينه مسترسلا بخبث :
_ وانا عطيتك التاب عشان تتعلمى العلاقه اللى هتكون بينا ازاى احسنلك اتعلمى بدل
ما أطير من ايدك لغيرك يقدر النعمه اللى فى ايدوا
رمقته بحنق متبادل وهتفت محتده :
_ ياريت عشان انا مش هعرف اعمل اللى بتقول عليه دا
انطلقت منه زمجره غاضبه جعلتها تنتفض فأمسك معصميها معا هادرا بقسوة :
_ هتعرفى انا جوزك وانتى غصب عنك تعملى اللى بطلبه منك والا فى حاجات تانيه مش هتحبى تشوفيها
لا تعرف كيف اتتها القوه لتسحب يدها من يده وتتراجع قائله :
_ انا مش بطلب المستحيل نفسي اعيش حياه عاديه زى أى اتنين طبعيين مش عشان تضحكت عليا
وخبيت عليا طريقتك الغريبه دى دا يلزمنى انى اقبلها انا مش عايزه ابقى كــدا
وجدته متقنع بالبرود وهو يسمع اعتراضها هتف دون اكتراث :
_ اممم انتى عايزه نبقى زى الناس العادين تقدرى تقوليلى العادين دول بيتعاملو ازاى ؟
نستفيد بقى من خبرتك .
زاغ بصرها عنه لقد عرف ان يحرجها شعرت بلهيب يزحف على وجنتها كنيران البركان
حاولت جمع شتات تفكيرها كانت لا تتوقع منه هذا لقد سمعت اقوايل من هنا وهناك عن
هذا لكن لم يحكى احدا اى تفاصيل حدود معرفتها ما تراه من مقاطع فى اضيق الحدود
على شاشة التليفزيون ولم تكن صريحه لكن ابدا لم يكن بهذه الطريقه الرجل دوما
لا يقبل الاهانه بالتاكيد لم يكن يطلبها قررت الهروب من امامه متفاديه اياه بقول :
_ ما اعرفش بس اكيد انت عارف
اندفع ورائها وامسك بكتفها وادارها اليه ليهمس بخفوت خطر :
_ انا ما اعرفش غير الطريقه دى وما اعرفش غيرك تنفذها ويا تملكينى وانا املك
كل حاجه يا ترفضى وتخسرى كل حاجه
لمعت عيناها بالدموع خيارته تضعفها وتخنق عزيمتها يالا جحيمه المستعر فجاه سقط على ركبتيه
أسفل اقدامها متوسلا وباكيا :
_ مافيش فرصه زى دى تانيه انا مِــلــكــك
منظر سقوطه وتوسلاته لها مزرى للغايه كيف يقبل بهذا بل ويطلب الاهانه بلسانه مرداا دون توقف :
_ والله انى بحبك كل دا عشان تسعدينى اسعدينى وانا مش هخلى الحزن يعرف طريقك
هخليكى سعيده طول عمرك انتى شجاعه يا نواره انتى قويه انتى قادره تذلينى
جال فى رأسها كل الصور التى عرضها عليها من قبل سور بشعه من التعذيب والاهانه صور جريئه
لا تمت للمنطق بشئ نظرت اليه مليا وهى تفكر كيف ستفعل هذا به, تعرف انها ليست سيده قرار بل مجبره
على طاعته مهما أعطى لها من اختيارات فقط كانت كلمه "بحبك" منه غريبه كغرابه المشهد كله الحب احترام
لا اهانه واذلال ستعامله بالطريقه التى ترضيه مهما مقت هى ستوهم نفسها انها تنتقم من عدو لها سلبها
حريتها واتخذ اهلها نقطة ضعف لها ليبتزها بهم ستعامله كأى امراه مرغمه سترضيه وان لم ترضى
وسط كل افكارها وصمتها المطول هتف هو متعلقا بيدها فى رجاء مثير للشفقه والاشمئزاز
فى آن واحد قائلا ببحه رجوليه مقيده :
_ بحبك يا نواره بحبك والحب عندى مش سهل الحب عندى مــلــكــيــه حــصـــريــه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
بعد مرور إسبوع ,,,,
فى الصباح الباكر ,,,
سمعت صوت صراخه الحاد من الاسفل صوت حرك الارض من اسفلها ركضت دون وعى صوب صوته
وخطت الدرج بخطوات متعجله رأت "يامن " فى مكتبه ويقف امامه رجلا شبه تعرفه اقتربت اكثر كى تتضح رؤيتها
واتسعت عينها على أخرهما وهى ترى "شميس " يقف امامه يرتعش ولجت الى الداخل و"يامن " لا يراها كان غضبه
يعميه يكاد يفتك بمن يقف امامه صارخا بكل قواه :
_ انت مش عارف انت واقف قدام مين ؟ انت ممكن ما تخرجش من هنا حى
ابتلع "شميس " ريقه وهتف بتوتر وكأنه يطلب الرحمه :
_ يا باشا انا كنت عايز بس الصفقه دى عايز اعمل مشروع جديد انا ما طلبتش الـ,,,,
وقبل أن يكمل كلامه لاحظ "شميس " وقوف "نواره " بينهم وعينها لا تصدق ما تراه وكأنه رأى طوق
نجاه فى بحر هائج هتف على الفور مغيرا مجرى الحديث :
_ نواره ست الستات بالله خلى الباشا يهدى عليا شويه دى ,,,
بتر على الفور جملته عندما رأى الشر يتطاير من عين "يامن " عم الصمت للحظات قبل ان يقطعه
"يامن " بصوته الخشن المخيف أمرا بكل سيطره :
_ نواره اطلعى على فوق
انتبهت الى أمره لكنها لم تستجيب اقتربت منه تسأله بعدم فهم :
_ فى ايه ؟ بتزعق للحاج شميس ليه ؟
برزت عينه بشراسه مما جعلها تشعر أنه شخص آخر لم تعرفه من قبل شخص مخيف مستعد للقتل
كان محق " شميس" فى خوفه لكن هى من رأته متجردا من كل هذه السطوه هى من رأته عاريا من هذه
الشراسه التى يدعيها تماسكت ورفضت الانصياع لأمره و نظرت فى عمق عينه وكأنها تتحداه إن فكر فى اقصائها
وسألته بقوة وكأنها لم تسمع حديثه :
_ فهمنى حصل ايه لكل دا ؟
عندها صرخ عاليا بصوت مجلجل كأسد نوى الهجوم على فريسته الان :
_ شـــــــــــيــــــــــــمــــــــــــــــيــــــــــــــس غـــــــــــــــور مــــــــن وشـــــــــى
بالفعل هرول الآخر وكأنه حصل على برائه من منصه الاعدام تعثر فى عباؤه وتخطى المكان
مندهشا من جرأة "نواره " امام "يامن " حدث نفسه أنها ستموت الان فى هذا القصر ,طرد كل الافكار
من رأسه يكفى انه نجى اليوم من عاصفة غضبه وجنون بطشه الذى اوشك على الفتك به
(فى الداخل )
بقيت هى وهو نظراته مازالت مشتعله تحرق كل ما عليها صمته المصاحب للزمجره داخليه
لا تصدر إلا عن وحوش ضاريه تاكل أحشاء فريستها بنهم, توقف الزمان بينهم وكذلك الشر ليباغتها هو
بجذب خصلاتها من رأسها صارخا بعنف :
_ انتى ايه نزلك ؟
لم ينتظر منها اجابه سحبها خلفه ليصعد بها الى غرفتها غير مباليا بما سببه لها من آلام فائقه
عاد بها الى الجناح وهى تأوه بصوت عال وعندما توقف هدرت محتده :
_ سيب شعرى انا انزل وقت ما انا عايزه
ترك خصلاتها وامسك منكبيها واضح جدا انه أرادها أن نتظر فى عينه الداميه والتى تقطر شرا
وهتف من بين اسنانه مزمجرا :
_ اوعــك تــنــسي نــفــســك تانى
عقدت حاجبيها من ذلك التحول الغريب هل فجأه أصبح رجلا غاضبا غيور وتخلى عن صفاته الوديعه
التى عاهدته عليه طوال مده الاسبوع الماضيه كل ليله هنا فى هذه الغرفه التى شهدت جدرانها كيف تفنت فى اذلاله
كان عليها أن تكتشف هذا بنفسها فهدرت بنبرتها المسيطره :
_ يظهر إن انت اللى نسيت نفسك
أطلق زمجره غاضبه كادت أن تذيبها واقفه تبعها بنبره حاده ذات شراسه وكأنه لا يعرفها وما خضع أسفل قدمها يوما :
_ انتى مــا لـكيـــش عــليا سلطه بــرا الاوضه دى فــاهــمه
لم تفهمه لأول مره يحتد عليها بهذه القسوة لاول مره يوجه غضبه تجاهها سألته بغباء :
_ يعنى ايه الكلام دا ؟
ترك كتفها وزفر انفاسه دفعه واحده ليهدئ من ثورته التى يعلم جيدا انها لن تهدء الان وهتف مجبورا على الايضاح :
_ يعنى صلاحية سلطتك مربوطه بالعلاقه اللى هنقيمها سواء وقت ما تخلص انا الآمر الناهى
رفع اصبعه بتحذير لن تنساه :
_ اوعى تنسى دا وإلا هتزعلينى وانا زعلى وحش
عينه كانت حاده تعرض ألوانا من العذاب أردف بجمله اخترقت اذنها كالسهم :
_ وانتى اكيد مش عايزه تزعلينى
نفضت رأسها وهدرت دون وعى :
_ لاء انت مجنون رسمى انت لازم تروح لدكتور
ضم حاجبيه مستنكرا :
_ أى دكتور يقدر يمنعنى عن حاجه بحبها انا حر
ارتمت على الكرسي من خلفها وهى تشعر بالانهيار وغطت وجهها بيدها وهى تشدق بـ :
_ انا مش عايزه انا عايزه امشى من هنا خرجنى من حياتك انا تعبت
ازاح يدها بعنف وصفعها بقسوة ونعتها بلفظ خادش :
_ انتى ××××××
كانت صفعته وكلمته النابيه كالسوط افاقتها من غيبوبتها بل وألهبت نار الانتقام فى داخلها
صرت على اسنانها وهى تقف على قدمها لترد اليه صفعته فى الحال
اطبق فمه وامسك تلابيبها وهو يقول بغيظ :
_ انتى كمان بتحبى كدا ما تخدعيش نفسك انتى جواكى نمره متمرده عمرك ما تقبلى جوزك يضربك
أو يجرحك خليكى واقعيه يا "نواره" كل الرجاله بتضرب لو وقعت مع حد فيهم كنتى هتفضلى تنضربى
طول عمرك
ترك تلابيبها دافعا اياها للخلف مستكملا حديثه الذى يجنن العاقل :
_ انا هعدى القلم دا عشان انا ماليش مزاج لحاجه بس وقت تانى نبقى نكمل
استدار ورمى كلماته السخريه من فوق كتفه ...
هاا وابقى فكرينى كل فترة اضربك عشان تبقى تنتقمى منى ملاحظ انك ابتدت ايدك تبقى ناعمه
الفتره الاخيره ,,,,
خرج تاركا لها الغرفه وكأنها فى بحر هائج تتلاقفها الامواج زاد تحيرها وتسألت كيف تعيش مع مثل هذه
الشخصيه كيف تتعامل مع هذا الكم من التناقض كلما شعرت انها تصالحت مع حالته وفكت شفرات غموضه
يفجئها انه معقد اكثر متاهه قتل صانعها وباتت مجهول الخروج منها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد مده قصيره
حياه بارده خاليه من أى مشاعر هو يأتى ويغيب فى عمله بالايام ترك لها القصر بإتساعه لكنها تشعر انها فى خندق
ضيق فدوما عند الحزن نشعر بضيق الارض مهما رحبت لم يشاركها غداء أو فطور غاب تماما عنها منهمكا فى عمله
لم يفتح فمه باأى كلمه ولم يحدث بينهما حوار حقيقى انتهى بها المطاف الى الجهاز اللوحى الكبير الذى تركه لها
قبل الحادث ذهبت اليه واتخذته نافذه لعالم اخر لم تطئه قدماها من قبل توجهت نحو البحث لتبحث عن كل ما يخص ذلك
الاسم الذى قرئته من قبل وحفرت حروفه فى ذاكرتها كالوشم (مازوخيه ) بدئت فى معرفه الاشياء الصحيحه لا التى
أراها اياه من قبل تسألت هل هو مرض ام لا ؟
وكانت الاجابه كالتالى :
_المازوخية هي اضطراب نفسي جنسي يستخدم فيه الأفراد الأوهام والخيالات الجنسية والسلوكيات التي تنطوي على أفعال مهينة ومؤذية بحيث تحقق لهم إثارة جنسية، قد تشمل هذه السلوكيات الإهانات اللفظية، الإذلال، الضرب، الإكراه والإساءة، يمكن أن تصل هذه السلوكيات إلى حد الأذى بالاشتراك مع أفراد ساديين.
يصنف الأشخاص المازوخيين بأنهم ذوي مشاكل نفسية واجتماعية وذوي أفكار هوسية وتفكير قلق ومضطرب وشعور دائم بالذنب والعار ويمكن أن يظهر سلوكهم المازوخي خلال فترة البلوغ المبكر.
اسبابها :
_لا يوجد سبب واضح يشرح لماذا يمكن أن يكون الشخص مازوخياً ولكن هناك بعض النظريات التي يمكن أن تفسر دوافع هذا السلوك، ومنها:
يقوم التفسير الأول على مبدأ أن الأفكار العشوائية والتخيلات الجنسية الممنوعة يتم كبتها أو رفضها ومع الزمن تصبح أكثر إلحاحاً بالترافق مع أنها محرمة أو ممنوعة، وعندما يتمكن الشخص من ممارستها على نفسه فإنه يحقق حالة من الإثارة أو اللذة.
التفسير الثاني يعتبر هذا النوع من السلوكيات سبيلاً للهروب (من الواقع) من خلال تطبيق سلوكيات موجودة في مخيلته مع أشخاص جدد ومختلفين.
التفسير الثالث يعزي أسباب اضطراب المازوخية لمرور الشخص بإساءة أو اعتداء جنسي خلال طفولته مما يؤدي لظهورها كاضطراب شبه عشوائي في سلوكه.
أصبحت عينها مبصره عن معرفه كامله ووعى تام وادراك لحالته لكن لم يسبق لـ"يامن " بعد مده من البحث والتدقيق
انه احتمال كبير يكون تأذى بشكلا ما لكنها لم تعرف عن ماضيه شئ أو حاضره حتى أنها تجهل اسرته وظنت انه نشأ وحيدا كشجره فى وسط الصحراء قاحله
اتخذت "نواره " قرارها بأنها لابد أن تتحدث معه وتصل معه الى حل فى هذا او على الاقل تعرف ما حدث له حتى تتعاطف معه همت من مكانها بعد ساعات من البحث وانهاك عقلى من محاولة الاستيعاب
دخلت الى الحمام لتأخذ دشا باردا ينعش جسدها المنهك وخرجت الى غرفة الملابس لترتدى اليله شيئا
مميزا كبدايه جديده بينها وبينه لامست اطراف اصابعه جاوانب الملابس بملل وسرعه كأنها تقلب بين صفحات
كتاب خطت خطوات متعدة فالغرفه واسعه والركن الخاص بها كبير لفت نظرها ذلك الفستان الذهبى
ذو الحملات الرفيعه وطويل للارض ارتدته ووقفت امام المرآه التى تحيط زواياها كشافات من الضوء
تأملت نفسها قليلا لـتـتـم زينتها حتى تستطيع لفت نظره اليها اليله لتفتح معه صفحه جديده ويفتح قلبه لها
وينتهى هذا البرود
نظرت الى نفسها من كل جانب وشعرت بالخجل قليلا من عرى ظهر هذا الفستان الذى يصل أسفل ظهرها
عضت شفاها بخيبه وراحت تبحث عن غيره ولكن تريد شيئا يضاهيه جمالا واثناء بحثها وسط الملابس
لفت نظرها فراء بنى اللون التقطته وتلمست فرائه الناعم والذى لم تشاهده من قبل نظرت اليه بانبهار
وقررت اضافته الى فستانها لتخفى ظهرها ويبرز زينتها التى تجعلها تبدوا كالحوريات ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أتى متاخرا رأسه تضجج من كثره الضغوط والعمل فسخ عدة ازرار من قميصه وارتمى بثقله الى الاريكه
فى منتصف قصره مد قدماه امامه وارتكى بساعديه على جوانب الاريكه الواسعه ارخى رأسه للوراء وحدق
بالنجفه الكرستاليه بصمت لا يخدش هذا الصمت سوى صوت انفاسه وصوت قرع اقدام رقيقه يأتى من ناحيه الدرج
اجفل عينه عنه وكأنها تدهس قلبه وتشعل رغبته بطرقعه حذائها الذى تخيله فوق وجنته الآن أصبح
الصوت أعلى واقرب رفع رأسه دون أن يحرك أى طرف من اطرافه نظر اليها فوقدت عينه على الفور
كأنها شعله من النيران مظهرها فى الفراء أعطاها قوة وسطوه جعلته يرغبها بشده اعتدل فى جلسته
وعينه لا تنفك عن سحرها الاآخاذ كتربة رطبه احيطت بالماس ظل يحدق بها بذهول يدرس كل إنشئ بها
بدقه هتفت هى تشق هذا الصمت الموحش بـ نبره لينه :
_ ممكن نتكلم سواء
حرك رأسه فى ايماء قصير وأشار بيده لها كعلامه للجلوس بدى مرحبا فجلست بالفعل وقررت ان
لا تضيع وقت اكثر :
_ انا مش شايفه سبب لهجرك ليا طول المده اللى فاتت اعذرنى انى مش عارفه اتعامل مع حالتك
بس بجد انا محتاجه اعرف ايه السبب اللى وصلك لكدا عايزه اعرف عنك كل حاجه عايزه اعرف مـاضيك
والســ,,,,,,,,
قبل أن تكمل بتر حديثها الحماسي ببرود :
_ ليه ؟
قضبت جبينها بدهشه فقرئه بوضوح فكرر هو يرفع وجهه اليها بتحدى :
_ عايزه تعرفى كل دا ليه ؟
ابتلعت ريقها فهى مازالت لا تأمنه خاصته فى مواجهته الاخيره لكن كان لابد أن يحدث حوار
فأجابته بـ :
_ علشان اساعدك تتعالج منه ,,,,,
قااطعها مجددا بصوت ضحكته الرنان :
_هههههههههههههههههه
تحول فجأه من بارد لساخر بلمح البصر تمسكت بفرائها المغرى وكأنها تستمد منه قوى خفيه
وتماسكت بقوة لا تعرف من اين اتتها هى علمت أنه مريض وليس على المريض حرجا
قد يفاجئها بشئ خطر لكنها ستتحمل لا محال ثوانى وضحكاته الرنانه لم تنقطع ملأت المكان بأكمله
وتردد صدها فى الارجاء اخيرا توقف ونظر اليها بجمود وكأنه لم يكن يضحك بالاساس وهتف
بصوت هادئ :
_ معقول يا نوراه مستنيانى ومتشيكه كل الشياكه دى عشان تقوليلى اتعالج
لابسه فرو انتى ما تعرفيش قد ايه الفرو بــثيرنى
تحرك من الاريكه دون أن يقوم مقتربا من الكرسي الذى يضمها وأردف وهو يمسح على فرائها
بحنو وكأنه يلمس حيوان أليف :
_ انا مش تعبان عشان اتعالج انا بحب هوالحب مرض ؟
بات لهجته على مسامعها خطره لكن كان واجبا ان تجيبه بما فى رأسها :
_ الحب مش مرض بس اللى بتفرضوا انت بأسم الحب مرض
ظل فى نفس هدؤه وهو يتلمس فرائها مجيبا بانشغال :
_ انا كل اللى بعمله انى بعاملك زى الاميره مش بقولك لاء مهما عملتى
تؤمرئ تنهى انتى سيده العلاقه
حديثه الناعم وطريقته الهادئه تسيطر على عقلها كزحف الظلام لكن نفضت هذا التنويم المغناطيسى عندما
تخيلته فى هذه الوضعيه المشينه لتصيح بغيظ مكتوم :
_ مش عايزاك تبقى مذلول
توقف عن لمس الفراء ومال عنقه محدقا اليها بهيام وكأنه فى عالم منفصل عما تقول :
_ ذل طعمه حـلـو
شعرت برجفه اجتاحت جسدها فجأه من جملته لاتعرف ان كانت شفقه ام خوف نفضت رأسها
وهتفت باستنكار :
_ لاااا,,,, ع الاقل نروح لدكتور نستشيره
اغمض عينه برهه ثم فتحها وقد حولت لكتله من الدماء وتشنج فمه واتضحت غرابته
هو يصر على اسنانه ساحقا للكلمات :
_ انا مش مريض انا قولتلك قبل كدا إن انسان طبيعى برا اوضتنا انتى اللى مش عايزه تفهمى دا
كل ما فى الامر انى بمارس العلاقه بالطريقه اللى بتبسطنى انتى لازم تتقبلى دا لان دا واجــبـــك
نهضت من مكانها بعدما شعرت بالضجر انه مريض فى حالة متأخره لا يعترف بمرضه ويُوجد له
مبررات ويدافع عنه بإستماته هتفت بنبره مشحونه بالغضب :
_ انا ازاى كنت شايفه فيك أمل ؟
وقبل ان تستدير وثب من مكانه ممسكا بمعصمها جابرا اياها على التوقف وقف خلفها واقترب من كتفها
ليهمس بالقرب من أذنها وهو يتلمس ظهرها بأطراف أنامله :
_ انتى مش عايزه تشوفى الجانب الحلو
لوت فمها باشمئزاز وهدرت وقد انغمست كلماتها بنفس الاشمئزاز :
_ اللى شوفته كان قرف انا ما أطقش الراجل اللى يركع
اطلق زمجرته الغاضبه لكنها تمسكت وتحاشت مواجهته تعرف شكله الآن مخيف
إن نظرت فى عينه ستفتت قواها الى اشلاء واجهتة عاصفة غضبه بذعر واضح عندما صرخ من خلفها بـ:
_ هتعمليه غصب عنك
لم تتحمل رعبها الذى جعل الرجفه تسرى فى جسدها بالكامل حاولت التملص من يده
وهى تهتف بحنق :
_ لاء مش هعمله
انفلت غضبه وشره اصبح متجسدا فى عيناه أدارها اليه قصرا وصاح بقسوه :
_ قولتلك هتزعلينى استحملى بقى
سحبها من يدها وتحرك بها للخارج لا تفهم الى أين هل قرر زجرها للخارج لكن إن خرجت من هنا
سيدمر عائلتها قبل ان تصل اذدا ذعرها وهى تخطو رغما عنه خلفها تقاوم الدوار العنيف الذى ضرب
رأسها وهتفت بخوف سيطر على نبرتها :
_ واخدنى على فين ؟
وصلت للحديقه
لم يجبها لكنه استمر بجذبها خلفه دون اكتراث ولا حتى اجابه تعثرت فى حذائها ذو الكعب الرفيع وسقطت
ارضا استمر بسحبها على الارض لم تستطع الوقوف على قدمها من جديد لكنها لاحظت انه يجرها نحو غرفه فى
زويه الحديقه اتسعت عينها بهلع ان يكرر عقابه لها وهى تخاف الظلام انقبض قلبها وهى تشعر من طريقته
الفظه ان الامر أسوء بكثير من مجرد عقاب وقف على عتبه الغرفه وانحنى ليوقفها مستمرا فى قسوته
وخشونة يده فى سحبها اثبتت قلقها انه بات وحشا لا يعرف الرحمه اسندها بين يده عندما فقدت السيطرة على قدمها
وفشلت فى الوقوف
تاوهت بذعر وهو ممسكا بها وبيده الاخرى يجذب سلسلة مفاتيحه من جيبه ودس احدهم فى الباب لينفتح اخيرا
ويدفعها داخله سقطت ارضا فى غرفه شبه خاليه رفعت عيناها وهى تنتفض كل ركن بهذه الغرفه موحش
تبدوا كسجن او غرفة تعذيب لا يوجد بها سوى سرير حديدى بالى لايشبه فخامه الاخر الذى بغرفتها لا فرش
ولا شباك الغرفه خاليه وعلى فجاه من تفحصها وضع امام اعينها سواط أسود انتفض قلبها بشده وتراجعت للخلف
هذا السواط بشع المنظر و عندما طرقع به "يامن" فى الهواء أصدرا صوت مخيف فتت قلبها وهزم
اخر ذرة من الطمأنينه رفعت عيناه اليه بتوسل لكنها لم تجد "يامن " الذى تعرفه تحول الى وجه اسود بشع
غامض النوايا
↚
لم يبقى فيها جهد من بشاعه المنظر حركت لسانها الذى ثقل فجأه بـتسأل :
_ هتعمل ايه ؟
ظل صامتا لبرهه وعينه لم تتخلى عن مظهرها المخيف وغموضها المسيطر
مد يده لها ويسحبها من الارض لتقف بوجه وبنبره جافه اجابها :
_ دا اختيارك , يا اعمل انا يا تعملى انتى
لم تفهم شئ وزاغ بصرها فى مقلتيه الماكره محاوله الفهم والتركيز لكنه دوما كان يفاجئها بتغير جلده :
_ هتفذى اللى هقوله بالحرف وإلإ مش هتخرجى من الاوضه دى على رجليكى
حركت رأسها بالقبول ليكن ما يكون ماذا سيحدث اكثر من انها تضربه ليحصل على ويختفى
كل هذا الذعر الذى تعيشه وتعود الى جناحها الواسع وسريرها الدافئ ويعود الاطمئنان النسبى الذى تشعر به
فى غرفتها سارعت بغباء تهتف :
_ هعمل كل اللى تقول عليه
ظهر على جانب فمه ابتسامه ماكره لكنها كانت مخيفه اكثر مما مضى هدر بجمود ووجهه لايعطى اى تعبير :
_ قولتيلى قبل كدا انك عايزه تعيشى زى الناس الطبعين
لاح فى عقلها الامل ربما سيتغير لكنه اردف مخيبا امالها :
_ فى واحد هيجى معاه قدامى وتعلمينى
لو كان هناك اعمق من كلمه صدمه لكانت عبرت بها عن ما حدث لها أفرغ فاه ووقفت تنظر اليه غير مصدقه
لربما يعطى أى تعبير يدل على انه يمزح لكنه لم يفعل لذا صاحت هى مستنكره :
_ مــش ممكن
امسكت كتفه تحركه بشده لعله يفيق من مرضه وكررت بجنون :
_ قول انك بتهزر قول انطق
دفع يدها عنه وصاح محتدا ليفيقها من توهمها :
_ مش بهزر هتعملى كدا وقدامى
ترنحت رأسها فأمسكتها بكلتا يدها حتى لا تنفجر من شدة ما وقع بها وتشدقت بصوت
واهن :
_ دا حـــرام ,,, دا اســمــه
رمقته غير مصدقه وصوله الى هذه الدرجه من الانحطاط وصرخت بكل قواه :
_ اللى بتطلبه دا حــرام , هتبقى ديــوث ,ديــوث
اخير تحرك فكه وابتلع ريقه وهو ينظر بعمق لشفتيها فالكلمه من بين شفاها اتفعلت الأفعيل
بنفسه المريضه لم يتخلى عن السوط الذى بيده واقترب منه ممسكا بكتفيها وشهوه غريبه تجتاحه
وتتملك منه وقال بنبره متهجده لم تكن طبيعيه ابدا :
_ انا عايز دا كلمينى انك خاينه انك بتحبى واحد غيرى اتخيليه معانا قولى انك بتحبيه
هو اللى ×××× هو اللى بتبسطى معاه قولى زى ما انتى عايزه انى ديوث
ارتعش جسدها وهى تسمع كلامه المقزز والذى لا يثير سوى الاشمئزازظلت تحرك
رأسها برفض وغير استيعاب وتنفر منه وهى تتراجع الى الحائط لكنه اسرع من خلفها
ليتصق ظهرها العارى بالحائط الرطب تشقر نفسها من هذا المريض نظرت الى عينه برجاء كى يشفق
عليها ويخلصها من هذا العذاب لكن الشهوه كانت اقوى بكثير من أن يشفق عليها فهو بحاجه للشفقه تلك
هتف مستمرا فى جنونه :
- عاملينى كأنى خدمكم وهزقينى على قد ما تقدرى قولى انه احسن منى انك بتحبيه
اكتر منى وانه ×××××× احسن منى
تساقطت دموعها بغزاره دون أن تشعر وانقلبت معدتها على الفور بغثيان مؤلم ابتعد عنها
لينحنى ارضا ملتقطا فرائها الجذاب واعاده اليها ونسقه على كتفها بتهذيب مزدرئا ريقه عدة مرات
وهو يقاوم انجذابه اليه قدم اليها السواط وهتف بإذلال :
_ اتفضلى يا ست الستات
ظلت ترمقه بتعجب واستجداء أن يعتقها من كل هذا العذاب لكنه لم يكن يراها
كل ما ينظر اليه هو السواط الذى رفضت مسكه رأت كيف تحولت نظرته المذلوله
لاخرى حاده وغاضبه فى ثوانى صرخ بكل قوته :
_ لو مش عايزه تخيلى , انا هجيب واحد من برا
تحرك من امامها صوب الباب وما أن ادركت ان تهديده لم يكن فى الهواء اسرعت اليه
وارتمت ارضا ممسكه بقدمه فى رجاء وهى تقول بهلع :
_ لاء لاء انا موافقه هعمل كل اللى انت طالبه بلاش تجيب حد انا فى عرضك
تراجع عن ما أرد لكنه مازال غاضب صرخ بقوة :
- قـــومــى من مكانك
نهضت سريعا كانت مستعدة ليقتلها ولا يفعل ما قال ,امرها عندما وقفت :
_ امسحى دموعك وامسكى الكرباج
كففت دموعها ومدت يدها لتلتقطه وهى لا تعرف كيف تسيطر على انفاسها نظر اليها نظره
غريبه وهو يرى شخصيه سياديه كامله بهذا الفراء والسواط حرك قدمه بعصبيه وهو يفسخ
ازرار قميصه ويلقيه ارضا امرا اياها بغضب :
_ اضربى
ثوان استعادت فيها توازنها ثم قررت دفع كل شحنات الغضب تجاه هى التى قررت اليله تساعده
لكنها وجدت نفسها فى النهايه تساعده بالطريقه التى ترضيه لا بأس فستفرغ غضبها منه بلسعات
السواط ستريه كم هى غاضبه من جنونه وساخطه على مرضه لكن المسكينه لم تكن تعلم أنه حولها
الى ساديه واخرج من ضغطه عليها نهم الانتقام لم تعالجه بل مرضت مثله استمرت اليله
كما أراد بتخيلاته المريضه التى تثير الاشمئزاز وتقلب الامعاء كم لقنها كلمات غريبه عنها
خارج العقل والمألوف كانت تنفذ كل ما يقوله فقط لتنجو من تهديده سارت على نهجه لتتخلص منه
ليخرجها خارج جدران هذه الغرفه وينتهى كل هذا العذاب كم مر من الوقت لم تدرى ما ان انتهى
حتى مالت عن الفراش تتقيئ بشده كان جيد انها تحملت كل هذا الوقت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مال هو الاخر ورائها يسحب عنها خصلاتها المتدليه ويمسح حبيبات العرق عن جبينها برفق
حاولت تنظيم انفاسها المتلاحقه لكنها فشلت نزلت عن الفراش بسرعه كبيره وبحثت بعيناها
اين تركت فستانها فى الغرفه رأته متكوما فى جانب الغرفه لا يختلف حاله عن حال روحها المنهزمه
كل ما بداخلها ساقط وساكن لا شعور سوى الاختناق تحركت بلا شعور نحوه لا تشعر بخجل او غضب
لكونها عاريه تحرك امامه ماتت مشاعرها بعد كل ما حدث التقطت فستانها وارتدته بعشؤائيه تنحى هو الاخر
عن الفراش تبعها قلقا من حالتها متسائلا :
_ نواره مالك انتى فيكى حاجه حاسه بايه ؟
اجابته بلا روح وهى ترفع حملالات فستانها :
_ انا عايزه اخرج من هنا حاسه انى مخنوقه
وقف بوجهها وامسك بكتفيها برفق وعينه تعلقت بعينيها بتشبث كالغريق ابتلع ريقه وهتف بنبره حنونه
ذات رتم حزين :
_ انا بحبك اقسم بالله انى بحبك ما استحملش اشوفك فى وضع من اللى ,,,,
ظهر الخزى على ملامحه وهو ينهى بـ :
_ وضع من اللى قولت عليهم
فقدت الاحساس رغم كل ما يتصارع داخلها على من تبكى على حالته ام على حالتها
رفعت حاجبيها وقالت باقتضاب :
_ عايزه اخرج افتح الباب
باغتها بأن ركع اسفل قدمها صارخا بتوسل :
_ سامحينى انا عارف انى زودتها بس دا كان غصب عنى صدقينى انا بغير عليكى انا ما احبش
حد يشوف طيفك ودا كان كله خيال وانا مقدر انك بتحاولى تسعدينى ابوس رجلك ما تزعليش
وجدته ينوى فعل ما قاله فتراجعت فورا بإستياء من هذا المسخ الذى يتحول لالف وجهه ويتعامل بمليون طريقه
زاد دوار رأسها عندما تحركت فجأه نظرت اليه وجدته ينظر الى الارض متسعا العينان بذهول ممزوج بهلع
وشعرت هى بشئ دافئ يدفق من اسفلها احادت نظرتها عنه لتجد سيل من الدماء ملئ الارض
وامتزجت به خطواتها المتراجعه رفعت بصرها اليه لتجده فى نفس حالة الفزع التى سيطرت عليه
اذدا ثقل رأسها وشعرت ان الغرفه تدور بها فى دومات عنيفه وسقطت على ساقيها فهرع نحوها
يمسك بها مشدودا مما يحدث لها هتف باسمها بشفاه مرتعشه :
_ نواره
رأت شفاه تتحرك لكنها لم تسمع شئ غابت تماما عن الوعى وارتخى جسدها بالكامل بين يديه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ثوان وهو يحتضنها بين يده بعجز ورأسه مشتت وعاجز عن الاتيان له بفكره دار ببصره فى الغرفه
ليبحث عن شئ يسترها به كان مستحيلا ان يخرج بها من الغرفه وهى شبه عاريه وهناك احتمال وجود حرس
سحب قميصه الملقى ارضا من جواره ودثرها به ثم نهض على قدماه ليرتدى بنطاله وبحث جيدا على المفتاح
الذى كان فى جيبه ثم فتح الباب وحملها بين ذراعيه ركضا بسرعه وخفه وهى بين يده كان مستعدا ليركض
بها الى باب المشفى دون كلل المهم أن تعود سالمه كما كانت هرول الى الاعلى لكن مظهرما معا بهذا الشكل
لفت الانظار ملابسهم الملطخه بالدماء وارتخاء جسدها بين يده يوحى بأنه قتلها لذا التف مجموعه
من الخادمات والحرس امامه ليستوعبوا المشهد لكنه صارخ بكل من امامه فى غضب واجم :
_ وســــعــــوا الـــطــــريـــق
تفرقوا على الفور كأنهم جراد وانتشرتجازوهم "يامن " وكأنه لم يراهم ثم صعد الدرج وأمر دون التفات :
_ هاتوا دكتوره بسرعه
ادخلها الى غرفتها ومددها فى فراشه كانت بين يده كالخرقه الباليه والنزيف لا يتوقف وهذا لا يبشر بخير
مسح على جبهتها فى سرعه محاولا اسعافها قبل ان يفوت الاون وهتف بصوت راجى :
_ قومى يا "نواره " قومى ما تسبنيش انا مصدقت لاقيت حد معايا قومى
لم تستجب أو تسمع ايا من رجائه جلس بجوارها عاجزا وانتفض على فجأه ليتحرك بخطى واسعه
نحو الباب ويزعق بحده :
_ قولت هاتوا دكتور
صوته وصل الى كل اطراف القصر استجابوا بالفعل من اول الامر لكن ماذا يفعلوا حتى
يمر هذا الوقت العصيب غضبه وحدته اثارت حالة الارتباك والبلبله فى كل القصر وعلى كل العاملين
عاد ليقف امامها من جديد يعض انامله بقوة ودون شعور اذدا توتره امام سكونها لن يهدء حتى تفتح
عيناها من جديد هاتفه لن يصمت عن الرنين تجاهله كثيرا لكن مع فرط الالحاح اطر ان يخرجه من جيبه
ليلقى نظره على شاشته لطم جبهته عندما عرف ماهية المتصل انها والدة "نواره" اختارت توقيت سئ
للاطمئنان على ابنتها صر على اسنانه وضغط زر الاغلاق واستدار من جديد نحو الباب ليزعق عاليا :
_ دكـــتــور يا بــهــايــم
كان الوقت يمر بطيئا وما حيلة الخدم لقد ذهب احداهم لجلب الطبيبه لكن هو لا يدرك أن الامر سيتخذ بعض
الوقت بالأحرى لا يتقبل فكرة أن هناك وقت من الاساس ظل يدور حول نفسه لالاف المرات يرى دمائها تقطر
وهو يقف مكبل اليدين يشعر باذلال فظيع لاعلاقه له بالنشوة اذلال كالعلقم يمر من حنجرته عندما يتخيل
انها ستفارق الحياه أو حتى ستظل ساكنه بلا حراك
عاد يصرخ بجنون حتى شعر ان احبالة الصوتيه اوشكت على الانقطاع :
_ دكــــــــــتــــــــــور والا هــــد الـــــــــقـــــــــصــــــــر عـــــــلـــــــى اللى فـــــــــيـــــــه
صوته المرعب خلق حالة من الذعر المضاعف بين الحرس دعوا الله ان يمرر الساعات القادمه على خير
↚
ساعات مرت كالسنين على "يامن " واذدات القلق اكثر عندما اتى الطبيب وقرر نقلها للمستشفى فورا للخضوع
لعمليه اجهاض طارئه سقط الخبر بغته على عقله لكن كل ما كان يهمه هو نجاتها و ظهر تشتته وجنونه بوضوح
وكأنه يفقد روحه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وقف امام غرفه العمليات حائرا وغاضب لا يريد شيئا سوى أن تتبدل الادوار و يكون هو من بداخل
وهى طليقه عصفور حر عشقها بقوة لا تقل عن قوة مرضه على الرغم من حديثهم القليل ومقابلاتهم المحدوده
لكنها كانت الاولى التى دق قلبه لها الاولى التى رغبها عشق فطرتها السليمه التى تشبه طفولته الماضيه
نعم أخطأ لكن رغما عنه فالشهوة ساقته الى حافه الجنون وخرج عن المالوف والاطار التقليدى
الا يستحق أن يعيش لحظات فى حياته كما يهوى لحظات تشعره بلذه غريبه لا يدركها سواه
ليل طويل من المآسى رفض أن ينقشع فراح يدق باب غرفه العمليات براحة يداه و بصراخ حاد زعق :
_ كــــل دا فـــى عـــمـــلـــيـــه
قلبه يأذيه بشده وروحه تختنق يحتاج بشده لمهدئ حتى لا يشعر بالوقت الذى كاد يقسمه ويدهس
مشاعره دهس خرج الطبيب منفعلا من ازعاجه المستمر :
_ يا افندم جرى ايه كل خمس دقايق تخبط انت وترتنا
برزت مقلتي "يامن " بجنون جلى وهو يسأله بانفعال :
_ خلاص
حرك الطبيب رأسه يأسا من حالته مكبلا غضبه لمعرفته الكامله بشخصه واجاب باقتضاب :
_ اه خلاص شويه وهتطلع
حول "يامن "نظره الى الغرفه مرتقبا خروجها تعب السنين كله نزل على قلبه وهو يرتقب خروجها
برغم كل سنواته الماضيه التى تحمل من شتى المآسى كانت هذه اكبر مآساه فى عمره بأكمله تهزمه
وتفقدة السيطره على نفسه
صوت السرير المتحرك وهو يجر على الارض أحي احساسه بالوجود ركض يستقبلها فى منتصف الممر
وكانت أحزن موسيقى يسمعها فى عمره هو صوت همهماتها المتألمه وهى تحت تاثير البنج
خطى مع السرير المتحرك وهو يناديها :
_ نواره ,,نواره انتى سمعانى انتى هتبقى كويسه
وصل مع الممرضين الى الاسانسير الذى سيقلهم للدور العنايه سمع انينها وهماستها المتواليه بأشياء
لايعرفها سواهم :
_ انا عايزه امشي ,,انا ما عملتش حاجه ,,,عايزه ارجع تانى ,,
انا كنت بحبه ,,بحبه بس مش عارفه ليه
ابتلع ريقه وتململ فى وقفته وهو يشعر بالتوتر كلماتها تقطع اوصاله بمشرط حاد وتستنزف دمه
دون رحمه وصل مع طاقم المرضى الى غرفه العنايه وتركها للمرضى وخرج يبحث عن الطبيب
ليطمئن على صحتها وموعد خروجها من هنا كان الجو خانق ويكبل حريته بالقوى انتظره بصبر
فى مكتبه لينهى ما ورائه ورأسه لا يكف
عن التفكير اخيرا دخل اليه الطبيب ملقيا السلام وبدأ يامن سؤله بتلهف :
_ هتخرج امته
اجابه الطبيب بأليه :
_ يوم ولا يومين بالكتير ان شاء الله
اسرع "يامن " بالرد عليه :
_ لاء ع الصبح هاخدها وابقى اخلى ممرضه تتباعها عندى فى القصر
هتف الطبيب وهو يحدق اليه لعله يفهم تركبيبته الغريبه فى اصراره على اخراجها
من هنا خاصتا فى حالتها المزريه التى وصلت بها الى المشفى :
_ انتوا ما كانش عندكم علم بالحمل
نفض "يامن " رأسه كعلامه للرفض
فإستأف الطبيب وهو يضعه تحت مجهر عيناه لعله يفهم أى شئ وسط هذا الغموض :
_المدام واضح ان نفسيتها تعبانه ياريت لو اعرف السبب عشان اقدر اساعدك
لم ينظر "يامن " فى عينه وهو يجيبه حافظ على هدؤئه الشديد وهو يقول :
_ انا هخليها ترتاح ما تقلقش انت
رنين هاتفه قطع كلامه اخرجه "يامن" والقى نظره بارده على شاشته التى اضائت
الاف المرات باسم والدة نواره على م يبدو ان قلبها شعر بكل شئ مهما خبأ وتهرب هو
نهض من مكانه واشار الى الطبيب مستأذنا :
_ عن اذنك لو سمحت اكتب على اذن خروج اول ما تفوق
استدار من امامه وخرج من المكتب ليفتح الخط بينه وبينها وبالفعل كل ما حسبه وجده استشف
انها تشعر بالقلق وها هى تهتف :
_ الو ,,, سعادة الباشا انا اسفه انى قلقتك بس انا عايزه اطمن على بنتى قلبى واكلنى عليها
من الصبح
زم شفاه وطال صمته وهو يفكر هل يخبرها بالحقيقه ام يتهرب من الموقف برمته ثوان فقط استيقظ
ضميره لعل وجود والدتها الى جوارها يحسن من نفسيتها ويعوضها قليلا عن حزنها العميق لذا هدر
بتهذيب :
_ أم نواره انا مش عارف اقولك ايه انا اللى اسف نواره سقطت ومحتاجاكى جنبها
شهقت بفزع وانهارت فى البكاء فورا وهى ترد :
_ انا كان قلبى حاسس هى عامله ايه طمنى
اجاب تلهفها باقتضاب :
_ روحى لشميس خليه يجيبك او يبعتك فى عربيه على القصر
اغلق الهاتف سريعا قبل ان تستنزفه بأسئله لم يعرف لها جواب انطلق نحو غرفتها
ليطمئن عليها
من جانبها هى لقد فتحت عيناها اخير وبدء الالم يداهمها لكن غطى على هذا استيعابها انها فى غرفه
غير غرفتها سألت الممرضه التى بجوارها بوهن :
_ انا فين ؟
ابتسمت لها ابتسامه متكلفه وهو تجيبها :
_ انتى فى المستشفى حمد لله على سلامتك بكرا ربنا يعوضك وتملى الدنيا ولاد
كررت جملتها بغير فهم :
_ ولاد ؟
لم تكن تعلم "نواره" بحملها لقد رحل صغيرها قبل ان يبلغها بقدومه قبل ان تفرح بوجوده وكأن الحزن
اعتاد مقاسمتها فى كل الافراح يعطيها الاشياء دوما ناقصه سمعت صوته يهتف بحراره :
_ نــواره حمد لله على سلامتك
اغمضت عينها وهى تشعر بغصه تقف فى حلقها تُمرر جوفها بالكامل آتى الوجع الحقيقى آتى الالم
الذى لا ينفع معه أى مسكن أو عمليات استصال رحلت الممرضه فور حضوره بينما هو توجه نحوها بخطوات
سريعه متلهفه ناسيا كل الماضى المهم انه رأها تفتح اعينها من جديد
وعندما فتحت عيناها وجدته يقف امامها ويمسك بيده ويقبلها فى شوق قائلا بصدق يدفق من عيناه :
_ قلقت عليكى
لم تجبه وحاولت سحب يدها من يده لقد غفيت عينها وهى مستائه جدا منه ومن معاملته السيئه فى تلك اليله التى قررت
فيها احتضانه لاحظ هو نفورها منه فكررتقبيل يدها وباطنها وهمس وهو يأبى تركها :
_ انتى لسه زعلانه منى انا اسف اسف جدا
ماذا تفعل بأسفه لقد جرحها جرحا غائر لم يعالجه الاسف بشتى طرقه ظل ينظر اليها ببرائه كطفل ينتظر رضاء
والدته لكن هذا ايضا لم يحرك مشاعرها تجاه لذا هرع لاخبارها بـ:
_ طيب اقولك على حاجه هتفرحك مامتك هتيجى
حاولت ان تعتدل فى جلستها وهى تساله ودموعها تهطل دون إراده :
_ أمى أمى هتيجى بجد
ركع على ركبتيه امام الفراش وغمغم بصدق :
_ اه هتيجى واول ما هتخفى هاخدك ونسافر نغير جو و,,,,,
قاطعته بحنق من وعوده التى لا تمثل شئ امام جنون مرضه وجموح شهوته التى ترديه ارضا :
_ انا مش عايزه حاجه مش عايزه اروح معاك فى حته انا مش عايزه منك اكتر من امى واهلى
اعتقنى لوجه الله ابوس انا ايدك
قضب حاجبيه بانزعاج من توسلاتها وهتف :
_ عايزه تسبينى يا نواره نطلق يعنى
_ ايوا ,,,,,, اجابته بسرعه البرق
عض شفاه وقد تلون وجهه بحمرة الغضب لكنه كان مغصوبا على تجاهل ضيقها ومسايرتها من اجل سلامتها
نهض من مكانه وهو يحاول ان لا ينهرها من الذى باستطاعته أن ياخذها منه سوى الموت هتف مغايرا للموضوع :
_ هتخرجى الصبح ومامتك هتوصل القصر ع الصبح برضوا
استدار عنها ليحدق بالشرفه الزجاجيه مخفيا حنقه من قرارها
صرخت بغيظ من بروده الذى يتملكه فى اوقات غير محلها :
_ مش عايزه ارجع طلقنى بقولك طلقنى
استدار ليرمى بيده تلك الفاظه التى تعتلى المنضة القصيره امام الفراش وفتناثرت شظاياها واصدرت صوتا عاليا
جعلها ترفع يدها الى أذنها خوفا مما سيلى تلك العاصفه التى لن تمر بسلام
صوته كان يصدح فى الارجاء بغضب :
_ مش انتى لوحدك اللى تعبانه انا كمان تعبان من الصبح فى ضغط عشان خاطرك وانتى اول ما تنطقى
تقولى طلقنى انا عملت ايه ؟
نظرت اليه بحده دون شعور انها قد تؤذى نفسها ان استمرت فى تحدى الطوفان :
_ بتسأل عملت ايه ؟ انا مابقتش حاسه معاك بالامان اهم حاجه فى الدنيا الست بتحتاجه
انا مفتقداها معاك
كلماتها بعثرت مشاعره "امان " تحدث عن الامان اكثر كلمه حرم منها فى طفولته دوما كان يتلفت
ان أراد الطعام أو العب لما تبحث عن شئ لم يكن مهما فى حياته لما تبحث عن شئ لن تموت دونه
هتف بانهزاميه فظيعه :
_ مش مهم الامان المهم انك عايشه ,الامان مش زى الحياه اللى بوفرهالك الامان مش اساس الحياه
لمعت عينه على فجأه وكأنه تذكر شيئا مهم ليردد :
_ انتى قولتى انك بتحبينى وانتى خارجه من العمليات
نظرت اليه بدهشه وكأنه كشف غطاء قلبها نعم تحبه لكنها تكره تصرفاته تعشقه بقلب ام عانت من طباع
ابنها السيئه وعقوقه لها اثارت حذف غباء الحب وتمسكت برائيها :
_ اكيد بخطرف ,,مستحيل ست تحب راجل كان عايز يعرضها على غيروا فى لحظة ضعف
اسرع هو ليجلس جوارها وقال بندم:
_ اقسم بالله غصب عنى انا ما اقدرش اعمل كدا انا بغير عليكى وانتى شوفتى بعينك لما بننزل الجنينه
بمنع الحرس يتحركوا ويوم ما رأفت عدى كنت عندى استعداد اقتله عشان شافك
انا مش اللى قولتى عليه انا بحبك وعمرى ما هعمل كدا
حالتها لم تسمح بتصديقه ومن يطاوع قلبه وهو من قاده للالاف المرات للموت وافقدها جنينها قالت بحده :
_ الحب اللى بتحبهولى غير اللى انا عارفه
ازاحت عينها عن عيناه وأردفت بوهن وكان قلبها تفتت عند ذكرى ما فات :
_ انت بتنسانى وقت ما بتحبنى
هشاشه قلبها دفعتها للبكاء وهى تسترسل بوجع :
_ اللى بيحب يستحيل يتحمل الكلام اللى اجبرتنى اقوله اللى بيحب بيبان حبه وقت العلاقه مش العكس
اجفل عيناه بارهاق متهربا من كل ما قالت بـ :
_ مش من العدل انك تحكمى عليا عشان خرجت برا الاطار التقليدى سبق وقولتلك لو ما كنتش بحبك
ما كانش ممكن اعمل معاكى كدا
صرخت به قوة باعتراض على كل ما قال :
_ بتعمل كدا معايا عشان عارف انى عمرى ما هقدر اتكلم عنك حتى جوزنا كان عن طريق محامى
عشان حتى لو فكرت افتح بقى ابقى واحده مالهاش أى قيمه عملت معاها علاقه وبتفضح نفسها
او عايزه قرشين دا لو عرفت انطق قبل ما تموتنى من غير ماحد يدور عليا انت اخترت صيتدك صح
يا "يامن " بيه ياريت تكمل جميلك وتسيبنى اروح لحالى
كشفته بذكائها الفطرى وعرفت سبب عدم مجيئ لامضاء العقد وناب عنه المحامى الخاص
ولم يعلن زيجته للاوساط الرقيه بقى كما هو وحيدا حتى دهشة صاحبه عندما رأها لم يجيبه
قائلا انها زوجته اختار الغضب والحده عوضا من اخباره بكل سهوله انها زوجته
امتعض وجهه من كشفها له وأظهر حنقه عيان وهو يقول بقسوة :
_ لو دا هيريحك ايوا كل اللى قولتيه صح وانا مش هسيبك بقى يا "نواره " بقيتى مراتى
وحقى وانا مش هسيب حقى حتى لو عايزه تقولى لدنيا كلها اللى شوفتيه مش هسيبك
صرخت على فجأه من شده الالم الذى اعترها أسفل معدتها فانهارت كل قواه أسفل قدمها يسألها بتلهف :
_ مـــالك حاسه بوجع
ضغط زر الاستغاثه من جانبه لتاتى الممرضه على الفور , انتهى بينهم الكلام بألالم كما افترض أن يكون
من البدايه علاقتهم كلها ألم ونهايته المحتمه هى الألم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
(فى الصباح )
عادت من جديد قفصها المدهب قضت ليلتها معه بهدوء لا يخلو من اهتمامه المزعوم مع كل حركه او
أنه صغيره تخرج من بين شفتيها كان حريص جدا على الحفاظ عليها اثناء نقلها من المشفى الى منزله
لكن هى لن تهتم بمشاعره بقد مشاعرها التى دهسها باخضاعها لرغباته
شعور الوحشه القاسى التهم احسيسها ظلت صامته على الفراش بينما هو ينجز بعض اعماله على الحاسوب
من الانتريه المحاذى للفراش أبى تركها فى مثل هذا الموقف وأثار تأجيل كل شئ من أجلها قطع بروده الجو
السائده بينهم طرقات الباب التى اجابها "يامن " دون أن يلتفت عما يفقل :
_ إدخــل
استجابت الخادمه وفتحت الباب لتهدر بأدب :
_ أهل الست نواره تحت يا أفندم
استحوذ الخبر على اهتمام "نواره " كادت تقفز من الفراش من فرط تلهفها لا تخبى شوقها بعد هذا المده الطويله
من الحرمان منهم , رفع وجه اخير وهتف باهتمام :
_ اها خليهم يتفضلو
استدارت الخادمه لتنفذ أومره بهدوء بينما هو نهض من مكانه واغلق حاسوبه واتجه نحوها
اقترب من الفراش ومسح على رأسها بهدوء وهو يهمس بنبره مسيطره :
_ طبعا انا مش محتاج افكرك انك بنت عاقله ومافيش حد من أهلك هيعرف حاجه لمصلحتهم
قبل مصلحتك انتى كدا كدا مراتى ومن حقى أعمل اللى اشوفه مناسب معاكى وانتى أذكى من
انك تقولى حاجه تنضرى بيها
تصاعد الغضب بداخلها فدفعت يده بحنق بالغ ورفضت اجابته , زم شفاه وعلق نظره عليها
ثم هتف بغضب من نفورها الزائد :
_ ماشي هتشوفى انا هعمل ايه ؟
طرقات متعجله قاطعتهم مرة أخرى لكن هذه المرة كانت أسرع فى فتح الباب على مصرعيه دون انتظار
الإذن اندفعت ام "نواره اندفاعا للداخل وهى تتشدق بقلق :
_ نواره بتى سلامتك يا حبيبتى الف سلامه عليكى
شد "يامن " ظهره ودس يده فى جيبه واطبق فمه فى ضيق ورسم ابتسامه بارده على وجهه وهو يتصنع
الترحيب لم تهتم ام نواره لشى سوى ابنتها بعدما التقت فى أحضانها بشوق كبير دلف من بعدها امراة
فى نفس سن والدتها لكن حالها مختلف فهى تلتفت يمينا ويسار بانبهار ومن الذى يطالع كل هذا الجمال
ولا يفتتن سحبت فى يدها فتاه متوسطة العمر تابع "يامن " دخولهما وهى تهدر دون ان تلقى نظره
واحده على "نواره " و دون انتباه :
_ الف سلامه يابت اخويا الف سلامه يا اختى
ضيق "يامن " عينه وهو ينظر باتجاه الفتاه التى لحقت بتلك السيده ابتسم ابتسامه ماكره
عندما رأى الجوع والاحتياج يملاء أعينهم لم يجهد تفكيره كثيرا فيما سيفعله الفكره
اتت له فوار انفرج فاه بابتسامه جذابه زادت من واسامته الملعونه مخفيا وجه الشيطان
الذى لا يرأه احد
نادته أم نواره باستحياء :
_ يقطعنى دخلت وما سلمتش عليك انا اسفه يا سعادة البيه
ابتسم لها "يامن " بود شديد وهتف :
_ ولا يهم يا ام نواره انا مقدر الوضع
ابتسمت له الاخرى "زينب " عمت "نواره وهدرت متهلله :
_ يا أهلا وسهلا يا سعادة البيه احنا اتشرفنا بشوفتك والله انت ماشاء الله عليك بدر فى ليله تمامه
وكزت ابنتها فى كتفها وهى تستأنف وابتسامتها لم تفارقها :
_ سلمي يا بثينه ع الباشا
كانت "بثينه " تختلس النظر فطالته بالفعل آسره مدت يدها وهى ترتعش اليه فرمقها هو متفحصا بمكر
وسحب يده من جيبه ليدمها لها هو الاخر مصافحا و ابتسم قائلا :
_ اهلا وسهلا يا مزمزيل نورتيى القصر
كانت "نواره " تتابع رقة المتناهيه وهى تغلى كإبريق الماء على الجمر صرت على اسنانها وكورت يدها
بغيظ من تشبثه بيدها الذى دام لثوانى فانطلق من بين أسنانها صوتها الغاضب باسمها :
_ بثينه مش تسلمى عليا ولا انا ما وحشتكيش
كانت الاخرى لا تخفى نظراتها الهائمه لتلك الرومانسيه التى يعرضا "يامن بسخاء هتفت بولاه :
_ هاا ايوا يا بت خالى
اذدات اتساع ابتسامته وهو يرى نجاح لعبته التى بدأت لتو سيلعب الثرى وستعرف نوراه من من تنفر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
انسحب "يامن " من جلستهم لمده قصيره بينما اعتدلت "نواره " لتحدث والدتها برجاء :
_ بالله يا ماما قوليله يسبنى اقعد عندكم يومين انا مش مرتاحه هنا
وانتشرت علامات الدهشه على وجهه والداتها لكن تدخلت عمتها تهدر بحنق :
_ عشان فقريه بقى ربنا يفتحلك طاقت القدر ويسكنك فى جنه وانتى عايزه ترجعى للناموس والقرف
دفعت والدتها براحت يدها مستكمله :
_ عقلى بتك يا مرات اخويا
ظهرت الحيره على وجه والدة "نواره" وابتلعت ريقها فى توتر كانت تود الانفراد بابنتها لتعرف ما سبب
عدم راحتها لكن عمتها لم تتركهم لثانيه واحده لذا هتفت بحجه مرغمه :
_ اعقلى يا نواره هنا فى رعايه لو جيتى معايا ممكن تتعبى لا قدر الله وانا ما اقدرش اشيل مسؤليه زى كدا
زاغ بصر "نواره " وامتلائت عيناها بالدموع تريد الرحيل من هذا المكان بأى شكل تريد الهرب لكن ما من احد يساعدها
شعرت والدتها بأن هناك شئ خفى لا تعرفه نظرات ابنتها تفصح عن حزن عميق لا تعرف سببه نادتها بحنو :
_ نواره هو فى حاجه ؟
كانت "زينب " لا ترى أيا من هذا ولا تكترث نظرتها ماديه بحته وترى ان "نواره " لا تقدر النعمه التى بيدها
والتى يحسدها عليها الكثير وهى أولهم اجابت بعدما ظلت "نواره " تطلع لوالدتها بحيره دون أن ينبث فمها بشئ :
_ هيكون فى ايه ؟ ما فيش غير الدلع والبطر وحتى لو فيه استحملى يا اختى حد يقول للعز والهناء دا كله لاء
زفرت انفاسها بتعب لا احد يشعر بها ولا احد يستطيع أن يستوعب معاناتها وايضا لا يستطيع المقايضه
بالشرف امام المال أردفت "عمتها " وهى تمسك بيد ابنتها :
_ نواره " بنت عمتك حبيتك شوفيها واقعه حلوه من الكبارات زي الباشا كدا
اتسعت عين نواره " بغير استيعاب ثم شهقت مستنكره بحنق :
_ اشوفك فين يا عمتى ؟ هو دا فيه زيه
لوحت لها عمتها متمته بابتسامه آمله ان تتهنى ابنتها نفس هناء "نواره " الذى تتخيله :
_اكيد ليه قريب هنا ولا هنا
صمت لثوانى ورفعت حاجبها باستنكار مكمله حديثها :
_ ولا تكنيش عليتى علينا يا بت اخويا
من جانب نواره
قلبت عيناها بملل وزفرت انفاسها المتعبه لتقع عينها على "بثينه " الجالسه تتامل المكان بشرود
ضيقت عينها ورمقتها بحنق لا تعرف متى نمى تجاهاه ربما عندما رأتها بنفس هذا الشرود حين
نظرت ليامن فنادتها بنبره ساخره :
_ بثينه
التفت لها الاخرى واجابت و الشرود يسيطر عليها :
_ ايوا
ظلت ترمقها بنظرات حارقه وأسنانها تصر بشكل عنيف من أثر تلك النيران التى نشبت فى صدرها
من تصرفها الذى لم يمر دون تعنفها عليه :
_ حطى عينك فى الارض يا بثينه بلاش تبصى على حاجات اكبر منك
عقدت حاجبيها من حدتها التى لا ترى لها سبب لطالما كانت "نواره " صديقتها وقبل ان تجيبها
أو حتى تسألها عن السبب قاطعهم "يامن " الذى دخل الى الغرفه يرتدى قميصا أبيض شمر ساعديه
وفك بعض أزراره ليظهر صدره بتفاخر ابتسم ابتسامته الناصعه عندما التفت الانظار حوله
وصاح وهو يتقدم فى الغرفه قائلا :
_ منورين المكان والله يا جماعه
ابتهجت "ام نواره " لترحيبه المستمر بهم بين الحين والاخر لدرجه أنه يشعرهم أنهم فى منزلهم
وأنه من اسرتهم لتقول بفرح :
_ منور باصحابه يا ابنى
اقترب من الفراش ليمسح على شعر نواره بلطف مقصود متسائلا :
_ عامله ايه دلوقتى ؟
جاهدت "نواره " اخفاء حنقها لكن انفاسها الغاضبه خرجت من انفها دون إراده وهى تجيبه
وتحيد نظرها عنه نظرها عنه فى نفس الوقت :
_ الحمد لله
كانت عين "بثينه " لا تنفك عنه وابتسامتها الشارده تخرج منها لا اراديا تمنت رجلا بكل هذا اللطف والواسامه
نفس الحال انطبق على والدتها التى هدرت بمبالغه :
_ هيكون حالها ايه يا باشا فرحانه ومتهنيه ربنا يخليك ويبارك فيك ويديك الصحه ويخلف عليك بالخلف الصالح
ابتسم لها "يامن " ابتسامه لا تتجاوز فمه وتحمحمت "والدة نواره " تطلب منه على استحياء :
_ والله يا ابنى يبقى كرم كبير منك لو بعتلنا نواره تقعد عندنا يومين
رمى نظره جانبيه الى نواره والتى ارتبكت على الفور يعرف انها هى من طلبت لذا نفض رأسه وهو يهتف بجفاء :
_ ما ينفعش يا ام نواره انا ما أستغناش عنها ابدا
ثم عاد يمسح على رأسها كأنها حيوان اليف يروضه وأردف :
_ كمان اخاف عليها تتعب
نظرت "نواره لوالدته تحثها على الاصرار والتحايل حتى يرضح لطلبها وبرغم من فهم والدتها
نظراتها لكن لم يكن لديها الجرأة لتكرار الطلب امام لطفه وهيبته
تدخلت "زينب " فى هذا التوقيت بابتسامه متسعه مبديه اعجابها :
_ يبعد عنك كل شر هو فى واحده عاقله تستغنى عن واحد زى حضرتك ساعه واحده مش يومين
سارعت والدة نواره " لتصحيح الامر حتى لا يفهم طلبها بشكل خاطئ :
_ اصلها وحشت ابوها واحنا كمان ما جاتش عندنا من يوم الفرح وكنت بقول لو عندك
شغل ولا حاجه تقعد معانا شويه صغيرين نشبع منها
مط "يامن " شفاه وحرك رأسه ابتسم ابتسامته الماكره ليرفض بلباقه فلا احد يجرء على تغير قرار اتخذه :
_ ومالوا القصر واسع تقدرى تقعدى معاها هنا المده اللى تحتجيها ولو حابه ابعت اجيب باباه
يقعد معاكوا هنا انا ما عنديش مانع
وكزتها زينب كى تكف عن هذا الطلب وتوافقه فى الرأى وهى تهتف بابتسامه :
_ والله دا كرم كبير منك انت كلك ذوق وابن حلال وانا برضوا بقول ما ينفعش تسيب بيت جوزها
ولو كان زى حضرتك بالذات كتر الف خيرك
حافظ على ابتسامته وبطرف عينه يتابع نظرات "بثينه" المعجبه به وكذلك عين "نوراه" التى اشتعلت
وهى تحدق نحو "بثينه" هتف بابتسامه مزيفه :
_ على ايه بس انتوا نورتوا المكان ممكن تتفضلى معايا انتى والانسه افرجكم الجناح
بتاعكم وطبعا دا هيكون ليكى انتى والمزمزيل وأم نوراه ليها واحد تانى عشان تاخدو راحتكم
وتبسطوا عندنا
لم تخفى "زينب "سعا دتها بعرضه السخى وتهلل وجهها بالفرح وهى تنهض من مكانها وتسحب بيدها ابنتها
موافقه على نزهه قصيره فى هذا القصر الشاهق وبتهلل شديد هتفت :
_ يا اهل الكرم والذوق ربنا يعلى مراتبك ويزيدك من فضله
تقدم "يامن " نحوهم ومد يده الى "بثينه "وهو يقول :
_اتفضلى
رأته "نواره " يخرج من الغرفه ممسكا بيد "بثينه" وعمتها تسبقهم الى الخارج فشعرت بالنار تضرب
قلبها دون رحمه وكأنه عصفور طار بعيدا عنها كادت تبكى وتصرخ بما لا تعرف تريد فقط الصراخ
حركت قدمها بعصبيه ودت لو تنزل الى الارض وتركلها بغضب طفولى او تحطم كل شئ حولها
وسط موجه افكارها السلبيه امسكت يدها والدتها ما إن اطمئنت لخروجهم وهتفت بتشويق :
_ نواره قوليلى مالك بسرعه قبل ما عمتك تيجى
نظرت اليها "نواره" ولا تعرف لما انفجرت فى البكاء وارتمت باحضانها لتتلقفها والدتها بفزع
وقلب مدمى لحالتها التى تبدوا ان لها سبب مؤسف يؤذى كلاهما معا
***************************************************
عرض "يامن " قصره بتفنن واغراء لا حد يفهم ما برأسه شتت عقولهم من فرط الانبهار
لم يخفى ثرئه الفاحش ولم تغفل "زينب " عن الدعاء له والتفخيم الزائد والرفع اكثر من شأنه
استقبل كل هذا بابتسامات بارده لم تصل لقلبه بينما عامل "بثينه " بلطف وحرص أن يظهر الجانب اللبق
لهم حتى انفرد بها بعدما سبقتها "زينب " فى الحديقه وقف فى مواجهتها ونظر اليها مليا بينما هى
شعرت بالخجل من نظراته الغريبه عضت شفاها وهى تجاهد لتخفى اعجابها به ليتجرأ هو ويمد أطراف
اصابعه نحو طرف ذقنها ليرفع وجهها الى وجه ابتسامته زينت وجهه وهو يسألها بدهاء :
_ انتى بتخبى عنيكى منى ليه ؟
ابتلعت "بثينه " ريقها وهى تكاد تذوب من كلماته التى لاول مره تكون موجهه لها هى فقط كفيها التهب
وكأنها مسكت لتوها الشمس اكتفت بالتهامه بنظراتها البلهاء دون ان تجيبه وحافظ هو على ابتسامته
الآسره وهو يهتف بنعومه تشبه جلد الافاعى :
_ احيانا الواحد ما بيشبعش بفاكهه واحده وبيحتاج كتير عشان يحس انه فى الجنه
يبدوا انه ساحر لكى يرمى شباكه بهذه السهوله على عقلها ويقرأ هذه الطلاسم دون ان تفهمها هى
هتفت بتعلثم شديد :
_الكلام دا معناه ايه
ازاح يده ببطئ والتف بخيلاء ليتركها تشتعل من حركاته الرومانسيه التى بالطبع لم تجربها من قبل
وخاصتا من هم بمثل "يامن " ذو الوسامه المفرطه والسيطره والنفوذ اضافه الى رقته فى التعامل
اولها ظهره وتحرك وابتسامته اتسعت اكثر بمكر سيجعلها تأتى طوعا لقد دق الناقوس وسيربح
بالتاكيد فمن يتحدا هذا الثعلب الماكر ’’’’
(الاعلى)
اوقفت بصعوبه نشيجها الحار وهى متحيره بما تخبر والدتها تحاول اخفاء الجزء الاسؤء
من حياتها عنها حتى لا تحزنها وتجرحها وضعت يدها على فمها وكأنها تكتم هذا السر الخطير
وعيناها لا تكف عن ذرف الدموع اذداد قلق والدتها وصاحت بتوتر من حالة ابنتها :
_ بت يا نواره مالك قولى يا بت فى ايه ؟
نفضت رأسها وهى لا تدرى بما ستخبرها بعدما وصلت لهذه الحاله ويا ترى هل ستصدق أى كذبه
مهما كانت ام لا امسكت والدتها منكبيها تحثها على النطق باستعجال بعدما غزى عقلها افكار سيئه :
_ ما تقولى يا نواره فى ايه والعيل اللى كان فى بطنك دا سقط ازاى ؟
اذداد اتساع عيناها وهى تسأل بهلع :
_ ضربك يا بت ؟
تحول بكائها فجاه لضحكات لا تعرف من أين أتت لكن كان حقا هماً مضحكا لقد عرفت "نواره "
ما هو مُخزى ومخيف أكثر من العنف والضرب فى الزواج ظهر العجب على وجه والدتها وهى
تشاهد تحولها المفاجئ والمثير للدهشه فى عينيها دموع مازالت تتساقط وفى ثغرها ضحكات ساخره
كيف يجتمع الفرح والحزن والجنون فى وجه واحد اندفعت والدتها بها بحده :
_ فى ايه يا بت حالك ما يطمنش
حاولت سحب كل مشاعرها التى ظهرت وجاهدت التوازن حتى تطمئن والدتها ,لكن قلبها كان يريد
أن يرمى بكل ثقل على لسانها واظهار مشاعرها الاصليه مهما حاولت هى سجنها :
_ انا كويسه يا ماما مافيش حاجه
هكذا هتفت كى تنزع الهلع الذى ظهر على وجهه والدتها لكنها لم يهدأ بال أم نواره
*******************
فى الحديقه
كان "يامن" قلقا من انفراد "نواره " بوالدتها حاول عدم التوتر من اخبارها الحقيقه لكن
جهز مخرج قبل أن يغلق الباب شد ذراعيه امامه وزفر أنفاسه وعينه متعلقه بالطابق
الخاص بها ومن حوله زينب وبثينه يتجولون بالحديقه التف بكامل جسده لهم ضم شفاتيه واطلق
صافره للفت الانتباه وبالفعل التفت اليه "بثينه " تلك المسكينه إنشغلت به سريعا من قلة خبرتها
وقعت صريعه هذا الذئب الماكر الذى استغل فطرتها وانبهارها به ظلت تحدق به وهى فارغت
الفم ابتسامته ساحره بشكل لا يوصف ولولا انه نادها قائلا :
_ انا هطلع اطمن على نواره خدوا راحتكم
لم تكن تحيد نظرها عنه الى نهاية العالم اختفى من امامه وهى تعلق عيناها بظهره
وكأنها تحلم أيعقل ان يكون كل الفوارس الذين حكت عنهم الاساطير اجتمعت امام ناظريها
وكزتها والدتها تهدر بتعجب :
_ فى ايه يا بت ؟ مالك ؟
شعرت بدوار فجأئى برأسها واجفلت عيناها عندما اختفى وكانها لا تريد أن ترى بعده أى شئ
كررت والدتها السؤال وهى تدور فى وجهها :
_ بثينه ما تردى ؟
لوت فمها ونفضت رأسها كى تبعد هذا الدورا اللعين وسامته تجعلها تشعر وكأنها ارتشفت زجاجه كامله من الخمر :
_ مالى يا ماما هو انتى مش شايفه ؟
رفعت والدتها حاجبيها ثم ارتخت ملامحها ونبث فاها عن ابتسامه خبيثه لتهتف برويه :
_ شايفه ايه ؟
امسكت "بثينه " بذراعها بتوسل وثنت قدمها قليلا لتصل الى رأس والدتها قائله باعجاب شديد :
_ عز وجمال وحنيه شوفتى بعاملها ازاى شوفتى طالته
تهكم وجه والدتها بغضب وصاحت بحده :
_ اما انتى غبيه غباء
عقدت الاخرى حاجبيها باندهاش وهى تسال بانزعاج :
_ غبيه ليه ؟
امسكت بمرفقها بقسوة وهدرت :
_ مش شايفه هو بيعاملك ازاى ؟ الجدع عينه عليكى ربنا يجعل حظك من حظ بنت خالك
كادت أن تسقط لا تصدق ما تقوله والدتها لم يصل حتى لأحلامها كل نظراتها اليه كانت اعجاب
بحالته ككل نسبة لها كان أول أميرا تراه على أرض الواقع تداركت صدمتها سريعا ونفضت
رأسها معترضه :
_ انتى بتقولى ايه يا ماما دا جوز نواره
زفرت "زينب " بسهاد ولوحت بيدها فى ضيق :
_ هو احنا اللى قولنلها تبطر الراجل زهق اهو وبيدور على غيرها
هتفت "بثينه " بذهول :
_ معقول
**********************
دخل اليهم الغرفه من جديد يهتف كعادته بابتسامه وحنو وعينه تدرس بامعان تفاصيل وجوهم :
_ وحشتينى يا نواره
قالها بنبره تهديد مبطنه لن يفهمها سواهم واردف وهو يغير وجه نحو والدتها قائلا :
_معلش لو بزعجك اصل انا نقلت شغلى كله هنا الفترة دى
فهمت والدتها ما يقصده ونهضت من الفراش وهى تقول بحرج :
_ اتفضل يا ابنى بيتك ومطرحك انا هــ
قاطع كلامها ممسكا بيدها بحنو :
_ لا انا مش بطرتك ولا حاجه انتى تقعدى معاها وقت ما تحبى بس انا هاخد الركن اللى هناك
دا
اشار بطرف بنانه الى جانب الغرفه حيث المكتب الصغير لكن والدة نواره استشعرت الحرج من تواجدها
بينهم لذا هتفت :
_ لا ما لوش لازوم انا هروح ارتاح على ما تخلص انت شغلك
ترك يدها وهو محافظا على ابتسامته وقال وهو يتجاوزها نحو الهاتف الموضوع جانب الفراش :
_ انا هخلى الداده تيجى تاخدك لجناحك
وقبل ان يشرع بالاتصال وقفت ورائه والدتة نواره تباغته بسؤلا حيرها كثيرا القت به دون مقدمات :
_ هى "نواره " سقطت أزاى ؟
دار بمقلتيه دون نظر وركز نظرته الحاده على وجه" نوراه" الذى احتقن فجأه من احتمال غضبه
أو شكه فى انها اخبرتها شئ استعاد رباطت جأشه واجابه بصوت جامد كالصخر :
_ احنا ما كناش نعرف انها حامل اصلا
ثم التف اليها ليكمل بتأثير :
_ صدقينى انا اتفأجئت زى زيك يا مدام زفر انفاسه قليلا واكمل .... كانت اكبرصدمه فى حياتى
بللت الام شفاها وقد ظهر تأثرها على انتهاء فرحة ابنتها قبل ان تبدأ وتشدقت بـ:
_ ربنا يعوض عليكى ويرزقكم الخلف الصالح
اجابها يامن بابتسامه بسيطه تبعها بـ:
_ ان شاء الله
همت بالاستداره وهى تقول :
_عن اذنك يا ابنى
مد يده لها ليهدر :
_ اتفضلى
خرجت وتركتهم معا راقب "يامن " خروجها بفارغ الصبر وما ان وصلت الى الباب التف
الى "نواره " وبسط ذراعيه واعتلى وجهه ابتسامه واسعه وهو يقول :
_ اخيرا بقينا لوحدينا وحشتينى
تهجم وجهها وكأنه اتى لحتفه صاحت بوجه بحده :
_ انت عايز ايه من بثينه بطل تلعب على عقلها دى حتة عيله مش فاهمه حاجه
اخفى شبح ابتسامته بصعوبه وهدر متصنعا البرائه :
_ طيب هو انا عملت حاجه
لم يهدئ من الغضب والصراخ الذى بداخلها فنهضت على ركبتيها بغيظ مكتوم :
_ انا لسه هستنى تعمل البنت اصلا واقفه على الهواء
شعر بالفخر انه نجح فى اثارتها من لا شئ سيريها انه تحبه بقدر ما يحبها ,اقترب منها
ليقول دون اهتمام :
_ اديكى قولتى اهو واقفه على الهواء يعنى انا ما ليش ذنب
اختنقت من مراوغته وظلت تنظر فى عينه تبحث عن رد على ما يقول لكنها لم تمسك
بيدها دليل لكنها تشعر بالخطر يدور حولها وجدت يده تلتف حولها فى ليضمها لكنها سرعان
ما نفضتها بانزعاج وهى تهدر :
_ إوعى ايدك , انت ازاى بتمد ايدك عليا بعد ما كشفت كل ورقك فى المستشفى وبعد اليله القذره
اللى عيشتهالى
تحول هدؤئه لغضب ظهر من نافذة عيناه لكنه تحدث برويه لعله يقنعها انها بات له وانتهى الامر :
_ بصى يا "نواره" انا ما عملتش حاجه غلط احنا متجوزين والورقه اللى معايا بتقول كدا
كونى انى بعمل علاقه معاكى خارج النطاق التقليدى فدا مش عيب وانا وريتك قبل كدا الناس
بتعامل ازاى وانا بنبسط يا حبيبتى ومهمتك دى
نفضت رأسها خوفا من ان يؤثر على عقلها بخداعه صاحت معترضه :
_ انت ورتلى اللى عايزنى اشوفه وبس انما ما قولتليش إنه مرض
برزت مقلتيه بشكل مخيف لدرجه جعلتها تصمت لوهله ثم أردفت وكأنها لا تخاف شئ لتلقى بآخر ما يهلكه :
_ ولازم تعالج منه
اختصر المسافه بينهم وامسك رأسغها بقسوة وقد تفاقم الغضب بداخله لمعرفتها اشياء لم يرد معرفتها
ولم يرد مواجهتها ابدا سحق الكلمات بين اسنانه وهو يهدر :
_ اسمعى يا بت انتى مافيش حاجه اسمها مرض الموضوع دا مزاجى لو مش عاجبك اجيب غيرك
من الصبح واديكى شايفه بعنيكى اهو بيترموا تحت رجليا فخليكى عاقله لو حابه تقعدى معايا
ابتلعت ريقها وانهالت دموعها بقهر أين تهرب من عذابه وقعت فى حبه وانتهى الامر تستطيع تحمله
الا فيما يخص الشرف لذا تشجعت ونطقت من بين شفتيها المبلله :
_ لا طلقنى انا ما اقدرش على كدا
زفر انفاسه بتوالى حتى يهدء وكأنه خرج من سباق عدو للتو ليعود للين وهو يهتف محتضا اياها :
_ ما تقوليش كدا يا نواره انا مش ممكن افرط فيكى انتى غاليه عندى اوى واذا كان على اللى
حصل اخر مره انا هحاول اسيطر شويه
لم تدرى اتبكى ام ترضى بما يقول لكن ما استقرت عليه انها بحاجه لهذا الحضن فقط فى هذه اليله المرهقه
سكنت فى احضانه فمال بها الى الفراش ليتمدد جوارها تاركا اياها تغفو على صدره بينما عينه هو لم تغفل
وكأنه يصارع الماضى والحاضر معا ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فى الصباح
ترك لها الغرفه دون ان ينتظر استيقاظها كان منهك من كثرة النقاشات الدائره والمتعبه لايريد قمعها
حتى لا تفقض حس السيطره لديها وتظل قويه كما رأها اول مره تصر انه مريض ولا تعرف انها
اصبحت مرضه لا يعرف كيف احبها وتعلق بها ولا كيف يراها سياديه من اى مرض يشفى منها ام
ما تدعيه انه مرض , استيقظت هى تمد يدها على الفراش لم تجده فانتفضت سريعا وجالت بعينيها
فى الركن الذى اتخذه مؤخرا للعمل لتجده هو الاخر فارغا زمت شفاها بالم مما يفعله بها ياخذها
الى عنان السماء ويلقيها ارضا دون ان يكترث تنام فى صدره وتصحو على الفراغ اذدا حزنها
وتضاعف المها وجلست مكانها تشعر بالخواء ,,
حتى اتت لتزرها والدتها والتى لاحظت بفطرة الامومه على الفور حالتها وعينها المرهقه وخطوط وجهها
التى تحمل فى طياتها الكثير لذا اقتر بت منها وجلست فى مواجهتها وهى تسال :
_ مالك يا نواره ؟
نفضت الاخرى رأسها تقول بشتات :
_ مافيش
لم يشفى صدر والدتها بتهربها فحالتها افضل شاهد ان هناك الكثير لذا سألتها من جديد بتحايل :
_يا بنتى ريحى قلبى فيكى ايه ؟ احكيلى طمنى قلبى ؟ الراجل دا عمل فيكى ايه ؟
اجابتها فى محاوله لاخضاع نبرتها لفرح لكن فشلت فشل ذريع :
_ ما عاملش حاجه يا ماما كويس وحنين وزى ما انتى شايفه كدا بلد كامله تحسدنى عليه
بس ,, بس...
تلهفت والدتها لسماع الاسوء لعلها ترتاح وتسائلت :
_ بس ايه ؟ وشك مطفى يا نواره قولى فضفضى
وكأنها جرت الكلمات من على لسانها لتدفع "نوراه " بالقول رغما عنها لتلقى بمراره الشئ الذى
يقبع على قلبها وعينها زائغه بخجل :
_ هو غريب .....وبيطلب حاجات غريبه.... وقت ما بنكون سواء
رفعت والدتها يدها فى وجهها كعلامه لتوقف وقاطعتها بقسوة :
_ نوراه الحاجات دى عيب تطلعيها برا وحسك عينك تقولى كدا قدام عمتك
مدت "نواره " يدها لتمسك بكف والدتها المرفوع كحد السيف تترجاها ان تفسح لها المجال كى تشرح
لها لعل تجد عندها الراحه التى تتمناها والاجوبه التى ترجوها :
_ يا ماما بالله عليكى انتى عارفه انى مش هقول الكلام دا لحد غيرك
هتفت والدتها باصرار على موقفها وعنفتها قائله :
_ لا لغيرى ولا ليا انتى ستر وغطا جوزك وطالما الحاجه اللى بيطلبها مش حرام يبقى تعيشي
والحرام انتى عارفه
تشدقت "نوراه " بيأس :
_ بس يا ماما ,,,,
قطاعتها الاخرى برفض بَين أن تستمع لمبررات :
_ ما بس ,,انتى مش صغيره وخراب البيوت ما بيجيش بالساهل وانتى مش غبيه
الست بتعرف داخلت جوزها بتملكه مش من الشهور الاولى كدا هاخدك تحت باطى
وارجعك البلد مطلقه
امسكت بكتفها لتنبها الى ما تهدر :
_ شغلى مخك وانتى هتعرفى تاخدى الحلو وتشيلى الوحش
وخلى بالك كل واحد فى الدنيا فيه خصله حلوة وخصله وحشه حتى احنا مش ملايكه
مش هتسبيه وتاخدى الاحسن منه أول حظ من الدهب والتانى من فضه والتالت من تراب
كلامها لم يمر مرور الكرام على أذن "نواره " بل دراسته كلمه كلمه لربما تنجح فى اقصاه طباعه
السيئه وتصتخلص منه كل ما تحب كلمات والدتها هدمت فكره السند وأكدت انها لابد ان تسند نفسها بنفسها
وتكون الحائط الذى تتكأ عليه إن مال جسدها فلا احد ينفع احد حتى الاهل .....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
↚
لم يكن أمام "نواره" حل سوى التعايش مع المشكله ما من مفر من قبضه يده ولا معين فى الخلاص منه
أصبح عليها الجلد والصبر لكن كيف وقد قرر اشعال غيرتها بإبنتة عمتها التى كانت لقمه سائغه فى يده
ها هى تتحرك خلفه فى الحديقه بحماس وهو يشير الى زوايه الفيلا وكأنه يشرح لها شئ نشبت النيران
فى قلبها وهى تراقبه من شرفة غرفتها المفتوحه اختلطت مشاعرها واحاسيسها لا تعرف سبب
هذا الضيق الذى يعتريها أهو غيره أم مجرد شفقه على غباء بثينه التى انخدعت بمظهره
فى الاسفل
كان "يامن " يشرح باستفاضه نظام الامن لديه وعدد الكميرات التى تحيط سور حديقته فقط
وهو يهدر برفق وعلى فمه ابتسامه مصدرها متابعة نواره لهم :
_ شوفتى بقى ياستى أهى اللعبه الصغيره دى بتكشف كل المكان دا
اتخذت "بثينه "حديثه على محمل الجد واجابته وأثار الدهشه باقيه على وجهها منذوا ان سألته
ماهى اللعبه التى توضع فى كل مكان :
_ يااه دول كتير أوى
ضم حاجبيه واقترب خطوة وكانت بمثابه الاعصار الذى ضرب فى قلب نواره خطوه واحده كانت كفيله
بقلب نواره رأسا على عقب اعتصرت التربزون بين قبضتها القى "يامن" نظره جانبيه عليها ثم اخفض بصره
من جديد ل"بثينه " وهتف :
_ ما طبعا لازم يبقوا كتير انتى مش شايفه المساحه اللى انتى واقفه عليها
كانت "بثينه " بالنسبه ليامن مجرد كرت استفزاز لنواره اما ان تعترف بحبها وتظهر شرستها كما عاهدها أنها نمره
متوحشه وهدؤئها أمام تلك الخطه التى رسمها يعتبر معجزه لكنها لن تطول امسك بطرف حجابها
وهو يعرض عليها بحنو :
_ تحبى تيجى تفرجى على شاشات عرض الكاميرات دى
ابتسمت له بخجل دون أن ترفض طلبه فهى مستعده ان ترحل معه الى آخر العالم إن أشار لها بطرف
بنانه اتضحح القبول الذى يتوقعه هو تحرك من امامها وهو يقول :
_ طيب يلا بينا
تمشت الى جواره لقد تعمد "يامن " أن يختفى من تحت أنظار "نواره " فهى لا تحرك ساكنا أمام هذا الوقت
الذى يمضيه مع غريمتها فليختفى بعيد عن أنظارها ويترك الباقى للشيطان
رأته يتوغل بها فى وسط الاشجار حتى اختفى اثره عندها التفت من مكانها وهى تكاد ترتطم رأسها بالحائط
لو أمامها هذا الرجل المخادع لصفعته مئات المرات ومض فى رأسها فكرتها المتوحشه وقضبت حاجبيها
مستنكره العداء الذى يظهر فجأه دون مقدمات أيعقل ان تكون مثلما اخبرها من قبل انها هى نقيضه
شرد ذهنها وهى لا تصدق كيف يؤلمه بهذا الشكل كى يجعلها تخرج ما بداخلها من جنون
فهمت انها الشهوه التى هى التى تحرك غرائز مجنونه ربما لا تخطر على بال فاعلها لكن ما لديها هى
لم يكن شهوه بل كان شوقا الى حبيبها وعدم تحمل فكرة ابتعادها عنه ,,,
بعد ساعه
وجدته يدخل اليها بوجه بشوش يهتف باهتمام وهو يقترب منها :
_اخبارك ايه دلوقتى يا حبيبتى
كانت فى ضيق شديد بسببه لديه ألف لون كقوس قزح لم تشاء معاتبته ولاسؤله عن سر اختفائه
هذه الساعه لكنها تجاهلته تماما وحدقت بعيدا عنه وهى ترد عليه :
_الحمد لله اخبارك انت ايه ؟
جلس الى جوارها وتمطع بذراعيه بابتسامه واسعه هدر :
_ عـــــال العــــال
صرت على اسنانها من استشعارها رضاه الكامل فى حياتها السابقه معه لم تراه بهذا الفرح
التفت له وقلبت عيناها فى وجهه وسألته دون مقدمات :
_ كنت فين انت وبثينه
اعتدل فى محاذاتها ونفض كتفيه مجيبا :
_ ولا حاجه كان نفسها تشوف شاشات الكاميرات بتاعته الفيلا
وضعت نواره أطراف اصابعها اسفل ذقنها وهى تسأل بسخريه :
_ ودى هنا جوا الفيلا يعنى
اجابها بابتسامه سمجه فهو يعرف مدى سيطراتها على غضبها الكامن الذى لا تود اخراجه :
_ ايوا فى الفيلا بقولك ايه يا حياتى
اطالت النظر فى وجهه لوهله بصمت ثم نطقت اخيرا بـ :
_ قول ؟
حافظ على ابتسامته امام اجابتها الجافه :
_ ما تيجى نتغدا تحت انهارده انا موصى الطباخ يعمل اكل مخصوص ومش هينفع يطلع هنا
ظلت على نفس الصمت لا تفكر فى الطعام لكن تفكر فيه هو شخصيا , ليصر هو :
_ لو مش قادره انا ممكن أشيلك من هنا لحد تحت
ظلت تنظر اليه وهى تتخيل حياتها دونه شردت فى نظراته واهتمامه الذى يغدق به عليها
وذلك المكان الذى يحتويها وكلام والدتها بتعامل مع مشكلتها لم تجيبه فقط تنظر اليه
هو محق لم يقم بأى مجهود مع "بثينه " هى التى تقف على حافة الجبل وهو يستغل ذلك لصالحه
واثناء شرودها وجدته ينتشهال من الفراش شهقت بفزع من مباغته لكنه هتف بابتسامه وهو
ينهض من مكانه :
_ السكوت علامة الرضا
مال بعنقه ليؤكد لها فاحتضنت عنقه باستسلام فسار بها نحو الاسفل تقدم دون أن يحادثه
لكن نظراته لها بين الحين والاخر نظرات شوق وابتسامات صادقه ظلت تنظر اليه
وكانه رمى شباك على عينيها لم تستطع الفرار منه لم يخرجها من هذا سوى شهقات
قريبه التفت بوجهها لتجده وصل بها الى قاعة الطعام وسط دهشة والدتها وعمتها وابنتة عمتها
افلت يدها عن عنقه ونزلت بقدمها الى الارض قبضت بيدها على الاخرى بخجل متمنيه ان تغور بها الارض
لكنه حاوط كتفها ودفعها برفق نحو الطاوله هادرا :
_ اتفضلوا يا جماعه
كانت الطاوله تملتلى بالاطعمه المتنوعه والشهيه وجبه دسمه لم تترك فيها مكان لاى شئ منظومه بطريقه
خرافيه جلس على رأس المائده بينما هى جلست الى جواره تحدق فى طبقها خشية من أن تواجه نظرات
الموجودين التى تشعر بحرارتها دون نظر
من جانب "بثينه " نشبة فيها نار الغيره الغيره التى تفسد كل العلاقات الغيره العمياء التى لا تحل ولا تحرم
ولا تفرق بين قريب أو بعيد لا احد يعرف كواليس شخص مبتسم لا احد يرى ما خلف الابواب المغلقه
الظاهر لا يجعل الصوره كامله قررت أن تاخذ نصيبها هى الاخرى من هذا الاهتمام بسكب بعضا من الشوربه
التى امامها على قدمها مدعيه انها لا تقصد نهض يامن سريعا ينفض عنها بقايها وقفزت والدتها
تهدر بقلق بالغ :
_ استر يارب
نهضت "ام نوراه "هى الاخرى تهتف بقلق :
_ خير يا بنتى مش تخلى بالك
اجاب يامن بهدوء :
_ ان شاء الله مافيش حاجه انا هبعت لدكتور يطمنا ان شاء الله بسيطه
تحاملت "بثينه " على نفسها ونهضت من مكانها ليساندها هو دون تردد :
_ انا عايزه اطلع لوسحمت
أؤمى برأسه مستجيبا لرغبتها وهو يقول :
_ انا هوصلك
تحرك معها وتبعتها والدتها بينما "نواره" تغلى بحمم من البراكين لا تنطفى وعينها لا تفراقهم
حتى اختفى فى طرف السلم وهى لا تكف عن قطم شفاها بغضب حتى اقتربت منها والدتها
ووضعت يدها على كتفها فالتفت بفزع لتقابل وجه والدتها والتى تسألها بلوم :
_ ايه المنظر اللى انتوا نازلين بيه دا
اجفلت عيناها كى تهدء تلك العاصفه التى زلزلت كيانها واجابت وهى تنفض كتفها :
_ ايه انا كنت تعبانه ما اقدرتش انزل
زمت شفها وهى ترد عليها بقسوة :
_ بلاش يا ختى قدام عمتك وبنتها مش ناقصه الحسد مذكور فى القرآن
سكت قليلا ثم أردفت كى تعيدها لعقلها :
_ نواره الرجل ما يعبوش أى حاجه بطلى بطر البطر وحش
صرت "نواره " على اسنانها ليعود اليها الغضب من جديد وهى تحاول التوضيح :
_ ما أهو انتى مش عايزه تعرفى حاجه سبونى بقى فى حالى ما تخافيش يا ماما مش هطلق
بس ياريت تاخدى انتى بنت عمتى وعمتى من هنا وسبونى اعيش حياتى زى ما تتعاش
وضعت "والدتها " يدها على صدرها بدهشه من اسلوبها الفظ فهتفت بـ :
_ انتى بتطردينى يا نواره
نفضت يدها سريعا تصحح ما فهمته خطأ :
_ لا لا والله لا يا أمى بس انا اعصابى مضغوطه
قطع "يامن " حوارهم وهو يقترب منهم يستعد للجلوس فى مكانه من جديد وهو يقول :
_ الحمد لله الحرق طلع بسيط
التفت له نواره وحنقها يعود من جديد وسالته باندفاع :
_ والله وانت كنت شوفتها
نبث فمه بابتسامه وعينه تتعمق أكثر فى عينها الملتهبه وانشغل قليلا بملى المعلقه
بالطعام ثم اجابها بمكر :
_ لاء مامتها طمنتنى
سريعا دس فى فمها الطعام وبدأ يناولها الطعام بيده دون أن يترك لها فرصه للاعتراض أو الرد
بينما والدة "نوراه " راحت تضع وجهها بخجل فى صحنها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مرت مده قصيره ومازالت والدتها تقيم معها فى نفس القصر حتى بدأت فى التعافى نسبيا لكن
كان العلل كله فى قلبها خاصتا من تصرفات "يامن " مع ابنة عمتها وتودته الزائد لها وفى نفس
الوقت يهتم أدق تفاصيلها ومعاد ادويتها يناولها اياه بنفسه تاركا عمله جانبا وكلما اشتعلت
نار الغيره فى قلبها أطفئها هو بإ هتمامه الزائد حتى تلك اللحظه التى أشعلت النار فى الهشيم
عندما رأته يقف بالقرب من "بثينه فى حديقه القصر ويتبادل الضحكات
بثينه :
_ انا مش عارفه اشكرك ازاى على اهتمامك
امسك هو يدها بجرأه ولثمه بخفه على ظهر يدها لتشقعر هى من حركته اللطيفه التى داعبت احساسها
وصنعت حب لا آخر له لهذا الشخص :
_ ازاى يبقى فى واحده بالرقه دى ما اهتمش بيها
ابتسمت بخجل وهى تحول نظرها عنه لكن نوراه كانت تود القفز بينهم وخنقهما معا لكنها استدارت لتصب غضبها
على نفسها وعلى غبائها من شعور الغيره الذى ينمى تجاه وهى اكثر العارفين بحقيقته لكمت يدها فى راحت يدها الاخرى
بغضب وصرت على انيابها بحده حتى كاد فكها يتهشم وفى توقيت غير مناسب دخل "يامن " وابتسامته تزين وجهه وهو يسأل بنفس لطفه المعتاد :
_ هاا حبيبتى معاد دواكى
وجدت نفسها تندفع نحوه وتقابل خطواته المتمهله بأخرى غاضبه تضرب الارض ضم حاجبيه عندما
رأى غضبها الذى أشعل وجنتيها وحولهما الى كرات حمراء وتسأئل :
_ مالك يا حبيبتى في حاجه مضايقاكى
صرخت به وانفجر البركان وتناثرت حممه وهى تخبره :
_ انت واقف مع بنت عمتى وبتضحك معاها ليه ايه كميه الحنان اللى ماشي توزعه دا خلاص فجاه بقيت
رشدى اباظه
ضيق عينه من حدتها وصوتها الذى علا حد خروجه من غرفتهم وضع يده فى جيبه ووقف يسمع وابل
سخريتها بهدوء حذر لكنها لم توقف غير هابعه بالتوابع :
_ خلاص انا بقيت شفافه ما قولتلك سيبنى كنت سيبتنى اسهل بدل ما انت بتلعب بيا الكوره
كدا ضحك وهزار وعشاء سواء وبتبوس ايديها وقاعد جانبها شويه شويه هتقعد على حجرك وانا إريل
بقى طيب وعلى ايه ما نخلص بقى حتى افضيلك مكان
تجاوزها هو ليحافظ على هدؤئه وهتف ببرود :
_ انتى اكيد اعصابك تعبانه هسيبك لما تهدى
ركضت خلفه وسحبت يده ليلتف لها اجبارا وراحت تدفعه فى صدره وهى شبه تنهار :
_ بصلى هنا ورينى ازاى بتخرج من حاله لحاله ازاى بتعرف تتلون بالف لون بتيجى عليا
ليه
ظلت تدفعه وهو يتراجع وقد تهجم وجهه من هماجيتها وشراستها لكنها لم تتوقف عن الكلام :
_ مش انا اللى اتخان وعينى عينك كدا
سقط على الفراش لكنها لم تهدأ بل دفعته اكثر لتميل من ورائه وهى تسترسل بنيران لن تخمد
ولو ظلت مشتعله الف عام :
_مش انا اللى حد ياخد منى حاجه بالسهوله دى
جال بمقلتيها فى وجهها الغاضب عن قرب وشعر بثقل جسدها على صدره سالها بهدوء عكس
تماما غضبها المشتعل :
_ خلصتى حبيبتى
هدؤئه استفزها أكثر لقد تركها تدفع حنقها عليه حتى لم يبقى شئ لتقوله مسح على وجنتها
بأنامله وهو يسألها من جديد بسؤال آخر :
_ غيرانه حبيبتى
لم يبقى شئ فى صدرها وكأنه سحب غضبها سحب وسكب على نيرنها شلال من المياه
واطراف انامله التى تداعب وجنتها خدرت حواسها فهتف بنبره خافته :
_ ايوا
ابتسم ثغره وحاوط جسدها بذراعيه ليهتف بحنان :
_ وانا ما اقدرش عمرى ازعل أميرتى ولا احب أميره تانيه انا تحت امرك
اغضبى اضربى اشتمى اعملى كل اللى تحبيه
فهمت أن اعراض الشهوه الملعونه حضرت ,كانت عليها أن تواجه اما ان ترحل أو تبقى استشعرت
فى احضانه نعيم لا يشبه جنونه غمرتها السكينه لكنها كانت تشمئز مما يقول لذا رفعت سبابتها الى طرف
شفاه كى توقفه عن ما يهدر وتقول هى مكانه :
_ اشش نفسي فى مره على طريقتى
عقد حاجبيه بغيرفهم لتمسك بوجنته وهى تهمس بعشق :
_ سيبلى نفسك
خطت بجرأه تسحبه الى عالم حقيقى غير تلك المتعه الملعونه التى يرها فى الاذلال نعم خطواتها
كانت متعرجه لكنها كانت مقبوله بالنسبه لخجلها الذى حاولت ازاحته من طريقها لتعيش معه ليلة
واحده طبيعيه وهى تعرف أن ليله واحده لا تكفى لاقتلاع مرض كهذا ياخذ سنوات لعلاجه إن اعترف
المريض به لكن كانت نهايه عادله إن توصلت الى ان تقضى مره على طريقته ومره على طريقتها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الاخيره
فى الحياه مشكلات لم يخلق لها حل ربما كانت صادمه أو يخيل لك عدم وجودها من الاساس لكن
طالما نحن نفتح سراديب السقطات فدوما هناك كل ما هومذهل فى عالم المشكلات انتهت هذه المشكله
لتبدأ غيرها والى اللقاء فى السقطه الثالثه (لا تخبرى زوجتى ) سقطات واقعيه
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇