رواية احببني بعد الطلاق للكاتبة ايمان شلبي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية احببني بعد الطلاق، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية احببني بعد الطلاق من الفصل الاول للاخير بقلم ايمان شلبي
ما تجوزني ابنك ياعمو وصدقني مش هشيله اي حمل الشقه عليا والعفش عليا و....
"لا والله وبالنسبه لكيس الجوافه اللي انتي متجوزاه!!"
بلعت ريقي بصعوبه وانا بحط المعلقه علي السفره وببتسم ابتسامه مهزوزه وبقوم من مكاني
-طب طب انا شبعت عن اذنكم
مستنتش ردهم وطلعت اجري علي الحمام وانا كاتمه دموعي بصعوبه بالغه !
بالرغم اني كنت بهزر مع باباه وأخوه الصغير اللي طوله ميتعداش كتفي
لكن هو حب ينكد عليا كالعاده
كل دقيقه وكل ثانيه بتمر عليا وانا معاه مش بيفشل أنه ي*حرقلي د*مي فيها
طول الوقت من ساعه ما اتجوزنا وهو بيعاملني معامله بشعه مستحقهاش علي الاطلاق وكأني عدوته
جوازنا كان جواز تقليدي جداً
اترشحتله من واحده جارتهم صاحبه ماما
اضطر يوافق بسبب زن أهله
وانا اضريت لاني خلاص كنت كسرت سن التلاتين وبدأت ادخل في دايره البنات العانس
كنت دائماً بسمع بودني جيراني وهما بيتكلموا عني وعن رفضي المتكرر لاي عريس يتقدملي وظنهم السئ فيا وكأني برفضي لأشخاص مش مناسبه أو مش علي مقاس قلبي بعمل جريمه تستحق الع*قاب!
مقدرش أنكر اني لما شوفت "عز" وقعدت معاه ارتحتله وقولت ده الشخص اللي عيشت عمري ادور عليه
لطيف ،شيك ،جنتل ،وسيم ،مثقف ،كاريزما
كان مُناسب جدا من كل الاتجاهات
وافقت واتخطبنا وفي اليوم ده حسيت بمعني جمله
"لا تسع الغرفه اجنجتي من فرط سعادتي"
كنت مبسوطه بشكل ميتوصفش
لاني في اعتقادي ان خلاص ده العوض اللي ربنا شايلهولي
كنت برسم احلام طول الوقت علي امل تتحقق معاه
لكن للاسف بعد جوازنا كل ده اتبخر
اصبحت حياتنا روتينيه
خاليه من اي مشاعر
مجرد جواز علي ورق
احلامي طارت في الهواء
بعد ما عيشت طول عمري ارفض في عرسان كتير مش تبطر علي النعمه زي ما الكل بيقولي !
لكن طبيعي اي بنت مش بتقيس مقاييس الشخص باللي عنده مادياً اكتر ما بتقييسه معنوياً
عنده فيلا ،عربيه احدث موديل ،ايفون برو ماكس ،مادياً كويس جدا وهيقدر يعيشك
ازاي ممكن ترفضي شخص زي ده؟؟
كانت اكتر جمله بسمعها لما يتقدملي واحد فيه كل المواصفات ديه وبكل بساطه ارفضه
ليه دايماً معظم الناس بتقييس الجواز بالماديات
وكأن المشاعر ملهاش اي قيمه عندهم ؟!
خلص اليوم ومع اخر شخص خرج من باب الشقه اتنهدت بتعب وارهاق ودخلت قعدت علي الكنبه في انتظار "عز " اللي كان بيوصل أهله
قررت اني هتكلم معاه ونشوف حل لعلاقتنا اللي مكانتش مفهومه علي الاطلاق
علي الاقل نشوف نهايه أن كانت هتستمر ولو اني اشك أو كانت هيجي يوم وكل واحد يروح لحاله وكأن شيئاً لم يكن !
فات ربع ساعه وانا قاعده في مكاني مستنياه
من التعب نمت في مكاني ومحستش بنفسي غير وعز بيهزني وهو بيزعقلي
-انتي ياهانم قومي فزي شوفي البيت اللي شبه الزريبه ده
قومت مفزوعه من مكاني وانا بحاول استوعب انا فين وايه اللي بيحصل ومين ده من اساسه وكأني كنت نايمه تحت الارض
فركت عيني بتعب وانا ببص حوليا
كان البيت شكله بشع فعلا!
محتاج وقت ومجهود مش عندي
كنت تعبانه جدا لاني بقالي يومين بحضر للعزومه ديه عشان تطلع مفيهاش ولا غلطه وبالفعل ده اللي حصل
نظرات الإعجاب والانبهار اللي كانت في عيون أهله وشكرهم في نضافه البيت والأكل كانت أكبر دليل علي نجاحي
اخدت نفس عميق وانا بتاوب وبحط ايدي علي بوقي :
-بكره أن شاء الله البيت هيبقي زي الفل
ربع أيده وهو بيضم حواجبه في بعض :
-وليه مش النهارده ؟
-عشان مش قادره ياعز تعبانه
-تعبانه مالك يعني !
سأل بأستخفاف وبرود وكأني عبده عنده وكأن قلبه اتشال منه الرحمه
رديت بهدوء عكس البراكين اللي كانت جوايا :
-بقالي يومين بحضر للعزومه عشان ارفع راسك قدام اهلك ومحدش يقول كلمه تضايقك أو تضايقني وتعبت
اعتقد مش هيحصل اي مشكله لو سيبت الشقه لبكره و
قاطعني بعصبيه:
-لا مش هنام انا في الشقه وهي بالمنظر ده !
-وانا مش قادره اعمل حاجه انا مش عبده عندك
قولت كلامي بعصبيه لاول مره ووشي احمر من كتر الغضب ودقات قلبي سريعه من كتر ما تصرفاته بقت بتعصبني
بصلي بذهول :
--انتي بتزعقيلي ؟
بصيتله لحظه من غير ما انطق حرف وفي اللحظه التانيه كنت برمي نفسي علي الكنبه وبحط وشي بين ايديا وبعيط بحرقه
"ايمان "
قالها بقلق وهو بيقعد علي رُكبه قدامي وبيشيل ايدي من علي وشي
مكنتش عايزه اشيل ايدي
مكنتش حباه يشوفني ضعيفه أبداً
عمري ما كنت اتخيل اني اعيط قدامه
بكره ضعفي
بكره دموعي اللي دائماً تخوني
-إيمان في ايه طيب انا اسف متعيطيش
-اسف!!
هو انا سمعت صح ولا انا بتخيل
هو فعلا قالي اسف
رفعت وشي وانا ببصله ببلاهه وذهول وعيوني حمراء من كتر الدموع
-انتي كويسه؟؟
سألني بهدوء وهو بيمسك ايدي وبيبص في عيوني
ايدي اترعشت وقلبي اتنفض من مكانه من لمسه أيده
سحبتها وانا ببلع ريقي بصعوبه وبهز راسي بنفي :
-لا ا انا انا عايزه اتطلق ياعز
وشه جاب ميه لون اول ما سمع جملتي
سكت لحظه وكأنه بيحاول يستوعب أن أنا بنفسي اللي طلبت منه كده بالرغم من اعترافي المباشر من يومين بالتقريب اني بحبه !
عمري ما انسي اليوم ده
عمري ما انسي نظرته ليا ولا تجاهله لمشاعري
وقتها اول ما اعترفت سابني ودخل اوضته وقفل عليه الباب
عمري ما انسي احساسي
احساس القهر ،والخذلان
احساس أنك تعترف بمشاعرك وتترفض مفيش ابشع منه
يشبه احساس السهم المسموم اللي بيرشق في القلب مباشره
قام وقف وهو بيهز رأسه بتساؤل:
-قولتي ايه سمعيني كده تاني ؟
قومت وقفت وانا بسمح دموعي وبقوله بتحدي :
-قولت عايزه اتطلق ياعز
حط أيده علي جبيني وهو بيضحك بسخريه:
-شكلك سخنه أو تعبانه ومحتاجه ترتاحي
نفضت أيده بغضب وانا بزقه من قدامي وبصرخ في وشه :
-لا انا كويسه وكويسه اوي كمان،طلقني عشان انا مبقتش طايقه اعيش معاك خلاص
ابتسم بسخرية :
-علي أساس أن انا اللي طايقك!
عيوني لمعت بالدموع وانا بقوله بعصبيه:
-ولما انت مش طايقني اتجوزتني ليه
-كنت مجبور زهقت من زن اهلي اضطريت اوافق
قالها ببرود وقسوه وهو بيربع أيده وبيبصلي بملامح خاليه من اي مشاعر
رديت بصوت مهزوز :
-ي ي ياريتك ما وافقت يا اخي ي ياريتك ما وافقت ولا ظلمت بنات الناس معاك
-انا مضربتكيش علي ايدك عشان توافقي
صرخت فيه وانا بعيط بقهر :
-بس ضحكت عليا ،زيفت مشاعرك ،خلتني ارتاحلك وقلبي يحبك ،موافقتش من فراغ انا ، اي واحده مكاني كانت هتتخدع فيك وتوافق !
ضحك ببرود وهو بيقعد علي الكنبه :
-ما كله بيضحك علي كله وكله بيزيف مشاعره في البدايه وبعد ما البنت بتقع في شباك الواد الجنتل الوسيم اللي قالها انا بحبك وتتفك عقدتها وتتجوزه بعد الجواز بتكتشف حقيقته البشعه!
رديت بسخرية:
-اه وياحرام بتضطر تكمل معاه وتعيش في العذاب عشان نظره المجتمع البشعه للست المطلقه مش كده؟
سقفلي وهو بيشاورلي بأيده:
-بالظبط كده الله ينور عليكي
-بس انا بقي مش مضطره اكمل معاك عشان نظره المجتمع ليا
انا مش هاجي علي نفسي وراحتي عشان خوفي من الناس وكلامهم ونظراتهم ،كده كده الناس في كل الاحوال بتتكلم ،متجوزه ،مطلقه ،مخطوبه ،عانس ،كله بيتكلم علي كله فمش فارقه ،مفيش انسان عاقل ممكن يجي علي راحته ونفسه عشان خوفه من الناس اللي بتعمل كده دي شخصيه ضعيفه وانا مش ضعيفه عشان اكمل مع واحد اناني زيك ياعز طلقني
-مفيش طلاق
-يعني ايه مفيش طلاق هعيش معاك بالعافيه؟؟
مط شفايفه لقدام ببرود :
-مش انا اللي أجبر واحده تعيش معايا بالعافيه
بس علي الاقل يفوت شهرين تلاته علي جوازنا وكل واحد يروح لحاله
ربعت ايدي وانا بهز رجلي بعصبيه:
-اشمعني بقي!
-ده لمصلحتك مش مصلحتي صدقيني طلاقك مني بعد جوازنا باسبوعين هيشكك الناس كلها فيكي و....
قاطعته بعصبيه:
-طز في الناس
-هو للاسف احنا عايشين وسط الناس واي تصرف بتحسب علينا وان كنتي هتصمدي قدام نظراتهم وكلامهم شهر اتنين تلاته هيجي وقت وهتنهاري ومش هتقدري تستحملي نظرات الا*تهام اللي في عيونهم
هز أكتافه بلا مبالاه :
-فكري في عرضي انا بالنسبالي مش هيفرق معايا كلام حد انا بتكلم عنك
جزيت علي اسناني بعنف وانا برد بسخريه:
-لا كتر الف خيرك بجد
قولت كلامي وانا بحاول احبس دموعي وطلعت اجري علي اوضتي اللي بنام فيها لوحدي من وقت جوازنا
قفلت عليا الباب واترميت علي السرير وانا بعيط بحر*قه وصوت مكتوم عشان ميسمعنيش ويحس بضعفي وانتصاره عليا!
خلصت دموعي كلها وبالتقريب ارتحت
قعدت افكر مع نفسي شويه
عرضه كان مناسب جدا
كان وقت كفيل للانتقام
ايوه انتقام
اصلي قررت بدل ما ابكي علي الاطلال وأبين ضعفي اني اقلب الحرب لصالحي وانتصر في النهايه
قررت انتقم لنفسي وقلبي ومشاعري اللي ضاعوا مع شخص ميستاهلش دمعه من عيوني
↚
تاني يوم صحيت من النوم بدري علي غير العاده
خرجت من اوضتي كان هو نايم علي الكنبه
ضميت حواجبي في بعض باستغراب
دي كانت أول مره يعملها وينام هنا!
لكن قررت اني مهتمش بالموضوع
اخدت نفس عميق وانا بحاول اسيطر علي مشاعري ودقات قلبي وكملت طريقي للحمام
اخدت شاور دافي وخرجت كان هو لسه نايم ومش حاسس بالدنيا وكأنه نايم تحت الانفاق
دخلت اوضتي فتحت الدولاب وخرجت منه فستان احمر قصير ،لبسته ،ونشفت شعري بالسشوار وفردته علي ظهري ،كان طويل وناعم ،يمكن اكتر حاجه بحبها في نفسي هي شعري
حطيت ميك اب رقيق وروج احمر نفس لون الفستان
لبست خلخال علي شكل فراشات وحطيت مانيكير احمر في أيدي ورجلي
خلصت ووقفت ابص علي نفس في المرايه
كان شكلي رقيق وهادي
كنت جميله فعلاً
كنت طول عمري مقتنعه اني بنت جميله تخطف اي شاب بجمالها ورقتها
لكن من وقت جوازي انا وعز وانا ثقتي في نفسي زيرو!
يمكن تصرفاته البشعه ومعاملته اللي مستحقهاش
بعده عني الغير مُبرر
كنت كل ما اقرب خطوه يبعد الف وكأني وباء
بقيت بهمل في نفسي
بقيت طول الوقت حزينه ومكسوره
الهالات السودا تحت عيوني
جسمي زاد من الاكتئاب
وشي كله حبوب
اتحولت لورده دبلانه وانا معاه
لكن خلاص من النهارده مفيش اكتئاب تاني
مفيش حزن مفيش انكسار
ومن هنا اكتشفت
أن الخروج من حاله الانطفاء قرار نابع من الشخص نفسه
فتحت باب الأوضه عشان أخرج كان هو صحي من النوم
خرجت ووقفت علي الباب وانا جوايا بترعش لكن حاولت مبينش ده قدامه
كان قاعد علي الكنبه بيفرك عينه بنعاس وبيتاوب
مسكت في فستاني بتوتر وانا ببلع ريقي بصعوبه وبهمس لنفسي
-اهدي اهدي متتوتريش متبوظيش الخطه اهدي
ومن هنا اخدت نفس طويل وانا بخطي اول خطوه نحيه المطبخ وبتجاهل وجوده
حسيت بنظراته بتخترقني
لمحت بطرف عيني ملامحه اللي اتغيرت ميه وتمين درجه
دخلت المطبخ وانا بحاول اخد نفسي
حطيت ايدي علي قلبي اللي كان هيقف من كتر التوتر
شويه وبدأت احضر الفطار
وبالرغم انها مش المره الأولي اللي اقف فيها في المطبخ لكن كل حواسي كانت بتترعش وكأني طفله لسه بتتعلم ازاي تمسك الاشياء!
حضرت الفطار بعد صعوبه بالغه وحطيت في صينيه كبيره وخرجت لكن ملقتهوش
وقفت ابص حوليا باستغراب وانا بسأل بهمس
-راح فين ده و...
قبل ما اكمل جملتي كان هو خارج من الحمام وبينشف وشه
بلعت ريقي بتوتر وحطيت الصينيه علي الصُفره من غير ما ابصله ولا اوجهله اي كلمه
عديت من جنبه عشان ادخل المطبخ مره تانيه بس مسك ايدي وهو بيقرب من ودني وبيهمس بنبره هزتني
-مش هتفطري؟؟
بلعت ريقي بصعوبه وانا برد بصوت مبحوح :
-ل لا م مش جعانه
بص في عيوني وهو بيسألني بهدوء ورقه وكأننا عُشاق!
-ليه؟
-كده انا حره
قولتها بجمودبعد ما حسيت اني هضعف و سحبت ايدي من أيده وانا بدخل المطبخ بخطوات سريعه من غير ما ارد علي سؤاله
-استني هنا انا بكلمك ؟
-افندم!
قرب مني بعصبيه وشدني من دراعي جامد
-تاني مره لما اكون بتكلم متسبنيش وتمشي
ضغطت علي ش*فايفي عشان معيطش بس للاسف دموعي خانتني كالعاده ونزلت علي خدي
غمضت عيني بوجع :
-لو سمحت سيب دراعي بيو*جعني
ساب دراعي وهو بيبصلي وبيتنفس بسرعه وعروق رقبته بارزه
بصلي من فوق لتحت وزعق فيا :
-ياريت تغيري القرف ده كمان عشان مهما عملتي مش هبصلك لاني فعلا مش طايقك
قال كلامه بكل قسوه وسابني واقفه في مكاني انا وقلبي المك*سور ومشاعري اللي وقعت علي الارض وكرامتي اللي أصبحت سراب !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-حضري نفسك بكره علي الساعه سبعه
قالها بجمود قبل ما يخرج من باب البيت وانا مشغوله في التنضيف..
سيبت اللي في ايدي ورديت بصوت مبحوح :
-اشمعني!
-معزوم انا وانتي علي فرح واحد صاحبي
رجعت اكمل تنضيف وهزيت اكتافي ببرود:
-روح انت
-بس انتي معزومه معايا
-وانا مش بحب الافراح
-معلش تعالي علي نفسك
لفيت وبصيتله بابتسامه كلها بسخريه:
-عشان ايه؟
-يعني ايه
-يعني اجي علي نفسي عشان ايه
-عشان منظري بكره قدام اصحابي كل واحد جاي ومعاه مراته
-مش مضطره اجي علي نفسي عشانك
-والله!
-ايه مالك
-انتي بتتكلمي كده ليه اتعدلي بدل ما تزعلي مني
قالها بحده وهو بيكشر وبيبصلي بغيظ ..
بصيتله بتحدي وانا بربع ايدي في بعض وبرفع حاجبي ببرود :
-وياتري بقي ناوي تعمل ايه هتضربني
-مش انا اللي امد ايدي علي ست
هويت راسي بيأس وانا ببتسم بسخريه وبرجع اكمل تنضيف
اخد نفس عميق وهو بيقولي بضيق :
-بكره الساعه سبعه تكوني جاهزه
قال جملته وقفل الباب وخرج من غير ما يسيبلي فرصه اني ارد حتي
رميت المخده اللي كانت في أيدي وانا بجز علي اسناني بغيظ وبصرخ بصوت مكتوم وعيوني بتلمع بالدموع
-عااااااا حيوان حيووووووان بكرهك
الباب اتفتح مره تانيه وطل برأسه وهو بيقولي بكره وغل
-وانا عمري في حياتي ما كرهت حد قد ما كرهتك انتي طالق
↚
انا اللي اتسبت طول الوقت عشان مارضيتش اكون سايب وقلبي اتذل واتعلق باكتر حبل كان دايب
ومهما تحن وتنادي خلاص باب الرجوع اتسد
بكيت بعد الفراق عادي
بكيت على نفسي مش علي حد
فات يومين علي طلاقي
يومين مشوفتش اصعب منهم
لو فضلت اوصف شعوري لسنين طويله مش هقدر اوصف اللي جوايا
مين قال إن الزعل بعد الفراق بيكون علي اللي فارقنا!
زعل الشخص علي نفسه اسوء واقسي انواع الحزن
زعل الشخص علي قلبه ،مشاعره ،روحه اللي متعلقه بشخص بالرغم من أفلاته ليها بكل قسوه
كنت منعكفه في اوضتي وسط أحزاني وانطفاء روحي ومشاعري المهدوره وقلبي المشروخ
رافضه اشوف حد
رافضه الكلام مع حد
رافضه الاكل
رافضه الحياه من أساسها
عمري ما كنت اتخيل انه يفلت ايدي بالسهوله ديه!
عمري ما كنت اتوقع أن الشخص اللي حبيته يبقي كارهني بالشكل ده وكأني عدوته
احساس بشع لما تحس انك شخص غير مرغوب فيه وخاصه مع الاشخاص اللي انت بتحب وجودهم اللي انت بتحسسهم قد ايه هما مهمين في حياتك ووجودهم مرغوب
وكأن الدنيا جايه معايا بالعكس!
وكأني كل ما ارغب حاجه واطلب وجودها تبقي هي كارهه وجودي بكل قوتها
الباب خبط وخرجني من حاله الصراع والتساؤلات اللي ملهاش اجابه
مسحت دموعي وانا بقول بصوت مبحوح :
-ماما سيبيني لو سمحتي انا م...
"انا عز"
كلمتين ،مجرد كلمتين بس قلبوا كياني
يمكن ردوا روحي علي الأغلب!
دقات قلبي زادت ،دموعي خانتني ومرحمتش ضعفي
كل خليه في جسمي اتنفضت ،حسيت بروحي بتترد من تاني وكأني كنت بغرق في بحر غويط ومجرد صوته أصبح طوق نجاه
حطيت ايدي علي قلبي وانا بهمس :
-عز
-لو سمحتي أنا عايز اتكلم معاكي شويه هستناكي برا تمام؟
رديت بتلقائية ولهفه :
-تمام
قومت من مكاني بأقصي سرعه بعد ما كانت رجلي مش شيلاني
وكأن الحب شفاء للروح
وكأنه مُسكن من غير وجوده حياتنا تتحول لعذاب
مسحت دموعي مع ابتسامه مشرقه اترسمت علي وشي وقومت جريت علي الدولاب
وقفت لحظه قدامه وانا محتاره اختار ايه ؟
كنت حابه البس اشيك طقم عندي
يمكن قلبه يحن
يمكن يشوفني جميله ويطلب مني أننا نرجع
يمكن حس بقلبي
او يمكن مش قادر علي بُعدي وحس أني فارقه
الف سؤال وسؤال جه في بالي في الثانيه الواحده وانا واقفه قدام الدولاب ...
"وانا عمري في حياتي ما كرهت حد قد ما كرهتك انتي طالق"
سيبت الفستان اللي كان في أيدي وانا ببص قدامي بشرود وصدمه وكأني كنت في غيبوبه وصحيت!
انا ازاي بفكر كده
ازاي في لحظه ضعفت اوي كده
انا عمري ما كنت ضعيفه
عمري ما مسكت في حد مش حابب وجودي حتي لو كان روحي فيه
ازاي بعد كل اللي حصل بتمني نرجع من تاني
ازاي بعد جرحه لمشاعري وخذلانه ليا وافلاته بكل قسوه قلبي بيحبه بالشكل ده
وكان مفيش في الدنيا غيره
اخدت نفس عميق وانا بضرب وشي بأيدي وكأني بفوق نفسي
-فوقي يا إيمان فووقي اوعي تحني لعز مره تانيه
اتوجعي يوم اتنين تلاته أو حتي سنه بس اوعي ترجعي للذل والقهر تاني اوعي يا إيمان عز مسابلكيش ذكري حلوه في يوم
رميت الفستان علي الارض ومسحت دموعي وانا مقرره اخرج كده بشكلي ده
كان قرار مج*نون شويتين لأن شكلي مكانش احسن حاجه بس مش فارقه كده او كده هو بيكرهني وانا لازم أكرهه وادوس علي قلبي
خرجت اوضتي وانا راسمه علي وشي الجمود واللامبالاه
-إيمان ازيك
قالها اول ما شافني وهو بيمدلي ايده وبيبصلي بلهفه
بصيت علي أيده واتجاهلتها وروحت قعدت علي الكرسي وانا بحط رجل فوق التانيه وببصله ببرود
-خير يا عز
فرك أيده بتوتر وهو بيبلع ريقه بصعوبه :
-ا ايمان انا انا اسف
ابتسمت بسخرية :
-اسف!
-ا احم إيمان انتي اللي عصبتيني يومها انتي اللي قولتي كلام مكانش ينفع يتقال قولتيلي بكرهك و وطبيعي ي يعني طبيعي اي بني آدم ياخدها علي كرامته
انا بعترف أني اتسرعت في قراري وحتي كلامي اللي مكانش حقيقي وجيت النهارده عشان ع عشان اعتذر عن اللي حصل واطلب منك أننا نرجع
بالرغم من كل اللي اتقال
بالرغم من الندم اللي كان واضح في كلامه ونظراته
إلا أني متأثرتش لحظه واحده في الحقيقيه
سندت ظهري علي الكرسي وانا ببصله ببرود :
-ليه؟!
-هو ايه اللي ليه
-ليه عايزنا نرجع
حط وشه في الأرض وسكت لحظه وبعدها رفع عيونه في عيوني
-عشان بحبك يا إيمان
بصيتله لحظه وسكتت
كنت بدور في عيونه عن أي مشاعر
بدور في ملامحه عن أي تعبير للحب اللي قال عنه
بدور في عقلي عن ذكري واحده بس تثبت كلمه بحبك
وبالرغم من رحله البحث الطويله إلا أني ملقتش دليل واحد يثبت مشاعره من نحيتي
اخدت نفس طويل وانا ببتسم بسخريه:
-والله بجد
-ايوه بجد انا بحبك والله
-فكرني
رد باستغراب :
-افكرك بأيه
بصيت في عيونه بتحدي :
-فكرني أمتي حسستني بالحب ده!
فكرني أمتي بليت ريقي بكلمه او نظره حلوه
فكرني أمتي حسستني بوجودي
فكرني أمتي اهتميت بمشاعري من الأساس
انت بتضحك علي نفسك ولا بتضحك عليا ولا بتحاول توصل لايه يا عز
قام وقف وقرب مني وقعد علي رُكبه قدامي وهو بيمسك ايدي وبيبصلي بندم
-انا اسف انا من وقت ما خرجتي من البيت وانا حاسس بفراغ كبير عمري ما حسيت بيه في يوم ،مفتقد كل تفصيله فيكي ،مفتقد ضحكتك ،رقتك ،حنيتك وقت ما كنت برجع تعبان من الشغل واهتمامك بيا، ريحتك اللي في كل مكان في البيت ،بيقولوا الواحد مش بيحس بقيمه الأشخاص إلا لما يفقدهم وانا حسيت بقيمتك وندمت علي كل لحظه حسسيتك فيها انك غير مرغوبة
انا قبل ما نتجوز مكانش في بالي ولا حب ولا جواز ولا كنت حابب اربط نفسي باي مسؤوليه لكن قدام اصرار بابا وماما زهقت ووافقت اني اقابلك ،مقدرش أنكر اني لما قابلتك استلطفتك وقولت اكيد بعد الجواز هحبها ومين يجيله قلب مبحبش حد بجمالك !!
كنت مستعد احاول بكل قوتي اني احبك واقدرك واحسسك بقيمتك بس
سكت لحظه وحط وشه في الأرض
بلعت ريقي وانا بسأل بصوت مبحوح :
-بس ايه؟؟
اتنهد تنهيده طويله وهو بيقوم يقعد مكانه وبيحط وشه في الأرض بحزن
-اللي كنت بحبها كلمتني تاني
عيوني لمعت بالدموع وانا بهز راسي بتساؤل:
-حبيبتك ا انت كنت بتحب حد ؟
-من حوالي سنتين كنت بحب واحده زميلتي في الشغل وهي كمان كانت بتحبني بس انا وقتها مكانش عندي شقه وظروفي مكانتش مستقره عشان اروح اخطبها ،اتقدملها عريس وأبوها صمم انها توافق ،كان عريس جاهز في خلال شهر واحد بس كل حاجه كانت جاهزه واتجوزوا ،وانا واقف ايدي متكتفه مش عارف اعمل ايه ،ا البنت الوحيده اللي حبيتها راحت من بين ايديا ،حاولت اتأقلم واعيش حياتي ،ظروفي اتحسنت وجبت شقه ،حاولت ارتبط واحب لكن مقدرتش ،كان حُبها زي الشبح اللى بيطاردني يومياً ،ماما وبابا حاولوا كتير اوي معايا عشان اوافق أني اتجوز بس انا كنت رافض ،لحد ما شوفتك كنت لسه متردد بس قدام إصرارهم وافقت ،بس والله العظيم والله العظيم انا فعلا ارتحتلك وكنت ناوي اكمل معاكي بقيه حياتي ومظلمكيش معايا وبالتدريج بدأت اتعلق بيكي لحد قبل الفرح بيوم ،لقيت رقم غريب بيرن عليا رديت لقيتها هي
حاولت احبس دموعي وانا برد بنبره كلها قهر :
-قالتلك ايه ؟
-قالتلي انها اتطلقت وأنها لسه بتحبني قالتلي اسيبك واروح اتجوزها بس انا رفضت
-بس من جواك كنت تتمني انك تقبل !
-لا مش حقيقي
-لا حقيقي من جواك انت بتحبها وعمرك ما هتنساها
انت بس رفضت تسيبني عشان الفضايح مش اكتر
بس انت من جواك كنت تتمني لو تقدر تسيبني وتروحلها
انت عمرك ما حبيتني ولا حتي اتعلقت بوجودي زي ما بتقول ،انا كنت مجرد مُسكن ياعز بتحاول تنسي بيه الحب القديم
هز رأسه بهستريه ونفي :
-لا لا صدقيني لا انا كنت نسيتها خلاص و والله نسيتها وبدأت احبك انتي و....
قاطعته وانا بصرخ في وشه :
-منين نسيتها ومنين كنت بتعاملني المعامله البشعه دي
منين نسيتها ومنين كنت بتقولي انا مبكرهش في حياتي قدك!
كفايه كذب بقي كفايه انا....
قام من مكانه وهو بيشدني لحضنه وبيعيط بصوت مكتوم
-ارجوكي متسبنيش انا محتاجلك اوي ارجوكي يا إيمان اديني فرصه اخيره بس والله انا بحبك ونسيتها
غمضت عيني وانا بمسك في قميصه جامد وبهمس بحزن
-انت جرحتني اوي
باس راسي وهمس بحزن :
-انا اسف
رفعت وشي وانا ببص في عينه :
-مش هينفع نرجع
-ليه؟
-متنساش انك بعد الطلقه الاولي رجعت طلقتني بالتلاته
بعد عني خطوه وهو بيبصلي بصدمه:
-ي يعني يعني لازم مُحلل!
↚
هزيت راسي بنفي :
-لا يا عز المُحلل ده في حاله لو طلقتني مره ورديتني ولو طلقتني تاني ورديتني ولو طلقتني تالت وحبيت تردني
-اومال ايه المشكله دلوقتي!
حطيت وشي في الأرض وانا بفرك ايدي بتوتر :
-المشكله اني ا احم ا انا ا انا لسه بنت ياعز متنساش
بصلي بتوهان وإحراج في نفس الوقت :
-يعني ايه الحل عشان نرجع؟!
-انك تكتب عليا من جديد
هز رأسه بلهفه :
-موافق
-متأكد؟
-ايوه طبعاً
-وياتري هتقول لأهلك ايه
-الحقيقه
ضحكت بذهول :
-عز حقيقه ايه اللي عايز تقولها الحقيقه دي هتبقي فضيحه ليا وليك!
شد شعره بغيظ وهو بيجز علي أسنانه :
-طب انا اعمل ايه دلوقتي اعمل ايه
بعدت خطوه لورا وانا ببصله بتحدي وبمسح دموعي :
-تمشي
رد باستغراب وصدمه :
-امشي؟
-ايوه تمشي لاني مهما حصل مش هرجعلك
قرب خطوه وهو بيبصلي وبيحاول يستعطفني :
-إيمان ا....
قاطعته وانا بشاور بأيدي بحزم :
-مش هقدر اسامحك
-حتي بعد كل اللي قولتهولك؟؟
-مفيش اي حاجه من اللي قولتها تخليني اسامحك وارجعلك ،انت كنت بتحكيلي عن مشاعرك المكنونه لواحده تانيه ،بتحكيلي بعيون بتلمع بكل الحب اللي في العالم ،انا انا بقالي حوالي خمس شهور اعرفك عمري ما شوفت لمعه عينك دي إلا النهارده وانت بتتكلم عنها!
ليه عايزني اسامحك وارجعلك وانت معندكش اي مشاعر نحيتي ولا هتقدر تقدملي اي شعور طول ما قلبك لسه بيجري وراها ،ليه عايز تعيش دور الضحيه ياعز ،ليه عايزني اجي علي نفسي عشانك بالرغم انك مقدمتليش اي تنازلات ،طول الوقت كنت بتحاول تكرهني فيك بتصرفاتك البشعه ،طول الوقت كنت بتحاول تقلل مني قدام اهلك ،وكأنك ب*تنتقم منها فيا انا
ليه اتنازل عن كرامتي وقلبي عشانك
ليه احاول اتجمل،واقدم احسن ما عندي عشان اخليك تحبني
ليه اعيش حياتي مُهدده في أي وقت انك تطردني من قلبك من مجرد فعل خاطئ مني
احاول ليه لوحدي اني احافظ علي علاقتنا وأنت عمرك ما حاولت تحافظ عليها
امشي ياعز امشي كفايه اوي لحد كده
سيبني انساك
سيبني اعيش حياتي واداوي الجرح العميق اللي سببتهولي بالانانيه بتاعتك
بصلي بحزن وهو بيترجاني:
-فرصه أخيره يا إيمان صدقيني هتغير بعدها
هزيت راسي بنفي وجمود:
-قلبك عمره ما هتتغير مشاعره ..امشي ياعز امشي لو سمحت
اتنهد تنهيده طويله كلها حزن وقرب مني خطوه وباس راسي وهو بيهمس بنبره كلها حزن وندم
-خلي بالك من نفسك
وفي الخلفيه
عايزني يا حبيبى أخلي بالي من مين
أخلي بالي مِن نفسي وليه يعني ؟
وبِتقولهالي وأنت خلاص مودعني
طب إقنعني !!!
عايزنى ياحبيبى أخلى بالى من مين
أخلى بالى من نفسي ومن روحى
وأنا بيتهد حِلم حياتي وطموحى
وب أسيبك روحي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر
كنت قاعده في كافيه علي البحر
قدامي اوريو مشروبي المفضل
وماسكه روايه في أيدي بقرأها ومندمجه
كنت بحاول اخرج نفسي من حاله الانطفاء
كنت بحاول ارجع لنفسي القديمه اللي مجربتش الحب وعذابه!
"اتأخرت عليكي "
رفعت وشي من علي الروايه وانا ببص في الساعه اللي في ايدي
-امممم عشر دقائق وخمس ثواني
ابتسم وهو بيسحب كرسي وبيقعد عليه:
-عموماً انا اسف
حطيت الكتاب علي التربيزه وانا ببتسم بهدوء :
-ولا يهمك
-ها بقي ياستي كنتي بتقرأي ايه ؟
-احببتُ وغداً
رد باشمئزاز مصطنع :
-ياساتر يارب حد يحب وغد يابنتي ليه تعملي في نفسك كده
رفعت اكتافي وانا بمط شفايفي لقدام زي الاطفال :
-غلطه عمري
-وكسة عمرك وانتي الصادقه
-الاه!
-ايه مالك
-انت مش ملاحظ انك بقيت تهزقني كتير
سند ظهره علي الكرسي اللي وراه وهو بيرد بغرور مصطنع
-ايه الجديد انا طول عمري مهزقك حتي اسألي خالتي!
رديت بغيظ :
-اهل مين وحبايب مين هما فين دول مش باينين
طبل علي التربيزه وهو بيغني بمرح :
-وناس مني ومن دمي محدش فيهم شال همي
ضحكت جامد لدرجه كل اللي كان في الكافيه اخد باله وبصلي
برقلي بعيونه بغيظ وهو بيقولي بحده :
-كام مره قولتلك بلاش الضحكه العاليه دي يا إيمان
حطيت ايدي علي بوقي بأحراج وتوتر :
-ا احم اسفه والله مكانش قصدي
بصلي بضيق وسكت وهو بيلف وشه النحيه التانيه ...
كشرت وانا بمط شفايفي بحزن:
-خلاص يا يوسف انا اسفه مش قصدي
رد بجمود:
-ماشي خلاص
-متبقاش رخم بقي وفك ده ايه الحزن اللي احنا فيه ديييه؟!
ضحك علي تصرفاته وهو بيهز رأسه بيأس
-طفله طول عمرك
بصيت قدامي بحزن وشرود :
-ياريتني كنت فضلت طفله ومكبرتش أبداً
بصلي وهو بيمسك ايدي وبيبتسم ابتسامه لطيفه :
-متزعليش كُلنا بنمر بتجارب رغم أنها بتكون قاسيه وبتستنزف روحنا ومشاعرنا وقلوبنا وبتفضل معلمه جوانا لكن بتعلمنا ،بتعلمنا اننا نعرف قيمه نفسنا ،بتعلمنا اننا منتنازلش عن كرامتنا عشان الحب ،بتعلمنا أننا منحاولش نتجمل ونظهر احسن ما عندنا عشان نعجب حد ،عشان اللي بيحبنا بجد مش محتاج مننا اننا نبذل مجهود عشان نعجبه لانه في كل الحالات بيحبنا وهيفضل متمسك بينا مهما حصل
عز كان شخص اناني ،حاول ينسي واحده بواحده تانيه
تمسكه بيكي مكانش بدافع الحُب كان بدافع الانانيه
او حب الامتلاك ،هو مش بيحبك بس بيحب اهتمامك بيه ،بيحب انك بتحسسيه بقيمه وجوده اللي ملهوش اي تلاتين لازمه في الحقيقه ،انما قلبه عمره ما كان ليكي وعمره ما حبك ولا عمره كان هيحبك ،قرارك كان انسب قرار للحفاظ علي الباقي من مشاعرك يا إيمان
اخدت نفس عميق وانا بضغط علي أيده وبمسح دموعي وببتسم
-عندك حق
بص في عيوني وهو بيبتسم من غير ما ينطق حرف زياده
سحبت ايدي بتوتر ووشي كله احمر زي الفراوله!
مكنتش قادره افهم سبب احراجي من يوسف
بالرغم انها مش المره الأولي اللي اقعد معاه واتكلم معاه
انا طول عمري مليش صديق واخ إلا يوسف "ابن خالتي "
طول عمري انا وهو أسرارنا مع بعض
طول عمري شعوري من نحيته اخ وبس
لكن مؤخراً ومن بعد طلاقي من عز
رجع علاقتنا زي زمان ويمكن اقوي
كان اكتر حد واقف جنبي
كان اكتر حد مستحملني
كان اكتر شخص بيحاول بكل ما يملك يخرجني من اللي بمر بيه
مؤخراً بدأت أحس أني لو مشوفتش يوسف في يوم بحس بشئ غريب
يمكن الفقدان !
بحس اني مفتقده وجوده وبشده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-يابنتي يلا بقي يوسف بقاله ساعه مستني تحت
نفخت بضيق وانا بحط برفيوم
-حاضر خلصت اهووو
قولت جملتي وخرجت وانا برفع طرف الفستان اللي كنت لبساه بمناسبه فرح بنت خالتي التانيه
ماما اول ما شافتني فتحت بوقها وتنحت
-في ايه ياماما
قربت مني وهي بتاخدني في حضنها :
-شكلك زي القمر يا ايمي ربنا يحفظك يابنتي ويعوضك خير يارب
ابتسمت بحزن وانا بحضنها وببوسها من راسها:
-ربنا يخليكي ليا ياماما
نزلت انا وماما وبابا ،كان يوسف واقف قدام البيت هو وخالتي بالعربيه بتاعته
كان واقف ساند علي العربيه واول ما شافني اتعدل في وقفته وهو بيبصلي بنظرات غريبه اول مره يبصلي بيها
مقدرش أنكر أن شكله هو كمان كان لطيف ووسيم ببدلته السودا اللي زادته جمال فوق جماله
قربت سلمت علي خالتي اللي اخدتني في حضنها وهي بتبوسني كتير
-بسم الله ماشاء الله الله اكبر ربنا يحميكي يارب ويعوضك خير يارب ونشوفك احلي عروسه
-حبيبتي ياخالتو عقبال يوسف
"قريب أن شاء الله "
قالها يوسف بابتسامه وهو بيعدل الجاكيت بتاع البدله وبيبصلي بصه مقدرتش افهم معناها
معرفش ليه قلبي اتقبض اول ما قال كده لكن حاولت مبينش ده وابتسمت من غير ما اعلق علي كلامه
وصلنا القاعه
كان في ناس كتير جدا
من ضمنهم عيلتنا الجميله اللي ما بيصدقوا يشمتوا فينا!
قلبي اتقبض اول ما شوفت نظراتهم ليا من علي باب القاعه
كنت ماشيه جنب يوسف وتلقائياً لقيتني بمسك في دراعه وكأني بحمي نفسي من نظرات الشماته اللي في عيون الكل
نزل عيونه وهو بيبصلي وبيطبطب علي أيدي وهو بيهمس برقه
-متخافيش انا معاكي
بلعت ريقي بصعوبه وانا بهز راسي بخوف
ميل علي ودني بهمس وحده بسيطه:
-ارفعي راسك انتي مش مُذنبه !
رفعت راسي زي ما قالي وقربنا من خالتي وسلمنا عليها
خالتي بخبث :
-عقبال عوضك ياحبيبتي
-ا احم ش شكرا ياخالتو
روحنا بعدما علي ترابيزه فاضيه وبعيده شويه عن الناس ونظراتهم اللي كلها اتهام وكأني عامله جريمه
شويه وحسيت نفسي مخنوقه وبدأت عيوني تلمع بالدموع
ميلت علي ودن ماما :
-انا عايزه امشي
-ليه يابنتي حصل ايه
-م مش قادره ياماما ارجوكي خليني امشي تعبت من نظراتهم حاسه اني هم*وت
طبطت علي ايدي بشفقه:
-طب ياحبيبتي خلاص يلا بينا
خالتي :
-مينفعش نمشي يا سعاد احنا اخوات ام العروسه الناس تقول علينا ايه دلوقتي ؟
ماما بتوتر وتوهان:
-طب اعمل ايه بس ياسعاد اديكي شايفه البنت منهاره ازاي حسبي الله ونعم الوكيل الناس كلها بتبصلها وكأنها عامله عمله تقوليش ق*تلت قت*يل ؟؟
يوسف أتدخل المره دي في الحوار :
-خلاص ياخالتو خليكي انتي وماما وانا هاخد ايمان ونمشي نروح نقعد في أي مكان لحد ما الفرح يخلص
ماما بفرحه ولهفه :
-بجد يا يوسف كتر الف خيرك يابني ربنا يبارك فيك
مدلي أيده وهو بيقوم يقف :
-يلا يا إيمي
مسكت في أيده وانا باخد شنطتي بسرعه ولهفه :
-يلا
وأخيراً خرجنا من القاعه بعد صعوبه وركبنا العربيه وبعدنا خالص عن المكان ...
اخدت نفس عميق وانا بفتح الشباك وببص علي الطريق من غير ما انطق حرف
-مالك انتي كويسه
قالها يوسف وهو بيلف رأسه وبيبصلي
عيوني لمعت بالدموع وانا بهز راسي بنفي :
-مكنتش اعرف اني جبانه وضعيفه اوي كده
ركن العربيه علي البحر وهو بيحط أيده علي ايدي :
-حقك عليا أنا
عيطت جامد وانا بحط ايدي علي بوقي :
-ربنا ينتقم من كل شخص حسسني اني مُذنبه
-إيمان عشان خاطري متعيطيش محدش يستاهل دمعه من عيونك لو سمحتي كفايه عياط تعبتي قلبي معاكي
رفعت عيوني اللي كلها دموع وانا برد بلهفه وبراءه
-تعبت قلبك ليه انا عملت ايه طيب
اتنهد وهو بيبصلي بحزن :
-حُزنك ودموعك وحاله الضياع اللي انتي فيها تعبت قلبي يا إيمان كفايه بقي ياحبيبتي كفايه تبكي علي ناس متستاهلش ركزي مع الناس اللي بتحبك
بصيت قدامي بشرود :
-الناس اللي بتحبني
-ايوه يا إيمان ركزي دوري حواليكي في ناس تتمني ولو نظره من عيونك في ناس قلبها بيحبك تتمني لو تحسي بيهم من زمان
وفي الخلفيه صوت اصاله
"دور من تاني اكيد هتلاقي في ناس حواليك
في واحد منهم كان بيدور ياما عليك "
-قصدك ايه يا يوسف
-قصدي انا بحبك يا إيمان بحبك وعايز اتجوزك
رديت بذهول :
-بتحبني!!
-معقوله كل ده مش حاسه بقلبي
-لا حاسه وبتمني من زمان لو تعترف بشعورك عشان أصدق انا كمان شعوري من نحيتك
رد بلهفه :
-ايه هو شعورك من نحيتي ؟
مسكت أيده وانا بضغط عليها وببتسم بحب :
-اني بحبك يا يوسف ومش بتطمن إلا وانا وياك
لما الإنسان بيلاقى اللي بجد أمانه
يهتم بقلبه واحزانه ، ويشاركه حياته واحلامه
بيرجع يضحك من قلبه بجد
لما الإنسان بيلاقي الشخص اللي يصونه
بترجع تلمع تاني عيونه
ويفهم ايه الحب ومضمونه وروحه بتترد
تمت بحمدلله