رواية رد الاذي كاملة جميع الفصول

رواية رد الاذي للكاتبة ناهد خالد هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية رد الاذي، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية رد الاذي كاملة جميع الفصول

رواية رد الاذي من الفصل الاول للاخير بقلم ناهد خالد

_تسيبها يعني إيه يا مصطفى؟ ده باقي على فرحكوا اسبوع؟ انتَ عاوز البت تروح فيها! 
مهموش كل اللي بيسمعه من ابوه وامه، واضح انه مُصر على رأيه، فرد باصرار:
_لسه اسبوع، انا مسبتهاش يوم الفرح ولا قبلها بيوم، احنا حتى لسه معزمناش الناس، يعني الموضوع سهل يتلم دلوقتي. 
معجبش أمه كلامه فقالت بعصبية:
_وهي المشكلة في الناس! المشكلة في البنت اللي هتكسر خاطرها من غير سبب، يابني حرام عليك، البنت جهزت كل حاجه وفرحانة، ليه تكسر فرحتها، وبعدين هو مش انتَ اللي مختارها! مش بتقول إنك بتحبها! إيه اللي حصل؟ 
_اكتشفت إني مش عاوز اكمل معاها، معرفش ان كنت بحبها ولا لأ، بس المهم اني مش مرتاح، حاسس بخنقة رهيبة مش هرتاح إلا لو الموضوع ده انتهى. 
وقف ابوه من مكانه وهو بيقول بغضب واضح:
_ومادام البت مغلطتش ولا تستاهل يحصل فيها كده يبقى تولع انتَ وخنقتك، الفرح هيتم، وإياك تزعلها او تيجي عليها، وإن كنت مخنوق خلي امك ترقيك يمكن محسود. 
قال جملته الأخيرة بسخرية واضحة، لكن كلامه خلى مصطفى زي اللي في بركان، والغضب ظهر واضح عليه وقال لأمه بعد ابوه ما مشي:
_هو فاكر انه يقدر يجبرني على حاجه! طب واللي خلقني ما هتجوز، ووروني بقى مين هيقدر يجبرني، خليني اسيبلكوا الدنيا وامشي وشوفوا بقى هتجيبولها عريس منين. 
خلص كلامه ومشي من قدام أمه اللي مذهولة ومصدومة من موقفه، ازاي مش عاوز يتجوزها، ده هو اللي مختارها محدش جبره عليها، في حاجة غلط! 
--------------
صحي على صوت رنة تليفونه، بص في شاشته لقاها هي، نفخ بصوت عالي وهو بيكتم صوت الموبايل، مش عاوز يرد عليها، مش طايق حتى يسمع صوتها، وابوه عاوزه يكمل الجوازه! 
من كتر زنها اضطر يرد، لكن رد بارد:
_نعم؟ 
_انتَ فين يا مصطفى بقالي كتير برن عليك.
_موجود اهو هكون فين يعني. 
سمع صوتها المستغرب:
_ولما انتَ موجود مبتردش ليه!
-مقريف, مش ليا مزاج ارد, هتنصبيلي محكمة؟
-لا مش هنصبلك محكمة, بس مش طبيعي تشوف رقمي ومتردش متعمد, يبقى في حاجة مضيقاك, انا عملت حاجه زعلتك؟ 
هو فعلاً مش طايق يسمع صوتها! لآخر لحظة كان فاكر نفسه بيأفور ولما تكلمه هيهدى, لكن احساسه كان في محله, وده خلاه يقول من غير ما يحسبها:
-بصي يا ندى, بصراحة كده انا مش مرتاح وحاسس إننا مش هينفع نكمل مع بعض.
سكتت شوية وبعدها سمع صوتها المصدوم بيسأله:
-بتتكلم جد؟ انا سكت فكراك بتهزر! 
رد بجمود:
-لا بتكلم جد, عارف ان فرحنا قرب وخلاص باقي أسبوع, بس إني اقولك احساسي ورغبتي دلوقتي احسن ما اجي قبل الفرح بيوم ولا يوم الفرح مجيش, او حتى يا ستي نتجوز ومقدرش اكمل معاكي أسبوع.
-يااه, هو انا بشعة للدرجادي! مش هتستحمل معايا أسبوع؟ 
كان صوتها باين فيه وجع, وده خلاه يقول بصوت هادي بيحاول يمتص صدمتها وزعلها اللي من حقها:
-انا مقولتش إنك وحشة, المشكلة مش فيكي يا ندى, المشكلة فيا انا, انا تعبان ومش مرتاح, والسبب مش انتِ, بس انا شايف إن بعدي دلوقتي احسن لينا من بعدين, عارف إني بظلمك, بس هظلمك اكتر لو كملنا, عارف إني كده بكسر بخاطرك, بس هكسر بخاطرك اكتر لو يوم الفرح لاقيت نفسي مش قادر أكون موجود, او لو اتجوزنا وطريقتي كانت وحشة معاكي.
سمع صوتها اللي باين عليه الخنقة وإنها كاتمة عياطها:
-لا وعلى إيه, انا مرضاش لك تتغصب على الجوازة, معاك حق, كويس إن ربنا بين لنا الدنيا دلوقتي, احسن من بعدين... على الأقل احسن من بكره اللي كنت نازلة فيه احجز فستان الفرح. 
غمض عينه بوجع, وجع غريب هو نفسه مش فاهمه, زعلان عشانها ومش عارف يعمل لها إيه, وفي نفس اللحظة مش قادر يكمل, مش قادر يجبر نفسه يكمل, والغريب إن الإحساس ده جاله من يومين بس, ده كان لسه الأسبوع اللي فات معاها بيحجز القاعة وكان مبسوط وفي قمة سعادته, إيه اللي حصل؟ إيه اللي غيره؟ مش عارف, ولا فاهم.
سمع صوت معناه إن المكالمة خلصت, قفلت الخط من غير أي وداع ولا حتى تأنيب له! 
........
تاني يوم...
كانت عيلة النعماني متجمعين على الفطار زي عادتهم من سنين, وباين على وش "حسن النعماني" و "مصطفى" ابنه و أمه انهم منزعجين من حاجة, في حاجة مضيقاهم واضح.. 
-في إيه يا حسن؟ طمني يا خويا شكلك مضايق؟ 
قالتها أخته "سهير" وهي مستغربة سكوته وملامح وشه, فرفع عينه لها وساب الأكل وهو بيقول موجه كلامه لكل القاعدين وخصوصًا ابنه:
-رأفت أبو ندى كلمني النهاردة.. 
غمض "مصطفى" عينه وهو مراهن إنه عارف تكملة كلام حسن..
-كلمني عشان يعرفني انه هيبعت دهب بنته وكل حاجه تخصنا عندهم مع حد من عنده بعد المغرب.
خبطت أخته التانية "ضحى" على صدرها بكفها وهي بتقول بصدمة:
-يالهوي! خير ياخويا إيه اللي بتقوله ده؟ وإيه وصل الموضوع لكده؟؟! ده فرحهم باقي عليه أسبوع. 
-اسألي المحروس ابن اخوكي.
قالها "حسن" وقام وقف بعصبية وخرج من البيت رايح مزرعته يطمن على شغلها.
-إيه الكلام اللي ابوك بيقوله ده يا مصطفى؟
سألته "ضحى" وهي مش مصدقة إن فعلاً الجوازة باظت, هز "مصطفى" راسه وقال وهو بيقوم من مكانه:
-كل شيء قسمة ونصيب يا عمتي, ملناش نصيب سوا. 
ومشي, والكل بيبص لبعضه باستغراب وصدمة. وكان الموجودين "ضحى" و "سهير" خوات حسن, وجوز ضحى واللي في نفس الوقت ابن عمها, وبنت "سهير" اسمها "سارة", وأم مصطفى "ماجده" و "علي" عم مصطفى ومراته.
وبعد ثواني, سمعوا صوت عياط "ماجدة" اللي قامت من على الأكل وجريت على جوا والستات راحوا وراها يحاول يهدوها ويفهموا.
الكل قام ماعدا "سهير" و "سارة" اللي بصوا لبعض وابتسموا ابتسامة مش مفهومة!
عشان "سارة" ترجع بذاكرتها لخمس شهور فاتوا... 
هعمله عمل يربطه بيك لا يخليه يبص يمين ولا شمال, وميبصش لحد غيرك, وبتجوزك بقى ونخلص. 
قالتها "سهير" وهي قاعدة مع بنتها "سارة" في الأوضة.
-يووه إيه يا ماما الجهل ده بس؟ عمل إيه وكلام فاضي إيه؟ انتِ بتصدقي في الكلام ده!
اومأت "سهير" برأسها وهي تخبرها باقتناع تام:
-يوه! يا بت اسمعي الكلمة ده الشيخ منصور سره باتع, ده فك سحر واحده كان جوزها متجوز عليها اربعه, خلاه طلقهم كلهم وبقت هي بس مراته وواحدة تانية كانت..
قاطعتها وهي تخبرها بنزق:
-بس يا ماما.. بس الله يسترك, انا دكتوره ومتعلمه وابقى عبيطة لو اقتنعت بالكلام ده.
-خليكِ كده ياختي لحد ما يروح يتجوزها اللي لفت عليه وبرمت دماغه. 
-يبقى اخر يوم في عمرها لو ده حصل..
رددتها بجدية واضحة, وكأنها بتدافع عن حق مكتسب.
يتبع
خليكِ كده ياختي لحد ما يروح يتجوزها اللي لفت عليه وبرمت دماغه. 
-يبقى اخر يوم في عمرها لو ده حصل..
رددتها بجدية واضحة, وكأنها بتدافع عن حق مكتسب.
وهو "مصطفى النعماني" كان خلص شغله في المزرعة الخاصة بوالده وعمه بعد ما وكلوا له الشغل وادارة شؤونهم, فهو مهندس زراعي خريج قسم انتاج اللحوم, وشاطر في شغله ومجتهد, وناس كتير بتثق في امانته, والمزرعة في تقدم من وقت ما مسكها, بعد ما خلص شغله قرر يمر على الحجر الصحي للمزرعة, وهناك لاقاها واقفة بره بتتكلم في التليفون والهوا بيطير شعرها في منظر جميل.
قرب منها بيقولها بهزار:
_ قفشتك بتكلمي مين يا هانم.
شاورت له انه يسكت وبرقت بعنيها بتمنعه من أي كلام وبسرعة قفلت المكالمة, ولما خلصت بصتله وقالت مضايقه:
_إيه ده يا مصطفى بجد يعني بتكلمني وبابا معايا على الخط!
بصلها باستغراب وقال:
_ وفيها إيه مش انتِ معرفاه بعلاقتنا!
هزت رأسها بتوتر وهي بتقول:
_ اه اه.. طبعا بس يعني برضو لازم نحترمه مش هنتكلم في وجوده.
-نحترم مين يا بنتي.. ماهو عارف اني مستني تحددولي ميعاد واجي اتقدملك.
_ سيبك من كل ده وقولي عملت إيه في الي طلبته منك.
والحقيقة هي بتتهرب من الكلام في الموضوع, كانت لسه مكلمتش أهلها لأنها مش واثقة من قرارها بأنه الشخص الصح, كانت متردده وقلقانه فمخدتش قرار لسه, لكن طبعا مقدرتش تقوله كده عشان ميحسش انها معندهاش ثقة فيه, لكنها على أي حال ناوية تاخد قرارها النهائي خلال الأيام دي.
هز راسه لها وقال:
_ يا ستي حاضر الورقة اخر الشهر هتكون عندك مكتوب فيها إنك قضيتي معانا ست شهور تدريب وقيمتك فيها امتياز كمان رغم إنك مكملتيش شهرين ونص.
_ حبيبي انا مش محتاجه اطول عشان اثبت جدارتي ده انا وقعتك في حبي في شهرين مش هعرف اثبت جدارتي فيهم في الشغل! وبعدين بابا صاحب باباك والواسطة بتحكم بقى. 
_والله معاكِ حق, ما شاء الله اثبتِ جدارتك من أول يوم, انا همشي بقى عشان الحق الغدا, المهم كلمي باباكِ تاني عشان تاخدي ميعاد منه مش معقول اسبوعين مش فاضي يديني ميعاد.
_حاضر يلا سلام.
فضل باصص عليها لحد ما دخلت الحجر فابتسم واتحرك عشان يرجع البيت. 
-------------
وبليل في نفس اليوم..
اتجمع الكل على العشاء, من اكبر فرد في العيلة وهو حسن ابو مصطفى لأصغر فرد فيها وهو احمد ابن عمه,  تنحنح "حسن" وبعدين قال بصوت خشن:
_ عامل إيه في المزرعة يابشمهندس؟.
ابتسم "مصطفى" ورد:
_ عال يا بابا الأمور ماشية تمام متقلقش.
_ نقلق إيه بقى واحنا معانا مهندس شاطر زيك.
قالها عمه "علي" فابتسم له مصطفى ورد:
_ والله يا عمي انا نفسي كنت قلقان من المسؤولية, بس يعني مادام حضرتك شايف
كده يبقى انا مش هقلق تاني خلاص.
-واخبار الدكتورة إيه يا بن عمي.؟
قالتها سارة وهي تبتسم ابتسامة صفرا, فاتوتر "مصطفى" وهو بيسألها:
_ دكتورة إيه؟
ابتسمت بغيظ وجاوبته:
_ الدكتورة اللي شوفتك معاها من كذا يوم لما كانت تعبانه ورايح بيها المستوصف؟
تنحنح بتوتر وهو بيحاول  يقول كلام ميوقعوش في ورطة: 
_اه لا بقت كويسه.
- إيه الحكاية يا مصطفى؟
سأله "علي" فاجاب بهدوء:
-ابدًا دي دكتورة عندنا في المزرعة, جايه تدريب وتبقى بنت صاحب بابا, كانت تعبت فجأة فخدتها للمستوصف, بس بقت كويسة. 
_ مكانش حد غيرك في المزرعة ياخدها!
قالتها "سارة" بغيظ, فرد عليها متضايق من طريقتها وتدخلها:
_ لا يا سارة مكانش فيه, خلاص!
_ بتكلمها كده ليه يا مصطفى كلم بنت عمك عدل.
قالها "حسن" بعد ما حس بحدة "مصطفى" عليها قدام الكل, فرد عليه بشوية هدوء:
_ مقصدش يابابا مقولتش حاجه.
ومرت الأيام والكل عرف إن "مصطفى" عاوز يخطب "ندى" وفعلاً اتخطبوا, وطول فترة الخطوبة كانت "سارة" بتحاول توقع بينهم, وتقرب مصطفى منها, لكن كل محاولتها منفعتش. 
وعشان كده قررت تمشي في أخر طريق أمل لها... 
قعدت جنب أمها وهي بترتعش, المنظر قدامها مخيف, والدخان اللي مالي المكان مع الصوت العالي وشكل الناس الأغرب كان بيخوفها, جه دورها تدخل, فدخلت وهي ماسكة في أمها لأوضة غريبة, مليانة دخان وواحد قاعد في نص الأوضة ولابس لبس غريب. 
_ جايين عشان مصطفى ابن حسن النعماني مش كده.
انتفضت لما سمعت صوت الدجال بيتكلم وبتلقائية سألت أمها:
_ هو عرف منين؟
لكن اتخضت مرة تانية لما هو رد بصوت عالي:
_ بتسألي! انتِ متعرفنيش ولا إيه!؟
_ سامحها يا سيدنا الشيخ متقصدش عارفينك ياخويا وعارفين قدرتك.
قالتها أمها بخوف وهي بتخبطها في دراعها بمعنى تسكت, فسألها: 
_ جايين عاوزين إيه منه؟
كانت لسه أمها هترد, لكن أتكلم وقال:
_ هي اللي ترد..
بلعت "سارة" ريقها وقالتله بخوف:
_ مصطفى.. انا عوزاه يتجوزني وهو في بنت بيحبها عوزاها تبعد عني واحلو في عينه.
هز رأسه وقالها: 
_ يبقى تنفذي كل طلباتنا.. وبعدها يكونلك المراد
_ قول يا شيخنا واحنا هننفذ.
قالتها سهير فرد عليها: 
_ اول حاجة هعوز حاجه من اترها وعليها د مها.
شهقت "سارة" بصوت عالي وهي بتردد كلمته بصدمة:
_ ډمها!!
يتبع....
انا عوزاه يتجوزني وهو في بنت بيحبها عوزاها تبعد عني واحلو في عينه.
هز رأسه وقالها: 
_ يبقى تنفذي كل طلباتنا.. وبعدها يكونلك المراد
_ قول يا شيخنا واحنا هننفذ.
قالتها سهير فرد عليها: 
_ اول حاجة هعوز حاجه من اترها وعليها د مها.
شهقت "سارة" بصوت عالي وهي بتردد كلمته بصدمة:
_ ډمها!!
-------------------
بعد ما طلعوا من عنده, كانت لسه جملته وطلبه بيتردد في عقلها, وفجأة قالت لأمها:
-لأ, لأ مش هعمل كده... ده بيقولك د مها, اجيبه منين ده؟ وهيعمل بيه إيه؟ افرضي موتها! 
-انتِ مقولتيش له يموتها, انتِ قولتيله يبعدها عنه, وهو مش اهبل, يا بت بقولك واصل, هيعمل اللي عوزاه بالضبط.
رددت بقلق واضح:
-ما بلاش يا ماما, بلاش.
-بلاش! ماشي بلاش, بس انسي خالص إن مصطفى يكون ليكي, وأول عريس هيجيلك من هنا ورايح هوافق عليه, وابقى اسمع لكي نفس.
صرخت بها في غضب وقهر:
-انتِ بتصعبيها عليا ليه؟ 
ردت "سهير" بوضوح:
-مش بصعبها, بس مش هتقعدي مترهبنة على حس مصطفى وهو خلاص بقى لغيرك واتجوز, مفيش داعي ترفضي العرسان بعد كده.
بصيت لها شويه بسكوت وبعدين سألتها:
- انا عاوزه اعرف انتِ ليه صابرة عليا كل الفتره دي وانا برفض عرسان كتير بسبب مصطفى؟ عاوزه اعرف ليه ما قلتليش ولا مره سيبك من مصطفى وشوفي نصيبك فين؟ ولا في مرة قلتيلي إن عريس منهم احسن منه.
ردت عليها وقالت:
- عشان ولا عريس منهم كان احسن من مصطفى,  اولاً مصطفى ابن خالك يعني من دمنا واطمن عليكِ معاه, وتاني حاجه بقى مصطفى هو الولد الوحيد لابوه, يعني مستقبله متأمن لأن كل اللي عند خالك دلوقتي هيكون لمصطفى.
رفعت حاجبها وكأنها دلوقتي بس فهمت منطق امها:
- اه قلتيلي, مصطفى الولد الوحيد لخالي فهيورث كل حاجه, ورث خالي اللي انتم لحد الآن شاكين إنه كان حقكم فيه وإنه اخد ورث اكتر منكم في جدي,  فقلتي اعوض ده بأني اجوز بنتي لابنه, وفي الآخر هيبقى كل ده لينا برضو ما طلعناش بعيد.
-وحتى لو, ده عيب؟ ماهو خالك فعلاً خد ورث اكتر من حقه, وبعدين زي ما قولتلك من كل النواحي مصطفى مناسب ليكي, واحق بيكي, وما تنسيش ان ابوكِ ميت وما لكيش اخوات يعني انا لو مت من الصبح اطمن عليكِ مع مين؟ اكيد مع مصطفى مش مع راجل غريب ماعرفش عنه حاجه ولا نعرف اصله من فصله.
-انا مش عارفه افكر, مش عارفه المفروض اعمل إيه, بس ما ينفعش…. ما ينفعش امشي في طريق الدجل والشعوذة والهبل ده.
- طب ما تجربي, مش يمكن الهبل ده يجيب نتيجه! جربي هتخسري إيه؟ مش فاضل غير اسبوعين على فرحه, ودي آخر فرصة في ايدك, لو ما عرفتيش تعملي حاجه, خلاص يبقى زي ما قلتلك هو ضاع منك وأقرب عريس مناسب هيتقدملك مش هقبل انك ترفضيه.
وفضلت ليلة كاملة تفكر في كلام أمها وفي كل الحلول المتاحة قدامها, وفي الآخر قبلت! وكان مطلوب منها تفكر ازاي هتجيب حاجه عليها د م ندى عشان توديها للد جال. 
 وقدرت تعملها لما في يوم قررت تروح المزرعه وتقابل ندى بحجة انها من وقت للتاني بتروح تبص على المزرعه بما انها كمان دكتوره بيطري لكن مش حابه تشتغل, وهناك كانت مجهزه الخطه اللي هتقدر بيها توصل اللي هي عاوزاه…
-انتِ دكتوره جديده هنا؟
- لا مش جديده انا بقالي هنا 3 شهور.
 - اه انا فعلا اللي بقالي شوية ما جيتش المزرعه كان عندي شوية مشاغل, بالمناسبة صاحب المزرعه يبقى خالي, وبحب اجي من وقت للتاني كده  ابص عليها, وعلى فكره انا كمان دكتوره بيطري بس بصراحه مش حابه فكرة الشغل, بشوف إن الست ملهاش شغل ومرمطه لها تقعد في البيت وتكون هانم. 
ردت ندى على كلامها وهي بتوضح:
- بصي انا ما بشوفش الموضوع من ناحية إن الست تعمل لها كيان ولا تكون مجرد انها قاعده في البيت, ومش بانيه لها حياة مستقلة, انا بشوف الموضوع بطريقة تانيه, يعني هو مش قاعدة… في ستات بتقدر توازن بين شغلها بره و بيتها, في ستات مبتتحملش المجهود ده, وبيكون ضغط كبير عليها انها تشتغل وفي نفس الوقت تعمل واجباتها ناحية بيتها, يعني انا مثلا ده تدريب وبصراحه طاقتي ما تتحملش أن يكون ده شغل افضل فيه سنين أو حتى شهور, فاعتقد اني لما اتجوز احب جدًا اقعد في البيت, اهتم ببيتي وباولادي وزي ما قلتي ممرمطش نفسي بره, لأن انا ما عنديش الطاقه اللي تخليني اشتغل بره وفي نفس الوقت اهتمت ببيتي,  لكن في ستات تانيه شاطرة بتعرف تعمل ده.
واخدهم الكلام لفتره مش قليله لحد ما قررت ساره تنسحب قبل ما يجي مصطفى,  ما كانش عندها مشكله إن مصطفى يعرف إنها كانت موجوده لأنها طبيعي بتروح كل فترة, بس يمكن ما كانتش حابه تفضل عشان ما تشوفش نظراته ليها ولا طريقتهم مع بعض الاكيد مش هتتحملها,  قربت تسلم عليها وقالت:
- مبسوطه اني شوفتك, كنت زعلانه قوي اني معرفتش اشوفك يوم الخطوبه, أصل عمو كان تعبان وكان لازم اسافر عشان اشوفه.
 وطبعا الحقيقة انها ما حضرتش اليوم ده عشان ما كانتش هتقدر تحضر…
 وهي بتسلم عليها كانت لابسه خاتم له حرف من جوه هي عارفه كويس انه بيعور, وكان بقالها فترة طويلة مبتلبسوش عشان كده,  وفي غفلة من ندى كانت بتسلم عليها بقوه و بتسحب ايدها لورا وده خلى كف ايد ندى ينجرح جرح سطحي من حز الخاتم,
 وطبعًا بينت انها متوتره ومتفاجئه ازاي الخاتم عورها, وفي نفس الوقت في الايد التانيه كانت مجهزة منديل فضلت تمسح فيه ايد ندى وهي بتعتذر لها وتبرر لها انها  ما كانتش تقصد, وطبعا ندى صدقت انها ما كانتش تقصد! كده قدرت تجيب طلب الشيخ اللي طلبه منها.
 وفعلا تاني يوم خدت المنديل وراحت له وقالها انه في خلال اسبوع هيكون طلبها اتحقق…
 وهنا بنرجع لاحداثنا….
—---------
 طبعًا ساره ما كانتش مستوعبه ان فعلاً الدجال قدر يعمل اللي هي عاوزاه وان كلام أمها عنه طلع حقيقي لكنه حصل, وفعلًا انتهت الخطوبه بين مصطفى وندى بعد ما بعتت له كل حاجته ومسحت رقمه من على تليفونها وانتهت أي حاجه بتجمعها  بيه. 
 عدى شهر كامل على الأحداث والوضع مكانش عاجب ساره,  مصطفى مبيجيبش سيرة ندى لكن في نفس الوقت كأنه مش عايش معاهم, طول الوقت ساكت متضايق و متعصب, وان كان قبل كده لما كان بيشوفها كان بيقولها كلمه عاديه ما بقاش يقولها,  وما بقاش اصلاً يبصلها ولا كأنها موجودة, حتى لما هي بتبادر انها تقوله أي كلمه يرد عليها بالعافيه, وبرضو من غير ما يبصلها وده خلاها تقرر تروح  للدجال مرة تانية. 
 لكن المفاجأة أنها لما راحت له في المره التانية طلب بشكل صريح انها تدخله لوحدها من غير أمها.
 وبالفعل دخلت ساره له وبدأت تحكيله عن اللي جايه له بسببه:
- دلوقتي فعلا مصطفى بعد عن ندى, وخطوبتهم باظت لكن هو لسه مش شايفني بالعكس ده بقى بيتعمل معايا بطريقه اسوء من الاول.
 بصلها وقال بهدوء:
- عشان احنا عملنا عمل أنه يبعد عن خطيبته لكن معملناش عمل إنه يحبك او يشوفك.
 سألته بتوتر:
- هو احنا لازم نعمل عمل عشان يحبني؟ يعني مش ممكن يحبني عادي من غير ما نعمل حاجه تاني؟
 رد بسخريه واضحه:
- مكان حبك كل السنين اللي فاتت, الاه مشافكيش كل السنين دي هيجي يشوفك دلوقتي وهو طالع من علاقة حب فاشلة وما كملتش.
 -طب وإيه الحل؟ العمل ده هتحتاج له إيه؟
 وسمعت إجابته اللي قالها بكل وقاحه, وبطريقه فجه خلتها تنتفض مكانها وهي بتصرخ فيه:
- انتَ بتقول إيه؟ انتَ اتجننت؟ ازاي اصلًا تطلب مني حاجه زي كده!!؟
يتبع
الأخير...
هي ساعه واحده هنكون فيها سوا مقابل اني اعملك العمل اللي يخليه يحبك, ويتجوزك وما يشوفش غيرك كمان.
 هزت راسها كذا مرة وكأنها مش مستوعبه كلامه, هي اه فعلا كانت بتسمع ساعات عن حاجات شبه كده بتحصل في الاماكن دي,  بس على الاغلب كانت بتحصل والضحيه مش في وعيها, مش بيتطلب منها بكل بجاحه كده! وسألت نفسها سؤال يا ترى كل الناس اللي بيشكروا فيه وبيقولوا فيه اشعار بيقبلوا بكده؟ وهو اصلاً بيطلب منهم ولا هو بيعمل معاها كده هي بس؟
- وانتَ كل اللي بيجيلك بتساومهم على كده؟
 رد بكل برود وكأنها بتسأله عن حاله:
- اكيد مش كله انا مبرمرمش, بس اللي بتعجبني ما بتقولش لا, عشان عارفه كويس ان لأ دي مش بس هتخليني معملش لها اللي هي عاوزاه ده كمان هتخليني اؤذيها.
 بصيت له بعينين واسعه من الرعب اللي فعلاً اتمكن منها في اللحظة دي وسألته وقلبها بيدق زي الطبلة خايفة من الإجابه اللي هي اصلاً متوقعاها:
- يعني إيه؟ يعني انا لو رفضت مش بس مش هتعملي اللي انا عاوزاه! خلاص انا مش عاوزه اعمل حاجه, و وانسى اني جيتلك هنا اصلاً, اقولك حاجه لو عاوز تفك العمل اللي انتَ عملته الأولاني فكه, انا مش فارق معايا حاجه غير انك تشيلني من دماغك خالص وانا عمري ما هفكر اجي هنا تاني.
ضحكة سخيفة خرجت منه قبل ما يقول بملامح كلها شر:
- انتِ من ساعه ما جيتي وانتِ مش واثقه فيا, ومش مصدقه اني ممكن اقدر اعمل حاجه, هعذرك عشان انتِ ما تعرفيش انا واصل لحد فين, ومسخر مين عشان يساعدهم, بس لازم تعرفيه وتكوني متأكده منه اني ما بحبش حد يقولي على حاجه لأ, بزعل ولما بزعل ببقى وحش قوي.
 وخرجت عن شعورها من كتر الضغط اللي حاسه بيه وهي بتصرخ فيه:
- انتَ انسان حقير وقليل الأدب وانتَ لو ما بعدتش عني هوديك في ستين داهيه, هبلغ عنك وهخليهم  يحبسوك, ودي حاجه مش صعبه الحكومه ما بتصدق تشم خبر عن الدجل والقرف اللي انتم بتعملوه ده, حتى لو عرفت تخفي نفسك هيفضلوا يدوروا وراك لحد ما يجبوك ما دام عرفوا اسمك ومكانك.
 واخدت نفسها وخرجت من عنده وهي مش طايقه تكلم حد ولا ترد حتى على امها اللي قعدت تسألها هي رايحه فين؟
 وقبل أمها ما تخرج كانت الست اللي هناك بتقولها ان الدجال عاوزها ضروري
 فاضطرت تدخله تاني عشان بعد شويه يناولها حاجه صغيره وشكلها غريب ويقولها:
- دي تحطيها في هدوم بنتك بس من غير ما هي تاخد بالها,  شرط العمل ده عشان يتم وما يفسدش ان ما حدش يعرف اي حاجه عنه حتى بنتك نفسها ويفضل ما بيني وما بينك بس.
- وهو ده عشان إيه؟
- عشان مصطفى يشوف بنتك ويحبها وما يشوفش ست غيرها.
- امال لما انتَ اديتني ده امال اديتي بنتي إيه؟
 ابتسم ابتسامه فيها كل الخبث:
- ما اديتهاش حاجه لان زي ما قلتلك العمل ده بالذات ما ينفعش الطرفين يعرفوا حاجه عنه لا بنتك ولا هو.
 وصدقته وفعلا قدرت انها تحط الشيء ده في هدوم بنتها من غير ما هي تعرف.
والمشكلة الأكبر إنها لما حبت تسألها ليه خرجت جري من عنده, صرخت فيها وقالتلها انها متجبش سيرته تاني وسكتت! 
—----------- 
 سبع ايام تانيين عدوا وبعدهم اتشقلب الحال تماما….
 صريخ وتعب ووجع وحاله غريبه كانت ساره فيها, محدش فاهم لها تفسير,  شهر كامل على الحالة دي وما بين دكاترة ومستشفيات مكنش في أي حد عارف يفسر فين مصدر تعبها اللي خلاها مش عارفه تنام... مش قادره تاكل.. حتى الكلام بقى تقيل على لسانها والحركة بقت ضعيفة..!
 والبيت كله في حاله ذهول من اللي بيحصل معاها, وحزن عليها انهم مش عارفين يلاقوا ليها حل.
وبعد الشهر بتدخل في غيبوبة مفاجئة بتزود من حيرة الدكاترة اللي بيتابعوا حالتها واللي بيقرروا يحجزوها في العناية المركزة.
 عشان تقعد على الحال ده اربع شهور كاملين حيويًا مفيش أي سبب للغيبوبة! وفي نفس الوقت مفيش أي مبشرات للإفاقة منها...
 لحد في يوم بيقترح راجل قريبهم انهم يجيبوا شيخ معروف يحاول يرقيها ويقرأ عليها شوية قران, يمكن يساعد في حالتها شويه والشخص ده قالهم ان الشيخ ده كمان بيعرف اذا كان الوضع اللي هي فيه ده بسبب عمل أو مس ولا لا..
 وفعلا بيجي الشيخ كل يوم لمده أسبوع  كامل يفضل معاها ساعة كاملة في اليوم يقرأ قرأن وحاجات تانيه هو عارفها, عشان بعد الأسبوع  ده تبدأ هي تفوق من الغيبوبة وبعد افاقتها من الغيبوبه بيوم واحد بس بترجع طبيعيه تماما!!! وكأنها مكانش فيها أي تعب!!!
 ودي حالة كانت مسببه صدمه لكل الدكاترة اللي موجودين في المستشفى اللي فهموا بعد كده واللي سمعوه من الشيخ ان كان الحالة اللي هي فيها بسبب سحر أسود!!  اتعمل لها, وهو قدر انه يفكه في خلال الاسبوع اللي قعدوا معاها.
 يومين وكانت اتعافت تمامًا ورجعت البيت وبقت كويسه جسديًا لكن نفسيًا متدمره لأقصى درجة, اللي عدت بيه مكانش سهل ابدا انها تنساه او حتى تتقبله. 
 وفي يوم طلبت من مصطفى انها تتكلم معاه عشان تفاجئه بأنها صارحته بكل الحقيقة, وانها كانت السبب في انه يسيب ندى قبل الفرح...
- انتِ!!! مش مصدق اللي بسمعه منك, انتِ تعملي كده يا ساره؟ بعيد عن انك  واحده متعلمه المفروض اصلاً متلجأش للأساليب الرخيصة دي, ازاي اصلًا جه في بالك انك تاذيني للدرجه دي؟  يعني انتِ مفكرتيش للحظه ان ممكن العمل اللي انتِ عاملاه ده يتقلب بحاجه اسوأ وتأذيني فعلاً؟ طب مجاش في بالك اني عاوز البني ادمه دي واخترتها وانك باللي بتعمليه ده بتوجعي قلبي وبرضو بتأذيني!  ازاي قدرتي تعملي كده وازاي عمتي طاوعتك في الموضوع ده؟؟؟ انا دماغي مش مستوعبه ابدا اللي بسمعه منك,  كنت حاسس بنفسي حاسس ان في حاجه غلط بس مش قادره اوصل لها, حتى لو كنت وصلت لها عمري ما كنت هتخيل انها تيجي منك انتِ.
 ومن وسط عياطها كانت بتقول بندم حقيقي:
- اسفه يا مصطفى, وعارفه ان كلمه اسفه مش هتعملك حاجه بس يا ريت نقدر ارجع بالزمن ومعملش اللي عملته... والله العظيم انا ما كنت عاوزه  اعمل كده وعمري مكان هيجي الموضوع ده في بالي,  بس ماما الله يسامحها هي اللي دخلت الفكره في راسي,  وانا كان كل همي انك ما تضيعش مني,  عارفه ان كل اللي بقوله ده مش مبرر وكلام فاضي بس انا مش في ايدي حاجه اعملها دلوقتي,  انا بس قلتلك لسببين,  اول حاجه انا عاوزه اريح ضميري من ناحيتك بان انا على الاقل عرفتك الحقيقه وما سبتكش في الأذى طول عمرك,  تاني حاجه عشان تشوف الشيخ اللي جابوه ليا وتخليه يفكلك العمل ده يمكن يكون ليك فرصه مع ندى وترجعوا لبعض,  وانا مستعده اروح لها واحكي لها على كل حاجه,  انا عندي استعداد اعمل اي حاجه بس تسامحني,  انتَ مش متخيل اللي انا فيه,  تخيل الأذى النفسي اللي جوايا,  مبقتش عاوزه منك حاجه يا مصطفى ولا من أي حد غيرك, الفترة اللي انا عديت بيها كفيله تخليني مش عاوزه أي حاجه من الدنيا كلها,  ولا هقدر ادخل أي تجربه دلوقتي ولا بعدين,  فانا اسفه,  وان كان كلمه اسفه مش هتشفي غليلك فيا, فاعتقد ان اللي حصلي طول الخمس شهور اللي فاتوا ممكن يحسسك ان ربنا جاب حقك وخلصه مني.
—-------------- 
وفعلا قدر الشيخ انه يفك العمل اللي كان الدجال عمله لمصطفى,  وراحت ساره لندى وحكت لها على كل حاجه,  ورغم ان ندى مش من الناس اللي بتصدق قوي في موضوع الأعمال و مش بتثق في النقطه دي بالذات,  لكنها مؤمنه ان العالم ده موجود,  وان فعلا في ناس كتير قوي بتتأذي منه,  وعشان كده قررت تدي مصطفى فرصه تانيه… 
 بعد سنه….
 كان يوم فرحهم وندى ومصطفى قاعدين في الكوشه فسألته بفضول ما قدرتش تمنعه:
- هي عمتك وبنتها ما جوش؟
 رد عليها بهدوء:
- لا,  انتِ عارفه ان بابا واخد منها موقف جامد من وقت اللي حصل والعلاقه ما بينا وما بينهم بقت يدوب على الهامش,  وعشان كده بابا اخد لهم شقه بعيد عن  بيت العيلة, لأن التعامل على أي حال كان هيكون صعب انا مش قادر انسى اللي هم عملوه, وبابا برضو جواه حته متضايقه ومش صافيه للي حصل.
 سكتت وسكت شويه وبعدين بص لها بابتسامه وقال:
- إنما ايه القمر ده,  لا بس الصرف باين ما شاء الله.
 بصيت له بعين واسعه من صدمة كلمته ورددت:
- صرف؟ يعني الحلاوة اللي انا فيها دلوقتي من الصرف مش عشان انا حلوه!
 ضحك ضحكه صغيره وهو بيقول:
-  لا طبعا حلاوتك مغطيه يا عم.
-عم!  مصطفى اسكت خالص لحد اخر الفرح,  لاما هتكون تاني مره الفرح يتفشكل والمرة دي هتكون بسببك انتَ.
 ضحك وبعد شويه لقت نفسها بتضحك معاه وبصوا لبعض وكأنهم مش مصدقين إن بعد اللي عدوا بيه قاعدين جنب بعض في اللحظه دي في مكان بيشهد على بدايه جديده وحياه جديده ليهم.
 لكن على أي حال قدر الله غالب! والنصيب محدش يقدر يمنعه! والبشر كلهم لو اجتمعوا انهم يؤذوك بحاجه ربنا مش أذن انها تأذيك, مش هيقدروا يعملوا حاجه, ولو اجتمعوا انهم يؤذوك وفعلا قدروا يعملوا ده فده بيكون اختبار  من ربنا... له حكمه فيه ودرس لازم نتعلمه حتى وان كانت الحكمة مش ظاهره, ومقدرتش تفهمها لكن مليون في الميه هتقدر تفهم الدرس.
 وإيه هي الحياة غير شوية اختبارات... بننجح ....ونسقط ...والحياة مستمرة!!!!
انتهت......

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات