رواية ابن سيادة الوزير للكاتبة رحاب عمر هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية ابن سيادة الوزير، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية ابن سيادة الوزير من الفصل الاول للاخير بقلم رحاب عمر
في أحدي القري الريفية الصغيرة جدا التابعه لمحافظة الدقهليه و داخل الوحدة الصحيه التابعه لهذه القريه كانت تسير بخطي ثابته و مشيه واثقه في زيها المحتشم حين استوقفها هذا الشاب الطويل ذو الجسد الرياضي و البشره الخمريه و عيونه الواسعه العسليه و شعره الكثيف الناعم الذي يضيف إلي وسامته جاذبيه آخاذة
وائل: استاذه حنين
تأففت حنين فتقريبا هذا الموقف يتكرر يومياً: أفندم
وائل بحرج: لو خلصتي شغلك ممكن بس دقيقتين من وقتك
حنين : أنا فعلا خلصت بس اعذرني النهارده عندي ظرف طارئ في البيت و مستعجله جدا جدا أنا أسفة
وائل : خلاص ماشي اتفضلي
ثم قال في نفسة " كل يوم ظرف طارئ و مش بيجي غير وهي مروحه مش عارف بتتهرب مني ليه "
دخلت حنين الغرفه الخاصة بالممرضات و انتزعت الزي الذي كانت ترتدية فوق عبائتها السوداء الذ يميزها كممرضة وطوته بدقه ووضعته في مكانه و حملت حقيبة يدها واستعدت للرحيل حين دخلت صديقتها خلود
خلود : انا شيفاكي برضه و انتي بتتهربي من وائل
حنين بلا مبالاه: وبعدين
خلود : ايه اللي بعدين ممكن تعطيني سبب واحد انك ترفضيه و متعطيهوش فرصه حتي انه يتقدملك والله مانا سيباكي الا لما تقوليلي السبب الحقيقي وسيبك من الاعذار الغير مقنعه اللي قاعده تعطيهالي كل يوم
حنين : طيب يلا بس كده جهزي نفسك وتعالي نتكلم واحنا مروحين
خلود : ماشي ثواني هروح احط الملف ده مكانه و أجي نمشي علطول بس اعملي حسابك مش هتدخلي بيتك الا لما تقولي الحقيقه
حنين : طيب بس بسرعه لاني مستعجله
ثم قالت في نفسها" يارب متكسفنيش معاها و ارزقني مخرج "
وبعد دقائق أتت خلود وانتزعت زي التمريض و ألقته علي كرسي خاص بمكتبها وو سحبت حنين من ذراعها وخرجوا من الوحده الصحيه و اتجهوا نحو منازلهم
خلود: يا حنين مضيعيش وائل من ايدك يعني وسيم وموظف بيقبض مرتب ثابت اخر الشهر وكمان بيشتغل في معمل بعد العصر غير ان أهله مرتاحين ماديا و عندهم أراضي ومواشي
حنين وهي تبتسم لشخص يأتي في مقابلها وتشير له أن يأتي
خلود : رد عليا انتي مركزه مع مين
ثم نظرت لتري حنين تبتسم لمن وقالت : أه حسن طيب كويس علشان أخلييه يقول لمامتك تضغط عليكي احسن دماغك ناشفه حجر ولو ملنتيش هاجي لمامتك بنفسي علشان مضعيش عريس تاني من ايدك كفايه اللي طاروا
أتي حسن وسلم علي حنين وشبك يدها في ذراعه ثم قال : ازي حضرتك يا استاذه خلود
خلود : ازيك انت يا حسن انا مش عارفه اختك دي طالعه دماغها حجر لمين
حنين لتغير مجري الحديث: انت رايح فين يا حسن
حسن بحزن بادي علي محياه: ماما سخنه قوي ورايح أجيب خافض حراره من الصيدليه
حنين وهي تكاد تبكي: برضه السخونيه مش راضيه تروح والله الواحد بدأ يقلق
خلود بحرج: مامتك مالها يا حنين
حنين : مش عارفه السخونيه مش راضيه تسيبها رغم كمية المسكنات اللي بتاخدها لازم مانسكتش ونروح نكشف عليها
رأت خلود أن الوضع غير مناسب لأكمال حديثها فأجلته لموعد أخر و وعدت نفسها أن تخبر وائل بالانتظار وعدم طلب يد حنين حتي يطمئنوا علي والدتها فهي تعلم مدي حب حنين لأمها وتعلقها بها
خلود :طيب أستأذن أنا يا جماعه وسلمولي علي مامتك علي ما أجي اطمن عليها
حنين: تسلمي يا خلود ماشي سلام
ثم توجهوا نحو احدي الصيدليات و احضروا حقنة خافض للحراره وذهبوا إلي منزلهم وكان منزل صغير مكون من طابق واحد به ثلاث غرف صغيره وردهه صغيرة ومطبخ و دورة مياه و أمامة فناء صغير يربون فيه بعض الطيور المنزليه وكان في أخر البلدة بعدة مباشرة الأراضي الزراعية الواسعه استأجروه لكونهم لا يمتلكون منزل
دخلت حنين و حسن المنزل ثم اتجهت حنين نحو غرفة والدتها فوجدتها نائمه في سريرها يبدو عليها آثار الحمي والمرض الشديد فأقبلت نحوها
حنين : ماما وضعك ده ميتسكتش عليه لازم نروح لدكتور النهاردة
ماجده بوهن شديد: النهارده الخميس يا حنين والدكاتره في المنصوره بيبقوا قافلين خلينا السبت يا بنتي وبعدين ما نروح مستشفي أحسن انت عارفه الجري عند الدكاتره مكلف
حنين : أيا كانت التكلفه اية لازم منتأخرش أكتر من كده علي العموم ريحي شويه علي ما أدخل اطبخ واشوف هعمل ايه
ماجده: أخواتك ربنا يصلح حالهم طبخوا
حنين وهي تضحك : اخواتي طبخوا طيب ابعت حسن يجيب مطهر معوي بقي علشان ناخده بعد الاكل مباشرة
ثم اتجهت نحو المطبخ لتجد فعلا أخويها قد طبخوا
دخل عليها حسين مسرعا وقال لها بمرح : دوقي بقي أكلي وكلي صوابعك وراه بصي بقي مكرونه معتبره ولا الشيف شربيني نفسه يعرف يطبخها
اقبل حسن من بعده: أنا بقي عملت بطاطس مقليه وسلطه ايه وعملك فيها افتكاسه في الجون
حنين و هي تمسك ملعقه و تبدأ بتذوق الطعام : طيب لما نشوف يا شيفات
تذوقت حنين المكرونه ثم قالت : جامدة يا حسين تسلم ايدك بس متكترش البهارات جامد أحسن بتتعب
ثم قالت : فين سلطة حسن و افتكساته
حمل حسين كوب ماء واتي اليها مسرعا وقال لها : السلطة علي الرخامة أهي
حنين وهي تهم بتذوق السلطة : طيب وجايب ميه ليه
حسين وهو يضحك : اصلك مش عارفه هو حاطط عليها ايه علشان تقدري تبلعي
حسن بحماس: حنين أكيد مش هتكسفيني ي وهتقولي انها حلوة
تذوقت حنين السلطه وأخذت كوب الماء من حسين بسرعه واخذت تشرب منه بشراهه ثم قالت : كح كح بصراحه مضطرة اقولك اني هكسفك يا حسن انت حاطط عليها ايه يا ابني
حسن : والله ما حطيت حاجه وحشه دي ماية ورد لزوم التحبيشه
فتحت حنين عينيها وفمها علي اخريهما بدهشه وقالت : ماية ورد علي السلطه
وظلوا يضحكوا
في احدي البارات الليليه ومع اصوات الموسيقي الصاخبه والشباب سكاري والشابات كاسيات عاريات يرقصوا و يتمايلوا كأنهم أشباه احياء و رائحة الخمر تملأ المكان بشراهه . حقاَ انه لجو مقزز لكل مسلم ولكن للأسف كان يمتلأ بمسلمين و لكنهم لا يعرفوا عن الإسلام شيء أو كما يقال " مسلم في البطاقه "
كانت تخلس فتاتان في جانب وبأيدهم كأس الخمر وقد ظهر من أجسادهن أكثر مما ستر
قالت بوسي: مالك مركزة قوي فيهم كده ماتقومي ترقصي معاهم
ليندا: اصبري بس أن منمرة علي الواد الكيوت ده من أول ما دخلت وهو واكل دماغي
بوسي: مين بالضبط
ليندا: الي لابس قميص تركواز مشجر وفاتح نص القميص ولابس سلسله ده
بوسي: ده بعدك تعرفي مين ده
ليندا: أياَ كان مين مش هيفوت من تحت إيد ليندا
بوسي : ده باسم السيوطي
ليندا و بفاه فارغ من الصدمة: باسم السيوطي ابن الوزير حلمي السيوطي
بوسي: كويس انك طلعتي عارفاه فإبعدي أحسنلك انتي عارفه ان مش سهل
ليندا: بلا سهل بلا صعب بكره تشوفيني مأنكجه معاه وعلي الكوسه وتيجي تباركيلي
بوسي : اما نشوف بس ابقي افتكري اني حذرتك
ليندا: سيبك من الكلام الفارغ ده قومي نسأل سوسو اللي شغاله في البار هو بيجي هنا علطول ولا دي صدفه خلينا نبدأ في الجد بقي
وفي المساء دخلت حنين إلي فراشها بعد أن اطمئنت علي والدتها ووضعت الطعام لوالدها بعد عودتة متأخرا من عمله
جلست علي سريرها و أسندت ظهرها إلي وسادتها وهي تحمل الكثير من الأحءال و القلق
كانت شديدة القلق علي والدتها حزينة علي وضعها وعلي الخطاب الذين ترفضهم واحد تلو الآخر بسبب ضيق حالتهم المادية
تذكرت وائل الذي يعتبر خاطب مناسب وقالت في نفسها: يلا تقريبا لازم تطير انت كمان زي اللي طاروا قبلك أنا لما قولت قربت أوفر في البريد فلوس لجزء من جهازي وهتخطب زي البنات جه تعب ماما و أنا مستعده أخسر كل حاجه الا أمي لو هفضل طول عمري من غير جواز
↚
وفي صباح اليوم التالي الساعه الثامنة صباحا دخلت حنين علي أخويها حسن و حسين التوأم الذين كانوا يدرسون بالسنه الأخير من المرحلة الثانوية
فتحت عليهم نافذة الحجرة و قالت بصوت عالي: يلا يا كسالي انتوا لسه نايمين قوموا لما اكون أنا اللي مش ورايا مذاكره وقايمة من الساعه سابعه وانتوا اللي في ثانويه عامه لسه نايمين
لم يرد حسين وتظاهر بالنوم ولكن رد حسن بكسل : خلاص قمنا أهو
ثم قام واتجهه للخارج ليتوضأ لصلاة الضحي بينما حنين نادت حسين أكثر من مره فلم يجيبها فاتجهت نحو غرفه والدتها وأحضرت من فوق دولابها عصا ودخلت علي حسين وهي تدق بها علي الباب
ثم قالت له مهدد : حسين هتقوم ولا الحاجه فوقيه تيجي تفوقك بنفسها
قفز حسين بسرعه وقال: والله صحيت والله صحيت
ابتسمت حنين وقالت : ناس مبتجيش الا بالعين الحمرا وخرجت من الغرفه لتكمل عملها المنزلي
جلس حسين علي السرير وهو يضم غطاءه اليه وبعد دقائق دخل حسن عليه وهو يبتسم
ثم قال له : الحاجه فوقيه سلمت عليك
حسين بكسل: حسن ما تيجي نروح نذاكر في الغيط
حسن : نعم اشمعني
حسين : النهاردة الجمعه والشمس حلوه وبعدين المذاكره هتبقي حلوه في الغيط قوي دلوقتي صدقني
حسن : ماشي يلا صلي الضحي ونمشي
حسين : ماشي يلا
وقام ليصلي الضحي وبعد أن انتهيا من صلاتهم قال حسن : يلا يا باشا جاهز
حسين بترجي: هطلب منك طلب ومتقوليش لأ واحدفينا يخرج بره والتاني يعطيله المخده الصغيره دي والبطانيه الخفيفة الصغيرة من الشباك
حسن وهو يضحك : يخرب بيتك وانا أقول عاوز يروح يذاكر في الأرض ليه وانا اللي برئ وصدقتك
حسين بطريقة المساكين : والله يا حسن فضلت سهران للفجر أحل مسائل ديناميكا ومهما هقنع في حنين مش هترضي تخليني انام
حسن : مليش دعوه عاوز تجيب اللي تجيبوا بعيد عني علشان لو كشفتنا يبقي أحلف اني مليش دعوة
حسين :ماشي ياندل طول عمرك بتاع مصلحتك طيب بس اخرج جنب الشباك بره وانا هعمل كل حاجة
خرج حسن وقام حسين بكل شيء وهم في طريقهم إلي الأرض الزراعيه التي يملكها خالهم
حسن : هاها شوفت مين مقبلانا عمتك صابرين
حسين وهو يحاول أن يخبأ ما بيده : يا نهار مش فايت إلا عمتي صابرين يبقي أخرتي علي ايد حنين النهارده بسببها
أقبلت عليهم عمتهم صابرين وهي تضحك فهي تعلم مدي صرامة حنين معهم وحرصها علي مستقبلهم
صابرين ببسمة: رايحين تناموا فين هي حنين طردتكم
حسن: لا ده انا واخدهم علشان اسند ظهري عليهم رايحين نذاكر في أرض خالي
صابرين: ياولا عليا برضه الكلام ده عالعموم لو عاوزين تعالوا ناموا عندي
حسن: والله رايحين نذاكر
صابرين : طيب يلا ربنا يوفقكم واشوفكم انتو الاتنين دكاتره كبار
ثم انصرف كل منهم في طريقه وبعد أن ابتعدت عنهم قليلا قال حسن
حسن: شوف يا عم احفظها جميله اهو حاولت اقنعها بأي حجه
حسين وهو ينظر للخف بحسرة : تقنعها مين بص دي داخله البيت عندنا
حسن: يا نهااار مش فايت يارب بس تعرف حنين ان انت اللي شايل الحاجه مش انا
حسين : ماشي ماشي طيب نبقي سوا
حسن: لا إلا دي
وأخذ يربت علي ظهر اخوه وهو يقول : علقه تفوت ولا حد يموت
وبعد أن وصلا إلا المكان الذي سيذاكرون فيه اختار حسين مكان مستوي بعض الشئ تحت شجره كبيرة ووضع فوقه بعض القش واستلقي علي وسادته ونام بينما ظل حسن في استذكار دروسه بالقرب منه
وفي المنزل كانت حنين تتناقش مع والدها في ضرورة عرض والدتها علي طبيب متخصص ومدي قلقها عليها
دخلت عليهم عمتها صابرين بعد أن استأذنت
صابرين و هي تضحك:ازيك يا حاج رزق ازيك ياحنين انتي هربتي العيال من البيت ولا ايه
حنين : عيال مين
صابرين : حسن و حسين واخدين مخده وبطانيه و رايحين فين
حنين بتعجب: دول قالوا رايحين يذاكروا في أرض خالي
صابرين : ما هما قالولي برضه كده وفعلا شوفتهم رايحين هناك
ثم تابعت: أمال امك مالها
حنين: دي السخونيه زايده عليها ومفيش خافض بيجيب معاها نتيجه
صابرين بقلق : وانتوا ساكتين ليه
رزق: يوم السبت بإذن الله هنروح عند دكتور كبير في المنصوره
صابرين: دكتور ليه ما المستشفيات كتير أهي الدكاتره عاوزين فلوس وانتوا هتجيبوا منين
حنين : متقلقيش يا عمتي معانا الحمد لله
صابرين بحده : حنين مطيروش القرشين اللي معاكوا يا بنتي وابدأ في جهازك بقي هتفضلي قاعده لحد امتي اللي قدك معاهم عيال في مدارس
حنين : مدارس ايه يا عمتي انا عندي 19 سنه بس وبعدين امي اهم من الجواز لو هقعد طول عمري من غير جواز المهم ربنا يشفيها
لم تجد صابرين ما ترد به فارتبكت ثم قالت : حتي ولو الدكاتره بيطلبوا حاجات كتير وانتوا اللي معاكو برضه مش هيكفي
رزق بضيق: سيبيها علي الله يا صابرين
صابرين: انا مش قصدي حاجه بس الناس كلها بتتكلم عن ان حنين بترفض الخطاب بدون سبب وانا عارفه ان ده بسبب الفلوس ومادام فيه بديل تاني وممكن تكشفوا في مستشفي يبقي وفروا علشان كلام الناس وبعدين انا نفسي افرح بيكي يا حنين
حنين :الناس كده كده بتتكلم وبعدين نصيبي عمره ما هيفوتني
صمتت صابرين ثم اتجهت نحو غرفة ماجده لتطمئن عليها
وبعد ما يقرب من ثلاث ساعات ونصف نظر حسن نحو حسين فوجده ما زال نائما فأخذ يفتش عن شئ حتي وجد ذلك اليعسوب فقال: ياه دبور حلو قوي ثم قام بمسكه وبحذر وضعه داخل ثياب اخيه حسين وعاد مكانه وتظاهر بالقراءة في كتابه
شعر حسين باليعسوب يتحرك في ظهره فقفز فزعا وأخذ يصرخ
جاء إليه حسن مسرعا : مالك مالك فيه ايه حلمت حلم وحش استعيذ بالله من الشيطان
حسين بصراخ: شوف يا بني ادم ايه في ظهري
فتش حسن في ظهر اخيه وأخرج اليعسوب وقال وهو يتسنكر اخاه ويضحك بشدة: ده حته دبور اللي يسمعك يقول في ظهرك تعبان
حسين : دبور ؟؟ تلاقيك والله انت اللي حاطيته في ظهري
حسن وهو يصطنع الحزن : الله يسامح يعني" خيراً تعمل شرا تلقن" دي اخره اللي يتعامل معاك بالحسني
حسين: تلقن ؟؟ يا عيني الواد مظلوم بص يارب بين الظالم من المظلوم
حسن وهو يعود بظهره للخلف : ماشي وهتعرف انك ظالمني وطول عمري انا مظلوم
وفجأة وقع حسن في قناة صغيرة بها ماء لري الأرض
وقف حسين وأخذ يضحك بشده و هو يشير بسبابته تجاه أخاه و يقول: يا ظالم يا ظالم
وقف حسن بصعوبه من داخل القناة وقال : يا نهار هنروح ازاي ولو حد قابلنا في الطريق هنعمل ايه
حسين : هههههه دي المخده والبطانيه مقبولين شويه
حسن : طيب قوم يا فالح شيل الكتب ويلا نروح علشان نجهز لصلاة الجمعه
ثم عاد أدراجهما إلي المنزل فوجدا حنين في شدة غضبها ولم تعلق علي ما هم فيه فدخل حسن إلي دورة المياه ليستحم واوضع حسين ما بيده في مكانه و عاد إليها وسألها
حسين : مالك يا حنين في ايه؟
ردت بصوت باكي: عمتك صابرين جات وقالت نروح نكشف علي ماما في المستشفي الحكومي علشان القرشين اللي معانا أجهز نفسي بيهم وبعد ما مشيت بابا وافق علي رأيها
حسين : طيب وانتي زعلانه ليه يا حنين ما كده صح هم معاهم حق المستشفيات فيها الاشعات والتحاليل ودكاتره كبار وفيه ملايين غيرها بيتعالجوا هناك واحنا فعلا عاوزين نفرح بيكي
حنين بعصبيه : حسين المستشفيات زاحمة ولازم تاخد دورك في الاشعات ممكن تنتظر اسبوع وماما حالتها خطيره
قاطعها حسين: حنين مين قال ماما حالتها خطيره احنا لسه منعرفش حاجه وبعدين خلي عندك ثقه ان ربنا هو الشافي مش بالدكاتره
حنين بهدوء : ونعم بالله
حسين : وبعدين يا حنين طول ما انتي بترفضي خطاب بابا بيحس بالعجز انه مش قادر يجهزك فياريت تراعي النقطه دي
حنين باعتراض: بس عمري ما أقدم خطبتي علي مرض امي أنا مش هتخطب ألا لما اطمن ان المستشفي هتقوم باللازم
حسين بمرح: ياااه اللي يمعك يقول الخطاب واقفين علي الباب قومي قومي افتحي لرقم 19 بيخبط جامد شكله مستعجل
ضحكت حنين وضربت اخيها في كتفه برفق وقالت: يا بايخ
--------------------------------------------------------------------------
وبعد مرور اسبوع
وبعد اسبوع كانت ليندا ترتدي أفضل ما عندها وتظهر بأبهي ما يمكن أن تظهر به
فستان أحمر قصير فوق الركبة وبدون حمالات و عاري الظهر الا من بعض الخيوط وشعرها الناعم تركتها منسدل علي ظهرها وبعض الخصلات منه تنزل علي وجهها بشكل جذاب والكثير و الكثير من مساحيق الزينه و الحذاء الاحمر ذو الكعب العالي ووالبرفيوم المميز الذي تشمه علي بعد أميال
ترجلت من سيارتها أمام ذلك البار الذي كانت فيه منذ اسبوع فهي علمت من سوسو ان باسم و اصحابه يقيمون حفله اسبوعيه كل خميس في ذلك البار
دخلت بخطي متمايله بشكل مغري ثم مسحت المكان بعينيها وسرعان ما وجدت مبتغاها
كان باسم يجلس بمفرده شارد التفكير ويدخن سيجارة وعندما وجدها تدخل بهذا المظهر البهي علق عينيه عليها
فرحت ليندا لهذه المبادره ولكنها أظهرت عدم الملاحظة واللامبالاه ثم دخلت متجهه نحوه وكأنها تقصد المنضدة التي خلفه و عندما اصبحت بجواره أوقعت هاتفها المحمول و كأنه دون قصد ثم انحنت لتلطقته و في نفس الأثناء قام باسم بدوره ليجلب لها الهاتف
وقبل أن تلتقطه ليندا تظاهرت بالدوار و مسكت رأسها وقالت بصوت رقيق" كرسي بليز"
اسرع باسم وأمسكها من زراعها و ساعدها في الجلوس علي كرسي وطلب لها عصير كي تستفيق
↚
فرحت ليندا لهذه المبادره ولكنها أظهرت عدم الملاحظة واللامبالاه ثم دخلت متجهه نحوه وكأنها تقصد المنضدة التي خلفه و عندما اصبحت بجواره أوقعت هاتفها المحمول و كأنه دون قصد ثم انحنت لتلطقته و في نفس الأثناء قام باسم بدوره ليجلب لها الهاتف
وقبل أن تلتقطه ليندا تظاهرت بالدوار و مسكت رأسها وقالت بصوت رقيق" كرسي بليز"
اسرع باسم وأمسكها من زراعها و ساعدها في الجلوس علي كرسي وطلب لها عصير كي تستفيق
وبعد أن شربت ليندا العصير رفعت نظرها نحو باسم وقال" ميرسي"
باسم: علي ايه ياقمر المهم انتي عامليه ايه دلوقتي
ليندا: فاين
باسم بإهتمام: لسه حاسه بدوخه
هزت ليندا رأسها دلاله علي النفي ثم قالت: عاوزه أمشي سوري مضطره استأذن
باسم وهو يصطنع الحزن : بسرعه كده احنا لسه متعرفناش حتي
ليندا: سوري نتعرف في فرصه تانيه انا بجد محتاجه اريح أصلي مش في المود
باسم : تحبي أوصلك
ليندا: معايا عربيتي
باسم : هتسوقي وانتي دايخه
صمتت ليندا وكأنها حائره منتظره منه المبادرة وبالفعل لم يخيب ظنها وقال
: تحبي أسوقلك وارجع بتاكسي
ليندا بسهوكه: لو مش هتعب حضرتك
خرج باسم و ليندا من المكان وركبا سيارة ليندا وقاد باسم السياره حتي وصل إلي منزل صديقة ليندا بعد أن طلبت منه
باسم : طيب هشوفك تاني امتي
ليندا: انا مش بروح الديسكو و البار كتير انا بحب اقعد علي النيل اكتر
باسم: طيب اديني رقمكك لازم نتقابل
ليندا وكأنها متردده : سوري اصلي مش حفظاه
باسم: انتي خايفه كده ليه متخفيش وانتي معايا أبدا
ثم أخذ هاتفها من يدها و سجل رقمه و رن عليه وقال لها: ده رقمي وانا هسجل رقمك ولازم نتقال قريب
قالت له وهي تهم بالنزول من السيار ة: اوكي
باسم: يااااااه اول مره احس ان اوكي ليها طعم حلو كده
ليندا بخجل: ميرسي
نزل باسم من السياره و ودعها وركب سيارة اجرة عائد أدراجه
ركبت ليندا السياره وهي تبتسم ابتسامه انتصار و فرحه وما ان تحركت حتي اتصلت علي بوسي و اخبرتها بما حدث
وصلت ليندا العماره التي تقطن بها هي و اسرتا وفتحت الباب ببطئ ودخلت بهدوء ثم دخلت حجرتها وبدلت ملابسها بسرعه ونامت وتدثرت بغطائها ولكن فوجئت بوالدتها تدخل الغرفه و تسحب ابغطاء من عليها
الام(سعاد): ليندا انتي بتستهبلي خاجه بالمنظر ده و عارفه ان ابوكي هنا الاسبوع ده انتي عاوزاه يموتنا طيب الاسبوع اللي فات كان عند المحروقه مراته التانيه في الفيوم و سيبتك علي راحتك علشان متقوليش امي كمان معقده انما تعمليلي مشاكل
ليندا وهي تشير لوالدتها ان تخفض من صوتها: اهدي بس واعرفي انا كنت فين و بعدين ابقي اتكلمي
ثم قصت عليها احداث اليوم
سعاد وهي تدغدغ ابنتها بفرح: يا واد يا جامد ياتقيل اوعي الواد ده يفلت من ايدك وانا هحاول اقتع ابوكي بخرجك بأي حجه بس مش عاوزه غير الواد وهو دايب في دباديبك وايام واشوفك عروسه انا هعمل اللي عليا وانتي وشطارتك
ليندا: اوكي يا مامي ايوا كده هي دي الامهات ولا بلاش
وفي منزل حنين كانت تجلس مع أخويها في الفناء أمام المنزل تطعم الطيور عصرا وكانت سابحه في أفكارها حين قطعه حسن بحديثه
حسن: سرحانه في ايه
حنين: قلقانه قوي حاسه ان اللي بنعمله غلط يعني ماما كاشفه من يوم السبت اللي فات والأشعه ضروريه ليها علشان الدكتور يوضح فيها ايه ودورها في الاشعه الاحد الجاي علشان الزحمة لو هنستمر كده مش هسمع كلام حد وهنروح نكشف بره
حسن : طيب بس اهدي يا حنين كده الدكتور اعطي لما دوا و الحرارة نزلت
حنين بعصبيه: حسن الحرارة نزلت لكن لسة تعبانه زي ما هي
حسن وهو يشير لها أن تهدأ: طيب بس اهدي كده ولو الأشعه بتاعت يوم الاحد طلع فيها حاجه و الدكاتره طلبوا اشعات تانيه او تحاليل يبقي نعملها بره
حنين : ماشي
وفي اليوم التالي كانت ليندا تنام علي بطها فوق سريرها و ترفع رجليها وتمسك بهاتفها المحمول و تتأمل هذا الرقم وكأنها تتأمل لوحه فنيه وهي متردده أتتصل أم تنتظره يتصل ولكن قطع حبل أفكارها صوت هاتفها و هو يعلن عن اتصاله
قامت و أخذت تقفز بفرحه و يديها ترتجفان وقلبها يتراقص بداخل صدرها ثم دخلت علي امها المطبخ وهي تصرخ وتقول: ماما بيتصل بيتصل
امها: استني يرن كمان مره و ردي
ليندا: اوكي اوكي
انقطع صوت الهاتف ثم بدأ من جديد ردت ليندا: ألو
باسم: القمر صاحي و لا ازعجناه
ليندا برقه: لا ازعاج ولا حاجه يا فندم
باسم: ايه يا فندم دي كمان
ليندا: سوري اصلي معرفش اسم حضرتك
باسم: اسمي باسم وتناديلي بسومتي اتفقنا
ليندا بخجل: اوكي يا باسم
باسم: هعديهالك المره دي بس بعد كده هزعل لو سمعتها
ليندا: ههههه
باسم: واسم القمر ايه قشطه ولا مربي
ليندا: اسمي ليندا
باسم: ماشي لي لي
وكانت ام ليندا تستمع للحوار بفرحه عارمه ثم أشارت لإبنتها أن تطلب منه أن يغلق لأنها ذاهبه مع والدتها للتسوق في احدي المولات الكبيره
ليندا: أ أ أ طيب يا باسم سوري هستأذنك أصلي جاهزة ورايحه المول مع مامي دولقتي اكلمك لما أرجع
باسم: شوفتي دي تاني مره تزعليني منك في أول مكالمه قلت بسومتي والا هزعل بجد
ليندا: اوكي يا بسومتي
باسم: اللـــــــــه جامده من بقك يا لي لي طيب قوليلي هتروحي مول ايه
ليندا: مول.........
باسم: طيب ماشي خدي بالك من نفسك
ليندا: اوكي يلا باي
باسم: ماشي يا قمر باي هتوحشيني علي ما اشوفك
أغلقت ليندا الخط واخذت تتبادل هي وامها الاحضان بفرحه
سعاد: يلا في ثواني البسي علشان نلحق ننزل
ليندا: هو احنا بجد هننزل
سعاد : يا عبيطه مش سألك علي اسم المول يعني هتلاقيه مستنيكي هناك
ودخلت ليندا ترتدي ملابسها ووالدتها كمثل
ارتدت ليندا بنطلون استرتش اوف وايت و بلوزة اورنج بحمالات وبها العديد من الزينه اللامعه وربطت شعرها بتوكه ووضعت الزينه المناسبه و ايضا الحذاء الاورانج الرقيق ذو الكعب العالي
وارتدت سعاد بنطلون بني و بلوزة نصف كم كاكاوي وتركت شعرها المصبوع ليداري البياض الذي انتشر به بعشوائيه
دخلت سعاد غرفه ليندا و اخذت تساعدها في وضع اللمسات الأخيره والبرفيوم ثم استقلا سيارتهما واتجها الي المول
دخلت ليندا بصحبة والدتها المول وأخذت عينيها تبحث عن شيء من تحت تلك النظارة الشمسيه التي تغطي جزء كبير من وجهها
وكما توقعت سعاد وجدوا مبتغاهم في انتظارهم
ليندا: ماما هناك اهو ياماما
سعاد: اعملي نفسك مش شيفاه وتعالي ندخل علي قسم التحف
ليندا: اوكي
اتجه باسم نحوهما بخطي واثقه و معه اثنين من البودي جارد ثم ابتسم لهما ابتسامه تطير العقل
سعاد بصوت منخفض: يا بنت المحظوظة ده واد موز أخر حاجه
ليندا: بس يا ماما لا يسمعك
باسم: هاي ليندا
ليندا: هاي باسم
مد باسم يده وسلم عليها
ليندا: مامي ده باسم صاحبي باسم دي مامي
سعاد هي تسلم عليه: اتشرفنا يا استاذ باسم
باسم: انا دلوقتي عرفت ليندا طالع مؤدبه لمين
سعاد: مرسي لذوقك يا حبيبي
باسم: نادلي باسم بس
سعاد: اوكي
باسم: طيب خلصوا الشوبينج وانا هنا لو احتاجتم حاجه صدفه جميله اني شفتكم
ثم غمز لليندا بعينه
سعاد: مش عارفه ليندا مالها محبطه كده جيبتها بالقوه تعمل ماعايا شوبينج وهي كانت مصممه تروح تقعد شويه عالنيل مش عارفه مش بتزهق من القاعده هناك ابدا
باسم: طيب ماشي يا طنط خلصوا وانا هاخدها علي النيل لما تخلصوا
سعاد: لو هتروحوا يبقي أأجل الشوبينج النهارده علشان متتأخروش أصلي بخاف عليها تتأخر بره بالليل
باسم: طول ما هي معايا يا طنط متخافيش عليها
ليندا بشكل طفولي: اوكي يا مامي أجلي الشوبينج النهارده وهبقي أجي معاكي بكره أصلي مش في المود النهارده
↚
اتجهت ليندا مع فارس أحلامها أقصد مع صديقها الجديد إلي احدي النوادي المطله علي النيل بينما اتجهت الأم إلي سيارة ليندا و من ثم إلي منزلهم و عندما دخلت وجدت زوجها يجلس في انتظارهم وهو في قمة الغضب
عبدالفتاح بغضب : كنتي فين يا هانم من غير استئذان وفين بنتك المصونة ما هو صحيح الأم بايظة يبقي البنت هتطلع ايه غير بايظة زي امها
سعاد وقد ارتفع صوتها حتي يكاد يكسر الجدران : الله الله الله شوفوا مين بيتكلم أولاً مين اللي بايظ أنا ولا انت يا بتاع النسوان وبعدين لو شايف بنتك بايظة ما كنت قعدت تربيها بدل ما رايح تتجوز عليا واحدة قذره
عبدالفتاح : اتكلمي عدل يا سعاد ايه بتاع نسوان دي أنا متجوز علي سنه الله ورسوله وبعدين انتي لو مريحاني و بتحترميني زي اي واحده بتحترم جوزها عمري ما كنت بصيت لغيرك وبعدين اياكي تغلطي في مراتي تاني يكفي انها متخرجش غير وهي ساتره نفسها مش باين غير وشها مش زيك تلت تربع جسمك باين وعمرها ما خرجت من غير ما تقولي هي رايح فين و جايه منين مش ماشيه علي حل شعرها
سعاد: بقولك ايه احترم نفسك وكفايه تهزيق بقي ولو مش عاجبك طلقني انت اصلا معنتش فارق معايا في حاجه وملكش دعوه اروح واجي بمزاجي
عبدالفتاح وقد استشاط غضباَ: سعااااااااد اتلمي بقي هو يعني انتي اللي تفرقي معايا لولا بنتي عمري ما كنت سيبتك علي زمتي يوم
ثم خرج و اغلق باب الشقه خلفه بغضب ثم عاود فتحه مره اخري و قال لها بنبره محذرة: المغرب يأذن ولو ملقتش بنتك هنا تبقي طالق
------------------------------------------------------------------
وفي احدي النوادي كانت تجلس ليندا وتمثل دور الحزينه ومعها باسم وبعد أن طلبوا مشروبهم
باسم: خير يا قمر زعلان من ايه
ليندا بمياعة وحزن مصطنع : مفيش
باسم: كده تزعلي بسوم منك مش احنا أصدقاء برضه ولا أنا فارض نفسي عليكي
ليندا: لا والله بس الموضوع مش مستاهل
باسم: حتي و لو مفيش حاجه تستخبي بين الصحاب
ليندا ( حسب خطة والدتها) : أصلي جايلي عريس وماما وبابا موافقين جامد وبيقولوا مناسب
باسم وبدأ في تمثيل دور الغاضب : عريس أه طيب وبعدين انتي موافقه
ليندا : لا بس بابا مش متفهم وجهة نظري
باسم: وايه وجهة نظر الجميل
ليندا : مش حابه اتجوز واحد اول مره اعرفه نفسي اتجوز عن حب اتجوز واحد يحس بيا و احس بيه هو ياخد قلبي وانا اخد قلبه نفسي .......أه ( وبتنهيدة) أسفه صدعتك
باسم بخبث : لا لا صدعتيني ولا حاجه بس أخدتيني لعالم تاني
ليندا : مش فاهمه
باسم: أصل حسيت في كلامك اني انا اللي بتكلم أنا كمان نفسي الأقي واحده تكون هي أنا و أنا هي
ثم ساد الصمت بينهما لمدة دقائق ولكن تشابكت عيونهم بنظره لا يفهما الا العاشقين
------------------------------------------------------
بعدما أنتهي اللقاء الحميم بينهم اتجه باسم الي أحد البارات اليليه وجلس مع اصدقائة وعلي وجهه ابتسامة عريضه
تامر: خير منشكح قوي النهارده كده ليه
يوسف: اكيد الفرحه دي وراها موزة جامده
باسم: عاوز ايه ياض انت وهو
تامر: هتقول ولا نخليك تقول غصب عنك
يوسف: يا عم سيبه جايز حته جامده وخايف عليها ولا حاجه حته استيراد ولا كده
باسم: حته كربون
يوسف: أه ايه انت سخن ولا ايه ولا جايز تقلت في الشرب
باسم: لا انا مبحبش اشرب غير في بارتي بتاع يوم الخميس كفايه
يوسف: طول عمرك خرع
تامر: متوهش وقول ايه اخبار الموزة الجديدة
باسم: ياعم بقولك كربون يعني نسخه كربون من كل البنات اللي قابلناهم واللي هنقابلهم كلهم بنات قص ولزق متعرفش اذا كان ده شعرها ولا بروكه ودي عينها ولا لينسيز والله اعلم ولو جبنا منديل ومسحنا وشها هنلاقي مين ولا الميك أب عمك عويس و لا عمك مرزوق
تامر و يوسف: هههههههههههه
تامر: واللي يعيظك انهم كلهم داخلين ناوين علي جواز
يوسف: لا و اسلوبهم واحد مياعه ومياصه و سهوكه ولازم الحبه بتوع بيتقدملي فلان وجايلي عريس ابن علان وكأن الطوابير قدام بيتهم عامله أزمه مروريه
وأخذ الثلاثه يضحكون و يعيبون في تلك الفئة من البنات
باسم: انتوا حكيتوا اللي فيها أهو من غير ما افتح بقي
يوسف: وانتي ناوي علي ايه يا برنس
باسم: حد يجيله النعمه لحد عنده و يرفسها برجله هي عاوزه تعيشلها يومين علي حلم قصدي وهم وانا تحت أمرها طبعا
تامر: بس لما المكنه تجيب جاز وتزهق ابقي افتكرنا يا عم
باسم : من عنيا يا جامد
-----------------------------------------------------------------
وأتي يوم الأحد ودخلت ماجدة إلي غرفة الأشعه و الكل ينتظر بفارغ الصبر وبقلب يكاد يتوقف من الخوف و بعد مده وجيزة ظهرت نتيجه الأشعة وأتجهت حنين مع والدتها ووالدها إلي غرفة الكشف وبعد اطلاع الطبيب علي الأشعه قال لهم كلمة أوقفت قلبهم و عقلهم بل و دمائهم أيضا علي التحرك في عروقهم
الطبيب: هنحولك قسم الأورام يا مدام
رزق بفزع : الأورام يا دكتور ليه هي الأشعه فيها أيه
الطبيب: هي عندها ورم في الرحم ولازم نتأكد ده ورم خبيث ولا حميد ونشوف هنعمل إيه ولو سمحتم يلا اتفضلوا علشان غيركم ياخد دوره
خرجت حنين مع والديها و هي تكاد لا تري ما أمامها من كثرة البكاء و القلق علي والدتها
سأل رزق أحد العاملين بالمشفي: هو فين قسم الأورام لو سمحت
فقالت حنين : يلا يابابا هنخرج من هنا
رزق: حنين لسه برضه مصممه علي رأيك
حنين: ايوا يابابا لما تكون أول أشعه أخدت 8 أيام يبقي الباقي هياخد قد ايه
ماجده بوهن: يا حنين زينا زي غيرنا يا بنتي مضعيش القرشين الي معاكي و ياعالم هيكفوا العلاج بره و لا لأه
حنين بصرامة: ماما لازم نلحق نعمل اللازم قبل ما لاقدر الله الموضوع يكبر وينتشر واللي الدكتور يقول عليه بره هنمشي عليه و اكيد هيكون ليكي جلسات في مستشفي برضه
رزق: طيب يلا يا بنتي و أنا برضه هطلب من صاحب المصنع يعطيني ورديه تانيه نساعد مع بعض
حنين: كفايه عليك يا بابا انت بتشتغل 10 ساعات في اليوم
رزق: سيبيها علي الله يا حنين
وخرجوا الثلاثه من المشفي وعادوا إلي منزلهم وعندما دخلوا اقبل عليهم حسن و حسين بقلق
حسن : عملت ايه يا ماما يارب يكون خير
ماجده : أكيد خير الحمد لله علي كل حال
حسين : يعني طلع عندك حاجه
رزق : طلع عندها ورم بس لسه محدش يعرف حميد ولا خبيث
فزع حسن و حسين بل وبدأوا مشاركة حنين البكاء
ماجده و هي تبكي: اهدوا يا ولاد وقولو الحمد لله
حنين : اعملي حسابك ياماما بابا يروح يحجز عند الدكتور .......... النهارده و نروح نكشف بكره علي ما اسحب الفوس بكره من البريد
رزق : بس قبل أي حاجه ياحنين لازم نطلع صدقة بنية ان ربنا يشفي امك
حنين : ان شاء الله يا بابا
ومن هذا اليوم واختفت البسمة من وجوه تلك العائلة المرحة وهذا البيت وبدأت رحلة الذهاب عند الأطباء والاشعات و التحاليل المتكررره حتي ان المال بدأ ينفذ وحنين بدأت تبحث عن عمل اضافي ولككنها لم تجد بسبب وجودها في قريه صغيرة ورزق استلم عمل اضافي فاصبح يعمل 18 ساعه في اليوم
↚
ومرت خمسة أشهر تطورت فيهم العلاقه بين باسم و ليندا
باسم يقوم بتمثيل دور العاشق الولهان و ليندا تمثل دور الفتاه التي يحارب من أجلها الرجال لنيل حبها و الفوز بجمالها وتحكي كل يوم قصه من أراد الزواج منها لكي يتحمس باسم و يطلب يدها من والدها ولكنه لم يبدي أي ردة فعل في هذا الاتجاه مما جعل ليندا تعزم علي فتح هذا الموضوع معه والتحدث فيه صراحة
وأيضاً كان هناك اثنان زادت المشاكل بينهم وتفاقمت بسبب ابنتهم ليندا الأب يريد أن تلتزم ليندا بالادب واللبس المستور و عدم الخروج بدون اسباب و الأم تتحجج بأي حجج لكي تخرج ليندا مع ابن الوزير من أجل تنفيذ خطة يظنون انها ستنجح وتنول ليندا فارس الاحلام
كانت تجلس في شرفة حجرتها تأفف ثم عزمت أمرها وأخذت تليفونها المحمول ثم ضغطت علي اسمه ثم علي زر اتصال
ليندا : ألو
باسم: حبوبي اخبارك ايه يا جميل والله والله والله وحشني مووووت ونفسي دلوقتي ابقي قدامك واخدك في حضني للابد
ليندا بصوت جاد وغاضب: باسم فوق بقي وبلاش الكلام اللي ملوش لازمه ده
باسم ب لا مبالاه: خيريا حبوبي
ليندا: باسم العريس الاخير بابا موافق عليه ومصمم جدا ولو مأخدتش موقف وجيت اتقدمتلي يبقي خلاص كل شيء بينا هينتهي ( بدأت في البكاء)
باسم: لا ياقلبي متقوليش كده احنا لبعض اكيد رغما عن الجميع بس انتي عارفه ان الكريسماس بعد يومين ولازم اسافر المانيا علشان بحب احتفل بيه هناك مع اصحابي الألمان وأوعدك أول ما أرجع هنزل من الطياره علي بيتكم
ليندا: هكون ساعتها ضعت من أيدك خلاص
باسم: لا بعيد الشر صديقيني لو بأيدي مكنتش هتأخر أنا مقدرش اعيش من غير الموت احسنلي
ليندا: بعيد الشر يا حبيبي
باسم : طيب يلا متعيطيش وسيبيني دلوقتي علشان ألحق اخلص الشوبينج قبل ما الوقت يزنقني
ليندا: ماشي يا حيبيبي خلي بالك من نفسك
باسم: ماشي يلا باي
ليندا: باي
وفي منزل حنين وتحديدا في غرفة والدتها كانت حنين تعطي والدتها الدواء ثم ساعدتها في الإستلقاء علي ظهرها ودثرتها جيدا وخرجت من الغرفه اتجهت نحو الفناء خارج المنزل لتتابع أعمالها المنزليه
اتجه نحوها حسن وقال لها بخوف: حنين هي ماما كويسه
حنين: متخفش يا حسن هتبقي كويسه بإذن الله بس عاوزه أطلب منك طلب ومش عوزاك ترفضهولي
حسن: عنيا ليكي
حنين : نادي حسين بالمره عاوزاكم انتوا الأتنين تسمعوا الكلام ده
حسن و هو يغادر لينادي اخاه: حاضر
وبعد دقائق حضرا الإثنان
حنين: بصوا يا شباب طبعا كل شيء قدر ومقدر وربنا مش بيقدر غير الخير مهما كنا شيفينه احنا شر
حسن : ونعم بالله
تابعت حنين: انا طالبه منكم انكوا متخلوش تعب ماما حاجز يقف في طريقكم ويشغلكم عن مستقبلكم و أحلامكم لا عاوزاه يكون دافعه لتحقيق احلامكم وان بإجتهادكم تقدروا تحسنوا من وضعنا وتعوضوا بابا سنين تعبه وشقاه
حسين: بإذن الله يا حنين المهم ماما اخبارها ايه
حنين : اهي بتاخد الكيماوي وبتابع مع الدكتور دعائنا ليها بقي ربنا يشفيها
حسن : والفلوس اللي معاكم يا حنين هتكفي
حنين : سيبوها علي الله يا جماعه مش عاوزاكم تشتالوا هم حاجه غير مذاكرتم وبس
وبعد أن أغلق باسم الخط مع ليندا بدأ في ضحك هستيري
تامر: خير ياعم مضحكنا معاك
باسم: ههههه طيب يلا نحكي واحنا بنشتري اللي ورانا
يوسف: ماشي
باسم: المكنه جابت جاز ههههههههه
يوسف: بسرعه كده
باسم: اه والله زهقت وبتقولي هضيع منك وبابا مصمم علي العريس
تامر: ماشي لما نشوف اخر العرسان دي
يوسف: يا عم متخطبها هي بنت كويسه
باسم: ايه اللي فيها كويس ولا ايه اللي فيها جديد او مختلف عن غيرها دي واحده حابه تعيش يومين وتمثل دور اللي وانا لبيت طلبها وعيشتلي يومين وبكره تزهق انا يا عم يوم ما احب اخطب عمري ما افكر في الاشكال البيئه دي خااااااااااااالص
يوسف: حرام عليك يا عم تعشم البنت في الفاضي
باسم: حرمت عيشتك يا بعيد مايكنش جديده علينا العمل ده وبعدين هي اللي عاوزه كده
وهنا لمعت عيون يوسف بخبث فهو معجب بليندا من أول يوم رأها مع انها لا تختلف الكثير عن غيرها من البنات
ومر اليومان وجاء موعد سفر الاصدقاء الثلاثه الي المانيا للاحتفال بالكريسامس مع صديقاتهم الالمان
أخذ باسم تليفونه المحمول واتصل بتامر: ألو
تامر: يلا برنس مستنيك
باسم: ماشي اتصلت علي يوسف
تامر: لا هتصل اهو
باسم: لا هتصل انا
واغلق الخط ثم اتصل بيوسف
باسم: ايوا يا برنس البرانيس
يوسف: بصوت متعب للغايه: ايوا يا باسم
باسم : خير يا ابني
يوسف: معلش مش هقدر أجي من الصبح وعندي سخونيه ومركبنلي محاليل
باسم : يعني ايه هضيع الرحله والموزز والحلويات علشان شويه سخونيه
يوسف: معلش يا ياسم بجد مش قادر كح كح متعوضه المره الجايه وبعدين هناك الجو برد هتعب زيادة
باسم: اجمد ياض وبعدين متخفش الموز هناك هتسخنك علي الاخر
ولكن يوسف صمم علي عدم مقدرته علي الذهاب وبالفعل ذهب باسم و تامر بدونه ولكن لم يكن يوسف مريض كما ادعي وانما كان ينوي علي تنفيذ خطة
اتصل يوسف علي ليندا فهي أصبحت فرد من (الشله)
ليندا:ألو
يوسف: ازيك يا ليندا أخبارك ايه يا جميل
ليندا:"نايس أخبارك انت ايه
يوسف: مش نايس خالص
ليندا و بخوف مصطنع: ليه كده بس و بعدين انتي مرحتش معاهم ألمانيا ليه
يوسف: علشانك
ليندا بصطدمة: أنا ليه
يوسف: شوفتي ضيعت ثمن التذككره علشانك وضيعت رحلة من اجمل الرحلات علشانك مع انها مش بتيجي في السنه غير مره واحده
ليندا: ليه
يوسف: ممكن اشوفك يا ليندا عشر دقايق بس ضروري ارجوكي
ليندا: ماشي بابا الاسبوع ده عند مراته بس نتقابل في مكان قريب احسن الجو برد
يوسف: في المكان اللي تحبيه
وبعد نصف ساعه كانت تجلس ليندا مع يوسف في احدي الكافيهات القريبه من منزلها
ليندا: خير يا يوسف عاوزني في ايه وايه الكلام الغريب اللي بتقوله ده
يوسف: هتصدقيني
ليندا: يوسف خلص في ايه
يوسف: قبل ما اقول حاجه والله والله والله اللي هقوله صدق
ليندا: ماشي مصدقاك بس قول
يوسف: باسم مش بيحبك يا ليندا يوسف معيشك الوهم بس
ليندا بصطدمه: أه بتقول ايه
يوسف: انا صاحبه وعارف كل حاجه ولولا انك تهميني وتهميني قوي قوي مكنتش جيت قولتلك
ليندا: يوسف انا ممكن اصدقك في كل حاجه الا دي
يوسف وأخرج الموبايل من جيبه ثم فتح تسجيل صوتي وقربه منها وقال لها اسمعي
وفي التسجيل أتت هذه الأصوات
"" وأغلق باسم الخط ثم بدأ في ضحك هستيري
تامر: خير ياعم مضحكنا معاك
باسم: ههههه طيب يلا نحكي واحنا بنشتري اللي ورانا
يوسف: ماشي
باسم: المكنه جابت جاز ههههههههه
يوسف: بسرعه كده
باسم: اه والله زهقت وبتقولي هضيع منك وبابا مصمم علي العريس
تامر: ماشي لما نشوف اخر العرسان دي
يوسف: يا عم متخطبها هي بنت كويسه
باسم: ايه اللي فيها كويس ولا ايه اللي فيها جديد او مختلف عن غيرها دي واحده حابه تعيش يومين وتمثل دو اللي وانا لبيت طلبها وعيشتلي يومين وبكره تزهق انا يا عم يوم ما احب اخطب عمري ما افكر في الاشكال البيئه دي خااااااااااااالص
يوسف: حرام عليك يا عم تعشم البنت في الفاضي
باسم: حرمت عيشتك يا بعيد مايكنش جديده علينا العمل ده وبعدين هي اللي عاوزه كده
""
وضعت ليندا يديها علي وجهها ثم أخذت تبكي بكاء شديد . انتقل يوسف بجانبها ثم أخذ يربت علي ظهرها ويقول لها اهدي ياليندا اهدي ده واحد ما يستهلش دمعه واحده من عنيكي
وبعد فتره ليست بقصيرة هدأت قليلا
يوسف: متزعليش يا ليندا زعلك ده ده بيقطعني من جوه
ليندا: طيب انا عاوزه امشي
يوسف: أنا كنت خايف أعرفك أحسن تقولي اني عاوز افرق بينكم بس أنا مقدرتش اشوفك بتخدعي وانا ساكت خاصة انك تهميني قوي
ليندا: متشكره يا يوسف
يوسف: لا ده انا اللي متشكر يا ليندا بس انتي ناويه علي ايه
ليندا: ولا حاجه
يوسف: ازاي ولا حاجه انتي اجمد من الكلمة دي بكتير وده اكتر حاجه شدتني ليكي و حببتني فيكي
وهنا يوسف اصطنع انه تدارك ما قاله وانه زل لسانه واعترف بحبه لها
نظرت له ليندا بدهشه
يوسف وهو يتصنع الاحراج: اسف اسف مش قصدي بس بجد صبرت كتير وكتمت في نفسي كتير وكنت بتقطع وانا شايفكم مع بعض وانتي بتحبي صاحبي اللي بيخدعك وانا قلبي بتحرق كل يوم بسبب حبه ليكي وانتي مش حاسه
ليندا: ---------
يوسف: طيب يلا علشان مأخركيش تعالي أوصلك لبيتكم ولو احتجتي حاجه أنا تحتت أمرك
وصل باسم إلي ألمانيا وكان بإنتظارهم بعض الشبان من الفتايات و الفتيان وبدأوا في تبادل الأحضان و القبلات و الترحيب ثم اتجهوا ألي أحد الفنادق وبعد أن استراحوا يوم أتجهوا ألي احتفالات الكريسماس وبعدها قضي تامر و باسم شهر كامل في التنزه و الحفلات مع أصدقائهم ولم يتصل باسم بليندا غير مرتين للاطمئنان عليها سريعا و التحجج بإنشغاله بسبب مشروع يخص والده
وكان يبعث صوره مع الفتيات لصديقه يوسف لكي يغيظه وكان يوسف يستقبل الصور ثم يبعثها لليندا ليؤكد لها كذب باسم وخداعه و أيضا لكي يرسخ كره ليندا لباسم
↚
كانت حنين تجلس في عملها مدثره بثوب ثقيل لشدة البرد عندما دخلت عليها صديقتها الحميمة خلود
خلود: خلصتي يا نونه
حنين : خمس دقايق و هككون خلصت انتي خلصتي
خلود : اه هستناكي نروح مع بعض
حنين: ماشي
وبعد أن انتهت حنين خرج الصديقتان من الوحده الصحيه متجين نحو منازلهم وكان وائل يسير أمامهم بالقرب منهم بإتفاق مع خلود " فقد اتفقوا علي ان تجبر حنين علي قول لماذا الرفض ويفاجئها وائل علي انه سمعها بالخطأ و مستعد أن يتجاوز هذا السبب أو يعالجه و يبدأ معها حياته" ولكن حنين كشفت الخطه
خلود: مامتك عامله ايه دلوقتي
حنين بحزن: ادعيلها يا خلود بتاخد كيماوي
خلود : ربنا يشفيهالكم ويقومها بالسلامة وتقوملكم بالسلامة
حنين : اللهم امين
واخذت خلود تفتح موضوع و تغلق اخر ثم قالت صحيح يا حنين في عريس متمسك بيكي قوي وعاوز يتقدملك الوضع مناسب دلوقتي في بيتكم ولا ينتظر شويه
"تأفف وائل في نفسه فهو عزم علي عدم التأجيل وسوف يطلبها من اهلها ولكنه يريد ان يتأكد من انها لن تسبب له الإحراج بالرفض أمام أهله و أهلها فهو ذو عزة نفس عالية"
قالت حنين بصوت عالي متعمدة لتسمع وائل أو بالاحري لتختبر وائل: بصي يا خلود انتي عارفه ان ماما مريضه و كل الفلوس اللي معانا تقريبا خلصت فمش معانا فلوس لجهازي فاللي متمسك بيا يستناني و لو مش متمسك يتفضل البنات كتير في كل مكان...
وقبل أن تنهي حنين كلامها دخل وائل طريق جانبي لكي يعلن لها و لخلود رفضه بشكل غير مباشر
خلود بإحراج : اكيد هيستناكي بس طبعا مش هينع يجي ومامتك تعبانه قوي كده فأنا هخليه ينتظر لما تطمنوا علي مامتك
حنين : خلود لا تقولي ولا تعيدي أنا مش في دماغي جواز دلوقتي لحد ما أطمن علي ماما
خلود : ربنا يطمنكم عليها يا حبيبتي
ثم افترقت الصديقتان كلا منهما تجاه منزلها وعندما وصلت حنين دخلت مباشرة نحو سريرها وتركت العنان لدموعها و لكن بصمت كي لا يشعر أحد بها
ولكن كيف لا يشعر بها أخويها و هم يقيمان في نفس الحجره يفصل بينهم فاصل من الخشب لكي تصبح الغرفه حجرتان نظرا لضيق المكان
همس حسن: حسين
حسين بصوت يكاد لا يسمع : نعم
حسن : احنا لازم نقف جنب حنين و نحاول نخفف عنها و نحاول نرجع نضحك تاني و نهرج علشان نفسيتها
حسين : ماشي حتي ماما نفسها محتاج نفسيتها تبقي كويسه علشان تقدر تقاوم المرض
-------------------------------------------------
وبعد مرور شهر عاد باسم و تامر الي مصر وذهب أصدقاءه إلي فيلته ليسلموا عليه
ولكن لم تحضر ليندا وبعد يومين
كان يجلس باسم في حديقة الفيلا وجد ليندا تدخل عليه وعينيها تبعث بالشرر
قام باسم وذهب لإحتضانها فأبعدته ليندا بيدها ثم قالت: حمد الله علي سلامتك يا استاذ باسم
باسم: الله يسلمك يا حبوبي وحشتيني مووووووووووووت ( ثم عاوده محاوله احتضانها )
ليندا: لو سمحت خطيبي مش سامحلي احضن حد غريب " ثم أظهرت له دبلتها في يدها اليمني"
باسم بصطدمة : ايه ليه كده ليه كده
ثم ارتمي علي الكرسي ووضع يده علي رأسه ممثلاً دور الحزين
ليندا: لا كفايه استغفال لحد كده ان كنت فاكرني مغفله ومصدقه تمثيل تبقي غلطان انت اللي مغفل انا ويوسف اتخطبنا من شهر يا مغفل وبعد أذنك
ثم تركته وخرجت من الفيلا
وقف باسم و استشاط غضبا كيف لها أن تقول هذا أنا المغفل والله لسوف تدفع ثمن تلك الجرأ غاليا بل بأغلي ثمن علي الإطلاق و هذا الحيوان الذي يدعي أنه صديقه و يذهب لخطبتها ويستغفله لا بد أن يدفع ثمن هذا أيضا
صعد باسم الي غرفته وارتدي ملابس خروجه بسرعه و غضب ثم اتصل علي فريق البودي جارد الخاص به
حمدي: ايوا يا بيه أأمر
باسم: حالا حالا عاوزك تجيبلي الحيوانه اللي اسمها ليندا و عاوزها متخربشه وخلي السواق يجهزلي العربيه الجيب السوده حالا
ثم أغلق الخط و اتجه ناحية دولابه وأخرج منه مسدسه و جهزه لأطلاق الرصاصه
وبعدما أغلق عم حمدي الخط مع باسم قال لزوجته التي تعمل طباخه في الفيلا الخاصه بباسم: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله و نعم الوكيل
عفاف: خير يا حمدي في ايه
جمدي: باسم ده مش بني أدم ده ابليس بعينه علشان بت اختلفت معاه ولا اي كان زعلته في ايه ييخسرها شرفها وعرضها منه لله
عفاف: ربنا ينتقم من ومن ظلمه ويريح البشر منه و من أذاه هو قالك ايه
حمدي: بيقولي هاتلي ليندا وخربشوها يعني اغتصبوها
عفاف: الواحد مش عاوز يقول هي اللي جابته لنفسها يلا ربنا يكفينا شر البلاوي
وعلا صوت الموبايل الخاص بحمدي يعلن عن اتصال اخر من باسم
حمدي: أيوا يا باسم بيه
باسم: ايه يا عم زفت خرجت ولا لسه
حمدي: خلاص خارج أهو حالا
باسم: انا هستناك وعجل علشان عندي مشوار ضروري
حمدي: حاضر يا بيه
استقل حمدي سياره جيب سواداء و معه اثنان من البودي جارد و اتجهوا ناحيه الطريق المؤدي إلي منزل ليندا ووجدوها تقف بسيارتها علي جانب الطريق السريع ومنهارة من البكاء و علي غفلة فتحوا سيارتها و وضعوا علي أنفها منديل به مخدر ثم حملوها إلي السياره و اتجهوا إلي الفيلا وعندما دخلوا وجدوا باسم بإنتظارهم
باسم وهو يبتسم ابتسامه كلها حقد و خبث وكأنه انتصر بمعركه مصيريه بين دوليتن عظيمتين: جبتوها ؟ كويس قوي دي أخرة اللي بيلعب بالنار مع ابن الوزير ز عم حمدي العمل ده هياخد قد ايه
حمدي: ساعه يا بيه
باسم: ماشي انا مستني بفارغ الصبر اسمع الصريخ و الولوله ههههههه
ثم تابع حمدي و معه اثنان من البودي جارد سيرهم الي الدور العلوي للفيلا و هم يحملون ليندا مغشيا عليها
-----------------------------------------
وبعد مرور ساعه تقريبا استيقظت ليندا و هي تشعر بالدوار ثم نظرت حولها فوجدت نفسها في مكان غريب و بدون أي ملابس تغطيها سوي ملاءة
قفزت مفزوعه وخائفه ثم قالت: أنا فين أنا فين هو ايه اللي بيحصل
ثم تذكرت أخر شئ عندما كانت بسيارتها تبكي فوجدت ثلاث رجال ضخام يرتدون سترات سوداء و نظارات سوداء يفتحون عليها السيارة
صرخت ليندا و قفزت من علي الفراش التي وجدت نفسها عليه فإذا بها تجد أسوأ شيء في حياتها وجدت بعض نقاط الدم تحتها ظلت تصرخ و تصرخ و تضرب وجهها بيديها
↚
وبعد مرور ساعه تقريبا استيقظت ليندا و هي تشعر بالدوار ثم نظرت حولها فوجدت نفسها في مكان غريب و بدون أي ملابس تغطيها سوي ملاءة
قفزت مفزوعه وخائفه ثم قالت: أنا فين أنا فين هو ايه اللي بيحصل
ثم تذكرت أخر شئ عندما كانت بسيارتها تبكي فوجدت ثلاث رجال ضخام يرتدون سترات سوداء و نظارات سوداء يفتحون عليها السيارة
صرخت ليندا و قفزت من علي الفراش التي وجدت نفسها عليه فإذا بها تجد أسوأ شيء في حياتها وجدت بعض نقاط الدم تحتها ظلت تصرخ و تصرخ و تضرب وجهها بيديها
فتحت عفاف الباب علي ليندا عندما سمعت صوت صراخها و أخذت تهدأها وتقول لها: اسكتي يا بنتي اسكتي بدل ما يقتلك
ليندا: انا فين وايه ده
عفاف: البسي بس الاول وبعدين اقولك
وأخذت عفاف تساعد ليندا علي ارتداء ملابسها
ليندا أثناء ارتداء ملابسها: أنا فين
عفاف: في فيلا باسم بيه
ليندا: حسبي الله ونعم الوكيل منك لله يا باسم الكلب ربنا ينتقم منك أنا عملتلك ايه علشان ده كله
وأخذت تصرخ و تضرب نفسها و تلعن و تسب باسم
عفاف: اسكتي اسكتي يابنتي اعملي معروف واطلعي من هنا سليمه
ليندا: سليمه؟ سليمه ايه بعد ده و أخذت تشير الي الدم الذي مبعثر علي السرير
عفاف: يا بنتي اعملي معروف ده في ايده مسدس و معمره وقاعده في الجنينه تحت اسكتي يا بنتي و ارجعي لأهلك سليمه
وهنا سمعوا صوت فتح باب الحجره و دخل منه باسم وبيده المسدس: هههههه شوفتي اللي بيلعب بالنار لازم يتلسع خلي خطيبك بقي ينفعك مش هو برضه مبيسمحش لحد يقرب منك ولا يحضنك
ثم رمي لها بعض المال وقال لها : يلا يا قطه دول حق التاكسي لبيتكم شوفتي انا صاحب ذوق ازاي
وخرج من الحجره وليندا تقف تضع يديها علي وجهها و تبكي
عفاف: يلا ا بنتي روحي بلاش تقعدي هنا كتير لو بأيدي كنت جيت وصلتك لبتكم
خرجت ليندا من الفيلا وهي لا تكاد تري من كثرة دموعها واستقلت تاكسيالي منزلها و دخلت المنزل فوجدت والدتها في انتظارها بالصاله
الام بقلق: اتأخرتي كده ليه يا ليندا وبعدين مالك ..
ليندا : بصراخ : حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل اغتصبني لما عرف ان يوسف خطبني
الام: يانهار اسود وأخذت تضرب وجهها بيديها
خرج والد ليندا من غرفه النوم فكان هو الاخر بإنتظار ليندا ثم وجهه ليلندا صفعه شديدة علي وجهها فارتمت علي الارض بسبب شدتها
الاب بغضب وصراخ: يا بنت التييييت دي أخره تربيه امك القذره
ثم أخذ يضربهم فيهما بكل قوته و يصرخ فيهما : منكم لله وسختم سمعتي
ثم هدأ لحظة وقال: سعاااااااااد انتي طالق طالق طالق وانتي يا ليندا متبري منك قدام ربنا والناس انتي لا بنتي و لا اعرفك
ثم غادر المنزل بل غادر حياتهما
وظلت ليندا و أمها يبكون وهم لا يقدرون علي التحرك بسبب ضرب عبدالفتاح لهما
نزل باسم وهو ينوي علي قتل صديقه يوسف عقابا له علي استغفاله فهو يري نفسه ابن الويز ورجل الاعمال الذي يحق له فعل اي شيء دون أإن يحكمه قانوا بفضل جيش المحامين الذين يعملون لحسابه
استقل السيارة الجيب السوداء و اتجه الي المكان الذي يعمل به يوسف و اتصل به
يوسف: الو ايوا يا باسم
باسم: ازيك يا يوسف هعدي عليك 3 دقايق قدام الشركه انزلي عاوزك ضروري
يوسف: متعرفش تأجلها ساعه
باسم: هم 3 دقايق و هتطلع علطول مش هعطلك
يوسف ماشي ماشي
وهنا لم يستطيع حمدي تحمل المزيد من باسم فبسرعه البرق و بحركه يتقنها قلب السياره التي يقودها و معه باسم فأخذت السيارة تقلب و تقلب وتقلب الي أن استقرت واستقر كل شيء بعدها سوي صوت باسم الذي يرخ بشده أثرر الطلقه التي خرجت من مسدسه الذي كان يعده منذ قليل لقتل يوسف
لما انقلبت السياره ضغط علي زر المسدس خطأً فخرجت الرصاصه و استقرت في رجله وبعد دقائق سكن كل شيء فقد اغشي علي باسم و عم حمدي
وبعد مده لا يعلمها الا الله فتح باسم عينيه فوجد نفسه في حجرة العمليات بالمستشفي وحوله بعض الأطباء و الممرضات
يوسف: هو حصل ايه
الطبيب: خير الحمد لله يا باشا العربيه اتقلبت بيكم بس
باسم: العربيه اتقلبت وبتقول الحمد لله ايه الغباء ده
الطبيب: الحمد لله علي كل شئ
باسم وهو يوجه كلامه لإحدي الطبيبات: سيبك منه احسن هيجبلي السكر ايه اللي حصل
الطبيبه: العربيه اتقلبت و فيه رصاصة لقيناها في رجلك و عملنالك عمليه
باسم بصدمه: ايه و حصل لرجلي ايه
الطبيبه: رجلك تقريبا اتدمرت بس هنحاول لسه ليك 3 عمليات كل شهرين عمليه بس أخر عمليه هتكون في ألمانيا
باسم : يا نهار اسود يعني معنتش همشي
الطبيبه : لا ومين قال كده هتمشي و هتبقي فله بس الصبر انتي دلوقتي هتقعد علي كرسي متحرك لحد ما نمشي في اجراءات العلاج و العمليات و العلاج الطبيعي وهترجع تمشي بس أهم حاجه العلاج في معاده و العلاج الطبيعي
ثم اردفت: انت كده هتحتاج طبيب أو طبيبه معاك في بيتك لما تخرج علشان تحافظ علي كل شيء تمام علشان انت حالتك خطره
أخذ باسم يبكي بشده ويلعن و يسب
وبعد قليل وجد عم حمدي يدخل عليه ويده مجبره ويظهر عليه علامات المرض ومعه زوجته أتت اليه عندما علمت بأمر الحادث
حمدي: حمدلله علي السلامه يا باسم
باسم: ايه اللي حصل عرفني
حمدي: انتي مخدتش بالك كان فيه مقابل وجيت اخذ يمين بسرعه لقيت العربيه اتقلبت بينا كان ممكن تبقي حادثه صغيره لولا المسدس ....
باسم: منك لله يا ليندا انتي و يوسف والله لو مرجعتش امشي لأكون دفنكم بإيدي
وبعد أن غادر حمدي و عفاف ظل باسم وحيدا في الغرفه وكل فتره تدخل ممرضه تطمأن علي حالته و في اليوم التالي دخلت عليه ممرضه و أخبرته أن والده سوف يأتي بعد ساعه لزيارته و معه بعض الكاميرات التابعه لبعض القنوات التلفزيونيه
وبعد ساعه تقويبا دخل بعض المصوين بالكاميرات وأخذوا يقومون بعملهم وبعدها دخل والده وأخذ يقبله و يبكي وأخذ المصورين يقومون بعملهم و المراسلين أيضا
الوزيرحلمي: الف سلامة عليك يا ابني ربنا يقومك بالسلامة
باسم: الله يسلمك يا بابا
.............................
و بعد أن غادر الجميع عاد اليه والده: أنا قولتلك 60 مره أعمل اللي عاوز تعمله و هبب اللي عاوز تهببه بس مش عاوز شوشرة انت أصلا ميئوس منك ومن انك تبقي بني أدم فالح
باسم :-------------- ( واغرورقت عينه بالدموع )
حلمي: المسدس ده كان بيعمل ايه قولي
باسم: -------------
احنا هنحاول نطلعك منها بس أخر مره يا باسم انت مصايبك كترت المره الجايه هسلمك بأيدي للبوليس ثم غادر الغرفه وترك باسم يبكي في صمت
فهو و ان كان يراه الجميع الشاب الوسيم ذو المركز المرموق الذي يتوفر له جميع الصلاحيات وجميع الرفاهيات و لا ينقصه أي شئ في حياته ويراه جميع اصدقائه أن " البريمو الحبيب " الذي تتهافت عليه جميع الفتيات والذ يستشيره جميع أصدقائه في مغامراتهم الغراميه وتراه جميع الفتيات أن الأوسم و الأكثر أناقه و جاذبيه بين الشباب و أيضا ذو الشخصيه المتزنه الهادئه القوية والذي يغدق علي من يتقرب منه بالكثير و الوفيرمن المال و الهدايا
إلا انه يري نفسه عكس ذلك فهو يري نفسه محروم رغم كل ما يمتلكه فهو محروم من الأم ومن الأسره فهو يعتبر نفسه وحيد حتي أصدقائه يتمسكون به من أجل المال وهو يعلم ذلك ولكن بعد هذا الحادث أصبح يري نفسه مثل كأس الزجاج الذي كان يبهر به الجميع حتي كسر فألقي به في سلة المهملات
لم يعد يتواصل معه أصدقائه ولن يتواصلوا فهو أصبح عاجز لن يقدر علي تقديم لهم أي شئ ولا توجد ام أو اخو يخففوا عنه و ميقفوا بجواره في محنته و الأب لا يعرف في حياته سوي المال و لا يستطيع تقديم شئ سواه أيضا
فكل من حوله يعملون له و يتفانوا في خدمته و لكن من أجل المال لا من أجله
بدأ اليأس يتخلل إلي باسم و بسرعه كبيره حتي تمكن منه كلياً فأصبح لا يريد شئ ولا يريد أن يري أحد خاصة عندما تأكد من تخلي أصقائه عنه
↚
خرجت حنين من عملها علي عجله متجه نحو مكتب بريد القريه قبل أن يغلق وبعد أن وصلت أخرجت من حقيبتها دفتر التوفير وقالت للموظف
حنين: لو سمحت يافندم اسحبلي باقي المبلغ الموجود في الدفتر
الموظف: امرك
وبعد دقائق اخرج لها 2900 جنيها و دفتر توفيرها
أخذت حنين منه الدفتر والنقود و قامت بوضعه في حقيبتها و اتجهت نحو منزلها وعندما دخلت لم تجد في المنزل غير والدتها نائمة فاتجهت نحو غرفتها و ألقت بنفسها علي الفراش
فتحت حقيبتها و اخرجت دفتر التوفير وفتحت , نظرت بداخله وأغمضت عينيها بقوة و أخذت نفساً عميقا وكتمته بداخلها ثواني ثم تنهدت
حاولت تمالك نفسها ولكنها لم تقدر وفرت من عينيها دمعه حزينه أخذت تهبط ببطء علي وجنتيها
قالت بصوت مكتوم" يارب عوضني خير و اشفي امي الفلوس مكفتش علاج امي و لا جهزت نفسي بيها زي ماكنت بتمني ياااااااااارب افرجها من عندك"
ثم شعرت بقدوم والدها فمسحت دمعتها بسرعه و خرجت متجهه نحو والدها وعلي وجهها ابتسامه حزينه
رزق: السلام عليكم
حنين: وعليكم السلام ازيك يابابا
رزق: الحمد لله يا حنين انتي جبتي الفلوس
حنين: اه
رزق: والله طلبت من صاحب المزرعه انه يعطيني سلفه رفض وقالي انه بيدور علي مشتري للمزعه علشان عاوز يشتري ارض فيا الصحرا ويشجرها
حنين: متشيلش هم يابابا ان شاء الله ربك هيفرجه احنا بس عاوزين منتأخرش و نروح للدكتور الجديد اللي قالوا عليه ده ونشوف هيقول ايه
رزق: طيب يلا شوفي يابنتي كده نتعدي و صحي امك ويلا علشان منتأخرش
حنين: حسن و حسين فين
رزق: تلاقيهم بيصلوا الظهر هيكونوا فين يعني
حنين: لا دول كانوا قالوا هيروحوا لواحد صاحبهم هيشرحلهم جزء مش فهمينه في الكيمياء و هيجوا علي الظهر اياك ميتأخروش علشان منتأخرش احنا كمان علي معاد الدكتور
------------------------------------------
كانت تجلس علي كرسي في شرفة منزلها تأففت ثم قامت واستندت علي سور الشرفه بظهرها و اتصلت برقم ما
نانسي: ألو هاي تامر
تامر: هاي نانسي وينك
نانسي: هتروح البارتي بتاع النهارده
تامر: نو
نانسي: هواي
تامر: نو ماني
نانسي: والحل؟
تامر: أي دونت نو
نانسي: كلكم شويه شوز مرقعين مكنش فيكم الا باسم
تامر: اتلمي
نانسي: طيب بقولك ايه ما تيجي نروح لباسم ونقوله اننا كنا مشغولين و انه وحشنا وكده وشويه ونرجع نطلب منه اللي عاوزينه وهو مش هيقول لا
تامر: بجد استيوبد كبير انتي مش بتفهمي خالص يا بت يعني يكون قاعد في البيت و نروح ناخد منه فلوس علشان نهيص و نفرح احنا و نسيبه لواحده
نانسي: هسسسسس لقيتها
تامر: قولي
نانسي: طيب نقوله عاوزين نفرحه و نعمال الحفله عنده في فيلته علشان ميبقاش لواحده و انت عارف انه مش بيحب يشرب كتير يعني هي حفله و احده في الاسبوع عنده
تامر: جامد وربنا وحفلتين تلاته و بعد كده مش هيقولنا لا علي اي فلوس
نانسي: عرف باقي الجروب ونروحله
تامر: امتي
نانسي: النهاااااارده بالليل انا خلاص هتجنن معدش معايا فلوس وماما حلفت انها مش هتعطيني وتخيل بقالي 3 ايام مشربتش و لا خدت اي حاجه حاسه اني عندي صرع
تامر: ههههههههههه ده مش صر ده جنون بقر اقفلي يلا اتصل علي باقي الجروب
------------------------------------------
وفي المساء فوجئ باسم بحضور جميع اصدقاءه سوي ليندا و يوسف بالطبع وجلسوا يتسامرون معه ويحاولون تغير مزاجه " هذا ما قالوه و لكنهم في الحقيقه بسبب احساسهم بالضياع المادي من بعده فأتوا ليصلوا إلي ماله فقط"
نانسي: ايه يا بطل مش هتجمد بقي بعد بكره البارتي بتاع كل اسبوع
حامد: وحشتنا يا عم الشله بجد نقصاك
باسم: ممكن تفكوا عن دماغي بارتي ايه و انا قاعد علي الكرسي
تامر: يا عم متتعبش نفسك احنا خلاص اتفقنا هنعمل البارتي هنا عندك في الفيلا و متشغلش بالك بأي يحاجه وراك اسود ياعم اعتبر نفسك هتبقي في احلي ديسكو بعد بكره
حامد: فرفش بقي ياعم وانسي الكآبه اللي انت فيها دي كل شيء تحت السيطره و متخفش كل الموزز هنجبهم و الدرينك و المويزك و كله
وبالفعل اتفق اصدقاءه علي اقامة البارتي في الفيلا و فعلوا ما اتفقوا عليه ومر الايام بروتينيه هناء تحاول التقرب من باسم بالمياعه و المياصه و الدلع وأصدقاء باسم يقيمون حفله اسبوعيه في فيلته لإخراجه من حالته النفسيه المكتئبه و لكن باسم كا يتظاهر بأنه علي ما يرام وأنه يقدر تعبهم من اجل اسعاده و هو في حقيقه الامر يعلم جيدا أن كل من حوله يحاول التقرب منه لهدف الحصول علي المال فهو يمثل لكلا منهم بنك مركزي
↚
وفي اليوم التالي ذهبت حنين مع والدها ووالدتها إلي طبيب أورام وكانت أول زياره له بعد أن نصحهم الكثير بالتوجه له
وبعد عرض التحاليل و الأشعات قال الطبيب
الطبيب: تمام يا مدام ماجده لو عاوزه تخلصي من الموال ده يلزمك عمليه كبيره شويه و مكلفة برضه شويه وأوعدك في خلال شهرين هتكوني أفضل من الأول و ميه ميه بإذن الله
رزق: اللي تقول عليه يادكتور معاك المهم ربنا ياخد بإيدها و تقوم بالسلامة
الطبيب: يعني نقول توكلنا علي الله
رزق: توكلنا علي الله
الطبيب: ماشي بس نتفق انكم مش هتقصروا لا في جلسات و لا علاج لحد ما أقول يلا العمليه يبقي علطول
رزق: طيب والعمليه هتتكلف كام
الطبيب: احنا هنفضل حوالي شهرين علاج سواء كيماوي او اشعاعي الاشعه اللي هطلبها منكم دي هتوضحلنا و كمان شهر هتدخل العمليه العلاج هيكلف حوالي 5 ألاف هخليهلكم مدعم وبعد كده العمليه 30 ألف جنيه
صعق رزق و حنين لما يسمعوه ولكن ردت حنين: ماشي توكلنا علي الله يا دكتور
وخرجوا من عند الطبيب و توجهوا إلي قريتهم و لم ينطق منهم واحد ولا بكلمة
وعندما وصلوا المنزل متأخرا وجدوا حسن و حسين مازالوا في انتظارهم
حسن: عملتوا ايه يا جماعه طمنونا
حنين بأمل: بإذن الله ماما هتعمل عمليه كمان شهرين وهتقوم بالسلامه
رزق بحزن: يا حنين منين بس احنا معدش معانا غير 3 ألاف والعمليه و العلاج هيوصلوا 35 ألف و يمكن يذيدوا كمان
حنسين: ربنا موجود مش عاوزين نبطل دعاء ولا لحظه في يومنا وبإذن الله ربنا فرجه قريب
حسين: بابا احنا ممكن نأجل الدراسه السنه دي ونطلع نشتغل حتي لو معاك في المزرعه
حنين بحده شديده: حسين اسمعني كويس الامتحانات كمان اربع شهور مضيعش سنين تعب و مذاكره علشان اربع شهور
حسن : بس ماما اهم من المذاكره
حنين : يا جماعه الرزق علي لله انتوا باجتهادكم حياتنا هتغير ووضعنا هيبقي غير ارجوكم ركزوا بس فس مذاكرتكم
رزق: بس يا حنين
قاطعته حنين: بابا ارجوك صدقني ربنا هيفرجها "انا عند ظن عبدي بي" وانا ظني بالله كبير احنا معانا 3الاف و مرتبي و مرتبك هيغطوا مصاريف العلاج الشهرين دول و رزقنا ربنا هيبعتهولنا علي معاد العمليه ربنا كبير
رزق: ونعم بالله يابنتي
حنين: بس عاوزاكم بعد كل صلاه صلوا ركعتين بنيه ربنا يبعت لنا فلوس العمليه
حسن: ان شاء الله
********************************
وبعد شهر من خروج باسم من المستشفي دخل مرة أخري لأجراء ثاني عمليه جراحيه في ساقه وظل بالمستشفي اسبوع ثم عاد إلي الفيلا وكانت هناء تلازمه وتقوم بعملها ولكنها كانت تلاحظ انها تتقدم ولا خطوه في تحقيق هدفها فهي ليست الاجمل من بين صديقاته و لا الاكثر شياكة وتأنق في الملابس
وفي يوم وبعد أن بدأت تثور و تغضب اتصلت بصديقتها سمر
سمر: ألو ازيك يا وحشه معتديش بتسأل ليه من لقي أحبابه نسي صحابه هو حبيب القلب مش عارف يسيبك عشر دقايق تطمني علينا
هناء: اصحابه ايه و حبابه ايه بس انا هتجنن
سمر : ليه بعيد الشر
هناء: سمر انا هسافر تركيا
سمر: نعم؟؟
هناء: أنا هروح اعمل شويه تظبيتات كده و شويه شوبينج و اجي
سمر: تظبيط ايه؟
هناء: يا حببتي كل صحباته هنا عاملين عمليات تجميل اللي في مناخيرها و اللي في عنيها و اللي في بقها وغير الشد و الماسكات و غيره يبقي انا كمان لازم اعمل كده غير طبعا استايل لبسي لازم يتغير خااالص
سمر: وماله كويس قوي بس قوليلي هتجيبي الفلوس منين
هناء: ها بسيطه قوي هعرفك بكره نتقابل عن البنك الاهلي الساعه 12 الظهر بعد ما تخلصي شغلك
وفي اليوم التالي أمام البنك الاهلي في الساعه 12 و خمس دقائق تقابلت الصديقتان سمر و هناء وبعد السلام و الاحضان اتجها الي ماكينة صرف النقود
سمر: ايه يا جميل ايه التطور ده بقي عندك فيزا و شغل عالي قوي
هناء: اسكتي اسكتي ( وبدت أنها في شدة توترها)
أدخلت هناء الفيزا في الماكينة و اخرجت ورقه صغيرة مكتوب بها رقم سري ثم أدخلته و بعد لحظات ظهر علي شاشة الماكينة" رصيدك 36500000 جنيها"
هناء: يا ولاد الحراميه بقي حته عيل كل حياته شرب و رقص و رصيده 36مليون ونرجع نقول فلوس البلد بتروح فين حسبي الله و نعم الوكيل
سمر: هناء دي فيزة مين
هناء: استني بس اسكتي
وسحبت مبلغ و أخذت تسحب الاخر و الاخر وبعد أن انهت اتجهت مع اسمر بعيدا عن البنك
سمر: هناء دي فيزة مين
هناء: فيزة باسم عادي أي حد بيطلبها منه من صحابه بيعطيهاله علطول و كل صحابه حافين الرقم السري
سمر: وانتي طلبتيها منه ولا أخدتيها من وراه
هناء: لا من وراه و متأنبنيش دي فلوسنا و الجماعه الكبار هما الي سارقنها منننا و معيشنا ناكل في بعض الفلوس دي من حقنا قبل ما تكون من حقهم
سمر: هناء انتي مقتنعه باللي بتقوليه
هناء: ايوا ويلا نروح علي ماكينه تانيه نكمل باقي الفسحب
سمر: هتسحبي كام
هناء: 500ألف
سمر: انتي عبيطه نص مليون بحاله افرض عرف
هناء: يعرف منينن وهو كل يوم بيعطي الفيزا لحد من صحابه وبيسحبوا بال50 ألف و ال100 ألف وهو ولا بيشوف ولا بيدور ولا حتي في دماغه يا حببتي ده واحده بيدخله ملايين من غير ما يحرك أيده ولا رجله ولا يتعب نفسه فأكيد الفلوس عنده ملهاش قيمه
سمر: انتي حره يا هناء بس أنا مش مطمنه
هناء: طيب يلا خفي رجلك شويه علشان ألحق ارجع قبل ما يستغيبني او يدور علي الفيزا
وعادت هناء الي الفيلا بعد أن سحبت ال 500 ألف جنيه و ضعتهم في الشقه التي تسكن بها و عندما عادت كانت ترتعد قلقاً و خوفا من أن يكشف أمرها ولكن وجدت الامر عاديا ولا يوجد أي مصدر قلق أو شك من قبل باسم دخلت غرفته فوجدته يتابع أحد برامج الرقص
هناء: بسومه معلش اتأخرت عليك
باسم بملل: لا مفيش مشكله
هناء: طيب معلش عاوزك اقولك علي حاجه
باسم: ايه
هناء: بصراحه في مؤتكر خاص بالماجستير بتاعي في تركيا و شويه ابحاث هناك ومهمين بالنسبه ليا جدا في ماجستيري و دي فرصه ممكن متتعوضتش تاني ابداو بعديييين
قاطعها باسم: خلاص خلاص عادي روحي انا كده كده العمليه لسه عليها شهرين واموري دلوقتي مستقره
هناء: لا يا قلبي مقدرش اسيبك من غير ما حد ياخد باله منك أنا هجيبلك ممرضه ثقه و دقيقه في شغلها جدا هي لوكل شويتين بس هبقي مطمنه عليك معاها علي ما ارجع
باسم: اللي تشوفيه
وفي المساء بعد ان اتمت هناء كل ما وراءها من اعمال وواجبات تجاه باسم دخلت الي فراشها و ضغطت علي زر اتصال بسمر
سمر: ألو
هناء: كويس انك لسه صاحيه
سمر: مش جيلي نوم قلقانه عليكي يكون حصلك حاجه و قفشك
هناء: يا عمري ولا كأن حاجه حصلت من بكره هبدأ أظبط حالي و اعمل سيرش علي النت و اشوف تفاصيل الحكايه ايه
سمر: طيب قولتيله انك هتسافري
هناء: ايوا ووافق عادي و هرجع عليه تاني
سمر: ما هو مممكن يجيب حد غيرك يا هانم و ترجعي تلاقي مكانك اتاخد
هناء: مش عليا انا هتصل علي واحده من بلدنا ممرضه تيجي وتقعد هنا مكاني علي ما ارجع
سمر: ممرضة؟؟ و هيوافق
هناء: انا اقنعته بكلمتين , وبعدين البنت دي الوحيده اللي اضمنها بت جد موووت وملهاش في الدلع خالص و بعدين بتاعة قال الله و قال الرسول يعني لا هتفكر تخطفه ولا هو عمره هيفكر فيها
سمر: هي حلوه
هناء: يعني مش قوي بس لا ليها في الميك أب و لا لبس ولا اي حاجه بينت ناس فره قوي
سمر: ربنا يستر يا هناء أنا مش مطمنه
هناء: بت يلا روحي نامي انتي جبتيلي احباك ك ل شويه مش مطمنه مش مطمنه اما لو مكنتيش شوفت يبنفسم المبلغ اللي نعاه في الفيزا النص مليون اللي اخدته ده مكسبه في اسبوع
سمر: انتي حره بس انا حذرتك
هناء: سمر انتي هتجبيلي الضغط يا بت يلا روحي نامي علشان ارتب افكاري كده و اشوف هعمل ايه
وفي غرفه صغيره مقسومه بحائط خسبي كانت تجلس حنين علي سجادتها تبكي في صمت و تدعوا الله و تناجيه بحرقه عندما سمعت صوت رنين هاتفها المحمول ذو الماركه القديمة جدا
حنين: خير ياربي مين بيتصل متأخر كده
ثم فتحت الخط وقالت بتوجس عنداما رأت رقم غريب
حنين: ألو
هناء: الو ازيك يا جميل كويس انك لسه صاحيه
حنين: مين معايا
هناء: اخس عليكي بجد زعلتيني
نين(وبعد وقت من التذكر) : دكتوره هناء
هناء: كويس والا كنت زعلت قوي لو نسيتي صوتي
حنين: لا مقدرش ياقمر بس اصلي مش مركزة
هناء: اسفه لو صحيتك
قاطعتها حنين: لا أبدا انا كنت صاحيه ازيك عامله ايه وحشاني
هناء: وانتي وحشاني اكتر اخبارك ايه و عامله ايه في الشغل
حنين: الحمد لله ماشي الحال انتي عامله ايه في شغلك و الغربه
هنا: غربه ايه يا بنتي انتي محسساني اني في الخليج هي القاهره غربة
حنين: المهم تكوني بخير
هناء : الحمد لله بس كنت عاوزاكي في خدمة ضروري ضروري ضروووووووووووووري
حنين: عنيا ليكي خير؟
هناء: بصي أنا دلوقتي واخدة اجازة من المستشفي اللي بشتغل فيها و قاعده عند واحد عامل حادثه و رجليه مدمرة ومحتاجه 4 عمليات هو عمل عمليتين و لسه اتنين وبصراحه العمل مريحني قوي قوي يعني قاعده في اوضه خاصة والاكل بيجيلي جاهز و المقابل 20ألف في الشهر ده غيران الشغل بسيط قوي مجرد بعطيله العلاج في معاده و بساعد دكتور العلاج الطبيعي في جلساته
حنين: ربنا يباركلك يا دكتور انتي تستاهلي كل خير
هناء: ما هو فيه مشكلة جامدة
حنين: ربنا يسلم خير؟
هناء: في مؤتمر طبي في تركيا وعاوزة اروحة ضروري قوي لأنه هيفرق معايا كتير في الماجستير و هاخد حوال شهر في تركيا وخايف الشغل ده يروح مني فياريت تخدميني وتيجي بدلي الشهر ده وهعطيكي 20 ألف و برضه المريض هيعطيكي 20 ألف حق الشهر قولتي ايه
حنين: والله يا هناء نفسي اخدمك بس انتي عارفه انا مش بحب اروح مكان لوحدي
هناء: حنين اعري اني عمري ما هطلب منك حاجه تضرك المكان هنا أمان جدا جدا وانا هنا بقالي فتره ومتخافيش و انا هحاول مقعدش شهر كام علشان خاطرك
حنين: ممم طيب سيبيني أفكر لبكره و اخد رأي بابا و ماما كده بس لو وافقوا أنا مش هاخد منك فلوس كفايه الفلوس اللي هقبضها
هناء: شكلي هتخانق معاكي هتاخديها يعني هتاخديها بالاجبار و القوة بس يلا روحي نامي دلوقتي و فكري لبكرة كده و هستني ردك بس بليز متتأخريش عليا علشان معاد المؤتمر ضرووري
حنين: ماش ي يا حببتي يلا سلام
هناء: سلام
أغلقت حنين الخط ثم أغمضت عينيها و ابتسمت ثم قالت: معقول ربنا استجبلي بالسرعه ده اللهم لك الحمد يارب اروح افرح ماما بقي
ثم اتجهت ناحية الغرفة المجاورة ودقت الباب برفق فسمعت صوت والدها: ادخل
دخلت حنين وهي تكاد تطير من الفرحة ثم قالت: افرحي يا ماما ربنا دبرهالك من عنده
نظر لها والدها ووالدتها باستغراب فأكملت : مش لسه محتاجين 30 ألف علشان نكمل فلوس العمليه ربنا بعتلك 40 ألف
رزق: منين يا بنتي رفعتي البلاطه اللي تحت سريرك
حنين وهي تضحك :لا يا بابا ربنا كبير ثم قصت لهم ما حدث بينها و بين هناء
رزق: لا يا بنتي مينفعش..
فقاطعته حنين وهي تكاد تبكي: بابا ارجوك انت شايف حياة ماما في خطر وكل يوم تأخير مش في صالحها يعني يرضيك نسيبها كده وبعدين ده رزق ربنا بعتهولنا في الوقت اللي محتاجينه فياريت منرفضش النعمه اللي ربنا بعتها ومتخفش انا هعرف احافظ علي نفسي كويس ده غير اني عارفه دكتورة هناء كويس وواثقه فيها وانا هصلي صلاة استخارة قبل اي حاجة
رزق:ماشي يابنتي وانا كمان هصلي استخارة و ربنا يقدم اللي فيه الخير
ماجدة وهي تبكي: ربنا يرضيكي يابنتي و يخليكي ويسترك و يرزقك ابن الحلال
حنين: طيب بتعيطي ليه بس ياماما المهم عندي ربنا يشفيكي و يخليكي لينا يا ماما
ماجده: يخليك ليا نتي و اخواتك يارب
حنين: طيب اسيبكم بقي وادخل انا علشان اشوف هعمل ايه بكره
↚
وفي صباح اليوم التالي وأثناء تناول الافطار
رزق: صليتي استخاره يا حنين
حنين : اه يا بابا وحاسه ان الخير اني اروح
حسن: تروحي فين
حنين: جايلي شغل في القاهره ب 40 ألف جنيه في الشهر
حسين بغضب: نعم القاهره و مين قال اننا نسمحلك تخرجي تشتغلي بره والبيت فيه كائنات بشنبات
حسن: ما علينا من النقطه دي شغل ايه اللي ب40 ألف في الشهر في مصر إلا اذا كان شغل شمال مش المفروض تستفسري و تتأكده الأول و لا نفرح بالفلوس و نجري وراها زي الهبل
حنين بهدوء: اولا كلامك يا حسين احنا قلنا فيه 30 مره لازم نستحمل في السنه دي لانها سنه فاصله في حياتكم ولو اجتهدتم هتغيروا حياتنا كلها
ثانيا: كلامك يا حسن ده شغل عند جايلي عن طريق دكتوره اعرفها معرفه شخصيه وعارفه انها محترمه و ثقه ثانيا ده جليسه بأبن وزير مشلول يعني مليونير والراتب 20 ألف يعني بالنسبه له مش فلوس انما ال20 التانين هتعطيهملي الدكتوره مكافأه اني هكون مكانها علشان متضيعش هي مؤتمر مهم في تركيا
رزق: المهم هو صلاة الاستخاره يا بنتي لو حاسه بارتياح صلي كمان مره و توكلي علي الله جايز رزق و ربنا بعتهولنا
وفي المساء اتصلت حنين بهناء و أخبرتها بموافقتها واتفقوا علي ان تقابل هناء حنين في الموقف في اليوم التالي وبعد يومين كانت هناء و حنين مع بعضهما في سيارة اجرة في طريقهم الي الفيلا
دخلت حنين الفيلا وانبهرت بما رأته بمنظرها و فخامتها فهي من اسرة تحت خط الفقر بمراحل يعيشون و يعملون و يجتهدون من أجل توفير " لقمة العيش" دخلت مع هناء غرفة كبيرة بها غرفة نوم و انتريه و حمام داخلي في قمة الفخامة
هناء: دي الأوضة اللي انا مقيمة فيها و هتقيمي انتي فيها مؤقتا
حنين: ماشي
هناء: الأوضة اللي في المقابل دي هي أوضة باسم
حنين: المريض تقصدي حضرتك
هناء: ايوا بالضبط وانا هقعد معاكي كمان اسبوع علي ما تاخدي علي البروجرام بتاع علاجه وتمارينه وبعدها هسافر
حنين بتوتر : ربنا ييسر
هناء: متخافيش كلها شهر او شهر ونص بالكتير و هرجع وترجعي انتي لبيتك وأهلك تاني متحسسنيش ان انتي اتخطفتي كده
حنين : لا ابدا بس انتي عارفه ان انا عمري ما بعدت عن اهلي و دايما برفض اي عمل بعيد عنهم لولا الظروف وعلشانك يا دكتوره هناء
هناء: مرسي ليكي و انا برضه هعطيكي مبلغ مش قليل يستاهل بعدك عن أهلك
حنين بضيق مكتوم: ربنا يصلح حالك يا دكتوره و ييسرلك أمرك و تروحي و ترجعي بالسلامه
هناء: طيب يلا غيري هدومك علشان نروح اعرفك علي بسومتي
حنين: مين؟؟
هناء: اقصد باسم المريض يعني
حنين نظرت لها باستغراب و استنكار: ؟؟؟
هناء: متخديش في بالك انتي مش غريبه يا حنين و احنا اصحاب و زي اخوات فأنا مش هخبي عليكي أصل انا و باسم بنحب بعض و أول ما ربنا يشفيه هنتخطب علطول
حنين: بجد ربنا يتمملك علي خير يارب و يشفيهولك
هناء: آمين يارب يلا بقي بطلي رغي وغيري هدومك
حنين :ماشي
دخلت حنين الحمام و اخذت حماما دافئا و استبدلك ملابسها بالاخري التي في حوزتها فهي من كثرة فقرها لا تملك سوي عبائتين من ماركة رديئة منذ أن كانت في دراستها و لا تستطيع شراء غيرهم
في الحجرة المقابلة كان يجلس باسم شاردا في حاله , هل سيشفي أم سيبقي كما هو فمع أن الاطباء طمئنوه علي حالته و قالوا له أنه يحتاج الي عمليتين و بعض العلاج الطبيعي و سوف يتم شفاءه بإذن الله الا انه كان خائفاَ
كان رأسه يدور و يدور بالافكار
سمع دقات علي الباب ثم دخلت هناء برقتها المصطنعه و مشيتها المتمايله
هناء: بسومه معلش اتأخرت عليك أصل الطريق كان زحمة
باسم: عادي ولا يهمك
هناء: البنت جات معايا ربع ساعه و هجيبها اعرفها عليك وابدأ اعرفها علي العلاج و مواعيده و برنامج العلاج الطبيعي
باسم: ماشي
هناء: طيب انا هنزل اقول للداده تحضر الغدا احسن انا عصافير بطي عامله هيصه
باسم: اوك
هناء: صحيح هي طابخه ايه النهارده
باسم: مش عارف هي جات قالتلي تتغدي قلتلها مليش نفس
هناء: طيب اجيب و نتغدا سوا
باسم: لا مليش نفس
هناء: ماشي براحتك زي ما تحب
نزلت هناء الي الطابق السفلي من الفيلا واتجهت نحو المطبخ فلم تجد عفاف الطباخه فنادت: عفاف يا عفاف
كانت عفاف تجلس مع زوجها حمدي في غرفه خاصة بهما
عفاف: شوف يا حمدي قلة الأدب عيله انا في دور امها و بتناديني عفاف كأني عيله بلعب معاها
حمدي: معلش يا عفاف ما هي لو متربيه كانت احترمت نفسها
عفاف: هي لو متربيه مكنتش جات هنا من اساسه
حمدي: الله اعلم متظليميهاش دي دكتورة جايه تتابع حاله باسم مش اكتر وقومي يلا شوفيها عاوزه ايه
عفاف: وبرضه فاكريني هصدق انها جايه تتابع حالته
ثم خرجت من الغرفه واتجهت نحو المطبخ فوجدت هناء في قمة غضبها تبحث عنها
هناء: انتي فين ايه اتطرشتي بقالي ساعه بنادي عليكي
عفاف: أؤمريني يا دكتوره
هناء بعصبيه: هكون عاوزه منك ايه يعني ده ايه الغباء ده حطيلي أكل واعملي حساب فردين
عفاف وهي تكتم غيظها : حاضر و
وذهبت لتحضر السفره
صعدت هناء الي الغرفه التي بها حنين وعندما دخلت وجدت حنين ترتدي عبائتها القديمة السوداء الفضفاضه و تصلي فنظرت لها بفرحه و قالت في نفسها" ميه ميه ولا الزبالين يا حنين كده اسافر و انا مطمنه"
انهت حنين صلاتها والتفت الي هناء وقال: انا خلصت
هنا: طيب يلا تعالي نسلم علي بسومتي وننزل نتغدا وبعد ما تريحي من السفر اعرفك بروجرام العلاج
حنين: ان شاء الله
هناء: يلا
واتجهتا نحو الغرفه المقابلة , دقت هناء الباب ثم دخلت ودخلت بعدها حنين بحياء شديد و توتر
ولكنها تعجبت جدا جدا بل صدمت من ثلاث اشياء
اولا: تحول هناء . نعم تحولت في كل شيء في مشيتها و صوتها ورقتها واسلوبها في الكلام
ثانيا: من باسم انه يبدو كطالب جامعي وليش شابا يصلح للزواج من هناء التي اقتربت علي الثلاثين
اتجهت هناء الي باسم وعلي محياها ابتسامة صفراء كعادتها: باسم اعرفك بحنين البنت اللي هتابع معاك علي ما ارجع من تركيا حنين ده باسم
استشاطت حنين غضبا عندما سمعت هناء تقول عنها " بنت" وقالت في نفسها " ايه قلة الادب دي " ولكنها كتمت غيظها نظرا لحاجتها لهناء بسبب ظروف والدتها الصحيه
حول باسم نظره الي حنين وقال مبتسما: اهلاً يا حنين اسمك جميل قوي – ثم مد يده ليسلم عليها
ثارت هناء غضبا وكادت أن تنفجر ولكن رد حنين طمئنها كثيراً
حنين : انا أسفه يا استاذ باسم مش بسلم علي رجال و اتشرفت بحضرتك
باسم: لا اسف ولا حاجه يا حنين دي حريه شخصية وبلاش استاذ خليها باسم علطول
حنين بثبات: أولا دي مش حريه شخصيه دي حدود الدين فرضها عليا و علي غيري وياريت يا استاذ باسم تعرف ان انا جايه هنا في شغل مش علشان اصاحب و اتصاحب وياريت تناديني استاذه حنين يا استاذذذذذ باسم واسفه لو ازعجت حضرتك
باسم وقد تعجب كثيرا من اسلوبها وشعر انها الاولي من نوعها بهذا الاسلوب فجميع صنف البنات يتهافتون عليه ويتمنون لو يحظوا ولو بنظرة او كلمة منه
باسم: اوك
استأذنت هناء من باسم ان يذهبوا ليتناولوا الطعام وتوجهت مع حنين الي مائدة الطعام بالدور السفلي من الفيلا
وعلي مائدة الطعام بدأت حنين بتناول وجبتها و هي شاردة و يبدو علي ملامحها القلق و الغضب بينما هناء كانت سعيدة مطمئنة علي مستقبلها
هناء: متزعليش يا حنين من باسم هو بس بيحب يهزر ..مع كله مش معاكي بس متخديش في بالك يعني
حنين: لو سمحتي يا دكتورة تعرفيه ان انا مش بحب الاسلوب ده ولو استمر انا هستأذن و مش هكمل
هناء: اوك هقوله بس متستعجليش علشان خاطري اصل المؤتمر ضروري قوي بالنسبه لي
حنين: انا معنديش غير كده لو اسلوبه متعدلش يبقي شوفي غيري مع احترامي لحضرتك
ثم نهضت حنين لتغادر فاستوقفتها هناء استني رايحه فين كملي اكلك
حنين: شبعت الحمد لله
هناء: طيب استني انادي الدادة تحضرلك حاجه تشربيها
حنين : مش مهــم متتعبيــ...
فقاطعتها هناء و هي تنادي علي عفاف: عفااااااف يا عفاااااااااف
جاءت عفاف و هي تتأفف: أيوا يا دكتورة
هناء: اعملي اتنين شاي ولا تحبي تشربي ببسي بعد الاكل
حنين: لا مش بشرب لا شاي ولا ببسي خلاص يا مدام عفاف متتعبيش نفسك انا خلاص كده كويس قوي
عفاف: طيب اعملك عصير يا بنتي
حنين: مممم ماشي لو مش هتعب حضرتك
توجهت عفاف الي المطبخ لتحضر الشاي و العصير
همهمت هناء و هي تضحك بسخريه: حضرتك ههه دي حته داده يا حنين ..علي العموم مبشرات حلوه تحسس باسم انك من الطبقه الخادمة
وبعد ان تناولا المشروب الخاص بهما توجهتا الي الاعلي دخلت حنين الغرفة الخاصه بهما لتستريح بينما توجهت هناء الي غرفة باسم الذي كان يتابع أحد الافلام الاجنبية
هناء: هيهيهيهيهيهيهي سوري يا بسوم علي اسلوب حنين الغريب ده هي معقدة نفسياً شويه بس علي الاقل دي الوحيده اللي هكون مطمنة عليك و علي علاجك وهي معاك معلش نستحمل شويه يا حبيبي
" وكانت هذه المره الاولي التي تتفوه بها هناء بكلمة حبيبي لباسم فهي كثيرا ما حاولت لفت انتباهه لكنه لا يكترث فهي ليست الاولي ولا الثانيه و لا العاشره التي تفعل ذلك بل كل من قابله حاولوا التقرب له ولفت انتباهه فهو الشاب الوسيم الغني ذو المركز المرموق الذي يغدق علي الجميع بالكثير و الكثير من المال "
باسم: معقده نفسيا بس دي فظييعه
هناء: هيههيهيهيهيهي هحاول اخليها تبقي ذوق شويه سوري
" ثم قالت في نفسها: كويس قوي لا هي طيقاه و لا هو طايقها مش هقول يتعدل يا ست حنين ده احسن اسلوب علشان لما اقولك يلا باي تتخفي علي طول"
ثم سحبت هناء كرسي لتجلس تتسامر مع باسم ولكنه قال لها: معلش يا هناء عاوز اريح شويه ساعديني اقعد علي السرير علشان انام
هناء: عنيا ليك
وقامت تساعده في الانتقال من كرسه المتحرك إلي سريره وهمت بالمغادره و هي تقول: تصبح علي خير يا بسوم مش عاوز حاجه
باسم: أه هاتيلي الموبيل بتاعي هعمل مكالمه قبل ما انام
أحضرت له الموبيل و أغلقت الانوار و الباب وخرجت نحو حجرتها هي و حنين
بينما باسم قام بالاتصال بصديقه تامر
باسم: ألو فينك يا ستيوبد مش بتسأل
تامر: انت هتشتغلني ياض مش كنت عندك في بارتي يوم الخميس و هاجي بعد 3أيام الخميس الجاي
باسم: يعني متعرفنيش الا علشان البارتي طول عمرك بتاع مصلحتك
تامر: هههه المهم أخبارك ايه يا كينج
باسم:اسكت شوفت اللي حصل
تامر: خير
باسم: البعوضة هناء مسافره في داهيه و جايبه مكانها بت انما ايه نيولوك جديد خاااااااااااالص
تامر: غير ؟؟
باسم: غير
تامر: اوصفلي
باسم: مفيش علي وشها أي دقيق و لا احمر و لا اخضر و لا حتي فسدقي ولابسه عبايه سوده وهااااديه و لا مياعه في الكلام و لا مياصه تخيل مرضتش تسلم بأديها عليا
تامر: نعم؟؟ ودي جايباها منين دي
باسم: دي بنت ريفيه جيباها من بلدهم ما هي هناء أصلها من الفلاحين يا عم ميغركش اللي عملاه في نفسها
تامر: يا عم هناء دي لو عملت ايه حتي دي يادوب محصله عمك عبده الغفير بالقوة
باسم: هههههههههه اه و الله دي خنقه و لزقه
تامر: وانت ان شاء الله ناوي علي ايه مع البنت الريفيه اوعي تقولي ناوي تعلقها تبقي اتجننت بصحيح بعد الموزز والحلويات تقولي بنت ريفيه مختلفه
باسم: يا عم تعرف لما واحد ياكل كل يوم فراخ و لحمة و كباب هيزهق وهيجيله يوم ويقول نفسي اكل كشري او فول و فلافل هو ده بالضبط الواحد زهق يا عم من البنات اللي لابسه اقنعه ملونه علي وشها ومغيره حنجرتها و منزله قاموس اتيكيت مصطنع ماشيه بيه وبعدين يا عم لما الواحد يحول بنت ريفيه محافظه لواحده من الجروب و سهر و شرب و فرفشه يبقي ده بجد الاستمتاع الواحد زهق من نسخ البنات الكربون المكرره دي
تامر: اوك يا عم جرب و ادينا بنفرج و نتعلم
باسم: هههههه طيب يلا سيبني بقي علشان ورايا تفكير كتير
تامر: اوك يا جامد
في فجر اليوم التالي
استيقظت حنين و أخذت حماما دافئا و ارتدت اسدال الصلاه و صلت فريضتها ثم جلست بهدوء علي سجادتها و أخذت تردد الاذكار و قرأت وردها ثم صلت الضحي ثم خرجت إلي شرفه الغرفه وأخذت تنظر إلي حديق الفيلا و هي مبهورة ثم قالت في نفسها و هي تستنشق الهواء بقوه: الله المكان هنا خطير بجد مع اننا في الشتا ما بالك في الربيع بيبقي عامل ازاي ؟
واستندت علي سور الشرفه وشردت بعيدا في اخواها و ابيها و امها وفقرهم الذي اهلكم جميعا و ارهقهم و دمر ما يكفي منهم فأمها
وايضا والدها الذي يعمل عامل زراعي عند المزارعين و اصحاب الاراضي و لا يأخذ الا الضئيل من المال الذي بالكاد يغطي مصاريف الطعام و الشراب
و أخويها التوأم حسن و حسين الذين يذاكرون ليل و نهار بدون دروس خصوصيه مثل زملائهم و هم علي أمل أن يلتحقوا بكليات قمه لكي يستطيعوا ان يحسنوا من مستوي اسرتهم
وايضا في حالها وفي الخطاب الذين ترفضهم بسبب قلة الحيله و المال فهي تساعد والدها في تسديد ايجار المنزل الذين يقطنون فيه وتدخر باقي مرتبها لتستطيع في يوم ما ان تجهز مستلزمات عرسها ولكن مرض والدتها هدم كل هذا فكل ما ظلت تدخره الان تفدي بها روح امها الحبيبه
وبعد فتره شعرت بالبرد فدخلت الغرفه و هي تحمل علي عاتقها احزان ترهق افراد بلدة بأكملها
نظرت علي الفراش فوجدت هناء ما زالت نائمه فجلست علي الاريكه
وتنهدت وقالت: يارب اجعل ده الفرج اللي بدعيك بيه علطول و نجي لي امي و وفق اجواتي و حققلهم امانيهم و يسر علي والدي عمله ووسعله رزقه يا قادر ياكريم
ثم قالت في نفسها: ياتري اللي بعمله صح و لا غلط مش عارفه ليه الواحد خايف من ساعه ما شفت الدكتوره هناء و اسلوبها الغير محترم بالمره مع اللي اسمه باسم ده ربنا يستر بقي
وقطع حبل افكارها صوت المنبه الخاص بهناء فقامت من علي الاريكه و اتجهت نحو هناء و اخذت تهزها برفق
حنين: يا دكتوره هناء يا دكتوره المنبه بيرن
هناء و هي تتثائب: اااااه ماشي طيب يلا قومي جهزي نفسك علشان ألحق اعلمك اللي المفرض تعمليه
حنين: انا قايمه بقالي 3 ساعات وجاهزه اهو
قامت هناء بكسل و اتجهت نحو الحمام المرافق للغرفه و جهزت نفسها و بعض لمساتها و الميك أب الخاص بها و البرفيوم الصارخ
فتعجبت حنين و قالت لها: هو حضرتك خارجه
هناء: لا ليه علشان بظبط نفسي لا عادي ده الطبيعي
حنين: بس البرفيوم ده حرام قوي و اكيد حضرتك عارفه مدي عظم ذنبه
هناء: بقولك ايه يا حنين احنا لسه الصبح و مش عاوزه تأنيب ومحاضرات و خطب علي الصبح انا عارفه كل حاجه مش مستنيه حد يعرفني
حنين: اوك براحتك و اسفه لو ازعجتك بس ده فرض عليا قدام ربنا عامه يلا شوفي هنعمل ايه
اتجهت كلا من حنين و هناء الي غرفه باسم الذي كان مازال نائما ففتحت هناء الباب و اشعلت النور واتجهت نحو خزانه الأدويه و شرعت في تجهيز الدواء
استغربت حنين جدا كيف لها ان تدخل عليه و هو نائما فظلت واقفه عند باب الغرفه
هناء: واقفه عندك ليه يا حنين مش تيجي تشوفي بحضر ايه
حنين و هي تنظر الي الارض بخجل: طيب مش المفرض نستني لما يصحي ازاي ندخله عليه أوضته وهو نايم
هناء: حنين متخنقنيش ده شغل ياماما مفيش فيه مفروض و مرفوض شغلك قومي بيه بدون نقاش مش بتدخلي علي المرضي في المستشفيات وهم نايمين
حنين: فيه فرق ده شاب و نايم لوحده في اوضته انما هناك مستشفي مليانه بشر وناس و غير ان غرفه المستشفي فيها اكتر من فرد
هناء: ممكن تعدي شويه وبلاش كلكعه
حنين: هو الادب كلعكة
هناء: اللي انتي بتعمليه ده كلكعه
صمتت حنين لكونها في اشد الحاجه للمال و لكنها عزمت في داخلها ان تزداد صرامه و حفاظا علي نفسها
وفي هذه الأثناء قد استيقظ علي صوت نقاشهم باسم ولكنه اصطنع النوم وقد ازداد شوقا و لهفه لمعرفه تلك الفتاه التي لا تنتمي لعالم الفتيات التي يعرفم تماما
جهزت هناء الدواء و ارشدت حنين الي التعليمات و البرنامج الذي ستسير عليه في غيابها واتجهت نحو باسم واخذت تمرمر يدها علي شعره بهدوء و تقول بصوت ناعم : بسوم يا بسوم قوم يلا علشان تاخد العلاج
باسم و هو يصطنع ان يحاول فتح عينيه بقوه: هو احنا امتي
هناء وهي تساعده في الجلوس : هههههه ايه يا بيبي انتي كنت تايه في الغابه في حلمك ولا ايه قوم خد دواك و كمل نومك
باسم: اوكي
شرعت هناء في اعطاءه الدواء و حنين تناولها العلاج و الماء وجاءت عند أخر نوع فتوقفت حنين
هناء: لسه اخر حبايه هو انا نسيتها و لا ايه
حنين: لا هي معايا بس دي حبايه مسكن مينفعش يا خدها من غير أكل لما يفطر الأول
هناء و هي تنظر لها بغيظ: هو مش بيحب يفطر انا بعطيه دوا للمعده معاه
حنين: طيب والمضاد الحيوي ده مش هيهبطه لو مفطرش و بعدين متخلي الدكتور يغيرله المسكن الحبوب لحقن علشان معدته او هو يحاول يجي علي نفسه و يفطر علشان صحته
هناء: مش ملاحظه انني دكتوره و عارفه كل اللي قولتيه بتفلسفي ليه بقي
حنين و قد احمر وجهها من الحرج ولكنها قالت بثبات : انا مش قصدي أعدل علي حضرتك و لا اعرفك معلومه بس انا باصه للمصلحه مش أكتر
هنا شعر باسم بشعور افتقده طوال حياته بل لم يتخيل في يوم انه سوف يجده وهو الشعور بالخوف أن يخاف عليه و علي مصلحته احد فطوال حياته يشعر ان كل من حوله يقدمون له الخدمات مقابل المال حتي أصدقائه يعرفونه و يصادقونه مقابل المال فكيف لهذه الفتاه التي لا تعرف عنه اي شئ تهتم بمصلحته بهذا الشكل مع انها عرضت نفسها للاحراج
فتدخل ليهدأ من الموقف و هو يبتسم : خلاص يا هناء حصل خير و هاتي يا استااااذذذذه حنين الدواء خليه علي جنب لحد ما أفطر بس بشرط تفطروا معايا لأني بقالي 3 أيام مأكلتش علشان مليش نفس أصل محدش بياكل معايا
هناء بلهفه : طيب وليه مش بتقول انك محتاج حد ياكل معاك انت قلقتني عليك من كتر ما بتاخد علاج من غير أكل بس اعملك ايه دماغك صلبه
باسم: شايفك بقي مشغوله بسفرك فقلت محملكيش زياده عن طاقتك يلا نادي عفاف خليها تحضر الفطار لثلاثه
حنين: لا أنا اسفه انا هاكل تحت مع مدام عفاف
نظر لها باسم بتعجب شديد: ليه ما تفطر معانا
حنين باحراج فكيف لها ان تأكل مع شاب يجلس علي سريره في غرفته: لا شكرا انا..
قاطعتها هناء: خلاص يا بسوم سيبها براحتها انزلي قولي لعفاف تطلع لينا فطار شخصين و تحضرلك فطارك تحت
حنين: اوك
وخرجت من الغرفه متجهه الي اسفل الفيلا
بينما قامت هناء لتعيد تنظيم الادويه في الخزانه و هي تقول بغضب : سيبك منها يا باسم دي من الطبقه المعدومه باباها شغال خدام عند الناس فهي متعرفش تتعايش غير مع الطبقه دي المهم احنا مش عاوزين منها غير مصلحتنا و بس
ولكن باسم ظهر عليه علامات خيبة الأمل فهو كان يريد أن يأكل معها ليستكشفها فهي بالنسبه له كاللغز الذي لأول مره يطرأ علي حياته
↚
وفي اسفل الفيلا توجهت حنين إلي المطبخ فلم تجد أحد فخرجت بهدوء و اتجهت نحو الغرفه التي خرجت منها عفاف بالأمس و قبل ان تصلها ببضع خطوات نادت : يا مدام عفاف
ردت عفاف: ايوا يا بنتي لحظه جايه اهو
حنين: هنتظرك في المطبخ
عفاف: ماشي جايه وراكي
جلست حنين بالمطبخ وبعد دقائق حضرت تلك السيده الطيبه التي تبلغ من العمر ما يقرب من ال45 عاما
عفاف: خير يا أبله
حنين: بعد اذن حضرتك حضري للأستاذ باسم و الدكتوره هناء فطار و طلعيه فوق
عفاف: وانتي مش هتفطري
حنين: لو هتفطري هحضر معاكي الفطار و افطر معاكي
عفاف: لا يابنتي ربنا يخليكي قولي بس عاوزه تاكلي وانا هجهزه و ناكل مع بعض متتعبيش نفسك
نظرت لها حنين فرأت نظرة الانكسار داخل عينيها فهي تعرفها جيدا و كثيراً ما رأتها سابقا في عيني والدها
حنين: واحد يا مدام عفاف و اعتبريني بنتك و ياستي والله ما انتي فاطره غير من ايدي النهارده
عفاف: ماشي يا بنتي يلا بينا ربنا ما يحوجك لغيره ابداًط>
واخذوا يجهزون الفطار مع بعضهم في صمت فكانت حنين ما زالت تشعر برهبه للمكان الذي لم تري منه سوي اخلاق فاسده و لا تعرف عنه سوي ذلك
حنين: هو ده فطار الاستاذ باسم
عفاف :ايوا مبيعرفش يفطر الا اللانشن و البيض بالبسطرمه والشيبسي و النسكافيه و الحاجالت اللي تمرض دي
فأكتفت حنين بنظره استنكاريه فقط
عفاف : يلا يا بنتي افتحي التلاجه و حضريلي فطار علي مزاجك وعلي زوقك كده وعندك خضار لسه عمك حمدي جايبه اغسليه ريبا يفاديكي احسن بحبه علي الاكل
حنين: من عنيا
خرجت عفاف لتوصل الفطار الي حجره باسم واخذت حنين في تحضير البيض المسلوق و الجبن الابيض و الخيار و بعض الجرجير و الخس حتي اتت عفاف
عفاف:انتي عامله اكل قليل قوي كده ليه يا بنتي انتي هتفطري قطط
حنين : مش انا و انتي بس ولا في حد تاني
عفاف: اه لسه عامك حمدي جوزي و سيد البواب
حنين: اه معلش معرفش والله
عفاف وهي تساعد حنين في تحضير المزيد من الطعام : ولا يهمك يا بنتي وكويس انك جيتي علشان تبقي تاكلي معايا احسن عمك حمدي ساعات بيبقي يروح ياكل مع سيد علشان مياكلش علطول لوحده و انا بقي استحاله اعرف اكل لوحدي بس اعمل ايه سيد هو كمان غلبان قوي
عفاف وهي تحمل الطعام و تهم بالمغادرة : هروح اعطي الاكل لعمك حمدي و السيد واجي اكمل واحنا بناكل
حنين: ماشي
قامت حنين و اخذت تصف الاطباق علي مائدة صغيرة بالمطبخ وبعد دقائق دخلت عفاف
وجلسا الاثنان ليتناولا فطورهما
حنين : تصدقي قاعدة الارض احسن في الاكل
عفاف: ههه انتي عامله زيي الواحد عاوز يقعد ويمدد علشان ياخد راحته في الاكل المره الجايه نطلع نقعد في بلكونه الفيلا وناكل
حنين : لا متوصلش للبلكونه الواحد يتحرج
عفاف: متخافيش محدش في الفيلا غيرنا بس
حنين بتعجب: ليه الفيلا الطويله العريضه دي محدش فيها ازاي
عفاف: كان من حوالي شهرين ماليه ناس خدام وبودي جارد وواحده بتنضف بس حصلت مشكله كده والكل استقال ومشي ومتبقاش الا انا وجوزي وجيبنا بواب تبعنا اللي هو سيد
حنين: واشمعني انتوا قعدتوا مادام الكل مشي يبقي اكيد مشكله كبيرة
عفاف بتوجس: يعني بس اصلنا شغالين بقالنا سنين هنا ومعتبرين باسم زي ابننا احنا يعتبر اللي مربينه
حنين : وفين اهله
عفاف : يا ستي باسم مامته ماتت وهو صغير و ابوه اتجوز واحده لبنانيه و خلف منها بنتين بس مكنتش بتحب باسم و بتعامله وحش كنت انا أيامها لسه جايه اشتغل هنا وفي الأخر مرات ابوه اتطلقت و راحت لبنان و أبوه بيموت في الفلوس سابه مع دادة كانت شغاله هنا و سافر يدرس في أمريكا و يشتغل هناك وبقي يبعت فلوس كتير وانا سبت الشغل و رحت مكان تاني وبعد تسع سنين كنت بدور علي شغل لقيت الفيلا هنا فاضيه خالص من الشغالين وكأنها مهجوره سألنا لقينا باسم قاعد في فندق وكان ايامها في الثانويه
ثم صمتت برهه واكملت في حزن: هو اه معاملته وحشه واخلاقه وحشه بس غلبان ملقاش حد يوجهه ولا يربيه
المهم أول ما شافني افتكرني مع اني سيباه وهو عنده ست سنين وقعد يعيط وقالي انه زهق من قعدة الفنادق ومش واخد راحته وعاوز يرجع يفتح الفيلا وانا وجوزي نشتغل في الفيلا ومرتبنا اللي احنا عاوزينه
طبعاً وافقت لأنه صعب عليا بس لما اشتغلت هنا عرفت ليه كل اللي اشتغلوا معاه سابوه لان معاملته وحشه قوي و لقيناه ملموم علي شله فاسده و مخدرات وقرف وبنات ومشي غلط
قالت حنين بقلق واضح وهي تلوك الطعام في فمها: طيب وكملتوا معاه ليه
عفاف: بصي لسببين هقولك علي واحد والتاني مش هقدر قاعدين هنا لأن هو بيعاملنا غير الناس كلها لأنه حاسس اننا جزء من ماضيه فبيحس اننا أهله غير انه سايبلنا الفيلا بحريتنا وكأنها بيتنا بشتري اللي عاوزينه و نطبخ اللي عاوزينه و كأنه بيتي
وهنا قاطعها صوت هناء وهي تنادي من الأعلي ياعفااااااااااااااااااف
عفاف وهي علي عجله من أمرها: بصي متقلقيش انا معاكي اعتبريني مامتك و بعدين هو مش وحش قوي يعني اهم حاجه حافظي علي نفسك ثم انصرفت لتلبي نداء هناء
وبعد مرور 6 ساعات جاء موعد الجرعه الثانيه لدواء باسم
كانت هناء تعد بعض مستلزمات سفرها فهي ستغادر الليله إلي تركيا سمعت صوت المنبه فتوجهت ألي غرفة باسم فلم تجده فنظرت من الأعلي ألي ريسيبشن الفيلا فوجدته يتابع التلفاز فدخلت غرفتها و عدلت من مكياجها ثم نزلت اليه وهي تتمايل في مشيتها
هناء بابتسامه: بسوم معاد العلاج جه
أومأ باسم برأسه دلاله علي الموافقه
نادت هناء بأعلي صوتها: حنييييييييييين يا حنيييييييييين
لم ترد حنين فعاودت هناء النداء مره اخري ولكن لم ترد حنين فاستشاطت هناء غضباً
باسم: اهدي كده يا هناء واقعدي جايز في ال w.c
وبعد دقائق خرجت حنين من الغرفه وقالت بهدوء: نعم يا دكتوره
هناء بغضب: مش بنادي وبعدين مش المفروض تكوني عرفتي ميعاد العلاج ولا هنبدأها نسيان
حنين و هي تنزل الدرج: لا منسيتش ولا حاجه أنا مجهزاه اهو بس كنت بصلي العصر
هناء : حنين انتي هنا في شغل يبقي تخلصي شغلك و بعدين تصلي براحتك
حنين و قد طفح بها الكيل: اولاً يا دكتوره زي ما حضرتك بتقوليلي احنا في شغل يبقي اسمي الاستاذه حنين زي ما اسمك دكتوره هناء ثانياً انا جايه هنا مش اشتغل عندك انا جايه أقوم بشغل انتي كنتي بتشغليه يعني تكلميني بأسلوب كويس و إلا ميلزمنيش ألف شغلانه من النوع ده ثالثا الصلاه اهم عندي من اي حاجه و اي حد
حاولت هناء ان تتمالك اعصابها فقد تفسد حنين كل شيء في لحظه و هي علي مشارف سفرها
هناء وهي تربت علي كتف حنين: معلش يا حنين مش قصدي ازعلك ده عشم مش اكتر و علشان متوتره بس بسبب السفر
حنين: حصل خير حصل خير
اتجهت هناء تجاه باسم تساعده في الجلوس معتدلا لكي يأخذ علاجه
حنين باستنكار: ولو سمحت يا استاذ باسم انا عاوزه شاب يساعد معايا لأني مش هدخل اصحيك ولا هساعدك في نزول كرسي و لا طلوعه انا وظيفتي اعطيك الدوا في معاده
هناء: حنين احنا اتفقنا انك تقومي مكاني في كل حاجه
حنين: لا مكنش اتفقنا كده وحتي ولو انا مينفعش اعمل كده
باسم ليقطع الحوار: خلاص يا استاذه حنين عمي حمدي هيساعدك في كل حاجه
↚
ومر الاسبوع بهدوء حنين تقضي كل وقتها في الغرفه المخصصه لها وهبط لتساعد عفاف احيانا وهناء تحاول التقرب من باسم عله يعطيها ولو خيط امل رفيع ولكن دون جدوي وباسم يحاول اكتشاف حنين من طرف خفي حتي ترحل هناء ويخلو له الجو
وفي مساء اليوم الذي ستسافر فيه هناء جهزت حقائبها ثم جلست مع حنين
هناء: حنين احنا كان اتفاقنا 40 ألأف اتفضلي دو 20 ألف ولما ارجع هعطيكي ال20 التانين
حنين بحسره: 20 ألف بس ماشي ربنا يسها
ثم اتجهت نحو غرفة باسم تودعه : خلي بالك من نفسك يا بسوم علي عيني والله المؤتمر ده
ثم اذهبت نحو حنين: حنين مش هوصيكي علي باسم جوه عنيكي
حنين: بأذن الله تروحي وترجعي بالسلامة
وبعد أن غادرت هناء اتجهت حنين نحو غرفة عفاف وقالت لها: لو سمحتي يا مدام عفاف محتاجه عم حمدي يشتريلي موبايل علشان اكلم اهلي لو مش هتعبه معايا
عفاف: لا تعب ولا حاجه يا بنتي هو في مشوار هكلمه واخليه يجيبلك وهو جاي ولا تحبي تنزلي تختاري بنفسك الموديل
حنين: لا مش هختار ولا حاجه بس خليه يجيب حاجه علي القد علشان الفلوس بس
عفاف: ماشي يا بنتي هتصلك عليه و تعالي اسمعي معايا المسلسل ده حلو قوي
وبعد قليل حضر حمدي و معه موبايل صغير
حمدي: سلام عليكم
فردت عفاف و حنين: و عليكم السلام
حمدي: اتفضلي يا استاذه الموبايل
حنين: متشكره يا عم حمدي و اسفه لو تعبتك معايا
حمدي: لا تعب ولا حاجه يا بنتي
حنين: طيب هو عامل كام
حمدي: 200 جنيه ولو مش معاكي خلاص يا بنتي
حنين : لا معايا ثواني هطلع اجيبهم و اجي
حمدي: لا انا هدخل انام دلوقتي و الصباح رباح يا بنتي
حنين: طيب هستأذن انا يا مدام عفاف علشان تناموا
عفاف: ماشي يا بنتي تصبحي علي خير
اتجهت حنين نحو غرفتها ودخلت و اغلقت الباب عليها بإحكام ثم اتجهت نحو الشرفه و فتحت الموبايل و اتصلت علي اهلها وفي هذه الأثناء كان باسم يقف خلف باب الشرفه من حجرته فهي شرفه كبيره مشتركه بين الغرفتين الخاصه بحنين و غرفته
وبعد ثواني رد الطرف الآخر: ألو
حنين: السلام عليكم ازيك يا حسن
حسن: حنوووووون وحشتينا قوي عامله ايه
حنين: والله انتوا اللي وحشتوني قوي كل حاجه فيكم غلاستكم و رخامتكم وحتي خناقاتكم
حسن: بقي كده يا رخمه بدأ المكالمه بمشاكسه طيب انا مش هخليكي تكلمي لا ماما ولا بابا
حنين: لا لا والله ده انتوا الاتنين زي العسل والسكر و الشربات كمان
حسن: ايوا ناس مش بتيجي الا بالعين البمبي
حنين: ههههههههههه بمبا ايه بس اللي خلاها بمبا
حسن: وقع عليها لبن هههههه
حنين: طيب المهم انت عامله ايه في مذاكرتك شد حيلك معلش يا حسن و تعالي علي نفسك هي سنه بس لو تعبت فيها هتريحك باقي العمر
حسن: ادعيلي يا حنين في كل صلاه
حنين: والله بدعيلكم كلكم ربنا يوفقك انت وحسين و يوسع رزق بابا "ثم اختلط صوتها بالدموع" و يشفي ماما و يخليها لينا
حسن: طيب ما اطولش عليك خدي ماما معاكي اهو
ماجدة: ازيك يا حنين عامله ايه يا حببتي
حنين: الحمد لله يا ماما انتي اللي عامله ايه و صحتك عامله ايه كشفتي و لا لسه
ماجده: الحمد لله يا بنتي علي كل حاجه انا عاوزه بس اطمن عليكي انتي عامله ايه في الشغل الجديد
حنين بعدم اقتناع: الحمد لله يا ماما كويسه والشغل كويس وعند ناس كويسين متقلقيش عليا خالص واه صحيح انا قبضت 20 ألف و هاخد في نهايه المده ال20 ألف التانين عاوزه بابا يجي ياخدهم علشان تبدأي تجري في اجراءات العمليه و الاشعه
ماجده: انا قدامي اسبوع كده و هدخل العمليه فقول لأبوكي لما يجي من بره يجي ياخدهم لما يفضي
حنين :ماشي يا ماما
ماجده: طيب اسيبك علشان الرصيد يكفي وخلي بالك من نفسك يا حنين" ثم بدأت في البكاء" والله يا بنتي علي عيني بعدك و غربتك دي بس اعمل ايه حكم ربنا
حنين: ماما ارجوكي متعيطيش انا كويسه و زي الفل وصديقيني ربنا مش بيقدر الا الخير
ماجدة: ونعم بالله يا بنتي يلا تصبحي علي خير
حنين : وانتي من أهله
اغلقت حنين الخط ثم بدأت دموعها تنساب علي خديها وهي تقول: ربنا يشفيكي يا ماما ربنا يشفيكي و يقومك بالسلامة
ثم اتجهت الي غرفتها لتنام
وفي هذه الأثناء كان باسم يجلس علي كرسه المتحرك وهي يبكي في صمت لا يعرف لماذا ولكنه شعر باختناق كبير لم يشعر به من قبل
ثم همهم وقال لنفسه: كان نفسي يبقي عندي ام تخاف عليا و اخاف عليها عمري ما حد خاف عليا ولا عيط علشان عمليه هعملها ولا علي تعب ولا غيره
وفي اليوم التالي استيقظت حنين فجرا و شرعت في صلاتها و اذكارها حتي أتي ميعاد دواء باسم فاتجهت نحو الأسفل فوجدت عفاف تنظف الردهه
حنين: صباح الخير يا مدام عفاف
عفاف: صبح النور يا بنتي
حنين: معلش ممكن تنادي علي عم حمدي يصحي باسم علشان علاجه و حضريلي فطاره علشان يعرف ياخد المسكن
عفاف عنيا ليكي
ثم اتجهت حنين نحو المطبخ لتساعد عفاف في تحضر الافطار
وفي غرفة باسم كان يغط في نوم عميق فدخل عليه حمدي وأخذ يهزه برفق: باسم يا باسم قوم يلا علشان معاد دواك
تململ باسم في فراشه ثم قال : هو انت اللي هتعطيهولي ولا ايه
حمدي : لا الاستاذه حنين بس هي مكسوفه تدخل الأوضه وانت نايم يلا علشان اساعد تقعد
اعتدل باسم وجلس بمساعدة حمدي و قال: حمدي النهارده الخميس يعني معاد البارتي يعني صحابي كلهم هيجوا علي العشا كده فحضروا بقي كل حاجه
حمدي: بس انا مش لاقي خمرا ..
قاطعه باسم: دي اشتغاله يا حمدي هي الخمرا هتتقطع ولا ايه متتعبش نفسك هما هيجيبوا و هما جايين
وبعد دقائق دخلت حنين وهي تحمل الافطار و ضعته علي الطاوله و اتجهت نحو خزانه الدواء واحضرت اللازممنه واتجهت الي باسم
ثم اعطته نوعان من الحبوب
باسم باستنكار: هناء كانت بتعطيني اربع انواع الصبح
حنين: انا أجلت المسكن لما تاكل و لغيت دوا المعده ما دام هتاخد المسكن بعد الاكل
باسم بمزح : فطار اوك بس بشرط تفطري معايا علشان مش بيجيلي نفس وانا باكل لوحدي
حنين بصرامه: عم حمدي موجود اهه يفطر معاك
ثم اتجهت خارج الغرفه متجهه نحو الدرج فنادي عليها باسم: حنين هاتي المسكن وحبايه المعده علشان عاوز اكمل نوم
نظرت له حنين بتعجب ثم قالت : براحتك واعطته الدواء
ثم استأذنت و خرجت نحو غرفتها
وبعد أن أخذ باسم الدواء قال له حمدي: تؤمر بحاجه يا باسم بيه
باسم: ياريت تجبلي موبايلس من علي التربيزة قبل ما تمشي
أحضر له حمدي تليفونه المحمول ثم استأذن و خرج ليؤدي باقي اعماله فيوم الخميس يوم مليئ بالاعمال
ضغط باسم علي بعض الأزرار وانتظر الرد فلم يرد أحد فأخذ يكرر المحاوله مرات و مرات حتي رد تامر
تامر: ايوا يا ابني ده وقت تتصل علي الناس فيه ايه معندكش ذوق
باسم: بلا زوق بلا بتاع قوم يلا حالاً وتعالي ليا فورا
تامر بصوت ناعس: خير مي عز الدين عندك
باسم : يا بارد خمس دقائق وألاقيك عندي
تامر : باسم اتغطي ونام يا بابا الجو برد
باسم: خلاص اخفي يلا وانت ملكش لازمة خالص كده دي حته بنت بفيونكات هيبقي لها فايده عنك
تامر: هو الامر مهم قوي كده
باسم: ايوا انا عاوزك تعمل معايا خطه نحاول أقرب بيها من حنين و اخليها تحضر الحفله
تامر: هههههههههههههههه باسم السيوطي بيسألني ازاي يقرب من بينت أومال لو مكنتش انت المستر بتاعنا وكلنا متربين في مدرستك يخرب بيتك علي بيت حنين يعني مصحيني من النوم علشان حنين أومال لو كانت مي عز الدين بجد
باسم : هتفيد ولا تروح تنام احسن
تامر: بص يا عم هقولك اللي عندي في التليفون بس علي الله تكوني تستاهلي يا برنسيس حنين
وفي ميعاد الدواء التالي طلبت حنين من حمدي الصعود للتأكد من أن باسم مستيقظ و مستعد للدخول عليه ففعل ما طلبت ولكن باسم بعد ان تأكد حمدي من الوضع قال له باسم: انزل انت بقي يا حمدي شوف شغلك علشان البارتي متخفش مش هاكلها
حمدي: ماشي " ثم خرج من الغرفه"
وبعد قلليل دخلت حنين غرفه باسم فوجدته يجلس بمفرده في الغرفه علي الأريكه فتعجبت و
وقالت : اومال فين عم حمدي
ابتسم باسم بجاذبيه وكان قد استعد بملبسه و مظهره كما اتفق مع تامر وقال: تعالي يا استاذه حنين متخافيش مش هعضك
دخلت حنين و تركت باب الغرفه مفتوح وقالت: بقول فين عم حمدي
باسم: وراه شغل كتير علشان ساعتين و البارتي هتبدأ وبالمناسبه انا عازمك علي البارتي عاوزه اعرفك علي الجروب بتاعي , جروب لذيذ قوي و هتحبي تبقي واحده منه فرفشه خالص
نظرت له حنين نظره غضب شديد ولم ترد وشرعت في اعطاءه دواءه
حنين: هتاخد المسكن برضه من غير أكل
باسم و هو يتنهد : مليش نفس و الله وبعدين صحابي هيجيبوا تيك واي معاهم وهناكل مع بعض وبالمناسبه معزومة برضه
حنين: مليش في الحفلات يا استاذ باسم انا اسفه بعتذر عن الحضور
باسم بدلع: براحتك بس انا زعلان يا جميل المفروض احنا دلوقتي واحد انتي دخلتي بيتي تبقي تثقي فيا
ثم قام بمسك يدها و هو يقول: بلييييز تحضري...
سحبت حنين يدها بعنف وصرخت فيه: انت اتجننت ده انا شكلي دخلت بيت غلط من بكره هستقيل و امشي من هنا بكرامتي
باسم بانزعاج : انا مش قصدي حاجه والله وبعدين أنا عملت ايه يستاهل ده يعني
وضعت حنين باقي العلاج علي المنضده بغضب: العلاج عندك أهو اتفضل خده وياريت تدور علي حد غيري
ثم همت بالخروج من الغرفه
باسم بصوت عالي: حنيييين والله ما قصدي حاجه علشان خاطري متمشيش انا محتاج حد معايا و انت عارفه حالتي خطييره ارجوكي نفسي ارجع امشي تاني ومش هعرف اجيب حد دلوقتي
حنين: في بدلي مليون واحده و لو مش هتعرف تجيب ابعتلك أنا
ثم خرجت نحو غرفتها ودخلت و أغلقت خلفها الباب بقوة ثم ارتمت علي السرير ودفنت وجهها في الفراش و أخذت تبكي
وبعد أن هدأت قليلا أعتدلت و اسندت ظهرها علي الوسادة و أخذت تفكر وتقول في نفسها
" دي مجرد بدايه مسك أيدي بدايه و علي رأيه هو معملش حاجه لكن لسه هيعمل و هيعمل و هيعمل انا اساسا غلطانه كان المفروض مجرد ما شفت طريقة هناء معاه و المسخره دي كنت اعتذرت منها فورا ده غير كلام عفاف انه سكير و البارتي النهارده كمان
انا هتصل علي ماما حالاً و هقولهم اني هرجع لهم النهارده
ثم أمسكت بالهاتف واتصلت علي والدتها ولكنها حاولت أن يبدو صوتها طبيعي حتي لا تقلق أحد عليها
حنين: ألو السلام عليكم
حسين بصوت ملئ بالحزن و القلق: وعليكم السلام ازيك يا حنين عامله ايه
حنين: الحمد لله مال صوتك مش طبيعي كده يا حسين في حاجه
حسين بصوت مخنوق: ربنا يستر يا حنين ماما تعبت النهارده و بابا خدها و راحوا للدكتور و مستنين رجوعهم
حنين بتنهيده محمله بكل الأسي و الحزن: ربنا يشفيها يارب
حسين: يارب يارب
حنين: طيب هتصل كمان ساعه كده يا حسين اطمن
حسين: ماشي المهم انتي كويسه و مرتاحه في الشغل
حنين وهي تبتلع ريقها بصعوبه : اه الحمد لله كويسه
حسين : طيب ماشي علشان مطولش عليكي
حنين: ماشي سلام عليكم
حسين: وعليكم السلام
أغلقت حنين الخط و ارجعت ظهرها للخلف و ثم وضعت يدها علي وجنتها و تركت العنان لدموعها تنزل في صمت
فكيف لها ان تتصرف الآن و هي تعمل في مكان مشبوهه فهي الآن اصبحت تمقته و تكرهه كل الكره ولا تستطيع أن تضع قدمها مره اخري في غرفة باسم بعد أن تجرأ و مسك يدها بدون أي داعي ويدعوها لحضور حفل خمر و رقص و اختلاط و رزيلة وفي نفس الوقت حياة امها في خطر و جميع اسرتها تضع الأمل في الله ثم في عملها و وظيفتها هذه
وبعد افرغت الكثير من الدموع قامت و اتجهت نحو دورة المياه و اخذت حماما دافئا و ارتدت ملابس الصلاة و عكفت في سجادتها تدعو تضرع لله أن يخرجها من هذه المحنه العصيبة
وفي غرفة باسم بعد أن خرجت حنين ظل جالسا مكانه في حالة ذهول فهو لم يعتاد علي هذا النوع من الفتيات بل لم يري مثلها في حياته ثم قال لنفسه: هو عملت ايه يعني ده انا ماسكت ايدها ميكنش مسك الأيد غلط و لا حاجه ربنا يقطعك و يقطع سيرتك يا تامر دي أخرة اللي يستشيرك في حاجه هو انت فاكر حنين من البنات اللي مترمين في كل حته أومال لو كنت سمعت كلامك بقي و قلتلها كمان كان نفسي اقدر ارقص معاكي النهارده
ثم قام بالاتصال عليه
تامربسخريه : ايوا يا عم الحبيب
باسم بغضب: اتكتم خالص كنت هتوديني في داهيه النهارده
تامر: خير أكيد رفضت عادي عيد المحاوله
باسم: اسكت اسكت خالص انت جاي امتي
تامر: دقائق و اكون جوه أوضتك
باسم: معاك حد
تامر: اه معايا نانسي
باسم بعصبيه: يوووه كنت عاوزه لوحدك
تامر: مممممممممم
باسم : طيب
وبعد دقائق وصل تامر دخل علي باسم فوجده سابح في بحر أفكاره وفي قمة غضبه
دخل تامر مبتسماً بسخريه وقال بمرح: خير يا بسوم والله و وقعت و ادبيت
باسم: اسكت خالص
تامر: المهم يعني الموزه حلوه و تستاهل كل اللي عامله ده أنا عاوز اشوف
باسم مستفسرا: امال فين نانسي
تامر: قلتلها تروح لعفاف تقولها علي شوية طلبات كده قولي بسرعه قبل ما تيجي ايه اللي حصل
باسم: يا عم دي مش زي البنات اللي اتعودنا عليهم دي صوتت في وشي و قالتلي شوف حد غيري ومرضيتش تعطيني العلاج و سابته و مشيت
تامر: هههه ليه اغتصبتها ولا ايه ؟
باسم: لا اتنيلت و سمعت كلامك ومسكت ايدها مع اني والله كنت متردد لاني عارفه انها مش هتتقبل العمل دي حاجه عمل شكل اللغز
تامر: هههههههههه دي ذئب بري ولا بنت طيب متقلقش خالص يا عم وانا بطرقتي هخليها تحضر الحفله
باسم: لا ابوس ايدك بلاش طريقتك خالص دي هتكربنا
تامر: يا عم هقول لنانسي تدخل تكلمها انت عارفها سوسه و دماغها حجر ولما بتصمم علي حاجه مبتسكتش إلا لما تعملها و بعدين دول بنات يفهموا بعض
↚
تامر: يا عم هقول لنانسي تدخل تكلمها انت عارفها سوسه و دماغها حجر ولما بتصمم علي حاجه مبتسكتش إلا لما تعملها و بعدين دول بنات يفهموا بعض
باسم: مش مطمن برضه
تامر: طيب بس اصبر لما تطلع نانسي وبعدين انا شاكك كده انك وقعت وحبيت و ناوي علي ارتباط
بثق باسم في وجه تامر بمزح و قال له : يخص عليك مش عشره عمربقي انا ارتبط دي مجرد تجربه جديده من نوعها و حابب اجرب واستمتع
وهنا وصلت نانسي فدخلت بخطي متمايله واللبس المغري والمظهر الذي و ان نم علي شئ فإنه ينم علي انها فتاة ليل
اتجت نحو باسم وسلمت عليه ثم قبلته من وجنتيه كعادتها هي و غيرها
تامر: هي دي البنات و لا بلاش مش تقوي اللي كانت هتعضك وتقلع عنيك في ايدها علشان مسكت ايدها
نانسي بغضب مكتوم : مين دي
ثم نظرت بين وجوهم مستفهمه فوجدت باسم صامت تماما بينما باسم يبتسم ابتسامة خبث
باسم : بصي في ممرضه جايه بدل هناء عامله نفسها من أهل الجنه وانها غير كل البنات فإحنا عاوزينك تدخليلها تصالحيها علشان هي زعلانه ان باسم لمس ايدها و تقنعيها تنزل الحفله و وان باسم مش قصده و كده ...قومي بشغلك معاها علي الاخر يا نانسي المهم اننا ناخده معانا الجروب
نظرت نانسي إالي باسم ثم قالت : الحكايه متتخدش كده يا بسوم اللي زي دي محتاجه تسخن علي نار هاديه واحده واحده اتب با استب
تامر: مش قلتلك يا عم دول بنات فاهمين بعض
نانسي : سيبوهالي بس لسه لي اسبوع و اخلص امتحانات و هظبطهالكم علي الاخر والنهارده عمرها ما تنزل الحفله استنوا بعد الحفله و هدخل اعرفها علي نفسي و اننا هنبقي اصدقاء و كده و ان باسم مش قصده
تامر وهو يغمز نانسي بيده في بطنها : هو ده الشغل يا جامد ما يجبها إلا ستتها إيه رأيك يا عم باسم
باسم : اسبوع ايه انتوا كمان دي بتقولي هتمشي بكره
نانسي بسخريه : انت طيب قوي ده مجرد تهديد علشان متكررهاش و بعدين ابقي اتسفلها وخلاص
باسم ماشي لما نشوف
نانسي : طيب عن اذنكن هنزل تحت هشوف العمل كده
ثم خرجت ونزلت تجلس في ريسبش الفيلا وأخذت تفكر وتقول في نفسها " اه يا باسم يا أبن الأبلسه بقالنا سنين بنلف وراك ودلوقتي فضلت حته ممرضه فلاحه علينا و الله لأوريك النهارده ليله عمرك ما شفتها في حياتك ولا هتشوفها"
وبعد مرور ساعتين في غرفة حنين كانت ما زالت تجلس علي سجادتها وتستند بظهرها علي السرير خلفها و ترجع رأسها إلي الخلف موجهه وجهها إلي سقف الحجرة مغمضة العينين تفكر وهي في قمة حزنها و قلقها ثم تنهدت تنهيدة طوييييلة وقلت بعمق و كأنها تفرغ طاقة مخزونه بداخلها" الحمد لله الحمد لله أكيد ربنا مش هيختارلي إلا الخير"
ثم قامت متجهه نحو المنضدة وأتجهت نحو الشرفه وخرجت لتحدث أخوتها للأطمئنان علي والدتها
وما أن خرجت حتي شمت رائحة كريهه فاتجت نحو السور ونظرت في الأسفل فوجدت ما لا تحب أن تراه بالمرة الكثير و الكثير من كئوس الخمر في كل مكان وبعض الفتيات و الشبان الذين يخلسون مع بعضهم بمناظر مخزيه و ملابس الفتيات التي تلتصق بأجسادهم و تكاد أن تصبح جزء لا يتجزء منه وواحد من الشبان يحمل فتاه و يدور بها وكأنها طفل بين يده والأخري التي تجلس بجوار زميلاها و كأنهما اثنان في واحد واخري تقف بمناظر مغريه و شاب يصورها بتليفونه المحمول ووجدت باسم يجلس معهم و أصوا ت ضحكات غير محترمة بالمره تعلوا ترن في المكان
ارتدت للخف بسرعه ووضعت يدها علي قلبها واغمضت عينيها و قال في نفسها : يا نهااااااار مش فايت ايه اللي انا شفته ده يا رب سلم يا رب سلم
ثم دخلت مسرعه داخل الغرفه و أغلقت الباب خيدا وارتمت علي سريرها ووضعت يديها علي رأسها و هي مغمضة العينين وقالت بصوت كله رجاء و تضرع" يااااااااارب ياارب دبرها من عندك"
ثم قامت بالاتصال علي أهلها و حاولت أن يبدو صوتها طبيعيا
والدها (رزق) بصوت يبدو فيه الدموع و القلق: السلام عليكم أزيك يا حنين يا حببتي عامله ايه
اغمضت حنين عينيها بقوه فصوت والدها ينذرها أنها ستضطرأن تبقي في هذا المكان القذر
ردت حنين بحزن: و عليكم السلام ازيك يا بابا أخبارك ايه وماما عامله ايه دلوقتي
رزق: الحمد لله يا بنتي علي كل حال مامتك تعبانه قوي يا حنين ادعيلها والدكتور قال لازم نعمل بكره أشعه و بعد بكره تحليل و أول ما هيطلعه امك هتدخل العمليه علطول يعني كلها اسبوع أو عشرة ايام بالكتير ادعيلها ربنا يهون عليها
حنين وهي تبكي : ربنا يشفيها يارب و يقومها بالسلامة وشوف هتيجي امتي يابابا تاخد الفلوس
رزق: حاولي يا حنين قبل ما أمك تعمل العمليه بيوم تبعتيهم في أي مكتب بريد علشان انت عارفه اني مش بقدر عالسفر بسبب ظهري واخواتك عمرهم ما سافروا قبل كده و معلش يا بنتي عمري ما كنت اتخيل في يوم ان الأمر يوصل بينا لكده و ربنا يرجعك لينا بالسلامة سالمة غانمة
حنين: ادعيلي يا بابا
رزق بقلق : خير يا بنتي في حاجه
حنين بألم تحاول أن تخفيه: لا مفيش بس ادعيلي ارجعلكم بالسلامة أحسن و حشتوني قوي
رزق: والله يا بنتي بدعي في كل صلاه وفي كل وقت انتي واخده قلبي و عقلي معاكي
حنين: طيب هي ماما صاحيه علشان اطمن عليها
رزق: دي رجعت تعبانه قوي فخدت المسكن و نامت ربنا يتولاها
حنين: ماشي يا بابا هكلمها بكره
رزق: ماشي يا بنتي في أمان الله
أغلقت حنين اخط وجلست علي سريرها و هي تضهم رجلها في حضنها و كأنها تحاول أن تحمي نفسها من هذا المكان القبيح و من هذه الظروف الصعبه و بعد دقائق علت اصوات الموسيقي الصاخبه وأصوات صرخات تعلو من حديقة الفيلا
انزعجت حنين و خرجت مسرعه لتري ما اذا كان هناك شئ مكروه حدث خرجت فوجدت الحفله قد بدأت و الفتيات و الشبان يصرخوا بمرح و يقفزوا و يرقصوا مع بعضهم و قد أخذ الخمر يفعل بهم الأفاعيل
فدخلت غرفتها ثانيه و لكنها لم تتمالك نفسها و أخذت تبكي بشدة
وفي الأسف في الحفل كان الجميع في عالم أخر رقص و اختلاط و خمر ولكن باسم لم يرد أن يشرب في تلك الليله خمرا فلم يكن مزاجه في التمام ثم اتجه بكرسه المتحرك نحو نانسي و سحبها من يدها وأخذها في جانب و سحبها للأسفل حتي صارت اذنها عند فمه و قال لها بصوت عالي و لكنها كانت تكاد أن تسمعه بالقوه بسبب الموسيقي العاليه
باسم: نانسي متقليش في الشرب النهارده عليشان تعرفي تتكلمي مع حنين
نانسي: أنا مشربتش النهارده مخصوص علشانها " ثم قالت في نفسها و الله لأعلمك الادب يا باسم الكلب"
فأمطئن باسم وبعد انتهاء الحفلة و ذهاب الجميه تبقي باسم و نانسي وصعدا نحو غرفه حنين أشارت نانسي لباسم أن يختبأ خلف باب غرفته وبعد دخلوها عند حنين يخرج لكي يسمع ما سيدور بينها و بين حنين ففعل ما طلبت
طرقت نانسي باب غرفة حنين برفق و نادت بهدوء حنين يا حنين"
ردت حنين من الداخل بقلق: أيوا مين
نانسي: انا نانسي افتحي متخافيش
حنين : خير يا نانسي
نانسي : هسلم عليكي مش أكتر و لا أمشي
ترددت حنين لدقائق ثم فتحت: ايوا اتفضلي
سلمت عليها نانسي بحراره ثم بادرت بتقبيلها بحراره
نانسي : ازيك يا حنين انتي هنا مكان هناء مش صح
فإبتسمت حنين بارتياح عندما سمعت اسم هناء: ايوا انتي تعرفيها
شعرت نانسي بارتياح حنين مجرد سماع اسم هناء: اعرفها ايه دي صدقتي الروح بالروح
حنين: اهلا بيكي اتفضلي ادخلي
دخلت نانسي داخل الغرفه و اغلقت الباب خلفها و جلست مع حنين علي الأريكه ثم قالت: معلش اصلي مستعجله هنتعرف علي بعض بس و نبقي نكمل بعدين
حنين: احتمال مكملش
نانسي بخبث: ليه مش مرتاحه المكان مش علي هواكي
حنين : خالص
نانسي هامسه: معاكي حق واللي يغيظك ان باسم فاكر انك جايه بتحاولي تتقربيله و توقعيه بس بتعملي نفسك تقلانه
وقفت حنين فجأه بصدة و عينيها مفتوحتين علي وسعيهما وصرخت بعلو صوتها: ايه أنا هو اتهبل في عقله ولا اتجنن علي أخر الزمن ملقتش لإلا البني أدم ده , ده لو كان ده أخر راجل في الدنيا بناقصه
ثم صمتت بره و أكملت بعصبيه: والله ما استني دقيقه كمان اكتر من كد بكره الصبح همشي ده مكان مشبوه و صاحبه مشبوه بناقص الفلوس اللي هتيجي من شغله قذره زي دي الله الغني
نانس بلؤم و هي تشير لها أن تهدأ: اهدي بس لباسم يسمعك و يزعل
حنين: يزعل و لا يتفلق وأنا يفرق معايا زعل بني أدم زي ده في ايه
نانسي : طيب انا هسيبك تهدي وهجيلك بكره و خرجت وهي تشعر بالانتصار
وعندما خرجت وجدت باسم يكاد يدخل حجرته فدخلت معه و اغلقت خلفهما الباب
نانسي: ايه ده يا باسم دي حته بقره بتخبط انت سمعت اللي دار بينا
باسم: مكنتش سامع صوتك بس سمعت زعيقها
نانسي: بس دي معندهاش ذوق خالص بناقص التجربه اللي انت عاوز تخوضها معاها معقول أقولها ده باسم بيعزك وبيقول دي محترمه جدا تقولي وأنا ميهمنيش رأي حته مشلول فيا أنا عارفه نفسي كويس مش محتاجه حد يعرفني
صدم باسم من الكلام فآخر ما يريد أن يقنع نفسه به أنه مشلول ثم قال : بجد قالت كده مسمعتش
نانسي: ده قبل ما تتعصب و تزعق حتي قلتلها في الاآخر بلاش كلمة مشلول دي علشان باسم هيزعل قالتلي يزعل و لا يتفلق
باسم بصوت يكاد أن يختفي و عينان تحتقن بالدموع: سمعتها فعلا بتقول كده
نانسي لكي تنتقم منه: متزعلش يا باسم من كلام حد و حاول تتأقلم مع وضع شلل رجلك الكل خلاص عرف الموضوع علشان متعشمش نفسك وفي الآخر تتصدم احنا راضيين بيك كده ده مش عيب فيك انك مشلول انت عندنا لسه باسم اللي كلنا بنحبه سواء ماشي وسطينا أو قاعد علي كرسي
لم ينطق باسم بكلمة واحده و بقيت عيناه معلقتان في سقف الحجره من وقع الكلمات الحارقه التي تحرقه بها نانسي
نظرت نانسي في ساعة تليفونها ثم قالت : اوه اتخرت أوي وقامت نحو باسم و قبلته في جبهته و قالت له همشي بقي وهبقي اطمن عليك باي
خرجت نانسي و تركت خلفها باسم في حاله دوران شعر وكأن جدران الحجره ستطبق فوقه وشلالان من الدموع تشق طريقها علي وجنيتيه وصدر ملئ بالحزن و اليأس و الألم ثم ضغط علي الزر الملحق بكرسه المتحرك و نزل علي الجزء الأملس المائل من الدرج الذي خصصه له حمدي لكي يصعد و يهبط بكرسه فهو منذ أن وقع في حادث قدمه و هو يحاول ألا يعتمد علي أحد إلا في الضروره القصوي كي لا يشعر بأنه سيفقد جزء من جسده أو يصبح مشلول و أنها ظروف طارئه و ستزول بعد مده
فتح باب الفيلا و خرج إلي الحديقة و سط زجاجات الخمر الفارغة وبقايا الطعام و الكثير من الفوضي و ظل جالساً علي كرسه و لا يفعل أي شئ سوي البكاء المخنوق بالصرخات و الصيحات المكتومه التي لا يسمعها إلا قلبه المنفطر
↚
وفي غرفة حنين بعد أن غادرت نانسي أغلقت حنين باب الغرفه بإتقان ووضعت خلفه الكوميدنو وأيضا باب الشرفه و وضعت كل متعلقاتها في حقيبتها و أخذت نقودها و ظلت جالسه علي السرير و هي ترتدي ملابس الخروج استعداداً للمغادرة في الصباح الباكر حتي غلبها النعاس
وبعد مده استيقظت فنظرت بسرعه في ساعه تليفونها فوجدتها السادسه صباحاً فتوضأت و صلت الفجر ثم ازاحت الكمدينو برفق حتي لا يستيقظ أحد و نزلت بهدوء و فتحت باب الفيلا و خرجت متجهه نحو غرفه الحارس" سيد " لتطلب منه أن يفتح لها البوابه و يخرجها
وبنما كانت تسير في الممر بالحديقه و جدت باسم ويبدو أنه مغشي عليه علي الأرض في الحديقه فشهقت و خبطت بيدها علي صدرها مفزوعه وبعد أن تبينت أنه باسم قالت في نفسها " يخفي تلاقيه سكران"
وأكملت سيرها نحو غرفه الحارس ولكن ضميرها جعل قدميها تتباطئ في المشي إلا أن توقفت تماما ثم نظرت تجاهه وتأففت ثم تركت حقيبتها علي كرسي في الحديقه واتجهت نحو باسم واقتربت منه ونادت عليه : يا استاذ باسم يا باسم
فلم يرد عليها فعاودت النداء مرات ولكنه لم يرد فقلقت وقالت في نفسها " تلاقيه شرب خمره لما دوخته " ثم حاولت إداره رأسه بيدها ولكن عندما لمست يدها وجهه صدمت من درجه حرارته فيبدو أنها مرتفعه للغايه ويبدو أنه في حالة اغماء مرضي و ليس سكرة خمر
جرت حنين بسرعه نحو غرفة الحارث و أخذت تطرق الباب بسرعه فأتاها صوت سيد من الداخل بفزع: مين مين
حنين: أنا حنين يا عم سيد إلحق باسم مغمي عليه وتعبان
سيد : ثواني يا بنتي طالعلك اهو
ثم جرت نحو غرفة عفاف و حمدي و فعلت المثل و اتجهت بسرعه نحو المطبخ و جلبت كوب به ماء وجرت نحو باسم بالحديقه وعندما خرجت وجدت سيد قد خرج الأخر و يجري نحو الداخل
فقالت له: ده بره في الحديقة
سيد و هو يفتش بعينيه في أرجاء الحديقة: فين ده هي ناقصة يارب استر
واتجه معها نحو باسم وأخد يضرب وجنتيه بيده وينادي عليه و لكن دون جدوي فقالت له حنين شوف أي برفان جوه بسرعه نفوقه
أسرع سيد إلي الداخل ليحضر البرفيوم و حنين أخذت تضع الماء علي رأسه و وجهه
وعندما صعد سيد إلي غرفة باسم وجد عفاف و حمدي يفتشان عنه فقال لهم: مش هنا ده تحت في الجنينه
عفاف: الجنينه وايه وداه هناك
حمدي: هو ماله يعني ؟
سيد: مغمي عليه و سخن مولع نار
حمدي: طيب نتصل علي الدكتور يجيله
قال سيد و قد أحضر زجاجة العطر واتجهه نحو الأسفل: اتصل كده و بسرعه ايدك معايا نطلعه الأوضه
نزل الثلاثه متجهين نحو الحديقه فوجدوه كما هو فأخذت حنين العطر و رشت بعض قطرات علي أنفه فبدأ في الأستفاقه
أتصل حمدي بالطبيب و أخبره بما حدث فقال له الطبيب أن تضع له الممرضه بعض الكمادات وسيأتي في غضون ساعه
حمل حمدي و سيد باسم للأعلي و عفاف خلفهم تحمل الكرسي المتحرك وحنين تحمل حقيبتها
وضع حمدي و سيد باسم علي السرير في غرفته
حمدي: بصي يا استاذه حنين أنا أتصلت علي الدكتور وقال هيجي كمان ساعه بس اعمليله كمادات علي ما يجي
حنين: ماشي كويس انك اتصلت ثم اتجهت مسرعه نحو خزانه الدواء الخاصة بباسم وجلبت الترمومتر و اتجهت نحو باسم
حنين : افتح بقك كده يا استاذ باسم
فتح باسم فمك في وهن شديد فوضعت حنين الترمومتر في فمه
حمدي: طيب يا استاذه حنين احنا هننزل نريح شويه علي ما الدكتور يجي معلشي احسن امبارح كان مرهق جدا و نايمين متأخر
فأستغربت حنين و نظرت نحو عفاف تنتظر منها أن تقول لها سأبقي معك و لكن عفاف قالت لها لو احتجتي حاجه يا حنين ابقي خبطي عليا
سيد: تؤمرني بحاجه يا استاذة اجيبهالك قبل ما أنزل
أخرجت حنين الترمومتر من فم باسم و نظرت فيه ثم قالت بصدمة: يا نهاااار دي حرارته 41
حمدي: طيب اعمليله كمادات زي ما الدكتور قال
حنين: كمادات مش هتنفع لازم حقنه خافض للحرارة حالاً دي حالته خطيرة
حمدي: طيب شوفي له اي خافض في علاجه وخلاص علي ما الدكتور يجي
نظرت له حنين بذهول و قالت لا لازم حقنه و ياريت لو حضرتك تشوف أي صيدليه فااتحه و تروح بسرررررعه تجيب نوع حبوب الخافض اللي بياخده بس حقن و هاتها 1000 مليجرام
حمدي: مينفعش نعك استني لما الدكتور يجي
حنين بعصبيه : عك ايه انا بقول نفس الخافض اللي بياخده ممكن لو استنينا لما الدكتور يجي يحصله حاجه مش كويسه بقولك حرارته فوق الأربيعين
حمدي بتأفف: ماشي ماشي هاتي اسمه
أعطته حنين اسم الدواء ثم قالت : ياريت بأقصي سرعه
حمدي بضيق: ياريت ألاقي بس حاجه فاتحه دي الساعه لسه مجتش 7
حنين بحده : لازم تتصرف
وخرج ومن وراءه عفاف و سيد
و لكن حنين قالت لسيد: لو سمحت يا عم سيد تعالي حطه تحت الدش علي ما المسكن يجي
نظر له سيد بضيق ثم قال لها : ما كمادات علي دماغه و خلاص
حنين بنفاذ صبر: يا جماعه حرارته 41 عااااااليه قوي كمادات ايه بس
انصاع لها سيد و حاول اسناد باسم ليضعه علي الكرسي المتحرك و لكنه سقط منه علي الأرض فشهقت حنين و اسرعت وأسندته مع سيد ووضعته علي الكرسي المتحرك
ثم خرجت من الغرفه حتي يقوم سيد بما طلبت منه وكان باسم في تعب شديد ولكنه كان يعي و يسمع كل ما يدور حوله
و بعد ما يقرب من الربع ساعه خرج سيد من الغرفة
و قال لها : استاذه حنين أنا حطيته تحت الدش و غيرتله هدومه هنزل اريح بقي
حنين : ماشي شكراً
همهم سيد في نفسه و هو ينزل الدرج : ده يوم باين عليه اسود من أوله أووووووووووف
سمعته حنين فتعجبت ثم اتجهت نحو غرفة باسم وقالت بصوت منخفض ده لو حته حيوان هتهتموا بيه شويه عن كده ده همهم النوم و بس و كأنهم هيموتوا لو مناموش ومش مهم البني أدم اللي في خطر ده
ثم دخلت علي باسم فوجدته يرتجف أثر الحراره
فقالت له : استاذ باسم: حاسس بإيه
فلم يجيب باسم ولكن نظر لها شذراً فتعجبت ولكنها قالت له : خلاص ريح علي ما الخافض يجي
خرجت من الغرفه و نزلت نحو المطبخ و اتت ببعض المياه في و عاء واتجهت إلي غرفتها و اخضرت فوطه واثناء خروجها قابلها حمدي و معه المسكن
حمدي: خدي يا استاذه حنين ثم استدار ونزل الدرج
أخذت حنين الحقنه و دخلت حجره باسم وكانت في قمة احراجها فكيف لها أن تكون وحدها في غرفه شاب ولكن ماذا تفعل فهذا هو واجبها
جهزت الحقنه واتجهت ناحيته و قالت له: اعطيني ايدك كده لما أديك الحقنه
فلم يبدي باسم اي استجابه لكلامها ولم ينظر حتي نحوها
فأعادت ما تقوله : لو سمحت يا استاذ اعطيني ايدك لما اعطيك الحقنه علشان حرارتك عاليه أوي علي ما الدكتور يجي
فنظر لها باسم نظره ارتعدت لها اوصالها وكأنها تقول له اعطيني رقبتك كي اذبحك
ثم قال لها بعضب : سيبيني في حالي و امشي
اندهشت لكلامه وكانت ستنسحب للخلف لولا انها تذكرت ان هذا واجب عليها أمام الله و سوف تحاسب علي ذلك
فصاحت فيه : بقولك ايه ده مش وقت دلع وكلام فاضي انت حالتك خطيره و لو مأخدتش الحقنه دي ممكن لا قدر الله يحصلك حاجه مش كويسه
فقال لها بفتور : ملكيش فيه
فأعطاها يده فأعطته الحقنه في الوريد ثم قامت و سحبت كرسي ووضعته بجانب السرير وبدأت في عمل الكمادات له
وأثناء جلوسها كانت تقول وردها اليوم من الأذكار و القرآن وفي احدي المرات و هي تبدل الكماده نظرت أليه فوجدت في وجهه الكثير من علامات الحزن و اليأس فظلت تفكر ماذا لو كانت مكانه لا يوجد لها أم ولا أب و أخوات و لا أي أحد يهتم بها في مرضها ماذا يكون شعورها شعرت بقبضه شديده في قلبها و قالت الحمد لله فعلا الفلوس مش هي الرزق الحقيقي ده فلوسه كانت هتعمله ايه لو انا مكنتش موجوده و كل واحد دخل نام علي ما الدكتور يجي ....ياه شعور صعب انك تحس ان محدش بيهمه حالك
ثم قالت في نفسها " يا تري واجبي قدام ربنا ان احاول اخفف عنه ألمه النفسي لو اقدر......لا لا ده انسان قذر و سكير ربنا ينجيني منه علي خير و يخف بسرعه و اخذ نفسي و امشي ..........ربنا يستر اليومين الباقيين دول .......و يارب بنية تنجيني من هنا هقوم بواجبي علي أكمل وجه و هقدم كل خير أقدر عليه بس يارب عجل عجل بنجاتي من هنا"
وبقيت علي هذا الوضع في وضع الكمادات لمدة نصف ساعه إلي أن بدأ الخافض يحدث مفعولا و انخفضت درجة الحراره بنسبه كبيره فقامت بقياسها بالترموتر ثم قامت وأعادت الكرسي مكانه و الترمومتر و أخذت المياه وهمت بالخروج و لكنها شعرت انه بحاجه و لو بكلمة تلطف جرحه الداخلي الذي يبدو علي ملامحه بشده " وقد خيل لها انه يشعر بعدم اهتمام احد به و لم تكن تعلم انه اعتاد علي ذلك و لكن ما يجرحه كلمة مشلول الذي نزلت علي مسامعه كالرصاص الحي ليلة أمس"
اتجهت نحو بهدوء وقالت : استاذ باسم الحمد لله الحرارة نزلت وبقيت 37 و نصف
فلم يرد باسم ولا بكلمة ولا حتي بإيماءة
فتابعت حنين: انا هقعد بقي في أوضتي استني لما الدكتور يجي وهاجي اشوف هيقول ايه
أيضا لم يرد باسم بأي كلمة
أكملت حنين : مش عاوز حاجه قبل ما امشي
فرد باسم بصوت مختلط بالبكاء: هو واحد مشلول هيحتاج ايه يعني غير انه ربنا يخلصه من الدنيا علشان يرتاح
↚
فرد باسم بصوت مختلط بالبكاء: هو واحد مشلول هيحتاج ايه يعني غير انه ربنا يخلصه من الدنيا علشان يرتاح
صمتت حنين لدقيقه فقد تعجبت لما سمعت ثم قال : مشلول ؟؟ مش ده حادث و هتعمل العمليه و تقوم كويس ان شاء الله و ترجع زي الأول خلي أملك بربنا كبير
فنظر لها باسم ببطئ و عيناه تحمل الوهن و اليأس: مش انت اللي حكمتي بكده امبارح وخلاص سمتيني المشلول
صدمت حنين لما سمعته ووضعت ما بيدها علي الطاوله و اتجهت نحو السرير و قالت باستغراب: أنا ؟ إمتي ؟
فنظر لها باسم بعتاب وحزن ثم أدار رأسه دون أن يتكلم
فأكملت حنين: والله والله و الله ما نطقت الكلمة دي وبعدين قلت لمين وهقولها ليه أصلاً
فأستدار باسم لها برأسه وقال : مش انتي اللي قلتي كده لنانسي
حنين بصدمة: لا والله ما قلتلها كده
باسم باستفهام : امال قلتلها ايه ؟ أنا كنت هنا في الأوضه وسامع صوتك و زعيقك
حنين : طبعا كان لازم اتعصب و اتنرفز يعني لما واحده جايه تقولي باسم بيقول انك جايه توقعيه و تتقربيله بس عامله نفسك تقلانه اقولها ايه ؟ بس والله ما قلتلها كلمة مشلول خالص
ظل باسم صامتا ولكنه في هذه المره كان يدير الأفكار في رأسه ثم حاول الإعتدال بصعوبه فجاءت له حنين بوساده ووضعتها خلف ظهره فجلس نصف جلسه
ثم قال : يعني مقلتيش كده بجد؟
حنين : والله والله ..
فقاطعها باسم : من غير ما تحلفي هصدقك أساسا نانسي دي منحطه وأكذبها و اصدقك بس قولي اللي حصل بالضبط
فأتت حنين بكرسي ووضعته قريبا من السرير وظلت تسرد عليه ما حدث وكان باسم يسمعها وهو مصدوم من مدي كذب نانسي وفهم ما كانت تدبر له
باسم: عارفه يا استاذة حنين دي جات قالتلي ايه
حنين : قالت ايه
فقص عليها باسم ما قالته نانسي و عندما كان يحكي الجزء الذي كانت تردد فيه نانسي كلمة مشلول أكثر من مره اختنق صوته بشده حتي أنه سكت و لم يستطيع أن يكمل
حنين مدافعه عن ذلك الإتهام : والله يا استاذ باسم ما حصل ولا كلمة من اللي قالته وبعدين متحطش في نفسك انك مشلول انت انسان طبيعي جدا وبإذن الله هتعمل العمليه و هتبقي احسن من الأول كمان
باسم برجاء: حنين انتي انسانه كويسه واكيد ربنا هيستجبلك فممكن تدعيلي ارجع امشي
حنين : هدعيلك بس ادعي لنفسك انت كمان وطلع صدقه " داوو مرضاكم بالصدقة"
باسم باستهزاء: أنا هأهأ ده لو دعيت ميت سنه ربنا مش هيستجبلي
حنين : لا متقولش كده
باسم : يعني ازاي ربنا يستجبلي و انا مذنب ووحش كده
حنين : يستجبلك ازاي يا سيدي لو مذنب بطل تذنب و استغفر و لو وحش حسن من نفسك
وهنا سمعوا صوت الطبيب و هو أتي مع حمدي في الخارج , دخل حمدي وراءه الطبيب
اتجه الطبيب نحو باسم فقامت حنين وسحبت الكرسي الذي كانت تجلس عليه للخلف لتفسح المكان للطبيب ليؤدي عمله
الطبيب : خير يا استاذ باسم؟ ايه اللي حصل بالضبط؟
باسم : والله يا دكتور انا معرفش حاجه انا كنت مش فايق لحد ما أخدت الحقنه فوقت شويه و بدأت افوق شويه
الطبيب بعصبية : حقنة ايه ؟ مين اعطهالك؟
حنين : حقنة خافض للحرارة وأنا اللي اعطتهاله
الطبيب بحدة: من دماغك انتي بتشغلي ايه . مش انا قلت تعملي كمادات بس
حنين بهدوء : يا دكتور حرارته كانت 41 ومكنش فايق و حضرتك قلت هتيجي بعد ساعه . اسيبه يموت يعني؟ وبعدين انا معطتش حاجه من دماغي انا اعطيته نفس نوع المسكن اللي هو ماشي عليه
الطبيب بغيظ : أيا كان يا هانم متشتغليش من دماغك بعد كده
قال باسم مدافعا عن حنين : يا دكتور كويس انها اهتمت و حاولت تنقذ الموقف علي قد ما تقدر . هي عملت ايه يعني علشان تزعق لها كده وبعدين هي ممرضه يعني فاهمه بتعمل ايه و لو كنت قلت انك جاي علطول كانت انتظرتك
أدرك الطبيب أنه تمادي في سوء معاملة حنين فحاول أصلاح الموقف : يا استاذه حاله باسم غير أي حالة علشان هو بياخذ علاج أعصاب فممكن أخذ بعض الأدويه ميكنش مناسب
حنين : بقول لحضرتك اعطيته نفس النوع اللي بياخده
الطبيب: ماشي بس ياريت متكرريش الموقف ده قبل ما تستشريني الأول
حنين : ان شاء الله
قام الطبيب بفحص باسم ثم قال: حلقك ملتهب جدا كمان عندك التهاب رئوي بسيط يظهر نمت و سيبت الشباك مفتوح عليك
عامة دي الروشته وفيها مواعيد العلاج " ثم اعطاها لحنين" تمشي علي المواعيد مضبوط والحراره تقيسيها باستمرار و وقفي علاج رجليه لحد ما يقوم من الدور ده وانا هبقي أعدي عليك كمان 3 أيام يا باسم
ثم هم الطبيب بالمغادرة فاستوقفته حنين وقالت له
حنين : طيب لو سمحت يا دكتور الأكل بالنسبه له ايه
الطبيب : ياكل كل حاجة ما عدا السمك
حنين : يعني الأكل مهم بالنسبه له
الطبيب : وهو ايه السؤال الغريب ده اكيد مهم جدا علشان جسمه يكتسب مناعه و يقدر يقاوم المرض عن اذنكم علشان متأخرش علي شغلي
انصرف الطبيب فاستدارت حنين لباسم ثم قالت" وهو ايه السؤال الغريب ده اكيد مهم جدا علشان جسمه يكتسب مناعه و يقدر يقاوم المرض " أكيد سمعت الدكتور و هو بيقول وانا كررته كمان مره علشان لو مسمعتش تسمع ثم خرجت من فذهبت إلي حمدي و اعتطته الروشته وطلبت منه احضارها ثم اتجهت نحو المطبخ فوجدت عفاف تحضر الشاي لزوجها
حنين : صبح الخير يا مدام عفاف
عفاف : صباح النور هتفطري اجهزلك الفطار
حنين : لا عاوزاكي تحضري الفطار للاستاذ باسم علشان لازم يفطر قبل علاجه بس ياريت تخلي الفطار جبن وبيض مسلوق و خضارولبن وعيش توست محمص في سمنه بلدي بس
عفاف بسخريه: الفطار ده لباسم ؟؟ اكيد بتهرجي
حنين : لا مش بهرج مينفعش يكون سخن وياكل حاجه تزود السخونيه
عفاف : عمره ما هيرضي ياكل الأكل ده
حنين : طيب بس اعمليه و ربنا يسهل
بدأت عفاف بتحضير ما طلبته منها حنين وكانت حنين تساعدها
وفي غرفة باسم كان عقله يدور ويدور وكان كمن يكلم نفسه
باسم في نفسه : شفت كانت قلقانه عليا ازاي و بتجري و متنرفزه علي الكل مع انها مشافتش مني معروف و لا خدت مني جنيه مش زي الناس الزباله التانيه اللي عايشين معايا سنين و بياكلوا و عايشين من خيري بجد بجد حنين دي اول حد اشوفه في حياتي قلبه طيب ومع انها كانت مضايقه مني و ناويه تمشي بس لما شافتني محتاج مساعدتها متأخرتش لحظة مع ان اسلوبها حاد وكلامها ناشف بس والله طلع قلبها حنين و طيب"
وبعد فترة قصيرة انتهت عفاف و حنين من اعداد الطعام فقالت عفاف لحنين برجاء
عفاف : معلش يا حنين خدي انتي الفطار طلعيهوله علشان لو دخلته انا هيسمعني كلمتين في جنابي وده العلاج عمك حمدي جابه اهو
أخذت حنين الطعام و الدواء و صعدت وهي متوجسه من رده فعل باسم و أيضا هي و ان كانت تقدم له معروف و لكن من داخلها تمقته و تكره كل شيء فيه ولا تريد الاحتكاك به كثيرا إلي ان تخرج من هذا البيت الخبيث
طرقت الباب وفلم يرد باسم فهو معتاد من الجميع أن يطرق الباب و يدخل مباشرة فعادت حنين تطرقه مره اخري فأتاها صوت باسم من الداخل: ادخل
ففتحت الباب و تركته مفتوح خلفها ثم دخلت و قالت له : يلا علشان تفطر يا استاذ باسم قبل ما تاخد العالج
ووضعت الطعام علي السرير أمامه فنظر باسم إلي الطعام و قال : الاكل ده ليا أنا؟
حنين : ايوا ليك انت
باسم: اولا انا مليش في الأكل ده خالص ثانيا مليش نفس دلوقتي
حنين بحدة وكأنها ام تجبر ابنها علي فعل شئ صحيح: مفيش حاجه اسمها ليا فيه و مليش فيه دي ظروف استثنائيه لازم تاكل كده و لما تخف ابقي كل اللي انت عاوزه ثانيا حاول تتغصب علي نفسك علشان تخف بسرعه وترجع تاخد دوا رجليك تاني علشان حالتك متتأخرش و نرجع نعيد اللي عملناه
صمت باسم مليا وكأنه يدير كلامها في رأسه ثم قال : والله مليش نفس دلوقتي شويه كده وهاكل
حنين : مينفعش تستني لما نفسك تتفتح العلاج له مواعيد و لازم يتاخد دلوقتي
باسم بتنهيده عميقه : اروجووكي يا استاذه حنين متغصبيش عليا بجد مزاجي لما بيكون وحش مش بعرف أكل
فكرت حنين لحظات ثم قامت ببرم شفتيها وضغطت علي اسنانها و قالت في نفسها يارب وعدتك هقوم بواجبي علي اكمل وجه بنيه تنجيني من هنا وتنجيلي امي ثم قالت له
حنين : خلاص هاكل معاك علشان نفسك تتفتح للأكل
باسم : بجد مليش نفس مش مسأله لوحدي ولا معايا حد أنا خلاص اتعودت علي الوحده بقالي 23 سنه في وحده يعني بقيت جزء من شخصيتي
لم تعر حنين اي انتباه لكلامه و ضعت بالطعام علي منضدة متحركه ووضعتها بجوار السريرأمامه ثم سحبت كرسي و جلست مقابله و أتت بتليفونها المحمول و بدأت تأكل أو بالأحري دعونا نقول تمثل دور من يأكل لكي تشجعه علي الأكل فبدأ باسم في الأكل وقال في نفسه ربنا يكرمك يا حنين انتي بجد مش زي حد في الدنيا دي كلها
ولكن حنين شعرت بنار تجتاح وجهها فكانت في قمة احراجها فاتصلت بالتليفون المحمول الذي في منزل أهلها لكي تشغل نفسها في أي شئ لتقلل من خجلها
رد حسين : السلام عليكم
حنين وعلي وجهها ابتسامه : وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ازيك يا حسين أخبارك ايه
حسين بمزح : احنا الحمد لله ما دام بنسمع صوت البرنسيسة حنين وتكرمت وفضت جزء من وقتها يبقي في احسن حال
فازدادت ابتسامة حنين علي وجهها : لا طبعا البرنسيسه حنين ما فضتش نفسها علشان تكلمك انا بكلمك و انا بفطر نظراً لأزدحام جدول أعمالي اليوم ومواعيد العملاء وال...
فقاطعها حسين : ايوا ياعم ايوا يا سيدي عالناس اللي زمانها بتاكل المحمر والمشمر و سيبانا بناكل طعمية و فول
فلم تتمالك حنين نفسها فضحكت : طيب المحمر عرفينه انما ايه المشمر ده كمان و بعدين انا باكل جبنه و بيض ياريت طعميايه من عندك
حسين بمزح : خدي يا ستي ادي احلي طعميه في الطبق وعيني فيها كمان يعني هتاكلي و يجيلك مغص علطول
حنين : لا خليهالك بناقصها المهم ماما راحت تعمل الأشعه ولا لسه من صوتك كده شكلها كويسه النهارده
حسين: الحمد لله هي كويسه النهارده كتير عن الايام اللي فاتت وبابا خدها وراحوا يعملو الاشعه
وفي هذه الاثناء دخل حسن الذي أتي علي صوت اخيه حسين و خمن أن المتحدث حنين اخته
حسن بصوت منخفض : هو انت بتكلم حنين؟؟
حسين: اه دي حنين
فقال حسن بصوت عالي حتي تسمعه حنين : ايو عالناس اللي مبتسألش شكلها ما صدقت خلصت مننا
فإبتسمت حنين : هات اكلمه يا حسين
فأعطي حسين التليفون لحسن
حسن : سلام عليكم يا ست البرنسيسه ايه ما صدقتي خلصتي مننا
حنين : أنا برضه و لا انتم اللي زمانكم ما صدقتوا خلصتوا مني ؟ بس اعملوا حسابكم انا سيبالي عندك عنين وعارفه كل صغيره و كبيره و كل اللي بيحصل ولما هرجع مش هفوت حاجه و العقاب هيبقي مضاعف كمان
حسن : يا باي علي الخنقه يعني عاوزانا نمشي مظبوطين في غيابك كمان ده احنا ما صدقنا نشم نفسنا شويه
حنين بضحكه خفيفه : شفت شفت يا عم انتي قلتها بلسانك اهو انتوا اللي ما صدقتوا اني سيبتكم و مشيت بس متخافوش يومين وجايه اكتم نفسكم تاني و كل واحد وشه هيلزق في كتابه
حسن بمزح : يومين متعرفيش تعملي اوكازيون وتخليهم تلاته علشان ألحق اعمل كل حاجه غلط بسرعه قبل ما تيجي ده اللف في شوارع العزبه هياخدله يوم كامل أرجوكي خليهم 3 أيام
حنين : ههههههههه الله يسامحك يا حسن بقي مش عاوز تشوفني خالص كده ماشي ماشي بس برضه مش هخليهم 3 أيام بالعند فيك
حسن : لا و الله يا حنين انتي وحشانا جدا و حاسس انك بقالك سنين بعيد عننا والله والله متعرفيش رجولتي مجروحه قد ايه اني قاعد في البيت و اختي بايته بره تشتغل والله جاتلي لحظه قلت بناقص التعليم اللي يخليني اقعد في البيت و اختي متغربه.
فقاطعته حنين : حسن احنا الكلام في الكلام ده قبل كده و قلنا نستحمل سنه وربنا مش هيضيع صبر حد و اكيد تدبير ربنا لينا خير
حسن : اكيد ربنا تدبيره لحكمة لا يعلمها الا هو
حنين : طيب يلا علشان رصيدي و هبقي اكلمك كمان شويه اطمن علي ماما
حسن : ماشي يا حنين و خلي بالك من نفسك قوي
حنين : ان شاء الله
حسن : استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
ثم انتهت المكالمة وبقيت ابتسامه علي وجهه حنين وهي تستعيد مزح اخوايها وكم اشتاقت لهم وكان باسم يتابع كل حرف وكل حركه لها
وأراد باسم أن يتحدث معها ولكنه تراجع خوفاً من أن تقول له وما دخلك انت فهي كما تتمتع بالقلب الكبير الحنون و لكنها لا تسمح لأحد أن يتخطي حدوده معها
ثم قال بتوجس: دول أخواتك
حنين و مازات ابتسامتها تزين وجهها : اه
باسم : ملكيش اخوات غير حسن و حسين
حنين : اه مليش غيرهم مع اني ساعات بزعل اني مليش اخوات بنات بس هم الاتنين مليين عليا حياتي و بحبهم جدا
باسم وهو يهز رأسه بيأس شديد : زعلانه انك ملكيش اخوات بنات؟؟ هأ امال اللي ملوش اخوات بنات و لا صبيان ولا ام ولا أب وحتي اصحابه بيشتريهم بفلوس مع انه عارف انهم مينفعوش صحاب ويا دوب دول فردة شوز قديم
تداركت حنين انها وقعت علي جرحه دون قصد فحاولت أن تداوي الموقف فنظرت في الطعام وقالت بحدة : ايه ده انت مكلتش برضه
فأزاح باسم الطعام برفق وقال : مليش نفس و ارجوووكي متضغطيش عليا لأني بجد نفسي قافله خاااالص
قالت في نفسها " يوه انا غبية صحيح وده كلام اقوله قدامه أهو نفسه اتصدت عن الاكل تاني طيب هصلح الموقف ازاي"
أخذت حنين جزء من رغيف خبز ووضعت به جبن و زيتون ومدت يدها نحوه وقالت له : طيب خد دي من ايدي
فقال باسم دون ان ينظر لها : قلت مليش نفس
حنين بترجي: وحياة أغلي حاجه عندك
فلم يجيب باسم بأي شئ فعاودت و قالت : والله اللي أغلي من أي حاجه لأنت و اكله
فقال باسم بغضب: حنين ارجوكي سيبني دلوقتي هاكل بعدين
فقالت له حنين : ارجوك خد ده بس علي ما تكلم معاك في حاجه و همشي علطول لو مش هضايقك يعني اني هدخل في خصوصياتك "وكانت فقط تستدركه ليأكل"
باسم : قولي من غير ما أكل
حنين : خلاص يبقي مش عاوزني اتدخل ودي حريه شخصيه ثم نهضت لتخرج
فقال لها باسم : خلاص هاتي اللقمه دي بس
حنين وهي تجلس: ماشي
: فأخذها باسم و بدأ في الأكل ولكن حنين لم تتكلم فقال باسم: خصوصيات ايه
حنين بارتباك فهي لم تنوي علي سؤاله اساسا : مممممممممم اه كلمة انك شاري اصحابك بالفولوس ازاي يعني وكدة؟
باسم : ياه خصوصيات جامده قوي , أقصد صحابي لما عملت حادثه و بقيت مش بعرف اروح معاهم في سهرات و لا حفلات بعدوا عني وعلشان محسش بالوحده ووافقت انهم يجوا يعملوا حفله عندي كل خميس علي حسابي غير ان محدش بيتصل عليا منهم الا لما يكون محتاج فلوس مع اني عارف انهم وحشين و ميستاهلوش و انهم سبب ضياعي بس مضطر احافظ عليهم لأن هم اللي حيلتي في الدنيا
حنين : اه طيب كويس انك عارف انهم و حشين و انهم سبب ضياعك في الدنيا ...امممم بس علي فكره مش مضطر تحافظ عليهم و لا حاجه الدنيا مخلصتش من الصحاب
وهنا رأت حنين باسم قد أنهي ما يأكله فمدت يدها في طبق و قالت له خد السندوتش ده خطيير انا عملاه بإيدي مخصوص دوق وقلي رأيك بصراحه
فأخذه باسم و قضم قضمة وقال : يمي يمي تحفه عملاه ازاي ده
حنين بفرحه لإعجاب باسم بسندوتشها : بجيب قطعتين عيش توست و احط بينهم جبنه بتسيح زي الجنه الرومي و احمره علي الطاسه بسمنه
باسم و هو يأخذ قضمة اخري بشهيه : بس بصراحه خطير علميه لعفاف علشان تبقي تعملهولي علطول
حنين : حاضر من عنيا مادام هيفتح نفسك و تاكل
باسم بحذر : تسلم عينك
حنين : هاا نكمل الكلام بص يا استاذ انت خايف تتخلي عن اصحاب السوء علشان متحسش بالوحده طيب ايه رأيك ابعد عنهم و أوعدك بأصدقاء كويسين جدا و هيعينوك علي الخير وهيحبوك بجد مش علشان الفلوس
باسم باستغراب: بجد
حنين : " من ترك شئ لله عوضه الله بخير منه" ده حديث للرسول عليه الصلاة والسلام يعني لو بعدت عنهم لأنهم بيخلوك تغضب ربنا ربنا هيرزقك بأحسن منهم
وهنا وجدت حنين باسم قد انهي سندوتشه ومد يده ليأخذ بأخر ففرحت من داخلها ثم قال لها بعدم اقتناع : بس هجيب منين حد كويس وكل الناس دلوقتي وحشه
حنين : لا الوحش موجود و الحلو موجود انت بس اللي بيتهيقلك
ولكن يبدو ان الكلام لم يعجب باسم فهو لا يقدر ان يستغني عن اصدقاءه فحاول تغيير مجري الحديث: صحيح هسألك سؤال هو انتي ازاي شفتيني الساعه 6 بدري كده كنتي خارجه الحديقه بدري كده ليه
حنين : بصراحه انا كنت ماشيه و لما لقيتك مغمي عليك فكرت سكران بس لما لقيتك تعبان قلت هقعد يومين علي ما تخف و أمشي
باسم بصدمه: تمشي؟؟ يا ستي انا أسف والله علي اللي حصل مني ونانسي كدابه والله
حنين : يا استاذ باسم اعذرني انا مقدرش اقعد تاني هنا و انا عارفه ان هنا رقص و خمره
فقاطعها باسم: ده يوم الخميس بس و صحابي محدش بيجيلي اساسا غير في الحفله دي
وجدته حنين قد انتهي من السندوتش فمدت له يدها ببيضه مسلوقه وقالت له : كل دي
باسم : خلاص شبعت , بس متمشيش يا حنين صدقيني انتي في امان و محدش هيقدر يمسك بمكروه و انتي هنا
حنين : لو كلت البيضه دي مش همشي
باسم : هاتي يا ستي البيضه و أكلها علي جزئين
نظرت له حنين بإبتسامه وقالت في نفسها : سبحان الله ده طفل قوي
انتهي باسم من أ البيضه وقال لها: عاوزاني اكل حاجه كمان؟
حنين بإبتسامة :اه اشرب كوباية اللبن ده
فأخذها باسم علي الفور وشربها كلها مرة واحده ثم قال لها : ها اوعي تقولي حاجه تانيه أنا بطني هتنفجر عمري في حياتي ما فطرت فطار جامد كده أنا متعود علي وجبة العشا بس
حنين باستغراب : ليه مسمعتش المثل اللي بيقول "افطر أمير و اتغدي وزير و اتعشي غفير "
باسم : يا استاذة حنين اي حد في الدنيا مش بيعرف ياكل لوحده انا باكل في العشا لأن بيكون الجوع قرصني قوي بس ده مش موضعنا دلوقتي قوليلي انك مش هتمشي بقي
حنين : بصراحه اوعدك اني هستني لحد ما ربنا يشفيك و همشي
واتجهت نحو الدواء و قامت بإعطاءه الحبوب و الماء فأخذها باسم ثم قالت له نام دلوقتي و نكمل كلام بعدين
فنام باسم فقالت حنين الغطا اللي عليك خفيف قوي مفيش لحاف كمان
فقال لها باسم : نادي علي عفاف تجيبه من الدولاب " واشار لها علي مكانه"
فاتجهت حنين نحو الدولاب و اخرجت الغطاء و غطت باسم و قالت له : " مش عاوز حاجه قبل ما امشي"
باسم : شكراً يا استاذة حنين
فحملت حنين الدواء إلي مكانه و أخذت الطعام و خرجت و اغلقت الباب خلفها
↚
وبعد خروج حنين من الغرفه علي صوت هاتف باسم يعلن عن صدور مكالمة من شخص ما فنظر إلي الهاتف فوجد رقم غريب من تركيا فعم مباشره انها هناء فقام بغلق هاتفه ونام ثم قال في نفسه " هي ناقصه مرض إلهي ما ترجعي"
هبطت حنين إلي الاسفل متجهه نحو المطبخ فلم تجد عفاف فوضعت الطعام علي الطاوله
بحثت عنها فوجدتها تنظف الشرفة
عفاف: ها وافق علي الاكل ده و أكل
حنين: بعد مماطله
عفاف: دي معجزة انه يتنازل عن اللي في دماغه
حنين: ما علينا انا هدخل انام شويه و عاوزاكي تدبخيله علي الغدا فرخه مسلوقه وشوربه خضار
عفاف: مش دلوقتي خالص مدام فطر يبقي مش هياكل إلا المغرب
حنين: مينفعش يا مدام ده ليه ميعاد علاج الساعه 4 العصر لازم ياكل قبل علاجه
عفاف: صدقيني يا حنين مش هيرضي ياكل وكمان الفراخ مش بياكلها الا مشويه علي الفحم واغلب الاوقات بيجبها ديلفري
حنين بنفاذ صبر: اطبخيها وخلاص وهاكلها انا بس الساعه 4 الاقيها جاهزة من فضلك
عفاف: ماشي يابنتي
حنين: طيب هستأذن انا هطلع انام شويه
وصعدت الي غرفتها وأغلقت الباب جيدا ووضعت خلفه كرسي فهي مازالت في شده قلقها من هذا المكان
ثم اتجهت نحو سريرها فكانت في شدة الارهاق نتيجة تلك الليلة العصيبه المليئة بالتوترات والعصبيه و البكاء و ايضا فهي لم تأخذ قسط كافي من النوم
وما ان وضعت رأسها علي الوسادة حتي اصبحت في عالم أخر
وبعد فتره استيقظت بكسل أمسكت هاتفها المحمول الموضوع بجانبها ونظرت إلي الساعه الملحقه به فوجدت أن العصر علي وشك أن يؤذن فقفزت ناهضه و قالت : يا نهار ابيض العصر هيأذن و انا مصلتش الظهر
وتوضأت بسرعه و صلت الظهر ثم بقيت في سجادتها تردد الاذكار حتي أذن العصر فصلته وخرجت متجهه نحو الاسفل
بحثت عن عفاف فوجدتها تجلس مع زوجها حمدي في شرفة الفيلا
حنين: السلام عليكم
حمدي/ عفاف: وعليكم السلام
عفاف: تعالي يا حنين اقعدي معانا شويه
حنين: طيب نخلص اللي ورانا ونقعد براحتنا
حمدي: خير
حنين: بعد اذنك يا عم حمدي اطلع صحي باسم علشان يستعد ياخد علاجه و يتغدي بس ياريت تفضل معايا في الاوضه لحد ما اخلص
حمدي: ماشي" ونهض ليوقظ باسم
عفاف: احضر الاكل ولا ايه يا بنتي
حنين: شويه كده لسه ساعه علي معاد الدوا علي ما يفوق كده
عفاف: ماشي
وبعد دقائق سمعت حنين صوت حمدي يناديها و انه ايقظ باسم فلبت نداءه و صعدت
وعندما دخلت الحجره وجدت باسم ينظر له بابتسامه صافيه
حنين في نفسها" خير هو ناوي يتصاحب ولا ايه"
حنين برسميه: عامل ايه دلوقتي يا استاذ باسم
باسم: احسن بكتير
اخرجت حنين الترمومتر وجهاز قياس الضغط و اتجهت نحو وما ان بدأت في قياس الحرارة وقياس الضغط حتي لاحظت أنه تعرق بشده نتيجه العلاج فعلمت ان الدواء بدأ في نتيجه فقالت
حنين: ياه ده السرير كله مايه
باسم بانزعاج: ده عرق والله
حنين: بإبتسامه رغما عنها: ما انا عارفه وده كويس جدا كده الدوا عمل مفعول بس لازم تقوم تاخد دش علشان السموم اللي خرجت من جسمك و تغير هدومك ولازم الأوضه تتهوي و الفرش اللي عليالسرير ده كله يتغير
باسم: مش مهم لما ابقي اقوم من النوم بقي ابقوا هوها و غيروها براحتكم
حنين وكأنها ام توشك علي ضرب ابنها الصغير: نوم مين يا بابا يلا قوم ومتستلمش للمرض بالنوم علشان ميتمكنش من جسمك وبعدين لازم تغير جو الأوضه ده
باسم بكسل: بلييييييييييز مش دلوقتي
اتجهت حنين إلي النافذه وضمت الستائر ليدخا الضوء وقالت بصرامة : قوم حالا وإلا....
باسم بإابتسامة: والا ايه
أخرجت حنين الترمومتر من فمه وقالت: الحمد لله الحراره كويسه لازم تاكل علشان تاخد الخافض في معاده علشان الحراره تفضل مظبوطه
باسم: ااااااااااه اكل لا كفايه الووليمة بتاعت الصبح
لم ترد عليه حنين فكانت تقيس الضغط
وبعد أن انتهت ووجدت باسم مازال يريد النوم فاتجهت ثانيه نحو النافذه و فتحتها وقالت يلا قوم حالا خد دش وغير هدومك وبلاش دلع الاطفال اللي مش لايق عليك خالص ده
حمدي: خلاص سيبيه براحته يا حنين
حنين: لا مش براحته ما دام مش بيدور علي مصلحته فالمفروض الكبير يضغط عليه شويه
صمت حمدي فقد علم انها تتكلم عنه باسلوب غير مباشر
وجد باسم انه لا مفر من تصميم حنين فقال: ماشي هقوم بس مش هاكل
فساعده حمدي واجلسه علي الكرسي المتحرك
باسم: معلش يا حمدي هاتلي غيار من الدولاب فاتجهه حمدي و اخرج له ملابسه بينما حنين اغلقت النافذه ثانيه و خرجت من الغرفه متجهه نحو عفاف
حنين: مدام عفاف
عفاف: تعالي يا حنين انا في المطبخ
حنين: معلشي بعد اذنك سيبي اللي في ايدك وتعالي غيري البطاطين و الملايا وكل الفرشه بتاعت باسم و هوي الاوضة و امسحيها بديتول ولا حاجه
عفاف: ماشي خمس دقايق و هطلع علطول
حنين: طيبب شوفي اعمل بدالك ايه وانا هكمله و اطلعي انتي
عفاف: مش مستاهل هخلص اهو
خرجت حنين و جلست علي اريكه في فناء الفيلا و بعد دقائق خرجت عفاف من المطبخ متجهه نحو غرفة باسم
حنين: لما يخلص دشه ناديني يا مدام عفاف
عفاف: ماشي هقولك
صعدت عفاف وعندما دخلت وجدت حمدي يساعد باسم في ارتداء الترينج
عفاف: خلاص ولا ارجع تاني
حمدي: لا خلصنا تعالي
عفاف: تعالي يا حنين خلصوا
صعدت حنين هي الاخري وعندما دخلت وجدت باسم يرتدي ملابس ليست ثقيله بالشكل الكافي
حنين : مفيش جاكت او بلطو تلبسه فوق الترينج ده
باسم : انا مش بردان
حنين : علشان لسه في الاوضة وهتخرج علشان ننضفها فلازم تتقل علشان الجو برد تحت
ثم وجهت كلامها لحمدي: شوف حاجه تقيله يلبسها فوق الترينج
فأحضر له حمدي جاكت فلبسه باسم وخرج متجه نحو الاسفل لنتظرهم في الريسبشن
وعندما خلي بنفسه شعر بدفء لم يشعر به في حياته قط لم يكن ذلك الجاكت ما يدفئه بل تلك الفتاه وحنانها رغم صرامتها لنها تحرص علي ما يفيده رغم غلظة اسلوبها في الكلام معه ظل يفكر ويسبح في بحر افكاره يتردد عليه كلامها فيشعر ان قلبه في سباق عدو ينبض بشده ويجد شفتيه ترتسم عليهم ابتسامة لا اراديه أغمض عينيه و سحب في صدره كميه كبيره من الهواء حبسه بداخله ثواني ثم زفره وقال " حنين اسم علي مسمي حنين دي اجمل ورده شفتها في حياتي فعلا دي ورده شكلها جميل وريحتها حلوة بس فيها شوك اللي يقرب منها ويحاول يأذيها يجرحه وتشوكه ...ااااااه بس ياتري اللي يقرب منها علشان يتسمتع بجمالها و ريحتها هيتعور ولا هيسلم..... ايا كان لازم احافظ عليها" وبينما هو سابح في افكاره وجدها تنزل وهي تحمل معها الدواء ظل نظره معلق عليها وكأنه يريد أن يحتضنها بعينه فقط مخافه من شوكها الجارح فقد جربه مره وغير مستعد لمره اخري
دخلت المطبخ وهي غير منتبه لنظراته فكان تحاول الا تنسي مقادير العلاج الذي بيدها أحضرت كوب من الماء واتجهت نحوه فلاحظت تلك النظره المصوبه ناحبتها فبادلتها بناظره ناريه حارقه ذابت عظام باسم بأكملها لها فحول نظره بسرعه البرق عنها
حنين: اتفضل دواك
باسم وكأنه طفل صغير: حاضر و أخذ منها كوب الماء و شرع في أخذ الحبوب
حنين: باقي العلاج هتاخده بعد الغدا
باسم: هنتغدي امتي
حنين باستغراب: "أهذا ما ينويه ها في خياله" مدام عفاف أول ما هتنزل هتحضرلك الاكل علطول
باسم: طيب مش هتتغدي معايا
حنين بعصبيه : نعم اتغدي معاك لا انا هتغدي مع مدام عفاف
عفاف وهي تنزل الدرج : احنا اتغدينا من بدري يا بنتي اغرفلك معاه تتغدي انتي مفطرتيش وعلي لحم بطنك من الصبح لتقعي من طولك
حنين بارتباك فهي تعلم ان عفاف تقولها بعفوية : انا اساسا مش بحب الفراخ قوي هشوف اي سندوتش اكله وخلاص جهزيله انتي بس الاكل بتاعه وانا هطلع اودي العلاج مكانه وانزل ااعملي سندوتش متغليش بالك بيا
صعدت حنين إلي غرفة باسم ووضعت العلاج مكانه
أما باسم استغل صعود حنين وقال لعفاف اتأخري شويه في تحضير اكلي وطلب الخط الساخن لأكبر مطعم متخصص في الكباب وطلب وجبه دليفري
أما حنين في الأعلي فحاولت في التباطؤ حتي يأكل باسم ولا تضطر إلي الأكل معه
وبعد فتره هبطت حنين فوجدت باسم لم يأكل بعد ثم وجدت عفاف تخرج من المطبح حامله الطعام فقالت في نفسها طيب بالعند هسمع التلفزيون واتجهت نحو الريسبشن وجلست علي الأريكه المقابله للتلفاز وأمسكت الريموت وقالت لباسم الذي كان يتابع احد الأفلام القديمة
حنين: هستأذنك اريموت بس علي ما تاكل هسمع برنامج متبعاه
باسم بفرح : اتفضلي
جاءت عفاف وأخلت المنضدة التي امامهم من الانتيكات والزينه ووضعت طعام باسم
حنين بتصميم : قلت مش هاكل..
قاطعها باسم : متخفيش مش هتكلي معايا ده اكل عيانين بس سيبيني اتابع معاكي البرنامج " لكي يقنعها ان تتابع الجلوس معه"
حنين :بيتهيقلي الناس بتاكل عالسفره مش في الصالون
باسم : انتي عارفه مش هطول السفره عاليه علشان قاعد علي الكرسي المتحرك
صدقته حنين ثم قامت بالبحث عن القنوات الاسلاميه إلي ان وجدتها وكانتت تتابع احد الشيوخ الافضائل في برنامج يومي يتحدث عن سكرات الموت و عذاب القبر وغيرها من الامور الدينه . فكرت لحظه وقالت في نفسها" لو هيسمع معايا المفروض انقيله برنامج لطيف كده احببه في الالتزام فأخذت تبحث عن برنامج " ليلة في بيت النبي" فكان يذاع علي قناة اخري في نفس الوقت
وبدأ باسم في تناول طعامه وحنين تجلس في كرسي اخر تتابع البرنامج
باسم " يريد ان يفتح مجال للحوار": هو الشيخ ده اسمه ايه
حنين : محمود المصري
باسم: هو بيضحك ليه
حنين: ده مش ضحك دي ابتسامه و" البسمه في وجه اخيك صدق" يعني لو ابتسمت في وش حد ابتسامه تاخد حسنه وتضاعف لعشر حسنات
باسم: حنين
حنين: نعم
باسم: بصيلي كده
التفتت له حنين فابتسم لها ابتسامة صفراء
حنين بعصبيه: انت هتهرج في كلام ربنا و كلام النبي ولا ايه وبعدين لو هتسمع تقعد ساكت علشان غيرك يسمع
خذل باسم من ردها وبدأ في تناول طعامه ولكن صوت الشيخ العذب في قراءة ايه قرآنيه لفت انتباهه فأخذ يستمع و ينصت له مع حنين
وبعد دقائق أتي سيد من الخارج يحمل أوردر من افخم المطاعم و أشهرها
أخذه منه باسم و اعطاه النقود وبعد ان انصرف سيد قدم باسم الطعام إلي حنين
باسم: اتفضلي يا استاذه حنين
حنين: ايه ده
باسم : قلتي مش بتحبي الفراخ جبتلك اوردر كباب
حنين بتعجب: ليه
باسم : يلا يا استاذة سيبيني اركز بالله عليكي عم الشيخ ده شكله هيسيطر علي فكري
حنين : قلت مش جعانه
عفاف: ما تاكلي يا بنتي انتي مكلتيش النهارده هو خلاص الأكل جه
فأخذت حنين الطعام وفتحته وهو في قمة احراجها وبدات تأكل
باسم : ما تيجي كلي علي التربيزة احسنلك
نظرت له حنين بعصبية فقال لها مدافعا عن نفسه: لا والله ما قصدي كلي براحتك
وبعد ان انتهيا من متابعة البرنامج
باسم : البرنامج ده حلو وبيريح القلب بيجي كل يوم
حنين : اه
باسم : عاوزين نتابعه علطول
↚
باسم : البرنامج ده حلو وبيريح القلب بيجي كل يوم
حنين : اه
باسم : عاوزين نتابعه علطول
حنين : ماشي
واحضرت له باقي العلاج فأخذه ثم قال وهو شارد
يااااااااه تصدقي لو كان الواحد ايام الرسول كانت هتبقي الحياه حلوه قوي الرسول كان حنين قوي كان الواحد مش هيحس بوحد ولا ضياع
حنين: ----- لم ترد ولكن اعجبها فكرة تأثره بالبرنامج
قامت عفاف برفع الطعام وجلي الاطباق و غسلها ثم عادت وما أن جلست حتي قال
باسم : اعمليلي يا عفاف كوباية نسكافيه
حنين: خليكي يا مدام عفاف هجيب انا
عفاف وهي ما زالت جالسه: متتعبيش نفســ..
باسم بحده : قومي يا عفاف هو مش انتي اللي شغاله هنا ولا هنستهبل
وقفت حنين بصدمة مما تسمعه فباسم في عمر ابنائها
حنين وهي تشير لعفاف بيدها: والله ما انتي قايمة
ثم نظرت لباسم نظره توعد و عتاب ودخلت المطبخ أحضرت له بعض الفاكهه النسكافيه و كوب شاي لها
وعندما خرجت قالت لعفاف بعد اذن حضرتك يا مدام عفاف اطلعي اقفلي الاوضه و ظبطيها علشان الاستاذ باسم يطلع يريح ثم انتظرت مغادرة عفاف ووجهت كلامها لباسم بلهجه لازعه
حنين : انت تعرف عظم الذنب اللي عملته ايه
باسم بتعجب: عملت ايه يعني شغلها وبتاخد عليه فلوس
حنين : مش قصدي علي كده انت ازاي تعاملها بالاسلوب ده " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر حق كبيرنا " عارف يعني ايه ؟ يعني اللي ما يحترمش الاكبر منه يبقي مش من المسلمين اساسا
باسم : متكبريش الموضوع قوي وبعدين انتي بتعطيها ازيد من حقها وبتقوليلها حضرتك ومدام وحاجات ..
قاطعته حنين : اللي بيحترم بيحترم نفسه لما قلتلها يامدام عفاف بعد اذنك – وانت قلتلها يا عفاف بتستهبلي- في نظرك هي قالت عنك ايه في بالها وقالت عني ايه
صمت باسم ليفكر فأكملت حنين : اكيد قالت عني محترمه و عنك انك مش محترم حتي لو مش هتبين يبقي لما انا احترمتها احترمت نفسي قبل اي حاجه
ثم تركته حنين ودخلت المطبخ لتتركه دقائق يفكر فيما قالت
واتت ببعض المياه وخرجت فوجدت عفاف تنزل الدرج وتقول: الاوضه جاهزة يا حنين
فأتجه نحوها باسم وقال : شكرا يا مدام عفاف
نظرت له عفاف نظره استنكاريه مستهزأه وضحكت بجانب شفتيها وقال : العفو
فنظر باسم إلي حنين نظره وكأنه يقول لها بعينيه : شوفتي
فذهبت حنين خلفه إلي حجرته وعندما وصلت إلي باب الغرفه توجست خيفة منها فقالت في سرها " اللهم اكفينه بما شئت وكررتها مرار ودخلت و تركت الباب مفتوح
باسم: يا بنتي مش دول اللي يتعاملوا كده اللي انتي متعرفيهوش انهم مع انهم عايشين معيا لكن بيكرهوني جدا وشابفيني اسود من ابليس نفسه
حنين : يا تري بيكرهوك جدا علشان انت باسم ولا علشان انت عملت حاجه كرهتهم فيك
باسم : ليه حد قالك عني حاجه
حنين : لا ابدا بس استحاله هيكرهوك بدون اسباب وبعدين قاعد تقولي وحيد وملكش حد طيب ليه متعتبرهمش اهلك وتقرب منهم بدل ما تاكل لوحدك ولا تلجأ لصحابك الفاسدين
باسم بعدم اقتناع : ماشي ) لكونه يعلم مدي فساده ومدي كرههم له بسبب ذلك
حنين : طيب اتغطي كويس ونام وعوزاك تفضل تعاملهم بأدب وزي ما اثبتلهم انك وحش زي ما بتقول اثبتلهم العكس
وخرجت حنين من الغرفة واغلقت عليه الباب
وفي اليوم التالي في نفس الموعد جاءت حنين بعد ان اعطت باسم علاجه وتأكدت من غداءه غذاء صحي ولكنها كانت تتجنب الأكل معه فكانت تأكل قبل موعد طعامه
جلست حنين في الريسيبشن وطلبت منه الريموت فكان يتابع احد الافلام
باسم : اه هتجيبي البرنامج بتاع الشيخ اللي سمعناه امبارح
حنين: اكيد
باسم : كويس انا كنت ناسي
وبعد أن سمعوه أخذت حنين تقلب في القنوات بحثاً عن برنامج أخر فوجدت كرتون " ميجا مايند"
حنين بطريقه طفوليه: اوه جميل قوي الكرتون ده
نظر لها باسم وهو يرفع شفته العلويه وقال باستهزاء: كرتون اطفال طيب معطلكيش
حنين: لا ده جميل والله لأنت قاعد سامعه معايا
باسم: انا كبرت
حنين : والله لو ما قعدت لأزعل
باسم بتعجب: سبحان الله طيب هقعد اما اشوف اخرتها ربنا يستر و بكره متسمعنيش ماما زمنها جايه
حنين وهي تتابع: لو سمحت عاوزة اركز
باسم : عندك امتحان بكره
فلم ترد عليه فبدأ في المتابعه هو الأخر و يبدو أن الفيلم الكارتون اعجبه وتابعه بتركيز وبعد انتهاء الفيلم صمتت حنين دقائق لكي تترك لعقله أن يفكر
حنين : عجبك الكارتون
باسم : بصراحة .. جميل
حنين : فهمت ليه انا صممت انك تسمعه وايه اللي عاوزه اوصلهولك عن طريقه
باسم : ممكن توضيح
حنين : قصدي شخصية البطل ان من كتر ما هو شايف نفسه شرير و كل اللي حواليه شايفينه شرير بدأ يستغل قوته في الشر فعلا ولكن لما اكتشف حقيقه نفسه وصالح نفسه وشافها علي بجد بقي هو اللي بيحارب الشر و ينقذ الناس مفيش حد وحش كليا صدقني اي حد في صفا ت حلوه وصفات وحشه بس الانسان الكويس هو اللي بيحاول يكتشف الحلو ويخليه يطغي علي شخصيته
صمت بره يفكر واثناء صمت رن هاتفه المحمول فنظر إلي الشاشه فوجد المتصل نانسي فمسك بالهاتف وألقاه بقوة في الأرض حتي اصبح أجزاء متناثره
نظرة له حنين نظرة متعجبه فقال باسم : ربنا ياخدكم كلكم في ليله واحد وانت شياطين كده
لم تدخل حنين فتابع: نانسي الكلبه والله لهغير رقم تليفوني واللي هيقرب من الكلاب القذره دي هنا لأكون قاطع رجله
وفي المساء وبعد أن دخل باسم إلي سريره للنوم وقد شعر بتحسن كبيير جدا في حالته الصحية نظرا لاهتمام حنين ومتابعتها في علاجه وطعامة والمحافظة من البرد ظل مستيقظ يفكر في تلك الريفيه التي غيرت حياته فوجد نفسه تلقائيا يغمض عينيه وتنتشر ابتسامة عذبه علي شفتيه مجرد تذكرها
وقال بصوت خفيض: حنيـــن اه بجد ده وردة فعلا
بس ياتري ممكن تحبني ياتري ممكن تحس ناحيتي زي ما انا حاسس بناحيتها كده
وظل مستيقظاً اكثر من ساعتين علي فراشه يفكر بكل لحظة جمعتهم وكل كلمة قالتها وكل حركه من حركاتها شعر انه لم يحبها فقط بل شعر انها كل حياته كل ذره فيها يعشقها حتي غضبها و تعصبها وكلامها اللازع نعم انها أول انثي تملك قلبه و تسيطر عليه نعم هي التي فازت بقلبه بين كل الفتيات التي يتهافتن عليه لكن ما كان يقلقه هو " هل سيأتي يوم ويفوز هو بحبها"
تنهدت بعمق وقال لو كنت اعرفك من زمان يا حنين او لو كنت اعرف اني هحبك كنت علي الاقل مبيتش وحاشتي وفسادي بالشكل ده قدامك انما كده صعب قوي تتقبليني
ثم تذكر كلامها عن ميجاميند وانه عندما صالح نفسه صار بطل يدافع عن الناس و يحارب الشر
فقال: هكون ميجاميند يا حنين صدقيني هكتشف الحلو فيا وهخليه يسيطر علي شخصيتي
تنهد بارتياح ثم قال : تصدقي انتي وحشاني اااااااااااه بجد نفسي كل لحظة تبقي معايا
ثم تحول بنظره تجاه الجدار الفاصل بين غرفتيهما وقال : لو معيا عصايه سحريه دلوقتي اقوم خافي الجدار ده وشايلك بقوة العصايه السحريه وجايبك جنبي علي السرير ياااااااه دي كانت ضربتني حتة قلم مت فيها
وفي اليوم التالي أحضر حمدي هاتف محمول جديد بناء علي طلبه وبعد ان انتهيا من سماع بنامج ليلة في بيت النبي استأذنت حنين وخرجت إلي الحديقة لتكلم اسرتها في الهاتف وأخذت تتمشي بين الأشجار و هي مندمجه بالحديث مع اخويها ووالدتها و الاطمئنان عليهم ولم تلاحظ باسم الذي يقف في شرفة الفيلا ويصورها بهاتفه المحمول وما أن رأها انهت المكالمة حتي أغلق التصوير و حفظ الفديو بسرعه وعندما اقبلت عليه لاحظت ارتباكه فظنت انه يجري مكالمة عاطفيه او يشاهد مقطع مخل فقالت في نفسها :ربنا يهدي يارب
وصعدت إلي حجرتها لتردد أذكار المساء وأثناء تردديدها تذكرت ارتباك باسم منها عندما اقبلت نحوه فقال: ربنا يهدي يظهر كلامي معاه في الفاضي ومش هيجي منه فايده يفضل اني اتجنبه خالص وهو حر يلتزم ولا ميلتزمش مليش دعوه والمفروض متكلمش معاه بالاسلوب ده هو مش حسن ولا حسين علشان ألومه بالصح وأدور علي مصلحته لازم اكلمة برسمية تامة انا هنا في شغل يظهر نسيت نفسي وكمان هو بدأ يتحسن كتير يعني يوم ولا اتنين وامشي فمش فارق بقي اهم حاجه مقعدش ليوم الخميس
أما باسم فجلس في حديقة الفيلا يشاهد ذلك المقطع لأغلي من سكن قلبه يشاهد مارا وتكرارا وكلما انتهي أعاده وكلما ظهر وججها بوضوح ثبت المقطع ويظل ينظر لها وكأنه طبيب يفحص حاله وظل علي هذا الوضع إلي أن أذن المغرب وأقترب العشاء فدخل إلي ريسبشن الفيلا وفتح التلفاز وظل يبحث عن قناة الأطفال التي شاهد فيها ميجاميند أملا في أن يشاهده مره اخري ولكن للاسف لم يجده ففتح هاتفه مره أخري ليشاهد مقطع حنين فوجده تحمل الدواء و تنزل الدرج تبحث عنه فأغلقه بسرعه بإرتباك فلاحظت حنين هذا فقالت يظهر ظني صحيح شكله فيلم قذر شكلك
قالت حنين في نفسها : اعوذ بالله منك ومن أمثالك ربنا ينجيني من هنا علي خير
حنين برسميه ونبره جادة : اتفضل الدواء معاده جه
باسم : شكرا
حنين : المسكن اهو لما تتعشي ابقي خده
باسم بمزح: اتعشي ايه ده انتي غصبتي عليا في الغدا . اكلت اكل يكفيني لأسبوع قدام
حنين : عن اذنك
باسم : ومش هتحددي اكل اكل صحي ايه
حنين : هدخل ابلغ مدام عفاف
ثم دخلت المطبخ تحت نظرات باسم المندهشه و المستفهمه فقال في خطره : ميكنش شافت الفديو ..لااا استحاله كان زمان الموبيل حصل اخوه بتاع امبارح
وبعد ثواني خرجت حنين دون ان توجه لباسم ولو نظره واحده تعجب باسم من فعلتها
وفي اليوم التالي واثناء اعطاء حنين الدواء لباسم في ريسيبشن الفيلا
قال باسم: الدكتوره هناء كلمتني النهارده وبتسلم عليكي
حنين برسميه : الله يسلمك
باسم محاولا فتح مجال للحوار: هي مكلمتكيش من ساعه ما مشت
حنين : لا
باسم: بتقول احتمال تتأخر شهرين ونصف
حنين : ربنا ييسرلها عن اذنك
وهمت بالمغادرة
باسم : استاذه حنين لحظة
حنين : اتفضل
باسم : خير مالك متغيره
حنين: مش متغيره ولا حاجه عن اذنك
وصعدت لغرفتها بعد ان انتهت من اعطاءه العلاج
تعجب باسم حتي انه اختنق بشده وخرج إلي الحديقه وظل يفكر هو انا عملت حاجه غيرتها ناحيتي كده يووووووووووه بقي انا اول ما حسيت حد قريب مني في الدنيا تتحول كد هو ايه اللي حصل ميكنش عفاف قالتلها علي المصايب بتاعتي ولا حذرتها مني... استحاله دي كانت مشيت في لحظتها ... طيب ممكن تكون شافت الفديو...استحاله كان زمان الموبيل اتكسر علي دماغي
ومراليومان علي هذا الحال حنين تقوم بدورها علي أكمل وجه و تدعو الله أن ينجيها و تخرج سالمه من هذا المنزل وتحافظ علي اسلوبها الرسمي مع باسم ولكنه كان يتعجب و يتالم لما هذا التغير في معاملتها حتي انه كان يحاول فتح حوارات معها ولكنها تجاوب اجابات مقتضبه ولا ترد اذا لم يكن هناك داعي للرد لا يعرف لماذا لكن كل ما يعرفه ان تلك الفتاه اجتاحت قلبه و سيطرت علي جميع ذراته وتربعت عليه كمله تتربع علي عشها
وكا حالته الصحية تتحسن عكس حالته النفسيه حتي أتي يوم الأربعاء بعد المغرب
كان باسم يجلس في الردهه السفليه للفيلا يتابع أحد البرامج الفنيه فأتت اليه حنين وقال : اتفضل يا استاذ باسم ده أخر علاج ليك و اعمل حسابك ان شاء الله همشي بكره
فنهض باسم لولا أن عجز قدماه منعه من النهوض و قال لها بفزع : إيه تمشي ليه؟ ده مش اتفاقنا
↚
فنهض باسم لولا أن عجز قدماه منعه من النهوض و قال لها بفزع : إيه تمشي ليه؟ ده مش اتفاقنا
حنين : لا ده اتفاقنا اني هستني لما تخف من دور البرد ده و همشي
باسم : طيب و فيها ايه لو ترجعي في كلامك و تستني لما رجلي تخف أو علي الأقل هناء ترجع من بره
حنين : يا استاذ باسم انا لا يمكن اقعد هنا و في بكره هنا حفله بالمنظر اللي شفته ده
باسم : وانتي مالك بالحفله اقعدي في اوضتك و متخرجيش ومش هسمح لحد يجيلك و حتي نانسي دي هتصل عليها و اقولها متجيش خالص
حنين : وانا مالي ومال نانسي ...عامة معلش اعذرني مش هقدر أنا عملت اللي عليا و وفيت بإتفاقي اني هستني معاك لحد ما تتحسن و انت الحمد لله بنسبة 90% بقيت كويس شوية الكحه دول و خروشة صدرك محتاجه تحافظ من البرد يعني أنا قمت بهمتي و وفيت بوعدي فياريت توفي بوعدك انت كمان و تسيبني امشي بكرة
صمت باسم ولم يجد ما يرد به
حنين : بإذن الله بكره الساعه 9 الصبح همشي
ثم استأذنت وانصرفت نحو غرفتها بالاعلي لتعد نفسها للرحيل غداً وبعد أن أدت صلاة العشاء خلدت إلي النوم باكراً كي تكون مستيقظه في الصباح بنشاط لتقدر علي السفر
وعندما جاء الليل و دخل باسم إلي فراشة لم يلبي النوم نداء باسم بل ظل يفكر وهو يشعر وكأن العالم بأكمله سيرحل غداً مع حنين وكأنه سيشعر بعدها بالضياع فهو يشعر تجاهها و كأنها أمه التي تبحث عن راحته و سلامته و تدبر له كل وسائل الراحه ويشعر انه من بعدها سيفقد امه حقا
وعندما اختنق من كثرة التفكير و قلة الحيله خرج إلي الشرفه و هو مكسور الخاطر و خائف من مستقبل سيكون مثل ماضي اسود بعد رحيل حنين " ثم قال بصوت شبه مسموع : يارب متبعدش حنين عني ياااااارب متحرمنيش منها مش هعرف اعيش من غيرها" ثم عاد ونهر نفسه " هو انت فاكر ربنا هيستجبلك يا فاسد يا فاجر انت هيستجبلك ليه هو انت عمرك عملت حاجه كويسه في حياتك"
وصمت قليلا و هو يشعر أن قلبه يذبح نصفين ثم عاد وقال برجاء شديد " يااااااااااااااارب اوعدك يارب لو مبعدتش حنين عني و خليتها تفضل جنبي هبطل اعمل اي حاجه غلط او حرام يارب وهبعد عن صحابي بس هي تفضل جنبي و هبطل اشرب خمره تاني و هتعلم اصلي و هصوم و هعمل كل حاجه كويسة " واخذ يدعو كثيرا و يكرر دعاءه
وفي منتصف الليل استيقظت حنين لتشرب بعض الماء فسمعت صوت باسم في الشرفة المشتركه بين غرفتيهما يسعل بشدة فقد كانوا في أواخر فصل الشتاء و المناخ يمتاز بدفء النهار و شدة البرد ليلاً
تعجبت حنين من كون باسم في الشرفه في هذا الوقت المتأخر من الليل وفي هذا الجو البارد فتسللت و نظرت من خلف باب الشرفه فلم تراه و لكن لم تشعر بأي حركه له و لا صوت غير السعال الشديد فخافت أن تخرج له في هذا الوقت المتأخر من الليل فنادت عليه:
حنين : يا استاذ باسم
باسم : يا مامي ايه ده انتي فين
حنين بحده : انتي بتهرج طالع في البرد كده ليه وانت لسه قايم من دور برد
باسم : كح كح كح مفيش يا استاذة حنين زهقان و مش جايلي نوم خالص
حنين بصرامه و صوت مرتفع : طيب اتفضل ادخل جوه حااااالاً و بسرعه و من غير نقاش
باسم : ماشي ماشي نامي انتي بس
حنين : مش هنام الا لما تدخل واشغل نفسك بأي حاجه جوه انت مش شايف بتكح جامد ازاي و صوت صدرك عالي قوي الالتهاب ه يرجع تاني ادخل يلا
باسم : نامي يا استاذة و متشغليش نفسك انتي بكره وراكي سفر من بدري
حنين : انت حر انت مش طفل علشان اضغط عليك اكتر من كده بس اياك مترجعش تتعب تاني
باسم : خلاص هدخل علشان خاطرك
ودخل غرفته و أغلق الباب خلفه ثم انتقل من كرسه المتحرك إلي سريره .وحاول النوم و لكن أيضا لم يستطيع النوم مطلقا
فجلس و أخذ يفكر ماذا لو لم يستجيب له الله دعاءه و رحلت حنين صباحا وتركته هنا مع الذين يكرهوه
وفجأة جاءت في رأسه فكره و قام وانتقل علي كرسه بحذر و فتح خزانه ملابسه و أحضر حقيبة رحلات ووضع بها بعض ملابسه و بعض مستلزماته الضرورية و الفيزا كارت الخاصة به وجهزها ثم ذهب إلي سريره ليكمل نومه بعد أن ضبط منبه هاتفهه علي الساعه 8 صباحا
ولكن من قلقه كان يستيقظ كل فتره وينظر في هاتفه ليتأكد من أن ميعاد استيقاظه لم يفوته
وعندما وجد الساعه اتت السابعه , قام وانتقل إلي كرسه المتحرك و أخذ حماما ثم انتقل علي كرسيه المتحرك الأخر لأن الأول ابتل بسبب الدش و ارتدي ملابسه وأخذ الحقيبة التي جهزها بالأمس و اتجهه إلي الأسفل
ثم نادي حمدي: حمدي يا حمدي
تأفف حمدي من داخل حجرته ثم رد عليه: نعم يا باسم بيه " ثم قال في نفسه ايه البلاوي اللي عالصبح دي ايه اللي مصحيه النهاردة بدري كده "
ثم خرج لباسم فقال له : خير يا بيه
باسم بفرح وكأنه طفل سيقوم برحلة مدرسية انتظرها طويلاً: اجهز يلا علشان حنين هتروح دلوقتي و هنروح نوصلها و احتمال اقعد كام يوم كدة في فندق في المنصورة فجهز نفسك علي اساس كده
حمدي بتعجب : طيب و هتقعد في فندق في المنصورة ليه و انا هقعد فين
باسم : انا حر اقعد مكان ما احب وانت هتبقي برضه....و جهز نفسك انك احتمال تبيت معايا كام يوم هناك
حمدي: مينفعش يا باسم بيه أبيت بره و أسيب مراتي لوحدها في الفيلا مع راجل غريب
باسم : مممم بص متسبقش الأحداث بس. هبيت لوحدي و ارجع انت بس يلا أجهز وخلي عفاف تجهز الفطار قبل ما حنين تنزل
ثم تذكر حمدي فجأه شئ و قال لباسم : طيب و الحفله بتاعت صحابك النهارده مش هتعملها ولا إيه
باسم : لا إلغيها و انا اساسا هغير رقم موبايلي و لو حد اتصل علي الأرضي ابقي خلي سيد يرد ولا عفاف وتقولهم اني مسافر بس متقولوش لحد أنا فين
حمدي : ماشي
ثم اتجهه باسم و جلس في منتصف الردهه و فتح التلفاز علي أحد الأفلام ثم تذكر وعده لله ليلة أمس فأنتقل بالريموت إلي قناة للقرآن الكريم وظل يردد و يدعو الله أن يدبر له أمره و يظل مع حنين
دخل حمدي إلي زوجته عفاف بالمظبخ و قال لها بصوت منخفض كي لا يسمعه باسم : شفتي المتخلف ده عاوز يروح يقعد في فندق بالمنصوره كام يوم قال و اقعد معاه و اسيبك هنا
خبطت عفاف علي صدره وقالت : يا نهار اسود و هقعد لوحدي هنا مع سيد
حمدي: ليه ان شاء الله شيفاني كيس جوافه ولا ايه يا وليه انتي تعالي معانا هوصلك الموقف تروحي للعيال ولما نرجع ابقي تعالي تاني
عفاف ماشي هتمشوا امتي
حمدي: جهزي الفطار بس لباسم و اجهزي يلا بس متتأخريش ابوس ايدك علشان ألحق أخدك و انا ماشي
أسرعت عفاف في تجهيز الإفطار لكي تستطيع تجهيز نفسها
استيقظت حنين علي صوت هاتفها الساعه السابعه والنصف فنظرت فوجدت المتصل اهلها
حنين : السلام عليكم
رزق : وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ازيك يا حنين
حنين : الحمد لله يا بابا عاملين ايه وماما عاملة ايه
رزق : الحمد لله يا بنتي ها هتيجي النهارده ان شاء الله
حنين : ايوا بإذن الله هطلع من هنا الساعه 9
رزق : ماشي يا بنتي هننتظرك و ربنا يوصلك بالسلامة
حنين : الله يسلمك يابابا
رزق : يعني هتوصلي هنا الساعه كام كده
حنين : والله دي بقي علي حسب المواصلات بقي يابابا يعني ممكن علي الساعه واحده الظهر او اتنين بالكتير إن شاء الله
رزق : ماشي يا بنتي خلي بالك من نفسك وربنا يجيبك بالسلامة وحاسبي يا بنتي علي نفسك علشان الفلوس اللي معاكي والله كان نفسي اجي اخدك بس اعمل ايه دماغك ناشفه قوي
حنين : يا بابا بلاش تبوظ شغل يوم علشان محدش يضايقك منك و انا هحط الفلوس في البوسطه ولما أجي هسحبها من عندنا
رزق : ماشي يا بنتي اسيبك بقي تجهزي نفسك و تفطري
حنين : ماشي يابابا سلام
رزق : مع السلامة
أغلقت حنين الخط ثم أخذت حماماً فاتراً كي تستفيق و ارتدت ملابسها و اطمأنت أنها لم تنسي شيء و خرجت من حجرتها متجهه نحو الاسفل لتودع الجميع و ترحل
ولكن عندما نزلت للأسفل وجدت باسم يرتدي ملابس خروج و حمدي أيضا و ينتظروها بالردهه
تعجبت حنين ولكنها تظاهرت بعدم الإهتمام و قالت : السلام عليكم أنا ماشيه يا جماعه مش محتاجين حاجه
باسم بإبتسامة و بهجه : مش تفطري الأول
حنين : لا مليش نفس دلوقتي هبقي أكل في الطريق في أي مطعم
باسم : اوك يلا بينا
نظرت له حنين بإندهاش: هو انتوا رايحين فين
باسم بابتسامة : جايين نوصلك
حنين : لا متشكره أنا هعرف أروح لوحده و بعدين انت مازلت تعبان و علشان رجلك
باسم : عيب تطلعي من بيتي من غير ما نوصلك ده مش كرم ضيافة ابدا
حنين : ضيافة ايه انت كمان يلا اطلع ريح و حافظ علي نفسك من البرد و خد علاجك في مواعيد و حاول تشوف ممرضة تانيه
وفي هذه الأثناء كانت عفاف قد انتهت من تجهيز نفسها وحقيبتها
التفتت لها حنين و تعجبت: هو فيه ايه كلكم جاين توصلوني
عفاف : لا عمك حمدي هيوصلني للموقف و انا هروح البلد للعيال
حنين : خلاص يا عم حمدي و صلني أنا كمان للموقف بس و أنا هكمل لوحدي
فقال باسم : ماشي يلا بينا
فقالت حنين : طيب و انت جاي ليه يا استاذ باسم خليك انت ريح نفسك انت باين عليك التعب من البرد امبارح
باسم : طيب اسبقونا انتوا عالعربيه و انا حمدي هيوديني الحمام بس
خرجت المرأتان نحو السياره في حديقة الفيلا وبقي باسم و حمدي دفع حمدي كرسي باسم و هو متعجب فباسم لم يطلب من أحد أبدا أن يساعده في دخول الحمام حتي لا يشعر أن يعتمد علي أحد
فاستوقفه باسم و قال له: هي عفاف رايحه فين
حمدي: هتروح تشوف العيال في البلد لحد ما نرجع من المنصوره
باسم: طيب و دينا مطعم قريب من الموقف نفطر فيه و لما نخلص قول لعفاف تكمل هي للموقف من غير ما حنين تاخد بالها و نقولها انها بتشتري حاجه و نناخد حنين و نوصلها علشان هي رافضة اننا نوصلها
حمدي: ماشي
قال حمدي في نفسه " يا تري ناوي علي ايه تاني كل عمايلك سوده و مهببة زيك ربنا ينجيكي منه يا حنين علي خير انتي بنت متربية"
ثم خرجا نحو السيار وفتح حمدي السياره و ركب الجميع حمدي و باسم بالأمام و عفاف و حنين بالخلف
وانطلق بهم حمدي نحو الموقف
حنين : هو الموقف ده فيه السوبر جيت اللي بيودي المنصورة
حمدي: أه موجود هناك
حنين: طيب مفيش مكتب بريد قريب من الموقف
فرد باسم: أيوا هناك فيه متقلقيش خالص
حنين : مش قلقانه أقلق ليه
وكان باسم بدأ يظهر عليه آثار البرد وكان يسعل بشده
حنين: شفت خروجك بالليل في البلكونه عمل ايه أهو انت تعبت و هترجع تعيد كل اللي عملته من تاني
باسم : ساعات الواحد بيبقي مخنوق قوي فهيعمل ايه يعني قلت اخرج اشم نفسي شويه في البلكونه
وصل حمدي إلي مطعم راقي بل من أرقي المطاعم التي تقدم أفخم و أشهي الوجبات
أوقف السياره علي جانب من الطريق بجوار المطعم وقال : المطعم ده كويس يا باسم بيه
باسم : ميه ميه يلا يا جماعه ننزل نفطر
حنين : نفطر ايه انا مش فاضيه و..
ولكنها وجدت حمدي و عفاف استرجلوا من السياره و اتي حمدي لباسم بكرسه المتحرك من الخلف
باسم و هو ينزل: يلا يا استاذه حنين عالسريع كده و مش هتتأخري و لا حاجه دي كلها عشر دقائق
نزلت حنين رغما عنها فهي لا تريد تضيع الوقت حتي تستطيع أن تعود للمنزل مبكرا
دخلوا المطعم فانبهرت حنين لفخامته و ديكوره الراقي فهي لم تدخل مطعم في حياتها من قبل
وبعد أن طلبوا الطعام و انتهوا من الأكل استأذن حمدي و طلب من عفاف أن تأتي معه ليتحدث معها علي طاوله اخري
عفاف: خير في ايه
حمدي: بصي باسم قالي اخليكي تروحي الموقف لوحدك هو قدام يجي 50 متر و احنا نروح حنين بس انا مش مطمن انه عاوز يروح يوصلها بنفسه
عفاف: ربنا يستر حنين مش زي البنات الأوساخ اللي كانوا معاه قبل كده خلي بالك منها يا حمدي دي بنت ناس ولو حصل اي حاجه ان شا الله باسم يروح في ستين داهيه بس اهم حاجه توصل البنت لأهلها دي أمانه في رقبتك
حمدي: ربنا يستر طيب يلا قولي انك خارجه تشتري حاجه علشان نمشي
فقامت عفاف
حمدي: خلي بالك من نفسك يا عفاف و ابقي طمنين لما توصلي
عفاف : ماشي
اتجهت عفاف نحو الطاوله التي يجلس بها حنين وباسم
عفاف : طيب انا هخرج اشتري حاجه بس من بره قبل ما اروح للعيال
حمدي: طيب يلا نستناها في العربيه علشان منتأخرش
باسم : ماشي يلا
وخرجوا جميعا و ركبوا السيارة وانطلق حمدي
حنين : مش هتستني مدام عفاف
حمدي: هتقابلنا في الموقف
باسم : خلاص يا حمدي بقي هتكدب ليه
و التفت نحو حنين و قال لها برجاء : حنين ارجوكي خلينا نوصلك و نطمن انك في أمان خلينا أردلك جزء من جميلك
حنين : جميل ايه انا كنت بقوم بواجبي مش أكتر
باسم : خلاص بقي يا استاذه حنين احنا كده كده مش هنغرم حاجه العربيه موجوده اهي وبعدين انا عاوز اغير جو واطلع من خنقة الفيلا انا بقالي 3 شهور مسجون فيها
حنين بتنهيده : خلاص ماشي
حمدي: بلدكم اسمها ايه يا استاذه حنين
حنين : دي عزبة صغيرة كده بعد المنصورة بربع ساعه
حمدي: طيب يلا توكلنا علي الله
وكان باسم يشعر بإعياء شديد فهو لم يكن شفي تماما بالإضافة إلي تعرضه للبرد و أيضاً قلة النوم فكان صامتا تماما يحاول إخفاء تعبه ولكنه كان باديا عليه بشدة وكان يسعل طوال الطريق بشكل مقلق
وكانت حنين تردد طوال الطريق ذكر الله
بينما حمدي أيضا كان صامتا يشغل باله ماذا ينوي أن يفعل باسم بحنين وكان طوال الطريق يدعو علي باسم بالهلاك إن كان يريد أن يفعل مكروه بحنين فكيفي ما تسبب لفتيات بسببه وخاصة ان حنين فتاه عفيفه و ذات خلق
وقبل أن يصلوا لمدينة المنصورة بحوالي ثلث ساعه بدأ باسم في عدم الصمود و التظاهر بعدم المرض و بدأ يشعر بضيق في التنفس و الاختناق نتيجه التهاب الرئه وبدأ يأن بصوت مسموع
حنين بقلق: استاذ باسم انت كويس
باسم بصوت مرهق للغاية : كح كح كح كح كح حمدي افتح الشبابيك انا مخنوق
حمدي : ما التكيف شغال
حنين : لا افتحله الشبابيك احسن
ففتح حمدي النوافذ ولكن باسم ظل يأن بشدة و يقول بصوت يكاد يسمع : مخنوق الحقوني
فزعت حنين و قالت : طيب بسرعه يا عم حمدي احنا خلاص هنوصل المنصوره اهونروح علي اي مستشفي بسرعه
حمدي: تعرفي مستشفي معينه
حنين : اه في مستشفي خاصة كويسه و طريقها قريب من الطريق اللي متجهينله دلوقتي اسمها ...........
اسرع حمدي بالسيارة و حنين ترشده علي الطريق وقد ازداد أنين باسم و اختناقه حتي ان الموقف صار في شدة القلق و التوتر و الارتباك
حنين :استاذ باسم استحمل خمس دقايق وهنوصل يارب استر و عديها علي خير
فقال حمدي في نفسه " ربنا يخدك يا مجرم و يخلص البشريه منك "
وصولوا إلي المشفي التي كانت تقصدها حنين و طلبوا سرير متحرك وحملوا عليه باسم و قام الممرضون بإدخاله إلي غرفة الاستقبال
اندفع طاقم الاستقبال نحوه فقال طبيب : جهاز اكسجين بسرعه وانقلوه لغرفه 585
وتم نقل باسم في غرفه بالمشفي للحجز ودخلت وراءه حنين و حمدي والطبيب بوضع جهاز ضخ الاكسجين له و المحاليل ووضع بها الأدويه اللازمة
وبعد أن خرج الاطباء جاء سكرتير تابع للمشفي و قال لحمدي: حضرتك دخلتوا من غير ما تدفعوا رسوم و لا أي حاجه
فارتبك حمدي فهو لا يعلم كم ستطلب منه المشفي و هو لا يملك الكثير من المال
ادركت حنين ما يدور برأسه فقالت : اتفضل حضرتك انت و ثواني و هنيجيي ندفع كل حاجه
وبعد ان خرج السكرتير اتجهت حنين إلي حقيبة يدها و أخرجت منها خمسة آلاف جنيه وقدمتهم لحمدي وقالت له: انفضل انزل ادفع و انا هستني هنا
حمدي بارتباك: لا انا معيا الفلوس ملوش لازمه
حنين: كله واحد يا عم حمدي
انصرف حمدي و فتحت حنين حقيبتها مرة اخري واخرجت هاتفها المحول و اتصلت علي اهلها
حنين : السلام عليكم
رزق : وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا حنين هتوصلي امتي يا بنتي
حنين : الله يسلمك يا بابا أنا وصلت المنصورة من نصف ساعة بس انا في المستشفي
رزق بخوف و قلق : الله اكبر خير يا بنتي كفي الله الشر حصل ايه
حنين : متخفش يابابا مش انا
رزق بلهفة:امال مين
حنين : ممكن يا بابا تجيب حد من اخواتي و تيجوا علي مستشفي ....... ولما توصلوا رنوا عليا و انا هنزلكم
رزق :ماشي يا بنت مسافة السكة بس بس انتي كويسة
حنين : والله يابابا كويسة ومفيش فيا حاجه لما تيجي هقولك علي كل حاجة
رزق : ماشي يلا سلام
وبعد ثواني دخل حمدي وقال لحنين : اتفضلي يا استاذة حنين هم خدوا 3آلاف و نصف و اليوم بألف بس هو مش هيقعد غير 3ايام
حنين : خلاص ماشي متشكرة
حمدي: طيب انا هنزل اريح في العربية احسن تعبان من السواقه و لو احتجتي حاجه ابقي رني عليا
حنين : ماشي بس هاتلي رقمك علشان مش معايا
فأعطاها رقمه و نزل ليرتاح بالسيارة فتوجهت حنين لترتاح علي كرسي
واثناء وجود باسم تحت جهاز الاكسجين و المحلول كانت حنين تؤدي صلاة العصر بجانب منزوي في الغرفة وبعد ان انتهت دخل طبيب متابع وممرضه و فحصوه مره اخري
الطبيب : الحمد لله الاكسجين ساعد كتير بس ايه السبب انه جاله الألتهاب الرؤي الحاد ده
فقالت حنين بخوف : يعني يا دكتور حالته خطيره قوي
الطبيب: لا هو كويس متقلقيش قوي كده وهيتحجز 3 ايام بس نعكله اللازم كله علشان الدور ميردش تاني خاصة في الايام البرد دي وهيبقي تمام
حنين بإطمئنان : شكراً يا دكتور
فإبتسمت الممرضة التي معه و قالت لحنين و هي تربت علي كتفها : ربنا يطمنك عليه و يقومهولك بالسلامة
فإبتسمت حنين و قالت لها : اللهم آمين و ربنا يخليكي
وانصرف الطبيب و الممرضه واتجهت نحو كرسي لتبدأ في ورد أذكارها فوجدت باسم يحاول أن يستدعيها فذهبت نحوه
حنين : خير يا استاذ باسم عاوز حاجه
ازاح جهاز الأكسجين وقال لها بصوت مخنوق بالبكاء: ارجوكي يا استاذ حنين متسبينيش اعادت حنين وضع الجهاز جيدا وقالت: مش همشي متخفش بس ريح انت و حاول تنام شويه
فأومأ باسم برأسه دلاله علي موافقتها وبعد دقائق غطت في نومه
جلست علي كرسي وبعد عشرة دقائق و جدت هاتفها يعلن عن وصول اتصال من والدها فردت حنين : السلام عليكم ايوا يا بابا انت فين
رزق بلهفة : انا قدام المستشفي
حنين : طيب دقائق و هنزلك
رزق : ماشي مستنيكي
أغلقت حنين الخط و اتجهت نحو باسم وقالت له : باسم خمس دقايق و هاجي
ولكنه و جدته يغط في نوم عميق أثر مرضه و ارهاق السفر و قلة النوم الليلة الماضية
فأخذت حقيبة اليد الخاصة بها وفتحت الباب بهدوء و خرجت وقالت في نفسها : ربنا يستر و ميصحاش يفكرني مشيت
نزلت الدرج و اتجهت إلي بوابة المشفي فوجدت والدها و حسن معه ينتظروها بالخارج فاستأذنت من الأمن فسمح لهم بالدخول في مكان استقبال الزوار
سلم رزق و حسين علي حنين بحراره فهي لم تراهم منذ اكثر من عشرة أيام
رزق: خير يا بنتي
حنين : خير ان شاء الله الشاب اللي كنت متابعه علاجه صمم يوصلني بالعربيه و السواق لحد بلدي بس هو كان تعبان فالتعب زاد عليه قوي و احنا في الطريق و جاله ضيق تنفس فجبناه علي هنا
رزق بحزن واطمئنان علي ان ابنته بخير: والله جدع وابن اصول وهو عامل ايه دلوقتي يا بنتي
حنين : هو هيتحجز 3 ايام و يخرج
حسن : وانتوا اتصلتوا علي اهله
حنين : لا مامته ميته و باباه مشغول في الوزاره و سرقه البلد و جمع الفلوس و سايب ابنه ميعرفش عنه حاجه ولا بيسأل عليه
رزق وعلامات العطف تبدو علي وجهه بشدة : طيب اخواته
حنين : مش ليه اخوات
رزق: اعمامة اخواله اي حد
حنين باستهزاء: لما يكون الأب رامي ابنه و مش بيسأل يبقي الاخوال و الأعمام اللي هيسأله
رزق بحنان : لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم – امال عايش مع مين يا بنتي
حنين : معاه خدامة و السواق جوزها و الحارث
رزق : طيب يا بنتي لما يخرج بإذن الله لازم ناخده عندنا يومين يرتاح كده و يشم نفسه قبل ما يرجع تاني
صدمت حنين لما سمعته كيف له أن يدخل بيتهم و هو سكير و فاسد و الكل يعلم مدي فساده حتي هو نفسه دائما ما يقول علي نفسة " انا و حش" ولكنها حاولت الا تظهر ذلك لوالدها
حنين : لا يابابا مش هينفع نهائي ده هيقعدله يومين في فندق ولا حاجه
حسن: ازاي يعني الراجل طلع ابن اصول وجه وصلك واحنا نبقي معندناش ذوق و نسيبة يبات في فندق طيب علي الأقل نعزم ونصمم عليه لو رفض هو يبقي خلاص عملنا اللي علينا
ارتبكت حنين فماذا تقول لهم ثم قالت بارتباك : انتو يا جماعه بتتكلموا في ايه هيجي ينام فين هو احنا عندنا مكان و بعدين ده واخد علي حياة القصور و الفيلل والأكل المتكلف
قاطعها رزق : حنين احنا هنعمل اللي علينا هي دي عيشتنا و هي دي ظروفنا هنعمل اللي نقدر عليه و اللي يرضي و يريح ضميرنا
نظر لها حسن فوجدها تكاد تغلي من الغضب : حنين الفقر مش عيب انما العيب اننا ميكونش عندنا واجب
حنين لتغير مجري الحديث و تؤجل التفكير في الخروج من هذه الورطه: طيب خلونا دلوقتي في اللي احنا فيه المستشفي محتاجه معاه رفيق فمعلش يا بابا اقعد معاه اليومين دول و حسن يرجعني البيت علشان الفلوس اللي معايا
رزق : هو انتي محطيتهمش في البريد
حنين : انا قلت مدام مش هاجي مواصلات خلاص خليهم معايا
رزق طيب يلا يا بنتي شوفي هنعمل ايه
دخل رزق و حنين و انتظر حسن وقاموا بإجراء الإجراءات اللازمة وذهبوا إلي غرفة باسم
فوجدوه ما زال نائماً فقالت حنين لوالدها : طيب همشي انا بقي يابابا وهبقي اكلمكم ولو احتجت حاجه نادي الممرضه و هم هنا اصلا فيه متابعه دوريه متقلقش يعني
رزق: ماشي يا بنتي خلي بالك من نفسك
حنين : انت معاك موبيلك يا بابا
رزق: لا يا بنتي انتي عارفه اننا بنسيبه في البيت
برمت حنين شفتيها و اخذت تفكر كيف تتصرف
ثم اتجهت نحو سرير باسم و أخذت هاتفه ثم اتصلت علي رقمها وسجلت اسمها علي هاتفه و سجل اسمه علي هاتفها
حنين : طيب يابابا انا سجلت رقمي هنا اهو لو احتجت حاجه ابقوا رنوا عليا و انا هبقي اتصل اطمن
رزق : ماشي
وانصرفت حنين ونزلت إلي حسن
حنين : يلا يا باشا نروح
حسن : خلاص بابا هيقعد معاه
حنين : اه
خرج الاثنين من المشفي متجهين نحو مكان موقف السرفيس لكي يركبوه حتي موقف بلدهم
حسن وهو يغمض نصف عين و يبتسم و يمرر يده علي ذقنه : انا حاسس ان شنطتك دي مضيقاكي و عاوزه تخلصي منها
حنين بمرح : ههههههه راسم علي ايه ؟ ده بعدك
حسن وهو يهز رأسه ويصطنع انه مظلوم : شوفي نيتك السوده دايما ظلماني وانا اللي كنت ناوي اشيل عنك و أريحك
حنين : ومين قالك اني تعبانه هو انا كنت اشتكيت
حسن: لا مشتكتيش بس انا انسان حساس و عندي نظر ومقدر انك جايه من سفر و زمانك تعبانه
حنين متخفش علي اختك انا كنت جايه في عربيه جيب مكيفه و الله القعده فيها أريح من سريري
حسن : ههههههههههه ايوا يا عم ومين قدك
حنين وهي تمسك ذراع حسن : استني صحيح تعالي نخلي السواق يروحنا بدل ما نتبهدل في المواصلات
حسن بمزح : حتي اجرب ركوبة الجيب علشان محدش يبقي احسن من حد
حنين : هههههههههه طيب استني لما تصل عليه اشوفه راكن العربيه فين
اتصلت حنين علي حمدي وكان يتناول غداء في السيارة
حنين : السلام عليكم
حمدي: وعليكم السلام خير يا استاذه
حنين : ممكن بعد اذنك تيجي توصلني البيت
حمدي: وباسم هيقعد لواحده
حنين : والدي هيبات معاه
حمدي طيب خليكي واقفه قدام المستشفي وانا هجيلك
حنين : ماشي
أغلقت حنين الهاتف وقالت لحسن : يلا نرجع نستناه قدام المستشفي
حسن بكسل : خليه يجيلنا هنا احنا لسه هنرجع أحنا ماشين علي رجلينا هو راكب جيب مش هيتعب في حاجه
سحبته حنين و هي تضحك : يلا يا كسول دول ميجوش عشرة متر و بعدين هو غريب ميعرفش حاجه هنا
حسن وهما يعودا أدراجهم نحو المشفي : انتي مستقليه بعشره متر انتي متعرفيش اني كل حاجه عندي بحسابها يعني العشره متر دول حسابهم عشرة الاف ولما ارجعهم تاني يبقوا عشرين بس علشان خاطر احنا بس معرفه قديمة و كده هخليهم 15 ألف بس
ضحكت حنين و قالت لحسن : لسه زي ما انت بدمك الظريف المهم انتوا عاملين ايه في المذاكرة
حسن : ههههههههه يوووووووه احنا لسه بنقول يا هادي طيب اهدي يومين كده و ابقي اسألي
حنين : هاها يظهر في ناس كانت مقضياها لعب
حسن : لعب؟؟ انتي طيبة قوي يا حببتي احنا مقضينها فسح و خروج و اصطياد سمك
حنين : الله الله يظهر خالتي فوقية الخرزانه هتشتغل .. طيب عم حمدي وصل اهو نكمل كلامنا في البيت
وقف حسن وهو فاتح عينيه و فمه علي أخرهم : اوووووه بجد الحكايه جامده قوي قوي أنا اللي عمري ما ركبت الا الحمار و بالكتير عربيه ميكروباص اركب دي أنا خايف يجيلي استكساكونيه في الحواجب
ضحكت حنين : يلا يا ابني والله وحشتني قعدتكم
ظل حسن واقف بمرح و كأنه تمثال : اوعي تقولي اني هركب قدام كمان بجد يجيلي صدمه كهربائيه في دماغي
حنين : خلاص اركب انت ورا و اركب انا قدام جنب عمي حمدي هههههه
انتفض حسن بفكاهه واشار لأخته بالسبابه و هو يتظاهر الحزم في كلامه : يلا يا حرمة ورا عيب إيه مش عاجبك شنباتي اللي لسه هتطلع قريب دي
↚
حنين : خلاص اركب انت ورا و اركب انا قدام جنب عمي حمدي هههههه
انتفض حسن بفكاهه واشار لأخته بالسبابه و هو يتظاهر الحزم في كلامه : يلا يا حرمة ورا عيب إيه مش عاجبك شنباتي اللي لسه هتطلع قريب دي
ركب حسن بجوار حمدي و صافحه وركبت حنين بالخلف
حسن : ازي حضرتك يا عم حمدي أنا حسن أخو حنين
حمدي: اهلا و سهلا يابني هتروحوا منين
أشار حسن لحمدي علي الطريق فاتجهه حمدي بالسياره كما أدله حسن
حمدي موجها الكلام لحنين : انتي هترجعي معايا تاني يا استاذة حنين
حنين : لا مش هرجع معلش تعبينك معانا يا عم حمدي
حمدي : لا تعب ولا حاجه يا استاذة
وفي المشفي صلي رزق صلاة العصر في الغرفه و ظل يردد بعض الأذكار وظل يفكر في حال باسم " ربنا يكون في عونك يا بني الوحده و حشة أسألني أنا مجرب لما طلعت للدنيا ملقتش أبويا قلت أنا يتيم ولما راحت أمي كمان و انا طفل حسيت اني عايش عمري كله في ضياع و ضلمة مع اني كان معايا جدتي و اخواتي الخمسة ما بالك انت لا ام و لا اب ولا اخوات ولا حتي قرايب . أنا دايق نار الحسره علي امي وابويا قبلك انا اللي حاسس بيك وربنا يقومك بالسلامه ويشفيك ويقومك لشبابك ويحميك ويهديك انتي وولادي وولاد كل المسلمين"
وكان رزق من القلة الذين يطلق عليهم لفظ " انسان طيب " في هذا الزمن فمع فقره الشديد ولكنه كان متفاني في خدمه أي شخص يحتاج إلي مساعده ويقدم الخير للجميع و مضياف علي اكمل وجهه ولكن قدر استطاعته الماديه و كان يتميز بالبساطه في كلامه و كثير الدعاء لكل من يتحدث معه وشديد الحنان في منزله حتي أن جميع اولاده ورثوا الحنان البالغ منه
, وبعد فتره ما يقرب الساعتين دخل الطبيب المتابع ومعه ممرضه فنهض رزق من علي كرسه واقترب منه لكي يطمأن علي حاله باسم وفي هذه الأثناء استيقظ باسم من النوم
الطبيب : السلام عليكم ازيك يا حاج
رزق : وعليكم السلام اتفضل يا دكتر .
قام كلا من الطبيب و الممرضة بدوره في فحص حاله باسم وأزاحوا جهاز الأكسجين من علي وجهه
الطبيب : حمدالله علي السلامه يا بطل
باسم وهو يدور بعينيه بحثاً عن حنين : الله يسلمك
الطبيب بإبتسامه : ها عامل ايه دلوقتي , احسن شويه
باسم و هو مازل يبحث عن حنين : اه كويس
الطبيب : طيب نستحمل بس كمان يومين و هتخرج بإذن الله علشان تخرج و انت مخلص علاجك كله أفضل من انك تكمله في البيت علشان نبقي مطمنين اكتر والدور ميرجعش تاني وخلاص هنستغني عن الاكسجين لأن تنفسك الحمد لله ظبط
باسم : ماشي
ثم هم الطبيب و الممرضه بالمغادره فقال رزق بلهفه : هو عامل ايه دلوقتي يا كتر
الطبيب : الحمد لله اطمن يا حاج ابنك بقي زي الفل
رزق بارتياح : الحمد لله الحمد لله ربنا يطمنك يا دكتر علي حبايبك و يرضيك في حياتك يارب
الطبيب : ربنا يخليك يا حاج هستأذن بقي
رزق : اتفضل اتفضل
ثم اتجهه رزق نحو باسم وقال له بحنان الأب : حمد لله علي السلامه يا بني ربنا يتم شفاك علي خير ومايصيبك بمكروه ابدا يارب
تعجب باسم فهو مع انه شعر بالحنان والاهتمام من حنين الا انها لم تدعي له ابدا او حتي تعامله بحنان كهذا
ومع ان باسم يعامل جميع الناس باسلوب سئ و تعالي الا انه احتراما و ايضا افتقادا لحنان هذا ا لرجل الطيب رد عليه بأدب
باسم : ربنا يخليك يا عمو
ثم اكمل بسؤال : أمال فين حنين ومين حضرتك
رزق : انا والد حنين وانا هفضل معاك مرافق هنا لحد ما ربنا يكمل شفاك علي خير و تطلع بالسلامه كده
ثم اكمل : واه حنين روحت بعد ما اطمنت عليك و قالت هتبقي تتصل برضه تطمن لما انت تصحي معلش مينفعش تبات مع راجل في اوضته
تضاربت مشاعر باسم في هذه اللحظه فمع انه حزن لرحيل حنين الا ان كلام والدها انها تريد الأطمئنان عليه أشعره بمشاعر اخري تماما
تحدث رزق عندما وجد باسما صامتا : وصحيح يا ابني قبل اي حاجه بشكرك بجد علي انك جيت توصل حنين , ولاد الأصول اللي زيك بقوا قليلين في الدنيا ربنا يحفظك و يحفظ اللي زيك وينجيك في حياتك يارب
رد باسم : دي حاجه بسيطه يا عمو حنين تستاهل كل خير والله
وهنا سمعوا صوت آذان المغرب فقال رزق لباسم : طيب يا ابني هستأذنك اروح اصلي المغرب و لما ارجع اساعدك علشان تصلي ريحلك شويه علي ما أجي
باسم بابتسامة : اتفضل يا عمو
وصلت حنين إلي منزل اسرتها بصحبه اخيها و حمدي حاول حسن ان يقنع حمدي بالدخول لأخذ واجب الضيافه ولكنه رفض بشده حتي لا يتأخر علي باسم وعندما دخلت حنين شعرت بمزيج من المشاعر التي يغبط عليها اي انسان خليط من مشاعر الفرح والسعاده والطمأنينه وكأنها غريب عاد الي وطنه بعد سفر دام لسنوات دخلت مهروله الي الداخل مندفعه في والدتها كفله صغيرة وبعد موجه الاستقبال الحاره اخذت تتحدث مع امها واخويها عما حدث لباسم في رحلة عودتها وعلي اصراره لتوصيلها وعن مدي اشتياقها و الكثير من مشاعر الاشتياق لهم التي احست بها في غيابهم
وبعد أن خرج رزق من الغرفه أغمض باسم عينينه و استنشق بقوه و كتم نفسه وظل مبتسما برهه ثم أخرجه ببطء
يبدو وأن كلام رزق قد أثر في حالته النفسية فهو ولأول مره في حياته يشعر أن به شئ حسن أو أن أحدا يراه شخص حسن أو به صفه حميدة ثم قال في نفسه " ابن اصول " ثم ابتسم برضا والله لأكون فعلا انسان كويس و اكون جدير بيكي يا حنين
ثم قال بصوت هامس : انا عرفت دلوقتي يا حنين انتي حنينه لمين بس انتي اسلوبك ناشف و ان كنتي حنينه لكن ابوكي طيب قوي قوي
وهنا سمع صوت هاتفه المحمول موضوع علي الطاوله بجانب سريره و يصدر صوتا معلنا عن متصل فأتي به بصعوبه فوجده حمدي فرد عليه
باسم : السلام عليكم
تعجب حمدي بشده أمن المعقول ان يكون الذي يرد هو باسم أيقول باسم حقا السلام عليم انها لمعجزة فليتأكد ان المتحدث باسم
حمدي: وعليكم السلام ايوا يا باسم بيه
تعجب حمدي بشده انه حقا باسم فقال له : انت عامل ايه دلوقتي
باسم : الحمد لله احسن
حمدي : الحمد لله طيب أأأأ
فعلم باسم ما يدور برأسه فقال له : بص يا عم حمدي ارجع انت الفيلا ووخلي العربيه عند بيت حنين وخلي المفتاح معاها و لما احتاج ارجع هبقي اكلمك
حمدي : خلاص ماشي
أغلق باسم الهاتف ووضعه علي الوساده بجانبه و ظل يفكر كيف يبقي قريبا من هذه الاسرة , نعم انه يريد ان يبقي بجوارهم وان يصبح مثلهم و جزء منهم فمع انه لا يعلم الكثير عنهم لكنه تعلق بهم كثير يكفي حنان هذا الأب الذي افتقده في والده , يكفي اهتمام حنين وحرصها علي صحته التي لم يجدها من أحد طوال عمره , فهو كان يشعر انه يملك كل شيء ومع ذلك يشعر بالضياع و لكن عندما أتت حنين في حياته شعر أن لم يملك أي شئ فما قيمة المال بدون وجود شخص يهتم بك و يخاف عليك وما قيمة المنصب و الجاه وكل شيء و انت تشعر انك سئ و تشعر بأن الكل ينعيك بأنك سء ولا أحد يحبك حقا , وشعر ان الذي يفتقده حقا في حياته هو الحنان ولو من شخص واحد شخص يعوضه عن كل ما مضي من حياته في وحده و إن فقد كل شئ في حياته مقابل أن يجد حضن يضمه ويحبه و يراه جيد في نظره فهو مستعد كل الاستعداد
ثم أخذ يفكر كيف التقرب من هذه العائلة الطيبة و يبقي بالقرب من حنين وكيف يحاول التعرف عليهم وهل ستقبل به حنين يوما أم سيظل سئ في زجهة نظرها للابد وهل ستخبر أهلها بما رأته عنه أم لا ولو أخبرتهم هل سينفروا منه ويغلقوا الأبواب في وجهه أم سيسنحوا له فرصه اخري لكي يثبت أنه من الممكن أن يتغير للأفضل
وأثناء انهماك باسم بالتفكير سمع طرقات علي الباب ثم دخل رزق الغرفه بعد أن عاد من صلاه المغرب في المسجد الخاص بالمشفي فوجد باسم مستيقظا فاقبل عليه بوجهه البشوش السمح
رزق : السلام عليكم
فابتسم له باسم : وعليكم السلام
انتبه رزق أن الهاتف الخاص بباسم موضوع بجانب رأسه علي الوساده فحمله ووقال : لا با ابني التلفون متحطوش قريبا منك وانت نايم أحسن خطر قوي عليك ربنا يكفيك شره
وابتعد به ووضعه غلي منضده في أخر الغرفة ثم عاد للتحدث مع باسم
رزق وهو يربت علي ذراعه: عامل ايه دلوقتي يا حبيبي
باسم : الحمد لله
رزق: ربنا يقومك بالسلامه يارب والله لما حنين قالتلي جيت جري وقلقت ولما دخلت لقيتهم حاطين بتاع الاكشجين بتاعهم ده علي وشك والله يابني قلبي اتقطع عليك
ابتسم باسم علي طريقة هذا الرجل الطيب العفوي و علي طريقة كلامه
ثم اكمل رزق بحذر مخافة ان يرفض باسم: بس اعمل حسابك يا باسم ان شاء الله لما تقوم بالسلامه و تخرج من المستشفي هتيجي تريح عندنا في بتنا ثلاث أربع ايام كده علي ما تسترد عافيتك و تقدر ترجع مصر ومش هسيبك تمشي الا لما اتأكد ان صحتك كويسه و ميه ميه ده أقل واجب نقدر نقدمهولك مقابل ذوقك و أصولك
صدم باسم لما يسمعه أهذا حقيقي أم انها أضغاث أحلام أم أن حرارته ارتفعت بشكل جعله يسمع و يري اشياء غير حقيقية
حاول باسم أن يداري فرحته ولكنه لم يستطيع فقال له بفرحه عارمة : اوكيه يا عمو والله من دواعي سروري وعلشان اتعرف علي حسن و حسين نفسي اعرفهم بجد
رزق بإطمئنان فباسم لم يتكبر و يرفض طلبه : دول اخواتك يا ابني واعتبرني والدك بس معلش بقي احنا يعني حالنا علي القد
فقاطعه باسم : يا عمو متفرقش اللمة الحلوة متتعوضش بملايين الدنيا
رزق طيب يا ابني اساعدك تصلي المغرب
تلجلج باسم فكيف يجيبه أيقول له لا اعرف كيف اصلي وانه لا يحفظ قرآن ليصلي به بالتأكيد سيرجع في كلامه و لن يسمح له الدخول لمنزله
نظر له رزق فخمن ما يدور برأسه و قال له : اوعي تقولي يا ابني انك مبتعرفش تصلي بسبب رجلك وانك مش بتقدر تسجد
انزعج باسم في البدايه و لكنه وجد كلامه مقبول كعذر يعذره به
باسم بارتباك: معلش يا عمو اصلي فعلا رجلي معطلاني عن حاجات كتير حلوه
ظهر علي وجه رزق علامات الغضب و لكنه تعامل معه بالحسني و اقترب من و كلمه بوعظ و هو يربت عليه و قال له: لا يا ابني إلا الصلاه مفيش أي حاجه تعطلك عنها دي هي الفرق بينك و بين الكافر لو مصلتش تبقي عند ربنا كافر ولو عملت كل الخير اللي في الدنيا و كل الطاعات و مصلتش يبقي كأنك معملتش أي حاجه وبعدين ربنا سهلها عليك بالشكل الي تقدر عليك لو مش قادر تقف تصلي وانت قاعد لو مش قادر تصلي وانت مستلقي لو مش قادر يبقي بعنيك المرض مش عذر انك تسيب الصلاه حتي الحرب ربنا مرخصش للجنود يأجلوا الصلاه لما يخلصو ا الحرب مع الأعداء لا قلهم صلوا وانتوا بتحاربوا
فقال له باسم و هو يشرد بعينه بعيداً حرجاً منه : حاضرا يا عمو
فأكمل رزق : معلش يا ابني اني بتقل عليك في الكلام بس انا خايف عليك من النار و لو مش بعتبرك زي ابني و خايف عليك انا مكنتش هقولك كده عامة نام شويه دلوقتي انت يجوز لك قصر المغرب مع العشا علشان انت جاي من السفر
لم يفهم باسم معني يقصر و لكنه فضل الصمت ثم قال : لا أنا مش عاوز أنام
وحاول الجلوس فأسرع إليه رزق يحاول اسانده حتي جلس باسم معتدلاً
باسم: لو سمحت يا عمو ممكن تعطيني الموبيل هعمل سيرش عالنت علي حاجه كده
رزق : ماشي يا ابني بس لما تيجي تنام متحطهوش جنب دماغك
وبعد أن أحضر له هاتفهه : انا هنزل أسأل الدكاتره كده لو ينفع اجيبلك معايا عشا نتعشي سوا
باسم : اوكيه بس اعتقد ما دام مركبنلي جلكوز مش هينفع أكل
رزق: عامة هسألهم و زي ما يقولوا
خرج رزق من الغرفه فأرجع باسم رأسه للخلف و أخذ يعيد كلام رزق في رأسه وقال لنفسه باستهزاء: هأ يعني أنا كافرا يعني مش وحش زي ما بقول لا أنا كافر وحش
ثم صمت ثواني و قال : فعلا الكفار أحسن مني علي الأقل مش بيأذوا حد وبيعملوا حاجه مفيد دول بنوا حضارات و انا قاعد ليل و نهار زي الحيوانات اللي بتاكل و تنام ولو ان الحيوانات احسن مني كمان البشر بيستفادوا منها انما انا محدش بيستفاد مني في حاجه
أغمض عينيه في ألم و تأنيب للذات دقائق ثم فتحها وقال بإصرار و عزم : والله لأبقي انسان كويس كويس قوي كمان , هو الصياعه و المشي البطال جابلي ايه غير المصايب و يا تري همشي و لا هفضل طول عمري علي الكرسي
وبدأ في تصفح الانترنت علي هاتفه المحمول وعندما بدأ في الكتابه شعر و كأنه تائه في بحر حقاً انه تائه
كتب " عاوز اكون انسان كويس" ثم قال " لا دي مش نافعه اكتب ايه " ثم مسحها و كتب " ازاي ابقي مسلم " ثم قال لا و أعاد مسحها وقال يوووووووه مش عارف أبدأ منين أنا بحد تايه يااااااارب كون معايا و خد بإيدي
وفي هذه الأثناء وجد حنين تتصل عليه قفز قلبه فرحا بجرد أن رأي اسمها وضم هاتفه بقوه إلي صدره وقال : ارجوكي خليكي جنبي ثم ابعده و رد عليها
باسم : السلام عليكم
ابتسمت حنين لكونها تسمعه يقول تحيه الاسلام وليس هاي كما اعتادت أن تسمع منه
حنين: وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته ازيك يا استاذ باسم
باسم : الحمد لله ازيك انتي عامله ايه
رفعت حنين شفتيها بشكل مضحك تعبيرا عن استنكارها لأسلوبه و قالت في نفسها " انت هتصاحبني ولا ايه " ثم ردت عليه : الحمد لله انت عامل ايه و اشتالوا جهاز الأكسجين و لا لسه
باسم : اه اشتالوه والحمد لله فقت و حاسس بتحسن كبير
حنين : رنا يتم شفاك علي خير و تقوم بالسلامة معلش ممكن تخلي بابا يكلمني نطمن عليه أحسن موبيله مش بيرد عليه
باسم : باباكي لسه نازل من دقايق يجيب عشا
حنين: هو كويس
باسم: اه كويس تمام لما يجي هخليه يكلمكم علطول
حنين: طيب ماشي شكرا يا استاذ باسم. اسيبك تريح بقي
تردد باسم في أن يسألها عن ما يريد وعندما وجدت حنين أنه لم يرد عليها قالت : ألو استاذ باسم معايا
باسم بصوت منخفض: اه معاكي
حنين: طيب مش عاوز حاجه
باسم بتردد و حرج: أه عاوز
حنين بتعجب : خير
باسم: أأأأأ بصي باباكي قالي دلوقتي ان اللي مش بيصلي بيبقي كافر
حنين: تمام
باسم: بصراحه كلامه خوفني وقلت لازم أصلي واكون زيكم كده طيب و كويس بس عاوز اقولك حاجة و اوعديني انك متقوليش لحد
حنين : اوعدك
باسم: انا مش بعرف اصلي
حنين : يبقي تتعلم
باسم: انا فتحت النت بس مش عارف ابدأ منين و اتعلم ايه الاول
حنين لتقلل الكلام معه : بص أول حاجة اتعلمها ازاي تصلي
باسم: اوكيه شكرا قوي يا استاذه حنين
حنين : ماشي مع السلامه
باسم: مع السلامه
أغلقت حنين الخط وقالت بصوت منخفض : ولو انك حاله ميئوس منها اساسا
قال لها حسين الذي كان يتابع مع حسن ووالدته الحوار ليطمئن علي والده : انتي كنتي بتكلمي مين و بتقوليله اوعدك وتتعلم و الكلام ده
حنين : أه ده باسم
حسين: توعديه بإيه
حنين : متشغلش بالك
حسين : نعم؟؟ مشغلش بالي
↚
حسين: توعديه بإيه
حنين : متشغلش بالك
حسين : نعم؟؟ مشغلش بالي
حنين : ايه انت فهمت غلط ولا ايه يا مجنون انت ده بيقولي باباكي قالي ان اللي مش بيصلي بيبقي كافر و كلامه خوفني وقلت لازم أصلي واكون زيكم كده طيب و كويس بس انا مش بعرف اصلي و عاوز يتعلم ازاي يصلي
حسن :أمال توعديه بإيه
حنين : اني معرفش حد انه مش بيعرف يصلي أنا ايه دخلي اصلا
حسن : ايه دخلك طبعا ليكي دخل كبير أو بمعني أصح انا و حسين اللي لينا دخل كبير اننا نساعده جايزيلتزم و يتوب و يبقي انسان كويس و ناخد فيه ثواب
حسين : وما دام هو فعل مستعد و شايف نفسه مذنب و ناوي يصلح من نفسه . ده يبقي شئ كويس نلحق احنا قبل ما الشيطان يغويه تاني
ماجدة: ربنا يجعل فيكم الخير دايما يارب ويباركلي فيكم
حنين بغضب : بقولكم ايه اللي زي ده حاله ميئوس منها تماما و اياكم تفكروا تقربوا منه ده شئ نجس واستحاله اخليه يدخل بيتنا
ماجده: لا يا حنين حرام عليكي الكلمة دي محدش ميئوس منه ربنا قادر يهدي من يشاء مش كل الصحابه دول كانوا عباد أصنام وسيدنا عمر بن الخطاب كان يبحث عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم علشان يقتله و ربنا أراد أنه يتوب ويكون عز للأسلام
حسن : يا حنين يا ما ناس كتير كانت سيئة وبتعادي الأسلام وربنا هداهم وبقوا دعاه للأسلام
حسين: وبعدين ده كمان واحد انتي بتقولي لا أم ولا أب ولا أي حد يرشده للصح وكمان الصحبه الفاسده بتخرب الصالح
حسن : يا حنين جايز نكون سبب في توبته وربنا يجازينا خير
حنين بتردد: يا جماعه انتوا حرين بس خلوا بالكم وعارفوني اللي بيحصل لحظه بلحظة
حسين مرح : ميكونش رايحين نستولي علي تركيا ايه نعرفك اللي بيحصل خطوه بخطوه دي
حسن : المهم يا عم ايه رأيك بكره نروح نزوره وناخدله معانا شوية كتيبات يقرأها هتبقي أفضل من اننا نقوله يعمل ايه و ميعملش ايه علشان هو اكبر مننا
ماجده : ربنا ينور عليك يا حسن
حنين : ايه يا ماما يعني هو هيخرج بعد بكره مش مستاهله انهم يروحوا...
حسين : لا مستاهله يا حنين ده افضل من انه يطلب مننا النصيحه علشان احنا اصغر منه هيتحرج وهيضطر يسألك و اظن انتي هتقوليله " ثم وقف و كأنه خطيب " انظر أيها الباسم أولا لا يصح الا الصحيح و انت لست صحيح فيجب أن تصح ثم تصح كي تصبح صحيح
ضحك الجميع علي اسلوب حسن
حنين : طيب يلا يا صحيح انت وهو قوموا ذاكروا علشان تعوضوا الوقت اللي هتروحوا فيه الزياره بكره
حسن : ياه انتي فعلا طيبه قوي ده احنا هنروح الأول نشتري الكتب و بعدين نروح جزيرة الورد نستشق الهوا علشان ناخد دفعه نقدر بيها نبدأ ننصحه و نوجهه
ذهبت حنين نحو دولاب والدتها و أحضرت من فوقه عصا تسميها " الحاجه فوقيه " وذهبت نحوهم فقاموا مسرعين لتفادي ضربها وهم يقهقهون في مرح
حسين و هو يجري متجه نحو غرفتهم : مش قلتلك يا بني أدم نشمع باب البيت قبل ما تيجي ونكتب عليه غيرنا العنوان
وفي المشفي بعد أن أغلق باسم مع حنين الهاتف بدأ البحث عن تعلم الصلاة في الأنترنت وأخذ يسمع فديو تلو الأخر وبدأ يبحر في هذا البحر العذب من تعلم الصلاه و الوضوء وبعد أن شاهد أكثر من فديو قال" بس أنا مش حافظ لا الفاتحه و لا أي سورة
فبدأ في البحث عنها و بدأ يسمعها و يعيد سماعها مرات ومرات حتي حفظها بشكل صحيح وأثناء سماعه وجد رزق قد أتي من الخارج فأغلقها علي الفور احراجاً منه أن يعرف أنه لا يحفظ فاتحة الكتاب التي يحفظها أطفال الروضة
طرق رزق الباب و دخل معه بعض السندوتشات من الفول و الفلافل
رزق: السلام عليكم
باسم : وعليكم السلام
رزق: معلش يا ابني الدكاترة قالوا ممنوع الأكل
باسم : أنا عارف يا عمو انه ممنوع أنا مجرب كتير
رزق: ليه يا ابني انت بتتعب كتير يمكن مناعتك ضعيفة
ابتسم باسم: لا يا عمو مش بتعب بس علشان رجلي أنا عملت عمليتين فيها
رزق بعطف: يا ابني ربنا يشفيك ولسه برضه مش بتمشي عليها
باسم : لسه في عمليه بعد شهر و قرصات علاج طبيعي و لسه عمليه في ألمانيا كمان 3شهور
رزق : معش يا ابني كله بثوابه و تكفير ذنوب صدقني اللي ربنا بيحبه بيبتليه و بينقيه من الذنوب في الدنيا بمرض أو اي ابتلاء علشان يغفرله في الدنيا و يروح لربنا يوم القيامة نضيف
باسم بوجه متهلل : بجد والله ؟؟ ربنا خيليك يا عمو أول مره أحس اني متقبل الأمر شويه يارب يكون فعلا تنقيه من ذنوبي بس أهم حاجه نفسي أرجع أمشي تاني خايف أفضل طول عمري قاعد علي كرسي
رزق : اتصدق يا ابني الصدقه دي زي السحر صدقني .النبي قالنا " داوو مرضاكم بالصدقه "
باسم : حنين قالتلي كده برضه
رزق: طيب و مستني ايه . أنا هقولك علي حاله برضه كانت صعبه أكتر منك كمان (((قصه حقيقيه)))
مره واحد راجل أعمال وكان بيته 6 أدوار وبنته كان عندها 5 سنين و بتلعب علي السطح وقامت واقعه من عليه طبعا قالوا ماتت واتحجزت في العنايه المركزة كام شهر وكان مفقود الأمل خالص انها تقوم تاني ازاي طفله خمس سنين تقع ست أدوار و تعيش أبوها عمل ايه تصدق زي ما بقولك جاب بقره كبيره ودبحها ووزعها علي الفقرا ربنا شفاله بنته و قامت من غير أي اصابه" ودي كانت حاله أصعب من حالتك
باسم بتفاؤل شديد: خلاص ان شاء الله أول ما نخرج يا عمو استأذنك تيجي معايا و نشتري بقرة و ندبحها ونوزعها بس أنا معرفش حد فقير
رزق: متشلش هم أنا عارف كتير بس معلش نستني بس أحسن خالتك ماجدة هتعمل العمليه يوم الخميس الجاي يعني كمان 6 أيام ولما نفوق كده نعملها ان شاء الله
انتهز باسم الفرصه للتقرب منهم و البقاء معهم مده
باسم: خلاص يا عمو اسمحلي بس أفضل معاكو لحد ما اطمن علي طنط وبأذن الله نشتريلها معايا بقره كمان بنيه ربنا يشفيها
ابتسم رزق: تشرفنا يا باسم علي راسي بس بقرة دي كتيره علينا قوي احنا يادوب جمعنا حق عمليتها بالقوه البركة في حنين بنتي ربنا يكرمها و يعوضها احنا هنبقي نتصدق صدقه علي قدنا كده
باسم: متقلقش ياعمو البقره دي علي حسابي
رزق: ربنا يخليك يا باسم بس معرفش ينفع ولا مينفعش
باسم: ما ينفعش ليه أنا معايا فلوس
رزق: أنا قصدي يجوز وناخد الثواب ولا لازم حد من البيت ومن مالنا يعني لازم نسأل شيخ
باسم : ماشي ولو مش هينفع خلاص لما أعطي حنين باقي فلوسها تبقي تشتري هي
رزق: ماشي معلش يا ابني استأذنك أكل أحسن انا علي فطاري من الصبح لما حنين قالتلي جيت جري من غير ما اتغدي
باسم: اتفضل
بدأ رزق في تناول عشاءه المكون من سندوتشان بينما باسم أرجع ظهره للخف و بدا علي محياه ابتسامه وشعر بشعور لم يشعره طوال حياته شعور بالرضا بأنه سيقدم علي خطوه بها خير وأنه وجد من يتحدث معه وكأنه والده بل أفضل من والده الذي لا يتحدث إلا بالمال وعن المال وكأن الذي يحتاجه الابن من الأب هو بعض وريقات ماليه ولكن في الحقيقه الأبن يحتاج أكثر من هذا بكثير يحتاج نصيحه يحتاج اهتمام يحتاج من يفضفض معه من يرشده من يهون عليه و ...
بدأت رائحه الفول و الفلافل تتسرب إلي أنف باسم فهو لم يأكلها طوال حياته فهي شيء بلدي و سئ ولعامه الشعب فقط
ولكن رائحتها جعلته يكاد يقوم و يأخذها من يد رزق و يأكلها و يتركه جائع ولكنه تذكر أن لا يصح أن يأكل فقل في نفسه : أول ما أبدأ أكل هطلب السندوتشات دي
وفي اليوم التالي جهز حسين و حسن أنفسهم للذهاب لزيارة باسم وأخذوا بعض المال و خرجوا من منزلهم متجهين ليركبوا المواصلات العامة ليتجهوا نحو مدينة المنصورة
حسن: يعني بيتنا واقف جنبه عربيه جيب ومفتاحها معانا ونروح نركب ميكروباص ده اذلال بجد
حسين : وماله ياجدع وتسوق انت وتقوم هوب نازلين مستحمين في الترعه اللي في أخر الشارع
وقف حسن فجأه بمرح : انت مستقل بيا قوي كده علي فكره أنا بقيت خبره مش ركبت جنب السواق امبارح و انا جاي من المنصوره وخدت خبره خلاص
حسين وهو يسحب أخاه من يده ليتابعا السير: والله و عاوزني بقي اسلملك نفسي علشان ركبيت جنب السواق مره
حسن: متقلقش والله مش هنزلك في الترعه لأنك مش هتلحق أصلا توصها هتكون دخلت في الشجره اللي قدام البيت
حسين وهو يضحك: متشكر ياعم أنا لسه قدامي مستقبل اركب لواحدك
حسن و هو يصطنع العصبيه و الغضب : مستغني عني بسهوله كده ماشي يا عم دي أخره الأخوة
حسين: لا إله الا الله مش لسه بتقولي خبره و سلملي نفسك
حسن: ما أنا فكرتك معايا في الحلوه و المره و أننا توأم الروح بالروح
حسينو هو يضحك: طيب يلا نركب علشان منتأخرش
وركبا الإثنان السيارة الأجرة
حسن: بص بقولك إيه يا حسين إيه رأيك نحط الكتيبات و المطويات في كيس اسود صغير ونقوله ان حنين اللي بعتاهمله واننا منعرفش ايه ده علشان ميحسش بالإحراج او يحس ان حنين عرفتنا انه مش ملتزم خاصة انه امبارح قالها متقولش لحد
حسين: ماشي معاك حق بس اوعي تعرف حنين أحسن ننام بقيت عمرنا علي السطوح
وصلا الإثنان إلي المنصورة و استقلا تاكسي إلي مكان يدعي " عزبة عقل" داخل المنصورة فهو ملئ بالمكتبات الإسلاميه التي تشمل الكثير من الكتب و الكتيبات و المطويات وكل ما يحتاجه الشاب و الشابه الملتزم
بحثوا كثيرا في المكتبات حتي يختاروا له المناسب حيث يكون كتيبات خفيفه و بعض المطويات الصغيره عن الإلتزام و الصلاه و الوضوء و فضل الذكر وبعض مبادئ وأخلاق الإسلام بشكل بسيط وأيضا مصحف صغير وايضا مسبحه و بوكيه ورد ابيض جميل ثم استقلا تاكسي إلي المشفي وصعدا نحو الغرفه التي يقيم بها باسم ووالدهم
طرق حسن الباب فأذن لهم بالدخول
رزق: تعالوا يا ولاد
حسن و حسين : السلام عليكم
رزق و باسم : وعليكم السلام
رزق: انتوا اتأخرتوا كده ليه يا ولاد معاد الزيارة لسه عليه ربع ساعه و يخلص
حسن : المواصلات يا بابا
رزق: دول بقي حسن و حسين يا باسم
باسم وهو يبتسم بفرح : اهلا اهلا
صافحه كلا من حسن و حسين ثم جلسا علي كرسيان مقابل سريره
حسن: ألف سلامه عليك يا استاذ باسم
باسم: لا مش تبقي انتوا و الاستاذة حنين قولولي يا باسم بس ارجوكم
حسن و حسين بصوت عالي: ههههههههههههههههههه هو الحظر وصل عندك
حسن : طيب كويس انك ايزي وعلي فكره حنين بس بتحب تحافظ علي حدودها مع أي حده وده مفرحنا جدا
باسم: فعلا ده كويس جدا جدا الايام دي الي متحافظش علي نفسها تضيع و حنين ما شاء الله عليها من البنات النادره جدا الايام دي
حسين: سيبك دلوقتي من حنين المهم ربنا يقومك بالسلامه كده و تشد حيلك علشان تيجي تقضي معانا يومين حلوين كده ان مكنش عند ك مانع
باسم: شور شور هاجي أنا أصلا زهقت من قعده و حبسة المستشفيات
حسن: متقلقش قوم بس بالسلامه و احنا هنعيشك يومين هتفضل فاكرهم طول عمرك
حسين: حتي تبقي حجه نفلت من تحت ايد الحاجه فوقيه و نشم نفسنا تاني
باسم بإستفهام : الحاجه فوقية تبقي جدتك
حسن و حسين و رزق: هههههههههههههههه
حسن: لا أجل دي لما تبقي تيجي عندنا إن شاء الله تتعرف عليها جايز تطولك انت كمان وتسلم عليها
باسم : يشرفني والله اني اتعرف عليها ما دام من اسرتكم يبقي يسعدني اني اعرفها
حسن و هو يتمالك نفسه من الضحك : متخفش هوصيلك حنين انها تعرفك عليها عز المعرفه
حسين وهو أيضا يضحك بشده : هتحبها قوي
باسم باستغراب: اكيد
حسن: المهم قوم بالسلامه وتجهز نفسك بقي علشان هيبقوا يومين شقاوه وممنوع تدخل الحريم
باسم: ادعولي
حسين: هتخرج بكرة ان شاء الله؟
باسم : أه
رزق: صحيح يا حسن عاوزك تسألي المعلم صلاح علي اسعار البقر و تعرفه انه هيدبح لنا بعد اسبوعين كده
حسن: ايه ده يا بابا انت هتجوزني من دلوقتي حرام ليه تحكموا عليا بالاعدام بدري كده
رزق: انا مش بهزر يا حسن باسم عاوز يتصدق ببقره علشان ربنا يشفيه
حسن :ماشي يا بابا
وهنا أتت الممرضه لتبلغهم عن ميعاد انتهاء الزيارة
حسين: يلا مستنينك يا بطل بكرة ان شاء الله
حسن : اه صحيح خد الكيس ده حنين بعتهولك معانا
باسم : في ايه
حسن: مش عارف بس ما دام من حنين هيكون فيه ايه غير قنبله موقوته او مفاعل نووي
باسم : لا استحاله دي حنين طيبه
حسين بمرح: ماشي بكره تعرف
باسم : صحيح يا شباب ممكن تشفولي سواق كويس يكون قريب منكم علشان انا مش بعرف اسوق العربيه علشان رجلي
حسين بضحك: متقلقش عندنا سواق وخبره كمان
باسم : بجد ماشي كويس بدل ما نجيب حد من بره
الممرضه : يلا يا جماعه
حسن : لا يا باسم سلام في انتظارك
حسين : سلام مش عاوز حاجه يابابا
رزق: انا جاي معاكم لحد باب المستشفي
وخرجوا من الغرفه وأثناء سيرهم في الردهه
رزق: هي حنين بعاته ايه لباسم
حسن: مش هي اللي بعتاله ده احنا اللي شارين الحاجات دي ليه دي كتيبات و مطويات عن التوبه و الالتزام و الصلاه و كده يا بابا
رزق: طيب قولتوله ليه حينين ممكن يفهما غلط يا ابني
حسن : اصله امبارح لما كانت اتصلت عليه علشان نطمن عليك قالها انه مش بيعرف يصلي و عاوز يتعلم بس قالها متعرفش حد
حسين : وكمان علشان احنا اصغر منه في السن ممكن يتحرجه غير انه شكله مش لاقي حد ينصحه
رزق: جدعان يا ولاد ربنا يجازيكم خير سلمولي علي امكم وحنين لحد ما اجي بكره وخلوا بالكم من امكم
حسن : في عنينا يابابا
وودعوه عند بابا المشفي و خرجوا في طريقهم للمنزل
وبعد أن خرج رزق و أولاده من الغرفه أعتدل باسم بصعوبه و فتح الكيس ونظر مابه فوجد الكتيبات و المطويا و المصحف ففرح بهم كثير و قال : بجد متشكر أوي يا حنين و الله لأكون انسان كويس و اكون جدير بيكي و أعوضك . يارب أعني
ثم بدأ في قراءة كتيب تلو الأخر حتي انتهي منهم وبدأ في قراءة المطويات حتي جاء موعد نومه وطلب منه رزق أن ينام و يكمل الباقي غدا ففعل ما طلبه منه
↚
وفي تركيا كانت هناء جالسه أمام المرآه تنظر لنفسها في الدقيقه مائه مره مبهوره بالتغيرات التي حدثت بوجهها بعد دخولها أول عمليه تجميل ومع كل نظرة للمرآه كانت ترسم في عقلها ألاف الأحلام و العديد من المواقف التي تتخيلها مع فاس أحلامها " باسم"
أمسكت بهاتفها المحمول وقالت" يا تري صاحي دلوقتي؟"
ثم قالت : هتصل وخلاص
اتصلت علي رقم باسم فوجدته مغلق أعادت الاتصال مرات ولكن كان الجواب مماثل . إذن فهاتفه مغلق
قالت : خلاص هتصل في وقت تاني
ثم صمتت برهه وقالت: لا أنا مش مطمنه هتصل علي تامر صاحبه أو نانسي
اتصلت علي نانسي وانتظرت الرد ولكن لم تجد الرد فقالت : ممكن يكونوا في بارتي و مش سامعين الموبيل هتصل كمان مره كده وفي هذه المره ردت نانسي
نانسي: هاي
هناء: هاي نانسي هاو أر يو
نانسي: مين معايا
هناء: انا الدكتوره هناء
نانسي: يخرب بيتك يا شوز انا زعلانه منك بقي متصليش عليا من يوم ما مشيتي
هناء: سوري سوري سوري بجد مشغووله مؤتمرات و ابحاث وتجارب بجد تعب و ارهاق اخر حاجه
نانسي: بس متنسيش نفسك برضه و خديلك لفتين كده في تركيا قبل ما تيجي و يا سلام لو جبتيلك واد موز كده في ايدك وانتي جايه وهاتيلي واحد كمان معاكي
هناء: هههههه بجد مسخره يا نانسي مش هتعقلي ابدا
نانسي: لا مش هعقل انا كده حلوه قوي
هناء : المهم متعرفيش باسم عامل ايه اصلي بتصل بيه تليفونه مغلق و انا عاوزه اطمن
نانسي: باسم زعلان مني وحاولت اتصل بيه كام مره يقفل تليفونه و ميردش عليا فقلت خلاص ومعدتش بتصل عليه تاني
لم تبادر هناء أن تسألها عن سبب خلافهم بل اعتبرته شيء جيد بأن تبتعد عنه نانسي و التي تعتبر أقرب صديقه له و تنفرد هي به
هناء: خلاص ماشي هبقي اتصل عله بعدين و سوري مضطره اتأذنك يا نانسي علشان عندي مؤتمر كملن ساعه عاوزه اقوم اجهزله
نانسي : اوك باي
هناء: باي
ثم نظرت في المرآ و اخذت تلاعب وجهها بيدها و كأنها تداعب طفلة صغيره و تقوله : يا خلاثي يا نونه شكلنا كده هنقع واقفين والحكايه هتظبط علي هواكي ياقمر انت يا جميل
ثم نهضت وقال: هقوم بقي دلوقتي اعمل شويه شوبنج حلوين كده ولما ارجع اتصل تاني علي بسوم
وفي تلك المشفي التي كان يقيم فيها باسم لمده 3 أيام كان في قمة فرحه و حماسه مع كل دقيقه تمر معلنه اقتراب خروجه وانطلاقه لحياه جديده بها هدف وبها احباب
حانت لحظة الخروج بعد أن كتب الطبيب اقرار الخروج و أملي علي مسامعه بعض النصائح الطبيه التي سيتبعها
رزق: يلا يا حبيبي حسن مستنينا تحت و معاه العربيه و السواق
باسم بفرحه : اوك يلا بينا
جلس علي الكرسي المتحرك بمساعدة رزق و نزلوا إلي خارج المشفي فوجدوا السياره الخاصة بباسم وبها حسن و معه سائق من قريته
نزل حسن و سلم علي باسم ووالده و ساعد ه في الجلوس بالسياره واتجهوا نحو منزلهم
واثناء رحلتهم في السياهره كانوا يتناولون بعض اطراف الحديث في جو من المرح وكان باسم يشاركهم و علي محياه ابتسامه تنم عن كل الاحاسيس التي اختلطت داخل جوفه من فرحه من أمل من شوق لحنين و من اطمئنان لوجوده في وسط جو اسري افتقده طوال حياته
وكانت حنين في قمة قلقها فهي تري باسم كوباء قادم إلي منزلهم أو كفيروس مدمر سيقضي علي منزلهم
ماجدة: يا حنين اهدي كلها يومين و هيمشي
حنين: يا ماما كان المفروض معزمتوش عليه و هو كان هيبيت في فندق يومين و يروح و لا كان روح علطول هو هيتعب في ايه يعني هو هيركب عربيته و ساعتين هيوكن في بيته وبعدين اعملو حسابكم احنا مش هنطبخ حاجه يتعشي معانا بطاطس و برنجان مقلين
حسين :حنين فيه ايه عيب كده أيا كان ده ضيف عندنا لازم نتعامل بأصلنا وكلها يومين ويمشي حتي مش ده كرم الضيافه اللي دايما توصينا بيه
حنين : لو قعد أكتر من يومين هطردوا بنفسي
حسين : اهدي شويه يا حنين مش كده عيب
ماجده: لا يا حنين اهدي شويه الفقر مش عيب علشان تتعصبي قوي كده انه يجي ويشوف بيتنا و هو عايش في قصر وقومي يلا ادبحي بطه و اطبخيها علي ما يجوا
حسين : وانا هقوم اساعدك
قامت طاعة لأمها و لكنها كانت تكاد تنفجر من الضيق والقلق وقام معها حسين يساعدها في اعمالها المنزليه واتفقوا علي اعادة ترتيب اماكن نومهم في المنزل لأستقبال باسم الأيام القليله التي سيقضيها معهم
فسينتقل والديها معها في الغرفه مكان حسن و حسين و سينام باسم في غرفتهم بينما أخويها سيناموا في غرفة استقبال الضيوف
وصل باسم ومن معه إلي المنزل دهش باسم في الوهله الأولي من المكان و مظهر البيت الصغير القديم ولكنه من شده فرحه بأهل البيت تغاضي عن كل شئ
استقبله الجميع استقبال حافل وترحيب شديد وبعد وقت قصير دخلت حنين بزي محتشم وعندما رأها باسم كاد يقفز من شدة الفرح وكأنه طفل اشتاق إلي أمه الحنون حتي أن الجميع لاحظ ذلك
حنين : حمد علي السلامة يا استاذ باسم
باسم : الله يسلمك يا استاذه حنين سوري تعبكم معايا
حنين: لا تعب ولا حاجه يلا اتفضلوا الأكل جاهز
ثم خرجت وخرج حسين خلفها فوجدها تضع الطعام علي الأرض كعادتهم في الطعام
حسين بصوت هامس: حنين هو هياكل معانا علي الارض ولا ايه
حنين بصوت مسموع لكي يسمعها هذا الفيرس السام " باسم" : والله دي عيشتنا ومش هنتغير علشان حد اللي عاوز يجي يعيش زي ما احنا عايشين
نظر لها حسين بتعجب ثم سحبها بلطف حتي دخلا المطبخ وقال لها : حنين مش ده اللي اتفقنا عليه انتي كده بتحرجينا احنا
خرج حسين متجه نحو غرفة الضيوف : يلا يا جماعه الأكل جاهز تحب أجيبلك يا باسم علي....
قاطعه باسم " فقد سمع حنين" : لا لا هقعد علي الأرض عادي
ساعده حسن في الجلوس علي الأرض
وبدأوا في الأكل
باسم بتعجب: واو الأكل ده تحفه انتي اللي طابخه يا استاذه حنين
حنين بحده: اكيد
باسم: طيب دي اسمها ايه
حسن و هو يضحك: يا نونو مش عارف دي دي اسمها فاصوليا وكلها من أيد حنين وحاسب تاكل المعلقه و انت مش واخد بالك
تذوق باسم الفاصوليا ثم قال: يمي دي جنان والفراخ اللي انتي طبخاها دي عمري في حياتي ما كلت زيها
ضحك الجميع و قال رزق: ده بط يا باسم
حسين بمرح : اسم الله عليك يا بسوم لسه تعبان نرجعك المستشفي
باسم بضحك: يا جماعه انا تقريبا اكلي كله دلفري ومش بطلب غير فراخ مشويه و خلاص انما الحاجات التانيه انا معرفش انها حلوه كده
حسين: طيب بصي يا حنين ولا أقولك انا كمان استاذه حنين
فضحك الجميع سوي حنين فأكمل حسين كلامه" ممكن تطبخيلنا المحشي الخطير بتاعك و هنساعدك فيه
حنين: تساعدني فيه ؟ مش وراك مذاكره
حسن: حنين احنا في اجازه لمده يومين
كادت حنين ان تتكلم فقاطعتها والدتها: سيبيهم يا حنين يقضوا يومين مع باسم كده
حنين : هو اللي عاوز يجيب مجموع في ثانويه عامه يا ماما بيضيع لحظه ؟
حسين : يومين مش هيهدوا الدنيا و هنوعدك بعدها هنموت نفينها من المذاكره
احرج باسم من كلام حنين بشده حتي انها لم يستطيع ان يكمل طعامه وقال: خلاص يا جماعه بكره أروح
رزق: لا يا ابني انت هتقعدلك يومين مش اتفقنا انك تدبح البقره
باسم : خلاص هعطيكم فلوس و خلوا الجزار يدبحها وخلاص
لم تكمل حنين الحوار معهم و قامت متجهه نحو المطبخ تتظاهر بأنها تعد شئ ما
رزق: لا يا ابني انا مش هعمل حاجه الا لما تبقي موجود
باسم: بس علشان...
قاطعه رزق: مفيش بس ارتاح بس كده النهارده و الصباح رباح نشوف هنعمل ايه بكره
وبعد أن انهوا طعامهم شربوا مشروب دافئ وجلسوا يتسامرون بعض الوقت ولكن حنين لم تشركهم وايضا باسم لم يكن في مزاج جيد بعد ان احرجته حنين و صرحت له بشكل غير مباشر عن عدم رغبتها في وجوده
استأذن رزق للنوم فقالت ماجده: طيب يلا يا ولاد كله يقوم ينام علشان تقدروا تقوموا تصلوا الفجر
حسين: تعالي يلا يا باسم ولا تحب تسهر شويه
باسم بفتور : لا هنام
اتجهه باسم بالكرسي المتحرك خلفه وعندما دخل الغرفه و جدها بسرير واحد
قال: هو محدش هينام معايا ولا ايه
حسين: لا خد راحتك احنا هنام في اوضه تانيه
باسم بلهجه تنم عن خيبه أمل : لوحدي تاني طيب ناموا معايا اليوم ولا الاتنين اللي هقضيهم هنا مش يبقي لواحدي طول عمري
ارتلبك حسين وقال: بس اصلي انا وحسن هنام في أوضه الجلوس
باسم : ماشي هنام معاكم
انصاع حسين لغربته و هو في قمة احراجه فكيف سينام معهم باسم علي الارض مفترشين بعض الاغطيه تحتهم
حسن : طيب ما نجيب المرتبه بتاعة سريرنا نحطها تحتنا ونجيب المراتب بتاعة الككنت جنبها
حسين فكره والله
واخذوا يرتبون فراشهم الارضي بجو يملأه المرحكعادتهم ليحاولوا تغيير مزاج باسم الذي صار في أسوأ حالات الاحباط
وبعد أن اتموه ساعدوا باسم في الاستلقاء معهم علي الفراش
حسن: روق بقي يا عم علشان هنسهر أحلي سهره النهارده نستني بس يناموا و نقوم احنا نقضيها
حسين : تصدق فكره انا هطلع اشتري لب و سوداني و شويه شيبسي قلبظ كده و نقضيها للصبح
حسن : طيب يلا قبل م الناس تقفل و تنام
خرج حسين مسرعا ليعد بعض التسالي لقضاء ليله جيده
حسن : بص بقي احنا هنعيشك يومين ملهمش حل بس استعد كده يا بطل
باسم: قلي الخطه و البروجرام
أخذ حسن يتفق معه علي بعض الاشياء التي سيقومون بها حتي أتي حسين و معه الكثير من الأشياء التي سيتناولونها في ليلتهم
حسين : كويس كله نام
حسين : هقوم اجيب الباجور حنبنا والسكر و الكوبيات و السحلب و الحلبه علشان نبقي نعمل دورين واجب كده
وبعد أن اعد الثلاثه ليلتهم قطعت الكهرباء
حسن و حسين بصوت مكتوم : هيه
باسم : يا مامي
حسن و حسين : ههههههه بتحاف من الضلمه
باسم : الليله ضاعت يا خساره
حسن : اليله احلوت كده
حسين : هولع اللمبه الجاز و نعيش
باسم : يعني هنكمل السهره
حسين : احنا بنحب الكهربا تقطع علشان بنقعد نرسم في الضلمه ولما الكهربا تيجي نقعد نتفرج علي المواهب
وبدأوا في قضاء ليله تعد من أجمل ليالي عمرهم من مرح و ضحك و استمتاع حتي أذن الفجر قام الثلاثه و صلوا الفجر و دخلوا للخلود إلي النوم
نام حسن و حسين مباشره فلم يسهروا في حياتهم بمثل هذا الشكل بينما باسم لم يستطيع النوم مطلقا فقد أخذت أفكاره و أحداث يومه تتوافد علي عقله فقد كان يوم مميز في حياته مليء بالأحداث و المشاعر التي لم يعيشها طوال حياته إلا اليوم
تنهد بشده و علي ثغره ابتسامه ممتنه وقال: بجد أحلي ليله في حياتي عيشتها ياريتكم صحابي يا حسن وحسين يااااااه مكنش هيبقي ده حالي مش زي تامر و نانسي ولياليهم القذره
ثم اختفت ابتسامته من وجهه و فرحته من صدره عندما تذكر حنين و كلامها بالأمس
فقال في نفسه : مقدرش ألومك يا حنين وإن كان كلامك صعب معايا قوي و بيقطعني بس ليكي حق
كتم نفسه في ألم و قال: هحاول بكل اللي أقدر عليه أعرفك اني مش زي ما أنتي شيفاني و ان في جزء حلو جوايا أنا هقضي اليومين دول علشان اكون علاقه كويسه مع عيلتك علشان أفضل علي تواصل معهم لحد ما اثبتلك نفسي و اقدر افتح قلبك ليا
ثم أخذ يعد بعض حساباته و خططه خلد إلي النوم
↚
وفي صباح اليوم التالي أو دعونا نقول في ظهر اليوم التالي استيقظ حسن بكسل وأيقظ أخاه و باسم
حسن : قوموا يا كسالي الظهر هيأذن واليومين الأجازه هيخلصوا في الفاضي
قام حسين مسرعا وقال: بسرررررررررررعه مش عازين دقيقه تضيع
باسم بكسل: مش تقولوا صباح الخير الأول
سحبه حسن من يده ليساعده في الجلوس: يلا يا عم مفيش وقت لصباح الخير الوقت كالسيف
وأخذوا يضحكون ثم قاموا بهمة وكأنهم جنود بواسل متجهين إلي أرض المعركة بحماس حاولوا الاستمتاع بكل دقيقه و كل لحظه في اليومين اللذين سمحت لهم حنين بالترفيه بهما كانت أصوات ضحكاتهم تعلوا في كل ثانيه يلعبون و يمرحون و كأنهم أطفال دون العاشره كان يذهبون لقضاء أغلب أوقاتهم في الأراضي الزراعيه و في صيد الأسماك في نهر النيل و ركوب المركب الصغير الذي يمتلكه جدهم و ملاعبة الحمام في البرج الذي يعلو منزلهم وركوب الأحصنة والـتأرجح علي الأرجوحه التي صنعوها خصيصاً بأنفسهم و حلوا كتاب الألغاز الخاص بهم في مرحلة طفولتهم حتي قصص الأطفال التي في حوزتهم قرأوها في جو من المرح و مزاحهم المعتاد , فعلوا كل ما يمكنه تسليتهم و جعل يوميهم مميزه حتي أنهم تناولوا وجبة العشاء في ضي القمر فوق سقف البيت من الخبز الجاف و الجبن المالح ( المش) والطماطم ولكنهم كانوا يحافظون علي الصلوات الخمس في المسجد و قراءة وردهم من القرآن و اذكارهم اليوميه وكان باسم يشاركهم و يتعلم منهم وكان في أشد حالات فرحه و انطلاقه نسي أنهم يصغرونه بسنوات و انه ما لبث ان تعرف عليهم من يومين بل شعر و انهم اخوانه الذين افتقدهم طوال عمره انهم صديقيه الحميمين الذين اشتاق اليهم بعد مدة غياب أحب كل شئ فيهم و في حياتهم وطريقة عيشتهم أحب بساطة تعاملهم وبساطة حياتهم حتي أنه عشق طعامهم الغير مكلف البسيط و صار يدمن كل شئ يخصهم . تمني لو يقضي باقي عمره معهم بجواره يستمد منهم السعاده المفقوده لديه والأمان و الأطمئنان و الهروب من الوحده القاتله التي عاشها طوال عمره حتي ملها و كرهها ولكن هيهات قد تبخر الوقت ومضي مهرولا يعلن عن انتهاء اليومين الذين سيقضيهم معهم كانوا عائدين بعد المغرب من الأرض الزراعية بعد أن اصطادوا السمك و شوه و تناولوه وقد غلف الظلام أجواء البلدة و أيضا غلف قلب و صدر باسم فكان يشعر و كأنه صباح الغد سيتركهم و يذهب إلي القبر شعر بغصه في حلقه و الدموع تندفع في عينيه لفضح أمره و ما يعتمل في صدره ضغط عينيه بشده و تنهد تنهيده عمقيه ليحاول التجلد و عدم اظهار ما بداخله حتي وصلوا المنزل
دخل الثلاثه فوجدوا الصمت يعم المكان ولم يجدوا أحد بالمنزل
حسن: إمال فين ماما و حنين
حسين : انت ناسي ان النهاردة الاتنين معاد متابعتها عند الدكتور
حسن : اه صحيح طيب يلا ناخد دش و نفوق كده و نجهزلهم العشا علي ما يجوا
حسين : طيب تدخل تريح انت بقي يا باسم
باسم: لا عاوز اساعدكم
حسن : ماشي يا بطل
وبعد نصف ساعه و اثناء تجهيزهم لوجبة العشاء سمعوا طرقات علي باب المنزل
اتجه حسن لفتح الباب فوجد حنين ووالدته و علامة البكاء تكسو وجوهم
حسن : خير يا جماعه
حنين : ماما هتدخل العمليات بكره
شهق حسين الذي كان يتابع كلامه وقال برجاء شديد: يارب يارب عديها علي خير و تقومي بالسلامة ياماما وأخذ يبكي بشدة
وبعد لحظة انضم له الباقي في بكاء هستيري و اصوات تهمهم بالدعاء و الرجاء وأخذوا يحضنون والدتهم و يضمونها و كأنهم يرجون من الله أن يبقي معم ولا تفارقهم فهم لا يقدرون علي العيش بدونها
جلس باسم بينهم يشاركهم البكاء و ان اختلف الأمر بالنسبه له ولكن الموقف والمشهد أجبره علي الانضمام لهم
كان يفكر ويقول" هي دي قلوب البشر مش زيي دخلت عمليتين و كل القلوب حوليا حجر يا بختك يا طنط ماجده حاسه ان ليكي حد في الدنيا خايف عليكي عارفه انك هتخرجي من اوضة العمليات هتلاقي اللي مستنيكي و كان بيدعيلك ويرعاكي بعنيه علشان بيحبك و عاوزك حاسه ان كل اللي حواليكي....." كان يبكي معهم بحرقه رثاء لحاله و ما هو عليه من وحده قاتله
وبعد ساعات كان الجميع واقف بين يدي الله يصلون و يتضرعون بالدعاء أن ينجي الله والدتهم و تعفي من هذا المرض الخبيث وفي هذه الاثناء حضر والدهم وعلم الخبر
تحشرج صوته وبدأ يدعو الله أن ينجيها ثم قال : طيب يلا يا ولاد ناموا علشان نقوم نشوف هنعمل ايه بكره
دخل الجميع ألي فراشه ولكن لم يستطع احد النوم مباشرة بسبب القلق الذي عم البيت وكان باسم أيضا مثلهم بل أن النعاس غلب جفونهم بينما لم يستطع مع باسم
ظل يتململ في فراشه وشريط حياته يمر أمام عينيه كل لحظه وكل ثانيه تمر تذكر حرمانه في طفولته من الحضن الدافئ من الحنان و الرعايه تذكر زوجة ابيه التي كانت تفتعل المشاكل وتوبخه بلا سبب تذكر اهمال والده له و تركه وحيدا و الهروب وراء المال ظل يبكي بشده و ينتحب و يقول في نفسه " ليه يا ماما سيبتيني لوحدي ليه سيبتيني اعيش حياتي في حرمان من حضنك وحنانك سيبتيني في وسط غابه اشرار كل واحد بيقول نفسي نفسي محدش بيسمع صرخاتي ليه ياريتني كنت موت معاكي بجد محتاجك معايا شبعت خلاص حرمان و وحده ياريتك ترجعي او أجيلك انا وارتاح من اللي انا فيه محتاج حد يطبطب عليا محتاج حد يخدني في حضنه حد يطمن عليا لما اجي خارج من عمليه الاقيه مستنيني علشان يكون جنبي يهون عليا بكلمة يواسيني و يصبرني يقولي متخفش هتقوم بالسلامة و هترجع تمشي مش هتبقي مشلول طول عمرك مش هتفقد رجلك " وتابع عزاء نفسه بالكثير من الدموع والاهات التي حاول كتمانها في وسادته التي غرقت في بحر دموعه الحزين
وبعد أن نام الجميع دخل رزق إلي حنين وجدها ما زالت مستيقظة في سريرها
رزقبصوت هامس: حنين انتي لسه صاحيه
حنين وهي تعتدل جالسه: ايوا يابابا اتفضل في حاجه
رزق: كنت عاوز اسألك علي الفلوس هندفع كام ونشوف معانا ايه و كده
حنين: العمليه كلها هتاخد 30 ألف انا معايا 17 والمفروض باسم يعطيني حسبه بس بصراحه محروجه اطلب منه
رزق: طيب انا معايا 6 الاف يبقي كله كده 23 ألف السبعه الباقين هنتصرف فيهم ازاي
حنين : عامة يا بابا مش كلهم هيتدفعوا بكره قدامنا لحد معاد خروج ماما نكون اتصرفنا و استلفناهم من حد
رزق : طيب يلا يا بنتي نامي والصبح يحلها ربنا
واتجه رزق إلي فراشه و عقله يدور و صدره ملئ بالقلق والحزن والخوف
وفي صباح اليوم التالي ركب الجميع سيارة باسم وانطلقوا نحو المشفي التي ستجري بها العلميه الجراحيه لوالدتهم وبعد ان دخلوا وقاموا بعمل الاجراءات اللازمه وصعدوا الي الغرفه التي ستحجز بها ماجده استأذن باسم للذهاب نصف ساعه وسيعود إليهم
وبعد حوال ساعه عاد باسم إليهم فوجد ماجده قد دخلت غرفة العمليات ووجد الجميع في حاله يرثي لها الكل يبكي وينتحب وحسن يطوق اخته بذراعه وربت عليها لتهدأتها وجميع اوصالها ترتجف بشده وحسين يصلي و يطيل في السجود و صوت دعائه امتزج مع نحيبه و رزق يدور في الغرفه بقلق شابكا يديه ببعضهما خلف ظهر و شفتاه لم تفتر عن الهمهمه بالدعاء
دخل باسم وحاول تمالك نفسه و لكن ما يراه أجبره علي الانضمام لهم فبدأ شلال الدموع يندفع من عينيه و أخذ يقارن حاله بحاله ماجده ويبكي بشده
وبعد ساعتين مروا و كأنهم دهرا كاملا لم تخرج ماجده بعد من غرفه العمليات أخذ القلق يدب في أوصال الجميع الكل ينظر إلي الساعه في الدقيقه ألف مره يحاولون أن يسألوا الممرضات عن سبب تأخيرهم فيحاولوا تهدأتهم بقولهم " ده طبيعي يا جماعه متقلقوش"
وبعد ربع ساعه فتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب اندفع نحوه رزق: طمني يادكتور
ابتسم الدكتور وقال: حمد الله علي سلامة المدام اطمنوا نصف ساعه بالكتير وهتخرج ان شاء الله علي ما تفوق بس من البينج
ظل الجميع يحمد الله وقامت حنين من فورها لتلصق جبهتها بالارض ساجده تحمد الله علي نجاة والدتها وبدأ الاطمئنان يأخذ مكانه في نفوسهم بعد أن احتلها القلق و كاد يقضي عليها
نزل روق نحو الريسيبشن لكي يدفع ثمن العمليه و هو في قمة القلق أن ترفض المشفي أخذ جزء من المال و تطلب منه دفع المبلغ كامل دفعة واحدة
رزق : لو سمحت عاوز ادفع حساب العمليه معلش القلق خلاني غفلت عن دفع الفلوس
الموظفه: لا عادي و حمدالله علي سلامة المريض
رزق: الله يسلمك
الموظفه: اتفضل الخزنه في اخر الطرقه علي ايدك اليمين
اتجه رزق نحو الخزينه وعندما وصل وطلب دفع تكلفة العملية
الموظف: اسم المريض ايه
رزق: ماجده حسن
الموظف بعد أن بحث في دفتره الي ان وصل إلي صفحتها : ما هو ابن حضرتك دفع المبلغ كامل و دفع اقامة عشره ايام
عقد رزق ما بين حاجبيه أثر الصدمة ولكنه فطن لما حدث و علم أن باسم هو من قام بذلك سري في نفسه طيف فرحه و حنين تجاه هذا الشاب الشهم الذي بدأ بتوصيل ابنته من القاهره ثم تلي ذلك بدفع ثمن العمليه و لكنه عزم علي نقاشه في الأمر و أن يعطيه حقه
صعد إلي غرفة ماجده فوجدها ترقد علي سريرها وحوالها أبنائه الثلاثه يبكون دموع الفرحه و يقبلونها ويلقون عليها عبارات الحمد لله علي سلامتها وكان باسم يجلس في وسطهم كواحد من أبنائه يشاركهم الفرحه وعلي وجنتيه تنزل دمعاته بهدوء و داخل عينيه اختلطت الكثير من المشاعر المتضاربه
وبعد مده دخل الطبيب المتابع و معه الممرضه وأطمئنوا علي حالة ماجده و طمئنوهم علي حالها و استأذنوا من الجميع المغادره كي تستطيع الراحه يبقي المرافق فقط
فقاموا وقبلوا والدتهم وقالوا لها انهم سيأتون في الغد ليطمئنوا عليها ثم غادروا الحجره
عاد حسن و حسين و باسم ورزق إلي المنزل كان الصمت هو سيد الموقف
رزق: خلوا بالكم من بعض يا ولا انا هروح الشغل
حسن : ما تريح النهارده يا بابا
رزق: معلش يا ابني احسن في مشاكل وانا قلقان لازم اروح النهارده
حسين متقلقش ياباب خير ان شاء الله خلاص ماشي روح و ربنا يعينك
↚
عاد حسن و حسين و باسم ورزق إلي المنزل كان الصمت هو سيد الموقف
رزق: خلوا بالكم من بعض يا ولاد انا هروح الشغل
حسن : ما تريح النهارده يا بابا
رزق: معلش يا ابني احسن في مشاكل وانا قلقان لازم اروح النهارده
حسين متقلقش يابابا خير ان شاء الله خلاص ماشي روح و ربنا يعينك
خرج رزق متجه إلي عمله وظل الثلاثه يساعدون بعضهم في القيام بالاعمال المنزليه وكان باسم يشاركهم في فرح بل شعر بشعور لم يطرأ عليه قط عندما كان يساعدهم فهو تعود طوال حياته ألا يفعل أي شئ مفيد بل الكل يعمل من أجله و لا يوجد لديه ما يفعله مما كان يشعر دائما أنه بدون فائده و لا يوجد داعي لحياته من الأساس
ولكن الأن ومع أن الأعمال التي كان يقوم بها يستهين بها الكثير ولكن بالنسبه له كأنها انجازات فكان يحاول قدر استطاعته أن يساعد قدر ما استطاع و يخرج ليقضي بعض الطلبات من السوبر ماركت المجاور و كل فتره يعد لصديقيه الشاي و المشروبات الدافئه لتسليهم وقت مذاكرتهم و دراستهم ويجلس بجوارهم يطلع علي بعض الكتب الدينيه و الكتيبات حتي انقضي اليوم و خيم الظلام الاجواء السمائيه و بدأت المصابيح الكهربيه في الاستيقاظ
أتي رزق من عمله وهو مكفهر الوجه يبدو علي ملامحه الحزن و خيبه الامل
دخل و سلم علي ولديه و باسم ثم جلس علي كرسي مطأطأ الرأس و اضع كفيه علي رأسه
حسن : خير يا بابا في حاجه
تنهد بحسره ثم قال: لا خير يا ولاد يلا حطوا العشا علشان ناكل
قام الثلاثه يساعدون بعضهم في اعداد مائدة العشاء الصغيره وجلسوا يتناولون الطعام في صمت
رزق: باسم
باسم وهو يتوقع الكلام الذي سيقوله رزق و أعد له ردا مسبقا: نعم
رزق: قبل أي حاجه شكرا علي شهامتك ورجولتك و بجد اتمني حسن و حسين يبقوا زيك
باسم : ربنا يخليك يا عمو
رزق: اكيد عارف انا بكلمك عن ايه بس الكلام ده مينفعش ومعلش يا ابني لازم نتحاسب
باسم: لا يا عمو مفيش حساب ولا حاجه دي اساسا فلوس شغل حنين مش دافع حاجه من معايا ولا حاجه
رزق: ازاي يعني ؟ عاوز تقنعني شغل حنين 10 أيام ب 40 ألف جنيه
باسم : والله يا عمو اللي حنين عملتوا معايا و اللي انتوا عملتوه معايا ميتقدرش بفلوس
رزق: يا ابني ده واجب علينا بس الحساب ده بعيد خالص عن المجاملات دي حقوق يا ابني
باسم: بعد اذنك يا عمو اعتبر خلاص اتحاسبنا علشان خاطري معلش اقبلها مني المره دي كفايه اني قاعد معاكم في بيتكم ومعتبرني واحد منكم " ثم تحشرج صوته في حلقه" والله لو كل فلوسي تروح مني مقابل اني افضل معاكم و مفقدش قاعدكم و لمتكم انا مستعد من اللحظه دي
حسن وهو يربت علي يد باسم : انت واحد مننا يا باسم وهتفضل طول عمرك واحد مننا من غير مقابل احنا بجد بنحبك وبنعتبرك اخ
حسين : بس حساب ايه اللي بتتكلموا عليه
رزق: باسم دفع فلوس العمليه و اقامة امكم 10 ايام في المستشفي
حسن و عينيه في غاية اتساعهما: ايه لا معلش يا باسم
قاطعه باسم : ووالله يا جماعه لو فتحتم الموضوع ده تاني يبقي خلاص اعتبورا انكم عمركم ما شفتوني ولا عرفتكم ومن بكره هستأذن و امشي
حسين بمرح ليلطف الجو: ايه تستأذن دي انت قاعد في فصل و عاوز تروح الحمام
باسم و لم يبالي بمزح حسين: وبعدين بقولكم ده حساب حنين هي لسه مخدتهوش مني
رزق: خلاص يا ابني ودي جميله فوق راسنا و يارب نقدر نردهالك يوم فرحك و انت ماشي علي رجلك يارب عن قريب
باسم ولم يتمالك نفسه فبدأ يبكي: يارب يا عمو بالله عليكم ادعولي ارجع امشي تاني و ما أفضلش طول عمري مشلول أنا فقدت كل حاجه حلوه في حياتي من صغري مش عاوز افقد رجلي لما كبرت
حسن ليلطف عنه: ليه بس يا باسم احمد ربنا نعمه كتير عليك
باسم بصوت مختلط بالبكاء: بس اتحرمت بدري من امي و من اخواتي و اهلي اتحرمت من الحنان و الاطمئنان تعرف يعني ايه تكون طفل في اولي اعدادي وتفضل قاعد لواحدك في فيلا طويله عريضه لمدة اسبوع تنام لوحدك و تقعد لوحده علشان ابوك اتخلي عنك مقابل الفلوس ومعتقد ان الشاغلين هيحافظوا عليا لكن لما اتأخر في مرتبتهم شهر سابوني و مشوا وكأني كلب
قاطعه رزق و هو يضمه: لا حول ولا قوة الا بالله خلاص يا ابني اللي فات مات احنا في النهارده و اعتبر نفسك واحد مننا أنا أبوك و حسن و حسين اخواتك و ماجده امك هنملي حياتك و اللي تعوزه احنا تحت أمرك و مش هنتخلي عنك لحظة في عمرنا ولا هنسيبك أبدا
باسم وهو يمسح دموعه بظهر يده: أرجوكم خلوكم جنبي علي ما أخلص عمليات رجلي واقدر أمشي تاني بجد محتاج لأخ يكون جنبي ولو بكلمة تواسيني و تدفعني صدقوني وحدتي بتقتلني في اليوم مليون مره
حسن : يا باسم انت اخونا والله بعتبرك زي حسين و احنا هنفضل معاك طول عمرنا
كانت تجلس في جوار أمها وهي في غاية فرحها بنجاة والدتها ونجاح العملية وكلام الأطباء الذي يطمئنها كل لحظة
نظرت إلي الساعه فهي في انتظار زيارة أخويها ووالدها وبعد دقائق سمعت صوت مزاحهم فعلت البسمة وجهها
طرقوا باب الغرفة ودخلوا ( رزق و حسن و حسين و باسم والسائق)
الجميع: السلام عليكم
ماجده و حنين : وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
حسن وهو يقبل والدته: حمد الله علي السلامة يا جوجو بس ايه الحلاوه دي
حسين : الله الله علي البدر اللي منور
ماجده بوهن: بس يا واد انت وهو بقي مش هتعقلوا ابدا كده
رزق: ولا عمرهم هيعقلوا ابدا شنباتهم هتطلع اهي ولسه عقلهم نمنم
باسم : حمد الله علي السلامة يا طنط
ماجده: الله يسلمك يا حبيبي عقبال ما نقولهالك يا ابني
باسم وهو يبتسم: اللهم أمين
وبدأوا في تناول أطراف الحديث في جو يملأه المرح و الطمأنينة وبعد 10 دقائق من بدأ زيارتهم بدأ باسم يشعر بشعور غريب و كأن ماس كهربائي يسري في جسده
حاول التجلد و اخفاء ما يشعر به و لكن بعد ثواني لم يستطع التماسك وخارت قواه و كأنه دجاجة ذبحت للتو
فزع جميع من في الغرفه و هبوا واقفين
رزق: الله اكبر الله اكبر خير يارب ايه ماله ده
حسن : هنادي دكتور بسرعه و خرج مهرولا خارج الغرف
حسن موجها كلامه لحنين بعصبيه: هو عنده صرع ؟
حنين : معرفش معرفش
أتي الطبيب و معه ممرضتان وعندما شاهد باسم قال: علي الاستقبال بسرعه
حمله حسن و حسين و اسرعوا به الي غرفة الاستقبال وبعد أن فحصه الطبيب و هدأ من حالته
الطبيب مستفسرا: هو بيشرب مخدرات
الجميع بتعجب: مش عارف
الطبيب: عامة علي ما يفوق هنسحب عينة و نشوف
سحب الطبيب بعض قطرات من دمه و اتجه نحو معمل التحاليل والكل يجلس صامتا لا يحرك ساكن و كأن علي رؤوسهم الطير
وبعد دقائق استفاق باسم فهرول عليه رزق و قال له بحنان: مالك يا ابني
نظر باسم حوله باستغراب وقال: هو انا فين
دخل الطبيب ومعه نتيجه التحليل
الطبيب: حمد الله علي السلامة يا جميل
باسم: الله يسلمك
الطبيب: قوم كده وصحصح علشان عاوز اتكلم معاك كلمتين بس عاوز صراحه مطلقه علشان اقدر افيدك
طأطأ باسم رأسه للأسفل في حرج فهو يعلم ما سيقوله الطبيب و لكن أمام من ؟ يا له من موقف لا يحسد عليه
باسم : اتفضل يا دكتر
الطبيب: انت كنت بتشرب خمر و بطلت؟
باسم : ايوا
الطبيب: كنت بتشرب حاجه تانية او بتدخن
باسم : لا خمر بس
الطبيب : بطلت امتي
باسم: من حوالي شهر
الطبيب: فجأه
باسم: اه
الطبيب: طيب وانت مكنتش عارف نه غلط تبطل كده فجأه و لازم تستشير طبيب ادمان
باسم: عارف بس انا كنت عاوز اجبر نفسي خاصة اني بعدت عن المكان اللي بشرب فيه فقلت ده هييساعدني وكمان انا كنت بشرب مره واحده بس في الاسبوع
الطبيب : تمام هيساعدك نفسيا لكن جسديا و صحيا لا . طيب مكنش بيجيلك اي اعراض زي اللي جاتلك النهاردة
باسم : كان بتجيلي دايما بس مش شديدة كده وكنت بحاول استحمل وأقاوم
الطبيب: طيب لازم تتابع مع طبيب معالجة ادمان و تتابع معاه بالتحاليل علشان تتعالج صح و متضرش
باسم : طيب ياريت حضرتك تدلني علي دكتور بس يكون من هنا من المنصورة
الطبيب: من عنيا اتفضل ده كارت دكتور كويس وعامة أنا شخصيا بحييك علي اقلاعك عن الخمر بالعزيمة دي وربنا معاك
باسم: ربنا يخليك يا دكتر
نهض الجميع و سلموا علي الطبيب و خرجوا ولكن موعد الزياره قد انتهي فأتجهوا خارج المشفي وركبوا السيارة
كان باسم في غاية خجله يحاول أن يداري وجهه من كثرة احراجه
حسن : انا مبسوط بيك قوي يا باسم انك قدرت تقاوم نفسك وتبطل شرب
لم يرد باسم بل ظل مطأطأ الرأس
حسين ليحاول كسر خجله البادي بشده علي محياه: خاصة ان ده بيكون ليه اثر سلبي علي صحتك وانت قاومت بالشكل القوي ده
رزق: كويس يا ابني ان ربنا قادك لهنا أنا متأكد ان صحابك اللي في مصر هم اللي كانوا غاوينك
حسن : ربنا عارف ان باسم انسان نضيف من جوه فأنقذه و ياريت يا باسم مترجعش تاني القاهره و تفضل معانا علطول و نكون صحبه خير ونعين بعض
باسم بعد أن تغلغل الاطمئنان نسبيا إلي نفسه: ان شاء الله
حسين : هتروح لدكتور الادمان النهارده
باسم : ان شاء الله هوصلكم بس و هرجع مع السواق
حسين : لا هنيجي معاك
باسم : لا يا شباب ارجعوا علشان مذاكرتكم دي اهم سنه في حياتكم كفايه الي ضاع من وقتكم
رزق: ماشي يا ولاد ارجعوا انتو البيت و انا هروح مع باسم
باسم : لو هشغلك يا عمو بلاش هروح لوحدي مع ايمن " السائق"
رزق بيأس: لا مش هتشغلني ولا حاجه
حسن : طيب بعد اذنك يا بابا هات الموبيل نطمن حنين و نعرفها اننا مشينا علشان متستناش
باسم برجاء: حسن بعد اذنك متعرفش حنين اني كنت بشرب خمر وقولها تشنجات وخلاص
حسن : حاضر
اتصل حسن برقم حنين وبعد ثواني سمع صوتها: السلام عليكم
حسن: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حنين : هو انتوا فين
حسن" احنا في طريقنا للبيت معلش هنيجي بكره اصل علي ما باسم فاق الزيارة خلصت
حنين بضيق: خلاص ماشي
وأغلقت الخط وهي تشتعل غيظا
تعجب حسن من عدم استفسارها عن صرع باسم ولكنه لا يعلم أنها خمنت السبب أصح تخمين
وبعد أن وصلوا للمنزل دخل حسن و حسين و عاد باسم ورزق بالسيارة متجهين إلي العنوان المكتوب في الكارت الخاص بطبيب معالجة الأدمان
وأثناء سيرهم بالسيارة كانوا يتناولون أطراف الحديث بهدوء
أيمن : طيب يا عم رزق المشتري الجديد للأرض هيسبها متشجره زي ما هي و هيسيب العمال اللي فيها زي ما هم ولا هيغير النظام
رزق: بحزن دفين: لسة مش عارفين والله ربنا يسترها الواحد قلقان . بقالنا سنين شغالين فيها والواحد مطمأن مدام عارف أخر الشهر هيجيلوا فلوس و ان كانت قليله ويادوب بتكفي العيشه بالقوة بس علي الاقل عارفين اننا هنقدر نعيش
أيمن : والله اخويا عوض أكتر منك طب انت عندك بنت واحده انما هو عنده 3 علي وش جواز لو اتقطع عيشه من الجنينه هيعمل ايه
تدخل باسم علي وجل: طيب هو صاحب المزرعه ولا الجنينه عاوز يبيعها ليه
رزق: صاحب المزرعه ده عنده 10 فدان مشجرهم فواكه وبتكسبه دهب بقاله سنين طويله الموسم اللي فات جات في دماغه فكرة يعمل جنبهم مصنع مربات فواكه و عصير و من خيبته خد المحصول كله ود خله المصنع من غير ما يعمله دعايه و لا حتي يتأكد من انه هيبقي انتاجه جيد ولا طعمه وحش وطبعا خسر خساره جامده قوي ومن ساعتها و هو كره المزرعه و بيدورلها علي مشتري مع انه لسه باني فيلا تفرح في وسط المزرعه مفيش حد سكن لسه فيها
باسم وقد لمعت في رأسه فكرة: بيبيع بكام
رزق: معرفش والله يا ابني
باسم : طيب هاجي معاك بكره عاوز أقابله
↚
باسم وقد لمعت في رأسه فكرة: بيبيع بكام
رزق: معرفش والله يا ابني
باسم : طيب هاجي معاك بكره عاوز أقابله
وبجانب ذلك السرير الطبي الذي ترقد فيه ماجده منذ أيام كانت تجلس حنين محدقه في الفراغ و هي تضغط علي أسنانها و تتذكر أحداث اليوم وصرع باسم الذي حدث له . خمنت مباشرة انه بسبب المخدرات التي يشربها
حنين في نفسها: هو الهباب ده لسه موجود ليه مش قال يومين علي ما يفوق من تعبه و رجع قال لما يطمن علي ما ماما تعمل العمليه يا تري لسه هيتحجج بإيه تاني....بس والله لهفضح أمره لحد ما يتخفي..... ( ثم تابعت بفرح) صحيح أكيد هيضطر يمشي بكره علشان ياخد جرعه المخدرات علشان الصرع ده ....يارب اجعلها اخر الاحزان و مايرجع تاني و لا نشوف وشه تاني يارب .. والله ده وباء ربنا يستر من قعدته اليومين دول مع حسن و حسين
ومرت الساعات القليلة التي تفصلهم عن قدوم اليوم التالي و بدأت أشعة الشمس الدافئة تلف المكان فقد بدأ شهر الربيع في ارسال بعد علاماته معلنا اقتراب وصوله
استيقظ باسم وأيقظ حسن و حسين
باسم : قوموا يلا يا شباب علشان نشوف هنعمل ايه النهاردة
حسن : ايه هنبني السد العالي
باسم بجديه : مش اتفقنا اننا مش هنضيع ولا دقيقه جايه
ثم تابع : ويلا استقروا علي المدرسين اللي هتختاروهم علشان الايام متجريش من غير ما تحسوا و تلحقوا تراجعوا مع المدرسين كويس
حسين: متكلفش نفسك يا باسم احنا والله مذاكرين كويس مش محتاجين مدرسين
حسن: وبعدين احنا متعودين نذاكر من غير دروس طول عمرنا
باسم: السنه دي غير انتوا في سنه مصيريه و اكيد ظروف تعب مامتكم مأثرة علي مستواكم ...أياَ كان بطلوا رغي و مضيعوش وقت و انا هروح مشوار مع باباكم وعلي ما اجي تكونوا اتفقتوا علي المدرسين
ثم ساعده حسن في الجلوس علس كرسه واتجه ليتوضأ و يبدأ يومه
وبعد أن صلي الثلاثه و اتموا اعداد وجبة الافطار بمساعدة بعضهم أيقظوا والدهم و تناولوا الطعام
باسم: جاهز يلا يا عمو
رزق: هتيجي معايا
باسم: اكيد
حسن : رايحين فين
باسم بمزاح: مشوار و متدخلش في اللي ملكش فيه
حسين: والله الواحد معدش مطمن لخروجاتكم اللي كترت دي والاسرار دي يظهر يلزمنا جهاز مخابرات
باسم و هو يبتسم : يلا يا اسيودند انت وهو قوموا شوفوا مذاكرتكم علي ما اجهزلكم شاي
وفي تلك الغرفة الفخمه الملحقه ببناء فيلا علي أحد الأطرزة الحديثة وعلي ذلك المكتب الضخم كان يجلس رجل تبدوا عليه ملامح الهيبة و الأصاله " الحاج عبدالفتاح المعادواي ) صاحب اكبر و اجمل مزرعه في المنطقه فقد كانت تدعي مزرعته " حته من الجنة"
ورثها من والدها قطعه أرض مساحتها عشرة فدادين عمل طوال صباه و شبابه فس تشجيرها بجميع انواع الفاكها و الورود حتي اصبحت مكان يتمني اي شحص في رويته و لكنه حينما فكرت في الانحراف عن الطريق الذي يتقنه ( الزراعه) و فكر في عمل مشروع صناعي لم يدرس ابعاده بده لم يطن الحظ حليفه و دفع ثمن تلك الخطوة الكثير من أمواله حتي انه اصبح مديون لبعض البنوك
لم يعلق سبب الخساره علي خطأ الادارة و عدم دراسة المشروع بدقه قبل تنفيذه و لكن علق سبب الفشل في ( الحسد عيون الحاقدين المصوبه ناحيته) للأسف بسبب جهله وان اصبح غنيا ولكنه ما زال يفكر بطريقة الجاهلون
قرر ان يترك ةالمزرعه و يبعد عن الناس ويشتري قطعه اكبر في اراضي الاستصلاح الزراعي و يبدأ في تشجيرها بعيدا عم الناس
وأثناء ارتشافه قهوته رأي الحاج رزق أقدم عمال المزرعه و يسير بجواره شاب مرموق الطله ولكنه مشلول القدمين
انتظر وصولهم وهو يقول في نفسه ( اياك متقوليش واحد محتاج مساعدة يا حاج رزق انا مش ناقص )
استأذن رزق وباسم فأذن لهم عبدالفتاح بالدخوال
عبدالفتاح تشربوا ايه يا جماعه
باسم : متشكرين يا سعادة الباشا احنا جاين لحضرتك في موضوع بس مستعجيلين
عبدالفتاح(وهو متعجب ماذا سيطلب منه شاب مشلول غير المساعدة خاصة انه من جهه رزق الفقير او بمعني اصح المعدم ماديا) : خير يا ابني ؟
باسم ( واخرج له بطاقته): باسم حلمي السيوطي ابن الوزير حلمي السيوطي
وقف الرجل أثر المفاجأة ومد يده ليسلم علي باسم وعينيه تنتقل بتوتر بين وجهه ووجه رزق: اهلا وسهلا ده شرف لينا زيارتك دي يا سيادة الباشا
باسم: ده من زوقك يا افندم احنا جاينلك علشان موضوع المزرعه
عبدالفتاح بتعجب وهو ينظر لرزق ويوجه كلامه لباسم: حضرتك اللي جايلي تقصد بقي ا اا ا يعني الحاج رزق ايه دخله بالموضوع
باسم بثقه : ما الحاج رزق هيبقي شريكي
عبدالفتاح بصدمه واضحه: اه
باسم: يا فندم قلت لحضرتك معنديش وقت علشان لو العرض عجبني نخلص النهارده حالا
عبدالفتاح : انا تحت امرك يا باشا أنا عارض الفدان ب 3 مليون و المصنع ب 5 مليون و الفيلا ب3مليون
باسم:ط مش اسعار خياليه اللي حضرتك بتتكلم عنها
عبدالفتاح: حضرتك انا هعطيك الارض متشجره وفيها محصولها كمان ... بص حضرتك تعالي اتفرج عليالفيلا و شوف قد ايه متكلفه و المصنع و المكانات اللي فيه و شوف المزرعه و احكم وبعدين انا جايلي اتنين مشترين بس الاختلاف علي امور بسيطه جدا
وخرج الثلاثه ليشاهدوا المزرعه علي الواقه وبهر باسم بها وبعد ما يقرب من ساعه في غرفه المكتب
عبدالفتاح: ها يا باشا قلت ايه
باسم : موافق واتصلي علي محامي يجي حالا علشان نمشي في الاجراءات وانا معايا دفتر شيكاتي
رزق: بس المصنع يا باشا غالي قوي
أشار باسم لرزق بأن ينتظر حتي عبدالفتاح للتحدث فقال له: المصنع فوق الرائع بس يظهر المشكله كانت في التسويق و متخافش هعمل دعايه في التلفزيون وكل القنوات و هجيب افضل مهندسين زراعين و هنخليه ميه ميه
وداخل المشفي كانت حنين شارده بخيالها في عالمها الجديد الذي ترسمه من ليله امس و ظلت تعد الخطط المستقبله التي ستقوم بها لكي تعيش حياه جديده تجد فيها نفسها
صحيح انها ستضطر للانتظار سنوات للأمام لكي تشعر بالسعاده و تحظي بحياه مثل باقي البنات و تسعد بشريك حياتها مثل باقي البنات ولكنها عليا لأقل الأن تشعر بالاستقرار بعد شفاء والدتها
أخذت تخطط لتقسيم يومها بين عملهل في الوحدة الصحيه و أيضا في منزل اسرتها وبين عبادتها التي نوت زيادتها وان تتقرب اكثر اليالله و بين اهتمامها بنفسها كأنثي شابه تنتظر قدوم شريك حياتها
وايضا خططت لعمل بعض الجمعيات و شراء بعض الاشياء لجهاز عرسها من مفروشان و ادوات منزليه
وحينما مر بعقلها طيف باسم اشمئوت ملامح وجهها بغضب وقالت في نفسها: الحمد لله انه خفي...... بس لو رجع تاني ايه العمل؟.... بسيطه هطلب من بابا واخواتي انه يمشيه ولو بابابا اتحرج هطلب انا ويبقي لحد كده كفايه ذوق لو رفض او جه تاني هقولهم علي الحقيقه و انه بتاع سهر و بنات و مخدرات و كويس انه الصرع حصل قدامهم و كمان لو مجاش النهارده يبقي فعلا ده اكبر دليل انه رايح يعمل بارتي فحش في فيلته علشان ياخد جرعة المخدرات اللي تلزمه غير طبعا الفديوها القذرة اللي ليل ونهار كان بتفرج عليها في فيلته و اول ما يشوفني يتبل في هدومه من احراجه ربنا يبعده عننا ويبقي ورم تم بتره نهائياً
في تلك الحديقه الصغيره التي في مقدمة منزل رزق كان يجلس حسن عندما رأي سيارة باسم تقترب من منزله
حسن : حسييييييييييين باسم وبابا جه يلا اجهز علشان نروح لماما المستشفي لماما زمان حنين علي اخرها
حسين : مش لسه مستر ايهاب بتاع العربي محجزناش عنده
حسن : بكره يا عم وبعدين تفتكر هيرضي يجي يعطينا درس في البيت ده احنا كنا هنبوس رجل المدرسين التانين
حسين: الفلوس بتعمي يا اخي
ترجل ايمن من السيارة واقبل نحو حسن: يا يا ابطال ابوكم عاوزكم في المزرعه
حسن بقلق: خير في ايه
ايمن : علمي علمك والعلم عند الله بس متقلق ابوك كويس
حسن: طيب يلا يا حسين استر يارب دي سنه كلها مفاجأت
حسين: طيب استني لما اقفل الباب كويس
ايمن: متقلقوش والله ابوكم كويس و شكله مبسوط قوي
ركبوا السياره وانطلقوا وبعد ما يقرب من نصف ساعه وصلوا مشارف تلك الجنه ودخلوا البوابه
حسن : واو ده انا لو مكان الحاج رزق افضل ليل ونها في الشغل
ايمن و هو يقود في ذلك الممر الضخم المؤدي إلي باب الفيلا وعلي جانبيه الكثير من الاشجار ةوالزهور التي ترسل رسائل توحي بقرب الربيع: هو انتوا مجتوش قبل كده هنا
حسين: لا بس لو نعرف ان المزرعه كده كنا سيبنا التعليم وجينا اشتغلنا فيها
ايمن وهو يبتسم: ربنا يستر احسن صاحب الزرعه بيبعها و شكل كل شغالين هنا هيبقوا عاطلين
حسن بخوف: والله؟ علشان كده بابا بقال فتره شايل هم الدنيا كله فوق دماغه
حسين : طيب بابا هناك اهو ومعاه باسم ومعاهم مين دول
ايمن : ابو جلابيه التخين ده الحاج عبدالفتاح صاحب المزرعه لكن ابو بدله معرفهوش
ترجل الثلاثه من السيارة و اتجهوا ناحية البقيه
سلم حسن و حسين علي الحاضرين
عبدالفتاح : اتفضلوا يا جماعه علي المكتب
وبعد السلامات قال رزق: بصوا يا ولاد باسم هيشتري المزرعه
صدم الاثنان من الكلمة وظلوا يحدقوا في والدهم و باسم
حسن وهو يهمس بأذن باسم: انت مخبي ماكينة الفلةس بتاعتك فين بالله عليك سلفهاني يوم واحد بس
ضحك باسم : اعقل ياض احنا في قاعده رجالة
المحامي: يلا يا جماعه نبدأ كتابة العقد وبكره الاستاذ باسم يقابلني بدري علشان نبدأ في الاجراءات
باسم: بس بإذن الله الفيلا بأسم الحاج رزق و مكسب 20% من المصنع و المزرعه
وقف رزق اثر تلك الصدمه وهم بالتحث لولا اشارة باسم بيده فعاد جالس علي كرسه لحرج الموقف امام الغرباء
عبدالفتاح بعدم تصديق: متأكد من اللي بتقوله يا باسم بيك
رزق: بس..........
فقاطعه باسم موجهه كلامه للمحامي: اتفضل يا افندم اكتب العقد
وبدأ المحامي في الكتابه و احضروا ايمن و اثنان من محاسبين في المزرعه بالشهادة علي العقد وسط ذهول رزق و حسن و حسين و فرحه غامرة قلب باسم انه استطع ان يرد لعائلة رزق و لحنين معروفهم و ايضا يصبح جزء من اسرتهم
وبعد نصف ساعه غادر المحامي و الشهود المكتب وبقي باسم و حسن و حسين و رزق و عبدالفتاح
عبدالفتاح: الفيلا فاضيه لسه محدش سكن فيه من بكره تقدروا تقيموا فيها لكن استسمحكم تسيبولي المكتب 3 ايام علي ما اظبط مكان انقل فيه اللي يخصني
باسم : اوكيه ولو سمحت اعطيني رقم المهندس اللي صممها علشان محتاجه
↚
وبعد نصف ساعه غادر المحامي و الشهود المكتب وبقي باسم و حسن و حسين و رزق و عبدالفتاح
عبدالفتاح: الفيلا فاضيه لسه محدش سكن فيه من بكره تقدروا تقيموا فيها لكن استسمحكم تسيبولي المكتب 3 ايام علي ما اظبط مكان انقل فيه اللي يخصني
باسم : اوكيه ولو سمحت اعطيني رقم المهندس اللي صممها علشان محتاجه
ثم وجه كلامه للبقيه: ما تقوموا يا جماعه نتفرج علي الفيلا
نهض الجميع للخارج في حاله من الصدمة و الذهول وتبعهم باسم بعد أن أخذ مفتاح الفيلا من عبدالفتاح
وعندما خرج وجدهم يقفوا في شرفة الفيلا الارضيه و يتناقشون وعندما وصل اليهم
حسن بجدية : ايه اللي انت عملته ده يا باسم
رزق: انت لاقي فلوسك يا ابني ولا ايه و بعدين ...
قاطعه باسم : لو سمحت يا عمو ده رد للجميل اللي عملتوه معايا
رزق: عملنا جميل ايه يا ابني علشان تدفع ثمن العمليه و ترجع تكتب فيلا بأسمي و كمان 20 % من مكسب المزرعه كل ده علشان قعدت عندنا يومين
باسم : الأمر أكتر من كده بكتير يكفي اني تبت لربنا علي ايديكم لولا ان ربنا هداني لهنا واتعرفت عليكم كان زماني لسه ضايع هناك في وسط اصحاب السوء في القاهرة والخمره و البنات و الذنوب اللي تودي في داهيه والله لو اعطيتكم مالي كله ما يكفي معروفكم معايا يكفي انكم بتعاملوني احسن من بابا اللي خلفني وبتساعدوني و بتعونوني علي الخير و الطاعات بس عاوزكم تكملوا معروفكم معايا للاخر و تفضلوا معايا لحد ما اخلص قرصات العلاج من الأدمان و تساعدوني اني مرجعش تاني القاهره لان انتوا عارفين ان شرط اساسي من علاج الادمان هو تغير المكان و الحمد لله ان ربنا دبر الامر و المزرعه دي بتتباع وفلوسها معايا
حسن بمزاح: الماكينه بتاعة الفلوس اللي معاك دي لسه شغاله؟
ابتسم باسم : وانا عارف ان مينفعش اقعد انا وحنين في بيت واحد وانها مش هتاخد راحتها في وجودي علشان كده انا والشباب هناخد الدور الارضي من الفيلا و انت يا عمو وطنط وحنين تاخدوا الدور التاني علشان تاخدم راحتكم ..معلش عارف اني دخيل علي حياتكم و جايز اكون تقيل عليكم بس صدقوني انا مقدرش استغني عنكم انتوا اهلي و كل حاجه في حياتي
رزق: ربنا يحفظك يا ابني مش تقيل ولا حاجه بس كان ممكن تكتب الفيلا بأسمك و عادي نقعد معاك
باسم: انا عاوز احسسكم انكم في بيتكم لان عارف حنين استحاله توافق انكم تكونوا قاعدين عندي و بعدين لو ربنا شفاني هخطب أول حاجه هعملها هبني فيلا تانيه في المزرعه علشان تاخدوا راحتكم في فيلتكم و انا في فيلتي
رزق: طيب ولا مؤاخذه يعني يا ابني في السؤال هو انت كنت بتشتغل ايه علشان يبقي معاك الفلوس دي كلها
باسم : انا مكنتش شغال علشان كده كنت حاسس ان الحياه بتساوي الموت ولما لقيت في مزرعه بتتباع مترددتش لحظه اني اشتريها علشان يبقي ليا مشروع مسؤول عنه واحس اني ليا فايدة في الدنيا ..انما الفلوس انا جدي ابو ماما كان عنده مصنع اقمشه كبير ولما اتوفي ماما ورثته و كمان كام أرض و كام بيت ولما ماما اتوفت و انا صغير طبعا انا وبابا ورثناها . بابا الربع و انا ال3/4 فبابا دماغه حلوه و شغاله بدأ يكبر المشروع و فتح مشاريع كتيره جدا جدا وسافر امريكا فتح هناك فرع لمصنعنا وطبعا كل حاجه بنسبة بيني و بين بابا و كان دايما بابا بيحول نسبتي علي حسابي في البنك و علشان انا كنت بتاع مشاكل بابا عمره ما طلب مني اروح اشتغل معاه في حاجه و مكتفي شري بأنه بيبعتلي فلوس و خلاص ده كمان لو كنت بحافظ علي الفلوس كان زماني معايا دلوقتي اكتر بكتير و لكن خيبتي او مكملت 18 سنه بعت مصنع كامل و طبعا حصل مشاكل كتيره بيني و بين بابا بس الحمد لله اني عقلت
حسين : طيب بصوا نكمل كلام بعدين و نروح لماما دلوقتي
باسم:طيب معلش روحوا انتوا و انا الايام اللي جايه هظبط فيها الفيلا وهشوف مهندسين كويسين للمصنع و اخلص الاجراءات بتاع البيع بس ليا طلب متعرفوش حنين و طنط ماجده حاجه و خلوها مفاجأة
حسن : اوك ولو المهندس الديكور جاي دلوقتي ياريت خليه يعمل ماس كهربائي بين الدور الأول و الارضي يمنع دخول البنات الدور الارضي (ثم تابع بصوت عالي) عاوزين نشم نفسنا بقي
كانت تجلس تتحدث مع والدتها في مواضيع شتي وتنظر من وقت لأخر في ساعة يدها
حنين: هم اتأخروا كده ليه
ماجده: تلاقي المواصلات ولا حاجه وانا اساسا عاوزة ارجع البيت علشان اخواتك يركزوا في مذاكرتهم بقي معدتش غير شهرين علي الامتحانات
حنين و هي تنصت للصوت القادم من خارج الغرفة: أهو جم علي السيره . بس انا بفضل ياماما تفضلي هنا لحد ما نطمن خالص و اكيد الدكاتره مقعدينك 10 ايام لسبب مش هباء يعني ( ولا تعلم ان باسم من طلب اقامتها مده اطول للتعافي كلياَ)
دق الباب و دلف منه الجميع وكانت حنين تنظر لهم وهي تترقب أيأتي باسم ام ان الله اكرمهم و صرفه عنهم و عندما و جدته لم يأتي قالت في نفسها : اه الحمد لله مشي اكيد مقدرش يستحمل من غير مخدرات اكتر من كده ربنا يبعده عننا و ما نعرفله طريق تاني دي كانت شوري هباب يا دكتوره هناء
ولم تنوي ان تسأل احد من اخويها عليه يكفي انه لم يأتي ليثبت لها ذهابه للبارتي في فيلته وعودته لطريق الضلال
وبعد أن سلم القادمون علي الحاضرون سألت ماجدة: اومال فين باسم مجاش ليه هو لسه تعبان من امبارح
تلجلج الجميع ماذا يقزلون فقال رزق: هو بيقول عنده مشوار مهم لازم يعمله و استأذن
قالت حنين بسخريه: ااااه مشوااااار
ماجده: وهو بقي كويس ولا لسه تعبان من امبارح
رزق: لا الحمد لله بقي كويس
وفي تركيا في شرفه عاليه في احد المباني الشاهقه كانت تجلس هناء علي كرس هزاز ترتشف من كأس العصير في يدها و هي تحدق في الفراغ مغيبة التركيز فيما حولها
أمسكت هاتفها المحمول و قالت: يا تري في ايه بقالي اكتر من 3 اسابيع تليفون باسم مغلق لازم اشوف ايه الي بيحصل بالضبط
رنت علي تامر صديق باسم و بعد ثواني أتاها الرد
تامر: الو
هناء: الو ازيك يا تامر اخبارك ايه
تامر : مين معايا؟
هناء بمياعه: انا دكتوره هناء صاحبة باسم
تامر : اه اه اه دكتوره هناء اكيد بتتصلي تتطمني علي اللي يخصك انما احنا عالشمال
هناء: هاهاها ازاي بس متقولش كده معزتكم واحده بس انا اللي مشغوله جدا
تامر: ربنا يعينك
هناء: انا اساسا بتصل علي باسم من اكتر من 3 اسبيع تليفونه مغلق
تامر: اساسا هو ساب الفيلا و مشي من غير ما يعرف حد طريقه معرفش بقي راح عند باباه ولا ايه
هناء وهي تكاد تموت من القلق: طيب متسألوا عفاف ولا حمدي
تامر: جيبتي التايهه يا دكتوره اكيد جه في بالنا كده بس لقينا الفيلا مقفوله و محدش فيها وكمان مش معانا رقم اي حد
هناء: طيب و حنين
تامر: مين حنين؟
هناء: الممرضه اللي جات مكاني
تامر وهو يضحك في سره: برضه منعرفش عنها حاجه
طيب ماشي يا تامر هتصل عليها و لو عرفت اي اخبار هبلغكم
أغلقت هناء الهاتف و هي تكاد يغمي عليها ابعد كل ما تفعل تخسر من تفعل من اجله و اتصلت علي حنين
كانت حنين بالكاد تودع اباها و اخويها وتجلس بجوار والدتها
سمعت صوت هاتفها فنظرت للشاشه فوجدت رقم غريب فردت متوجسه
حنين: السلام عليكم
هناء: وعليكم السلام ازيك يا نونه اخبارك ايه
حنين : دكتوره هناء؟
هناء: ايوا نسيتي صوتي بسرعه كده
حنين : لا منستش بس استغربت انك عرفتي رقمي
هناء: انا رنيت علي رقمك القديم حالا لقيت باباكي بيرد و خدت منه رقمك ده
حنين : اه ده رقمي الجديد وانت عامله ايه
هناء: الحمد لله اخبارك ايه واخبار الشغل ايه
حنين : انا الحمد لله لكن الشغل انا اسفه جدا سامحيني اضطريت اسيبه لأن والدتي كانت بتعمل عمليه وهي مازالت في المستشفي و انا مرافق معاها
هناء: حمدلله علي سلامتها وهي عامله ايه دلوقتي
حنين: الحمد لله احسن بكتير ربنا يتم شفاها علي خير
هناء: يارب ياحببتي .يعني انتي مش في الفيلا خلاص ماشي
حنين: بجد غصب عني..
قاطعتها هناء: لا عادي مقدره يا حببتي اسيبك بقي لأني مشغوله دلوقتي
حنين : ماشي يا دكتوره في امان الله مع السلامة
هناء : الله يسلمك
أغلقت هناء الخط و ألقت بالهاتف علي المنضدة بجوارها بغضب وقالت: يووووه كل الابواب اتقفلت لا اصحابه عارفين طريقه و حنين كمان سابت الشغل طيب والعمل ايه( لو تعلم انها لو كانت أطالت الكلام مع حنين لعلمت تفاصيل سر الاختفاء)
دخلت الي الفراش وظلت تفكر فيما ستفعله و في نهاية المطاف قررت ان تكمل ما لديها في تركيا ثم تذهب للبحث عن عشيقها
مر هذا الاسبوع ملييء بكثير من الأعمال و كثير من التغيرات لكل افراد العائله وباسم و حتي الطقس قد سمح للربيع بالتربع علي عرشه و فرض سيطرة جماله علي جميع ارجاء الدنيا وملئ اجواء الحياة بروائح الفرح و الزينة والجمال
رزق بعد ان كان مجرد عامل بالمزرعه أصبح مديرها المسؤول عن كل شئ بها و شريك بأرباحها وبعد أن كان يسأجر منزل قديم بال من كثةر أوجاع الزمان أصبح يمتلك فيلا بمساحة كبيره في مكان يحلم به الجميع لذلك نوي علي ان يبذل قصاري جهده في تعمير تلك المزرعه و تنميتها لأفضل والحفاظ علي كل شبر فيها لرد الجميل لصاحب الجميل باسم
أما ماجده فقد نالت أفضل رعايه في اكبر مستشفيات المدينه و استردت عافيتها و بدأت في مباشرة حياتها الطبيعيه بعد أن اشتاقت لها كثيرا حبيسة سريرها تحت أثر ذلك المرض اللعين
واما عن حسن و حسين فقد انتقلوا إلي الفيلا و كرثوا كل جهودهم في تحصيل ما فاتهم من مذاكره بمساعده المعلمين الذي خصصهم لهم باسم واصروا علي استغلال كل لحظة باقية تفصلهم عن امتحانات اخر العام لتحقيق احلامهم
وباسم ظل ذلك الاسبوع بين أنهاء الاوراق الخاصة بنقل ملكية المزرعة له و بين فرش الفيلا بالاثاث اللازم و بين الاتصال بشركات الاعلانات لكي يقوم بعمل حملة اعلانية لمصنعه الجديد و بين توظيف افضل المهندسين خبرة في مجال تصنيع المواد الغذائية بأجور مغريه و أيضا قرصات علاجه من الادمان الذي كان يصحبه فيها رزق و أيضا اصبح يحب الاعتماد علي نفسه في كل شئ بل شعر بكونه انسان عندما اصبح يعتمد علي نفسه و ايضا تقديم الخير للغير ولم ينسي ان يعطي لنفسه قسطا من الحلم بالمستقبل مع من سكنت قلبه وعقله و كيانه و جميع جوارحه
أما عن حنين فكانت لا تعلم اي شئ عما يجري بالخارج من تغيرات بل الجميع تعمد اخفاء كل شئ عنها بطلب من باسم فكانت ترسم احلام و تخطط خطط كثيره لا تعلم ان الواقع سيمحيها كلياَ بمجرد خروجها من بين تلك الجدران التي تمتلئ رائحتها بالمطهرات , كانت ترسم الخطط في التوفير والتدبير وانتظار الشاب الذي سيكمل نصفها و لم توسع احلامها كثير فكل ما كانت تتمناه هو شاب صالح يأخذ بيدها إلي طريق الالتزام و الصلاح
مر الاسبوع يوم بعد يوم وأشرقت شمس يوم جديد كان ينتظره الجميع و هو يوم خروج ماجده من المشفي وعندما أصبحت الشمس في وضعها العمودي و علي صوت آذان الظهر في جميع الأرجاء اتصل رزق بحنين و اعلمها بقدومه ليأخذها هي ووالدتها فأسرعت تزف البشري لأمها و أخذت سجادة صلاتها وقفت بين يدي خالقها تتضرع لهأن يجعل يوم خروجها من المشفي مع والدتها هو اول يوم لها في حياة جديدة مختلفة و أن يفتح لها جميع ابواب الخير ويعوضها عن كل ما مضي من آلام و احزان و خسارة و ييسر لها ما هو قادم وأن يبعد عنها كل شر هي و امها وابيها و اخويها ولم تنسي ان تدعو ان ينجيهم من باسم و شره
نزلت مع والدتها الدرج وتقابلت مع ابيها واخويها عند الاستقبال وبعد ان انهوا اجراءات الخروج توجهوا للخارج وركبوا سيارة اجره استأجرها رزق خصيصا
وعندما ركبوا لاحظت حنين تغير وجهتهم عن بلدهم
حنين : هو احنا رايحين فين
رزق: هنعدي بس عالمزرعه اللي انا شغال فيها يا حنين
وعندما وصلوا إلي البوابه ودلفوا إلي المدخل المؤدي للفيلا
ماجده: دي المزرعه اتغيرت كتير قوي عن ايام ما كنت بجيلك هنا يا رزق
حنين: بس خطيييييييرة يا ماما ولا شايفة الفيلا دي يا بخته اللي ساكن فيها حواليه الجنينه و لو طل من البلكونه هيشوف نهر النيل ياااااااااه بجد بجد فظيعه
ابتسم حسن و حسين و ظل صامتين لتكتمل المفاجأة وعندما وصلوا نظر حسن فلم يجد سيارة باسم امام الفيلا فهمس في اذن اخيه: يا خسارة باسم شكله لسه مرجعش من عند دكتور الادمان مش هيشوف معانا رد فعل ماما وحنين
نزل رزق من السيارة و قال : يلا يا جماعه اتفضلوا بيتكم
اتسعت عين ماجده و حنين وهمت حنين بالتحدث فأشار لها رزق بالصمت و الدخول أولا و قال لها بهمس: ادخلي جوه و نتكلم بعدين
وعندما دخلت وجدت اخويها يجروا و يقفزوا في كل مكان بمرح و يفرقعوا صواريخ الاطفال و البلالين في كل مكان و لوحات مكتوب عليها (حمد لله علي السلامة يا ماما)
ذهلت مما تراه و عندما دخل والدها قالت له: هو احنا فين يا بابا
رزق بابتسامة: باسم ربنا يحفظه ويشفيه اشتري المزرعه و كتب الفيلا بأسمي
حنين بصراخ لصدمتها مما تسمعه: حسبي الله ونعم الوكيل , باسم تاني هو الوباء القذر ده عمره ما يختفي من حياتنا
رزق: بس يا حنين عيب وبعدين وطي صوتك احسن هو عند الدكتور و زمانه علي وصول
حنين بصراخ اعلي: لازم نمشي حالا و بناقصه وناقص فيلته انا اعيش في مقابر ولا اعيش هنا
حسن: اهدي بس كده يا..
قاطعته: باسم بتاع المخدرات و الحفلات اللي كلها رقص و فحش و اختلاط و عري نعيش في بيته ... باسم ده شئ نجس واللي يقرب منه يبقي ينجس شكله انا شفت اللي انتوا مشفتهوش هو جاي هنا يمثل دور الملاك وهو في الاصل شيطان بل ابليس بذاته ربنا يخلصنا منه و ..
لم تكمل كلامها حتي وجدوا باب غرفة باسم يفتح و يخرج باسم منه علي كرسه المتحرك وعلامات البكاء علي وجهه ولم ينطق بكلمة واحده بل خرج من باب الفيلا وسط صدمة و دهشة الجميع
↚
لم تكمل كلامها حتي وجدوا باب غرفة باسم يفتح و يخرج باسم منه علي كرسه المتحرك وعلامات البكاء علي وجهه ولم ينطق بكلمة واحده بل خرج من باب الفيلا وسط صدمة و دهشة الجميع
كان الصمت سيد الموقف لمدة لحظات لا يتحرك ساكن سوي اعينهم التي تدور في وجوه بعضهم البعض, وأول من بدأ في قطع مشهد الصدمة كان حسين الذي خرج يجري سريعا وراء باسم تبعه مباشرة حسن
لم يستطع رزق أن يتمالك أعصابه و هجم في وجه حنين بالكلام بأسلوب لم تعهده من أبيها مطلقا في حياتها
رزق: حنين ليه فاكرة ان أدبك و التزامك دي فضل من عندك . يا حنين الالتزام و الادب ده نعمة من عند ربنا انعمها عليكي انه خلقك في وسط اسرة ملتزمة و ام واب حافظوا عليكي و ربوكي وباسم مش وحش باسم ربنا ابتلاه بأنه نشأ بدون اسره بدون حد يوجهه للصح و الغلط اتحرم من اللي ربنا انعمه عليكي فمتتكبريش و تقولي احنا كويسين و هو وحش و بعدين تعرفي باسم ده عمل ايه, باسم دفع حق عملية امك و هو اللي طلب من المستشفي انها تقيم عشرة ايام علشان يطمن علي صحتها و جاب لأخواتك اكبر المدرسين يعطوهم دروس خصوصية في البيت علشان يقدروا يعوضوا اللي فاتهم و كان قايم بدور كبير في مساعدتهم في كل حاجه علشان ميضيعوش وقت ويلحقوا يذاكروا رغم شلله واتبرع ببقره بنية شفاء امك و اشتري الفيلا دي و كتبها بأسمي و المزرعه ليا نسبة 20 في المية من ارباحها يبقي بالله عليكي ده انسان يستحق انك تقولي عليه نجس واللي يقرب منه يبقي نجس ... باسم كويس يا حنين ويكفي انه مستعد يعمل كل اللي يقدر عليه علشان يسعدنا وان كان علي المخدرات و الحفلات وكل ده حكالنا عليه و طلب اننا ناخد بأيده انه ميرجعش تاني للذنوب دي وبيتعالج عند دكتور من الادمان و انا بروح معاه جلساته ويكفي انه دايما في لسانه اننا اصحاب جميل وفضل عليه وانه مهما يعمل مش هيوفينا جميلنا ....ثم صمت برهه وتنهيدة طويلة ثم تابع باسلوب اكثر هدوءاَ : حنين لازم تروحي تتأسفيله و ياريت لوتقعدي مع نفسك و تفكري شوية و تراجعي اسلوبك في الحوار يا حنين يا بنتي ممكن كلمة في وقت غضب تقتل أرواح و صدقني ممكن بكلمة تبني انسان و بكلمة تهدم انسان
ظلت حنين واقفة برهه تحت تأثر صدمة ما تسمعه فكل كلمة خرجت من فم والدها موجهه تجاهها كانت بمثابة قنبلة شعرت و كأنها تجلس في داخل فرن و كأن درجة حرارتها تعدت المئتان و اصبح وجهها يشع نارا تمنت لو انشقت الأرض و ابتلعتها بعد ما سمعته للتو
قالت ماجدة بعد أن خرجت من صدمتها: روحي يا بنتي اتأسفي الأسف أدب مش ضعف
خرجت حنين متجهه للخارج و هي تقدم رجل و تؤخر الاخري فهي الآن في موقف لا تحسد عليه كانت مشاعرها في شدة الاضطراب لا تري شئ أمامها ,نظرت فوجدت باسم علي بعد ليس ببعيد يبكي و أخويها يحاولان تهدأة الموقف و خلق الأعذار الغير مقنعه
اتجهت ناحيتهم و هي لا تعرف ماذا تقول و بماذا تبدأ كلامها و علي اي شئ تعتذر و هي نطقت بما لا يقبل له عذر
اقتربت منهم ببطء نظر لها حسن و حسين نظرة عتاب فحولت نظرها للارض تفادياً لتلك النظرات المصوبة ناحيتها و التي تكاد تذيبها خجلا
أشار رزق لحسن و حسين من بعيد أن يذهبا إليه ويتركا حنين لتعتذر لباسم
وعندما وجدت حنين نفسها بمفردها مع باسم ظلت صامتة و عقد لسانها و هربت الكلمات من رأسها و كأن الكلمات أيضا تهرب من حرجها من مواجهه موقف كهذا
همت بالحديث و وجهها موجها للأرض و كفيها ممسكتان ببعضهما أمامها وكأنها طالب دون السادسه يعتذر من والده الذي توعد له بالعقاب
حنين بصوت يكاد يسمع: ا اا اا
قاطعها باسم بصوته المختلط بالبكاء و الذي زاد الموقف حساسيه و حرك ما سكن بقلبها طوال عمرها
باسم: حنين.. أنا عارف اني انسان وحش و اني مستاهلش اكون في و سطكم و عارف اني ليكي حق وألف حق في كل كلمة قولتيها عليا بس أرجوكي اعطيني فرصه يا حنين مقفليش الابواب كلها في وشي , صدقيني كل اللي كنت بعمله من ذنوب كنت بعملها و انا مش راضي عنها بس ده كان اسلوب هروب ليا من الواقع الفارغ اللي كنت عايشه و كنت بحاول اكمل النقص اللي عندي كنت بحاول احس اني مستمتع بالحياه بس لما شفتك و شفت اخلاقك و ربنا هداني للصح علي ايدك اكتشفت اني كنت بعذب نفسي و بعيش نفسي التعاسه كلها بمشيي في الطريق الغلط... ثم صمت لحظه و اكمل : ارجوكي يا حنين انتي عملتي معايا اكبر جميل في حياتي كمليه لأخر أرجوكي متحرمنيش من اني اكمل طريقي في الصح بمساعدتكم متحرمنيش من اخواتك و ( اختلط صوته بالبكاء) والله يا حنين هم كل حياتي ارجوكي ارجوكي متحرمنيش من الاسره اللي عيشت عمري كله فاقدها و ماصدقت لقيتها و الله والله و الله اوعدك اني هكون انسان كويس و كل حاجه غلط كنت بعملها هبطلها و صحابي لو عرفوا طريقي في يوم هطردهم و الخمرة انا بطلتها من يوم ما انتي جيتي عندي الفيلا ودلوقتي بكمل قرصات علاج عند دكتور متخصص
كانت حنين تقف مقابلته كصنم لا يتحرك فيه ذرة سوي دموعها علي وجنتيها و قلبها الذي أصبح مثل الطبول في يوم العيد الوطني
أكمل باسم : حنين انا دلوقتي في اخطر مرحلة في حياتي مرحلة بغير فيها كل شيء في الماضي و ببني حياة جديدة ليا و انتي عارفة ان ثواب توبتي هيكون ان شاء الله في ميزان حسناتك ارجوكي متتخليش عني انا محتاجك انتي واخواتك محتاجــــــك قوي ياريت متتخليش عني و انا مستعد اقدملك كل ما أملك مستعد اقدملك روحي علي طبق مقابل انكم تكملوا جميلك معايا
قطع حديثهما حسن و حسين الذين أقبلوا يحاولوا انقاذ اختهم من ذلك الموقف الصعب بمزاحهم
حسن : مش قلتلك يا عم نعمل ماس كهربائي بين الدور الأول و التاني ضد البنات
مسح باسم دموعه المنهمره بغزارة علي وجنتيه وظل موجها عينيه للارض بينما انصرفت حنين مسرعه لتختفي من اعينهم داخل الفيلا
ربت حسين علي ظهر باسم: خلاص يا باسم متزعلش نفسك حنين عصبيه شويتين بس والله طيبه و بعدين هي مكنتش تعرف اي حاجه عن اللي
قاطعه باسم: انا مش زعلان والله , حنين معاها حق في كلامها بس انا الحمد لله ربنا هداني بفضلكم
حسن : صحيح انت جيت من عند الدكتور امتي
باسم: قبلكم بعشر دقايق
حسين : اومال العربية فين
باسم: انا بعت ايمن يجيب أكل جاهز من المنصورة من مطعم ... علشان نتغدي
حسين بإندهش: مطعم ....... لا لا لا ده احنا اخلاقنا هتبوظ علي الاخر علي ايدك يا سي باسم
اما عن حنين دخلت الفيلا فوجدت ابيها ما ذال غاضبا و امها تحاول تهدأت الموقف وقفت صامتة في منتصف صالة الفيلا لا تعرف ماذا تصنع وبماذا تنطق رأت أن انسب ما تفعله في تلك اللحظة هو الاختباء من امام والدها و لكنها لا تعرف الي اين تتجهه و اين تدخل و اي حجره ستقطن
قطع حبل حيرتها والدها عندما قال لها: اطلعي فوق انا وانتي و امك هنقعد فوق و الشباب تحت
حملت حقيبتها التي كانت في حوذتها بالمشفي و صعدت مسرعه وعندما صعدت و جدت العديد من الحجرات وحجرة معلق علي باباها لوحة مكتوب عليها : حمد لله علي سلامتك يا ماما . وحجرة اخري معلق علي بابها لوحة مكتوب عليها كلام كثير صغير فأقتربت منه وبدأت في قراءته و ما ان حطت عينيها علي السطور حتي علمت ان اخويها من كتبها بأسلوبهم المازح
قرأت( نتمني لكم اقامة سعيدة مليئة بالتفاؤل والهناء بعيدا عن التدخل في شؤون الغير خاصة المذاكرة و يجب عليك اتباع تعاليم الاقامة حتي لا تتعرضي للمسائلة القانونية
1- الغاء الحاجة فوقية من الحياة والقاؤها في اقرب ترعه
2- ترك كل شخص العيش بحرية تامة تامة تامة)
تسللت الابتسامة إلي شفتيها وقالت: دي فوقية و شوقيه كمان هيشتغلوا الامتحانات علي الابواب
فتحت الغرفة و دخلت . ظلت تنظر في ارجاء الغرفة وعلامات الانبهار علي ملامحها فشتان الفرق بين مكان سكنها القديم التي كانت تستعد لأكمال احلامها التي ظلت ترسمها الايام السابقه بها و بين تلك الغرفه التي تشبه غرفه اميرات ديزني
غرفة كل ألوانها الوردي بدرجاته المختلفة وديكور يغلب عليه الزهور و الورود في كل شئ ظلت تفتش في أرجاء الغرفة و كل ما رأت شيء اندهشت اكثر و اكثر وكل ما حولها يثبت لها ان تلك الغرفة صنعت خصيصا من قبل شخص يعزها أشد معزة بل يحبها ويعشقها شخص اهتم بأن يوفر لها كل ما تتمناه و كل ما تحتاجه فتاه في عمرها من ملابس غاليه ومستخضرات التجميل و مستلزمات العناية بالبشرة و الشعر والزينة و الحلي و المجوهرات حتي الكتب لم ينساها و صنع لها مكتبة مخصوصه و لاب توب وأي باد وهاتف باهظ الثمن
واثناء تجول بصرها في انحاء الغرفة لمحت ورقة صغيرة بين زجاجات البرفيوم اندفعت نحوها مسرعه و التقتها بين اناملها وعندما حطت عينيها عليها علمت من الخط انه ليس خط اخويها فبالتأكيد خط باسم
ارتعشت اناملها و هي تمسك بالورقه و أخذت عيونها تلتهم الكلمات القليلة المكتوبه بنهم
( اتمني الأوضة تعجبك حاولت علي قد ما اقدر اطلعها بشكل تستاهليه واي حاجة حابة تعدليها اطلبيها.... باسم)
احتبست انفاسها داخل رئتيها وشعرت بغصة في حلقها أغمضت عينيها بقوة ورجعت للخلف حتي لامست السرير و ارتمت عليه مستلقية علي ظهرها محتضة الورقة بيديها الاثنين مغمضة عينيها تاركة العنان لدموعها تنزلق من عينيها في صمت
مرت دقائق وهي علي هذا الوضع و مر معها داخل ذاكرتها الموقف الذي حدث للتو أخذت تسترجع كلام باسم و ترجيه لها بأن لا تسد الابواب في وجهه كانت كل كلمة من كلماته تمزق قلبها ثم عادت بالذاكره للخلف عدة دقائق اضافيه تذكرت كلماتها السامة التي صوبها لسانها إليه وحاولت ان تستشعر مدي تأثير تلك الكلمات علي مسامعه وأخذت تسترجع كلام والدها عما فعله باسم من أجل اسرتها و امها و اخويها و اخيرا من اجلها كل ذلك طمعا في ان يرد جميلا صغيرا قدموه له
ثم قامت فجأة وأمسكت بالوسادة الصغيرة بكلتا يديها و أخذت تنظر لها وقالت بصوت مختلط بالبكاء: انا اسفة بجد انا اسفة مش انت اللي وحش انا اللي وحشة , وحشة قوي قوي متخفش مش هسد الابواب في وشك ده واجب عليا اقف جمبك واخليك افضل انسان لأن انت فعلا عندك افضل قلب انسان شفته في حياتي
سمكعت صوتا آتيا من خارج الغرفة فوضعت الوسادة بجانبها بسرعه و دست الورقه داخل ملابسها و مسحت دموعها
لحظات ودخل حسين بعد أن طرق علي الباب مرات واتجهه ناحيتها يحاول تلطيف موقفها علي نفسها
ربت علي ظهرها و جلس بجوارها ثم صمت لحظة وقال: معلش يا حنين انا شايف ان الموقف صعب عليكي و عارف ان نيتك انك تحافظي علينا و ان باسم علشان مش ملتزم قربه مننا غلط بس صدقيني يا حنين باسم طيب قوي قوي قوي فوق ما تتصوري والله اللي عمله معانا في غيابكم ما يعمله اخ لينا يكفي ان ابن وزير ومتربي في مستوي هاي وكان بيروح يجيب الفول و الطعميه لينا وبيقضي مشاورنا علشان منعطلش عن المذاكرة و كان بيساعدنا في كل حاجه تخيلي كان قبل معاد اكل الطيور بنص ساعه يروح يحطلهم الاكل علشان مذاكرتنا تخيلي كان طول ما احنا بنذاكر كان يقعد يغلسلنا فاكهه و يجبلنا شاي و قهوة و يقولنا ذاكروا و ركزوا و متشغلوش بالكم بحاجه قولوا بس عاوزين ايه و انا هعملهلكم وانتي عارفه انه مشلول وحركته بتبقي صعبه عليه خاصة في المطبخ علشان ضيق و برضه كان بيصمم يعملنا الاكل هو اه صحيح استهلكنا كمية كبيرة جدا من المطهرات المعويه الفتره الي فاتت بس اهو يشكر
ابتسم حسين لكي تبتسم حنين و لكنها لم تكن ترد غير بالدموع وكأنها كانت في عالم اخر كانت تقول في نفسها( يوووه هي نقصاك يا حسين جاي تعصرلي لمون عالجرح)
دخل حسن عليهم وعندما رأي أثر الدموع علي وجهها اتجه ناحيتها و قبل جبينها وقال: خلاص يا نونه بقي متزعليش ويلا علشان الغدا جاهز
حنين : انزلوا انتوا مليش نفس
حسن بحنان : متكبريش الموضوع بقي يا حنين وصدقيني بكره هتعرفي ان باسم انتي ظلماه و اكيد بابا عمره ما يزعق كده الا اذا كان متأكد ان باسم كويس
وعندما لم يجد منها اي ردة فعل تابع حديثه: يلااااااا قومي يا نونه ده باسم جايبلنا دلفري من مطعم ....... الحقييييي قبل ما تيجي تاكلي تلاقي الغايب ملوش نايب
حنين بصرامة: لو سمحتم قلت مش عاوزة اكل اتفضلوا انزلوا انتوا
انصاع اخويها تحت سيطرة تلك اللهجه الصارمة وخرجا من الغرفة و ما ان خرجا حتي القت حنين الوسادة بعنف و قوة في الارض وقالت: اووووووووف انا ناقصة تأنيب ضمير
واخذت الورقه من جيبها وخرجت للشرفه , استندت إلي السور و اخذت تجول ببصرها في الارجاء و لم تنتبه لأي من تلك المناظر الخلابة التي حولها بل كانت تفتش عن شخص وكأنها تريد ان تبعث له عبر نظراتها أسفها وندمها عوضاَ عن لسانها الذي ألجم أمامه
ولكن لم تجد مبتغاها فدخلت إلي الغرفة وجلست علي السرير وظلت تحدق بعينيها في ارض الغرفة و كأنها تحمل هموم العالم بأثره في صدرها
↚
وعلي مائدة الطعام في اليوم التالي كان الجميع يتشارك اشهي الوجبات من احد المطاعم في جو يشوبه الصمت و عدم الراحه بسبب اصرار حنين علي عدم مشاركتها في الطعام
فقد ظلت من عصر اليوم السابقي حبيسة غرفتها وترسل لها والدتها الطعام في غرفتها
ومع ان الجميع حاول ارضاءها وجعل الموقف عابر ولكنه لم احد يفهم انها ليست غاضبة من باسم بل كانت في اشد الحرج من موقفها تجاه باسم
كان باسم يأكل في صمت تام يكاد يبتلع اللقيمات القليلة التي يتتناولها بالقوة فكان يشعر انه سبب تلك المشكلة وذلك الشتات الاسري
جالت تلك الافكار في خاطرة فتوقف فجأة عن الطعام ورجع بكرسة للخلف وترك المائدة متجها نحو غرفته
ماجده بحنان: مكملتش اكلك ليه يا باسم
التفت لها باسم برأسه فوجد الجميع متجهين بناظرهم اليه فقال: الحمد لله شبعت يا طنط
رزق: هو انت لحقت تاكل اصلا يا ابني
حسن : طبقك زي ما هو ده انت مكلتش اكل يشبع كتكوت
باسم: والله يا جماعه مش هقدر اكل دلوقتي لما اجوع هاكل متغصبوش عليا
حسين بمزاح وهو يحمل طبقه و طبق باسم : لا يا باباشا معندناش اكل بيتحط مرتين
ثم اتجه نحو الخارج الي شرفة الفيلا و قال لباسم : تعالي انا و انت نتغدي في الشموسه الحلوة دي
باسم و هو مازال مكانه: صدقوني والله مش هقدر ساعه كده و هاكل
حاول معه الجميع مرات و مرات ولكنهم استسلموا في النهاية امام اصراره
استأذن و اغبق باب غرفته خلفه ثم دخل بهدوء مميت وملل قاتل نحو النافذة الزجاجية الكبيره التي تحتل مكان جدار بأكمله في غرفته ومطله علي الحديقة الخلفية التي خصصت لجميع انواع الورود و بعض اشجار الزينة الملونة و حمام سباحة كبير
ابتلع تلك الغصة من حلقة بصعوبه ثم قال : يظهر العمل من سئ للأسوأ مش عارف اعمل ايه بالضبط
تنهد بعمق شديد و اغمض عينيه و أرجع رأسه للخلف مسنتد علي ظهر كرسه المتحرك: ثم قال بأسي شديد : معقوله انا كنت وحش قوي كده لدرجة ان حنين لا يمكن تقبلني اكون معاهم في حياتهم ؟ ( ثم تحشرج صوته بالبكاء وهو يكمل ) وانا اللي بدعي ليل ونهار بنا ميحرمنيش منها و تكوني نصيبي وشريكة حياتي
ثم صمت برهه وقال: يظهر لازم اعيد حسباتي من جديد أنا مينفعش افرض نفسي عليهم بالشكل ده حتي لو هعيش من غيرهم في صحراء لوحده ... فعلا ممكن يكونوا مضيقين من وجودي بس محرجين يقولولي علشان اللي بعمله معاهم ... وحنين تعتبر صرحتلي بكدة بدل المرة اتنين بس انا بحاول اقنع نفسي انها لسه هتعرفني بس يظهر بحلم في الفاضي
صمت قليلا وقال بأسي و ضياع: اعمل ايه يااااااااربي
ظل يفكر و يقلب الأفكار برأسة و يخطط و يعدل من خططه و يلغي بعضها حتي استقر علي الاخيرة منها
اتجه نحو منضدة داخل الغرفة وتناول بين اصابع يده هاتفه المحمول و فتح الرسائل و بدأ في كتابة رسالة ما
كانت تجلس في غرفتها مي حضنها تشعر بأنها تسمو برحها في سقف تلك الحجرة ولأول مرة في حياتها حس بأنها انثي كاملة لها الحق أن تعيش كأي فتاه في عمرها رتدي تلك البيجامة الموف التي تزينرسومات أميرة سندريلا وترتدي بعض الاكسسوار وزينة الرأس التي تشبة لون البيجامة وتضع البرفيوم الحريمي وتجلس في ككرسي علي هيئة وردة باللون الوردي الهادئ و تجلس في تلك الغرفة التي لا يسكنها الا البنات أصحاب الذوق الراقي
ولكن مع ذلك لم تكن فرحتها مكتمله بل انها كانت تشعر بمزيج من الفرح و الحزن مزيج من السعادة و الاضطراب فموقفها مع باسم عصر الأمس لم يغادر بالها لحظة و تأنيبها لضميرها و كلام اخويها ووالدها عن باسم كان يجول داخل تفكيرها بإستمرار
كانت تشعر بالأسي الشديد لظلمها له تشعر بأنها سفاح استباح قتل الابرياء بدون التأككده من ادانتهم في الجريمة
حاولت الكثير ان تحسم امرها وتبدي له اسفهل عله يسامحها و لعل ضميرها يكف عن جلدها ولكن خجلها كان يقف حاجز أمامها
وفي تلك اللحظة التي كانت تقرأ فيها احد الكتيبات سمعت صو هاتفها يعلن عن وصول رسالة
همت واقفه و اتجهت ناحيته وفتحته بملل وهي تتوقع رساله من شركة الاتصالات ولكن لم يكن ظنها بمحله و ما ان رأت اسم الراسل حتي فتحت الرسالة بسرعه و اخذت تقرأ سطورها بإهتمام وبدأت تظهر علي ملامحها الكثير من الانفعالات المتضاربة مع بعضها
" حنين ..أنا باسم ...قبل ما اقول اي حاجه بكرر تاني شكري علي معروفك معايا و بتأسف عن اي حاجه عملتها و زعلتك في يوم ...واللي عاوز اقوله .. انا عارف اني اقتحمت حايتكم غصب عنكم وده كان عشم فيكم و في طيابتكم مش اكثر بس انا لما فكرت في الأمر حسيت اني فارض نفسي عليكم اكتر من اللازم وتعديت حدودي فعلا ...بس ما زال عندي أمل ضعيف في انكم تقبلوني في وسطكم علي الاقل علي ما ربنا يثبتني علي الالتزام علشان مرجعش للذنوب تاني و علي ما امل عمليات رجلي لأني محتاجكم جنبي فعلا... فلو تسمحيللي بكدة ياريت تنهي حبستك في اوضتك لان البيت كله متوترة بسبب كده وتنزلي في وسطينا و تمارسي حياتك عادي و لو منزلتيش هعتبر ده رفضك لوجودي باسلوب راقي وطبعا ده حقك و همشي الصبح وهأجر المزرعه لباباكي و كل واحد في طريقه و ككأن شئ لم يكن و بعتذر عن ازعاجي ليكم باقتحامي حياتكم"
وما ان انتهت من قراءة الرسالة حتي اندفعت مسرعه غسلت وجهها اثر بعض الدموع التي تسربت من عينيها و اتجهت نحو دولابها و ارتدت اسدال للصلاة و فتحت غرفتها مسرعه نحو الأسفل
وما أن ضغط باسم علي زر ارسال الرسالة حتي لام نفسه باستهزاء وقال: هو انا صحيح اهبل و لا عبيط هو في حد في الدنيا دي كلها هيستضيف حد عنده ده حتي لو استحملوني يوم ولا اتنين و لا حتي شهر بعد كده هبقي تقيل ولا مكنش فاكر نفسي لسه مازلت طفل يتيم وفاكرهم هيتبنوني
وفجأة سمع صوت حسن يقول بالخارج : حنيـــــــن حماتك بتحبك تعالي يلا اتغدي معانا
حنين : مليش نفس
صدم باسم من المفاجأة أمن المعقول ما تسمعه اذناه , خبأ وجهه بكفيه و أرجع راسه للوراء بشدة بحركة لا اراديه من فرحته وظل علي وضعه دقائق ثم مسح وجهه بكفيه ومعه بعض عبارت الفرحه التي سالت علي وجهه عنوة
ظل يفكر كيف يخرج بشكل لا يحرجها ولا يلحظه احد غيرها ليعبر لها عن شكره , ثم جاءت في باله فكره فأتجه مسرعاَ للخارج
فتح الباب و هو يصطنع عدم اكتشاف وجود حنين واتجه ناحية المائدة وقال موجها كلامه لرزق: لو سمحت يا عمو احنا هندبح البقر امتي
رزق: مش لما نشتريهم الأول
( وهنا لمح حنين بطرف خفي تخرج من المطبخ متجهه إلي التتلفاز وكأنها تتعمد لفت انتباهه لوجودها بالأسفل رداً علي رسالته , هلل بداخله لمجرد لمحها و لكنه تظاهر بعدم ملاحظته لها حتي لا ينكشف الأمر)
باسم: طيب ما نشتريهم النهاردة و نشوف طباخ بكره يبدأ شغله علي ما نبعت الدعوة للناس ويكون الأكل بعد بكرة ان شاء الله "خيرالبر عاجله " وكمان علشان حسن و حسين يركزوا بقي في مذاكرتهم
رزق: ماشي هخلص اكل و اخد ايمن و نروح للتاجر اللي في البلد ونشتري منه بقرتين و لو عاوز تيجي معانا تعالي
باسم : لا هستناك هنا
حسن : وهتعزموا مين بقي وازاي
حسين : بسيطه نروح للعزب اللي جنبنا كلها ونكلم الناس الكبيرة و اللي شغالين في بيوت مالاالمسلمين و نقولهم وهم يقوموا بالدور
ماجدة: البقرتين هيبقوا كتير احنا نعزم علي قد ما نقدر من فقرا و قرايب و اصحاب و الباقي نحطه في اكياس و نوديه جمعية رساله
رزق: ماشي
كان الجميع يتكلم وهو في قمة فرحه وكأنه عرس أحهم ما عدا باسم فلم يكن في كامل تركيزه فقد كان قلبه و عقله مركزين في من ملكتهم وسيطرت عليهم كان في عالم فوق السحاب يرفرف بجناحي الفرحه بعيدا بعيدا بأعلي روحانيات
باسم : طيب انا هطلع اتمشي شويه في المزرعه يا جماعه
حسن : ماشي و انا هقوم اغسل ايدي و هحصلك
حسين : لا يا اخويا انت تستني معيا علي ما نشيل الاطباق و نغسلها
باسم : صحيح يا عمو شوف واحده تكون شغاله فيالمزرعه و اثق فيها و امينه تيجي تشتغل هنا فيالفيلا
رزق: ليه يا ابني ما حنين اهي ربنا يخليها
باسم: الفيلا كبيره و الشغل هيبقي كتير قوي عليها و بعدين خلوها تشم نفسها شويه و تستمتع و ككده كده هي اللي هتطبخ
رزق: بس الشغاله علي حسابي يا باسم
باسم لينهي الحوار و يذهب لحنين: ماشي اللي تشوفه يا عمو
خرج من بابالفيلا فوجدها تجلس علي كرسي هزاز محدقه في اللاشئ تفكر في شئ ما
تنحنح بصوته للفت انتباهها التفتت لتري من القادم
تلاقت نظراتهم للحظة , لحظة تغيرت فيها اشياء كثيره داخل قلب كل منهم , لحظة ....ترك قلب كل منهم مكانه و سكن عند الأخر , لحظة....... تشابكت فيها عيونهم بنظرة بعثت خلالها أرواحهم لتعانق بشتي الوان العشق , لحظة ...........تشابكت فيها قلوبهم معا وسمت في سماء العاشقين
شعرت حنين بالنيران تجتاح وجهها بل جسدها كل فغضت بصرها للاسفل وقامت مسرعه متجهه للحديقة الخلفية للفيلا هاربه من مواجهة قلبها معه مره ثانية فهو لن يتحمل في تلك اللحظة
اختلست نظرة للخلف بسرعه فوجدته يسير نحو داخل المزرعه وأيضا يقوم بما تقوم به فأتصدمت اعينهم للمرة الثانية ببعضهم فأسرعت الخطي للتختفي من ناظرة و هي تتلجلج في مشيتها في اسدالها الفضفاض
جلست علي سور السلم الخلفي للفيلا , وضعت يدها علي قلبها وقالت: يووه هو فيه ايه ميكنش اول مره اشوفه؟ لازم اجمد شويه و بعدين انا مقتلتش له قتيل علشان اتكسف واستخبي ايه يعني غلط في كلمتيت تلاته قصدي خبطه بكلمتين قصدي دبحته بكلمتي
قطع حبل افكارها صوت وصول رسالة فتحت هاتفها بسرعه متوقعه الراسل و قد كان ظنها في محله تلك المرة
وجدت رسالة من باسم مضمونها" شكراَ"
ومع انها كلمة واحده وليس بها اي شئ يحرك المشاعر و لكنها جعلت مشاعره تهيج مرة اخري أكثر من زي قبل
تأكدت من كونه ابتعد عن الفيلا فوضعت يديها الباردتين المرتجفتين علي وجنتيها لعلهما يقللا من درجة حرارتهما واستعادت انتظام انفاسها وعادت إلي الفيلا
ظلت باقي اليوم بالاسفل ولكنها كانت تتحاشي الألتقاء بباسم او النظر إليه , حتي انه حاول اكثر من مره ولكنها كانت تحاول الاجتناب قدر المستطاع وجاء والدها بالبقرتين و عمت الفرحه المنزل وقد تشاركت معهم الفرحه لكن في شبه صمت و قام حسن و حسين و باسم في اليوم التالي ببعض الجولات مع يمن بالسيارة في دعوة الناس لغداء فياليوم التالي و جاء الطباخ و ابدأت الفيلا في الأمتلاء بالروائح الشهية ومر اليوم التالي و جاء يوم الوليمة الكبري
ومازال باسم و حنين لم يتكلما مع بعضهما ولا كلمة حاول باسم اكثر من مره التحدث معها وهي كانت تحاول تمالك نفسها ولكنها لم تتحمل فكانت تشعر بسفاهة نفسها امامه بعد جرحه بكلماتها القاسية فكانت في كل مره تلوذ بالفرار من عينية
وجاء ظهر اليوم التالي وبدأت الناس ابلتوافد و بدأ الجميع المساعدة سواءاهل المنزل أو العمالالذين يعملون بالمزرعه
كانت ماجده تجلس في شرفة المنزل تستقبل الاقارب والاحباب بعيدا عن الضجيج و الأزدحام في حديقة الفيلا الأمامية التي تكدست بالمدعوين
وكانت حنين تجلس معها و تنتقل بين الحين و الأخر لترحب ببعض المعارف وكان باسم يجلس أيضا بالقرب من اليلا يتابع المشهد بفرح غامر ملأ قلبه احساس لم يشعر به قط شعر وكأن اليوم يوم عرسه تمكن من قلبه يقين بأنه سيأتي اليوم الذي يستعيد فيه قدميه ويسير مره اخري و يستمتع بحياته مثل الايام الماضيه و لكنه اقسم بداخل نفسه ان تكون كل خطوه يخطوها في رضا الله
كانت حنين تتحدث مع احدي قريباتها الشاب حين رأت أصدقاء عملها يدخلون من البوابه فأستأذنت منها و اتجهت ناحيتهم مرحبة بهم بشدة
لفت انتباهها وجود وائل بينهم الذي كان يريد خطبتها سابقا مع نها لم تقم بدعوته ولاحظت علي وجهه الأنبهار بما يراه بمن فيهم حنين التي تغيرت وحسنت كثير فقد قامت بعمل الماسكات المختلفه ليلة امس و تحضرت لهذا اليوم بأفضل الملابس و الاكسسوار الهادئ
ألقي عليها السلام وبعض عبارات المجاملة و اتجه نحو المائدة العظيمة المعدة
وبعد نصف ساعه
كانت حنين تتحدث مع خلود حين وجدت وائل مقبل ناحيتها
وائل : ازيك يا حنين ما شاء الله الاكل جميل و كل حاجه جميييلة
انسحبت خلود لتترك لهم مساحه للحديث و كان باسم يتابع الموقف من طرف خفي بكل اهمام
شعر كأنه يريد أن يقوم من كرسه و يندفع بكل قوته نحو ذلك الرجل الذي يتعدي علي من تخصه بعد أن لعبت الظنون بعقله و لكنه اكتفي بأن يقترب منهم قليلا للفت انتباه حنين ليعرف موقفها في هذا الأمر
وائل : ازيك يا حنين عاش من شافك هنوريلنا الوحده تاني امتي
تظاهرت حنين بالانشغال وظلت تدور بعينيها بسرعه بين الحاضرين و كأنها تبحث عن من ينجدها من ذلك الأناني المادي البغيض
وقعت عينيها علي باسم الذي كان يتظاهر بالانشغال بالمنظر البهيج
حنين لوائل : لما ربنا يشاء و عن اذنك اصلي مشغووووله جدا
واندفعت نحو باسم مسرعه و قالت له أمام وائل عمدا: يلاااااا انت فين بدور عليك من ساعتها ورانا شغل كتير
ودفعت كرسه نحو مكان زجاجات المياه المعدنيه و حملة كرتونه منها ووضعها علي قدمه وقالت له: تقيله علي رجلك
باسم وعلي شفتيه ابتسامة فرح و طمأنينة: ولا يهمك
لم تنتظر حنين و قامت بدفعه نحو المائد : حاول تشيلها بأيدك شويه علشان رجلك متتعبش
باسم : هو انتي بتعملي ايه
حنين وهي تحاول التغلب علي مشاعرها بصعوبه بعد ان تلاقت عينيها مع عيني باسم : ايه لازم نشارك علشان ناخد الثواب هنوزع المايه علي التربيزة صدقني هتلاقي عمل الخير له طعم جميل مش هتحس بيه غير لما تعمله بأيدك
باسم و هو يضحك من كلامها الذي يفهم دافعه: اكيد
↚
حنين وهي تحاول التغلب علي مشاعرها بصعوبه بعد ان تلاقت عينيها مع عيني باسم : ايه لازم نشارك علشان ناخد الثواب هنوزع المايه علي التربيزة صدقني هتلاقي عمل الخير له طعم جميل مش هتحس بيه غير لما تعمله بأيدك
باسم و هو يضحك من كلامها الذي يفهم دافعه: اكيد
وبعد أن وزعا بعض زجاجات المياة قالت حنين : تعالي نقعد في البلكونة نرتاح شوية
نظر لها باسم ببلاه مندهشا من كلامها أحقا تطلب منه ان يجلسا معا: متأكدة
حنين وهي تحاول ان تجعل الموقف طبيعيا: ايوا امال هنقف هنا في وسط الزحمة نعمل ايه وبعدين احسن حد يخبطك ولا حاجة
وكأن حنين كانت تستخدم باسم كجدار واقي من ذلك المدعو وائل حتي لا يستطيع التحدث معها , واتجها الاثنان نحو الشرفة و جلسا يتابعان المنظر المزدحم البهيج في جو يطبق عليه الصمت , حتي قطع ذلك الصمت باسم عندما قال: تصدقي يا حنين الواحد حاسس النهارده باحساس فظيييييييع لا يمكن وصفه سعادة فوق ما يمكن وصفها فعلا زي ما قلتي عمل الخير له طعم خطير
لم ترد حنين فقد كانت في قمة خجلها مما تفعله مع باسم بدون اي داعي , فيا تري كيف يفسر تلك التصرفات الغربيه تجاهه
أكمل باسم: مع ان الناس فاكرة ان السعادة كلها في عمل المعاصي موسقي ورقص و خمره وتحرر وكأن الالتزام قيود همتنعهم من السعادة مع ان المعاصي والله اي كان لذتها ايه بس سبحان الله بجد بجد الانسان البعيد عن ربنا عمره ما يدوق طعم السعاده ابدا
ردت حنين: لذة المعصية تزول والذنب يبقي و تعب الطاعة يزول و الاجر يبقي..........وفعلا زي ما انت قلت الناس البعيدة عن ربنا عايشة في ضنك" ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمي" يعني مش تعاسه في الدنيا بس لا وفي الاخر كمان هيكون اعمي
رد باسم بتأثر:الحمد لله الحمد لله ان ربنا نجاني من اللي انا كنت فيه فعلا انا كنت ضايع وتايهه وكنت دايما حاسس اني ملوش لازمه وجودي في الحياه
وأثناء حديثهم وجد باسم وائل مقبل عليهم وعندما لمحته حنين قالت ايه رأيك نكمل توزيع مايه
قال باسم في نفسه" لا الموضوع فيه ان لازم اعرف في ايه"
لم يبدي لكلام حنين اهتمام وكأنه لم يسمعها وظل يتابع حديثه إلي ان وصل اليهم وائل فتصنع المفاجأة وقال لحنين هو يبتسم : طيب قومي الحقي هاتي الطلب اللي حسن قالك عليه من فوق ده زمانه شايط قومي قبل ما يولع فينا كلنا (ثم غمز لها)
قامت حنين وهي ترد علي باسم: لا متخفش مش هيعرف يولع فينا قدام الناس دي وانصرفت إلي داخل الفيلا
التفت باسم إلي وائل وقال له: اهلا اهلا اتفضل
زفر وائل وجلس علي مضض بانتظار حنين
باسم: اتفضل هتجيب طلب و مش هتتأخر
وائل بغضب: هو حضرتك تبقي ليها ايه
باسم: انا ابن خالتها(ثم تدارك خطأه :ياويلي ربما هذا قريبها من جهه والدتها ما العمل ولكن رد وائل طمئنه)
وائل : اهلا وسهلا
باسم: حضرتك قريب عمو رزق
وائل : لا انا زميل عمل وخطيبها قريب ان شاء الله
باسم بتعجب و هو يشعر ببركان داخله: ازاي حضرتك
وائل : يعني كان فيه مشروع خطوبه بس اجلناه علشان كان فيه ظروف عندها في البيت وكده بس اعتقد الحمد لله حالهم اتعدل والوقت مناسب علشان نفتح الموضوع تاني
باسم وهو يكاد يستشيط غضبا: ظروف ايه تقصد تعب خالتة ماجده
وائل : اه وبرضه الحاله المادية مكنتش قوي زي ما انت عارف وانا من عيله كبيرة وغنية جدا جدا وطبعا مكنتش هتقدر تجهز جهاز يليق يدخل بيتنا وكده خاصة ان اخواتي كلهم واخدين بنات ناس اغنيه فاضطريت أأجل موضوع تقدمي ليها علي ما حالهم يتحسن وكده واعتقد ان دلوقتي آن الآوان انها تستحق تدخل بيت الحاج راشد بجدارة
استدرك باسم حساسيات الموقف من كلام وتفاخر وائل و فسر تهرب حنين كلما رأت وائل فرد عليه بلهجه ساخرة
باسم: بس انت جيت متأخر قوييييييي حنين اساسا اتقرأ فتحتها
وائل بثقه مصطنعه يحاول جعلها حقيقية: مدام قراءة فاتحه يبقي حنين لسه ملكي وبعدين اي كان مين ده اكيد حنين هترفضه علشاني يكفي شرفها انها تدخل بيت زي بيتنا وتعيش وتتهني بالخير كله
باسم بلهجه ساخره اكثر واكثر: بجد بجد؟ اااه تعرف ان حنين اتخطبت لأبن الزير حلمي السيوطي
وائل مستهزءا: ههههههههههههه تهريجك عسل ودمك خفيف يا ابن خالتها صحيح اسمك ايه
باسم: انت بتضحك علي ايه
وائل: حنين تتخطب لأبن وزير ليه عملتله عمل ولا اساسا وصلتله ازاي طيب متوسعهاش قوي وقول ابن غفير ابن موظف يعني متنطش فوق قوي هي حنين اساسا فيها ايه ملفت للدرجة دي و بعدين يادوب ربنا كارمهم من مفيش قبل كده مكنوش لقين ياكله....
لم يكمل كلامه حتي سمع صوت حنين من الخلف: بيتهيقلي تتفضل من غير مطرود احسنلك
وقف وائل وهو مازال في حالة هيستريا الضحك ويقول لحنين: ابن خالتك ده دمه خفيف قوي علي العموم انا كنت عاوز باباكي اتكلم معاه في موضوعنا بس لما جيت لقيت الوقت مش مناسب فاعطيني رقم تليفونه واخد منه معاد
ردت حنين بلهجه صارمة: اولا اللي بتضحك عليه ده مش حاجه عيب اننا كنا فقراء وربنا اعطانا من فضله ثانيا ان مكنتش فيا حاجه ملفته بالنسبه لك فقدامك بنات العالم كله وان كان علي الموضوع اللي بتتكلم عنه مش نافع من الاساس لأنك لو اخر واحد قدامي في العالم كله لا يمكن ارتبط بيك و لو هقعد طول عمري من غير جواز ثانيا : احب اقولك المكان هنا مش سعيد بوجودك فيه فياريت تتفضل
انصرف وائل وهو ينظر لها نظرات مسممة وهي تنظر للجهه الأخري متجاهله نظراته
وبعد ان انصرف زفرت حنين في غضب و ارتمت علي الكرسي وقالت: تخلف ايه اللي جابه ده بني ادم متطفل وغبي غبي غبي
ارتعد باسم في كرسه ماذا ستصب عليه الأن حنين من انواع العذاب بعد ان سمعته يدعي انها خطيبته أمام وائل وعندما وجدها لم تذكر شئ مما قاله له قال لها
باسم : هو انتي سمعتيه من اول ايه
حنين: ليه هو قال حاجه تانيه غير اننا مكناش لقين ناكل و اني مش ملفته
باسم بارتياح: لا لا قال بس انه عاوز يخطبك
حنين بغيظ: ودي طريقه يجي يخطب بيها ولا يقتل بيها حسبي الله ونعم الوكيل
باسم : خلاص هو مشي يا حنين كبري دماغك ومتزعليش نفسك ويلا قومي فرفشي مع قرايباتك وصحباتك
حنين: وانت هتعمل ايه
باسم: انا هه انا هوزع مايه
حنين : وانا هاجي معاك بس تعالي نوزع عند الستات احسن انا كنت محروجه جدا
باسم بفرح وكأنه طفل صغير: اوك
حنين: بس ليا طلب عندك
باسم : أؤمري
حنين: ياريت متعرفش حد خالص موضوع وائل ده
باسم: امممم هتخبي عليهم أخص أخص بس عامة ماشي و اهو سلاحي في ايدي اهددك بيه
حنين : يظهر بتتعلم بسرعه و اتعلمت من حسن و حسين الرخامة
باسم : هههههههه دول حبايبي ونور عيني
وقاما من فورهم يوزعوا مياه معدنيه علي المدعوين
ومر اليوم بسلام و مرت الأيام من بعده في هدوء وكان فصل الربيع قد سيطر علي الطقس و محاصيل الفواكهه المختلفة صارت ناضجه و امتلأت المزرعه بالعمال و انشغل رزق بشدة فقد كان طوال عمره متقن في عمله للغير فما بالك في عمل يخص باسم الذي افني كل ماله من اجل سعادة اسرته
طلب من باسم ان يستريح حتي يتم شفاء قدمه تماما وهو سيقوم بكل ما يلزم للحفاظ علي مستوي انتاج المزرعه و زيادته
فوافق باسم و كان موعد اختبارات الشهادة الثانوية قد اصبح علي الأبواب فأنشغل حسن و حسن بانها ء اعمالهم الدراسية و اصبح كلا منهم حبيس غرفة يطن مثل النحله ليلا و نهارا أملا في تحقيق احلامهم
وظل باسم مع حنين و ووالدتها في الفيلا يقضون أوقاتهم معا و لم تتوقع حنين مدي طيبة باسم وتواضعه لتلك الدرجة و ايضا تفانيه في خدمتها هي و الدتها و محاوله توفير الراحة لهم فقد كلف خادمة بالقيام بالاعمال المنزلية من تنظيف و ترتيب و كلف خادما لشراء الطلبات ولم يتبقي لحنين سوي الطبيخ و مراعاة الطيور التي كانت تربيها
وكان باسم يشاركها في تلك الاعمال و لا يترك لوالدتها اي فرصة في القيام بشئ يرهقها و ويقول لها دائما بان تستريح
كانوا يقضون وقتهم في هدوء و تسليه يتشاركون جميع اجزاء اليوم و جميع الاعمل صباحا يتشاركون بعض الاعمال المنزليه و ظهرا يتشاركون الأكل و يذهب كل منهم للراحه و في العصر يخرجون للتنزه في ارجاء المزرعه الواسعه مبهرة المنظر ليملئوا رئتيهم بتلك الروائح العطره المنبعثة من الزهور و ذلك النسيم العليل الذي يحي الأرواح و يعيد حيويتها و ذلك الجو الرومانسي الذي يمهد لأي بذرة حب بأن تنمو و تكبر حتي تصبح شجرة تمتلأ بفروع العشق و غصون الهوي و أوراق الحنين و في المغرب يشاهدون معا بعض البرامج التلفزيونيه الهادفه أما في العشاء فتجتمع افراد الاسرة كلها لتناول العشاء و الفواكهه و بعض التسالي و ايضا الحديث الشيق و المزاح المبهج
و كان باسم و حنين يتشاركون حفظ القرآن و قراءته و تفسيره و قراءة الأذكار و بعض الكتب الدينية خلال اوقات فراغهم كل يوم
ذات يوم كانت حنين و والدتها و باسم يعدون و جبة الغداء في الحديقة الخلفية للفيلا حنين تمسك بالسكين وتقطع بعض البطاطس و والدها تنظف الأرز و باسم يقشر بعض فصوص الثوم ويتشاركون أطراف الحديث المتنوعه عندما حطت حمامة بيضاء علي السور قريبا من باسم
نظر لها باسم مطولا ثم قال: الحمامة دي بتفكرني بيكي يا حنين
نظرت له حنين مهددة وهي تشير له بالسكين مازحه : هتلزم حدودك معايا و لا اقوم اشتغل عليك جزارة
باسم بضحك: لا لا خلاص لا شكلك و لا انتي شكلها انا لسه عاوز اعيش ثم تأهب للرحيل و قال لها و هو يتمالك نفسه من الضحك بصعوبه : انتي تشبهي اللي نايمة هناك دي
نظرت حنين و ماجده في الاتجاه الذي يشير له باسم فوجدوا قطه سوداء كبيرة جالسة في ظل شجرة
لم تتمالك حنين و ماجده انفسهم ودخلوا في حالة ضحك هستيري , نظروا لباسم فوجدوا يضغط بشده علي الزر الخاص بكرسه المتحرك و ابتعد بعيد و يضحك بشدة
حنين: مش قلتلك بتتعلم بسرعه بقيت رخم زيهم اهو
ماجده: تقصدي حسن و حسين ده بقي نسخه منهم
قطع مزاحهم صوت رنين هاتف باسم
حنين : تعالي يا اخويا رد علي تليفونك
باسم : لا مش مستغني عن رقبتي ردي انتي
نظرت حنين للشاشه فوجدت والدها من يتصل فردت عليه وبعد أن انهت حديثها معه قالت لباسم
حنين : بابا بيقولك روح احسب معاه حاجه عند منفذ البيع احسن في محاسب مجاش النهاردة وعاوزك تراجع معاه الحساب كويس
باسم وهو يرفع يده للسماء: أم انت كريم يااارب جات في وقتها و انصرف من امامهم متجهه حيث رزق
وبعد رحيل باسم ظلت ابتسامة حنين معلقة علي شفتيها لدقائق و هي تتذكر كلام باسم معها من دقائق وهي تكمل مع والدتها اعداد الطعام , لكن شعرت ان المكان فارغ ينقصه شئ كبير
يبدو انها اعتادت علي وجوده معها فمشاركته لها في كل شئ في حياتها أصبحت لا تستطييع الاستغناء عنها حتي انها شعرت بالملل وكأن المكان فقد روحه وظل خياله يجول و يصول تفكيرها , كلامه مزاحه صوته مواقفه حركاته .....يبدو انه ملأ الكثير من حياتها و اخذ من تفكيرها قسط كبير ظلت تردد في بالها : متي ستعود متي ستعود
وبعد مرور ساعه
قالت ماجده: هو باسم اتأخر كده ليه
حنين : هيكون فين يعني يا ماما متخفيش مش هيتوه يعني
ماجده: مش قصدي يتوه بس يعني لا قدر الله الكرسي يتزحلق منه و ميقدرش يتحكم فيه يقع في قنايه ولا تيجي طوبه تحته تقلبه ميقدرش يقوم و المشكله انه سايب تليفونه هنا
دب القلق في جميع اوصال حنين و اهتزت ركبتيها وقالت مسرعه: طيب نرن علي بابا نتأكد انه وصل
ماجده : طيب رني كده
رنت حنين علي والدها فرد عليها وطمئنها ان باسم كان عنده وانصرف من ربع ساعه
ماجده: ربع ساعه يبقي المفروض انه يكون وصل
حنين: المهم انه راح واكيد زمانه جاي
ماجده : انا هاخد عصير لأبوكي و اروح اقعد معاه شويه اسليه احسن النهارده عنده شغل كتير قوي
حنين : متخليه يبعت حد من العمال ياخد العصير
ماجده: لا انا عاوزة اقعد معاه شوية اسليه بيتعب كتير قوي لازم نحسسه اننا معاه مش سيبينه يتبهدل لواحده و لا في دماغنا
حنين : يا عيني يا عيني
ماجده: طيب يا اختي جهزي العصير علي ما البس العباية و الخمار
وبعد ان انصرفت ماجده ظل القلق يتملك اعصاب حنين فلم يعد باسم بعد ياتري ماذا حدث له
اتجهت للحديقة و جلست علي تلك الأرجوحه التي صنعتها بمساعدة باسم علي هيئة سرير طائر بين شجرتين كبيرتين وظلت تتململ في جلستها و تتلفت بين كل لحظه و اخري بانتظار قدوم ذلك الوجه الذي افتقده لمجرد غيابه عنها ساعتين
لم تتحمل اكثر و قد لعب الشيطان برأسها بما يكفي وملأه بالظنون السيئة
اسرعت إلي غرفة حسن وطرقت الباب ودخلت
حنين: حسن رن كده علي بابا احسن باسم كان عنده و خرج من ساعه ولسه مجاش
حسن : طيب نرن علي تليفونه علطول بدل لف ودوران
حنين بقلق بادي عليها: المشكله انه سايب موبيله هنا
باسم ليوقع باخته: شكلك كده هترتاحي منه وتاخدي راحتك
حنين: حرام عليك يا اخي بتفول علي ايه
حسن : مش كنتي انتي اللي بتقولي ربنا ياخده
حنين بعصبية : خلاص يا حسن
حسن : يعني صدقتي كلامنا
حنين : اه والله ده طيب جدا وجدا تحس فيه براءة الأطفال انا اساسا مش متخيلة انه اكبر مني بحسه انه واحد منكم
حسن : انا هروح عند بابا اشوفه مدام بتقولي بقاله ساعه خارج يبقي الأمر مقلق
ذهب حسن للأطئنان علي باسم و اتجهت حنين مره اخري إلي تلك الأرجوحه وقد تملك القلق جميع ذرات جسدها واثناء جلوسها وجدت شئ يربت علي ظهرها التفتت مفزوعه فوجدته بيده كمية كبيره من الورود المنسقه بعنايه من الورود البيضاء و في منتصفها ورده كبيرة حمراء وبها بعض الاوراق الخضراء التي تكمل جمالها
شعرت بشئ حار يسير بجميع انحاء جسدها و كأن دماؤها تغلي اثناء سيرها في عروقها
تلجلجت كلماتها و تبخرت افكارها وكأنها لم تتعلم النطق بعد , كيف تتصرف وماذا يجب عليها ان تفعل , قلبها يقفز , روحها تسمو , اشياء غريبه تحدث بداخلها , حاولت تمالك اعصابها وتتجلد بقوه لكي لا تظهر شئ من تلك الفوضي التي تحدث بداخلها نظرت له فوجدته في حاله يرثي لها احمر وجهه بشدة و تعرق جسده حتي ان ملابسه ابتلت يبدو انه يسير في الحر من مده
حنين بعصبيه: يعني بقالك ساعة ماشي في الحر علشان الورد
نظر له باسم بعينين متسعتين وتلجم لسانه مندهشا
حنين: يا سيدي الورد ده يبقي العصر في جو مش حر كده افرض بقي كنت خدت ضربة شمس و لا تعبت انت مش شايف منظرك عامل ازاي حرام عليك
باسم بهدوء : عاوز اعملهالك مفاجأة
حنين و هي تنهض لتأتي له ببعض الماء: بناقص المفاجئات اللي تجيبلك تعب يا باسم
واتت له بقنينة مياه و اعطته ليشرب وبعد ان ارتوي قالت له: خد شويه في ايدك اغسل وشك ده انا بعت حسن يطمن عليك واتصلت علي بابا مره
مد باسم يده لها و هو يضحك بشده حتي ان الماء وقع منه
حنين : بتضحك علي ايه
باسم: اصلي يوم لما جيتي من المستشفي انتي ومامتك وانا غلطت و قلتلك يا حنين من غير استاذة حنين فضلت منتظر انك تقيمي عليا الحد بسبب الغلطه دي و لما لقيتك مقولتيش حاجه فضلت اقولك ياحنين بس وملاحظ انك واخدة بالك والدليل انك بتتحاشي تنطقي اسمي واول مره اسمعه منك دلوقتي
حنين لتداري خجلها: مش مستهاله تكلف يا باسم انت واحد مننا
باسم: ربنا يخليكي والله انتوا اعز حاجه عندي في دنيتي وربنا يقدرني و اردلكم جميلكم ده
حنين بغيظ: جميل ايه اللي بتقول عليه هو احنا عملنا معاك ايه جنب اللي انت عملتهولنا
باسم: جايز من وجهة نظركم انما بالنسبة ليا انا اقدمتلكم جزء في الحياه جانب واحد وهو الفلوس انما انتم قدمتولي الحياه كلها "ثم اكمل بتأثر" فعلا يا حنين انا كنت قبلكم في ضياع كان الموت بالنسبه ليا الخيار الافضل
حنين : خلاص يا باسم انسي بقي انت واحد مننا و عمرنا ما هنستغني عنك ويلا دلوقتي ادخل ريح شويه في الضل وربنا يستر و متكنش اخدت ضربة شمس ..ثم قامت بدفع كرسه فاستوقفها باسم
باسم: حنين
حنين: نعم
باسم : ارجوكي ادعيلي في كل صلاه اني ربنا يشفيني والعملية تنجح وارجع امشي تاني
حنين: والله بدعيلك من غير ما تقول
باسم: قبل كده دخلت عمليتيتن كنت فاكر نفسي خايف وانا داخلهم انما المره دي انا مرعوب قوي كانت الحياه الاول مش فارقه كتير امشي ولا لأة محصلة بعضها انما دلوقتي بجد بجد خايف
حنين : لا بأذن الله هتبقي ميه ميه خلي عندك حسن ظن بالله و يلا بطل كلام وادخل من الحر و نام شوية
دخل باسم حجرته وانتقل الي سريره و في قلبه فرحه ليس لها مثيل و علي شفتيه ترتسم تلك الابتسامة التي تعلن عن قمة سعادته
سمع طرقات علي الباب فقال: ادخل
حنين: افتح
باسم: انا خلاص انتقلت علي السرير مش هقدر اقوم تاني
حنين : ماشي ثم انصرفت وبعد دقائق وجد حسين يطرق الباب ويدخل بيده كأس كبير من العصير
حسين : ايه يا عم قلقتنا عليك
باسم: يلا علي مذاكرتك وبطل كتر كلام
حسين: اعوذ بالله مينفعش ندردش شويه
ارتشف باسم العصير دفعة واحده ثم مد يده بالكوب الفارغ لحسين وقال: قوم علي مذاكرتك يا ثانوية عامة و الدردشة بعد النتيجه ان شاء الله
خرج حسين وترك باسم يسبح بين حدائق افكاره المزهره بأحلي الورود وهو يتذكر قلق حنين عليه عندما وصل و كلامها بانها اتصلت علي والدها للاطمئنان عليه و ارسالها لحسن للبحث عنه وايضا عندما صرحت له بأنه واحد منهم ولا يوجد بينهم تكلفة
وعندما كانت تنهرهه علي مشيه في اشعة الشمس وخوفها عليه و واسراعها وهي تأتي له بالماء و احضارها للعصير ظل يعيد المواقف مرا ت ومرات وكانه يحلم بأجمل حلم رآه في حياته
شعر وكأنه يريد ان يطير إليها و يأخذها من يدها ويطير بها في اعلي السحاب ويعلو ويعلو حتي يأتي بتلك النجوم و يصنع لها عقدا وفي منتصفه القمر بأكمله فهي بالنسبه له أغلي ما يملك واغز من تكون
بعد ان اعطت حنين كوب العصير لحسين أخذت الورود خلسة وصعدت إلي غرفتها تحررت من حجابها و عبائتها وجلست علي كرسيها وهي تمسك بيديها مجموعه الورود تغمض عينيها و تستنشق رحيقها بعمق و كأنها تريد أن تملأ رئتيها بما هو آت من الغالي"باسم"
ثم أخذت تتذكر كلماته انه يريد ان يجعلها لها مفاجأة و انه ظل ساعه كاملة ينتقي لها الورود وينسقها بهذا الشكل الرائع
قالت بفرحه: احنا اعطيناك الحياه و انت بالنسبه لينا اجمل حاجه في الحياه
ثم اكلمت بسخريه: هأ سبحان الله كان مين يصدق ان باسم الي كنت بدعي ليل ونهار ان ربنا ينجيني منه يطلع قلبه كبير قوي كده وفيه الطيبه و الحنان ده ياااااااااااااارب اشفيه يارب
ثم قامت ووضعت الورود في اصيص صغير به بعض الماء ووضعته علي سور الشرفه حتي لا يذبل ثم اتت بهاتفها المحمول وأخذت له بعض الصور
وفي الاسفل ظل باسم يتململ في فراشه يحاول استدعاء النوم إلي عيونه ولكن الافكار حالت بينه و بين النوم فقام وأمسك بهاتفه وقام بفتح الفيس بوك وما ان فتحه حتي تهللت اساريره و قال بصوت يحاول خفضه : اللــــــه
لقد وجد حنين غيرت صورتها الشخصية علي الفيس بوك بصورة الورود التي جلبها لها من نصف ساعه و تكتب ( يجب ألا نتسرع فيالحكم علي أي أحد كي لا نظلم اناس صافيه صفاء تلك الورود البيضاء)
مرت الأيام و تسلل حب باسم إلي قلب حنين علي غفلة منها فقد كان طيبته و براءته تجبرها علي ذلك و لكن في حدود الأخوة فقط كانت الحياه جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معني حتي جاء ذلك اليوم المشؤوم و زارتهم عمتهم صابرين
حيث قضت معه اليوم كله وقد اغدقوا عليها بكرم الضيافة و اثناء جلوسهم معا في حديقة المنزل الخلفية و تشاركم التسلية و المرح
استأذن باسم منهم للذهاب لمتابعة مباراة لكرة القدم عبر التلفاز انتظرها طويلا
واستغلت صابرين عدم وجوده و قالت: بس الجدع ده شكله طيب قوي و ابن اصول
رزق: ربنا يباركله ويعطيله كمان و كمان زي ما هو كارمنا
صابرين: بس هو مشلول خالص
حسين: لا دي حادثة و بأذن الله هيعمل عمليه و هيبقي كويس
صابرين : هو خاطب ولا متجوز
حسن: لا
صابرين بفرح: طيب وساكتين ليه عليه ما هي حنين موجوده اهي حتي برضه علشان ينفعوا يقعدوا مع بعض في بيت واحد الناس بتتكلم
قفزت حنين وقالت بعصبية: بتقولي ايه يا عمتو احنا هنروح نتقدمله مثلا ؟
صابرين وهي تنهض مسرعه: سيبيها بس عليا
تجمد الجميع مكانه مثل الاصنام من صدمة ما يسمعوا
حنين : ماما حسين حسن الحقوا دي ممكن تعملها بجد
ماجدة بهدوء: سيبيها دي واعيه و هتوقعه من غير ما ياخد باله
صرخت حنين : انتوا بتقولوا ايه
ثم سحبت حسن من زراعه و قالت قوم نلحقها بسررررررررررررررعه
اتجهوا داخل الفيلا وعندما اقتربوا و كان خلف باسم سمعوا صوته و هو يقول تلك الكلمات التي جمدت الدماء داخل عروق حنين و انتزعت روحها من مكانها و تركتها معلقة فوق رأسها
باسم : انا مرتبط بس
صابرين: وهو الارتباط ينفع يا ابني و بعدين سيبك من البنات بتوع الربط ده مبيعمروش بيوت وبعدين انت ابن اصول لازم تشوفلك واحده برضه بنت اصول ومتربطش لا ادخل البيت من بابه علطول علشان ربنا يباركلك
باسم: لا دي بنت كويسه جدا جدا بس انا منتظر لما اجهز كويس و اكون استحقها وجدير بيها لأنها ملاك من السما تستاهل واحد من السما و ساعتها هدخل الباب من بيته علطول ومش هتأخر لحظة
وما ان سمعت حنين تلك الكلمات حتي شعرت بخنجرغاص في قلبها فتركت حسن و اسرعت نحو الدرج المؤدي للدور العلوي للفيلا للتواري هي ودموعها من ذلك الموقف المحرج
دخلت حجرتها و اغلقت الباب خلفها ثم وقفت مكانها كالصنم الجامد الذي لا يتحرك به ساكن عينيها محقتين بكل وسعهما وضعت يدها مهلي قلبها تحاول استعادة انفاسها وبعد قائق شعرت و كأت شئ غليظ يقف في حلقها , تحركت ببطأ و صدمة نحو وسريرها و جلست علي طرفه و كأنها صنم وقالت بصوت مكتوم: طيب و انتي زعلانه ليه يا حنين انه مرتبط و ايه دخلك انتي يرتبط و لا يخطب و لايتجوز انا مليكيش دعو انتي زعلانه لية ؟ ليه؟ (ثم صمتت برهه واكملت ببكاء) أنا زعلانه علشان بحبه بحبه ( وظلت تضرب الوسادة بقبضتها بشده وتردد بحبه بحبه مقدرش اعيش من غيره مقدرش اتخيله مع واحده تانيه لييييييييه كده ليه كده يا باسم خليتني احب انا اللي عمري ما راجل لفت انتباهي وفي الاخر تطلع مرتبط ااااااااااااااااااااه
و ظلت باقي اليوم حبيسة الغرفة تروي وسادتها بدموعها الغزيرة و تشبعها بآهاتها
↚
صمتت برهه واكملت ببكاء) أنا زعلانه علشان بحبه بحبه ( وظلت تضرب الوسادة بقبضتها بشده وتردد بحبه بحبه مقدرش اعيش من غيره مقدرش اتخيله مع واحده تانيه لييييييييه كده ليه كده يا باسم خليتني احب انا اللي عمري ما راجل لفت انتباهي وفي الاخر تطلع مرتبط ااااااااااااااااااااه
و ظلت باقي اليوم حبيسة الغرفة تروي وسادتها بدموعها الغزيرة و تشبعها بآهاتها واوجاعها و تذوقوها بالمرارة التي تذوقها قلبها اثر ذلك الحب اللعين
ظلت علي وضعها كثير لا تحرك ساكن حتي غلبها السلطان الذي لا يقهر"النوم" ونامت كالجثة الهامدة التي فقدت روحها
وبعد فتره استيقظت بإحباط و حزن , تململت في فراشها , ظلت مكانها طويلا تعيد وتعيد ما حدث و ما تسبب في قتل روحها وترك جسدها بلا روح حتي بدأت شلال دموعها في التدفق ثانية , ظلت مكانها ما يقرب من ساعه فكرت بأن تنهض وتأكل بعض الطعام فهي تشعر بالجوع كثيرا ولكن شعرت انه لا داعي لاستيقاظها وانها لا تشتهي شيء من الحياة قط رغم بطنها التي تؤلمها شديدا بسبب الجوع ولكن الم قلبها كان اكبر فخلدت إلي النوم ثانية إما هروبا من الواقع أو احساسا بخيبة الأمل
وأشرقت شمس اليوم التالي و استيقظت معها كل الكائنات الربيعيه المحتفلة بألوانها الزاهية و تغريداتها المبهجه
ولكن اميرتنا مازالت في سريرها حتي تعامدت الشمس علي الارض تحركت جفونها ببطء داخل فراشها فتحت عينيها فوجدت الحجره مليئة بضوء الشمس
قالت بتعجب : هي الساعه كام
قامت متكاسلة وأمسكت بهاتفها فوجدت الساعه الحادية عشر و نصف ظهرا
قالت بفزع: يا نهاااااار ده انا راحت عليا صلوات المغرب و العشا و الفجر
اسرعت و توضأت و شرعت تصلي ما فاتها من صلوات حتي أذن الظهر فصلت ثم اتجهت إلي سريرها وأخذت تستعيد أحداث اليوم الماضي, شعرت باختناق في روحها و قالت : انا مش هنزل النهارده من الأوضه مش عاوزة اشوف حد خالص
ثم تذكرت يوم ان قال لها باسم انها ان بقيت حبيسه غرفتها سوف يعتبره طلب لمغادرته باسلوب راق
قفز قلبها من مكان لمجرد تذكر تلك الكلمات و قالت : لا لا
ثم عاوت و قالت: ولا يمشي مش فارق
ولكن قلبها لم يطيعيها تلك المره و هب و اقفا معلنا اعتراضه بشكل غير مباشر حيث قالت لنفسها: لا ما أظنش ان ده من الذوق انا ابقي انانية بالشكل ده يعني هو ضحي كتير علشنا و في الاخر انا ابقي انانيه و ابص لمصلحتي بس
ثم قامت من فورها و ارتدت عبائتها ووشاحها و اتجهت نحو الاسفل و ظلت تبحث عن أثر لأي أحد بحثت في جميع أرجاء المنزل لم تجد احد قط حتي الخادمة لم تجدها
جال بخاطرها : هل يمكن ان باسم شعر بشئ مما بداخلها و اختار ان ينصرف شعرت و كأن الضوء اختفي من الوجود لمجرد ظنها ذلك الظن و تسارعت دقات قلبها واثناء بحثها عنهم سمعت صوت هاتفها بالأعلي فصعدت فوجدت حسن المتصل
حنين: السلام عليكم
باسم : وعليكم السلام
حنين بتعجب مع اضطراب لسماع صوت باسم :مش ده رقم حسن
باسم و صوته يبدو به قلق من شئ ما: ايوا تليفونه , هو معايا عند دكتور الاعصاب
حنين وقد زال الاضطراب و حل مكانه القلق : خير صوتك متغير ليه
باسم و قد اختلط صوته بشئ من الاختناق: حنين بصي انا نسيت تليفوني في اوضتي معلشي انزلي هاتيلي من عليه رقم تليفون دكتور ........... اصلي محتاجه ضروري و متتأخريش
حنين و هي تتجه للاسفل ثانية: حاضر حاضر نازله اهو بس طمني في ايه
باسم وهو يتمالك نفسه: اطمني مفيش حاجه والله
فتحت حنين غرفه باسم و اخذت تقلب في الارقام المسجله بحثاً عن رقم الطبيب ..... واثناء بحثها لمحت رقم مسجل بأسم ((حبيبتي)
انتفض قلبها غيظا وحقدا و لكن لا وقت لهذا فمازال باسم معها علي الخط
حنين: ايوا يا باسم الرقم اهو....................
وبعد ان اغلقت مع باسم وضعت الهاتف وخرجت من الحجرة ثم قالت : يووه نسيت اسألهم فين بابا و ماما
وحاولت ان تشغل نفسها بأي شيء ولكن كان هناك شئ واحد يسيطر علي عقلها بالكامل وهو ذلك الاسم المسجل بهاتف باسم
دفعها فضولها بأن تعرف من تلك التي فازت بمن أحبته , لامها ضميرها و حاولت تمالك نفسها و لكن فضولها كان اقوي في تلك المعركه نظرت حولها كاللصة , لم يأتي أحد بعد ومازالت وحدها
فتحت غرفة باسم ثانية و هي في شدة توترها وقلبها يدق بقوة داخل صدرها , لامها ضميرها مرات قبل أن تقوم بذلك و لكنها تجاهلته
مسكت بهاتف باسم و غادرت غرفته جلست في الريسيبشن , ثم فتحته وأتت بقائمة الأسماء المسجلة ووقفت عند ذلك الاسم ظلت تتأمله بأسي و حزن شديد , تراجعت مرات قبل أن تتشجع و تضغط علي زر اتصال لا تعلم لماذا تقم بذلك و ما الذي ستجنيه بهذا الاتصال لم تنوي التحدث مع تلك التي تسببت في قهر قلبها ولكن فضولها دفعها بأن تعرف اي شيء عنها و لو سماع صوتها فقط
زاد توترها وتسارعت دقات قلبها و تعرق جبينها وبدأت ساقها تهتز بشدة وهي تضع الهاتف علي اذنها منتظرة الرد
وفجأة سمعت صوت هاتفها يعلن عن اتصال نظرت في الشاشة لتري المتصل فوجدت اسم (باسم) قالت في نفسها: مش وقتك يا باسم الامر مش ناقص توتر
وبعد ثوان تدارك الأمر, نعم , اسم باسم يظهر علي هاتفها لأنها ترن من هاتفهه علي اسم (حبيبتي)
وقفت ببطء وهي تحاول استيعاب الموقف , دارت الأرض بها لم تعد تري اي شيء أمامها , ضربت جبهتها بيدها وهي تعاود الجلوس وقالت بصوت مهتز يكاد يسمع: هو ايه اللي بيحصل , يعني انا حبيبته , حبيبته اللي من السما و تستاهل واحد من السما
نزلت شلالات من عينيها في صمت وزادت شهقاتها المكتومة
خافت ان يأتي أحد فيراها بذلك المنظر فسحبت نفسها بقوة و هي بالكاد تري ضباب الأشياء بسبب سحابة الدموع أمام عينيها
دخلت غرفتها و ارتمت علي السرير و تركت نفسها تفرغ ما كتمته من ليلة امس من اسي و حزن و سوء ظن بكلام باسم تعالت شهقاتها اختلطت وسادتها بمزيج دموع الفرح مع دموع المفاجأة مع دموع الحزن
تمالكت نفسها بعد مده , أمسكت بهاتف باسم و نظرت له وقالت : يا تري من امتي يا باسم , يا عيني عليك يا حبيبي يا تري بتتعذب من امتي ؟ انا مقدرتش علي ليلة واحده حسيت فيها ان بحب شخص مش بيحبني يا تري انت اتعذبت قد ايه
فتحت هاتفه ثانية و ظلت تفتش فيه عن اي شئ يدل عما بداخله
فتحت ملف الفديو وهنا كانت الصدمة الكبري , وجدته يحتفظ بعدة فديوهات لها فديو لها وهي تجلس علي الأرجوحه و تحفظ في المصحف و أخر و هي تقطف بعض ثمار الخوخ من شجره و أخر و هي في الوليمة واثناء انشغالها بالترحيب بأحدي المعزيم و أخر........... وهي تتحدث بالهاتف في حديقة فيلته بالقاهرة
عندما رأت حنين ذلك الفديو وقفت فجأة وضربت بيدها علي قلبها وقالت: يا خبر يعني الفديو اللي كان كل شوية يتفرج عليه و يقفله اول ما يشوفني كان فديو ليا و انا ظلمته و قلت عليه بيشوف حاجات مش كويسه
ثم دخلت ثانيه في نوبه بكاء شديد وقالت : يعني من زمان اوي كده يا باسم و انا اللي ياما ظلمتك بسوء ظني و باسلوبي الغشيم وكلامي اللي زي الحجر يعني لما جيت توصلني لهنا من القاهره كان علشان بتحبني و لما انتشلت عيلتي من الفقر و خليتنا من اغني الناس كل ده علشاني و انا ولا دارية ولما حاولت تفضل بجوار عيلتي وسببت لنفسك الاحراج و الذل وكل شويه تقول ربنا يقدرني و اردلكم جميلكم كل ده علشاني انا و علشان تفضل معايا
زادت صوت بكائها وجلست علي الارض و علي رجلها هاتفه و اسم حبيبتي أمام عينيها وظلت تردد و هي تحدق بالشاشة : انا اسفه بجد انا قاسية قوي بس صدقني والله والله انا معاك , وعمري ما هتخلي عنك عمري كله فداك وزي ما ضحيت كتير علشاني أن الأوان و دوري جه علشان اضحي انا كمان علشانك
ولو حتي يا باسم فضلت طول عمرك علي كرسي انا هوافق عليك وهكون فخورة بيك ولا يمكن استغني عنك
وبدأت تهدأ نسبياً وقالت: بس ارجوووك اعترفلي بس وانا هقولها في لحظتها انا راضيه بيك كده و فرحانه بيك كده مش محتاج تستعد ولا تكون واحد من السما علشان تستاهلني ياريت انا استاهلك بس ربنا يخليك يارب و يحميك و يجعلك من نصيبي و يجعلني من نصيبك عن قريب و يكتبلنا السعادة يارب
وفي تلك البقعه من الارض التي تعتبر من اجمل بقاع العالم (تركيا) كانت هناك من اصبحت في اشد حالات توترها كانت تسير بسرعه بعصبيه وهي تتنهد متجهه لتلك الشقه الصغيرة التي استأجرتها حتي تنهي مهمتها في تلك البلد وتعاود ادراجها إلي الوطن الغالي مصر
قالت في نفسها:الوضع بقي مقلق قوي , يعني اسافر و اعمل ده كله علشانه و في الاخر يختفي كده , لا كفايه قوي اللي عملته وكمان كفاية قرصات اتكيت و اغراء كده و انزل مصر وابقي اكمل الباقي هناك انا قلبي مش مطمن
ثم غيرت وجهتها إلي مكتب سفريات و حجزت تذكرتها ولكن لم تجد حجز غير بعد اسبوع
خرجت من المكتب وهي مقضبة الجبين في شدة الغضب وتقول: اسبوع كتيير انا خلاص مش قادرة اصبر اكتر
هدأت حنين من نفسها ثم غسلت وجهها وعدلت من هندامها ثم هبطت للاسف فوجدت والدتها
حنين: انتي كنتي فين يا ماما ؟
ماجده: كنت بودي اكل لأبوكي احسن عنده شغل كتير هو باسم و اخواتك لسه مرجعوش
حنين وقد بدء قلبها بالاضطراب لمجرد سماع اسم باسم: لا لسه محدش جه
ماجد: طيب اتصلي عليهم كده يا بنتي نطمن
حنين و هي تشير لهاتف باسم الذي بيدها: هم لسه متصلين دلوقتي و كانوا عاوزين رقم تليفون الدكتور بتاع الاعصاب بتاع القاهرة
ماجدة : ليه خير
حنين: معرفش
ثم اتجهت نحو غرفة باسم ووضعت هاتفه مكانه وخرجت للجلوس مع والدتها في انتظارهم
وبعد نصف ساعة سمعوا صوت السيارة بالخارج و تبعه صوت اخويها
قامت ماجده من فورها ترحب بهم وتطمأن عليهم و تستفسر عن سبب تأخرهم
أما حنين فقد حدثت فوضي عارمة داخل قلبها و كيانها بأكمله فلم تستطع التحرك من مكانها وظلت جالسه
وما ان دخل الثلاثه حتي فتشت عينيها لا اراديا عن من ملك قلبها"باسم"
فوجدته في اسوأ حالاته , لم تره في ذلك المظهر المزعج من قبل , قفز قلبها من مكانه و هبت واقفه
وقالت: في ايه خير
ولكن باسم لم يرد عليها و كأنه لا يراها بل و كأنه لا ري اي شئ امامه و دخل غرفته وأغلق الباب خلفه
حنين لأخويها : خير يا جماعه ماله ده؟
حسن : الدكاترة حددوله معاد عملية رجله بعد يومين
حنين بقلق: طيب وهو ماله زعلان مش المفروض يفرح
حسين بصوت منخفض: من ساعة ما عرف و هو منطقش بكلمة و كأنه عاوز يعيط حاولنا نهديه بس هو كأنه في عالم اخر
حسن : سيبوه شويه كده و حاولي يا ماما انت و حنين تهدوه شويه و خلوه ياكل احسن مش راضي يحط حاجه في بقه من ساعتها
حسين : وعرفوا بابا بقي علشان يعمل حسابه اننا هنروح القاهرة بكرة
حنين : وانتوا هاتيجوا معانا ازاي و امتحانتكم بعد اسبوعين
ماجده: لازم يا حنين يبقوا معاه اي كان هم اقرب حد ليه و هم اكتر حد باسم متعلق بيهم لازم يكونوا معاه علشان يحس بالاطمئنان اسأليني انا و لما يعمل العمليه يومين و يرجعوا علشان مذاكرتهم
حنين و هي تتنهد: ربنا يقوموا بالسلامة
الجميع : يااااارب
حسن : طيب اعمللنا سندوتشات يا حنين احسن مكلناش حاجه من الصبح
حنين هي مغيبة التفكير : حاضر
وانصرفت نحو المطبخ و هي تردد بلسانها الكثر من الأدعية بأن ينجي الله باسم و يشفية و يحفظه و مع تحرك شفتيها كانت تنزلق تلك العبرات من عينيها في صمت
وبعد ساعة كانت ماجده و حنين يجلسون بشرفة الفيلا
التفتت ماجدة إلي حنين: تعالي معايا كده يا حنين ندخل لباسم و نحاول نخليه ياكل اي حاجه
حنين وهي تنهض: طيب هقوم اجيبله ذبادي و عصير من التلاجه و اجي
طرقت ماجده باب غرفة باسم مرات حتي اتاها الرد بالدخول
فتحت الباب و دخلت مع حنين فوجدوا باسم مستلقي علي سريرة وقد خارت قواه بسبب كثرة البكاء و عدم الأكل
هرعت ماجده و اسرعت إليه و هي تنادي حسن و حسين
حاولت سنده حتي استلقي برأسه علي صدرها و أخذت تربت عليه و تقول : مالك يا حببي اسم الله عليك
وقفت حنين بجوار السرير وهي ترتعد قلقا عليه حتي اتي حسن و حسين مسرعين
جلس حسين جواره و التقته من بين زراع والدته و اخذه في حضنه و اخذ يربت علي ذراعه و من الناحيه الاخري ماجده تربت علي ظهره و تبكي وحسن يغسل له و جهه بالماء وحنين تقف بجوارهم مكتوفة الأيدي ليس لها حيلة سوي البكاء
كانت تشعر بداخلها ببركان مكتوم وكأنها تريد أن تثور بهم وتبعدهم عنه بيديها بقوه و تأخذه هي بين احضانها فهذا الشخص يخصها و هي تخصه هي الأحق بين الجميع بأن تربت عليه و تطمئنه و تهدأ من روعه
ماجده: متخفش يا حبيبي هتبقي كويس صدقني خلي عندك ثقه بالله مكنش في أصعب من حالتي و الكل فقد الأمل بس انا كان املي بربنا كبير والحمد لله كان مين يصدق اني ارجع امشي تاني و اامارس حياتي كده
لم يرد باسم سوي بالبكاء و الشهقات العاليه
حسن وهو يبكي: احنا معاك يا باسم متقلقش
حسين : طيب حاول تأكله كده يا حسن علشان حتي يقدر يقعد أحسن اعصابه سايبه خالص ازاي
حاول باسم اطعامه في فمه فلم يوافق باسم في البدايه و لكن اصرار الجميع خاصة ماجده التي أخذت تطعمه بيدها وتبث فيه عبارات الطمأنينة حتي استكان ونام بين يدي حسين
ماجده : يلا ياولاد غطوه و سبوه ينام شويه و ابقوا ناموا معاه النهارده بالليل يا شباب متسبهوش لواحده
خرج الجميع كل ألي غرفته ليجهزوا ما سيحتاجونه من ملابس و كتب خلال سفرهم في الغد الي القاهرة كي يجري باسم عمليته
وابلغوا أبيهم الذي اتي مسرعا عندما علم بإنهيار اعصاب باسم خوفا من العملية الجراحية
صعدت حنين إلي غرفتها بصحبة دموعها التي تملأ عينيها و تترك أثر علي وجهها وعندما دخلت غرفتها اسرعت للجوء إلي الله بالتضرع و الصلاة
واثناء صلاتها تذكرت شئ و عندما انهت صلاتها هرعت إلي دولابها و اخرجت منه حقيبة بلاستيكية صغيرة و ارتدت ملابس خروجها ونزلت الدرج فوجدت والديها يجلسان في شرفة الفيلا
رزق: رايحة فين كده يا حنين
حنين : عاوزاك تيجي معايا يا بابا المنصورة نشتري شوية مستلزمات طبيه علشان تبقي معانا و مش نحتاس لما باسم يعمل العمليه
ماجده: طيب ما نشتريها من القاهرة
حنين: طيب ليه انا هنا عارفه الاماكن انما هناك لسه هنسأل و ندور و بعدين علشان انا بحب كل حاجه ابقي مرتباها و عامله حسابها من قبلها
رزق: ماشي يلا يا بنتي
واستقلا سيارة باسم ومعهم ايمن السائق , اتجها نحو مدينة المنصورة وعندما دخلوا مشارف المدينة طلبت حنين من السائق الاتجاه في طريق ما واخذت تدله علي الطريق حتي وصلت منزل معين اوقفت ايمن ثم طلبت منهم الانتظار دقيقة و ترجلت سريعا و دخلت المنزل ثم عادت بعد دقائق وقالت لأيمن: معندهمش اللي انا عوزاه هنروح بقي اقرب صيدلية ثم قالت في نفسها (الحمد لله انهم مش بيعرفوا يقروا)
وبعد ذلك اشترت بعض المستلزمات الطبية العادية و عادوا ادراجهم إلي الفيلا
وفي المساء حاولت حنين البحث عن النوم كثيرا ولكن لم تعثر عليه مطلقا واثناء انهماكها في افكارها وجدت رساله عبر الماسنجر وصلت لهاتفها
تعجبت يا تري من الاخر المستيقظ في ذلك الوقت وعنما فتحتها فوجئت انها من باسم
باسم: حنين
ردت برساله هي الاخري: ايوا يا باسم
انتظر طويلا قبل ان يرد برساله اخري: ارجوكي خليكي جنبي انتي اكتر واحده بحس بالامان في وجودها كلكم عيلتي بجد و عمري ما حسيت بحاجه غير كده بس انت اكتر حد محتاجه فيكم اليومين دول
حنين: متخفش يا باسم مش هسيبك ولا لحظة و صدقني اطمن هتقوم و هتبقي كويس بأذن الله
باسم : انا اول مره ابقي مرعوب كده حاسس اني هموت
حنين: بعيد الشر عليك متقولش كده بأذن الله هتبقي احسن من الاول كمان
باسم : حنين انا عاوز اطلع صدقه بس محدش يعرف يعني صدقة سر
حنين: انا خلاص طلعتلك الفلوس اللي كانت هناء اعطتهالي في جمعية رساله النهارده من غير ما حد يعرف
باسم: بجد؟ ربنا يخليكي ليا واقدر اردلك جميلك ده ولما اقوم بالسلامة هعطيهوملك تاني
حنين : اولا ده مش جميل ده واجب يا باسم انت اخويا وانا مش هاخد ولا جنيه
باسم : طيب يلا ريحي دلوقتي علشان تكوني فايقه معيا بكره وانا بعمل الاشعات في القاهرة
حنين : ماشي و نام انت كمان
باسم : حاضر تصبحي علي خير
حنين : و انت من اهله
حاولت النوم لكن لم تستطع ابدا و يبدو ان الطرف الاخر ايضا لم يستطع
سمعت صوت هاتفها ثانية و لكن تلك المرة كان اتصال من باسم
ردت سريعا ودموعها تسبقها في الرد: السلام عليكم
باسم: وعليكم السلام..... انتي بتعيطي يا حنين و انا اللي بتصل استقوي بيكي
حنين وهي تحاول تمالك نفسها : باسم عوزاك تعتمد علي ربنا و تستقوي بيه مش بينا (من وجد الله فماذا فقد و من فقد الله ماذا وجد) احنا اه معاك و عمرنا ما هنتخلي عنك لحظة لكن مفيش في ايدينا حاجه اللي في ايده كل حاجه هو ربنا فعاوزاك يكون عندك يقين بالله و تدعي انه يكون هو اللي معاك و( ان الله حيي كريم يستحي ان يرفع اليه العبد يديه و يردهما صفرا خائبتين ) فكن واثق انك مدام رفعت ايدك و قلت يارب عمره ما هيخذلك
باسم و قد شعر بطمئنينة اكثر : فعلا يا حنين عندك حق ونعم بالله ... طيب يلا علشان نلحق نقوم بدري
حنين : حاضر يلا حاول تنام
باسم : ماشي
وضعت الهاتف بجوارها و ا استعدت للنوم و لكن في تلك المره لم تنتظره طويلا حتي غاصت في بحر احلامها سريعا و كأن صوت و كلمات باسم بعثت في روحها الطمئنينه و محت من داخلها القلق و مهدت لعيونها النوم
وأيضا باسم نظر حوله فوجد حسن و حسين مازالوا نائمين علي الارض فقال في نفسه : الحمد لله و استسلم الأخر للنوم بهدوء و طمئنينه
و مر اليومين و قد وصلوا إلي القاهره و مكثوا بالفيلا و حضر حمدي و زوجته عفاف و السيد البواب و دب العمار في فيلا باسم بعد ان اصبحت خاليه لمدة ما يزيد عن شهرين
استغلوا اليوم الأول في التنظيف و الراحة من تعب السفر و في اليوم الثاني تم حجز باسم بالمشفي و بقيت معه حنين و والدتها كمرافق و ممرضه متابعه
و ظل هذا اليوم بأكمله في عمل بعض الفحوصات و الاشعات و الاستعداد للعملية الجراحية صباح اليوم التالي
طلب باسم من الطبيب الذي سيجري له العمليه بأن تكون حنين واحده من الممرضات المساعدين له في اجراء العمليه , رفض الطبيب في بداية الأمر و لكن اصرار باسم جعله يوافق في النهاية
الساعه التاسعه صباحا داخل احدي كبري المستشفيات الخاصة بالقاهرة
اجتمع الجميع حول باسم , فلم يعد سوي نصف ساعه علي دخوله غرفة العمليات
نظر حوله الجميع يبدو علي وجهه القلق و الخوف و لأول مره في حياته يشعر ان له اسرة ينتمي لها و انه يوجد من يتألم لألمه و يسعد لفرحه و يقلق عليه
لم يتمالك نفسه عندما أخذته الممرضتان و هو مستلقي علي السرير المتحرك و اتجهتا به نحو غرفة العمليات
وبدأت عبراته في الظهور علي مشارف عينيه ثم بدأت في السقوط
وجد حسن يقبل نحوه ثم قبل جبهته و قال له بصوت باكي: ربنا معاك يا باسم و يقومك بالسلامة
وتبعته ماجده , ربتت علي ذراعه و قالت و هي تمسح عباراتها: ربنا يقومك مجبور يا حبيبي
وتبعها حسين و رزق الذين قبلوا جبهة باسم و دعوا له الله ووعدوه الا يكفوا عن الدعاء و التضرع بأن يخرج لهم صحيح معافي بأذن الله
ذهبت حنين مع الممرضتان نحو غرفة العمليات و عندما دخلوا الردهه دخلت الممرضتان أولا ليرتدوا الملابس الخاصة وبقي باسم و حنين وحدهم
كانت حنين تبكي بدون صوت و كانت تحاول التجلد أمام باسم حتي تبث بقلبه الطمئنينة
سمعت صوته ييناديها فالتفتت إليه
باسم يكاد يسمع: حنين
حنين: نعم
صمت قليلا ثم قال لها و هو ينظر داخل عينيها مباشرة : بحبك
↚
كانت حنين تبكي بدون صوت و كانت تحاول التجلد أمام باسم حتي تبث بقلبه الطمئنينة
سمعت صوته ييناديها فالتفتت إليه
باسم يكاد يسمع: حنين
حنين: نعم
صمت قليلا ثم قال لها و هو ينظر داخل عينيها مباشرة : بحبك
ومع ان من المعلوم ان تلك الكلمة تحي القلوب و تسمي الارواح وولكن ما حدث كان عكس ذلك
كان وقع تلك الكلمة عليها كوقع رصاصه دخلت قلب قتيل فمع انها كانت تحلم بأن تسمعها من باسم في كل لحظة تمر عليها و لكن لم تتمني ان تسمعها في ذلك الوقت بالذات , شعلات للحظات انها لم تعد تري ولا تسمع و لا تشعر بأي شئ حولها
شعرت بأن العالم بأثره تحول للون الأسود و كأن الكرة الارضية اصبحت تدور بسرعه صاروخ
وضعت كفيفبها علي وجهها و ظلت ترجع للخلف وهي تبكي و تنتحب حتي جلست علي كرسي وأكملت بكائها
تعجب باسم من ردة فعلها أخذ ينادي بحنان بصوت يحاول جعله منخفض: حنين يا حنين مالك , في ايه , حنين ارجوكي متقلقينش عليكي ارجوكي , حنين تعالي هنا قربيلي
حتي دخلت الممرضتان فوجوها مازالت تبكي فاتجها اليها بقلق
الممرضة: مالك يا حببتي في حاجه
رفعت حنين وجهها الملطخ بالدموع وقالت: انا اسفه مش هقدر ادخل معاكم العملية اصلي دايخه شويه
وقعت تلك الكلمة علي باسم و كأنها انتزعت روحه كاد ان يتكلم و لكن الممرضتان دفعا سريره المحرك نحو غرفة العمليا ت , شعر و كأنهم يدفونه نحو قبر و ليس غرفة عمللياتا شعر بأنه فقد كل الاطمئنان بمجرد تخلي حنين عن دخلوها معه شعر و كأنهم سوف يجرون له عمليه لأنتزاع روحه لا لأصلاح ساقه, لم يستطع الصمود فبدأت عبراته في الانهطال
, وبدأ اليأس و الفتور يسري بجسده و روحه حتي تملك منه و استسلم لما سيحدث به سواء من نجاح العملية او فشلها وبعد ان أخذ حقنة البينج النصفي و بدأ الأطباء بأنجاز ما سيقومون به بدأ طيف حنين يحتل تركيزة و عقله ظل يفكر عن سببب ردة فعلها الغريبه التي لم يتوقعها , عن سبب تخليها عن دخولها معه في اخر لحظة مع انه كرر لها و اعاد لها كثيرا انه في أمس الحاجه إليها و الي وجدها بجواره و استمداده الاطمئان و التجلد منها
أما خارج تلك الحجرة فكانت حنين في اسوأ حالتها انتشر القلق و الخوف في كل خلايا جسدها ظلت تلوم نفسها علي عدم دخولها مع باسم شعرت لوهله انها تريد ان تقتحم تلك الغرفة التي امامها وتنزعه من بين تلك الايادي التي تعبث بساقه ظلت تبكي طورال فترة مكوثه بالداخل وكانت كل لحظة تمر عليها و كأنها دهر بأكمله ياتري ما حالك الآن يا باسم وما شعورك بدوني بعد أن أكدت علي ان ابقي بجوارك , اسفه يا حبيبي انت من فعلت بي ذلك و من تسببت في ان اتخلي عنك ما كان عليك ان تفصح بحبك لي في تلك اللحظة الحرجه التي كان يدمي بها قلبي و اتتقطع بها روحي إلي اشلاء و يعصر القلق جسدي بأكمله أشعر و ان تلك الأدوات الجراحيه لن تغوص في ساقك بل ستغوص في قلبي وتأتي أنت بتلك الكلمة و تعطيها لمسامعي لتهتز اعصابي و افقد توازني و لم اعد احتمل حتي ان اتخيلك بين يدي الأطباء فكيف لي ان اقف بجوارك و هم يقطعون و يلحمون بساقك و انت من اعترف لي بما جعلني كدمية ورقيه تسبح في الجو مع كل نسمة هواء تعبر بالقرب منها
بعد ساعتين مروا علي الجميع بأصعب شعور و احاسيس خرج الاطباء من غرفة باسم فاتجهت حنين نحوهم
حنين بصوت مبحوح من كثرة البكاء: دكتر ايه الاخبار
الطبيب بارتياح: الحمد لله الحمد لله بإذن الله اسبوع و هييبدأ يمشي بس محتاجين منك عنايه جامده و تدريب مكثف جدا و كله بيد الله
شعرت حنين وكأن كوب من الماء مثلج سكب علي قلبها ليطفأ تلك النيران التي كانت مشتعله بداخه
وبدأت تردد بكل كيانها: الحمد لله الحمد لله الحمد لله
ثم عاموت الجلوس علي الكرسي التي كانت تجلس عليه في انتظار خروج باسم و هي في اشد الشوق و الحنين لتري وجهه و تبشره بتلك البشاره
وماهي الا دقائق حتي خرجت الممرضتتان يدفعان السرير المستلقي عليه باسم
اندفعت نحو حنين بسرعه وما ان تلاقت اعينهم حتي نبدل حال حنين بعد ان كانت تجهز الكثير من الكلام الذي ستسرده علي مسامعه علها تقلل من خطئها الذي ارتكبته بسبب تخليها عنه إلا انها لم تجد ولا كلمة منهم حاولت تجميع بعض الكلمات المبعثره في ذاكرتها و لكنها فشلت تعلقت اعينهم ببعضهما لمدة ثوان ثم حولت حنين ناظرها إلي اظافرها و تجمعت الدموع بعينيها ووقف صوتها عند حلقها ولم تستطع اخراجه
نظر لها باسم متعجبا من مظهرها فقد تورمت عينيها بسبب كثرة البكاء واحرتا حتي اصبحتا كشعلتين متقدتين و احمر انفها وايضا تعجبت من هروبها بنظراتها بعيد عنها رغم كمية الشوق البادي علي وجهها والتي تبثه عيونها
سارت الممرضتان بالسرير في اتجاه الغرفة التي سيحجز بها باسم يومين وسارت حنين بجوارهم في صمت
وما ان خرجوا من الردهة التي بها غرف العمليات حتي وجدوا الجميع ينتظره خاارج الردهة بكل قلق
اندفعوا كلهم نحوه واثر البكاء يملأ ملامحهم وعندما رآهم باسم علي هذا لوضع حتي تفجرت عيون الدموع بعينيه ولكن تلك المره كانت دموع الفرح , الفرح بوجوده بينهم و انه اصبح جزء من تلك الاسرة نادرة الوجود في هذا الزمن
أول من وصل اليه كان حسن ظل يقبله و يقول له بصوته الباكي " حمدا لله علي السلامة حمدا لله علي السلامة حمدا لله علي السلامة"
وتبعه الباقي يقومون بما ليس اقل منه من حني و شوق و عبارات حمد لله علي السلامة و شكر الله علي خروجه لهم سالما معافي
حتي دخلوا الغرفة و وضعته الممرضتان علي سريره و قاموا بواجباتهم نحوه اطئنوا عليه وغادروا الغرفة والتفوا جميعهم حوله و علامات الفرح و البشاشه اانتشرت علي وجوهم
رزق: يلا ياولاد قوموا صلوا ركعتين حمد لله علي سلامة باسم
فقام الجميع من فوره و توضأوا وشرعوا في الوقوف بين يدي الله يحمدوه علي سلامة باسم
, وكان باسم ينظر لهم و يحاول كتم بكائه من فرحته بهم و بمشاعرهم الصادقه نحو والتي افتقدها طوال عمره ولم يتخيل في يوم ان يحصل ولو علي جزء صغير منها
وبعد ما يقرب من الساعه جاء الطبيب و اطمأن علي حاله و استأذن من الجميع المغادرة حتي يستطيع باسم الراحه ويبقي مرافق ويأتون في وقت الزيارة بالغد
باسم: خلاص يا حسن انت و حسين ارجعوا البيت علشان مذاكرتكم
حسن : احنا مش هنروح الا لما نطمن انك خرجت من المستشفي و رجعت الفيلا
باسم : مش مستاهله يا جماعه انا اساسا هخرج بعد بكره
حسين: خلاص مش مستاهله بقي احنا اساسا معانا كتب هنذاكر وهنستناك لما تخرج بالسلامه متشغلش بالك بمذاكرتنا
وعاد الجميع إلي الفيلا وبقيت معه رزق حتي يستطسع المبات معه في نفس الغرفة
ومر اليومين بهدوء و سكينة علي الجميع حت يات يموعد خروج باسم
وفي مطار القاهره كانت اسرة هناء تنتظر ابنتهم الغاليه التي سافرت تركيا لعمل بعضا الابحاث و حضور المؤتمر الذي سيرفعها درجات في سلم العلم و الطب و يساعدها في تحضيرها للماجستير
وهاهي وصلت إليهم بزيها الذي لا يشبه زيها القديم و ملامح تغيرت كثير كثيرا حتي انهم رأها ولم يلتفتوا اليها لأنهم لم يعرفوها
اقبلت نحوهم وقالت بمزيح من الفرح والقلق: ماما بابا أمجد وحشتوني
نظرت والدتها لها: هناء ؟؟؟؟؟
هناء :ايه يا جماعه هو انا اتغيرت قوي كده
والدها: انتي هناء؟؟ مالك بقيتي غريبه كده ليه
والدتها وهي تنهره: غريبه ؟ دي بقيت قمر هي تركيا بتحلي الناس كده
ثم اندفعت نحو ابنتها و سحبتها داخل احضانها لتروي عطش الشوق لها
أمجد وهو يسلم عليها: مفيش مؤتمرات لكليه التجاره هناك
هناء: ههههههههههه هوصيهم يعملولكم مخصوص , يلا بينا والله وحضتوني قوي كويس ان قدامي 3 ايام اجازة قبل ما ابدأ شغل اقدر اقعد معاكم احسن و حشني موووت
والدتها: 3 ايام ده في المشمش في داهيه الشغل انتي علي الاقل هتقعدي معانا شهر ولا حاجه
هناء: شهر ايه بس يا ماما والابحاث اللي انا عملتها و الغربه شهرين كاملين ممكن كده يضيعوا عليا
والدتها : طيب يلا بس بينا و نتفاهم في البيت
أشرقت شمس ذلك اليوم الذي يعتبر عيدا بالنسبه لتلك الاسرة التي احتضنت باسم , وكتب له الاطباء تصريح الخروج من المشفي و انتقل إلي الفيلا بصحبة رزق
شعر بفرحة عارمة يشوبها بعض الحزن بسبب عدم مجيء احد لأخذ من المشفي مثلما حدث مع ماجده ولكنه نهر نفسه قائلا: اياً كان دي امهم استحاله اتساوي معها في معزتها عندهم
وعندما دخل الفيلا كان في اشد الشوق لهم جميعا هاصة تلك المحبوبه التي مازالت علاقتهم واليدة و لكن يملؤها التوتر و عدم الاستقرار
مازال لا يعلم اي المشاعر التي تكنها تتجاهه وهل حقا تبادله نفس الحب ام انه حب عقيم من طرف واحد سوف يبتر خلال ايام
كان يسير عبر الممر المؤدي ألي بوابة الفيلا , لم يري احد بإستقباله مطلقا ,. تعجب ولكنه لم يشغل باله بذلك فقد كان عقله مشغول بما سيتخه تجاه حنين وهل تلك الخطوه ستودي به إلي الجحيم و الوحدة الأبديه ام انه ستسمو به إلي اعالي السحاب و يحظي بالسعادة المطلقة كان في شدة توتره يخاف ان يفقد تلك الاسرة بسبب تهوره و مصارحته لحنين بحبه و بسبب ما سيفعله تجاهه اليوم و طلبه منها ان تفصح عما بداخلها تجاهه ويتخذ بعدها قرار بقاءه في القاهره او عودته معهم إلي المزرعه بعد ان يتعافي
واثناء انغماسه بأفكاره المضطربه وصل به رزق إلي بوابة الفيلا و هنا كانت المفاجأة
الكثير و الكثير و الكثير من البالونات مختلفة الالوان و الحجام و الاشكال كلها كتوب عليها" حمد الله علي السلامة" و الكثير من ثلوج الحفلات ترش فوق رأسه من قبل حسن و حسين و زغرودة تلوها الاخري ثم الاخري من عفاف و ماجده والعديد من اللوحات المكتوب عليها الكثير من العبارات التي تبعث الحب و الاحساس بالامان و الدفء الاسري ظل ينتقل ببصره بين تلك المشاهد بكثير من المشاعر الساميه المختلطه و لكن المشهد كان ينقصه الجوهره ظل يبحث عنها في جميع الأرجاء فلم يجدها واثناء الترحيب ظهرت وكانت اجمل من زي قبل و كأن الفرحه اضافت إلي ملامحا بريقا اخاذ زادها جمالا و تأنقا
شعر أنه يريد ان يقفز من كرسه و يندفع تجاهه و يضمها إليه من شدة شوقه لها فهو لم يراها من يومين كاملين أبقلت نحوه و ابتسامة أخاذه تعلو شفتيها , تلاقت اعينهم فهربت سريعا بنظرها للاشئ و لكنه لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة
حتي وصلت إليه و قالت بصوت مهتز و لكنه ينم عما بداخلها من فرحه: حمدالله علي السلامة يا باسم
↚
شعر أنه يريد ان يقفز من كرسه و يندفع تجاهه و يضمها إليه من شدة شوقه لها فهو لم يراها من يومين كاملين أبقلت نحوه و ابتسامة أخاذه تعلو شفتيها , تلاقت اعينهم فهربت سريعا بنظرها للاشئ و لكنه لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة
حتي وصلت إليه و قالت بصوت مهتز و لكنه ينم عما بداخلها من فرحه: حمدالله علي السلامة يا باسم
صوب اليها باسم طلقات ناريه من نظرات الحزن و اللوم حتي شعرت انها ذابت داخل ملابسها و احمرت و جنتيها بشدة
رد عليها باسم بصوت مستهزءا وكأنه رساله عتاب: الله يسلمك
ثم زم شفتيه وحول ناظره بعيدا عنها ليشعرها بخطئها
شعرت حنين و كأن جميع عيون الحاضرين مصوبه تجاها تنهش من لحمها
نظرت للأسفل و اتجهت نحو كرسي فارغ و جلست و يديها ترتعشان من صدمة و خجل الموقف الذي حدث للتو
هدأت لحظة و استعادت استقرار دقات قلبها ثم نظرت حولها تتفحص وجوه الجالسين فوجدت الجميع منشغل عنها بحديثهم القائم من قبل وصولها
يبدو انها تضخم المواقف و ان الوضع ابسط بكثير مما يدور بداخلها ولم يلحظ احد ما كانت تخشاه
كان الجميع يتحدث عن حال باسم و نجاح العمليه و عن موعد اول تجربه للمشي له
وصمم باسم علي عودة حسن و حسين إلي البلدة و مباشرة دراستهم و التركيز في اعمالهم الدراسيه و ايضا عودة رزق معهم لأن تلك الايام هي اهم ايام في السنه من حيث محصول الفاكهه و ضرورة استغلال تلك الفرصه حتي ينهضوا بمصنعهم الجديد وعدم تضييع الاموال التي انفقت في الدعايه له , اعترض الجميع في البدايه فباسم اهم بالنسبه لهم من اي شئ ولكن اصرار باسم علي المحافظة علي المصلحه للجميع و ايضا كونه بأمان مع حنين و ماجده جعلهم يوافقون علي العودة في نهاية اليوم بعد أن يقضونه مع باسم
لم تتشارك حنين معهم ذلك الحوار سوي بالصمت المطلق و كل ما كانت تفعله هو الهروب بعينيها بعيدا عن باسم و لكن لم يمنعها ذلك من اختلاس بعض النظرات اليه فهي كانت في اشد الشوق له كانت تحاول الصمود بملامحها أمامه و لكن قلبها كان في وضع مخالف , كان في حالة اضطراب ما بين الفرح لرؤيته و الشوق له و بين القلق و الاضطراب بسبب نظرته المعاتبه تجاهها و اسلوبه الحزين معها
عندما سمعت الجميع يوافق علي المغادرة الليله امام اصرار باسم شعرت وكأن العالم كله يدور حولها , قفز قلبها و كأنه يصرخ و يقول (لااااااااااااااا ارجوكم , انتظروا قليلا حتي استعيد استقراري و استطيع التعامل مع تلك العيون التي اذوب فيها و منها) ولكن لا مجال للاعتراض فرحيلهم الليله شئ لا بد منه , وحتما ستواجه باسم وجها لوجه وستتعامل معه مباشرة
ظلت تقلب الافكار و التساؤلات برأسها( ياتري هقدر اتكلم معاك عادي , ده انا مش قادرة بس ابص في وشك , معلش انا اسفه والله لولا خجلي المسيطر عليا كنت خدتك بإيدي و حطيتك فوق راسي ارجوك سامحني و قدر كسوفي ده و متفهمهوش غلط)
كانت حنين تسلم علي اخويها و ابيها وكأنها سجين يودع اهلة في نهاية ساعة زيارتهم له
وبعد ان غادروا كانت تتوجس خيفة من أن يتكلم باسم أمام والدتها عن اي شئ فقد كانت تختطف البصر و تري ذلك الكلام الذي ترسله عينيه لها خاصة بعد ان غادر اخويها شعرت و كأنه يريد ان يتحدث في امر ما و لكنه متردد
فقالت بتوتر:مش يلا يا جماعه نطلع ننام الكل النهارده تعبان قوي
ماجده: انا مش هيجيلي نوم الا لما اطمن ان ابوكي و اخواتك وصلوا
حنين: ابقي اطمني في الاوضة يلا علشان...ولم تستطع حتي نطق اسمه علي لسانها
فهمت ماجده مقصد حنين و ظنت انها تريد ان يرتاح باسم فقالت( طيب يلا يا باسم صحيح زمانك مش شايف قدامك
فرد عليها باسم بإيماءة بسيطة و ابتسامة فاترة ثم تحول بنظره إلي حنين يبعث لها اللوم ثانية وما ان رأته حتي ارتبكت و تظاهرت بأنها تريد ان تشرب واتجهت إلي كولدير المياه في نهاية الريسيبشن
صعد باسم علي كرسه حتي دخل غرفته ومن خلفه ماجده , ساعدته في الانتقال إلي سريره و اطمأنت عليه ثم أغلقت الغرفه وخرجت تاركة خلفها باسم الذي كان يحاول أن يمنع بزوغ تلك العبرات من عينيه ولكنه لم يستطع فترك لها العنان تهبط كيفما تريد
كانت الافكار تجول و تصول برأسه تعصف به بلا رحمة ظل يكلم نفسه بصوت مختلط بالبكاء وكانه زوجه فقدت رفيق دربها وابو اولادها
" ليه يا حنين, ليه معقوله لسه لحد دلوقتي مش قبلاني , للدرجه دي كلمة بحبك اللي فكرت انها هتقربنا لبعض اكتر و انها هتفهمك انك مش بالنسبه ليا اخت و بس , انت بالنسبه ليا اختي وحبيبتي و الانسانه اللي بنام و اقوم بحلم و اتمني اليوم اللي يجي و تبقي زوجتي , يعني بدل ما تقربي مني تهربي مني وتقتليني بدم بارد بالشكل ده , مش عارف ياحنين افسر هروبك بإيه مفيش اي سبب قدامي يخفف النار اللي جوايا ويقلل براكين النار اللي في قلبي كل لما اشوفك مش عاوزة حتي تبصي في وشي , ياريتك حتي توضحيلي ايه موقفك مش مجرد تهربي مني و تسيبيني في حيرتي بالشكل ده او حتي تقوليلي سبب رفضك ليا و انا اللي دايما احس اننا واحد و انك بتحـــ ....لم يكمل كلمته بل تحجرت الدموع بعينه عندما جالت برأسه فكرة" امن المعقول ان تكون تنتظر نتيجة العمليه " يعني ممكن تكوني يا حنين مستنيه تشوفي همشي ولا لا " وعندما جاءت تلك الفكرة بباله لم يستطع ولو التفكير ثم قال:
اااااااااااه راسي هتنفجر من الصداع مش قادر
ثم ظل محدقا في الارض يفكر ومازالت رموش عينيه مبتله من عاصفه الدموع التي كان غارقا بها
تنهد بشدة و قال: لا مينفعش اطلب منها انها تصارحني دلوقتي خااااالص يظهر صراحتها هتهلكني اشد المهالك أهو علي الاقل هم معايا علي ما اقوم من العمليه دي ممكن لو طلبت تصارحني افقدهم كلهم و انا في اشد الحاجه ليهم
دخلت حنين باكرا إلي فراشها تتصنع النوم و لكنها لم تستطع اغلاق جفونها و لو لحظة بسبب شلال الدموع المتفق من عينيها
كانت حزينة علي باسم خائفه ان يفهم هروبها و خجلها انه رفض له كانت تقول بنفسها" اسفه اسف اسفه يا باسم ارجوك متفهمنيش غلط , طول عمري بتمني اليوم اللي الاقي فيه الانسان اللي احبه ويحبني , مع انه احساس اجمل بكتير من اللي كنت بتخيله بس صعب عليا , انا معرفش اني ضعيفه جدا جدا بالشكل ده انا اللي كان الكل بيقول عليا جبروت حالي اتقلب خالص من مجرد كلمة بحبك منك , بجد مش قادرة حتي ابص في عينك, نفسي الاقي اي حاجه غير مباشرة اعبرلك بيا اني مكسوفه مش بهرب رفضا ليك بس مش لاقيه, ياااااه لو تعرف النار اللي انا فيها يا باسم , ثم فكرت برهه و اكملت: لازم علي الاقل احاول اتمالك نفسي وارجع اتعامل معاه زي الاول علشان ميكنش رد فعلي اوفرر قوي ويفهمني غلط , ياخوفي يكون فهمني غلط فعلا ,لا لا انا استحاله اقدر اخسره او استغني عنه ,ده انا اموت كده قبل ما يجي اليوم اللي ابعد عنه"
دقت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل وجاء موعد علاج باسم وهاهو جاء اول لقاء مباشر لهم بعد اعتراف باسم بحبه لحنين
كانت حنين مازالت مستيقظة فقامت مسرعه احضرت حجابها وعبائتها واحسنت من هندامها امام المراه ثم رفعت يديها واغمضت عينيها و ظلت تهمهم ببعض الادعيه ان يثبتها الله امام عينيه و يمر الموقف بسلام
خرجت متجهه نحو الغرفه التي تبيت بها والدتها فرأت باسم يجلس في ريسيبشن الفيلا يتابع احدي القنوات الفضائية فقالت في نفسها" كويس قوي انه تحت علشان لو عاوز يقول حاجه مش يبقي قدام ماما و وشي يجيب الوان و ارتبك والكلام اللي كان باين في عنيه يطلعه مش قدام حد" فدخلت غرفته و احضرت العلاج وهبط الدرج متجهه إليه
نظرت نحو باسم و ما ان تلاقت اعينهم حتي بعد ببصره للجهه الاخري غير مهتم بقدومها
شعرت بغصه في حلقها و تدفق الدم بعروقها بهمجيه وبدأت ساقيها تهتز
حنين بصوت تحاول جعله طبيعيا: انت لسه صاحي
باسم دون ان ينظر لها: احنا في الصيف و طبيعي ان الناس كلها بتسهر
حنين: طيب معاد علاجك الساعه 2
باسم بلا مبالاه : اه انا اخدته خلاص , ومتشغليش بالك بعلاجي انا عارف مواعيده و اقدره اخده بنفسي
صعقت حنين لما سمعته واخذ التوتر يتملك اعصابها وفهمت بديهيا ما يرمي اليه وهو تجاهله لها ردا علي تجاهلها له
شعرت و كأنه مدانه بفاجعه ظلما أرادت ان تدفع عن نفسها ذلك الاتهام و تدافع و لو ببعض الكلمات
حاولت ات تجمع ولو بعض الحروف القليله لتكون اي كلمة تعبر بها عن ذلك ولكن للأسف خذلتها الحروف كما خذلتها شجاعتها و تجلدها و لم تجد مأوي لها في ذلك الموقف غير الفرار من أمامه و الهروب كعادتها
مرت الأيام علي كليهما خاليه من ألوان البهجه و الفرحه كتلك اللوحه التي رسمها فنان في لحظة يأس بقلمه الاسود دون ان يدخل بها أي من تلك الألوان التي تضفي للوحه روحا
كان كلا منهما يتألم وحده يخفي ما بداخله عن الأخر يحاول التجلد مناصرة لموقفه امام الاخر
كان يعيشان تحت سقف واحد و لكن لم يجمعهما أي كلام و لا لقاءات كما في سابق الامر
مرت ثلاثه ايام وهم علي هذا الحال لاحظت والدتها تلك الفرقه ظنت ان ذلك بسبب كلام صابرين مع باسم و ان حنين تتخذ بنفسها جانبا حرجا من ذلك الموقف فقالت لنفسها ان تتركها حتي تعود لطبيعتها بنفسها و لا تضغط عليها فهي تعرف مدي صلابة رأس حنين
بدأت أشعة شمس اليوم الرابع أن تتسرب إلي ارجاء العالم ببطء , استيقظت جميع كائنات العالم ما عدا حنين , فكانت في اسوأ حالات يأسها ولا تري اي داعي لأستيقاظها , وأثناء انغماسها في نومها سمعت دقات علي باب غرفتها ثم دلفت والدتها و أخذت تهزها برفق
ماجده: يا حنين
حنين بكسل : اه
ماجده: قومي قيسي الحراره لباسم كده اصل شكله دافي شويه
قفزت حنين من مكانها بفزع: ايه سخن , يارب استر
ماجده: براحه اتفزعتي كده ليه
حنين: يا ماما السخونيه بعد اي عملية خطر جدا ممكن يكون الجرح اتلوث لا قدر الله
ماجده: هو دافي شويه , ربنا يستر قومي قيسي له الحراره كده و واتصلي علي الدكتور
قامت حنين مسرعهو غسلت وجهها وارتدت ملابسها واتجهت مع والدتها نحو غرفة باسم
وكرر باسم ذلك الموقف الذي حدث من 3 ليالي عندما تقابلت اعينهم فأشاح بوجهه بعيدا عنها متجاهلا وجودها
شعرت حنين بالدموع تحتقن بداخل عينيها و لكنها قالت لنفسها: مش وقته أطمن الاول
أحضرت الترمومتر وقالت لباسم: قوم كده يا باسم لما اطمن
قام باسم بفتور حتي قاست له حنين الحراره فوجدتها طبيعيه
وضعت يدها علي صدرها بارتياح و اغمضت عينيها وقالت : الحمد لله طبيعيه يا ماما تلاقيه دافي بس بسبب الحر , ده انا اترعبت لما قلتيلي سخن , السخونيه خطر جدا بعد اي عمليه الحمد لله الحمد لله
كان باسم يتابع ردة فعلها بتعجب, هل هذا قلق عادي ام بحب, واذا كانت هذه ردة فعلها فلماذا دائما الهروب
يبدو وان قراره في تجاهل الأمر يجب ان يتم تعديله والنظر فيه مره اخري , يبدو ان في الامر خفايا لا يعلمها فقرر تأجيل ذلك حين تسنح الفرصه له
كانت الشمس تلملم اشعتها المبعثره في ارجاء الفضاء في منظر بهيج يعشقه العاشقين و يحبه المحبوبين , كانت تجلس في شرفة منزلها تتابع منظر الغروب و هي تسبح في بحر الرومانسيه متخيله باسم معها حين استفاقت علي فكرة خطرت ببالها فجأة
قامت من فورها و ارتدت تلك البلوزة الفضية اللون ذو اكمام طويلة و بنطلون جينز من اللون الاسود و وشاح يغطي بعض شعرها من اللون الاسود وأحسنت و ضع مساحيقها التي لا تغادر ملامحا
ثم خرجت من غرفتها
هناء: ماما ياماما
والدتها (ألفت): ايوا يا حبيبتي
هناء: انا رايحه عند حنين شضويه مش هتأخر
ألفت: حنين دلوقتي ازاي يابنتي الليل دخل
هناء:ط ميكنش رايحه بلد تانيه يا ماما دي في الشارع اللي ورانا
ألفت: شارع ايه ؟ هو انتي متعرفيش ان حنين نقلوا بلد ............
هناء بتعجب: امتي الكلام ده
ألفت: من زمان انتي لسه فاكرة هو انتي مش بتكلمي حنين ولا ايه
هناء: حنين اساسا من النوع الخبيث مش بتعرف حد حاجه عنها
ثم قالت في نفسها( ياتر تعرف حاجه عن باسم ولا لا )
هناء: خلاص هروحلها بكرة , متعرفيش عنوانها
ألفت: لا اسألي صحابها إلي في الوحدة الصحية او اسألي عمتها صابرين
هناء: طيب انا هروح لعمتها صابرين كده استفسر منها
ألفت : متخليكي الصبح
هناء: ماما ارجوكيانا زهقت من القعده هروح دلوقتي اكسر حتي الممل
ألفت: لحقتي تزهقي مننا طيب وربنا ما انتي رايحه القاهره الا بعد اسبوع
هناء: طيب ماشي بس سيبيني اروح دلوقتي لطنط صابرين
ألفت : ماشي
ذهبت إلي صابرين و يبدو أن تلك الزيارة أشعلت فتيل القنبله داخلها وجعل دماؤها براكين تغلي داخل عروقها فقد كانت صابرين تحكي و تكثر من الكلام علي سبيل الفرح بما حل لحال أخيها بسبب باسم و انعام الله عليه و امتلاكه للفيلا بعد أن كان فقيرا
ظلت هناء تتمالك اعصابها و هي تستدرج صابرين بالأسئله حتي علمت منها كل ما فاتها من أحداث وهي في تركيا
عادت إلي منزلها وهي لا تري شئ أمامها من كثرة توترها و شدة غضبها و أخذت تتوعد لحنين و باسم وتنوي فعل كل ما يمكن فعله للانتقام من حنين و خبثها و اخفاءها الحقيقه عنها
دخلت النزل و هي تزفر بغضب و تعقد حاجبيها بضيق
ألفت: خير يا هناء في حاجة
هناء: أنا لازم اسافر الصبح القاهره
ألفت : ليه هي صابرين قالتلك ايه
تداركت هناء خطئها بسرعه وقالت: لا مش طنط صابرين ده واحده صاحبتي اتصلت عليا و قالتلي لازم اسافر علشان الدكتور اللي هيشرف علي البحث بتاعي هيسافر بعد اسبوع
ألفت: طيب استني معانا يومين حتي
هناء: هخلص اللي ورايا ياماما وهجي اقعد معاكم براحتي
وبالفعل غادرت هناء بلدتها صباحا بعد أن وضعت بعض الخطط ومن اين تبدأ و كيف تبدأ وحين وصلت القاهرة ذهبت إلي مسكنها القديم وظلت به يوما بأكمله تستريح من تعب السفر و تستعيد قوتها لتبدأ المعركة
في غرفة باسم أجتمع طبيب العلاج الطبيعي مع باسم وماجده ورزق الذي اتي خصيصا ليري ذلك المشهد الذي ظل يحلم به منذ أن عرف باسم
كان الطبيب يشجع باسم و يحثه علي انه يستطيع المشي و الأمر كله الأن مجرد ارادة داخليه والاقدام علي أول خطوة و الباقي سهل وباسم كان قلقا متوترا يتراجع و يترجي الطبيب ان يؤجل الامر للجلسه القادمة ولكن الطبيب أصر علي ضرورة التشجع و التجربه في هذه الجلسه
وعندما قال الطبيب: يلا يا بطل سمي الله
وجد باسم حنين تدخل فجأة باب الغرفة و تقف مقابلته مباشرة علي بعد مايقرب من عشرة خطوات وتحثه علي المشي وكأنها أم تحث طفلها الصغير علي تعلم المشي , وتنظر مباشرة داخل عينيه وعلي شفتيها أجمل ابتسامة تبعث اليه عبارات التشجيع
عندما رأي باسم ذلك منها أشرقت ابتسامته علي وجهه و امتلأت عينيه بالعبرات وقال بنفسه: انا جايلك يا أعز ما عندي
وقام من فوره وسمي الله و بدأ يخطو خطوة تلو الخطوة تلو الخطوة ثم سقط فأسرع إليه الجميع و كانت أول من وصلت اليه تلك التي اشتاقت اليه كثيرا و اشتاقت لرؤيته ولكلامة ولحديثه و سمره ولكل شئ به و يبدو أن اشتياقها له كان الدافع الذي جعلها تسبق الجميع
أمسك يدها بشكل لا اراديا فكان ذلك أول ما وقع يديه عليه
دارت الدنيا بهما فتلك الغرفة و ذلك المكان كان شاهدا علي ذلك الموقف من قبل منذ عدة شهور ولكن في ظروف مختلفة عندما حاول باسم مسك يد حنين محاولا للتقرب منها فنهرته و عاملته أسوأ معاملة
ولكن في تلك المرة كانت ردة فعلها مختلفة علي الاطلاق لدرجة أنه اندهش منه, شدت حنين قبضتها علي يدي باسم وقالت له بهمس بصوت يملأه الحماس و التشجيع: تقدر يا بطل
وما أن وقعت تلك الكلمات علي مسامع باسم حتي لامست شغاف قلبة و لم يستطع التحكم بدموعه التي خانته أمام الجميع
انسحبت حنين للخلف بصحبة دموعها هي الاخري وساعده الجميع في الجلوس علي كرسي حتي استعاد قوته مره اخري و قام للتجربه الثانيه
وفي تلك المره كان أقوي بكثير , يبدو أن كلمات الحبيبه كانت بمثابة فيتامينات نفسية غيرت الكثير من حماسه و حالته النفسيه , وقبل أن يقوم جعل وجهته تجاه حنين و كأنها هي الهدف الذي يسعي لتحقيقه والوصول اليه وتوكل علي الله ببعض العبارات و قام واقفا , نظر داخل عينيها لحظات ثم بدأ المشي
هلل الجميع بصوت عالي بعد نجاحه تلك المرة , نظر لحنين فوجدها تحضن ماجده بقوة من شدة فرحها و علي وجهها تمتزج الدموع من ابتسامة عريضة فتنهد بارتياح عميق , وقال بنفسه يظهر الدنيا هتبدأ تضحكلي
أرشدهم الطبيب علي بعض الارشادات و أعطي باسم عكاز وطلب منه الاستعانة به قدر الامكان و الاستغناء عن مساعدة أي أحد
وفي نهاية هذا اليوم الفريد استأذن رزق من باسم ان يصطحب معه ماجده لأن حسن و حسين بدأوا فترة اختبارات أخر العام
ظهرت علي ملامحه الريبة في بادئ الأمر ولكن رد حنين بعث إليه الطمأنيننة
حنين: متقلقش يابابا , انا موجوده اهو , متقلقوش عليه معايا و اكيد كلها أيام و هنيجي البلد لما باسم يخلص قرصات العلاج الطبيعي
باسم بفرحة باديه علي ملامحه: خلاص عادي يا طنط , حنين بألف راجل
نظرت له حنين بابتسامة عذبه وقالت له بدلال: ربنا يستر و متغيرش رأيك
نظر لها بجديه : استحاله
وبعد أن غادرا والديها كانت متوتره بشدة ولكن باسم حاول ألا يطرأ لأي حديث عن شئ يقلقها حتي يفرض الامر نفسه
وبعد مرور يومين جائت اللحظة الحاسمة ارتدت هناء ملابسها وجهزت نفسها و كلامها الذي ستقوله ووضعت الخطط ثم اتجهت نحو فيلا باسم بتاكسي وهي تتوعد وتتخيل بعض اللقاءات المحتمله وبعض النقاشات التي تتوقعها
كانت حنين تتحدث في حديقة الفيلا في الهاتف وبعد ان أنهت حديثها جلست علي كرسي بالحديقة مقابل للبوابه الرئيسية
سرحت بخيالها بعيدا في أرض الاحلام تتخيل علاقتها بباسم المستقبليه و ما يمكن ان تصل إليه حين رأته مقدم عليها و بادي علي محياه أمر ما
جلس في الكرسي المقابل لها يفصل بينهم طاوله صغيرة
ارتبكت حنين ونظرت له بتوتر مبتسمة: ازيك يا باسم
باسم بابتسامة عذبه: ميكنش مشوفتنيش من سنه
ابتسمت حنين وهي تحبس انفاسها خيفة مما سيقوله باسم, نظرت للأسف و احمر وجهها بشدة
باسم بهدوء: اظن لازم نتكلم , ولا عند اعتراض وانا مش هتكلم
حنين بصوت خافت: اتفضل اتكلم
↚
باسم بهدوء: اظن لازم نتكلم , ولا عند اعتراض , وانا مش هتكلم
حنين بصوت خافت: اتفضل اتكلم
باسم بصوت رخيم وعيونه مصوبه تجاه حبيبته: حنين... بصراحه انا بس بتمني تسمعيني المره دي بقلبك مش بودانك و اتمني بعد كلامي تعطيني جواب علي الاقل ولوبأي شئ غير مباشر ..ارجوكي
كان الخجل قد أخذ من حنين مأخذه فظلت تحدق بأظافرها تحاول الهرب ولو بنظرها من ذلك الموقف الحرج – ردت بصوت يكاد يسمع بصعوبه : ماشي
أكمل باسم كلامه بأسلوب لم تعهده حنين منه من قبل وكأن قلبه الذي يبعث بالكلمات و ليس لسانه وكان يغلف كل كلمه بحبه وحنانه و يزينها بهيامه و شوقه , فطالما حلم باليوم الذي يعبر به عن مشاعره الدفينه التي يحبسها بصدره من شهور طويله حتي اصبحت مشتعله داخل قلبه تؤلمه كل لحظه تمر عليه و هاهي اللحظة قد جائت و سمحت له الفرصه بأن يعبر عما اعتمل بصدره
باسم: حنين قبل ما اقول اي حاجه عاوزك تعرفي اني مهما حاولت اعبر بكلامي مش هيجي حاجه بالنسبة اللي جويا
اهتز قلب حنين من تلك الكلمات وتسارعت دقات قلبها واصبحت دماؤها تجري بسرعه داخل عروقها وزاد توترها بشدة
ثم أكمل باسم: أنا اعترفتلك بحبي ليكي في وقت أنا كنت متعمد أقولك فيه وكنت متخيله مناسب جدا بس كنت متوقع رد فعل مختلف تماما عن رد فعلك ده , كنت متشوق جدا لردك وكان بالنسبه ليا أما حياه أو موت , لكن انتي لا طولتيني الحياه ولا الموت انتي سيبتيني متعلق بينهم بتكوي بنار كل لحظه بتمر عليا – ثم تنهد تنهيده طويله ينفث بها مشاعره المتراكمه داخله و تابع بصوت يملأه التأثر- أنا يا حنين حبيتك من أول لحظه شفتك فيها , انتي من اول يوم شفتك فيه و انتي بالنسبه ليا كل حاجه , انتي اللي اعطيني لحياتي لون و طعم وحببتيني في الدنيا , انا قبلك كنت ميت و مدقتش طعم الحياه الا بوجودك , انتي حولتيني من انسان ضايع و كاره الدنيا فاقد للابتسامة لانسان سعيد وحاسس ان بكره اجمل طالما انتي موجوده فيه, ولا يمكن اقدر استغني عنك لحظة في حياتي , ولما اعتذرتي وقلتي هتمشي من الشغل حسيت اني بتخنق و هموت من بعدك , كنت يومها بحس بالضياع , زي الطفل اللي بيفارق امه أول مره في حياته , اللي هي بالنسبه له الكون كله ميعرفش غيرها و لا يقدر يعيش من غيرها , فضلت الليل كله ادعي ان ربنا ميحرمنيش منك ومتمشيش , ساعتها كنت مش عارف ربنا هيستجبلي ازاي و كنت مستني معجزة تحصل علشان ربنا يستجبلي فضلت الليل كله اتضرع لله و الحمد لله الحمد لله ربنا استجبلي ودارت الاحداث بقدر الله و من يومها و احنا مع بعض وكل يوم بيعدي وانا بتعلق بيكي اكتر و بحبك اكتر او بمعني اصح انتي بتجبريني اني احبك اكتر وبتتملكي قلبي اكتر بأدبك وقلبك و حنانك ومواقفك معايا, ودايما ببقي خايف احسن يجي يوم لاقدر الله وافقدك ونفترق كان مجرد الخاطر ده يجي في عقلي احس الدنيا بدور بيا وغصب عني اعيط وكنت بجتهد بالصلاه وادعي ان ميجيش يوم ومتشفكيش عيني فيه وكنت عارف انك مقامك كبير قوي وانك ملتزمه صح ومينفعش واحد طيبه مع واحد خبيث فكان دافع التزامي الاساسي بعد توبتي اني اكون استاهلك وجدير بيكي بس طبعا أنا مقدرش اطلب منك انك تحبيني
ثم سكت لحظة و كأنه متوجس من الكلام الذي سيقوله – خاصة انني عاجز او كنت عاجز واي بنت في الدنيا استحاله توافق علي واحد قاعد علي كرسي علشان كده كنت منتظر لما اعمل اخر عملية بس بصراحه مقدرتش اصبر اكتر من كده خاصة اني مكنتش عارف العمليه هتنجح ولا لا , فقررت اني اعترفلك لحظة دخول العمليه علشان تكون لحظة متقدريش تردي عليا فيها و تضطري تفكري وتكوني واخدة قرارك برضه بناء علي نتيجه العمليه
....حنين انا من يوم ماعرفتك ويعتبر فارض نفسي عليكي و علي اهلك ووحتي لما طرديني مره و اتنين استحملت في نفسي و برضه فضلت فارض نفسي عليكم , لكن طبعا في الحب والجواز وافرض نفسي عليكي فيه , فعاوزك تفكري وتعطيني رد و ساعتها اكلم باباكي..........ولم يكمل كلامه حتي فوجئ بتلك الفاتنة التي تدلف من بوابة الفحديقة تسير بمشية متمايله وكأنها قالب من الجيلي و ترتدي ذلك البنطالالذي بالكاد دخل جسدها بالقوة وتلك البلوزة العارية الساقين و الصدر وشعرها االمنشدل وعندما دقق النظر وجدها هناء و مقبله تجاههم
أما عن هناء
عندما وصلت إلي الفيلا اوقفت التاكسي و ترجلت منه واتجهت نحو الفيلا ثم قالت بنفسها: ما شاء الله عمرانه اهي
وعندما دخلت البوابه صعقت مما تراه , حنين و باسم يجلسان سويا وحنين تنظر للأسف بخجل شديد و علي شفتيها ابتسامة عريضه و بعض دمعاتها تسيل بهدوء و مقابلتها الهايم بحبها باسم يصوب لها نظرات حب دافئة و يبدو انه يسمعها كلام عذب واضح علي تقاسيم وجهه و انفعالاته
قالت هناء بغضب بصوت خافت ودمها يغلي داخل عروقها: الـــلــــه الــــلــــه يظهر الموضوع كبييييييييييير لا لا لا دي الحكايه اكبر بكتيير من ماكنت متخيله , ثم تابعت و هي تحاول جاهدة تمالك اعصابها وتضغط بشدة علي حروفه كلماتها : لا لا لازم تهدي خالص يا هناء وتفكري كده بالراحة علشان الموضوع ده وربنا ما هعديه علي خير
تلاقت عينيها مع باسم الذي صدم برؤيتها فبادلته بابتسامة صفراء واقبلت ناحيته مهلله وهمت بأن تحتضنه: بسوووووووووووووووووووم وحشتني موووووووت
وما ان سمعت حنين صوتها حتي اسرعت تمسح دمعاتها وهمت واقفه ترحب بها وهي مازالت مخدره تأثير كلمات باسم
وقف باسم بذهول من فعلتها و دفعها برفق و ارتد للخلف حتي لا تحتضنه وقال لها: اهلا يادكتوره حمدالله علي السلامة
تعجبت هناء من ردة فعل باسم فعاودت احتضانه فجذبتها حنين بشده و تظاهرت باشتياقها الشديد لها واحتضنتها ثم قالت بصوت متأثر بشده الاشتياق المزيف: دكتوووووووووووره وحشتيني موووووت ايه الغيبة الطويله دي بجد بجد وحشتينا
شعرت هناء بما يجري حولها فقالت بنفسها: تمالكي يا هناء تمالكي
جذبتها حنين من يدها و اجلستها بجوارها وهي تقول بفرحه عارمة مزيفة ايضا: تعالي اقعدي ارتاحي
جلست هناء مضطره بجوار حنين و لكنها تجاهلت كل كلامها و لم ترد علي كلامها ثم قالت لباسم: اخبارك ايه يا بسوم ولو اني زعلانه منك جدا
باسم : انا الحمد لله كويس(ولم يسألها عن سبب حزنها)
فأكملت هي: انا زحلانه علشان قافل موبيلك ومش عارفين نوصلك خالص
باسم: معلش مشغول شويه
هناء: مشغول بأيه
باسم وهو يحاول جمع اي كلام لاقناعها: ياه كتير يعني بتابع برامج عالتلفزيون و بحفظ قران واحاديث و كده غير اني فتحت مصنع جديد غير كمان عمليتي وبرامج العلاج الطبيعي وكده
هناء بمياعه: هههههههه وده اسمه انشغال .. ما علينا قولي هتعمل العمليه امتي
باسم: يااااااااااه عملية ايه بس خلاص الحمد لله انا كده بقيت تمام وعملت العمليه و بقيت بمشي كمان
هناء بفرحه ثم قامت وجلست بجوار باسم ولم تحتضنه منعا لاحراجها من ان ينسحب بل وضعت يدها علي ظهره فقد: بجد بجد مبسووووطه موت يا باسم مش مصدقه نفسي
ثم وجهت كلامها لحنين: ومرسي ليكي ياحنين علي واجبك معايا و اديني جيت اهو علشان اعفيكي من التأبيده دي و تقدري من بكرة ترجعي لأهلك معلش طولت عليكي وهستلم انا من النهاردة
نظر باسم الي حنين فوجدها تكتم غيظها بقوة وكأنها بالون سينفجر فضحك بداخله بفرحه ثم رد علي هناء
خلاص يا دكتوره مش مستاهله اساسا أنا معتش محتاج حد معايا
ثم تحامل علي نفسه ليثبت لها وقام بدون ان يستند علي العكاز ومشي بعض الخطوات حتي استندي علي كرسي مقابلتها وقال لها : شفتي الحمد لله , الموضوع مش مستاهل مرافق معايا
هناء بابتسامة صفراء ودلع : لا لا مقدرش اسيبك كده , انت لسه مشيتك ضعيفه جدا علي الاقل محتاج حد معاك شهر ولا اتنين
باسم: بس انا هسافر للمصنع كمان اسبوع
هناء: رجلي علي رجلك انا لايمكن اسمح لنفسي اقصر في حقك تاني , كفايه اني مش قادرة اسامح نفسي علي سفري لتركيا بس كنت مضطرة
باسم ليقطع الحوار الممل و يوجه لها رساله بأن مكانك لم يعد معي: طيب يلا بينا علشان معاد البرنامج جه يا حنين
هناء وهي تكتم غيظها: يا خبر هتترمي في جهنم حالا , انت ازاي تغلط ومتقولش استاااذة حنين (ثم مالت عليه وقالت بصوت خافت: هي لسه معقدة)
لم تجد هناء اي اهتمام لكلامها ولا اي علامات علي وجه باسم ثم وجدته يلتقط عكازه من حنين ويتجه معها للداخل
فسارت بجواره او بمعني ادق ملتصقه به حتي جلسوا مقابل التلفاز
وتعمد باسم بأن يجلس علي كرسي وحده حتي لا تجلس هناء بجواره
فتح باسم التلفاز علي برنامج "ليلة في بيت النبي" فوجده قد بدأ فقال بأسف شديد: يااااا ياخسارة ده بدأ وفاتنا جزء
نظرت له هناء مدهوشه وهي تميل شفتيها بتعجب وقامت مسرعه واختطفت الريموت من يده وقالت: بلا ملل ده اول يوم ليا هنا يعني فرفشه وأخذت تقلب في القنوات بحثا عن فيلم
باسم بغضب : هناء هاتي الريموت ايه القرف اللي انتي جيباه ده
هناء: لاااااااا بقولك ايه الا الفيلم ده بعشقه ولو شفته لازم اتفرج عليه مش بقدر اقاوم
باسم بغضب: هناء تتابعيه عندك انما هنا لا , ممنوع تفتحي اي افلام او اغاني خاااالص
هناء: هو ايه اللي حصل يا باسم ده انت كنت..........
قاطعها باسم حتي لا تخرب الدنيا: ايا كنت ايه خلاص اللي عدي عدي وربنا تاب عليا و بعدين انتي متعرفيش ان كل نظرة بتبصيها علي راجل بتاخدي عليها ذنب وان ده جزء من الزنا"العين تزني وزناها النظر"
ثم استغل الفرصة حتي يضع لها حدا من الاقتراب منه : وكمان"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"لأن يطعن في رأس احدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"
صدمت هناء مما تسمعه امعقول من تسمعه هو باسم الذي تركته فاحش وعادت اليه لتجده يحفظ حدود الله و يذكر الأدله والاحاديث صحيحه, أخرجها من صدمتها حنين وهي تحمل صينيه المشروب وتقدما لها
حنين: اتفضلي يادكتورة
هناء: ما شاء الله يا استاذه حنين ده انتي محسساني انك صاحبة مكان مش انك في عمل
باسم : ممكن تسيبوني ااتابع البرنامج
هناء بنفسها: اه ارسم الدور قوي يا اخويا قاعدين تحبوا في بعض بره وجاي ترسملي دور الشيخ الواعظ , بس وربنا لأوريكم النجوم في عز الظهر"
ثم قامت وه يتقول: طيب علي ما تخلصوا برنامجكم هروح اجيب الشنط بتاعتي من السكن و اجي قبل ما الليل يدخل
ثم خرجت وهي تزفر وتسب و تلعن ولم يكن اتجاهها نحو سكنها بل اتجهت إلي نانسي لكي تطلب منها المساعده في تلك المصيبة
وعندما خرجت هناء ارتبكت حنين ثانية ثم قامت وهي تقول :طيب انا طالعه...
قاطعها باسم بغضب: برررررررررضه هتهربي يا حنين تاني , والله ما انتي طالعه الا لما تعطيني رد
حنين وهي تشير له ان يخفض صوته وتتلفت حولها: هسسسسسسسس صوتك, هتسمع الناس بينا
باسم بتوتر وغضب: حنين هناء دي مصيبه ربنا ياخدها لازم نتخطب في اسرع وقت علي الاقل اول ما اعرف امشي كويس ده لو انتي وافقتي طبعا
حنين: هو انت ليه دايما تقولي لما تمشي انا مش فارق معيا الموضوع ده انت بالنسبه ليا واحد سواء ماشي او قاعد
باسم وهو يغمز لها : يعني اعتبر دي تصريح رسمي بالموافقه
تداركت حنين كلامها فهمت بأن تقول لا ولكنها تراجعت حتي لا تفسد الامر , فجلست علي كرسي وخبأت وجهها بكفيها خجلا
وقف باسم وظل يهلل بفرح شديد ويقول: هاااااااااااا الله اكبر الله اكبر
نظر لها فوجدها مازلت مخبأة وجهها فقال لها مازحا: خلاص خلاص هتتخنقي , بس اهم حاجه من بكره نمشي من هنا و نرجع المزرعه قبل ما الوباء اللي اسمه هناء دي تيجي هنا تاني
حنين: طيب و جلسات العلاج الطبيعي
باسم : نكملها مع اي دكتور في المنصورة و خلاص
حنين: طيب نتصل عالدكتور الاول نعرف منه
باسم : طيب هتصل اهو
ثم قام بالاتصال علي الطبيب المتابع معه و لكن مكالمته لم تفعل شئ سوي انها عكرت له صفو مزاحه وبعد ان انهي مكالمته ظل ينفث بضيق
حنين: فيه ايه يا باسم
باسم: رافض تماما و بيقول علي الاقل اسبوع كمان وبعد كده ممكن اتابع مع اي دكتور تاني او حتي معاكي في البيت
حنين : خير يا باسم , اسبوع مش كتير
باسم: انا مش عاوز هناء الممله دي تيجي هنا
حنين: حرام عليك متغلطش في حد
باسم : مغلطش دي كارثة , ربنا يخلصنا منها ويشغلها في نفسها و متجيش هنا
حنين : ربنا يهديها وخلاص
ذهبت هناء إلي نانسي و هي تكاد تنفجر من الضيق و بعد ان سلمت عليها و اخذت واجب الضيافه حكت لها ما حدث
نانسي: طيب انتي دلوقتي عاوزة تخلصي من الزفته حنين
هناء: انتقم منها الاول و بعدين اخلص منها
نانسي: المشكله علي فكره مش في حنين المشكله في باسم هو اللي من البدايه كان معجب بيها وهيموت و يتكلم معاها و يصاحبها
هناء: علي ايه يا حسرة
نانسي: اصلك مش فاهمة طبيعه باسم , باسم قبل مايتوب كنا كل ما واحده تتعلق بيه وتيجي تطلب انهم يرتبطوا يقولها مش باخد حاجه مستعمله و كان دايما واثق ان اي واحده اتكلمت معاه و اتعلقت بيه تبقي مستعمله و اكيد حبت قبله حد و اتعلقت قبل كده بغيره , علشان كده لما حنين جات حس ان هي حاجه شاذة و ان هي اللي بيدور عليها
هناء بغضب: طيب يا حلوه علشان نخلص منها نعمل خطه كده و نقوله انها كانت تعرف حد قبله ولا.....يوووووه انتي عارفاه اكتر وعارفه ازاي يكرهها اتكلمي
نانسي: لقيتها ...
هناء: ايه
نانسي: بس مش عارفه ضميرك هيأنبك ولا لا
هناء: متخافيش انتي متعرفيش انا علي اخري من الكلبه حنين دي قد ايه لو قولتيلي علي خطه نقتلها بيها انا موافقه
نانسي: بصي يا ستي , تعرفي باسم لما كان يحب ينتقم من واحده كان بينتقم منها ازاي
هناء: ازاي اخلصي
نانسي: بيخلي البودي جارد بتوعه و سواقه يخربشوها و بعدها يقولها انا مش باخاد حاجه ريسايكل
هناء: مفهمتش حاجه
نانسي: خدي عندك الخطة اهي
واجتمعت الشيطانتان علي التخطيط لأشر انتقام من حنين و باسم
وفي بهو الفيلا كان كل من باسم وحنين يجلسان يحتسيان الشاي أمام التلفاز بعد تناول العشاء عندما دخلت هناء عليهم تجر خلفها حقيبتان ممتلئتان بالملابس
همهم باسم بضيق: هي برضه مصممه تيجي هنا
ردت عليه حنين بصوت خافت: مش مهم ياباسم سيبها
باسم بغضب: والله يومين وامشيها بس انتي اياكي تجيبي قدامها سيرة اي حاجة خالص
حنين : ماشي
تركت هناء الحقائب عند باب الفيلا و دخلت نحوهم بخطي متمايله وجلست معهم وقالت: ايه ده بتشربوا شاي من غيري
باسم بضيق: انتي اللي اتأخرتي فتعشينا وبعدين انا مكنتش متوقع انك ترجعي تاني بعد لما شوفتيني بقيت كويس و العمل معدش مستاهل انك تيجي وتسيبي شغلك وماجستيرك
هناء بدلال: بسووووووووم انت عارف انك اهم عندي من اي ماجستير واي شغل وبعدين سيبك من ده , انت عاوز تقولي انكم اتعشيتوا؟ .. مع بعض؟
باسم: وفيها ايه انتي اتأخرتي.
هناء: معقوله حنين اتنازلت عن اخلاقها ومبادئها واتعشت معاك؟ اه لو اهلك عرفوا يا حنين...
قاطعها باسم : دكتوره مضخميش العمل ويلا علشان هنام
هناء: ايه ده مش هنسهر مع بعض شويه ده احنا في الصيف ومحدش بينام بدري
باسم : علشان نقدر نصلي الفجر
زفرت هناء وقالت : بس مش هيجيلي نوم دلوقتي خالص
لم تجد منهم رد خاصة حنين الذي بدأ الضيق يتخلل اعصابها وصعدت مسرعه الي غرفتها
فنادت هناء: يا حمدي ياحمدي
خرج لها حمدي وعلي وجهه علامات الغضب: ايوا يا دكتورة
هناء: طلعلي الشنط دي فوق
باسم بحزم: عم حمدي هنا سواق مش خدام يا دكتورة
ارتبكت هناء وقالت : بس انا مش هقدر اطلعها فوق لوحدي وفيها ايه لو طلعهالي
باسم : يبقي تطلبي بأدب وتقولي ياعم حمدي مش حمدي كده ده في سن والدك
اتسعت عيني حمدي وهناء باندهاش مما يقوله باسم ولكنه تركهم و صعد إلي غرفته بخطواته البطيئه يستند إلي سور الدرج
فنظرت له هناء نظرة مسمومة متوعده وقالت بنفسها: ماشي يا شيخ باسم والله لأخيلك تبكي بدل الدموع دم
ومر يومان يملأهم التوتر و الضيق علي هناء وأيضا حنين وباسم
فهناء كانت لا تستطيع الصبر حتي تنفذ خطتها التي رسمتها مع نانسي ولكنها تنتظر حتي تأتي الفرصه
وحنين وباسم ينتظرون مرور الاسبوع بفارغ الصبر حتي يرحلوا من ذلك المكان الذي توجد به هناء الدخيله
وجائت اللحظة حيث اتيحت الفرصه
تحجج باسم كعادته انه سينام وتركهم باكرا و صعد إلي غرفته
واقنعت هناء حنين ان تبقي معها يسهروا ويتسامروا مع بعض وبعد مرور ما يقرب من الساعتين استأذنت هناء من حنين ان تنتظر بالاسفل حتي تصعد لتبدل ملابسها في الغرفه لتنام علي ان تلحق بها حنين بعد دقائق
وبالفعل اقتنعت حنين بكلام هناء بكل صفاء نية وظلت ما يقرب من النصف ساعه بالاسفل حتي تعطي هناء الحريه والوقت الكافي لتبدل ملابسها
ولكن تلك الافعي التي تدعي هناء صعدت للاعلي تنفذ خطتها
دقت باب باسم بهدوء فلم تجد رد فدخلت خلسه لتتأكد من كونه نائم وعندما وجدته يغط في نوم عميق خرجت و ارتدت قميص نوم فاضح و تزينت بأفضل زينه و انتظرت أما باب غرفة باسم حتي رأت حنين تصعد الدرج فدخلت غرفة باسم سريعا وظلت تراقب حنين من خلف الباب عندما وجدتها تمرمن امام الغرفه خرجت و تصنعت المفاجأة والحرج و اخذت تجري بسرعه و دخلت غرفتيهما ودثرت بعبائة بحرج
عندما رأت حنين ذلك المنظر ظلت الارض تدور بها وتدور , كادت ان تغمي عليها ولكنها ظلت تتمالك بكل قوتها حتي دخلت علي سريرها وارتمت عليه وهي تشعر بألم شديد برأسها
هناء: بليز يا حنين اعتبري نفسك مشفتيش حاجه
حنين:-------------
هناء: انا كنت فكرتك زمانك طلعتي ونمتي , ثم ضحكت بدلال واكمت: كل يوم ربنا بيسترها بس النهارد قفشتينا
حنين: ----------
هناء: طبعا زمانك من يوم ما انا جيت مستغربه ان باسم بينام بدري ليه , اه يلا حيرتك مطولتش
حنين: ممكن تسكتي بقي علشان ننام وبكره هستأذن وهروح
هناء وهي تضحك ضحك الافاعي: ليه بس كده ولو ان زمانك عاوزة تمشي من يومها بس محرجه مني انا عارفاكي
ثم عادت لتتحدث عن باسم لتزيد من اصرار حنين علي الرحيل : يااااه ده باسم ده شقي قوي , بجد بتبسط معاه قوي خاصة لما ربنا شفي رجله
حنين بغضب: ارجوكي اسكتي مش بحب اسمع الكلام القذر ده وسيبيني انام بقي
هناء بابتسامة الانتصار: براحه شويه في ايه
ثم استلقت بفرح بجوار هناء وهي تمثل دور "المبسوطه"
بزغ أول بصيص من ضوء شمس تاني يوم واستيقظت حنين متعبة من كثرة الألم سواء النفسي او ألم راسها وتسللت و خرجت من الفيلا وهي بالكاد تستطيع المشي تحاول التجلد ولكن كانت تفلت منها بعض عبراتها كلما مر الموقف بخيالها
يبدو أن من صدمتها لم تستطع ولو التفكير بالامر وتفسير ما يحدث انه خطه مدبرة من هناء لتفسد حياتها واحلامها ومستقبلها بأكمله
استيقظت هناء بعد رحيل حنين بساعه فلم تجدها فاتصلت بها فلم ترد عليها حنين ولكن هذا طمأن هناء ان حنين خرجت بالفعل الفيلا
فاتصلت علي حمدي وقالت له: ألو ايوا يا حمدي معلش اني صحيتك في الوقت ده بس انا خايفه اصل باسم متنرفز جدا جدا
حمدي: خير في ايه
هناء وهي تتصنع عدم الفهم: اتخانق مع حنين جامد جدا و هي سابت الفيلا ومشت بعد ما شتمت وهزأت وقلت أدبها فقالي اتصلي علي حمدي وقوليله هاتلي حنين حالا متخربشه والا هيكون رصاصتك في قلبك
حمدي بدهشة:اه
هناء:انا اساسا خايفه من اسلوبه بس ارجوك يا حمدي متضربوهاش قوي ولا تخربشوها جامد وياريت متخربشوش وشها
حمدي بغضب بالغ: وشها ايه انتي كمان انتي مش فاهمة حاجه
واغلق الهاتف مع هناء وهو يزفر ويردد: حسبي الله ونعم الوكيل ده انت حيوان وملكش امان بتعض الايد اللي بتقدملك الخير
عفاف بتعجب: خير يا حمدي في ايه
فحكي لها ما قالته هناء وقال : منه لله اما اتصل عليها اشوفها فين اياك ألحقها قبل ما تركب اتوبيس المنصور وكويس اننا لسه بدري علشان نعرف نجيبها من غير ما حد ياخد باله و تعالي معانا احتياطي
عفاف: طيب هقوم ألبس اهو منه لله لولا الواحد خايف منه ليتهور ويضربك بالنار فعلا كنت قلتلك نقف في وشه بالذات المره دي , حنين كويسة ومش وش القرف ده
بينما هناء لملمت أشياءها و جهزت نفسها ثم تسللت برفق وخرجت من الفيلا متجهه إلي سكنها وتركت رساله لباسم علي منضدة في غرفته تعتذر عن رحيلها بسبب عودتها للعمل ورسالتها في الماجستير"
ولكنها كانت تنوي الهرب إلي تركيا , هاربه بقلب يملأه برودة وفرح وطمأنينه بأنها انتقمت ممن تسببت في ضياع تعب شهور و غربه و سفر
وفي تلك المحطة التي بها الكثير من حافلات النقل الكبيرة كانت تقف حنين وهي تشعر بالدوار ورغبة في الغثيان من كثرة ألم رأسها
وقفت بإعياء في جانب المحطه تحاول تمالك نفسها , سمعت صوت هاتفها فوجدت المتصل حمدي فشعرت بطمئنينه وقالت: كويس اكيد مش هيتأخر لو قلتله يجي يروحني بلدي انا فعلا مش هقدراوصل بالشكل ده
حنين:السلام عليكم
حمدي: وعليكم السلام انتي فين دلوقتي يا حنين
حنين: انا خلاص هركب الاتوبيس اهو بس انا تعبانه ومش قادرة
قاطعها حمدي: طيب متركبيش انا جايلك اهو ومعايا عفاف
فرحت حنين بشدة وقالت :ربنا يخليكم يارب
وظلت منظرة دقائق حتي وجدتهم مقبلين عليها فتهللت اساريرها
عفاف: مالك يا حنين شكلك تعبانه قوي كده ليه
حنين: فعلا انا حاسه اني دايخه جدا ومصدعه
وفي لمح البصر رش حمدي بعض رزاز من زجاجه المجدر فوقعت حنين فاقده للوعي
حملتها عفاف بمساعده حمدي وهي تتظاهر بالبكاء وتقول : بنتي حبيبتي اسم الله عليكي بسرعه ياحمدي عالمستشفي(حتي لا يشك بأمرهم احد
كانت تقف بقلق أمام مكتب سفريات منتظرة قدوم الموظفين كي تحجز تذكرة فوريه للسفر إلي تركيا وعندما جاء أول موظف دخلت خلفه مسرعه وقالت له بتوتر: لو سمحت تذكره لتركيا
الموظف: تركيا مفيش قبل 3 ايام يا افندم
هناء بقلق: لا ارجوك خد اللي انت عاوزه واتصرفلي
الموظف: مش بإيدي والله
هناء: ارجوك حاول ومليش بركة الا انت
الموظفك هحاول اتصلك علي مكاتب تانيه و او اشوف حد هيلغي حجزة واكلمك سيبيلي بس تليفونك وقولي يارب
هناء: طيب اتفضل اهو وياريت يكون النهارده ضروري
الموظف: صعب قوي يكون النهارده بس هحاول
خرجت هناء من عنده وقد تملك القلق جميع اعصابها وظلت تردد: يارب استر غباء مني برضه اني محجزتش قبلها بكام يوم , بس انا كنت اعرف منين اني هقدر انفذ الخطة
منك لله يا نانسي شكلك وديتيني في داهيه
وبعد ما يقرب من ساعه في غرفة باسم استيقظ متملما في فراشة ثم قام بكسل وتوضأ وصلي الضحي وخرج من غرفته متجه للاسف فوجد حمدي يجلس علي كرسي امام غرفته وعلي وجهه علامات غضب و حزن شديدة
باسم: السلام عليكم خير في حاجه
قام حمدي واتجهه ناحيته وقال:احنا قمنا بالمهمه , ياريت تقبل استقالتتي يا استاذ باسم بصراحه معتش هقدر اكمل
باسم بتعجب: ليه كده وبعدين مهمة ايه
حمدي بصدمة: المهمة اللي انت قلت لهناء عليها
باسم بتعجب اكبر: هناء؟ انا مقلتش لهناء علي حاجه
حمدي بخوف: مش انت قلت لهناء قولي لحمدي هات حنين متخربشه
صعق باسم لما يسمعه حتي انه سقط ارضا: اه حنين ؟ وهي حنين كانت فين علشان تجيبوها
اسرع اليه حمدي يساعده علي الوقوف : مش هي اتخانقت معاك وسابت الفيلا , احنا لحقناها قبل ما تركب الاتوبيس
باسم بصراخ: وبعدين انتوا أذيتوها
حمدي بخوف: مش انت اللي قلت
رمي باسم العكاز بوجه حمدي بغضب ثم سقط أرضا وهو يصرخ: حنين حنين ازاي يامجرم ازاي حنين تمد ايدكم عليه
ثم بدأ ببكاء عالي مختلط بالصراخ: انت حيوان مبتفهمش الا حنين يا مجرم ازاي تسمح لنفسك تعمل فيها كده
وظل يولول ويصرخ ويبكي ويسب ويلعن وهو جالس علي الارض بجوار غرفته وغرفة حنين حتي خارت قواه ولم يعد يستطيع الوقوف علي قدمه
وكلما تخيل حنين بين يدي رجل غريب يفعل بها الافاعيل يبدأ نوبة البكاء والصراخ مره اخري وحمدي يجلس بجواره يحاول تهدأته ولكن لا مجال للهدوء فكيف يهدأ وقد هدر عرض حبيبته والتي كانت علي وشك ان تصبح زوجته لو تلك الافعي التي جائت نشرت سمومها وهربت بعيدا
وداخل الغرفة استيقظت حنين فوجد نفسها بوضع لم تتخيل نفسها يوما ان تكون عليه
ملقاه علي سرير كيوم ولدتها امها مغطاة بملاءة وتجلس بجوارها عفاف تبكي
جلست حنين بصعوبة وما ان ادركت ما هي عليه حتي دثرت نفسها جيدا بالملاءة وقالت : هو فيه ايه
عفاف: منه لله باسم طلب ان حد يغتصبك علشان اتخانقتي معاه
صرخت حنين: ااااااااااااااااه يانهار اسود بتقولي ايه
عفاف: اهدي بس يا حنين وألبسي كده
حنين: حد جه ناحيتي , بجد حد اغتصبني
نظرت حولها فوجدت بعض بقع الدم علي الملاءة فأخذت تصرخ وتبكي بشده
↚
عفاف: طيب بس يا بنتي ألبسي هدومك الأول وهفهمك كل حاجه
حنين: طيب دوري وشك
عفاف: زمانك دايخه لسه , هاتي اساعدك
حنين: لا دوري وشك هعرف لوحدي
استدارت عفاف حتي استطاعت حنين ارتداء ملابسها بصعوبه ودموعها منسابه علي خديها و عندما انتهت قالت: قولي في ايه
عفاف: باسم الله يحرقه اللي ملوش أمان , زي كل مره لما واحده تتخانق معاه ويحب ينتقم منها يخلي حد يغتصبها
حنين بخوف وبكاء: يعني ايه و انا مالي انا متخانقتش معاه
عفاف بفزع: امال طلب ان حد يغتصبك ليه
حنين بصراخ: يعني عاوزه تقوليلي حد جه يمي
أومأت عفاف برأسها وحاولت أن تحتضن حنين ولكن حنين دفعتها بقوة وأخذت تصرخ كالاطفال وارتمت علي الارض وهي تصرخ ب:لااااااااااااا لااااااااااا حسبي الله ونعم الوكيييييييييييييل , منكم لله , منكم لله ربنا ينتقم منكم انا عملت ايه علشان تؤذوني
سمع باسم صراخها فطلب من حمدي اسناده لكي يدخل لحنين وعندما فتحوا الباب اندفع باسم نحوها ولكنها قامت مسرعه و أخذت تلقي بكل ما تناله يديها نحو باسم بعنف وهي تصرخ بهستيريا وتدعو : ربنا ينتقم منك ويوريني فيك انتقامه , منك لله ضيعت حياتي يا خسيس يا حيوان يا جبان
حاول باسم تفادي الاشياء المصوبه تجاهه فجذبه حمدي بسرعه وخرج به من الغرفه
ولكن حنين لم تهدأ ولم يتوقف صراخها و بكائها وارتمت ثانية علي الارض وأخذت تضرب نفسها بشدة وعفاف تحاول تهدئتها ولكن دون جدوي
كانت تصرخ وتردد : اعمل ايه دولقتي حياتي عار أموت نفسي و أدفن بفضيحتي أحسن ما اجيب العار لأهلي
وبعد نصف ساعه خرجت عفاف مسرعه إلي حمدي فوجدته هو الاخر يربت علي ظهر باسم الذي يبكي بكاء شديد وقالت له: بسرعه ياحمدي شوفوا دكتور يجي يعطيها حقنة مهدأ البت هتموت نفسها
قام باسم وقال من وسط دموعه: بسرعه يا حمدي اتصل علي الدكتور محمد هو اقرب واحد ومش بيتأخر
اتصل حمدي علي الطبيب وطلب ان يأتي بسرعه
وبعد دقائق حضر الطبيب و ما ان سمع صوت حنين حتي اسرع وقال: دي محتاجه حقنة مهدأ حالا, بسرعه يا حمدي هات الحقنه دي من الصيدليه
اسرع حمدي ليأتي بالحقنة وبعد دقائق حضر ومعه الحقنه واعطاها للطبيب
الطبيب: طيب تعالوا معايا امسكوها علي ما نعطيها الحقنه احسن شكلها منهارة جدا
حمدي: خليك انت هنا يا باسم وتعالي انا وانتي ياعفاف
دخلوا علي حنين التي اصبح شكلها لا يحسد من كثرة البكاء والصراخ
وتعاونوا مع الطبيب حتي اعطاها حقنة المهدأ وما هي الا دقائق حتي بدأت تهدأ نسبيا ثم بدأت اعصابها ترتخي ووضعوعا علي الفراش حتي فقدت الوعي و فقدت معه أملها وحبها للحياه و تطلعها للمستقبل فقدت ابتسامتها وبرائتها ونضارتها وفقدت كل شئ وتلونت حياتها بالاسود القاتم
الطبيب: سيبوها تنام براحتها لحد ما تصحي لوحدها
باسم: طيب هتقوم امتي يعني يادكتور
الطبيب : متقلقش يا باسم بس سيبوها تريح
باسم: طيب هتقوم هادية ولا اعصابها تعبانه
الطبيب: اول ما هتقوم هتكون هاديه ولو دخلت في نفس الحاله اطلوبوني وهاجي علطول
باسم: شكرا يا دكتور منتحرمش
وبعد أن غادر الطبيب بدأت دموع باسم في الهطول ثانية وقال من بين دموعه: اوجوكي ياعفاف خليكي جنبها متسيبهاش النهارده و انا هطلب لكم دليفري علشان متطبخيش بس خدي بالك منها ومن تنفسها وقلبها
عفاف: حاضر يا ابني من غير ما تقول حنين زي بنتي والله ومعزتها في قلبي كبيرة
ثم خرج باسم وحمدي من الغرفة إلي الاسفل
جلسوا في الريسيبشن وما ان جلسوا حتي خبأ باسم وجهه بين كفيه و أخذ يبكي بشدة وتعالت شهقاته
اقترب منه حمدي وربت علي ظهره فرفع باسم وجهه له وقال بقهر: هو مين اللي اغتصابها انت ياحمدي
انتفض حمدي من مكانه وظل يلوح بكفيه نافيا وهو يقول: لا لا حاشا لله يا ابني اني اعمل حاجه زي دي احنا بنأجر واحد من اياهم بتوع المصالح
زاد نحيب باسم وعلي صوت بكائه وهو يقول : ليه ياحمدي حرام عليك انت عارف ان حنين محترمة ومتربيه مش زي القذاره التانين ليه تسمح لحد يمسها حرام عليك مش شايف منظرها عامل ازاي, ذنبها ايه دي
حمدي : يا باسم انت اللي عودتنا علي كده وانت عارف ان اللي بيخالف كلامك مش بيسلم غير ان الدكتورة هناء قالتلي باسم بيقولك لو مجبتهاش هتبقي رصاصتك في قلبك
باسم بندم: فعلا مش ذنبكم زي ما انت بتقول انا اللي عودتكم
حمدي: كما تدين تدان
باسم: يعني تقصد ايه
حمدي بخوف من ردة فعل باسم ولكنه اراد ان يلقنه الدرس كاملا: يعني لازم تدوق من الكاس اللي دوقت غيرك منه قبل كده
لم يرد باسم سوي بالمزيد من البكاء العالي فتشجع حمدي لإكمال كلامه : ما هو المشكله ان البني أدم لما بيتملك سلطه بيستغلها غلط وبينسي ان فيه رب بالمرصاد ومش بيغفل ولو علي ذرة انت عملتها وبيمهلك شويه لكن لازم كل حاجه عملتها تتردلك وتدوق منها زي ما دوقت غيرك منها وتشرب من نارها زي ما شربت غيرك منها والناس اللي تايهه في الذنوب وفاكره ان ربنا غاافل عنها ومتعرفش ان ده استدراج من ربنا علشان لما ينتقم منهم ينتقم انتقام عزيز مقتدر بس للاسف مش بتفوق غير متأخر قوي
باسم وقد اشتد بكائه: طيب وذنب حنين ايه
حمدي: مش ذنبها ده ذنبك انت بس حظ حنين بقي انك حبيتها ولازم تشوف فيها نتيجه افعالك اللي فاتت
شعر باسم بالخوف الشديد علي حنين فكثير ما أذي وكثير ما ظلم وكثيرا ما بغي أكل هذا سوف تتتذوقه حنين بدون أي ذنب اقترفته فظل يتضرع لله ببكاء و نحيب و يقول: يارب احميها هي مش ذنبها حاجه , هات عقابك فيا انا , انا اللي ارتكبت كل الجرايم وانا اللي استحق عقابك , حنين بريئه وطاهره
حمدي: متطلبش من ربنا انه يعاقبك اطلب انه يسامحك
باسم : ارجوك ياحمدي ادعي ربنا يحمي حنين وميصبهاش اي مكروه تاني
حمدي: يارب
باسم : طيب معلش اطلع لعفاف اسألها علي حنين كده شوفها كويسه وضربات قلبها كويسه ولا لا وتنفسها , انا قلقان قوي يارب سلم والمصيبه دي تعدي علي خير
حمدي: طيب شويه كده يا باسم احنا لسنا نازلين من فوق اهو
باسم بترجي: لا معلش اطلع اسألها انا قلبي مقبوض وعاوز اطمن
امتلأ الجو بالحمره الصافيه التي تبعثها شمس العصر قبل موعد وداعها مع ذلك اليوم الذي لن ينسي , اليوم الذي ترك الكثير من الألم في صدور الجميع ترك بصمة حزن دائمة علي قلوبهم وسرق من علي شفاههم الابتسامه ومن عيونهم الفرح و من ملامحهم الامل وأخذ معه كل انواع السعادة وخطف طعم الحياه بالنسبة لهم
استيقظت حنين من نومها الطويل ولكنها كانت منهكة القوي لا تستطيع تحريك ساكن
تهللت اسارير عفاف عندما رأتها فأقبلت بايتسامتها نحوها وقالت: حمدالله علي السلامة يا حنين اما اروح افرح باسم احسن دوشني كل خمس دقايق يسألني هي صحت ولا لأه ونفسها كويس قلبها كويس خبلني والله
أرادت حنين ان تتحدث وتمنعها من اخبار باسم فهو اخر من تريد سماع اسمه او رؤيته من الآن ولكن لم تستطيع تحريك شفتيها
خرجت عفاف مسرعه إلي باسم الذي كان منهمك في تفكيره وحزنه
عفاف بفرح: حنين صحيت يا باسم
هم باسم واقفا و حمل عكازة و اسرع خطاه نحو غرفة حنين وما ان تلاقت اعينهم حتي أغمضت حنين عينيها وبدأت دموعها في التحرج علي وجنتيها وصدرها يعلو ويهبط أثر خورج آهاتها الحزينة منه
اقترب باسم منها حاول التكلم ولكن مجرد أن رأي حنين حتي خانته دموعه هو الاخر و بدأ في البكاء ولم يستطع الكلام
ثم أقبل نحو قدمي حنين وقبلها مرات من فوق الغطاء و جلس بجوارها وصوت بكائه بدأ يعلو
حاولت حنين ان تبعد قدميها عنه ولكن كانت فاقدة كل قواها
وبعد ان هدأ باسم نسبيا بدأ التحدث بصوت كله اسي و حزن: حنين والله انا برئ والله ما طلبت من حد حاجه دي الملعونه هناء ربنا ينتقم منها وانا قلتلك انها شر ولازم نمشي من هنا وانتي مصدقتنيش ساعتها بس والله العظيم ما انا سايبها الا لما انتقم منها اضعاف مضاعفه
لم ترد حنين سوي بالبكاء فأكمل باسم ببكاء : انتي ياحنين اكتر حد بخاف عليه في الدنيا كلها واكتر حد اخاف افقده وعمري ما اتمنالك شر فازاي اطلب من حد يأذيكي صدقيني والله والله ما انا
ثم استدار إلي عفاف وقال لها: نادي حمدي لما اسأله علي كل حاجه بالتفصيل والله ما ساكت الا لما اجيبلك حقك يا حنين
اخيرا استطاع حنين التحدث بصوت مجهد بالكاد يسمع: حقي؟... خلاص باي باي والله لو عملت ايه ما هيرجع اللي ضاع حسبي الله ونعم الوكيل
وعندما سمع باسم تلك الكلمات وقعت علي مسامعه وقع الرصاص الحي وبدأ في النحيب ثانية وهو يقول : انا اسف اسف اسف ياريت كنت بقيت جثه متقطعه ولا ان حد يمس شعره منك يا حنين بس والله مش بأيدي وانا قلتلك قبل اي حاجه ان هناء دي ملعونه
وعندها دخل حمدي مع عفاف فمسح باسم دموعه بظهر يده و استعاد انفاسه وقال لحمدي: قولي هناء قالتلك ايه بالضبط
حمدي: قالتلي باسم اتخانق مع حنين جامد جدا و هي سابت الفيلا ومشت بعد ما شتمت وهزأت وقلت أدبها فقالي اتصلي علي حمدي وقوليله هاتلي حنين حالا متخربشه والا هيكون رصاصتك في قلبك
وانا اساسا خايفه من اسلوبه بس ارجوك يا حمدي متضربوهاش قوي ولا تخربشوها جامد وياريت متخربشوش وشها
باسم بغضب : وانت ليه صدقتها علطول كان المفروض تتأكد مني الأول
حمدي بخوف: انا خفت من تهديدك يا باسم وانت عارف قبل كده اللي كان بيخالف أوامرك بيحصله ايه وبعدين هو الموضوع ده أول مره تطلبه مثلا؟ علشان كده انا صدقت علطول
صعق باسم من كلام حمدي امام حنين : بس انت عارف ان حنين غير أي بنت قذرة كانت بتيجي ترمي نفسها عليا وترخص قيمتها وانت عارف اني بحب حنين ولا يمكن اسمح لحد يقرب منها
حمدي: والله كنت خايف من التهديد بس يا باسم , حنين زي بنتي والله بخاف عليها زي بناتي بالضبط
باسم بتوعد: ما هو واضح , عامة دلوقتي بس اشوف الجبانه الخسيسه هناء وبعدين نتحاسب
ثم اتصل بهاتفه علي رقم ما وعندما جاءه الرد: ألو
الطرف الآخر: ايوا يافندم
باسم : سيادة اللواء هاني؟ رئيس مباحث .........
اللواءهاني : ايوا يافندم مين معايا
باسم : مع حضرتك باسم حلمي السيوطي
اللواء: يا اهلا وسهلا أؤمرني
باسم : أنا كنت عاوز أقدم بلاغ بس حضرتك عارف أني عامل عمليه ومش بقدر اتحرك
اللواء: اوامرك يا باشا ؟ قولي بس وانا هقوم باللازم
باسم: عاوز اقدم بلاغ في "هناء عبدالفتاح السيد المنسي" هي طبيبة في مستشفي ...... وساكنة هنا في القاهرة في حي...........
اللواء: تمام
أكمل باسم: بلاغي انها سرقت 500 ألف جنيه يوم 23-2 الساعه واحدة الظهر
اللواء: فيه أدلة معاك
باسم : ايوا فيه كاميرا مراقبة مسجلة وهي بتاخد الفيزا كارد من الدولاب و غير طبع البيانات في البنك زمانها سجلت سحب الفلوس
اللواء: تمام بأذن الله النهاردة هيكون مقبوض عليها
باسم : طيب ممكن خدمة من حضرتك
اللواء: تحت أمرك
باسم: ممكن لما تقبضوا عليها تجيبها هنا عندي الفيلا عاوز اقولها كلمتين و حضرتتك عارف اني مش بعرف اتحرك لولا كده كنت جيت المكتب
اللواء: حاضر هحاول
ثم انهيا المكالمة فقال باسم بتوعد: والله لأشربك الكاس كله يا كلبه
حمدي: حرام عليك يا باسم متتهمش حد ظلم
باسم: ظلم , هي فعلا سرقت 500 ألف وراحت تركيا عملت عمليات تجميل وقلت ان فيه كاميرا مسجله بس انا طنشت بمزاجي ساعتها وقلت 500ألف مش فلوس بس هي اللي زنت علي خراب عشها شوفوا بقي هتجيب الفلوس دي ازاي ولا هتخرج من السجن وسمعتها زفت ولا يمكن تقدر ترجع دكتورة محترمة زي الأول
ثم صمت لبرهه قبل ان يكمل: ولو اني لو شفتها متقطعه حتت مش هيبرد ناري
ثم احتقنت عينه بالدموع عندما نظر لحنين الملقاه علي الفراش هامدة وكأنها قطعه من القماش تبكي في صمت
في ذلك المبني القديم في احدي الاحياء القديمة بالقاهرة كانت هناء في شدة ترترها تزرع تلك الشقه الصغيرة ذهابا و ايابا
أمسكت بهاتفها ثم اتصلت للمرة الألف بذلك الموظف تسأله عن اي فرصه للسفر لتركيا الليلة ولكن لم يكن رده مجدي بأي نفع بالنسبه لها
قالت بنفسها: المفروض مابيتش النهارده في الشقه هروح ابيت عند سمر بس يارب ابوها ميضايقش
أخذت تلملم أشياءها بتوتربالغ و يديها ترتجفان وبعد دقائق سمعت طرقات علي الباب
أتجهت نحو الباب بخوف ونظرت من تلك العدسه فوجدت ما كانت تخشاه
سقط قلبها بقدميها و أخذت كل ذرات جسدها في الارتعاش بقوة وقالت: يا نهار اسود انا غبيه اني ممشتش من بدري منك لله يا نانسي
لم تفتح الباب أو بالاحري لم تستطع الوقوف و فتح الباب فوجدته يكسر و يدخل رجال الأمن
تقدم لها الضابط وقال لها بصو ت مخيف : انتي هناء عبدالفتاح
هناء وهي تكاد يغمي عليها: ايوا انا
الضابط : طيب قومي يلا معانا
بدأت هناء البكاء و هي تقول والله دي شورة نانسي
الضابط : الكلام ده تقوليه في القسم مش هنا قومي خلصي
قامت هناء وضع الضابط بمعصميها الكلبشات و جرها خلفه نحو الدرج واتجهوا نحو سيارة الشرطة
وحين جاءت لحظة ركوب هناء نظرت حولها فوجدت جميع سكان الحي يلتفون حول سيارة الشرطة يستطلعون الأمر كعادة المصريين وفي عيونهم الدهشه و الكثير من الأسئلة الصامتة شعرت وانها تريد ان تنشق الأرض وتبتلعها افضل من ذلك المنظر وقالت بنفسها: يارتني سمعت كلامك يا سمر فعلا المشي الغلط اخرته وحشه ما انا كنت علي الاقل دكتوره ومحترمة اديني دلوقتي بقيت مجرمة في عيون الناس
وبعد ان سارت بهم السيارة مدة توقفت عند بوابة فيلا باسم
الضابط: انزلي
هناء: حاضر يا باشا
صعقت عندما وجدت نفسها امام بوابة الفيلا وجدت باسم مقابلتها فنكست رأسها للاسفل فقال:بعد اذنك يا سيادة الضابط عاوزها فوق
صعدوا جميعا حتي وصلوا للحجرة التي بها حنين فاستأذن باسم من الجميع ان يبقوا بالخارج وتدخل هناء معه فقط
وعندما دخل قال لها: وربنا يا كلبة ولو ان الكلب احسن منك يا خسيسه لو حد عرف ان حنين حصل لها حاجه لتكوني مشنوقه
تاني حاجه: اوعي تكوني فاكرة اني معرفش انك سرقتي 500ألف وهربتي ياحراميه لتركيا تعدلي ديكور وشك بس عديتها بمزاجي لكنك أجبرتيني اني ابلغ عنك
ثالث حاجه قولي لحنين علي الحقيقه كلها بالتفصيل علشان متبقاش نهايتك علي ايدي
كانت هناء في شدة توترها وكانت تبكي بحرقه فقال لها باسم بغضب: انطقي
وجهت هناء كلامها لحنين وقالت لها: انا وباسم عمرنا ماكان بينا علاقه ولا كان بيتحجج وينام بدري علشان ننام مع بعض ولاحاجه ويوم ما شفتيني بقميص النوم خارجه من اوضته كانت خطه مني وهو ساعتها كان نايم مش حاسس بحاجه
صعق باسم مما يسمعه و نزع حذائه من قدمه و اقبل نحوها , ولكنه تراجع عندما رأي حنين تحاول النهوض ولكنها لا تقدر فاسرع اليها واسندها
استند اليه حنين بإعياء حتي أصبحت امام هناء نظرت لها بغل ثم بثقت بوجهها ثم رفعت وجهها للسماء وقالت بتضرع: حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منك ويوريني فيكي أيه
ثم توجهت إلي فراشها ثانية بمساعدة باسم
استدار باسم لها وقال لها بتوعد وتحذير: بكرر الكلام عليكي تاني يا حقيرة, قسما عظما لو حد عرف بموضوع جنين لهتكوني مشنوقه وانتي عارفه ان وسطتي كبيرة في الدوله واقدر اعمل اللي انا عاوزه , وقدام اي حد تهمتك الفلوس اللي سرقتيها
ردت هناء وهي تبكي برجاء: ارجوك يا باسم والله ما هتعرضلكم تاني بس ارجوك ارجوك اتنازل وانا
قاطعها باسم : يا كلبه بره وفتح لها باب الغرفه لتخرج
خرجت وسط رجائها و عويلها تجر ازيال الفضيحه و العار
---------------------------------------------------------------
كان الجو يسوده السكون يلفه الظلام يملأه وحشة الليل , كانت جميع الكائنات تغط في نوم عميق منعمة بأحلامها سوي حنين وباسم كلا منهم يجلس في فراشه يسبح في بحر حزنة و ألمه وحسرته بعد ذلك اليوم الكئيب الصعب
سمع باسم صوت انين غريب فقام ممسكا عكازه ينصت جيدا لمصدر الصوت فوجده صادرا من غرفة حنين , وقف بفزع امام باب الغرفة وظل ينادي باسمها بقلق فلم تجب ففتح الباب ودخل مسرعا نحوها فوجدها نائمة ولكنها تبكي بشدة وجسدها متيبسا حاول افاقتها و النداء عليها ولكن دون جدوي , أحضر من المنضدة بعض الماء و غسل وجهها ولكن لم يتغير شي
أسرع الي هاتفه وطلب الطبيب فأخبره انه سيأتي مسرعا
وبعد ان اغلق الهاتف نزل بخطواته العرجاء وظل يدق باب حمدي و عفاف و ينادي عليهم
فأتاه الرد
حمدي: خير خير يا باسم في ايه
باسم بعصبيه : بسرعه الحقوا حنين
حمدي: ماشي ياباسم دقيقه و جاين وراك
باسم وهو يتجه نحو الدرج: بس بسرعه
ثم صعد مسرعا إلي غرفة حنين فوجدها علي ما كانت عليه ظل يضرب وجهها برفق وينادي باسمها من بين دموعه ولكن دون جدي
جسد متيبس بكاء و أنين مكتوم عينان مفتوحتان تنظران بالفراغ ولا تدري ولا تشعر بأي شئ حولها
جلس باسم بجوار رأسها و حمل رأسها علي صدره و احتضنها بذراعيه وهو يقول ببكاء: حنين ارجوكي متروحيش مني , حنين حبيبتي خليكي جنبي , مالك , فيكي ايه , ردي عليا , يارب ارجوك الا حنين , يارب استرها يارب وعديها علي خير
دخلت عفاف مسرعه و من خلفها حمدي
التقتطتها من بين يدي باسم و أخذت تردد الايات القرانيه بفزع وقالت: هاتوا شوية مايه كده
وظلت تمسح لها وجهها بالماء كي تستفيق ولكن دون جدي
ظل باسم يبكي بحرقه و هو يتضرع الي الله بأن ينجي حبيبته التي ملكت روحه ولكنها ستفقد روحها حسرة علي عرضها و شرفها التي فقدهم بسبب تلك الملعونه
أتي الطبيب وعندما رآها اسرع و اعطاها حقنة وريد مهدأة حتي خارت قواها و غطت في نومها الطويل
الطبيب: عاوزكم تجيبولها الحبوب دي تاخدها يومين تلاته كده علي ما تطلع من صدمتها, هو ايه اللي حصلها بالضبط
لم يجد الطبيب من احدهم اي رد غير عيونهم التي تدور في وجوه بعضهم
الطبيب: مفيش مشكلة اي كان ايه السبب اعطوها بس الدوا ده يومين كده بعد الغدا
عفاف: هي مش راضيه تحط حاجه في بطنها يا دكتور
الطيب : طيب هنضطر نركبلها جلكوز ونحطلها الدوا فيه هعدي عليكم الصبح كده علي ما تكون بدأت تفوق وهركبهولها
حمدي: شكرا يا دكتور
وبعد خروج الطبيب قال باسم: عفاف معلش نامي جنبها النهارده
عفاف: ماش يابني حاضر
وخرج هو إلي غرفته بصحبة دموعه حتي وصل إلي الفراش , جلس مستندا إلي وسادته وظل يقلب الافكار برأسه
منذ ان تقابل مع حنين و كيف تطورت علاقتهم وكيف تعلق بها من اول لحظة رأها وكان كل ما يخشاه هو ان يفقدها وكيف وقفت بجانبه حتي صار انسان بمعني الكلمة كانت افكاره تنتقل من شاطئ إلي اخر بصحبة دموعه الصامتة حتي وصل بأفكاره لذلك اليوم المشؤوم
اسرعت عبراته واحده تلو الاخري عندما بدأ يمرر أحداث اليوم برأسه حتي وصل منظر حنين وهي تصرخ وتبكي وتولول صباح اليوم فاشتد نحيبه وظل يدعو الله: يارب عديها علي خير ونجيهالي يارب ومتخلنيش افقدها ومتحرمنيش منها , يارب مقدرش استغني عنها, حياتي من غيرها موت , يارب كله الا حنين باستحلفك بك يالله ان الموضوع يعدي علي خير و مترحش مني بسبب الموقف ده وانتقم من هناء ووريني فيها ايه
واستمر علي وضعه حتي غلبه النعاس حتي استيقظ علي صوت هاتفه و كان المتصل رزق
انتفض باسم من مكانه عندما رأي اسم رزق يظهر علي الشاشه وقال بخوف: اقوله ايه , يارب استر و ميكنش اتصل علي حنين و قالتله هي
رد بوجل: السلام عليكم
رزق بحرج: وعليكم السلام ورحمة الله , هو انا صحيتك من النوم
باسم: مفيش مشكلة احنا بس نايمين متأخر
رزق: خلاص يلا كمل نومك انا كنت بس عاوز اطمن عليكم وعلي رجلك
باسم بارتياح: الحمد لله كويسين ورجلي تمام
رزق: خلاص هنتصل بيكم العصر علشان نكلم حنين
باسم ماشي ياعمو
رزق: ماشي سلام عليكم
باسم : وعليكم السلام
وبعد ان اغلق الهاتف حتي لطم علي وجهه برفق وقال: يا نهار مش فايت هقولهم ايه ؟ اقولهم بنتكوا فقدت عرضها بسببي انتوا اللي اخدوتني من الضلمة للنور و آوتوني في بيتكم وحولتوني من كلب ضال لبني أدم محترم
خرج من الغرفه فوجد عفاف تنظف الريسيبشن بالاسفل فنزل لها
باسم : حنين كويسه ؟
عفاف: لسه نايمة لما تصحي عاوزين نكلم الدكتور بسرعه
باسم : طيب تعالي عاوزك في كلمتين
ثم جلس علي كرسي فجلست عفاف مقابلته علي كرسي اخر
باسم: باباها اتصل دلوقتي اقوله ايه , وبعدين حنين هنحل مشكلتها ازاي نعملها عمليه
عفاف: بص يا باسم اهلها هنقولهم عندها دور برد ومتخفش هكلم مامتها هي صاحبتني و حبينا بعض و هطمنها اني واخده بالي منها قوي علشان ميقلقوش ويجوا
انما حنين بقي ده موضوع تاني بس قبل ما اقولك رأيي عاوزة اسألك سؤال: انت بتحبها وممكن تتجوزها
باسم بحسر: احنا اساسا كنا ناوين نتخطب وكنت هفاتح باباها في الموضوع لما نرجع المزرعه علطول
عفاف: طيب وهي كانت موافقه
باسم: ايوا كانت موافقه بس بيتهيقلي دلوقتي اكيد غيرت رأيها واسحتاله ترضي تاني
عفاف: مش هي عرفت واتأكدت ان انت برئ والذنب كله علي هناء
باسم : ايوا وخليت هناء امبارح قالت قدمها كل حاجه بالتفصيل
عفاف: طيب هقنعها انا وملكش دعوه بس اهم حاجه انوي جواز علطول
باسم : بيتهيقلي حنين استحاله توافق بسهوله دي دماغها حجر و انا عارفها كويس
عفاف: ملكش دعوه سيب دي عليا تعالي بس كل سندوتشين يسندوا طولك احسن تقع انت كمان
باسم : مليش نفس
عفاف: انت مكلتش حاجه من امبارح لازم تشد حيلك كده علشان لو وافقت تبقي ماشي علي رجليك في الفرح من غير عكاز
باسم بضياع: وافرض موافقتش
عفاف: يا باسم سيبها علي الله وادعي كتير و اطلب من ربنا وهو هيحققلك اللي انت عاوزه
باسم : يارب
ثم قال في نفسه" يارب لو حنين وافقت هطلع مكسب الدوره دي من المصنع لله"
وبعد ما يقرب من الساعه استيقظت حنين فاتصل باسم علي الطبيب الذي اتي مسرعا , علق لحنين في اوردتها الجلوكوز ووضع به بعض الأدويه و الفيتامينات و اعطي باسم وعفاف بعض التعليمات و انصرف
أشارت عفاف لباسم بأن تتحدث ولكنه طلب منها بأن تنتظر ثم أتي بكرسي ووضعه بجوار سرير حنين و جلس عليه و أمسك بالمصحف و أخذ يرتل بعض ايات القران الكريم حتي بدأت حنين تشعر بالراحة و السكينه و بدأت ملامحها تلين فطلب باسم من عفاف ان تأتي ببعض الماء و توضأ حنين وقال لها بصوت كله حنان: حنين حاولي تصلي ولو حتي وانتي نايمه علشان الصلاه متفتكيش
أومأت حنين رأسها بهدوء
باسم: انا هخرج بقي ووالمصحف جنبك اهو حاولي تقرأي فيه ولو احتاجتي حاجه ابقي خلي عفاف تناديني
فردت عليه حنين بنفس الإيماءه فخرج باسم من الغرفه و عينيه معلقه بوجه حبيبته الهامدة لأخر لحظة
وبعد ان خرج ساعدت عفاف حنين في الوضوء وصلت حنين بعينيها كل ما فاتها من صلوات و أخذت المصحف تقرأ به
وكانت عفاف تجلس معها تراقبها حتي رأتها تضع المصحف جانبا التقطته منها ووضعته علي المنضدة ثم اقتربت منها و اخذت تربت علي ذراعها وقالت لها: حنين عاوزة اتكلم معاكي كلمتين و انا عارفه ان انتي عاقله و هدوري علي مصلحتك وهتعملي الصح
أومأت حنين لها ردا بالموافقه
ارتبكت عفاف ثوان ثم قالت: بصي يا بنتي الل حصل حصل والتفكير في راح مش يرجعه ولا هيفيد بحاجه بالعكس هيضر فالصح نفكر في الحلول
صمتت بره تسكتشف ردة فعل حنين ولكنها لم تلحظ أي شئ سوي بزوغ دموعها علي مشارف عينيها فأكملت: وانتي عارفه ان الموضوع ده صعب خاصة علي اهلك وبالذات في الارياف فلازم نتصرف من غير ما حد من اهلك يعرف ولا اي حد يعرف
حنين : يعني عاوزاني اعمل ايه يعني مفيش حل الا الانتحار
صعقت عفاف وضربت صدرها بيدها قالت: الله اكبر يا بنتي تموتي كافره و تبقي خسرتي دنيتك واخرتك لا في حلول كتير ومادام ربنا عارف انك مظلومة و انك طول عمرك شريفه ومحافظة علي نفسك اكيد هيقف جنبك ويسترك وصدقيني" عسي ان تكرهوا شئ وهو خير لكم"
حنين : وايه الخير في ده
عفاف: انتي هتكدبي كلام ربنا , لا يا حنين انا عارفه انك اعقل من كده وطول عمرك حكيمة
حنين: حاشا لله
عفاف: بصي اهلك اتصلوا واحنا هنقولهم انك عندك دور برد واني واخده بالي منك وميقلقوش لحد ما تستردي عافيتك كده وساعتها باسم يطلب ايدك منهم وتجوزا ..
قاطعتها حنين بصوت به عصبيه: لا انسي , الا باسم استحاله اوافق عليه....
قاطعتها عفاف بحزم: حنين اعقلي يا حببتي وفكري بعقلك الموضوع مش سهل علشان تبصي لرغبتك وقلبك لازم نتصرف صح علشان متضريش
حنين باصرار: لا يمكن اسمح للبني ادم ده انه يقرب مني ولا يدخل حياتي تاني
عفاف: يا ستي استحملي شهر وابقوا اطلقوا وبلاش فضايح يا بنتي
حنين ببكاء: لا مش موافقه ورجعوني لأهلي
عفاف: حنين استهدي بالله وفكري كده وصدقيني باسم مش ذنبه حاجه ده من ساعة ما حصل اللي حصل وهو بيموت في الدقيقه ميت مره
حنين بعصبيه: في داهيه بس انا لايمكن اسمح بوجوده في حياتي تاني كفايه اللي حصل بسببه
عفاف: باسم مذنبوش حاجه دي هناء الملعونه
حنين : ما هو بسبب ماضيه الاسود حصل كده ويا عالم هيحصل ايه تاني , يبقي بعيد بشره وقرفه وماضيه انا مش ناقصه
حاولت عفاف اقناعها كثيرا ولكن رأس حنين صلب بما يكفي للرفض التام
خرجت عفاف بخيبة الامل لتخبر باسم برفض حنين واصرارها علي العودة لأهلها
وبقيت حنين في الفراش تفكر بكلام عفاف وتحاول دراسته حتي سمعت طرقات علي الباب ومن ثم دخل باسم بعكازة و مشيته العرجاء, جلس علي الكرسي بجوار سريرها فالتفتت بنظرها للجهه الاخري
ظل باسم صامتا لدقائق يحاول تنظيم انفاسه وترتيب افكاره ثم مال للأمام مستندا بذراعه علي ساقه و بدأ بالكلام: حنين انا عارف انك هترفضي بس انا مش عاوز غير مصلحتك
حنين : مصلحتي انك تبعد عني و عن حياتي و اهلي
باسم : هبعد والله بس لما اصلح الخطأ اللي ارتكبيته في حقك
حنين : لا شكرا هصلحه انا
باسم: حنين ارجوكي فكري براحه من غير عصبيه علشان نفسك مش علشاني انتي لو رجعتي لأهلك اه هيصلحوا الغلط بس صدقيني هيتصدموا وممكن لاقدر الله مامتك يحصلها حاجه انتي عارفه ان عندها الضغط لازم تفكري كويس
حنين: مش هعرفهم حاجه ومش هوافق اني هتجوز خالص بس ارجوك كفايه كده وابعد عني انا استكفيت والله
وقعت كلماتها علي قلبه وكأنها مخالب حادة تنهش به فقال لها بصوت كله ألم: حنين والله ما كان ليا يد في الموضوع خالص وانتي عارفه , وبرضه مصمم اني احافظ علي سمعتك لأخر لحظة فياريت تساعديني انا مقهور عليكي والله اكتر منك " واختلط صوته بالبكاء وهو يقول" انا كل ما تخيل حد يلمسك بموت صدقيني
صمت لحظة يستعيد انفاسه واكمل: يا حنين علشان خاطري وعلشان خاطر أهلك وعلشانك بس حاولي تسمعيني وانا والله هعمل كل اللي هقدر عليه لحد ما تعدي من المحنه دي وهبعد عن حياتك خالص وكأنك عمرك ما شفتيني
حنين : باسم انسي حكايه اننا نتجوز دي نهائي
باسم : يا حنين قدام الناس بس لمدة شهر واحده وياستي انتي هتبقي في مكان وانا في مكان لحد ما الشهر يعدي ونقول لأهلك اننا ما اتفقناش وهننفصل
حنين : واضمن منين انك تكون علي وعدك
باسم بأسي: للدرجه دي يا حنين فقدتي ثقتك بيا
حنين : وانا اساسا اضمن منين ان متطلعليش واحدة تانية من ماضيك تبوظلي الدنيا ولا تجيبلي مصيبة تانية
باسم : يا ستي الشهر ده نقضيه بره مصر في اي مكان تختاريه واول ما ننزل ترجعي لأهلك وانا هفضل هنا في القاهرة
صمتت حنين و سرحت بخيالها فقام باسم و قال: هسيبك تفكري اسبوع وياريت تفكري بعقلك وعلشان مصلحتك ولو عندك اي حل تاني انا معاكي بكل ما اقدر عليه
-----------------------------------------
ومر الاسبوع واستعادت حنين هدوئها النفسي نسبيا و استعادت صحتها التي تدهورت كثيرا وكانت عفاف تلازما كل الوقت و لا تفتر عن اقناعها بالموافقه علي رأي باسم وان باسم مستعد بأن يفعل اي شئ من اجلها
وجاء اخر يوم بالاسبوع الذي حدده باسم عندما كان يجلس بريسيبشن الفيلا فرأي عفاف تحمل بعض الطعام وتصعد نحو غرفة حنين فناداها: عفاف
عفاف: نعم
باسم : هي حنين لسه محبوسه في الاوضه ومش راضية تخرج
عفاف بأسي: اه
باسم : طيب هي قالت ايه فو موضوعنا
عفا: انا بقعنها والله من يومها هي من عيونها مواقفه بس كلامها لسه معترضه
باسم: يبقي هي وافقت , انا عارفها طيب قوليلها باسم بيكلم باباكي تحت وبيطلب ايدك منه لو اتعصبت قوليها ده لسه هيتكلم ولو لقيتيها سكتت عرفيني وانا اتصل عليهم حالا
عفاف: ماشي بس ادعي معايا كده
وصعدت وهي تردد الادعيه حتي وصلت غرفة حنين ودخلت وهي تتصنع التوتر
عفاف: حنين ياحنين انا سمعت باسم بيكلم باباكي وبيطلب ايد منه
حنين بهدوء: اياك بس يكون عند كلمته وشهر ويطلقني
عفاف: والله باسم طيب وغلبان وملوش حد في النيا و بيعشقك موت
حنين : لا بناقصه وناقص عشقه ربنا يبعده عني و ينجيني منه
عفاف: يوه انا نسيت المخلل مش بعرف اكل من غيره
حنين : والله المخلل ده اللي هيجيب اجلك
عفاف: استني متكليش من غيري
ثم نزلت مسرعه تسبقها فرحتها الباديه علي وجهها وقال لباسم بفرحه عارمة: شكلي هزغرد قريب اتصل يلا يابني
باسم : الحمد لله الحمد لله
واتصل من فوره علي رزق فآته الرد: السلام عليكم
باسم : وعليكم السلام ازيك ياعمو
رزق: الحمد لله عاملين ايه وحنين البرد عامل معاها ايه
باسم : الحمد لله بقيت كويسه
رزق: ورجلك عامله ايه مش هتيجوا المزرعه بقي
باسم : ما هو المفروض نيجي المزرعه بس ليا طلب
رزق: اتفضل يا حبيبي
باسم بتوتر وهو يبتلع الغصة التي في حلقه: انا ....انا عاوز اطلب ايد حنين
تهلل رزق وظهر الفرح بصوته وهو يقول: ده يوم المني يا ابني انا لو لفيت العالم كله مش هلاقي حد احسن منك لحنين
باسم : بس يعني كنت عاوز نجهز نفسنا كده علي ما حسن وحسين يخلصوا امتحانات و نتجوز علطول ملهاش لازمة الخطوبة احنا خلاص اتعرفنا علي بعض
رزق: بس يا ابني ده حسن وحسين هيخلصوا كمان 4 ايام
باسم : خلاص يبقي كتب الكتاب والفرح كمان اسبوعين
رزق: طيب والشقه اللي هتتجوزا فيها
باسم : ما هو شهر العسل هنقيضه برا مصر وعلي ما نرجع تكونوا جهزتوا انتوا الجناح الفاضي اللي في الفيلا لينا ونيجي نعيش معاكم "ثم برم شفتيه بأسي"
رزق: انا معنديش مانع يا ابني بس ده متوقف علي رأي حنين انا وامها بنحلم باليوم اللي نشوف فيه حنين عروسه
باسم : خلاص كلمها كده واعطيني الرد انا مرضتش اتعدي حضرتك واكلمها انا
رزق : طول عمرك ابن اصول يا باسم
باسم : ربنا يخليك يا عمو ومستني من حضرتك الرد
رزق: ماشي يا ابني هكلمها و هرد عليك
باسم : ماشي ياعمو سلام
رزق: سلاام
وبعد ان اغلق باسم الخط وجد عفاف تقف قريبا منه تسترق السمع و تستنبط تفاصيل المكالمة كعادة جميع النساء
باسم: اطلعي بقي حاولي تقنعيها
عفاف: مش تقولي الاول تفاصيل المكالمة
باسم: يا شيخه علي اساس اني مش شايفك وانتي قاعدة تسمعي
عفاف وهي تضحك: سمعتك انما مسمعتش ابوها بيقول ايه
فحكي لها باسم تفاصيل ما قاله رزق فحملت عفاف كل ماسمعت علي احر من الجمر واسرعت تنقله لحنين وبعد ان سردته بالتفصيل قالت لحنين: لما يتصلوا عليكي هتقوليلهم ايه
ولم ترد عليها حنين بسبب سماعها لصوت رنين الهاتف
أمسكت به بتوتر وقالت: دي ماما
عفاف: طيب ردي واهدي كده يا حنين وربنا يقدرلك اللي فيه الخير
ماجده بفرحه لا يسعها صدرها: السلام عليكم
حنين بهدوء: وعليكم السلام
ماجده: ألف ألف ألف مبورك يا حببتي "ثم اختلط صوتها بالبكاء وهي تقول" اخير هشوفك عروسه يا حببتي
حنين وهي تبرم شفتيها: خير يا ماما مش تاخدوا رأيي الاول
ماجده: ما هو استحاله ترفضي ده واحده انتي بتعزيه معزة اخواتك تتخيلي مين؟
حنين بفتور: مين يعني؟
ماجده بفرحه تكاد تفجر الهاتف: باسم ياحنين يااااااااه انا مش مصدقه نفسي
وعنما رأت حنين فرحة والدتها بالامر لم تستطع منع عبراتها حتي لاحظت ماجده فقالت: متعيطيش ياحببتي , انتي تستاهلي كل خير ياما ضحيتي علشانا واتنازلتي بفلوسك و أجلتي جوازك علشان تعبي انتي تستاهليه وربنا يكرمكم يارب
حنين : ربنا يخليكي ياماما
ماجده: جهزي نفسك كده علشان اربع ايام وهجيلك انا واخواتك علشان اجهزك لعريسك يا عروسه
حنين : ماشي
ماجده: حقي هتسافروا تقضوا شهر العسل بره مصر
حنين: ايوا شهر العسل(ثم قال بنفسها شهر البصل مش العسل)
ماجده: هتقضوه فين
حنين : لسه مقررناش
ماجده: ربنا يتمملك علي خير يا حببتي و يسعدكم ببعض ويهدي سركم ويصلح حالكم
حنين بفتور: الله يخليكي
ماجده: طيب اسيبك بقي يا عروسه علشان اطبخ قبل ما اخواتك يجوا من الامتحان دول هيطيروا من الفرح لما يعرفوا
حنين: ماشي ياماما
ماجده: وعقبال ما ترجعولنا بالسلامة يارب وتيجوا معايا تاني تونسوني زي زمان
حنين : يارب(وقالت في نفسها أرجع لوحدي)
ثم انهيا المكالمة وبعدها لم تستطع حنين كبح جماح دموعها وظلت عفاف تربت علي ظهرها و تقول لها معلش يا حببتي
حنين: بس ارجوكي خليكي جنبي ومتسبنيش انتي اقرب حد ليا في الدنيا في المحنة دي
عفاف: متخفيش يا حببتي مش هسيبك , يلا ناكل بقي
حنين: لا مش هقدر اكل
عفاف: طيب هقوم انزل الاكل
ثم خرجت تزف الخبر لباسم الذي كان يزرع بهو الفيلا ذهابا وايابا في قلق
عفاف: افرح يا عريس العروسه وافقت يلا شوفوا هتسافروا فين
نظر لها باسم باستهزاء وهو يهز رأسه: قال عريس اومال لو مكنتيش انتي اللي حاطه الخطه
عفاف: يا باسم قدامك شهر حاول فيه علي قد ما تقدر تستعيد حب حنين وترجعوا لبعض
باسم : ربنا يسهل
عفاف: هتسافروا فين بقي
باسم : تايلاندا
عفاف: متاخدونيش معاكم
باسم : اكيد لازم تبقي انتي وحمدي معانا
عفاف: بقولك شهر تحاول فيه وانت تقولي تيجي معانا
باسم : صديقني انا عارف حنين لازم تبقوا معانا
عفاف سيبها لوقتها بس
ومرت الايام علي حنين بملل ويأس تشعر وكأنها تعيش داخل كابوس طويل نال منها بالكثير من الالم والأسي والقهر, ولكن باسم دب فيه الامل مره اخري بأن يستعيد حنين لقلبه و حياته بعد كلام عفاف
وانشغل باسم وحمدي بالتجهيز ليوم العرس من حيث حجز قاعة الاحتفال ولوازم العرس وكانت عفاف تحاول اقناع حنين بأن تفعل اي شيء ولكنها أبت فقامت هي باختيار فستان الزفاف و اقتناء بعض الملابس حتي يقتنع اهلها ببأنه عرس حقيقي
وفي عصر ذلك اليوم البهيج وصلت السيارة التي بها حسن و حسين و ماجده ورزق وما ان حطت ماجده قدما علي ارض الفيلا حتي أخذت تصدر الزغاريد واحده تلو الاخري
ثم اسرعت تحتضن ابنتها بشدة و هي تبكي دموع الفرحه ومن بعدها رزق الذي لم تقل فرحته عن زوجته بشئ وأيضا حسن و حسين الذين اقبلوا علي باسم يرفعوه للاعلي بفرح ويدعونه بالعريس
كانت حنين كالمخدره تحاول ان تمشي علي وصايا عفاف بأن تتصنع الفرحه و تمثل دور المكسوفه ولكن هذا لم يمكنها من حبس دموعها
احتضنتها ماجده مره اخري وقالت لها: متعيطيش يا حببتي انا مبسوطه ان ربنا كرمك بباسم وهترجعوا تعيشوا في وسطنا مع بعض تاني
نظرت حنين من بين احضان والدتها نحو باسم , تلاقت اعينهم بأسي وكلا منهم يفهم ما يجري برأس الاخر
وظل الجميع يحتفل باقي اليوم وكان باسم يشاركهم الفرحه بكل ابعادها فقد ب
↚
نظرت حنين من بين احضان والدتها نحو باسم , تلاقت اعينهم بأسي وكلا منهم يفهم ما يجري برأس الاخر
وظل الجميع يحتفل باقي اليوم وكان باسم يشاركهم الفرحه بكل ابعادها فقد بثت عفاف بداخله الامل انه باستطاعته استعادة حنين و الفوز بها مرة اخري وعاش علي هذا الحلم
بينما عفاف لم تنجح مع حنين بسوي ان تقنعها بالصمود امام أهلها حتي يمر الشهر و تعتق من تحت رحمة باسم بسلام دون فضيحة
واثناء تسامرهم قالت ماجده: ها ياولاد هتسافورا فين
باسم :تايلاندا ان شاء الله
حسن: تايلاندا وعاوز تقنعني انكم هتقتنعوا ترجعوا تعيشوا في مصر تاني
باسم : مادام معاكم يبقي اكيد هنتمني نرجع
حسين : الله الله علي العرسان الي بطلع كلام زي العسل
رزق: طيب وانتوا هتقضوا اول ليله هنا و لا هتخرجوا من القاعه علي المطار
باسم: لا اول ليلة هنا هنأجر شقه مفروشه ليلة واحده لأن الطيارة الساعه 12 الظهر
كانت حنين تستمع بصمت تام تابع فرحة الجميع وتنصت لحديثهم وكانت كل كلمة تسمعها تقف في حلقها حتي شعرت وكأنها ستنفجر فسحبت نفسها لغرفتها قبل ان تخونها اعصابها وتفلت مرة اخري
فاستدرات عفاف لماجده وقالت لها : بنتك حساسه قوي شكلها كانت متعلقة بيكي قوي ربنا يتمملها علي خير
ماجدة: ماهي بنتي الوحيده وانا والله متعلقه بيها اكتر بس زيي زي اي ام نفسي افرح بيها واشوفها عروسه
عفاف لتمهد لهم اي شيء يصدر من حنين: انتوا برضه اعذروها الموضوع برضه جه مفاجأه عليها هو في حد خطوبته اسبوعين
ماجده وهي تشعر بأصابع الاتهام تشير تجاهها: انتي عارفه الارياف بقي البنت اللي تخلص علامها ومتتجوزش بتقي بايره وحنين مخلصة دبلبوم التمريض من 7 سنين ومش عاوزاها تتأخر اكتر من كده
عفاف: متقلقيش هي زمانها مصدومه علشان الموضوع سريع بس هتتأقلم وكويس انها عارفه باسم قبل كده
------------------------------------------------------------------
ومر ما بقي من الوقت المتبقي علي موعد زفاف باسم و حنين كانت حنين تعيش فيه بلا روح لا تشعر بأي شئ حولها تلجأ دائما لعفاف حتي تهون عليها الامر وتحاول اقناعها بأن تتجلد أمام أهلها لاخر لحظه
وها هو جاء اليوم وهاهي حانت اللحظة جائت المختصة بتجميل حنين وقامت بتزينها علي اكمل وجه وعلت الزغاريد في ارجاء الفيلا فقد حضر جميع اقارب حنين دفعات دفعات وكثرت السلامات والاحضان والمباركات ولم يلقوا من حنين سوي ابتسامة صغيرة بالكاد تظهر علي شفتيها
وجاء العريس في حلته الانيقه يكاد يخطف نظر كل من ينظر إليه من وسامته الاخاذه , بدا وكأنه احد فنانين السينما الذين تعشقهم كل مراهقات الجيل و حتي ان الكثير من فتيات العائلة الاتي كن يحيطون حنين ظلوا يهمسوا لها
: يابختك – يخرب بيت جمالك – يا خراابي جبتي القمر ده منين يا سوسه..........الي اخره من التعليقات التي لا تحرك بها ساكن )
نظر لها باسم من أول الردهه حتي وصل اليها جال بخاطرة الكثير والكثير من الذكريات و المشاعر المختلطة في لحظات, قال في نفسه: كان نفسي ياحنين يبقي الموقف ده في ظروف احسن من كده حلمي بيتحقق بس باسلوب صعب جدا ويا تري هيكمل علي خير ولا هينتهي قريب بكابوس مزعج
وعندما وصل اليها وجد لآلئ الدموع تملأ عينيها وتحاول جاهدة حبسها , أحاط رأسها بكفيه وانثني يطبع قبله علي جبهتها قبله تنفث عن الكثير من الآلام والآهات و الاوجاع المدفونه داخل قلبه ارتد قليلا للخلف ونظر في وجهها فوجدها تعصر عينيها بقوة وتنزل دمعتيها الحزينتين , فدفن رأسها بين ضلوعه وهمس بأذنها : حبيبتي حاولي تبقي قويه شويه علشان خاطري
علي تصفيق الجميع تأثرا بهذا الموقف الرومانسي واتسعت عيون الحاسدين علي ما هم عليه ولكن لا يعلم بالقلوب إلا الله
أمسك باسم يدها ووضعها بذراعه ومال عليها ثم قال بأذنها: ضحكه حلوة بقي
ولكن حنين كانت غير موجوده بعقلها نهائيا كانت مغيبة في دوامة الذكريات الأليمة التي عصفت بكل جميل بحياتها و جعل حلمها الجميل التي كانت تسعي لتحيقه كابوسا فظيعا تحاول الهرب منه
قابلتهم علي الدرج ماجده وهي تبكي بشدة التقطت حنين بين احضانها و هي تقول ربنا يتمملك بخير ياحببتي ربنا يسعدكم ويبعد عنكم عيون الناس
ظهرت ابتسامة حزينة مستهزأة علي جانب شفاة حنين كرد فعل علي كلام والدتها وقالت بنفسها: متقلقيش كلها شهر ورجعالك , بنتك رايحة تغسل عارها وتدفن فضيحتها وراجعه علطول
ثم سارت مع زوجها وكأنها انسان ألي يتحرك بالريموت كنترول , وبعد ان ركبت بجواره بالسيارة مرت بعقلها تلك الامنيات التي كانت تؤنسها كل ليلة عندما تذهب إلي سريرها تلك الاحلام التي تتحقق كليا ولكن بشكل يفقدها نكهتها و يجعلها كالطعام الشهي ولكنه فاسد
كل شيء تمنته تحقق زوجها باسم فستانها الابيض حفل عظيم بحضره كل أحبابها رحلتها مع زوجها بعد زفافها لأرض الاحلام ولكن من أين تأتي بالشهيه لتتذوق كل الاشياء الرائعه التي تحدث حولها
تفلتت منها بعض العبرات فنظر لها باسم بأسي وتذكر وصية عفاف بأن من اللحظة تبدأ مهمته في استعادة حبيبته والفوز بقلبها بعد ما خسره بسبب الملعونه هناء
أحاط حنين بذراعه وضمها له و لكنها دفعته برفق وابتعدت عنه فمال نحوها وقال لها بأذنها: هم ساعتين حاولي تجمدي شوية وانا معاكي اهو علشان خاطري
فالتفتت حنين للجه الاخري دون كلام
ووصلا لقاعه الحفل الكل يملأ قلبه الفرحه والسرور و الاجواء تملئها السعادة سوي قلب المسكينة صاحبة الحفل التي اجتمع الجميع الليلة من أجلها
كانت حنين تجلس كالصنم الجامد كل ما عليها هي تبادل التسليم مع من يقترب منها وينثني تجهاها, وجاء موعد ( رقصة _سلو) قام باسم وأمسك بيد تلك الجماد التي تجلس بجواره وذهب بها ثم أحاط خصرها بيديه وحاول دمجها بأي شكل ولكن بدون جدوي وفجأة وجد عبراتها تسيل علي وجنتيها فأمسك بالطرحه وغطي بها رأسيهما كما يفعل العرسان وقال لها برجاء: حنين أرجوكي الناس كلها بتبصلنا مينفعش كده , حاولي تمسكي نفسك كلها ساعه و هنروح ولكنها زدات في بكائها فما كان منه إلا أن ضمها بقوة إلي صدره ولكن تلك المرة استسلمت له وغاصت داخل ذلك الحضن الدافئ ولأول مره في حياتها تشعر بذلك الشعور التي طالما تمنت ان تشعر به , ومع ان باسم اصبح بالنسبه لها العدو اللئيم ولكنها شعرت انها في أمس الحاجه لهذا ا الحضن بالذات و ان هذا المكان يخصها وحدها و انها لا تستطيع ان تستمد الدفء من اي مكان بالعالم سوي من هذا المصدر
أرجع رأسها للخلف قليلا و قال لها ممازحا: يا مامي منظرك مخيف الكحل بوظ الدنيا كلها دلوقتي بقي جريدة حلوة تلقطلك صورة وتنزلها بكره وتقول باسم يتزوج من العفريته
لم تستطع حنين تمالك نفسها وبدأت تبتسم وهي تحاول ان تمسح اسف عينيها فقال لها باسم: بضحك عليكي يا هبله انتي لسه زي القمر
فنظرت له بتوعد فقال لها: يلا نطلع من تحت البتاعه دي احسن زمانهم فاكرينا بنعمل حاجه غلط , فابتسمت حنين مرة اخري ورفعت الطرحه للخلف وما ان رفعتها حتي علي الصفير و التصفيق فمال باسم نحوها ثانية وقال بأذنها: مش قلتلك أنا عارف دماغهم هتروح لبعيد
فزادت ابتسامة حنين علي وجهها ثانية مما اعطي باسم بعض الطمئنينة ولكن ليس لوقت طويل
انتهي الحفل بسلام وجاء موعد الوداع وأخذ الاحباء يسلمون ويباركون ويدعون وأمتلأت عيون ام حنين و اخويها بالدموع وهم يسلمون عليها و علي باسم وانطلق الطائران إلي ا لشقه التي استأجروها حتي صباح الغد
وعندما دخلا جلست حنين علي اريكة في الصاله محدقه في الأرض , اقترب منها باسم بحنان وجلس علي الارض بجوار قدمها ونظر في عينيها وقال لها: حبيبتي....
لم يكمل كلامه حتي قامت حنين ودفعته بكل قوتها وظلت تصرخ به وهي تمزق حجابها و فستانها بعنف وتصرخ به: حسبي الله ونعم الوكيل بسببك فقد حلاوة اجمل يوم في حياتي حرمتني من اليوم اللي كل البنات بتستناه طول عمرها حرمتني من اجمل يوم في عمري , ثم امسكت بمزهريه علي المنضدة وقذفتها تجاهه فجاءت برأسه
نظرت حنين لباسم فوجدت الدماء تسيل من رأسه و تغطي كل ملامح وجهه فوقفت مصدومه لحظات صدرها يعلو ويهبط بشدة ثم تركته و جرت نحو غرفه و اغلقت الباب خلفها تبكي وتنتحب بشدة
↚
لم يكمل كلامه حتي قامت حنين ودفعته بكل قوتها وظلت تصرخ به وهي تمزق حجابها و فستانها بعنف وتصرخ به: حسبي الله ونعم الوكيل بسببك فقد حلاوة اجمل يوم في حياتي حرمتني من اليوم اللي كل البنات بتستناه طول عمرها حرمتني من اجمل يوم في عمري , ثم امسكت بمزهريه علي المنضدة وقذفتها تجاهه فجاءت برأسه
نظرت حنين لباسم فوجدت الدماء تسيل من رأسه و تغطي كل ملامح وجهه فوقفت مصدومه لحظات صدرها يعلو ويهبط بشدة ثم تركته و جرت نحو غرفه و اغلقت الباب خلفها تبكي وتنتحب بشدة
استندت بظرها علي باب الغرفة ثم تركت نفسها تنزق ببطء حتي جلست علي الارض وظلت تبكي و جسدها يهتز بقوة
وفي الخارج شعر باسم بدوار شديد بسبب تلك الصدمة الشديدة صرخ بصوت مكتوم ثم وضع يده علي الجرح فوجد دماء تبلل يده و من بعدها شعر بالدماء و هي تسيل علي وجهه
استندت بصعوبه و مشي بخطواته التي تشبه خطوات طفل في عمر عام واحد وذهب نحو صنبور المياة وغسل رأسه لكي يتوقف النزيف ولكن لم يحدث شئ وظلت الدماء تسيل ثانية
عاد للخارج وظل يبحث عن هاتفه المحمول و اتصل علي حمدي
باسم : حمدي كويس انك لسه صاحي تعالي حالا انت و عفاف و هات معاك الدكتور
حمدي: احنا قلقانين و مش جايلنا نوم , حنين رجعلها الانهيار العصبي تاني ولا ايه
باسم: لا بس تعالي بسررررررررررعه الله يرضيك
حمدي: ماشي مسافة السكة وهكون عندك
باسم: متخليش حد من اهلها يحس بحاجه
حمدي: حاضر حاضر
كانت حنين تنظر من ثقب الباب وتحاول تخمين مع من يتحدث باسم ولكنها لم تستطع , كان يرهبها منظر الدماء حاولت ان تخرج لأسعافه ولكن اهتزاز جسدها و ارتعاشها بسبب عصبيتها و ايضا منظر الدماء التي تسيل من رأس باسم جعلها لا تقدر علي التحرك
وبعد ما يقرب من ثلث ساعه سمعت رنين باب الشقه فاستندت و نظرت من ثقب الباب مرة اخري لتري من القادم
فتح باسم فدلف حمدي و عفاف و الطبيب و ما ان رآه الجميع حتي اصابهم الهلع وشهقت عفاف بقوة وضربت بيدها علي صدرها وقالت: يانهار مش فايت ايه عمل فيك كده
باسم: بالله عليكي يا عفاف ادخلي شوفي حنين و طمنيني عليها
عفاف: حنين ايه مش نشوفك الاول
باسم : الدكتور هيقوم بالواجب بس حاولي تدخليلها و تهديها
الطبيب: هو ايه اللي حصل وفتح دماغك الفتحه الكبيرة دي , اتخانقت مع العروسة و لا ايه
باسم : لا ازحلقت السيراميك هنا بيزحلق و كمان مشيتي لسه مش قوي
ثم وجه كلامه لعفاف: يلا يا عفاف ادخلي
عفاف: حاضر هدخل اهو
وما ان رأت حنين عفاف تتجه نحوها حتي ابتعدت عن الباب قليلا تسمح لها بالدخول
دخلت عفاف فوجدت حنين ببشرة صفراء و شفتي بيضاء وجسد مرتعش و اطراف باردة من شدة خوفها و توترها فأمسكتها من يدها و ذهبت بها إلي السرير و أجلستها وجلست بجوارها
ارتمت حنين في حضنها و ظلت تبكي بشدة
لا تعلم لما تبكي و ما السبب الرئيسي لكل هذه الدموع أتبكي علي حالها وعلي ما ضاع منها و علي فرحتها التي ظلت تحلم بها أعوام و أعوام و لكنها سرقت و سرقت معها الفرحه و الابتسامة والامل من حياتها بأكملها و مات معها كل جميل في حياتها القادمة
أم تبكي علي حال حبيبها الذي أدمته بيدها وبدلا من أن تكون هي مطببة جروحه أصبحت هي من تجرحه سواء بدنيا او نفسيا , تعلم انه مظلوم مثلها تماما ولكنها لا تستطيع حتي الان ان تسامحه علي خطأه الذي لم يرتكبه رغم كل محاولاته لتعويضها بأي شئ يستطيع فعله
أم علي حالهما الاثنين و علي علاقتهم التي تدمرت بعد أن كانت مثل النبته الصغير ه التي ظلت تكبر وتكبر حتي اوشكت علي ان تثمر جاء من اقتلعها من جذورها و رمي بها في وديان الجحيم
ظلت بحضن عفاف حتي هدأت و سيطرالنوم علي جفونها فأنتقلت إلي وسادتها وقالت لعفاف: لو سمحتي يا خالتي عفاف خليكي معايا مترحيش الفيلا , مش عاوزة اقعد معاه لوحدي
عفاف: حاضر يا بنتي بس هطلع اطمن عليه و اشوف دماغه دي
وخرجت من الغرفه و تركت خلفها حنين بقلب دامي علي حبيبها و زوجها و لكن جرح قلبها وشرفها كان اعظم من جرح رأسه فلم تستطع ان تسيطر علي شيطانها و تسأل عليه او تطلب من عفاف ان تطمئنها عليه
خرجت عفاف فوجدت الطبيب يخيط له جرحه و هو يتألم بشده و يعض بأسنانه علي فوطه احضرها له حمدي
ظلت عفاف تربت علي ظهره و تقول له: معلش يا ابني ربنا يجعلها أخر الاحزان
باسم : حنين كويسه
عفاف: انت في ايه و لا ايه , متشغلش بالك هي تمام
وبعد أنهي الطبيب عمله و غادر قالت عفاف: روح انت يا حمدي علشان الجماعه وانا هبيت هنا معاهم الليله دي لحد معاد طيارتهم
باسم : طيارة مين انتي كمان , هسافر ازاي بمنظري ده
حمدي: يعني هتلغي السفر طيب و فلوس التذاكر
باسم : مش مهم الفلوس انا مش هقدر اسافر
عفاف: يا خسارة يا ابني طيب مش كنت تاخد بالك و انت ماشي
باسم : الحمد لله حصل خير بس متعرفوش اهل حنين حاجه علي ما اتفاهم معاها الصبح كده و اشوف هنعمل ايه
عفاف: طيب يلا يا ابني ادخل نام , زمانك تعبان
باسم: فعلا انا مرهق جدا
ثم غادر حمدي و دخل باسم احدي الغرف و خلد إلي النوم و دخلت عفاف و نامت بجوار حنين
ومر الليل بسويعاته الصيفيه بسرعه وكلهم يغطون في نوم عميق فقد أخذ منهم التعب نصيبا كبير حتي استيقظ باسم علي صوت هاتفه
نظر بالشاشه فوجد المتصل رزق فقام بوهن و هو يشعر بدوار شديد دق باب غرفة حنين و عفاف عدة مرات
استيقظت حنين علي الصوت و ايقظت عفاف فقامت عفاف و ارتدت عبائتها و حجابها و خرجت
باسم : عمو رزق ابو حنين بيتصل هتلاقيهم عاوزين يجوا يسلموا علينا قبل ما نسافر
عفاف: رد عليه و قوله علي انكم مش هتسافروا
باسم : لا لا مش عاوزهم يحسوا ان فيه حاجه وبعدين هيطلبوا اننا نسافر معاهم المزرعه و انا لسه مش عارف حنين هتوافق اني ارجع المزرعه و لا الوضع هيبقي ايه وكده الحكايه هتتكشف
عفاف: طيب ادخل اتفاهم معاها كده
باسم: ادخلي انتي اسأليها
عفاف: نعم ؟ ما تدخل اتفاهموا مع بعض و خدوا وأدوا في الكلام و شوفوا هتتفقوا علي ايه
باسم: طيب عرفيها الاول
عفاف: ادخل يا باسم دي مراتك قدام ربنا و الناس
دخل باسم بتردد الغرفه و كانت حنين ما زالت ببجامة النوم وما ان رأته حتي صرخت بوجهه : انت ايه اللي دخلك هنا اطلع بره يا عديم الذوق ازاي تدخل عليا كده
باسم بارتباك: ازاي؟ انا جوزك وبعدين انا داخل اقولك ان باباكي بيتصل
حنين: انت مش جوزي يتقطع لسان اللي قول كده اطلع بره
فأغمض باسم عينيه بألم و ضغط علي اسنانه محاولا تمالك أعصابه وخرج منكسا الرأس من الغرفه وجلس بكرسي بالصاله
كانت عفاف تقف مندهشة مما تري: معلش يا باسم اعذروها هي برضه......
أوقفها عن الكلام بإشاره من يده وقال لها بفتور: مش فارقه خلاص
عفاف بتعجب: يعني ايه مش فارقه
باسم بصوت عالي حتي تسمع حنين: يعني مش فارقه ما دام هي مش مقدره اي حاجه من اللي انا عملتها خلاص هي حره , هي عارفه اني مظلوم و اني مليش يد في اللي حصل و اني بحبها و عمري ما كنت اسمح لحد يمسها بسوء وبرضه لما حصل اللي حصل متخلتش عنها و قلت خلاص مأخدش واحده مش عذراء و اسيبها هي تتتصرف في مشكلتها لا وقفت جنبها علشان خاطرها و خاطر سمعتها و قلت لا يمكن اتخلي عنها و لا اتنازل ابدا عن انها تكون ليا لأني بحبها بس هي برضه مصممه تظلمني أكتر و اكتر و تحملني خطأ اللي حصل و انها متحاولش حتي تراعي شعوري فخلاص هي حره في اللي عاوزة تعمله لو عاوزة تتصل علي اهلها دلوقتي يجوا يخدوها و تقولهم علي كل حاجه هي حره و ترجع معاهم و انا ارجع الفيلا وكل واحد في طريقه
صعقت عفاف مما تسمع و قالت برجاء: معلش يا باسم انت بتعمل لله ويا ابني كمل جميلك للأخر و اصبر الشهر ده بس و بعدين كل واحد من طريق
باسم : ياريت تدخلي تتفاهمي معاها و تشوفي هي هتنوي علي ايه بالضبط و انا هفضل علي وعدي للأخر و هعمل اللي هي تشوفه
عفاف بتوسل : حاضر هدخل اكلمها اهو بس انت طول بالك كده
ثم دخلت إلي حنين وقالت لها بعتاب : كده يا حنين ينفع اللي بتعمليه
حنين : بصي ارجوكي انا مش ناقصه ضغط علي اعصابي
عفا بعنف: حنين لازم تسمعي
حنين: انا سمعت كل اللي قاله و عاوزاكي تعرفيه انه لو فاكر نفسه مش أخطأ لا هو اساسا سبب الخطأ كله
عفاف بعصبية: حنين انتي هتبوظي الدنيا و مش هضري الا نفسك
حنين: عامة انا هستحمل الشهر ده بس مش هسافر معاه اي حته و عرفيه اني هنام بالنهار و هو بالليل و محدش له علاقه بحد
عفاف: وأهلك
حنين : مش عارفه اتصرفوا معاهم انتوا
عفاف: ربنا يهديكي يا حنين
ثم خرجت لباسم الذي يكتم غيظه بشده بعد ان طفح به الكيل
عفاف: بص يا باسم شوف انت كده احسن هي مش عارفه حاجه
باسم : كالعادة اتعصبت و معطتش جواب مفيد
عفاف بارتباك تحاول تجميع اي كلام لاقناعه و امتصاص غضبه: انت الراجل يا باسم اللي تتصرف بعقلك
مسح باسم وجهه بكفيه بعصبية ثم قال : طيب ادخلي عرفيها اني هتصل علي باباها و اقوله اننا راحت علينا نومة واتأخرنا ويادوب لحقنا الطياره و ملحقناش نتصل عليكم وبعد لما أخلص مكالمة تاخد الموبيل تكلمهم علي هذا الاساس
ومرت الأيام علي تلك الوتيرة المملة التي يخيم عليها شبح الصمت و الوحده و تلك الاوجاع التي خلفها الماضي المظلم في نفس كل منهم
كان باسم يستيقظ صباحا ويظل طوال نهاره وحيد و كانت حنين تستيقظ بالمساء و تعاني هي الاخري الوحدة
ولكن يبدو ان بذور الحب داخل كل منهم مازالت علي قيد الحياة و لم تمت كليا بسبب ما حدث كان كلا منهم يعيش بقلب يحترق بنار الفرقه وصدر محمل بغيوم الحزن علي الاخر ويبدو ان مع مرور كل يوم جديد يزداد معدل الاشتياق كلا للاخر ولكن كبرياء كل واحد يمنعهم من المبادره لإنهاء هذا الجفاء الذي اهلكهم وبددهم
كانت حنين عندما تستيقظ و تتأكد من دخول باسم غرفته تخرج للصاله ودائما ما كانت تجلس علي ذلك الكرسي الذي يستند ظهره علي جدار الغرفه التي ينام بها باسم , لم تكن صدفه و لم تكن تختاره لأنه الأكثر راحه ولكن لأنه يشعرها أنها قريبه من التي اشتاقت عيونها ان تراه و اشتاقت اذنيها لسماع صوته و اشتاق صوتها للتحدث معه بل و اشتاقت كل ذرات جسدها له
كانت تلك الجلسه تروي و لو جزء ضئيل من عطشها واشتياقها لرؤيته ولكنها لا تعلم ان من كانت تشتاق له كان اشد منها لهفه عليها فكان يوميا ينتظر خروجها من غرفتها و يظل ساهرا ينظر اليها من خلف باب غرفته من الفتحه الخاصه بالمفتاح عله يقلل من لهفته لها و رغبته الجامحه في ضمها واخذها بين احضانه و الاحتفاظ بها بين ضلوعه للأبد حتي لا يمسها اي مكروه ثانية
وذات يوم اثناء جلوسها علي ذلك الكرسي المحبب لقلبها لقربه من حبيب قلبها كانت محدقه في أرضية الصاله امامها تعيد وتزيد احداث عالمها الكئيب في الفتره الماضيه وتذكرت ما حل بها و بحبها الوليد بسبب تلك الملعونه وتذكرت مدي عنفها و ظلمها لباسم بسبب فعلة تلك الملعونه مع ان ما تفعله عكس ما يحمله قلبها تجاهه تماما و لكن تلك الفعله اخر ما يغفر لأي شخص تسبب بها من قريب او من يعيد
قالت بنفسها: حسبي الله و نعم الوكيل فيكي منك لله يكفي ان اكتر انسان بحبه معيا في شقه واحده و محرومة منه ومن حنانه بسببك يا قذره كان زماني دلوقتي بنعم بحضنه وبتدفي بضمته
ولم تستطع كبح دموعها فبدأت في التدفق من عينيها بغزاره تصحبها شهقاتها و آهاتها المتألمة وظلت تردد بصوت مكتوم: منك لله ربنا ينتقم منك يا هناء ويوريكي العذاب ألوان زي ما دقته بسببك
كان باسم يتابعها بصمت تام حتي لا تسمعه ويخسر رؤيتها من وراء الاسوار ولكن عندما سمع بكاءها و دعاءها شعر بالدماء تحتقن بوجهه و دمه يغلي بعروقه , أحس بأنه يريد ان يندفع ويأخذها بين احضانه ولا يخرجها منه ابدا و يضمد جروحها و يعوضها عن ما ضاع منها ولكنه تمالك نفسه حتي لا يفسد كل شئ ولكن يبدو ان شوقه كان اكبر بكثير من صبره ففتح الباب بعصبيه واتجه نحوها , فزعت حنين منه , نظرت له فتلاقت اعينهم المشحونه بالشوق و الحنين و رغبه كلا في الأخر رأته في عيونه جميع انواع الحب والحنان , افاقت من شرودها في عيونه وجرت نحو غرفتها وهي تمسح دموعها فأمسكها باسم من ذراعها فنظرت له ثانيه و تعانقت اعينهم في صمت رفعت نظرها لذلك الجرح في رأسه الذي نسجته بنفسها منذ ثلالث اسابيع فبدأت دموعها في البزوغ داخل عينيها , شعرت حنين انها تريد ان تلقي بنفسها علي صدره علها تستطيع اخراج شحنه الحزن الممزوجه بالشوق ولكن شعورها هذا لم يدم طويلا حيث جذبها باسم بهدوء إلي صدره عله يطفأ ولو قليل من لهيبة المختزن فاستسلمت له و استلقت برأسها عليه و هي تتشنج من كثرة البكاء فأحاطها بذراعيه و ضع شفتيه علي شعرها يبث داخله قبله طويله ينفث بها عن ما يعتمل داخل صدره لها و يشبع رئتيه من عبيرها المميز وظلا هكذا ثوان
ولكن فجأه لمحت حنين عفاف وهي تنظر لهم من وسط الظلام بغرفتها فانتفضت بسرعه و دفعته برفق و انطلقت إلي المطبخ تداري خجلها مع توترها
سيطرت خيبة الأمل علي باسم ثانية بسبب ابتعاد حنين عنه , برم شفتيه و هز رأسه بإحباط و جلس علي الكرس الذي خلفة, مسح وجهه بكفيه و قال بصوت خافت: برضه مفيش فايدة
كانت عفاف ترقص فرحا داخل غرفة حنين مما رأته , كان بودها ان تزرغد لما تطور و رأته بعينيها لم تتفاجأ من فعلة باسم ولكنها لم تكن تتوقع من ردة فعل حنين , قالت لنفسها: يظهر آن الأوان بقي وكل حاجه توضح
وظلت منتظرة حنين تحت الغطاء تتظاهر بالنوم حتي دخلت حنين بخجل و توتر وجلست علي كرسي بالغرفة
نهضت عفاف و الابتسامة تعلو محياها تعبر عن مدي سعادتها واتجهت نحو حنين و جلست بالكرسي المجاور لها وربتت علي ظهرها بحنان
نكست حنين رأسها بخجل فمع ان باسم زوجها لكن يبدو ان عقلها لم يستوعب ذلك بعد
قالت عفاف بهدوء: حنين عاوزة اقولك حاجه
حنين : اتفضلي
عفاف: قومي اقفلي الباب و افتحي الكهرباء و تعالي
حنين و هي تنهض: حاضر
عفاف: نقعد علي السرير افضل
واتجهت نحو السرير و تبعتها حنين
عفاف: بصي يا حنين عاوزاكي تهدي خالص و تسمعيني و تعذريني
حنين : خير
عفاف: بصي باسم قبل ما ربنا يهديه و يتوب عليه كان بيصاحب بنات زي ما انتي عارفه مع انه مبيكنش مقتنع بأي واحده منهم بالعكس كان بينفر منهم جدا و كان واضح كده زي الشمس بس تقولي ايه بقي تسليه مثلا , وكان لما يختلف مع واحده بينتقم منها بأنه بيقول لعمك حمدي يجيبها و حد يغتصبها عقابا ليها و حصل كده مع بنتين
بدأت حنين بالبكاء فاحتضنت عفاف يدها بكفيها وقالت : اصبري بس الموضوع مش مستاهل عياط
ثم اكملت: طبعا أياً كان مدي فحش البنات دي بس برضه محدش يرضي ان واحده يهتك عرضها علشان خلاف مع واحد مع انهم هم اللي جابوا لنفسهم كده فكان عمك حمدي بيجيب البنت و يدخلها ليا الاوضه و يخرج وانا اللي بقوم بكل حاجه
حنين بفزع: ايه انتي اللي بتغتصبيها
عفاف وهي تضحك: هههههههه لا انا بخليها تفتكر ان حد اغتصابها زي ما عملت معاكي و بندبح فرخه و نجيب من دمها
وقفت حنين وهي تشعر ان الكون كله يدور : يعني انا كمان عملتي معايا كده
عفاف بابتسامة: اه هو عمرنا نسمح لحد يأذيكي يا حنين ده انتي بنتي وربنا يعلم
حنين : بعصبيه : طيب ومعرفتنيش ليه وسيباني الشهر ده كله بتكوي بناري
عفاف وهي تشير لها ان تهدأ: اهدي بس كده يا حنين احنا كنا عاوزين باسم يشرب ويدوق اللي عمله في بنات الناس زمان , احنا استغربنا انه ازاي يطلب كده معاكي و كان واضح انه بيحبك وحمدي خاف من التهديد اللي اخترعته هناء ربنا يخدها ولما لقيناه منهار كنا هنعرفكم بس حمدي قال خليه يتعلم الدرس كامل ونعرف حنين بس , لكن لما لقيناكي رفضتيه تماما لما عرفتي ماضيه و اللي عمله في بنات الناس خفنا تضيعوا من بعض فقلنا انتوا كده كده كنتم هتتجوزا فخلاص نجبرك تتجوزيه علشان متركبيش دماغك وتضيعيه من ايدك و تضيعي نفسك من ايده صدقيني يا حنين باسم طيب قوي قوي وبيحب حب ما يتقدر علي قد ما كنتي عنيفه معاه و هو زعلان منك بس كل يوم يسألني عليكي ويلح عليا اني اخدك افسحك واغيرلك جو واعطاني فلوس كتير قوي ويقولي خلي حنين تشتري اللي هي عوزاه وانا حوشتهالك معايا
حنين و كأنها مغيبة ودموعها تسكب من عينيها بهدوء: بس كان لازم تعرفيني بدري شويه
عفاف: انتوا بقالكم 3 اسابيع متجوزين و كأنكم مش متجوزين , كفايه بقي يا بنتي و الله جوزك بقي جلد علي عضم
سرت قشعريره في جسد حنين بمجرد سماع لفظ" جوزك" وشعرت بنشوه تدغدغ روحها
أكملت عفاف: انا هتحجج اي حجه و همشي بكره و هسيبكم و انتي متضيعيش جوزك يا حنين والله والله ما يتعوض , لو لفيتي العالم كله ما هتلاقي حد يحبك زيه كده
وضعت حنين قبضتي يديها تحت ذقنها و ظلت تحدق بالارض تفكر في امر ما ثم قالت فجأة: احنا الساعه كام
عفاف: العشا هتأذن كمان دقايق
حنين : طيب ممكن تستأذني من باسم اننا نخرج نشتري شوية طلبات وعم حمدي ياخدنا و يرجعنا
عفاف: حاضر هقوم اهو
حنين: صحيح عندي سؤال طيب البنات اللي كان حصل معاهم كده عرفتوهم ولا لا
عفاف: بنصبر شهر و اروح انا اعرفهم علي ما يدوقوا النار ويتعلموا درس كويس
حنين : ربنا يباركلكم و يستركم دنيا و اخره
عفاف: طيب هروح اقول لباسم كده و اجي
وبعد نصف ساعه كانت حنين و عفاف و حمدي في احدي اكبر مولات القاهرة بعد ان اخذت عفاف اذن الخروج من باسم واعطت حنين الاموال التي اعطاها باسم اياها من اجلها
عفاف حتي تترك لحنين الحريه الكاملة: طيب يا حنين انا وعمك حمدي هنشتري شوية حاجات كده لما تخلصي رني علينا
حنين: حاضر
وافترقوا كلا ألي وجهته يشتري ما يريد وظلوا بالمول ما يتعدي الثلاث ساعات يبدوا ان الوقت سرقهم و هم لا يدرون وبعد ان اقتنت حنين ما تريد اتصلت علي حمدي و عادوا إلي الشقه فوجدوا باسم مازال في انتظارهم وعندما دخلوا اسرعت حنين الخطي الي غرفتها وهي تحمل الكثير من الحقائب المختلفة
ومع بزوغ شعاع شمس اليوم التالي استيقظت عفاف وايقظت حنين: حنين قومي انا ماشية
حنين: دلوقتي؟
عفاف: ايوا خلي بالك من جوزك يا حنين و متضيعهوش وقومي يلا اسلم عليكي
قامت حنين واحتضنت عفاف بقوة وقالت لها: بجد مش عارفه اشكرك ازاي انتي معزتك زي امي والله
ابتعد عنها عفاف و هي تمسح دموعها وتقول: ربنا ينورلك طريقك يا بنتي و يقدمك الخير و ييسرلك كل عسير
ثم خرجت من الغرفة وذهبت إلي غرفة باسم و ايقظته برفق
انزعج باسم لكونها توقظة مستيقظا وقال لها: خير يا عفاف ايه اللي حصل ؟ حنين حصلها حاجه
عفاف: لا مش حنين بس بنتي تعبانه في البلد ولازم أروح
باسم بفتور: ماشي يا عفاف بنا يشفيهالك
عفاف: خلي بالك من حنين بقي
باسم و علي شفتيه ابتسامة جانبية مستهزأة: حنين ها, صحيح قبل ما تمشي قوليلها لو عاوزة ترجع لأهلها خلي حمدي يوصلها
عفاف: طيب بس كمل نومك كده و هقولها
وانصرفت خارج الغرفة بل خارج الشقه بأكملها تاركه الحبيبين كل منهم علي حده يجلس منزيا عن الأخر يخبأ بصدره حنين و شوق لا يقل عما بداخل صدر الاخر
خرجت عفاف و اخذت معها النوم من عيني حنين حاولت ان تنام ثانية و لكنها لم تستطع فجلست علي فراشها تخطط لما ستفعله و تجهز الخطط و تتخيل الكثير من المواقف التي من الممكن ان تحدث وبعد ما يزيد عن الساعه من التفكير قامت و أخذت دشا و ارتدت بيجامة قطنية هادئة و صنعت فنجان قهوة وخرجت تتناوله مع بعض الكعك علي كرسها المفضل
وأثناء تناولها استيقظ باسم مجهد لا يري أمامة شئ فقد ظل الليل مستيقظا
لم يلحظ وجود حنين , استند علي الكرسي و ارجع ظهره للخلف دقائق ثم تثائب بكسل ومسح وجهه بكفيه حتي يستفيق وهنا لاحظ وجود حنين التي كانت تنظر له بابتسامة
↚
وانصرفت خارج الغرفة بل خارج الشقه بأكملها تاركه الحبيبين كل منهم علي حده يجلس منزيا عن الأخر يخبأ بصدره حنين و شوق لا يقل عما بداخل صدر الاخر
خرجت عفاف و اخذت معها النوم من عيني حنين حاولت ان تنام ثانية و لكنها لم تستطع فجلست علي فراشها تخطط لما ستفعله و تجهز الخطط و تتخيل الكثير من المواقف التي من الممكن ان تحدث وبعد ما يزيد عن الساعه من التفكير قامت و أخذت دشا و ارتدت بيجامة قطنية هادئة و صنعت فنجان قهوة وخرجت تتناوله مع بعض الكعك علي كرسها المفضل
وأثناء تناولها استيقظ باسم مجهد لا يري أمامة شئ فقد ظل الليل مستيقظا
لم يلحظ وجود حنين , استند علي الكرسي و ارجع ظهره للخلف دقائق ثم تثائب بكسل ومسح وجهه بكفيه حتي يستفيق وهنا لاحظ وجود حنين التي كانت تنظر له بابتسامة
انزعج منها وقال : بسم الله الرحمن الرحيم
فزادت ضحكة حنين ولكنه نهض و اشار لها بيديه معبراً عن أسفه وقال: انا اسف خدي راحتك
ثم اتجه الي غرفته وأغلق الباب خلفه بعد ان قال: بعد اذنك
برمت حنين شفتيها تعبيرا عن خيبة الأمل وقبل ان تتجمع الدموع في مقلتيها قالت لنفسها: اكيد الموضوع هيبقي صعب , مش بالساهل اني اقدر ارجعه زي الأول
ثم صمتت دقائق قبل ان تنهض و هي تقول: بسم الله توكلت علي الله يااااااارب أعيني و سهلي كل صعب و لينلي قلبه
دخلت المطبخ و أحضرت فطار سريعا و اتجهت نحو غرفته دقت الباب فأتاها الرد و الاذن بالدخول
فدخلت بتوتر وهي تنظر للأرض خجلا , نظرت له بطرف خفي فوجدته يستند بظهر علي الوسادة يجلس نصف جلسه و يضع ساق فو الاخري و عاقدا يديه علي صدره ينظر أمامة و لا يعيرها اي اهتمام
تقدمت بوجل نحوه حتي وقفت عند سريره و قالت بصوت مهتز: الفطار جاهز عالسفره
باسم بفتووووور: متشغليش بالك بيا انا هبقي اقوم اعمل لنفسي الاكل
برمت حنين شفتيها ثم قالت : بس انا خلاص عملته
باسم : متشكر جدا , بس انا مش جعان دلوقتي كلي انتي
صمتت حنين تحاول جمع بعض الكلمات لكن باسم قطع صمتها ب: صحيح لو عاوزه تتصلي علي حد يجي ياخدك من اخواتك او اتصلك علي حمدي يوصلك قبل ما يرجعوا بلدهم
رفعت حنين حاجبيها بصدمة وقالت بصوت مختلط بالدموع: للدرجه دي خلاص معدتش ....ثم قطعت كلامها و استبدلته بالدموع
نظر لها باسم نظره سريعه باستنكار وقال: مش انتي اللي اخترتي كده
ثم نظر أمامه ثانية وقال:شوفي انتي عاوزة ايه و اعمليه
ردت حنين وهي تفرك يديها و تهتز جميع ذراتها جسدها بسبب بكائها الذي بدأ يتزايد: انا عاوزاك انت
صعق باسم من ردها ونظر لها بتعجب ثم نظر أمامه ثانية و أغمض عينيه بتأثر شديد نتيجة تلك الكلمة التي فجرت داخله كل البراكين الخامدة التي يحبسها في صدره من ألم و حزن و احساس بالظلم من اعز ما يملك مع شوق و حنين و الكثير من الاحاسيس التي لا يقدر اللسان التعبير عنها و تعجز الأقلام وصفها وبدأت دموعه تتلألأ داخل مقلتيه
انتظرت حنين منه أي رد ولكن لم تجد سوي تلك الدموع التي حاول اخفاءها عن طريق التفاته للجهه الاخري فاقتربت منه اكثر و جلست بجانبه,ثم مدت يدها نحوه و غلفت رأسه بكفيها ثم طبعت قبله علي جبهته وهمست له : أنا اسفه سامحني
انفجر باسم باكيا و أخذ جسده يهتز فسحبت حنين رأسه و وضعته علي صدرها و ضمته لها بشده و ظلت تربت علي ظهره بحنان وهي تروي شعره بدموعها هي الاخري
وبعد دقائق بدأ باسم يهدأ قليلا وهم أن يتحدث فوضعت حنين يدها علي فمه وقالت: هس
وطبعت قبله علي جبهته وضمته اكثر إلي حضنها الذي افتقده واشتاق اليه كثير و طالما حلم بأن ينعم بدفئه
فاستلقي في حضنها و أحاطها هو الأخر بذراعيه وترك كل ما مضي خلف ظهره ليذهب الي الجحيم حتي لا يعكر عليه صفو تلك اللحظة الفريدة
ظلا علي وضعهما كثير لا يحركان ساكن سوي انفاسهما الدافئه التي امتزجت مع بعضهما تلفح وجهيهما لتشعر كل منهم بقرب الأخر وانه مازال هناك مستقبل رائع ينتظرهما معا ولا يسمح لهما بالافتراق ثانية أو يسمح بتضييع أي لحظة اخري في البعد و الالم و الضياع والحرمان من حبهما الذي لم ينعما به بعد
وبعد ما يقرب من النصف ساعه شعرت حنين بانتظام انفاس باسم فنظرت اليه فوجدته نائم فضمته لها اكثر و اكثر وقالت: الحمد لله ربنا مايحرمنيش منك أبدا و استسلمت هي الاخري للنوم فكيف لها ان لا تنام و هي بحضن حبها و أمنها و سكنها و زوجها
وبعد مده استقظ باسم فوجد نفسه علي ذلك الوضع مستلقي في أدفء مكان في العالم ينعم بقرب اعز من في الكون التي طالما سهر ليالي وليالي يبكي بعدها و جفاءها و يتمني و لو رؤيتها و التنعم بقربها وهاهو الآن يعيش أجمل حلم تمناه في حياته
نظر لها نظرة حب عميقه واقترب منها بوجهه , لفحت انفاسه الدافئة وجهها ففتحت عينيها و نظرت له فابتعد ثانية بتوتر , نظرت حنين حولها بتعجب و كأنها تسترجع احداث ما قبل نومها حتي تداركت الأمر فقالت حتي تداري خجلها: دراعي آه مش حاسه بيه
باسم : تلاقي كان فيل نايم عليه
ابتسمت حنين ونظرت له نظرة حب جريئه ثم قالت: ايه رأيك نسافر للجماعه النهارده
صمت باسم ثانيه حتي يستوعب المفاجأه و قال لها : اوك
فنهضت بنشاط و قالت: طيب يلا قوم نفطر ونجهز كل حجاتنا علشان مش هنرجع الشقه دي تاني
لم يرد عليها باسم فقد كان منشغل بصدي صوته الذي كان يحدثه بعقله و يقول" نرجع المزرعه معناها انها خلاص ناويه ترجع لحياتنا القديمه , يعني هعيش معاهم و مش هرجع الفيلا , طيب يا تري هتقبلني زوج و لا علي قد علاقتنا القديمة ؟ اياً كان الوضع بقي افضل بكتير"
وبعد ساعه كانا قد ركبا الحافلة المتجهه نحو مدينة المنصورة وبعد ثلاث ساعات كانوا وسط احتفالا رهيب من الترحيبات و الاحضان و القبلات
ماجده: مش تقولولنا علشان كنا جهزنا أكل يستحق العرسان
باسم: متقلقيش يا طنط احنا عملنا حسابنا و اشترينا اكل من مطعم من المنصوره علشان نتغدي مع بعض
حسن: نتغدي ايه بقي قوي نتعشي المغرب اذن خلاص
باسم : ايا كان اناعصافير بطني عامله هيصه بسرعه جهزوا السفره
وبعد ان تناولوا جميعا طعامهم و جلسوا يتسامرون قالت ماجده : هيه يا ولاد فرحوني مش هبقي تيتا قريب
قالت حنين بتأثر: يااااااااااااارب يا ماما يارب ادعيلي ربنا يرزقني عن قريب ولد واسميه باسم
نظر لها باسم بعينين محدقتين من كثرة الاندهاش" امن المعقول ان اذنيه مازالتا سليمتين وتستقبلان الكلام صحيحا ام ان السفر قد أثر عليه"
ظل الجميع يردد لهم بالدعاء الخالص ان يرزقم الله بالذرية الصالح
غمز حسين لباسم الذي كان يجلس بجواره و قال: يا بختك يا سيدي عاوزة تجيب واد و تسميه علي اسمك كمان
قالت حنين : طيب استأذن يا جماعه احسن مصدعه و مش شايفة قدامي
ماجده: احنا جهزنالكم الجناح الجديد ده علشان تاخدوا راحتكم
حنين : طيب ماشي يا ماما , وصعدت حتي ترتاح
رزق: لو عاوز تطلع انت كمان تريح يا باسم اطلع زمانك تعبان من السفر
باسم : لا متقلقش يا عمو انا نمت في الباص شوية و بعدين انتوا وحشني قوي عاوز اقعد معاكم شوية
حسن : طيب اقوم اجهز بقي لوازم السهرة
باسم : ياريت زي اول سهره فاكرين
حسين: والعروسه
باسم بمزاح و هو يتصنع الاختناق: يوم من نفسي يا جدع
قهقه الجميع علي مزاح باسم
حسين: لسه برضه استاذة حنين و استاذ باسم
باسم : لا مش للدرجة دي
واكملوا ضحكهم ومزاحهم و قضوا سهره ممتعه حتي روا عطش اشتياقهم لبعضهم قال رزق: طيب يلا يا جماعه سيبوا باسم يطلع يرتاح بقي
حسن: ايوا كفايه كده احنا زودناها قوي ربنا يسترها عليك يا باسم و حنين متنيمكش تحت السرير النهاردة
باسم : يارب تيجي علي قد كده و مترميش من البلكونه
حسين: طيب نعمل حسابنا بقي ونستناك في الجنينه نكمل سهرتنا
ثم ودعوا بعضهم و اتجهه باسم نحو جناحهم بقلب متوتر مما سيفعله, احقا سيناما الاثنين في غرفة واحده, كيف سيكون و ضعهم , تذكر كلمتها لوالدتها انها تتمني ولد فقال: معقول ممكن تكون نست كل اللي مضي في لحظة كده
وصل غرتهم دق الباب برفق وفتح
انبهر مما يري وجد عروسته في ابهي صورة لها ترتدي فستان زفاف ابيض تجلس في انتظاره و سط الأضواء الخافته و الزينة التي تملأ المكان و الموسقي الهادئة التي تسحر الألباب
دخل بهدوء و اغلق الباب خلفه برفق ووقف مكانه ينظر حوله , حقا انه في قاعة أفراح فيها عروسته , انه فعلا يوم عرسه الذي حلم به
اقتربت منه حنين بخجل ووقفت أمامه , نظر لها بحب وأراد ان ينطق بأي كلمة ليعبر عن تلك المشاعر الفياضة التي انطلقت من قلبه لحبيبته ولكنه لم يستططع, ولكن حنين قرأت بعينيه المصوبتان تجاهها كل ما اراد ان يوصله لها
فارتمت بحضه ولفت ذراعيها حوله و ضمته بقوه تحاول استشعار جمال تلك اللحظه بكل ما تحمله من مشاعر, فما كان من باسم الا ان قام بمثل ما قامت به و ضمها بشده ثم حملها و دار بها مره واحده ثم انزلها , ابعدها قليلا عن حضنه ونظر داخل عيونها بحنان ثم دسها ثانية إلي صدره
ابتعدت حنين عنه فجأه و انثنت إلي الارض و قبلت قدمه فأه , ابتعد باسم بتعجب و ساعدها في النهوض
أمسكها من ذراعيها ونظر داخل عيونها وقال لها بهمس: ليه كده
حنين بصوت مختلك بالبكاء: انت بست رجلي وانا مستحقش , يبقي انا لازم اعمل زيك لأنك تستحق , انا اسفه يا باسم اني ظلمتك و انت متستاهلش كده بس ربنا يسامحها عفاف بقي
باسم بتعجب: عفاف؟
حنين : هي معرفتكش
باسم: عرفتني ايه
حنين : طيب تعالي لما نقعد الأول و انا اقولك
ثم جلسا علي كرسيان يشبهان ككوشة عروسه و حكت له حنين كل ما اخبرتها به عفاف . وبعد ان انتهت من كلامها و جدت باسم ينزل علي الارض ساجدا لله باكيا حمدا و شكرا له علي حفظه لزوجته و عرضها
تأثرت حنين بشدة من فرحته وفعلته تلك , وفرت منها بعض دموع الفرحه
نهض باسم واتجه نحو المنضدة و احضر هاتفه و اتصل علي رقم
حنين : بتتصل علي مين دلوقتي الناس زمانها نامت
باسم: ألو
حمدي: ايوا خير يا باسم
باسم : عاوزك تيجيلي بكره المزرعه ومعاك ورقة عقد تمليك
حمدي: خير
باسم: الفيلا بتاعتي هتتكتب باسمك انت و عفاف و ده اقل شكر ممكن اقدمهولم علي معرفوكم معايا سواء علشان حنين او علشان غيرها
حمدي: لا يا باسم ده واجبنا..
قاطعه باسم: ولا كلمة خلاص هي بقيت بتاعتكم من اللحظة دي انا كده كده هعيش في المنصوره ودي اقل شيء ممكن اقدمهولكم و يلا سيبني اصلي عاوز انام
ثم اغلق الخط
حنين بدلال: طيب يلا انا جهزتلك سريرك علشان تنام
باسم بابتسامة: انام مين يا عروسة باسم الصغير عاوز يجي يشوف الدنيا
حنين: بسرعه كده , لا لسه في حفلة و تورته و سلو عاوزه افرح بقي يا ناس
باسم بمزاح: طيب بدلتي فين , علشان ابقي عريس و افرح بقي يا ناس
في احدي نوادي مدينة المنصورة و سط كم هائل من تلك الزهور المحتفلة بشهر الربيع و تلك الاغصان التي تتمايل برفق وسط غناء نسمات الهواء الرقيقة يجري باسم بخفة يحمل فوق كتفه تلك الطفله الجميلة " بسمة" ذات العامين من عمرها وتسير خلفهم حنين ببطن منتفخة و خطي متثاقلة تنادي عليهم: استنوا يا بشر مش قادرة امشي
باسم: بقولك تخنتي و انتي مش مصدقة الله يكون في عوني
حنين : نعم يا خويا تخنت ؟ كلها شهر و ارجع منيكان
باسم: هههههههه بكره نشوف الله يصبرني
ثم جلس علي كرسي ينتظر قدوم زوجته واجلس بجواره ابنته بسمة
نظر لحنين يستحثها علي الاسراع فوجدها تتحدث في الهاتف بملامح قلقه ثم استرخت و ظلت تردد : الحمد لله الحمد لله من افعالكم و نويتكم والله ربنا يحفظهالكم " بنيتكم ترزقون"
وبعد ان اغلقت حنين الخط
باسم مستفسرا: خير في ايه
حنين: مدام عفاف بتقولي بنتها راجعه من الجامعه و تقريبا تاكسي خطفها و خدرها يقوم التاكسي عجلته نايمة خالص , فالسواق نزل يطلب المساعده حظه ان اول حد مر عليه ظابط في الشرطه بعربيته فبلغ فورا وقبضوا عليه
باسم: سبحان الله فعلا يا حنين زي ما قلتي بعملهم و نيتهم ربنا حفظلهم بنتهم
حنين: طبعا اللي يعمل خير قاعدله ولو بعد ميت سنه و لو شر برضه قاعدله
باسم بخجل: بس اللي بيتوب ربنا بيغفرله
حنين بعد ان تداركت كلامه: يا باسم انت كان قلبك نضيف بس البيئة اللي حواليك هي الي كانت مضيعاك والدليل علي ذلك ان ربنا انقذك منهم
باسم : الحمد لله , ساعات الواحد بيحصله مصيبة في حياته وميعرفش انها ممكن تكون اكبر نعمة ليه في حياته يعني لولا حادثة رجلي و شللي ده كان زماني مقبلتكيش و كنت لسه ضايع في الظلمة
حنين : ولولا تعب ماما و مرضها و ان فلوسي اللي فضلت احوش فيها 7 سنين اتصرفت علي مرض امي كان زماني دلوقتي مقابلتكش و لا اتجوزتك و لا بسمة جات للدنيا
باسم : الحمد لله
حنين : الحمد لله
أنا : الحمد لله اخيرا الرواية خلصت
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇