رواية الطفلة والوحش يزن وارين كاملة جميع الفصول

رواية الطفلة والوحش يزن وارين للكاتبة نوره السنباطي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية الطفلة والوحش، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية الطفلة والوحش يزن وارين كاملة جميع الفصول

رواية الطفلة والوحش من الفصل الاول للاخير بقلم نوره السنباطي

في مكان بعيد عن الانظار 
بخوف ـ ار*حمني يا باشا والله غصب عني هددوني ب عيلتي 
ـ امممم ار*حمني ههههه هو اللي بعتك معرفكش مين هو الو*حش ولا اي 
ببكاء ـ انا اسف ابوس ايدك ارحمني وحيات اغلي حاجه في حياتك 
رفع المسد*س في وشه وقال ببرود ـ مع السلامة، وثانية وكانت الرصا*صه تخ*ترق منت*صف رأ*سه وقع صر*يع المو*ت
الحارس بطاعة ـ تأمرني بحاجه يا زعيم 
بخبث ـ خد الحيو*ان ده وابعته علي بيت نادر الهواري مع رساله مني اني بسلم عليه ويريت تحط الجثة في غرفه بنت من بناته 
الحارس بصدمة ـ ايه 
نظر له بسرعه وقال بابتسامة شيطانيه ـ عندك اعتراض 
الحارس بخوف ـ ابدا تحت امرك يا فندم وذهب ليفعل ما امره به هذا الوحش 
غمم بشرود ـ اما نشوف اخرتها يا بن الهواري ومشي ركب سيارته الفارهه وخلفه جيش من الحرس 
(يزن احمد الصياد عندة 29 سنه صاحب اكبر شركات الصياد چروب للاستراد والتصدير يعرف ب الوحش لقسوته حتي علي عائلته لا ير*
حم ابدا مين ما كان يعتبر القتل عنده كشرب الماء ليس بسادي لكنه وحش بكل ما تحملة الكلمة لا يعترف بالحب ابدا ويسميه بتفاهات لعينه للصغار يخاف منه الجميع الكبير قبل الصغير والجميع يعمل له الف والف حساب مفتول العضلات بكثره عيونه مذيج من اللون الاخضر والازرق ورثها من والدته وشعرة اسود فحمي طويل طولة 190 سم )
في مكان اخر 
ببراءة  ـ واااو المكان ده حلو اوي 
كانت تنظر إلي ذالك القصر الاسود الكبير بنبهار شديد وهي تمعن النظر فيه فقد كان كقصر الملوك نظرت إلي الحديقه المليئه بجميع انواع الزهور وتلك النافروة الكبيره في مواجهه البوابه الحديديه امام القصر وقفت خلف الباب وهيا تمسك بالقضبان وتدخل راسها الصغير به وتنظر إلي الحديقه بأعين متسعه من الانبهار الشديد 
آرين بطفوله وتزمر ـ لو كنت طويله شويه كنت فتحت الباب ده 
نظرت حولها وهي بتدور علي حاجه شافت شي و جات في بالها فكره 
آرين بسعادة ـ والله انا عبقرية وذهبت ب اتجاه تلك الشجره الكبيره وتسلقت عليها كالقرد في ارتفاع لا باس به ونطت من علي الشجرة إلي اعلي السور ولكن انزلقت قدمها لتقع فورا داخل الحديقه 
وهنا تدخل إلي عالم لا تعلم متي ستخرج منه هه ومن سيسمح لها بالخروج 
( آرين عز المحمدي فتاه بها براءة الدنيا كلها لا تعرف شي للاذيه لا تعلم اي شي عن الحياه قصيرة جدا فهي طفلة بكل ما تحملة الكلمه لكن عزيزي القارئ عندما تريد شي شوف تحصل عليه ولو كان التمن حياتها عنيدة جدا جدا وتخاف بسرعة ايضا قوامها ممشوق وشعرها بني فاتح طويل جدا جدا وعيونها مثل لون شعرها ووجهها الابيض يغطي وجنتبها بعض النمش مما ذادها جماا فوق جمالها الرباني عندها تسعة عشر عاما وطولها 159 سم )
---
القصر الأسود
يقف القصر شامخًا في قلب تلة عالية، كأنما اقتُطع من عتمة الليل وصُنع حجرًا فوق حجر. لونه الأسود ليس عاديًا، بل أسود فاحم لامع، كأن الجدران صُنعت من الأونيكس أو الرخام البركاني المصقول. تصميمه يجمع بين الطراز العصري ولمسة كلاسيكية مهيبة، تعلوه نوافذ ضخمة بإطارات معدنية داكنة تنعكس عليها أضواء الغروب وكأنها عيون تراقب كل من يقترب.
الحديقة المحيطة به واسعة جدًا، تحيط بالقصر من كل جانب كأنها سور من الجمال الطبيعي. الأشجار طويلة، مصفوفة كأنها جنود حراسة. الأزهار موزعة بتناسق تام: زهور بيضاء وسوداء متجاورة، كأنها لوحة شطرنج حية. في الوسط، نافورة رخامية سوداء يتدفق منها ماء نقي ببرودة ليلية، تصدر صوتًا ناعمًا يُشبه همس الأرواح.
الممر المؤدي إلى باب القصر مفروش بحجر رمادي داكن، وعلى جانبيه فوانيس حديدية صغيرة تضيء ليلًا بضوء خافت دافئ، يعطي للمكان هالة أسطورية.
واجهة القصر ضخمة، بابها الرئيسي شاهق، مصنوع من الحديد الأسود الثقيل، مزخرف بتصميم عربي متداخل، يقف في المنتصف كأنه بوابة لعالمٍ مختلف، عالم لا يُشبه الخارج
---
في قلب الحديقة...
كانت آرين واقعة على الأرض بعد ما رجليها انزلقت وهي بتنط من فوق السور، هدومها اتغبرت، وكوعها اتخبط، بس رغم الألم... ضحكت.
ـ وقعت... بس دخلت!
قعدت تمسح على كوعها وهي بتبص حواليها بانبهار، بس فجأة... سكون الحديقة اتكسر بصوت خطوات تقيلة... خطوات رجولية هادية، لكن كل واحدة فيهم بتُرعب الهواء.
رفعت عينيها ببطء... وشافته.
يزن الصياد.
واقف قدامها بكامل هيبته. جاكيت أسود، شعره متسرّح بعشوائية راقية، عيونه النادرة الهادية اللي بتخوف الكبار سكنت في عيونها، وبصوت منخفض خشن قال:
ـ مين اللي دخل حديقتي؟
آرين بصوت ناعم، بريء:
ـ أنا آسفة... بس المكان حلو قوي، ومعرفتش أقاوم!
سكت.
كان المفروض يزعق.
كان المفروض ينده على الحراس.
كان المفروض يخوّفها.
بس لقى نفسه... بيتقرب منها.
قرب.
أقرب من المفروض.
ولما شاف الدم على كوعها، سأل بصوت خرج غصب عنه حنون:
ـ اتخبطتي؟
آرين رفعت كوعها وقالت بحزن طفولي:
ـ أيوه... وقعت وواجعني، بس أنا شجاعة!
يزن انحنى.
إيده، اللي اتعوّدت تشيل مسدس... مدّها ولمس كوعها بلطف.
لمسة كانت أول لمسة حقيقية فيها "حنيّة" من سنين.
هو نفسه اتفاجئ.
هو أنا بعمل إيه؟!
ده السؤال اللي لف في عقله.
بس صوته خرج هادي جدًا وهو بيقول:
ـ تعالي... ندخل جوه أضمّدلك الجرح.
آرين رفعت عينيها ليه، عيونها فيها دموع خفيفة من الوجع، بس ضحكت وقالت:
ـ هو انت الأمير بتاع القصر؟
ولا أنت الساحر الشرير؟!
يزن ضحك.
ضحكة نادرة، طالعة من مكان هو ناسيه جوه قلبه.
وقال:
ـ وأنا مش عارف... بس أول مرة حد يسألني كده.
في اللحظة دي، عرف يزن الصياد... إن في حاجة اتكسرت جواه.
بس الأغرب؟
إنه مش زعلان... هو مستغرب.
مستغرب من إحساس دافي بيصحى فيه... بسبب بنت غريبة، دخيلة، صغيرة...
بس عندها حاجة... خلت قلب "الوحش" يرتبك.
ومع أول خطوة أخدها ناحيتها... اتحركت القصة ......
كانت إيدها الصغيرة جوه كفه الكبير، بتترعش شوية من التوتر، لكنه كان ماسكها كإنها كنز ضايع لقاها بعد سنين.
بصّ لها بهدوء، وصوته طالع لأول مرة ناعم كأن قلبه بيهمس:
ـ اسمك إيه؟
بصّت له بخجل، عيونها بتهرب منه بس صوتها خرج هادي:
ـ آرين.
كرّر الاسم بهمس:
ـ آرين…
سرح لحظة، الاسم دافي، مش شبه أي حد… فيه حاجة شدته، حس إنه محتاج يعرف أكتر، فشدها تقرب وقال:
ـ وعيلتك؟ فين أهلك؟
صمت لحظة، وبعدين ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت:
ـ كلهم ماتوا… والراجل اللي كنت ساكنة عنده طردني، بقاله كام يوم، وأنا بقالي أسبوع بنام في الشارع.
شَهَق داخليًا، وعيونه لمعت لحظة… الغضب ولع جواه، بس بص لها بسرعة، ودارى تعابير وشه،
خايف لا ترتعب منه…
هو؟ بيخاف يرعبها؟!
مش هو اللي بيخوف الكبار قبل الصغيرين؟
فيه إيه؟ إيه اللي حصل له؟!
ـ عندك كام سنة؟
ـ تسعتاشر.
**تسعتاشر؟!
ـ إيه؟!!
قالها بصوت مصدوم، وهو بيبص لها من فوق لتحت تاني…
هو طول الوقت فكرها طفلة!
ابتسم من غير ما يقصد، وغمغم:
ـ طفلة صغيرة بتغير الدنيا حواليها…!**
سألها، وصوته كان لأول مرة دافي ومليان نية مش مفهومة:
ـ تحبي تعيشي معايا؟
هي فتحِت عينيها بدهشة:
ـ فين؟
ابتسم وشاور على القصر وراه:
ـ هنا.
صرخت فرحة زي العيال اللي شافوا ملاهي لأول مرة:
ـ الله!!! أنا هعيش هنا؟!! في القصر ده؟!
ده شبه قصر الأميرة آريل!
أنا دايمًا كنت بحبها، أصلها طيبة و… و… بتحب البحر! و… وبتغني كمان!
أنا كنت دايمًا أتخيل إني…!
ضحك. ضحكة حقيقية.
ضحكة ما يعرفش عنها حاجة.
ضحكته خرجت وهو مش قادر يوقفها،
ضحك على عفويتها، على كلامها، على الطفولة اللي ماشية وبتتنطط قدامه…
ـ أيوه، تعالي.
لف وبدأ يمشي، وهي ماشية وراه وهي بتزغرد فرح،
بس وقفت فجأة، وسألته بسذاجة حلوة:
ـ طيب… عيلتك… هي هتوافق إني أعيش معاك هنا؟!
تجمد مكانه.
اتلفت لها، وصوته اتحوّل في لحظة: جامد، وبارد، وكأنه أعلن قانون جديد:
ـ محدش يقدر يعترض على كلامي، مين ما كان.
واللي مش عاجبه… الباب يفوت جمل.
شدها من إيدها، بهدوء وصرامة.
وهي ماشية جنبه، فرق الطول بينهم واضح جدًا،
زي أميرة صغيرة ماشية جنب وحش أسطوري، بس الوحش ده… حاميها.
الحرس كانوا واقفين على الجانبين،
كلهم بيبصوله بنظرات مش مصدقين!
ده مش الزعيم اللي يعرفوه… ده إنسان تاني.
بس فجأة… فجأة كل شيء اتغير.
صوت ضر*ب نا*ر دوّى في المكان،
قوي، سريع، قريب جدًا!
يزن وقف مرة واحدة، وزقّها بكل قوته و…
حااااااااااوطها بجسمه!!!
ضمها في حضنه، جسمه كله قدامها كدرع.
هي اتجمدت، بس كانت سامعة ضربات قلبه…
مش عادية.
سريعة، ومتوترة.
كان… خايف!
الوحش… خااايف!!
بص حواليه بسرعة، عيونه ولعت،
صوتُه طلع وهو بيزعق للحرس:
ـ اقفلوا البوابات فورًا!!
فتّشوا المكان كله!!
أنا عايز اللي ضرب الرصاصة دي… حيّ!
بس وهو بيزعق، إيده كانت لسه على راسها…
بيطمنها…
كان بيحاول يخبي خوفه،
مش على نفسه…
على آرين.
---
كان الحرس بينفذوا أوامره بسرعة، سحب إيده من على شعرها بلطف وبصّ ليها…
لكن أول ما شاف وشها الأبيض وهو بيتحول لشاحب أكتر…
شهق بقوة، عينه وسعت، وصوته خرج مهزوز:
ـ آرين!!
آرين فوقي! متسكتيش كده!
لكنها ما ردتش…
وقعت في حضنه زي ورقة دبلانة،
رأسها اتكأت على صدره، وإيديها متدلية بدون حراك.
رفعها فورًا بين ذراعيه،
وكأن قلبه بيجري أسرع من رجله،
دخل القصر وهو بيصرخ في الحارس:
ـ ناديلي دكتووورة!
 تكون ست… دكتورة ست! سمعت؟!
صوته كان بيزلزل المكان،
لكن ملامحه كلها خوف…
هو يزن؟ اللي قلبه حجر؟ قلقان؟
فتح باب القصر برجله من كتر التوتر،
والكل كان واقف كأنهم تماثيل،
عيلة كاملة متجمدة من الصدمة.
مين دي؟
والأهم… ليه شايلها كده؟!
أول صوت اخترق الصمت، كان صوت "ماري" بنت عمه أيمن، بصوت عالي ومتعجرف:
ـ مين دي يا يزن؟!
ما بصّش ليها حتى.
ما ردش.
كان شايف بس "آرين" في حضنه،
راسه مشغولة بسؤال واحد: هي كويسة؟ ولا…
وصل لأقرب كنبة، وحطها عليها برفق، ل،
وقعد قدامها، بيبص لملامحها بنظرات أول مرة حد يشوفها على وشه.
بس ملامحه اتبدلت في ثانية،
اتحولت من قلق… لغضب نار،
صرخ فجأة:
ـ فييييييين الزفته دي؟!
فين الدكتووووورة؟!
بعد دقيقتين، جت الدكتورة تجري،
ولما شافته، وهي واقفه قدامه، كانت على وشك الإغماء هي كمان من الرعب.
بدأت تكشف عليها بإيدين بترتعش، وهو واقف زي الأسد الحارس، عينه مش بتسيب آرين لحظة.
ـ ها؟!
قلّيلي بسرعة، مالها؟
فيها إيه؟!
قالتها بصوت ضعيف وهي بتبعد إيديها من على نبضها:
ـ ما تقلقش يا فندم…
البنت أغمي عليها من الخوف بس،
ونبضها بدأ يستقر دلوقتي…
سكتت لحظة، وبصت له بخوف:
ـ بس… جسمها ضعيف جدًا، ومحتاجة أكل منتظم وسوائل…
أنا كتبتلها على محلول تركيبة كاملة، تاخده وان شاء الله هتكون بخير 
وبلاش أي توتر عليها…
 عينه كانت متسمرة على ملامح آرين وهي نايمة.
لما خلصت، قالت:
ـ لو في أي طارئ، كلموني… عن إذنكم.
مشيت وهي بتكاد تجري.
أما هو… فضل واقف،
وبعدين قعد جنبها، ومد إيده على شعرها،
وكان بيمسح عليه بلطف… بلطف ما يشبههوش.
غمغم بصوت بالكاد يُسمع:
ـ إيه اللي بتعمليه فيا يا بت؟
أنا…
أنا الوحش…
بس انتِ؟!
سكت شويه وقال 
مش عارف مش عارف اي 
نده علي الخادمه وقالها جهزي جناح ل آرين بسرعه اومات الخادمة بطاعه ومشت بسرعه تنفذ اوامرة 
مين دي يا يزن ..؟ 
يزن ببرود آرين ومن يوم ورايح هتعيش معانا هنا في القصر 
ماري بصدمة وهيا بتبص عليها بقرف نععم الجربوعة دي هتعيش معانا في القصر ده مستحيل 
مااااااري 
نطق بقا يزن بغضب وقال متنسيش نفسك انتي بتتكلمي مع مين والقصر ده ملكي انا وانا اللي اوامري تمشي هنا مش انتي فاااهمه ولا لا 
انتفضت بخوف منه وقالت بتلعثم اا..م..ش.مش قصدي حاجه 
انتهي النقاش آرين هتعيش معانا هنا ونظر إلي ماري نظره تحذيرية وعايز اعرف بس انو في حد ضايقها وقتها متلومونيش علي اللي حيحصل 
اوما الجميع بخوف 
(البارت الجاي هعرفكم علي عيله الوحش 😉)
جه اتصال ل يزن رد عليه وبعد ثواني معالم وشه كلها اتحولت ل 180 والكل كان بيتابع برعب 
نص ساعه وجاي محدش يقرب منه فااهم لو شوفت فيه خدس هق*طع رؤو*سكم كلها وقفل الخط وشال آرين وحطها في غرفتها وقال ليهم لما تصحي كلموني والقي عليها نظره اخيره وعاد إلي ذالك الوحش المرعب 
يتبع ....
قبل منبدا تعالو اعرفكم علي عيله الوحش 
نادين الصياد اخت يزن الصياد في كليه طب عندها 22 وعشرين سنه طيبه جدا وحنونه
ريڤان الصياد شاب مثل ملامح اخيه لكنه عكسه تماما مرح جدا وبيحب الضحك والهزار وهو توأم نادين 
ايمن الصياد عم يزن الكبير يزن بيحترمه جدا رجل حكيم وطيب عنده ماري ولؤي 
ماري الصياد بنت متعجرفه شايفه نفسها اجمل من الكل بتحب يزن عندها 23 سنه وبتشتغل معاه في الشركة 
لؤي الصياد شاب فاسد بس بيحب عيلته جدا اتجه للمخدرات والطريق ده بسبب حبه لبنت وخانته قبل كده 
لينا محمد الصياد عندها 21 سنه فتاه ذكيه جدا وجميله وحنونه الكل بيرتاح لما بيتكلم معاها خرسه زمايلها بيسموها الملاك الصامت 
ندي محمد الصياد اخت لينا الكبيره عندها 26 سنه متجوزتش لحد دلوقتي رافضه فكره الجواز تماما شغاله نائب مدير مجلس ادارة في شركه الصياد مرحه جدا
ليليان رؤوف الصياد البنت الوحيدة ل رؤوف الصياد عندها 18 سنه والدتها اتوفت لما كانت بتولدها مدلله ابيها طيبه وطفوليه جدا 
مرفت دويدار والده يزن ست طيبه وحنونه جدا وتحت اسرتها عندها 55 سنه 
محمد الصياد عم يزن الوسطاني عنده 42 سنه 
رؤوف الصياد الاخ الصغير عنده 40 سنه  
فهد محمد الصياد مخابرات عامه عنده 25 سنه 
رعد أيمن االصياد في نفس عمر فهد  مخابرات عامه برضو 
الباقي هنتعرف عليه بعض عشان زهقت 😂
---
كان الجو في القصر هادي… هدوء مريب،
بس الوحش… خرج،
خرج وملامحه سودة أكتر من الليل نفسه.
ركب عربيته السوداء الفارهة، أبوابها تقفلت بخبطة كأنها بتختم على غضب جاي من الجحيم،
وراها؟
جيش.
جيش من العربيات، كلها حرس مدجج بالسلاح،
الشارع نفسه وقف يتفرج… على موكب الرعب.
نص ساعة…
والوقت بيعدي ببطء،
حد ما وقف قدام مبنى مهجور
عليه تراب سنين
وزجاج مكسور
وشباك بيصرخ من الصدى.
نزل، مشيته تقيلة… تقيلة كأنها بتدوس على أعناق،
دخل المخزن،
وفي الداخل؟
كان فيه راجل متكتف،
بيصرخ…
صوت سلاسل بتترنح،
وصدى بيخبط في الجدران،
لكن أول ما سمع صوت خطوات يزن؟
صوت الحذاء الجلدي الفخم؟
صوت بينقط تهديد؟
ـ م… م… مين؟!
ضحكة طلعت…
ضحكة ما تتوصفش،
ضحكة ممكن تتكتب في كتب الرعب،
ظهر يزن من الضلمة… وقال بصوته اللي بيشق النفوس:
ـ جح*يمك… بدأ دلوقتي.
قرب،
عينيه بتلمع شر،
بس ماسك نفسه،
مش عشان بيرحمه… لا،
عشان عايز الكلام،
عايز يعرف مين اللي اتجرأ يبعث حد يهجم على قصره،
ـ سؤال واحد…
مين اللي بعتك؟
وجالك قلب تهجم على قصر يزن الصياد؟
أنت فاكرني لعبة؟!
الراجل بيتنفض،
لسانه مربوط،
عينيه بتدمع،
لكن صامد… ثواني،
** يزن غمض عينه بعصبية
وفتحها…
وهنا شهق الراجل،
شهقة قلبه وقع فيها،
عيون يزن… بقت سودا تمامًا،
كأن جهنم سكنت فيها.
وبدأ…
ضر*ب…
عن*ف…
ركلا*ت وصر*خات…
ولا صوت اتنفس حواليهم،
الكل ساكت،
كلهم عارفين إن اللي بيحصل ده… غضب الوحش.
بعد شوية، ساب الجثة اللي قدامه،
كان الراجل مغمي عليه،
صرخ:
ـ فوّقوووووووه!
رشة مياه باردة،
رجّعته من الغيبوبة،
قام يبكي،
جسمه كله بيرتعش…
وهو بيبص ليزن كأنه شاف الموت بعينه.
ـ هقولك… هقولك على كل حاجة… بالله عليك كفاية!
سحب يزن كرسي، وقعد قدامه،
ابتسامة شيطانية مرسومة على شفايفه:
ـ أنا سامعك…
---
نروح دلوقتي مكان تاني…
أول مرة نزوره،
سكن بسيط،
جدرانه متهالكة،
وسمعنا صوت خناقة…
صوت راجل بيزعق جوه المكتب:
ـ يعني إيه طردتها؟!
طفلة!
طفلة وبتنام في الشارع؟!
أنت مجنون؟!
راجل أصلع، صاحب السكن، بيرد وهو بينفخ سيجارته:
ـ اتأخرت في الإيجار…
وإحنا مش دار أيتام هنا!
ـ دي كانت لوحدها يا كلب!
دي أضعف من إنها تقاوم ذبابة،
إزاي تعمل فيها كده؟!
ـ أنا حر!
شقتي وفلوسي…
وبعدين إنت جايلي كده متأخر ليه؟
أصلاً إنت مين؟
وإيه دخلك؟!
الراجل سكت لحظة…
وبعدين ابتسم…
ابتسامة مرعبة،
ورجع شعره الأسود اللي كان مغطي وشه، وبص له بعيون جامدة وقال:
ـ أنا…
أنا اللي هحرق المكان ده فوق دماغك
لو قربت من أي بنت تاني!
عيون صاحب السكن وسعت،
وشه شحب،
صوته خرج مبحوح:
اا..انت مين 
الراجل ما ردش…
بس خرج من المكتب وهو بيطقطق صوابعه،
دقائق وكان السكان اللي في السكن كلهم طلعو ومحدش فاهم حاجه الرجالة اللي كانت مع الراجل بدا يكبو بنزيم علي السكن بغزارة كبيره وبعد مخلصو راحو وقفو ورا القائد بتاعهم ابتسم الرجل  بمكر وولع عود كبريت ورماه علي السكن ثواني معدودة واشتعل السكن باكمله تحت صراخ ذالك الرجل صاحب السكن وبكاؤة هه وندمة 
وبعده مشي  والحراس اللي واقفه وراه، 
وطلع تلفونة واتصل علي حد وقاله حصل اللي انت عاوزه يزعيم 
وقفل 
استوب 
( عز الدين الراوي صديق يزن الوحيد منذ الطفولة مثل صديقة بالظبط لا يرحم ونفس النظرة تجاه الحب عيونه لونه اسود مثل شعره طولة 188 عندة 29 سنه )
في قصر يزن الصياد،
كان الهدوء الظاهري بيغطي نار كبيرة تحت الرماد…
غرفة الليفنج كانت مجمّعة العيلة كلها بعد اللي حصل.
ماري، قاعدة على طرف الكنبة،
عيونها كلها شر،
شفايفها مقطّبة،
وإيدها بتكاد تمسك الفازة وترميها من الغيظ:
ـ "يعني إيه جابها؟! يعني إيه شالها كده قدامنا؟!
وإحنا ولا كأننا موجودين؟!"
قعدت تخبط رجلها على الأرض بتوتر:
ـ "هي مين دي أصلاً؟
دي فقيرة… لبسها مقطع،
وشكلها زي الجربوعة اللي طالعة من فيلم كارتون قديم!"
رفعت صوتها أكتر وقالت بسخرية:
ـ "دي بترسم عليه… على فلوسه، على سلطته،
دي بنت حيوانة وبتلعب لعبة وسخة!"
وهنا…
ضحك ريڤان، أخو يزن الصغير، كان قاعد على الأرض قدام المدفأة، بيقلب في كتاب:
ـ "بس الصراحة يا جماعة… البنت جامدة!
يعني عيونها كده زي الكتاكيت،
ضحكة طلعت من بعض الشباب…
بس سرعان ما خفتت لما نبرة والدتهم ارتفعت:
ـ "عيب!
يا ولد ما يصحش،
دي حاجة تخص أخوك الكبير،
ولو يزن سمعك بتتكلم عنها كده…"
ماري هنا قامت وقفت، ووشها محمر من الغضب،
صوتها انفجر:
ـ "تخصه؟
يعني إيه تخصه؟!
هي دي اللي تخصه؟!
بنت مالهاش أصل؟!
دي بتلعب على دماغه… وبتضحك عليه،
وبعدين شايفين شكلها؟
وقبل ما تكمل، دخل صوت قوي، حاد زي السيف،
صوت ابوها، أيمن:
ـ "اسكتي…
احترمي نفسك،
وانتي بتتكلمي مع اللي اكبر منك!"
ماري اتجمدت،
نبرة أيمن ما فيهاش هزار:
ـ "دي بنت الزعيم جابها بنفسه،
ولو عندك اعتراض…
روحي قولي له في وشه،
بس قبل ما تعملي كده، قوليلي أجهزلك كفنك!"
السكوت خيم،
حتى صوت عقارب الساعة بان.
ماري بلعت ريقها،
واتحركت بسرعة ناحية السلالم، طلعت أوضتها ودموع الغيظ في عيونها.
الليفنج فضل فيه باقي أفراد العيلة، بس الحماس راح…
وبدل ما يتكلموا عن آرين، قلبوا السيرة على السياسة، الاقتصاد، حتى وصفات المطبخ…
بس الكل… كان حاسس:
اللي حصل النهاردة؟
كان الشرارة،
وفيه نار جاية… ومحدش هيطفيها.
---
بعد عدة ساعات كثيرة 
دخل القصر والغضب جليل علي وجه بس وقف بصدمه لما سمع صوت اتقدم ناحيه الصوت وكان جاي من جناح آرين قضب حاجبيه بإستغراب شديد وفتح الباب بهدوء وانصدم من اللي شافة 
وقال بصدمة كبيرة 
اي ده ..؟
يتبع ....
في جناح آرين – قصر يزن الصياد
فتح يزن الباب بهدوء وهو ناوي يطمن عليها، لكن المشهد اللي قدامه خبطه حرفيًا!
بنات العيلة قاعدين حوالين آرين على السرير،
وهي واقفة في النص…
لابسة بيچامتها، شعرها منكوش من اللعب،
وعاملة دماغ طفلة في كرنفال.
كانت بتغني بصوت مضحك وهي مغمضة عينيها:
ـ "أنا الأميرة أريل…
أنا من تحت البحر جايييية!"
وقعدت تتمايل يمين وشمال،
مرة تقلد بطّة،
مرة تعمل صوت حصان،
مرة تمشي زي الروبوت وتقول: "أنا روبوته القصر الجديد!"
يزن وقف عند الباب، عيونه وسعت بذهول،
بس غصب عنه… ضحكة خفيفة خرجت منه،
ضحكة حقيقية، مش فاكر آخر مرة ضحك فيها كده إمتى.
لكن بسرعة، خبّى الضحكة،
ورجع ملامحه الجادة،
ودخل بخطوات واثقة وصوت جهوري:
ـ "ايه المهزلة دي؟!"
الكل اتجمد مكانه،
البنات بصوا لبعض بريبة،
وقاموا واحده ورا التانية…
هربوا من الجناح زي الأطفال اللي اتقفشوا متلبسين.
بس آرين؟
لسه مغمضة وبتقول بصوت طفولي:
ـ "يا سلام لو أركب حصان طاير… وأروح المريخ!"
وماخدتش بالها إن المكان بقى ساكت.
رفع يزن حاجبه وهو بيشوفها،
واقف قدامها،
وهي بترقص حركة غريبة بيديها فوق رأسها وتقول:
"دي حركة السلطعون السعيد!"
وهنا… فتح عينه بذهول وهو بيضحك من جواه:
"سلطعون سعيد إيه يا بنت الجنون؟"
فجأة… آرين فتحت عينيها،
وشهقت…
ولقت يزن واقف قدامها، عيونه مركزه عليها،
واقف مربع إيديه، ووشه جامد… لكن عنيه بتضحك.
سكتت… ووشها قلب طماطماية.
نزلت راسها وقالت بصوت مكسوف:
ـ "أنا… كنت… يعني… بلعب بس…"
قالها يزن بهدوء غريب:
ـ "تعالي هنا…"
نزلت بسرعة ووقفت قدامه،
كأنها متهم في المحكمة.
قالها:
ـ "كنتي بتعملي إيه؟"
ردت ببراءة:
ـ "برقص… بس والله مش قصدت أعمل دوشة!"
ضحك بخفة… وقال:
ـ "واضح إنك مستمتعة بوقوعك في الرصاص الصبح."
وهنا فاجأته، وصرخت بحماس طفولي:
ـ "أيوه! أكشن واو!
أنا عمري ما شوفت كده قبل كده…
كنت فاكرة إني في فيلم باتمان!"
لفّت نفسها بملاءتها وقالت:
ـ "أنا المرأة الخارقة آرين!"
يزن فقد السيطرة على نفسه، ضحك ضحكة صغيرة وهو بيبصلها،
قالها بخفة:
ـ "روحي نامي يلا… الوقت اتأخر،
وأنا خلاص…
مخي قرب يسيبني بسببك."
آرين كانت رايحة عالسرير،
لكن وقفت قبل ما توصل،
لفت وبصت له،
وقالت بهدوء غريب:
ـ "أنت كنت متعصب ليه النهارده؟"
يزن اتحرك خطوة،
وشه تبدّل،
عينه اتسعت، وسكت…
اتجمد لحظة، كأنها خبطته في نقطة عمره ما حد لاحظها.
اتنفس بصعوبة،
وبص بعيد عنها،
وهو بيقول بصوت خافت:
ـ "أول مرة حد يسألني كده…
من غير ما أتكلم،
ومن غير ما أشرح."
رجع يبصلها،
عيونه فيها حاجة غريبة… حاجة مكسورة ودفينة:
ـ "بس متخافيش…
أنا مش هخلي حد يقربلك تاني.
وعد يزن الصياد… مبيتكسّرش."
آرين ابتسمت،
ودخلت تنام وهي بتحضن المخدة الكبيرة،
لكن قلبها بينط من الفرحة،
وهو؟
خرج من الأوضة وساب وراه إحساس أول مرة يحسه:
الاهتمام.
---
في صباح اليوم التالي – قصر يزن الصياد
كان الجو هادئ جدًا على مائدة الفطور،
الكل قاعد بأدب كأنهم في جنازة،
أصوات الملاعق على الصحون هي الوحيدة اللي بتتكلم،
مافيش ضحك، ما فيش كلام، بس سكوت قاتل.
فجأة…
جه صوت من ناحيّة السلم،
صوت ناعم طفولي… لكن مش عادي!
ــ "العنكبوت النونو…
خطفت قلب العنكبوت الكبير!"
ــ "وفضلت ترقص… وتقول وااااااو!"
ــ "لحد ما العنكبوت… وقع في حبهاااااا!"
الكل بص بذهول ناحية السلم،
وشافوها…
آرين!
لابسة سالوبيت جينز ضيق شوية،
وتي شيرت أبيض مرسوم عليه بطريق بيضحك،
وشعرها ملموم ديل حصان عشوائي،
وشها طفولي بريء،
وماشية بتنط على السلم كأنها رايحة ملاهي مش فطار عيلة الوحش
وقفت فجأة لما شافت الكل…
العيون كلها عليها…
مفيش نفس بيتنفس،
الكل متجمد،
وخصوصًا ماري اللي قربت تشرق من القهر،
وبتستنى الزعيم يزن يصيح:
"اطلعوا البنت دي برااااا!"
لكن اللي حصل…
ما حدش كان يتوقعه.
يزن كان قاعد…
راكن ضهره، حاطط كفّه على عينه…
وبيضحك!
ضحكة خفيفة لكنها صادقة،
ضحكة بتطلع من القلب مش من لسان متعود يتكلم بالغضب.
الكل فتح بقه بصمت،
ماري قامت فجأة وسابت الأكل ووقفت بغيظ 
الدنيا واقفة مش مصدقة…
ده الزعيم… بيضحك؟
آرين نزلت آخر سلمة، وقفت قدامهم وقالت ببراءة:
ــ "هاي! أنا آرين…
آه أنا اللي شبه الأميرة أريل بس أكتر شويّة!"
ابتسمت ابتسامة طفلية، وعملت حركة "هاي فايف" في الهوا ومحدش رد.
وفجأة… صوت حنين وناعم جه من طرف السفرة:
ــ "أهلاً بيكي يا حبيبتي، نورتينا."
كانت مرفت، والدة يزن،
اللي قربت منها، وخدتها في حضنها وقالتلها:
ــ "وشك منور ومليان طيبة، تعالى اقعدي جنبي."
آرين اتكسفت،
لكن يزن قال بهدوء وهو بيبص لها بعينه الهادية اللي ولا عمر حد شافها:
ــ "لا، اقعدي هنا… جنبي."
البنت اتوترت، بس قعدت جنبه،
ولما لقت محدش بيكلم،
قالت بكل حماس:
ــ "أنا امبارح شوفت واحد بيجري وبيخبط في عمود النور!
وشه دخل جوه العمود يا جدعاااان!
وأنا ضحكت لدرجة إني وقعت على الأرض…
والناس افتكروني أنا اللي اتخبطت!"
ضحكت بهستيريا…
ــ "وكنت مرة داخلة سوبر ماركت،
شفت كاميرا مراقبة،
فضلت أعمل حركات بوشي…
والموظف جالي وقاللي الكاميرا فصلانة أساسًا!"
ضحكت… وبعدين قالت بحماس:
ــ "أنا وبصراحة؟ كنت دايمًا بتمنى آكل عيش في قصر،
بس مش متخيلة إن أول أكلة ليا فيه تبقى فول وطعمية!
بس حلوين والله!"
الكل كان لسه مش قادر يستوعب، فين الفول والطعمية دول ..؟
بس بدأوا يضحكوا، واحدة ورا التانية،
حتى ريڤان الصغير قال:
ــ "دي أجمد من كل البنات اللي في القصر!"
خد قلم من والدته، بس يستاهل، بصراحة!
لكن المفاجأة الكبيرة؟
كانت يزن نفسه.
قاعد ووشه هادي،
بس عنيه كلها تركيز…
مش بيفوت ولا كلمة من كلامها،
ولما بتضحك، هو بيبتسم،
ولما بتحكي حاجة غبية، بيضحك معاها،
مش بيتريق، مش بيحكم…
بس بيسمعها.
ولما خلصت كلامها،
قالها بهدوء:
ــ "كمّلي."
بصتله وقالت:
ــ "إيه؟"
قالها تاني:
ــ "كمّلي… أنا سامع."
الكل فتح بقه أكتر،
ده الوحش… بيشجّع حدا يتكلم؟
ده دايمًا بيزعق لو حد اتكلم وهو بيأكل!
آرين ابتسمت بفرحة،
وكملت تحكي حكاياتها،
والصالة اللي كانت ساكتة زي المقابر،
بقت مليانة ضحك وحياة.
أما يزن؟
فكان قاعد وهو بيشرب قهوته
بس عيونه مش فارقة آرين.
---
بعد الفطور - قصر يزن الصياد
خلصوا الفطار، والكل بدأ يقوم بهدوء،
كل واحد رايح في حاله…
لكن يزن، كالعادة، قام أول واحد.
كان ماشي بخطوات ثابتة،
ماسك جاكت البدلة،
ولابس ساعة سوبر فخمة،
باين عليه رايح مكان مهم.
لكن فجأة…
صوتها الناعم ضرب في ودنه:
ــ "استناااااا… انت رايح فين؟"
وقف.
والصمت… رجع يخيم على المكان من تاني.
كل العيون اتنقلت من أطباق 
لوجه آرين البريء،
وصوتها اللي كسر كل قواعد القصر المقدسة.
مين يجرؤ يسأل الوحش يزن الصياد رايح فين؟!
الكل مصدوم!
ريڤان وقف المعلقة في الهوا…
البنات بصوا لبعض بعيون مفتوحة على الآخر،
رعد كان بيشرب عصير،
نفخه كله فجأة في وش فهد، اللي فضل يحك عنيه بذهول.
ماري؟ ماري لو كانت بتشرب شاي كان طلع من مناخيرها!
سابت القعدة من الصدمة،
بس مرفت؟
كانت بتضحك بهدوء، بتابع بشغف شديد!
وأيمن؟ بيبتسم بعين أب شايف ابنه بيتعلّم يعني إيه وحدة تغلبه بسهولة!
أما يزن… فبص لها شوية، وقال ببساطة:
ــ "رايح الشركة."
الجملة خرجت كأنها عادي… لكن كانت زلزال!
كأن الوحش تحوّل لحمل كيوت!
آرين صرخت بحماس شديد:
ــ "عندك شركة؟ زي أبطال الروايات؟
زي مازن السيوفي في رواية عشق في دموع الليل؟!"
يزن رفع حاجبه:
ــ "رواية إيه؟ ومازن مين؟"
قالت له بكل حماس وهي بتعد على صوابعها:
ــ "مازن دا راجل أعمال وسيم وعنده هيبة،
وبيحب البطلة من غير ما يعترف،
بس في الآخر بيخطفها وبيغصبها تعيش معاه…
أنا بحبكوا أوي انتوا الأبطال دول!"
الكل تقريبًا قرب يفقد الوعي من الصدمة التانية!
ــ "أنا عايزة أروح معاك! شركتك أكيد فخمة، صح؟"
هنا حصل الشلل التام.
رعد بَص لفهد:
ــ "هي بتتكلم على يزن؟ ولا حد تاني؟"
فهد قال وهو بيحك شعره:
ــ "والله أنا مش عارف دي شركة ولا حديقة الحيوانات!"
ريڤان حرفيًا المعلقة وقعت من إيده،
البنات بصوا لبعض:
ــ "هي مجنونة!
بس… حبيتها!"
يزن بص لها وقال بذهول:
ــ "أنا رايح شركة مش ملاهي، يا بنتي."
قالت له ببراءة:
ــ "طب ما هو بعد ما تخلص نروح الملاهي عادي،
أنا نفسي أركب لعبة الشوّاية اللي بتلف!
ما تركبهاش؟"
يزن: يشاور على نفسه:
ــ "أنا؟ أركب الشوّاية؟ أنا؟ يزن؟!"
ضحك ساخر وهو بيقول:
ــ "أنا أروح الملاهي…؟"
آرين تأففت بغيظ طفولي،
وقربت منه،
ومسكته من جاكت البدلة…
وشدته من إيده وهو بيقاوم،
بس مش قادر يتكلم!
ــ "يلااااااااااا، انت لسه هتفكر؟"
ــ "أنا لبست أصلاً، والجاكت ده بيلمع، يعني لازم أخرّجه!"
كانت بتشده من جاكت البدلة كأنها صحابته من الابتدائي،
مش يزن الصياد اللي الكبير بيخاف منه قبل الصغير  ولا حاجة!
الكل فتح بقه على آخره!
أيمن بص لمرفت:
ــ "لو حد تاني عمل كده، كان زمانه ميت!"
مرفت قالت بهدوء:
ــ "بس دي… مش زي أي حد تاني."
ويزن…
كان ماشي معاها وهو ساكت،
عقله مش قادر يفسر حاجة،
بس عيونه كانت بتراقب ضهرها وهي بتتكلم وتضحك وتشد فيه…
وسأل نفسه جوا قلبه:
ــ "هي إزاي بتعمل فيا كده؟
إزاي مش عارف أزعل منها…
إزاي مش عايز أمنعها من اي حاجه؟
اشمعنا هي ؟
---
أمام بوابة القصر - بعد الخروج مباشرة
أول ما آرين خرجت من باب القصر…
عينها وقعت على طابور طويل من الحراس،
كل واحد فيهم ضخم، عريض، لابس بدلة سودا،
وعنيه مش بتتحرك إلا بأمر!
صرخت وهي بتستخبى ورا ضهر يزن:
ــ "يمــــاااامي! مين دول؟ شكلهم يطلعوا في كوابيس مش في الحقيقة!
دول لو بصوا لحد ممكن يقع مكانه من الخوف!"
يزن لف عليها بهدوء،
كان بيبص لوشّها اللي اختفى ورا ضهره،
وهو حاسس بحاجة غريبة…
إحساس إنه عاجبه إنها بتدور على الأمان فيه.
ابتسم بهدوء ومسَك إيدها بلُطف نادر، وقال بصوت دافي:
ــ "متخافيش… أنا معاكي."
آرين بصت له، عيونها مليانة دهشة وراحة،
ولأول مرة من ساعتها دخلت القصر،
تحس إنها فعلاً… بأمان.
ركبوا العربيّة الفارهة،
وآرين ما زالت مذهولة من شكل العربيّة،
عدّت صباعها على جلد الكراسي وقالت ببراءة:
ــ "الله! دي ناعمة كأنها خد وِلد نايم!"
يزن ضحك غصب عنه،
وبص للسواق وقال بهدوء:
ــ "انطلق."
العربيات كلها بدأت تتحرك وراهم،
قافلة حراسة كاملة ماشية في الشارع،
والناس في الطريق بيبصوا للعربيّات بنظرة رعب،
لكن جوّا العربيّة، كانت آرين بتعيش عالم تاني تمامًا.
ــ "هي الشركة بعيدة؟ طيب فيها أسانسير؟
أنا بموت في الأسانسيرات اللي بتتكلم وتقول (الدور الأول)...
أحسها شبه روبوتات الأفلام!"
يزن ضحك وقال:
ــ "آه، فيها… وفيها مكتب كبير كمان، تحبي تشوفيه؟"
قالت له بحماس:
ــ "آه طبعًا، هو أنت عندك مكتب لوحدك؟
أنا عايزة أقعد على كرسي المدير، أحس بشعور القوة!"
ــ "مدير إيه يا بنتي؟ دا كرسي تقيل عنك."
ــ "ما أنا تقيلة برضه، قلبي مليان أحلام!"
ضحك يزن بصوت مسموع،
وهو لأول مرة من سنين،
يضحك بالشكل ده، من غير حساب، من غير خوف…
ضحك نقي كأن قلبه بيفوق للحياة من جديد.
---
في غرفة ماري - العصر
كانت الغرفة مظلمة نوعًا ما، الشمس داخلة بخط خفيف من الشباك،
وماري كانت بتتمشى قدام المراية بعصبيّة،
ووشّها أحمر من الغضب،
وفجأة مسكت المخدة ورمتها على الكنبة بعنف وهي بتزعق:
ماري (بصوت عالي):
ــ "مش قادرة أصدق إن الزفتة دي قاعدة دلوقتي على سفرة القصر،
وبتضحك وتهزر… مع يزن!!!
يزن اللي عمره ما ابتسم لأي بنت!
دي فضيحة والله، أنا هطقّ!"
صاحبتها "رنا"، كانت قاعدة على السرير،
وشها فيه خبث واضح،
وبتضحك بسخرية:
ــ "أنا مش مستغربة، البنت دي شكلها بتمثل البراءة،
بس أكيد بتلعب لعب تقيل،
فاهمة الراجل بيحب إيه… وبرمياله الطُعم على البارد."
ماري (بغيظ):
ــ "طُعم إيه يا بنتي! دي جربوعة، فقيرة،
وجاتلنا من الشارع،
ولابسة سلوبت؟
يعني دي بتقارن نفسها بيا؟
أنا ماري، حفيدة الحاج الصياد الكبير!"
رنا (بخبث):
ــ "طب إهدي بقى، إحنا نعرف نلعبها صح،
بس محتاجين نوقعها في غلطة…
أو نخليها تعمل غلطة قدام يزن،
وساعتها نشوّه صورتها."
ماري (بعصبية):
ــ "لا، لا، دي بتتصرف ببراءة غريبة،
لو وقعت، يزن ممكن يشفق عليها،
أنا عايزة يكرها… مش يعطف عليها."
رنا:
ــ "خلاص، نستخدم نقطة ضعفها…
هي شكلها مش متعلّمة، صح؟
يبقى نزوّق الكلام، نخليها تتكلم في أمور قدام الناس وتتهزّأ،
نضحك عليها، ونحرجها.
وأهم حاجة… نوصّل ليزن إنها بتكذب."
ماري (عيونها لمعت):
ــ "أيوه… أيوه، نعملها بريئة قدامنا،
ونطعنها من ورا.
ولو عرفنا ماضيها؟
نستخدمه ضده، ونقول إن دي كانت بتشتغل أي حاجة،
ونشوه سمعتها قدامه."
رنا (بابتسامة خبيثة):
ــ "وإحنا نعرف نخلّي القصر كله ضدها،
بس بهدوء… من غير ما حد يشك فينا."
ماري (بثقة):
ــ "خلاص، خلّصيلي على الخدامة دي…
يامّا تطلع من القصر مكسورة،
يامّا أنا اللي أسيب البيت…
وصدقيني، أنا لو خرجت، القصر كله هيتقلب!"
بعد مده وقفت سيارة يزن قدام الشركة ونزل الحراس حاوطوه من كل مكان وفتحو الباب ليهم يزن نزل بكبرياء المعهود بس استغرب عشان آرين منزلتش انحني قليلا وبص في العربيه وقالها 
انزلي يا ارين ..!
آرين بخوف ـ يزن انا خايفه 
ابتسم يزن بحنان ومشي راح الناحيه التانيه ومد ايده ليها وقال بحنان
هاتي ايدك ومتخافيش طول منا معاكي 
اترددت لحظات لكن وثقت به بالاخر ومسكت ايده وشدت عليها بخوف شدها بهدوء ونزلها من العربيه ووقفها جنبه وقعد يتكلم معاها ويطمنها وهيا نست خوفها اول مشافت الشركة 
بحماس ـوااااو دي كبيره اوي 
ابتسم بهدوء وشد علي ايدها ومشي وهيا جنبه متجهين للداخل 
...........
بسرعه بسرعة كل واحد علي مكانه الوحش جه 
حصل هرج ومرج في المكان كل واحد راح مكانه وكلهم عيونهم علي الكمبيوتر وفجآة كلهم رفعو راسهم مره واحده بصدمة 
مين دي ..؟ 
وازاي ماشيه جنب الوحش كده ..؟ 
لا وماسكه ايده كمان ..؟ 
آرين بصراخ وحماس كبير ـ واااو يزن بص كده كانت بتشاور علي التحفة الفنيه الكبيره اللي موجوده علي الحيطة 
آرين بسعادة ـ تعرف انا بحب الرسم جدا وشاطره فيه 
يزن وكان هو ناسي هو فين ابتسم بهدوء وقال 
ده بجد ..؟ 
آرين بكبرياء مصطنع وهيا بترفع كتفها 
طبعا يبني 
كلهم بصوت واحد بصدمة 
يبني ..؟
اتخضت آرين من صوتهم المفاجئ واستخبت ورا يزن بسرعة 
نظر لهم يزن بغضب كبير لاخافتها وقال بصوت جهوري غاضب 
كل حيو*ان يركز في شغلة 
كلهم ركزو في شغلهم بسرعة ويزن مسك ايدها وراح بيها ناحيه الاسانسير الخاص بيه فقط 
الكل تحت كان في حاله صدمة كبيره 
واحدة بغيره ـ مين البنت اللي معاه دي 
صحبتها التانيه ـ يمكن اختة ..؟ 
قال زميلهم التالت ـ لا انا عارف اخواته كلهم انا اول مره اشوف البنت دي معاه لا وماسكه ايدة  وبتتكلم معاه ب أريحيه خالص وبعدين قال بصدمة اكتر ده كمان كان مبتسم 
واصبحت آرين حديث الشركة بأكملها والكل عنده فضول عايز يعرف مين البنت اللي الوحش بيعاملها بحنيه كده 
********
في مكان تاني 
ب إستغراب ـ انت بتتكلم عن الوحش ..؟ 
مساعدة ـ يا فندم والله هو الوحش انا شوفته بعيني كان بضحك مع بنت قدام الشركة وماسك ايدها كمان ودخل بيها والبنت اللي معاه دي محدش يعرفها خالص وبقت حديث الشركة كلها 
بشرود ـ يمكن حد من اخواته 
بسخرية ـ هه علي اساس انت متعرفش الوحش بيتعامل ببرود مع الكل حتي عيلته بس البنت دي الكل مصدوم من تعامله معاها 
بخبث ـ اممم اسكان كده لا احنا لازم نتعرف علي البنت دي ونشوف فيها اي مميز خلي الوحش يعاملها بالطريقه دي 
بتوتر ـ انت ناوي علي اي 
بمكر ـ جهز العربيات هنروح شركة يزن الصياد ونشوف فيه اي 
بخوف ـ بس 
ـ سمعت ..؟ 
اتنهد بيأس وقال ـ امرك يا فندم وطلع 
ـ خلينا نشوف مين دي يا يزن يا صياد ههههه ده شكله اللعب هيحلو اووي 
٠٠٠٠٠٠
في قصر يزن الصياد 
الكل كان متجمع في الصاله 
نادين بفرحة ـ آرين دي حلوه اوي  شوفتو يزن كان بيعاملها ازاي 
فهد بمرح ـ والله احنا داخلين علي أيام عنب 
رؤوف بضحك ـ بس يا ولاد ونظر ناحيه أيمن اللي ساكت بس مبتسم 
رؤوف ب ابتسامة ـ بتفكر في اللي انا بفكر فيه 
أيمن بتنهيدة ـ هتتعب معاه اوي يزن متملك وعصبي بس انا انهارده مشوفتش يزن الصياد شوفت يزن .. يزن وبس 
رعد بإبتسامة ـ هي دي اللي هتوقع الوحش 
مرفت ب إبتسامة ـ انا كنت مصدومة اوي كانت بتتكلم علي السفرة كتير واكتر حاجه بيكرهها يزن هو الكلام وقت الاكل بس .. وسكتت شويه وقال دي كان بيقولها كملي انا سامعك 
لؤي ب إبتسامة ـ جات اللي تغير الوحش .. ومعاه هتغير حاجات كتير .. كتيره اوي 
الكل ابتسم 
............
عند آرين والوحش بتاعنا 
وصلو للدور الخمسين 
كانو متجهين نحو المكتب الخاص بيزن لكن وقف لما سمع صوت المساعد بتاعه 
يزن بية 
نظر له ببرود وقال فيه اي يا مجدي ..؟ 
مجدي بحرج ـ احم ..كنت عاوز حضرتك في حاجه 
اوما يزن بتفهم ونظر لارين اللي كانت بتبص حواليها ب اعجاب واضح جدا ابتسم عليها وقال 
عجبتك ..؟ 
نظرت له آرين ببراءة وقالت 
اه اوي والديكور حلو اوي كمان 
غمغم بهدوء وقال طيب روحي المكتب بتاعي هناك اهو وشاور عليه وقال 
استنيني هناك وانا دقيقتين وجاي 
آرين بتذمر وطفوله 
اي ده انا هقعد هناك لوحدي لحد متيجي طب هات تلفونك طيب 
يزن ب استغراب وهو بيطلع تلفونة من جيب البنطلون 
تلفوني عايزاه ليه ..؟ 
تاففت آرين بضجر وهيا بتاخد التلفون منه وبتمشي وقالت بصوت عالي 
عشان الدقيقتين عندك ب ساعتين يا أستاذ 
ومشت 
كان يزن ينظر لها بصدمة فلم يجرا احد علي الكلام معه بتلك الطريقة من قبل ولكن ابتسم 
ونظر لمجدي وقد عاد لبرودة وقال 
في اي يا مجدي خير 
مجدي بخوف وحرج ـ كنت ..احم انا 
يزن بهدوء ـ اتكلم يا مجدي فيه اي 
مجدي بحرج ـ كنت عاوز اخد جزء من مرتبي عشان والدتي محتاجه عملية وانا معييش فلوس 
اومأ يزن بهدوء وقال ـ الف سلامة عليها استني هكلم مؤمن ولكن افتكر انو تلفونة مع آرين وقال تلفوني مع آ.. وسكت بغيرة هو مش عاوز حد يعرف اسمها وقال تلفوني مع الهانم الصغيره هات تلفونك 
اداله مجدي تلفونه ويزن اتصل علي مؤمن وقبل ميرن ساله وقال 
عملية والدتك بكام يا مجدي 
مجدي بتوتر ـ 5000 
اومأ بهدوء وقال 
الو 
.......
مجدي هيجيلك دلوقتي اديله 7000 جنية 
.....
تمام وقفل التلفون واداه ل مجدي تاني وقال بهدوء 
عندك اجازه مفتوحه وابقي طمني علي والدتك واه المرتب بتاعك زي مهو يلا روح 
مجدي بدموع ـ شكرا شكرا يا يزن بيه ربنا يفرح قلبك يارب ومتشوفش حزن في حياتك ويوعدك ببنت الحلال اللي تغير حياتك كلها 
ابتسم يزن بهدوء ومشي ومجدي مشي بفرح وهو بيدعيله من قلبه 
عند ارين في نفس الوقت 
كانت داخله المكتب وهي بتبص في التلفون بتاع يزن 
وقفت لما سمعت صوت بنت 
البنت بعجرفة وقرف وهيا بتبص ليها من فوق لتحت 
عندك انتي راحه فين يا شاطرة 
آرين ببراءة وهيا بتشاور علي المكتب 
داخله جوه لحد م يزن يجي 
البنت بغضب 
اولا اسمة بشمهندس يزن هو مش بيلعب معاكي في الشارع ثانيا انتي عندك ميعاد 
نفت آرين براسها وقالت لا 
اتفضلي اطلعي بره هيا وكاله من غير بواب اي الاشكال المقرفه علي الصبح دي 
رفعت آرين حاجبها ب إستغراب وقالت 
انتي عندك خال اهبل ..؟ 
السكرتيره بصدمة 
نعم 
آرين ببرود 
انا ب إشارة واحده مني ممكن اطلعك بره الشركة اللي انتي فرحانه انك شغاله فيها دي وفي بدالك عشرة علي فكره الدنيا مش هتقف عليكي وبعد كده احترمي نفسك وانتي بتتكلمي مع الناس ويزن عارف كويس اني داخله المكتب بتاعه واظن انا مش محتاجه اذن من سلعوة زيك عشان اخش مكتب يزن وخليكي في شغلك وكانت هتخش بس رجعت تاني وقالت ب استفزاز 
علي فكره انتي نسيتي تلبسي هدومك يا قطة وسابتها واقفه في صدمتها ودخلت وقفلت الباب وراها بقوة 
آرين اول مدخلت انفجرت في العياط ورمت التلفون علي الكنبه الكبيره وراحت قعدت في ركن وضمت رجليها ليها وعيطت بحرقه كبيره 
برة 
جه يزن ووقف قدام السكرتيره وقال بجمود 
بعد عشر دقايق تجبيلي قهوتي وكاس عصير توت وهاتيلي ملف شركة القاضي 
اومات السكرتيره بتوتر 
دخل يزن ودور بعينه علي طفلته كما اسماها ولكن صعق عندنا سمع صوت بكاؤها 
يزن بخوف عليها ـ آرين انتي فين ..؟ 
جاء صوت من ركن بعيد
انا هنا يا يزن 
ذهب بسرعه بإتجاهها وقال بقلق 
انتي بتعيطي ليه ..؟
متكلمتش 
فضلت تعيط بس 
مسك ايدها بحنو وقال 
مالك بس يا حبيبتي في حاجه وجعاكي 
نفت براسها وهيا لسا دافنه وشها في ايديها وبتعيط 
اتنهد بحزن علي بكاءها وشالها بهدوء وقعد علي الكنبه وقعدها علي رجله 
قوليلي مالك عشان اعرف اتصرف 
رفعت آرين رأسها وقالت ببكاء
انا غلطت غلط كبير 
يزن بحنو انتي تعملي اللي انتي عاوزاه وانا هصلح وراكي بس قوليلي عملتي اي 
مسحت آرين دموعها بكف ايدها وحكت ليه كل اللي حصل وهيا غافلة عن عيونه اللي احمرت من الغضب 
آرين ببكاء انا غلطت مكنش ينفع اكلمها ب الطريقه دي بس والله هيا اللي غلطت فيا الاول وقالت عليا اشكال مقرفة وزعقت فيا 
ضمها إلي قلبه بحنو وقالت ـ انتي مغلطيش يا آرين هيا اللي بنت و..وسكت عشان مش عاوز يشتم قدامها وقال المهم متعيطيش انتي مغلطيش في حاجه هيا اللي غلطت ولازم تتعاقب قال اخر جملة بغضب 
لاحظت أرين انها قاعدة في حضنه حاولت تقوم ب إحراج 
يزن بخبث ـ راحه فين محنا كنا حلوين دلوقتي 
عضت علي شفايفها بحرج وقامت بسرعه وراحت قعدت علي الكنبه وعملت نفسها بتتفرج علي الديكور 
ضحك عليها وعلي طفوليتها وقام خليكي قاعده هنا شويه وجاي اومات ب إحراج كبير 
كانت السكرتيرة قاعده وهيا هتموت من الغيظ بسبب آرين 
وقف قدامها يزن وهو وشه ميبشرش بالخير ابدا 
انتفضت بخوف وقالت ـ ي ..يزن بيه  .انا 
سكتت بفزع لما يزن قبض علي رقبتها يخنقها بقوة وقال 
اول واخر مره فااهمه اول واخر مره دي خط احمر
اومات بخوف 
سابها وخبط علي وجنتها وقال انا عديت المرة دي المرة الجايه متلومنيش علي اللي هيحصل فاهمه 
وقال اخر جمله بتحزير شديد
سابها ودخل  ل أرين من تاني 
دخل كانت أرين قعدت مربعه علي الكنبه وماسكه تلفون يزن بتلعب فيه وهيا مش واخده بالها من يزن اللي كان بيبصلها بإبتسامة
سابها وراح قعد علي الكرسي الخاص فيه ووفتح الابتوب بتاعه والقي نظره علي ارين قبل ان ينكب علي عملة 
بعد عشر دقائق 
دخلت السكرتيره وهيا بتعدل من هياتها نظرت لها أرين بغيظ كبير فيا تتعمد ان تظهر جسدها امام يزن نظرت إلي يزن بغضب فرأته يعمل وغير مهتم بوجود تلك الحرباء 
السكرتيره بدلع ـ القهوة بتاعت حضرتك يا يزن بيه 
قامت آرين بغضب وقالت بصوت عالي ـ يلعن 
نظرو لها ب استغراب 
وقال يزن 
مالك يا آرين ..؟ 
نظرت آرين إلي السكرتيره بغيظ وقالت 
مفيش حاجه انت طلبت قهوة ..؟ 
يزن ب إستغراب 
أيوة فيه اي 
نظرت له أرين وقالت 
القهوة غلط عليك علي الصبح كده اشرب حاجه تانيه غيرها 
يزن ب إبتسامة وقد راي نظرات الغيظ في عيونها 
اشرب اي يعني ..؟ 
نظرت أرين إلي عصير التوت وذهبت ب اتجاه السكرتيرة وخدت عصير التوت وقالت 
بعد كده متجيش الشركة بشكلك ده انتي في شركة محترمة مش راحه كباريه فاهمه 
كانت ان ترد عليها بعصبيه لكن لمحت يزن يقف خلفها وينظر لها بتحدي ان تعترض علي كلامها 
اومات وقالت 
حاضر يا ..هانم 
آرين وهيا ماشيه في اتجاه يزن وقالت بضيق 
شاطره اتفضلي روحي يلا 
مشت بغيظ من قدامها 
ويزن قعد مكانه ينظر لها ب استمتاع
آرين بتوتر من نظراته 
اي مالك بتبصلي كده ليه 
مردش عليها اكتفي فقط بهز كتفيه 
تأففت وقالت اووف طب امسك خود اشرب ده 
قال بحنو 
لا اشربيه انتي انا مش بحب العصاير 
أرين ببراءة 
بس ده غلط عليك يا يزن 
غمض عينه بنافذ صبر هو مش عارف اللي بيحصل ليه لما بتقول اسمه او تتكلم ببراءه حاسس انو عاوز يخبيها عن عيون الكل 
كشرت حاجبيها ونظرت إلي المكتب حطت كوب العصير وزاحت اللي علي المكتب كله علي جنب وسندت وطلعت قعدت  قدامه علي المكتب وهيا مربعه رجليها وبقوله 
هاا يا سيدي قولي بقا مالك 
نظر لها يزن ب إستغراب 
مالي 
شاورت عليه وقالت الجو اللي انت عايش فيه ده انت فيك حاجات كتيره وموجوع وبتتالم كل يوم بس بتخبي ده كله ورا قناع الجمود اللي انت لابسه 
رفع حاحبه وقال بإبتسامة 
حلو الكلام ده 
آرين بضحك 
عيب عليك دا انا آرين احكيلي بقا 
يزن بضحك 
مفيش حاجه يبت 
آرين وهيا بتحط عينها في عينه وتقول 
والله طب بص في عيني كده 
تاه يزن في عيونها وقال 
انتي طلعتيلي منين بس 
ابتسمت ومتكلمتش 
قطع السكوت ده فتح باب المكتب بقوة ويطل منه صديقه 
ـ ياااا بشر ..ياااا يز..يالهووي 
مين دي ياض ..؟
تنهد يزن بياس
انت يبني مش هتعقل بقا 
نظر عز إلي آرين وبعدين ل يزن وغمز وقال 
اي النظام 
شهقت آرين بخجل ونظرت إلي يزن بحرج وحاولت تنزل من علي المكتب بس اتكعبلت ووقعت في حضن  الوحش ومن شدة احراجها دفنت وشها في عنقه ومسكت طرف القميص بتاعه بخجل 
اما هو حاوطها بإبتسامة وأشار لصديقه بمعني روح دلوقتي وهفهمك بعدين 
عز بضحك 
رايح يا شقي وطلع وهو بيضحك 
يزن بحب 
خلاص يا آرين مشي اهو 
قامت ارين بسرعه من حضنه ودخلت الحمام وقفلت الباب وراها وهيا محرجه اوي واكثر ما ذادها احراج ضحكات يزن العاليه 
بعد مرور اسبوع 
فاق يزن الصبح علي رن  هاتفه 
مسكه وشاف اسم المتصل ورد 
الو يا عز 
............ 
انتفض من مكانه وقال بغضب 
نعم 
.......... 
قفل الخط في وشه وفتح التلفون وشاف الاخبار صور ليه هو وآرين وهو داخل الشركة وماسك ايديها 
وتحتها 
أخيرا ظهرت أميرة الوحش والتعليقات كلها اللي بيحسده عليها واللي بيشكر في جمالها واللي بيقوله ياريت كنت مكانه واللي بيقول دي جام*دة ودي مز*ه واللي بتقول دي معاه عشان فلوسة ودي مش من مستواه ودي بتضحك عليه 
وانتو عارفين باقي الكلام بقا 
يزن بغضب ـ ود*يني مهرحمكم 
سمع صوت خبط علي الباب قال بغضب وصوت عالي 
مييييين 
الخدامة بخوف 
يزن بيه تعالي انزل تحت بسرعة الصحافة تحت وعايزين يخشو 
مسح علي شعرو بغضب وقال 
غووري 
لبس التيشرت بغضب ونزل بسرعه 
طلع برا لقي الصحافه كلهم عمالين يسألوه ويصورو 
مين البنت اللي معاك دي ..؟ 
وازاي ماسك ايديها كده ..؟ 
دي حبيبتك ..؟ 
بنت مين هيا اكيد شخص مشهور ..؟ 
وعايشة معاك ليه ..؟ 
يزن بغضب وصوت جهوري 
اخرسووووو 
سكت الكل بخوف 
يزن بغضب 
دقيقه واحده قدامكم دقيقه لو لقيت حد قدامي محدش يلوم غير نفسه 
وفي اقل من دقيقه كان الكل مشي 
دخل يزن القصر تاني ومشافش آرين 
طلع وراح ناحيه غرفتها ودخل لقاها قاعده علي السرير ومنزله رأسها لحت 
قعد علي ركبه ونص قدامها ورفع راسها لفوق وقال بحنو 
آرين 
رفعت رأسها وقلبه وجعه جامد لرؤيه دموعها مسح دموعها بحنان وقال 
بتعيطي ليه 
أرين بحزن وشهقات 
انا مش بضحك علي يا يزن ولا بحاول اقرب منك عشان فلوسك 
يزن بنفس النبره 
ومين قال انك بتضحكي عليا 
آرين ببكاء 
الكل بيقول كده وانت هتصدقهم وتبعد عني انت كمان 
يزن بحب 
هشششش متعيطيش بس سؤال بس ..انا قولت كده ..؟ 
نفت بدموع 
ابتسم وقال وهو بيمسح دموعها 
انتي تزعلي لما انا اقول كده او حد من العيلة انما متسمعيش كلام الناس اللي مفيش وراهم حاجه غير انهم يتكلمو وبعدين احنا مش قولنا منديش ودننا للناس صح ولا لا 
آرين بشهقات 
صح بس انا ..انا 
يزن 
عايزه تقولي ايه قولي ومتخافيش 
آرين بحزن 
انا هرجع واروح اعيش في دار الايتام تاني انا مش عاوزه اكون سبب في مشاكل 
حس يزن بغصه في حلقة ووجع في قلبه مش قادر يتخيل فكره انها تبعد عنه مع انها معاه بقالها اسبوع بس ..بس هو اتعلق بيها ب اهتمام اتعود علي كلامها وثرثرتها علي الفطار الصبح علي خوفها لما يتاخر اتعود يشوفها علطول قبل مينام وحاجات كتيره كل ده هيروح يا يزن لا تتصرف آرين عايزه تمشي وتسيبك تاني لوحدك في وحدتك في العالم المظلم اللي كنت فيه عالم كله كره وعذاب وقسوه ..... والم ووجع بس محدش قدر يشوف الالم والوجع اللي جواك غيرها وبعد ده كله هتسيبك ..مستحيل 
رفعت آرين راسها لما شافته ساكت بس انصدمت لقت دموع متحجره في عينه وهو بيبصلها وكانه بيتمني تقوله انا بعمل فيك مقلب زي مكانت بتعمل فيه مقلب كل يوم تقوله انا معاك ومش همشي تقوله انا عايزه افضل معاك يا يزن 
حضنته وعيطت بكسره 
مفيش حاجه حلوة بتكمل في حياتي يا يزن وانت من الحاجات الحلوة دي انا حسيت  معاك ب الامان اللي كنت مفتقداه بقالي كتيره وكنت عارفه انو هيجي يوم وامشي من القصر ده عشان دي مش عيشتي انا مش قد العيشه دي انت مستواك عالي جدا وانا معنديش مستوي اصلا انا اتعلقت بيك جامد والله وغصب عني بس انا لازم اروح عشان متواجهش مشاكل ومفيش حد يتكلم عليا انا اضعف من اني الاقي الناس كلها بتتهمني بكلام انا عمري مفكر اعمله انت عيشتني احلي اسبوع في حياتي كله شكرا عشان ادتني مكان في بيتك وشكرا علي كل حاجه شكرا شكرا شكرا وشددت علي احضانه جامد وهو حضنها بقوه وقال
هتسبيني يا آرين 
عيطت بحرقه ودفنت وشها في عنقه وهو دموعه نزلت نعم الوحش يبكي الان لا يريدها ان تتركه يريدها معه يجب ان يفعل شي..! 
دخلت نادين بسرعة وقالت ببكاء 
أبيه في ناس هجمو علي الحراس اللي تحت وبيحالو يخشو القصر 
يتبع .....
نادين ببكاء وخوف 
أبيه في ناس هجمو علي الحرس تحت وبيحاولو يخشو القصر 
آرين بخوف 
ايه 
يزن بغضب 
نادين انتي وآرين خليكو هنا ومهما يحصل اوعو تنزلو تحت تمام ولسا هيمشي بس آرين مسكت ايده وقالت بخوف 
خلي بالك من نفسك يا يزن 
اومأ بسرعة وطلع وراح غرفته وخاد منها المسدس بتاعه وعمرة بغضب وعيونه اتحولت للون الاسود من الغضب 
تحت 
دخلو القصر بعد شباك حاد جدا 
ـ هاااااي اي رأيكم في المفأجأه دي 
رؤوف بغضب ـ انت ازاي تتجرا وتهجم علي قصر الصياد 
ـ اووه اهدي اهدي رؤوف بيه انا جاي وعاوز خير 
أيمن ببرود ـ اممم اي الخير في انك تخش القصر بهجوم يا مازن يا هواري 
مازن بخبث ـ جاي اتعرف علي اميرة الوحش الصراحة كنت ناوي اجي اشوفها من اسبوع كده في الشركة بس لاسف حصل امر طاري ومعرفتش اجي بس اهو جيت 
لوئ لسا هيتكلم بغضب بس سمع صوت التفتو كلهم علي اول السلم 
كان يزن واقف علي اول السلم وحاطط ايده في جيبه وبيتكلم ببرود عكس موجة الغضب اللي جواه خالص لما سمعه بيتكلم عن آرين 
يزن ببرود ـ مش عيب لما تهجم علي القصر والقصر فيه حريم يا ابن الهواري 
مازن خاف شويه من هيئه يزن بس اتماسك وقال بمكر ـ يعني انا غلطان اني جاي اشوف أميرتك واتعرف علي البنت اللي قدرت تحرك قلب الوحش 
يزن بإبتسامة شيطانيه وهو نازل علي السلم بهدوء ولسا حاطط ايده في جيبة 
ـ لا الغلط انك تبقي عارف انو لو جبت سيرتها تاني علي لسانك مش هتطلع من هنا سليم بس برضو مصر علي موتك هه ده اسمه اي بقا يا هواري 
مازن بغضب ـ دخلت قصرك بالقوة ومتهزتش ابوك مات ومتهزتش حاولت اوقعك كذا مره وبرضو متهزتش بالعكس لا بتعلي علطول وبعدين كمل بخبث بس جات اللي تخاف عليها اكتر من حياتك لدرجه انك قولتلها متنزلش اممم 
وقف يزن قدامة ببرود وقال 
انا عايزك تتاكد انو هيا حتكون نقطه قوتي مش ضعفي وقرب من وشه جامد وقال بفحيح افعي
وهتكون حبل المشنقة علي رقبتك لو فكرت تقرب منها انا سايبك السنين دي كلها بكيفي انا بمزاجي بس صدقني وقت اما ازهق واجيب اخري لا انت ولا واي حد هيقدر يتخيل اللي هعمله فيك العب براحتك يا ابن الهواري عشان وقت اما انا اجي العب مش هخليك تاخد نفسك من اللي هعمله فيك انا لحد دلوقتي اديتك فرص كتيره وقولت صغير بكره يعقل ويتربي بس شكلك مصر علي نهايتك وبعد عنه وقال بصوت عالي 
هجومك علي قصري انا اللي خليتك تخش انت متخيل يعني انو شويه الغجر اللي معاك هيفوزو علي حراسي ههههه تبقي غبي المره دي انا هعديها المره الجاية ابقي هات رقم والدك معاك عشان اتصل بيه يجي يلحققك من اللي هعمله فيك ويلا بره من غير مطرود 
نظر له مازن بغضب كبير وقال ـ هنتقابل تاني يا يزن يا صياد 
ومشي 
كان الكل واقف بيتابع بصمت تاااااام وماري كانت واقفه وهتموت من الغيظ 
ماري بغضب ـ الله الله لسا مكملتش اسبوعين في القصر والبلاوي بدات تيجي 
نظر لها يزن ببرود وقال ـ بتقولي اي 
ماري بخوف ـ اا..قصدي يعني ..انو ..هيا 
يزن ببرود ـ ميهمنيش رأيك والمرة الجايه خلي بالك كويس من كلامك انا مش هعديلك كتير 
أيمن بغضب ـ ماري اطلعي فوق 
طلعت ماري فوق والغضب ماليها 
يزن بهدوء ـ يلا كل واحد علي شغله ولسا هيمشي وقف لما سمع صوت عمة 
أيمن بهدوء ـ يزن عايزك 
يزن ببرود وهو عارف هيتكلم في اي  ـ مش دلوقتي 
ومشي 
ضحك أيمن بخفة وقال 
اما نشوف هتتهرب لحد امتا يا ابن احمد 
.................
آرين بتوتر ـ نادين يلا ننزل عايزه انزل اطمن عليه 
نادين بخبث ـ تتطمي علي مين ..؟
آرين ببراءة ـ علي يزن انا خايفه عليه اوي
صوت من وراها 
ـ خايفه عليا ليه ..؟
نظرت له آرين بسرعة وضحكت بفرحه وجرت حضنته وهيا بتعيط 
ـ اا..انت كويس صح 
نظر يزن ل نادين اللي كانت بتبص عليهم بفرحه وقالها ـ انزلي تحت يا نادين وانا وآرين جايين وراكي 
اومات نادين بهدوء وانصرفت 
حاوطها يزن بحنان وابتسم وقال ـ هششش اهدي يا آرين انا معاكي اهو 
آرين ببكاء ـ انا كنت خايفة عليك اوي ونادين قالت ليا انهم كان معاهم مسدس 
شتم يزن نادين في سرة وبعدين ابتسم وطلعها من حضنه وقال بحنان وحب ـ كل حاجه بقت تمام اوك مش عايز اشوف دموعك دي تاني قال اخر جملة وهو بيمسح دموعه 
آرين ببراءة ـ ماشي مش هعيط اهو 
سرح في برائتها ازاي في حد بالبراءة دي انا هحميكي بحياتي كلها انتي دخلتي عرين الوحش ومستحيل تطلعي منه 
ـ بس انا زعلان منه يا آري 
آرين ببراءة  ـ زعلان منى ليه يا يزن 
يزن بتوهان ـ عشان كنتي عايزه تسبيني وتمشي 
افتكرت آرين الاشاعات اللي بتتقال عليها وقالت 
آرين بدموع ـ يزن  اا..انا 
حاوط وجهها الصغير بين كف يديه الكبير بحب وقال ـ احنا مش اتفقنا مفيش عياط وبالنسبه ل اللي بيتقال ف انا هتصرف 
آرين بشرود ـ هتعمل اية 
يزن بمكر ـ هنتجوز 
شهقت آرين بخجل وصدمة ـ ا..ايه 
يزن ببراءة مصطنعة ـ اي هو ده الحل الوحيد وكمل بمكر لاخافتها وإلا الناس مش هتبطل كلام وهيقولو كلام اكتر من كده 
آرين بخوف ـ هيقولو اي 
ابتسم يزن بخبث وقرب منها وهمس ليها بكلمات خلتها تشهق من الخجل 
آرين بخجل ـ اا..انت قليل الادب 
يزن بصدمة مصطنعة ـ الله وانا مالي هو انا اللي بقول كده ده الناس 
آرين بتردد ـ طب وبعد منتجوز 
يزن بثقه وغرور ـ لا ده سبيه عليا بقا 
آرين ببراءة ـ انا موافقه عشان انا بوثق فيك يا يزن بس هنطلق بعد شهرين ماشي 
يزن في سره ـ ده بعينك 
وبعدين قال ـ اه اه طبعا يا حبيبتي ودلوقتي البسي يلا عشان ننزل نفطر 
آرين وهيا بتبص علي هدومها ـ منا لابسه اهو 
يزن بحدة وغيره ـ نعم لا انتي مش هتنزلي كده البسي فستان طويل يلا 
آرين بضيق ـ بس
يزن بتحزير ـ آرين 
آرين بخوف وهيا بتجري من قدامة ـ فوريره 
ضحك عليها وطلع يستناها بره 
٠٠٠٠٠٠٠٠
بشر ـ نفذ بعد يومبن 
ـ امرك يا فندم 
٠٠٠٠٠٠
علي الفطار الكل مستني يزن ينزل وبعدين دقائق سمعو صوت جاي من علي السلم لم ينصدمو 
كانت آرين نازله جنب يزن وكالعاده نازله كلام وبتضحك ويزن بيسمعها بتركيز ويضحك علي كلامها ووو وغيره
وصلو وقعدو وهنا بدات مناقرتهم اللي اتعودو عليها بقالهم اسبوع 
آرين بمرح ـ براحه يا رعد انت دخلت علي اكل فهد 
رعد بغيظ ـ وانتي مالك يا باردة انتي خليكي في حالك 
آرين بمكر ـ انت قد كلامك ده 
نظر رعد نظره سريعه ل يزن اللي كان بيبصله بتحزير وقال ـ لا لا براحتك يا قمر احيه لا قصدي يا آرين 
نظر له يزن بغضب وغيرة وقام من علي الكرسي وهو متجه ل رعد اللي قام يجري 
رعد بخوف ـ اسف مش قصدي 
مسكه يزن قبل ميجري وضربة بالبوكس في وشه وسابه ورجع لمكانه بهدوء ولا كانه عمل حاجه 
والعيله كلها بتضحك 
آرين بضحك جامد ـ هههههههه مش قادرة هههههه احسن فرحانه فيك ههههه
نظر لها يزن وقال ب إبتسامة ـ عجبك 
اومات آرين بضحك وهيا بتبص علي رعد بشماته 
قعد رعد مكانه وهو بيتألم ـ اااه يعضمك يا رعد منك لله يا اخي بوظت وشي 
يزن ببرود ـ عشان بعد كده تاخد بالك من كلامك كويس 
رعد ببلاهه ـ اسفين يا وحش 
فهد بضحك ـ ههههه يعني انت محرمتش من اول مره لا جاي تعيدها تاني 
أيمن بخبث ـ الكل بقا عارف انو دي ملكيه خاصه بتخص الوحش وبس 
كانت أرين بتشرب عصير وشرقت من الكسوف 
نظر لها يزن بقلق وقالها ـ انت كويسه 
اومات آرين بحرج كل ده وماري بتتابعهم بغيره وغيظ وقالت جواها 
قريب اوي هتطلع الجربوعه دي من البيت وب ايدك يا يزن قريب اوي 
يزن ببرود ـ طيب بما انو الكل موجود ف انا عاوز اقلكم خبر 
الكل انتبه ليه 
أيمن بمكر ـ قول يا يزن 
يزن بنفس النبره ـ كتب كتابي علي آرين بليل وبكره هعمل حفله عشان اعلن خبر جوازي 
نزل الخبر علي الكل بصدمة ماعدا أيمن اللي ضحك بسعادة كبيره وقال ـ الف مبروك يا حبيبي 
ماري بغضب وصوت عالي ـ نعم ازاي ده انت هتتجوز الجربوعة دي 
قلم خماسي نزل علي وشها من ابوها 
أيمن بغضب ـ امشي اطلعي علي فوق 
ماري بدموع وبجاحه ـ لا مش هطلع الكل عارف اني بحب يزن مش هتيجي واحده محدش عارف حتي هيا بنت حلال ولا حرا*م وتاخده مني بالسهوله دي 
يزن بصوت جهوري وغضب ـ مااااري 
ولسا هيروح ناحيتها ذهب ناحيته ولاد عمه يحوشوه فهم عارفين كويس يزن وقت غضبه مش بيفرق بين ست وراجل 
أيمن بخوف علي بنته ـ معلش يا يزن انت عارف انها متسرعه في الكلام بس ومش قصدها حاجه 
يزن بغضب وصوت عالي وقد نسي وجود آرين تماما ـ قسمابالله لو غلطت تاني لاكون دافنك ومش هيهمني حد إلااا دييي فااهمه ولاا لا وكلي عيش وامشي في جنب انا لو غضبي طالك وديني هدفنك عايشة فااااهمه 
قال اخر جمله بصراخ انتفض له الجميع 
لؤي بجدية ـ اهدي يا يزن خلاص ونظر ل ماري وقالها ـ امشي اطلعي علي فوق 
كانت ماري تنظر إلي يزن بخوف شديد 
ويزن بيبصلها بغضب وصوت تنفسه عالي جدا 
بخفوت ـ يزن 
جاء لاذنه صوتها الذي يدل علي خوفها غمض عينه بغضب كبير وهو بيلعن نفسه علي غباءة ازااي نسي وجودها 
الفت لها سريعا وقد المه قلبه علي تلك النظره نظرة خوف 
لكنه لا يستطيغ السيطره علي غضبه ويريد الان بشده قتلها كيف تجرا انت تقول هذا اللعنه اريد قتلها الان 
شهقت آرين بخوف منه فعيونه سوداء جدا وعروق رقبته بارزة بشده 
آرين بخوف وهيا بتقرب منه  بحزر ـ يزن اهدي 
يزن بغضب وتحزير ـ آرين ابعدي 
وقفت آرين بخوف بس كملت تاني وهيا بتهديه 
اهدي يا يزن محصلش حاجه 
غمض عينه بغضب كبير ـ آريييين 
وقفت قدامة ومدت إديها بهدوء ومشتها علي جبينه تمسح عليه بحنان 
ـ هششش اهدي خلاص حصل خير هيا مكنش قصدها 
كان الكل بيتابع بصدمة كبيره 
فتح يزن عيونه بعد دقائق وقد عادت ل لونها الطبيعي 
ابتسمت آرين وقالت ـ لون عيونك حلو اوي لما بتعصب مش بتبقي حلوه بتخوف اوي يماااامي 
ضحك بخفة علي تعبيرات وشها 
آرين بحماس ـ هتاخدني بقا مشوار زي موعدتني 
يزن ب إبتسامة ـ حاضر 
ولف للعيله ونظر ل ماري ببرود وقال
ـ المرة الجاية مش هعديها 
ومسك ايد آرين وطلع من القصر 
رعد ـ هو اللي شوفته دي بجد ازاي قدرت تهديه كده بالسهوله دي 
مرفت ب ابتسامه ـ روح يا فهد جهز لترتيبات كتب كتاب اخوك 
يلا كل واحد علي شغله 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الليل 
ـ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير 
ميرفت بسعادة ـ لولولولولولولولي 
وراحت في اتجاه أرين وحضنتها بسعادة 
ــ مبروك يا حبيبتي 
آرين بتوتر ـ الله يبارك فيكي يا طنط 
مرفت بإعتراض ـ لا طنط اي بقا قولي يا ماما 
آرين بخجل ـ حاضر يا ماما 
كان يزن متابعها من اول كتب الكتاب 
قام من مكانه وقال  
فهد ورعد ولؤي الحفلة بكره تحت إشرافكم مش عايز غلطة واحده وابعت هات حرس ذيادة للامان 
ريفان بسخرية ـ وانا هعمل اي 
يزن ببرود ـ اتفرج عليهم 
ضحك الكل 
نظر يزن ل آرين اللي كانت بتفرك في ايدها من التوتر،وراح مسك ايديها وشدها وراه طلع علي السلم ودخل جناحه 
آرين بتوتر وهيا شايفاه بيقرب منها ـ في اي 
يزن بخبث ـ مبروك يا عروسه 
آرين بخجل ـ  الله يبارك فيك يا يزن 
غمض عينه بتوهان وقال ـ قوليه تاني 
آرين ب إستغراب هو اي 
شدها يزن من ايدها لحضنه وحاوطها بتملك وقال ـ اسمي قولي اسمي 
آرين ببراءة وبرقه ـ يزن 
هنا يزن فقد قدره تحملة هو صابر عليها من اول مشافها بس هيا دلوقتي بقت مراته حلاله لا باس بقبلة بريئه ونزل لشفتيها يقب*لها بر*قة وتم*لك وحب 
غمضت آرين عيونها بتوهان شديد وهيا حاسة قلبها هيطلع من مكانه من قوة نبضه ورفعت ايديها بدون وعي وحاوطت عنقه وهيا بتبادلة بشغف رفعت ايدها وهيا بتغلغل ايدها في شعره الاسود الفحمي الطويل وهيا بتشده 
بعد عنها بعد مدة وهو ياخد انفاسه بصعوبة ونظر لها ويا ليته لم ينظر لها شفتيها المنتفخه ووجهها الذي اصطبغ باللون الاحمر كانت مغمضه عيونها بخجل شديد مشي بإصبعه الابهام علي عيونها وقال 
افتحي عينك يا آرين 
نفت براسها من شدة الكسوف 
ضحك عليها وقال ـ افتحي عينك يلا يا آري 
فتحت عنيها ببطي ونظرت له بخجل 
يزن بحنان ـ روحي خدي دش ونامي يلا بكره يوم طويل 
اومات ولسا هتطلع بره الجناح مسك ايدها بسرعة وقال ـ اي ده راحه فين 
آرين ببراءة ـ هروح اوضتي 
يزن بهدوء ـ لا انتي من يوم ورايح هتنامي معايا هنا 
.
آرين ـ بس 
يزن بهدوء ـ يلا آرين انا دلوقتي بقيت جوزك يعني المكان اللي انا فيه انتي هتكوني فيه تمام 
اومات ب احراج 
يزن بخبث ـ والله انتي شكلك عايزه تتبا*سي تاني
شهقت بخجل وجرت علي الحمام ووراها ضحكات يزن الرجولية 
بعد نصف ساعه 
كان يزن نايم علي السرير وهو حاطط ايده ورا راسه بيفكر بشرود فاق علي صوت آرين وهيا بتناديه بخجل 
يزن بهدوء ـ في اي يا آرين 
آرين بخجل ـ مجبتش معايا هدوم 
ابتسم بهدوء وراح ناحيه دولابه وطلع منه قميص اسود ليه وقالها 
خودي البسي ده دلوقتي 
اخدته منه بسرعه وقفلت الباب اما هو ف إستغرب من تصرفاتها وضحك عليها وقال مجنونه 
بعد دقائق خرجت 
نظر لها بتوهان وهيا لابسه قميصه لعن تفكيره الغبي اللي دايما بيجي عليه بلع ريقه بصعوبه وهو شايفها واقفه قدام المرايه بتنشف شعرها كل ده وآرين مخدتش بالها منه 
لفت آرين وقالت ـ يزن انا هنام ف.. وسكتت ب احراج 
يزن بمكر ـ اي في اي 
آرين بخجل ـ انت قاعد كده ليه 
كده ازاي يعني 
آرين ـ روح البس تيشرت 
ـ لا انتي تتعودي علي كده بقا انا مش بعرف انام غير كده 
عضت علي شفايفها بحرج .
نفخ يزن بنفاذ صبر وقال ـ حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده والله 
نظرت له ب إستغراب فأشار لها بالتقدم نحوه 
ذهبت ب اتجاهه وشهقت فجاة بسبب انه شدها ووقعت في حضنه عدلها بخفه في حضنه وحاوطها بتملك وشد الغطا عليهم وقال ـ يلا نامي يا طفلتي 
آرين بكسوف ـ يزن 
يزن وهو حاسس انه خلااص ـ ابوس ايدك نامي والا هقوم واتهور 
غمضت عنيها بخجل ودفنت وشها في عنقه من الخجل ضحك عليها وباسها من راسها وشدد علي احضانها ونااام 
نبذة عن البارت الجاي 
يزن بصراخ ـ آريييييين 
كان الكل واقف بصدمه وهما شايفين آرين غرقانه في دمها في احضان يزن 
يتبعع ....
في صباح اليوم التالي
كان سايق عربية ومخليها علي اسرع درجة وبيردد مع الميوزك الانجليزية اللي مشغلها عن السيارات فهو يعشق السيارات 
ذياد احمد الدمنهوري الراس الثالث ل المثلث 
( زياد وعز ويزن)
ذياد وهو بيتكلم في التلفون ببرود ـ مبدأ ذياد واضح في الحياة الغلطة عندي بق*طع الرا*س علطول 
وقفل الخط وعلي صوت الموسيقي اكتر وهو بيذود من السرعة
بعد مدة وصح قصر الصياد نزل بهيبتة 
الحارس بخوف ـ ذ..ذياد بية نورت يا باشا 
مردش عليه ودخل 
ذياد وهو واقف علي باب القصر 
ذياد ب ابتسامة ـ والله ووقعت يا وحش 
ابتسم يزن ابتسامة بسيطه ولف 
يزن بمكر ـ عقبالك يا ديزل
ذياد اتقدم وهو رافع ايده ـ لا ياعم بعد الشر حب اي وهم اي بس 
يزن ببرود ـ هنشوف 
ذياد وهو بيرقص حواجبة ـ هنشوف يا يزن بيه 
مرفت بسعادة ـ ذياد اخيرا يبني جيت 
ذياد بضحك ـ حبييت قلبي وحشتيني يا ست الكل ورا عندها وباس ايدها بحب كبير 
مرفت بدموع ـ كل دي غيبه يبني 
ذياد بإبتسامة ـ معلش يا حبيبتي خلاص انا قاعد علي قلبكم من يوم ورايح اهو 
نادين نزلت تحت جري اول معرفت انو ذياد جه حطت ايدها علي قلبها وابتسمت بس افتكرت حاجه وغمضت عنيها بالم 
ذياد بهدوء ـ ازيك يا نادين 
نادين ببرود مصطنع وهيا ماشيه في اتجاه المطبخ ـ الحمدلله يا ابيه حمدالله علي السلامه 
رفع حاجبه بإستنكار وقال بهمس ـ كبرتي يا بطتي 
بغضب ـ يززن 
التفتو كلهم علي السلم بزهول 
نزلت آرين ووقفت قدام يزن وهيا بتقول بغضب ودموع ـ الفستان بتاعي مقطوع 
يزن ب إستغراب ـ نعم مقطوع ازاي 
آرين بنرفزه وطفولة ـ مقطوع يا يزن مقطوع الحفلة هتبدا كمان ساعتين والفستان ..... 
وسكتت بدموع 
يزن بحنيه ـ طب اهدي نص ساعة ويكون عندك فستان غيرو 
آرين بفرحة ـ بجد 
اوما بهدوء وهو بيبص ل ذياد اللي رافع حاجبة وبيبصله بخبث 
احم ذياد دي آرين وكمل بتملك آرين يزن احمد الصياد ...مراتي 
ذياد بهدوء ـ اهلا يا مرات اخويا 
آرين بغباء ـ مين العمود ده 
نظر لها بصدمة كبيرة 
يزن وهو بيحاول يكتم ضحكته ـ احم ..آرين ذياد الدمنهوري ابن خالتي وصديقي المقرب 
آرين ـ اااه طيب اوك وكملت بتهديد ـ يزن الفستان لو مجاش خلال نص ساعة مش هسيبك في حالك فاهم 
ابتسم يزن وقال ـ حاضر يا حبيبتي اطلعي انتي فوق علي ما الفستان يجي 
نظرت له من فوق لتحت وطلعت 
يزن بزهول ـ هيا بتبصلي كده 
ذياد كان مصدوم هو شايف يزن تاني خالص مين ده ده مش صديقه ابدا فين يزن الوحش اللي علطول متعصب والكل بيخاف منه وافتكر طريقة كلام آرين معاه وقال ده لو حد كان كلمة كده كان زماني بدفن جثته دلوقتي وبعدين ضحك بتسلية ـ الظاهر كده الوحش وقع في حب الجميلة ومحدش سمي عليه دا احنا هنشوف مواهب هههههه
مرفت بحنو ـ ذياد يا حبيبي فطرت يا نور عيني 
ابتسم ذياد بحب وقال ـ ايوه يا ست الكل اومال فين الباقي 
يزن بهدوء ـ الكل ورا في الجنينة الخلفية بيجهزو للحفلة 
اوما ذياد بهدوء وقال ـ هطلع اخد دش واجيلك يا كبير 
ربت يزن علي كتفة ومشي يروح يشوف باقي التجهيزات 
ذياد كان طالع علي السلم بس وقف بصدمة ولف بسرعة والدم غلي في عروقه وهو شايف نادين واقفه بتتكلم مع عامل من العمال وبتتكلم معاه 
عند نادين 
كانت بتشرح ل عامل بحماس 
نادين بحماس ـ اول م آرين تنزل الورد يقع عليها والنور يتركز عليها 
العامل ـ امرك يا ست هانم 
نادين برجاء وطفولة ـ امانه عليك فهمت هتعمل اي بالظبط ولا لا 
ـ ممكن تقوليلي عادي وانا افهمه 
اتعرفت علي صوته فورا ولفت ببرود وقالت 
ـ شكرا يا أبيه انت حضرتك لسا جاي من سفر اتفضل روح انت استريح 
ذياد بغيظ للعامل ـ روح انت وشوف شغلك 
اتوترت نادين ولسا هتمشي بس وقفت لما قال 
استني عندك 
بلعت ريقها بخوف بس مثلت الجمود 
وقف ذياد قدامها وقال 
كبرتي يا نادين 
نادين بسخرية ـ امال انت مفكر اي هترجع تلاقيني نادين الطفلة 
نظر لها بهدوء ومتكلمش 
نادين ـ عن اذنك ومشت 
بينما ظل هو يتابعها بشرود 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الليل 
كان أيمن ورؤوف بيستقبلو الضيوف 
ويزن وذياد واقفين مع مرفت وذياد محاوطها ب ايده علي كتفها وبيتغزل فيها بمرح 
ورعد وفهد ولؤي بيتاكدو علي الجهه الامنيه ومفيش حد بيخش غير لما يتفتش بدون اثتثناء
مرفت بسعادة ـ انا مش مصدقة 
ذياد بإبتسامة ـ لا صدقي يا ست الكل انا نقلت شغلي كله هنا 
مرفت بحب ـ ربنا يبارك فيك يا حبيبي ويكفيك شر المرض ويبعد عنك ولاد الحرام ويوعدك ببنت الحلال يارب 
أمن يزن علي كلامها 
عز الدين بمرح ـ زيييزووو وحشتني يا راجل 
ذياد بحب ـ اهلا يا حبيب اخوك عامل اي 
ذياد بمرح ـ عامل كباب حله ههههه 
ضحك ذياد علي صديقة التافه وقال ـ يبني انت مش هتعقل بقا 
شهق عزالدين بصدمة مصطنعة وقال ـ اخس عليك يا زيزو علي فكره انا ممكن اقعدك في قعدة عرب علي الكلمه دي 
ضحك الكل عليه 
بعد ساعه 
مرفت ـ اوم.... وكملت بإبتسامة وهيا بتبص علي السلم ب انبهار حبيبت قلب امها جات اهي بسم الله ماشاء الله 
نظر ذياد بهدوء علي السلم ثواني وانصدم مين دي ..؟ 
كانت نادين نازله من علي السلم بهدوء ورقه كانت لابسه فستان جميل جدا 
تاه ذياد في جمالها الان هو يري نادين الانثي وليس الطفلة 
سمع واحد من وراه بيقول 
ـ وااو مين الجميلة دي 
واحد تاني ـ دي اخت يزن الصياد 
بتوهان ـ جميلة اوي 
قبض ذياد علي ايدة بعصبيه شديدة 
راحت نادين ووقفت جنب يزن بتوتر 
يزن بإبتسامة ـ اي الحلاوة دي 
فرحت جدا ونست توترها وقالت ـ بجد يا أبيه 
حضنها بحب وقال ـ قمر يا قلب اخوكي 
مرفت بحب ـ بسم الله ماشاء الله قمر اوي يا نادو ربنا يحميكي يا قلبي 
حضنتها نادين بسعادة وقالت ـ ربنا يخليكي يا احلي ماما 
ذياد بغيظ وغيرة ـ مش ضيق شويه من عند وسطك يا نادين 
كانت هترد علي بإبتسامة بس اختفت وقالت ببرود ـ لا مش ضيق وبعدين ده ابيه يزن الي جبهولي 
سمعو صوت صفير 
ـ وااو اي الحلاوة دي يبت يا نادين 
نادين بشكر ـ شكرا اوي يا رعود 
حضنها فهد وقال ـ قمر اوي يا نادو 
شكرته نادين بسعادة 
استشاط ذياد من الغيرة وهو شايفها في حضن  فهد لكن مثل البرود 
شهقت نادين بفرحة 
ـ أررين جاات اهي هيا والبنات 
نظر الجميع الي السلم وانبهرو من تلك الملاك في فستانها البنفسجي المنفوش كانت جميلة جدا جدا انبهر يزن من جمالها واتقدم وراح ناحيه السلم واستقبلها ومد ايده ابتعدت البنات من خلفها وهم يضحكون بسعادة مدت ايدها بتوتر وحطتها في كف ايده الكبير اول ما لمست ايده الاضواء انطفت ونور ابيض متركز عليهم والورد بيقع عليهم 
يزن بتوهان ـ رفقا بقلبي يا جميلة 
ضحكت آرين برقة وخجل 
ببراءة ـ شكلي حلو يا يزن 
بحب ـ قمر يا قلب يزن 
اخفضت عينها بحرج شديد 
مسك ايدها ب إحكام شديد ولف ليهم وقال اقدم ليكم حرم يزن احمد الصياد 
وكمل بتملك شديد وصوت عالي
آرين يزن احمد الصياد 
صفق الجميع بحراره 
نزلو وبدا المؤتمر الصحفي ويزن جاوب بكل هدوء وآرين واقفه جنبه ماسكه ايده بتوتر كبير ويزن كل شويه بيطمنها وبيحاول يهديها وكانت الحفلة جميلة جدا جدا 
بعض نص ساعه كان الوضع كالتالي 
شغال موسيقي هاديه و وآرين واقفه مع بنات العيله وبتضحك وتهزر معاهم
ويزن وأيمن واقفين مع رجال الاعمال 
وذياد واقف في ركن وماسك كوبايه قهوة وفي ايده التانية سيجارة وبيتابع نادين بهدوء كبير وقلبه بيغلي بسبب هزارها وضحكها مع شباب العيلة 
وعز الدين كان بيتجول بعينه في كل مكان للحماية 
وماري كانت بتخطط للشر وواقفه في ركن بعيد وبتبص علي آرين بكره شديد 
كانت آرين حاسة بدوخه شديده بس تجاهلت الامر وحاولت متبينش تعبها 
نادين بقلق ـ مالك يا آرين 
آرين ب ابتسامة ـ انا كويسة يا نادو بس قوليلي اي الجمال ده 
نادين بغرور مصطنع ـ انا علطول جميلة أصلا 
رعد بمرح ـ مين اللي قال كده 
نادين  بغيظ ـ انت عاوز اي يبارد انت 
آرين بضحك ـ بس يا رعد متزعلش نادو 
نادين بغيظ اكبر ـ والله العظيم يختي شيفاني عيله صغيرة ولا اي 
رعد وآرين ـ ههههههه 
نادين بطفولة ـ عاااااا بقا 
فهد جه من وراهم وقال ـ مزعلين نادو ليه 
زينه بضحك ـ انت عارف نادين ورعد مش بيبطلو خناقات ههههه 
عند ذياد حط فنجال القهوة علي التربيزه ورمي السيجارة واتحرك ناحية الموسيقي الكل انتبه ليه راح ناحيه راجل الجيتار وخد منه الجيتار وقعد 
وبدا يعزف عليه بمهارة عاليه جدا ولحن جميل وهو بيغني اغنيه انجليزيه
والكل حرفيا كام مبهور بيه والبنات بتهمس عليه 
وهو بيغني بشرود وهو بيبص علي نادين اللي كانت بتبصله بعتاب وزعل كبير وسابتهم وطلعت جري علي بره 
كان بيتابعها لحد ماختفت وغمض عينه بالم وهو بيعزف بالجيتار وبيغني 
انتهي ووقف الكل سقف ليه وعز الدين صفر بمرح شديد ويزن ابتسم 
ابتسم ليهم بهدوء وطلع سيجارة تانيه وطلع من القصر راح وراها 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الحديقه كانت بتجري وهيا بتعيط واتكعبلت ووقعت 
نادين بعياط وصرخت بكل الم من قلبها ـ ااااااااه ليه ليه لسا بحبه هو اللي سابني هو ..هو اللي اللي سابني  ..ليييه مش قادرة انساه ااااه يا قلبي ...حرااااام والله حراام اللي بيحصل فيا ده انا بكرهه انا .. انا كدابة انا عمري مكرهته بالعكس حبي ليه بيذيد طب ..طب ليه انا ..انا بس اللي بتعذب ياااارب ارحمني بقا وشيل حبه من قلبي يارب وعيطت جامد 
كان واقف وسامعها قلبه وجعه عليها وندم ووجع والم ودموع قلبه كل يوم بيعيط ببعدها كل يوم بينزف كل يوم بيموت 
اتقدم منها بخطوات بطيئه جدا وقال بهمس 
ـ نادين 
سمعت صوته وغمضت بحزن ودموع ولفت ليه بوجع وصرخت فيه ـ امشيي جاي ليه جااي تشوفني مكسو*رة جاي تشوف عا*يشه ولا لا جاي تشوف وجعي جاي تشوفني وانا بمو*ت كل يوم بسببك ب البطي جاي تشوف انا عامله ازاي بعد اللي عملته فيا 
وقفت وراحت ناحيته ومسكته من ياقه قميصه بغضب ـ انا بكرهك يا ذياد انا بكره الساعه اللي حبيتك فيها انت اذتني جامد بعد ..بعد محبيتك بجنون جات انت وبكل برود طعنتني بالسكينه في قلبي وسبتني ومشيت ومعرفتش عنك حاجه جااي بعد مكنت قربت اتاقلم مع وجعك جااي تذود وجعي من تاني انت اييي قلبك ده اييي مش بيحس حجر يا اخي والله الحجر لو كان بيحس كان لان انما انت معندكش قلب جرحت قلبي وخليته ينزف ويموت ب البطي وسبتني من غير مبرر 
وبعدت عنه بدموع وقالت ـ وانت هتحس بيا ليه هو انت بتحبني مثلا بعد الشر اللي بيحب حد بيحس بيه زي منا حسيت بيك وقت انضربت ب الرصاص وقت كنت موجوع حسيت بيك ب..بس انت يا ذياد عمرك م حسيت بيا 
ووقعت علي الارض بوجع وقالت ب الم ـ لو بتحب ربنا ابعد عني انا تعبت والله والله تعبت وانفجرت في البكاء الحاد 
اما هو كان بيسمعها بألم كبير في قلبه نعم فهو عاشق لكن ليس بيديه حيله حياتها اهم منه واهم من كل شي 
نزل لمستواها وشدها لحضنه ونادين كانت بتحاول تبعده عنها بغضب كبير بس في الاخر استسلمت وحضنته بدموع ووجع والم فراق دام لسنوات 
ذياد بألم ـ مش كل حاجه انتي شايفاها حقيقه يا نادين 
نادين بدموع ـ طب قولي اي اللي حصل اليوم ده قولي امانه عليك وريح قلبي 
سند جبينه علي جبينها وعيونه اغرقت بالدموع ـ غصب عني يا قلب ذياد غصب عني لازم ابعد عنك انا اسف 
نادين بدموع ـ ذياد 
ذياد بمقاطعه ـ هشششش انا عايزك تعرفي حاجه واحده بس انو انا عمري محبيت ولا عشقت غيرك وكل حاجه انا بعملها غصب عني والله 
نادين بوجع ـ طب ليه اللي بيحب حد مش بيبعد عنه صح 
ذياد وهو حاسس قلبه قدرة التحمل بتاعته خلصت ـ نادين انا 
نادين بدموع وهي بتبص في عينه ـ انت اي يا ذياد قولي اي اللي في قلبك انا شايفه وجه وهم وحزن كبير بس انت اللي رافض انت اللي مبعدني عنك يا ذياد متسبنيش تايهه وفي وجعي كده امانه عليك 
باس جبينها بعشق كبير وقالها ـ قومي خشي جوه يلا 
نادين بدموع ـ بس 
ذياد بوجع ـ قومي يا نادين قومي وسابها ومشي 
عيطت بوجع كبير ـ مالك يا ذياد وحطت ايدها علي قلبها وعيطت جامد 
الحفلة انتهت ونقول بعد 3 شهور كان حصل فيهم حاجات كتيره اوي يزن اتعلق ب آرين جامد وعشقها حد الهوس لدرجه انو بيغير عليها من امه وآرين لبست الحجاب بعد الحفلة ب أسبوع علطول ونادين وذياد علي نفس الوضع وتعب آرين اللي خافياه عن الكل وخصوصا يزن اللي مش بيستحمل عليها الهوا ومرفت حبت آرين جامد والعيله كلها حرفيا حبتها جامد وآرين اللي مش بتعرف تنام غير في حضن يزن والكل بقا عارف اميره الوحش والعالم كله تقريبا مصدوم انو الوحش عشق لدرجه انو يعترف بحبه وعشقه ليها قدام العالم كله لكن هو معاها شخص تاني خالص بس مع الناس الوحش كما هو لكن هل ستدوم هذه الفرحة هل ستكتمل هذه القصه،ولنري اي اي مدي وصل جنون ذالك العاشق 
دخل الجناح يدور عليها عشان منزلتش تحت من الصبح 
يزن بإستغراب ـ آرين،..!
بضعف ـ اا..انا هنا ي..يزن 
انخلع قلبه وهو يراها مرميه علي الارض وانفها ينز*ف بشده 
يزن بخوف ـ آ..آرين مالك فيه اي 
آرين بالم في رأسها ـ ا..انا دا*يخه اوي واغمي عليها 
يزن بصراخ وخوف ـ آريييييين 
انفزع الجميع تحت وطلعو فوق بسرعه 
دخلو وانصدمو آرين انف*ها بينز*ف جامد وهيا في حضن يزن 
يزن بخوف ـ م..ماما ..تعالي بسرعه ..آرين مش راضيه تفوق 
مرفت بقلق ـ شيلها بسرعه نوديها المستشفى 
فاق يزن وشالها بين ايده ونزل بيها وراح علي العربيه وساق ب اقصي سرعه للمستشفي والكل راح واه
بعد مده قصيره وصل ونزل من العربيه وشالها ودخل وهو بينده علي الدكاترة بدموع وخوف وعصبيه 
بعصبيه ـ فييييين الزفت 
الممرضه بخوف ـ حطها هنا يفندم 
جه الدكتوره وقالت ليهم ودوها علي غرفه الفحص بسرعه 
ودخلو آرين غرفه الفحص ويزن واقف بره وايده بتترعش بخوف 
بعد مده جات العيله كلها ووقفت جنب يزن اللي كان قاعد علي الارض بتوهان 
عدي ساعتين الممرضين طالعين وداخلين بمحاليل وتحليلات وكياس دم،
بعد نص ساعه كمان طلعت الدكتوره وقلبها بيدق برعب 
قام يزن بسرعه خافت الدكتورة من هيئته كانت عيونه حمراء كالدم وشعره مشعث وهدومه مش مهندمه 
يزن بقلق ـ هاا فاقت هي كويسه صح 
الدكتور بتوتر ـ احم ..هو استاذ يزن 
يزن بنفاذ صبر وعصبيه ـ اخلصي 
الدكتور بخوف ـ المدام آرين للاسف عندها سل*طان في الد*م وحالتها حر*جه جدا و سكتت بصدمة،
الجميع بصدمة ـ يزن 
يتبعع .....
> "يقولون: الحب أعمى... وهو يقول: أصابني العمى حين أحببت. ولكن ماذا يفعل؟ ها هو قد أحب وحدث ما حدث." 
♛♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♛
# رواية الطفلة والوحش 
الجميع بصدمة ـ يزن 
يزن خن*ق الدكتورة بغضب وقال ـ انتي بتقولي اي ياا حيو*اانه انتي آ..آرين كويسة اه هيا كويسة انتي بتكدبي 
جري علية ذياد وفهد يحاولو يمنعوه 
يزن بصراخ وغضب وهو بيبعدهم ـ ابعدووو عني انتوو شاايفيين بتقول ايي الحيو*انه دي والله مش هر*حمها آرين كويسه لااااااا اااااه يارب لا متعاقبنيش بالطريقة دي لااااا يارب لاا متاخدهاش مني ياارب ااااه يا قلبي 
وو*قع اغمي عليه 
مرفت بعياط وخوف ـ يزن ابني الحق ابني يا أيمن 
جري عليه الممرضين وشالوه ودخلوه غرفه جنب غرفه آرين 
قعدت مرفت علي الكرسي بحزن وعياط ـ لدرجه دي بتحبها يا يزن تقع من طولك عشانها ورفعت ايدها وقالت رحمتك ياارب 
نادين قعدت علي الارض تعيط بصمت نظر لها ذياد بالم لدموعها وكان نفسه في الوقت ده ياخدها في حضنة
كان رعد في حاله توهان فهو يعتبر آرين اخته راح عليه فهد ورتب علي كتفه بحزن 
رعد بدموع وهو بيبص ل فهد وقاله ـ آرين يا فهد 
فهد بحزن ـ هتعدي يا رعد واحنا كلنا جنبها 
راحت لينا ل نادين ونزلت علي ركبها وقدت جنبها ورفعت وشها ب ايدها 
نادين بدموع ـ آرين لو حصلها يزن هيدمر يا لينا وانا مش هقدر علي خسارتهم 
ابتسمت لينا بدموع وشاوت علي السماء  وبعدين حطت ايدها علي قلبها واتنهدت 
قالت ( لا تحزن ان الله معنا )
اومات نادين بدموع حضنتها لينا وهيا بتحاول تتحكم في دموعها 
خرج الدكتور من عند يزن والكل جري عليه 
مرفت بخوف ـ يزن ..ماله يا دكتور 
الدكتور ـ عنده انهيار عصبي حاد انا اديته مهدي دلوقتي وان شاء الله بعد ساعه كده هيصحي الف سلامه ومشي 
رؤوف بحزن ـ اللهم اجرنا في مصيبتنا يارب 
بعد ساعه 
فتح يزن عيونه وهو بيبص حواليه ب إستغراب ثواني وكان افتكر آرين واللي الدكتورة قالته انتفض مكانه وحاول يقوم بس كان دايخ لسا حط ايده علي راسه بتعب وحاول يقوم تاني دخل فهد وجري عليه بخوف 
فهد بخوف ـ يزن انت تعبان رايح فين 
يزن بغضب ـ ابعد عني انا لازم اروح ل آرين انا مش هسمح يحصلها حاجه فاهم 
فهد بتوتر  وهو بيحاول يقعدة ـ ط..طب اهدي واحنا معاك في اي حاجه وآرين ان شاء الله هتكون كويسة 
يزن بعصبيه شديدة ـ ابعد عني بقولك 
دخل لؤي وذياد بسرعة 
ذياد بتساؤل ـ في اي 
يزن بزهق ـ ذياد خليهم يبعدو عني انا متحكم في نفسي بالعافيه 
لؤي بخوف علية ـ يزن ارجوك متعاندش انت تعبان وآرين مش هتستحمل تشوفك تعبان كده صح 
زق*هم يزن بعصبية شديدة وهو بيك*سر كل حاجه حواليه بغضب 
يزن بغضب وصوت جهوري ـ وديني اللي هيمنعني اشوفها لاكون قا*تله 
سكتو بصدمة كبيره وهما شايفينه بالحاله دي يزن عشق لا ده عدي مرحله العشق بكتير ده مهووس ب آرين 
طلع يزن من الغرفه وهو حاسس بدوخه كبيره جدا وساند علي الحيطه 
جرو عليه الكل 
والكل حاول يمنعه بس الرد كان الغضب والتهديد فقط 
وقف قدام غرفتها ومد ايده يفتح الباب وايده بتترعش
دخل ونقل بنظره في انحاء الغرفة حتي وقعت عيونه عليها 
كانت نايمه كالملاك متوصله ب أجهزة كثيرة بشرتها شاحبه بيضاء عروق يدها بارزة وفي يدها تلك الكانولا المتوصله بمحلول اتقدم منها وهو في حاله توهان شديدة قعد علي الارض جنب السرير مسك ايدها برفق بين ايده وباسها بشفتيه المرتعشة وتلك الدموع المتحجرة في عيونه 
يزن بصوت مرتجف ـ آ..آرين ح..حبيبتي قومي انا يزن حبيبك ..انتي عارفة الدكتورة الغبيه دي مش عارفه حاجه ا..انا عارف ..عارفه بتقول ..انتي عندك سرطان في الدم وبعدين شهق بعدم تصديق وهو بينفي براسه ...لا لا لا مستحيل مستحيل انتي مستحيل تسبيني ..انتي هتفضلي جنبي ..مش هتسبيني ..انا حبيبك ..يزن ..انا زعلان منك ..ي..يعني انا بكلمك ..و..وانتي مش بتردي عليا ..ول..ولما بخاصمك بتزعلي وتقعدي تعيطي ...بس ..بس المرة دي ..انا مش هكلمك تاني ... وبعدين زعق بوجع كبير في قلبه ودموع ...آرييين لا مينفعش مينفعش تسبيني طب طب واحلامنا مش قولنا هنحققها سوا ..طب طب هنحققها ازاي وانتي نايمة ومستسلمة كده لااا ومسك ايدها وحطها علي قلبه وقال بعياط متوجعيش قلبي يا آرين عشان خاطري قومي انا هنا معاكي متخافيش من حاجه هنعدي كل ده سوا بس ارجوكي متسكتيش كده ساب ايدها وحاوط وشها ب ايده وقال بضعف .. انا بستقوي بيكي عشان خاطري فوقي بقا انا ..انا حاسس روحي بتنسحب مني ..هموت يا آرين ..هموت لو حصلك حاجه مش هقدر ..امانه عليكي متسبنيش عشان خاطري 
قال اخر جملة وهو بيسند علي السرير براسه واجهش في بكاء مرير وهو بيترجاها تفوق وبيعيط بوجع 
كان الكل واقف علي الباب وسمعو كل كلمه قالها الوحش ودموعهم نازله وبيدعو ربنا 
أيمن بحزن ـ فهد خش جيبه مينفعش كده 
اوما فهد بحزن ودخل ببطي وقال 
يزن تعالي معايا كده غلط علي آرين 
نفي براسه بقوة وهو بيمسك ايدها جامد وبيقول بعياط ـ لا آرين مش هتبعد عني لا انا ..انا هفضل جمبها 
اتقدم منه فهد بحزن علي حاله وقال وهو بيشده ـ يزن يلا 
يزن بصراخ وهو بيمسك ايد آرين ـ لاا ابعد عني آرين عشان خاطري قومي 
شده فهد بقوة ويزن بيحاول يفلت منه وماسك ايد آرين 
يزن بغضب ـ ابعد عني يا فهد 
مردش عليه فهد وهو بيحاول يشدة 
فلت يزن منه وضر*بة بالبو*كس وقال بصراخ ـ قووولت ابعد عنييي 
رد له فهد الضربة وقال بحزن ـ يززن فوووق كده غلط علي آرين 
نظر له بغضب ولسا هيروح ناحيته بس وقف بصدمة لما سمع صوتها الضعيف 
بضعف ـ ي..يزن 
نظر لها بصدمة وجري ناحيتها وضحك بسعادة وهو بيمسك ايدها ـ آريني ..حبيبتي ..انتي فوقتي 
انسحب فهد بهدوء 
جوة 
آرين بتساؤل وتعب ـ اي اللي حصل انا فين 
يزن بحب ـ هششش متفكريش في حاجه عشان متتعبيش ا..انا معاكي 
نظرت في عيونه بهدوء وقالت بحنان ـ مالك يا حبيبي عيونك حمرا كده ليه وشعرك وهدومك مش مترتبين ليه كده 
بلع تلك الغصه التي في حلقة واجاب ـ احم ..انا ..انا كويس طول منتي كويسه 
ابتسمت آرين وقالت ـ عرفتو مش كده 
نظر لها بدموع وقال ـ هتبقي كويسه متخافيش 
اتنهدت بتعب وقالت ـ عايزه انام في حضنك 
نظر إلي الاسلاك المتصله بها .. وقال ـ ازاي انتي 
قاطعته بدموع وقالت ـ اتصرف يا يزن 
اوما بسرعه وقام وحاول ينام جنبها ونجح في الامر خدها في حضنه بتملك وحب وخوف من فقدانها 
اما هي دفنت وشها في حضنه واتنهدت بتعب 
بعد وقت قصير
آرين بهمس ـ يزن 
همم يزن بخفوت وهو بيشد علي حضنها 
آرين بتزمر ـ انا عاوزه اروح البيت السرير هنا مش مريح 
ضحك بغلب عليها وقال ـ هنشوف الدكتوره الاول لو حالتك تسمح انك تروحي هروحك 
آرين بغيظ ـ طب انا جعانة طيب 
يزن بإبتسامة ـ عايزه تاكلي اي 
آرين بتفكير ـ اممم عاوزه بانيه ومحشي ورق عنب 
تنح يزن بصدمة وقال ـ في المستشفى 
آرين بمكر ـ ايوه ومليش فيه عاوزه دلوقتي 
اوما يزن بهدوء وقال وهو بيقوم من جنبها براحه ـ حد هروح اجيبهم واجي ارتاحي انتي وباس جبينها بحب وحنان وطلع 
بره 
الكل انتبه ل يزن اللي طلع من الغرفة 
مرفت بسعادة ـ آرين فاقت صح ف..فهد قال انها فاقت 
يزن ببرود ـ اه فاقت واسمعو كلكو آرين هتبقي كويسه لو 
هصرف اللي ورايا و اللي قدامي هتتعالج ومش عايز حد يتكلم معاها في الموضوع ده ومش عاوز توتر حواليها مفهوم لو عرفت انو في حد ضايقها بكلمة وديني مهرحمة وقال اخر كلامه وهو بيبص ل ماري بتحزير 
الكل قال مفهوم 
يزن ل ذياد ـ  ذياد انت وعز وندي هتتولو امور الشركة لحد م آرين تتعالج انا مش هسيبها بلغ عز 
اوما ذياد بهدوء هو وندي 
نظر يزن ل نادين اللي كانت بتبص ليه بحزن ـ نادين انتي وليليان ولينا روحو البيت يلا 
ليليان بإعتراض ـ بس يا ابيه
يزن بحده ـ انا مش عاوز جدال هنا انتي ثانوية عامه لازم تذاكري يا دكتوره 
نادين بدموع ـ انا عاوزه افضل مع آرين يا أبيه 
قبض يزن علي ايده وهو بيحاول يتحكم في نفسه ـ احم ... نادين آرين هترجع بليل متخافيش روحي انتي والبنات يلا قعدتكم هنا متنفعش ولينا مناعتها ضعيفة لو قعدت في المستشفى هتتعب يلا 
راحت نادين ليه وحضنته بقوة وقالت ـ آرين هتبقي كويسه يا يزن  
تنهد بتعب ورتب علي شعرها 
بعدت عنه وخدت البنات ومشيت مع فهد اللي راح يوصلهم بامر من يزن 
يزن ل رعد ـ وانت يا رعد 
قاطعه رعد بحزم ـ متحاولش انا مش هسيب اختي في المستشفى لوحدها 
يزن بهدوء ـ طيب روح هات اكل ل آرين عشان جعانه وطلب منه اللي آرين عاوزاه ورعد مشي 
يزن ببرود ـ وانتي يا ماري 
ماري بغيظ ـ اي 
يزن بنفس النبره ـ في مشكله في فرع فرنسا جهزي نفسك هتسافري كمان ساعتين 
فهم أيمن انو يزن عاوز ماري تبعد عن آرين 
اومات ماري بغضب ومشت تجهز نفسها 
قعد يزن علي الكرسي وحط ايده علي وشه بتعب والضغط 
قرب منه أيمن ورتب علي كتفه وقال ـ ربنا ليه حكمة في كل حاجه يبني استعين بالله وخلي ظنك فيه كبيره وادعيلها وخليك عارف علطول انك مش لوحدك كلنا معاك وفي ضهرك ومش هنسيبك لوحدك ابدا لو بصيت جنبك هتلاقي عمك محمد ولو بصيت علي جنبك التاني هتلاقي عمك رؤوف ولو بصيت في ضهرك هتلاقي ضهري في ضهرك ولو حصل اي حاجه اخواتك هيحاوطوك واصحابك متفكرش انك لوحدي وهنعدي كلنا الفتره دي واحنا ماسكين ايد بعض وآرين هتبقي كويسه ان شاء الله احمد ربنا وارضي بكل حاجه عشان ربنا يراضيك في الاخر وربنا قال اي 
يزن بخفوت ودموع ـ انا عند حسن ظن عبدي بي 
ربت أيمن علي كتفة بإبتسامة ـ اقوي يا يزن احنا مش متعودين عليك كده احنا متعودين عليك مش بتنكسر جبل مش بيهده حاجه آرين دلوقتي محتجالك 
اوما يزن وهو بيمسح دموعه وقال ـ انا هروح ل الدكتورة عشان افهم منها حالت آرين ونشوف هتبدا تتعالج امتا ومشي 
بعد شويه جه رعد ب الاكل وطلب من مرفت تدخلة ليها 
مرفت بتساؤل ـ انت مش عاوز تطمن علي آرين يا رعد 
رعد بتهرب ـ بعدين يا ست الكل عن اذنك ومشي بسرعه وهو بيحاول يتحكم في دموعه 
تنهدت مرفت فهي تعلم جيدا ان رعد حزبن ل مرضها 
دخلت وسلمت علي آرين واطمنت عليها وقالت ليها يزن جاي دلوقتي وبعت ليكي ده وقعدت معاه 
بعد اسبوع كان الكل مهتم ب آرين جدا 
يزن بصراخ وهو بضر*ب الدكتور ـ بقولك آرين مش بتتنفس 
يتبععع 
البارت الجديد: "حبّي مش حنيّن... بس قاتل عشاني"
دخل يزن الغرفة بخطوات ثابتة، ملامحه جامدة جدًا، ما فيش أثر للتعب اللي سهره طول الليل باين، بس عنيه... عنيه كانت فاضحة وجعه.
آرين كانت نايمة على السرير، عيونها مفتوحة بتحدّق في السقف، والوجع مرسوم على كل تفصيلة في وشها، بس لما شافته... حاولت ترسم ابتسامة سخيفة.
– "أهلا ب الاستاذ اللي سايبني قاعدة لوحدي "
ما ردش، قرب منها، سحب الكرسي اللي جمب السرير وقعد، عينيه عليها، مش بيحولها.
– "  انا كلمت الدكتورة ..كل التحاليل كويسة، بس الجلسة الأولى لازم تبدأ بكرة"
قالتها بهمس تعب:
– "يعني انا هفضل في المستشفي "
سكت شوية، وبعدين مد إيده بهدوء ومسح على جبينها، نبرته كانت باردة لكن صوته هادي جدًا كان بيحاول يبين انه قوي عشانها رغم الوجع اللي في قلبه :
– "آريني خايفه ولا اي .. خايفه وانا جنبك ..؟."
ابتسمت بخفة، رغم التعب:
– " لا مش خايفة طول منتا جنبي "
رفع ايده يمسح علي وجنتها بحب وحنان :
– " طب يلا ارتاحي شويه وانا جنبك اهو مش همشي "
– " يزن لو انا مخفتش همو*ت صح ..؟"
صمت لحظة…
وبعدين قالها بصوت خفيض بس نبرته قاطعة:
– "آرين... أي كلمة هبلة عن المو*ت أو الانسحاب، هقطّ*علك لسانك."
رفعت عيونها بتحدي، بس خافت من نظرته الجادة، وبعدين همست:
– "أنا... خا*يفة يا يزن."
قرب منها أكتر، وهو بيشد اللحاف عليها:
– "أنا مش هسيبك، وإنتِ مش مسموحلك تخافي. أول جلسة بكرة، وهكون قاعد هنا... ومش هقوم إلا لما تخلص. لو تعبتِ، بصّيلي. لو تعبتي أكتر، همسك إيدك. بس متفتحيش بوقك بنص كلمة ضعف، فاهمة؟"
حركت راسها بنعم، بس دموعها خانتها، نزلت رغمًا عنها.
مسك إيدها، وقال بنبرة أخيرة:
– "أنا مش طيب... بس حاربلك العالم كله. فعيشي، عشان أعيش."
---
“بين عيونه ووجعي وطن”
قضى معاها اليوم كله.
ماسابهاش لحظة.
من ساعة ما الصبح الممرضة دخلت علشان تغير لها المحاليل، وهو واقف، ساند ضهره عالحيطة، ساكت... لكن عينه بتحكي.
كل حركة بتتحركها، كل تنهيدة بتطلع منها، كل لمعة في عنيها، كان شايفها.
كانت بتتكلم وتضحك...
بتحاول تهزر معاها،
بتقول نكت مالهاش أي معنى،
بس هو كان حافظها، حافظها جدًا.
عارف إن دي محاولتها الأخيرة تخبي بيها خوفها.
– "يزن؟" قالتها وهي بتقلب وِشها الناعم عليه،
– " انا خايفة العلاج ميجبش نتيجة وامو*ت انا عرفت انو حالتي متاخرة وحرجة "
ماجاوبش.
بس عينه اتسعت، ولثانية...
شاف حياته وهي بتنهار جواه.
قرب منها، وقال بصوته الهادي لكن القاطع:
– "هتعيشي. فاهمة؟ وده مش طلب... دي أوامر."
ابتسمت بتعب، وغمضت عنيها، وقالت بهمس:
– "طيب... بس لو مو*تت، اوعى تسيبني لوحدي."
---
مرّ اليوم،
وآرين متعلقة فيه،
وهو متعلق في نفسها،
كل ثانية كانت بتمر كأنها سنة،
وكل مرة يلمس إيدها، كانت بتاخد نفس جديد.
نامت وهيا بتسمع صوت أنفاسه جنبها،
وهو قاعد على الكرسي، ماسك إيدها،
مش ناوي يقوم ولا لحظة.
---
اليوم التالي - الجلسة الأولى للكيماوي
دخلت الممرضة الصبح، بصوتها اللي فيه جدية:
– "أستاذ يزن، جه وقت الجلسة."
آرين فتحت عيونها، وعيونها باهتة...
مر*عوبة.
شفايفها بتترعش.
وبمجرد ما سمعت الكلمة، دموعها نزلت.
– "مش عايزة أروح... أنا بخاف من الح*قن، بخاف من الوجع... بخاف منك كمان!" قالتها بنبرة طفولية وهي بتحاول تخبي وشها.
قرب منها بسرعة، وركع قدام سريرها، ومسك وشها بكل هدوء:
– "أنا معاك، مش هسيبك. بصّيلي، آرين... عينيك في عينيّ، فاهمة؟"
– "بس وجع... هيكون في وجع، يزن!"
– "بس أنا هنا، هتشدي على إيدي... وأنا هشيل عنك."
قامت الممرضة، بتجهزها، لكن آرين فضلت ماسكة في إيده،
كأنها بتتعلق بطوق نجاة في بحر بيغرقها.
وصلوا لغرفة الجلسات، والدكتور وقف قدام الباب:
– "آسف، مش مسموح لحد يدخل مع المريضة، لازم تكون لوحدها."
آرين صرخت وهي بتعيط:
– "لااا! مش لوحدي! يزن، خليك معايا! متسبنيش لوحدي بخاف! بليز..."
يزن وقف، رجع خطوة،
وبص للدكتور بنظرة خلت حتى الحيطان ترجف.
– "هــدخـــل."
قالها بنبرة صلبة، حاسمة.
الدكتور ابتلع ريقه وقال بتوتر:
– "بس التعليمات..."
– "خلي تعليماتك ليك. أنا هدخل، غصب عن أي حد. ودي مش نقاش."
الدكتور سكت،
فتحله الباب بإيده المرتعشة،
وآرين دخلت متشبثة بيزن.
---
داخل غرفة العلاج
آرين اتغطت بالبطانية، وجسمها بيرتعش من الخوف،
والممرضة بتر*كب المحاليل في يدها،
وإبر*ة الكي*ماوي بتدخل الوريد.
صر*خة صغيرة طلعت منها،
شدت على إيد يزن بكل قوتها،
وصوت أنفاسها اتسارع.
يزن كان ماسك إيدها بإيده،
وعينه عليها،
شفايفه مقفولة،
بس جواه في بركان.
وشها شا*حب،
دموعها نازلة،
وجسمها بيتشنج،
وبعدين…
غمضت عيونها، وفقدت الوعي.
– "آرين! آرين!!" صوته كان فيه رعب حقيقي.
قرب الدكتور وقال بلامبالاه:
– "ده طبيعي، جسمها منهك وده رد فعل متكرر، هتفوق بعد شوية."
لكن يزن؟ ما استحملش.
بقبضة قوية، ضر*ب الدكتور في و*شة، صوته زئير:
– "إنت فاكرها رقم فـ ملف؟! دي حياتي، حياتي، فاهم؟!"
الممرضات اتجمعوا، بس محدش قدر يقرب.
يزن بصلها، لقاها ضعيفة... مرمية...
بس في حضنه، كانت قطعة منه.
رفض يحطوها على الترولي.
شالها بنفسه، بين إيديه، بحنية تخوف.
وبدل ما يطلع بيها بهدوء،
خرج من غرفة الجلسة وصدره مرفوع،
شايلها كأنها بنته
عينيه نار، ومحدش من العيلة قدر ينطق.
كلهم واقفين، شايفينه،
وهو شايلها كأنها روحه !
دخل أوضتها، نيمها على السرير،
عدّل اللحاف عليها،
وقعد جنبها، ماسك إيدها اللي بقت بردانة.
وبصوت خافت جدًا، همس:
– "وجع*ك ماينفعش أشيله... بس لو فيه طريقة أشيله بدالك، كنت هعملها بدون تفكير."
بعد وقت طويل كان الجميع مشي بامر من يزن كان قاعد جنبها وماسك مدونه وبيكتب فيها 
كان القمر واقف على الشباك…
ضوءه نازل على وشها وهي نايمة، ووشها باهت.
كأن الحياة خدت أجازة من ملامحها…
والصمت؟
الصمت كان بيصرخ.
أنا قاعد جنبها، ماسك إيدها…
إيد صغيرة، ضعيفة…
بس بترجّ قلبي زي ما عمره ما اترجّ قبل كده.
كل دقيقة كانت بتمر عليّا كأنها سنة،
وأنا مش عارف أعمل حاجة.
أنا اللي كنت بحرك الدنيا بأصبع،
واقف عاجز قدام دمعة في عينها.
تنفّسها تقيل…
وكل ما صوت جهاز المحلول يرن، قلبي بيوقف،
أخاف تكون راحت…
أخاف اللحظة اللي تبعدها عني تيجي،
وأنا حتى ما لحقتش أقولها إني... محتاجها.
أنا يزن…
الرجل اللي الكل بيخافه،
بس قدامها،
أنا طفل تايه في حضنها…
طفل فقد أمانه.
كنت فاكر إني هقدر أتحمل…
إن الحنية نقطة ضعفي…
بس الحقيقة؟
الضعف الحقيقي هو إنك تشوف اللي بتحبه بيتألم…
وإنت مش قادر تعملله حاجة.
كل شوية أبص عليها،
أطمن إنها لسه هنا…
لسه بتتنفس…
لسه قلبي ليه سبب يدق.
مش عارف أنام.
مش عارف أغمض عيني لحظة.
أنا خوفي عليها أكبر مني،
أكبر من أي حاجة.
لمست شعرها بلطف…
ونفسي تقوللي:
"أنا بخير، يزن..."
حتى لو كدب، حتى لو بس علشان أطمن.
نفسي أصرخ…
نفسي أقولها "أنا مش قوي، آرين!"
"أنا ضعيف أوي من غيرك!"
بس هي نايمة…
ووشها ساكن…
وكل ما أبص ليها، بحس إني مش عايز غير أكون سبب ضحكتها…
حتى لو الدنيا كلها بقت سواد.
آه يا آرين…
وجعك وجعني…
ونبضك هو اللي بيحركني.
---
"متسيبنيش"
الليل كان هادي جدًا…
بس قلب يزن ما نامش لحظة.
كان قاعد جنبها،
ماسك إيدها الناعمة اللي فقدت دفئها،
وصوته بيهمس لها كل شوية:
– "أنا جمبك يا مجنونة…
أنا مش هقوم غير وإنتي بتصحّي وتزعقيلي بصوتك المزعج…"
بس هي ما كانتش بترد.
نفسها كان هادي،
والجهاز جنبها شغال بنغمة ثابتة،
وهو… كل ثانية يعدّي فيها،
يحس كأن قلبه بيتآكل.
لكن فجأة…
إيدها شدت على إيده بقوة!
عيونه اتسعت،
بص ليها بسرعة…
كانت بتترعش…
وشها بدأ يحمر،
وعنيها اتفتحت بتوتر وهي بتدمع،
شفايفها بترتعش، ومش قادرة تتنفس.
– "آرين! آرين!!!"
صوته اتفجر، قلبه وقع في رجليه.
– "حد ييجي! الدكتوووور!!"
كانت دموعها نازلة،
وعنيها بتبص له كأنها بتستغيث.
كأنها بتقوله:
"مش قاد*رة… ساعدني…"
وهو؟
اتجنن.
– "آرين!! متسيبينيش!! متـــــسيبينييييش!!!"
دخل الدكتور والممرضة جري،
وهو بيصر*خ بصوت هزّ المستشفى كلها:
– "بتن*هج!! مش قاد"رة تتنفس!! إلحقو*وهاااااا!!!"
الدكتور جه يبعده،
لكن يزن زقه بحدة:
– "هقت*لك لو حصلها حاجة !!!"
الدكتور قرّب،
والممرضة جهزت جهاز الأوكسجين،
حاولوا يركبوه على وشها وهي بتتشنج وتدمّع،
وإيدها لسه متمسكة بإيد يزن كأنها طوق نجاتها.
– "هدي نفسك يا أرين… النفس داخل… برافو… كده… شويه كمان…"
الدكتور كان بيهديها بصوت هادي،
وهي بتتشنج أكتر،
وصدرها بيرتفع وبيقع بسرعة مخيفة.
يزن قرب على ودنها وهمس لها بصوت مكسور:
– "أنا معاكِ… متخافيش… أنا هنا، والله ما هسيبك… يا ملاكي متروحيش وتسيبيني لوحدي."
لحظة…
لحظة وعيونها بدأت تترجّع لطبيعتها،
ونفسها اتظبط شوية شوية،
ودموعها خفّت،
وبدأت تغمّض عنيها تاني بهدوء.
الدكتور بص ليزن وقال له وهو بيهدى:
– "كانت نوبة ذ*عر قوية بسبب الألم والتعب النفسي… هي عدّت، إطمّن."
بس يزن ما صدّقش غير لما سمع جهاز القلب ثابت…
لما شاف شفايفها بدأت ترجع للّونها الطبيعي،
ولما شافها بتهمس بصوت مخنوق:
– "يزن… خا*يفة…"
مسك وشها بين إيديه، قرب منها،
وهمس بقلبه كله:
– "أنا خوفي أكبر… خوفي من يوم من غيرك، خوفي من لحظة ما أشوفكيش بتتنفسي… بس خلاص، عديتيها يا بطلة… بطلتنا الصغيرة القوية…"
آرين كانت نايمة، بس بتسمع.
دمعة خفيفة نزلت من عينيها،
بس المرة دي… دمعة راحة.
حط جبينه على جبينها،
ونام جنبها على الكرسي،
وإيده لسه ماسكاها…
كأنه بيقول:
"مش هسيبك… مهما حصل."
يتببع 
يزن وهو بيأكل آرين ـ مش معقول كل يوم هفضل وراكي كده لحد متشربي اللبن 
آرين بتزمر ـ ومش معقول انك عارف اني مش بحبه وبتجبهولي برضو 
يزن بحب وحنية ـ معلش يا حبيبي لازم تتغذي كويس عشان الدوا اللي بتاخديه 
آرين بدموع ـ يزن انا بقالي شهر ونص علي العلاج ومفيش تحسن شعري كله و*قع وبقا شكلي وحش اوي 
تنهد يزن بحزن وحط الاكل علي التربيزه اللي جنبه وقام قعد جنبها وشدها لحضنة وقال ـ هو فين ده اللي شكلك وحش انتي حورية الوحش وانتي جميلة اوي يا آريني وبعدين مش قولنا مش عاوزين دموع 
آرين بو*جع وهيا بتد*فن وشها في عنقة ـ انا تعبت اوي يا يزن 
يزن بمرح عشان يخفف عنها ـ برضو هتشربي اللبن يا اميرتي 
ضحكت آرين بخفة وطلعت من حضنة وقالت ـ انت مش معقول بجد 
باسها بخفة وقال ـ شوكلاته يا ناس ومد ايدة وخاد كوب اللبن وقال يلا يروحي سمي الله واشربي 
خدته منه بتزمر وهيا قرفانة 
ابتسم علي تعابير وشها وتمتم في سرة ـ اللهم اني احمدك علي كل شي 
( ارضي بكل حاجه ربنا كتبها ليك عشان ربنا يرضيك في الاخر يا إبن آدم ) 
انتهت آرين من شرب اللبن وادت الكوبايه ل يزن اللي قالها 
بالشفا يا روحي ان شاء الله يلا بقا عشان تتمشي شوية 
آرين بتعب ـ تعبا*نه والله مش قادره امشي 
مسك ايدها وباسها بحب ـ آريني قوية وبعدين انا معاكي اهو اسندي عليا 
اومأت بقله حيلة وجاب ليها الطرحه ولفها حوالين راسها وانحني عند رجليها ولبسها شراب لبروده الجو والشبشب وقام وسندها 
آرين بهمس ليزن ـ انزل كده عاوزه اقولك حاجه 
استغرب يزن ونزل لمستواها وقال 
في اي يروحي 
قبلته آرين من وجنته بحب ـ ربنا يخليك ليا يا يزني 
يزن بعشق ـ عمري انا.... بحبك يا قلب يزن 
آرين بعشق هيا الاخري ـ وانا بعشقك يا قلب آرين 
ابتسم بحب ومشي بخطوات بطيئة عشانها وهيا ماشية جنبه وبتسند عليه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ماري بشر وهيا بتتكلم في التلفون ـ انا عاوزه الس*م ده باسرع وقت 
ـ بس ياهم ده صعب جدا الس*م اللي انتي عاوزاه ده مش موجود في مصر وصعب جدا أجيبه 
ماري بغضب ـ بقولك ايه انا مش عاوزه الهري ده قدامك يومين لو الس*م مبقاش في إيدي مش هر*حمك وقفلت التلفون بغضب كبير 
ماري بشر ـ وربنا هق*تلك يا آرين عشان خدتي مني يزن حبيبي هو كان هيتجوزني لولا انتي جيتي بس خلاص أيا*مك بقت معدودة اووي هههههههه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان الجميع جالسون في غرفة الصالون 
صفر رعد صفير عالي وهو بيبص علي السلم 
مسكة فهد بسرعه وقال بهمس ـ رعد ابوس ايدك عدي الليله علي خير 
رعد بضحك ـ سيبني ياض وبعدين قال بصوت عالي اي يا آرين اي الحلاوة دي يبت 
قبض يزن علي يدية بغضب وغيرة ـ رررعد عدي الليله مش عاوز اعلم عليك 
رعد بمكر ـ اي بس يا يزن يعني اشوف الجمال ده واسكت اي يا بت آري الجمال ده اكيد مامي نحلة عشان جابت العسل ده 
آرين ـ ههههههه 
يزن بغضب وهو بيمسك الفازة اللي جنبه وبيرميها عليه ـ يالهوي علي الخفة 
جات الفازة في بطن رعد اللي تأوة بألم 
ضحك الكل عليه 
لؤي بشماتة ـ احسن قولنالك بس انت اللي مسمعتش الكلام لازم تتغزل فيها يعني 
رعد بألم ـ والله انتو ناس حسكو الفكاهي صفر 
مرفت بضحك ـ رايح فين انت وآرين يا يزن 
يزن بهدوء ـ همشيها شويه يا أمي 
محمد بحب ـ عاملة اي دلوقتي يا حبيبتي 
غمض يزن عينه بنفاذ صبر وقال ـ آرين يا عمي آرين 
ضحكت آرين وقالت ـ كويسه يا عمو الحمدلله 
أيمن بحنان ـ تستاهلي الحمد يا حب.....احم يا آرين 
نظر لهم ببرود ومسك ايدها وطلعو برا القصر 
والكل بيضحك علي غيره الوحش الظاهرة 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في المكتب 
ذياد  لسكرتيره ـ نادي ل بشمهندشة ندي ومستر عز روحي يلا وابعتيلي قهوتي 
بدلع ـ امرك يا فندم حاجه تانيه 
ذياد من غير ميبصلها ـ لا اتفضلي 
نظرت له بغيظ وطلعت 
ذياد وهو بيفتح السلسله اللي هو لابسها كان فيها صورة طفلته 
ذياد بحب ـ وحشتيني يا قلب ذياد اسبوع بحالة مشوفتكيش واتنهد بحزن 
سمع صوت رنه هاتفه بص علي التلفون وشاف الرقم غمض عينه بغضب كبير ورد 
ـ نعم 
ـ .............
ذياد بكره ـ انا مش بكره في حياتي قدك 
ـ ............
ذياد بنفاذ صبر ـ عاوزه اي 
ـ ............
ذياد بعصبيه شديدة ـ انا مستحيل اعمل كده انتي اتجننتي 
ـ ...........
غمض عينه بألم كبير وقال ـ ماشي وقفل الخط 
ذياد بدموع وألم ـ اسف يا طفلتي 
سمع صوت خبط علي الباب مسح دموعه بسرعه وقال اتفضل يا اللي برة 
دخل عز وورا ندي 
عز بمرح ـ اي يا ديزل طلبتنا ليه 
ذياد بهدوء عكس البركان اللي جواه ـ احم اه تعالو عشان نناقش الصفقه ونتفق علي الشروط اللي هنقدمها 
ندي بجدية ـ مستر ذياد انت بجد هتتعاقد معاهم ده الرئيس بتاعهم شخص غبي وهمجي جدا ومش بيفهم في الاصول 
ذياد بدهشه ـ اي اي حيلك اي اللي حصل لده كله 
ندي بعصبيه ـ في ان اللي انتو مسمينه قيصر ده واحد مش محترم تخيل بعد مخبط فيا ووقع الكوفي كله عليا بيشتمني وبيقولي مش تاخدي بالك يا اوزعه 
كتم ذياد وعز ضحكتم بالعافيه وقالو ـ لا مينفعش طبعا 
ندي بكره ـ انا بكرهه جدا واحد متخلف وبراس حمار كمان 
هنا وعز مقدرش يمسك ضحكته وانفجر من الضحك وذياد ضحك بهدوء 
ندي استوعبت اللي قالته واحمرت من الخجل ـ احم اسفه مقصدش اتعصب يعني 
ذياد بضحك ـ لا لا ولا يهمك المهم دلوقتي يلا نناقش الصفقه ونشوف الحيوان براس حمار ده بعدين 
عز ـ هههههههههه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هااا يا آرين اي رأيك في الجو 
آرين بسعادة ـ تحفة بجد يا يزني 
باسها من جبينها بحب وقال ـ اهم حاجه آريني مبسوطه 
آرين بطفولة ـ انا بجد مبسوطه اووي وكملت بزعل ـ بس انا زعلانة منك 
يزن بدهشه ـ مبسوطه وزعلانه طب ازاي ده 
نظرت له بشرز فقال بخوف مصطنع ـ زعلانه مني ليه يا آريني 
آرين بزعل ـ عشان انت مأهمل شغلك خالص انا سمعت ذياد وهو بيكلمك وبيقولك الشركة محتجالك 
يزن بجدية ـ مستحيل اسيبك افرض تعبتي وانا مش موجود 
آرين بحب ـ لو تعبت العيله كلها موجوده 
يزن بنفي ـ لا مش هسمحلك تحتاجي لحد غيري انا هفضل معاكي لحد متخفي ان شاء الله 
ابتسمت آرين بدموع وحضنته وقالت بحبك اوى يا يزن 
حس بنغزة في قلبه لكن تجاهل الامر وقال ـ وانا بموت فيكي يا قلب يزن 
آرين بقلق ـ نتيجه التحاليل هتظهر انهاردة صح 
اوما يزن بهدوء وقال بحنان لما شاف القلق علي تعابير وشها ـ ايوة وان شاء الله خير متقلقيش انا جنبك 
تنهدت آرين بحب وقالت ـ مش قلقانه طول منتا معايا 
كانت ماري بتراقبهم من فوق وهيا بتغلي من الغيره 
كان يزن قاعد علي العشب وفاتح رجليه وأرين قاعده بين رجليه وسانده بضهرها علي صدره وهو ساند راسه علي كتفها وبيتكلمو مع بعض 
ماري بشر ـ افرحي دلوقتي عشان بعدين مش هتفر*حي خالص وانا اللي هكون مكانك ..!!!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد وقت طويل انتهي ذياد وندي وعز من مناقشه الصفقه 
قامت ندي وقالت ـ طيب انا هروح اجيب الملف التاني من مكتبي واسبقكم علي غرفة الاجتماعات 
اوما عز وذياد بهدوء 
طلعت ندي وقابلت في وشها اكتر بني ادم بقت بتكره في حياتها وكانت هتخبط فيه برضو 
ندي بحرج ـ انا اس... وبعدين قالت بصدمة وغيظ انت 
يامن بإستفزاز ـ اعذريني مشوفتكيش من قُصرك 
ندي بعصبية ـ اسمالله عليك يا عمود الانارة وبعدين هو انا موعودة بيك ليه 
يامن بإستفزاز وهو بيمد ايده ب مج القهوة ـ هدي نفسك وخودي بوق 
اتعصبت ندي ومسكت المج من ايده ور*مته علي الارض بغصب كبير وقالت بصراخ 
ـ انت بني آدم مستفز جدا جدا 
يامن ببرود ـ عارف وبعدين انتي بتعملي اي هنا يا شاطرة حد قالك انو دي ملاهي 
ندي بعصبيه شديدة وكان وشها احمر من الغضب ـ لا قالولي مراجيح المولد يا حيلتها ابعد عن طريقي جتك القرف واحد بارد وسابته ومشت وهيا بتمتم بغيظ 
ضحك علي عصبيتها وكان فرحان انو شافها لاحظ ذياد وعز واقفين علي الباب وبيبصو عليه بمكر 
يامن بهدوء ـ اي بتبصولي كده ليه انت وهو 
عز بضحك ـ تعالي ..تعالي يا قيصر اما نشوف حكايتك 
رفع حاحبه وابتسم ودخل 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دخلت ندي مكتبها وهيا هتموت من الغيظ 
ندي وهيا راحه جايه في المكتب ـ عاااا بارد مستفز عد*يم الاخلا*ق وو*قح وبعدين وقفت فجأة وهيا بتاخد نفسها بعصبيه وبتفتكر اول مرة قابلت فيها يامن 
# فلاش بااك 
كانت ماشيه بسرعة عشان تبلغ ذياد انو الوحش جاي الشركة وهو حاليا في الطريق 
وفجأة خبطت في حيطه سد وقعت علي اثرها علي الارض والكوفي اللي كان معاه وقع عليها 
شهقت ندي بألم وصدمة 
ندي بعصبيه والم ـ اااه مش تاخد بالك 
يامن بعصبيبه هو كمان ـ انا اللي اخد بالي ولا انتي اللي مفكرة نفسك راكبه قطر 
وقفت ندي بعصبيه وقالت ـ وطي صوتك وانت بتتكلم معايا يا بني ادم وبعدين انت اللي غلطان والمفروض دلوقتي تعتزر 
يامن بغيظ ـ لو كنت فعلا انا اللي غلطان ف ده حقي انتي مش باينه من الارض اصلا 
شهقت ندي بصدمة وهيا بتبص علي نفسها وقالت ـ انا مش باينه من الارض يا بتاع انت ..وبعدين انت مفكر نفسك مين علشان تتكلم معايا بالطريقة دي 
يامن ببرود ـ مش بتكلم مع اطفال 
وسابها ومشي وهو بيضحك ب إستمتاع
# عودة من الفلاش باك 
ندي بغيظ ـ والله لوريك يا قيصر باشا وخدت الملف بعصبيه وطلعت علي غرفة الاجتماعات وهي بتتوعد ليه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان يزن قاعد مع آرين في الحديقة كانت قاعدة في حضنه وساندة رأسها علي صدرة فجأة آرين حست بو*جع في قلبها وجع شد*يد جدا لكن كتمت جواها وهيا بتعض علي شفايفها بو"جع نظرت ل يزن اللي كان بيتكلم وبيقولها علي مواقف حصلت معاه وبيضحك نظر لها وجد الد*موع في عينها 
يزن بخوف ـ آرين مالك 
آرين وهيا بتحاول تخفي وج*عها ـ ق..قرب احضني جامد 
فورا حضنها لقلبه وهو بيد*فن راسه في عنقها وغشت الدموع عينيه وهو مش عارف ليه حاسس بغصه في قلبه 
آرين بضعف ـ ي..يزن 
يزن بدموع ـ قلب وروح وحيات يزن مالك يا حبيبتي حاسه ب اي متو*جعيش قلبي 
آرين وهي بتقاوم الاغماء والد"م بينزل من مناخيرها ـ ب..بحبك 
واديها ارتخت من علي كتف يزن 
يزن بإستغراب وهو بينادي عليها ـ آ..آرين 
لا رد
بعدها عن حضنه ببطي وثواني وصعق مكانه وهو شايف الد*م نازل من منا*خيرها وجنب فم*ها ووجهها شا*حب شحو*ب المو*تي 
يزن بصر*اخ وخو*ف جاء علي أثره الجميع ـ آرييييين لا لا آرين 
خبط علي وجهها ببطي ـ آرين حبيبتي مالك آرين 
مرفت بعياط ـ شيلها بسرعه علي المستشفى 
حملها يزن بسرعه وكان التيشرت بتاعه اتل*طخ بد*مها وعنقه عليه د*م 
حطها في العربيه ولينا ومرفت ركبو معاها من ورا ويزن ساق العربيه بسرعه جنونيه وهو كل شويه يبص عليها وبيترجاها متمشيش وتسيبه وعيونه مليانه دموع وكل شويه يضر*ب علي المقود بقوه كبيره لدرجه ان إيده اتعو*رت 
يزن بدموع ـ حاولي يا أمي ارجوكي فوقيها 
مرفت بدموع ـ بحاول والله مش راضيه 
يزن بصراخ ـ ااااه لا يارب عا*قبني في اي حاجه إلا دي اااااه وذود السرعه اكتر 
بعد خمس دقائق وصلو نزل بسرعه ورا فتح الباب اللي ورا نزلت لينا الاول وبعدين يزن شالها بسرعه ودخل بيها المستشفى وهو بيصر*خ في الدكاتره والممرضين 
يزن بغضب ـ اي حد في المخر*وبة دي يجي 
الدكتورة جات بسرعه ـ يزن باشا انا
يزن بمقاطعه ـ انتييي هتتعرفي عليا الحقيها وإلا قسما بالله همو*تكم كلكم 
خا*فت الدكتورة منه وحطو آرين علي الترولي وجرو بيها علي غرفة العمليات 
وفي ثواني انتشر الخبر بسرعة كبيره حدا واتجمعت الصحافة علي بوابه المستشفى 
وكان السؤال ـ هل يا تري آميرة الوحش هتقاوم المرض وترجع لينا تاني ولا دي النهاية خلاص 
بعد مدة جات العيله كلها والصحافة حاولو يتكلمو معاهم بس حرس يزن منعوهم وحاوطوهم لحد مدخلو المستشفى وكانت المستشفى عبارة عن هر*ج ومر*ج والكل بيتكلم عن حاله الوحش اللي كانت سيئة خالص  كان يزن قاعد قدام غرفة العمليات علي الارض وساند راسه علي الحيطة ومش بيتكلم كان ماسك في ايده سلسلة لآرين وكان عليها د*مها 
فجأة حس بو*جع كبير في قلبه وصر*خ بأ*لم ـ اااااه آرين ما*تت 
يتبعع .....
كان ذياد وعز ويامن قاعدين في غرفة الاجتماعات بيتناقشو في الصفقه 
يامن بهدوء ـ أيمن باشا عامل اي 
عز بضحك ـ أيمن باشا هينفخك 
يامن بضحك ـ والله عارف من غير متقول 
ذياد بهدوء ـ يامن مش كفاية بقا بقالك 11 سنه في غربة وانت عارف كويس انو عمي أيمن انت عندة زي يزن بالظبط 
تنهد يامن بحزن ـ غصب عني يا ذياد 
سكت ذياد وهو بيبصله بحزن 
قطع السكوت ده دخول ندي رفع يامن حاحبة مع ابتسامه مستفزة وغمزلها 
نفخت ندي بغيظ وهبد*ت  بالملف علي الطاولة 
عز اتخض وقال ـ بسم الله في اي يا ندي 
ندي بضيق ـ نبدا الاجتماع 
نظر ذياد لندي ويامن وبعدين ضحك وقال ـ يلا يا بشمهندسة اشرحي فكرة الاختراع 
يامن بإستفزاز ـ يوهاا عليا انا كنت مفكرك طفلة لسا في الجامعه بس طلعتي في الاخر نائب مدير مجلس الادارة واو 
ندي كانت هتتعصب علية بس فكرت في فكرة وقالت ب إبتسامه وبرود ـ معلش ده من قلة نظرك بس هجبلك نضارة علي حسابي 
عز بهمس ـ يا حزن الحزن  دا باينها وا*لعه يا رشدي ههههه
نظر لها يامن بعصبية وندي بإستفزاز 
ذياد بهدوء ـ مش هنبدأ 
اومأت ندي وبدات في شرح  فكرة الاختراع بتاعها اللي اعجبت يامن بشدة واعجب بذكائها 
قطعها رنه تلفونها 
ندي باستغراب ـ نادين 
دق قلب ذياد بشدة وركز معاها 
ردت ندي وقالت ـ الو اي يا نادين 
ـ ......... 
ندي بقلق ـ انا مش فاهمه حاجه واهدي وبطلي عيا*ط 
فز ذياد من مكانه وراح ناحتيها وخد التلفون منها تحت استغراب الكل 
ذياد بقلق ـ نادين في اي مالك 
نادين بعياط ـ آرين ... آرين في المستشفى 
ذياد بصدمة ـ ايه طب ..طب احنا جايين وقفل 
يامن بهدوء ـ خير يا ذياد فيه اي 
ذياد بصدمة ـ آرين تعبت ونقلوها علي المستشفى وحالتها حر*جه 
ندي بدموع ـ اي ..طيب يلا نروحلها بسرعه وجريت علي برة ويامن وعز وذياد راحو وراها 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ـ ههههه هيا كده كده مي*تة 
بشرود ـ قصه الوحش معقول هتنتهي كده 
ـ امممم منكرش انو قصتهم الكل بيحكي فيها انو طفلة ازاي قدرت توقع الوحش بس الغريب انو دخلها القصر من غير ميعرف عنها حاجه الصراحه الحته دي مش داخلة دماغي 
رؤوف بتفكير ـ معاكي حق يا سوزي واحد في مكانه يزن اكيد مكنش هيدخلها قصرة من غير ميعرف مين هيا وجات منين وبنت مين فيه حاجه ناقصه بس اي معرفش 
سوزي بخبث ـ بس اللي اعرفة انو ماري دي بتحبه وحاولت تقت*لها قبل كده ويزن كان هيمو*تها لولا ابوها 
رؤوف بغيظ ـ انا مش ناسي اخر مرة روحت فيها البيت عنده كان بيتكلم بقوة كبيرة جدا منكرش اني خو*فت من هيبته ولا اخواته كان واقفين وراه زي الحيط كانهم بيقولو عايزينك تفكر تأ*ذيه واحنا هنخليك تشوف الجح*يم 
سوزي بإعجاب ـ الصراحة شباب الصياد وقوة الارتباط بينهم حلوة جدا والبنات عندهم جواهر 
رؤوف بتفكير ـ خبر مرض أميرة الوحش منتشر في كل مكان وبعدين قال بخبث يزن عشان ينكسر أميرتة لا تمو*ت 
بمكر ـ وانا هساعدك في كده يرؤوف 
نظر روؤف وسوزي ناحيه الباب بصدمة 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ـ اااااه آرين ما*تت ااااه 
جري لؤي وفهد ورعد عليه 
رعد بدموع ـ يزن اهدي آرين هتكون كويسه انا متأكد 
يزن بوجع وهو بيكلم ربه ـ يارب انا عارف اني غلطت يامه في حياتي بس متعاقبنيش فيها يارب احميها ليا وبكي 
كان الكل مصدوم هل الوحش يبكي الان ولاجل ماذا لاجل فتاه ..!!!!
فهد بدموع ـ قوم نصلي وندعيلها يا يزن 
وسندوه وراحو يصلو ليها والبنات كمان راحت تصلي وتدعيلها ومعاهم مرفت وأيمن اللي ضغطه بقي واطي وسنده محمد ورؤوف وقعدو علي الكرسي 
أيمن بتعب ـ اللهم يا مجيب الدعوات بدل حزننا إلي فرح اللهم وان استحالت بأمرك تكون 
رؤوف بحزن ـ وحد الله يا أيمن ام شاء الله هتكون كويسه 
محمد ـ خلي ظنك في ربك كبير يا أيمن انت كبير العيلة واحنا بنستمد قوتنا منك 
أيمن بتعب ـ يزن 
يامن بجمود ـ هيبقي بخير يا عمي 
رفع أيمن نظرة وقال بدموع ـ إبن الغالي 
راح يامن عليه ووقعد علي ركبه ونص قدامه ـ انت دايما كنت بتقول لينا ارضي ب اللي ربنا كتبه عليك عشان ربنا يراضيك في الاخر صح 
اوما أيمن بحزن وتعب 
يامن بصدق ـ ربنا معانا في كل مكان وزمان سامع صوتك وانت بتدعي شايف دموعك بس خليك فاكر علطول ان بعد العسر يسر ومرات يزن ان شاء الله هتبقي كويسه بأمر الله خلي ظنك في ربنا كبير وخليك قوي احنا بنستمد قوتنا منك يا صياد باشا 
حس أيمن براحه من كلام يامن وقال ـ الحمدلله علي كل شيء 
نظرت ندي له بإعجاب كبير وقالت بهمس ـ مستفز بس كلامه حلو 
ندي بتساؤل ـ بابا اومال فين العيلة 
محمد بهدوء ـ راحو يصلو  وجايين يا حبيبتي 
اومات ندي بهدوء وذياد كان واقف بيراقب بهدوء وهو حزين علي صديقه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند يزن 
خلصو صلاة بس يزن لسا كان بيصلي وهو بيدعي وبيعيط بحرقه 
يزن بدموع ـ انا عارف اني غلطت يامه في حياتي وعارف اني مكنتش قريب منك وحاجات كتيره بس.. بس يا رب العقا*ب ده قاسي عليا انا مش معترض والله الحمدلله بس عشان خاطري يارب متخاد*هاش مني انا عايش عشانها وبيها متحرمنيش منها يارب ... هعمل اي حاجه عشان تعيش ساعدني يارب يارب يارب يارب اللهم اني اشكو لك ضعف قوتي وقيله حيلتي اللهم وان استحالت بأمرك تكون انك انت الله هو الحي القيوم الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو احد يارب احفظها ليا يارب واحميها هات وجعها وتعبها كله وحطه فيا يارب خود من عمري وإديها خود ضحكتي وفرحي وادهولها يارب وهات وجعها كله ليا يارب خفف عنها تعبها يارب وإشفيها ليا يارب انا عبد مذنب جاي ورافع ايدي ليك وانا عارف انك مش هترجعها خايبه بدعي وانا عارف انك مش هتخيب ظني احميهالي يارب وإشفيها 
وبعد وقت خلص صلاه 
وجري عليه الكل وحضنوه 
لؤي وفهد ورعد ولينا ونادين و ريڤان وليليان 
حضنهم يزن وهو بيستمد قوته منهم 
ليليان بدموع ـ هتفوق عشان خاطرك يا يزن 
نزلت دموع يزن بصمت ومتكلمش 
نادين ب إبتسامة ودموع ـ انا متأكدة انها مش هتسيبك يا يزن 
لؤي ـ احنا كلنا معاك يا يزن ومش هنسيبك وآرين كمان ان شاء الله هتخف وترجع ترازي في رعد تاني 
ررعد وهو بيمسح دموعه ـ ههه بنت اللذين الوحيده اللي كانت بتعرف تعصبني وكانت مخليه يزن هاريني ضرب 
ضحك يزن بخفوت وقال ـ انت اللي مش لامم نفسك 
فهد بضحك ودموع ـ ايوى كده ياعم الوحش اضحك وان شاء الله ربنا هيراضيك قريب وبكرت تقول فهد قال 
يزن بترجي ـ يارب ... يلا نروح عند آرين 
حاول يزن يقوم بس كان دايخ سنده رعد وفهد ابتسم ليهم وسند عليهم وكلهم راحو عند آرين 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند غرفة العمليات كان الكل واقف وعدي ساعتين ومفيش حد طلع لحد دلوقتي يطمنهم 
ويزن واقف حاطط ايده علي قلبه بقلق وبيدعي واخواته كلكم واقفين جنبه 
واخيرا طلع الدكتور 
جري عليه يزن اول واحد 
يزن بإرتباك ـ دكتور ..آرين اا.قصدي ..لا آرين كويسه صح قولي امانه عليك 
ابتسم الدكتور علي حبه الواضح علية لكن قال ـ أستاذ يزن حرم حضرنك جسمها ضعيف جدا وللاسف جسمها مش راضي يتقبل اي علا*ج وغير معدتها اضررت جدا من العلاج وللاسف هيا مفا*قتش لحد دلوقتي وده خطر جدا لو العشر ساعات الجايين مفاقتش انا بعتذر لحضرتك انا هضطر اشيل الاجهزة من عليها و
سكت بسبب لكمة قو*ية من يزن 
يزن بدموع وغضب ـ انت ..انت بتقول اي ..آرين مهتسيبني ومسكة من تلابيبه بقوة وقال ـ اتصرف مش انت دكتور اتصرف وعالجها وقسما بالله لو حصلها حاجه هو*لع في المستشفى ب اللي فيها ومش هر*حم حد فاهم 
جري عليه فهد وذياد 
ذياد بجدية ـ يزن اهدي 
يزن بدموع وصراخ ـ اهدي اي بيقولي آرين ..آرين لو مفاقتش هتسيبني لا لا مستحيل دي مش النهاية اكيد ..اكيد لا 
الدكتور بحزن ـ انا اسف حضرتك انا عملت اللي عليا الباقي كله علي ربنا 
قعد يزن علي الارض بضعف وقال بهمس ـ آرين 
غمض رعد عينه بألم 
وقبض فهد علي ايده بغضب 
وذياد واقف مش عارف يعمل اي 
ومرفت قاعده علي الكرسي بتعيط وهيا شايفه ضعف ابنها اللي الصغير قبل الكبير بيحلف ب جبروته 
وأيمن نفسه يريح يزن لكن ما باليد حيله غير الدعاء الدعاء وفقط 
والبنات بتبكي وبيدعو من قلبهم لآرين ويزن 
ويامن كان عينه علي ندي اللي بتعيط وشعور غريب جواه انو عايز يروح يضمها لقلبة وزعلان علي صديقة 
وعز الدين اللي راح مع الدكتور عشان يفهم حاله آرين بالظبط 
الكل كان في حاله توهان وخايفين يخسرو فراشة البيت آرين 
غشت الدموع عين يزن وهو قابض علي سلسله آرين في ايده بقوة وقام وطلع برة المستشفى خالص 
حاولت الصحافة توقفه لكن هو ركب عربيته وساق بسرعة 
حاول ذياد وفهد يلحقوة بس معرفوش
كان سايق بسرعة كبيرة وهو بيفتكر كلام الدكتور وهو حاسي بثقل كبير جدا علي قلبه ومش قادر يصدق انو آرين ممكن تبعد عنه آرين ..أميرة يزن ... فراشة قصر الصياد .. الوحيدة اللي خلت قلب يزن الصياد يدق ويلين .. الوحيدة اللي قدرت تكسر قواعد الوحش .. الوحيدة اللي دخلت النور علي حياته ..دلوقتي النور ده عايز يختفي ويمشي من حياتي كده بكل بساطة ..طب وانا هصحي كل يوم علي دوشه مين ... لا لا مستحيل آرين تسيبني .. اه هيا قالت مش هتسيبني ..انا واثق في ربنا مستحيل مستحيل اااه يا قلبي .. هون يارب 
كل ده كان في بال يزن وقف فجآة قدام الجامع كان العصر بيأذن لسا في الراديو نزل من العربية وهو بيبص علي الجامع بدموع قلع الجزمة ودخل اتوضي 
كان الامام في الجامع مراقبه من اول مدخل وهو شايف حالة الحزن اللي جواه والدموع المتحجرة في عيونه 
الامام بهدوء ـ تعالي يبني 
اتقدم منه يزن وعيونه حمر*اء كالد*م من الضغط والبكاء 
الامام ب إبتسامة ـ ممكن تأذن انت عشان انا عندي برد ومش هقدر أأذن 
اومأ يزن بهدوء وراح وقف قدام المكرفون وقال بدموع
الله أكبر 
وانفجر في العياط 
ربت الإمام علي كتفة وأشار له بأن يكمل 
كمل يزن الاذان وصوته كله وجع لدرجه الناس اللي كانت في الجامع كلهم غشت الدموع عينهم ودعو ليه بأن ربنا يفرح قلبه ويجبر بخاطره 
خلص يزن الأذان ونظر ل الإمام اللي كان بيبصله بهدوء وإبتسامة 
الامام بإبتسامة ـ الإقامة بعد عشر دقايق تعالي عاوزك في حاجة 
قعد الامام ويزن قدامة 
الامام بهدوء ـ لماذا آراك حزينا يا إبن ادم احرمت من الجنة ام بشرت بالنار اتحزن وربك هو الله ربنا قال في كتابة الكريم 
بسم الله الرحمن الرحيم 
("اذا سألك عبادي عني ف إني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعي *) 
اتوكل علي ربنا وادعي ب اللي انت عاوزه ورب الخير لا يأتي إلا بالخير و لا تدري لعل الله يحدث بعد ذالك امرا احمد ربنا وان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك •
ناداه نوحٌ بضعفه ﴿إِنَّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾
• وناداه زكريا بكبر سنه ﴿إِنَّي وَهن العظم مِنّي﴾
• وناداه يونس بتقصيره ﴿إِنَّي كنت مِن الظالمين﴾
فَـ اجمع ضعفك وفقرك وذنوبك وحاجتك
وأطرحها علىٰ أعتابه، فالأفتقار إليه 
أوسع أبواب الدخول علىٰ اللهِ ❤️‍🩹'.
واصبر ان الله يحب الصابرين وقال في كتابه الكريم 
(وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبه قالو انا لله وانا اليه راجعون )
"كُنْ صَابِرًا فِي أَوْقَاتِ الضِّيقِ، فَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ بِالْفَرَجِ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
*رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ.*
فإن قالوا فيك ما ليس فيك، وإن طعنوك في نيتك، وإن رموك بسوء ظنهم وإن غمزوا فيك ولمزوا
فلن يضرك كل هذا ما دام الله يعلم ما في قلبك
وإن كالوا لك المديح أطنانا من الكلام وإن مجدوك وصنفوك من الصالحين وإن ألبسوك ثياب المتقين
فلن ينفعك كل هذا ما دام الله يعلم ما في قلبك !
وتذكر: إن الله لا ينظر إلى وجوهكم وإنما ينظر إلى قلوبكم
فأصلح موضع نظر الخالق ثم امض مطمئناً ! ولا تخف يا إبن ادم وخلي ظنك في ربك كبير وقال في كتابة الكريم ( فما ظنكم برب العالمين )
مُحسنُو الظن بالله؛ يشمّون رائحة الفرج، 
رغم بُعد المسافات.
رغم الأنتظار..
﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾!!!
« حاشاه ان يري عبداً منكسرا ولا يجبرة »
ربت علي كتفة وقال ب إبتسامة قوم صلي بينا يلا 
قام يزن بتوهان وهو حاسس براحه كبير في قلبة من كلام الشيخ 
وقف وصلي بيهم وكان صوته جميل جدا وهادي ولكن به نبرة وجع وترجي إلي الله عز وجل ودعي كثيرا في صلاته إلي زوجته 
خلص وقام عشان يرجع ل حبيبته ومشي بعد مشكر الشيخ علي وعد انو هيشوفه تاني 
رجع المستشفى ولكن انصدم لقي الكل واقف قدام غرفة آرين بيعيطو 
جرت نادين عليه وقالت بعياط وفرحه ـ آرين ...آرين فاقت يا يزن وانت اول إسم نادت علية 
غمض عينه ودموعه نزلت بفرحه وضم اخته لي لقلبه جامد وجري عليه اخواته كلهم وحضنوه بفرحه 
يتبع .....
( استغفرو فما ضاقت صدورنا إلا بذنوبنا )
كان النبي ﷺ عطوفاً
👥: لاي درجة ؟
ان يعزي طفلا صغيراً بوفاه عصفورة 
صلو عليه
( يوم تشهد عليهم أيديهم وألسنتهم ) 
نادين بفرحة وعياط ـ آ..آرين ..آرين فاقت يا يزن وانت اول اسم نادت عليه 
ضحك يزن بدموع ورفع عينه لفوق وشكر ربنا بقلبه ورفع ايده وضم اخته لي لقبه بفرحه كبيرة 
جري عليه اخواته كلكم وحضنوه بفرحة كبيره 
وكان الكل  فرحان 
يزن بفرحة ودموع ـ انا ..انا هروحلها 
اوما الجميع بفرحة عارمة 
ذهب يزن وهو حاسس ان قلبه هطلع من قوة ضخاته شعور حلو انو ربنا يستجيب ليك فتح الباب بهدوء لقي آرين نايمه علي السرير بهدوء 
يزن بهمس ـ آريني ..! 
فتحت عيونها بتعب لما سمعت همسه 
آرين بدموع وهيا بترفع إيدها ليه ـ ي..يزن ..انت ..انت كنت فين 
جري عليها وحضنها بقوة ودفن وشه في عنقها ودموعه هيا الرد الوحيد
يزن بدموع ـ انا ..انا جنبك يا قلب يزن ..انا جنبك علطول في اي وقت وعمري مهسيبك 
آرين ب طفولة وهيا بتدفن نفسها في حضنة ـ انا خوفت اوي يا يزن لما قومت وملقتكش جنبي 
رفع يزن وجهه ومسح دموعه وحاوط وشها بإيدة وباس عيونها بحب كبير وحنان وقال ـ أميرة يزن متخافش ابدا انا هنا معاكي اهو يا روحي قوليلي حاسه بحاجه .. موجوعة ..؟ 
نفت آرين برأسها وقالت ببراءة ـ لا هو كان الصبح بس 
يزن بزعل ـ بس انا زعلان منك يا آريني كده تبقي تعبانه ومتقوليش 
نكست رأسها بحرج وقالت بدموع ـ انا أسفه يا يزن 
شدها يزن لحضنة وقال بخوف ـ بعد كده لما تحسي بتعب بسيط حتي  قوليلي يا حبيبتي ماشي ومتكتميش انتي مش عارفه انا كان حالتي اي وانتي مغمي عليكي بين ايدي 
آرين بدموع ـ زعلان مني 
ابتسم بحب وقال ـ مقدرش أزعل من أميرة يزن 
حضنته بقوة ودفنت وشها في صدرة وهو حاوط خصرها بقوة وخوف شديد واتمدد علي السرير ونيمها فوقه ومسد علي راسها بحنان ـ يلا يروحي نامي شويه في حضني 
لم تمر دقائق كان غط في نوم عميق والتعب كان واضح علي وشه 
رفعت رأسها لما حست ب انتظام أنفاسه 
أرين بضحك ـ انا اللي أرتاح ولا انت يا حبيبي ورفت وشها وباست دقنه اللي بتعشقها بخفة ورجعت دفنت وشها في عنقه ونامت في حضن أمانها 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الخارج 
رعد بغيظ ـ كل ده بيشوفها هي بتشرحله فوائد التعب ولا اي 
الجميع ـ هههههههه 
فهد بضحك ـ يبني انت مالك متسيبهم مع بعض 
ريڤان بغيظ هو كمان ـ هو معاه حق علي فكره احنا كمان عايزين نشوفها ونطمن عليها 
نادين وهيا راحه ناحيه الباب ـ لا كده كتير انا هشوف بيعملو اي وفتحت الباب ولسا هتتكلم بس سكتت والابتسامة اللي اترسمت علي وشها كان الرد الوحيد ل إجابتهم 
أشارت لهم بالقدوم بسرعه 
راحو ناحيتها ووقفو وراها وابتسمو 
فهد بضحك ـ دول نامو 
لؤي بضحك هو الاخر  ـ لا واحنا منتظرين يطلع 
كان ذياد واقف وهيطرشق من الغيرة عشان رعد كان واقف جنب نادين وبيضحك معاها 
طلعت نادين تلفونها وصورتهم صورة وبعدين قفلت الباب عشان يرتاحو شويه في أحضان بعض 
فهد بشك ـ انتي صورتيهم ليه يا بت 
رمشت بعيونها كذا مرة وقالت ببراءة مصطنعة ـ عادي يعني يا فهودة 
ذياد  بهمس وغيره  ـ فهودة وحيات امي لوريكي ياربي هروح اسفخها قلم وربنا 
سمعه يامن اللي كان واقف جنبة بيتابع ندي اللي كانت قاعده جنب مرفت بتشربها العصير عشان ضغطها وابتسم عليه 
بعد مدة كلهم روحو بطلب من أيمن وهيجو ليها بالليل تاني 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كانت لينا بتتمشي شوية في الشارع شافت طفل صغير واقع علي الارض ورجليه مجروحه جربت عليه بسرعه وأشارت له بمعني اهدي 
نظر لها الطفل ب إستغراب وهيا بتطلع لازقه طبيه من شنطتها وحطتها علي جرحة بعد ما مسحت الدم بالمنديل 
نظرت له فوجدته ينظر لها ب إستغراب 
أشارت له بمعني اتعورت ازاي 
بس هو مفهمش 
ضربت مقدمه راسها بقلة حيله وطلعت قلم وورقه من شنطتها وكتب 
انت اتعورت ازاي مش المفروض تاخد بالك عشان ماما متزعلش منك 
قرأ الطفل ذو العشر اعوام المكتوب  وبعدين قالها بهدوء 
بس انا معنديش ماما بابا قالي انها راحت عند ربنا 
دمعت عيونها بحزن فهي الاخري فقدت والدتها ولم تراها ابدا الا في الصور 
كتبت ليه 
طيب خلي بالك من نفسك 
واداته الورقه ومشت  وهيا بتمسح دموعها 
وفجأة خبطت في واحد 
شهقت بصدمة وهيا شايفه تلفونة وقع علي الارض واتكسر 
ريان بغضب ـ مش تاخدي بالك يا متخلفه انتي 
نظرت له بدموع ومردتش 
لما شاف دموعها هدي نفسه وقال ـ احم انا ..اس... يا أنسه استني بس 
مشت لينا من امامه بسرعه  
ريان بزهق وهو بيبص حواليه ـ أووف راحت فين دي بس الله يحرقك يا يامن الكلب انت اللي عصبتني 
بعد مدة كانت لينا قاعدة علي الرصيف وبتعيط جه حد وقعد جنبها 
ـ أسف متعيطيش 
رفعت نظرها بسرعه وخضه 
ريان ب إحراج ـ احم معلش كنت متعصب شوية وجات فيكي 
اومأت بهدوء وهيا بتمسح دموعها ولسا هتقوم منعها بسرعه 
نظرت له ب إسغراب 
ريان بهدوء ـ انا اسف لو بتدخل بس انتي كنتي بتعيطي قبل ما شوفك ممكن تحكيلي فيه اي ممكن أساعدك في اي حاجه 
أشارت له بإبتسامة بمعني لا مفيش حاجه 
نظر لها بإستغراب 
نفخت بضيق وطلعت القلم وكتبت علي إيدها 
بقولك لا مفيش حاجه 
ريان بصدمة وعفوية ـ انتي خرسة 
اتنهدت واومأت 
تدارك نفسه واللي قاله ـ احم اسف مقصدش 
كتبت ليه ـ عادي ولا يهمك 
ابتسم بهدوء وقال ـ انا ريان المنشاوي 
جات تكتب منعها قائلا بهدوء ـ اتكلمي انا هفهمك 
نظرت له ب إستغراب 
ريان بمرح ـ احم احم ..عارف اني حلو ومز وبعضلات 
ضحكت لينا بخفة وقامت وسابته ومشت 
قام بسرعه ونط وقف قدامها 
وقفت لينا بخضه وأشارت له بمعني ـ انت مجنون 
ريان وهو ماشي جنبها ـ يعني الكل والله بيقول كده  بس انا سيد العاقلين اومال اي 
أشارت له بمعني واضح جدا وضحكت 
ريان بضحك ـ طيب انتي منين يا لينا ..! 
وقفت فجأة ونظرت له بتعجب وأشارت له بمعني عرفت اسمي منين 
طلع البطاقة بتاعتها من جيبه وقال بإبتسامة ـ من دي 
ضربت رأسها بخفة وخدت منه البطاقة وأشارت له بشكرا 
ريان وهو بينحني قدامها بطريقه مضحكه ـ ولو العفو يا سيدتي مقولتيش بقا انتي منين 
أشارت لينا إلي طريق ما 
ريان بإستغراب ـ الطريق ده مودي لقصر الصياد انتي من هناك 
اومات بهدوء 
ريان بهدوء ـ محمد الصياد ابوكي 
اومات مرة اخري ومشت 
ريان بصوت عالي ـ طب انا هشوفك تاني ..!
وقفت لينا ولفت وأشارت له بمعني ـ لو في نصيب هنتقابل تاني ومشت 
ريان بهيام ـ يخربيت جمالك وفاق لنفسه وضحك ومشي رجع لعربيته وساقها ومشي 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بليل 
صحي يزن علي صوت خبط علي الباب بص علي آرين اللي كانت نايمه فوقه ودافنه راسها في عنقه 
دخلت الممرضة وقالت بحرج ـ احم .. وقت الدوا بتاع الحالة يفندم 
يزن ببرود ـ الهانم الصغيرة ..لو سمعت كلمه حالة دي تاني هحجزلك سرير في العناية المركزه علي حسابي 
اومات الممرضه بخوف 
يزن ببرود وهو بيمسد علي وخد آرين بحب ـ حطي الدوا وامشي انا هدهولها 
نظرت إلي أرين بحسد كبير وهيا بتتمني واحد زي الوحش 
يزن ببرود وحده ـ لو خلصتي تبحليق واحلام ياريت تاخدي الباب في ايدك 
حطت الدوا ب إحراج وطلعت بسرعه 
نفخ يزن بضيق وبعدين بص  ل آرين ثواني واتبدلت ملامحه لحب وحنان 
ابتسم بحب وخبط علي خدها برفق ـ أميرتي اصحي بقا وحشتيني 
تململت بين أحضانه بإنزعاج وقالت ـ بس بقا يا يزن سيبني انام شويه 
ضحك يزن عليها وقال بحب ـ طب اصحي عشان تاكلي وتاخدي الدوا ونامي تاني براحتك 
فتحت عيونها ببطي وقالت ببراءة ـ ماشي بس مش هشرب لبن اوكي ..؟ 
رفع حاجبة وقال ـ آريني شاطره وهتشرب اللبن صح 
آرين ب إعتراض وهيا مغمضه عيونها ـ نو نو نو بطني بتوجعني منه 
يزن بخبث ـ بقا كده ماشي 
آرين ب إستغراب ـ رايح ف..ههههههه بس يا يزن هههههه 
يزن وهو يدغدغها من جنبها ـ هتشربي اللبن ولا لا 
آرين بضحك ـ هههههه...حا... هههه..حاضر 
وقف عن اللي كان بيعملة وهو بيبصلها بعشق وباسها بخفة ـ شطورة قلبي لاحظه بقا هروح اطلب اكل صحي ليكي 
آرين بتزمر ـ، ماشي سيد وحش 
باسها بحب ـ قلب الوحش يا بنوتي 
وخد التلفون بتاعه وراح عند الشباك وطلب ليها اكل واللبن بتاعها طبعا وحزرهم لو اتأخرو ميلوموش غير نفسهم 
رجع بعد مدة ومسك الدوا اللي علي الكومود وقال ـ ده هيتاخد قبل الاكل وجاب ماية وشرب منها الاول واستني شويه وبعدين قالها وهو بيديها الدوا ـ يلا يا آريني بسم الله 
ساعدها تقوم وقعدت علي السرير خدت منه الدوا وبعد مخلصت ناولته الكوبايه خدها منها وحطها علي الكومود وبعدين قعد جنبها علي طرف السرير ومسك ايدها وباسها بحنية وقال ـ تعبانه ولا حاجه 
ابتسمت بحب وقالت ـ لا يا حبيبي متقلقش
يزن بشرود ـ تعرفي يا آريني نفسي آجيب بنوته منك وأسميها لارين 
آرين ب إبتسامة ـ اشمعنا بنت ليه مش عاوز ولد 
يزن بغيرة ـ الولد بيبقا ملزق كده وبيلزق في امه 
آرين ـ ههههههههه 
يزن بعشق ـ يالهوي علي الضحكة القمر يولاد 
اتكسفت آرين وسكتت 
يزن بضحك ـ أميرتي اتكسفت 
آرين بخجل ـ بس يا يزن  
يزن ـ بس يا يزن .. وبعدين انا عاوز بنوته عشان تكون شبهك يالهوي هيبقا عندي آميرتين ..! 
ابتسمت علي كلامة 
مسك إيدها وقعد يعد علي صوابعها ـ عاوز لارين وآري و لاري 
والتلاته يكونو شبهك بالظبط هنقبهم من وهم في كيجي 
ضحكت آرين بقوة علي كلامة 
نظر لها بسرحان في ضحكتها 
آرين بضحك ـ هههه حرام عليك يا يزن 
يزن بضحكه خفيفه ـ اعمل اي بغير 
وبعدين تلفونه رن وكان عامل توصيل الاكل قفل معاه 
يزن بهدوء ـ حبيبي انا هنزل اجيب الاكل واجي 
اومأت ب إبتسامه 
نزل يزن وجاب الاكل وطلع بسرعة واكلها وشربها اللبن ب العافيه 
يزن ـ بالهنا والشفا يا قلب يزن استنيعشان تاخدي الدوا التاني وراح يجيب  الدوا وجاب كوبايه مايه لكن لاحظ حاجه غريبه في الدوا حط الكوبايه علي الكومود
و قال بهمس ـ اي ده  .. ده مش الدوا اللي انا جايبه الصبح ..! 
آرين ب إستغراب ـ في اي يا يزن 
يزن بهدوء مصطنع ـ احم ..لا يا أميرتي مفيش حاجه خليكي هنا انا شوي وجاي 
آرين بتساؤل ـ طيب رايح فين 
يزن بحنية ـ جاي يا حبيبي ارتاحي بس وانا خمس دقايق وجاي تمام ..؟ 
اومات بقلة حيلة وقالت ـ تمام متتاخرش 
خرج يزن وهو ماشي حاسس بشيا*طين الدنيا كلها متربعه فوق كتفه 
دخل مكتب المدير بهجو*م وخبط علي المكتب بغضب كبير وقال ـ في ممرضة دخلت غرفة حرمي من نص ساعه تقريبا خمس دقايق وتكون قدامي 
اوما المدير بخوف كبير وطلع من الغرفة وراح غرفة الكاميرا وشاف الممرضة اللي كانت داخلة جناحة واتصل ب الأمن بسرعة وقالهم علي إسمها وقال ليهم
ـ تجيبوها من تحت الارض فاهم قدامكم خمس دقايق وإلا يزن الصياد هيو*لع في المستشفى بينا ..! 
وقفل معاهم وراح بسرعة في مكرفون المستشفى العام قال كل الدكاترة والممرضين اجماع عندي في المكتب حالا 
بعد خمس دقايق كان يزن قاعد علي الكرسي في مكتب المدير وبيشرب سجاير والجح*يم كله في عينه 
والممرضين والدكاترة واقفين قدامه هيمو*تو من الرعب 
دق الباب ودخل حارسان وهما ماسكين وفاء الممرضة 
الحارس ـ قفشناها وكانت بتحاول تهرب يا بيه 
نظر لها يزن بعينان احتدت بقوة وقد اسو*دت عيناه من الغضب وعروق رقبته وإيده بارزة بشده 
رمي السجارة واتقدم منها ببطى دب الر*عب في اوصالها 
يزن بفحيح افعي ـ هتتكلمي ولا اخليكي تتكلمي بطريقتي 
الممرضة بخوف ـ ي..يزن بيه انا م..معملتش حاجه 
غمض عينه بغضب كبير وقبض علي ايده بعصبيه وهو بيحاول يتحكم في غضبة لكن لا محال 
فجأة ضر*بها بالكف علي وشها وقعت علي الارض وانفها نز*ف د*م انحني ومسك شعر*ها بغضب وقال  وقال ـ هااا عملت حاجه ولا لا ..؟ 
الممرضة ببكاء ـ و..والله يا بية كان غصب عني هيا ..هيا هدد*تني وقالتلي لو مبد*لتيش الدوا بتاع الهانم الصغيرة هتق*تلني وادتني الدوا ده 
يزن بو*حشيه انها*ل عليها بالكفو*ف وبعدين مسك*ها من شعر*ها بقوة وقال ـ مين 
الممرضة بخوف وعياط ـ م..ماري هانم 
يتبع .... 
ـ م..ماري هانم 
سكت بهدوء ..هدوء لكن ار*تعب له الجميع الان علم الجميع لما لقبوه ب الوحش هو كالوحش فعلا عيو*نه التي انقلبت إلي اللون الاسو*د من شدة الغضب وعر*وق رقبته وإيده بار*زة بشد*ه وصد*رة يعلو ويهبط 
رفع هاتفه وطلب رقم واستني الرد 
ـ في بنت ***** في غرقة المدير تعالي خودها وحطها في المخزن ورو*ق عليها لحد مجيلها  وقفل التلفون 
يزن بشيطانية ـ انتو حاولتو تأ*ذو حياتي وانا هخليكم تتمنو لو انكم مجتوش الدنيا دي 
بعد دقائق دخل الحارس الخاص ب يزن وشد وفاء تحت صراخها 
خرج يزن من الغرفة متجهه ل آرين وهو بيحاول يهدي نفسة 
دخل لقي العيلة كلها متجمعة عندها في الغرفة ماعدا ماري طبعا ..! 
كان رعد قاعد علي طرف السرير  عند رجليها وضهرة للباب وجنبه فهد 
وليليان ونادين ولينا جنب آرين 
وباقي العيلة قاعدين علي الكراسي اللي في الغرفة 
والكل بيضحك علي كلام رعد ومشاكسته 
واول مشافو يزن سكتو بصدمة والكل بص ل رعد اللي مخادش باله وبيتكلم برضو 
رعد بضحك ـ والله يا بت يا آرين انتي مش لايقة علي يزن خالص تعالي اتجوزك انا وخلاص 
كحت ليليان وهيا بتحاول تلفت انتباهه ل يزن بس هو برضو 
كانت آرين بتضحك وهيا مش عارفه تعمل اي 
ويزن كان واقف هو شا*يط من الغير*ة ورافع حاجبة 
رعد بمرح  وهو بيقلد يزن ـ آرين خط احمر اللي هيفكر يبصلها بس ميلومش غير نفسه 
لا رد 
رعد ب إستغراب ـ انتو ساكتين ليه ..؟ 
وبعدين بلع ريقه بصعوبة وقال 
ـ هو ورايا صح 
اوما الجميع وهما بيحاولو يكتمو الضحكه بصعوبة 
رعد بإرتباك وهو بيقوم من علي السرير ـ ع..علي فكره بقا يا آرين مفيش حد هيحبك قد يزن 
نظر خلفة وجد يزن ينظر له بغضب كبير وغيرة 
يزن بتوعد وهو بيشمر كمه ـ تتجوزك انت ها 
رعد بخوف ـ لا لا دا ..دا انا بهزر ..اي مبتهزرش  يا وحش 
جري عليه يزن ومسكه من تلابيبه وضر*به بو*كس بقوة ـ دي عشان تهزر معاها كويس يا قلب امك 
رعد بألم ـ ااااه ..منك لله يا آرين ..يالهوي لا لا اسف مش منك لله اااه ياني 
ضحك عليه الجميع 
نظر له يزن بقرف وبعدين بص للبنات اللي كانو جنب آرين بغيظ وغيرة ـ ابعدي يابت انتي وهيا 
قامو البنات بسرعه من جنبه وهو قعد جنبها وشدها لحضنة بتملك وهو مش مهتم بحد 
اتحرجت آرين ونظرت لهم بكسوف 
يزن بهمس في ودنها ـ أسف عشان اتأخرت علي أميرتي 
نظرت له بزعل ومتكلمتش 
مرفت بخبث ـ اي يا يزن أميرتك زعلانه منك ولا اي 
يزن بهدوء ـ أيوة عشان اتأخرت عليها وبص عليها وقال ليها بحب 
ـ اسف يا قلب يزن ومسك إيدها وباسها بعشق 
اندهش الجميع بصدمة هل الوحش يعتذر الان 
آرين بزعل ـ انت قولت خمس دقايق 
يزن بزعل ل زعلها ـ غصب عني والله اوعدك مش هتتكرر وبعدين كمل بهمس 
  ـ خلاص بقا وإلا والله هبو*س شفا*يفك الحلوة دي قدامهم 
آرين بكسوف ـ خلاص مش زعلانه 
رعد بمكر ـ ضحك عليكي بكلمتين يا هبلة وانتي صدقتي 
نظر له يزن بتوعد وغضب ولسا هيقوم من مكانه جري رعد بسرعه علي الباب 
ضحك الكل عليه ويزن زفر بضيق من عدو اللدود 
يزن ل أيمن ـ اومال المصو*نة بنتك فين يا عمي 
استغرب أيمن لهجته ـ في القصر يا يزن ... فيه اي ؟
يزن بتوعد وشرود ـ متقلقش خير ان شاء الله وبعدين
طلع علبه من جيب بنطلونه وكان الدوا الحقيقي بتاع آرين واداهولها
بعد شويه 
كان الكل مشي وكان فاضل فهد بس 
يزن بهدوء ـ اومال لؤي فين يا فهد 
فهد بحزن ـ في النادي 
يزن بغضب ـ تاااني هو مش قال انو هيحاول يبطل الزفت ده 
فهد ـ معرفش قبل منيجي هنا روحت الجناح بتاعه عشان اشوفة دخلت لقيت حاله ميعلم بيه إلا ربنا كان متعصب كدا والاوضه كلها متكسر*ة وبيقول وديني هقت*لها 
يزن بشك ـ روان 
فهد بتنهيدة ـ باين كده 
يزن بهدوء ـ اتصل علي رعد وريڤان عشان نروح نشوفه احنا مش هنسيبه لوحده في الحاله دي 
اومأ فهد بهدوء وراح يتصل علي رعد
نظر يزن ل آرين اللي نامت أثر مفعول الدوا باسها من جبينها بهدوء وغطاها كويس وقال ـ اوعدك اني هفضل جنبك علطول وهحميكي من اي أذي حتي لو كان التمن ده حياتي 
وطلع بهدوء لقي فهد برة وقاله انو رعد هيستني تحت هو وريڤان قدام العربيه 
يزن بهدوء ـ طيب يلا حدد موقع الافندي 
فهد ـ ماشي 
♕♕♕♕♕♛♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في النادي الليلي 
كان لؤي بيشرب بعصبيه كبيره 
جات عليه بنت وقالت بد*لع ـ يوهاا لؤي بيه زعلان وانا موجوده 
لؤي بسكر ـ بقولك ايه روحي من و*شي دلوقتي 
البنت بدلع وهيا بت"مشي ب إيد*ها علي كتفه ب إغر*اء ـ طب تعالي معايا وانا هنسيك زعلك ده كله والله 
جات بنت من وراها ومسكت ايدها وزقتها بغيرة ـ مخلاص يا عسوله قالك غو*ري من وشي 
البنت بإستفزاز ـ علي فكره انا جيت قبلك روحي شوفي زبون تاني 
روان بعصبيه ـ هو انا زيك يا مقر*فة يا حيو*انه امشي غوري من هنا 
البنت لسا هتتكلم 
لؤي بعصبيه ـ امشي غوري انتي من هنا 
روان بصدمة ـ لؤي ا.انت بتقول 
لؤي بسخرية وسكر ـ زيها اي يا رورو اومال بتعملي اي في ديسكو يا روحي وشدها من وسطها لحضنة وقال بمكر وسكر ـ  تاخدي كام وتيجي معايا 
نظرت له بدموع وبعدت عنه وهووووب كف نز*ل علي وشه 
والبنت مشت بسرعه
روان بدموع ـ انت حيوان 
لؤي بعصبيه ـ لو باقيه علي حياتك امشي من قدامي 
روان بتوتر وهيا بتبص حواليها ـ طب ..طب تعالي معايا من هنا 
لؤي بسخرية ـ اي خايفة يا موزة اذا مكنش ده مكانك الاصلي اصلا 
روان بدموع وترجي ـ لؤي عشان خاطري اسكت انت ظالمني اوي 
لؤي بسكر ـ واااو اممم ويا تري بقا انا ظالمك ازاي 
قال جملته وهو بيلف حواليها بسخرية 
روان ببكاء ـ لؤي ان ..انا 
لؤي بغضب وسكر ـ انتي اي ..ها وظالمك ازاي يا حلوة هو انا خدتك من إيدك ووديتك حضن را*جل يا ساف*****
شهقت بصدمة من سبته اللازعه وعيطت بحرقة 
ضحك عليها بسخرية وراح ناحيه الكاس ولسا هياخدة خدته هيا بسرعه وقالت بدموع ـ كفاية عشان خاطري ويلا عشان اطلعك من المكان ده ومسكت إيده 
زقها بعصبيه لدرجه وقعت علي الارض 
مش علي اخر الزمن هتيجي واحدة رخ**** زيك تمشي كلمتها عليا 
مسكت ايدها اللي اتعورت ببكاء 
نظر لها وثواني وقلبه رق ليها مهما كان دي كانت حبيبته برضو هه كانت دي بيعشقها لحد دلوقتي 
لكن فجأة عيونه اتحولت ل بركان وهو شايف راجل راح عندها وبيحاول يقرب منها بشهو*ة 
روان بدموع وخوف ـ ا..ابعد عني 
الراجل بخبث ـ تعالي معايا بس وانا هبسطك اكتر منه 
عيطت روان وهيا بتنكمش علي نفسها بخوف 
الراجل لسا هيمد ايده علي وسطها 
مسكها لؤي وقال ـ إيدك يا معلم لتوحشك 
قامت روان بسرعة واستخبت ورا لؤي بخوف 
الراجل بوقاحه ـ انا وانت مع بع...ااه 
سكت بسبب لكمه من لؤي وانهال لؤي عليه باللك*مات القوية ولم يقدر عليه احد حتي وهو سكران فهو في الاخر لؤي الصياد 
في الوقت ده جه شباب الصياد كان يزن في النص وعلي يمينه رعد وفهد وشمالة ريڤان والحارس الشخصي بتاعه والكل كان بيبص ليهم بإعجاب كبير 
نظر يزن ل لؤي اللي مخلاش مكان سليم في الراجل وبص ل روان اللي كانت بتبص ليه بخوف كبير ابتسم بسخرية وشاور ل رعد يروح يحوشه 
اوما رعد بجدية وراح لؤي اللي حاول يزق رعد وهو بيقول بغضب 
ـ ابعد يا رعد وربنا مهسيبه ده بيبص ل حاجه تخص لؤي الصياد 
رعد بعصبيه ـ ياعم اتهد بقا الراجل هيمو*ت في إيدك وشدة بعد مقال ل روان 
ـ وانتي تعالي ورايا 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♛♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان يزن واقف وهو بيبص علي لؤي ببرود
وفهد ورعد كانو بيحاولو يفوقوه من حاله السكر اللي كان فيها 
وريڤان واقف جنب فهد وماسك ازازة مايه باردة 
ريڤان بمرح ـ اومال لو مش سكران هتعمل اي يا برو 
ضحك رعدغصب عنه هو وفهد 
ويزن اتنهد بقله حيله 
وروان واقفه بعيد بتبص عليه بخوف منه وعليه 
نظر لها يزن بشك بس متكلمش  استني لحد ما لؤي يفوق 
واخيراااا 
لؤي بتعب ـ اااه 
فهد ـ اوووف أخيرااا 
رعد بمرح ـ حمدالله علي السلامه يا بيضه 
ريڤان بضحك ـ صح النوم يا معلم 
نظر لهم بغيظ وهو حاسي ب ألم فظيع في راسه لقي يزن واقف قدامه ومربع دراعه علي صدرة وبيبص عليهم ببرود 
لؤي بهمس ـ يا نهار اسود اخوكم عامل كده ليه يالا منك ليه 
رعد بهمس هو كمان ـ اسال نفسك يا برو 
فهد ببرود وهمس ـ عشان تشرب تاني كويس قابل بقا يا معلم 
بلع لؤي ريقه بخوف وقام وقف ورعد وفهد جنبه وهما خايفين عليه من غضب يزن 
لمح لؤي روان اللي كانت بتبصله بدموع اتبدلت ملامحه للغضب ولسا هيتكلم سبقه يزن 
يزن ببرود وهو لسا بيبص عليه ـ شااااهين وصل الانسة روان لحد بيتها بأمان 
شاهين بطاعة ـ امرك يا فندم اتفضلي يا أنسه 
يزن بهدوء ـ روان قبل متمشي مفيش بنت محترمه تفضل لحد البيت لحد دلوقتي وفي الاماكن دي انا فاهم انتي هنا ليه وبص ل لؤي وقال 
ـ بس في الاخر الحمار بيفضل حمار 
اومأت روان بدموع ومشت 
وكده مفضلش غير شباب الصياد بس 
رمي يزن التلفون علي الارض وقلع الساعه ورماها برضو وقلع القميص بتاعه وبقي ب البنطلون بس وشال محفظته من البنطلون وحطها جنبهم والمفاتيح 
لؤي باستغراب ـ يزن انت بتعمل اي 
يزن ببرود وهو بيقرب منه ـ عاوز اشوف قدراتك يا ابن الصياد 
تنح لؤي بصدمة وبص ل عضلات يزن المنحوته بتدقيق وقال ـ انا ..انا 
يزن بسخرية ـ اي يا لؤي خايف ولا اي 
اضايق لؤي من كلامه وقال ـ لا يا يزن مش خايف وانا مش ضعيف 
ضر*بة يزن بالبو*كس في وشه وقال بغضب ـ متقول لنفسك يا ابن***** 
فهد بتوتر ـ يزن هو...
يزن بغضب وصوت عالي ـ هو معندهوش لسان مش عاوز حد يدافع عنه وقرب منه تاني ومسكه وضر*به بو*كس وقع علي الارض 
يزن بغضب ـ مفكر نفسك انك كده حلو روح تشرب وتسكر وحالك زفت ورايح تتشطر علي الراجل لا د*كر ياض 
لؤي بضيق ـ يعني عاوزني شايفه بيحاول يقرب منها واسيبه 
يزن بإشارة ليه قوم 
قام لؤي وهو بيمسح الد*م اللي نزل من مناخيرة 
يزن بغضب ـ مهو لو انت يا بغ*ل مروحتش الز*فت مكنتش هيا هتروح وراك عشان تشوفك 
لؤي بضيق ـ دي واحده 
نظر له يزن بتحزير انه ميغلطش 
يزن بعصبيه وغيظ من غباءة ـ انت أغبي واحد شوفته في حياتي روان انضف من كل البنات اللي انت عرفتهم يا **** وعارف انت اللي متستاهلش واحده زيها الغبية كمان بتحبك بجنون وإسمع يلا لو عرفت بس انك جيت الزفت ده تاني متلومنيش علي اللي هيحصل معاك ومن بكرة تنزل الزفت الشركة مع ذياد وتمسك شغلك فاهم 
لؤي بضيق وآحترام ل يزن في نفس الوقت ـ فاهم يا عم خلاص 
نظر له بقرف ومشي يلبس قميصه 
نظر رعد ل يزن ب إبتسامة يزن طول عمرة رغم قساوته كان دايما معانا في ضهرنا اي مشكله تحصل محدش كان يتردد لحظه يروح ليه عشان عارفين رغم انو هيشد عليهم بس هيحميهم بحياته في الاخر يزن ابوهم مش اخوهم الكبير ابدا 
مسح لؤي الد*م من علي بوقة وبص ل يزن اللي كان بيلبس قميصه بهدوء وابتسم عشان عارف انو كان خايف عليه جري عليه وحضنه بحب وقال ـ ربنا يخليك لينا يا يزن وجري عليه الاخوات كلهم وحضنو بعض حضن اخوي ويزن ابتسم وقالهم يلا عشان آرين لوحدها في المستشفى 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دخل يزن الغرفة بهدوء عشان آرين متصحاش لكن انصعق مكانة ورجلية اجمدت 
آرين مش موجوده ..!
وعلي سريرها دم ..! 
يتبع ....
يزن برعب وعينه متركزه علي الدم اللي علي السرير ـ آ...آرين ..! 
وصوت عالي : آرييين 
كانت آرين في الحمام واقفه ووشها احمر خالص وبتفرك في إيدها بتوتر
سمعت صوت يزن ارتبكت اكتر وقالت بتعب وخجل ـ انا ..انا في الحمام يا يزن 
جري يزن بسرعه ناحيه الحمام وقال ـ آريني حبيبتي إيه الدم اللي علي السرير ده انتي ..انتي كويسه افتحي الباب 
شهقت آرين بخجل وقالت بطفولة ـ يزن افتح الباب ايه عيب 
استغرب يزن وقال بهمس ـ عيب 
وبعدين قال بحنية وخوف عليها ـ طب طمنيني عليكي طيب
آرين بكسوف ـ انا انا كويسه روح وهاتلي ممرضة 
خاف يزن اكتر وقال ـ ممرضة ..؟ ممرضه لية افتحي يا آرين 
آرين بهمس وهيا بتكلم نفسها  ـ يالهوي انا مكسوفة اوي هفتح ازاي وانا كده اعمل اي وانا مكنتش عامله حسابي وبعدين انتي لازم تحطيني في الموقف البايخ ده اووف كنتي تستني لما اروح البيت هعيط والله 
فكر يزن شوية وبص علي السرير وبعدين افتكر حاجه وفتح تلفونه وبص في التاريخ بتركيز وهو بيفتكر حاجه 
ضرب مقدمة راسه وهو بيضحك وعرف سبب كسوفها منه 
يزن بمكر وزعل مصطنع ـ ماشي يا آرين انتي مش عاوزه تشوفيني صح طيب انا همشي 
شهقت آرين وجريت فتحت الباب وطلعت رأسها منه وقالت بخوف ـ يزن متسبنيش 
بصلها يزن وابتسم ومحبش يحرجها ـ متخافيش يا أميرتي انا عمري ما أسيبك هروح اناديلك الممرضة ومعاها لبس وحاجات ليكي وغمزلها بوقاحه ومشي وهو بيضحك 
آرين بصدمة ـ يا قليل الادب يا سافل وقفلت الباب ب إحراج شديد 
بعد شوية جات الممرضة واعطت آرين الحاجات اللي يزن جابهالها وآرين شكرتها ب إحراج شديد والممرضة ابتسمت 
بعد نص ساعه دخل يزن لقي آرين نايمه او عامله نفسها نايمه كتم ضحكته بصعوبه وراح قعد علي طرف السرير جنبها وحط اللي في إيده علي التربيزه الصغيرة اللي جنب السرير ونادي عليها بحب 
: آريني اصحي 
آرين بطفولة وهيا مغمضة عيونها ـ لا يزن انا نايمه ومش هصحي دلوقتي 
قهقه عليها بخفة ومد ايده وحطها علي بطنها بحنان وقال ـ طيب قومي اشربي كوباية اليانسون دي ونامي تاني عشان مش هينفع تاخدي مسكن 
فتحت عيونها وهيا بصاله بإستغراب ـ هيا فعلا بطنها واجعاها جامد اوي بس عرف منين 
عرف هيا بتفكر في إيه ابتسم عليها و باسها بوسه خفيفه واتعدل وخدها في حضنه بهدوء وشربها كوباية اليانسون بعد مدفاها شويه عشان متحرقش بوقها 
حضنته آرين بتعب ودفنت وشها في صدرة ونامت اما يزن فهو فضل صاحي وغامت عينيه بغضب وهو بيفكر في طريقه يعاقب بيها ماري علي غلطها المرة دي مش هيرحمها خالص لو كان أذته هو ماشي انما آرين ..آرين خط احمر وهو حزرها كذا مرة لكن هيا مصرة علي موتها  
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تاني يوم الصبح في فيلا الهواري
مازن الهواري بزهق ـ انتو اغبيه ليه 
الراجل ـ يا بيه انا مش فاهم ليه عايزنا نمثل اننا اهل البنت دي انا عمري مشوفتها 
الست بطمع ـ فكك منه يا باشا هناخد قد اي من ورا الشغلانه دي 
مازن بمكر ـ خمسة ..خمسة مليون جنيه 
الراجل ـ يزن الصياد مش سهل يا بيه وهيكشفنا علطول 
الست بتفكير ـ معاه حق افرض قال هنعمل تحليل DNAالخطه كلها هتنكشف كده ومش هيرحمنا عشان كدبنا عليه 
مازن وهو بيشرب سجارته ـ لا متقلقش من الناحية دي انا هتصرف المهم انتو تروحو قصر الصياد وتعملو اللي قولت عليه بالحرف الواحد 
الراجل ـ طيب يا بيه اخر سؤال 
ماز بضيق ـ اخلص 
الراجل ـ احنا هنروح ونعمل اللي حضرتك قولته بالضبط بس افرض مرضاش يخلينا نقعد معاه في القصر 
مازن بهدوء ـ قوله خلاص هاخد بنتي وامشي من هنا 
الست بسخرية ـ وهو هيقول ماشي يعني 
نظر مازن ل رؤوف يكمل عشان زهق من غبائهم 
رؤوف بعصبيه ـ اي الغباء اللي انتو فيه ده امال احنا بنفهم فيكم اي من الصبح انتو هتروحو والست دي تمثل تقول اللي احنا اتفقنا عليه وانت تقول تقول اللي قولنالك عليه وسيب الباقي علينا 
اوما الراجل والست بخوف ومشو 
رؤوف ل مازن ـ كده اللعبه بدأت هههههههه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
صحي يزن الصبح حس بثقل علي صدرة اتنهد بهدوءو باسها بحب وقام من جنبها ببطئ بعد مغطاها كويس دخل الحمام غسل وشه واتوضي وطلع فرش سجادة الصلاه وصلي الصبح وخلص وراح وقف عند الشباك ينظر إلي الخارج بشرود طلع علبة السجاير وحط سجارة في فمة وبص علي علي آرين واتنهد ورمي السجارة تاني عشان آرين متتعبش منها ومن ريحتها ووعد نفسه انو يحاول يبطلها عشانها ...
بعد دقائق سمع صوت خبط علي الباب ودخلت الممرضة وقالت ب إحترام 
ـ يزن بية الدكتوره ياسمين طالبه حضرتك عايزاك في موضوع مهم يخص الهانم 
قلق يزن وقال ـ طيب روحي وانا جاي وراكي 
خرجت ويزن بص ل آرين وهو خايف من طلع من الغرفة بهدوء رايح عند الدكتورة وقلبة بيدق بخوف 
يزن بهدوء عكس اللي جواة ـ طلبتيني ليه 
الدكتورة بعملية ـ اتفضل يا أستاذ يزن اقعد وكانت ماسكه في ايدها ملف 
قعد يزن بهدوء وقال ـ خير 
الدكتورة ـ احم .. أستاذ يزن االتحاليل بتاعت آرين وصلت إمبارح وكنت جايه ادهالك بس حضرتك مكنتش موجود 
انتبه يزن بشدة وقال ـ طيب التحاليل عاملة اي قصدي يعني فيه تحسن 
الدكتوره ـ للاسف حضرتك مفيش تحسن خالص غير نسبه صغيره جدا جدا وده خطر عشان جسمها بدا يضعف وقلبها ممكن يتأثر ويضعف اكتر الانيميا في جسمها عاليه والحديد قليل جدا 
حاول يزن يتماسك علي قد ميقدر وقال ـ طيب وبعدين يا دكتورة العلاج الكيماوي فاضل ليها جلستين بس واحده يوم الخميس الجاي والتانيه علي اول الشهر وجسم آرين مش هيستحمل حقن كيماوي تاني 
الدكتورة ـ التحميس .. لازم آرين تتحمس للحياه ومتخافش من حاجه والدعم النفسي طبعا اساسي جدا وحضرتك ليك دور كبير والباقي علي ربنا هنعمل تحاليل تاني بعد عشر أيام من دلوقتي وهنشوف النتيجه 
قام يزن بشرود وهو حاسس انو الدنيا اسودت في وشه وطلع من الغرفة وحط ايده علي قلبه بوجع وعيونه اغرقت بالدموع وقال ـ يارب 
حاول يهدي نفسه وراح علي جناح آرين ودخل بهدوء لقاها لسا نايمه اتنهد ب أريحيه وقعد علي الكرسي ودفن وشه في ايده وعيط بصمت 
ذلك الرجل الغني الذي يمتلك كل شيء في الدنيا، المال، النفوذ، وحتى القدرة على تحريك الجبال لو أراد، يقف الآن عاجزًا، محطمًا، لا يملك سوى دموعه التي لا تنقطع. يرى محبوبته، قطعة من قلبه، تتألم من مرضٍ خبيث يأكل جسدها يومًا بعد يوم، وهو لا يستطيع أن يوقف هذا الألم. يشعر وكأن كل كنوز الدنيا لا تساوي شيئًا، وكأن ثروته التي كانت يومًا مصدر قوته، أصبحت اليوم عبئًا ثقيلًا لا ينفع ولا يشفع.
ينظر إلى السماء بعينين دامعتين، قلبه يرتجف، وصدره يضيق، فيرفع يديه المرتجفتين متوسلًا إلى الله عز وجل:
"يا رب، يا من بيده كل شيء، يا من تقول للشيء كن فيكون... خد من عمري وزد في عمرها، خد من صحتي وأعطها العافية، خد من سعادتي وردّ لها البسمة.
يا الله، أنا عبدك الضعيف، الغني في الدنيا، الفقير أمام قدرتك، عاجز أنا أمام مرضها، لكنك القادر الشافي... لا تردني خائبًا، لا تتركني أراها تذبل ولا أملك إنقاذها.
يا الله، إن كان في قلبي ذنبٌ يمنع استجابتك، فاغفره، وإن كانت الدنيا قد غرّتني فخذ منها ولا تأخذها، إنك أعلم بحبي لها، وأعلم بضعفي، وأعلم أن لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
أقسمت عليك باسمك الأعظم، وبلطفك، وبكرمك، وبحنانك الذي وسع كل شيء، أن تُلبسها ثوب العافية، وأن تجعل مرضها كفّارة لا بلاء، وأن تكتب لها الشفاء العاجل الذي لا يغادر سقمًا.
يا أرحم الراحمين... لا تكسرني فيها، ولا تذقني طعم فقدانها، فقد أصبحت حياتي بها ولها، وكل ما أملك لا قيمة له دونها."
هكذا، يبكي ويرتجف، والدنيا كلها من حوله تبدو صامتة، كأنها تشارك في حزنه، وكأن الكون كله واقف بانتظار رحمة الله أن تتنزل، فهو وحده الشافي، وحده القادر، وحده الرحيم.
سمع صوت خبط علي الباب مسح دموعه بسرعه وخد نفس 
يزن ـ احم ..ادخل 
دخلت الممرضة بهدوء وقالت ـ الدوا بتاع الهانم يا بيه 
غمض عينه ب ألم وخده منها  وقالها ـ طب روحي انتي وابعتيلي فطار صحي ل آرين وكوبايه لبن مع فنجان قهوة 
اومأت الممرضة بطاعه ومشت 
اتنهد يزن بحزن ورسم البسمه علي شفتية وراح ناحيه آرين وقعد علي طرف السرير ومد ايده ومسح علي خدها بحنان وقال ـ أميرتي اصحي يلا كفاية نوم 
تململت آرين بضيق وقال بنوم ـ بس بقا يا يزن سيبني انام خمس دقايق كمان 
يزن بحب ـ بس انتي وحشتيني قومي يلا عشان الدوا بتاعك كمان 
فتحت آرين عينها بنعاس وقالت بتزمر ـ يعع بقا علي الصبح البتاع ده طعمة مش حلو خالص 
ضحك عليها بغلب وقال ـ معلش يا روحي قومي يلا وقام شالها بين ايده بخفة وقلبه واجعه علي وزنها اللي خف بشدة ودخل بيها الحمام وغسلها وشها بحنان 
وبعد شوية طلع وقعدها علي السرير ونشف وشها ومسك الدوا واتأكد منه وبعدين مسك كوبايه المايه وشرب منها الاول واستني شوية وبعدين شربها الدوا بتاعها 
دخلت الممرضة ب الفطار بتاعها 
آرين بتزمر ـ يااربي لبن انت مش بتنساه في يوم لييه 
ضحك عليها وشال كوبايه اللبن ـ أميرتي شطورة وهتشربه كله يلا 
أرين بضيق ـ ايوه ايوة اضحك عليا زي كل يوم وانا زي العبيطه هشربه 
ضحك بقوة عليها 
ضحكته كانت صادقة، وعيونه تلمع بحنان، حنان يذيب الصخر… لكن مش كانت هي الوحيدة اللي شايفه 
كانت الممرضة واقفة عند الباب.
في البداية، كانت تتابع المشهد بصمت مهني، لكن عيونها فضحتها…
كانت تنظر له وكأنها نسيت آرين ، وكأن الدنيا ضاقت وما بقي فيها غيره.
نظراتها كانت طويلة، حالمة، مبهورة… مش نظرة عابرة، ولا نظرة شفقة… نظرة إعجاب وهيام.
وأميرة الوحش لاحظت.
رغم ضعفها، ورغم أنفاسها اللي بالكاد تخرج، قلبها انقبض.
ما كانت تقدر تقوم، ولا تعاتب، بس عينها لمعت بلونٍ مختلف… لون الغيرة.
نظرت للممرضة نظرة أنثى تعرف حدودها جيدًا، نظرة فيها ضعف الجسد، لكن فيها قوة الحب…
ثم التفتت لزوجها وقالت له بصوت خافت فيه غصة، لكن بابتسامة مُصطنعة:
– "أنا عارفة إنك وسيم… بس ما كنتش أعرف إنك مشهور كده جوه المستشفى."
ضحك، وما فهمش على طول، قال:
– "مشهور؟ ليه؟ علشان اللبن؟"
قالت بغيرة و بعينين بتتكلم أكتر من لسانها:
– "علشان نظرات الممرضات… خصوصًا اللي واقفة هناك من بدري ومش عايزة تمشي."
شاف لمعه دموع في عيونها من الغيرة 
وقتها بس لفّ راسه وشاف الممرضة وبصلها بحدة وشاور بحاجبه انها تطلع وتقفل الباب وراها …
ارتبكت، وانسحبت بسرعة، وابتسامتها تلاشت.
أما هو، فابتسم وهو يمسك يد أميرتة وقال:
– "أنا مش شايف غيرك… ولا عمري هشوف."
غمضت عيونها، ودمعة صغيرة نزلت، مش من الألم…
بل من حبها العظيم، ومن شعور إنها مهما كانت مريضة…
لسّه هي الأهم، ولسّه قلبه ما اختار غيرها.
مسح دموعها وقال بحنان ـ بتعيطي ليه بس 
حضنته آرين بقوة وقالت 
آرين ببكاء ـ انا ..انا بحبك اوي يا يزن وخايفه تسيبني في يوم
ابتسم يزن بحنان ومسح علي ضهرها بحب وقال ـ انا معاكي في كل مكان يا أميرتي في كل نفس بتتنفسيه في كل نسمه هوا بتخبط وشك الحلو ده 
حضنته بشدة تستمد منه القوة ـ انا عاوزه اطلع من هنا بقا زهقت 
يزن بهدوء ـ مينفعش 
بعدت عنه آرين بتزمر وقالت ـ ليه بقا 
حاوط وشها وقبل جبهتها بحب ـ عشان أميرتي لسا تعبانه شويه 
قعدت آرين بإحباط شديد 
نظر يزن إلي ملامحها بتمعن ووجد علامات الزعل علي وجهها افتكر كلام الدكتوره حس بنغزه في قلبه وابتسم بتصنع وقال ـ حبيب قلبي عاوز يطلع برة شويه 
نظرت له بزعل واومأت بنعم 
يزن ب إبتسامة طيب اديني دقيقتين بس وجاي وطلع بسرعه وهيا مستغربة 
اجري يزن اتصال سريع وبعدين طلب من ممرضه طلب والممرضة ابتسمت وقالها بسرعة بس في خلال دقيقتين كل حاجه تبقي جاهزة 
دخل ل آرين تاني 
يزن ـ حجابك فين 
آرين بصدمة وهيا بتبص علي نفسها ـ هخرج بلبس المستشفى 
يزن ـ بتوثقي فيا 
آرين بعفوية ـ أكتر من نفسي 
ابتسم علي عفويتها ولبسها الحجاب وقال ـ طيب يلا 
شهقت بصدمة لما لقته شالها 
آرين بحرج ـ لا لا ونبي نزلني 
مردش عليها وطلع من الجناح لقت ممرضين كتير ودكاترة واقفين قدام الغرفة صقفو كلكم بحرارة والدكاترة الشباب بيصفرو بجنون 
ضحكت آرين بسعادة كبيرة وعيونها دمعت بسعادة 
نزلها يزن علي الارض ووقف وراها 
كانت ممرضة واقفه وماسكه لوحة مكتوب عليها 
" بحبك اوي يا آريني ... آرين ضي عتمة يزن  "
قربت منها آرين وقرأت المكتوب وابتسمت بدموع وبصت وراها لقت يزن باصص ليها بعشق كبير جريت عليه واتشعلقت في رقبتة رفعها من علي الارض وحضنها بحب 
آرين ببكاء ـ بحبك ...بحبك اوي يا يزن 
يزن ـ ويزن بيموت فيكي يا روح يزن 
نزلها ببطي ومسح دموعها وقال ـ تؤ تؤ مش عاوز دموع خالص تعالي معايا ومسك إيدها ومشي بيها في ممر المستشفى والممرضين والدكاترة بيصقفو في اللي بيحسدها علي يزن واللي بيدعيلهم من كل قلبه واللي فرحان من الحب اللي بينهم واللي بتتمني واحد شبه يزن ( زيكو كده 😂)
طلع من المستشفى 
الحرس كلكم اتجمعو حواليهم يحموهم 
ركب يزن عربيته وآرين جنبه وانطلق ب العربية وبعد مدة وقف يزن فجأة ونزل من العربية وراح الناحية التانية تحت إستغراب آرين 
فتح ليها الباب ومد ايدة ليها ب إبتسامة 
حطت إيدها في إيدة ونزلت من العربية 
راح يزن بيها ناحيه عربية كان عليها بالونات كتيره اوي اشتراهم يزن ليها كلكم وهيا كانت هتطير من الفرحة 
وبعدين شد إيدها ناحية عربية تانيه عليها غزل البنات اشترا ليها عشان عارف انها بتحبه وبعدين قالها تعالي معايا وراح بيها ووقف في نص الشارع 
وقال بصوت عالي 
اسمعووووووو يااااا عااااالم 
الكل انتبه للمجنون ده 
شهقت آرين بصدمة وقال وهيا بتبص حواليها ـ يالهوي اسكت يا مجنون 
راح يزن ناحيه العربية بتاعه وطلع عليها من فوق وقال وهو بيشاور علي آرين
اناا بحب البنت دي اووي لا انا بعشقها ساااامعين بعشقهاااااااااااا
ابتسم الجميع عليه وصقفو بقوة كبيرة
يزن بصوت عالي ـ آرين تتجوزيني 
والبنات اللي كانت في الشارع راحت جنب آرين اللي كانت واقفة والدموع في عيونها من السعادة 
وكلهم في صوت واحد ـ وافقي ..وافقي ..وافقي ..وافقي 
نط يزن من علي العربية وراح ناحيتها ونزل علي ركبة ونص قدامها وقدام الكل وطلع خاتم جميل اووي وهادي من جيبه وقال بعشق ـ تتجوزيني يا أميرتي 
اومأت آرين بدموع وسعادة كبيرة 
لبسها يزن الخاتم وقام شالها ولف بيها وأرين كلبشت فيها بقوة وهيا حاسه انها هتطير من الفرحة 
نزلها يزن وقال بهمس ـ بعشقك 
آرين بسعادة ـ وانا بمووت فييك 
يزن بنفس الهمس ـ تيجي نجري 
آرين بصدمة وضحك ـ انت اتجننت 
شدها يزن وجري بيها وقال ـ انا مجنون بيكي 
آرين بصراخ وسعادة في نفس الوقت ـ يااا مجنوووون 
يتبببع 
شدّها يزن من إيدها فجأة، وجري بيها في الشارع كأنه بيهرب بيها من كل حاجة وحشة…
آرين صرخت بضحكة عالية، صوتها مليان طفولة وفرح:
ـ "يا مجنووووون! ههههههه!"
ضحكتها كانت نقية، طلعت من قلبها مش من شفايفها… الضحكة دي ما تطلعش غير لما القلب يكون في أمان.
كانوا بيجروا سوا، هي حجابها بيتمايل مع الهوا، ووشها منور بابتسامة خلت الشارع كله يبتسم معاهم.
عدّى يزن بسرعة جنب راجل مسن وزوجته، الاتنين واقفين على الرصيف، بيبصولهم بضحكة دافية، ضحكة فيها حنين وكأنهم شايفين فيهم شبابهم.
بعدهم بشوية، شاب ماسك إيد حبيبته شافهم، وبص لهم بنفس الابتسامة…
كل الناس كانت بتبتسم لهم…
لكن ولا حد فيهم كان يعرف الحقيقة اللي مستخبية ورا الضحك ده…
ولا حد يعرف إن البنت اللي بتجري دي، بتحارب مرض قاتل…
ولا حد يعرف إن الشاب اللي بيجري بيها، بيحاول ينقذها مش بجسمه… لا… بقلبه.
يزن كان بيضحك وهو بيبص لها، ضحكة كلها أمل وهو بيقول بصمته:
"أنا جنبك… وهخليك تنسي كل ألم، ولو حتى للحظة."
كان بيجري وكأنه بيهرب بيها من المرض نفسه، بيحاول يخطفها من بين إيده، ويزرعها جوا الدنيا اللي يستحقوا يعيشوها سوا.
وهي؟ كانت بتجري جنبه، ضحكتها مرسومة على وشها كأنها زهرة بتتفتح لأول مرة…
كانت فرحانة، فرحة حقيقية… الفرحة اللي تطلع لما تحس إنك مش لوحدك…
لما تبقى بتتألم بس حد ماسك إيدك وبيقولك: "هنكمل سوا…"
دي اللحظة اللي عمرها ما هتنساها…
لحظة اتحفرت في ذاكرتها بنور، مش بألم…
لحظة خلتها تحس إن الحياة، رغم كل الوجع، تستاهل…
عشان فيها يزن… وفيها ضحكتها، اللي رجعت تعيش من تاني.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دخل زياد قصر الصياد وفي ايده واحده كان الكل قاعد في الصالون ما عادا نادين 
نقلو نظرهم ل زياد 
أيمن ب إستغراب ـ زياد مين دي يبني 
زياد ببرود ـ خطيبتي 
سمعو صوت حاجه وقعت علي الارض كانت نادين واقفه علي اول السلم ودموعها نازله بكسرة غمض زياد عينه ب ألم في قلبه  ونفسه يجري عليها وياخدها في حضنه 
البنت بدلع ـ اي يا زياد مالك 
ومسكت ايده جامد 
نظرت نادين ل إيده وآيدها وعيطت جري فهد ورعد عليها ووقفو جنبها 
الكل عارف انو نادين بتحب زياد 
وريڤان واقف بيبص ل زياد بهدوء 
نظرت نادين ل عينه بوجع لقت فيها لمعة دموع ووجع غمضت عينها ونزلت من علي السلم ودموعها نازله راحت ووقف قدامهم وقالت ب إبتسامة ودموع ـ مبروك يا ..أبيه 
مردش زياد فضل باصصلها بس 
البنت بدلع ـ الله يبارك فيكي يا روحي ..عقبالك 
فضلو واقفين عيونهم في عين بعض بس عيون نادين فيها عتاب وكسرة وخزلان وزياد وجع لرؤيه طفلته تبكي وتتألم بسببه 
" لماذا نبكي ونحن من اختار طريق يملؤ الشوك "
"لِمَاذَا نَبْكِي وَنَحْنُ من اخْتَار البُعْد "
" لماذا يا قلبي تتالم ألم تتعود بعد "
" لماذا أري دموع في عينك محبوبي "
" هل انت مجبر علي جرحي "
" ام مجبر علي خزلاني " 
" ام مجبر علي كَسري "
" اااه من ألم دام وسيدوم في قلبي "
# تأليفي 
نادين في نفسها وهيا بتبص في عينه ـ عارفة انك مش ليا بس ..بس انا بحبك 
زياد في سرة ـ بحبك يا طفلتي 
فاقو علي صوت مرفت اللي سألت سؤال مزق قلب نادين 
مرفت بحزن علي حال ابنتها ـ حددتو الخطوبة امتا ولا لسا 
مردش زياد وبقي ينظر إلي نادين اللي دموعها متحجرة في عيونها وكأنه بيقولها ـ وحياتك بحبك بس غصب عني 
جريت نادين علي برة بسرعه وزياد غمض عينه بوجع 
نظرو له الكل ب إستغراب 
والبنت فيفي  ردت بغيظ ل سكوت زياد ـ لسا يا انطي 
زياد ببرود مصطنع ـ يلا عشان اروحك وامشي علي شغلي 
ومشي وهيا مشت وراه بغيظ 
طلع برة القصر والغضب في عينه وبيفتكر دموع صغيرته وهو بيتوعد ليهم بالجحيم فقط الصبر 
سمع صوت عياط وقف بسرعة وعرف علطول صوت مين 
البنت بغيظ ـ اي عاوز تروحلها 
نظر لها بغضب ومسكها من فكها بقوة وقال ـ انتي هتنسي نفسك ولا اي يا ***** 
خافت البنت وقالت ـ ا..انا اسفه 
زياد بغضب وهو بيزقها بقرف ـ امشي من قدامي ومتنسيش انو ده كله تمثيل 
مشت البنت بسرعه بخوف منه 
خد نفس ومشي ب اتجاه الصوت لقي نادين قاعده تحت شجرة ضامه رجليها لحضنها وبتعيط وقف ينظر لها 
حست نادين بيه رفعت عيونها اللي بقت حمرا كالدم من العياط 
نادين ببكاء وصوت عالي ـ امشيي من هنااا 
اتقدم منها ببطي وقعد جنبها زي مهيا قاعدة وقال بدموع ـ عشان خاطري متعيطيش 
عيطت بحرقة وقالت ـ انت بتعمل فيا كده ليه حرام عليك 
زياد بحزن ـ ساعات الواحد مجبور يعمل حاجات هو مش عاوزها عشان يحمي بيها اغلي الناس علي قلبه يا نادين 
سكتت نادين وبصت ليه بعدم تصديق 
حاوط وشها ب إيده وقال بدموع ووجع ـ انتي ..انتي اغلي الناس علي قلبي يا نادين 
نادين بدموع ـ طالما انا اغلي الناس علي قلبك ليه بتجرحني يا ذياد ..هو اللي بيحب حد بيأذيه كده 
سكت زياد مجبور 
اتعدلت نادين في قعدتها ومسكت ايده وقالت بدموع وترجي ـ قولي فيه اي... انت فيك حاجه والله ..وانا عارفه... ليه بتعمل ده كله مين اللي جابرك علي كده 
مردش زياد عليها وفضل ينظر لها بحزن وقام من مكانه ومشي بسرعه قبل ميضعف وياخدها في حضنه 
نادين بعياط وهيا بتنادي عليه ـ زياااااد 
بس هو مشي 
كان متابع ده كله ريڤان اللي كان واقف في الشباك مربع ايده وبيتابع بهدوء اتصل ب ليليان تطلع ل نادين في الحديقة وقفل وقال ـ كده لازم يزن الصياد التاني يتدخل 
اتصل بواحد وقاله ـ زياد الدمنهوري عايزك تراقبه كويس وتجبلي تحركاته كلها وقفل وهو بيفكر بشرود 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الداخل، ساد البيت صمت ثقيل...
الكل كان قاعدين في الصالون، ملامحهم مرهقة، عيونهم باينة فيها السهر والقلق.
ليليان راحت عند نادين، حضنتها بحنان، تحاول تواسيها بصمت.
أما ندى فخدت نفس عميق وخرجت مع ماري للشركة، تحاول تهرب من الجو الكئيب بأي شغل.
رعد بص لفهد، بعينه إشارة واضحة... "اتكلم".
فهد مسح على وجهه بتوتر وتنهد:
ـ "أحم... عمي أيمن..."
أيمن رفع عينه ليه بهدوء، صوته واطي لكن فيه نبرة تعب:
ـ "فيه إيه يا فهد؟"
بص فهد لرعد وكأن الكلام تقيل على لسانه، نظر لهم أيمن بترقب واتنهد  وبعدين نطق بصوت واطي:
ـ "مسافرين إمتى؟"
رعد جاوبه بنبرة حزينة، عينه مكسورة:
ـ "النهاردة."
مرفت شهقت بدهشة، صوتها مليان عتاب:
ـ "النهاردة؟ وكنتوا ناويين تقولوا لنا إمتى؟ وقت ما تكونوا في المطار؟"
رعد نزل عينه للأرض وقال وهو بيحاول يخبّي ألمه:
ـ "هنقول ليكم إيه؟ مش شايفين حال البيت عامل إزاي؟ كلنا زعلانين علي آرين... وكل حاجة بقت تقيلة."
محمد قال بصوت هادي، لكنه كان واضح فيه لوم:
ـ "بس ما ينفعش كده برضو يا رعد."
رؤوف رفع حاجبه وسأل باهتمام:
ـ "هترجعوا إمتى؟"
فهد هز راسه بأسى وقال:
ـ "لسه مش عارفين... المهمة دي خطيرة جدًا، وممكن تطول."
هنا سكت الكل.
أيمن قام من مكانه ببطء، خطواته تقيلة، ما قالش ولا كلمة...
بس نظرة عنيه قالت كتير، مشي ناحية أوضته، وقف عند الباب لحظة كأنه عايز يتكلم…
لكن سكت، ودخل وساب الباب يتقفل وراه بهدوء..
الكل سكت.
نظراتهم كانت ماشية ورا أيمن، حاسين بحزنه، بس مش قادرين يعملوا حاجة.
فهد ورعد اتحركوا ناحية أوضهم، بدأوا يجهزوا شنطهم بصمت…
كل قطعة بيحطوها في الشنطة، كأنها بتوجعهم.
وفي نفس الوقت، دخلت مرفت أوضتها، مسكت السبحة، وفرشت سجادة الصلاة،
ركعت تبكي وهي بتدعي ربنا يحمي ولادها...
قلب الأم بيكون أول اللي بيسافر معاهم، قبل ما يركبوا الطيارة ودعت ل آرين من قلبها .
محمد طلع على مكتبه وهو ساكت، لكن قلبه مشغول.
ورؤوف لبس جاكيت خفيف وخرج، ما تكلمش مع حد، بس ملامحه كانت واضحة…
كلهم خايفين... وكلهم موجوعين ...
بس الساكت اكتر هو اللي موجوع أكتر ...
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الجامعة كانت لينا قاعدة في المدرج الاول بتذاكر وكان في ولد بيبص عليها ب إعجاب 
جات صاحبه لينا المقربة أروي 
أروي بحماس ـ عرفتي الجديد 
نظرت لها لينا ب إستغراب 
ضربت أروي مقدمة رأسها وقالت ـ كنت عارفه انك متعرفيش حاجه ..الدكتور مروان البارد مش جاي تاني 
تفاجأت لينا وأشارت لها ـ كلامك ده بجد 
ضحكت أروي عشان عارفة انو لينا مش بتحب الدكتور مروان خالص ـ أيوة يستي في دكتور جديد مسك المادة ويالهوي يبت مز اووي 
ضحكت لينا عليها بشدة وأشارت لها بمعني ـ انتي مجنونه 
أروي بمرح ـ ماشي ماشي اشتمي مهو مفيش حد قدك يا ملاك 
ضحكت عليها لينا وكانت ضحكتها جميلة جدا والولد متابعها بإعجاب وتوهان في ضحكتها 
سمعو صوت خطوات الكل التزم السكوت ودخل الدكتور الجديد بهدوء والبنات كلها انصدمت من جماله 
كانت لينا تنظر إلي الدكتور بصدمة كبيره وبوقها مفتوح 
الدكتور بهدوء ـ انا االدكتور ريان المنشاوي وهدرسلكم مادة الطب وفجأة وقع بصرة علي ملاكه انصدم هو كمان بس حس بفرحه كبيره 
تنحنح بهدوء وقال ـ انهاردة مفيش شرح خلينا نتعرف علي بعض 
وبدا يقوم طالب طالب يعرف عن نفسه وهو مركز علي لينا اللي كان خدودها حمرا وشكلها لطيف جدا 
قامت أروي وقالت ـ أروي يوسف وقعدت 
جه الدور علي لينا اتوترت وفضلت قاعدة 
ريان بإبتسامة ـ قومي يا أنسه وعرفي عن نفسك 
بنت بسخرية ـ دي خرسة يا دكتور مش بتتكلم 
خفضت لينا رأسها بحرج وسكتت 
تجاهل ريان كلامها واتقدم ناحيه لينا وقال بهدوء ـ قومي 
قامت لينا بتوتر وهيا بتفرك في ايدها 
ريان بإبتسامة ـ اسمك 
نظرت له برجاء بس هو فضل مبتسم اتنهدت وشاورت علي معني اسمها 
ضحك علي نفسه في سرة ازاي هيقدر ينساه اصلا تلك الفتاه التي يجافي النوم عيناه كل يوم بسببها يوم واحد فقط يوم واحد وقع أسير عيونها وهدوءها ورقتها 
ريان بإبتسامة ـ تشرفت بمعرفتك يا ..لينا 
انصدم الكل ازاي فهم عليها بالسرعه دي ولينا اخفضت راسها وابتسمت ابتسامة بسيطه 
وأروي بتبص ليهم الاتنين بمكر 
اروي في نفسها ـ هييييح اوعدني يارب هههه
قعدت لينا والباقي بدا يعرف عن نفسه وخلصو 
راح ريان وقعد علي طرف المكتب بتاعه وشاور ل البنت اللي اتريقت علي ملاكه 
قامت البنت ب إستغراب وقالت ـ في اي يا دكتور 
ريان بهدوء ـ ابدا شوفت صوتك ظاهر اوي قولت اما اشوفك 
البنت في نفسها ـ يالهوي انعجب بيا ولا اي هههه
مسك ريان الكشكول اللي خده من قدام لينا من غير متاخد بالها وفتحه بهدوء وقال ـ وصلتو لحد فين في المادة يا ...
البنت بدلع ـ مش معقول نسيت اسمي بالسرعه دي يا دكتور اسمي ... لمي 
استغربت لينا ازاي خاد الكشكول بتاعها من غير متاخد بالها 
ريان بهدوء هو بيبص في الكشكول ـ وصلتو لحد فين في المنهج يا لمي 
اتوترت لمي ومعرفتش تجاوب 
نقل نظره لها ببرود وقال ـ مش سامع صوتك دلوقتي ليه 
اتحرجت لمي ومتكلمتش 
اومات بهدوء وشاور ل لينا اللي قامت بتوتر وكان باين عليها جدا 
ريان بهدوء ـ أنسه لينا ممكن اعرف منك وصلتو لحد فين في المنهج انا واثق انك عارفه 
نظرت له بمعني 
فهم هو علطول وقالها ـ قولي هفهمك 
تنهدت وبدات تشاور ليه وجاوبت وهو كان بيقول بصوت عالي اللي هيا بتقولة 
ريان ـ اتفضلي يا أنسه اقعدي ...وعلي فكره خطك في الكتابة جميل جدا وخصوصا الانجليزي مبدعة بجد برافو 
اتحرجت لينا وخدودها احمرو وشاورت ليه ب شكرا وقعدت 
ريان بهدوء وهو بيحط الكشكول علي المكتب ـ أنسه لمي الانسه لينا جاوبت دلوقتي علي السؤال اللي انت معرفتيش تجاوبيه عندك تعليق ولا حاجه 
سكتت لمي بغيظ وإحراج 
ريان ببرود ـ انتي قولتي اي من شويه عليها 
مردتش عليه 
ريان بصوت عالي فزعها ـ انا بتكلم 
نظرت له لينا بخوف ونظرت ل البنت بشفقة 
البنت بخوف ـ ك..كنت بقول انها خرسة 
ريان بإماءة ـ حلو يعني بتعرفي تتكلمي اهو طيب لما سألتك من شويه متكلمتيش ليه او بمعني اصح اتخرستي ليه اتفضلي جاوبي 
سكتت البنت ب إحراج 
كمل ريان وقال ـ بالعكس هيا اللي جاوبت علي السؤال 
نظرت لينا له بمعني كفاية ارجوك 
لكنه تجاهلها وقال ـ اي ردك 
لمي بغيظ ـ انا اسفه لحضرتك يا دكتور 
ريان بهدوء ـ بس انتي معملتيش ليا حاجه اعتذري فورا من لينا وياريت تحتفظي بتعليقاتك ليكي
اومأت البنت واعتذرت من لينا وقعدت بغيظ كبير وهيا بتبص ل لينا بكره كبير 
ولينا كانت حاسه انو الكل بيبص ليها وكالعادة اتوترت وأروي جنبها الابتسامة علي وشها وبتدندن 
بدا ريان يتشارك الكلام معاهم وعيونه مش بتفارق ملاكه الصامت 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ 
بعد مدة من الجنون اللي اول مرة آرين تشوف يزن فيه رجعو وركبو العربية وانطلقو 
آرين بسعادة وهيا حاضنة الدبدوب الكبير اللي جابهولها  ـ رايحين فين تاني 
ابتسم وقال بمكر ـ رايحين فين .. هنرجع المستشفى 
تذمرت بطفولة ومتكلمتش
ضحك بصمت عليها ومد ايدة ومسك إيدها وباسها بحب وقال ـ أميرتي عايزه تروح فين 
آرين بحزن ـ مش عاوزه ارجع المستشفى 
ابتسم يزن ومتكلمش وأرين اتنهدت وهي بتفتكر الساعات الجميلة اللي قضتها مع يزن 
بعد مدة عقدت حاجبيها باستغراب وهيا شايفاه ماشي ل طريق القصر 
آرين بإستغراب وهيا بتبص من الشباك ـ يزن مش ده طريق البيت 
يزن بحب ـ أميرتي مش عاوزه تشوف بيتها ولا اي 
آرين بسعادة ـ واااو هنرجع القصر 
يزن بمقاطعه ـ تؤ تؤ هنروح القصر نقعد معاهم شويه لحد الساعه 5 ونص كده وبعدين هاخدك مشوار ونرجع المستشفى بليل 
حضنته آرين بسعادة وهو ابتسم 
وصلو القصر أخيرا وآرين كانت بتبص ل القصر بإشتياق كبير 
الحارس وهو بيرحب بيهم ـ يا الف نهار ابيض نورت بيتك يا بيه انت والهانم 
يزن بهدوء ـ شكرا يا عوض وخاد آرين ودخل القصر 
لقي مرفت وأيمن قاعدين ومعاهم راجل وست ومعاهم بنت كمان 
مرفت بسعادة ـ آرين 
جريت آرين عليها وحضنتها
آرين ـ وحشتيني اوي يا ماما مشوفتكيش من امبارح 
مرفت بضحك ـ هههه يا بكاشه 
جريت آرين علي أيمن اللي حضنها بحب كبير وقال ـ فراشه البيت نورتي بيتك 
يزن بغيرة في نفسه ـ اووف استغفر الله العظيم 
وبعدين قال ب إبتسامة مصطنعه ـ اي يا عمي هو من لاقي اصحابه نسي احبابه ولا اي 
ضحك أيمن وقال بمكر وهو بيحضن آرين عشان عارف تملك ابن اخوه ـ دي حبيبه قلبي 
شدها يزن لحضنه وقال من بين سنانه ـ كفاية أحضان  
ابتسمت آرين علي غيرته الواضحة 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الطابق الأرضي من قصر يزن الصياد،
جلس يزن بهدوء مريب، عيناه تنتقلان بين الوجوه أمامه، بنظرة ثابتة كأنها تخترقهم واحدًا تلو الآخر.
بصوته العميق، سأل ببرود وهو بيشاور بعينيه على المجموعة:
ـ "مين دول؟"
رد أيمن بنبرة هادئة لكن فيها شيء من التوتر:
ـ "هنعرف حالًا… اتفضل اقعد، يا يزن."
جلس يزن دون اعتراض، لكنه لم يُخفِ النظرة المتحفزة في عينيه.
التفت إلى آرين التي كانت واقفة بجانبه، وقال بصوت خافت فيه حنان خفي:
ـ "اطلعي يا أميرتي… غيري هدومك وارتاحي شوية لحد ما أجيلك."
أومأت آرين بخفة وابتسامة خفيفة على شفتيها، ثم قالت وهي تمد يدها:
ـ "هات تليفونك."
أخرج يزن هاتفه من جيبه بهدوء، وسلّمه لها دون كلمة.
أخذته آرين وصعدت للأعلى بخطواتها الهادئة إلى جناحه.
تحت...
ساد صمت ثقيل للحظات، قبل أن يكسره يزن بصوته الجليدي:
ـ "أفندم… مين أنتو؟"
تقدم رجل خمسيني، ملامحه باهتة بفعل الزمن، لكن عينيه فيهما إصرار، وقال بتردد:
ـ "احم… أنا عارف إن اللي هقوله دلوقتي صعب التصديق، بس… دي الحقيقة."
انحنت بجانبه امرأة ترتجف ودموعها تملأ وجهها، قالت بنبرة مختنقة:
ـ "أيوه… دي الحقيقة، وإحنا مش هنمشي من هنا من غيرها!"
نظر يزن إليهم بجمود، وصوته اتشح بالغرابة:
ـ "من غيرها؟ وضّحي… مش فاهم."
في الزاوية، كانت هناك فتاة شابة، تنظر ليزن بنظرات وقحة، تحمل خليطًا من الإعجاب والرغبة، وكأنها نسيت سبب وجودهم الأساسي.
تابع الرجل كلامه:
ـ "حرَمك، يا يزن بيه… هي بنتي… اللي ضايعة بقالها 19 سنة."
انفجرت الصدمة في المكان.
مرفت شهقت بصوت مسموع:
ـ "إييييه؟!"
أما أيمن فتجمّد في مكانه، لم يتكلم، فقط نظر إلى يزن في ترقّب.
لكن يزن… ظل صامتًا، عيناه تراقب الرجل بدقة، دون أن يظهر على وجهه أي انفعال.
قال الرجل بإصرار وهدوء:
ـ "أنا عارف إنك مش هتصدقني… علشان كده، أنا مستعد أعمل تحليل DNA.
بس أنا مش همشي من هنا… غير وبنتي معايا."
يزن… لا رد.
سكوته كان مخيف، حتى إن القلق بدأ يتسلل إلى قلوب الموجودين.
أيمن أخيرًا تكلم، بنبرة حذرة:
ـ "وإيه اللي يثبت إنها بنتك أصلًا؟"
ابتلع الرجل ريقه بتوتر، وقال وهو يشيح بنظره عن عين يزن:
ـ "أنا قولت لحضرتك… أنا جاهز للتحليل."
فجأة، رفع يزن نظره إليه، وصوته خرج ببرود قاتل:
ـ "آه… وبعدين؟"
تدخلت المرأة، زوجته، وهي تتكلم بانزعاج واضح:
ـ "هو إيه اللي بعدين، يا بيه؟"
رمقها يزن بنظرة صارمة، ثم قال بصوته الجهوري:
ـ "لما الرجالة تتكلم… الستات تسكت."
سكتت المرأة فورًا، مرتعبة من لهجته.
التفت يزن إلى الرجل مرة تانية، وقال بصوت ساخر:
ـ "اتفضل يا حبيبي… كمل، إيه كمان؟"
ـ "أنا قولت كل اللي عندي، ولو..."
ـ "ولو إيه؟" قالها يزن وهو يرفع حاجبه، صوته فيه تهكم واضح، "اسمك إيه؟"
ـ "مـ…منصور، منصور يا بيه."
ضحك يزن بخفة وقال:
ـ "آآآه، يا منصور… وفجأة كده، نزل عليك الوحي وعرفت إن حرمي بنتك؟"
سكت منصور، ارتبك، تلعثم، كأنه مش لاقي رد.
مطّ يزن شفتيه وقال:
ـ "نقول مثلًا… قلب الأب؟ مشيها…
بس سؤال بسيط معلش… عرفت مكانها منين يا منصور؟"
بلع منصور ريقه وقال:
ـ "هـ…هو محدش ما يعرفش يزن الصياد يعني."
ضحك يزن ضحكة ساخرة وقال:
ـ "آآآه… يعني أنت عارف مين هو يزن الصياد؟"
ـ "أ...أكيد… غني عن التعريف يا بيه."
نظر له يزن طويلًا، ثم ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:
ـ "كنت ناوي أقول لآرين إن أبوها عايش…
بس للأسف، مش هقدر أقولها دلوقتي… تعبانه ومش هتتحمل المفاجأة.
لكن طبعًا، أنا مش هتخلى عن عيلة مراتي."
سادت لحظة صمت مشدودة.
أكمل يزن بنبرة تحذير واضحة:
ـ "هتعيشوا هنا كضيوف… ضيوف يزن أحمد الصياد.
ومراتي مش هتعرف أي حاجة، مفهوم؟
وإياكم ثم إياكم… حد فيكم يحاول يقرب منها أو يتكلم معاها،
آرين بالنسبالي… خط أحمر."
ثم وقف من مكانه، عدّل جاكيت بدلته الفاخرة وقال بسخرية:
ـ "البيت بيتك… يا حمايا، مش حمايا برضو؟"
منصور وهو يتصبب عرقًا ـ "أه أه طبعًا… بيتنا."
ابتسم أيمن بخفة وهو يراقب، وقال في سره:
ـ "نشوف هتعمل إيه يا ابن الصياد…"
أما يزن، فكان بيبعد بخطوات ثابتة، ونظراته سوداوية، وقلبه بيغلي بأفكار:
ـ "أما نشوف آخرتك يا ابن الهواري… بس المرة دي، مش هرحمك…
ولا هرحم أي حد يفكّر يقرب منها."
  وقف لما شاف ندي وماري داخلين وقف وحط ايده في جيبه ببرود وقال 
ـ اهلا اهلا أهلا ماري هانم عاش من شافك 
ماري بتوتر من لهجه يزن ـ اهلا يا يزن 
ندي بمرح ـ هو انا شفاف اوي كده 
ابتسم يزن وقال ـ عامله ايه يا ندي 
ندي ب إبتسامة ـ الحمدلله بخير آرين جات 
يزن بهدوء ـ ايوة هنقعد كام ساعه كده ونرجع علي المستشفى تاني 
اومأت ندي وقالت ـ ماشي شويه وهروح اطمن عليها ومشت وماري فضلت واقفه وبتفرك في إيدها بقلق 
يزن بمكر ـ مالك يا ماري متوترة كانك عامله عمله ليه 
ماري بتوتر ـ ها ..لا ..احم مفيش حاجه عن اذنكم ومشت بسرعه 
كان ايمن متابع بهدوء وقال في سرة ـ يا تري عملتي اي تاني يا ماري 
###########################
في جناح يزن الصياد...
فتح الباب وهو بيتنهد... متوقع يلاقي هدوء وسكينة…
لكن أول ما عينه وقعت على الجناح…
اتجمّد.
المكان متقلب فوق تحت.
المخدات مرمية على الأرض، البطانية طايرة على الكرسي، الدولاب مفتوح والهدوم متكومة في كل ركن،
كأن حرب قامت هنا… مش قصر مليونير!
ومين في وسط الدمار ده؟
آرين.
واقفة وسط الكركبة، لابسة ترينج واسع لونه وردي باهت، طرحتها نازلة نصها، ومسكه تيشيرت في إيد وشراب في التانية، وعمالة تقلب وتزحف وتركب على الكنبة كأنها بتفتش عن كنز مفقود.
يزن دخل خطوتين، وقال بصوت هادي لكن فيه خطر قادم:
ـ "هو ده جناحي؟ ولا منطقة منكوبة من الأمم المتحدة؟"
آرين لفّت بسرعة، عينيها كانت واسعة بريئة كأنها طفلة اتقفشت وهي بتسرق شوكولاتة.
ـ "أيوه... يعني... هو... كنت بدوّر على حاجة."
ـ "حاجة زي إيه؟ الديناصور اللي كان عايش هنا؟"
قالت بعصبية طفولية:
ـ "لااا! ورقة... فيها حاجة مهمة… كنت كاتبة فيها أوقات العلاج ونسيت أحطها في الشنطة، ومش لاقياها… وقلت أدور."
ـ "تدوّري بإخلاء الجناح؟ وبعدين كاتبة اوقات العلاج في ورقة ليه ؟ وبعدين اي ده .... ده لو كنتي بتدوري على نفسك مش هتعملي كده."
ـ "ما أنا أصلي كنت بتوتر لما الحاجة بتضيع… وبعدين بصراحة… هو الجناح كبير وأنا صغيرة… فطبيعي أبعثر وأنا بدوّر."
ـ "يعني إنتي بعثرة متنقلة؟"
ضحكت ضحكة مجنونة وقالت:
ـ "آه… بعثرة لطيفة!"
مد إيده وشدها من وسط الكركبة لحضنه فجأة، وهي اتفاجئت ووشها احمر:
ـ "إيه ده؟!"
ـ "ببعثر برضو، بس بطريقتي."
ـ "يزن!!"
ـ "عارفة إني بحبك؟"
سكتت… وبعد ثانية رفعت عينيها وقالت بضحكة خفيفة:
ـ "يعني بعد ما بهدلت الجناح، ولسه بتحبني؟"
ـ "لو هتكسّري الدنيا وأنا موجود فيها… فاكسرّي زي ما تحبي."
سكت لحظة… وبعدين قال وهو بيبصلها بنظرة غريبة:
ـ "بس انتي عارفة؟ ده أول جناح في قصري حد يدوّره غيري… يمكن علشان هو مكتوب ليكِ."
آرين بصت له باندهاش... حسّت في صوته حاجة مختلفة، مش بس حب… كأن في حاجة عايز يقولها.
لكن فجأة….
رنّ تليفونه 
بص على الشاشة، وعينيه غامت بغصب وآرين خافت منه 
ــ يتبع ــ
في جناح يزن الصياد...
كانت آرين لسه بتضحك معاه من قلبها من لحظات…
لكن كل حاجة اتبدّلت في ثانية.
رنّ تليفونه.
مجرد ما عينه وقعت على اسم المتصل… اتجمّد.
الابتسامة اللي كانت مرسومة على وشه اختفت، وتحولت لجمود مريب.
نظراته تغيّرت، تقيلة… حادة… كأنها طلعت من قلب الظلام.
آرين لاحظت على طول.
ـ "يزن…؟ في إيه؟"
حاول يزن يسيطر على ملامحه، تنفّس ببطء، شد عضلات وشه، وطلّع ابتسامة مصطنعة، ضحكته خفيفة لكنها ما أقنعتهاش:
ـ "ولا حاجة يا روحي… ارتاحي إنتي شوية، أنا جاي حالًا."
قالها بنبرة ناعمة، لكن عيناه كانت مش في مكانها… كأنها بتفكر في الدم.
آرين، قلبها دق بخوف، حسّت إن في حاجة غلط…
أومأت بخفة، وقالت بصوت خافت:
ـ "حاضر…"
خرج يزن من الجناح وهو ماسك التليفون في إيده كأنه بيشد خيط جريمة.
في الممر الطويل المؤدي إلى الجناح الخلفي الخاص به…
الجو كان ساكن، إلا من خطواته.
فتح الخط بهدوء، بصوت ميت من أي انفعال:
ـ "اتكلم."
ثواني… ثم بدأ يسمع.
صوت صراخ.
صراخ رجالي، مبحوح… متقطّع.
زي حد بيتعذب… صريخ بيقشعر له البدن.
وبعدها…
صوت خافت، رجولي، مكسور:
ـ "حرام... حرام عليكم... أنا قلت كل حاجة... قلتلكم اللي تعرفوه... أنا بريء... برئ...اااااه!"
صوت السوط وهو بينزل على الجسد، بوضوح.
يزن وقف مكانه، ميل براسه ناحية الصوت كأنه بيستمتع…
ضحك، ضحكة باردة… مش ضحكة إنسان.
ـ "صوتك وحش وأنت بتتألم… بس حقيقي ممتع."
جاله صوت تاني…
صوت خشن من الطرف التاني:
ـ "المسخ اللي عندنا ده بيقول إنه من طرف الهواري… وبيقول عنده رسالة ليك."
يزن لف عينه بسخرية:
ـ "ومن إمتى الهواري بعتلي رسائل؟"
ـ "بيقول إنها من الشخص اللي كنت فاكره مات."
هنا…
الضحكة ماتت على شفايف يزن.
لكن ملامحه بقت أهدى… والهدوء في يزن دايمًا مخيف.
ـ "هاتله المايك."
سمع صوت تقطّع في الخط، بعدها رجع الصوت الضعيف يتكلم:
ـ "يزن بيه… أنا بس رسول… بس رسول والله… جالي من واحد قال لي أوصل ليك رسالة… قالك: (لو قربت من الحقيقة، مش هتخسر بس مراتك… هتخسر دمك كمان)."
لحظة صمت.
طويلة…
مربكة…
وبعدين قال يزن بصوت شيطاني، هادي، مبتسم من غير مشاعر:
ـ "قول له… إني خلاص قربت.
وقبل ما يخسرني… أنا اللي هخسره."
قطع الخط.
سكت.
وابتسم… بس ابتسامة مش بتضحك…
ابتسامة فيها وعد… وعد إن الدم اللي اتريق، هيترد أضعاف.
خرج من الممر، دخل مكتبه السري، فتح خزنة مخفية،
طلّع منها ملف أسود… عليه اسم:
"ع. الهواري – المسار الثالث"
فتح الملف ببطء…
وفيه صور، أوراق، خريطة…
وصورة قديمة جدًا… لـ راجل واقف جنب طفل صغير.
كان مكتوب تحتها بخط رفيع:
"الطفل الناجي الوحيد."
أغمض يزن عينه، وقال بصوت واطي، لكنه حاد كالسيف:
ـ "ما كانش المفروض تعيش… بس كويس إنك عايش…
علشان أموتك بإيدي."
--
بعد ساعتين – جناح يزن الصياد 
رجع يزن الجناح، وهو بيقفل الباب وراه بهدوء… خطواته كانت خفيفة، لكن فيها ثقة.
وشه عليه ابتسامة هادئة، ابتسامة مالهاش علاقة بالخطط أو الملفات أو الدم…
دي ابتسامة راجل دخل يشوف قلبه.
كانت آرين قاعدة على طرف السرير، بتلف في خصلات شعرها ببراءة،
شهادي لابسة بنطلون بيتي واسع وتي شيرت بسيط، وحاطة طرحتها بشكل عشوائي،
بس عينيها… كانت فيها لمعة مش موجودة في أي نجمة في السما.
أول ما شافته، قامت بسرعة:
ـ "يزن… اتأخرت قوي، كنت فين؟"
قرب منها، ولمس خدها بإيده الدافية، وقال بنبرة ناعمة:
ـ "كنت بجمع لحظة... تليق بيك."
ضحكت بخفة:
ـ "يعني كنت بتأخر علشان تفاجئني؟"
ـ "مش بس مفاجأة… كنت بجهزلك وردة… بس من نوع تاني."
نزل على ركبة واحدة، مسك إيديها، وبص فيها بحنية:
ـ "هتلبسي حاجة بسيطة… وهتمشي معايا من غير أسئلة، وعد؟"
ـ "بس رايحين فين؟"
ـ "مفاجأة يا أميرتي… والمفاجآت مش بنحرقها بالكلام."
ضحكت:
ـ "حاضر يا عمو."
---
[بعد ساعة – طريق خاص مؤدي إلى شاطئ البحر]
كانت السيارة ماشية بهدوء وسط ممر رملي ناعم، والأنوار الجانبية قليلة جدًا…
الجو هادي بشكل غريب، والسما كانت مليانة نجوم، كأن الكون كله جاي يتفرج على اللحظة.
السيارة وقفت، ويزن نزل وفتح الباب بنفسه.
آرين بصّت حواليها بدهشة:
ـ "فين ده؟ المكان فاضي خالص!"
ـ "ما أنا قولتلك مفاجأة… البحر ده مأجّره ليكي الليلة.
ولا بشر، ولا موجة هتزعلك."
مسك إيدها، ومشوا شوية لحد ما وصلت عند كوخ خشبي صغير،
عليه فانوس مضيء بلون هادي، جنب بابه وردة بيضاء مربوطة بشريطة حرير.
قالها وهو بيشاور:
ـ "ادخلي هناك… وخلي بالك، جوّاه حاجة بتخصك.
ولما تخلصي، اخلعي الحجاب واطلعيلي."
ـ "إزاي؟!"م
ـ "أنا هنا… ومفيش غيري. خدي راحتك، يا أميرتي"
---
[داخل الكوخ]
رائحة فانيليا خفيفة، والمكان منور بشموع صغيرة،
وفي النص كان فيه فستان أبيض بسيط جدًا، لكن في جماله هدوء مطر نازل على وردة.
فستان ناعم من قماش شيفون، كم طويل، وسطه رفيع،
وتحت منه صندوق صغير، فيه عقد فضي مكتوب عليه:
"آرين – أنتي الأمان وسط العالم."
آرين غطت شفايفها بإيدها، ودمعتها نزلت من غير صوت،
حسّت إن ربنا بعتلها لحظة كانت بتحلم بيها زمان…
لحظة هي وبس، مفيش مرض، ولا خوف، ولا وجع.
لبست الفستان، ورتبت شعرها اللي بقي خفيف جداب سبب المرض، وشالت الحجاب برقة،
وطلعت… وهي رجليها مش لامسة الأرض.
---
[على الشاطئ – أمام البحر]
يزن كان واقف، ضهره ليها، بنطلونه الأبيض بيتحرّك مع النسيم،
وقميصه الأبيض مفتوح أول تلات زراير، وشعره بيتطاير بخفة…
كان حاطط إيده في جيبه، وباصص للبحر كأنه بيسمعه، مش بيشوفه.
آرين قربت بخطى هادية…
ـ "يزن…"
لفّ بسرعة، ولما شافها…
اتسمر في مكانه.
عينيه اتسعت، ونبضه بان على رقبته…
كانت مِلاك… مش بس بفستانها… لكن بروحها، بدمعتها اللي لسه نشفة، وابتسامتها اللي طالعة من القلب.
بصّ لها كأنه بيشوفها لأول مرة، ومشي ناحيتها.
وهو بيقرب، شغّل موبايله، وخرجت الأغنية...
🎵 "يا أميرتي، يا جميلتي، يا سيدات كل النساء… لا تتركيني في وحدتي …" 🎵
قرب منها… مسك إيدها، حضنها من وسطها، وعيونه ما سابتهاش.
ـ "مش مهم العالم كله… المهم اللحظة دي، وأنتي فيها."
بدأوا يرقصوا على الرمل… خطواتهم بطيئة،
كانوا بيرقصوا على نبض قلبهم، مش على لحن.
آرين همست وهي حاطة راسها على صدره:
ـ "أنا عمري ما تخيّلت أحب كده…"
ردّ عليها بصوت هادي:
ـ "وأنا عمري ما تخيّلت ألاقي روحي في عيونك.
الحب بين يزن وآرين…
مش زي أي حب،
ده حب فيه من الوجع قَدّ اللي فيه من الطمأنينة.
حب مابين شخص شايفها أمانه… وواحدة أول مرة تحس إنها مش لوحدها.
يزن ماكنش بيحب آرين بـ كلام…
كان بيحبها بـ سكوته وهو بيطبطب ع ضهرها وهي بتعيط،
بـ خوفه عليها لو عطست،
بـ لمعة عينيه لما تقول اسمه.
وآرين؟
كانت بتحبه كأنها لسه بتتعلم يعني إيه "يناديلك حد في الزحمة… وتحسي إن الدنيا كلها سكتت عشان تسمعيه."
حبهم ماكانش مثالي،
لكن كان حقيقي.
كان حب ما بيقولش "هعيش عشانك"
كان بيقول:
"لو الحياة هتوجعك… تعالي نوجعها إحنا مع بعض."
---
> **هو مش بس كان بيحبها…
هو كان شايف فيها الوجه الوحيد اللي لو اختفى… الدنيا تبقى مظلمة مهما الشمس طلعت.**
---
بعد ما خلصوا رقصتهم، كانت آرين واقفة قدام يزن… عينيها بتلمع، مش من الدموع، لا… من فرحة نقية.
مد إيده ليها بهدوء وقال بصوت واطي:
ـ "تعالي… عندي ليكي هدية تانية، بس لازم تسمعيها… مش تشوفيها."
بصّت له بتعجب:
ـ "هدية؟ ولسه؟"
ابتسم:
ـ "لسه الحياة فيها اللي يفرّح… طالما انتي فيها."
سحبها بلطف، خدها لآخر الشاطئ،
كان فيه بيانو أبيض واقف لوحده، شكله كأنه طالع من حكاية خرافية…
حواليه شُموع محطوطة جوّه فوانيس زجاج، والنور بينعكس على الرمل كأنه نجوم نازلة تحت رجليهم.
آرين بصّت حوالينها بانبهار:
ـ "ده حقيقي؟!… انت جايب بيانو على البحر؟!"
ضحك:
ـ "انتي بس قوليلي نفسك تسمعي إيه، وأنا أجيبه… حتى لو كان القمر نفسه."
لف إيده على خصرها، شالها بلطف، وقعدها على البيانو، وهي بتحاول تمسك ضحكتها، قلبها كان بيرقص أكتر من جسمها.
قال بصوت خشن وحنون:
ـ "قعدي هنا… وخلي قلبك يسمعني."
قعد على الكرسي قدامها، حط صوابعه على مفاتيح البيانو،
وبدأ يعزف نغمات ناعمة، دافية، كأنها حضن موسيقي…
وبدأ يغني:
---
🎵 My Angel, Stay  🎵
I see your smile, and I feel alive
"أشوف ضحكتك... وأحس إنّي حيّ"
Even when the pain tries to break your light
"حتى لما الوجع يحاول يطفّي نورك"
You're stronger than the world can see
"إنتي أقوى من اللي العالم يقدر يشوفه"
And you're everything to me
"وإنتي كلّ حاجة ليا"
So take my hand, and don’t be scared
"خدي إيدي… وماتخافيش"
I'll carry you through every fear
"أنا هشيلك من فوق كل خوف"
With every heartbeat, I will say
"مع كل نبضة في قلبي، هقولك"
My angel, stay… just stay.
"يا ملاكي… خليكِ جنبي، بس خليكِ.
I won’t promise days with no rain
"مش هقدر أوعدك بأيام من غير مطر"
But I’ll hold you through the storm and pain
"بس هفضل شايلك وسط العاصفة والوجع"
Even if the sky turns grey
"حتى لو السما بقت رمادي"
My angel, I’ll never walk away.
"يا ملاكي… عمري ما هبعد عنك
آرين ماقدرتش تبص في عينيه طول الغُنا… كانت بتبص في السما، في الرمل، في قلبها اللي بيدق دقات مش معتادة.
لكن أول ما قال:
> "My angel, stay…"
دموعها نزلت… من غير ما تحس.
قرب منها بعد ما خلّص، بصّها بعينين كلها أمان:
ـ "عارفة أنا غنيت ليه؟
مش عشان أقولك بحب بس ....
عشان أعرفك إنك لما تتعبي، أنا صوتك…
ولما تضعفي، أنا ضهرك."
قالت وهي بتضحك ودموعها بتنزل:
ـ "أنا… عمري ما حسّيت بالحب كده قبل كده."
رد عليها وهو ماسك إيدها:
ـ "ولا أنا…
بس وانتي معايا، كل حاجة حتى الوجع…
ليه طعم تاني."
قعد جنبها، راسها على كتفه، والهدوء سيطر عليهم.
مافيش صوت غير الموج، ونبضه، ودق قلبها الهادي… كأن الدنيا بتتنفّس حبهم.
[يزن شد إيدها، وقبّل صوابعها بخفة… وقال وهو بيبص لعينيها بتنهيدة دافية:]
ـ "اسمعي… أنا مش شاعر،
بس لما شفتك، القصايد هي اللي قررت تكتبني…"
---
قال وهو بيحضن كفها بين إيديه، وصوته بقى هادي، أعمق من البحر نفسه:
> بحبك... مش عشانك حلوة،
لأ… عشانك صادقة
بحبك من قبل ما أعرف اسمك
من أول مرة قلبي نطقك جوّه
بحبك... زي الطفل اللي بيلاقي حضن أمه بعد بكا طويل
بحبك... رغم إننا مش عارفين العمر هيكمل بينا قد إيه
بس أنا عارف إني…
هكمل عمري فيكِ، حتى لو عمري نفسه ماكملش
بحبك مش زي الأفلام
بحبك زي الدعوة اللي بتتقال وقت السجود
زي دمعة خفيفة نازلة من غير صوت…
بس طاهرة، ورايقة، وبتغسل القلب
إنتي مش مجرد بنت بحبها
إنتي الونس وسط الضلمة
إنتي الراحة وسط تعب الدنيا
وإنتي الوجع… اللي حتى لو وجّعني، مش قادر أبعد عنه
إنتي اللي علمتيني إن الضعف مش عيب
وإني أبكي جنبك… شرف
بحبك… حتى لو المرض حاول ياخدك
حتى لو الدنيا قررت تجرّحك
أنا ظهرك، سندك، قلبك…
وكل اللي نفسك فيه
ولو قالوا ليا اختار بينك… وبين عمري
أختارك…
وأقعد جنبك أعدّ لحظاتي الأخيرة وإنتي بتضحكي
إنتي الحب اللي مالوش تفسير
إنتي الإجابة اللي كنت بدور عليها من زمان
بحبك… بحبك
وخوفي عليكِ أكبر من خوفي على نفسي.
فـ بالله عليكي…
متسبيش إيدي…
حتى لو تعبك خادك مني
خليكِ جنبي… في الحلم
وفي الدعاء
وفي اسمي
لأنك ببساطة…
إنتي حكاية عمري اللي مستحيل تتكرّر.
آرين ما قدرتش ترد…
بس دموعها كانت رد كافي.
حضنته بهدوء، وهي بتقول جواها:
"أنا عايشة… عشانك."
---
[بعد السهرة]
هدأت الدنيا، والسكون لفّ المكان،
والقمر كان ماشي جنبهم كأنه بيوّدع لحظة من أجمل لحظات العمر…
يزن شال آرين من على طرف البيانو،
كانت ضامماه بإيدها الضعيفة، وراسها مستندة على كتفه كأنها بتحتمي من العالم كله.
كان بيحضنها مش بس بجسمه… لأ،
كان بيحضن فيها حياته، عمره، روحه اللي خايف تسيبه فـ لحظة.
فتح باب العربية بهدوء،
حطها على الكرسي بلُطف، وبسمل، وركب جنبها، وهو كل شوية يبصّ لها.
كانت ابتسامتها موجودة… ناعمة، ساكنة، بريئة،
بس كانت بتوجعه أكتر ما بتهديه،
لإنه عارف… إنها بتحاول تطمّنه حتى وهي بتتعب.
الساعة كانت 9 مساءً
لما وقف قدّام المستشفى،
نزل بسرعة ولف العربية، فتح الباب، لقاها نايمة…
بس إيدها لسه مسكة فستانها الأبيض، كأنها خايفة يتحوّل لحلم.
حط إيده تحت رجليها، والتانية على ضهرها، وشالها…
كأنها أخف من الهوا، وأغلى من عمره كله.
دخل بيها المستشفى، كل الموجودين بصّوا عليهم…
بس المرة دي، مفيش همسات ولا استغراب،
كلهم كانوا بيبتسموا ابتسامة صامتة…
كأنهم بيقولوا:
"الحب أهو… ماشي وسطنا، بيحضن تعبه وبيبتسم."
دخل أوضتها، كانت هادية، والنور خافت…
حطها على السرير بهدوء، وبدأ يظبط الغطا عليها،
لكن لحظ…
نَفَسها مش منتظم…!
وقف ثواني، قلبه بيخبط،
قرب منها، ووشه اتغيّر،
تنفّس بعمق، ومسح عرق خفيف على جبينها،
وقرّب منها وهمس:
ـ "إنتي أقوى من كل ده… عارفة ليه؟
لإنك لسه بتضحكي… حتى وانتِ بتتألمي."
بهدوء، مسك قناع الأكسجين،
ركّبه على وشها بحنية… كأنه بيبوسها من غير ما يوجّعها.
قعد جنبها، مسك إيدها…
كانت ضعيفة، بس دافية.
وساب صباعه يرسم على ظهر إيدها كلمة واحدة:
"هنا."
كأنه بيقولها:
> "أنا هنا…
مش هسيبك،
لا في السهرة… ولا في الوجع."
بصّ فيها، عنيه كانت مليانة حاجات:
خوف، عشق، ضعف، قوة، حنين…
لكنه اختار يقول بس جملة واحدة:
ـ "لو تعبك يوجعك… يبقى حضني فينفعك."
واتمدد جنبها بهدوء وخادها في حضنة بحنان ودقائق كان نام 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الساعة كانت 5 الفجر، والمدينة لسه نايمة،
لكن في جناح معين بالقصر… النور منور،
رعد واقف قدام المكتب، عينيه مسلّطة على خريطة معلّقة على الحيط،
وصوت خطوات ورا ظهره بيقرب…
كان فهد، لابس لبس سفر عادي جدًا، لكن ملامحه مش عادية…
كانت حادة… مركزة… وهادية زيادة عن اللزوم.
قال رعد بنبرة جادة وهو لسه مابصّش ناحيته:
ـ "الطيارة مستنياكم، الساعة 6 ونص.
أول يومين هيكونوا رصد وتحليل…
بعدين ندخل المرحلة التانية."
فهد جلس على طرف الكنبة، فتح شنطة صغيرة فيها أوراق:
ـ "تم تغيير الاسم… بطاقتي الجديدة باسم:
ياسر خطاب.
مولود في المنوفية، شغل في الجمارك، وفصلوه من 3 سنين،
دخل السجن قضية نصب… طلع من 8 شهور."
رعد بص له أخيرًا، ونظراته فيها فخر واضح:
ـ "إنت دخلت الدور… لدرجة إني لو مش عارفك، كنت شكّيت فيك."
ضحك فهد بخفة وقال:
ـ "المخدرات مش لعبة، والعصابة دي تقيلة…
فلازم أكون تقيل معاهم."
رعد قرب منه، حط إيده على كتفه وقال بنبرة أخوية:
ـ "أوعى تنسى لحظة إنك مش لوحدك.
أنا معاك في كل خطوة…
بس لو شكّوا فيك لحظة، مش هيرحموك."
فهد بص في الأرض، ثم رفع عينيه بثبات:
ـ "مش هيدخلوني خدام…
أنا هخليهم يحترموني كواحد منهم."
---
بعد ساعتين – المطار الخاص
رعد واقف جنب الطيارة، لابس طاقية سودة ونضارة،
وفهد بيشد شنطته، ملامحه متغيّرة بالكامل…
دقنه خفيفة، شعره مغيّر شكله، لابس جاكيت جلد،
وصوته حتى بقى فيه نبرة تانية… مش فهد، ده "ياسر خطاب".
رعد سلّمه ورقة صغيرة وقال:
ـ "ده الكود… الشخص اللي هتتواصل معاه أول ما توصل، اسمه (مهاب)،
هيكون واجهتك، ويديك أول خطوة تدخل بيها عليهم."
فهد أخد الورقة، وغمز له:
ـ " اي رايك نرجع ب المزة بتاعتي ."
رعد ـ ههههههههههه
---
اليوم التالي – مدينة ساحلية نائية
فهد كان قاعد في قهوة شعبية، لابس لبس بسيط،
وبيبص حواليه كأنه غريب عن المكان.
دخل واحد، قعد قدامه، ووشه كله ندبة.
قال بخفوت:
ـ "إنت ياسر خطاب؟"
ـ "حسب اللي على بطاقتي، أيوه."
ـ "الريس عايز يقابلك بكرة…
لو عجبته، شغّلك."
ـ "ولو ما عجبتهوش؟"
ـ "ساعتها محدش بيخرج من عنده."
فهد ابتسم ببرود، وغمغم:
ـ "أنا ما بدخلش إلا وأنا ضامن خروجي… بطريقتي."
---
يتبع…
في شقة فهد او نقول ياسر خطاب 
الهدوء مسيطر…
بس مش هدوء نوم، ده هدوء ما قبل العاصفة.
فهد كان قاعد على الكنبة،
لابس بنطلون أسود وتيشيرت بنفس اللون،
بيظهر تفاصيل عضلاته ببساطة من غير ما يستعرض…
بيده فنجان قهوة، وفي التانية سيجارة بيولعها بهدوء.
العينين؟
سابتهما بتراقب باب الشقة… كأنه حاسس إن اللي جاي مش بسيط.
وفجأة…
الباب انفتح بعنف،
أربع رجال ضخمين دخلوا الأول، ماسكين سلا*حهم
وبعدين دخل هو…
"فيكتور لازارو"، الزعيم الأكبر لتجارة المخدرات في أوروبا الشرقية.
عيونه فيها خبث وسخرية، ومشيته تقيلة كأنه صاحب المكان.
ورا فيكتور، كانت "نايومي"،
شعرها أحمر ناري، لبسها أسود فاحم،
وعيونها من أول لحظة… متسمّرة على فهد.
لكن فهد؟
ما اتحركش.
ما رمش.
ما حتى قال اتفضل.
كل اللي عمله…
نفس هادي من السيجارة، ونظرة مستقيمة قال بيها كل حاجة:
> "متأخرين 4 دقايق…
توقيت مش لايق على اللي بيقول على نفسه زعيم."
رجال فيكتور توتروا، واحد منهم شد نفسه، لكن فيكتور ابتسم وقال:
ـ "واضح إنك فاكر نفسك أذكى من اللي حواليك."
فهد وقف…
نفسه بطيء، خطواته أبطأ،
قرب لطاولة، حط الفنجان، ورمى السيجارة في المنفضة
وقال:
> "أنا مش أذكى من اللي حواليّ…
أنا أهدى من خوفهم."
فيكتور ضيّق عيونه، وقعد قدامه على كرسي.
حط رجل على رجل، وبص لفهد من فوق لتحت، وقال:
ـ "وصلني إنك رفضت تجيلي…
إنت عارف ده معناه إيه؟"
فهد رمى نفسه على الكرسي قدامه،
مسك ولاعته، وشغّلها مرتين كأنها لعبة،
وقال ببرود:
ـ "معناه إني عندي حرية القرار .."
فيكتور حاول يبتسم، لكن نبرة صوته اتبدلت:
ـ "أنا ما بحبش اللي يرفع عينه.
اللي بيرفعها… غالبًا بنقفلها."
فهد ضحك… ضحكته مش عالية، لكنها سخيفة جدًا.
وبكل برود قال:
ـ "ده تهديد؟
ولا دي طريقتك في التفاوض؟"
نايومي كانت قاعدة سكتة، بتبص لفهد من فوق لتحت…
وشفايفها بتتحرك من غير صوت: "مين ده؟"
قربت من فهد، ووقفت عند كتفه، وهمست له:
ـ "فيكتور بيكره التحدي…
فهد رفع حاجبه، بص لها وقال:
ـ "قولي له إن التحدي مش اختياري عندي…
ده نظام تنفس."
فيكتور وقف فجأة، وضرب الطاولة بكفه:
ـ "لو ما كنتش محتاجك…
كان زمانك تحت الأرض دلوقتي."
فهد وقف برضو، وقرب خطوة… وحط صباعه على صدر فيكتور، وقال:
ـ "وده اللي مقلقني…
إن واحد زيك، محتاج واحد زيي."
السكوت نزل كأنه قنبلة.
رجالة فيكتور شدّوا نفسهم،
بس فيكتور ضحك… أول ضحكة صدق.
ـ "إنت أجرأ من كل الكلا*ب اللي اشتغلت معايا…
بس انت مش كل*ب.
انت وحش."
فهد قرب وقال بصوت واطي لكن واصل للدم:
ـ "أنا مش وحش…
أنا اللي بيصطاد الوحوش."
نايومي شهقت بصوت واطي، بصت لفكتور وقالت:
ـ "أنا مشفتش ده قبل كده… ده مجنون بثقة."
فيكتور اتجه للباب، وقبل ما يخرج بص لفهد وقال:
ـ "أنا لسه عايزك…
بس واضح إنك مش للبيع."
فهد قال آخر جملة وهو بيشرب آخر نفس من سيجارته:
> "أنا مش للبيع…
أنا الطاولة اللي كل الناس نفسها تقعد عليها، بس مش الكل يقدر يتحمل الجلسة."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشمس دخلت بخجل من شباك زجاجي كبير،
والهواء البارد كان ناعم، بيطبطب على المكان…
آرين كانت نايمة،
ووشها هادي، خالي من القلق،
بس كان على أنفها قناع الأكسجين،
وصوت الجهاز بيراقب نبضاتها بنغمة منتظمة.
يزن؟
كان لابس قميص أسود مفتوح شوية من فوق،
واقف جنب السرير، ماسك إيدها 
وبإيده التانية كان بيطبطب عليها بلُطف مش طبيعي.
قرب منها وهمس:
ـ "صباح الخير يا أميرتي .
آرين بدأت تتحرك بخفة، عيونها تفتحت شوية، وبصت له.
ابتسامة ناعمة ظهرت على شفايفها، رغم التعب:
ـ "إنت هنا؟"
ـ "وهو في حد بيبعد عن قلبه"
ضحكت بخفة، وغمضت عيونها لحظة من التعب،
بس كانت ابتسامتها مختلفة…
ابتسامة اللي لسه قلبها بيرقص من ذكريات البحر.
ـ "ليلة امبارح… كنت حاسة إني مش مريضة."
قالتها وهي بتبص للسقف، وعنيها بتلمع.
ـ "وانتِ فعلاً مش مريضة…
إنتي مقاتلة، ومقاتلة جميلة كمان،
وبوعدك… إننا هنعدّي."
سكت شوية، وقعد جنبها، ورفع إيدها الصغيرة وباسها بحنان، وقال بصوت واطي:
ـ "عارفة؟
لو الزمن رجع بيا…
كنت برضو هاختارك،
حتى لو كنت عارف من الأول إنك هتتعبي،
كنت هفضل جنبك…
وهكمل معاك لآخر نفس فيكي… وفيّ."
آرين دمعت،
بس من غير ألم، دمعة فيها شكر، حب، وأمان.
ـ "أنا كنت هموت من زمان…
بس وجودك خلاني أحب الحياة تاني."
ـ "ما تموتيش بقى…
أنا مش بعرف أعيش من غيرك."
---
فجأة، الممرضة دخلت بهدوء وهي شايلة الفطار،
لكنها وقفت لحظة، وشافت المشهد…
وبدون ما تتكلم، حطت الصينية وخرجت بابتسامة.
يزن بص لآرين وقال:
ـ "إفطري عشان تاخدي الدوا بتاعك يلا يا آرين "
آرين بتعب : انهاردة الجلسة القبل الاخيرة صح 
تنهد يزن بهدوء وقال بحنان ـ متفكريش في حاجه طول ما انا جنبك اوك 
اومأت آرين ب إبتسامة ويزن نظر إلي ملامحها المتعبه وتنهد بحزن ودعي ليها بقلبه 
آرين قالت بصوت متعب، لكنها بتحاول تخفي خوفها:
ـ "لو في يوم… حصلي حاجة… هتكمّل من غيري؟"
يزن سكت لحظة، لكن عنيه كانت بتقول ألف كلمة،
قرب منها، حط إيده على خدها وقال بصوته الهادي اللي كله وجع:
ـ "أنا؟ أكمّل؟ إزاي وأنا نصّي معاكي؟
لو يوم حصلك حاجة…
أنا مش هعيش، أنا هكون جثة بتتنفس…
بس مفيش فيها حياة."
دمعة نزلت من عينها، بس ما كانتش دمعة ألم،
كانت دمعة حب… دمعة واحدة بتحمل كل الكلام اللي مش قادرة تنطقه.
يزن كمّل وهو ماسك إيدها بقوة كأنه بيتشبث بالحياة من خلالها:
ـ "أنا وانتِ مش اتنين…
إحنا روح واحدة، ولو روحي راحت، جسمي ملوش لازمة."
آرين حاولت تبتسم، وقالت بصوت مبحوح:
ـ "بحبك… أوي."
ـ "وأنا… بتنفّس بيكِ،
يعني طول ما انتي بتعيشي… أنا عايش،
ولو غبتي… قلبي بيموت قبلك."
ابتسمت آرين بحب 
يزن بهدوء ـ يلا يروحي افطري وانا هبعتلك الممرضة تقعد معاكي شويه لحد ماجي 
آرين ب إستغراب ـ رايح فين 
يزن بتوعد وغموض ـ رايح مشوار مهم وجاي 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فهد (ببرود متعمد وصوته هادي):
ـ "رعد…"
رعد (بقلق خفيف):
ـ "خير… حصلت مواجهة؟"
فهد (ضحكة صغيرة):
ـ "مواجهة؟ يا عم ده دخل عليا في البيت، كأن الدنيا سايبة…"
رعد (برعب مصحوب بالغضب):
ـ "إيه؟ دخل بيتك؟!! إزاي؟"
فهد:
ـ "كان عاوز يوريني إنه المسيطر…
بس لقي نفسه بيشرب سيجارة في الصالون قدامي، وأنا اللي بديه الدرس."
رعد (ابتسامة صغيرة ظهرت في صوته):
ـ "أيوه كده يا ابن الصياد … فهّمت فيكتور إنه قدّام مين؟"
فهد (بثقة قاتلة):
ـ "قلتله جملة واحدة بس… خلّته يراجع نفسه:
أنا الطاولة اللي الكل نفسه يقعد عليها، بس مش أي حد يتحمل الجلسة."
رعد (ضحك بخبث):
ـ "يااااه… دي يا ابني هتدخل التاريخ!"
فهد (بصوت أخف، وبنبرة حذرة):
ـ "بس اسمع… هو ما انسحبش.
ضحك في الآخر… وقال إنه لسه عايزني،
وأنا رفضت، لكن هو واضح ناوي يكرر المحاولة."
رعد (بتركيز وهدوء):
ـ "يعني بيزيد اهتمامه… ده خطر.
بس في نفس الوقت، دي فرصتنا ندخل أعمق."
فهد:
ـ "ماشي… بس لازم نعدّل الخطة.
أنا عرفت إن عنده حفلة خاصة الأسبوع الجاي، فيها كبار رجالة العصابة… لو قدرت أحضر، هقدر أعرف مين فيهم العقل المدبر الحقيقي."
رعد (بحزم):
ـ "ما تحضرش لوحدك. هنشوف طريقة نحط حد جوّه قبلك.
ويمكن… نلاقي طريقة ندخل حد في خدمة المكان."
فهد (ابتسامة باينة حتى في صوته):
ـ "أنا عندي فكرة… خدام غبي شكله بسيط، بس عينه دايمًا مفتوحة.
ويوصل كل حركة من جوّه لبَرّه."
رعد:
ـ "متفقين.
بس أوعى يا فهد… فيكتور ما بيكررش كلامه.
ولو حس لحظة إنك بتلعب بيه… هينهيك قبل ما نتحرك."
فهد (بنبرة خفيفة، لكن فيها نار):
ـ "أنا بلعب على السلك… بس عمري ما اتقطعت.
فيكتور مش أول وحش أقابله…
بس إن شاء الله… هيكون آخرهم."
رعد (بفخر):
ـ "إنت فعلاً… الصيّاد التاني.
بعد يزن، مفيش غيرك."
فهد:
ـ "أنا صيّاد، بس باصطاد بدم بارد…
وخلي فيكتور يعرف إني مش بس رفضته…
ده أنا اللي اخترت أسيبه يفكر فيا ليل ونهار."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
برعب ـ بسرعة بسرعة الوحش وصل الشركة 
انتفض الجميع من مكانه بخوف وكل واحد علي مكتبة وبدا يشتغلو بهمه 
دخل يزن الشركة بغرور وكبرياء للا يليق إلا به وعيونه الحادة تنتقل بين الجميع بدقة كبيرة عينه وقعت علي شخص وابتسم بسخرية كبيرة وتوعد 
ركب الاسنانسير المخصص ليه وطلع الدور الاخير اللي فيه مكتبه وصل لقي السكرتيره قاعدة بتشتغل ومخادتش بالها منه 
يزن ببرود وهو داخل المكتب ـ ذياد وعز وندي وماري خمس دقايق ويكونو قدامي في المكتب وقفل الباب وراه 
اتخضت السكرتيرة ووقفت بفزع وقال ـ يا نهار اسو.... جه امتا ده وبعدين اتصلت علي مكتب ذياد وبلغته فورا وبعدين ماري وعز وندي 
والكل اندهش من وجود يزن في الشركة 
وصل ذياد وقابل ندي وماري في الطريق وراحو ل يزن ووراهم جه عز 
كان يزن قاعد علي الكرسي وهو بيبص في ملف بتركيز والاربعه واقفين قدامة 
يزن وهو لسا باصص في الملف ـ مبروك يا ذياد سمعت انك خطبت 
ذياد بتوتر هو عارف انو يزن ذكي جدا وخاف يحس علي حاجه ـ الله يبارك فيك يا يزن ..احم 
قفل يزن الملف وبص ليه وقال بهدوء ـ بس مش غرييه شوية تخطب كده من غير متقول 
اتوتر ذياد وقال ـ احم ..هو كل حاجه جات بسرعة ملحقتش اقول 
همهم يزن بهدوء وقال ـ ماشي 
وبص لندي وقال ـ اخبار صفقه يامن المنشاوي اي يا ندي 
امتعض وجه ندي ل ذكر اسم اكثر شخص تكرهه وتمقته لكن جاوبت بهدوء وقالت ـ كل حاجه ماشيه تمام يا يزن بيه الصفقه هتم كمان 3 أيام من انهاردة 
اومأ بهدوء ونظر ل عز وقال ـ عملت اللي قولتلك عليه يا عز 
عز بجدية ـ كل حاجه تمام يا وحش بعتنا فوكس ل شركة فرنسا ومن امبارح مش مبطلين رن واللي عرفناه انو رئيس الادارة الخاص بيهم جاي بكرة 
يزن بجدية ـ تروح بنفسك وتستقبله إستقبال يليق بيه 
عز بإماءة ـ حاضر 
نظر يزن ل ماري وقال ببرود ـ وانتي عملتي اي الشغل اللي كلفتك بيه 
ماري بهدوء ـ كل حاجه تمام بدأنا في الصنعة من يومين بالظبط 
يزن بهدوء ـ كويس جدا اهم حاجه انا مش عاوز غلط وبعد أسبوعين بالظبط ذياد يروح ويشرف علي الشغل بنفسه ولو في اي تعديل انت عارف هتعمل اي 
ابتسم ذياد بهدوء وقال ـ امرك يا وحش 
تنهد يزن وقال ـ كله يطلع ما عادا ماري 
توترت ماري وبدأت تفرك في إيدها ويزن متابعها 
طلع الكل من الغرفة بهدوء وبقت ماري بس 
يزن بهدوء ـ اقعدي يا ماري 
قعدت ماري بتوتر وقام يزن من مكانه وراح قعد قصادها 
يزن ببرود ـ هتتكلمي انتي ولا اتكلم انا 
ماري بتوتر ـ ف..فيه اي يا يزن بيه 
يزن ـ يزن ..يزن وبس احنا دلوقتي برا الشغل 
اومأت ماري ومتكلمتش 
سكت يزن شويه وبعدين قال ـ انتي عارفة انا كنت ناوي اعمل فيكي ايه بعد اللي عملتيه مع آرين ده 
خافت ماري ومتكلمتش 
يزن بحدة ـ كنت ناوي اوريكي العذاب وألوانه 
شهقت ماري بصدمة ونظرت له بخوف كبير واتلعثمت ـ ااا..يزن ..انا ..يزن 
شاور ليها متتكلمش وكمل هو ـ ماري انا طول عمري واقف جنبكم في الكبيرة قبل الصغيرة وكنت بدعمك كتير وانتي صغيرة وبدافع عنك لما تغلطي ولما عمي أيمن كان عاوز يدخلك مجال طب بالغصب وقفت قصادة عشان حلمك ميدمرش وخليتك تخشي مجال الاعمال عشان انا عارف انو ده حلمك من وانتي صغيرة وفضلت واقف جنبك لحد مبقيتي حاجه رئيسيه في الشركة بس انتي شوفتي وقفتي جنبك دي حاجه تانيه خالص ..ماري انتي مش بتحبيني انتي اتعلقتي بيا بس مش اكتر ولو ركزتي شويه كنتي هتشوفي انو تعاملي معاكي هو نفس التعامل مع ليليان ولينا ونادين وندي مش صح 
سكتت ماري وفكرت كويس في كلامه وكان فعلا صح يزن عمره متخطي حدودة معاها وكان دايما كلام في العادي والتعامل كان نفسه مع بنات العيلة واتحرجت اوي منه 
ابتسم يزن بهدوء وقال ـ انا مش بقولك كده عشان تتحرجي لا انا من واجبي افوقك عشان دي مش ماري اللي احنا نعرفها انتي اتلميتي علي واحده لا هيا تربيتك ولا هيا أخلاقك انا نايم علي وداني وعارف كويس اوي كل حاجه بتحصل 
اما ب النسبه ل آرين ـ ف انتي مش غيرانه منها عليا لا انتي كل اللي همك انها مش من مستواكي والكلام ده ولو فكرنا شويه هقولك انك بتحبي آرين ايوة متتصدميش انا شوفت لهفتك وخوفك عليها لما تعبت اول مرة بس اللي كان شاغلني انو ازاي بتحبيها وفي نفس الوقت بتأذيها لحد معرفت انو مش ده تفكيرك ده تفكير صحبتك صح ولا لا 
نكست رأسها ب إحراج ومتكلمتش لانو فعلا كلامه صح 
تنهد يزن بهدوء وقال ـ ياريت تراجعي نفسك كويس يا ماري وتحمدي ربنا لانو لو كانت آرين حصلها حاجه من الدوا اللي انتي بدلتيه انا مكنتش هرحمك بجد اتفضلي يلا روحي شوفي شغلك 
قامت ماري بحزن من نفسها وطلعت 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
رن يزن علي ريڤان واستني الرد 
ـ الو 
يزن بهدوء ـ وصلت لحد فين 
مط ريڤان شفتيه ب إستغراب وقال ـ ذياد امبارح بعد مطلع من الفيلا راح مطعم **** وقابل هناك شخص واللي عرفته انو ذياد اتخانق مع الشخص ده خناقه كبيرة وبعدها ذياد طلع ومحدش عرف راح فين 
فكر يزن قليلا وقال  ـ خليك مراقبه 
ريڤان ـ وده اللي انا هعملة ... آرين عامله ايه 
يزن بهدوء ـ كويسه عندها جلسه انهاردة الساعه خمسه 
ريڤان بقلق ـ طيب هجيلك عشان ابقي معاك 
ابتسم يزن ـ لا خليك انت في البيت لؤي ورعد وفهد مش في البيت انا هكون مطمن عليهم وانت هناك 
ريڤان بتساؤل ـ اومال صحيح لؤي راح فين 
رجع يزن ضهرة لورا وقال ـ بعته ل سويسرا في مشكله في الفرع اللي هناك 
ريڤان ـ ان شاء الله هتكون كويسه يا يزن متقلقش 
يزن ـ ان شاء الله يلا انا هقفل دلوقتي سلام
ـ سلام 
وقفل معاه 
ورن علي رقم تاني
الو اخبار  شباب الصياد إي 
ـ................
يزن بصوت قوي ـ اممم  تمام خليك مأمنهم من كل جهه واي جديد بلغني 
ـ تمام يا وحش 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ 
📍المستشفى – الساعة 11:05 صباحًا
السماء مغيمة شوية… كأنها حاسة بقلبه.
سيارة سوداء فاخرة وقفت قدام بوابة المستشفى،
وخرج منها يزن الصياد…
بس مش يزن رجل الأعمال، ولا الوحش المخيف.
ده كان يزن الحبيب…
اللي قلبه سايب كل الدنيا، وجاي بس عشان يشوف نور عنيه.
كان لابس بدلة سودا أنيقة، بس بدون رابطة عنق.
صدره مفتوح شوية، وشعره مش مرتب زي العادة…
كأنه نسي كل شي إلا هي.
دخل المستشفى، وكل اللي يشوفه بيوقف مكانه،
حتى الدكاترة والممرضين…
اللي اتعودوا يشوفوه، بس ما تعودوش على كمية الحزن اللي في عيونه.
ركب المصعد، وضغطة واحدة على زر "الطابق السادس"
وملامحه ما تغيّرتش… بس قلبه؟
كان بيركض.
📍غرفة آرين – بعد دقائق
فتح الباب بهدوء،
كانت نايمة
الجلسة كانت النهاردة… الجلسة القبل الأخيرة.
في الركن، جهاز التنقيط،
وصوت الرذاذ الكيميائي بيتسرب في عروقها…
وكأن كل قطرة فيه بتوجعه هو كمان.
قرب منها، وشال خصلة صغيرة من شعرها اللي بقي خفيف خالص ورا ودنها،
جلس جنبها، مسك إيدها الصغيرة،
وباسها بحنان كأنها آخر نسمة أمل في حياته.
همس بصوت أقرب للدمعة:
ـ "أنا جيت يا آرين…
أهو جيت، زي كل مرة،
وجايب معايا كل قلبي، عشان لما تتعبي…
تسندي عليه."
فتحت عيونها بهدوء، نظرة هزيلة… بس مليانة حب.
ـ "يزن…"
ـ "أنا هنا يا أميرتي…
ما بعدتش، مش هغيب،
هفضل جنبك لحد ما نعدّي كل ده."
همست بصوت مرهق:
ـ "النهاردة وجعني شوية أكتر من العادي…"
هز راسه بألم، وقال وهو بيحضن إيدها:
ـ "أنا عارف…
بس عايزاك تبصيلي دلوقتي،
شايفة؟
أنا هنا…
وهفضل هنا،
مش عشان أواسيكي بس…
عشان أقاتل معاكي."
آرين دمعت عيونها، وهمست بصوت مخنوق:
ـ "أنا بحاول أكون قوية، بس في لحظات… بحس إني بتكسر."
قرب منها أكتر، لم خدها بإيده، وقال:
ـ "اكسريني، بس ما تستسلميش.
لو وقعتي، أنا اللي هشيلك.
ولو نسيتي تضحكي، أنا اللي هفكرك."
وبصوت أوطى، وهو بيحضن إيدها على قلبه:
ـ "أنا مش خايف من المرض…
أنا خايف على ضحكتك، خايف على وجودك.
إنتِ الحياة اللي أنا اخترتها،
وهعيش بيها… ومعاها،
لحد آخر نَفَس."
---
📍بعد يومين – الساعة 10:41 مساءً – مستشفى الحياة
اليوم كان طويل… يزن خرج من الشركة متعب،
بس كل خطوة كان بيعدّها عشان يوصل لـ آرين.
كانت دايمًا ملاذه… الأمان اللي بيجري عليه وسط فوضى العالم.
وصل للمستشفى…
دخل من الباب الرئيسي…
بس وقف لحظة، قلبه اتقل.
الممر… هادي جدًا، أكتر من اللازم.
ولا ممرضة؟
ولا دكتور؟
ولا حتى صوت خطوات؟
ضيق حاجبيه، وكمل بخطى أسرع.
وصل للدور السادس…
ووقف قدام الغرفة.
الباب كان مفتوح شوية…
لكن الجوة؟
صمت قاتل.
فتح الباب ببطء…
وصدم.
مشهد مستحيل يتنسى:
اتنين من الحراس، واقعين على الأرض.
واحد منهم بينز*ف من دما*غه، والتاني مش بيتحرّك أصلًا.
أجهزة القلب مفصولة.
الإضاءة خافتة.
والهواء متشبّع بريحة الغدر.
وآرين؟
مختفية 
قلبه وقع في رجله،
ـ "آرين!! آرين!! لاااااا!!"
صوته اتكسر، ودموعه نزلت من غير إذن.
"أنا وعدتك…
أنا وعدتك إني هفضل جنبك!
وعدتك إننا هنعدي!!"
فجأة… رن الموبايل.
طلع بسرعة من جيبه، اسمه مش معروف… الرقم محجوب.
رد، وصوته بين الحزن والغضب:
ـ "مين؟!!"
صوت مشوّه خرج من السماعة، بضحكة تقطع القلب:
ـ "أوووه، يزن الصياد؟ باين عليك تأخرت شوية."
يزن بيصرخ:
ـ "إنت مين؟!! عملتوا فيها إيه؟!!"
ضحكة تانية، وبعدها:
ـ "آرين خلاص…تكه وتروح.
بس لسه فيه شوية لعب على الطريق."
صوت صف*عة، وبعده صوت أم يزن بتصرخ:
ـ "يزن!! إلحقنا يا ابني!!"
ـ "جعلتني أتدخل، يا صياد…
ودلوقتي الصياد بقى فريسة."
يزن بصوت مهزوز:
ـ "لو لمست واحد منهم… هقط*عك بإيدي."
الصوت قال بجليد:
ـ "قدامك ساعتين…
ساعتين بس، تكتشف فيهم إحنا فين.
لو اتأخرت…
كل عيلتك هيمو*توا واحد ورا التاني…
وهنبدأ بأقرب قلب ليك."
المكالمة انتهت.
يزن وقف، والشرر طالع من عينه.
مسح دموعه، ووشه اتبدل.
الوعد؟ اتحرق.
الحنان؟ مات.
دلوقتي مابقاش غير "الوحش"…
والمو*ت هو رسالته الوحيدة.
تمتم بصوت جامد:
ـ "لو صاب آرين خدش … تمنها هيكون د*م بلد.
وكل صرخة من عيلتي… هتبقى بداية النها*ية ليكم كلكم."
#######################
كان الصمت يعم المكان، رغم توتر الأعصاب والأنفاس المتسارعة. يزن واقف قدام خريطة ضخمة معلقة على الحائط في غرفة العمليات. عز واقف جنبه، وذياد قاعد على اللابتوب، ويامن واقف وبيتابع الكاميرات الجوية.
يزن بصوت هادي لكنه يحمل في طياته نيران من الغضب: ـ "أنا عايز كل نقطة محتملة يكونوا فيها مرصودة خلال ساعه."
ذياد بتوتر: ـ "يزن… أنا قدرت أحدد مكان غير مألوف خارج حدود المدينة، بيظهر نشاط غير معتاد. وأنا متأكد إن ده هو المكان."
عز رفع حاجبه: ـ "متأكد بنسبة كام؟"
ذياد ـ "95٪… لكن عندي إحساس بيقولي 100٪… وخصوصًا إن الإشارة الأخيرة من موبايل نادين كانت جاية من هناك."
يزن بصوت مر*عب ـ "كفاية… جهزوا نفسكم، إحنا خارجين بعد نص ساعة."
••••
وصل الفريق للمكان المحدد… مستودع مهجور ضخم. يزن طلب من الباقيين التمركز من ثلاث جهات، وكلهم لابسين زي أسود بالكامل.
انطلقت العملية بهدوء… تسللوا من الممرات الخلفية، كأنهم أشباح… وكل حركة محسوبة.
عند الباب الرئيسي، وقفوا لحظة. أشار يزن بعينه لذياد، اللي فتح الباب الإلكتروني بدون صوت.
بمجرد ما دخلوا… اشتعلت نير*ان المعر*كة.
حراس مازن حاولوا يوقفوهم، لكن سرعة يزن وقوة عز وذكاء ذياد ويامن كانت ساحقة. طلقا*ت نا*رية، صر*خات، أصوات تحطم. واحد ورا التاني… الحراس وقعوا.
يزن دخل بهدوء قاتل للقاعة الرئيسية…
كان مازن الهواري واقف في وسط العيلة كلها… ليليان، لينا، ريڤان، لؤي، أيمن، مرفت، محمد، رؤوف، ماري، ندي ، نادين … وآرين.
آرين كانت متكئة على الحائط، باين عليها التعب جدًا، وعيونها بتدور في المكان بخوف.
مازن كان بيضحك ضحكة عالية: ـ "فين يزن الصياد؟ فين البطل اللي كان فاكر نفسه يقدر يحميكم؟"
لكن فجأة…
صوت إطل*اق نا*ر دقيق واحترافي.
الرصاص بيمر حوالين مازن، يسقط حراسه واحد ورا التاني، لكن ولا واحدة من الطلقات بتلمسه.
مازن اتنفض، مسك واحد من الحراس المصا*بين واتخبى وراه، صرخ برعب: ـ "مين اللي بيهاجم غدر ده؟ اطلع راجل ل راجل!!
وصوت يزن جه من الخلف صوت هادي مرعب ـ 
عندما تشرق الشمس ولا يراها الاعمي فهذا ليس عيب فيها اما انا فعندما احضر فلابد ان يراني كل صاحب عين فوجودي ملموس وصوتي مسموع وحضوري مشهود وفي حضوري فل يتلاشي الجميع 
يتبععع
لو أن الجح*يم يتحدث ل قال انا ار*حم من نظرات يزن
كان يزن عيو*نه حمر*اء  عروق يده و رقبته بار*زة بشدة دليل علي أن الو"حش الذي بداخلة قد استفاق كانت عيونة متركزة علي آرين اللي كانت بتبص عليه بتعب شديد احتدت عيناه بقوه عندما رأي الد*ماء تسيل من جانب فمها  وعلي وجهها علامة حمراء دليل ان احد ما قد ضر*بها صوت تنفسه بقا عالي لدرجة كبيرة ومازن بيبص ليه بخوف هو مكانش متوقع خالص انو يزن يعرف مكانه ب السرعة دي لعن غباؤة بشدة لأنه نسي انه يتعامل مع ملك السوق والملقب ب الوحش وقد علم أن نها*يته اقتربت بشدة لكن هو لا يعلم أن في عز ثورة وغضب يزن يفكر الان وبتفنن لطريقة يعذ*بة بها لدرجة انه سيتمني المو*ت ولكن عزيزي مازن صدقني المو*ت ارحم لك بكثير عما سيفعله بك ذالك الوحش لذالك انا اقول لك الان ( اهرب أيها الغبي)
نظر مازن حوله برعب وهو بيفكر في طريقة يهرب بها من براثين ذالك الوحش الذي يقترب منه ببطي وصوت حذائه يضرب علي الارض بقوة كأنه يحذر ذالك الغبي للمرة الثانية بالهروب
وقع بصر مازن علي المسدس الواقع علي الارض لمعت في عينيه فكرة حملة فورا وذهب بإتجاة ندي ورفع المسدس علي  رأسها وهو بيقول :  أقف عندك و إلا هموتها
( والله غبي 🤦‍♀️) 
شهقت ندي بخوف وبصت ل يزن بدموع
احتدت عين يزن بقوة لدرجة ان آرين خافت منه
يزن بغضب وصوت جهوري ارتعب له حتي الجماد : قسمابالله لو حد فيهم اتأ*ذي لاخليك تتمني المو*ت ومتطولهوش علي اللي هعمله فيك يا ابن الهواري
خاف مازن اكتر وأيده أترعشت بخوف بس تصنع القوة وقال : ارجع ورا وإلا....اااااه
دوي صوت ضر*ب رصا*صة من مسد*س ما وقع مازن علي الارض والمسدس وقع من ايدة.. وبتنز*ف 
ببرود : مش عيب لما تمسك حاجه انت مش قدها يا ميزو
نظر مازن برعب ل يامن اللي كان واقف ورا يزن بشوية وماسك مسدس في ايده ونظرته كلها باردة لكن بها غضب أتقدم يامن ووقف جنب يزن وجه وراه عز وذياد اللي كانت عينه متركزة علي حبيبته
وفجأة في أقل من دقيقة كان حراس مازن اتنشرو في المكان وحاوطو الشباب الأربعة نقل يزن نظرة بينهم ومداش اي رد فعل ويامن وقف ورا يزن و ضهره في ضهر يزن ونظر لهم ببرود وعز وذياد بصو لبعض وابتسمو ابتسامة شيطانيه وقفو في ضهر بعض
قام مازن من مكانه وهو ماسك ايدة وقال بشر  :هههه أخيرا يا ابن الصياد انا انهاردة هكسر غرورك وكبريائك ده هخليك تترجاني أرحمك اللي ابويا مقدرش يخلي ابوك يعمله زمان انا دلوقتي هعمله ومع مين هههههه مع يزن الصياد ملك السوق والملقب ب الوحش ههههههه
رفع يزن عينيه وكان الجحيم ينطق بهم
مازن بخبث :ايوة ايوة متستغربش ابويا هو اللي قتل ابوك من 25 سنه كان زيك كده مغرور وكبريائه كان واصل للسما ههههه يا حرام هو كان ناوي يقتلك انت ويحسر قلب ابوك عليك طول العمر بس احمد الصياد كان عيلته دي عنده أهم من الدنيا كلها وكان مستعد يضحي بحياته عشانكم
وكمل بكره :علي عكس ابويا كنت انت دايما حاصل علي الحنان والحب من امك وابوك وعيلتك بس انا كنت حاصل علي الضر*ب والتعذ*يب بس ونظر ل مرفت اللي كانت بتبص ليه بدموع وراح ناحيتها : كان عندك ام تفضل قاعدة جنبك لحد متنام ولو زعلان في يوم تترمي في حضنها وأب لو حصلت معاك مشكلة يقف في ضهرك ويحميك بحياته ويموت ويشوف العذاب ألوان ولا انو يشوف فيك خد*ش ونظر ل عز ويامن وذياد وقال : وصحاب وقت الشدة تلاقيهم في ضهرك  بيحبوك ومستعدين يضحو بحياتهم عشانك قولت بعد مو*ت ابوك هتنكسر وهتضعف ونظر ل أيمن بغل : بس هما وقفو جنبك ومسكو بايدك وخلوك تمسك شركة ابوك اللي كانت خلااص هتعلن إفلاسها وفي أقل من سنه وفجأة وجه المسدس ناحيه يزن وقال بغل وكرة :كنت انت  بذكائك رجعت شركة الصياد تاني ووقفت علي رجليها وفي أقل من سنه كنت خدت لقب ( ملك السوق) اللي كان من حقي انا حاولت كذا مره توقعك حتي حاولت اخطفها( وشاور علي ليليان) واصورها فيديو حلو وابعته ليك بس انت وشاور عليه ب المسدس بغل وغيظ : كنت دايما حاميهم ودايما ورا ضهرهم.. ولما عرفت انو ابن عمك الحلو لؤي هيخطب بعد حب 3 سنين قولت دي احسن فرصه وعملت مؤامرة عليهم هما الاتنين وخطفتها وخليت ابنك عمك يشوفها في موضع مش حلو والحق كنت خايف ميصدقش اصل ده حب 3 سنين بس ههههه بس ابن عمك كان غبي اوي وصدق وبعد عنها وزقيت عليه عيلين وخليته يتجه ل طريق المخد*رات
ونظر ل يزن بغضب وقال :  بس انت  وقفت في طريقي برضو وخليته يبعد عن الطريق ده غصب عنه وفي يوم عرفت انو في بنت غريبه موجودة في قصر الصياد لما هجمت عليك و في حارس قدر يهرب وقالي إنك كنت خايف جدا علي البنت دي قولت عادي يمكن ضيفة إنما لا وابتسم بمكر وراح ناحيه آرين وقال : طفلة لسه متمتش21 سنه قدرت توقع الوحش في حبها ببراءتها امممم قولت يواد يا مازن ازاي يزن الصياد يحب بنت تانية وبص ل ماري بخبث  قال وبنت عمه اللي بتحبه موجودة وحاولت اتواصل معاها بس هيا كانت غبيه مكنتش عايزة تأذ*يها بس انا فضلت وراها لحد مخليت الغيرة تعشش في قلبها وحاولت تق*تل حبيبتك كذا مره بس برضو كنت انت دايما المنقذ والبطل ليها لحد معرفت بمرض حرم يزن الصياد وأنها محجوزة في المستشفى وحالتها حرجة جدا بلغت الصحافة وضحك بجنون وقولت بس هيا دي الفرصه الأخيرة بس انا مكنتش هعرف اعمل اي حاجة طول ما حوت المخابرات ( رعد) وصقر المخابرات ( فهد) موجودين ووقتها فكرت وقولت لازم استغل اسمي بقا وكلمت الرئيس بتاعهم وبلغت عن عصابه تهريب مخدرات وقولت ليه الشبكه دي جامدة ومش من السهل تقبض عليهم  وكنت عارف ومتأكد انو هيبعت فهد و رعد عشان دول من أكفأ الظباط عندو وفعلا كان كلامي صح وبعتهم علي أوروبا وانا عارف ومتأكد انهم مش هير*جعو منها وخلاص كنت ضبط كل حاجه بس اتفأجئت بسفر لؤي ف إضطريت استني يومين كمان لحد ميرجع من السفر  استغليت انك بتروح الشركة كل يوم ساعتين الصبح ودخلت المستشفي وخطفت آرين من هناك ووقتها دي شافتني وشاور علي ( ماري) وكانت هتصرخ وتطلب المساعدة بس انا ضر*بتها علي رأسها وخدتها معايا وبعدين جات في بالي فكره ليه محرقش قلبك عليهم كلهم وخططت وخطفت عيلتك كلهم ودلوقتي هقت*لهم كلهم واحد واحد واحرق قلبك عليهم وبعدين هيجي دورك طبعا
كان يزن ينظر إلي عينه بغضب كبير وهو باصص علي آرين اللي بقت تاخد نفسها بصعوبه ووشها احمر
لاحظ مازن نظراته وابتسم بخبث وراح عند آرين وقال : اي رايك تشوفي حبيب القلب وهو بيتعذ*ب نظرت إلي مازن بترجي ودموعها نازلة ومش عارفه تتكلم بسبب اللاصقة اللي علي فمها
شاور مازن  ل الحراس وكلهم بصو ل الشباب وهج*مو عليهم
وحصلت حر*ب بين الشباب والحرس بس طبعا مفيش حد قدر علي الشباب ويزن كان بيضرب بغضب وغل واللي بيروح ل يزن بيقع مي*ت علطول
حس مازن بقوتهم وأنهم في ضهر بعض نظر ل آرين بإبتسامة شر وراح ناحيتها شد مازن آرين بقوة وسط المعركة اللي كانت مشتعلة حواليهم، صوت الر*صاص، والصر*خات، وتكسير كل شيء حوالين المكان، بس هو كل اللي شايفه دلوقتي هو الفرصة الأخيرة... الفرصة اللي ممكن يو*جع بيها الوحش الحقيقي – يزن الصياد.
صر*خ وهو بيشد آرين ناحية باب خلفي:
"لو قربت خطوة واحدة بس، همو*تها قدام عينك يا يزن!"
لف يزن بسرعة وشاف آرين اللي كانت بتتسحب من بين إيديه، عيناه اتعلّقت بيها، وشاف الخو*ف اللي مالي ملامحها، ودموعها اللي كانت بتنزل من غير صوت، ووشها الأحمر من التعب، كانت شبه منهارة بس بتحاول تقوم عشان بس تشوفه واقف، عشان تحس بالأمان... بس الوقت بيجري، ومازن بيبعد بيها أكتر وأكتر.
مازن بص ليزن وابتسم ابتسامة كلها خبث وهو بيقول:
"هي دي النهاية اللي كنت مستنيها يا يزن، تشوف حبيبتك بتروح منك وإنت عاجز... يلا إلحقني لو كنت راجل بجد!"
صرخ يزن بصوت أقرب لزئير الأسد:
"آآآآآآآرين!!!"
لكن آرين ماقدرتش ترد، لسانها مربوط من اللاصق وصوتها مخنوق... بس عيونها كانت بتتكلم، كانت بتترجّاه، بتستغيث بيه.
بسرعة التفت يزن ليامن وقاله بنبرة حاسمة:
"غطّيني، مازن واخدها ناحيه الباب الخلفي... مش هيفلت مني."
يامن بشراسة:
"روح، إحنا هنا نخلص على الباقي!"
أومأ يزن، واختفى بين الظلال... خطواته كانت سريعة بس مدروسة، وعيونه مسلطة زي سهم على فريسته... الوحش جواه كان صاحي، والعقل اللي بيرتب خططه كان شغال على أعلى درجة، والاتنين اتفقوا: "مازن مش هيطلع منها سليم... لا قلبياً، ولا جسدياً."
في اللحظة دي، مازن كان وصل عند الباب الخلفي، وفتح القفل بسرعة، وهو بيشد آرين، وفجأة...
بوووووم!!!
طل*قة نار*ية ضر*بت على الحيط فوق راسه، ارتجّ، وبص حواليه بهلع، لقاه... يزن... واقف بعيد، ماسك مسد*سه، وعيونه نار مشتعلة.
قال يزن بنبرة تقطع القلب:
"سيبها... دلوقتي يا مازن، قبل ما أد*فنك بإيديا."
ضحك مازن ضحكة هستيرية وقال:
"لأ، دي ورقتي الأخيرة يا يزن... لو قربت، هف*جّر الدنيا!"
وطلع ريموت صغير من جيبه ورفعه في الهوا.
المكان كله  مزر*وع قنا*بل يا ملك السوق... ولو لمستني، هنمو*ت كلنا سوا!"
لحظة صمت...
بس كانت كفاية ليزن عشان يفكر... عشان الوحش اللي جواه يهدى لحظة، ويسيب المجال ليزن العقلاني، اللي بيفكر وبيخطط وبيحسب خطواته... عشان البنت اللي بيحبها.
نطق يزن بكلمة واحدة، كانت مليانة وجع، وغضب، وتحدي:
"أر*خص حاجة فيك حياتك... بس آرين لأ."
وفجأة...
بوووووووووم!
صوت انفجا*ر خفيف بعيد، بس مش جوه القصر... لا، برّه.
ظهر صوت عبر سماعة صغيرة في ودن يزن، كان صوت ريان :
"تم تعطيل كل القنابل... القصر آمن، أبدأ لعبتك يا وحش السوق."
ابتسم يزن، بس ابتسامة باردة، وسحب نفس عميق، وقال لمازن:
"انتهت لعبتك... دلوقتي دورنا."
وفجأة، قبل ما مازن يلحق يضغط على أي زر أو يتكلم،
طلق نار*ي أصا*ب إيده، وقع الريموت من إيده، وصر*خ بقوة
آرين وقعت على الأرض وهي بتكتم صرخة، ويزن جري ناحيتها بسرعة، واحتواها بين دراعيه، وشالها بهدوء كأنها أغلى حاجة عنده، وهمس:
"أنا جيت يا روح قلبي... آسف اتأخرت."
بس مازن، وهو بيتلوى من الو*جع، رفع سلاح تاني من جيبه، وصر*خ:
"لسه مخلصتش يا يزن!!"
وقبل ما يضغط على الزناد...
ثلا*ث طلقا*ت متتا*لية.
من ثلاث اتجاهات مختلفة.
يامن، عز، وذياد.
كل واحد ضر*ب طل"قة، وكلهم استقر"وا في صد"ر مازن.
وقع مازن على الأرض، ونظر ليزن بنظرة أخيرة كلها كره وحسرة، وقال:
"كان لازم... أكون أنا الوحش..."
ثم أغمض عينيه.
بص يزن ليه، وقال بهمس:
"أنت عمرك ما كنت غير ظل... والظل عمره ما يقدر على نور الحقيقة."
---
كان كل شيء هادي… هدوء مرعب، كأن العالم وقف لحظة.
مافيش صوت غير صوت أنفاس متقطعة… وزيادة على كده، كان في رائحة بارود، وريحة د*م، وسكون بيخنق.
يزن لسه شايل آرين في حضنه، وملامحه مش قادرة تستوعب إنها بين إيديه أخيرًا… عينيه متعلقة بملامحها البريئة، بس عينيها كانت شاردة، ضايعة، وبتترعش بين دراعيه.
آرين كانت بتتنفس بصعوبة، جسمها بيترعش، ووشها شاحب… وده مش بس من التعب… ده من الصدمة.
كل اللي شافته… الكره، الخوف، الدم، التهديد… قلبها لسه مش قادر يصدق إنها نجت.
يامن بص ليزن وهو بيقول بهدوء:
"المكان مش آمن… لازم نخرج."
هز يزن راسه ببطء وقال:
"العيلة حد اتأ*ذي ."
في اللحظة دي، كان عز وذياد بيحرروا باقي العيلة… مرفت كانت منهارة وبتبكي، وليليان في حالة صمت، زي اللي فقدت كل مشاعرها، وعيونها مش بتتحرك… أما لؤي فكان قاعد على الأرض، بيبص في الفراغ، كأنه مش قادر يصدق اللي حصل، والندم بيأكله حي.
وقفت ماري بعيد، تبكي بصمت، دموعها بتنزل بحرقة، مش قادرة تبص في عيون حد… خيانة مازن ليها، استغلاله ليها، ومحاولاته لتحويلها لأداة كره… كانت كفاية تهدم جبل.
ريان  دخل المكان ومعاهم فرق تأمين، ريان  أول ما شاف الوضع قال:
"الحمدلله إننا لحقناكم… المكان هيتأمن بالكامل."
يامن راح ناحيه عز وقال:
"الإسعاف جايه… بس لازم تاخدوها فورًا."
وبص على آرين اللي بين دراعين يزن.
يزن كان لسه باصص ليها، وقال بهدوء:
"مش هسيبها… ولا لحظة."
قام وشالها، ومشي بيها برا المكان، هو قلبه بيتقطع على كل نفس بتاخده بصعوبة، وكل رمشة من عنيها بتقوله "أنا لسه مر*عوبة".
في عربية الإسعاف، قعد يزن جنبها، وما سبش إيدها لحظة… ولما حاولوا يحطوا ماسك الأوكسجين، قال لهم بهدوء لكنه حاسم:
"كل حاجة بهدوء… مش عايزها تخاف تاني."
آرين حركت إيدها بصعوبة، ولمست دراعه… وكأنها بتتأكد إنه مش حلم… إنه فعلاً أنقذ*ها… وإنها لسه على قيد الحياة.
ويامن وعز وريان خدو العيلة على القصر وريڤان ولؤي وذياد راحو بالعربية ورا يزن 
رجع يزن للمستشفى وهو لابس سواد الحزن في عينيه رغم وجود آرين جنبه، ودخل معاها غرفة الطوارئ… وقف برا الغرفة، وظهره للحائط، وعيونه مليانة ألم ما بانش عليه من سنين.
ذياد جيه وقف جنبه وقال له:
"الحرب خلصت يا يزن."
رد بهمس وهو باصص في الأرض:
"الحر*ب الحقيقية لسه هتبدأ… جوّا كل واحد فينا." 
وبعدين افتكر حاجه وقال بصدمة ـ فهد ورعد 
يتبعععع 
كانت الساعة قربت على العصر، والجو كله مسموم بالصمت، بس دماغ يزن كانت بتصرخ... الصدمة مش سايبة له فرصة يلتقط أنفاسه.
آرين جوا المستشفى، محطوطة على الأجهزة، وإيده ماسكة إيدها كأنها طوق نجا، بس قلبه مش ثابت... في حاجة بتتحرك في الضلوع، قلق... إحساس مرّ، كأن اللي جاي مش هيكون سهل.
رنّ تليفونه.
اسم المتصل : غير معروف 
ضغط على شاشة، ورفع الموبايل لأذنه 
– " ألو "
جاله الصوت من الطرف التاني ببرود قاتل:
– اووه صوتك فعلا زي الوحش صدق اللي سماك وحش بس هل يا تري هتقدر تنقذ ولاد عمك اممم معتقدش الصراحه 
شهق يزن بدون صوت، عينيه اتسعت، ووقف فجأة كأنه اتكهرب:
– "لو لمست أي حد منهم متلمو*نيش علي اللي هعملة فيك .."  
ضحك فيكتور وقال:
– " هههههه هو انت علطول سريع الغضب كده اهدي كده وافتكر انو ولاد عمك عندي هنا تحت ر*حمتي اممم حاسس انك مش مصدق طب اسمع كده 
وصوت صر*خة مكتو*مة جه في السماعة.
يزن قلبه وقع، صرخة معرفش يحدد مين صاحبها... فهد ؟ رعد ؟ مش قادر يميز، بس الصرخة كانت وجعه.
– "هق*تلك… هقت*لك ، وده وعد."
فيكتور ضحك وقال:
– "لو لحقتني… بس مستبعد. وانا شوفت قوة ولاد عمك رغم اني عذ*بتهم كتير بس مفيش واحد منهم طلب الر*حمه والصرا*حه متشوق جدا عشان أشوف ملك السوق والملقب بالوحش
الصراحه انا عارف مازن شخص غبي مش هيقدر يعمل حاجه واي اللي متعرفهوش انو الشبكة اللي رعد وفهد كانو جايين ليها دي كله من تخطيطي عندك 24 ساعه 
  يا ملك السوق. بعد كده؟ حفرة جماعية لولاد عمّك. وانت حرّ، اختار: تفضل جنب المريضة اللي نايمة، ولا تنقذ اللي بيتعذ*بوا وهما صاحيين؟"
وسمع بعدها صوت الخط وهو بيتقفل.
يزن بغضب ـ انت مين يا حيو*اان الوووو 
رن عليه تاني بس الخط كان اتقفل 
الهدوء نزل على يزن فجأة، بس مش هدوء راحة… لا، ده هدوء اللي تايه، اللي واقف في نص عاصفة وماسك قلبه بإيده.
بص على آرين… كانت نايمة بوش هادي، بريء، بس على صدرها جهاز تنفس، وعلى إيدها كانت لسه لامسة دراعه. كأنها بتقول له: "متسبنيش."
بس أولاد عمّه هناك… في خطر… لو اتأخر، هيخسرهم.
حط راسه في إيده، وركب التوهان في روحه، صراع مش قادر يفصله... وفعلاً حس إن الأرض بتتهز تحته، كأن الحِمل أكبر من اللي يتحمله.
وفجأة… سمع أذان العصر.
"الله أكبر… الله أكبر…"
الصوت اخترق أذنه زي شعاع نور، بسيط، بس قوي… شد نفس طويل، وخرج من الغرفة، ومشي على رجليه من غير ما يفكر.
رجليه خادته للمكان اللي عمره ما نسيه… الجامع اللي قابل فيه الإمام قبل كده 
دخل بخطوات ساكنة… والجامع شبه فاضي، فيه راجل كبير في السن قاعد قدام، على السجادة، ماسك مصحفه وبيقرأ.
بص ليزن وابتسم من غير ما يسأله، كأنه عارفه، عارف اللي جواه.
قعد يزن جنبه، وقال بصوت مبحوح:
– "أنا تايه يا مولانا."
الإمام بص له، وقال بهدوء:
– "ما دام جيت بيت ربك، يبقى انت في الطريق الصح… تعالى، اقعد .." 
قعد يزن ومقدرش  يتكلم سكت وبس 
ابتسم الإمام وقال بهدوء وهو بيبص للمصحف:
– "بص يا بني، أوقات ربنا بيكسرك عشان يعرفك... يشيل من حياتك ناس، ويقفل أبواب، ويهدّك لحد ما تنزل على ركبك... مش لأنه بيكرهك، لا... ده لأنه بيحبك وبيجهزك لحاجه كبيرة أوي، أكبر من اللي انت متخيله."
بص ليه يزن، ولسانه مربوط… بس قلبه بدأ يدق بطريقة مختلفة، كأنه بيحاول يسمع.
الإمام كمل:
– "عارف إمتى تعرف إنك بجد قوي؟ لما تكون واقع، وبتدعي... لما تبقى دموعك نازلة بس قلبك بيقول: (رضيت يا رب)، لما تكون في عز الوجع ولسه عندك حسن ظن في الله. ساعتها؟ تبقى وصلت للسكينة اللي الناس كلها بتدور عليها."
بص للمصحف اللي في إيده، وقال:
– "القرآن يا ابني مش كتاب بتقراه لما تكون فاضي، ده كتاب بينقذك وانت غرقان... اسمع دي: 'ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين'... شايف؟ بيقولك متحزنش، لأنك أعلى… بس بشرط؟ إنك تكون مؤمن... مش مؤمن إن ربنا موجود، كلنا عارفين كده، إنما مؤمن إن اللي بيعمله فيك خير… وإن تأخير النصر مش هزيمة، ده ترتيب."
يزن كان بيبص له بس، بس عنيه بدأت تلمع... نظرة مش دموع بس، دي نظرة حد رجع يشوف الطريق.
الإمام كمل بصوت هادي، وابتسامة كلها طمأنينة:
– "اللي يشيل حمل زيك يا بني، لازم يكون قوي… وصدقني، لو ربنا ما كانش شايف فيك خير، ما كان ابتلاك بالشكل ده. آه… قلبك موجوع، وأنا مش هكذب عليك، اللي انت فيه مش سهل… بس مين قال إن السهل بيطلع رجالة؟"
سكت شوية، وبعدين قال:
– "قوم… وتوكل… وشوف هتعمل إيه، بس قبل ما تتحرك، سلمها لله… لأن اللي يسلم، ميتكسرش… بيفوز حتى وهو في وسط النار، لأن ربنا معاه.
يزن حس كأن الجدار اللي جوّاه اتشال… وقف وهو بياخد نفس طويل… ونظر للإمام بنظرة امتنان ما يعرفش يترجمها بكلام، بس قلبه كان بيدعيله بكل الطرق.
صلو العصر وبعدين 
خرج من الجامع، والشمس بدأت تميل… والوحش رجع، بس المرة دي؟ رجع بروح مؤمنة، وعقل رايق، وقلب جاهز يشيل اللي جاي.
ولما الوحش يؤمن… ماحدش يقف قدامه
♡♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خرج يزن من الجامع وراح على المستشفى، قلبه مش مطمن غير لما يشوف آرين، دخل الغرفة بهدوء…
كانت نايمة، بس عينيها اتفتحت أول ما حست بخطواته.
ابتسمتله رغم التعب، وقالت بصوت واطي:
– "رجعت… كنت مستنياك."
قرب منها، وقعد على طرف السرير، مسك إيدها وباسها، وقال:
ـ عاملة اي دلوقتي 
أرين ب إبتسامة ـ الحمدلله بخير متقلقش 
سكت يزن وآرين بصت ليه ب إستغراب وشدت علي إيدة وقالت ـــ مالك 
يزن بهدوء 
– "هسافر كام يوم شغل ضروري… هخلصه وأرجعلك."
بصت له بحنان:
– "روح، انا عارفه انك مش هتسيبني إلا وانت مضطر  بس أوعدني إنك هترجعلي بخير."
– "أوعدك، بس أوعديني إنك هتفضلي تقوي."
– "أنا بقوى عشانك يا يزن… متقلقش عليا، أنا بخير."
قرر يخرجها من المستشفى ، حضنها بحنية وهو بيخليها تلبس، وخرج بيها للقصر عشان يطمن إنها وسط العيلة 
أول ما دخلوا، الكل جري عليها، وسهرية هادية جمعتهم… لكن قلب يزن كان بعيد
– "أنا مسافر أوروبا… في شغل ضروري.
لؤي، جهز شنطتك… هتيجي معايا.
ريفان، هتفضل هنا، عينيك على القصر.
أنا مطمنلك.
ريڤان بتأكيد ـ متقلقش 
خرج يزن برة القصر وجمع الحرس كلهم وقال بصوت عالي 
ـــ النملة مش عايزها تخش القصر تمام الغلطة بعد كده برقب*تكم علطول 
الحراس في صوت واحد ـ أمرك يا فندم 
شاور ليهم بمعني ـ كل واحد علي شغله 
وطلع تلفونه واتصل ب 
يامن،  زياد، عز،  ريان… وقال ليهم جملة واحده  جهزوا نفسكم، الطيارة هتكون جاهزة خلال ساعات.هنسافر ل رعد وفهد 
المهمة دي ممكن تكون النهاية… أو البداية لمرحلة جديدة."
… محدش سأل، محدش اعترض.
هم مش بس أصدقاء  يزن، دول إخواته في الضهر، ، وفي الق*تال.
•••
بعد ساعات – الطيارة الخاصة
الكل قاعد في هدوء، ويزن واقف قدامهم في وسط المقصورة:
– "اللي مستنينا هناك مش سهل… فيكتور شخص مخطط، عارف بيته كويس، وحابس فهد ورعد في فيلا مهجورة وسط الغابة… الفيلا محصنة، فيها حراس، وفيها تكنولوجيا مراقبة متطورة.
بس إحنا لينا أسلوبنا.
هنقسم نفسنا فريقين:
فريق اختراق من الجهة الغربية عن طريق الشباك القديم اللي في الدور الأرضي، وفريق تاني هيشتت الانتباه من الباب الرئيسي.
بمجرد ما الحراس يتحركوا، هنضرب في نص قلب*هم."
رمق زياد بنظرة خاصة وقال:
– "لو حصل حاجة غير متوقعة… هنعمل الخطة البديلة."
هز زياد راسه وابتسم بثقة:
– "متقلقش… عينك عليا."
ريان بهدوء ـ بس انت عرفت ده كله ازاي وكمان مخطط الفيلا بتاعته وفهد ورعد محبوسين فين  وقت قليل 
ابتسم الجميع فهو الوحش ومحدش اتكلم 
يزن في نفسه ـ فيكتور شخص غبي اووي 
•••
بعد الوصول – منتصف الليل – الفيلا المهجورة
الجو كان بارد، بس التوتر دافي في العروق.
الفيلا قديمة، بس الحراسة فيها مش هزار.
عيونهم بتراقب، وأسلاحهم جاهزة.
فريق يزن: لؤي، زياد، عز – من الجهة الغربية.
فريق يامن وريان – من الباب الرئيسي.
يزن نفسه كان في النص… راقب المكان من خلال منظار ليلي، قال بهمس:
– "فيه فتحة تهوية في الركن الشمالي… هدخل منها، أفتحلكم الطريق."
بهدوء الزئبقة، تسلل من بين الأشجار، زحف ناحيتها، وفعلاً دخل.
الجو جوا خانق… ريحة رطوبة ود*م.
بس كان في صدى أصوات…
– "هتفضل كده لحد ما يمو*توا؟"
– "ماهو ده الهدف.
كان صوت فيكتور.
زحف يزن وفتح الباب الداخلي بمفتاح إلكتروني سرقه قبلها من واحد من عملاء فيكتور اللي وقع في إيده 
دخل، لمح فهد متعلق بسلاسل من السقف، ووشه كله دم، ورعد جنب الحيطة، مغمى عليه.
همس:
– "أنا جيت يا رجالة."
لكن قبل ما يكمل، إنذار أمني ضر*ب…
الصوت اختر*ق الجدران…
أجهزة الإنذار اشتغلت.
فيكتور ظهر من فوق، ماسك ريموت في إيده، وصوت ضحكته مالي المكان:
– "كنت فاكر نفسك أذكى مني؟
أنت دخلت المصيدة بر*جلك…"
هجم*وا الحراس من كل مكان.
بدأت المواجهة.
يان نار يان دم.
يزن كان بيتحرك كالشبح، لكن العدد كان كبير…
فهد وقع تاني، ورعد فاق و حاول يزحف ناحية سلاح، لكن فيكتور رفسه برجله.
– "النهاردة نها*ية الو*حش، بس قبل كده، أحب أتفرج عليك وأنت بتشو*فهم بيمو*توا قدامك."
في لحظة، يزن بص على زياد، اللي كان مختبئ في الركن.
إشارة صغيرة بعينه، وزياد فهم.
ضغط زر صغير في جهاز كان لابسه في معصمه…
ووف!
انفجا*ر صغير حصل في الجهة التانية… دخان أسود غطى المكان.
فيكتور اتفا*جئ وانصدم من قوتهم هو مكنش متوقع كده 
في وسط الدخان، يزن طار على فهد وفك قيوده، ثم سحب رعد، وزياد ويامن ولؤي وريان وعز  دخلو و بدأوا يضربوا في الحراس.
الرجالة كلها انق*ضت…
في ظرف دقايق، الفيلا كانت تحت سيطر*تهم.
فيكتور حاول يهرب، بس عز كان في وشه.
– "رايح فين؟ الجح*يم لسه ما ابتداش."
ظهر البوليس الأوروبي، مدفوع بمكالمة يزن اللي كانت من قبل ساعة.
فيكتور بص حواليه، لقى نفسه لوحده.
كل حاجة انتهت.
أو… كاد أن ينتهي.
شد مسد*سه من جيبه بسرعة، وصرخ:
– "هتم*وت! حتى لو خس*رت… هق*تلك!"
ووجّه الطل*قة ناحية يزن.
بوووووووم!!!
الطلق خرج…
وصوت الر*صاصة شق الليل…
والكل صر*خ:
– "يييييييزن!!
---
يتبعع ...
بوووووووووم!!
صو*ت الطل*قة مزّق سكون اللحظة، وكل شيء بعدها اتحرك بالبطء المميت اللي يخلّي القلب يتشقلب مكانه.
كانت الطل*قة متوجهة بد*قة... ناحية صد*ر يزن.
جسمه اهتز لحظة، وبعدين وقع على ركبته، إيده لسه ماسكة المسدس، بس عنيه ابتدت تغيم، ووشه اتبدّل...
صرخة ذياد كانت أول صوت خرج بعد الطل*قة، كان واقف بعيد، وصر*خته طلعت من القلب، من الروح، من كل الذكريات اللي كانت بينهم. 
– "ييييزن!!!"
فهد ورعد كانوا مربوطين بس مكانوش نايمين... كانوا شايفين كل شيء، وفجأة كأن القوة رجعت في أجسامهم، بس متأخر... متأخر قوي.
فيكتور ابتسم وهو بيصرخ بجنون:
– "أنا قلت إن النها*ية هتكون ليا!!! الوحش... وقع!"
بس... اللحظة ما خلصتش كده.
لأن ذياد كان أول واحد اتحرك. في جزء من الثانية، رمى نفسه على يزن وهو بيقع، حضنه بإيده، وصرخ:
– "ييييييزن لاااااا!!"
ريان ويامن كانوا بيحاصروا فيكتور، اللي لسه ماسك السلاح، وقبل ما يرفع إيده تاني، يامن  وجه سلاحه، وقال بنبرة تقتل:
– "ارفع إيدك... يا تمو*ت."
بس فيكتور ضحك.
ضحكته كانت مجنونة... فيها انتقام، وفيها حسرة.
– "قت*لت الوحش! أنا أول واحد يقدر يو*قعه! هههههه!"
ورفع المسد*س تاني، لكن رصا"صة من يامن اختر*قت كت*فه قبل ما يلحق يعمل أي حاجة.
– "دي تذكار من يزن."
انطرح فيكتور على الأرض، ووشه مليان د*م، بس عنيه مش شايفة غير يزن وهو واقع... غيظه كان أكبر من ألمه.
■■■
في المستشفى الأوروبية 
أصوات أجهزة التنفس، والصفارات، وضغط الأطباء حوالين السرير... ويزن نايم، مغمض عنيه، بين الحياة والموت.
ذياد كان قاعة بره غرفة العناية، إيديه مضمومة، عينيه محمرة، وهو بيفكر في يزن .. وآرين يا ذياد هتقول ل آرين اي 
يامن واقف وراه حط ايده علي كتفه وقال ـ متقلقش يزن ان شاء الله هيكون بخير 
، ولؤي قاعد على الأرض، مش قادر حتى تتنفس، أما عز فكان واقف حاطط إيده على الحيط، رأسه منحني، وألمه أكبر من الكلام.
ريان جه يجري وقال:
– "فيكتور اتقبض عليه... وكل أفراد العصابة وقعوا... بس الحالة حرجة جداً."
الدكتور خرج من جوه العناية المركزة، عينيه كلها أسف ، ووشه شاحب، وقال بصوت خافت:
– "الرصا*صة دخلت قريب من القلب... في نز*يف داخلي."
فهد  اتنفس بالعافية، ودموعه وقعت وهو بيهمس:
– "كان بيحميني... دايمًا بيحميني... حتى في آخر لحظة."
قبل الإصابة – العودة إلى الخطة
قبل ما تحصل المواجهة الأخيرة، يزن كان واقف في الغرفة السرية، وسط الشباب، بيشرح خطته بصوت هادي، بس فيه قوة.
– "فيكتور ذكي... بس غروره أكبر من ذكاؤه. هنخليه يصدق إنه كسب... وبعدين نسحب الأرض من تحت رجله."
بص لذياد وقال:
– "لما أقولك (نور)، نفذ اللي اتفقنا عليه."
ذياد هز رأسه.
– "عينيا."
أكمل يزن:
–  ريان، لما تبدأ المواجهة، خليك مع الفرقة، سيبولي البوابة الخلفية."
– "تمام."
– "عز ويامن، أنتوا هتدخلوا من السقف، لما تسمعوا صوت الطل*قات... ابدأوا الاشتباك من فوق."
كلهم كانوا متحمسين... كان عندهم ثقة في يزن، وقلوبهم مليانة نار الانتقام.
كان الليل هادي… والنجوم بتنور السما، جوا قصر الصياد، 
آرين كانت نايمة في أوضتها، جسدها مرهق، بس روحها مش قادرة ترتاح… عقلها دايمًا بيرجع للصوت اللي جه ف لحظة، الصوت اللي فرقع قلبها زي قنبلة:
بوووووووووووم!!
كانت الصدمة لسه معلقة بين ضلوعها، وكل شيء جواها كان بيقول:
"في حاجة حصلت ليزن…"
---
فجأة… وهي نايمة، قامت من النوم مفزوعة، تصرخ بكل صوتها:
– "ييييييزن!!!!"
نفسها كان متقطع، جسمها بيرتعش، ودموعها نازلة كأنها نهر انفتح فجأة… كانت بتصرخ باسمه بكل قوة، قلبها بيخبط في صدرها كأنه بيهرب منه.
دخلت مرفت بسرعة، وبعديها لينا و ندي و ليليان وريفان، وراهم ماري 
– "آرين!!! في إيه؟!"
– "ييييييييزن… يزن حصل له حاجه… أنا حسيته… أنا شُفت في الحلم… اتضر*ب بال*نار ووقع… وقع!!!"
انهارت على السرير، وإيديها بتغطي وشها، وجسمها كله بيرتجف.
مرفت حضنتها بقوة:
اهدي يا بنتي… يمكن كابوس… يزن بخير… 
لكن آرين كانت تهز راسها وهي بتصرخ:
– "لااااااا… مش كابوس… أنا شُفت دمه… حسيته بينز*ف… قلبي اتق*طع… ده مش كابوس يا ماما مرفت… ده حقيقي… يزن اتص"اب انا عايزة يزن ااااه !!"
---
في نفس اللحظة، كانت طيارة الإسعاف الجوي بتوصل مطار خاص في القاهرة… الجو متوتر، والهواء مشبع برائحة الموت.
جوه الطيارة، كان يزن ممدد على نقالة، ومربوط بأجهزة، الطل*قه كانت قريبة جدًا من قلبه.
كان فيه طبيب فوق راسه، بيصرخ في الطاقم:
– "ثبّتوا الضغط… النبض ضعيف جدًا… لازم ندخل غرفة العمليات فورًا!!"
ذياد كان ماسك إيده، ووشه مش قادر يخبي انهياره:
– "متسبناش يا وحش… متسبناش يا يزن… انت وعدتنا إننا نرجع كلنا… سوا!!"
يامن كان بيعض شفايفه من القهر، وعز باصص في الأرض، مش قادر يصدق إن الوحش سقط.
ريان بيرتب الاستقبال، وأول ما وصلوا المستشفى، الإسعاف دخل بيزن، والكل وراه، كلهم بيجروا، ودموعهم على الخدود. والصحافة كلهم اتجمعو قدام المستشفى وكان الخبر ـ تم اغتيال الرجل الاعمال المشهور وملك السوق يزن الصياد 
---
في القصر 
كانت آرين لسه بتنهار، فجأة دخل ريڤان عليه مكالمة، رد 
– "أيوه يا عز؟!!"
وصوت عز كان بيترجف:
– ريڤان 
دق قلب ريڤان برعب وهو بيبص علي آرين المنهارة وقال  ـ يزن ماله 
عز بدموع ـ يزن اتصاب يا ريڤان حالته صعبه جدا الرصا*صة كانت قريبه من القلب 
وقع ريڤان على ركبته مكانه، وإيده بتغطي وشه، وقالها بصوت مبحوح:
– "اتصاب يا آرين… يزن اتصاب!"
سكت المكان… وآرين صرخت بعلو صوتها:
– "ييييييييييييييييييييزن!!!!"
وانهارت… جسمها كله وقع على الأرض، وعيونها اتجمدت… قلبها ما*ت في اللحظة دي.
---
بعد 7 ساعات…
الدكتور خرج من غرفة العمليات، ووشه مفيهوش تعبير.
قام ريان وقال بسرعة:
– "طمنا؟!!"
الدكتور تنهد وقال:
– "الحمد لله… الطل*قه خرجت، لكن النز*يف الداخلي كان خطير جدًا… قدرنا نوقفه، لكن بسبب تأخر الوقت على التدخل، المريض دخل في غيبوبة."
الكل اتجمد.
يامن قال بصوت مخنوق:
– "يعني؟"
– "يعني حالته مستقرة حاليًا، لكن مفيش وعي… دماغه لسه ما رجعتش، ومش هنعرف إمتى يصحى…
ذياد بص للسماء، وقال:
– "لا… يزن مش هيسيبنا كده… مستحيل…"
---
بعد ساعات…
وصلت آرين المستشفى، كانت واقفة قدام غرفة العناية المركزة، ووشها شاحب جدًا، بس عيونها فيها نار مشتعلة من الدموع.
دخلت الغرفة… وشافته.
يزن.
ممدد على السرير، بجهاز تنفس على وشه، أنابيب في إيده، وجهه هادي جدًا… كأنه نايم.
قربت منه، ومسكت إيده، ووقفت تبص له، وقالت بصوت بيترعش:
– "وعدتني… متتأخرش… وكنت دايمًا بتوعد وتوفي… متكسرش وعدك دلوقتي."
– "أنا كنت كل يوم بحس إني اتولدت من جديد بس لما كنت جنبك… لو سبتني، أنا بمو*ت."
– "… بس أول مرة أخاف بالشكل ده… يزن، اصحى… الوحش ميموتش، صح؟"
دمعة نزلت منها، وقعدت على الكرسي جنب السرير، وحطت راسها علي  صدرة، وقالت:
– "أنا هنا… ومش هقوم من مكاني غير لما تفتح عنيك… فاهم؟"
وسكتت.
والمشهد كان كله هدوء… والكل خايف علي آرين 
---
اليوم التالي...
الأطباء لسه بيقولوا نفس الكلام… الحالة مستقرة لكن الغيبوبة مستمرة.
الكل بقى عايش في القصر، ييجوا المستشفى يوميًا يطمنوا عليه، ويستنوا.
الأيام بتعدي ببطء…
بس آرين؟ كانت بتبات عنده.
بتقرأ قرآن، بتحكيله كل اللي بيحصل، بتتكلم عن ذكرياتهم، عن أول مرة شافته، عن أول كلمة قالها لها… عن أول حضن… عن خوفه لما تعب، وعن حضنه لما وجعها.
وكانت كل يوم، تحط إيده على قلبها، وتهمس:
– "أنا هنا… ومستنياك."
---
مرّت 5 شهور 
وكل يوم، كانت بتقوم مفزوعة من النوم وهي بتصرخ باسمه… وكل يوم، كان بتنهار قدامه تاني علي السرير 
كان كل شيء ثابت.
اليوم زيه زي اللي قبله… والشمس بتشرق على وجع متكرر، والليل بيغطي على دموع مكتومة.
خمس شهور.
خمس شهور من الصمت، خمس شهور من الإبر، الأجهزة، صوت صفارة واحدة بتقول "لسه عايش"، وجهاز تنفس بيقول "لسه بيحاول". خمس شهور اتغير فيها حاجات كتيره العيله كلها وقفت جنب آرين زي مكان يزن بيعمل بالظبط ومن شهر التحاليل بتاعتها ظهرت والحمدلله اتعالجت لكن نفسيتها كانت وحشه اوي الكل فرح والدموع نزلت كانو بيتمنو يزن يكون موجود هونو عليها ووقفو جنبها والراجل وعيلته الي كان مازن بعتهم عشان بمثلو دور اهل آرين هربو اول معرفو اللي حصل لمازن 
ويزن؟ نايم. ساكت. ملامحه هادية… كأنه بيحلم.
بس فين الحلم؟ وفين الحياة؟
■■■
كان يوم جمعة.
آرين لابسة طرحة حرير سادة، قاعدة جنبه كالعادة، القرآن مفتوح على سورة "يس"، صوتها هادي… مكسور… وكل كلمة كانت بتنزل على قلبها زي السكينة.
خلصت قراءة، وسكّتت.
بصّت له وهمست:
– "خمس شهور… وأنت ساكت… نايم وسايبني أواجه الحياة لوحدي."
قربت منه أكتر، صوتها اتحشرج:
– "كنت دايمًا تقول إنك جنبي… إني مش لوحدي… طب فين وعدك يا يزن؟ فين؟"
دموعها نزلت بصمت.
قامت، جابت فوطة دافية، ومسحت له وشه بإيديها، وقالت:
– "كل يوم كنت بستناك تفتح عنيك… كل يوم قلبي بيكسر ميت مرة… وأنا مبتحركش من مكاني."
قعدت جنبه، ومسكت إيده، وقالت وهي بتقربها من قلبها:
– "حاسس؟… دي نبضتي، مش بتنساك."
■■■
في الخارج، كان الدكتور واقف مع مرفت وريڤان، بص لهم بوجه جاد جداً:
– "أنا عارف إنكم متعلّقين بيه… بس إحنا بقالنا شهور في نفس الوضع… المخ مفيهوش استجابة… القلب شغال بس بالجهاز."
مرفت قالت بصوت مبحوح:
– "يعني؟"
الدكتور بص لتحت وقال:
– "يعني علمياً… ده اسمه (حالة نباتية مستمرة)... العقل مش بيرجع في الحالات دي. وإحنا كمستشفى لازم نعرض عليكم الاحتمال الأخير… نوقف الأجهزة."
الهدوء سقط على المكان.
ريڤان بص له بذهول:
– "يعني تقت*لوا يزن؟!"
الدكتور حاول يحتفظ بهدوءه:
– "ده قراركم… بس لازم يتاخد. كل المؤشرات بتقول إنه مفيش أمل."
الخبر وقع زي صاعقة.
ريان، عز، يامن، ذياد… الكل اتجمع.وأيمن قعد علي الكرسي بتعب وحزن 
ولما آرين عرفت؟
الدنيا وقفت.
دخلت على الدكتور، وعيونها كلها نار:
– "محدش يلمس الأجهزة!!"
الدكتور حاول يهديها:
– "آنسة آرين، إحنا بنفكر بعقل…"
صرخت:
– "مفيش عقل في الحب! مفيش منطق في القلب! ده يزن! الوحش! لو هيموت… هيموت وهو بيحارب، مش وإنتوا بتفصلوا عنه التنفس!"
الدكتور سكت.وهيا خرجت وراحت غرفت يزن 
آرين قربت من سريره، حطت إيدها عليه، وقالت:
– "أنا عشت وجعتين في حياتي… لما اتخلقت وحيدة في الدنيا ، وإنت لما غبت. بس وجعك أكبر. وده مش هينتهي بإيد حد غيرك."
ثم همست عند ودنه:
– "لو فعلاً خلصت قوتك، ودي نهايتك… إبقى تعالى خدني معاك."
وسكتت.
■■■
الليل نزل… الكل راح القصر… ما عدا آرين.
كانت نايمة جنب يزن، رأسها على صدره، وإيديها في إيده.
كانت بتهمس له بأحلامهم… بضحكتهم… بأيامهم… بكل حاجة.
الدنيا كلها كانت ساكتة… إلا من صوت الأجهزة.
وفجـــأة...
بييب… بييب…
صوت غريب.
أعلى من المعتاد.
آرين فتحت عنيها، بصت على الجهاز، شافت المؤشر اتحرك مرة واحدة، كأنه بيرتج.
قامت بسرعة، قربت من وشه:
– "يزن؟!"
مفيش رد… بس الجهاز اتحرك تاني.
دخل الدكتور، قلبه بيدق بسرعة:
– "إيه اللي حصل؟!"
الممرضة صرخت:
– "المؤشر اتحرك يا دكتور! في استجابة!!"
آرين قربت من ودنه تاني، بصوت مبحوح:
– "افتح عنيك… بالله عليك افتح عنيك…"
صوت الأجهزة بدأ يعلو، ونبض القلب رجع تدريجيًا.
واللي حصل بعدها؟ المعجزة.
عنيه اتحركت.
ببطء.
صوت الدكتور جه:
– "رد فعل عضلي!! استجابة!!"
آرين وقفت قدام وشه، دموعها مغرّقة وشها:
– "يزن؟! سامعني؟! افتح عنيك يا يزن!"
ومع آخر كلمة…
عنيه فتحت.
نظرة باهتة… بس فيها روح
آرين صرخت بصوت هزّ المكان:
– "يييييزن!!!!"
■■■
يتبع...
محتفلتوش ليه بالعام الهجري الجديد زي ما بتحتفلوا بـ رأس السنة ؟
صلوا على من مر على هجرته ١٤٤٧ عاماً 💕
رأيكم يهمني 
رسالة ل متابعيني  
---
أحيانًا ربنا بيبتلينا بحاجة تقيلة على القلب… حاجة توجعنا، تلخبط دنيانا، تخلينا نحس إن مفيش مخرج.
بس الحقيقة؟ إن كل بلاء وراه حكمة.
وكل وجع وراه لطف،
وكل دمعة ربنا شايفها، وحاسس بيها.
"إن مع العسر يُسرًا"… مش بعد العسر، لأ، معاه…
يعني وانت في وسط الحزن، في خير جاي… وانت في قمة ضعفك، فيه يد من السما ممدودة ليك.
ربنا عمره ما بيكسر حد ويتركه…
الابتلاء مش عقوبة، هو تنقية، ورفع درجة، وتقريب…
هو بيقولك: "لسه أنا جنبك… لسه بحبك."
فلو بتعدّي بوقت صعب…
ابكي، وارتاح، وخد وقتك… بس متيأسش.
متقولش "ليه أنا؟" قول "يا رب قوّيني."
وصدق إن بعد الليل، هييجي فجر… وبعد الخنقة، هتتنفس.
وإن بعد كل وجع، ربنا بيكتب لك لحظة فرح، تردّ لك كل اللي ضاع.
ربنا كبير… وأحنّ من كل اللي في الدنيا.
فقط قول يارب 
بقلمي: نورا مرزوق ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
يزن (بتعب، صوته مبحوح): آ... آرين...
كانت قاعدة على الأرض جنب السرير، دموعها بتنهار، مشاعر كتير متلخبطة في قلبها: خوف، فرحة، صدمة، أمل... كل حاجة مع بعض.
حاول يزن يتحرك، بس جسمه كله وجعه، حس كأنه مربوط بسلا*سل.
يزن (بأنفاس متقطعة): آرين... كح... آرين...
قامت بسرعة ولفت وشه بإيديها كأنها بتحاول تتأكد إنه حقيقي، وبدموع ما توقفتش، قالت: – انت... انت فوقت؟ أنا مش بحلم، صح؟ هههه أيوه، أنا مش بحلم!
مد يده، وبلطافة مسح دموعها وقال بصوت واهن: – أميرتي... متعيطيش أبدًا.
ضحكت وهي بتبكي وقالت: – اتكلم... اتكلم تاني، أنا محتاجة أسمع صوتك.
غمض عينه لحظة، كأن التعب بيغلبه، لكنه فتحهم تاني وقال: – إيه اللي حصل؟ أنا... أنا مش فاكر حاجة.
مسحت دموعها بسرعة وقالت: – مش مهم دلوقتي، المهم إنك رجعتلي... أنا فرحانة أوي... أوي!
واترمت في حضنه زي طفلة كانت تائهة ولقت بيتها.
حضنها يزن بحب وقال بهدوء: – إهدي... أنا جنبك اهو... ومش هسيبك تاني.
آرين (بعياط طفولي): انت اتأخرت عليا أوي... أنا زعلانة منك.
يزن مسك إيديها بحنية: – ارحمي نفسك، أنا هنا خلاص، متعيطيش.
■ ■ ■
كان الدكتور واقف عند الباب، ورا ظهره اتنين ممرضين، بيتفرجوا في صمت على اللحظة.
الدكتور (كح): احم...
بص ليهم يزن، وآرين بسرعة بعدت، بس لاحظت لمعة غريبة في عنيه... لمعة غيرة.
آرين (بنبرة رسمية): افحصه بسرعة لو سمحت.
الدكتور قرب، وفحصه وشال عنه الأجهزة وقال بهدوء: – هو بقى كويس و...
لكن يزن شده من تلابيبه وقال بغيرة واضحة: – كلامك معايا أنا، مش معاها، فاهم؟
وزقه بقوة 
الدكتور (بهمس): الله يخربيتك! معداش عشر دقايق فايق، وشيطانك اشتغل!
يزن (ببرود): اتفضل اطلع بره.
الدكتور خرج وهو بيزفر غيظ، بس مش خوف لا لا لسمح الله، هو غضب من الشاب اللي لسه راجع من غيبوبة ولسانه أطول من عمره.
آرين كانت بتبص ليه ببلاهه.
يزن (برفع حواجبه): هو أنا أغيب غيبتي دي كلها وأرجع ألاقيكِ اتجننتي؟ مالك؟
ضحكت آرين بسعادة: – وحشتني.
– وإنتي كمان يا روحي.
مد إيده وشاور لها تيجي، قعدت جنبه على السرير، شدها لحضنه وقال: – غيبت قد إيه؟
آرين (بوجع): خمس شهور... وعشر ساعات.
يزن (بصدمة): بجد؟!
– أيوه... وكنت كل يوم بدعي ربنا تقوم... وتفتح عنيك.
سكت لحظة، وبعدين قال بقلق: – إنتي بخير؟ حصل إيه؟ احكيلي كل حاجة.
آرين تنهدت وقالت: – حاضر، هقولك كل حاجة، بس وعدني تفضل جنبي.
– وعد.
■ ■ ■
"في مكتب ضخم، النور فيه خافت، وريحة القهوة البايتة ماليه الجو."
ذياد كان قاعد على الكرسي، ووشه تعبان، شاحب. قدامه ملف كبير، لكنه رماه على المكتب بقوة، وزفر.
بص على صورة يزن اللي متعلّقة على المكتب وقال بصوت مبحوح: – مش هسامحك... على الغيبة دي كلها مش هسامحك يا يزن.
دخل يامن، وقال بحزن: – عامل إيه دلوقتي؟
ذياد (بابتسامة شاحبة): الحمد لله... كويس.
يامن (بعتاب): ينفع كده؟ لو ما كنتش جيتلك امبارح كنت حرفيًا هتموت من الحمى! حرام عليك نفسك.
سكت ذياد، وكل اللي شافه قدام عنيه... يزن، وهما صغيرين، وهو بيزعق له: "خد بالك من صحتك يا غبي، لو جرالك حاجة هحسسك بيها!"
يامن (بهدوء): إحنا كلنا موجوعين... بس يا ذياد، اللي بتعمله في نفسك ده غلط.
ذياد قام من على الكرسي، مشي بخطوات بطيئة ناحية الشباك، وقال بصوت مكسور: – مين قال إن الأخ لازم يكون من الدم؟ يزن أخويا، ورفيق دربي، وسندي... أنا وهو اتربينا مع بعض، ضحكنا، اتخانقنا، بس كنا دايمًا جنب بعض.
مسح دمعة نزلت بالغصب، وقال: – هو مش مجرد صديق... هو حتة مني.
■ ■ ■
رنّ تليفونه فجأة، نغمة آرين.
بص له بسرعة، وخفق قلبه، وخاف.
ذياد (بخضة): يا رب خير!
رد بسرعة: – أيوه؟ آرين؟ في إيه؟
جاله الصوت اللي قلب كيانه: – لااا... مش آرين.
ذياد (اتسمر مكانه): ... ي... يزن
وكمل بدموع بتهزرو صح ؟!
– أيوه يا زياد انا يزن ، افتكرتني ولا لسه؟
انهارت دموع ذياد وهو يضحك ويبكي في نفس الوقت: – ابن ال...!! بقالك شهور نايم  زي *** وتصحى تهزر؟!
ضحك يزن بخفة وقال ـ والله اللي يشوفك بتشتمني دلوقتي مشافكش وانت نازل هري جنبي في الغيبوبه لما صدعتني ... وحشتني والله يا صحبي 
– والله وأنا كمان، يزن... متغبش تاني، أقسم بالله لو حصل لك حاجة تاني، مش هسامحك طول عمري.
يزن (بابتسامة باينه في صوته):  ان شاء الله مش هغيب تاني... أنا رجعتلكم.
وساد الصمت شوية...
ذياد (بصوت مخنوق): الحمد لله، رجعت.
خطف يامن منه التلفون وقال ـ وسع كده انت كمان 
الو يزن 
يزن ب إبتسامة ـ يامن باشا عامل اي 
يامن بدموع وقال بهزار ـ الحمدلله كويس بس انت مش شايف انك رجعت بدري شويه 
ضحك يزن بقوة وقال ـ معلش بقا مش حتخلصو مني بسهولة 
يامن بتنهيدة فرح ـ الحمدلله علي سلامتك يا صحبي 
يزن ب إبتسامة ـ الله يسلمك ..ذياد فين ..؟ 
نظر يامن ل ذياد الساجد علي الارض يشكر الله عز وجل وقال بإبتسامة ـ ذياد بخير متقلقش 
وبعد شويه اتكلم مع ذياد تاني وذياد مش مصدق لدرجه انو قال ـ لو طلع بتهزرو وربنا هخرب الدنيا 
ويزن ضحك بشدة علي صديقة المجنون 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مرت ساعات قليلة على مكالمة زياد، ودموع الفرحة لسه ما نشفتش من عنيه... لكن الدنيا بره كانت بتغلي حرفيًا.
في ظرف 3 ساعات بس، اتقلبت كل الموازين.
من القصر، خرجت واحدة من الخادمات، وبدون ما تقصد سربت الجملة اللي هزت البلد كلها:
> "الأستاذ يزن... فاق من الغيبوبة!"
وما إن الجملة دي وصلت لحد بوابة الصحافة، الدنيا انفجرت.
العناوين الرئيسية انفجرت على كل المواقع:
"عودة يزن الصياد... بعد 5 شهور غياب!"
"الملياردير الشاب يستيقظ من غيبوبة صادمة تهز الوسط الإعلامي!"
"الصياد يخرج عن صمته... هل يعود للإمبراطورية؟"
الهاتف في القصر ما سكتش، الصحافة، رجال أعمال، شركاء، قنوات، كلهم عايزين تصريح، صورة، فيديو... حتى لو نفس بيطلعه، عايزين يسمعوه.
---
في الجناح الخاص في القصر...
كانت مرفت واقفة قدام الشباك، بتحاول تهدي نفسها بعد ما جالها اتصال من آرين ، اللي كانت مرعوبة وبتعيط وهي بتقول:
– بجد؟ هو فاق؟ بجد؟ آرين... أنا عايزة أسمعه... عايزة أشوفه...
آرين بصوت مهزوز: – حاضر يا ماما ، هخليه يطمنك بنفسه.
رجعت لسرير يزن، لاقته بيبص للسقف بشرود.
آرين (بلطف): – ماما عايزة تطمن عليك.
يزن (بهمس): – الكل هيعرف دلوقتي، صح؟
– أيوه... الخبر خرج، الدنيا كلها اتقلبت.
سكت لحظة، وقال ببرود متقن يخبي تحته ألف شعور: – تمام... خلّيهم يعرفوا إني راجع.
ابتسمت آرين بخفة وقالت: – راجع وبقوة كمان... بس خلي بالك من نفسك، إحنا لسه في بداية الطريق.
يزن (بصوت واثق): – أنا كنت نايم... بس دلوقتي صاحي، وقسمًا  ما حد هيسيب أثر عليا تاني.
---
في فيلا العيلة...
كانت مرفت (والدته) بتعيط ز قلبها بيرجف من كتر الصدمة، مش مصدقة، مش مصدقة، كل يوم كانت تحط إيده على قلبها وتقول: "لسه دافي... يعني لسه في أمل".
وصوتها وهي بتبكي قالت: – الحمد لله يا رب، رجعتلي تاني يا ضنايا.
---
في نفس الوقت...
في مؤتمر صحفي مستعجل...
كان في كشافات، وصحفيين، وميكروفونات، ومذيعين، كله مستني بيان رسمي.
وطلع المتحدث باسم عيلة "الصياد" " أيمن الصياد " ، وقال في هدوء مهيب وسعادة باينه علي وجهه : 
– نعلن اليوم عن الخبر اللي كانت منتظراه القلوب قبل العيون... الأستاذ يزن الصياد عاد إلى الحياة بعد غيبوبة دامت خمسة أشهر.. هو الآن بصحة مستقرة، وبيشكر كل من دعا له وانتظر عودته.
وانطلقت بعدها صيحات الصحافة، بس ايمن ساب المايك ومشي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الطريق...
5 عربيات سودا ماشية بسرعة مجنونة، كلها في اتجاه واحد… المستشفى.
كل عربية فيها قلب بيدق، وكل واحد فيهم فاكر آخر مرة شاف فيها يزن… وهو بين الحياة والموت.
أيمن  قاعد ساكت، بس عينه كانت بتلمع.
مرفت كانت ماسكة سبحة، بترتعش، بتقول أدعية غير مفهومة من كتر ما قلبها واجعها وفرحان في نفس الوقت.
لينا ماسكة إيد ليليان ، اللي كانت بتضحك من الفرحة ومش فاهمة حجم المعجزة اللي حصلت.
---
في المستشفى...
الشارع قدام المستشفى كان زحمة، الأمن بيحاول يبعد الصحفيين، والكاميرات شغالة، والإعلام بيغطي كل حاجة.
:  خبر عاااجل : نجل أحمد  الصياد يفتح عينيه بعد 5 شهور من الغيبوبة!"
"هل سيعود وريث عائلة الصياد؟ مشاهد أول لقاء متوقع للعائلة خلال دقائق!"
وصلت العربيات قدام المستشفى، وفتحت الأبواب بسرعة.
نزلت مرفت وهي بتجري، ووراها رعد وفهد ، ندي ، أيمن ، رؤوف ، محمد ، وليليان ، لينا ، ماري  اللي صوتها كان باين وهي بتقول:
– فين يزن؟ أنا عايزة يزن دلوقتي!
دخلوا من الباب الرئيسي، والأمن فتح الطريق ليهم، كانوا بيجروا حرفيًا.
قدّام جناح يزن...
كانت آرين واقفة، باين عليها إنها لسه بتبكي، بس مبتسمة... ومشاعرها مخلوطة بين الخوف والفرحة.
أول ما شافتهم، دموعها نزلت من غير ما تتكلم.
مرفت جريت عليها، ومسك إيديها وقالت بصوت بيترعش:
– هو... هو فعلاً... فاق؟؟
آرين هزت راسها وهي بتبكي وقالت:
– آه... آه، فاق، وهو جوا... وبيستنّاكم...
ما لحقتش تكمل، مرفت دخلت زي العاصفة.
في الغرفة...
يزن كان قاعد على السرير، تعبان، بس واعي، وعينيه فيها لمعة مش شافوها من شهور.
أول ما شافهم، ابتسامته ظهرت ببطء.
مرفت انهارت عليه، حضنته بقوة وهي بتبكي وتضحك:
– ابني... يا ضنايا... يا نور عيني!
فهد مسك راسه وهو بيبكي:
– أنا مش مصدق! أنا والله ما مصدق!
ليليان  طلعت فوق السرير وقالت بكل براءة:
– يزن! خلاص مش هتنام تاني؟!
يزن ضحك، رغم التعب:
– لأ يا حبيبتي... خلاص، أنا رجعتلكم.
أيمن  قرب، وحط إيده على كتفه وقال:
– حمد الله على سلامتك... يا فخرنا.
وآرين... كانت واقفة في الركن، بتبص للمشهد والدموع نازلة منها بس مبتبتش، لأنها عارفة إن اللحظة دي مش بتتكرر.
وكل الكاميرات بره، وكل الدنيا بتتفرج...
بس جوه الغرفة، كان في قصة تانيه 
قصه حب حياة  ، أمل 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خارج جناح يزن...
الأمن كان متوتر، رجال المستشفى بيتكلموا في اللاسلكي، وأحد الحراس قال بانفعال:
– فيه كاميرات بتتسلل من الجناح الخلفي!
– إزاي؟! ما كانش مفروض حد يعرف الجناح ده!
مراسل صحفي من ورا كمامة ونظارة سوداء قال لزميله:
– لو صورنا ص
ورة واحدة ليزن دلوقتي... هنكسر الإنترنت حرفيًا!
مراسلة تانية كانت قدام باب الجناح، بتزعق:
– عايزين تصريح رسمي! ده حدث عالمي!
– مصادر غير مؤكدة: وريث الصياد فاق بعد أشهر من الغيبوبة!
أمن المستشفى بصوت عالي:
– أي محاولة اختراق للجناح هتتبلغ فيها النيابة فورًا!
– أي صحفي مش معتمد يطلع فورًا برا المستشفى!
لكن الهوس الإعلامي كان زي الطوفان، محدش كان فارق معاه تهديدات.
📸 الكاميرات كانت بتتصور على الهوا مباشر، صفحات الأخبار كلها كتبت:
"فيديو مسرب للحظة دخول العائلة غرفة يزن الصياد"
"بكاء وانهيار مرفت الصياد أمام ابنها يزن يشعل مواقع التواصل!"
"أول صورة غير واضحة ليزن بعد الإفاقة... الجمهور ينهار!"
---
داخل الغرفة...
كان الهدوء جوه الجناح أشبه بالقداسة.
يزن نايم على السرير، آرين قاعدة على الكرسي جنبه، وإيده في إيدها.
باقي العيلة واقفين حواليه، وكل واحد فيهم شايل جبل ووقع عنه.
وفجأة...
صوت خبط قوي على الباب الخارجي للجناح 
رعد  قال بانفعال:
– في إيه؟!
دخل واحد من رجال الأمن وقال:
– آسف جدًا، في صحفيين حاولوا يقتحموا الجناح الخلفي، وصورة ليزن اتسربت خلاص... الدنيا برا مولعة.
ريڤان  رفع راسه وقال بحدة:
– اتصلوا بالمحامي فورًا... وقفلوا المستشفى بالكامل، أنا مش هسيب حد ينهش في اخويا وهو لسه مستعادش قوة الكاملة 
ندي فتحت موبايلها، وانهارت وهي بتقرأ عنوان رئيسي على الأخبار:
📰 "يزن الصياد يعود من الموت!"
📰 "هل سيعود وريث إمبراطورية الصياد لحكم العائلة؟"
📰 "العائلة تنفجر بالبكاء بعد استيقاظ نجلها الأكبر... فيديو حصري!"
آرين قامت ووقفت قدام الباب زي الأسد، وقالت بحزم:
– محدش يدخل هنا غير لما يزن يسمح، فاهمين؟
يزن كان سامع وبيحاول يقوم، بس مرفت ضغطت عليه وقالت:
– لا يا ابني... انت لسه في بدايتك، خليك هادي.
قال بصوت تعبان:
– بس الناس دي مش هتسيبنا... لازم نوقفهم.
لؤي قال:
– إحنا اللي هنقفهم... إنت ارتاح بس، وإحنا هنوقفهم  بمعرفتنا.
أيمن  نظر لبنته وقال:
– ماري، كلمي المكتب الإعلامي فورًا، بيان رسمي لازم ينزل حالًا.
ماري  وهي بتكتب بسرعة في موبايلها:
📢 بيان رسمي من عائلة الصياد:
"بكل مشاعر الشكر والعرفان نُعلن أن السيد يزن احمد الصياد قد استعاد وعيه اليوم بعد غيبوبة دامت لأكثر من خمسة أشهر، وهو الآن في رعاية طبية كاملة. نُهيب بجميع وسائل الإعلام احترام خصوصيته، وأي محاولة اقتحام أو تسريب سيتم التعامل معها قانونيًا دون تهاون."حاضر يا قلبي ♥ 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[قدّام المستشفى – الساعة 5:41 مساءً]
أربع عربيات سودة وقفت مرة واحدة قدام المستشفى، فرد الأمن قرب يوقفهم لكن بمجرد ما شاف العلامات على العربيات عرف مين اللي جاي… ووقف على جنب باحترام.
الباب الأول اتفتح بهدوء… نزل يامن
الباب التاني خبط جامد واتفتح… عز نزل بخطوات سريعة، عنيه فيها توتر، لكن وشه 
الباب التالت… ريان نزل بيعدل بدلته، ماسك تليفونه بيتكلم 
– أي صحفي هيتجاوز حدود المستشفى هيتشال… بلغ الأمن فورًا.
الباب الأخير… ذياد.
مفيش صوت، مفيش كلمة… بس لحظة ما رجله لمست الأرض، كانت عنيه بتدور على باب المستشفى كأنه بيشوف روحه في انتظار.
المشهد كان مهيب… صحفيين على الجنب بيصورا، والمارة بيبصوا ويتسألوا: "مين الناس دي؟"
لكن الشباب ما كانوش شايفين غير "المكان اللي جوّه وحشهم صاحي".
دخلوا المستشفى بسرعة… خطواتهم تقيلة، كلها شوق وقلق ولهفة… وكل واحد شايل وجع جوّه، مستني بس يشوف صاحبه… يشوف يزن.
■ ■ ■
[الطابق الرابع – جناح خاص]
آرين كانت واقفة جنب السرير، بتضحك وهي بتبكي، ووشها منوّر، كأن الفرح أخيرًا فاز.
يزن كان قاعد وراسه لسه مرهقة، بس أول ما سمع صوت الخبط على الباب، قلبه دق دقة مختلفة.
الباب اتفتح… وعيونه شافتهم.
أول واحد دخل كان ذياد… عينيه مبلولة، ووشه مش قادر يخبي الشوق.
ذياد (بصوت مخنوق):
– يــزن...
يزن ابتسم، وفتح دراعه… بدون كلام… بدون مقدمات.
ذياد جري ناحيته… وحضنه.
حضن واحد بس... بس كان كفاية يعوّض خمس شهور وجع.
ذياد كان بيبكي في حضنه زي الطفل، ويزن بيطبطب عليه بإيده الضعيفة.
يزن (بصوت مكسور):
– وحشتني يا أخويا… والله وحشتني.
ذياد (وهو بيضحك ويبكي):
– يا بنـي... أنا متت وأنا واقف… روحي كانت بتتسحب مني كل يوم.
قعد على طرف السرير، ماسك إيده وقال:
– كنت بصحى من النوم بصوتك في ودني… كنت ببص على صورنا وبتحيل على ربنا يقومك… عارف؟ لو كنت روحت كنت لحقتك وراك.
يزن شد إيده بصعوبة ومسح دموعه وقال:
– أنا هنا... ومش رايح حتة تاني.
دخل يامن وقال بضحكة مخنوقة:
– لا كده بقا، سيبولي حتة من الحب ده.
جري يامن ناحيته وحضنه هو كمان، وبعده ريان، وبعده عز، والقاعة كلها تحولت لدفا ولمة مستحيلة تتكرر.
كلهم اتحلقوا حواليه، ضحك وبكا، وشوق سنين محبوس في خمس شهور انفجر مرة واحدة.
■ ■ ■
[في الخارج...]
الصحفيين واقفين بيحاولوا يقتحموا الدور بأي طريقة، الكاميرات مرفوعة، والمايكات بتتهز:
> – "يُقال إن يزن الصياد فاق من الغيبوبة بعد أشهر! هل صحيح؟!"
– "الأنباء الأولية بتقول إن عائلة الصياد كلها موجودة دلوقتي داخل المستشفى!"
– "الأصدقاء الأربعة الأسطوريين – زياد، يامن، عز، وريان – كلهم وصلوا في نفس الوقت! هل المشهد ده محض مصادفة
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[داخل جناح يزن – بعد ما لمّة الأحباب هدأت  الحيطة، وقلبها بيرقص من الفرح، وكل شوية ترفع عنيها ليه…
هو هناك… عايش… بيتكلم… بيضحك…
كان مشهد مستحيل يتنسي.
وفجأة، الباب اتفتح بهدلة.
دخل الحارس الشخصي بتاع العيلة، وهو بيقول:
– في مشكلة كبيرة برا… الصحافة بتحاول تقتحم الدور، وفي منهم طلعوا في الأسانسير.
أبو يزن بص بحدة وقال:
– ممنوع أي حد يدخل… خلوهم برا.
بس فجأة...
رنّ موبايل ريان.
بص فيه، ووشه شد، ورد بسرعة وقال:
– أيوه؟
(سكت لحظات وهو بيسمع، وبعدين قال)
– طيب، خليكوا هناك. أنا هتصرف.
قفل التليفون وبص ليهم وقال:
– الصحافة عرفوا إنك فقت، وبدأوا يضربوا خبر رسمي… الدنيا برا ولعت.
فتح موبايله وقرأ بصوت عالي:
> "عاجل | يزن الصياد... الوحش الذي لم يمت! ظهور أول للعائلة بعد إعلان استيقاظه من الغيبوبة. تفاصيل حصرية قريبًا."
■ ■ ■
[في الخارج – عند بوابة المستشفى]
عدد مهول من الصحفيين بيزحف ناحية الباب…
الكاميرات شغالة لايف
الميكروفونات مرفوعة
العربيات الإعلامية مركونة برّا
والهاشتاجات مولعة على السوشيال ميديا:
> #يزن_الصياد
#الوحش_رجع
#عودة_الإمبراطور_وملك_االسوق
#أول_ظهور_بعد_الغياب
بعضهم بيزعق:
– يزن فاق؟!
– يا جماعة عايزين نعرف الحقيقة!
– أي تصريح، حتى لو بكلمة!
■ ■ ■
[في الداخل – غرفة يزن]
كل الموجودين اتوتروا… الجو بقا مشحون.
آرين قربت منه وقالت بهمس:
– لازم نعمل حاجة، يا يزن.
بس قبل ما تكمّل، فتح يزن عينه وبص لهم كلهم وقال بهدوء مريب:
– سيبوا الصحافة تدخل…
كلهم: إيييييه؟؟؟ 
يتبعععع 
يزن (بهدوء قاتل):
– قلت سيبوا الصحافة تدخل...
الجملة دي نزلت على الكل كأنها صاعقة.
مرفت (بانفعال):
– إيه؟! يا ابني انت لسه فايق ! إيه اللي بتقوله ده؟!
آرين (مصدومة):
– يزن لأ، مش وقته، والله مش وقته.
لكنه رفع إيده بإشارة بسيطة، وقال بنبرة كلها هدوء
– متخافوش عليا انا بخير ..دخلوهم 
مسكت إيدة بدموع وقالت ـ عشان خاطري انت لسا فايق خليها بكره تكون اتحسنت شويه  
باس إيدها بحب وقال ـ متقلقيش عليا يا أميرتي انا كويس والله 
ريان اتنحنح وقال:
– يزن انت لسا تعبان و  
يزن (وهو بيعدل نفسه بصعوبة وابتسامته الباردة على وشه):
– متقلقش عليا انا الوحش ولا اي 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[خارج الغرفة – بعد 10 دقايق]
الباب اتفتح...
ظهر أيمن الصياد، وعلى يمينه ريان، وعلى شماله آرين، وخلفهم... يزن.
ماشي على رجلين ضعاف ساند علي ذياد وشماله رعد ، لكن في كل خطوة... في هيبة بترجع.
الحرس محاوطينه من كل مكان 
الكاميرات اتحجّرت، الصحفيين وقفوا، المايكات ارتجفت... والناس نسيت تسأل، نسيت تصرخ، نسيت تلاحق.
اتكلم يزن، بصوت هادي، بس كل كلمة كانت طلقة:
– بشكر كل إنسان دعا لي، انتظرني، ما فقدش الأمل فيا.. دعواتكم كانت بتوصلي شكرا ليكم وبقول ليكم يزن الصياد ملك السوق رجع من جديد 
أحد الصحفيين (بتردد):
– أستاذ يزن... حضرتك ناوي ترجع لإدارة المجموعة؟ هل في تغييرات متوقعة؟ وهل ده إعلان رسمي؟
يزن (ابتسم وقال):
– لما أقرر أرجع... الكل هيعرف. لكن دلوقتي؟ أنا راجع لنفسي... لحياتي... وللناس اللي بتحبني.
صحفية تانية (بشغف):
– مين أول حد شفته لما فقت؟
بص ليهم، وبعينه راح لـ آرين، وبابتسامة باينة في ضي عنيه:
– اللي عمري ما فقدتها حتى وأنا نايم.
الكلمة دي لحالها، غطّت على كل الكاميرات... لأن الصورة كانت أوضح من ألف لقطة.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعدها بساعة داخل جناح يزن ] 
الكل مشي مفضلش غير  آرين بس كانت قاعدة جنبة وماسكة إيدة وحضناها بقوة وهيا لسا مش مصدقة انو معاها دلوقتي 
ابتسم يزن عليها وقالها ـ آريني عاملة اي 
آرين بدموع ـ كنت وحشة اوي من غيرك يا يزن كنت حاسة اني تايهه اوي كنت محتاجاك جنبي انا زعلانة منك اوي 
يزن بحنان ـ تعالي جنبي 
قامت من مكانها واتمددت جنبة علي السرير ودفنت وشها في حضنة وعيطت بقوة 
آرين بعياط ـ انا إستنيتك كتير اوي وكنت بناديلك وانت مكنتش بترد عليا 
شدها لحضنة بحنان ورتب علي ضهرها بحب وخلاها تقول اللي هيا عاوزاه 
بعد مده هدت آرين ونامت في حضنه من كتر العياط وهو كان بيبصلها بحب  
يزن ـ اوعدك هعوضك عن كل حاجه يا أميرتي 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
– بالليل في الجناح
يزن طلب سجادة، ورغم التعب... أصرّ إنه يصلي.
قام بتقطع، وركع لله لأول مرة من شهور...
آرين وقفت بعيد، والدموع بتنزل من غير صوت...
كل لحظة سجد فيها، كانت كأن قلبه بينضف، بيغتسل...
وفي الخلفية، كان صوت المآذن بيرتفع:
"الله أكبر... الله أكبر"
والسماء كانت أقرب من أي وقت فات.
تاني يوم داخل غرفة يزن 
الجو كان ساكن… غير صوت الأجهزة اللي بتقيس النبض بهدوء.
آرين كانت بتوضب حاجتها في شنطة صغيرة، يزن قاعد على السرير بنظرة ثابتة، وكأن جواه قرار أخد خلاص.
دق الباب، ودخل ذياد ويامن، ووراهم عز، وكلهم نفس النبرة على وشهم:
"ده جنان، مستحيل نوافق!"
ذياد (بحزم):
– لا، يا يزن. مستحيل  تخرج النهاردة. لسه جسمك بيترعش وانت بتقوم. الدكتور نفسه قال ممنوع!
يزن (بهدوء غريب):
– أنا مش طالع أحارب…  هيا ساعة واحدة بس.
يامن (برفع حاجبه):
– ساعة واحدة ولا دقيقة، ما ينفعش. انت مش بتلعب بصحتك.
آرين بخوف ـ بلاس ونبي 
يزن بص ليهم، نبرته بقت أهدى، أعمق، فيها حاجة غريبة: – أنا ماشي على رجلي، بصحتي، وبوعيي، وده قرار… مش طلب.
عز (بقلق):
– رايح فين؟ حتى ما قلتلناش...
يزن وقف، جسمه فعلاً مرهق، لكن فيه عزيمة مش طبيعية، قرب ناحية الباب، ووشه ملامحه صافية جدًا وهو بيقول:
– في جامع على آخر الشارع… ودّوني هناك، وبس.
الثلاثة سكتوا… بصوا لبعض، مش مستوعبين.
ذياد (بصدمة):
– جامع؟!
يزن اكتفى بإيماءة صغيرة…
بس كانت كافية تقول "محدش يمنعني دلوقتي".
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعد ربع ساعة – عربية يامن]
يزن قاعد في الكرسي اللي ورا عينه على الشباك، ساكت، وفي صمت قلبه في حاجة بتحصل محدش شايفها.
ذياد بيسوق، يامن جنبه، وعز ساكت وبيعد الشوارع.
ذياد (بهمس وهو بيبص في المراية):
– يزن، أنت عارف الشيخ اللي هناك؟ ولا عشوائي؟
يزن (بابتسامة هادئة):
– لا، مش عشوائي… كنت بروحله قبل الغيبوبة بشهور.
يامن (بدهشة):
– من غير ما تقول لحد؟
– لأنه الوحيد اللي كنت بحس معاه… إن روحي بتتكلم.
♕♕♕♕♕
[بعد شوية – قدام الجامع الصغير]
كان جامع بسيط، بس ريحة الطُهر فيه تخترق الروح.
يزن نزل من العربية، خطواته تقيلة، بس عينه فيها نور.
دخل من الباب، وكانت صلاة الضحى لسه شغالة، والإمام قاعد بيقرأ قرآن بصوت هادئ جدًا:
> ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
﴿ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾
يزن وقف مكانه…
الإمام سكت لحظة، كأن الآية الجاية مش فاكرها…
وصوت يزن خرج بهدوء:
> ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾
الإمام رفع عينه بسرعة، قلبه دق، وابتسم…
الإمام (بصوت مليان شوق):
– يزن…؟ أنت؟
يزن ابتسم وهو بيمشي ناحيته، وقال:
أيوه… انا 
♕♕♕♕♕♕
[داخل المسجد – بعد السلام والتحية]
الإمام مسك إيده، وقعده جنبه، وقال: – كنت حاسس إنك هترجع، وكنت بدعيلك، كل يوم… ربنا رجّعك يا يزن، رجّعك له.
يزن قال 
– رجّعني وأنا فاضي… بس أنا عايز أتملي منه.
الإمام (بهدوء جميل):
– وربنا لما بيرجع حد… بيرجعه مش علشان يرجع زي ما كان، لأ…
بيرجعه علشان يبدأ من أول وجديد…
ويملاله الفراغ اللي مافيش غيره يملّيه.
ثم قال بصوت هادئ:
أحيانًا بنتوه وسط دوشة الدنيا، ننسى إننا مش لوحدنا…
ننسى إن في إيد ممدودة لينا من فوق سبع سماوات، بتقولنا:
"ادعوني أستجب لكم."
ربنا مش بعيد…
هو أقرب لينا من قلوبنا، من همساتنا، من الدموع اللي محدش شايفها غيره.
بيسمعك من غير ما تتكلم…
وبيحنّ عليك حتى وأنت غرقان في غلطك.
لو حسيت إنك اتأخرت… متقلقش.
الباب عمره ما بيتقفل…
وربنا بيستناك دايمًا، مش عشان يعاقبك،
لكن عشان يطهّرك… يضمّد وجعك… ويبدّل كل سوء فيك لخير.
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله…"
الآية دي مش مجرد عزاء…
دي حضن.
مافيش أجمل من السجدة اللي بتبكي فيها، وتقوم منها خفيف…
ولا دعوة بتطلع من قلبك آخر الليل، وربنا يرد عليك بلُطف ما تتوقعهوش.
ابدأ حتى بخطوة صغيرة…
ركعتين، استغفار، صدقة… كلمة "يا رب".
وبتشوف…
إزاي الطريق بيرجع ينوّر من تاني.
♕♕♕♕♕♕
قدام الجامعة 
كانت لينا ماشية وهيا ضامة الكتب لحضنها وفجأة وقفت لما اتنين شباب وقفو قدامها وجنبهم بنت 
نظرت لهم بضيق وحاولت تمشي من طريق تاني بس برضو وقفو في طريقها 
الشاب الاول  بسخرية ـ اي عاوزة اي 
الشاب التاني بضحك ـ هههه يبني دي خر*سة هتقولك عايزة اي ازاي 
الكل ـ ههههههههه
التمعت عيون لينا بالدموع وهيا بتدور بعيونها علي منقذها 
البنت بخبث ـ اي ده لينو هتعيط ولا اي تؤ اخص عليك يا وائل كده تعيط لينو 
وائل بمكر وهو بيقرب من لينا ـ لا بجد اخص عليا 
لينا بعدت عنه بسرعة وقلبها بيدق بخوف كبير حاولت تمشي بس رامي مسك ايدها وقال بخبث ـ رايحه فين قبل منصالحك 
برقت لينا بصدمة كبيرة وقلبها هيطلع من مكانه من الخوف ودموعها نازلة بقوة وهيا بتشد إيدها منه 
وفجأة وقع رامي علي الأرض أثر بو*كس كبير 
نظرت لينا إلي ريان اللي كان بينهج من الغضب 
ه*جم عليه ريان وهو بيقول ـ انت ازاي تتج*رأ وتل*مسها يا ***** 
والواد التاني مش عارف ياخد نفسه من الضر*ب وائل لما شاف ريان في الحالة دي حاول يهرب بس حرس ريان مسكوه 
نظرت لينا إلي رامي لقته مش عارف ياخد نفسه وخافت علي ريان راحت ناحيته بسرعة وحاولت تشدة بس هيا صغيرة جدا مقابل حجم جسد ريان 
لينا بتعيط ومش عارفة تعمل اي وخايفة عليه اوي وحاولت تشدة أكتر من مرة بس هو بعدها 
حطت إيدها علي راسها وهيا بتعيط بهستريا وخايفة شاورت ل الناس برجاء انهم يوفقفوه بس مفيش حد عنده الجرئة يروح 
لينا حاولت تتكلم أكتر من مرة بس مفيش فايده 
ريان كان بيضر*ب بغل وغيرة نظر حولة وجد عصا حد*يديّة مرمية علي الارض ب إهمال بدون تفكير راح ناحيتها ومسكها وراح ناحيه وائل اللي خلاص ملامح وشه مكنتش باينه من الضر*ب ور*فع العصا ولسا هيضر*ب 
برعب ــ رياااااااااااااان 
صمت سكوت كان ريان واقف ورافع العصا وكأنة متجمد واللي بيتردد في ودنه إسمه من صوت صغيرته اللي اول مره يسمعه 
وقفت لينا وهيا حاطه إيدها علي رقبتها بصدمة كبيره وعينها بتروح يمين شمال 
نظر لها ريان ورمي العصا وجري ناحيتها بسرعه ومسكها من كتفها 
ريان بلهفه ـ انتي ..انتي قولتي اي ..انتي اتكلمتي صح ..اتكلمي 
كانت لينا بتنهج بصدمة وهيا حاطه إيدها علي رقبتها 
لينا ـ ر..ريان 
ضحك بفرحة كبيرة وبدون تفكير شالها ولف بيها ولينا مكنتش مصدقة هيا دلوقتي بتتكلم ولا في حلم 
نزلها ريان وقال بفرحة ـ اتكلمي اتكلمي كمان يلا 
نظرت لينا إلي وائل اللي وقف ورا ريان وكان بياخد نفسه بصعوبة كبيره 
لينا بخوف ـ ريان ..كفاية أمانة عليك خلاص متوديش نفسك في داهيه 
للحظة افتكر وائل اللي لمس حبيبته نظر خلفة وجد وائل واقف 
وائل بغضب ـ اااه ق ..قولو كده بقا الدكتور ريان و لينا كده انا فهمت 
ريان كان لسا هيروح عنده بس لينا وقفته بخوف 
مسح ريان علي شعره بضيق وقال ـ االله يخربيتك بوظت كل حاجه  نظرت له لينا بإستفهام نظر لها وإبتسم بحب وركع قدامها هلي ركبه ونص وقال بعشق ـ لينا تتجوزيني 
شهقت لينا بفرحة كبيرة وعيونها اتملت ب الدموع 
كرر ريان جملته وقال ـ انا مستعد افضل كده علطول بس  تقبلي 
لينا رفعت راسها وشافت الناس كلها بتسقف .ودموعها نازله ومش مصدقة .ومش عارفه تعمل اي .وبتقول لنفسها .هو ريان قال تتجوزيني 
ريان ـ لينا .لينو .لي لي .موافقه تتجوزيني .رجلي نملت ابوس إيدك يلا 
ضحكت بدموع وهزت راسها ب الموافقة 
ريان قام وقلبة دقاتة عدت معدلها الطبيعي 
وفتح علبه قطيفة وكان فيها خاتم ودبلة وقالها .تسمحي إيدك 
لينا برعشه ودموع .مدت إيدها .وإيدها التانيه علي بوقها مش مصدقه 
ريان ابتسم ولبسها الخاتم وقالها .اتفضلي الدبلة 
لينا بلعت ريقها بتوتر .ومسكت الدبلة برعشه وحاولت تلبسها ل ريان ولبستها ليه 
والكل بيسقف وأروي صحبتها كانت فرحانه جدا وهيبرت وزغرطت في نص الشارع ودموعها نازله بفرحة وكانت بتصور اللحظة دي 
ريان مسك آيدها وقال بهمس ـ مبروك عليا حبيبتي 
لينا لحد دلوقتي مش مصدقة ومش مستوعبة تصرفات ريان 
لينا بصت في عينه وقالت ـ ريان 
ريان بفرحه وهو سامع صوتها ـ قلب ريان 
لينا ـ انا مش مصدقة يا ريان 
ريان ـ انا اللي مش مصدق نفسي والله ممصدق 
أروي قربت منها وحضنت لينا بفرحه وقالت ـ لينو مبروك ياروحي الف مبروك سمعيني صوتك يابت وقولي عقبالك يابت يا أروي 
ضحكت لينا علي صديقتها المجنونة وقالت ـ عقبالك يا أروي 
أروي بمرح وهيا بترفع إيدها لفوق ـ ياااارب .القِبلة فييين 
ضحك الجميع عليا و رامي مشي بغيظ والحرس سابو وائل اللي هرب بسرعه وناس جات تبارك ليهم لكن ريان منع اي راجل يسلم
علي لينا وبعد فترة من الاستعاب لينا خلاص صدقت انها اتخطبت ل ريان . وريان اتنهد بسعاده
وهيا مش فاهمه حاجه كل ده حصل امتا وريان اتقدملي امتا يعني العيلة كانت عارفة وأروي كمان وحست انها مش فاهمه حاجه 
( زيكو كده بس الصبر هتفهمو كل حاجه  ) 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كانت واقفة قدام شاشة الـ TV، ملامحها مش مصدقة، إيدها على قلبها، وعنيها بيلمعوا بدموع سخنة، وهي بتسمع المذيعة تعلن الخبر اللي قلبها تمناه بقاله شهور:
– "رجل الأعمال الشاب يزن الصياد... أفاق من غيبوبته بعد خمسة أشهر، وحالته مستقرة."
نادين بدموع فرح وهمس خافت: – "أخويا... أخويا رجع!"
ضحكت وهي بتقولها، ضحكة من جوه قلبها، ضحكة أول مرة تخرج من شهور.
– "يزن فاق... الوحش رجع."
قعدت تلف حواليها تدور على موبايلها بجنون طفلة فرحانة، لحد ما لقيته، وإيدها كانت بترتعش وهي بتدوس على الرقم.
■ ■ ■
[في القاهرة – داخل جناح يزن بالمستشفى]
كان الجو دافي، ونور الصبح داخل من الشباك بهدوء… على السرير، يزن قاعد نص قعدة، ظهره متكّي على مخدة، عيونه فيها آثار تعب لكن فيه حياة… أخيرًا فيه حياة.
آرين كانت جنبه، بتحاول تطعمه بملعقة شوربة.
يزن بنبرة فيها ضيق خفيف: – "آرين، أنا مش صغير والله."
آرين ضحكت، ضحكة ناعمة خارجة من قلبها: – "بس برضو ضعيف… والمعلقة دي آخر واحدة، عشان خاطري."
بص لها بحدة مصطنعة، ورفع حاجبه: – "ممكن أعرف بتضحكي على إيه؟"
قالتها وهي بتحاول تمنع نفسها من الضحك: – "على إنك لسه بتعمل نفسك قوي… وانت متغلبان على طبق شوربة."
قبل ما يرد، رن التلفون.
آرين بصّت عليه وابتسمت: – "نادين."
ناولته الموبايل بلطف، وهو خده منها بإبتسامة واسعة، ونظرة شوق في عيونه:
يزن: – "ألو؟"
نادين بصوت مبحوح بالدموع: – "يزن؟! أنت بخير؟ أنت فعلاً بخير؟!"
يزن بحنان أخوي دافي: – "آه يا قلب أخوكي… أنا بخير، الحمدلله. إنتي عاملة إيه يا نادو؟ وحشتيني قوي."
نادين بصوت بيرتعش: – "أنا كويسة أووي بعد ما سمعت صوتك. كنت كل يوم بدعيلك، كل لحظة. حمدلله على سلامتك يا حبيبي."
يزن بضحكة دافئة: – "الله يسلمك يا نادو. إيه الأخبار؟ الدراسة؟ جامعة Oxford مش سهلة… بس أنا واثق فيك."
نادين بضحكة صغيرة وسط دموعها: – "وحشتني يا يزن… كل حاجة ناقصة من غيرك. بس كنت بذاكر وأنا شايفة عنيك في كل صفحة، في كل كتاب… عشان لما تقوم تكون فخور بيا."
يزن بصّ لآرين، اللي كانت واقفة سكتة، بتتأمله، ووشها فيه راحة أول مرة تظهر من شهور.
يزن: – "أنا فخور بيكي من قبل ما تسافري. إنتي قوية، وذكية… وأهم حاجة إنك بنت الصياد."
آرين بصوت هامس: – "وإنتَ رجعتلنا… والحياة رجعت معاك."
■ ■ ■
[بعد المكالمة – نفس اليوم بالليل]
آرين كانت قاعدة جنب يزن، بس المرة دي مفيش شوربة… كانت بتقرا له شوية قرآن، وهو ساكت، مغمض عنيه، كأنه بيسمع بكل حواسه.
– "ألا بذكر الله تطمئن القلوب…"
همس يزن: – "أنا قلبي أول مرة يطمن من سنين."
بص لها، وقال بنبرة فيها خضوع: – "عارفة، وأنا نايم… كنت سامع صوتك. بتحكيلي، وتبكي، وتقوليلي قوم… وكل حاجة جوايا كانت بتتجمع عشان أرجعلك."
آرين قربت منه، وإيديها لامست إيده: – "أنا كنت مستنياك… وعمري ما شكيت إنك هتقوم."
– "ليه؟ إزاي وثقتي؟"
– "عشان أنا اللي شفت حقيقتك… شفت الإنسان اللي جوا الوحش."
ضحك يزن، ودمعة نزلت على خده من غير ما يحس: – "أنا كل مرة كنت بخسر نفسي، كنت بلاقيها لما أبص لك."
سكت شوية، وبص للسماء من الشباك: – "يارب، دي نعمتك… ودي فرصتك التانية… مش هضيعها تاني."
آرين همست: – "قربنا منك بيخلينا أقوى… بيطهرنا."
يزن همس بدعاء: – "اللهم ثبتني… وخد بإيدي… وخلي كل خطوة جايه ليك، مش ليا."
وآرين، في اللحظة دي… عرفت إن الوحش، رجع فعلاً… بس رجع بني آدم جديد.
رجع بقلب حي… وروح أنضج… وحب أكبر من أي كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك – قبل الخطوبة ب 1 يوم 
في قصر عائلة الصياد – الساعة 8 مساءً
كان الجو هادي، والأنوار خافتة في صالون القصر.
محمد، والد لينا، قاعد بهدوء، بيقلب في أوراقه وأيمن ورؤوف قاعدين جنبة بيتكلمو ، ولحظة ما دق جرس الباب، رفع راسه بتركيز.
دخلت الخادمة بهدوء، وقالت
– ريان ويامن بيه جم.
محمد رفع حاجبه باستغراب ونظر ل أيمن ورؤوف ، لكنه قال بابتسامة: – خلّيهم يتفضلوا.
دخل ريان، لابس بدلة رمادي غامق، بسيطة وأنيقة، ووشه كله احترام وهيبة، ويامن وراه، بنفس الهيبة، لكن بعينين فيها دعم واضح.
وقف ريان قدّام والد لينا، وقلبه بيدق، لكنه فضل ثابت، حاسم، راجل واقف يطلب أغلى حلم ليه.
ابتسم أيمن وقال بودّ: – نورتوا يا ولاد. خير؟
ريان ب إبتسامة : شكرا يا عم أيمن 
ريان اتنفس، وبص لمحمد بثبات وقال:
– حضرتك تعرفني، وتعرف عيلتي، وتعرف إني مش برضى للبنت اللي بحبها إلا بالأصول.
سكت لحظة، وكمل:
– أنا جايلك النهاردة كراجل، بيحب بنتك، وبيحترمها، وبيشوف إنها تستاهل العالم كله… جايلك أطلب إيد لينا.
محمد فضّل ساكت لحظة… وبعدين سأل بهدوء:
– بتحبها؟
ريان قال بدون تردد:
– أكتر من أي كلام يتقال. أنا عمري ما شفت في الدنيا سكون زي اللي بشوفه في وجودها… البنت دي بتعلّمني كل يوم إزاي الحب مش بس مشاعر… الحب اهتمام، صبر، واحتواء.
يامن، اللي كان واقف ساكت، ابتسم وقال:
– ريان من زمان قلبه معاها… بس استنّى لحد ما يكون جاهز ييجي لحد عندكم… يطلبها بالحلال. وهو مستعد يفضل جنبها في كل لحظة… في فرحها وفي ضعفها، في ابتسامتها وفي بكاها.
ريان كمل:
– أنا مش جايلك بوعود بس… أنا جايلك بنيّة عمر، وشراكة حياة… عاوزك تسلّمني أمانة عمرك، وأنا أوعدك قدامك، وقدام ربنا، إني هكون راجلها وسندها، وحبيبها، وبسندها وقت الحاجة.
محمد اتنهد وقال بابتسامة خفيفة:
– عارف يا ريان… أكتر حاجة كانت مخوفاني إن بنتي تتأذى… بس لما بشوفك وهي معاك، بحس إنها متطمنة… وده كفاية.
ونظر ل أيمن اللي ابتسم وهز راسه ورؤوف برضو 
سكت، وبعدين مد إيده لريان:
– الله يرضى عليك… توكّل على الله.
ريان مسك إيده بقلب بيرقص جوه صدره، وقال بصوت مبحوح:
– الله يبارك فيك يا عم محمد… شكراً على ثقتك… وشكراً إنك سلّمتني النعمة دي.
وبعدين قال ـ احم.. انا عاوز طلب منكم 
رؤوف ب إستغراب ـ خير يبني 
ريان ـ انا عاوز انا افاجئ لينا ..احم يعني محدش يقولها انا هروحلها الجامعة بكره 
رفض محمد في الاول وتحت إصرار يامن وريان وافق أخيرا 
لما خرجوا من البيت، كان ريان ساكت، ماسك إيده بإيده، وساكت شوية.
يامن بص له وضحك:
– مالك؟ متجوزتوش لسه.
ريان ضحك بهدوء وقال:
– أنا مش مصدق… فعلاً مش مصدق… هتبقى مراتي.
يامن ربت على كتفه وقال:
– عيشها بقى… واتجهّز للمرحلة الجاية… الستات ما بيسيبوش التفاصيل تفوت.
ضحكوا سوا، وكان قلب ريان لأول مرة يحس إنه لقى البيت… في عين بنت، اسمها لينا.
ويامن بيقول في نفسة ـ قريب اوي انتي كمان هتكوني معايا يا ندوشتي هههههه 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عودة من الفلاش باك…
كانت لينا بتسمعه… عينيها بتلمع، ودموعها نازلة ببطء وهي مش مصدقة.
وقفت مكانها، كأن كل كلمة سمعِتها في اللحظة دي كانت حلم… حلم مش قادرة تصدق إنه بقى حقيقة.
بصت له، وبصوت بيرتعش من التأثر قالت:
– أنت… أنت اتكلمت مع بابا؟ قبل كل ده؟
هز ريان راسه بابتسامة ناعمة، وقال:
– طبعًا… هو أنا كنت هسيبك تضيعي مني؟
ده أنا جاي من بدري… قلبي سبقني ليكي.
حطت إيدها على بقها وهي بتبكي من الفرحة، وقالت:
– وأنا… كنت فاكرة إني عايشة قصة خيالية.
ضحك ريان وقال:
– وإنتي مش شايفة؟ ده حتى أروي زغردت في نص الشارع… عايزة خيال أكتر من كده؟!
ضحكت لينا وهي بتعيط، وقربت منه بخطوة خجولة، وقالت:
– بس أنت فاجأتني بجد… أنا لحد دلوقتي مش مستوعبة.
ريان مد إيده، مسك إيدها بلطف، وقال بهمس:
– استوعبي بقى… عشان أنا مش ناوي أسيبك تاني.
أروي دخلت عليهم وهي بتهلل:
– يا جدعان أنا لسه مرجعتش صوتي من الزغرودة دي!!
الله أكبر يا دكتور ريان، ده الخطوبة بقت تريند على تيك توك!
ضحك ريان، وبص للينا وقال:
– خدي بالك… عندك صاحبة شبه المتحدث الرسمي باسم الفرح.
أروي بضحك:
– بقولك إيه، بما إني صاحبة المناسبة، أحب أعلن رسميًا… إن ليلة الخطوبة هتكون في القصر  بكرا، واللي مش هييجي… يفوته نص عمره!
في الوقت ده، ريان كان ماسك إيد لينا، والناس حواليهم، بس هو كان شايف بس ضحكتها… لمعة عينها… والرعشة اللي في إيدها.
همس لها:
– مستعدّة نبدأ مع بعض؟
أنا وأنتِ… قصة حب حقيقية، مش حلم.
لينا همست وهي بتبتسم:
– طول عمري مستنياك.
كان يزن قاعد على الكرسي قدام الشباك، ضهره متّكئ على المسند، وعيونه بتبص للسما، كأنها بتدوّر على لحظة طمأنينة.
جنب سريره، آرين قاعدة على الأرض، رأسها على رُكبته، وإيدها ماسكة إيده… كانت لحظة هدوء، فيها سكينة ما يعرفهاش غير اللي عدّى على الموت ورجع منه.
رنة موبايل آرين قطعت اللحظة، بصّت على الشاشة…
"ريڤان يتصل"
فتحت بسرعة:
– "ألو؟"
ريڤان بصوت متحمس جدًا:
آرين! مش هتصدقي لينا اتخطبت رياان أخيراا طلب إيد لينا 
آه والله، في الجامعة وسمعنا صوتها اتكلمت أول مرة لينا اتكلمت 
آرين شهقت بفرحة، وصرخت:
– "ييييييزن!!!! اسمع ريڤااان بيقول إيييه؟!!!"
يزن رفع حاجبه، وهو بيحاول يستوعب حماسها:
– "إيه اللي حصل؟!"
آرين وهي بترقص حرفيًا مكانها:
– "ريان خطب! للينا في الجامعة! قدام الناس كلهاا! ولينا إتكلمت لاول مرة لينا اتكلمت واااااو 
يزن اتسعت عيونه، وقف بصعوبة من كرسيه، وقال بذهول:
– "لينا؟ اتكلمت؟"
ريڤان كان على السماعة، بيصرخ:
– "أقسم بالله يا وحش! صوتها حقيقي
يزن بصّ في عيون آرين، وبصوت مبحوح قال:
– "أنا لازم أرجع القصر… لازم أكون معاهم، أنا اتحسّنت كفاية… خلاص."
آرين اتوترت وقالت:
– "بس الدكتور…"
يزن قاطعها بابتسامة خفيفة:
– "أنا مش هتخلّى عن لحظة زي دي. عيلتي بتفرح، وأنا هنا؟ مستحيل."
■■■
📍 قصر الصياد – بعد ساعات
رجع الوحش… رجع القائد، رجع الأخ الكبير.
باب القصر اتفتح، ويزن واقف على رجليه، متكئ على عكازه، ووراه آرين اللي كانت شبه ملاك الحارس.
أول ما دخل، الكل كان مستني على السلالم…
فهد أول من شافه، جري عليه واحتضنه بقوة:
– "رجعت يا زيزو!!!"
يزن حضنه بنفس القوة وقال:
– "ماقدرش أفوّت فرحه ذي دي  يا مجنون!"
ثم بص ل لينا بابتسامة واسعة:
– "مبروك يا لينا… من قلبي."
لينا دمعت عيونها
– "الله يبارك فيك يا يزن  حمدالله على سلامتك 
دخلوا جوه، الكل مجتمع… العيلة كاملة، آرين، نادين، ليليان، فهد، لؤي، رعد، ريڤان، أيمن، رؤوف، مرفت، محمد ولينا طبعا  … الكل في القاعة.
وفجأة صرخت آرين:
– "خلييييينا نحتفل بقى!!!"
والكل بيضحك عليها وعلي شقاوتها اللي كانو مفتقدينها 
بدأت ترتيبات الخطوبة الرسمية
1. آرين: استلمت الملف رسميًا – التنظيم، الديكور، الفساتين، قائمة الضيوف.
2. ليليان وندي وأروي: قعدوا مع لينا يختاروا شكل الفستان، اللون، الطرحة، والسواريه.
3. فهد وريڤان: اتكفلوا بالدي جي والأنوار وتنسيق الساحة الخلفية للقصر.
4. رعد و لؤي : اتفقوا مع شركة حفلات متخصصة تعمل مدخل ملكي فيه سجاد أحمر وبالونات بشكل فاخر.
5.   فهد كان واقف في البلكونة، عينه على أروي علي مجنونته الصغيرة اللي معذباه بقالو سنتين  ، وهي بتنقّي مع البنات  فساتين، وبيده كوب عصير بيشرب فيه… بس عقله في عالم تاني، في متمردة مجنونة وبيضحك علي تصرفاتها الجنونية المرحة 
همس لنفسه:
– " آه يا أروي… قلبي وقع من غير ما آخد بالي …"
في أوضة البنات – قبل الخطوبة ب 4 ساعات 
ليليان بضحك:
– "لينااا، فوقي بقى!! انتي هتتخطبي!! البّسي الماسك ده، وشدي جلدك شوية!!"
لينا بغيظ
– "هو  اي ده لا مش هحط البتاع ده  وبعدين ماله وشي مهو حلو اهو لو محطتش يعني مش هيخطبني !"
آرين حضنتها وقالت: 
– "ريان كان مستني اللحظة دي أكتر منك… وخدها من عيلة كاملة علشان يطلبك… تستاهلي الفرح ده، يا أحلى لينا."
في أوضة الرجالة – قبل الخطوبة بساعات
يزن قاعد على الكرسي، قدامه ريان، لابس بدلة سودا فخمة جدًا، وقميص أبيض، وشعره متسرّح بنظام، ومعاه بوكيه ورد أبيض.
يزن قال:
– "فاكر أول مرة حكيتلي عنها؟ عن لينا؟"
ريان ابتسم:
– "كنت بتريق عليا، وبتقولي ده إعجاب مش حب."
يزن ضحك وقال:
– "وأهو الحب غلبني أنا كمان."
أخيرًا… الساعة 7 مساءً
أنوار القصر اتلمعت
المزيكا بدأت
والكل في أماكنه
والقمر كان شاهد على ليلة من أجمل ليالي عيلة الصياد
كان في حب… وفرحة… ولمّة
اتجمّع الكل في المكان اللي اتحوّل في ساعات لساحة أشبه بحلم…
أنوار بيضاء ناعمة متعلقة في الشجر، وممر من الورد الأبيض والروز، وسجاد سيلڤر ممتد من أول المدخل لحد المنصة.
القاعة اتقسمت بجمال: جزء للعيلة، جزء للأصدقاء، وكوشة ناعمة على الطراز الكلاسيكي…
كل حاجة على ذوق آرين ولمسة ليليان.
الكل واقف منتظرها
ريان كان في أول الممر، لابس لبس كاجول جميل جدا 
عن يمينه يامن، وعن شماله فهد و عز وذياد جنبهم 
وراه ماري وآرين وليليان وريڤان…
وكانت اللحظة دي، لحظة دخولها.
■■■
من فوق السلالم ظهرت…
لينا وجنبها ندي 
كل الناس اتنفسوا شهقة إعجاب
ريان حس كأنه الزمن وقف…
كل ما حواليه اختفى
بس سمع صوت قلبه، وصوت صدى خطواتها
مشيت ناحيته… بهدوء
ورأسها مرفوعة، رغم الخجل
ورجليها مش ثابتة… لكن قلبها كان رايح له
ريان همس ليامن:
– "هي دي… لينا " 
وصلت له… وقفت قدامه.
ماقالش حاجة
بس مسك إيديها
وقال من غير صوت
"وحشتيني… حتى وإنتي قدامي"
هي ابتسمت بخجل ومردتش 
بدأت الحفلة 
أمين، ابن عم يامن، بدأ بالكلام:
– "بسم الله الرحمن الرحيم، الليلة دي ليلة فرحة جديدة في بيت الصياد، ليلة بنتنا لينا، وابننا ريان، واللي هنشهد فيها بداية حكايتهم الرسمية…"
الناس بدأت تصقف
والأضواء اتحولت للمنصة
وابتدت الأغنية الخاصة تشتغل
(صوت دافي بيغني: "على عيني وعد… وبقلبي أمان… بحبك حب، مافهيوش نقصان 
جابو الخواتم وكانت جميلة جدا جدا 
ولبسوها لبعض ووراهم تصفيق حاار 
وأروي بتزغرط بفرحه والله اعلم بقلب الفهد 
يامن بصّ للكل وقال:
– "عيلة الصياد بتكبر بحب جديد… وده أول حفل، مش آخرهم."
ريان قال بهمس للينا:
– "استعدي… هيبقى عندنا حياه … مليانه ضحك وحب وأمان."
لينا بصّت له، وابتسمت… وقالت:
– "وهدوء… زي ما دايمًا بتدور عليه."
الرقصة الأولى
وقفوا قدام بعض
وسط دايرة من الورود
والمزيكا هادية
ورايان مد إيده بهدوء وقال:
– "تشرفيني؟"
لينا حطت إيدها في إيده
وبدأت الرقصة الأولى
كانت جميلة … ناعمة… ماكانش فيها استعراض، بس كان فيها حُب 
ريان كان مركز على عيونها، بيحضنها بنظراته
وهي كانت ماسكة في إيده كأنها ماسكة الحياة كلها.
فهد قال ليامن وهو بيضحك:
– "هو احنا هنستحمل كده كل يوم؟"
يامن بصّ له وقال:
– "ده لسه لما تشوف لما أنا أتجوز… الدنيا كلها هتهز "
■■■
نهاية الليلة
بعد الصور، والتهاني، والضحك،
بعد رقص ليليان مع آرين وغيرة الوحش القاتلة وكان بيبص حواليه عشان لو حد بيبصلها 
لينا كانت قاعدة في الجنينة، لوحدها لحظة، بتتنفس بعمق، بتحاول تصدق اللي حصل
ريان جه، وقعد جنبها 
ـ كلها إسبوعين وتبقي علي إسمي 
هي بصت له، وقالت بهدوء:
– "وأنا مستعدة… بس طالما معاك."
كلهم كانو قاعدين في جنينة القصر بيضحكو ويهزرو وبيلعبو والقعدة كانت مرحة جدا بوجود أروي 
فجأة دخل شخص وقال بصوت عالي 
ـ مين هنا يامن المنشاوي 
استغرب الكل مين ده ..!
يامن قال بهدوء ـ انا 
ـ معاك الظابط حسن  وانت رهن الإعتقال بتهمة قتل 
سكوووووت عم المكان 
يامن بتفكير وبعدين إبتسم بخبث وقال ـ يجدع 
يتبع....
رأيكم 
بارت طويل تعويض أهو النت كان فاصل معلش بقا وأسفه بجد علي التأخير 
رسالة ليكي يا حفيدة عائشة ♥
الاحتشام مش بس في طول الفستان،
ولا في لون الطرحة،
الاحتشام… ده وقار بيخرج من القلب،
وهيبة بيسكنها ربنا في ملامح البنت اللي اختارت تكون قريبة منه.
الفتاة المحتشمة مش "متأخرة" عن الموضة…
هي متقدمة بخطوة عن كل ده،
اختارت تكون لؤلؤة محفوظة، مش معروضة،
تتغلف بحيائها، ويميزها حجاب عقلها قبل حجاب راسها.
الاحتشام مش كبت،
ده حُرية… من نظرات تؤذي، ومن مقارنات توجع، ومن طرق تضلّ.
الفتاة اللي بتختار رضا ربها،
هي البنت اللي لما تمشي في الأرض… الملائكة بتدعي لها،
والناس بتشعر بجمالها من غير ما تشوف شعرها…
جمالها في نقاء نيتها، في وقار مشيتها، في اتزان كلامها.
الاحتشام مش بيقلّل من أنوثتك…
ده بيزودها قيمة
ويخلي اللي يبص لك، يحترمك قبل ما يفتتن بيكِ.
خليكي مختلفة، مش علشان تظهري…
لكن علشان ترفعي راسك لما تواجهي ربك، وتقولي:
"يا رب، حاولت أرضيك… حتى لو كل الدنيا مشيت عكس ده."
صلو علي من إختصر الحب بقوله " لا تؤذوني في عائشة "
يامن بإبتسامة خبث ـ ياجدع 
الظابط اتوتر من إبتسامة يامن وقال ـ ياريت يا يامن بيه تتفضل معانا من غير شوشرة عشان مستخدمش معاك العنف 
يزن بعصبية  وحده ـ طب جرب تعملها كده وانا هوريك مين هو يزن الصياد 
الظابط بغيظ ـ يزن بيه ده شغلي 
يزن ـ انت
يامن بهدوء ـ استني يا يزن خلينا نشوف حضرت الظابط..وبصله وقال بسخرية واضحه 
: متعرفتش ب إسم الباشا 
هيثم بتوتر ـ احم هيثم 
يامن قام من مكانة بهدوء ولف حوالين هيثم  كالصقر خطواته بطيئة وموزونه وقال ـ امممم وانت بقا جاي تقبض عليا لوحدك يا هيثم ؟ 
حاول هيثم يكون متوازن وميتوترش بس فشل وقال ـ احم .. 
يامن ببرود قاتل وهو واقف قدام "هيثم"، كتافه مرخية لكن نظرته حادة، فيها ألف معنى ومعنى، وابتسامة خفيفة جداً على طرف شفايفه:
ـ طب فين المذكرة؟
هيثم بلع ريقه بصعوبة، حس للحظة إنه واقف قدام واحد مش سهل، واحد مش بيتوتر.. واحد ممكن يدوس على رقبتك وأنت بتفتكر إنه بيهزر.
قال بتلعثم خفيف: ـ المذكرة... آه يعني... موجودة بس...
يامن قطع كلامه ونظره لسه ثابت فيه:
ـ بس إيه؟
سكت لحظة، ومال برأسه ببطء كأن بيشفق عليه:
ـ ولا بلاش مذكرة... تعالى نسألك كام سؤال كده على السريع... تعرفني منين يا هيثم؟ مين قالك إني قتلتها؟
هيثم اتلخبط... حاول يلم نفسه بسرعة:
ـ كان... كان فيه ميدالية عليها اسمك في مكان الجريمة...
ضحك يامن، ضحكة كاملة، مش من نوع الضحك اللي بيريح، لا... ضحك فيه استهزاء واستخفاف وتهديد مبطن:
ـ ميدالية؟ باسمي؟
ـ يعني مثلاً... لو أنا دلوقتي دخلت بيتك ورميت شنطتي عند باب أوضتك، يبقى أنت اللي قت*لتني لو حصلت جريمة؟
ـ يا ابني ده حتى أغبى قا*تل مش هيسيب اسمه مطبوع في موقع الجريمة! ده لو فكرني عيل صغير كنت هزعل منك بجد.
الشباب اللي قاعدين على الأرض، كانوا متابعين المشهد بنظرات فضول وثقة، وعيونهم بتلمع وهم شايفين يامن واقف كملك وسط معركة ويزن واقف جنب يامن مربع إيده علي صدرة ونظراتة حاده جدا 
رعد ابتسم بخفة، وفهد همس رعد :
ـ يامن ده بيتعامل مع الظابط كأنه مساعد بتاعه.
رعد رد بابتسامة فخر:
ـ يامن برغم الهدوء اللي باين عليه بس لو حد فكر يتعدي حدودة معاه وقتها يامن المنشاوي اللي بجد هيظهر 
ندى كانت قاعدة بين البنات، ووشها فيه ألف شعور... كانت فخورة، منبهرة، بس قلبها بيدق بسرعة، إيدها بتشد طرف طرحتها من التوتر.
بصت له وهي بتفكر:
يا تري اي اللي هيحصل ؟!
بس برغم خوفها، كانت بتبتسم... لأن برغم انها علطول بتتخانق معاه بس معترفة انها بتحبه 
يامن لسه واقف قدام هيثم، وسأله بنبرة هادية جداً:
ـ طيب... مين بلغك أصلاً؟
هيثم اتلخبط تاني وقال:
ـ في واحد... قدم بلاغ مجهول... وكان فيه شوية تفاصيل...
يامن ابتسم بس المرادي بقى بارد جداً، زي الجليد:
ـ بلاغ مجهول؟! وأنت مصدقه؟ وجايلي القصر، ومعاكش حتى أمر ضبط وإحضار؟
ـ جايلي تتهزق يا هيثم؟
ـ ولا دي محاولة جس نبض؟ أنت مرسول ولا متطوع؟
هيثم حس بالدم بيتجمد في عروقه... معرفش يرد، وساب عينه تتهرب من عيون يامن.
يامن قرّب منه خطوة، وقال بهدوء:
ـ لو ناويين تلفقولي قضية، يبقى راجعوا أوراقكم كويس... لأني مش سهل.
ـ واللي بيلعب بالنار... بيتحرق.
صوت أنفاس البنات كان باين في الهوا، والتوتر اتسلل حتى لندى، اللي بدأت تحس إن ممكن يامن يتجاوز مع الظابط، فقامت بسرعة وقالت بصوت خافت:
ـ يامن... بس بلاش...
لف يامن ليها بعينه، ونظراته لانت، بس إيده مافيش رعشة فيها.
ـ متخافيش، مش هيحصل حاجة، بس لازم يعرف إننا مش فريسة سهلة.
رجع يبص لهيثم، وقال له:
ـ شوف يا باشا... لو ناوي تلبسني تهمة، يبقى اجهز لنفسك كويس، لأنك هتتحاسب.
ـ إنما لو جاي بدافع حقيقي... روح هات أمر رسمي، وتعالى لما تكون مستعد.
لف يامن بصمت وراح قعد مكانه وسط الشباب، اللي وسعوا له الطريق ، وسابوا الظابط واقف لوحده، بيتلفت، مش عارف يروح ولا يفضل.ويزن بيبصلة بهدوء 
هيثم أخد نفس عميق وقال وهو بيحاول يستعيد وقاره:
ـ أنا هبلغ رؤسائي... وهارجع قريب...
رد يامن بضحكة خفيفة:
ـ هنكون في انتظارك... بس تعالى وانت مذاكر الدرس كويس.
خرج الظابط من القاعة والباب اتقفل، وصمت ساد اللحظة... 
كانت الأجواء في الجنينة متوترة ، الكل ساكت، وكل واحد باين على وشه إنه في دوّامة تفكير، كأنهم بيخططوا لعملية إنقاذ سرية في دولة معادية 
بس كان في واحدة بس هي اللي دماغها مش عاجباها الأجواء دي خالص...
أروى.
قعدت تبص عليهم شوية، وبعدين فجأة وقفت وهي بتخبط كفها بكفها وقالت بأعلى صوتها:
– صلوا على رسول الله"!"
الكل اتفزع. حرفيًا. عز  اتنفض من مكانه، وندى صرخت:
– "يا شيخة حرام عليكِ! قلبي وقع!"
أروى قالت وهي مبتسمة بكل براءة:
– "إنتي اللي قلبك ضعيف... أنا بعمل خير! مش شايفين إن القعدة دي كئيبة؟! كأننا في عزاء! يعني حد مات وإحنا لسه مش عارفين مين دا حتي انهاردة كان خطوبة لينو والدكتور ريان !"
فهد كان سايبهم يتكلموا وساكت، لكن أول ما سمعها قال كده، لف لها راسه ببطء وهو بيضحك وبيقول في سره:
"يا رب استر، دي ناوية تقلب القعدة كلها زي كل مرة."
ندى قالت بنبرة مستسلمة:
– "طب يا أروى قولي، عايزة إيه؟"
أروى عملت حركة درامية بإيدها كأنها بتقدم نشرة أخبار وقالت:
– "أنا قررت نلعب لعبة!"
زياد قال بتنهيدة:
– "اللعب في الوقت الضائع؟ هو ده وقته؟"
أروى قربت منه وقالت له وهي بتوشوشه بصوت مسموع:
– "أهو بدل ما تفكر في حاجات توترك... تعالى نضحك."
يوسف فرك وشه بإيده وقال:
– "ماشي... قولي بقى، إيه اللعبة؟ بس لو فيها مجازر ولا كوارث، أنا منسحب."
وفهد كان بيبص عليها بعصبية كبيرة ونفسه يروح يضربها ويزن بصلة وفهم 
أروى فردت ضهرها وقالت:
– "لا لا خالص. لعبة بسيطة جدًا: كل واحد يقول سر عن نفسه، بس لازم يكون سر حقيقي! واللي يكذب... عليه عقوبة! ونخلي العقوبة على ذوقي أنا!"
لينا همست لريان وقالت وهي بتحاول تمسك ضحكتها:
– "يعني من دلوقتي نعتبر إننا داخلين في مصيبة!"
ريان ضحك وقال:
– "هي دي أروى... بتخترع المصائب بإبداع."
أروى بصت للجميع وقالت وهي بتعدّ بأصبعها:
– "يلا نبدأ. ليليان... انتي أول واحدة."
ليليان  خبطت على رجلها وقالت بتنهيدة:
– "أنا مرة وقعت في حفرة في المدرسة قدام المدرّسة بتاعت الرياضيات، وكل الفصل ضحك عليا... بس أنا قلتهم إن ده تمرين جمباز!"
الكل ضحك، وأروى قالت وهي بتصقف:
– "برافو! روح جميلة!"
ندي  قالت بضحك :
– "طيب أنا... أنا مرة فتحت المايك بالغلط في محاضرة أونلاين، وكنت بعيط على نهاية مسلسل كوري."
ضحكوا بصوت عالي، وأروى قالت وهي بتحاول تتكلم:
– "آه والله كنت عارفه إنك بتخزني مشاعر!"
فهد كان ساكت، وأروى بصت له وقالت بخبث:
– "تيجي بقى علينا يا أستاذ فهد؟ قولنا سر!"
فهد رفع حاجبه وقال:
– "أنا؟"
أروى ضحكت وقالت وهي بتشاور عليه:
– "أيوه حضرتك. وقول بقى سر جامد! 
الكل انفجر ضحك، وفهد هزّ راسه وقال:
– "سر؟ طيب... أنا كنت فاكر إن أروى دي غريبة جدًا أول ما شفتها... وبعدين اكتشفت إنها... غريبة جدًا بس بطريقة لطيفة."
سكت لحظة، وقلّب عيونه ناحيتها وقال:
– "واللي زيها... بيتحبوا غصب عنك."
الضحك اختفى شوية، وهدوء لحظي ساد. أروى حست إن في حاجة اتقالت بس مخها مرضيش يترجمها. ضحكت بخفة وقالت وهي بتهزر:
– "يعني إيه؟ دي إهانة مغلفة؟"
فهد قال وهو بيرد من غير ما يغيّر ملامحه:
– "ده وصف دقيق."
أروى اتلخبطت، وبعدين رفعت حاجبها وقالت بصوت عالي:
– "خلاص! أنا قررت إن فهد يخسر... وعقوبته... يغني أغنية أطفال بصوته."
رعد قال:
– "يا سلام! دي عقوبة ولا كرامة؟ ده صوت الراجل تقيل!"
أروى قالت وهي بتمثل القسوة:
– "عقوبة يعني عقوبة. مفيش كلام!"
الكل بدأ يهتف ويشجع، وفهد وهو بيضحك بصوت هادي قال:
– "ماشي... بس هغني أغنية أنا أختارها."
وقعد يغني بصوت واطي أغنية قديمة للأطفال، والكل بيصفق، وأروى بتضحك بصوت عالي وهي ماسكة بطنها.
ومع كل لحظة، كانت هي بتضحك، وهو بيبص لها، وسؤاله في دماغه واحد بس:
"يا ترى هتيجي اللحظة اللي تعرفي فيها إني بحبك؟ ولا هتفضلي تضحكي... وأنا اللي كل ما تضحكي أحبك أكتر؟"
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الحديقة الخلفية لقصر الصياد،
وفي ركن مفيهوش غير ضي القمر،
وشجرة كبيرة كانت شاهدة على كل اللي راح...
قعد يزن على الأرض، ضهره على جزع الشجرة، ومد إيده ليها:
– "تعالي هنا... تعالي على العالم اللي فيه أنا وإنتي وبس."
آرين قربت بخطوات هادية، وملامحها فيها ابتسامة خفيفة من جوا القلب.
قعدت جنبه، وسابت راسها تميل على كتفه، كأنها لقت المكان اللي كانت بتدور عليه من شهور.
سكتوا شوية...
الهواء كان خفيف، والنسيم بيعدي ما بينهم كأنه بيهمس للحب ده يعيش أكتر.
قال يزن وهو بيبص للسماء:
– "عارفة؟ الليلة دي من النوع اللي ميتنسيش.
كأن ربنا خلقها مخصوص عشان تحكيلي كل حاجة... وإحنا قاعدين كده."
آرين ابتسمت، بصت له وقالت:
– "طيب اسمع بقى...
كنت بتمشى في الحديقة دي وأنا حاسة إني ماشية على طرف خيط ضعيف،
كل حاجة كانت باهتة...
بس كنت بضحك، كنت بقاوم،
وكانوا كلهم معايا."
بصتلُه بعينين مافيهمش دموع، لكن فيهم حكايات:
– "العيلة كلها كانت جنبي يا يزن.
ندى، وريان،وريڤان ، حتى لينا، وفهد، وأروى المجنونة...
كلهم كانوا بيحاولوا يملوا مكانك."
قربت منه شوية، وقالت بنبرة فيها خفة دافية:
– "بس ولا حد فيهم كان يقدر يملالك مكانك...
كنت بداري، كنت بضحك،
بس كان نفسي تكون إنت أول واحد تعرف إني خفيت…
إني رجعت، ووقفت على رجلي، واستنيتك."
يزن اتنهد، ومسّك إيدها، وحطها على قلبه:
– "كنت معاكي...
حتى لو جسمي مكانش بيقوم،
قلبي كان عايش عليكي.
كنت بسمع صوتك وانتي بتتكلمي معايا، حتى لو محدش مصدق،
بس أنا كنت سامعك...
هي ابتسمت... والابتسامة دي فيها دفء مفيهوش خوف.
ولا وجع.
ولا لحظة ضعف.
قال هو، بصوت واطي، وعنيه مش بتسيب ملامحها:
– "عارفة... طول الوقت كنت بتخيل اللحظة دي.
لحظة تكوني فيها قدامي،
وانا عارف إني موجود،
وانك هنا، معايا."
قرب وشه أكتر، وقال:
– "إنتي أحلى قدر جالي في حياتي يا آرين.
وأحلى صدفة،
وأغلى سبب أخاف عليه."
هي بصت له، وقالت بخفة:
– "إنت رجعت شاعر؟"
ضحك، وقال:
– "آه… يمكن،
أصل الحب بيخلي الواحد يطلع اللي عمره ما قاله.
وأنا... عندي كتير ليكي."
سكتوا لحظة.
لكن السكون كان مليان كلام،
والهوا كان بيغني من غير صوت.
وفجأة، هو قال:
– "تعالي نهرب."
هي ضحكت، وقالت وهي بتفكر في اليوم ده:
– "نهرب؟ تاني؟
قال وابتسامته بتكبر:
– "ساعتها كنت مصمم أهرب بيكي من الناس،
دلوقتي عايز أهرب بيكي للحب… من الناس."
– "وهنهرب إزاي؟"
قالت بخفة وهزار وهي بتبص له بعين فيها ألف نجمة.
– "مش مهم الطريق...
طول ما إنتي فيه، يبقى هو الطريق الصح.
هنهرب من زحمة الكلام،
من الأسئلة، من العيون اللي بترقبنا…
ونروح لحلم لينا إحنا."
قالت وهي بتخبط على قلبه بخفة:
– "الحلم جوا ده...
مش محتاج نهرب من حد،
إحنا خلاص في عالمنا."
هو قرب منها أكتر، وحط جبينه على جبينها،
ووشوشها:
– "أنا بحبك."
هي قالت وهي بتضحك:
– "تأخرت."
قال:
– "بس جيت."
وفي اللحظة دي،
الوقت وقف،
الليل نام،
والشجرة شهدت على أول مرة قلوبهم اتكلمت من غير خوف.
كانوا قاعدين تحتها...
بس كانوا فوق كل حاجة.
وفجأة، وقبل ما يزن يمد إيده على خدها،
وقبل ما لحظة السكون تكمل،
رن صوت عالي ومزعج:
– "إييييييه ده؟!!! قاعدين تحت الشجرة لوحدكم وسايبيننا جوه نتحارق؟!"
آرين انتفضت مكانها، ويزن اتلفت وراه بسرعة،
لقوا أروى واقفة بعينين واسعة وضحكة مستفزة على وشها،
ووراها فهد واقف وهو حاطط إيده على وشه بيخبي ضحكه،
وبيهمس:
– "يا بنتي بلاش تكسفيهم… سيب الناس تحب براحتها!"
بس أروى رفعت حاجبها وقالت بصوت عالي وهي داخلة عليهم:
– "حب إيه؟ ده انتو كنتوا على بعد دقيقة من لحظه سينمائية!
طب في أطفال يا بشر!!"
آرين حطت إيدها على وشها وهي بتضحك ومحرجة،
ويزن بص لأروى بنص عين وقال:
– "أنتي إيه؟ جهاز إنذار؟"
ردت أروى وهي قاعدة على الأرض جنبهم بكل براءة:
– "لا أنا جهاز تخريب لحظات رومانسية.
أصل الجو بقى لزج بزيادة، كان لازم حد يتهجم."
فهد قعد جمبهم وقال ليزن وهو بيضحك:
– "أنا آسف… حاولت أمسكها بس هي خارجة عن السيطرة من ساعة ما شربت عصير برتقال بالنعناع."
يزن بص لآرين وقال بهمس:
– "شوفتِ؟ قلتلك ننهرب… حتى الشجرة ما حمتناش."
آرين ضحكت بصوت خفيف، وقالت:
– "خلاص اعتبرنا هربنا... بس في قصر الصياد."
ندى ولينا  وليليان كانوا جايين من وراهم وبيضحكوا،
ندى قالت:
– "واضح إن الهروب هيكون جماعي المرة دي."
ريّان قال:
– "على فكرة، الحديقة واسعة… اللي محتاج لحظة رومانسية، ياخد نمره وينتظر دوره."
ضحكوا كلهم، والدنيا اتقلبت بهجة.
لكن نظرات يزن لآرين كانت لسه مختلفة،
نظرات كلها وعد… كلها حب هادي،
حتى وسط دوشة وضحك، كان في عالم تاني بينهم.
وهي، وسط كلام البنات،
بصّت له من بعيد... وابتسمت.
كانت ابتسامة تقول:
"أنا فهمتك... ولسه معاك."
وكان هو بيرد بابتسامة أهدى تقول:
"ومش هسيبك."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تاني يوم الصبح 
كان واقف قدام الدولاب، بيلم هدومه، واضح عليه لسه مرهق رغم إنه بيحاول يبان طبيعي.
آرين كانت واقفة وراه، حاطة إيدها على خصرها، ومكشرة بعينين كلهم رفض.
– "قلتلك لأ يا يزن… مش هتروح النهاردة!"
قالتها وهي بتقرب منه وتسحب القميص من إيده.
بصلها بنصف ضحكة، وقال بصوت هادي لكن ثابت:
– آرين… حبيبتي… بقالي خمس شهور في غيبوبة.
الشركة مش هتمشي لوحدها… الشباب شايلين، بس ده شُغلي."
– "طب وإنّا؟ أنا؟! مش محتاجني؟ مش عايز تقعد معايا؟"
– "انتي أكتر حاجة محتاجها… بس أنا كويس، والله العظيم كويس.
الطبيب قال إني أقدر أتحرك، وأنا حاسس إني قادر."
قربت منه أكتر، ومدت إيديها وحطتها على صدره، قلبها بيضرب بسرعة وهي بتقول بهمس:
– "أنا لسه مش مستوعبة إنك قدامي…
كل شوية أقول لنفسي يمكن بحلم…
مش عايزة تصحى وتسيبني، حتى لو هتروح للشغل."
مد إيده ولمس خدها بحنية، وقال بهدوء كبير:
– "أنا مش هسيبك تاني… لا بالشغل، ولا بأي حاجة.
بس كفاية خوف، صدقيني أنا محتاج أرجع، عشان أحس إن الدنيا بترجع تمشي."
– "بس لسه جسمك تعبان…"
– "والله لو تعبني، هرجعلك تاني جري…
بس جربي مرة تصدقي إني قوي عشانك."
سكتت شوية، وبصت له نظرة طويلة…
نظرة كلها وجع وخوف وحنين، وقالت:
– "أنا صدقتك طول الوقت… حتى وانت نايم
دلوقتي قمت، ما تخلينيش أعيش نفس الرعب وأنت صاحي."
قرب منها أكتر، حضنها بهدوء وقال عند ودنها:
– "أنا راجعلك قبل المغرب…ووعد قريب اوي هفاجئك مفاجأة انتي مكنتيش متوقعها 
 لو تأخرت؟"
– "اتصلي بيا… ولو مردتش، ابعتيلي رسالة فيها 'حب '، هسيب الاجتماع وأجري."
ضحكت غصب عنها، ومسحت دمعة كانت بتتزحلق على خدها، وقالت:
– طيب… بس أرجع سليم، وإياك تتعب نفسك، أو تتقل على نفسك."
– "أنتي قلبي… وأي حاجة هتضايقك، هشيلها من طريقي بإيدي."
بسته في خدّه، وفضلت واقفة على الباب وهي بتبص عليه وهو بيظبط رابطة عنقه قدام المراية.
وهو خارج من الأوضة، وقف لحظة، وبص لها وقال:
– "بصيلي كده تاني… النظرة دي بتخليني مش عايز أروح ولا حتى أفتح باب الجناح."
قالت وهي بتشد عليه:
– "يبقى خليك…"
– "أنا لو فضلت دقيقة كمان… مش هروح فعلاً."
– "طيب متروحش، ومين قالك إني زعلانة؟!"
ضحك، وقرب منها، وباس جبهتها وقال:
– "بحبك يا آرين… أوي."
– "وأنا مش هسيبك تنسى لحظة إنك ليّا."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أول ما دخل الشركة، اتبدلت ملامح كل الوجوه.
الضحك اللي كان بيطلع من مكاتب الاستقبال اختفى،
والقهوة اللي كانت لسه بتتعمل نُسيت على النار،
والسكرتير اللي كان بيهزر في التليفون قفل الخط فجأة.
الوحش رجع.
يزن الصياد... دخل بخطوات هادية، لكن كلها حضور.
بدلته السودا مفصلة عليه كأنه لابسها من غير مجهود،
والنظرة اللي في عينيه كانت كفيلة تقول لكل واحد فيهم:
"الراحة خلصت… الشغل ابتدى."
دخل مكتبه، وبدون ما يطلب قهوة أو يسلم حتى على حد،
قال بصوته الهادئ اللي فيه حدة خفية:
– "هاتيلي ملفات صفقة إيليت ميديكال فوراً…
واجمعيلي زياد، عز، يامن، وندي… اجتماع مغلق بعد ساعتين بالضبط."
السكرتيرة دخلت الملفات وهي بتحاول تلفت نظره بطريقة مصطنعة،
صوتها ناعم، وكلامها فيه تلميحات سخيفة.
– "حضرتك عايزني أراجع مع حضرتك البنود كمان؟
ولا تحب أدخل معاكم الاجتماع؟"
من غير ما يرفع عينه من الملف، قال بجفاف:
– "انتي وظيفتك إنك توصلي الكلام مش تقعدي فيه."
السكرتيرة عضت شفايفها بغيظ ساكت، وخرجت.
يزن بدأ يراجع الأوراق، علامات التركيز والحنكة ظهرت في كل حركة.
مفيش حاجة عدت عليه، كل سطر كان بيقراه كأنه بيحل معادلة،
كل رقم بيتراجع مرتين، وكل بند بيترسم له خط في الهامش.
وبعد ساعتين بالتمام، غرفة الاجتماعات كانت مستعدة.
زياد داخل بنظرات تحليلية.
عز كعادته ماسك تابليت، ووشه جاد.
يامن بقهوتين، واحدة ليه وواحدة لندوش.
وندي لابسة رسمي، عينيها كلها حماس وتركيز.
يزن دخل بعدهم، وقفل الباب بنفسه، وقال:
– "مافيش تسجيل، ومافيش تليفونات.
الموضوع ده بينا وبس.
الصفقة دي هتغير ترتيب الشركة في السوق… واحتمال تغير حياة ناس كتير."
فتح العرض على الشاشة
.، وقام يزن يعرض العرض التوضيحي على الشاشة.
يزن لف الشاشة لأول شريحة، وقال: – "الشركة اللي هنورد لها، طلبت توريد دفعتين من الأجهزة اللي إحنا طورناها بالشراكة مع شركة ألمانية. الدفعة الأولى: مية وخمسين جهاز من جهاز كشف الأعصاب الجديد.
الدفعة التانية: تمانين جهاز متخصص في التحفيز العصبي والعلاج الطبيعي. كل جهاز فيهم بيستخدم في تشخيص وعلاج الأعصاب الطرفية الدقيقة، خصوصاً للمرضى اللي بيعانوا من آلام مزمنة أو شلل جزئي."
يامن قال: – "الصفقة بقيمتها تتعدى ميتين مليون، وفي بند في العقد بيفرض خصم كبير لو اتأخرنا حتى يوم واحد عن الميعاد."
عز دخل بهدوء في الحديث، وهو بيقلب في التابلت: – "خط الإنتاج شغّال، بس المشكلة في مرحلة الاختبارات. كل جهاز محتاج يتجرب لوحده بدقة، ونسبة الخطأ لازم تكون أقل من نص في المية."
ندي علقت بثقة: – "بدأنا تدريب فنيين جدد، وخصصنا قاعة كاملة للاختبار الفردي. هتشتغل على مدار الساعة، وفي نظام ورديات كل ٨ ساعات علشان التركيز."
يزن سأل وهو باصص لزياد: – "التغليف؟ الحماية؟ المعايير الأوروبية؟"
زياد قال: – "الغلاف الخارجي مقاوم للصدمات، داخليًا فيه ٣ طبقات حماية. وبنتعامل مع شركة أوروبية في التغليف الطبي عالي الحساسية، كله مطابق للمواصفات المطلوبة."
يزن هز راسه بإعجاب وقال: – "النقل؟"
ندي فتحت ملف على اللابتوب وقالت: – "أول مرحلة شحن بري لحد الميناء، المرحلة التانية شحن بحري عن طريق سفينة مخصصة للأجهزة الطبية… وفي اتفاق مع شركة تأمين ألمانية لو حصلت أي خسائر أثناء الشحن."
يامن قال: – "أنا عندي اقتراح… بدل ما نبعت الدفعتين مع بعض، نبدأ بسبعين جهاز من كل نوع في شحنة أولى. لو حصل تأخير في الباقي، نكون لسه في الأمان."
يزن بص له وقال بابتسامة خفيفة: – "دماغك شغالة يا يامن… بس الشحن على دفعتين هيزود التكلفة تمانية في المية."
عز دخل وقال: – "صحيح، بس لو خسرنا الصفقة كلها عشان التأخير، هنخسر أكتر بكتير."
يزن سكت شوية، فكر، وبعدين قال: – "تمام. يبقى هنقسمها. شحنة أولى فيها مية وأربعين جهاز، والباقي يتجهز بعدها بعشرة أيام. ولو حصل أي تأخير في النقل البحري، نوصل الباقي بالطيران. ندي، جهزي خطة بديلة مع شركة شحن جوي."
ندي: – "حاضر، هكلم شركة شحن متخصصة، اشتغلنا معاهم قبل كده في صفقة الخليج."
يزن: – "ممتاز. عايز تقارير يومية بالتقدم في الإنتاج، الاختبار، والتغليف… كل مرحلة لازم نتابعها كأننا بنسابق الزمن."
وبص ليهم وقال بهدوءه المعروف: – "أنا كنت في غيبوبة خمس شهور، بس واضح إنكم اشتغلتوا كأنكم في سباق. فخور بيكم، بس مش هسامح أي تهريج في الصفقة دي. العالم هيعرف اسم الشركة بعد الصفقة دي، ومينفعش يعرفه غير بالخير."
سكت شوية، وبعدين قال بجديّة: – "أنا هرجع لمكتبي أراجع الفواتير والبنود النهائية، اللي محتاج حاجة يقولي دلوقتي."
زياد: – "في طلب بسيط، نحتاج توقيعك على مستند التخليص الجمركي."
يامن: – "وعايزين تنقلات لفنيين من المصنع القديم للمكان الجديد."
ندي: – "ولو ممكن نعمل فيديو قصير عن عملية التصنيع… نبعت نسخة دعائية للعميل."
يزن: – "كله يتنفذ النهاردة. أنا رجعت… وهكمل اللي بدأته."
الكل هز راسه، والنظرة في عيونهم مش بس احترام… كانت حماس، لأنهم عارفين إن يزن مش قائد بس… ده قائد بيخلي كل واحد فيهم أحسن نسخة من نفسه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
رجع يزن لمكتبه بعد الاجتماع الطويل، فتح زرار الجاكيت وهو بيقعد على الكرسي الجلدي الفخم، وقال بنبرة هادية لكنها قاطعة:
ـ نادِلي ماري فورًا.
السكرتيره هزت راسه بسرعة وخرجت.
بعد دقايق خبط الباب ودخلت ماري بخطوات ثابتة، لابسة بدلة رسمية وملف الصفقة في إيدها، !
وقفّت قدامه ومدت الملف وهي بتقول:
ـ صباح الخير يا فندم، كنت مستنية حضرتك تطلبني في أي وقت بخصوص الملف ده.
يزن أخد الملف بدون ما يبص فيها، فتحه وبدأ يقلب الصفحات بهدوء، وبعد دقايق قال بنبرة واطية لكنها تقيلة جدًا:
ـ انتي كنتي المسؤولة عن الصفقة دي، صح؟
ماري بتوتر: أيوه يا فندم، من أول ما جت المراسلات من الشركة الألمانية وأنا بتابع كل التفاصيل.
ـ طيب، قوليلي... لو أنا مفقود تاني، تضمني الصفقة تكمل؟
ـ (بلعت ريقها) هو حضرتك اللي كنت موقّف نقطة التوريد، لأنك طلبت تحديث في البنود الفنية الخاصة بالأجهزة.
ـ وده حصل؟
ـ حصل بنسبة ٧٠٪، بس كنا مستنيين توقيع حضرتك، واللي موقفهم إن لازم يكون فيه اختبار جودة مشترك قبل التصدير.
يزن رفع عينه ليها لأول مرة وقال بتركيز:
ـ يبقى عايز جدول تفصيلي باللي اتنفذ واللي متأخر... عايز أعرف إمتى هيتم تصنيع كل جهاز، ومين الموردين، وأسماء شركات النقل، والتأمين... كل التفاصيل. مفهوم؟
ـ تمام، هبعت لحضرتك جدول بكل البيانات خلال ساعة.
ـ لا، مش هيحصل. هتفضلي قاعدة قدامي وهتعملي الجدول دلوقتي... مش هستنى.
(وسكت لحظة، وبعدين قال بهدوء)
ـ كفاية شهور عدّت وإحنا في مكانّا.
ماري قعدت بسرعة على المكتب الجانبي، وطلعت اللابتوب، وبدأت تكتب في سرعة.
يزن وقف، راح للنافذة الكبيرة اللي بتطل على وسط البلد، بص على الناس والضوضاء، وكل حاجة ماشية بسرعة، وقال بصوت كأنه بيكلم نفسه:
ـ الناس فاكرة إن لما نغيب، الدنيا بتقف... بس الحقيقة إن كل حاجة بتمشي، وممكن تمشي من غيرنا كمان.
ماري رفعت عينيها وقالت:
ـ حضرتك راجع بقوة أكتر من الأول... الناس كلها في الشركة مش مصدقة إنك رجعت المكتب بعد يومين بس!
بص ليها بنظرة مش مفهومة، وقال بهدوء:
ـ ماري... انا مابقتش أحب الإطراء، أنا بحب النتائج... وخلي بالك، الصفقة دي مش مجرد صفقة، دي هتفتح لنا أبواب تصدير كبيرة لدول تانية، وأي خطأ ممكن يوقف كل ده.
ماري نزلت عينيها وقالت:
ـ مفهوم، وهعمل المستحيل عشان تطلع بأفضل صورة.
ـ عايز الاجتماع مع فريق الجودة بكرة الصبح، ومع المهندسين بعد بكرة. مش هسيب تفصيلة، ولازم أعرف كل حاجة... مفهوم؟
ـ تمام يا فندم.
وبينما كانت هي منهمكة في كتابة الجدول، كان هو واقف لسه عند الشباك، بس عينه كانت تسرح بعيد... وكأن في حتة من قلبه لسه سايبة المكتب، وراحه عند شجرة في الحديقة، عند ضحكة بنت عينيها فيها الحياة كلها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
نبذة عن البارت القادم 
آرين بدموع وصدمة ـ يزن 
يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجئة انتي مش هتتوقعيها 
يتبع ...... 
رأيكم يهمني  
الحجاب... مش مجرد قطعة قماش.
الحجاب مش بس حاجة بنلبسها... دي رسالة. رمز. عهد بين البنت وربها.
هو إعلان صامت بيقول: "أنا مش سلعة، أنا مش للعرض، أنا جوهري مش في شكلي، أنا نضجي مش في جسدي... أنا أنثى، وأفتخر."
الحجاب مش بيخنق الحرية، ده بيحررها.
بيحرر البنت من نظرات الاستهلاك، ومن قسوة المقارنة، ومن إن كل حد يحدد قيمتها بطول شعرها، أو لون بشرتها، أو ضيق لبسها.
الحجاب بيخليها تمشي في الدنيا رافعة راسها، عارفة إنها غالية، ومحفوظة، ومصونة.
فيه حنية في الحجاب مش بتتفهم بسهولة... حنية أمك لما كانت تداريك وإنتي صغيرة، وحنية ربك لما أمرك بيه علشان يحفظ قلبك وروحك من أذى الزمن ونظرات البشر.
الحجاب مش ضعف، ده قوة...
قوة إنك تقولي "لا" لتيار ماشي عكسك،
قوة إنك تختاري رضا ربك على رضا الناس،
قوة إنك تثبتي كل يوم قدّام المراية، إني أنا دي، اللي اخترت طريقي بإرادتي، مش بخوف، ولا تقليد.
الحجاب مش عبء، ده هويّة.
بيعرّفك، بيميّزك، بيخلي اللي يشوفك يعرف إن جواك إيمان، جواك مبدأ، جواك احترام لنفسك قبل أي حد تاني.
وبيخلي كل خطوة ليكي شهادة، إن الدين مش بس جوامع وسُجود... الدين كمان لبس، وموقف، ونظرة.
ولما تكوني محجبة، إوعي تفتكري إنك أقل أنوثة...
لأ، إنتي أنثى... بكل تفصيلة، بكل حنية، بكل سكون.
بس أنوثتك محفوظة، مش مستباحة.
أنوثتك في ضحكتك، في قلبك، في أدبك، مش في تفاصيل جسمك ولا زينة وجهك.
الحجاب مش نهاية، ده بداية.
بداية مشوار طويل اسمه "أنا لله"،
بداية رضا، وسكينة، ومراجعة نفس كل يوم.
بداية إنك تتعلمي تمشي بإيمان، وتتجمّلي بالستر، وتعيشي بأنوثة مؤمنة، رزينة، ومليانة حياة.
وفي الآخر، الحجاب مش فرض وبس...
الحجاب حب.
حب لله... حب لطريقه... حب لنفسك.
في نفس اليوم – مكتب يزن 
بعد ما ماري خلصت شغل وخرجت 
كان يزن واقف قدام الشباك، ضهره للمكتب، وإيده ورا ضهره ماسك ورقة بيقلّب فيها بتركيز.
الباب خبط خبطتين خفيفين، وصوت  السكرتيرة جه من برّه:
– "يامن بيه وصل يا فندم."
رد يزن بدون ما يلف: – "خليه يدخل."
دخل يامن، وكان لابس قميص أبيض مفتوح زراره الأول وبنطلون جينز، شكله عادي جدًا… بس عينه كانت بتلمع بدهاء.
قفل الباب وراه وقال بمرح مصطنع: – "مش معقول! أخيرًا افتكرتني وطلبتني لوحدنا، يا ترى إيه الموضوع؟"
لف يزن ببطء، وبص له بنظرة هادية جدًا… بس وراها نار.
– "أنت فاكر نفسك شغال في سيرك؟!"
يامن اتحرك وقعد عالكرسي قدامه وقال وهو بيضحك: – "هو فين السيرك؟ عشان أروح؟"
يزن رمى الورقة قدامه على المكتب… ورفع حاجبه:
–  احكيلي انا مش فاهم حاجه وجريمة قتل إي ومين البنت دي 
ضحكة يامن اختفت، وحرك جسمه شوية وقال: – دي بنت كانت بتشغل سكرتيره عندي في الشركة التانية واكتشقت انو هيا كانت بتنقل أخبار ل راجي الاحمدي 
يزن قرب منه، وبص له مباشرة:
– راجي الاحمدي ! الاسم ده مش غريب عليا 
سكت يامن لحظة، وبعدين قال بصوت أهدى:
– انا مش عايزك تقلق انا هتصرف وانا عارف انو راجي ورا كل حاجه وعايز يوقعني من زمان بس انا سايبه بكيفي يجيب أخرو 
يزن فضل ساكت لحظة، وبعدها قال:
– مسمعش كلمة انا هتصرف دي إسمها هنتصرف 
يامن  ابتسم قال بهدوء: –حاضر يا وحش 
يزن رجع قعد على الكرسي، وسحب ورقة تانية من الملف وقال:
– "طيب، تمام.
قولي إي رأيك في الصفقة الاجهزة دي 
يامن هز راسه وقال:
– "بص يا كبير… الصفقة دي مش مجرد أجهزة.
إحنا بنتكلم عن دخول سوق جديد بالكامل… سوق المستشفيات المتوسطة، مش الكبيرة بس.
اللي بيشتري أجهزة عشان يعيش بيها مش يفتخر بيها.
وده يفرق في نوع الأجهزة، وجودتها، وطريقة التوزيع."
يزن كان ساكت، بيسمع وهو بيقلب في ورقة قدامه، ويامن كمل بحماس واضح:
– "الأجهزة اللي داخلين بيها – خاصة وحدات الأشعة والتحاليل – معمولة بتقنية كويسة جدًا، كورية الصنع، بس بماركة ألمانية…
وده في السوق المصري يعني ‘برستيج بسعر’.
ودي نقطة نقدر نكسر بيها المنافسين اللي داخلين بأجهزة صيني مستوردة رخيصة."
يزن رفع عينه، وقال باهتمام:
– "طيب وإيه اللي مضايقك؟
واضح إنك مش مقتنع بالكامل."
يامن هز دماغه وقال:
– "مش مضايقني، بس في شوية مطبات…
أولاً، المورد الأساسي اللي هنتعامل معاه، عنده شبهة تأخير في التوريدات السنة اللي فاتت في الأردن، وعندي تقرير بيقول إنه سلّم دفعة أجهزة ناقصة قطع داخلية، واتمسك هناك بفضيحة بسيطة.
ثانيًا، طريقة الدفع اللي اتعرضت علينا risky شوية…
هو طالب مقدم ٤٠٪‏ قبل الشحن، وده رقم كبير من غير ضمانات قوية.
إحنا بندفع كأننا مستجدين، وده مش أسلوب الصياد."
يزن ابتسم بنص شفة، وقال:
– "كمّل."
يامن فرد ضهره وقال بنبرة جدّية:
– "أنا شايف نضغط عليه بإننا نفتح له التوزيع في فرع السودان كضمان – هو نفسه عايز يدخل هناك بس مش لاقي ممول.
نعرضها كامتياز، بس يكون مقابل شروط أقوى، وضمان جودة لمدة سنتين مش سنة واحدة.
ولو رفض؟
في مورد بديل في دبي، أغلى بنسبة ١١٪‏، بس بيقدّم تدريب مجاني على الأجهزة، وخدمة صيانة محلية، يعني نوفر كتير على المدى البعيد."
يزن قعد براحته في الكرسي، وساب الورقة من إيده… وقال ببطء:
– "أنا بحب لما تتكلم كده."
يامن ضحك وقال:
– "عارف… بس برضو دايمًا بتحسسني إني في امتحان شفوي."
يزن ابتسم وهو بيقول:
– "هو ده شغل الصياد… مفيش إجابة سهلة، ومفيش قرار يتاخد على طاولة فاضية.
كل حاجة بحساب… واللي بيغلط في الحساب…
بيتدفع تمنه."
وقف بعدها، ومشى ناحيته، وحط إيده على كتفه وقال:
– "رتّب اجتماع مع الموردين التلاتة الأسبوع الجاي.
أنا عايز أسمعهم بنفسي…
بس القرار النهائي هيكون بناءً على دراستك أنت والشباب."
يامن وقف، وضرب كفّه في كف يزن وقال:
– "يبقى القرار مضمون يا كبير."
خرج بعدها، وساب يزن واقف لوحده…
يزن سابه يطلع، وبعد ما خرج، مسك تليفونه، واتصل بمجهول:
– "ابدأو رصد حركة الظابط هيثم.
عايز أعرف بيقابل مين، وبيشتغل لصالح مين…"
صوته بقى حاد وهو يكمل: – "ومحدش يتحرك غير بإذني."
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قدام شركة "المدى جروب" ( فرع تاني من شركات الصياد ) – الساعة ١١ صباحًا
في عز النهار، عربيات رايحة جاية قدام الشركة الفخمة، وكل حاجة ماشية بانضباط زي الساعة.
عربية سوداء فارهة وقفت قدام المدخل، وبمجرد ما نزل منها رعد، كل الحراس عدّلوا وقفتهم وادّوا التحية… الهيبة ما بتتكلمش، بتبان.
لكن رعد وقف لحظة، وهو سامع صوت عالي… مش مألوف.
صوت بنت.
صوت مليان حماس، وطفولة، وغضب.
– "يا عم أنا داخلة! مش هفضل واقفة برة عشان حضرتك شايفني صغيرة!"
كان فيه بنت قصيرة جدًا، بالكاد طولها يوصل لكتف الحارس، واقفة قدامه وبتزعق بغضب بريء
– "أنا  عايزة اخش مليش فيه 
الحارس قال بهدوء:
– "آنسة، لازم تصريح للدخول."
– "أنا عندي ميعاد مقابلة في قسم التصميم. وإنت واقفلي كده ليه؟! هو أنا داخلة على مكتب وزير؟! ولا هتشوفوا اختراع نووي؟"
رعد وقف مكانه… مش مصدق.
البنت كانت زي القنبلة الموقوتة، بتتكلم بسرعة، وإيديها بتتحرك مع كل كلمة، وعينيها بتلمع بثقة غريبة.
ضحك… ضحكة كاملة.
دي أول مرة يضحك من قلبه من شهور.
البنت بصت له باستغراب:
– "هو في إيه يضحك؟!"
الحارس كان لسا هيتكلم رعد شاورة يسكت وهو بيبص عليها 
قال وهو بيقرب منها بخطوات هادية:
– "إنتِ جايه على شغل فعلاً؟ ولا جايه تعملي حفلة تمرد؟"
– "جايه أشتغل، وعندي أفكار ممكن تزوّد أرباح شركتك بنسبة ٣٠٪، فلو سمحت متوقفليش مستقبلي على باب الشركة."
رعد بص للحارس:
– "دخلها. فورًا."
رجعت تبص له بانتصار طفولي:
– "شكراً. وهتفتكرني… أنا اسمي نور."
رد رعد بابتسامة خفيفة:
– "أكيد… الاسم دخل في دماغي خلاص."
دخلت الشركة بخطوات سريعة، ووشها متحمّس كأنها داخلة ملعب مش شركة.
أما رعد، ففضل واقف في مكانه شوية…
فيه حاجة في البنت دي شدت انتباهه بشكل غريب.
كأنها مش بس جاية تقدم على شغل… كأنها داخلة تغيّر حاجة حقيقية.
♡♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
داخل شركة "المدى جروب" – قسم التصميم
نور كانت قاعدة في الاستراحة الصغيرة قدام مكتب المدير، رجليها ما كانتش ثابتة من الحماس، كل شوية تبص في المراية اللي في جنب المكان وتعدّل طرحتها الصغيرة، وتحاول تهيأ نفسها 
سكرتيرة أنيقة طلعت من المكتب بابتسامة هادية:
– "آنسة نور، المدير بيستناكي، اتفضلي."
قامت بسرعة وابتسمت بثقة، لكن أول ما دخلت المكتب...
اتجمّدت.
الكرسي الفخم اللي قدامها اتحرك ببطء… وطلع منه رعد، بابتسامته الغامضة.
نور اتسمرت في مكانها، عينيها اتسعت، وشها اتحوّل للون الطماطم، وكل الثقة اللي كانت لسه بتتحاكى بيها برا، طارت في الهوا.
قال بنبرة فيها سخرية ناعمة:
– "صباح الخير… أنسة أفكار تزوّد الأرباح ٣٠٪؟"
فتحت بقها شوية، وبعدين قالت بسرعة:
– "أنا… مكنتش أعرف إن حضرتك… هو حضرتك المدير؟!"
– "واضح."
– "طب أنا آسفة لو… يعني لو كنت اتكلمت بطريقة مش رسمية شوية برة، بس أنا كنت متحمسة، وأنت… كنت واقف بتضحك، ففكرتك موظف."
ابتسم وهو بيشيرلها تقعد:
– "اطمني، طريقة كلامك خلتني أقرر أقابلك فورًا. وده نادر يحصل."
قعدت على الكرسي المقابل، ولسه عينيها بتراقبه بتوتر طفولي.
– "طيب… حضرتك عايزني أتكلم عن خبرتي؟"
– "قبل كده… قوليلي، منين جبتي الثقة دي كلها وإنتِ لسه داخلة سوق الشغل؟"
قالتها ببساطة وصدق:
– "أنا طول عمري برسم… ولما اتقفلت الأبواب في وشي، قررت أفتحه بنفسي. فاكرة إن التصميم مش بس شغل، ده وسيلة أعيش بيها وأنا مبسوطة."
رعد سكت للحظة… نظراته اتحوّلت لاهتمام حقيقي.
– "وأفكارك عن الأرباح اللي قولتي عليها بره؟"
– "عندي مشروع تصميم منتجات للأطفال بخامات مصرية ١٠٠٪، ستايل مختلف وخفيف ويجذب السوق… أنا مش بس برسم، أنا بلاحظ. واللي بيلاحظ بيفهم الناس."
ابتسم رعد، وقال وهو بيقلب في السي ڤي:
– "أنتِ مختلفة فعلاً يا نور."
رفعت حواجبها بدهشة بريئة:
– "كويسة؟ ولا مختلفة اللي هي… غريبة؟"
ضحك وقال:
– "مزيج بينهم."
نور ضحكت، وأول مرة من ساعة ما دخلت تحس بالراحة:
– "أنا قبلت الشغل؟"
– "لسه. بس خليني أقول… أول انطباع عندك خطير."
– "خطير حلو ولا خطير يخليني أخرج من الباب دلوقتي؟"
ضحك تاني… وضحكته المرة دي ما كانتش مجرد إعجاب، كانت فضول.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند آرين كانت قاعدة مع مرفت وأيمن ورؤوف وليليان  في غرفة الليفنج 
آرين بحماس : واااو فرح لينا هيكون تحفة اووي وياااه لو الدكتور ريان يغنيلها هتبقي واااو بجد 
مرفت بضحك ـ ههههه ريان بطوله ده هيغني 
ليليان بحماس هيا كمان ـ لينو انهاردة هتروح تختار فستان الفرح 
أيمن بإبتسامة ـ عقبالك يا ليليانو 
جرت ليليان وحضنته وقالت ـ لا انا هقعد معاك يا عمو مش عايزة اسيبك انت وبابي 
لمعت عيون رؤوف عندما خطر بباله انو ليليان ممكن تسيبه في يوم 
كانت آرين قاعدة وبتبص عليهم بإبتسامة وهيا من جواها كانت بتتمني لو كان عندها عيلة 
سمعت صوت تلفونها بيرن وكان يزن ابتسمت بفرح  وقامت طلعت اوضتها وردت عليه بسرعة 
يزن بحب ـ أميرتي عاملة اي 
آرين ب إبتسامة مصطنعة ـ أميرتك كويسة طول منتا كويس 
يزن ـ وحشتيني اوي يا آري 
آرين بتنهيدة ـ انا أميرتك ولا روحك ولا قلبك ولا آري 
ابتسم يزن وقال بشرود عاشق ـ انتي كياني انتي رفيقة دربي انتي أماني انتي نبضات قلب يزن انتي النفس اللي بتنفسه انتي بنتي انتي مراتي وحبيبتي انتي جنه يزن 
لمعت عيونها بدموع وقالت ـ اوعدني انك تفضل جنبي يا يزن 
يزن ـ يزن جنبك يا أميرتي حتي لو روحت في يوم كل موحشك غمضي عينك وأول لمسه هواء هتلمس وشك اعرفي انو انا 
آرين بدموع ـ بعد الشر عليك 
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا أميرتي قوليلي بقا اي اللي مزعلك 
آرين بعياط ـ تعالي يا يزن انا عاوزاك 
قام يزن من مكانة بقلق وقال ـ مالك يا آرين 
آرين بعياط ـ تعالي 
طلع يزن من مكتبه بسرعة وقال ل السكرتيرة ـ إلغي مواعيدي كلها ومشي بسرعة وشافه ذياد وإستغرب 
ركب يزن عربيته وساق بسرعة  وهو لسا بيكلم آرين وبيحاول يهديها وفجأة الخط قفل بص في التلفون لقي تلفونه فصل شحن ساق بسرعه وبعد عشر دقايق وصل القصر 
*كان الكل قاعد في الصالون واستغربو دخول يزن*
مرفت باستغراب ـ يزن في اي 
يزن وقف وقال ـ آرين فوق 
أيمن ـ طلعت فوق من شويه كده في اي ..؟ 
يزن وهو طالع علي السلم ـ مفيش حاجه 
وطلع جناحه بسرعه ودخل 
ـ آرين 
كانت قاعدة علي السرير بتعيط بخنقة كبيرة سمعت صوته فتحت عنيها بسرعه لقيته واقف علي الباب وبينادي عليها بقلق نزلت بسرعه وجريت عليه اتشعلقت في رقبته وحضنته بقوة ضمها يزن لحضنة بحنان وهو بيرتب علي ضهرها وبيحاول يهديها  مشي بيها في إتجاه السرير وقعد عليه وهيا علي رجلة كانها بنته كانت بتحضنه بقوة كبيرة كانها خايفه يروح منها ومتكلمتش صوت عياطها بس اللي مسموع ويزن قلق عليها بس متكلمش اكتفي انو يضمها لقلبه ويرتب علي ضهرها بحنان لحد منامت في حضنه بعدها براحه عن حضنه وبص في وشها لقي دموع علي وجنتها مسحهم بإيده براحه وباس جبينها بحب وبقي يهمس لها بكلمات حانيه رغم انه يعلم انها نائمة الان شدها لحضنه تاني وبقي ينظر لها وهيا نايمة بدون ملل بدون زهق 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان ماشي وهو باصص في التلفون وفجاة وقف لما شافها ابتسم وشرد فيها لحظه كانت ماشيه مع موظفة كانت بتشرح ليها حاجه وبتتكلم بجدية كبيرة وإبتسامة هادية تزين شفتيها وقفت لما شافته قلبها دق بعنف واتوترت في الكلام والموظفة بصت ليها ب إستغراب 
ندي بتوتر وهيا بتبص عليه ـ إحم ..ااسفة روحي انتي دلوقتي مشت الموظفة وبقت ندي واقفة مشي يامن ووقف قصادها وقال بإبتسامة جميلة ـ إزيك يا ندي 
ندي بتوتر ـ انا ..ك..كويسه 
ابتسم علي توترها وحب ينكشها شويه وقال ـ مشوفتيش ريماس السكرتيرة كنت عاوزه في موضوع مهم 
اشتعلت ندي بنيران الغيرة وقالت ـ لا مشوفتهاش تحب ادورلك عليها 
كتم ضحكته وقال ببرود ـ لا هروح انا متتعبيش نفسك 
ندي بغضب وهيا ماشية ـ طيب 
مسكها يامن بسرعه من إيدها وقال ـ تعالي هنا راحه فين يا مجنونة 
ندي بغيرة ـ وانت مالك 
يامن بمكر ـ لا مالي ونص ولا اي وغمزلها 
اتوترت ندي وقالت ـ ت..تقصد اي 
يامن بنفس المكر ونزل لمستواها وهمس ـ شكلك حلو اوي وانتي غيرانه كده 
اتحبس نفسها بسبب قربه منها وريحه برفانه اخترقت انفها وقلبها وضربات قلبها ذادت 
يامن بغمزه ـ علي فكره سامع صوت ضربات قلبك يا ندوشتي 
بلعت ريقها بتوتر وحست انها مكشوفة اوي قدامة الملف وقع من إيدها بسبب التوتر شهقت ندي  وهيا بتبص علي الملف ويامن متابعها بإبتسامة كانت هتنزل بس وقفت فجأة وهيا حاسه ب الجو بقا حر اوي مشت بسرعه من قدامة علي مكتبها ويامن ضحك عليها 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في شركة  الصياد – مكتب ذياد الصياد
كان ذياد قاعد على مكتبه، وسط ملفات كتير مفتوحة قدامه، وعنيه بتجري في الأرقام، وصوت الكيبورد بيعزف سيمفونية سريعة.
الجو ساكت، بس فيه توتر خفي، كأن في حاجة بتغلي تحت السطح...
خبطت السكرتيرة على الباب بهدوء، ودخلت فورًا:
– "مستر ذياد، ريڤان الصياد برا وعايز حضرتك."
رفع ذياد عينه من على اللاب توب، وقال بنبرة هادية لكن صارمة:
– "دخّليه، ومن دلوقتي يدخل من غير استئذان... فاهمة؟"
أومأت السكرتيرة برأسها وخرجت، وبعد ثواني بالظبط... الباب اتفتح، ودخل ريڤان، بخطوات واثقة، ملامحه هادية، بس عينه تقطع الصخر.
ذياد بابتسامة ترحيب:
– "ريڤان باشا بنفسه هنا... نورت المكان."
قعد ريڤان قدامه، من غير ولا كلمة زيادة، وقال بصوت هادي جدًا، بس فيه نبرة خطر:
– "ده أنسب مكان أكلمك فيه بهدوء..."
ذياد استغرب نبرة صوته، ورفع حواجبه:
– "في إيه؟ حصل حاجه؟"
ريڤان اتكّى بإيده على مسند الكرسي، وقال بنبرة أهدى من اللازم:
– "الشخص اللي كان بيهددك بنادين... امبارح مسكته."
ذياد – بصدمة:
– "نــادين؟!! إنت عرفت؟!"
سكت لحظة، وتلون وشه بالدهشة والتوتر، فاكر الأيام اللي كان فيها بياخد رسايل مجهولة المصدر، وتهديدات إن لو مبعدش عن نادين هيموتها 
وهو كان ساكت، مش عايز ريڤان أو رعد يعرفوا…
بس واضح إن ريڤان عارف أكتر مما بيتقال.
ريڤان – بابتسامة باردة:
– "الواد كان بيلعب بالنار... دخل بيت الوحش برجليه، ومكانش عارف."
ذياد اتنفس ببطء، وحاول يفهم، لكن ريڤان كمّل وهو بيقف:
– "علمته الأدب... وعرفت منه كل حاجة..الرسائل  وحتى الناس اللي مشّياه."
قرب من المكتب، حط كارت صغير عليه، وقال:
– "اللي باعتلك التهديدات… مش هيكرّرها. واللي معاه… اتحرق."
رفع عينه لذياد، وقال بهدوء يخوف:
– "الوحش باعتلك سلام."
لفّ، وخرج من المكتب بخطوات هادية، وعلى وشه ابتسامة فيها انتصار ...
وذياد قاعد مكانه، عينه متسمّرة في الهوا، وهمس بصوت شبه مسموع:
– "صدق اللي سماك وحش...
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في كافيه بسيط على النيل...
كان الجو دافي، والشمس لسه بتودع اليوم، ولينا قاعدة قدام ريان، بتحرك المعلقة في العصير من غير ما تشرب، وعيونها فيه.
قالت له بخجل بسيط:
– "حاسّة إنك بتخبّي حاجة…"
ريان رفع حاجبه، وبص لها بنص ابتسامة وقال:
– "من ساعة ما اتخطبنا وانتي كل ما أكون ساكت شوية تقوليلي بتخبّي حاجة."
– "ما هو انت فعلًا بتخبّي!"
قالتها وهي بتضحك، بس بسرعة خدت رشفة صغيرة من العصير كأنها بتحاول تهرب من نظرة عينه.
ضحك وقال:
– "لو قولتلك إني بحب أبصلك وانتي ساكتة… كده برضو تبقي مؤامرة؟"
وشها احمر، وحطت إيدها على وشها وقالت:
– "ريان… بلاش الكلام ده قدام الناس."
– يعني بلاش أقول اللي جوايا يعني 
قالها الكلمة الأخيرة وهو بيقرب كفّه من كفها على الترابيزة، لمس صوابعها بهدوء…
ولينا سابت إيده، بس ما بعدتش، بالعكس… نزلت عيونها في الأرض وابتسمت.
سألها ريان بلُطف:
_ الفستان عجبك يا ليتو 
هزّت راسها بحماس:
وطلع تحفة اووووي 
ريان لمح الفرحة في عنيها، وسكت ثواني كأنه بيخزن الصورة دي في دماغه…
وقال بهدوء:
– "هتكوني أجمل عروسة شافها قلبي."
اتسعت ضحكتها، وقالت له بخفة دم:
– "يعني قلبك شاف كام واحدة قبل كده؟"
– "هو قلب مش كاميرا يا لينا… بس لو كان كاميرا، كان هيصورك انتي بس، وعلى طول."
ضحكت أكتر، وبعدين حطت كفها على خدها وقالت له بهدوء:
– "أنا كنت فاكرة إني عمري ما هتكلم تاني… بس دلوقتي…
أنا حتى صوتي بيرتاح جنبك."
ريان حس بقشعريرة خفيفة في جسمه… الكلام جه من القلب، وبصدق، وهو عارف كويس قد إيه دي مش مجرد جملة، دي لحظة.
وبهدوء، مد إيده في جيبه… وطلع علبة صغيرة، فتحها قدامها.
جواها كان في سلسلة دهب بسيطة… فيها قلب، محفور عليه حرف L & R
وتاريخ معين…
قال لها:
– "دي مش هدية مناسبة ولا عيد…
بس التاريخ اللي مكتوب… هو يوم ما نطقتي لأول مرة…
كان أعظم يوم في حياتي."
لينا بصت للسلسلة، وبعدين له… وبصوت خافت جداً، قالت:
– "أنا… مش عارفة أقول إيه."
ريان قفل العلبة، وقربها منها وقال:
– "قوليلها قدامي ‘بحبك’… وأخدها."
ضحكت من قلبها، بس عنيها دمعت، وهمست بخجل:
– "بحبك يا ريان…"
هو ماخدش السلسلة، هو بس قام، ولبسهالها بنفسه، وهو بيهمس وراها:
– "وأنا كمان… بحبك أكتر مما الصوت يقدر يقول."
وسكتوا شوية…
بس الصمت كان دافي، ومليان كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند عز وقف بالعربية بتاعته قدام بوابه قصر الصياد فتح ليه الحارس وهو بيأدي التحيه نزل عز من العربية وفي إيده ملف
عز وهو داخل ـ والله علي أخر الزمن هشتغل توصيل ملفات كان مالي انا كان زماني ملك قاعد في مكتبي ملك ملي هدومة بس أهي جات بفايدة اما أشوف ست الكل عامله اكل اي وفجأة وقف لما شاف بنت صغيرة جات وإستخبت وراه 
ـ إلحقني يا عمو 
عز بإستغراب ـ انتي مين يا شاطرة 
البنت ببراءة ـ خبيني بس الاول وانا هقولك انا مين 
ـ طب مين بيجري وراكي 
وفجأة ظهرت ليليان قدامة وهيا بتقول بغيظ ـ انتي هنا وانا بدور عليكي 
اتخض عز منها وقال ـ بسم الله طب كحي حتي انا قطعت الخلف 
ليليان بطفولة ـ بقولك إي يا أستاذ عز ابعد عن طريقي دلوقتي ..وانتي تعالي هنا 
قالت أخر جملتها وهيا بتبص علي البنت بغيظ وحاولت تمسكها من ورا عز وكانت قريبه جدا منه وعز لأول مرة يركز في ملامحها وقد إي ملامحها طفولية وجميلة وهادية 
البنت بصراخ ـ عاااااا إلحقني يا عمو 
فاق عز من شروده علي صوت صراخ البنت وحاول يمسك ليليان اللي كانت زي الفارة ومش عارف يكتفها بسبب قصرها 
عز بنفاذ صبر ـ يخربيتك فارة مش عارف أمسكك 
وقفت ليليان فجأة لما سمعت جملته والبنت هربت بسرعه 
ليليان بغيظ ـ انا فارة يا عز .
عز بتوهان ـ أحلي فارة والله 
اتكسفت ليليان واتلخبطت وقالت ـ ا..ا..انت يوووه أسكت بقا يا عز أصل انا زعلانه اوي اه والله 
ابتسم عليها وقال ـ زعلانة ليه بس 
ليليان بزعل ـ البنت دي بنت واحده شغالة عندنا إسمها زينب وأبيه فهد كان جايب ليا شوكلاته وانا روحت أجيب مايه .. لقيتها كلت الشوكلت بتاعي كله ..عاااااااا
عز بإبتسامة ـ بس يا ليليان 
ليليان ـ عاااا انا عاوزه الشوكلت بتاعي عااااا
عز بحنان ـ طب خلاص هجبلك الشوكلت بتاعتك بس أسكتي 
سكتت ليليان بفرح وقالت ـ واااو بجد 
ضحك عليها من قلبه وهيا سكتت بحرج 
عز بضحك ـ أيوة بجد ..خودي بقا الملف ده إديه ل يزن 
خدت منه الملف ب إحراج وقالت ـ حاضر 
عز بإبتسامة ـ انا ماشي ومتخافيش هبعتلك الشوكلت مع البنت 
ليليان بغيظ ـ لا هتاكلهم 
عز ـ ههههه لا متخافيش سلام وسابها ومشي 
وليليان فضلت واقفه تبص عليه وقلبها بيدق وهيا مش عارفه ليه وفعلا بعد خمس دقايق البنت دخلت عليها بكيس كبير مليان شوكلت خدته منها بفرح كبير ودخلت جري علي القصر 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أروى – أوضتها الصغيرة في بيت والدها
الليل كان ساكت، بس قلب أروى كان بيصرخ بصوت كل اللي جواه.
كانت قاعدة على الأرض، ضهرها للحائط، والدموع مغرقاها.
وشها كان باين عليه أثر الضر*ب… كف واضح على خدها، وتحت عينها فيه زر*قة خفيفة لسه بتظهر.
في إيدها صورة قديمة… صورة لأمها وهي حاضناها، وهي صغيرة… في لحظة سعادة مفقودة.
حضنت الصورة كأنها بتحضن أمها بجد، وقالت بصوت مخنوق:
– "انتي مشيتي وسبتيني ليه يا ماما؟
أنا لوحدي… بابا بيضر*بني كل يوم، ومراته… مراته بتقفل عليا الباب ومبتدينيش أكل…
أنا جعانة، جعانة أوي يا ماما، وخايفة…
كل ما الليل بييجي، بحس إني بمو*ت حتة…"
دموعها كانت بتنزل بهدوء دلوقتي، كأن حتى الدموع تعبت.
لفت نفسها في شال قديم كانت أمها شريته زمان، وكان ريحته لسه فيها ريحة حنينة.
وفي لحظة استسلام، وشها بدأ يهدى… وغرقت في النوم على الأرض.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مده طويلة 
حس يزن بنفس أرين في رقبته مبقاش منتظم عرف انها صحيت مشي إيده علي ضهرها بحب وقال 
ـ حبيبي 
همهمت آرين بهدوء وهيا بتدفن وشها في حضنه أكتر 
يزن بحنان ـ بقيتي كويسة دلوقتي ..؟ 
آرين بصوت مبحوح ـ أيوه 
يزن ـ طيب نمتي كويس عايزة تنامي تاني ..! 
آرين بنفي ـ لا مش عايزة 
ابتسم يزن بحب وقال ـ طيب قومي يلا عشان ناكل سوا انا ميت من الجوع 
آرين بهدوء ـ انا مش جعانة 
يزن مط شفايفه وقال ـ امممم طيب انا كمان مش جعان 
آرين ب إستغراب ـ بس انت قولت دلوقتي انك جعان 
باس جبينها بحب وقال ـ لو كلتي معايا هاكل غير كده لا 
تنهدت وقالت ـ طيب ماشي هنزل أجيب أكل لينا وأجي 
يزن ـ الاكل أهو يا روحي 
نظرت آرين الي الطاولة اللي عليها أكل وإبتسمت شالها يزن بخفة وراح بيها ناحيه الكنبة وقعد عليها وقعدها علي رجلة وبدأ يأكلها وهيا كمان بتأكلة وبعد مده انتهو وآرين قالت ـ هنزل أعملك فنجان قهوة علي متكون انت غيرت هدومك 
يزن ـ ماشي يا حبيبي متتأخريش عليا تمام 
ونزلت آرين تعمل القهوة ليه ويزن دخل الحمام ياخد دش ويغير هدومه 
بعد مده طلعت آرين وكان معاها فنجان قهوة وجنبه عصير عناب ساقع 
دخلت الجناح وكان يزن خلص الدش وغير هدومه ل هدوم بيتي مريحه وواقف في الشباك بيتكلم في التلفون وبينشف شعره ابتسمت آرين وحطت الصنيه علي التربيزه الصغيره وراحت عنده ومسكت آيده وهو بصلها بإبتسامه 
يزن ـ اه ..اه كمل معاك 
شدته بهدوء وقعدته علي السرير ومسكت منه الفوطة وبدأت تنشف شعره بهدوء 
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا عز أكيد ليليان حطت الملف في المكتب هبص عليه وبكره في الشركة نتقابل ان شاء الله ......... لا متقلقش كل حاجه تمام انا إتكلمت مع يامن ........ معرفش تلاقية واخد قرشين من حد متقلقش انا هتصرف وهوصي عليه في الشرطة 
راحط أرين عند التسريحة وجابط المشط والكريم الخاص بشعر يزن وحطت الكريم علي شعرة ومشطت شعره بهدوء وهيا مبتسمة 
يزن ـ ماشي يا عز هبقا أكلمك بعدين ...سلام يا صحبي 
خلصت آرين ومش إيدها بين شعره بحب ومسكت راسه وباستها بحنان 
قعدها يزن علي رجلة وقال ـ امممم بتتحمرشي فيا 
ضحكت آرين بقوة ويزن تاه في ضحكتها 
آرين بضحك ـ هههههه بتحمرش اي بس ههههه 
يزن بمرح ـ ايوا قولت الواد مشغول في التلفون استغل الفرصة 
آرين ـ ههههههه
وسندت براسها علي كتفه ـ ربنا يخليك ليا يا يزونة 
يزن ـ يا مين يختي 
آرين بخبث ودلع ـ يزونه بدلعك يا حبيبي 
يزن برفع حاحب ـ لا يزونه ولا حلزونه إسمي يزن وبس .
آرين بضحك ـ هههههه حلزونه إي بس هههههه 
يزن ـ بت إسمي اي 
آرين بمكر ـ ي..ز..ونه 
يزن بخبث ـ طيب انتي اللي جبتيه ل نفسك وبدا يزغزغها من جنبها وهو بيقول ـ يزن إسمي ايييي 
آرين ـ ههههه ..بس خلاص . والله هههههه
يزن بضحك ـ قولي يزن 
آرين ـ ههههه مش قادره 
يزن ـ مش هسيبك غير لما تقولي يزن 
آرين ـ هههههه يزونه إسمك يزونه 
رماها يزن علي السرير وقال بخبث ـ بقا كده طب تعالي وبدا يدغدغها بقوة وصوت ضحكهم كان مالي القصر 
ويزن بحبه وعشقه ليها قدر ينسيها حزنها 
بس يزن قلبه مشغول يتري كانت بتعيط كده ليه ومرضاش يسئلها دلوقتي 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تاني يوم كانت آرين قاعده مع ليليان في غرفتها ويزن مشي مع ندي وماري وراح الشركة 
ليليان ـ قوليلي بقا مالك يا ست آرين 
آرين بإبتسامة ـ مالي منا كويسة اهو وفرحانه اوي عشان كلها إسبوع ولينو هتتجوز 
ليليان برفع حاحب ـ عليا يبت ده يزن قبل ميمشي قالي أجي ألاقيكي عرفتي آرين زعلانه ليه من إمبارح يا إيما مش هيحصل 
أرين بتنهيدة ـ يزن ..يزن ده ربنا يخليه لقلبي ويحفظه من كل شر 
ليليان ـ هيييح يا عيني يا عيني 
آرين ـ بس يا لمضه 
ليليان ـ طب قوليلي مالك مش انتي بتعتبريني اختك برضو 
آرين بحزن ـ يعلم  ربنا انا بحبكم كلكم قد إي وكلكم إخواتي 
ليليان رتبت علي كتفها بهدوء ـ طب قوليلي مالك 
آرين بتنهيدة ـ هقولك بس متقوليش حاجه ليزن انا مش عايزاه يزعل 
ليليان اتوترت وبصت في تلفونها اللي بيسجل بأمر من يزن طبعا 
ـ ا..اه احم ..اه طبعا قولي 
آرين بحزن ـ كل بنت كانت بتتمني يوم مميز ليها يوم فرحها عيلتها جنبها أبوها وأمها واخواتها وأصدقائها والقرايب والجيران بتحلم تلبس فستان ابيض وطرحه طويلة وترقص هيا وحبيبها علي اغنية رومانسيه وهو يغنيلها ويشيلها ويلف بيها ويعمل ليها مفأجأة ... تعرفي انا فرحانه اوي اوي ل لينا بنت طيبة وتستحق الجميل كله أبوها جنبها هيسلمها ل عريسها والدموع في عينه ويقوله خلي بالك منها دي الغالية خليها في عينك ولو زعلت في يوم انا هقفلك ويعرفه انو ليها دهر ليها سند اخواتها كلهم هيقفو في ضهرها رعد وفهد ولؤي ويزن لو جات في زعلانة أكيد هيزعقو معاه ههه أختهم وانتي وماري وندي معاها دايما هتلبسوها وهتجهزوها وتقفو وراها وأبوها بيسلمها ل العريس وتشيلو طرف الفستان والناس ... وكملت بدموع والناس تقول اخواتها وأهلها ودهرها .. انا ..انا اتخلقت وحيده مفيش حد جنبي كان ..كان نفسي في اب ياخدني في حضنة ويقولي انا جنبك يا روحي نامي ومتخافيش بابا جنبك كان نفسي في ام تكون حنينه عليا وتكون صحبتني وتعرفني الصح من الغلط
آرين – عينيها مغرقة دموع، وكلامها بيخرج بصوت مرتعش من جوا القلب:
– "كان نفسي أحس إني مش غريبة فـ الدنيا…
كان نفسي أحس إني مش لوحدي…
كان نفسي أنام وأنا مطمنة إني هصحى ألاقي حضن مستنيني، حضن أم… ريحته فيها أمان.
أو إني ألاقي بابا بيجيبلي لعبتي اللي بحبها، أو حتى يقولي لأ وأنا أزعل، بس على الأقل يكون موجود…"
وبكت 
لكنها ما بكتش زي المرات العادية…
كانت دموعها مختلفة.
دموع حد عمره ما لقى مكانه وسط الناس، وبيحاول يقنع نفسه إنه قوي… لكن جواه طفل بيصرخ من الوحدة.
– "أنا لما بشوف حد بيتخانق مع أهله… بضحك من جوايا.
بتمنى أكون مكانه…
أهو عنده أهل يتخانق معاهم!
أنا كنت بتكلم مع لعبتي زمان… كنت بحكيلها كل حاجة.
كنت بقولها إني جعانة، وإني خايفة، وإني بحلم إن حد يخبط عليا الباب ويقوللي:
– 'يلا يا آرين… جه وقتك تعيشي زينا…'
بس محدش خبط…
ولا حد جه."
سكتت لحظة ومسحت دموعها بطرف كمّها، لكنها ما كانتش بتحاول تبين قوية.
كانت بس بتحاول تستجمع شوية من نفسها، تكمل بيهم.
– "زمان…
كنت لما أسمع عن فرح، أستخبى في أوضتي وأتخيل نفسي العروسة.
كنت بلبس طرحة قديمة لقيتها مرمية عند حدّة في الملجأ، وألفها على شعري،
وأقولهم 'أنا عروسة'،
وأرقص لوحدي،
وأتخيل إني شايلة ورد، وحوليّ ناس بتحبني…
بس كل ده كان وهم.
كان بيفضل في دماغي…
ولما أصحى… ألاقي نفسي على السرير الحديد، والمروحة بتزن، والليل حالك، وأنا بردانة وخايفة…
ومفيش حد."
ليليان كانت سكتة تمامًا…
عينها غرقت دموع، بس ما كانتش قادرة تنطق.
الوجع اللي في صوت آرين كان بيخترق القلب، يكسره ويعيد تركيبه على هيئة سؤال واحد:
"هي البنت دي استحملت قد إيه؟"
آرين كملت وهي بتحاول تبتسم، بس كانت ابتسامة منهارة:
– "أنا مش بزعل على حاجة فاتت…
أنا بس كنت بحلم…
أبسط حلم لأي بنت في الدنيا.
مش حلم القصور ولا الدهب…
أنا كان نفسي في حضن،
كان نفسي لما أبكي ألاقي إيد تطبطب،
مش تبصلي وتقولي 'اقفلي صوتك هضربك'…
كان نفسي لما أكبر ألاقي أخ أو أخت يقولولي 'اتأخرتي ليه؟'
مش ألاقي الباب مقفول في وشي، والمفتاح من جوه."
اتنفست بعمق، ونزلت دمعة جديدة… هادية، لكنها تقيلة، كأنها دمعة عمر كامل.
– "أنا عمري ما جربت أفرح بجد…
يمكن بس مع يزن،
هو الوحيد اللي حسسني إني مش عيب…
مش ناقصة…
بس برضو… ساعات بخاف أفرح…
عشان كل مرة كنت بفرح، كنت بعدها بتوجع.
عارفة أنا بحب لينا قد إيه…
بس وأنا بضحك وبساعدها، كان جوايا صوت صغير بيقولّي:
'طب وانتي؟
فرحك هيبقى عامل إزاي؟
مين هيبقى جنبك؟
مين هيقولك إنتي حلوة يا عروسة؟'"
ليليان قامت، قربت منها، وقعدت على الأرض قدامها، وبهدوء شديد، أخدت إيدها في إيدها.
وقالت بصوت حنين، صوت صادق:
– "وإحنا… مش أهل؟
مش إخواتك؟
مش بنحبك؟
يمكن الدنيا ما عطتكيش البداية اللي تستحقيها…
بس قسمًا بالله، النهاية هتكون مختلفة.
مش عشان حظك اتبدل…
لكن عشان ربنا كان شايف، وكان بيحضرلك الناس الصح…
يزن، وأنا، وندي، وماري، ولؤي، وفهد، ورعد…
إحنا معاكي…
وبنتعلم منك،
إزاي القلب يفضل نضيف رغم كل الجروح."
آرين بصت فيها، وقالت بهمس:
– "أنا مش عايزة كتير…
أنا بس… عايزة يوم أفرح فيه
ويكون ليا ناس تقول عليا 'دي عروستنا'
مش 'اليتيمة'."
قامت ليليان، ورفعتها معاها بحضن كبير…
وقالت بخبث وهي تمسح دموعها:
– "وبعدين، يعني مش انتي مرات يزن الصياد؟
والله لأفرحك فرح يخلي لينا نفسها تزعل!
وألبسك طرحة أطول من شارعنا،
وأشيلك أنا لو يزن تعب!"
ضحكت آرين من قلبها…
ضحكة باكية، بس مليانة حياة…
كانت أول ضحكة حقيقية من أيام.
وليليان بعتت التسجيل ل يزن وعيونها مليانه دموع 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في مكتب يزن – منتصف اليوم
كان يزن قاعد بكل تركيز قدام شاشة اللابتوب، قدامه عادل مدير الحسابات، بيشرح تقارير عن الميزانية الجديدة لفرع دبي.
عادل ـ بهدوء:
– "والصفقة دي هتكلفنا مبدأيًا 2.5 مليون، بس الأرباح هتبدأ تظهر بعد أول شهرين تشغيل…"
يزن حاسس إن الكلام بيدخل ودنه ويخرج من التانية، عقله مشغول بحاجة تانية، قلبه مش مرتاح من لحظة دخل المكتب.
وفجأة… صوت مميز رن في المكتب.
رسالة من ليليان.
مد إيده بهدوء، فتحها…
وشاف التسجيل.
قرأ أول سطر في الرسالة:
"زي ما طلبت مني، آرين اتكلمت…"
ماكملش قراءة وقال ل عادل 
ـ طيب اتفضل انت يا عادل وكمان ساعتين اتجمع انت والفرقه كلها عندنا إجتماع 
عادل بإحترام ـ أمرك يا باشا وإستأذن ومشي 
…   و يزن ضغط على "تشغيل"، وحط الموبايل على المكتب، وسند ضهره لورا في الكرسي الجلد.
ليليان اتسجلت بصوتها الأول:
– "أرين، قوليلي مالك…"
وبعدين… بدأ صوتها.
آرين.
آه يا وجع القلب…
الصوت اللي حافظه، والضحكة اللي بتطمنه، بقت دلوقتي مليانة حزن… وكسرة.
"كان نفسي في أب ياخدني في حضنه… ويقولي أنا جنبك يا روحي…"
صوابع يزن بدأت تضغط لا إراديًا على طرف الكرسي، وعنيه تزوّجت بالدموع بس ماسابهاش تنزل.
كان سامع… بس عاجز.
كأنه مربوط…
كأن الصوت بيخترق ضهره، ويعدّي جواه لحد القلب ويخبط فيه بقوة.
"كان نفسي في أم… تعرفني الصح من الغلط… ترجعني لو ضعت…"
غمض عنيه بقهر، كأن الكلمات بتتقال ليه هو…
هو اللي فشل يحس بكل ده من بدري.
هو اللي سابها وجعها تتدفن تحت صوت ضحكتها وهي بتقول “أنا كويسة”.
الصوت خلص.
بس الرجفة في قلبه ماخلصتش.
فضل ساكت.
وبعدها…
قام بهدوء، راح ناحية الشباك الكبير اللي بيطلّ على القاهرة،
والمدينة بتجري تحت رجله…
بس هو واقف، ثابت، في مكانه،
وحاجة جواه بتتكسر.
بصوت واطي، مش بيكلم حد معين:
– "دي أميرتي… اللي كنت فاكرها بتتحمل…
بس هي كانت بتنزف… وأنا ماخدتش بالي."
اتنفّس ببطء…
كأن النفس محتاج طاقة يطلع، كأن الوجع خنقه.
رجع لمكتبه، قعد، وكتب في ملاحظاته:
> "لو هنعمل خطة لفرح آرين،
فده مش فرح… ده حياة جديدة.
عايز كل اللي اتحرمِت منه تعيشه مضاعف.
عايز تتصور وهي بتضحك من قلبها.
عايز طرحتها تلمس الأرض… وتكون أطول من أي دمعة نزلت منها زمان.
فتح الموبايل، وبعت رسالة لـ فهد:
"تعالى المكتب حالًا."
ثم بعت رسالة لليليان:
"خليكي معاها متسيبهاش لوحدها ."
رجع يبص في الصورة اللي كانت علي مكتبه…
آرين كانت فيها بتضحك وبإيديها وردة صغيرة،
لكن في عينيها حاجة بيشوفها لأول مرة دلوقتي…
حزن مألوف… بس مخفي.
يزن، وهو ماسك الصورة، قال بهمس:
– "أنا آسف…
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وبعد أسبوع أخيرا 
انهاردة فرح الملاك علي ريان 
كانت الفرحة باينه علي وجوههم كلهم والقصر بيتزين بطريقة جميلة وشيك جدا وحاجه اخر فخامة ويزن طلب نوع ورد مخصص القصر كله يتزين بيه كانت آرين بتجهز عشان راحه مع لينا السنتر مع البنات وإبتسامة صافية علي وجهها 
دخل يزن وابتسم ـ أميرتي جاهزة 
آرين بحماس ـ جدا يلا بقا انت خليت البنات يمشو وقولت انت هتوصلني ل باب السنتر بنفسك 
يزن بضحك ـ اي ده امتا ده 
آرين وهيا بتشد إيده ـ يلاااا بقا انت لسا هتتكلم 
ضحك يزن من قلبه عليها وراحو السنتر 
ووصلها وهو في الطريق جاب ليها بوكيه ورد من النوع اللي هو بيعشقة وآرين اكتشفت ده 
وصلها السنتر ومشي 
جوه السنتر 
كانت لينا بتعمل ماسك لوشها وآرين خلت سلمت عليهم وقعدو وليليان جه في بالها فكره 
ليليان ـ آرين تعالي اعملي ماسك انتي كمان 
آرين بحرج ـ احم مش عايزة يا لي لي 
ليليان بتصميم ـ لا يلا 
والبنات كلهم اتحايلو عليها لحد موافقت بإستسلام وعملو ليها هيا كمان كل حاجه كانها عروسة بالظبط 
البنت صاحبه الكوافير جات وأخدت لينا عشان تلبسها 
ماري شافت فستان ـ وااااو شوفو الفستان ده 
ليليان ـ بسم الله ماشاء الله بجد تحفة اوووي وكمان التفصيلة رقيقة اوي وجميلة ولا شوفو التاج 
آرين نظرت ل الفستان وانبهرت بيه بجد كان جميل بمعني الكلمة واتمنت لو انو ليها 
البنت من وراهم ـ الفستان ده موديل جديد اول مره ينزل وجاي بطلب مخصوص ل بنت 
كانت آرين بتبص علي الفستان بإنبهار فاقت علي صوت البنت 
البنت ل آرين ـ انا خايفة الصراحة الفستان ميجيش علي مقاسها هيا في عودك وطولك بالظبط ممكن تلبسيه عشان أشوفة 
اتوترت آرين وقالت ـ مينفعش جوزي مش بيرضي أخليني أغير هدومي برا البيت 
ليليان ـ يا آرين انتي هتقسيه بس 
ماري ـ احم بليز يا آرين إلبسيه وعارفه كمان إلبسيه وهصورك وانتي لابساه عشان تكون للذكري انتي ملبستيش فستان في فرحك وعندي فكره كمان 
كلهم ـ اي 
ماري ـ آرين هتقيس الفستان وهتحط الميكب كمان واحنا هنجهز ونلبس ونتصور كلنا مع بعض 
ندي ـ واااو فكره تجنن 
ليليان ـ والله حركه حلوة 
آرين  ـ لا يا بنات أخاف ل يزن يعرف ويدايق اني غيرت هدومي برا 
كلهم قامو وشدوها ـ يلا بقا مش هنقول  ل يزن حاجه وحياتي 
لينا قالت ـ وحيات يزن عندك تقومي تلبسي الفستان ده انا هتجنن وأشوفه عليكي 
ندي ـ يلا بقي يا آرين انتي كده كده هتغيري هدومك برا عشان الفستان اللي هتلبسية 
ماري ـ يلا بقي يا آرين 
ليليان ـ وحيات يزن عندك انتي مش بتحبيه ولا اي 
كلهم ـ وحيات يزن عندك تقومي 
آرين إستسلمت والبنات أخدتها عشان يطلعو الدور التاني 
آرين ـ إي ده احنا  رايحين فين 
البنت هنطلع علي السلم ده واللبس فوق والميكب كمان وتنزلي عروسة من هنا انا هقيس عليكي الفستان ويارب يطلع مظبوط واشوفة عليكي وبعدها تنزلي للبنات تتصوري معاهم زي مهما حابين مع اني ممكن أرفض عشان كده خسارة ليا لكن عشان خاطرك انا هوافق تتصوري 
آرين بإبتسامة ـ شكرا ل ذوقك 
آرين لبست الفستان وكانت جميلة جدا جدا بمعني الكلمة ولما شافت نفسها في الفستان كانت فرحانه جدا بس الفرحة مش كاملة هيا هتقيس بس 
البنت بسم الله ماشاء الله ياريتك بجد عروسة وتطلعي من عندي وانتي بالجمال ده 
آرين ـ أحم شكرا ممكن اشوف في المراية 
البنت ـ هعملك ميكب بسيط جدا الاول وبعدين انزلي شوفيه 
آرين بتوتر ـ هو لازم ميكب يعني 
البنت ـ صدقيني الميكب خفيف خالص لا يذكر انتي أصلا جميلة اوي من غير حاجه  وبعدين تنزلي تتصوري بس بشرط 
آرين ـ اي 
البنت ـ هربط عنيكي بشريط خفيف عشان تشوفي نفسك تحت في المراية الكبيرة 
آرين ـ موافقة بس بسرعه بالله عليكي العريس زمانه جاي وانا لسا هغير هدومي 
البنت ـ متقلقيش انا والبنات معاكي هتخلصي في ثواني تعالي يلا 
والبنت حطتلها ميكب خفيف جدا ولبستها الطرحه والتاج وكمان جابت الجزمة بكعب عالي وكانت جميلة جدا جدا وآرين كانت خايفة لتقع من علي السلم وهي نازلة 
آرين نازلة ممن علب السلم والبنت رابطه عينيها ومسكاها ـ متخافيش واحده واحده علي مهلك انتي بسم الله ماشاء الله حلوة اوي البنات هتتصدم لما تشوفك 
آرين ـ هو السلم طويل اوي ليه كده 
البنت ـ هههههه عشان انتي نازلة ببطي بس خلاص يا قلبي وصلنا اهو هنادي للبنت دي تيجي تمسك إيدك أيوة يلا هاتي إيدك هنا يلا كملي انا وراكي اهو تعالي خلاص احنا داخلين علي البنات 
آرين ـ هو الجو ساقعة 
البنت ـ عشان التكييف بس خلاص إرفعي رجلك وعدي خطوة كبيرة اقفي هنا بااااس تمام كده 
آرين ـ إي الاصوات دي ..؟
االبنت ثواني هفكلك الشريط البنت فكت الشريط وكانت المفاجأة 
آرين فتحت عنيها وشافت نفسها قدام السنتر ويزن واقف قدامها وماسك في إيدة بوكيه ورد جمييل جدا 
آرين بدموع وصدمة ـ يزن 
يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجاة انتي مش هتتوقعيها يا أميرتي ...وعروستي وغمز 
يتبعععع 
في نفس اليوم – مكتب يزن 
بعد ما ماري خلصت شغل وخرجت 
كان يزن واقف قدام الشباك، ضهره للمكتب، وإيده ورا ضهره ماسك ورقة بيقلّب فيها بتركيز.
الباب خبط خبطتين خفيفين، وصوت  السكرتيرة جه من برّه:
– "يامن بيه وصل يا فندم."
رد يزن بدون ما يلف: – "خليه يدخل."
دخل يامن، وكان لابس قميص أبيض مفتوح زراره الأول وبنطلون جينز، شكله عادي جدًا… بس عينه كانت بتلمع بدهاء.
قفل الباب وراه وقال بمرح مصطنع: – "مش معقول! أخيرًا افتكرتني وطلبتني لوحدنا، يا ترى إيه الموضوع؟"
لف يزن ببطء، وبص له بنظرة هادية جدًا… بس وراها نار.
– "أنت فاكر نفسك شغال في سيرك؟!"
يامن اتحرك وقعد عالكرسي قدامه وقال وهو بيضحك: – "هو فين السيرك؟ عشان أروح؟"
يزن رمى الورقة قدامه على المكتب… ورفع حاجبه:
–  احكيلي انا مش فاهم حاجه وجريمة قتل إي ومين البنت دي 
ضحكة يامن اختفت، وحرك جسمه شوية وقال: – دي بنت كانت بتشغل سكرتيره عندي في الشركة التانية واكتشقت انو هيا كانت بتنقل أخبار ل راجي الاحمدي 
يزن قرب منه، وبص له مباشرة:
– راجي الاحمدي ! الاسم ده مش غريب عليا 
سكت يامن لحظة، وبعدين قال بصوت أهدى:
– انا مش عايزك تقلق انا هتصرف وانا عارف انو راجي ورا كل حاجه وعايز يوقعني من زمان بس انا سايبه بكيفي يجيب أخرو 
يزن فضل ساكت لحظة، وبعدها قال:
– مسمعش كلمة انا هتصرف دي إسمها هنتصرف 
يامن  ابتسم قال بهدوء: –حاضر يا وحش 
يزن رجع قعد على الكرسي، وسحب ورقة تانية من الملف وقال:
– "طيب، تمام.
قولي إي رأيك في الصفقة الاجهزة دي 
يامن هز راسه وقال:
– "بص يا كبير… الصفقة دي مش مجرد أجهزة.
إحنا بنتكلم عن دخول سوق جديد بالكامل… سوق المستشفيات المتوسطة، مش الكبيرة بس.
اللي بيشتري أجهزة عشان يعيش بيها مش يفتخر بيها.
وده يفرق في نوع الأجهزة، وجودتها، وطريقة التوزيع."
يزن كان ساكت، بيسمع وهو بيقلب في ورقة قدامه، ويامن كمل بحماس واضح:
– "الأجهزة اللي داخلين بيها – خاصة وحدات الأشعة والتحاليل – معمولة بتقنية كويسة جدًا، كورية الصنع، بس بماركة ألمانية…
وده في السوق المصري يعني ‘برستيج بسعر’.
ودي نقطة نقدر نكسر بيها المنافسين اللي داخلين بأجهزة صيني مستوردة رخيصة."
يزن رفع عينه، وقال باهتمام:
– "طيب وإيه اللي مضايقك؟
واضح إنك مش مقتنع بالكامل."
يامن هز دماغه وقال:
– "مش مضايقني، بس في شوية مطبات…
أولاً، المورد الأساسي اللي هنتعامل معاه، عنده شبهة تأخير في التوريدات السنة اللي فاتت في الأردن، وعندي تقرير بيقول إنه سلّم دفعة أجهزة ناقصة قطع داخلية، واتمسك هناك بفضيحة بسيطة.
ثانيًا، طريقة الدفع اللي اتعرضت علينا risky شوية…
هو طالب مقدم ٤٠٪‏ قبل الشحن، وده رقم كبير من غير ضمانات قوية.
إحنا بندفع كأننا مستجدين، وده مش أسلوب الصياد."
يزن ابتسم بنص شفة، وقال:
– "كمّل."
يامن فرد ضهره وقال بنبرة جدّية:
– "أنا شايف نضغط عليه بإننا نفتح له التوزيع في فرع السودان كضمان – هو نفسه عايز يدخل هناك بس مش لاقي ممول.
نعرضها كامتياز، بس يكون مقابل شروط أقوى، وضمان جودة لمدة سنتين مش سنة واحدة.
ولو رفض؟
في مورد بديل في دبي، أغلى بنسبة ١١٪‏، بس بيقدّم تدريب مجاني على الأجهزة، وخدمة صيانة محلية، يعني نوفر كتير على المدى البعيد."
يزن قعد براحته في الكرسي، وساب الورقة من إيده… وقال ببطء:
– "أنا بحب لما تتكلم كده."
يامن ضحك وقال:
– "عارف… بس برضو دايمًا بتحسسني إني في امتحان شفوي."
يزن ابتسم وهو بيقول:
– "هو ده شغل الصياد… مفيش إجابة سهلة، ومفيش قرار يتاخد على طاولة فاضية.
كل حاجة بحساب… واللي بيغلط في الحساب…
بيتدفع تمنه."
وقف بعدها، ومشى ناحيته، وحط إيده على كتفه وقال:
– "رتّب اجتماع مع الموردين التلاتة الأسبوع الجاي.
أنا عايز أسمعهم بنفسي…
بس القرار النهائي هيكون بناءً على دراستك أنت والشباب."
يامن وقف، وضرب كفّه في كف يزن وقال:
– "يبقى القرار مضمون يا كبير."
خرج بعدها، وساب يزن واقف لوحده…
يزن سابه يطلع، وبعد ما خرج، مسك تليفونه، واتصل بمجهول:
– "ابدأو رصد حركة الظابط هيثم.
عايز أعرف بيقابل مين، وبيشتغل لصالح مين…"
صوته بقى حاد وهو يكمل: – "ومحدش يتحرك غير بإذني."
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قدام شركة "المدى جروب" ( فرع تاني من شركات الصياد ) – الساعة ١١ صباحًا
في عز النهار، عربيات رايحة جاية قدام الشركة الفخمة، وكل حاجة ماشية بانضباط زي الساعة.
عربية سوداء فارهة وقفت قدام المدخل، وبمجرد ما نزل منها رعد، كل الحراس عدّلوا وقفتهم وادّوا التحية… الهيبة ما بتتكلمش، بتبان.
لكن رعد وقف لحظة، وهو سامع صوت عالي… مش مألوف.
صوت بنت.
صوت مليان حماس، وطفولة، وغضب.
– "يا عم أنا داخلة! مش هفضل واقفة برة عشان حضرتك شايفني صغيرة!"
كان فيه بنت قصيرة جدًا، بالكاد طولها يوصل لكتف الحارس، واقفة قدامه وبتزعق بغضب بريء
– "أنا  عايزة اخش مليش فيه 
الحارس قال بهدوء:
– "آنسة، لازم تصريح للدخول."
– "أنا عندي ميعاد مقابلة في قسم التصميم. وإنت واقفلي كده ليه؟! هو أنا داخلة على مكتب وزير؟! ولا هتشوفوا اختراع نووي؟"
رعد وقف مكانه… مش مصدق.
البنت كانت زي القنبلة الموقوتة، بتتكلم بسرعة، وإيديها بتتحرك مع كل كلمة، وعينيها بتلمع بثقة غريبة.
ضحك… ضحكة كاملة.
دي أول مرة يضحك من قلبه من شهور.
البنت بصت له باستغراب:
– "هو في إيه يضحك؟!"
الحارس كان لسا هيتكلم رعد شاورة يسكت وهو بيبص عليها 
قال وهو بيقرب منها بخطوات هادية:
– "إنتِ جايه على شغل فعلاً؟ ولا جايه تعملي حفلة تمرد؟"
– "جايه أشتغل، وعندي أفكار ممكن تزوّد أرباح شركتك بنسبة ٣٠٪، فلو سمحت متوقفليش مستقبلي على باب الشركة."
رعد بص للحارس:
– "دخلها. فورًا."
رجعت تبص له بانتصار طفولي:
– "شكراً. وهتفتكرني… أنا اسمي نور."
رد رعد بابتسامة خفيفة:
– "أكيد… الاسم دخل في دماغي خلاص."
دخلت الشركة بخطوات سريعة، ووشها متحمّس كأنها داخلة ملعب مش شركة.
أما رعد، ففضل واقف في مكانه شوية…
فيه حاجة في البنت دي شدت انتباهه بشكل غريب.
كأنها مش بس جاية تقدم على شغل… كأنها داخلة تغيّر حاجة حقيقية.
♡♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
داخل شركة "المدى جروب" – قسم التصميم
نور كانت قاعدة في الاستراحة الصغيرة قدام مكتب المدير، رجليها ما كانتش ثابتة من الحماس، كل شوية تبص في المراية اللي في جنب المكان وتعدّل طرحتها الصغيرة، وتحاول تهيأ نفسها 
سكرتيرة أنيقة طلعت من المكتب بابتسامة هادية:
– "آنسة نور، المدير بيستناكي، اتفضلي."
قامت بسرعة وابتسمت بثقة، لكن أول ما دخلت المكتب...
اتجمّدت.
الكرسي الفخم اللي قدامها اتحرك ببطء… وطلع منه رعد، بابتسامته الغامضة.
نور اتسمرت في مكانها، عينيها اتسعت، وشها اتحوّل للون الطماطم، وكل الثقة اللي كانت لسه بتتحاكى بيها برا، طارت في الهوا.
قال بنبرة فيها سخرية ناعمة:
– "صباح الخير… أنسة أفكار تزوّد الأرباح ٣٠٪؟"
فتحت بقها شوية، وبعدين قالت بسرعة:
– "أنا… مكنتش أعرف إن حضرتك… هو حضرتك المدير؟!"
– "واضح."
– "طب أنا آسفة لو… يعني لو كنت اتكلمت بطريقة مش رسمية شوية برة، بس أنا كنت متحمسة، وأنت… كنت واقف بتضحك، ففكرتك موظف."
ابتسم وهو بيشيرلها تقعد:
– "اطمني، طريقة كلامك خلتني أقرر أقابلك فورًا. وده نادر يحصل."
قعدت على الكرسي المقابل، ولسه عينيها بتراقبه بتوتر طفولي.
– "طيب… حضرتك عايزني أتكلم عن خبرتي؟"
– "قبل كده… قوليلي، منين جبتي الثقة دي كلها وإنتِ لسه داخلة سوق الشغل؟"
قالتها ببساطة وصدق:
– "أنا طول عمري برسم… ولما اتقفلت الأبواب في وشي، قررت أفتحه بنفسي. فاكرة إن التصميم مش بس شغل، ده وسيلة أعيش بيها وأنا مبسوطة."
رعد سكت للحظة… نظراته اتحوّلت لاهتمام حقيقي.
– "وأفكارك عن الأرباح اللي قولتي عليها بره؟"
– "عندي مشروع تصميم منتجات للأطفال بخامات مصرية ١٠٠٪، ستايل مختلف وخفيف ويجذب السوق… أنا مش بس برسم، أنا بلاحظ. واللي بيلاحظ بيفهم الناس."
ابتسم رعد، وقال وهو بيقلب في السي ڤي:
– "أنتِ مختلفة فعلاً يا نور."
رفعت حواجبها بدهشة بريئة:
– "كويسة؟ ولا مختلفة اللي هي… غريبة؟"
ضحك وقال:
– "مزيج بينهم."
نور ضحكت، وأول مرة من ساعة ما دخلت تحس بالراحة:
– "أنا قبلت الشغل؟"
– "لسه. بس خليني أقول… أول انطباع عندك خطير."
– "خطير حلو ولا خطير يخليني أخرج من الباب دلوقتي؟"
ضحك تاني… وضحكته المرة دي ما كانتش مجرد إعجاب، كانت فضول.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند آرين كانت قاعدة مع مرفت وأيمن ورؤوف وليليان  في غرفة الليفنج 
آرين بحماس : واااو فرح لينا هيكون تحفة اووي وياااه لو الدكتور ريان يغنيلها هتبقي واااو بجد 
مرفت بضحك ـ ههههه ريان بطوله ده هيغني 
ليليان بحماس هيا كمان ـ لينو انهاردة هتروح تختار فستان الفرح 
أيمن بإبتسامة ـ عقبالك يا ليليانو 
جرت ليليان وحضنته وقالت ـ لا انا هقعد معاك يا عمو مش عايزة اسيبك انت وبابي 
لمعت عيون رؤوف عندما خطر بباله انو ليليان ممكن تسيبه في يوم 
كانت آرين قاعدة وبتبص عليهم بإبتسامة وهيا من جواها كانت بتتمني لو كان عندها عيلة 
سمعت صوت تلفونها بيرن وكان يزن ابتسمت بفرح  وقامت طلعت اوضتها وردت عليه بسرعة 
يزن بحب ـ أميرتي عاملة اي 
آرين ب إبتسامة مصطنعة ـ أميرتك كويسة طول منتا كويس 
يزن ـ وحشتيني اوي يا آري 
آرين بتنهيدة ـ انا أميرتك ولا روحك ولا قلبك ولا آري 
ابتسم يزن وقال بشرود عاشق ـ انتي كياني انتي رفيقة دربي انتي أماني انتي نبضات قلب يزن انتي النفس اللي بتنفسه انتي بنتي انتي مراتي وحبيبتي انتي جنه يزن 
لمعت عيونها بدموع وقالت ـ اوعدني انك تفضل جنبي يا يزن 
يزن ـ يزن جنبك يا أميرتي حتي لو روحت في يوم كل موحشك غمضي عينك وأول لمسه هواء هتلمس وشك اعرفي انو انا 
آرين بدموع ـ بعد الشر عليك 
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا أميرتي قوليلي بقا اي اللي مزعلك 
آرين بعياط ـ تعالي يا يزن انا عاوزاك 
قام يزن من مكانة بقلق وقال ـ مالك يا آرين 
آرين بعياط ـ تعالي 
طلع يزن من مكتبه بسرعة وقال ل السكرتيرة ـ إلغي مواعيدي كلها ومشي بسرعة وشافه ذياد وإستغرب 
ركب يزن عربيته وساق بسرعة  وهو لسا بيكلم آرين وبيحاول يهديها وفجأة الخط قفل بص في التلفون لقي تلفونه فصل شحن ساق بسرعه وبعد عشر دقايق وصل القصر 
*كان الكل قاعد في الصالون واستغربو دخول يزن*
مرفت باستغراب ـ يزن في اي 
يزن وقف وقال ـ آرين فوق 
أيمن ـ طلعت فوق من شويه كده في اي ..؟ 
يزن وهو طالع علي السلم ـ مفيش حاجه 
وطلع جناحه بسرعه ودخل 
ـ آرين 
كانت قاعدة علي السرير بتعيط بخنقة كبيرة سمعت صوته فتحت عنيها بسرعه لقيته واقف علي الباب وبينادي عليها بقلق نزلت بسرعه وجريت عليه اتشعلقت في رقبته وحضنته بقوة ضمها يزن لحضنة بحنان وهو بيرتب علي ضهرها وبيحاول يهديها  مشي بيها في إتجاه السرير وقعد عليه وهيا علي رجلة كانها بنته كانت بتحضنه بقوة كبيرة كانها خايفه يروح منها ومتكلمتش صوت عياطها بس اللي مسموع ويزن قلق عليها بس متكلمش اكتفي انو يضمها لقلبه ويرتب علي ضهرها بحنان لحد منامت في حضنه بعدها براحه عن حضنه وبص في وشها لقي دموع علي وجنتها مسحهم بإيده براحه وباس جبينها بحب وبقي يهمس لها بكلمات حانيه رغم انه يعلم انها نائمة الان شدها لحضنه تاني وبقي ينظر لها وهيا نايمة بدون ملل بدون زهق 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان ماشي وهو باصص في التلفون وفجاة وقف لما شافها ابتسم وشرد فيها لحظه كانت ماشيه مع موظفة كانت بتشرح ليها حاجه وبتتكلم بجدية كبيرة وإبتسامة هادية تزين شفتيها وقفت لما شافته قلبها دق بعنف واتوترت في الكلام والموظفة بصت ليها ب إستغراب 
ندي بتوتر وهيا بتبص عليه ـ إحم ..ااسفة روحي انتي دلوقتي مشت الموظفة وبقت ندي واقفة مشي يامن ووقف قصادها وقال بإبتسامة جميلة ـ إزيك يا ندي 
ندي بتوتر ـ انا ..ك..كويسه 
ابتسم علي توترها وحب ينكشها شويه وقال ـ مشوفتيش ريماس السكرتيرة كنت عاوزه في موضوع مهم 
اشتعلت ندي بنيران الغيرة وقالت ـ لا مشوفتهاش تحب ادورلك عليها 
كتم ضحكته وقال ببرود ـ لا هروح انا متتعبيش نفسك 
ندي بغضب وهيا ماشية ـ طيب 
مسكها يامن بسرعه من إيدها وقال ـ تعالي هنا راحه فين يا مجنونة 
ندي بغيرة ـ وانت مالك 
يامن بمكر ـ لا مالي ونص ولا اي وغمزلها 
اتوترت ندي وقالت ـ ت..تقصد اي 
يامن بنفس المكر ونزل لمستواها وهمس ـ شكلك حلو اوي وانتي غيرانه كده 
اتحبس نفسها بسبب قربه منها وريحه برفانه اخترقت انفها وقلبها وضربات قلبها ذادت 
يامن بغمزه ـ علي فكره سامع صوت ضربات قلبك يا ندوشتي 
بلعت ريقها بتوتر وحست انها مكشوفة اوي قدامة الملف وقع من إيدها بسبب التوتر شهقت ندي  وهيا بتبص علي الملف ويامن متابعها بإبتسامة كانت هتنزل بس وقفت فجأة وهيا حاسه ب الجو بقا حر اوي مشت بسرعه من قدامة علي مكتبها ويامن ضحك عليها 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في شركة  الصياد – مكتب ذياد الصياد
كان ذياد قاعد على مكتبه، وسط ملفات كتير مفتوحة قدامه، وعنيه بتجري في الأرقام، وصوت الكيبورد بيعزف سيمفونية سريعة.
الجو ساكت، بس فيه توتر خفي، كأن في حاجة بتغلي تحت السطح...
خبطت السكرتيرة على الباب بهدوء، ودخلت فورًا:
– "مستر ذياد، ريڤان الصياد برا وعايز حضرتك."
رفع ذياد عينه من على اللاب توب، وقال بنبرة هادية لكن صارمة:
– "دخّليه، ومن دلوقتي يدخل من غير استئذان... فاهمة؟"
أومأت السكرتيرة برأسها وخرجت، وبعد ثواني بالظبط... الباب اتفتح، ودخل ريڤان، بخطوات واثقة، ملامحه هادية، بس عينه تقطع الصخر.
ذياد بابتسامة ترحيب:
– "ريڤان باشا بنفسه هنا... نورت المكان."
قعد ريڤان قدامه، من غير ولا كلمة زيادة، وقال بصوت هادي جدًا، بس فيه نبرة خطر:
– "ده أنسب مكان أكلمك فيه بهدوء..."
ذياد استغرب نبرة صوته، ورفع حواجبه:
– "في إيه؟ حصل حاجه؟"
ريڤان اتكّى بإيده على مسند الكرسي، وقال بنبرة أهدى من اللازم:
– "الشخص اللي كان بيهددك بنادين... امبارح مسكته."
ذياد – بصدمة:
– "نــادين؟!! إنت عرفت؟!"
سكت لحظة، وتلون وشه بالدهشة والتوتر، فاكر الأيام اللي كان فيها بياخد رسايل مجهولة المصدر، وتهديدات إن لو مبعدش عن نادين هيموتها 
وهو كان ساكت، مش عايز ريڤان أو رعد يعرفوا…
بس واضح إن ريڤان عارف أكتر مما بيتقال.
ريڤان – بابتسامة باردة:
– "الواد كان بيلعب بالنار... دخل بيت الوحش برجليه، ومكانش عارف."
ذياد اتنفس ببطء، وحاول يفهم، لكن ريڤان كمّل وهو بيقف:
– "علمته الأدب... وعرفت منه كل حاجة..الرسائل  وحتى الناس اللي مشّياه."
قرب من المكتب، حط كارت صغير عليه، وقال:
– "اللي باعتلك التهديدات… مش هيكرّرها. واللي معاه… اتحرق."
رفع عينه لذياد، وقال بهدوء يخوف:
– "الوحش باعتلك سلام."
لفّ، وخرج من المكتب بخطوات هادية، وعلى وشه ابتسامة فيها انتصار ...
وذياد قاعد مكانه، عينه متسمّرة في الهوا، وهمس بصوت شبه مسموع:
– "صدق اللي سماك وحش...
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في كافيه بسيط على النيل...
كان الجو دافي، والشمس لسه بتودع اليوم، ولينا قاعدة قدام ريان، بتحرك المعلقة في العصير من غير ما تشرب، وعيونها فيه.
قالت له بخجل بسيط:
– "حاسّة إنك بتخبّي حاجة…"
ريان رفع حاجبه، وبص لها بنص ابتسامة وقال:
– "من ساعة ما اتخطبنا وانتي كل ما أكون ساكت شوية تقوليلي بتخبّي حاجة."
– "ما هو انت فعلًا بتخبّي!"
قالتها وهي بتضحك، بس بسرعة خدت رشفة صغيرة من العصير كأنها بتحاول تهرب من نظرة عينه.
ضحك وقال:
– "لو قولتلك إني بحب أبصلك وانتي ساكتة… كده برضو تبقي مؤامرة؟"
وشها احمر، وحطت إيدها على وشها وقالت:
– "ريان… بلاش الكلام ده قدام الناس."
– يعني بلاش أقول اللي جوايا يعني 
قالها الكلمة الأخيرة وهو بيقرب كفّه من كفها على الترابيزة، لمس صوابعها بهدوء…
ولينا سابت إيده، بس ما بعدتش، بالعكس… نزلت عيونها في الأرض وابتسمت.
سألها ريان بلُطف:
_ الفستان عجبك يا ليتو 
هزّت راسها بحماس:
وطلع تحفة اووووي 
ريان لمح الفرحة في عنيها، وسكت ثواني كأنه بيخزن الصورة دي في دماغه…
وقال بهدوء:
– "هتكوني أجمل عروسة شافها قلبي."
اتسعت ضحكتها، وقالت له بخفة دم:
– "يعني قلبك شاف كام واحدة قبل كده؟"
– "هو قلب مش كاميرا يا لينا… بس لو كان كاميرا، كان هيصورك انتي بس، وعلى طول."
ضحكت أكتر، وبعدين حطت كفها على خدها وقالت له بهدوء:
– "أنا كنت فاكرة إني عمري ما هتكلم تاني… بس دلوقتي…
أنا حتى صوتي بيرتاح جنبك."
ريان حس بقشعريرة خفيفة في جسمه… الكلام جه من القلب، وبصدق، وهو عارف كويس قد إيه دي مش مجرد جملة، دي لحظة.
وبهدوء، مد إيده في جيبه… وطلع علبة صغيرة، فتحها قدامها.
جواها كان في سلسلة دهب بسيطة… فيها قلب، محفور عليه حرف L & R
وتاريخ معين…
قال لها:
– "دي مش هدية مناسبة ولا عيد…
بس التاريخ اللي مكتوب… هو يوم ما نطقتي لأول مرة…
كان أعظم يوم في حياتي."
لينا بصت للسلسلة، وبعدين له… وبصوت خافت جداً، قالت:
– "أنا… مش عارفة أقول إيه."
ريان قفل العلبة، وقربها منها وقال:
– "قوليلها قدامي ‘بحبك’… وأخدها."
ضحكت من قلبها، بس عنيها دمعت، وهمست بخجل:
– "بحبك يا ريان…"
هو ماخدش السلسلة، هو بس قام، ولبسهالها بنفسه، وهو بيهمس وراها:
– "وأنا كمان… بحبك أكتر مما الصوت يقدر يقول."
وسكتوا شوية…
بس الصمت كان دافي، ومليان كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند عز وقف بالعربية بتاعته قدام بوابه قصر الصياد فتح ليه الحارس وهو بيأدي التحيه نزل عز من العربية وفي إيده ملف
عز وهو داخل ـ والله علي أخر الزمن هشتغل توصيل ملفات كان مالي انا كان زماني ملك قاعد في مكتبي ملك ملي هدومة بس أهي جات بفايدة اما أشوف ست الكل عامله اكل اي وفجأة وقف لما شاف بنت صغيرة جات وإستخبت وراه 
ـ إلحقني يا عمو 
عز بإستغراب ـ انتي مين يا شاطرة 
البنت ببراءة ـ خبيني بس الاول وانا هقولك انا مين 
ـ طب مين بيجري وراكي 
وفجأة ظهرت ليليان قدامة وهيا بتقول بغيظ ـ انتي هنا وانا بدور عليكي 
اتخض عز منها وقال ـ بسم الله طب كحي حتي انا قطعت الخلف 
ليليان بطفولة ـ بقولك إي يا أستاذ عز ابعد عن طريقي دلوقتي ..وانتي تعالي هنا 
قالت أخر جملتها وهيا بتبص علي البنت بغيظ وحاولت تمسكها من ورا عز وكانت قريبه جدا منه وعز لأول مرة يركز في ملامحها وقد إي ملامحها طفولية وجميلة وهادية 
البنت بصراخ ـ عاااااا إلحقني يا عمو 
فاق عز من شروده علي صوت صراخ البنت وحاول يمسك ليليان اللي كانت زي الفارة ومش عارف يكتفها بسبب قصرها 
عز بنفاذ صبر ـ يخربيتك فارة مش عارف أمسكك 
وقفت ليليان فجأة لما سمعت جملته والبنت هربت بسرعه 
ليليان بغيظ ـ انا فارة يا عز .
عز بتوهان ـ أحلي فارة والله 
اتكسفت ليليان واتلخبطت وقالت ـ ا..ا..انت يوووه أسكت بقا يا عز أصل انا زعلانه اوي اه والله 
ابتسم عليها وقال ـ زعلانة ليه بس 
ليليان بزعل ـ البنت دي بنت واحده شغالة عندنا إسمها زينب وأبيه فهد كان جايب ليا شوكلاته وانا روحت أجيب مايه .. لقيتها كلت الشوكلت بتاعي كله ..عاااااااا
عز بإبتسامة ـ بس يا ليليان 
ليليان ـ عاااا انا عاوزه الشوكلت بتاعي عااااا
عز بحنان ـ طب خلاص هجبلك الشوكلت بتاعتك بس أسكتي 
سكتت ليليان بفرح وقالت ـ واااو بجد 
ضحك عليها من قلبه وهيا سكتت بحرج 
عز بضحك ـ أيوة بجد ..خودي بقا الملف ده إديه ل يزن 
خدت منه الملف ب إحراج وقالت ـ حاضر 
عز بإبتسامة ـ انا ماشي ومتخافيش هبعتلك الشوكلت مع البنت 
ليليان بغيظ ـ لا هتاكلهم 
عز ـ ههههه لا متخافيش سلام وسابها ومشي 
وليليان فضلت واقفه تبص عليه وقلبها بيدق وهيا مش عارفه ليه وفعلا بعد خمس دقايق البنت دخلت عليها بكيس كبير مليان شوكلت خدته منها بفرح كبير ودخلت جري علي القصر 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أروى – أوضتها الصغيرة في بيت والدها
الليل كان ساكت، بس قلب أروى كان بيصرخ بصوت كل اللي جواه.
كانت قاعدة على الأرض، ضهرها للحائط، والدموع مغرقاها.
وشها كان باين عليه أثر الضر*ب… كف واضح على خدها، وتحت عينها فيه زر*قة خفيفة لسه بتظهر.
في إيدها صورة قديمة… صورة لأمها وهي حاضناها، وهي صغيرة… في لحظة سعادة مفقودة.
حضنت الصورة كأنها بتحضن أمها بجد، وقالت بصوت مخنوق:
– "انتي مشيتي وسبتيني ليه يا ماما؟
أنا لوحدي… بابا بيضر*بني كل يوم، ومراته… مراته بتقفل عليا الباب ومبتدينيش أكل…
أنا جعانة، جعانة أوي يا ماما، وخايفة…
كل ما الليل بييجي، بحس إني بمو*ت حتة…"
دموعها كانت بتنزل بهدوء دلوقتي، كأن حتى الدموع تعبت.
لفت نفسها في شال قديم كانت أمها شريته زمان، وكان ريحته لسه فيها ريحة حنينة.
وفي لحظة استسلام، وشها بدأ يهدى… وغرقت في النوم على الأرض.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مده طويلة 
حس يزن بنفس أرين في رقبته مبقاش منتظم عرف انها صحيت مشي إيده علي ضهرها بحب وقال 
ـ حبيبي 
همهمت آرين بهدوء وهيا بتدفن وشها في حضنه أكتر 
يزن بحنان ـ بقيتي كويسة دلوقتي ..؟ 
آرين بصوت مبحوح ـ أيوه 
يزن ـ طيب نمتي كويس عايزة تنامي تاني ..! 
آرين بنفي ـ لا مش عايزة 
ابتسم يزن بحب وقال ـ طيب قومي يلا عشان ناكل سوا انا ميت من الجوع 
آرين بهدوء ـ انا مش جعانة 
يزن مط شفايفه وقال ـ امممم طيب انا كمان مش جعان 
آرين ب إستغراب ـ بس انت قولت دلوقتي انك جعان 
باس جبينها بحب وقال ـ لو كلتي معايا هاكل غير كده لا 
تنهدت وقالت ـ طيب ماشي هنزل أجيب أكل لينا وأجي 
يزن ـ الاكل أهو يا روحي 
نظرت آرين الي الطاولة اللي عليها أكل وإبتسمت شالها يزن بخفة وراح بيها ناحيه الكنبة وقعد عليها وقعدها علي رجلة وبدأ يأكلها وهيا كمان بتأكلة وبعد مده انتهو وآرين قالت ـ هنزل أعملك فنجان قهوة علي متكون انت غيرت هدومك 
يزن ـ ماشي يا حبيبي متتأخريش عليا تمام 
ونزلت آرين تعمل القهوة ليه ويزن دخل الحمام ياخد دش ويغير هدومه 
بعد مده طلعت آرين وكان معاها فنجان قهوة وجنبه عصير عناب ساقع 
دخلت الجناح وكان يزن خلص الدش وغير هدومه ل هدوم بيتي مريحه وواقف في الشباك بيتكلم في التلفون وبينشف شعره ابتسمت آرين وحطت الصنيه علي التربيزه الصغيره وراحت عنده ومسكت آيده وهو بصلها بإبتسامه 
يزن ـ اه ..اه كمل معاك 
شدته بهدوء وقعدته علي السرير ومسكت منه الفوطة وبدأت تنشف شعره بهدوء 
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا عز أكيد ليليان حطت الملف في المكتب هبص عليه وبكره في الشركة نتقابل ان شاء الله ......... لا متقلقش كل حاجه تمام انا إتكلمت مع يامن ........ معرفش تلاقية واخد قرشين من حد متقلقش انا هتصرف وهوصي عليه في الشرطة 
راحط أرين عند التسريحة وجابط المشط والكريم الخاص بشعر يزن وحطت الكريم علي شعرة ومشطت شعره بهدوء وهيا مبتسمة 
يزن ـ ماشي يا عز هبقا أكلمك بعدين ...سلام يا صحبي 
خلصت آرين ومش إيدها بين شعره بحب ومسكت راسه وباستها بحنان 
قعدها يزن علي رجلة وقال ـ امممم بتتحمرشي فيا 
ضحكت آرين بقوة ويزن تاه في ضحكتها 
آرين بضحك ـ هههههه بتحمرش اي بس ههههه 
يزن بمرح ـ ايوا قولت الواد مشغول في التلفون استغل الفرصة 
آرين ـ ههههههه
وسندت براسها علي كتفه ـ ربنا يخليك ليا يا يزونة 
يزن ـ يا مين يختي 
آرين بخبث ودلع ـ يزونه بدلعك يا حبيبي 
يزن برفع حاحب ـ لا يزونه ولا حلزونه إسمي يزن وبس .
آرين بضحك ـ هههههه حلزونه إي بس هههههه 
يزن ـ بت إسمي اي 
آرين بمكر ـ ي..ز..ونه 
يزن بخبث ـ طيب انتي اللي جبتيه ل نفسك وبدا يزغزغها من جنبها وهو بيقول ـ يزن إسمي ايييي 
آرين ـ ههههه ..بس خلاص . والله هههههه
يزن بضحك ـ قولي يزن 
آرين ـ ههههه مش قادره 
يزن ـ مش هسيبك غير لما تقولي يزن 
آرين ـ هههههه يزونه إسمك يزونه 
رماها يزن علي السرير وقال بخبث ـ بقا كده طب تعالي وبدا يدغدغها بقوة وصوت ضحكهم كان مالي القصر 
ويزن بحبه وعشقه ليها قدر ينسيها حزنها 
بس يزن قلبه مشغول يتري كانت بتعيط كده ليه ومرضاش يسئلها دلوقتي 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تاني يوم كانت آرين قاعده مع ليليان في غرفتها ويزن مشي مع ندي وماري وراح الشركة 
ليليان ـ قوليلي بقا مالك يا ست آرين 
آرين بإبتسامة ـ مالي منا كويسة اهو وفرحانه اوي عشان كلها إسبوع ولينو هتتجوز 
ليليان برفع حاحب ـ عليا يبت ده يزن قبل ميمشي قالي أجي ألاقيكي عرفتي آرين زعلانه ليه من إمبارح يا إيما مش هيحصل 
أرين بتنهيدة ـ يزن ..يزن ده ربنا يخليه لقلبي ويحفظه من كل شر 
ليليان ـ هيييح يا عيني يا عيني 
آرين ـ بس يا لمضه 
ليليان ـ طب قوليلي مالك مش انتي بتعتبريني اختك برضو 
آرين بحزن ـ يعلم  ربنا انا بحبكم كلكم قد إي وكلكم إخواتي 
ليليان رتبت علي كتفها بهدوء ـ طب قوليلي مالك 
آرين بتنهيدة ـ هقولك بس متقوليش حاجه ليزن انا مش عايزاه يزعل 
ليليان اتوترت وبصت في تلفونها اللي بيسجل بأمر من يزن طبعا 
ـ ا..اه احم ..اه طبعا قولي 
آرين بحزن ـ كل بنت كانت بتتمني يوم مميز ليها يوم فرحها عيلتها جنبها أبوها وأمها واخواتها وأصدقائها والقرايب والجيران بتحلم تلبس فستان ابيض وطرحه طويلة وترقص هيا وحبيبها علي اغنية رومانسيه وهو يغنيلها ويشيلها ويلف بيها ويعمل ليها مفأجأة ... تعرفي انا فرحانه اوي اوي ل لينا بنت طيبة وتستحق الجميل كله أبوها جنبها هيسلمها ل عريسها والدموع في عينه ويقوله خلي بالك منها دي الغالية خليها في عينك ولو زعلت في يوم انا هقفلك ويعرفه انو ليها دهر ليها سند اخواتها كلهم هيقفو في ضهرها رعد وفهد ولؤي ويزن لو جات في زعلانة أكيد هيزعقو معاه ههه أختهم وانتي وماري وندي معاها دايما هتلبسوها وهتجهزوها وتقفو وراها وأبوها بيسلمها ل العريس وتشيلو طرف الفستان والناس ... وكملت بدموع والناس تقول اخواتها وأهلها ودهرها .. انا ..انا اتخلقت وحيده مفيش حد جنبي كان ..كان نفسي في اب ياخدني في حضنة ويقولي انا جنبك يا روحي نامي ومتخافيش بابا جنبك كان نفسي في ام تكون حنينه عليا وتكون صحبتني وتعرفني الصح من الغلط
آرين – عينيها مغرقة دموع، وكلامها بيخرج بصوت مرتعش من جوا القلب:
– "كان نفسي أحس إني مش غريبة فـ الدنيا…
كان نفسي أحس إني مش لوحدي…
كان نفسي أنام وأنا مطمنة إني هصحى ألاقي حضن مستنيني، حضن أم… ريحته فيها أمان.
أو إني ألاقي بابا بيجيبلي لعبتي اللي بحبها، أو حتى يقولي لأ وأنا أزعل، بس على الأقل يكون موجود…"
وبكت 
لكنها ما بكتش زي المرات العادية…
كانت دموعها مختلفة.
دموع حد عمره ما لقى مكانه وسط الناس، وبيحاول يقنع نفسه إنه قوي… لكن جواه طفل بيصرخ من الوحدة.
– "أنا لما بشوف حد بيتخانق مع أهله… بضحك من جوايا.
بتمنى أكون مكانه…
أهو عنده أهل يتخانق معاهم!
أنا كنت بتكلم مع لعبتي زمان… كنت بحكيلها كل حاجة.
كنت بقولها إني جعانة، وإني خايفة، وإني بحلم إن حد يخبط عليا الباب ويقوللي:
– 'يلا يا آرين… جه وقتك تعيشي زينا…'
بس محدش خبط…
ولا حد جه."
سكتت لحظة ومسحت دموعها بطرف كمّها، لكنها ما كانتش بتحاول تبين قوية.
كانت بس بتحاول تستجمع شوية من نفسها، تكمل بيهم.
– "زمان…
كنت لما أسمع عن فرح، أستخبى في أوضتي وأتخيل نفسي العروسة.
كنت بلبس طرحة قديمة لقيتها مرمية عند حدّة في الملجأ، وألفها على شعري،
وأقولهم 'أنا عروسة'،
وأرقص لوحدي،
وأتخيل إني شايلة ورد، وحوليّ ناس بتحبني…
بس كل ده كان وهم.
كان بيفضل في دماغي…
ولما أصحى… ألاقي نفسي على السرير الحديد، والمروحة بتزن، والليل حالك، وأنا بردانة وخايفة…
ومفيش حد."
ليليان كانت سكتة تمامًا…
عينها غرقت دموع، بس ما كانتش قادرة تنطق.
الوجع اللي في صوت آرين كان بيخترق القلب، يكسره ويعيد تركيبه على هيئة سؤال واحد:
"هي البنت دي استحملت قد إيه؟"
آرين كملت وهي بتحاول تبتسم، بس كانت ابتسامة منهارة:
– "أنا مش بزعل على حاجة فاتت…
أنا بس كنت بحلم…
أبسط حلم لأي بنت في الدنيا.
مش حلم القصور ولا الدهب…
أنا كان نفسي في حضن،
كان نفسي لما أبكي ألاقي إيد تطبطب،
مش تبصلي وتقولي 'اقفلي صوتك هضربك'…
كان نفسي لما أكبر ألاقي أخ أو أخت يقولولي 'اتأخرتي ليه؟'
مش ألاقي الباب مقفول في وشي، والمفتاح من جوه."
اتنفست بعمق، ونزلت دمعة جديدة… هادية، لكنها تقيلة، كأنها دمعة عمر كامل.
– "أنا عمري ما جربت أفرح بجد…
يمكن بس مع يزن،
هو الوحيد اللي حسسني إني مش عيب…
مش ناقصة…
بس برضو… ساعات بخاف أفرح…
عشان كل مرة كنت بفرح، كنت بعدها بتوجع.
عارفة أنا بحب لينا قد إيه…
بس وأنا بضحك وبساعدها، كان جوايا صوت صغير بيقولّي:
'طب وانتي؟
فرحك هيبقى عامل إزاي؟
مين هيبقى جنبك؟
مين هيقولك إنتي حلوة يا عروسة؟'"
ليليان قامت، قربت منها، وقعدت على الأرض قدامها، وبهدوء شديد، أخدت إيدها في إيدها.
وقالت بصوت حنين، صوت صادق:
– "وإحنا… مش أهل؟
مش إخواتك؟
مش بنحبك؟
يمكن الدنيا ما عطتكيش البداية اللي تستحقيها…
بس قسمًا بالله، النهاية هتكون مختلفة.
مش عشان حظك اتبدل…
لكن عشان ربنا كان شايف، وكان بيحضرلك الناس الصح…
يزن، وأنا، وندي، وماري، ولؤي، وفهد، ورعد…
إحنا معاكي…
وبنتعلم منك،
إزاي القلب يفضل نضيف رغم كل الجروح."
آرين بصت فيها، وقالت بهمس:
– "أنا مش عايزة كتير…
أنا بس… عايزة يوم أفرح فيه
ويكون ليا ناس تقول عليا 'دي عروستنا'
مش 'اليتيمة'."
قامت ليليان، ورفعتها معاها بحضن كبير…
وقالت بخبث وهي تمسح دموعها:
– "وبعدين، يعني مش انتي مرات يزن الصياد؟
والله لأفرحك فرح يخلي لينا نفسها تزعل!
وألبسك طرحة أطول من شارعنا،
وأشيلك أنا لو يزن تعب!"
ضحكت آرين من قلبها…
ضحكة باكية، بس مليانة حياة…
كانت أول ضحكة حقيقية من أيام.
وليليان بعتت التسجيل ل يزن وعيونها مليانه دموع 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في مكتب يزن – منتصف اليوم
كان يزن قاعد بكل تركيز قدام شاشة اللابتوب، قدامه عادل مدير الحسابات، بيشرح تقارير عن الميزانية الجديدة لفرع دبي.
عادل ـ بهدوء:
– "والصفقة دي هتكلفنا مبدأيًا 2.5 مليون، بس الأرباح هتبدأ تظهر بعد أول شهرين تشغيل…"
يزن حاسس إن الكلام بيدخل ودنه ويخرج من التانية، عقله مشغول بحاجة تانية، قلبه مش مرتاح من لحظة دخل المكتب.
وفجأة… صوت مميز رن في المكتب.
رسالة من ليليان.
مد إيده بهدوء، فتحها…
وشاف التسجيل.
قرأ أول سطر في الرسالة:
"زي ما طلبت مني، آرين اتكلمت…"
ماكملش قراءة وقال ل عادل 
ـ طيب اتفضل انت يا عادل وكمان ساعتين اتجمع انت والفرقه كلها عندنا إجتماع 
عادل بإحترام ـ أمرك يا باشا وإستأذن ومشي 
…   و يزن ضغط على "تشغيل"، وحط الموبايل على المكتب، وسند ضهره لورا في الكرسي الجلد.
ليليان اتسجلت بصوتها الأول:
– "أرين، قوليلي مالك…"
وبعدين… بدأ صوتها.
آرين.
آه يا وجع القلب…
الصوت اللي حافظه، والضحكة اللي بتطمنه، بقت دلوقتي مليانة حزن… وكسرة.
"كان نفسي في أب ياخدني في حضنه… ويقولي أنا جنبك يا روحي…"
صوابع يزن بدأت تضغط لا إراديًا على طرف الكرسي، وعنيه تزوّجت بالدموع بس ماسابهاش تنزل.
كان سامع… بس عاجز.
كأنه مربوط…
كأن الصوت بيخترق ضهره، ويعدّي جواه لحد القلب ويخبط فيه بقوة.
"كان نفسي في أم… تعرفني الصح من الغلط… ترجعني لو ضعت…"
غمض عنيه بقهر، كأن الكلمات بتتقال ليه هو…
هو اللي فشل يحس بكل ده من بدري.
هو اللي سابها وجعها تتدفن تحت صوت ضحكتها وهي بتقول “أنا كويسة”.
الصوت خلص.
بس الرجفة في قلبه ماخلصتش.
فضل ساكت.
وبعدها…
قام بهدوء، راح ناحية الشباك الكبير اللي بيطلّ على القاهرة،
والمدينة بتجري تحت رجله…
بس هو واقف، ثابت، في مكانه،
وحاجة جواه بتتكسر.
بصوت واطي، مش بيكلم حد معين:
– "دي أميرتي… اللي كنت فاكرها بتتحمل…
بس هي كانت بتنزف… وأنا ماخدتش بالي."
اتنفّس ببطء…
كأن النفس محتاج طاقة يطلع، كأن الوجع خنقه.
رجع لمكتبه، قعد، وكتب في ملاحظاته:
> "لو هنعمل خطة لفرح آرين،
فده مش فرح… ده حياة جديدة.
عايز كل اللي اتحرمِت منه تعيشه مضاعف.
عايز تتصور وهي بتضحك من قلبها.
عايز طرحتها تلمس الأرض… وتكون أطول من أي دمعة نزلت منها زمان.
فتح الموبايل، وبعت رسالة لـ فهد:
"تعالى المكتب حالًا."
ثم بعت رسالة لليليان:
"خليكي معاها متسيبهاش لوحدها ."
رجع يبص في الصورة اللي كانت علي مكتبه…
آرين كانت فيها بتضحك وبإيديها وردة صغيرة،
لكن في عينيها حاجة بيشوفها لأول مرة دلوقتي…
حزن مألوف… بس مخفي.
يزن، وهو ماسك الصورة، قال بهمس:
– "أنا آسف…
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وبعد أسبوع أخيرا 
انهاردة فرح الملاك علي ريان 
كانت الفرحة باينه علي وجوههم كلهم والقصر بيتزين بطريقة جميلة وشيك جدا وحاجه اخر فخامة ويزن طلب نوع ورد مخصص القصر كله يتزين بيه كانت آرين بتجهز عشان راحه مع لينا السنتر مع البنات وإبتسامة صافية علي وجهها 
دخل يزن وابتسم ـ أميرتي جاهزة 
آرين بحماس ـ جدا يلا بقا انت خليت البنات يمشو وقولت انت هتوصلني ل باب السنتر بنفسك 
يزن بضحك ـ اي ده امتا ده 
آرين وهيا بتشد إيده ـ يلاااا بقا انت لسا هتتكلم 
ضحك يزن من قلبه عليها وراحو السنتر 
ووصلها وهو في الطريق جاب ليها بوكيه ورد من النوع اللي هو بيعشقة وآرين اكتشفت ده 
وصلها السنتر ومشي 
جوه السنتر 
كانت لينا بتعمل ماسك لوشها وآرين خلت سلمت عليهم وقعدو وليليان جه في بالها فكره 
ليليان ـ آرين تعالي اعملي ماسك انتي كمان 
آرين بحرج ـ احم مش عايزة يا لي لي 
ليليان بتصميم ـ لا يلا 
والبنات كلهم اتحايلو عليها لحد موافقت بإستسلام وعملو ليها هيا كمان كل حاجه كانها عروسة بالظبط 
البنت صاحبه الكوافير جات وأخدت لينا عشان تلبسها 
ماري شافت فستان ـ وااااو شوفو الفستان ده 
ليليان ـ بسم الله ماشاء الله بجد تحفة اوووي وكمان التفصيلة رقيقة اوي وجميلة ولا شوفو التاج 
آرين نظرت ل الفستان وانبهرت بيه بجد كان جميل بمعني الكلمة واتمنت لو انو ليها 
البنت من وراهم ـ الفستان ده موديل جديد اول مره ينزل وجاي بطلب مخصوص ل بنت 
كانت آرين بتبص علي الفستان بإنبهار فاقت علي صوت البنت 
البنت ل آرين ـ انا خايفة الصراحة الفستان ميجيش علي مقاسها هيا في عودك وطولك بالظبط ممكن تلبسيه عشان أشوفة 
اتوترت آرين وقالت ـ مينفعش جوزي مش بيرضي أخليني أغير هدومي برا البيت 
ليليان ـ يا آرين انتي هتقسيه بس 
ماري ـ احم بليز يا آرين إلبسيه وعارفه كمان إلبسيه وهصورك وانتي لابساه عشان تكون للذكري انتي ملبستيش فستان في فرحك وعندي فكره كمان 
كلهم ـ اي 
ماري ـ آرين هتقيس الفستان وهتحط الميكب كمان واحنا هنجهز ونلبس ونتصور كلنا مع بعض 
ندي ـ واااو فكره تجنن 
ليليان ـ والله حركه حلوة 
آرين  ـ لا يا بنات أخاف ل يزن يعرف ويدايق اني غيرت هدومي برا 
كلهم قامو وشدوها ـ يلا بقا مش هنقول  ل يزن حاجه وحياتي 
لينا قالت ـ وحيات يزن عندك تقومي تلبسي الفستان ده انا هتجنن وأشوفه عليكي 
ندي ـ يلا بقي يا آرين انتي كده كده هتغيري هدومك برا عشان الفستان اللي هتلبسية 
ماري ـ يلا بقي يا آرين 
ليليان ـ وحيات يزن عندك انتي مش بتحبيه ولا اي 
كلهم ـ وحيات يزن عندك تقومي 
آرين إستسلمت والبنات أخدتها عشان يطلعو الدور التاني 
آرين ـ إي ده احنا  رايحين فين 
البنت هنطلع علي السلم ده واللبس فوق والميكب كمان وتنزلي عروسة من هنا انا هقيس عليكي الفستان ويارب يطلع مظبوط واشوفة عليكي وبعدها تنزلي للبنات تتصوري معاهم زي مهما حابين مع اني ممكن أرفض عشان كده خسارة ليا لكن عشان خاطرك انا هوافق تتصوري 
آرين بإبتسامة ـ شكرا ل ذوقك 
آرين لبست الفستان وكانت جميلة جدا جدا بمعني الكلمة ولما شافت نفسها في الفستان كانت فرحانه جدا بس الفرحة مش كاملة هيا هتقيس بس 
البنت بسم الله ماشاء الله ياريتك بجد عروسة وتطلعي من عندي وانتي بالجمال ده 
آرين ـ أحم شكرا ممكن اشوف في المراية 
البنت ـ هعملك ميكب بسيط جدا الاول وبعدين انزلي شوفيه 
آرين بتوتر ـ هو لازم ميكب يعني 
البنت ـ صدقيني الميكب خفيف خالص لا يذكر انتي أصلا جميلة اوي من غير حاجه  وبعدين تنزلي تتصوري بس بشرط 
آرين ـ اي 
البنت ـ هربط عنيكي بشريط خفيف عشان تشوفي نفسك تحت في المراية الكبيرة 
آرين ـ موافقة بس بسرعه بالله عليكي العريس زمانه جاي وانا لسا هغير هدومي 
البنت ـ متقلقيش انا والبنات معاكي هتخلصي في ثواني تعالي يلا 
والبنت حطتلها ميكب خفيف جدا ولبستها الطرحه والتاج وكمان جابت الجزمة بكعب عالي وكانت جميلة جدا جدا وآرين كانت خايفة لتقع من علي السلم وهي نازلة 
آرين نازلة ممن علب السلم والبنت رابطه عينيها ومسكاها ـ متخافيش واحده واحده علي مهلك انتي بسم الله ماشاء الله حلوة اوي البنات هتتصدم لما تشوفك 
آرين ـ هو السلم طويل اوي ليه كده 
البنت ـ هههههه عشان انتي نازلة ببطي بس خلاص يا قلبي وصلنا اهو هنادي للبنت دي تيجي تمسك إيدك أيوة يلا هاتي إيدك هنا يلا كملي انا وراكي اهو تعالي خلاص احنا داخلين علي البنات 
آرين ـ هو الجو ساقعة 
البنت ـ عشان التكييف بس خلاص إرفعي رجلك وعدي خطوة كبيرة اقفي هنا بااااس تمام كده 
آرين ـ إي الاصوات دي ..؟
االبنت ثواني هفكلك الشريط البنت فكت الشريط وكانت المفاجأة 
آرين فتحت عنيها وشافت نفسها قدام السنتر ويزن واقف قدامها وماسك في إيدة بوكيه ورد جمييل جدا 
آرين بدموع وصدمة ـ يزن 
يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجاة انتي مش هتتوقعيها يا أميرتي ...وعروستي وغمز 
يتبعععع 
كل اللي سمعه يزن، كان أنفاس الجميع المتقطعة، وخبط قلبه اللي بيرجع يدوّي في صدره زي طبل المو*ت.
كانت آرين لسه نازلة من فوق
– في إيه؟! إيه اللي حصل؟!
يزن بصّ لها بسرعة، ومد إيده يمنعها تنزل:
– لا يا آرين… ارجعي، ما تنزليش!
لكنها كانت نازلة… زي المجنونة.
**
وصلت، وشافت المشهد…
ليليان مرمية على الأرض، عينيها واسعين من الصدمة، وندى بتبكي، وفهد واقف متحجر، وإيده على خصره كأنه بيقاوم إنه ما ينفجرش من الغضب.
وراحت عيونها… ناحية الحارس.
الد*م… ريحته كانت طاغية. الورقة… بتترعش في إيد يزن، وصوته مكتوم.
وقعت آرين على الأرض، بإيديها، برجليها، بصوتها… كل حاجة فيها كانت بترتعش وهي بتصرخ:
– لأااا
صرختها قطعت سكون اللحظة…
اتحرك يزن بسرعة، عليها وهو بيحضنها من ضهرها، وغطّى عينيها بكفوفه وهو بيقول بحزم:
–  ما تبصيييش! ما تبصيش يا آرين!
بس آرين كانت شافت خلاص…
شافت الد*م…
شافت ج*ثة الحارس…
وشافت الورقة.
قلبها كان بيخبط في صدرها زي طبلة حرب، ونَفَسها بيتقطع.
ـ يزن… هو ما*ت؟!
ـ حد ق*تله؟!
ـ فيييه إيييييه؟!
كان صوتها كله هلع… زي طفلة بتنهار في حلم مر*عب مش قادرة تصحى منه.
**
رعد زعق بصوت عالي:
– طلعوها فوق! حد يطلّعها دلوقتي!
ماري كانت أول وحدة جريت عليها، ونادين ساعدتها، شدوا آرين من الأرض بالعافية، وهي مش قادرة تمشي من الرجفة، صوتها مبحوح وهي بتهمس:
– يزن ..يزن انا عايزة يزن 
آرين اتسندت على نادين، وهي بتبكي بتنهيدة طفلة صغيرة:
– ليه؟ ليه حد يق*تله كده؟!
نادين كانت بتحاول تهديها، ودموعها نازلة هي كمان، لكن قلبها كان بيصرخ:
> "في حد عايز يخلّي الفرح يتحوّل لجح*يم!"
**
الشرطة بدأت تعاين، والضابط عمر كان واقف جنب يزن، بيقلب في الورقة وهو بيقول:
– الرسالة دي واضحة… الشخص ده مش بس بيحب مراتك، ده مهووس.
يزن – بنبرة مليانة غِلّ وغيرة:
– وده معناه إنه هيعمل أي حاجة… حتى الق*تل.
ـ ومعناه كمان إنك المستهدف الجاي.
**
في أوضة آرين…
كانت قاعدة على السرير،  وعيونها مليانة دمع، ووشها شاحب كأنها شافت كابوس.
نادين جنبها، وماري على رجلها بتطبطب، وليليان لسه مش مستوعبة.
آرين همست بخوف:
– أنا السبب… أنا السبب إنه ما*ت.
ماري ـ لااا يا حبيبتي، انتي مالكش ذنب!
آرين – بصوت مكسور:
– انا السبب 
سكتت لحظة… وبعدين قالت:
– يزن في خطر… لازم نمشي من هنا، حالًا!
**
في نفس اللحظة…
يزن كان بيصرّ على كلامه قدام رعد وفهد ويامن:
– مش ههرب. ومش هخليها تهرب.
اللي يق*تل حارس عشان يهددني، يقدر يعمل أكتر.
فهد – بحدة:
– عشان كده لازم نحميها! ماينفعش نسيب آرين مكشوفة، مش بعد التهديد ده.
يزن – بصوت هادي بس قاتل:
– آرين هتكون في القصر… بس من دلوقتي، الحراسة تتضاعف.
كاميرات جديدة، فرق حراسة على مدار الساعة… ومش هنستنى، احنا اللي هنطارد القا*تل.
**
نرجع للأوضة…
آرين كانت قاعدة، ساكتة، بتبص في الفراغ، فجأة وشها تبدّل.
قالت بنبرة خافتة:
– أنا سمعت صوت… قبل ما أنزل.
البنات كلهم بصوا لها بذهول.
ـ صوت إيه؟!
– كان فيه حد… بينده عليا.
– كنت فاكراه اني بتهيألي  بس دلوقتي متأكدة.
– كان فيه صوت رخيم، غريب… بيقول:
> "لو مش ليا… مش هتكوني لحد."
سكتت.
الصمت ضرب الأوضة.
قامت ماري بسرعة وخرجت تجري ليزن.
– يزن… آرين سمعته!
– قبل ما تنزل… حد نده عليها.
يزن بص لها… ووشه اتجمّد.
– الصوت ده… هو اللي كتب الرسالة.
– الشخص ده… كان جوه القصر.
**
رعد دخل بسرعة وقال:
– جبنا حاجة غريبة في الجنينة.
ـ إيه؟!
– كاميرا صغيرة… مزروعة جوه شجرة…
ووش يزن وهو بيغنّي لآرين، كان متصور من زاوية تانية…
زاوية محدش يعرف عنها حاجة!
يزن اتكلم، بصوت جامد:
– يبقى القا*تل… مش بس عارفنا.
– ده معانا.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
شخص لابس كمامة وقف في أوضة مليانة صور مطبوعة…
صور لآرين وهي نايمة، وهي بتضحك، وهي ماشية في الجامعة… صور كلها من شهور
مسك صورة ليزن ورماها على الأرض، وداس عليها…
وقال:
– خلّي فرحتك تكمل يا صيّاد…
بس اوعى تنسى…
> "العرائس الحلوة… ماينفعش تفضل جنب وحش."
ورجع يضحك… بصوت بيصحي الشيا*طين
.
**
رجعنا للقصر…
رعد كان بيتكلم مع الأمن:
– كاميرات المراقبة اشتغلت؟ عايز كل دقيقة اتسجلت من وقت الفرح لحد دلوقتي.
محمد اتوتر، وقال:
– بس في عطل جه على السيرفر الأساسي من 3 ساعات.
يزن بصله بجمود:
– تقصد يعني إن القا*تل دخل… وخرج… من غير ما نعرف مين هو؟!
فهد دخل وقال بنبرة مقلقة:
– في حاجة أغرب…
– إيه؟
– البوابة الأمامية مقفولة بالكود... ماحدش دخل منها.
يعني اللي دخل… كان جوه الفرح أصلاً.
الصدمة خبطت في وش الجميع.
ـ تقصد إيه؟! ـ القا*تل كان واحد من الضيوف؟!
**
الليل اتقل…
وفي أوضة المكتب، اجتمع يزن، رعد، فهد، لؤي ، ويامن وذياد 
رعد قال بصوت تقيل:
– في احتمال كبير إن اللي ورا ده مش مريض بس… ده دارسكم كويس.
يزن:
… استخبى وسط الفرح، وسط الزحمة.
فهد:
– لازم ننقل آرين من هنا.
يزن رفض بعنف:
– لا. لو طلعنا من هنا هنبان إننا خايفين
سكت لحظة، وبعدين قال بنبرة حاسمة:
– ولو عايز يلعب… أنا جاهز.
**
الفصل لسه في بدايته…
وفيه أسرار، وجثث تانية، ومفاجآت هتقلب القصر فوق تحت.
دلوقتي القصة بقت أكتر من حب…
بقت صراع بين "الوحش" الحقيقي… ومهووس آرين 
##########################
في غرفة المراقبة الخاصة بالقصر…
كان رؤوف واقف قدام الشاشات، بيقلب في تسجيلات تانية، احتياطية، من كاميرات غير متصلة بالسيرفر الرئيسي.
رؤوف – بصوت مبحوح:  
– في حاجة… لحظة بس!  
– دي الكاميرا اللي على البوابة الخلفية... اشتغلت لحظة واحدة قبل ما تتقفل!  
رعد دخل بسرعة:  
– شغّل الصورة… بسرعة!
الصورة كانت مهزوزة، ضعيفة، لكن في جسم متخفي رياضي ، لابس سترة سميكة، ووشه مش باين في وشم عقرب علي إيده 
بس اللي خلّى الكل يتجمّد…  
إنه كان شايل "صندوق صغير أسود" وبيتحرك بمنتهى الهدوء، وكأنه عارف كل زاوية في المكان.  
**
رعد تمتم:  
– ده مش قا*تل عشوائي… ده شخص مدرّب.  
– ودي مش أول مرة يدخل فيها القصر.
***************************************
في نفس  الوقت ده، كانت آرين بتتنفّس بصعوبة وهي 
نزلت تجري، طلعت ليزن، الصورة في إيدها:
– يزن الصورة دي كانت واقعه جنب الكوميدينو
يزن خَد الصورة، وشاف العلامة اللي في طرف الصورة… رمز صغير محفور تحت الطباعة، علامة زي رأس أفعى ملتفّة حوالين كلمة:
**"Lamia"**
**
رعد صرخ فجأة:  
– استنى! الرمز ده… شفته قبل كده.
– ده توقيع معروف لتشكيل إلكتروني بيشتغل على التشفير واختراق أنظمة الأمان…
– بس دايمًا بيتقال إنه مجرد أسطورة… شبكة اسمها Lamia.
يزن بجمود:  
– يعني إحنا مش بس قدام مهووس.
– إحنا قدام شبكة... هدفها آرين.
**
في الوقت ده…
كانت نادين خارجة من أوضتها، وبتعدّي من جنب الشرفة الخلفية، لما سمعت صوت حاجة بتتهامس في الجنينة.
قربت ببطء…
وبتشوفه.
شخص واقف جنب شجرة، بيكلم حد على جهاز لاسلكي صغير، وبيقول:
– الهدف بدأ يشك… لازم ننفّذ المرحلة التانية قبل ما تتأمن زيادة.
عيون نادين اتسعت، لكن قبل ما تتحرك…
صوت من وراها قال بهمس:  
– صغيرتي الجميلة أليس من العيب الاستماع إلي حديث شخص أخر 
لفت… لقت نفسها وجهاً لوجه مع شخص مقنّع.
**
صر*خت نادين بكل قوتها، لكن الإيد كانت أسرع.
حط إيده على بُقها، وجرّها نحية السور الخلفي…
قبل ما يتدخل "ذياد" بقوة، صوته بيهدر:
– سيبهاااا!
هجم عليه، والاشتباك بدأ وسط العتمة!
ضر*بات، ور*كلات، وسك*ينة لمع نصلها للحظة…
لكن ذياد كان أقوى.  
وقع المقنّع، وجرى هارب، وفهد لحقه بس ما لحقش يقبض عليه، اختفى في الغابة الخلفية للقصر.
رجع ل نادين وهو بيهلث:
– إنتي كويسة؟!  
– نادين، ردي عليا!
نادين كانت منهارة، بس عنيها بتلمع من الصدمة:
– أنا سمعتهم… مش واحد، دول كتير.  
**
يزن كان بيسمع من فهد، ووشه اتحول لجماد.
– يعني… فرحنا كان البداية بس؟!
قالها، وبص لمكتبه…
وقام بهدوء قا*تل، فتح درج مكتبه، طلع مسد*س 
رعد – بحدة:
– يزن؟!  
– انت ناوي على إيه؟
يزن – بنظرة مميتة:
– خلّصنا لعبة الحب.
– دلوقتي نلعب لعبتي أنا
لكن فجأة إستوعب حاجة ولف ل الجميع بزعر وقال ـ ريڤان فين 
يتبع ....
في اللحظة دي، اتجمّد الكل…
كأن الزمن وقف على صوت يزن وهو بيصرخ:
– ريڤان فين؟
كلهم بصوا لبعض، والقلق بيعصف بقلوبهم.
رعد نطق بصوت مشوش:
– فعلا ريڤان فين .. حتي إمبارح في الفرح مشوفتهوش 
فهد – بخوف شديد:
– معقول الشبكة
يزن – بصوت مخنوق وهو بيجري:
– ريڤاااان!
خرج يزن زي المجنون، صوته بيملى المكان، وعيونه بتدور على  أخوه 
في الجنينة الخلفية، النور كان خافت، وكل حاجة بقت موحشة فجأة.
– ريڤاااااااان!!
لكن مفيش رد…
رعد بيصرخ في اللاسلكي:
– اقفلوا كل البوابات! حد يتأكد من وجود ريڤان حالًا!
– كل فرد أمن يفتش القصر والجنينة..  ودلوقتي 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صرخة يزن دوّت في القصر كله:  
– ريڤان فين 
اتجمد الكل في مكانه…  
ندي لفت عليه بقلق:  
– إيه؟!  
يزن – بصوت مبحوح:  
– ريڤان! حد شاف ريڤان؟!
مفيش رد…  
الكل بدأ يتحرك بسرعة، خطوات متسارعة، وخوف بيكبر في الصدر.
نادين قامت من جنب ندي، وسألت بجنون:  
– ماكنش معاكم فوق؟!
لؤي بغصه في قلبه ــ
ريڤان مش موجود من إمبارح 
ركض يزن من غير ما يستنى…  
فتح باب أوضة ريڤان…
فاضية.
السرير مفروش
صرخة مكتومة خرجت من صدره:  
– ريڤان!!!  
بص حواليه بجنون…  
الحمّام؟ مفيش.  
البلكونة؟ مقفولة.
رعد دخل عليه وهو بيقول بقلق:  
– مش في الجيم الخارجي، ولا في أي أوضة من فوق!
كل القصر تقلب.  
نداء في كل ركن:  
– ريڤاااان؟!  
آرين كانت نازلة من السلم وهي بتترعش:  
– في إيه؟!  
– هو ريڤان… هو بخير؟!
يزن – بصوت مخنوق:  
ـ اخويا فين 
عيونها اتسعت، وشهقتها خرجت من قلبها:
– لأاا… لا مش ممكن!  
محمد رجع بسرعة من باب القصر، بيهتف:  
– لقيت حاجة برا!  
الكل جري وراه…
كان في ظرف أبيض صغير متعلق في الباب الخارجي، بخيط أسود دقيق.  
رعد شال الظرف بحذر، فتحه…  
لقوا ورقة مكتوب فيها بخط مريب:
> "ما خدتش لعبتك الأولى…  
> بس المرة دي  
> هاخد الأجمل…  
> ريڤان  هيسليني هنا شويه 
> لو عايز تشوفه تاني، اتبع الد*م."
وكان في فلاشة حمراء في الظرف 
يزن وقف مكانه…  
كأنه تلقّى طع*نة في صدره.  
– ريڤان ..خطفوه
رعد – بحدة:  
– أقفلوا كل بوابات القصر!  
– فتشوا كل شبر! 
جوا القصر كان يزن قاعد دافن وشه في إيده وبيحاول يمنع دموعه وإحساسة ب تأنيب الضمير مش سايبه
ازااااي ازاااي اول مرة أهمل إخواتي كده ريڤان مفقود من إمبارح وانا ..انا لسا عارف دلوقتي . يتري عملو فيه إي ..وهو حاسس ب إي دلوقتي ..ريڤان ده انا اللي مربية ..ده إبني مش اخويا ازاااي انا فشلت في اني احمي إخواتي ..نادين اتهجم عليها و..ولولا ذياد كان زمانها ..لا لا لا مستحيل مستحيل أخلي حاجه تحصلهم .. دول ولادي مش إخواتي لا ياارب ..يارب إحفظهم يارب 
جات آرين وقعدت جنبه بخوف ودي كانت غلطتها يزن حزرها كذا مره لما أكون متعصب متقربييييش 
حطت إيدها علي كتفه وقالت بدموع ـ ي..يزن 
يزن بغضب وهو بيقوم من جنبها ـ
أمشييي غوووري من وشي ..انتي السبب من اول مجيتي علي حياتي وحيااتي مقلوبه فوقاني تحتاني ..انتي بلااء وربنا ..انهارده بسببك انتي انا معرفش مكاان أخويا فييين اول مرره احس بالعجز كده اول مره من اول مدخلتي علي حياتي والمصايب نازله ترف ترف انتي غلطة وهفضل اتعاااقب عليها طوول عمري بسبب انا أهملت عيلتي ودي عمرها محصلت أبداا اختفيي من قداامي دلوقتي يلاااااااااا 
قال أخر كلامه بصراخ وحده 
كانت آرين بتعيط بإنهيار وهيا بتبصلة بعتاب 
آرين بعياط ـ يزن انا 
مسكها يزن من كتفها بقوة ـ مش عااايز أسمع صووتك اناا بكرهك 
شهقت بصدمة وعياط حاد جدا وهيا مش عارفه تاخد نفسها 
آرين بعياط وخوف ـ ا..ان.ا.سف..ه..سي..ب..ني ..ب..تو..ج..عني 
( انا اسفع سيبني بتوجعني ) 
زقها يزن بقوة لدرجة وقعت علي الارض 
آرين بعياط ـ ااااه 
يزن ـ إمشيي إطلعيي فووق 
قامت آرين بخوف وطلعت علي فوق بسرعه وطلع وراها نادين وماري وليليان وندي اللي كانو بيبصو ل يزن بغضب وعتاب 
يزن واقف في الصالة بينهج بغضب كبييير في صدرة 
جه رعد وضر*بة بو"كس بغضب 
ـ انت شخص غبي ..ممكن تفهمني هيا عملت إي عشان تعاملها كده وتقولها كده 
يزن بصراخ وغضب ـ رررررعد 
رغد بصوت عالي ـ  انت غبي يا يزن انت مفكر آرين لوحدها لا خليك فاهم انا في ضهرها ومش هسمحلك تعاامل أختي كدده فاااهم ولا لا 
غمض يزن عيونه  بقوة وغضب وهو بيحاول يهدي نفسه  ويفكر بهدوء  
أيمن بهدوء ـ انا مش هتكلم دلوقتي ..الكلام لما ريڤان يرجع بالسلامة ان شاء .. إمسك الفلاشة دي كانت في الظرف 
مسك يزن الفلاشة بلهفة وراح ناحية الشاشة الكبيرة وشغلها وراح وقف قدامها والكل واقف وراه بترقب 
الشاشة إشتغلت وكان فيديو بث مباشر 
المقنع كان واقف ورا ريڤان المربوط بسلاسل وبيمشي السك*ينه بهدوء علي جسمة وريڤان فاقد الوعي 
يزن بصدمه ودموع اتحجرت في عيونه ـ ريڤان 
المقنع – بهدوء متغطرس:
– مرحبًا… يزن الصيّاد.
يزن – بصوت هادر من الغضب:
– هق*تلك… فااااهم؟! هق*تلك بإيديا يا ابن الـ...
المقنع – ضحك بنبرة مجنونة وهو يهز رأسه:
– إهدي بس يا عم يزن، كده تزعلني منك… أنا بس بسلّم، وانت تهددني؟ طب والله عيب.
يزن – بيزأر كأنه وحش اتجرح:
– عايز إيه؟! قول عايز إيه وبلاش تلف وتدور!
المقنع – بصوت مريض، بيحرك السك*ينة على كفه كأنه بيطبطب على نفسه:
– آرين.
يزن – نبرة صوته خرجت من الجحيم:
– انت اتجننت ..هقت*لك لو فكرت تقرب ناحيتهاا 
المقنع – حط رجل على رجل، وقعد قدّام الكاميرا كأنه في جلسة رسمية
– يزن… يزن… يا غبي.
– إنت فاكرها ليك؟!
– آرين ليا انا وبس . عارف كان ممكن اخدها منك غصب عنك عاادي جدا وانت مكنتش هتعرف ليها طريق بس انا حبيت ألعب معاك شويه وأشوف قوة ملك السوق الوحش 
يزن – بيكتم انفجاره بصعوبة، وإيده بتترعش من الغضب:
– أقسم بالله هحطك في القبر بإيدي.
المقنع – بإبتسامة باردة:
– شوف، انت لو قت*لتني مش هتغيّر حاجة… بس لو قربت منها، هتغير كل حاجة.
– لأنك لو مابعدتش… ريڤان هيمو*ت.
وكمل بهوس وجنون ـ إبعد عن آرين لو عاوز أخوك 
ظهرت صورة لريڤان على الشاشة… جرح صغير على خده، وبصمة سك*ينة جنب ضلوعه.
مرفت – بصوت باكي مفجوع:
– عشان خاطري يا ابني… متأذيش ابني… خدني أنا،  سيبه 
المقنع ببرود ـ امممم يزن  انت في إيدك الاختيار ومن هنا لوقتها ريڤو هيفضل معايا طلق آرين تاخد أخوك غير كده أسف 
يزن – بصوت مجروح، ودموعه بتلمع:
– لو حصله حاجة مش هيكفيني مو*تك 
المقنع – وهو بيرفع السك*ينة قدام الكاميرا:
– انت قدامك خيارين يا يزن آرين يا إيما ريڤان 
مرفت – بهمس:
– يا رب… يا رب احفظه يا رب
المقنع – فجأة قام، وبص للكاميرا بقسوة:
– قدامك إسبوع، يا صياد…
– تبعد عن آرين… وتعلن ده قدام الكل.
– أو… أكمل لعبتي مع ريڤان.
وفي الاسبوع ده كل متتأخر يوم هتصحي الصبح هتلاقي ج*ثة في بيتك زي النهاردة كده دي كانت قرصه ودن بس 
يزن – بصوت مبحوح:
– ريڤان لا… بلاش هو… خدني أنا!
المقنع – ضحك بصوت عالي، صوته مرعب، وأغلق الكاميرا فجأة.
الشاشة سَوَّدت.
الكل في الصالة كان متجمد…
صوت نحيب مرفت،، توتر فهد ورعد… وعيون لؤي بتدور في السقف كأنها بتدور على أمل وأيمن قعد علي الكرسي بحزن ومحمد جنبه ورؤوف راح يشوف الحرس  وذياد ويامن وعز كانو بيحاولو يخترقو الشبكة لكن فشلو 
**رعد – وهو بيخبط بيده على الطاولة:
– لازم نعرف مين ده… ولازم نلاقي ريڤان… بأي تمن.
أما يزن… فكان واقف لوحده، عيونه في الأرض، وصوته بيهمس بينه وبين نفسه:
– آرين… ريڤان… أنا مش هقدر أعيش من غيرهم هيضيعو من إيدي انا مش هقدر لا يارب لا مش هقدر علي خسارة حد فيهم 
– بس أقسم بالله… أنا اللي هخلّص اللعبة.
رعد قرب من يزن وطبطب علي كتفه واتفاجي بالدموع اللي في عيونه ـ كل حاجه هتتنحل يا يزن 
يزن بضعف ـ مراتي وأخويا .. مش هقدر أختار بينهم دول حياتي انا مش هقدر أعيش من دون حد فيهم 
فهد بحزن ـ يزن مكنش ينفع تتعامل مع آرين كده هيا ملهاش ذنب في حاجه 
بصله يزن بإستغراب وبعدين افتكر اللي قاله ل آرين وشهق بصدمة وقال ـ انا ..انا مش عارف ازاي قولت كده وجري بسرعة علي الجناح بتاعة 
------
كانت آرين بتعيط والبنات جنبها بيحاولو يهدوها 
ماري بحزن ـ كفاية يا آرين يزن بس كان متعصب 
آرين بعياط ـ ه..هو قال ..ب.بيكرهني 
ندي بزعل ـ يا حبيبتي يزن مش بيعشق قدك حرام عليكي ارحمي نفسك 
ليليان ببكاء ـ خلاص عشان خاطري يا آرين متعيطيش 
نظرو لها ب إستغراب وآرين بتمسح دموعها وهيا بتبصلها بإستغراب 
ندي ـ انتي بتعيطي ليه انتي كمان 
ليليان ببراءة ـ عشان آرين بتعيط وأبيه ريڤان وحشني اوي 
اجتمعت الدموع بعينها وهيا بتفتكر ريڤان ويتري هو عامل إي دلوقتي 
دخل يزن بسرعة وهو بيبص علي آرين 
خافت آرين وعيطت وإستخبت في ندي ومسكت فيها حاجه 
وجعه قلبه جامد بتتحامي في ندي منه ..! 
يزن بصوت خفيف ـ سيبونا لوحدنا شويه 
قامت ماري وطلعت ووراها ليليان وندي كانت هتقوم بس آرين مسكت فيها جامد وعيطت بخوف ـ عشان خاطري متسيبنيش لوحدي 
فتح عينه بصدمة كبيرة وهو مش قادر يستوعب هيا خايفة منه .؟ 
يزن بحزن ـ آ..آرين 
آرين ببكاء ـ انا معملتش حاجة والله ..انا أسفة بس متزعقليش .
اتقدم يزن منها ببطئ لحد موقف قدام السرير شد ندي من إيدها وقومها وآرين ماسكة هدومها وهيا بتترجها متسيبهاش 
يزن بهدوء ـ روحي انتي يا ندي 
ندي ـ بس 
يزن بحده ـ قولت روحي انتي يا ندي 
مشت ندي بسرعة وقفلت الباب وراها 
يزن بحنان وهو بيقعد جنب آرين ـ آريني خايفة مني معقول ..؟ 
آرين بخوف ـ لا لا مش خايفة 
غمض عيونه بحزن وفتحهم وشالها وقعدها في حضنه ـ لا ازاي انا حاسس انك خايفة 
حضنتة آرين بزعل وقالت بعياط ـ انا زعلانة منك اوي يا يزن ..ومش هكلمك تاني خالص 
يزن بدموع ـ مش هقدر علي بعدك عني يا آرين انا من غيرك أموت .. أسف يا أميرتي اتعصبت عليكي وزعلتك حقك علي  ..
آرين ـ  ا..انت ق..ولت انك ..بتكرهني وانا ..ز..زعلت أوي 
حضنها يزن جامد كانه بيستمد قوته منها عشان يعرف يكمل ـ حقك عليا يا حبيبي 
آرين وهيا بتستخبي في حضنة ـ لا انا زعلانه ومش هكلمك 
ابتسم غصب عنه عليها منين بتقولة مش هتكلمه ومنين بتحضنة أكتر 
كان يزن سايبها تتحايل على حضنه من الزعل
يزن – بصوت مبحوح: – أنا آسف... آسف من قلبي، والله ما كنت أقصد أزعلك كده.
آرين – وهي ماسكة في هدومه بعناد طفلة مجروحة: – طب وأنا؟! أنا كنت عاملة إيه؟... خفت عليك، نزلت عشانك، وبرضو بقيت السبب؟!
يزن – شدها عليه أكتر، وباس راسها وهمس: – إنتي ملاكي... وأنا وقعت في لحظة شيطان… والله كنت بزعق من الغضب وانا قايلك كذا مره لما أكون متعصب إبعدي عني صح ولا لا 
آرين – ببكاء مكتوم: – بس انت زعقت فيا وزعقتلي قدام الكل.
يزن – بكسر: – آه والله عارف.. انا أسف 
سكت لحظة، وبعدين بص لها بعينين حمرا من الدموع و الضغط، وقال: – بس تعرفي؟ أنا يوم ما هخسرك… مش هعيش بعدها.
آرين – بخوف: – بس إنت قلت إنك بتكرهني...
يزن – وهو بيحضنها تاني بقوة: – وده أغبى كذبة طلعت مني… والله أنا بموت فيكي، وبموت من خوفي عليكي... أنا كنت بفكر في ريڤان، واتخضّيت، واتوجعت، وبدل ما أحضن اللي بتحبني، رميتك بعيد!
آرين – وهي بتتنهد في حضنه: – بس وجعتني يا يزن… وجعته قلبي قبل ما تزعقلي.
يزن – وهو بيحضنها أكتر، وبيمسح دموعها بكفوفه: – معلش… معلش يا عمري، أنا آسف، هقعد ألف العمر كله أعتذر، بس أوعدك... مش هسمح لنفسي أزعلك تاني، ولا أقرب من دموعك.
آرين – وهي بتدفن وشها في صدره: – طيب… هسامحك… بس بشرط.
يزن – وهو بيضحك من بين الدموع: – آمري، عيوني ليكي.
آرين – بنبرة طفولية: – ماتزعقليش تاني… حتى لو الدنيا كلها بتولع.
يزن – وهو بيطبطب عليها: – مش بس مش هزعق… ده صوتي مش هيعلا عليكي طول ما أنا عايش.
سكتوا لحظة… ثم همس يزن: – بقولك يا آرين...
آرين – وهي مغمضة: – نعم؟
يزن – بابتسامة صغيرة وهو بيحضنها بحنان: – أنا بحبك… بحبك أوي يا طفلة قلبي.
آرين – بهمس: – وأنا كمان… بس مش هقولك.
يزن – بضحكة دافية: – طب خلاص… خليني أسمعها من عيونك.
برا الأوضة…
كانت ندي واقفة بتسمع ضحكتهم ودموعها نازلة من الفرحة، بصّت لماري وقالت:
– صالحها .. الحمدلله 
ماري – بابتسامة: – لسه في حرب... بس الحب بيكسب مع أول حضن.
______________
وفي مكان تاني…
كان المقنع قاعد قدام شاشة بيشوف كل لحظة حصلت، وبيتكلم لنفسه:
– بتحبه؟ حلو…
بس فاكر إن الحب دايم؟
ضحك بهمس شيطاني وقال:
> "الحب مش بيمنع الرصاصة… ولا بيهدي الخوف."
____________
وسط ممرات القصر الهادية، كانت ليليان ماشية بخطوات مترددة، بتبص حواليها بخوف كبير. الضلمة الخفيفة، وصوت الريح اللي بيزحف من الشباك، خلّى قلبها يدق بسرعة.
وفجأة…
خبطت في حد!
ليليان – بصريخ هستيري: – عاااااااااااااااااااااا!
عز – بخضة مش أقل منها: – عااااااااااااااه!
ليليان – ولسه بتصرخ: – عاااااااااااا!
عز – وهو بيتخض أكتر: – عااااااااااااااااه في إييييييي؟!
سكتت ليليان فجأة، وخدت نفس عميق من كتر الرعب، وقالت بأريحية باينة:
– عز؟! هو انت؟! أووووف الحمدلله
عز – وهو بيحط إيده على قلبه: – طيب قعديني بقى… رجلي مش شايلاني… قلبي وقع في رجلي من الخضة.
وقعد على الكرسي الخشبي جنب الحيطة، نفسه بيطلع وينزل، وعينيه لسه بتتهرب من الرعب اللي فيهم.
ليليان حاولت تمسك نفسها، لكن ضحكتها كانت بتزحف على وشها، ومبقتش قادرة تكتمها، وفي نفس الوقت مكسوفة.
ليليان – بصوت متقطع: – احم…
عز – وهو بيبصلها بغيظ حقيقي: – انتي يا بيت، انتي طالعالي في البخت ليه؟ يخرب بيتك، هقطع الخلف!
ليليان – بزعل مصطنع وغيظ طالع من قلبها: – الله! وانا مالي؟! مش أنا اللي خبطت فيك، أنا فكرتك القااااااااتل!
عز – بابتسامة فيها سخرية: – القاتل؟! وانتي فاكرة القاتل هيبقى عايز حاجة من واحدة هبلة زيك؟
ليليان – بحدة وردح: – اسما الله عليك يا عاقل يا راسي… يا نيوتن، يا نجيب محفوظ، يا زويل، يا… ياااااااااه خلاص خلاص، والله هسكت قبل ما تق*تلني أنت فعلاً!
عز وقف، وبص لها من فوق لتحت، وهو موطي شوية وكأن في حاجة في دماغه بتغلي:
– اختفي من قدامي بسرعة، قبل ما أعمل جر*يمة بجد.
في أقل من ثانية… كانت ليليان جرت من قدامه وهي بتضحك وتكتم صوتها، ووشها محمّر من الخجل والضحك.
عز بص في ضهرها وهو بيضحك، وهز راسه وقال بصوت واطي:
– غريبة…  البنت دي
__________
كانت نادين قاعدة على السلم الرخامي الكبير، ضامة رجليها لصدرها، ودموعها نازلة في صمت موجوع.  
قلبها مش مرتاح، والرهبة جواها بتزيد مع كل دقيقة بتعدي من غير ما تسمع صوت ريڤان… أخوها، توأمها، ضحكته اللي كانت دايمًا بتطمنها حتى في أسوأ لحظاتها.
قرب منها ذياد، وقعد جنبها بهدوء، محافظ على المسافة، وصوته كان دافي كأنه حضن:
– نادين…
رفعت عيونها له، كانت عيون باكية… ومرهقة، وقالت بصوت مخنوق:
– أخويا يا ذياد… أنا عاوزة أخويا
مد ذياد إيده وهو بيطبطب على الفراغ جنبها كأنه بيحضن الوجع من بعيد:
– شششش… إهدي ريڤان هيرجع… هيرجع وسطينا تاني، انتي مش واثقة في يزن ولا إيه؟
نادين شهقت وهي بتكتم بكاها وقالت:
– يزن صعبان عليا أوي… مش بيلحق يفرح، يا قلبي! كل مرة يفرح فيها حاجة بتحصل، ليه كده يا رب؟
– ليه؟!
وعيطت.
ذياد كان صابر، وعينيه مليانة حزن هو كمان، لكنه حاول يثبتها بكلماته:
– **اللي بتقوليه ده يا نادين غلط… ده قدر ومكتوب، ولازم نرضى بيه، سواء حلو أو وحش.**  
– **ما ينفعش نقول ليه… نقول يا رب، ونعمل اللي علينا**.  
– وبعدين… **خلي عندك ثقة في ربنا أولًا، وفينا إحنا كمان… إحنا مش هنسيب ريڤان، وهنتصرف، وهيرجع، بإذن الله.**
نادين كانت بتسمع بكلامه، بس قلبها ما كانش بيطمن بسهولة… همست وهي بتشهق من البكا:
– **استغفر الله العظيم يا رب… مش قصدي أعترض، بس… أنا مخنوقة يا ذياد**  
– **يا قلبي ده فرحنا لسه كان إمبارح… وكان بيضحك، وكان لابس حلو… وكان حاسس بالأمان…**  
– ليه فجأة كل حاجة قلبت؟!
ذياد مسح على وجهه، وسحب نفس طويل، وقال بهدوء راكد:
– **الفرحة مش باليوم ولا بالوقت… الفرحة بوجود أهلك حواليك، وبالناس اللي بتحبهم وبيحبوك**  
– **وربنا كبير يا نادين… وقادر يرجّعه، أحسن من الأول كمان.**
سكتت لحظة، ورفعت عيونها له بترجي:
– **يعني… ريڤان هيرجع تاني؟ صح؟**
بص لها، ومسح دموعها بإيده، وقال بنبرة حنان كانت شبه وعد:
– ان شاء الله 
--------------
كان يامن واقف مع الظابط بيتكلم معاه 
يامن بهدوء ـ انا مش فاهم حاجه يا عمر وضح أكتر 
عمر ـ بص يا يامن المقنع ده ذكي جدا هو عارف كل كبيرة وصغيرة في البيت ده وده ملفتش نظرك ل حاجه 
يامن بذكاء ـ ده معناه انو في حد من القصر بينقل ليه كل الاخبار ومش بس كده والشخص ده قريب مننا جامد 
عمر ـ بالضبط كده القصر في خاين ومش واحد بس دول كتير عشان مفيش شخص واحد يقدر ينقل الاخبار كلها كل واحد مكلف بمهمه
عمر – بنبرة جادة: – الموضوع كبير يا يامن… أكبر من مجرد هوس بشخص.
– دي شبكة… ومنظمة بتشتغل بخطة.
يامن – حط إيده على خده وهو بيفكر: – طب لو فيه أكتر من خائن جوه القصر، يبقى كلنا في خطر… مش بس آرين وريڤان.
عمر – بهدوء قاتل: – أنا بدأت أراجع تحركات كل الموجودين ليلة الفرح، بس في ناس كتير اختفوا لدقايق ومحدش لاحظ.
يامن – بانتباه: – زي مين؟
عمر – بص له مباشرة وقال:  جون… مساعد يزن.
– اختفى ربع ساعة وقت دخول القاتل، وبيته في سيدي كرير… قريب من المكان اللي فيه أثر السيارة اللي نقلت ريڤان.
يامن – بتوتر: – جون؟! مستحيل… ده عايش معانا بقاله سنين!
عمر – بهدوء: – وده اللي خلاه يعرف أسرار القصر كويس جدًا.
صمت لحظة… وبعدين قال: – في شخص تاني كمان.
يامن – باستغراب: – مين؟
عمر – بنبرة باردة: – ماري 
يامن – انفجر: – إنت بتقول إيه؟! ماري؟ دي كانت بتبكي من الصدمة!
عمر – بهدوء مش طبيعي: – وده بالظبط اللي يخليك تبعد الشك عنها… – لكن الكاميرا رصدتها بتتكلم في التليفون قبل ما يحصل الهجوم بدقايق… وفي مكان مافيش شبكة فيه أصلاً.
يامن وقف، وهو بيحس إن رجليه مش شايلة جسمه… وعيونه بتدور في فراغ الصالة: – يعني القصر ده بقى فخ… وإحنا عايشين فيه من غير ما نعرف مين العدو!
وفي الزاوية التانية…
كانت نادين واقفة جنب ليليان وبتحكيلها همس عن الصوت اللي سمعته قبل الهجوم.
نادين – بخوف: – والله يا ليليان أنا سمعت كذا مرة خطوات بالليل… فوق سطح القصر، لكن كنت بقول يمكن خيالات.
ليليان – بنبرة منخفضة: – مش خيالات… أنا لقيت المراية اللي في أوضة آرين متخربشة بخربشات غريبة… كأن حد كان بيكتب عليها.
وفي اللحظة دي… كان أيمن واقف قدام شاشة المراقبة، وبيرجع فيديو قديم جداً، من أسبوع قبل الفرح.
وفجأة…
وقف الفيديو على لحظة حد من الخدم بيرش مية على زرع الجنينة… ولما قرّب الصورة…
أيمن – بصوت مبحوح: – ده مش خادم! ده مش واحد من طاقم العمل أصلاً!
رعد دخل فجأة وقال: – لقينا رقم جهاز التتبع اللي كان في الصندوق الأسود… بيتحرك ناحية مبنى مهجور في طرف الغابة.
يزن سمع الكلام وهو نازل من فوق… عنياه حمرا من البكاء والضغط والغضب  ووشه متحول لوحش حقيقي.
يزن – بصوت متكسر بس جامد: – ريڤان هناك؟!
عمر – بحدة: – مش متأكدين… بس لو فيه فرصة 1%… نتحرك حالًا.
يزن – وهو بيمسك جاكيته، بعين قا*تلة: – أنا جاي معاكم…
– ومش راجع غير بريڤان… أو بجث*تي.
يتبع...
عند ريڤان…
كان وعيه بيرجع له على مهل، وأول إحساس وصله كان الو*جع… وجع في دماغه، في ضلوعه، 
أنفه بينز*ف، وفمه مش قادر يتحرك من التو*رم، ووشه كله كد*مات.
فتح عيونه بصعوبة، فشاف قدامه بنت قاعدة، لابسة فستان أزرق طويل، شعرها الأسود نازل على عيونها الرمادية اللي بتلمع بقلق واضح.
همس بتعب:
– مـ..ماية؟
قامت بسرعة، راحت جابت له كباية مية، وسقته بإيد مرتعشة.
قالت بتوتر:
– إ… إنت كويس؟
ضحك بسخرية… ضحكة موجوعة:
– طبعًا… طبعًا، إيدي مربوطة بسلاسل حديد، وجسمي كله متبهدل، وفي فك في سناني مش حاسس بيه انما انا ..؟ انا زي الفل !
قالت بهدوء:
– أليس… أليس داون.
بص لها من فوق لتحت، وقال ببرود:
– أمم، أهلًا. عايزة إيه؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة:
– عايز تطلع من هنا؟
ما ردش… بس عيونه كانت مركزة معاها.
قالت بتنهيدة:
– عارفة إنك بتفكر في إيه دلوقتي… وعارفة كل حاجة. الشخص اللي بيحب آرين… اسمه أليكس.
– مستعد يدمر العالم عشانها.
ريڤان بذهول
– أليكس؟!
هزت رأسها:
– أيوه… أليكس كيڤن داون، أخويا من الأب.
سكت لحظة، وبعدين سألها:
– طيب… إنتي عايزة تساعديني ليه؟
نظرت له بحزن:
– عشان عارفة إن أخويا شيطا*نة مش هيهدي غير وآرين جنبه.
– هيد*مر كل حاجة… وهيبدأ بيك.
اتكلم ريڤان بعصبية وغضب ناري:
– أخوكي لو شيطان… فـ يزن هيكون ليه الجح*يم بنفسه.
– يزن ممكن يسامحه على أي حاجة… ماعدا إنه يفكر في "أميرتة"
– أوعى تفتكري آرين نقطة ضعف يزن… دي نقطة قوته.
– انتو اللي فوقتو الوحش… يبقى استحملوا الغضب.
ضحك بصوت غريب:
– والله، أخوكي صعبان عليّا… يزن هيتفنن في م*وته.
– هيخليه يتمنى المو*ت… وميطولوش.
قالت أليس:
– أليكس بيحبها… حب بجنون.
– وأنا جيت هنا عشان أساعدك تخرج.
ريڤان شد نفسه وقال بقوة:
– لو فاكرة إني خايف… تبقي غلطانة.
– أنا مستني الوحش… مستني يزن يجي، عشان اتفرج بعيني على عذ*اب أخوكي.
أليس قربت منه، ومسحت الد*م من على وشه بلطف:
– هو شباب عيلة الصياد كلهم بيغضبوا بسرعة كده؟
قال بحدة وهو بيبعد وشه:
– لا… شباب عيلة الصياد بيد*مروا أي حد يفكر يقرب من حريمهم.
– عندنا الستات جواهر… واللي يقرب، بيكتب نها*يته بإيده.
ضحكت بهدوء، ومسحت آخر نقطة دم، وقالت:
– ريڤان… إنت غريب أوي.
قال ببرود:
– شكرًا… رأيك مالوش أي قيمة بالنسبالي.
ضحكت بخفوت، وقامت وهي ماشية:
– لنا لقاء آخر يا صياد.
*________&_______________________________
في غرفة يلفّها السواد، لا يُضيئها سوى شاشة ضخمة مُعلّقة على الجدار، تظهر عليها صورة واحدة فقط... صورة "آرين".
كان "أليكس" جالسًا على كرسي جلدي فاخر، ممسكًا ببلوزة نبيتي صغيرة، يضمها إلى أنفه ويستنشقها كأنها عبير حياةٍ لا يُستغنى عنه، وعيناه مغمضتان في نشوة لا تشبه الواقع.
أرثر، صديقه المقرّب، وقف أمامه بتوتر واضح، وقال:
– إلى متى ستبقى سجين هذا الوهم يا أليكس؟ لقد أرسل "أروري" يطلب تحديد موعد عاجل لاجتماع مع زعيم المافيا.
فتح أليكس عينيه فجأة، وبدا وكأن نارًا تشتعل خلف رماد بارد، ثم قال بنبرة ساخرة:
– أتعلم ما أزعجني؟ ليس حديثك… بل أنك قطعت لحظة تفكيري بصغيرتي
أرثر توتر أكثر:
– أرجوك... هذه الأمور لا تحتمل التأخير، الصفقة...
قاطعه أليكس وهو ينهض ببطء، يطوي البلوزة ويضعها على صدره:
– وهل تظنني أهتم بتلك الصفقة السخيفة؟ أخبر أروري أنني ألغيتها.
أنا لست عبدًا في سوق المافيا يا أرثر، أنا "أليكس كيڤن داون". لا أحد يُملي أوامره عليّ انا الزعيم .
أرثر – محاولًا ضبط نبرة صوته:
– ولكنك تعلم… إن علم "دايمي" أنك وقعت في غرام فتاة، فسيق*تلها دون أن يرف له جفن.
ذلك سيضعفك أمام الجميع.
اقترب أليكس منه فجأة، ووجهه صار قريبًا للغاية، وعيناه تلمعان بجنون:
– أتعتقد أنني سأسمح لهم بذلك؟
أُقسِم…
أُقسِم أنكم لن تجدوا شيطانًا أسوأ مني.
سأُبيد الجميع.
وسيُكتب في التاريخ: أن ذلك العاشق، أباد العالم لأجل  هذه الفتاة.
ارتجف أرثر في مكانه، وقد رأى أمامه ليس زعيمًا مهووسًا… بل طوفانًا أسود لا يوقفه شيء.
ثم همس أليكس بصوت حالم وهو يعود للكرسي:
– قالوا إن للزهور أنواع… فماذا أصاب عيني؟ لم تعد ترى إلا زهرة واحدة… صغيرتي 
في غرفة سرية بالقصر…
كانوا كلهم مجتمعين حوالين الطاولة:
يزن، لؤي، فهد، رعد، ذياد، يامن، عمر، عز.
عز – بغضب:
– إحنا لازم نتحرك!
يامن – بنفس النبرة:
– يزن! عرفنا مكان ريڤان… ليه لسه قاعدين؟!
لؤي – بحيرة:
– يزن، قولنا… إنت أكتر واحد قلبه بيتقطع، ليه ساكت؟
فهد – بهدوء:
– اسمعوا… ادّوا له دقيقة، هيفهمكوا.
رعد – بصوت مكلوم:
– ريڤان محتاجنا… ماينفعش نتأخر عليه.
عمر – بنظرة أعمق:
– الموضوع مش سهل، دي شبكة مافيا
ذياد كان مركز بس على شخص واحد…
– يزن… بتفكر في إي؟
كان يزن ساكت، وعقله مشوش، وكل اللي بيشوفه هو وش ريڤان، وهو مربوط، وهو بيتألم
أخيرًا، نطق بصوت واطي:
– اطلعوا دلوقتي… وسيبوني لوحدي شوية.
بصوا له، كلهم قلبهم واجعهم عليه.
ذياد قرب، وحط إيده على كتفه:
– كلنا ضهرك يا يزن… ما تنساش.
يامن – بصوت واثق:
– وإن شاء الله ريڤان يرجع… ويبقى وسطنا تاني.
عز – بحماس:
– وانت قدها مليون مرة… إحنا واثقين فيك، وفي ربنا.
خد يزن نفس عميق وقال :
ريڤان لازم يرجع ولو التمن هو حياتي 
ومسك تلفونه وبص علي صورة آرين وقال 
: أسف يا أميرتي 
____________________________________
في غرفة العمليات الخاصة بالقصر…
كان الجو مشحون بالصمت والترقب، الكل واقف، عيونه معلقة بيزن اللي واقف قدام خريطة رقمية ضخمة معلقة على الجدار.
وشه متجمد، بس عينه نار… وهدوءه الغريب كان مرعب أكتر من أي صريخ.
قال بصوت ثابت لكن مليان غضب محبوس: – اللي هقوله دلوقتي… مش خطة هجوم.
دي خطة انت*حار محسوبة… عشان نرجّع ريڤان.
كلهم بصوا لبعض، وذياد قال بقلق: – يزن… ما تقولش كده.
رد يزن وهو بيضغط على جهاز التحكم في الشاشة، فظهرت صورة جوية لمبنى ضخم في وسط غابة كثيفة: – ده مقر الشبكة… معمل مهجور تحت الأرض تابع لمنظمة Lamia.
رعد – بانبهار: – إزاي وصلت للمكان ده؟
يزن – بنبرة مرعبة: – من أول يوم شفت فيه الفيديو بتاع ريڤان، وأنا شغال على تحليل الخلفيات.
جمعت كل التسجيلات اللي ظهرت فيها أصوات طائرات، أصوات رادار، حتى خيوط الشمس.
دخلت على قاعدة بيانات أقمار صناعية روسية قديمة، واخترقت أرشيف صور سرية.
فهد – بابتسامة إعجاب: – مش قولتلكوا الوحش صاحي؟
يزن – وهو بيكمل:
– المكان محصن بأكتر من 40 حارس مسلح، و3 مداخل بس.
– الدخول من فوق مستحيل… بس فيه فتحة تهوية واحدة بتتصل بغرفة الكهرباء الرئيسية.
لؤي – بشك: – يعني هنتسلل؟
يزن – وهو بيقلب الشاشة على خريطة ثلاثية الأبعاد: – هنقسم الفريق لتلات مجموعات:
1. المجموعة الأولى (لؤي، عز، عمر): اقتحام خارجي من الباب الرئيسي كتمويه. لازم يعملوا ضجة كبيرة عشان يشدوا الحراسة بعيد عن النقطة الحقيقية.
2. المجموعة التانية (فهد، رعد، يامن): اختراق عبر نفق الصرف القديم، هيوصلوكم لغرفة الأسلحة الاحتياطية. هناك، تتخلصوا من أي دعم داخلي.
3. والمجموعة التالتة... أنا وذياد: هنتسلل من فتحة التهوية ونوصل مباشرة لغرفة الاحتجاز، نفك ريڤان ونغادر من ممر الهروب الخلفي.
يامن – بقلق: – وإنت هتواجه أليكس؟!
يزن – بصوت قاتل: – مش بس هواجهه…
هخلّيه يتمنّى إنه ما*ت قبل ما يفكر يلمس أخويا أو يبص لأميرتي.
رعد – بارتباك: – طيب لو الخطة فشلت؟
يزن – بهدوء أشد من الرصاص: – ساعتها… اضر*بوا المكان كله، وانسفوه.
فهد – بصوت فيه وجع: – وإنت؟
يزن – وهو بيبص لصورة ريڤان على الخريطة، وصوت قلبه بيتهد: – ريڤان لازم يخرج حي.
سكت لحظة، وبعدين بص على كل واحد فيهم، عيونه مليانة إصرار:
– اللي مش قد الخطة… ينسحب دلوقتي.
– مش عايز بطل… عايز إخوات يمو*توا لبعض.
الكل سكت… لكن محدش اتحرك.
ذياد – بنبرة حادة: – إنت مش لوحدك… إحنا معاك لآخر نفس.
لؤي – بضحكة هادية: – صيادين للآخر يا زعيم.
عز – وهو بيشد سلاحه: – واللي هيقف فـ طريقنا… هيم*وت واقف.
يزن أخد نفس عميق، وبص للشاشة وقال:
– اجهزوا… الهجوم هيبدأ مع أول شعاع فجر.
ثم همس بصوت داخلي، وهو يبص على صورة آرين اللي كانت على موبايله: – سامحيني يا أميرتي…
أنا رايح للنار برجلي… عشان أرجع بأخويا، وأرجعلك سالم.
الفجر قرب… والوحوش بدأت تستعد للانقضاض.
في جناح يزن وآرين
كانت آرين واقفة على طرف السرير، جسمها كله بيرتعش، وعيونها متغرقة دموع،
ويزن واقف قدامها لابس لبس أسود بالكامل، حزام سلاح مربوط على وسطه، وجهاز صغير متعلق في ودنه، ووشه… جامد، عينه ساكتة، لكن قلبه مولع نار.
آرين بصوت مهزوز:
– بليييز يزن متروحش… أنا حاسة إن في حاجة هتحصل.
قرب منها وحط إيده على خدها بلطف:
– لازم أروح، ريڤان هناك لوحده… وأنا وعدته إني مش هتأخر عليه.
حضنته بقوة، وكانت متعلقة في رقبته، دموعها بتنزل على هدومه، وصوتها متقطع من كتر العياط:
– خدتني من الدنيا كلها… وبقيت أنت دنيتي… لو جرالك حاجة، أنا…
– مش هقدر أعيش من غيرك.
يزن حاول يسيطر على مشاعره، بس إيده شدتها أكتر لحضنه كأنه مش ناوي يسيبها أبدًا.
قال بصوت مبحوح:
– بصيلي يا آرين… بصيلي.
رفعت عيونها الغرقانة على وشه، وسألته بصوت خافت:
– هترجعلي؟
اتنهد وقال وهو بيبوس جبهتها:
– لو آخر نفس فيا… هرجع
بعد مرور يووم كااااامل ومفيش أي أخبار عن الشباب خااالص وآرين في القصر تعبانه وعايزة تتطمن علية ومفيش أي وسيله خااالص 
عند ريڤان…
كان لسه مربوط، وإيده بتنزف من كتر الحبال المشدودة،
بس… ابتسامة كانت مرسومة على وشه، كأن الوجع مبقاش له معنى:
– قربت يا يزن… عارف إنك جاي…
صوت صر*خة من بعيد.
صوت حطام، انف*جار، وناس بتجري في كل اتجاه.
دخل واحد من الحراس يصرخ: – إقتح*موا المكان! بيها*جمونا من كل حتة!
ريڤان ضحك بخفوت، وبص للباب: – أهو جيه الوحش…
وما إن لف وشه ناحيته…
إلا ولقاه واقف…
أليكس.
عينه نار، ماسك سلا*ح، ونص وشه متغطي بقناع أسود.
بس صوته…
كان زلز*ال رجّ جدران المكان:
– أخوك جه لقدرو.
اتحرك أليكس بخطوة واحدة…
نشن…
وضر*ب.
طل*قة واحدة غر*ست في رجل ريڤان،
صر*خة وجع خافتة خرجت منه، بس ما وقعش…
...رفع ريڤان عينه بصعوبة، صوته بيتقطع من الألم: – يزن… مش هير*حمك.
أليكس قرب، نزل على ركبته قدامه، ولمس وشه بأطراف صوابعه، وقال: – مش هو اللي هيق*تلني… أنا اللي هق*تله… بس مش دلوقتي… لما يتذوق نفس الوجع اللي أنا دُقته.
أليس بحزن _ أليكس أرجوك لا تفعل هذا
أليكس لفّ ناحيتها، وبص لها بنظرة متجمدة
– أووه… لا تقوليلي إنك... أحببتي ذلك الغبي؟!
أليس، ودموعها بدأت تتجمع في عينيها، بصوت مخنوق:
– أليكس… أرجوك… ما تعملش كده.
أليكس ضحك ضحكة مجنونة، مرّة، وقال:
– بقيتي تدافعي عنه؟!
أنا أخوكي!
مش المفروض تبقي ف صفّي؟!
أليس تقدمت خطوة، ونظرتها اتحولت من خوف لحزم:
– أنا في صفّك… علشان أرجّعلك نفسك.
مش علشان أساعدك تضيع  دا كله عشان مين ..عشانها ؟
سكت أليكس لحظة… ووشه اتبدّل، عينه إلتمعت بجنون وهوس 
– "كلّ هذا؟! بل إنني لم أبدأ بعد… ما أفعلُه من أجلها، يفوق خيالكم جميعًا… هي الهواءُ الذي أتنفّسه، والدمُ الذي يجري في عروقي… إن هلكتُ لأجلها، فأنا إذًا… أحيا."
**
وفجأة…
صوت صفارة إنذار!!
ضوء أحمر بينور ويطفي.
والمكان بينف*جر حرفيًا… قنابل صوتية، دخان، وناس بتصرخ.
دخل يزن ومعاه فهد، رعد، ولؤي، وكل واحد ماسك سلاح.
الاشتباك كان نار…
الرصا*ص بيطير من كل اتجاه،
لكن رجالة يزن كانوا مدربين… ومش راجعين من غير ريڤان.
**
يزن صرخ: – غطوني!
جري ناحيته، وركع عند ريڤان، فكه من الحبال بسرعة،
ريڤان كان بينزف، بس أول ما شافه… دمعة وقعت:
– تأخرت… بس جيت.
يزن بص له بنظرة كلها وجع: – سامحني… دي آخر مرة يحصل فيك كده… وعد شرف.
**
وفجأة، المكان سكت.
على الشاشة الكبيرة في قلب المقر…
ظهر وجه أليكس.
كان واقف في مكان مختلف… مضاء بشموع،
وشه كله باين، والابتسامة الهادية المرعبة مرسومة عليه.
– مبروك يا يزن… عرفت مكاني بسرعة جدًا. بس للأسف…
ظهر خلفه... آرين.
مربوطة على كرسي وسط الشموع، ووشها شاحب.
أليكس أكمل بابتسامة ملتوية:
– آرين دلوقتي معايا…
عارف، انت غبي جدًا…
زعيم مافيا زيي مش بالسذاجة دي…
أنا كنت مستنيك تجي… علشان أبدأ خطتي الحقيقية هههههه باااي .
والشاشة قفلت 
**
المشهد ينتقل فورًا…
قاعة ضخمة – مضاءة بالشموع فقط.
آرين مربوطة، دم سا*يل من مناخيرها، لونها باهت.
أليكس واقف قدامها، بيقرب منها، بيشم هواها حرفيًا،
وصوته مليان هوس:
– أخيرًا… إحنا لوحدنا.
عارفة؟ مش عايز أكسرك… أنا عايزك تبقي لي… بس بإرادتك.
آرين، وهي بتحاول تمسك نفسها، قالت بصوت ضعيف:
– أرجوك سيبني 
ضحك أليكس، وفجأة…
شاف الدم، نظراته اتهوست، اتسعت عيونه، وضر*ب الأرض برجله:
– الدم؟! دمها؟!!
مين اللي آذاك يا ملاكي؟!
مين؟!!!
وقال بصوت عالي هز المكان 
فاليجتمع الجميع هنا فورًا!
أقسم أني سأقت*لكم جميعًا!
يتبع...
إجتمع الحراس كلهم بسرعة ووقفو قدامه ومنزلين راسهم في الأرض 
أليكس بحنان وهو بيمسح الد*م ـ أخبريني صغيرتي من فعل بك هذا ها..؟ 
نظرت له بعدم فهم ودموع في عيونها من الخوف ونظرت ل الحراس بتوتر 
لاحظ توترها وقال بحنو ـ لا تقلقي انا بجانبك لكن من فعل بك هذا يجب ان يعا*قب .. منْ مِن هؤلاء الاغبياء فعل بك هذا فقط أخبريني 
آرين بخوف وبراءة ـ ا..انا خايفة ع..عشان خاطر  ربنا سيبني أمشي انا عاوزة يزن  
غمض عينه وهو بيسمع صوتها اللي بيعشقه حد النخاع لحد مقالت أخر جملة فتح عينه بقوة وعيونه تنطق بالشرار والغضب ..والغيره 
مسك فكها بقوة وضغ*ط عليه وقال ـ أليكس ..فقط إسمي ..انا فقط من يجب أن تريدينه ..اتفهمييييي 
انتفضت بخوف وعيطت 
أليكس لما شاف دموعها بعد عنها بسرعة وقال بجنون ـ كيف ..كيف افعل ذالك كيف ..انا أسف صغيرتي أسف ..لا تبكي أرجوكي قلبي يؤلمني 
آرين في نفسها ـ يزن تعالي ونبي انا خايفة 
لم يستطع أليكس مقاومه دموع ملاكه الصغير تلك الملاك الذي حلم  به ليالي بامتلاكها له ،فما وجد نفسه إلا راكعا أمامها و علي رجلها واضعا رأسه يشم عطرها اللي يهزه حد النخاع و فرت دمعه من  عينه لرؤية الخوف فيها منه علي عكس ما كان يحلم فقد كان يحلم بعيون بنيه  دافئه لامعه تحت اشعه الشمس في جو دافئ صيفي جميل تنظر له بحب و بتبتسم له عندما تراه حامله أزهار عباد الشمس الذي يشبها به بين يدها  و تركض نحو ...
و لكنه أفاق من حلمه هذا علي واقع أليم و هو الرعب في عينها...
كان أرثر واقفا يراقب الوضع ولكن وقعت عيناه علي أحد رجال أليكس الواقفين يرتعش من الخوف 
فتقدم نحوه ووقف أمامه فإذا بهذا الاخر رأي شيطانا من شيا*طين الجح*يم واقفا أمامه فمكان آلا واقعا علي ألارض يضر*ب رأسه بالأرض مره تلو الأخري ينطق فقط بكلمه " أعتذر " ولكنه لم يدري ان هذه الكلمة حررت كائنا أقسم أرثر من شده رعبه انه لو إنطلق شره للعالم لأبيد*ت البشريه كلهااااا .. 
سمع أليكس تلك الجملة الذي ستفتح أبواب الجح*يم علي ذالك الرجل رفع رأسه ونظر ل صغيرته وقال ـ أغمضي عينيك صغيرتي لا أريد ان ألوث برائتك بالذي سوف تشاهدينه 
وهي بدورِها أغمضت عيناها رعباً وخوفاً من الذي أمامها 
وقام الاخر من مكانه ولمعت تلك العيون التي تشبهه أمواج البحر الهائجة التي تعلن عن قرب تسونامي ..
وقف امامه فإذا يرفع قد*مه ويضعها علي عنق الرجل وصاح بصوت ببرووود يشبه برودة جليد قمه جبل " إيڤرست" متناقضا تماما بالصوت الحنون الذي تحدث به قبل قليل مع صغيرته ....
عند يزن 
كان حاله كحال من تخرج منه روحه ببطي وكلما لمعت في مخيلته فكره قرب ذالك المهووس من أميرته نشط بركان في قلبه وينظر ل الساعه شاعراً كان قرون من الزمن مرت عليه في هذه الدقائق 
إقترب ذياد من ذالك الوحش الذي تشع من عينيه الفيروزية حاله ق*تل لذالك المختل وتحدث بحذر ..
ذياد ـ أكيد مش هيأذيها هو مهووس بيها فمستحيل يأذيها 
وما لبث حتي شعر بلك*مة تخت*رق وجهه وسائل ساخن ينزل من أنفه وقب*ضه تقب*ض رقبته فإنتفض الشباب لإقاف ذالك الوحش الهائج 
يزن بغضب وغيره ـ اللي ليه الحق يحبها ويعشقها ويكون مهووس بيها هو يزن الصياد بس و اللي هتجرأ يفكر يحلم بيها كتب علي نفسه جح*يم في الارض أسوا من الحر*ق وهو عايش 
يامن بخوف علي ذياد ـ يزن إبعد ذياد كده هيمو*ت 
ابعد يزن يده وأصبح يمسك رأسها ويلتف حول نفسه ويصر*خ بجنون ولم يجرأ أحد علي الأقتراب منه 
شعر رعد بهزه هاتفه في يده فلتقطه ورأي أن الرساله الذي أرسلها ل صديق له في قبل دقائق ليستعلم عن نشاط أليكس في مصر وأماكن المحتمل تواجده بها فجائه الرد ولمعت عيناه بأمل وصرخ بفرح ل يزن وتحدث بجدية 
رعد ـ هنلاقيها يا وحش في أماكن محتمله بنسبه كبيره تكون فيها وكانت هذه الكلمات أشبه ب الماء الباردة التي اطفأت نيران قلبه 
رعد ـ في 3 أماكن دلوقتي في محافظات مختلفه الاول الاسكندريه في فيلا علي البحر والتاني في الشرقيه في مزرعه ريفية والتالت في محافظة المينا في فيلا لسا شاريها قريب " تحدث بقلق " بس في حاجه كمان 
يزن بترقب ـ اللي هيا 
رعد بتوتر ـ في طيارة خاصه طلعت من مطار القاهرة الدولي متجهه ل البرازيل الطيارة اتحجزت بإسم أليكس في إحتمال يكون تضليل ده اللي قدرت أوصله 
طلع يزن تلفونه وإتصل علي رقم خاص لشخص له في البرازيل فتحدث بنبره لا تقبل النقاش وترعب الاقدام 
يزن بالإنجليزي  ـ سوف أرسل لك صورة اخبرني إذا وجد هذا الرجل علي أرض البرازيل ام لا واذا هناك ف أريد عنوانه فقط 
ريڤان بتذكر وتعب ـ في حد ممكن يوصلنا ل أليكس بسرعه 
وبص ل " أليس " 
نظر الجميع ل الاتجاه الذي ينظر له ريڤان 
ولم تمر دقيقه حتي قب*ض يزن علي شعر*ها الاسود ويجرها علي الكرسي وتحدث بصوت كفحيح الافعي السامه ..
يزن ـ ثلاث دقائق يا تشتري حياتك يا حياه أخوكي
أليس .....
عند تله محاطه بأشجار  من ثلاث جيهات والجهه الرابعه يزينها البحر 
في قصر أقل ما يقال عنه قصر ملكي يبين مدي ثراء مالك هذا القصر ..
الحراسه شديده والطريق من البوابه لمدخل القصر لا تليق عليه إلا كلمه " فخامه"
وفي داخل القصر في صالون الإستقبال يوجد رجل عجوز في عمر الثمانين يجلس ممسكا جريدة ويأتي خادم له حاملا فنجال القهوة الخاص به ..
فيضعه بجانبه علي الطاوله الصغيرة وينحني بأدب ثانيا زراعه اليمني واضعها علي صدرة واليسري خلف ظهره ثم ذهب ..
كان هذا جوا من السلام يعيشه ذالك الرجل العجوز حتي كسر هذا السلام مساعدة " دوم " 
دوم ـ أعتذر عن الإزعاج سيدي ولكن الأمر عاجل ..
ظل الرجل العجوز ينظر ل الجريدة ولكن ضرب علي الجريدة ضربات خفيفه بأصابعه معلناً ل " دوم" ان يكمل كلامه ..
دوم ـ السيد الصغير أليكس لقد وقع في حب فتاه مسلمه مصريه متزوجه وقام بإخطافها وعلمت قبل قليل ان الانسه الصغيرة وقعت بين يد زوج تلك الفتاه 
رفع الرجل العجوز عينيه عن الجريدة أخيرا ونظر من النافذة التي تطلع علي البحر واضعا الجريدة بجانبه ممسكا بفنجان القهوة شارباً منه رشفه ..
الرجل العحوز ـ فل تق*تلو تلك الفتاه وأحضرو لي أليكس .. أما أليس ف أحضرو فقط جث*تها 
اومأ دوم مجيبا أمر سيده ولكن قبل أن يرحل اوقفه صوت سيدة الذي سأله عن هويه زوج تلك الفتاه 
دوم ـ رجل أعمال ثري يدعي " يزن الصياد" وله تأثير كبير في إدارة الاعمال 
الرجل العجوز ـ فل تقت*لوه هو الاخر وأرمو جث*ته ل قروش البحر هو وزوجته .. هيا فلتذهب 
انحني دوم إحتراماً لسيده كما فعل الخادم من قبل وذهب محدثاً نفسه 
دوم لنفسه ـ حمقاء تلك الفتاه لإغواء السيد الصغير حفيد زعيم "𝒍𝒂𝒎𝒊𝒂" السيد دايمي 
لينطلق بعدها بأسطول من السيارت السوداء إلي مكان أليكس 
وفي الجهه الاخري 
كان الرجل الذي توجد علي رقب*ته رجل سيده يطلب الرحمه والسماح ليشيح أليكس قدمه وفرقع معطياً إشارة لحراسه ليمسكو الرجل الذي يبكي من الخوف ويضعوه علي كرسي ..
خلع أليكس بدلته ورفع أكمامه ليظهر علي يده اليمني إسم " أرين " مكتوب باللغه الانجليزية بخط جميل عريض وتحتها مكتوب "لهيب العشق" ..
أشعل أليكس سيجارة واخذ نفس وأخرج دخان رمادي من فمه ونادي علي خادمة وأمرها ان تاخذ(اللافاميليا) لغرفتها الملكية ..
انصدم أرثر عند سماع أليكس يطلق هذا اللقب علي آرين فهذا اللقب لا يطلق إلا علي زوجه زعيم 𝒍𝒂𝒎𝒊𝒂 ولكن لم يستطيع ان يعلق علي هذا 
ذهبت الخادمة ذات البشرة السمراء إلي آرين لتساعدها للذهاب ل الغرفة ولكن عندما وقفت آرين لم تستطع قدميها أن تحملها فسق*طت علي الارض وهبطت الخادمة وهيا ترتعش من الخوف لاصقه رأسها بالأرض تطلب السماح ..
انهلع وذهب بسرعه إلي صغيرته ليتفقدها وعينيه تتحول من بين شرارة وغضب ل الخادمه المسكينه وقلق وخوف علي صغيرته ..
أخرج المسد*س ووجهه إتجاه الخادمة وقبل ان يط*لق النا*ر أوقفه صوت صغيرته التي تمنعه والدموع تهبط بغزارة من عينها ان يتوقف ولا يؤذيها .. 
وما كان إلا ان انصاع إلي أوامرها حاملها كما يحمل الاب إبنته متسلق السلالم ذاهباً ليضعها داخل غرفتها الملكية تاركاً إياها ترتاح ذاهباً لفتح جح*يم علي هؤلاء الأغبياء ...
نزل لاسفل ورأي ان حراسه أحضرو عد*ته..
والرجل المسكين يصر*خ بجنون من كثره الخوف ..
أمس*كه من شعره وهمس ـ صغيرتي ترتاح لا أريد سماع صوتك اللعين 
ووضع لاصقا علي فمه..
وبدا فقرته المفضله في تعذ*يب من أذي صغيرته والشر يتطاير من عينيه ..
(ليس لأصحاب القلوب الضعيفه،،
ممكن تتخطي الفقرة دي 😂)
الوقت يمر والدقائق تمضي وقطرات من الد*ماء تتساقط من يد هذا الرجل الجالس علي الكرسي فهذا المجنون أخر*ج أظا*فر هذا اللعين من صوا*بعه وبدا بتكس*ير عظا*م صوا*بعه عظ*مه بعظ*مه وكلما غاب الرجل عن الوعي د*لي عليه الحراس الماء البا*رد به قطع من الثلج و انتهت فقرة اليد و يدأت فقرة الجح*يم الحقيقي لهذا الرجل ..
امر رجالة بق*طع لسا*ن الرجل و اخراج مقل*تا عينه من مكانها و ق*طع اذ*نيه و بعدما انتها الرجال بما أمر بيه زعيمهم كانت الفقرة المرعبه التاليه فأليكس سكب الاس*يد علي وجه هذا الرجل فذ*اب الجلد و كان المنظر بشعا للعين إلا ان هذا المجنون لم يتوقف هنا...
فقد امر رجاله بأن يأ*توا بأس*ياخ سا*خنه بالذي كانت تستخدما قديما مع العبيد و بدأ بغر*ز الأس*ياخ في جسده بمختلف الاماكن و أتت اخر فقرة تعذ*يب لهذا الرجل الشبه ميت فأليكس بدأ ينز*ع أس*نان الرجل سنه سنه و أصبحت الد*ماء كالشالالات من فمه ....
انتهي أليكس من التعذ*يب و أمر الحراس بر*مي جثة هذا الرجل لكلاب*ه اللطيفه و انصرف ببرود ليطمئن علي صغيرته..
تحت نظرات الرعب التي استولت علي الواقفين جميعا من هذا الشيطان ...
كانت الد*ماء في كل مكان و الرجل علي الكرسي قد ما*ت مش شدة الأ*لم و التعذ*يب ...
علي الجانب الاخر 
أغمضت تلك الفتاه عينيها تتذكر طفولتها الأليمه وان كل من جدها وأخيها الكبير لم يعطيانها أي حنان وترسخت في عقلها فكره ان هذا العالم إتخذها عدوه له وهيا بريئه لم تفعل شي فكم من مره ظلمت وضر*بت من قبل جدها الذي أعطي كل الحب لأخيها وها هي الان تختار بين حياتها وحيات أخيها ولكن أي حياه تختار حياتها البائسه التي تشبهه الابيض والاسود لا يوجد فيها حنان ولا دفء ولكن جر*وح لا يستطيع الوقت ان يشفيها ام حياه أخيها فهناك جد يقلق عليه وسيحزن اذا خسره وام حنونه تنتظر عودة إبنها بفارغ الصبر وحراس ينتظرون عودة زعيمهم اما هي فمن ينتظرها سوي غرفة باردة ومشاعر باردة فأغمضت عينيها منتظرة نهايتها وإنسدال ستار النهاية عنها ...
مرت الثلاث دقائق ولم تعطي أليس أي إجابة عن مكان أخيها وبذالك زرعت فكره أنها موافقه علي المو*ت قب*ض يزن علي عنق*ها لقرر خن*قها حد المو*ت وعندما كانت علي وشك أخر نفس لها تدخل ريڤان موقفا أخيه من حرق ورقه رابحه قد تفيدهم ضد أليكس إقتنع يزن بما قاله ريڤان وترك أليس التي أصبحت تتنفس بسرعه ممسكه حلقها وإتفق يزن مع الجميع علي التفرقة
يزن ـ عز ورعد ويامن هتروحو محافظة المينا و انا وريڤان وذياد علي فله الإسكندرية ولؤي وعمر وفهد علي مزرعه الشرقيه خلي بالكم إبن***** أكيد هيكون عامل فخ خدو حراس كتير معاكم (وبص ل أليس ) انتي هتروحي مع الحراس علي قصر الصياد وهتفضلي هناك لحد مشوف يا أقت*لك يا أعفو عنك انتي وإستخدامك ..
بعد مده وصل لؤي وعمر وفهد المزرعة وحاوطو المزرعة مقتحمين الڤله مفتشين الغرف غرفة غرفة حتي وجدو غرفة في الطابق الثالث وعندما دخلوها كانت الصدمة الكبري بإنتظارهم ...
في نفس الوقت الڤلة الإسكندرية كان يزن قد قلبها خراباً وجالساً واضعا رأسه بين يديه وفي دقائق كان قد أتي له إتصال من رقم خارجي ليجيب عليه بلهفه 
الرجل ـ سيدي الشخص الذي تبحث عنه لا يوجد في البرازيل وفي نفس الوقت كان قد أتي إتصال ل ريڤان وعندما أجاب عليه سقط الهاتف منه وإرتعشت يداه ونظر ل يزن والدموع في عينيه تتغلل 
ريڤان ـ يزن .... أبونا أحمد الصياد ...... عايش 
يتبع.....
في قاعة الصالون الكبرى، ذات الأرضية اللامعة وسقفٍ مُحمّل بثُريّات الكريستال، كان الليل صامتًا، إلا من صوت النيران المتراقصة في المدفأة. على الكرسي الكبير المغطّى بالمخمل الأسود، جلس "أليكس"، رجلٌ لا يعرف الرحمة، عيناه جامدتان كرصاصة، وملامحه لا تعرف الرجاء.
وبجانبه، جلس "أرثر"… ليس مجرد شريك في الجريمة، بل رفيق الطفولة.
أليكس، وهو يسكب المشروب بهدوء في كأسه دون أن يلتفت لأرثر:
– أخبرني… كم عدد الج*ثث التي نحتاجها لنصل إلى الصفقة المثالية؟ عشرة؟ عشرون؟ أم أن المال كفيلٌ بأن يغسل الأيادي مهما تلطخت؟
أرثر، بابتسامة ساخرة:
– بل مئة يا صديقي، إن لم تُرو الأرض بالد*م، فلن تُزهر أبدًا.
أليكس، وهو يحدّق في النيران:
– حسنًا… إليك ما أريد.
– أولاً: السيطرة الكاملة على معمل "ليما" في بوخارست، لا يُصنَّع شيء دون علمي، ولا تخرج شحنة إلا بإذني.
– ثانيًا: سيتم نقل البضاعة عبر سفينتين مزوّرتين ترفعان علم كولومبيا، وتحت غطاء مواد طبية.
– ثالثًا: الأرباح تقسم على النحو التالي… 40% لي، 40% لك، و20% تبقى لحماية الطرق والولاءات السياسية.
لكن أي خيانة… أي تأخير… سأعتبرها إعلانًا للحر*ب.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام:
– وماذا عن الأمن الدولي؟ إنهم يراقبون كل نفس نتنفسه يا أليكس…
أليكس، بابتسامة باردة:
– ليحاولوا… نحن لا نعيش تحت القانون، بل فوقه. القانون لا يسري على من يصنعه.
ثم… فجأة.
في مكانٍ ما من الطابق العلوي…
تسلّل لحنٌ ناعم إلى القاعة…
لحنٌ لم يكن ليرحّب به أليكس في أي صفقة… لكنه هذه المرة، جمّده.
صوت أنثوي، لم يكن يغني… بل كان يهمس بالحنين، يذوب بالحاجة، بالرجاء.
صوت آرين.
كانت تغني… تغني بلغة ليست لغتها، لكن شعور الكلمات خرج من صدرها وكأنها نُسجت من أضلاعها.
سقط السيجار من بين أصابعه... وجمُدت عيناه كأنهما أبصرتا ملاكًا ينزف.
أليكس (بهمس، وعيناه تتسعان بجنون):
– إنها… إنها تُغني له؟!!
تُناديه؟
بعد كل هذا… لا تزال تنتظر؟!
أرثر (يحاول كبح الدهشة):
– أليكس... صوتها… يُجمد القلب.
أليكس (يضحك بخفة مجنونة):
– لا، لا، لا… هي لا تعرف أنها تُغني لي…
لكنّي سأجعلها تعرف… سأجعلها تُغني لي فقط…
وسيمو*ت يزن… سيمو*ت، لتُصبح لي للأبد.
كان صوت آرين شيئًا لا يُشبه شيئًا.
صوتها ناعم كقطعة شاش تُمزق، مشحون بالحزن كأن كل نَفَسٍ فيه صلاة.
صوتٌ فيه شهقة من بكى طويلًا، وفيه رجفة من لا يزال يحب، رغم القيد، رغم الألم.
أرثر، بدهشة:
– ما بها؟
أليكس، بنبرة مشوبة بالغيرة والهوس القاتل:
– لا تفهم يا أرثر…
– صوتها ليس غناءً… بل طعنًا بطيئًا في صدري.
– هي مِلكي، ومع ذلك… لا تناديني.
أرثر، وهو ينظر إليه طويلًا:
– لمَ خطفتها إذًا يا أليكس؟ ما الذي تريد منها؟
أليكس، وهو يقف، عينيه تشتعلان بالجنون، لكنه يتحدث بهدوء مرعب:
– لم أخطفها… بل أنقذتها من عالمٍ لا يليق بها.
– هي زهرة وقعت بين أقدام الذئاب…
وأنا… أنا الذئب الذي وقع في حبّها.
---
كان الصمت يلف الجدران الثقيلة، قبل أن يبدأ الصوت في التسلل كالماء عبر الشقوق…
صوتٌ ناعم، دافئ، متشرب بالحزن، يتهادى بين الممرات، يحمل نبرة الشوق، والرجاء…
صوت امرأة تتكلم للغياب، وتغني للظل، وتنتظر من لا يجيء.
آرين تغني… بصوتها اللي يشبه الفجر ساعة ما يتسلل على جبين الليل:
..
كان صوتها أشبه بخيط من الحرير ينساب من بين جروح الزمان… فيه رعشة خفيفة، توحي بأنها على وشك الانهيار، لكنها تصرّ على الغناء، كأن الغناء صار هو الوسيلة الوحيدة للبقاء.
نبراتها مرتفعة حين تنادي، منخفضة حين تتوسل، تشبه نسمة تمرّ على قلوب متشققة.
في صوتها بكاء طفل خائف… وامرأة تنتظر حبيبها من المعركة…
فيه ضعف… لكنه يغزو أقسى القلوب.
وأليكس؟ كان أول القتلى بصوتها.
In the dark, I call your name,  
Through the silence, through the pain.  
I close my eyes, and there you are—  
Like a whisper in a distant star.
Come back to me, I’m waiting still,  
Time stands frozen, against my will.  
You are my light, my only way,  
I need you more with every day.
The night is cold, the shadows deep,  
But I still dream when I can't sleep.  
I'm reaching out through every tear—  
Come back to me… I need you here.
> في الظلام، أنادي باسمك،
عبر الصمت، عبر الألم.
أغمض عينيّ، فأراك هناك—
كهمسة في نجم بعيد.
عُد إليّ، ما زلتُ أنتظر،
الزمن مجمّد، رغم إرادتي.
أنت نوري، طريقي الوحيد،
أحتاجك أكثر في كل يوم.
الليل بارد، والظلال عميقة،
لكنّي أحلم حتى وأنا لا أنام.
أمد يدي عبر كل دمعة—
عُد إلي… أحتاجك هنا
---
أليكس توقّف عن الكلام، والضوء في عينيه انكسر. رفع رأسه ببطء وقال بصوت منخفض:
– صوتها… يقسمني نصفين.
أرثر، الذي جلس على الكرسي المقابل، كان يُدخّن سيجارًا عتيقًا. نظر إلى صديقه وقال وهو يغمغم:
– ما زلتَ تسمح لها أن تعيش هنا؟ رغم كل هذا الشوق… كل هذا الجنون؟
أليكس، وهو ينهض واقفًا:
– ليس شوقًا يا أرثر… بل لعنة… تلك المرأة لعنة مقدّسة.
أرثر، مبتسمًا ساخراً:
– أو مخلّصة… في روايتك المجنونة.
أليكس، وهو ينظر للباب المُغلق الذي يأتي منه الصوت:
– هي لا تنتمي لهذا العالم، يا أرثر. وأنا؟
أنا صنعتُ هذا العالم كله فقط لأجلها.
---
ثم التفت أليكس فجأة، وعاد إلى طاولة المفاوضات، حيث كانت وثائق موضوعة أمامه…
قال، بصوته الحاد القاطع:
– نعود إلى الصفقة.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام باهتمام:
– أخبرني إذن، ما التفاصيل التي لم تُكتب؟
أليكس، وهو يبدأ بالكلام 
– ستنطلق السفينة من مرفأ “سان بييترو” تحت راية مزيفة. ستُنقل البضاعة – شحنة الأسلحة المُعالجة – إلى عرض البحر، حيث تلتقي بسفينة “الظلال البيضاء”.
– على متنها، سيكون رجالنا مختلطين برجال "لاميا"، الشبكة التي لا تزال تُخفي أنيابها في الظل.
– لا يُكتب شيء، لا يُسجَّل شيء.
نُسدد بثلاث مراحل: الذهب، ثم الد*م، ثم الصمت.
أرثر، وقد ارتسمت الدهشة على ملامحه:
– وماذا عن الجمارك الإيطالية؟ والرادارات الفرنسية؟ إنهم يتصيّدون الهواء!
أليكس بابتسامة قاتلة:
– سأشعل حر*بًا بينهم قبل وصولنا إلى البحر.
الحر*ب هي أفضل ستار، يا أرثر.
أرثر، مغمغمًا:
– هل تظن أن الرب سيغفر لك هذا؟
أليكس، دون أن ينظر إليه:
– لا أعلم 
---
أرثر ابتلع جملته، ثم قال بصوت مبحوح:
– وكل هذا… لأجلها؟
أليكس، وهو ينظر للباب مرّة أخرى… وصوت آرين لا يزال ينزف في المكان:
– نعم.
هي لا تعلم… ولكن هذا العالم كلّه قد بُني على أنقاض عشقي لها.
---
علي الجانب الاخر 
بدأت  أمواج من الذكريات القديمة تعود إلي يزن ذكريات لم يتمني يوماً ان تعود إليه ولكن هاهي الأن تخترق روحه وتهز كيانه وتجعل الدموع من عينيه تفر ..
تقدم ريڤان يحتضن أخاه ويتحدث بفرحه ودموع 
ريڤان ـ أبونا عايش يا زين ..بابا ..بابا عايش ..رعد فهد كلمني وقالي انو لاقوه في مزرعه الشرقية .
أمسك ريڤان يد أخاه ليذهبو للقاء الأب ..ولكن هيهات شعر ريڤان كانه يدفع جبل لا يتحرك فنظر لأخيه وعلامات الإستفهام علي وجهه يسأل بغرابه ..
ريڤان ـ مالك  يا يزن انت مش فرحان 
تحدث هو الأخر بصوت لا يظهر حنين او دفء او شوق 
يزن ـ روح انت في شخص معلق أمله عليا اني ألاقيه وأرجعه لحضني تاني 
ثم بعد ذالك تركه ذالك الوحش ليذهب إلي سيارته دب الحياه في محرك السيارة منطلق إلي وجهه مجهوله ...
كان يقود بسرعه جنونية وذكريات مؤلمه من الماضي تهاجم قلبه وعقله بدون رحمه صوت صراخ طفل صغير ورجاء إمرآه ببكاء وصوت تكسير وصراخ وجميعهم يهاجموه بقوه دفعه واحده وجملة " أبونا عايش يا يزن " تتردد في إذنه بقوة 
يزن بصراخ وألم في قلبه من شخص كان المفروض يكون ليه صديق قبل أب  ـ ااااااااااااااااااه 
كان الطريق أمامه مظلمًا، رغم أن أنوار السيارة كانت تفتكّ ظلمة الليل بحدة… لكن ما بداخله، كان أظلم من أي شيء.
قبضته كانت تشدّ على عجلة القيادة كأنها تحاول تثبيت عقله، وإلا انزلق من فوق الهاوية.
صوت أرواح الماضي كانت تملأ السيارة، ليست أصواتًا حقيقية… بل أسوأ، ذكريات!
صوت والدته وهي تبكي، صوت الباب الحديدي يُغلق بقسوة، صوت صديقه… أو من كان صديقًا… يضحك وهو يصفّق بجانب أبيه…
يزن ضر*ب عجلة القيادة بقبضة يده بعنف وهو يزأر:
– ليه رجعت دلوقتي؟ ليه بعد ما اتكسرت أرجلك في قلبي، تقوم وتقول أنا عايش؟!!
مرر كفه المرتجف على وجهه، لكن دموعه كانت أعند من أن تُمحى…
ثم همس بصوت متقطع:
– أنا مش ضعيف… بس فيه حاجات بتكسر أقوى واحد… وأنا كسرت، من زمان…
---
في مكانٍ آخر، في قلب القصر الأسود…
كان أليكس واقفًا عند باب غرفة المراقبة، يتأمل الشاشة التي تُظهر "آرين" وهي جالسة على طرف السرير… وحدها.
صوتها كان يُسمع واضحًا من السماعات…
تُغني بلحن بطيء، بصوتٍ ناعم كأن نسمات ليل خفيفة تمر على وتر مجروح:
---
“Can you hear my heart, my love?
I’ve been waiting here, enough.
Through the silence, through the pain,
I still whisper out your name.
The nights are cold, the walls are tight,
But I see you in my every light.
I know you'll come, I feel it near…
My love, my hero, bring me here.”
---
هل تسمع قلبي، يا حبي؟
لقد انتظرت هنا، كفاية…
عبر الصمت، عبر الألم،
ما زلت أُهمس باسمك.
الليالي باردة، والجدران تخنق،
لكنني أراك في كل نور.
أعلم أنك ستأتي، أشعر بذلك قريبًا…
يا حبي، يا بطلي… أعدني.
---
صوتها كان ناعمًا… حزينًا…
لكن فيه نوع من الحنين اللي مستحيل يتزوّر.
كان فيه بُحة خفيفة لما تنطق الكلمات اللي فيها شوق،
وتَمدّ في الحروف كأنها بتناجي الغالي من خلف الجدران…
كأن كل نغمة بتُقال، كانت بتشق قلب أليكس نفسه.
أليكس سحب نفس عميق، ورفع كفه بهدوء يكتم الغضب:
– أرثر…
أجابه صديقه وهو يدخل الغرفة:
– نعم؟
أليكس بنبرة قاتمة:
– إنها تريده
أرثر ابتسم بسخرية:
– لا تزال تحبه… رغم الأسر، رغم كل شيء.
أليكس بصوت منخفض، لكنه حاد:
– لا بأس. سيأتي… وسأنتزعه من داخلها… بيدي.
أرثر بتنهيدة ثقيلة:
– هل هذا ما تريده حقًا، يا أليكس؟ امرأة محطمة القلب؟ لا تنتمي لك، لا تراك؟
أليكس التفت إليه، وعيناه تشعّان بجنون هادئ:
– بل أريدها أن ترى. أن تشعر. أن تفهم… أنه لا أحد أحبها كما أفعل.
أرثر رفع حاجبه:
– وفي المقابل؟ ماذا تعرض لها؟ أسْر؟ تهديد؟ خوف؟
صمت أليكس لبرهة، ثم تحرك ببطء نحو الطاولة الزجاجية، حيث عقد الصفقة كان مفتوحًا:
– قلت إننا نُنهي الاتفاق الليلة.
أرثر أومأ:
– نعم. المهربون من الحدود الجنوبية جاهزون. والمخدرات سيتم تهريبها عبر مرفأ روكستون.
أليكس وهو يقرأ:
– الكمية مضاعفة، والسعر ثابت. نحصل على الحماية من "الدرع الأسود"، وتُضمن لنا الحصانة داخل حدود منطقة السواحل.
أرثر:
– والسلا*ح؟
أليكس:
– سيتم تسليمه من مستودعات "لا فيرا" مباشرة. ثلاث شحنات في الشهر، دون علامات تتبع.
أرثر ابتسم:
– اتفاق نظيف… بلا شركاء مزعجين، بلا أوثان تُعبد، بلا خيانة.
أليكس أغلق الملف بقوة:
– فقط السيطرة… فقط أنا من يحكم هذا العالم.
في الطريق السريع...
كانت العاصفة تزداد حوله، مطر كثيف يضر*ب زجاج السيارة، ورياح تصرخ كما لو أنها تنذر بما هو قادم.
يزن كان يقود بجنون... وجهه شاحب، عيونه مش بتشوف قدامها، بتشوف جوه... جوه ذاكرته... وجعه... وتعب أرين ... وخطفها ....وذكريات مؤلمه ...وصراخ طفل.. وبكاء إمرآه ..وصراخ ..وجع ..خوف .. دموع ..دم ... وضحك ..ودموع ..وصراخ ...وكلمات كثيره تتردد في إذنه ... وخطف صغيرته ..وووووو الكثير 
... وصوت أرين في قلبه بيصرخ: "أنا مستناك 
كان ضغط على البنزين للآخر... السرعة عمالة تزيد... والشارع فاضي إلا منه.
وفجــــأة...
شاحنة ضخمة خرجت من أحد المنحنيات بسرعه و
الاصطدام كان مروع... السيارة اتدحلبت أكتر من خمس مرات قبل ما تنفجر النار فيها... وكل اللي شاف الحادث قال جملة واحدة:
"اللي كان جوه مات."
يتبع ....
في مكانٍ ما على الطريق السريع
كانت ألسنة اللهب ترتفع كأنها تصرخ باسم "يزن"، والسيارة تحولت إلى كتلة من الحديد المحتر*ق.
رجال الإنقاذ حاولوا الاقتراب، لكن النار كانت تقاومهم، كأنها تُخفي سرًا لا يُريد أن يُكشف.
ضابط الشرطة وقف بجانب الحطام، عينه على النار، وصوته غليظ:
– اللي جوه… مستحيل يطلع حي.
لكن واحد من رجال الدفاع المدني همس وهو يركض:
– لقيت أثر د*م بعيد عن السيارة… كأن حد زحف وخرج قبل الانفجار!
الضابط اتسعت عيونه:
– إنت متأكد؟!
الرد جاء سريعًا:
– في د*م… وآثار خطوات متعثرة… رايحة ناحية الغابة.
وفي نفس اللحظة…
في أحد أركان الغابة المظلمة، كان جسد ملقى على الأرض، مغطّى بالد*م والتراب… وعيونه نصف مفتوحة، وصدره بيطلع وينزل بصعوبة…
كان يزن.
أنفاسه كانت متق*طعة، ووشه كله جر*وح… بس كان عايش.
همس، وهو يتألم
– آرين…
ثم فقد وعيه تمامًا.
---
في قصر الصياد…
كان ريڤان داخل المكتب الكبير، عيونه مليانة قلق، بيقلب في تليفونه عشر مرات، بيحاول يتصل بيزن… بدون فائدة.
دخل عليه "رعد" بسرعة، وصوته فيه توتر ورعب:
– حصل حا*دث على الطريق السريع… سيارة من نفس النوع اللي بيقودها يزن اتفح*مت بالكامل.
ريڤان، بصوت مخنوق:
– لا… لا… مش هو… مستحيل.
لكن رعد بصوت ثابت:
– التحريات بتقول إنها عربيته.
ريڤان انهار على الكرسي، وشه اتشحب، وحاول يقوم بس وقع تاني:
– أنا السبب… أنا قلتله "أبونا عايش".
---
في مكانٍ بعيد… في القصر الأسود
كانت آرين ما زالت تغني، لكن صوتها بدأ يضعف، عيونها مليانة دموع، وجسمها بيرتعش…
أحست إن في شيء اتكسر… شيء بعيد، ب قلبها حس بيه.
سكتت فجأة…
ثم همست:
– يزن؟!
وقامت من على السرير، وبدأت تمشي ناحية الباب، تدقه بضعف:
– حد يرد عليا… في إيه؟!
– في حاجة حصلت…
الكاميرا في الزاوية التقطت كل حركة… وظهر على الشاشة وجه "أليكس" وهو بيشاهدها بصمت… عيونه ما بترمش.
أليكس، وهو بيهمس لنفسه:
– حتى قلبها… مرتبط به.
ثم أدار وجهه ناحية أرثر:
– هاتها لي… عايز أقول لها الحقيقة.
---
في الغابة…
كان الليل حالك، والبرد قارس، وعيون الحيوانات تلمع في الظلام.
لكن رجلًا واحدًا، بوشه المجر*وح وملامحه الغائبة عن الوعي، كان يرقد بين الأشجار… يختبئ من المو*ت، أو ربما ينتظره.
يزن كان بين الحياة والموت، لكنه لا يزال يتمسّك بخيط ضعيف…
خيط اسمه: آرين.
---
في الغرفه السريه للقصر 
كان في رجل بجسد ضخم، وعينين لا تحملان أي ملامح كان مستلقي علي السرير لا حول له ولا قوه .
رعد قام على طول، وصوت ريڤان جف:
– انا مش فاهم حاجه!
وفضل باصصله 
كان ده… أحمد الصياد.
---
أليكس:
– ما*ت.
آرين اتراجعت خطوة، وشفتاها تفتحت، لكن مفيش صوت طلع…
بس عينيها وسعت، ووشها شحب كأن حد سحب الد*م من ورا الجلد.
آرين، بهمسة تكاد لا تُسمع:
– إنت بتكذب.
أليكس بصوت هادي… بدون أي نبرة حزن، وكأنه بيقصف جدار قلبها ببرود:
– العربية اتحرقت بالكامل.
مفيش جثة.
بس كل اللي كانوا هناك قالوا: "اللي جوه… ما*ت."
آرين شهقت…
إيدها راحت على صدرها كأنها بتمنع قلبها من إنه يتهد.
آرين بصوت مرتعش، ودموعها بتتساقط:
– لأ… لأ… هو وعدني، قالي إنه هيرجعلي، قالي إنه جايلي… هو وعد…
وعدني!!
أليكس مشي ناحيتها بهدوء، ومد إيده بلُطف، بس لُطفه ده كان أخطر من أي عنف.
أليكس:
– هو كذب عليكِ…
سابك في عالم فيه الوحوش بتا*كل البني آدم…
لكني أنا؟
أنا اللي فضلت…
أنا اللي حافظت عليكِ…
أنا اللي سمعت غُناكِ… وأنا اللي اتحرقت بيه.
آرين، بصوت مبحوح مليان بكاء مكظوم:
– لا تقارنه بنفسك!
هو كان نور… وإنت ظلمة بتلبس ملامح بني آدم!
ضر*بت على صدرها بقبضة إيدها وهي تصرخ:
– يزن مش بيمو*ت!
مش كده! مش من غيري! مش لوحده!
أنا حاسّة بيه!
حاسّة بيه… ولسه بينادي عليا!
لكن صوتها اختنق، وركبها خارت تحتها، وقعت على الأرض…
وانفجرت بالبكاء زي طفلة فقدت أبوها قدام عينيها.
أليكس انحنى… وجثا على ركبته قدامها، ووشه بقى قريب جدًا منها.
أليكس، بصوت خافت، يكاد يكون رجاء:
– سيبيه…
سيبيه يرتاح في موته… وتعالي عيشي في عالمي.
آرين، من بين شهقاتها:
– مو*تي أرحم.
--
في الغابة…
المطر كان بدأ ينزل، تقيل، وكل نقطة بتنزل على وش يزن كأنها بتفكره إنه لسه حي.
عيونه بدأت تفتح بصعوبة… لكن الرؤية كانت ضبابية.
يزن، بصوت ضعيف جدًا:
– آرين…
أنا… لسه…
لكن صوته انقطع، قبل ما ينهار تاني…
والكاميرا ترتفع لفوق، تُظهر الغابة الكثيفة…
وفيها جسد واحد، راقد تحت المطر، بين الحياة والمو*ت…
---
في قصر الصياد
ريڤان ماسك صورة من بقايا الحادث، وصوته مرتعش:
– لو ما*ت… أنا اللي قت*لته.
رعد، بصوت ثابت:
– ما فيش جثة… ولسه ما لقيناش أي أثر لجسمه.
ريڤان، وعينه بتلمع بأمل قاتل:
– يعني فيه أمل…
رعد:
– الأمل الوحيد… إننا نلحقه قبل ما اللي خطف آرين يوصله.
"وَجَعُ الذين نُحبُّهم لا يُشبه أي وجع، لأنه لا يأتينا من العدو… بل من نص قلوبنا."
---
الصالة اتحولت لمأتم صامت… لحظات معدودة بعدها، انفجر كل شيء.
مرفت كانت أول من انهار فعلًا، قلبها الأمومي حسّ بابنها قبل الصورة:
– لاااااااااااااااه يا يزن!! إبني راح!! إبني رااااااااح!!
صرختها دوّت في القصر، ووقعت على الأرض تبكي وتضر*ب صدرها…
فهد حاول يشيلها، حضنها، لكن صوته هو كمان كان بيرتجف:
– لا يا خالتي متقوليش كده ، استني… لسه ممكن يكون عايش… ممكن يكون حد دبّر ده…
الظابط بحزن: – إحنا دورنا كتير… تتبّعنا كل المسارات… وللأسف… ما لقينا أي أثر لجثة، بس الحيو*ان كان بيحوم حوالين الد*م، وده دليل شبه مؤكد… آسف.
ليليان مسكت طرف الترابيزة عشان توزن نفسها، وجهها أصفر، وشفايفها بتترعش:
– يزن… يزن مين اللي كان بيحمينا!
كان دايمًا يقول لنا "أنا أخوكم كلّكم…"
ندى وقفت مكانها، بتتهز، ولما حاولت تمشي، وقعت على ركبها: – ده كان… ده كان بيمشي في وسط النا*ر عشانا…
نادين كانت باصة في الصور ودموعها بتنزل ساكتة…
بصوت واطي:
– حتى وإنت مش موجود… لسه خايفة عليك يا يزن.
رؤوف ضر*ب الحيطة بقبضته بكل قوّته:
– لا!
الظابط قرب من محمد وقال باحترام:
– إحنا بنعمل الإجراءات الرسمية… ولو ظهرت أي معلومات جديدة هنبقى معاكم لحظة بلحظة… لكن حالياً، بنسبة ٩٩٪ إحنا قدّام… جريمة أو افتراس.
ريڤان كان لسه واقف بعيد، ساكت، بس دموعه نازلة…
رجع وبص للكل، بصوت مخنوق:
– يزن ما يمو*تش… فاهمين؟
لو مات، يبقى مات وهو بيحمينا…
بس لو حد كان وراه… يبقى أنا اللي هموّ*ت الدنيا كلها علشانه.
أيمن قرب منه واحتضنه، لأول مرة يبكي قدام الكل، وهو بيقول:
– إبني يا ريڤان… إبني كان سندي، كان بطلي…
أنا كنت فخور بيه… وأنا لسه فخور بيه… بس قلبي وجعني، قلبي انفطر…
نادين  رفعت عينيها للسما وقالت بحرقة:
– يارب… لو هو ما*ت… خدني معاه…
مش قادرين نعيش من غيره… ولا لحظة.
---
وكل ده… وآرين مش موجودة.
مش حاسة بأي حاجة.
مش سامعة الوجع.
ويمكن… مش عارفة إن الشخص الوحيد اللي كان بيحميها من جحيم الدنيا… راح.
بس اللي ميعرفهوش انو هيا حست بيه قبلهم كلهم 
أبواب القصر اتفتحت بعنف…
دخلوا ذياد، يامن، عز، عمر، وراهم باقي رجالة يزن، والقلق باين على ملامحهم، وكل واحد منهم بيجري عشان يشوف إيه اللي حصل.
ذياد بص في وش محمد… ووقف مكانه لما شاف الصور على الطاولة…
– إيه ده؟
إيه الدم ده؟!
مين اللي حصله كده؟!
عمر شد الصور بسرعه... جمد
… لا… لا ده مش… لااااااا!
عمر
بص للظابط:
– دي هدوم يزن؟
إنتو مجانين؟!
فينه؟! هو فين؟!
ذياد قرب بخطوات متقطعة… قلبه بيصرخ وهو بيطالع كل الوجوه، لحد ما شاف محمد منهار… فهم… فهم كل حاجة قبل ما يتقالله.
– لا ..مستحيل ..لا 
صرخ، وقع على ركبته، وضر*ب الأرض بإيده:
– لأ! ده أخويا يا ناس!
ده اللي شالني وأنا واقع…
عز وقف، عينه مش قادرة تشيل الدموع، صوته اتكسر:
– كان بيقولي "اوعى تقع وأنا موجود"…
كان بيضحك وهو في النار…
إزاي يتحرق وهو لوحده!
عمر ضرب الحيطة:
– يزن مايمو*تش كده!
مايمو*تش متساب للذ*ئاب!
ده كان ملك!
ملك!
يامن رفع راسه، عينه حمرا، وقال بصوت ساكن لكن فيه غضب العالم كله:
– والله العظيم، لو هو ما*ت…
أنا مش هسيب حد حي كان وراه…
أنا هد*بح الدنيا عليه!
عز:
– لازم نعرف مين وراه…
الموضوع ده مش حادث.
ده فخ…
ده انتقام…
ده فيه وحش اتحرر… واحنا لازم ندفنه حي.
عمر همس، كأنه بيكلم نفسه:
– يعني ما*ت… ومش لاقيها جنبه…
حتى الوداع، متكتبش ليه.
فهد ضر*ب الطاولة، وقال بأمر واضح:
– نلم رجالنا…
نفركش الأرض حرفيًا…
عاوز خطة…
يزن فييييين 
ومراته تتخطف؟
دي حرب…
ويزن؟
يزن له تلاميذ… مش هيناموا لحد ما الدنيا تتحر*ق.
مرّت ثلاثة أسابيع...
ثلاثة أسابيع كأنها ثلاث سنوات...
القصر الواسع اللي كان يومًا بيتضحك فيه بصوت يزن العالي، وسخريته اللاذعة، وحنيّته الخفية…
اتحوّل لمقبرة حزينة، كأن الجدران نفسها بتنوح…
الستائر مش مرفوعة من وقتها… الشمس مش داخلة…
كل حاجة باهتة، ميتة، باردة.
الصالون الرئيسي…
كان الصمت فيه بيصرخ.
الأرائك اللي كان يزن بيرمي نفسه عليها بتعب بعد شغل اليوم… دلوقتي فاضية.
الصورة الكبيرة اللي متعلقة له، ببدلته السودا ونظراته القوية… بقت تؤلم أكتر ما تطمّن.
مرفت – أمه – كانت قاعدة كل يوم في نفس المكان، على طرف الكرسي اللي بيطل على الحديقة، ماسكة مسبحتها… بس الصلوات مبتكملش، والدموع بتنزل قبل ما تقول "الله أكبر".
صوتها مبحوح…
– يا رب رجّعه… رجّعه… متسيبناش كده.
ليليان كانت فقدت بريقها تمامًا
فهد – اللي دايمًا كان قوي – بقي بيسيب الشغل، ويفضل ساعات على السور الخارجي، يرقب الطريق كأنه مستني أخوه يرجع، يرجع ماشي على رجله، يفتح الباب ويضحك: "أنا رجعت، حد وحشني؟".
أما ريڤان…
كان بيحاول… بيحاول يتماسك عشان أمه.
بس هو كمان كل ليلة بيقعد قدام الكمبيوتر، يسمع تسجيلات صوت يزن، يراجع كل اللحظات، يحلل الصور، يدور في خريطة الغابة…
بس مفيش… مفيش غير هدوم ملط*خة بالد*م، وصورة لحيو*ان مفتر*س واقف جنبها… والظابط قالها بمنتهى الأسى:
– أنا آسف… الحيوا*ن ده بيا*كل فر*يسته بعد ما يها*جمها… وجبنا خبراء أكدوا إن كمية الد*م دي ممي*تة… يزن مشي، خلاص
محمد وأيمن كانوا قاعدين على السلم، مش قادرين ينطقوا، عيونهم حُمرت، ووجعهم صامت.
كلهم كانوا بيحسوا نفس الشعور:
"لو كنا اتأخرنا أقل… لو كنا طلعنا معاه بدل ما نستناه… كان زمانه حي النهاردة".
لكن الأكثر وجعًا… كانت آرين.
رغم إنها مش موجودة… لكن صوتها، دموعها، حضورها في كل ركن من القصر… كان مؤلم..… لقطة وهي بتجري في الحديقة، ويزن بيطاردها، بيضحكوا… كانت دايمًا بتهرب منه، وهو دايمًا بيمسكها ويحضنها.
والآن… لا وجود له… ولا لها.
الكل بيقول إنها اتخطفت، واللي خطفها هو نفسه اللي قت*ل يزن…
بس محدش قدر يوصلها…
مفيش خيط… مفيش صوت… مفيش دليل.
بس الكل عارف إنها عايشة… لأن مفيش أي جثة.
كل يوم… بيعدي أبطأ من اللي قبله.
والقصر…
كان بيمو*ت ببطء.
كل حد فيه كان بيسأل نفسه: هل ما*ت يزن فعلًا؟
ولو ما*ت… إزاي نعيش بعده؟
وآرين… هترجع؟ ولا هتلحقه؟
---
كانت آرين بتنام على الأرض الباردة، ملامحها باهتة، جسمها هزيل، شفايفها متشققة من قلة الميّة، وعيونها غارقة في السواد…
مضى تلات أسابيع وهي محبوسة في بيت أليكس… لا، مش بيت… سجن ناعم، جدرانه مزينة، لكن قلبه مظلم.
أليكس كان بيحاول يرعاها بطريقته المريضة… أكل، دواء، هدوء… بس في الآخر:
هي أسيرة.
أسيرة شوقها، وحزنها، وذكرياتها مع يزن… اللي الكل مقتنع إنه ما*ت.
وهي نايمة، حسّت بصوت خافت…
خبطات…
حركة في الشباك!
قامت مفزوعة، وفضلت تتحسس الجدار وراها، قلبها بيرفرف، ونَفَسها مضطرب.
الباب اتفتح بعنف، دخل أليكس، ملامحه مشوشة، ووشه شاحب.
أليكس بهمس مرتجف: – آرين… لازم نتحرك… دلوقتي حالًا!
آرين (بذعر): – في إيه؟!
قبل ما يرد، سُمِع صوت ط*لق نا*ري، قريب جدًا، كأنه في الدور اللي تحتهم.
أليكس صرخ: – تحت الأرض… دلوقتي!
خدها من إيدها، وجرى بيها على السرداب… كان مجهز مكان سري تحت البيت، مليان شاشات مراقبة، وسلاح.
رمى لها بطانية وقالها تختبي، وبدأ هو يراجع الكاميرات.
أليكس (بغضب وهمس): – شبكة "لاميا"... دايمي عرف إنك عايشة… باعت رجالتها يخلصوا عليكِ.
آرين كانت مرعوبة عيونها دموع.
أرين (بصوت مخنوق): – أنا السبب… كل الناس اللي بتحبني بتمو*ت.
أليكس بصوت مكسور: – مش هخليهم يلمسوك… أقسم بالله.
فجأة… صوت انف*جار فوقهم!
السقف اهتز، والأنوار فُصلت لحظة، بعدين اشتغلت في نمط تحذير أحمر.
أليكس (بصوت أمر): – اقعدي هنا… مهما حصل ما تفتحيش الباب ده!
خرج، قافل الباب الحديد وراه، وبدأت المعركة.
---
فوق:
اقتحم رجال "لاميا" البيت… كانو سبعة، كلهم لابسين لبس أسود كامل، نظارات ليلية، وأسل*حة حديثة.
أليكس بدأ يضر*ب من ورا الأعمدة…
رصا*صة تصي*ب كتف أول واحد…
الثاني ضر*ب قن*بلة صوتية…
وصوت الق*تال بقى عامل زي الرعد!
اختبأ ورا الطاولة، قلبه بيدق، لكنه متمرّن، قا"تل، ابن مافيا.
لكنهم كانوا كتار…
وفي لحظة، اتصا*ب في دراعه اليمين، وقع سلا*حه، وبدأ يتراجع.
وهو بيقع، شافهم داخلين على السرداب…
صرخ بأعلى صوته:
– آرين اهربييييي!!!
بس كان فات الأوان…
الباب الحديد اتكسر، ودخلت اتنين من رجالة دايمي، واحد منهم مدّ إيده عليها، و...
BOOOOM!!!
صوت طل*قة عالية جدًا.
الكل سكت.
اللي ماسك آرين وقع فجأة، طل*قة مصممة تخ*ترق الجم*جمة من أولها لآخرها.
اللي باقيين رجعوا خطوة، مرعوبين، وأليكس نفسه اتجمد مكانه.
رجُل خرج من دخان السلالم…
خطواته تقيلة… ثابتة…
صوت حذاءه العسكري بيرنّ على الأرض.
كان لابس بدلة سوداء فخمة، عليها تراب خفيف، شعره مبلول شوية كأنه كان بيجري في الغابة…
في كتفه شال أسود مخرم، وعلى خصره سلا*حين ناريين.
المفاجأة؟
يزن الصياد.
عاش… وراجع.
أليكس (بذهول وعيونه بتدمع): – إنت… إزاي؟!
يزن (بصوت خشن مليان غضب): – سؤالك الغلط… هو مين فيكم عايز يمو*ت الأول
---
يتبع…
في قلب الجح*يم… وتحديدًا داخل القصر المحاصر
كانت الأرض بتهتز تحت وقع أقدام رجال "دايمي" اللي تزايد عددهم بشكل مفاجئ ومخيف. الر*صاص بين*فجر في الجدران زي المطر، وصوت القنا*بل اليد*وية بيشق سكون الليل وكأنهم في ساحة حر*ب فعلية.
لكن في وسط الد*خان واللهيب…
ظهروا هما الاثنين.
يزن الصياد، بأسل*حته الثقيلة ونظرة القائد في عيونه.
وأليكس، بهدوءه المجنون، وقوة عضلية خارقة بتتشكل تحت قميصه الأسود الممزق.
ولأول مرة… وقفوا جنب بعض.
يزن بصله بنظرة سريعة وقال بخشونة: – آخر مرة هنتعاون فيها.
ضحك أليكس بسخرية وقال: – مش مشكلة… بس نعيش الأول.
وانطلقوا.
جناح آرين كان محاصر.
رجال دايمي بيضر*بوا نا*ر من كل اتجاه، وبمجرد ما اختر*قوا الجناح، كان في عشرة مسل*حين واقفين كأنهم جدار من الحديد.
لكن أليكس اند*فع زي الطوفان، بإيده سلا*حين رشا*ش، بيضر*ب وهو بيتشقلب من فوق السور الداخلي، وضر*باته كلها في الر*أس.
ويزن استخدم الكا*تانا السوداء، سيفه المعروف، وش*ق بيه الج*ثث كأنهم ورق.
كل حركة منه محسوبة، سريعة، ودامية.
ثواني…
وكانوا وصلوا لآرين.
كانت واقفة وسط الركام، عنيها متسعة، جسدها بيرتعش من الصدمة، ولسه مش مستوعبة.
يزن حضنها بسرعة، رفعها بين ذراعيه، وقال لأليكس: – غطّي علينا.
أليكس رجع لورا وهو بيضر*ب من فوق السلالم، بيوقف تقدم رجال دايمي بكل دقة.
ورصا*صه بيخ*ترق كل رأس تظهر في المشهد.
جروا وسط النير*ان.
القصر بينهار حواليهم، والهواء بيشتعل بد*خان القنابل.
وبصعوبة قدروا يوصلوا للخارج، لكن… الكارثة كانت مستنياهم.
أربع عربيات سودة بتجري عليهم، وثلاث عربيات تانية وراهم بترشق نا*ر بشكل متوحش.
أليكس زعق: – اركبوا!!
يزن دخل في عربية ومعاه آرين، وأليكس ركب في التانية.
العربيتين انطلقوا بسرعة مهولة على الطريق الترابي، والد*خان والغبار بيغطي المكان.
ورجال دايمي؟
وراهم زي الوحوش.
رصا*ص، قنا*بل، ومطا*ردة مجنونة.
يزن فتح الشباك، وهو شايل آرين بيد، وبيمسك مسدسه باليد التانية.
عينه ثبتت على أليكس في العربية التانية… وأليكس كان باصص له.
ابتسموا.
نفس الابتسامة المختلة.
وهزوا راسهم لبعض.
فجأة…
كل واحد طلع سلا*حه من الشباك، وبدأوا يضر*بوا نا*ر بكل ما أوتوا من قوة.
أليكس طلع نصف جسمه من فوق الشباك، وسلا*حه بيضر*ب بدقة جنونية، شعره بيطير في الهواء، وعينيه مش بتغمض لحظة، زي وحش بيستمتع بالمعركة.
يزن كان بيط*لق الر*صاص بقوة قا*تلة، جسمه مغطى بالد*م والتراب، وبيثبت على الطريق رغم كل الر*صاص اللي بيطير حواليه.
العربيات بتتحرك بسرعة مهولة، صوت الموتور بيصرخ تحتهم، والدخان مغطي السماء.
وأخيرًا…
بعد مطاردة دموية…
واشتباك عنيف بالر*صاص…
تف*جر أول عربية من رجال دايمي.
وبعدها التانية.
والتالتة… اصطد*مت بصخرة كبيرة وانقل*بت.
وأليكس ويزن؟
بكل هيبتهم…
فضلوا سايقين، غطى وشهم التراب والعرق… بس عيونهم فيها نفس الشرارة.
نفس الجنون.
نفس الجوع للانتصار.
وأرين؟
لسه في حضن يزن، مش قادرة تنطق.
لكن قلبها… أخيرًا بدأ يدق.
النجاة كانت على بُعد دقائق.
لكن الحرب؟ لسه ما انتهتش…
في ثواني…
الدخان كان بيطلع من الموتور، والعربية ماشيه بأقصى سر*عتها، ويزن ماسك الدركسيون بإيد والعرق بيغرق جبهته.
يزن ـ بخوف مكتوم
الفرامل بايظه!
آرين اتشدت من المقعد لما العربية أخدت يمين حا*د فجأة، نظرتها ليه كانت مليانة هلع، بس لسانها ما نطقش… هو كان عارف إنها مش هتتكلم، بس عنيها قالت كل حاجة: "أنا خايفة عليك".
صرخ أليكس من العربية اللي جنبهم وهو بيحاول يمشي على نفس السرعة:
ـ يزن! فيه إيه؟!
يزن ـ بصوت عالي:
ـ الفرامل مش شغالة!
أليكس لف دماغه بسرعة، عيونه وقعت على آرين، قلبه وقع في رجله، ومع ذلك، صرخ من تاني:
ـ فكر… فكر بسرعة!
يزن حاول يسحب الهاند بريك… لكن العربية كانت بتتحرك كأنها بتن*تحر.
آرين اتزحلقت في مقعدها من العنف، ويزن حاول يثبتها وهو بيصرخ:
ـ أربطي الحزام أكتر!
أليكس ـ وهو بيمد إيده على الراديو:
ـ يزن، هنبدل العربيات!
يزن ـ مصدوم:
ـ إنت اتجننت؟!
أليكس ـ بعصبية:
ـ مفيش وقت! مش هنتفرج عليها وهي بتت*حرق جوه لو العربية انف*جرت! افتح الباب…
كان في مجازفة مجنونة.
عربيتين ماشين على ١٨٠ كيلو، على طريق متعرج، ووادي بيطل من الناحية التانية.
لكن يزن، لما بص في عيون آرين، خسر كل منطق…
فتح الباب، وسحب جسمها النحيف بذراعه اليمين، وساب الدركسيون لحظات مر*عبة.
أليكس قرّب عربيته بالملي، فتّح الباب بتاعه، وبدأ ينادي:
ـ هاتها بسرعة!!!
يزن بصوت عالي:
ـ خلي بالك منها!
وبقوة مجنونة، سلّم آرين لأليكس…
لحظة واحدة، كأن الزمن وقف، صوت الهواء، صوت الكاوتش، والصراخ…
لكن أليكس قدر يشدها لعنده، والباب اتقفل بالعافية.
أليكس ـ وهو بيحضنها وبيثبتها في المقعد:
ـ خلاص، أنتي بأمان.
لكن من غير سابق إنذار…
عجلة كانت داخلة من ناحية شمال الطريق، راكبها كان باصص وراه، مش شايف اللي قدامه.
يزن حاول يلف بع*نف، بس فقد السيطرة…
العربية انز*لقت، وأي محاولة للفرملة كانت بتفشل…
وآخر الطريق ده كان وادي، وادي سح*يق مفيهوش رجعة.
أليكس ـ بصوت عالي:
ـ ييييزن!!!
آرين ـ بصراخ مرعوب:
ـ لاااااااا!!!
العربية ط*ارت من على الأرض، لحظة الصمت…
كأن الدنيا كلها سكتت…
وبعدين…
صوت الاصطد*ام القا*تل، والعربية بتتش*قلب في قلب الوادي، نا*ر، دخا*ن، شر*ار، صوت انف*جار!
آرين انهارت تصرخ وهي بتضرب في صدر أليكس:
ـ وقف العربية!! انزل!
ـ لازم ننزله… لازم أنقذه!!
أليكس وقف العربية على جنب، وجرى هو وآرين ناحية الوادي، التراب كان بيعمي عينيهم، والحرارة خنقتهم.
آرين كانت بتصرخ بصوت مبحوح:
ـ يييييييييييزن!!!!
وفجأة…
من وراهم، جه الصوت الأجش اللي حفظته كويس،
ـ هو زورك موجعكيش… يا قلب يزن؟
صمت تام…
آرين لفت بسرعة، قلبها هيقف من المفاجأة…
كان واقف وراهم، هدومه ممزقة، تراب مغطي وشه، وشوية د*م على جبهته… بس واقف…
واقف زي أسد طالع من نار.
آرين ـ بدموع وابتسامة هستيرية:
ـ يييييييييييييزن!!!
جريت عليه، اتعلقت على رقبته كأنها هتت*كسر من قوة حضنها…
هو حضنها بذراعه السليمة، التانية كانت مرمية على جنبه كأنها انكسر*ت.
أليكس ـ وهو واقع على الأرض وبيشتم:
ـ يا ابن ***
يزن ـ وهو بيضحك رغم الجرح:
ـ موتي مش مكتوب لسه… أنا مش هسيبها لو في مليون وادي.
آرين فضلت ماسكة فيه وهي بتعيط، وأليكس بيبص لهم وهو بيشد في شعره.
لكن مفيش وقت للراحة…
يزن بص لأليكس وقال:
ـ جايين… مش هيسيبونا نرتاح…
ـ جهزوا نفسكم، المعركة لسه ما بدأتش!
---
أليكس وقف مكانه مش مصدق، بيبص ليزن وكأن شبح طالع من تحت الأرض…
ـ إنت.. إنت كنت ح تمو*ت، يا مجنون!
لكن يزن ما كانش سامعه، كان كل تركيزه على آرين اللي حضناه كأنها كنز رجع له بعد ما فقده.
آرين بدموع : ـ إنت مجنون! ليه عملت كده؟ ليه؟ كنت همو*ت وراك!
يزن وهو بيضغط على ضهرها بحنية: ـ كنت أعمل أكتر من كده علشانك يا قلب الوحش…
ـ كنت هتسيبني؟ كنت هتمو*ت؟!
يزن شدها أكتر: ـ لا يمكن… أنا بوعدك، حتى المو*ت مش هيبعدني عنك.
لكن المشهد ما طولش، صوت انف*جار عني*ف في الخلفية خلى التلاتة يلفوا بسرعة.
العربية اللي وقع منها يزن انف*جرت فجأة، وقطع من الحد*يد ولع*ت وطار جزء منها ناحية الطريق، وخبطت في حاجة…
أليكس شد آرين بسرعة: ـ غطيها!
يزن اتنفض وهو بيشد أليكس: ـ لا لا استنى! في كاميرات على الجبل!
بصوا كلهم لفوق، وفجأة بان ضوء أحمر خافت وسط الصخور العالية…
يزن رفع صوته: ـ إبعدوا! اللي بيصور ده مش شخص عادي!
أليكس زم شفايفه: ـ يبقى لاميا… لسه بيتسلوا!
يزن طلع سلا*حه من جيبه، وصرخ: ـ آرين ورايا!
ـ أليكس، لف من الجهة التانية! هنقفل عليه!
صوت ط*لق نا*ري فجأة ضر*ب في الصخر قدامهم، رصا*ص قنا*ص بيحاول يصطا*دهم واحد واحد.
يزن جرى بسرعه، اتمد على الأرض وسحب آرين وراه، وأليكس لف في نصف دايرة وهو بيصرخ:
ـ شايفه؟!
يزن وهو بيبص من بعيد: ـ فوق التلت صخور، جنب النخلة الميتة!
أليكس طلع سلا*ح كمان، وبدأ يط*لق نا*ر بشكل دقيق، وكل طل*قة منه كانت بتر*ن في الصخر، لكن القناص كان أذكى…
انسحب بسرعة واختفى.
يزن وقف فجأة: ـ ده مش أي حد…
ـ ده نفس أسلوب التدريب اللي كنت باعلمه لرجالتي!
آرين وهي بتتنفس بصعوبة: ـ يعني إيه؟ مين ده؟!
يزن نظر لأليكس وقال بصوت غامق: ـ في حد خاين جوه القصر ..؟الخطة دي مش ممكن تنجح غير لو حد بلغهم بتحركاتنا لحظة بلحظة.
أليكس عيونه لمعت بالغضب: ـ لما نرجع… أنا هعرف مين.
يزن وهو ماسك إيد آرين: ـ مش لما نرجع… دلوقتي.
ـ جهزوا نفسكم… الجولة الجاية هتكون جوه القصر.
على الطريق السريع، كانت آرين لسه ماسكة في يزن بكل قوتها، عينيها مش مصدقة إنه قدامها، ضهره مليان تراب، هدومه مقط*عة، والد*م سايل من جبينه… لكن عايش!
أليكس – وهو بيقفل باب العربية بعصبية:
ـ "أقسم بالله يا ابن المجنونة دماغك دي لازم تتحبس في متحف، إنت اتجننت؟!"
يزن بضحكة متقطعة من التعب:
ـ "سيبك من الجنون دلوقتي، لازم نرجع القصر… اللي حصل مش صدفة، الفرامل متفصلة يا أليكس… كان حد ناوي يقت*لنا وكمل بوعيد ـ وبعدين حسابك انت كمان لسا مخلصش."
ضحك أليكس بقوة 
آرين شهقت، وإيدها مسكت إيده بقوة.
ـ "حد كان عايز يق*تلنا؟… مش حا*دث؟"
يزن – وعينيه سودة من الغضب:
ـ "دي محاولة تصفية… وبنفس الطريقة اللي حاولوا يعملوها مع أبويا من سنين."
سكت لحظة… وبعدين كمل بصوت هامس: ـ "وأظن إني عرفت مين ورا ده."
---
في القصر…
كل العيلة كانت لابسة سواد، الهدوء كان قا*تل، والد*موع متعلقة في عيون الكل.
لينا قاعدة جنب ندي، صوتها مبحوح من كتر البُكا.
أروى بتحاول تهدي فهد اللي قاعد لوحده على الأرض، عينيه محمرة ورافض يرد على أي حد.
وفجأة…
صوت باب القصر بيُفتح بقوة، وكل الرؤوس اتلفت في لحظة،
والصمت انفجر بصوت صرخة ندى:
ـ "ييييييييييييييزن؟!!!"
دخل يزن بخطوات واثقة، هدومه شبه محرو*قة، لكن واقف!
آرين كانت لازقة فيه، وأليكس وراهم ساكت
الكل اتحرك مرة واحدة.
ليليان:
ـ "ده حلم؟! ده مش حقيقي! يزن عايش؟!"
ميرفت صرخت وهي بتجري عليه:
ـ "أنت بخير؟ أنت بخير يا ابني؟!"
رؤوف كان هيقع من طوله، وفهد ماسكه وهو بيقول:
ـ "ده مش معقول… ده مستحيل!"
يزن وقف في وسط القاعة، ورفع صوته:
ـ "أنا عايش… بس عرفت مين اللي كان عايز يدفني النهاردة."
سكت لحظة… وبص للكل ببرود:
ـ "هو نفس الشخص اللي خبّى أبويا سنين طويلة… نفس الشخص اللي كنت بشك فيه بس مكنتش متأكد."
سكت… وبص للزاوية.
ناحيه محمد
"محمد الصياد"… عم يزن.
صرخت مرفت:
ـ "محمد؟! أنت؟!"
يزن بصله، وعينيه فيها دمعة غضب:
ـ "كنت بتاكل على سفرتنا وإنت خاطف أبويا… وكنت بتحاول تق*تلني النهاردة علشان ما نوصلش ليه…"
محمد حاول يتكلم، لكن يزن زعق:
ـ "إسكت!!!"
بص على ريڤان، وقال:
ـ "فاكر لما قلتلك الشر دايمًا بيكون أقرب مما تتخيل؟
---
فجأة، صوت خشن جه من برا القاعة…
ـ "سيبوه يتكلم…"
يتبع....
_سيبه يتكلم 
نقلو نظرهم كلهم بسرعه ناحيه الصوت شهقه طلعت من مرفت والكل تنح بمعني الكلمه...
كان أحمد الصياد واقف بهيبته ووسامته اللي الزمن مغيرهاش عيونه الحاده التي ورثها أبنائه منه كانت تنظر ل محمد ببروود تاام 
مرفت بدموع ـ أ .أحمد 
قبض يزن علي إيده بغضب وآرين لاحظت ده واتآلمت من قبضه إيدة علي إيدها 
ريڤان بدموع ـ بابا ..وجري عليه وحضنه بقوة . 
حضنه أحمد بحب وحنان وعيونه علي إبنه اللي خسره بغبائه
أيمن بضعف ودموع ـ أ..أحمد أخويا ا..انت ..إزاي انا مش فاهم حاجه 
أحمد بغضب مكتوم ـ محمد هيفهمنا كل حاجه 
محمد بتوتر ـ أ..أنا مش فاهم حاجه 
يزن كان لسا هيتكلم بغضب آرين تأوهت بو*جع من قبضته 
يزن بخوف ـ آرين ..أنا أسف.. أسف والله يا قلبي مخدتش بالي
آرين بألم ـ خلاص يا حبيبي ولا يهمك 
يزن غمض عينه بغضب من نفسه وفتحهم وقال ـ اطلعي إرتاحي إنتي شويه 
آرين بحب ـ لا هفضل جنبك هنا 
تنهد بتعب وسكت 
رؤوف ـ حد يفهمنا في إي 
ـ انا هفهمكم كل حاجه 
نظرو ل أليكس اللي كان واقف وحاطط إيده في جيبه ببرود 
فهد بصوت غاضب: – انت بتعمل هنا إيه؟!
أليكس بتحكم كامل في نبرة صوته، وبرود متعمد: – جاي أقول الحقيقة… اللي كلنا محتاجين نعرفها.
رعد اتقدم خطوة بعصبية: – إنت مين عشان تتكلم؟!
أليكس ابتسم، ابتسامة ما تحملش غير الاستفزاز: – أنا... ابن أحمد الصياد.
الصدمة وقعت في المكان كالصاعقة.
كل الوجوه اتجمدت.
حتى الرياح اللي كانت بتحرك الستائر… وقفت.
مرفت شهقت: – إييييه؟!
ريڤان بصوت مبحوح: – لا… مستحيل…
يزن اتنفض، قلبه خبط في ضلوعه، دماغه مش رافضة تصدق…
عيونه بقت كلها جروح: – كـــدب… كـــدب…
أليكس بصوت أكثر برودًا: – مالكم اتصدمتو ليه ..انا أخ يزن التوأم اللي فكرتوه ما*ت 
الصدمة الثانية  ...
أحمد كان واقف وعيونه مفتوحه علي أخرها وصدره بيهبط ويعلي من أثر الصدمه 
فهد بصوت مرتعش: – ع..عمي أحمد .الكلام ده صح !!
أحمد مردش ولسا أثر الصدمه باينه عليه بقوة
أليكس ببرود ـ انت بتسأل الشخص الغلط .. إسال عمك محمد إزاي إختفيت يوم ولادتي ... وإزاي إتقال لأهلي إني مت ..وانا عايش 
يزن اتراجع خطوتين لورا، كأن طع*نة نزلت في ضهره.
آرين مسكته قبل ما يقع، بس كانت بتحس ببروده في إيده كأن الد*م انسحب منها.
يزن بصوت مهزوم: – ي..يعني إي 
أليكس ضحك، ضحكة مكسورة، كلها وجع: – أيوه انا عشت بره حضن عيلتي بسبب عمك ..عمك محمد سر*ق مني كل حقوقي
فهد ضر*ب بإيده على الترابيزة وهو مش قادر يصدق
أليكس بصوت حاقد وهو بيبص ل محمد: – عشان  كده كنت مستني اليوم اللي أقابلك فيه وش لوش عشان أد*مرك يا محمد يا صياد
محمد بصوت مختنق وتوتر : – أنا غلطت… بس كنت هصلّح غلطتي، وكنت بدوّر  عليك 
أليكس نظر ليزن : – انا لو مكنتش خطفت آرين كان عمك هيق*تلها عشان متخلفش منك وتجيب وريث للقصر 
يزن صرخ بكل قهر: – أوووووووه…
ورمى الكرسي اللي كان قدامه، الكل اتفزع، آرين حضنته بقوة: – كفاية يا يزن… كفاية!
ريڤان كان واقف، دموعه بتنزل بهدوء، لأول مرة يشوف أخوه الكبير بينك*سر بالشكل ده.
أيمن بصوت خافت: – يبقى كل اللي حصل كنت انت السبب فيه يا محمد ….
الهدوء اللي ساد بعده، كان كئيب… مؤ*لم… كأن كل نفس بيتسحب من الرئة بصعوبة.
آرين بصوت مكسور: – يزن… أنا هنا… مش هسيبك.
لكن يزن ماكانش بيسمع.
كان تايه في عالم تاني، عالم كله غدر… ود*م.
في قلب القصر كان الهدوء سيد المكان 
كل العيون مسلطه عليه 
محمد الصياد 
واقف في نص الصاله دهره مفرود ، لكن عينه مليانة 
سواد 
غل 
وحقد 
مافيهاش ندم 
مافيهاش تردد 
رفع عينه ناحيه أحمد وقال بغل ـ مكنش لازم ترجع انا غلطت لما خليتك عا*يش 
ضحك ضحكه مريضه وقال ـ أممممم الصراحه كانت لعبه مسليه أووي .. عايزين تعرفو الحقيقه صح ... ههههههه ماشي ماشي 
ـ أيوة أليكس يبقي أليكس أحمد الصياد توأم يزن انا خطفت أليكس يوم ولادته ورشيت الدكتور يقولكم انه ما*ت ..كنتو انتو مشغولين بيزن عشان كان في الحضّانه يومها ..عشان كده قدرت أنفذ خطتي بسهوله جدا ..رميته في الشارع قدام الميتم بس هو كان محظوظ إتبناه أكبر زعيم مافيا في العالم   (دايمي كيڤن ).قولت هه مش بطال  ونظر ل يزن بغل ..أبوك وأمك إنكسر*و كتير بعد موهمتهم بمو*ت أخوك ..وحاولت أقت*لك كتير بس معرفتش .. دبرت مؤا*مرات كتير بس برضو الحظ مكنش حليفي .. حاولت أأذ*ي أليكس كمان عشان انا عارف انو الحقيقة مسيرها يوم وتبان بس للأسف كنت محمي حماية جامدة من شبكه لاميا وعملت مؤامرات كتير مع أعدائك عشان أتخ*لص منك بس الأسف القدر كان أقوي مني .. يزن كبر لقيت نسخه مصغره من أحمد الصياد كنت شبه أبوك في الطبع والتصرفات والتفكير والذكاء كنت لما بتعامل معاك بحس إني بتعامل مع أحمد الصياد نفسه ..
قولت أخلص من صياد ب صياد وخط*فت أحمد وعملت نفس اللي عملته مع أليكس واوهمت الكل إنو ما*ت وانا دفن*ته عشان مكنش في وقت أقولكم ..
وخليته أسير عندي السنين دي كلها كنت بديله دوا عشان يفضل في غيبوبه .. 
وفي يوم كنت رايح أشوفه لقيت أحمد إختفي من مكانه ومن وقتها معرفش مكانه دورت عليه كتير ملقتهوش ومعرفش وصلت هنا وإزاي بقيت بصحتك كده ..
وكل حاجه انا عملتها ضاعت هوا بسببك بس انا مش ندمان علي أي حاجة عملتها ولو طولت أعمل أكتر من كده هعمل 
أليكس ببرود ـ هو انت مفكر هسيبك تأ*ذي عيلتي تاني..انا عملت كتير عشان أحميهم منك 
فاق يزن من صدمته أخيرا وقال بصوت جهوري ـ وانا إيه اللي يخليني أصدق انك أخويا فعلا ..مش يمكن دي مؤامرة من شبكتك ..عرفت منين ..وازاي  ..وإمتا ...
أليكس بهدوء ـ حقك تعرف وانا هقولكم كل حاجه ..وبعدين هرجع من مكان مجيت 
الحكاية بدأت يوم مكنت رايح زيارة مفاجأة لدايمي من غير مقوله 
# فلاش باك 
نزل أليكس من عربيته بهدوء وقف الحارس إحتراماً ليه وقال بخوف ـ أليكس باشا نورت 
مردش عليه ودخل ببرود وغرور 
سأل الخادمة ببرود ـ انتي .. دايمي باشا فين 
الخادمة إنحنت بخوف وقالت ـ اهلا يا بيه ..دايمي بيه في غرفة الليفنج ومعاه ضيف 
اومأ ببرود ومشي من قدامها وهيا تنفست أنفاسها اللي كانت محبوسه أخيرا ...
كان هيخش ويعمل مفاجأة لجده لكن وقف بصدمة كبيرة ورجليه إتجمدت وفتح عينه من الصدمه  من اللي سمعه 
جوه 
كان المساعد الخاص ل دايمي و الدراع اليمين ل أليكس 
ـ إنت هتفضل مخبي علي أليكس الحقيقة لحد إمتا 
دايمي بقوة ـ الحقيقة هتفضل متخبيه علطول وأليكس مش لازم يعرف الحقيقة أبداً 
ـ بس أليكس لو عرف من شخص تاني انو مش حفيدك الحقيقي هتبقي مشكله كبيره 
دايمي ـ أليكس مش هيعرف انا هتولي المهمه دي بنفسي 
بتوتر ـ إحم طيب ممكن سؤال يا زعيم 
ـ قول 
ـ مين عيله أليكس الحقيقة 
دايمي تنهد بهدوء ـ محاولتش أعرف عشان لو عرفت هقت*لهم كلهم .. أليكس حفيدي انا ..سواء من دمي ولا لا ...
حمحم أليكس بهدوء مريب ودخل سلم علي دايمي بهدوء  ولا كأن فيه حاجه 
دايمي بتوتر ـ أليكس انت  هنا من إمتا 
أليكس بهدوء ـ لسا واصل حالا وسأل بسخرية دايمي مخدش باله منها 
ـ فيه حاجه ولا إي 
دايمي بإبتسامة ـ لا يا حبيب جدك 
# عودة من الفلاش بااك 
أليكس ـ كده عرفت إني مش حفيد دايمي قررت أعمل أجازة وأقعد في القصر أدور علي أي خيط يوصلني ب عيلتي حاولت أدور كتير لكن فشلت وفقدت الأمل وفي يوم  لاحظت إنو في شخص كل يوم بيجي القصر وبيسأل علي دايمي ويمشي ف شكيت وراقبت الشخص ده وعرفته كان  دكتور مسلم من دوله عربيه .. فإستغربت أكتر ولما تحريت عن الدكتور ده إكتشفت إنه ملهوش أي شغل في المافيا أبداً ومفيش شغل بينه وبين جدي ..
وفي يوم جه الدكتور يسأل علي جدي كالعادة وانا كنت في حديقة القصر 
# فلاش باك 
أليكس بهدوء ـ أنت مين وعاوز جدي في إي 
الدكتور ـ موضوع مهم ومش هينفع أقوله ل غيره .. جدك ميعرفنيش لكن انا أعرفه كويس .. 
#  عودة من الفلاش باك 
أليكس ـ خدته ودخلته ل جدي وانا داخل سمعت شخص بيقول ل دايمي ـ علي إتفاقنا وانا اللي هجبلك رقبة يزن الصياد 
وكان ده " وشاور علي محمد " 
يومها انا مكنتش أعرفك أصلا ودخلت مع الدكتور 
أليكس بهدوء ـ جدي في شخص عاوز يقابلك 
دايمي ـ مين 
ـ انا يا باشا 
دايمي ببرود ـ انت مين
الدكتورـ أحم في حاجه عاوز أقولهالك مهمه اوي
دايمي بترقب ـ سامعك 
الدكتور بتوتر وهو بيبص ل أليكس ـ مينفعش حد يسمعنا لازم انت لوحدك 
رفع أليكس حاجبه بإستغراب 
دايمي بتفهم ـ ماشي  ...أليكس 
اومأ أليكس بهدوء وهو ينظر ل الدكتور بغموض وخرج
دايمي بعجرفةـ قول اللي عندك
الدكتور ـ انا جاي أقولك حاجه تخص حفيدك وانت من حقك تعرفها 
دايمي بتوتر ـ  أليكس .. قول اللي عندك بسرعه 
الدكتور ـ أليكس مش حفيدك الحقيقي صح ..؟
دايمي بصدمة ـ انت عرفت منين 
الدكتور ـ انا الدكتور اللي ساعد عمه علي انو يوهمو اهله السنين دي كلها انو  ميت وشوفت عمه وهو بيحطه قدام الملجأ وفضلت مراقبه لحد مشوفتك بتاخده وفضلت مراقبك كتير لحد مافي يوم معرفتش انت روحت فين وبعد السنين دي كلها قدرت أوصلك بصعوبه كبيرة 
دايمي بهدوء ـ اممم ويتري انت جاي ده كله عشان تقولي انو أليكس مش حفيدي بس ولا في حاجه تانيه 
الدكتور ـ لا جاي أعرفك مين هما أهل أليكس 
دايمي بترقب ـ مين 
الدكتور ـ أليكس ليه اخ توأم وهو شخص غني عن التعريف أليكس أبوه الحقيقي إسمه أحمد الصياد وأخوه ملك السوق المعروف ب الوحش يزن أحمد الصياد 
انصدم دايمي وقال ـ أحمد الصياد... مستحيل ...مستحيل 
الدكتور ـ لا مش مستحيل أليكس إبن أحمد الصياد وأخو يزن التوأم عيلته مسلمه 
دايمي قام من مكانه بسرعه وحط المسد*س علي رأس الدكتور وقال بتهديد 
دايمي ـ لو حد عرف الحقيقة دي متلومش  إلا نفسك فاااهم 
الدكتور بخوف ـ فاهم ..فاهم 
كل ده وهما غافلين عن عيون أليكس اللي كانت مفتوحه بصدمة كبيرة وقلبه قايد نا*ر وعايز يتأكد بس هيتأكد ازاااي إفتكر لما كان داخل وسمع شخص بيقول 
ـ علي إتفاقنا ورقبه يزن الصياد انا اللي هجبها*لك 
صق علي سنانه بغضب مكبوت وقال ـ بس مين ده ..ومين يزن ..ومين أحمد اللي بيقول إنو أبويا ده ..
أليكس نظر ل يزن اللي عيونه كانت إسودت من الغضب وعروقه بانت ـ  بحثت عن أحمد الصياد عرفت إنو مات من زمان دورت وراك انت وعرفت عنك كل حاجه وإتصدمت لما عرفت إنو ده عمك ( وشاور علي محمد ) وقتها كان لازم أتاكد من الكلام ده بس إزاي مكنتش عارف ولو جيت وقولتلك انت مش هتصدقني ف مكنش قدامي حل غير تحليل 𝑫𝑵𝑨  بس ازاي وأحمد ما*ت مكنش فيه قدامي غيرك انت وريڤان ونادين وانا أكيد مش هخطف بنت عشان سمعتها وانت وضحك بدموع وجع 
ـ هه وانت زي الت*ور أهو مش هقدر عليك ف مكنش قدامي غير ريڤان وخطفت ريڤان وكنت وقتها ناوي يوم وأرجعه بس وانا في القصر سمعت عمك بيتفق مع شخص انو يق*تلك ويق*تل مراتك عشان آرين لو خلفت منك كل حاجه هتضيع هو عملها وإتصدمت لما سمعته بيقول 
فلاش بااك 
محمد بغضب ـ انا مش هضيع اللي عملته ده كله يزن ومراته لازم يمو*تو بكره 
ـ.......... 
ـ محمد بشر ـ هههه أحمد الصياد الصراحه ناوي أخليه يمو*ت بجد 
ـ......... 
محمد ـ يعني أنا خليته أسير عندي السنين دي كلها ومفيش مخلوق عرف عنه حاجه ..مش هقدر أمو*ته ..هو كده كده مي*ت 
ـ...... 
محمد ـ تمام تمام المهمه تتم بكره عاوز أسمع خبر م*وت يزن ومراته 
وقفل 
عودة من الفلاش باك 
أليكس ـ وقتها حسيت إني لازم أتصرف فكرت بسرعه وقولت لازم أوهمه إنو في شخص عاوز يخلص ويد*مر يزن وهو هيسكت ومش هيعمل حاجه عشان كده كده  في شخص عاوز يخلص عليه 
مكنش قدامي غير إني أوهم الكل إني مهووس ب آرين وهق*تل أي حد يقرب منها وانو عشان مقت*لش حد انت تطلقها وخطفت ريڤان عشان أعمل التحليل ومنين كمان إثبات انو فعلا انا أقدر أعمل اي حاجه وقت*لت حارس خاين عندك وحطيت الورقه دي وانا عارف أنو محمد مش هيعمل حاجه وهيخاف يقرب من آرين 
خدت ريڤان عندي ونظر ل ريڤان ـ أسف كان لازم أعذ*بك شويه عشان يبان الموضوع حقيقي 
وخدت منه عينه دم وهو مغمي عليه وكان المعمل الخاص ب الشبكه بيشتغل عشان يطلع التحليل في أسرع وقت ممكن 
بس عمك برضو مسكتش وانتو عرفتو اني زعيم مافيا (لاميا) وكان عمك علي معرفه عشان عمك مشترك  وبلغ دايمي انو انا مهووس ب بنت مسلمه متزوجه وزوجها معروف في السوق وكان عارف انو دايمي هيأمر بق*تل آرين ويزن وفعلا حصل ودايمي أمر بق*تلك انت ومراتك ومكنش فيه قدامي حل غير إني أخطفها عشان أحميها منه .. 
وانا اللي نقلت با..أحم قصدي أحمد الصياد من المكان اللي محمد كان حاجزة فيه وحطيته في فيلا عندي وانا عارف انك هتدور علي آرين في الڤلل الخاصه بيا وكنت مراقبك لحد م حارس إتصل بيا وقالي انك طلعت من القصر وبتسوق بسرعه جنو*نيه خليته يراقبك وإتصدمت لما عرفت إنك عملت حاد*ثة ومحدش لاقي جسمك حاولت كتير أدور عليك بس ..بس فشلت وملقتكش ..ومكنش ينفع أرجع آرين عشان متتأذ*يش وطلع ورق من جيبه وقال ده التحليل 𝑫𝑵𝑨 ... 
يزن بصدمة ـ  انا.. انا عندي أخ توأم وبص ل أمه اللي كانت بتعيط بحرقه وقال بصوت مبحوح
يزن ـ إنتو إزاي تخبو عني حاجه زي كده ازااااااااي 
وقال أخر كلامه بصراخ وقهر ودموع إتجمعت في عيونه
يزن ـ انا .. انا عندي أخ توأم وانتم خبيتو عليا محدش فيكم فكر يقولي مره ونظر ل محمد اللي كان ييبصلهم ببرود
يزن بغضب أعمي ـ انت .. انا مش هر*حمك وشد المسدس من ورا ضهره بسرعه ووجهه ل محمد اللي إتوتر 
مرفت بصراخ ـ ييييييييزن لاااا 
جري عليه الشباب كلهم ولكن وقفو كلهم بصدمة لما يزن وجهه المسد*س ناحيتهم وقال بجنون 
ـ محدددش يقرب .. البني آدم ده لازم يمو*ت لااااازم 
ذياد بحزر ـ يزن إهدي انت مش في وعيك دلوقتي 
فهد وهو بيحاول يهدية ـ يزن حاول تسيطر علي غضبك متتهورش 
يزن بصراخ وعينه بقت حمراء كالدم من الضغط النفسي والغضب والقهر والحزن ـ ششششش مش عايز أسمع نفس حد وكمل بدموع 
يزن ـ ليه كده ..ليه الدنيا مش عايزاني أكون مبسوط أول حاجه أب كان بيعاملني بقسو*ة ههههه والناس الناس بتحسدني أبوك أبوك أبوك انتو كلكم كنتو شايفين أبويا وانا مكنتش شايفه لييييييه ليييه العذ*اب مكتوب ليا أنا قولت الحمدلله وفضلت عااايش في عذاا*ااب طفل صغير شاف العذ*اب ألوان وبعدين اتقاله في يوم أبوك ماا*اات انا مكنتش عارف أفرح عشان مش هتعذ*ب تاني ولاا أزعل علي فرااق أبويا اللي المفروض كان يكون صديقي المقرب عدت السنين وقررت أشيل انا المسؤلية ونسيييت نفسي خاالص وركزت علي شغلي مع إنو كان المشاااكل مش بتخلص واتأقلمت علي الوضع وبقييت قاااسي لدرجه كبييييرة مكنتش برحم لحد مقابلت آرين انا عارف إنو شخص بقوتي وذكائي كان لازم  أدور وراهاا بس خوفت اول مره شوفتها فيها حسيت إحسااس اول مره أحسه قولت خلاااص الدنيا هتفرح ليا وملحقتش والله يارب ملحقتش وإتفأجئت بمر*ضها وانو ممكن تروح مني في أي وقت كنت بصحي من النووم مرعوووب خايف أقوم في يوم ملقهاش جنبي عاارفين يعني إيي كنت خاايف كنت مستعد أصرف اللي ورايا و اللي قدامي عشان علاجها وكان أصعب إحساس عيشته البنت اللي عايش عشانها بتموو*ت كل يوم وبتحس ب الو*جع وانا ..انا مش قادر أعمل حاجه قولت الحمدلله يارب وقربت من ربنا قولت يمكن ده كله عشان ..عشان بعيد عنه .. إتصا*بت ودخلت في غيبوبه مع إني كان نفسي افضل معاها وأقف جنبها وقولت ماشي الحمدلله  وفوقت ومقدرتش أستني وقولت هتجوزها وفعلا إتجوزها وبرضووو الحياه وقفت قصاادي والفرح سابني في أول الطريق ومشي وغيرو وغيرو وخطف ريڤان وآرين ومطلوب مني أختااااار وعذااا*ب يتري آرين حاسه ب إي ونا مش جنبها ريڤاااان يتري بيتأ*لم ولا لا إي اللي هيحصل كماااان دقيقه ..واااااااااه يارب أعرف بعد ده كله إنو عمي ..عمي واخد أبويا أسيرر عنده السنين دي كلها وعايز يق*تلني أنا ومراتي ..و كمان ...عندي أخ توأم وانا معرفش ... وكل ده الخطف و كل ده تخطيط من أخويا التوأم عشان يحميني انا ومراتي من عمي 
آرين بعياط ـ يزن عشان خاطري إهدي 
عز بحذر وهو بيحاول يقرب منه ـ يزن إهدي 
يزن بجنون ـ لا لا لا انا لازم أمو*ت 
ورفع المسد*س علي راسه بسرعه ولسا هيضغط كان إيده إترفعت لفوق بسرعه وصوت طل*قة دوي في المكان 
الجميع بصدمة ـ يييييييزن 
أليكس بغضب وهو بيضر*به بالبوكس ـ فووووق بقا انت إتجننت 
وقفت آرين مكانها بصدمة وهيا حاطه إيدها علي بوقها والدموع مغرقة وشها وبصت ل يزن بعتاب شديد 
جري الكل علي يزن اللي وقع علي الأرض أثر لك*مه أليكس 
كان يزن ينظر ل محمد بعيون كالجح*يم 
قام وقف واتنهد بوجع وغمض عينه وقال بصوت عالي 
ـ تعالو 
دخلو رجال البوليس 
يزن بقهر ـ عمي محمد الصياد هو السبب في كل حاجه
محمد بصدمة وغل ـ انت هتحبسني يا يزن 
وقف محمد الصياد، عينه مش بتطرف، وشه مش باين عليه لا ندم ولا خوف… بالعكس، ملامحه كلها بجاحة وقلة خوف، وكأن اللي بيتقال ده لعبة مش جد.
محمد بصوت ساخر: ـ هتحبسني؟… انت بجد هتحبس محمد الصياد؟ ده أنا اللي عملتك يا يزن، أنا اللي فتحتلك الطريق تبقى اسم، تبقى أسطورة… كنت فاكرك أذكى من كده.
اتقدّم خطوة، وبص في عيون أحمد الصياد وقال بصوت مليان سم: ـ وانت… كنت فاكر نفسك الأب العظيم؟ البطل؟ لا يا أحمد… انت كنت مجرد عائق، حجر في طريقي، وكان لازم يتشال.
شد نفس عميق، وكمل بوقاحة: ـ يوم ما عرفنا إن مراتك حامل في توأم… أنا قلت دي فرصتي. خدت أليكس، وقلت للكل إنه ما*ت. عادي، طفل صغير، مين هيشك؟! وأنت يا أحمد… آه يا أحمد، غيبوبتك كانت هدية من السما. حَقَنْتلك جرعة، بسيطة كده، خلتك تغيب سنين… وأنا أقنعهم إنك مي*ت، والج*ثة؟ ولا أسهل… حادث، حر*يق، أي سيناريو والسلام.
ضحك ضحكة وا*طية، مرّة، وقال: ـ وقعدت أنا على الكرسي، أوزّع الورق، وأحكم، وأتحكم…
يبص على يزن بنظرة كلها تحدي: ـ بس انت بوظت كل حاجة، يا ابن أحمد… من أول لحظة حطيت عينك على البنت دي وأنا حاسس إنك هتوقعني… بس ما توقعتش إنك تكون بالشراسة دي.
يقرب من آرين، يبتسم بخبث: ـ وعلى فكرة… كل ده كان عشانها. البنت دي هي مفتاح كل حاجة بس انت؟ انت اللي كملت اللعبة… وانت اللي هتخسرها في الآخر.
سكت لحظة، وبعدين بص للشرطة وقال بجفاء: ـ يلا، خدوني… بس متنسوش تكتبوا في التحقيق إن محمد الصياد عمره ما خسر… هو بس سلّم الجولة، بس الحرب لسه ما خلصتش ....
اقترب الضابط منه، ولفّ الكلبشات على إيده ببطء…
محمد ما قاومش، ما تكلمش،
بس… كانت الابتسامة على وشه أوقح من أي كلام.
ابتسامة باردة، سمجة، كلها انتقام، وكأن لسان حاله بيقول:
لسه اللعب مخلصش.
عيونه لمحت أحمد الصياد لحظة وهو بيبص له بحسرة…
لكن محمد ما طرفش، بس لف وشه بهدوء،
وساب نفسه يخرج…
رافع راسه…
وكأن حتى وهو مهزوم… بيكسب.
بعد ما مشي 
كان الصمت سيّد اللحظة… لحظة لا تتكرر، لحظة اتجمّدت فيها أنفاس الزمن، ووقفت كل الأحاسيس في نقطة واحدة…
"هو ده؟"
كان سؤال في عيونهم كلهم، لكن مفيش صوت طالع… بس الدموع اللي سبقت أي كلام.
أليكس واقف، إيده بتترعش وهو مش عارف ياخد خطوة، عينيه بتزوغ بين أحمد ومرفت، بين يزن وريڤان، بين ناس المفروض إنهم دمه… بس هو معرفهمش، ولا هم عرفوه.
لكن القلب؟
القلب عمره ما بينسى…
مرفت خدت نفس عميق وهي بتقرب منه بخطوات هادية، كأنها خايفة لو جريت… الحلم يهرب.
بصت له بنظرة أمّ بتدور على ابنها في كل الوجوه، ولما وقفت قدامه، ملامحه كانت بترد عليها…
هو أليكس.
هو ابنها اللي افتكرته ما*ت.
هو الطفل اللي تولد من قلبها… واند*فن حلمه وهو لسه بيصرخ لأول مرة.
مرفت بصوت مخنوق:
ـ إنت… إنت ابني؟!
أليكس حس برجله مش شايلاه، وركع فجأة على الأرض، راسه لتحت، ودموعه بتنقط من عينيه بصمت موجوع:
ـ آسف يا أمي… آسف عشان اتأخرت… آسف إني عشت بعيد عن حضنك
مرفت وقعت على ركبها قصاده، واحتضنته…
حضن عمره سنين، حضن فيه دموع، وارتعاش، وأمل اتولّد من وسط الجراح…
أحمد وهو بيقرب بصوت مبحوح:
ـ ده ابني يا مرفت… ابننا رجع!
عيون أحمد كانت بتدمع 
بس في اللحظة دي، كانت عيونه بتقول "ربنا كبير"، وفعلاً كبير.
وقف يزن مش قادر يبعد نظره عن أليكس، قلبه متلخبط، إحساسه مش قادر يترجم…
ده أخوه؟
لكن بدل الغضب، كانت دموعه بتنزل على خده…
بهدوء…
طفل بيشوف توأمه لأول مرة.
قرب منه… بصله من فوق لتحت، وهو بيضحك ببكاء:
ـ يعني طلعت مش مجنون لما كنت بحس إن في حد شبهي بيصرخ في حلمي؟!
أليكس ضحك بالبكاء:
ـ وطلعت مش مجنون لما كنت بحلم إني في مكان شبه ده… مع ناس بتضحك وتعيط في نفس اللحظة…
يزن فتح ذراعه وقال:
ـ تعالي
وأليكس جري عليه كأنه طفل رجع للبيت بعد حرب طويلة، واتحضنوا… حضن توأم، حضن ما بين لحم ودم وحنين سنين.
ريڤان وهو بيضحك ويبكي في نفس الوقت:
ـ يا جدعان بجد! أنا عندي اتنين إخوات شبه بعض! أنا كده محتاج لون معين لكل واحد فيكم!
الكل ضحك، ضحكة خارجة من قلبه خلاص ارتاح…
جري الأخوات كلهم عليهم وحضنو بعض 
فهد ورعد ولؤي وريڤان ونادين وماري وليليان وندي 
وأيمن ورؤوف قربو من أحمد وحضنوه جامد والدموع هي الرد الوحيد 
عز قرب منهم وقال بجدية مصطنعة:
ـ طب أليكس، بسألك سؤال مهم جدًا… بتحب أكلك بالشطة ولا من غير؟ لأن اللي مش بيحبها بالشطة ميستحقش يدخل القصر.
زياد ضحك وقال:
ـ سيبه يا عز، الراجل لسه راجع من الغربة، ارحمه.
رعد ضم أليكس وقال:
ـ أخونا يا جدعان… أخونا رجع، دي مش لحظة، دي معجزة!
مرفت ماكنتش سايبة إيد أحمد لحظة، كانت بصاله كأنها عايزة تتأكد إنه حقيقي، وبتقول له وسط الدموع:
ـ وحشتني اوي يا أحمد
أحمد حضنها وهو بيقول:
ـ قلب أحمد 
يزن قرب من أبوه ومد إيده وقال بهدوء مليان مغفرة:
ـ انا عايز نعيش في أمان من غير مشاكل وكره .. انا مسامحك علي كل حاجه وياريت انت كمان تسامحني 
أحمد خد إيد يزن وباسها، وقال:
ـ مفيش أب يزعل من ولاده… وأنا اللي آسف إني سببتلكم كل ده.
كانت لحظة نقية… نقية لدرجة إن حتى الحيطان حسّت بيها، وكل شخص في القصر كان حاسس إنه بيتطهر من حزن قديم.
آرين، رغم التعب، كانت واقفة ودموعها بتنزل بس ابتسامتها بتنور…
ـ هو ده البيت اللي حلمت أعيش فيه…
وراح المشهد يختتم على صوت ضحك الكل، وهم لسه حضنين أليكس، وأخيرًا… رجع الإبن الغايب، توأم يزن، أليكس أحمد الصياد.
آرين قربت من يزن، ووشها مرهق وتعبان، لكن في عيونها نور وراحه وأمان
مدت إيدها ولمست كفه، وقالت بابتسامة مرتعشة:
ـ أخييييراً... انتهى الكابوس.
يزن ما استناش، سحبها في حضنه بقوة، وكأن حضنها هو الوتد الوحيد اللي بيثبّت روحه اللي كانت بتتهاوى،
دفن وشه في شعرها وهو بيهمس:
ـ وجودك جنبي هو النجاة الوحيدة... أنا تعبت من غيرك يا آرين... تعبت أوي...
لكن فجأة...
جسم آرين ارتخى بين إيديه.
ـ آرين؟!
هزها بسرعة، صوت قلبه دق بعنف وهو بيبص لوشها اللي شحب فجأة.
ـ آرين!! آرين ردي عليا!
ركع بيها على الأرض، حضنها أكتر وهو بينادي عليها،
الكل حوالينهم اتجمع، والقلق بدأ يسيطر على الملامح.
ندي ـ بسرعة، نادوا الدكتور!
بعد مده
الدكتوره جات تجري، قاست النبض، بصت بسرعة على عينيها، وبعدين رفع عينه ليزن وقال:
ـ اهدى… النبض كويس… شكلها كانت تحت ضغط نفسي عنيف… لازم نكشف ونطمن…
بعد أقل من ساعة...
في غرفة ناعمة مضيئة، آرين فتحت عينيها ببطء، لقت يزن قاعد جنبها، ماسك إيدها بكل رقة، وعينه مليانة قلق وحنين.
ـ يزن؟
ـ أنا هنا يا حبيبتي… أنتِ كويسة؟ دوختيني… قلبي كان هيقف.
الدكتوره دخلت، مسكه الملف، وابتسمت وهي بتقول:
ـ ألف مبروك…
آرين بصت له باندهاش، ويزن اتجمد مكانه.
ـ مبروك إيه؟
ـ حضرتك حامل يا مدام… مبروك، أنتم هتستقبلوا طفل صغير.
يتبع ....
يزن بصدمة ـ،إ..انتي بتتكلمي بجد ..؟!
الدكتوره بإبتسامة ـ،أيوا حضرتك ألف مبروك هتبقي أب 
ريڤان إتكلم لما لقي أخوه لسا مش مستوعب وقال بفرحه
ـ الله يبارك فيكي يا دكتورة 
الدكتورة بجدية ـ بس جسمها ضعيف أوي لازم تهتمو بأكلها كويس جدا وتتابع مع دكتورة مختصه 
مرفت بسعادة ـ أكيد يا دكتورة شكرا لحضرتك 
اومأت بهدوء وقامت لمت شنطتها ورعد وصلها 
عند يزن كان بيبص ل الفراغ بشرود وهو مش مصدق يعني هو دلوقتي هيبقي أب . هيكون عنده إبن او إبنه 
فاق علي الكل بيبارك ليه بفرحه كبيرة راقب الفرحه اللي علي وشهم وكانه مكنش مصدق لحد مشاف الفرحة علي وشهم قام وقف وشاور علي نفسه بصدمة حقيقية وقال 
يزن ـ أنا ..ده بجد ..يعني انا هبقي أم وآرين هتبقي أب 
ضحك الجميع عليه وعلي صدمته الواضحه جدااا 
ريڤان بضحك ـ انت اللي هتبقي أب يا ملك السوق مش آرين هههههه 
ضحك بسعادة كبيرة حضن أمه بسعادة كبيرة جداا وهو بيقول ـ انا هبقي أب ...
مرفت بدموع وسعادة ـ أخيرا هشوف أولادك يا حبيبي 
جري يزن علي آرين اللي كانت بتبصله بدموع وفرحه 
حضنها بحب وسعادة كبيرة وقال ـ مبروك يا قلب يزن من جوا .. إن شاء الله هتبقي بنت ..وهتبقي أم لارين 
آرين بعياط ـ لا لو جات بنت إنت هتحبها أكتر مني 
بصلها يزن بإستغراب ل عياطها وبص ل مرفت اللي رفعت كتافها بمعني  انت لسا هتشوف كتير 
يزن في نفسه ـ بتهزرو صح 
تنهد وحضن آرين بحب وقال ـ انا لو هحبها عشان هتكون منك إنتي يا حبيبي ومستحيل أحبها أكتر من بنوتي الاولي هممم بطلي عياط بقا عشان متتعبيش 
آرين ـ أنا حامل يا يزن 
غمض يزن عينه بسعادة وكانه لسا بيسمع الخبر لاول مره 
والكل بيبصلهم بسعادة البنات في صوت واحد ـ هيييييح 
نادين ـ واااو يزن انت سو هارت أوي 
ذياد من بره الاوضة ـ طب إتلمي يا حلوة عشان مجيلكيش ولينا بيت يجمعنا إن شاء الله بعد شهر 
سكتت نادين بصدمة 
يزن ـ نادين ذياد طلب إيدك مني قبل ما المشاكل دي كلها تحصل وبص ل ندي وقال ويامن كمان طلب إيد ندي هااا إي رأيكم 
سكتو بإحراج ومعرفوش يتكلمو 
ليليان بخبث ـ لا يا يزن هما مش موافقين 
الاتنين في صوت واحد ـ لا موافقين 
ابتسم الجميع بسعادة كبيرة وأخيرا الفرح دق باب بيتهم قام يزن وراح عند نادين وباس راسها بحب وعمل مع ندي نفس الوضع 
ـ بناتي الإتنين كبرو وهسلمهم ل عريسهم بإيدي مبروك يا قلب أخوكم 
حضنوه البنات بحب كبيرو 
ندي عيطت بوجع ويزن طبطب علي كتفها بحنان أخوي 
ندي ـ انا أسفه يا يزن بابا أذاكم جامد أوي 
يزن بحنان ـ انتي أختي قبل متكوني بنته فاهمه ولا لا 
ليليان ـ لولولولولولولولولي 
يزن بخضة ـ طب والله يا ليليان إتخضيت زرغوطة دي ولا عربيه إسعاف يا حبيبي 
ليليان بفرح ـ هلبس فساتين أخيرا واااااو 
يزن بسخرية ـ لا وانتي مقصرة يا لي لي كل يوم داخله بفستان جديد 
سكتت ليليان بتزمر طفولي 
ضحك الكل عليها 
ماري بمرح ـ يتري بقا لو جه ولد هتسموه إي 
بص يزن ل آرين اللي كانت بتبصله بحب وقال ـ انا وآرين متفقين إنو لما نخلف ..لو ولد هنسميه أركان ولو بنت لارين 
ماري ـ واااو الأسماء تحفة اوووي 
برة 
كان الشباب كلهم واقفين قدام الجناح 
ذياد بمرح ـ أهو إبن يزن ده انا اللي هربيه عشان ميطلعش زيه كفاية علينا وحش واحد 
عز بضحك ـ معاك حق هههههه 
يامن ـ يزن يجيب وإحنا هنربي عياله هنعلمهم الفساد ههههههه
رعد بضحك ـ معاك حق كفاية علينا كده 
يزن ببرود ـ والله 
بصو كلهم ناحيه الباب بخضة 
لؤي بمرح ـ وحيات عيالي اللي لسا مجوش متكلمتش 
رفع يزن حاجبه بسخرية 
ذياد ـ الله في اي بقا يا وحش وبعدين إحنا بنقول حاجه غلط يعني لسمح الله احنا بنقول هنربي ولاد أخونا ونشيل التعب عنك يعني 
ضحك يزن وقال ـ يجدع 
ذياد ـ أه أومال ايه 
يزن بمكر ـ طب متتجوز وتربي عيالك إنت 
ذياد بغيظ ـ وهيا أختك راضيه تقولي صباح الخير حتي 
يزن بإبتسامة ـ علي فكره انا كلمت ندي ونادين وهما موافق...
يامن بمقاطعه ـ لولولولولولوي هتجوز ..هتجوز 
ذياد بسعادة ـ أخيرااااااا 
ضحك يزن عليهم وقال بتساؤل ـ فين فهد ..؟ 
بصو كلكم لبعض وسكتو فهم يزن ومشي بإتجاة جناح فهد خبط ودخل لقي النور كله مطفي ولع النور وإنصدم من شكل الجناح كان كله مت*كسر وفهد قاعد علي الأرض وفارد رجله وشعره متبهدل وقميصه كله مفتوح وإيده بتنز*ف وفيها قطع زجا*ج كانه بيعاقب نفسه علي غلطه أبوه عملها تنهد بحزن ودخل الحمام جاب علبه الإسعافات وراح وقف جنبه وقعد علي الارض ومد إيديه ومسك إيد فهد المجروحة 
كان فهد مغمض عينه بيفتكر عذاب يزن ودموع العيلة وخطف آرين وحاله يزن وريڤان معقول بعد مشاكل العيله دي كلها طلع من تخطيط أبوه فاق علي حد بيمسك إيده فتح عينه اللي كانت زي الدم لقي أبن عمه ..لا أخوه يزن دايما كان أخو الكل وفي ضهر الكل البنات قبل الشباب لقاه ماسك إيده وبيشيل الز*جاج من إيده بهدوء 
يزن بإبتسامة وهو بينضف إيده من الد*م  ـ تعرف انو نفسي لما تتجوز وتخلف كده ولادك ميورثوش منك العصبيه والغباء مع إنك مخابرات 
سكت فهد ومردش 
عقم يزن إيدة بهدوء ومد إيده جاب إيده التانية وبدا يعمل معاها نفس اللي عملها مع التانيه 
يزن ـ عارف أنا نفسي أضر*بك دلوقتي 
فهد بإحراج من اللي أبوه عمله ـ يزن انا 
بصله يزن بهدوء وقال ـ انت إي .. يعني المفروض تراعي إنو أخوك هبقي أب بعد تسع شهور علي الاقل قولي الف مبروك الكل بشرني إني هشوف الطفح والشباب بره بيتفقو مين هربي إبني 
فهد بصوت واطي ـ مبروك يا يزن فرحتلك والله 
حط يزن أخر لاصق طبي علي الجرح وقال بمرح ـ ايه إرفع صوتك شويه مش سامع 
كان فهد هيتكلم بس سكت بسبب الغصه اللي إتكومت في زورة وحضن يزن بقوة ويزن حضنه بحنان أخوي 
ـ انا أسف .. أسف عشان انا إبنه 
يزن بهدوء ـ مفيش حد بيختار أهله ..انت ملكش ذنب في حاجه ولا حتي ندي ولا لينا ..المفروض تقوي عشان انت سندهم دلوقتي سلمت واحده ل عريسها والتاني جاي هياخد التانيه منك أهو 
طلع فهد من حضنه وقال ـ أخيرا يامن إتحرك 
يزن برفع حاحب ـ يعني كنت عارف 
ضحك فهد وقال ـ ياعم ده كان باين أوي 
طبطب يزن علي كتفه بحب وقام ومد إيده ليه وفهد إبتسم بسعادة عشان عندو أخ زي يزن ومد إيده ومسك إيده وقام معاه 
يزن بضحك ـ تعالي بره بقا لحد مقول لحد يجي وينضف الجناح اللي إنت كسر*ته ده 
ضحك فهد وقال ـ ماشي 
وطلعو 
عند آرين كانت قاعدة علي السرير بعد ملبست الحجاب عشان رعد والشباب عاوزين يخشو يباركو ليها
رعد بمرح ـ آريني ..هتبقي ماما يا كتكوتي
ضحكت آرين وقالت ـ انت مش هتجيبها لبر أبدا يا رعد انت محرمتش 
غمز رعد بمرحه المعتاد وقال ـ أبدا لازم أفرقع نفوخه من الغيرة .. 
يزن بضيق ـ طب متيجي أفرقعك إنت يا بارد 
نظرو كلهم ل الباب بضحك ورعد رفع إيده لفوق علامه الاستسلام وقال ـ علي فكره فهمتني غلط ... آريني ه..
يزن بغيرة ـ آرين يا زفت آرين 
ذياد بضحك ـ يزن أنصحك بجد لو خلفت ولد أوعي رعد يقرب عليه هيفسده 
ضحك الكل وأكدو علي كلامه 
رعد بغيظ منهم ـ يتكم نيله
مرفت بتساؤل ـ يزن أليكس فين 
أحمد بتوتر ـ فعلا أليكس مش باين معقول مشي 
رعد وريڤان ويزن ولؤي وفهد وذياد ويامن وعز  طلعو يشوفو أليكس فين 
بعد مده إتجمعو كلهم في الصالة 
رعد بقلق ـ لقتوه 
نفي يزن برأسه بقلق واضح جدا 
جه لؤي هو بيجري 
لؤي ـ يزن... أليكس على السطح!
الكل جري بدون تفكير.
صوت خطواتهم بيخبط في السلالم الحجرية، أنفاسهم متلاحقة، القلق بيلف وشوشهم زي سحابة سودا.
وصلوا فوق... لقوه واقف على الحافة، ضهره ليهم، والهوى بيحرك شعره الطويل بشراسة.
أليكس كان لابس قميص أبيض وبنطلون أسود، شكله هادي
يزن بصوت عالي ـ ألييييكس!!!
مردش... ولا حتى اتحرك.
ريڤان بصوت مرتعش ـ أليكس انزل... بالله عليك انزل.
فهد كان بيحاول يلف حواليه من الجنب بحذر، ورعد واقف مكانه مش قادر يصدق المشهد.
أليكس أخيرًا اتكلم، صوته كان ضعيف، مكسور، بيقطع القلب:
ـ طول حياتي كنت فاكر إني شبح... حاجة مش موجودة...
وبعدين لقيتني أخو حد زيك...
بس الحقيقة إني مش شبهكم...
أنا شبهه هو...دايمي 
يزن اتقدم بخطوات بطيئة وقال ـ انت مش هو...
انت مش دايمي
انت أليكس، أخويا... مش مهم مين رباك، المهم انت بقيت إيه دلوقتي!
أليكس بصله أخيرًا، عينه كانت مليانة دمع، ووجهه متألم:
ـ بس أنا... كنت في صفه سنين... كنت أداة في إيده...
وكل دم نزل... أنا كنت جزء منها
يزن اتكلم بحدة:
ـ لأ، مش هتهرب...
مش هتسيبنا وتخلينا نكمل الحرب دي لوحدنا.
انت فاكرنا هنتخلى عنك؟
لو كنت شبح، فأنا اللي شديتك للنور...
ولو انت وقعت، إحنا اللي نوقفك.
انزل يا أليكس، بالله عليك انزل... مش قادر أستحمل أخسرك. مش بعد ما لقيتك.
الدموع نزلت من عين أليكس لأول مرة بصمت، وسا*ب الدرابزين بإيد مرتعشة.
رعد تحرك بسرعة ولف من وراه ومسكه، وفهد ساعده، شدوه لجوا قبل ما يقرب من الحافة تاني.
وقع في حضنهم، وانهار بالبكا زي الطفل.
أليكس ـ أنا آسف... أنا آسف...
يزن قرب منه وقعد على ركبته قدامه، مسك وشه بين إيديه، وبص في عينه وقال بصوت هادي بس حاسم:
ـ إنت أخويا... ولو غلطت ألف مرة، برضه أخويا.
بس أوعى تكرر الحركة دي تاني، فاهم؟
محدش مننا يقدر يعيش خسارة تانية...
ريڤان قرب منه وقال ـ إحنا هنحارب سوا، ونعيش سوا، ونفرح سوا... أنت مش لوحدك.
الشباب حضنو بعض بحب كبييير اوي 
"في لحظة صغيرة… من بين كل الفوضى اللي حوالينا، كان في حاجة نقية. بتتكوّن بهدوء…
مش لازم تكون من دمّك علشان يبقى أخوك،
ولا لازم يكون بينكم سنين علشان تقولوا على بعض أصحاب.
أوقات بتكفي نظرة صادقة… كلمة طالعة من القلب… موقف صغير يثبتلك إنك مش لوحدك.
العلاقة اللي بتتبني على المواقف الحقيقية…
على الضهر اللي تلاقيه وقت ما الكل يختفي…
دي مش بس صداقة… دي أخوّة،
وأوقات القدر بيختارلك أخ من غير ما تختار،
وبيكون الهدية اللي عمرك ما توقعتها، بس كنت محتاجها جدًا.
وهو ده اللي بيبدأ بينهم دلوقتي…
مش مجرد تعارف… دي بداية حكاية من نوع تاني،
حكاية سند… وونس…
وأخين، ولو جم من عالمين مختلفين،
لكن قلوبهم لقت بعضها في نص الطريق."**
#نورا_مرزوق
كان أحمد واقف بيتفرج عليهم من بعيد وهو بيدعي ربنا إنو يسامحه علي أغلاطه ويهدي ولاده لبعضهم ومسح دموعه ونزل تحت 
بعد ساعتين كان الكل متجمع في غرفه الصالون والقصر مليان بهجه وفرح وسعادة كبيييرة وأخيرا الفرح دق باب بيتهم كان البنات كلهم مجتمعين حوالين آرين وبيصورها للذكري ويزن هيطرشق من الغيرة ورعد بيغلس عليه ويغازل في آرين ويزن يضربه والكل يضحك عليهم والشباب كلهم قاعدين علي الأرض وأليكس في وسطهم اللي حس أخيرا بجو العيله وفرحان ب إهتمام أمه بيه وكل شويه تديله حاجه ياكلها مره تفاح مره عنب وغيرو واحمد قاعد بيراقب عيلته اللي إشتقلها كتيييير ومرفت جنبه وحاطط دراعه علي كتفها زي زمان وفهد قاعد بس مش معاهم كان ماسك التلفون وبيقرأ رسايل أروي المجنونه وبيضحك عليها ورعد لحظات بتيجي صورة نور في دماغه ولسانها اللي أطول منها ويامن كل شويه يغمز ل ندي ويوترها وذياد عينه علي طفلته الشقية اللي مطلعه عينه وإبتسم علي طفولتها اللي بيعشقها وعز حاسس ب إحساس غرييب تجاه ليليان ومش فاهم هو عاوز إي وبيضايق أوي لما بتهزر مع ذياد او رعد وفهد ولؤي قاعد معاهم بس الندم بياكل فيه ودور كتير علي روان ومش لاقيها وفقد الأمل إنو يشوفها تاني وقلبه كل يوم يبكي من الندم .. وأيمن قاعد مع رؤوف بيتكلم معاه في الشغل كالعادة وريڤان بيفكر في صاحبه الشعر الأسود اللي أسرت قلبه من أول نظرة وعايز يقول ل يزن إنها موجودة في الجناح الفردي ومحبسهاش في المخزن زي مقال بس خاف مشاعرة تنكشف ل أخوه وهو عارف إنو يزن بيعرفهم من غمضة عين وماري قاعدة مع البنات وكل شوية تبص ل أليكس وهيا حاسه ي إحساس غرييب تجاهه وإنجذاب كبيير ناحيته وأبتسمت بسخرية علي مشاعرها ... وطبعا أوعو تنسو عصاافير الكناريا لينا وريان اللي في شهر العسل وعايشين أحلي أيام حياتهم وريان كان حنين عليها بطريقه جميله أوووي وعايشن في حب 
★ بس يتري إي رد فعل لينا لما تعرف اللي أبوها عمله ...؟ 
أيمن بهدوء ـ يزن إنت لحد دلوقتي مقولتش لينا انت كنت فين المده دي كلها وخبر موتك المزيف انا لحد دلوقتي مش فاهم حاجه 
الكل إنتبه وركز علي يزن اللي تنهد بهدوء وقال هقولكم كل حاجه 
ـ يومها انا نطيت من العربية وقعت في الغابة وكنت حرفيا بمو*ت ومش لاقي النفس وقولت خلاص دي أخر لحظاتي في الدنيا بس كنت متمسك في خيط أمل إسمه آرين كنت بجاهد علي قد مقدر إني مقعش عشان آرين .. عشان آرين كانت محتجالي ومينفعش أسيبها .. بس مقدرتش وأغمي عليا من التعب وكنت نز*فت دم كتير أوي وكنت في منطقة مقطوعة وكان صعب حد يوصلي فوقت والجو كان بيمطر بقوة كبيرة كانه بيقولي فوق ده مش وقت ضعف خالص .. سمعت صوت نفس غريب جنبي بس الدنيا كانت ضلمة جامد ومكنتش شايف حاجه ومكنتش قادر أتحرك حتي سمعت صوت خطوات رجلين بتقرب مني ببطي بس دي مش خطوات رجل بني آدم لا دي في كل خطوه صوتين .. عرفت إنه حيو*ان مفت*رس وكان لازم أهرب قلعت القميص بتاعي كان كله د*م ورميته عشان ميتبعش ريحه الد*م وحاولت أهرب بس هو كان أسرع مني 
يزن بتنهيدة طويلة وكأنه بيسترجع لحظة الموت
ـ حاولت أهرب، بس كل خطوة كنت باخدها كان جسمي بيصرخ من الألم…
الحيوان كان ورايا، كنت سامع أنفاسه، قريبة… قريبة جدًا
وقفت، جسمي خاني… وقعت على الأرض
وقلت خلاص… دي نهايتي
بس فجأة،
صوت طل*قة نا*ر شق سكون الغابة…
وبعدين صوت تاني… أقرب وأعلى
وبعدين نور… نور قوي جدًا جه في وشي
وملحقتهوش…
لقيت نفسي في مكان دافي، فوق سرير، جسمي كله متضمّد
ورجل كبير في السن واقف جنبي بيبتسم، وقاللي
ـ "أنت كنت بين الحياة والمو*ت… بس ربنا كاتبلك عمر تاني
يزن وهو بيكمل كلامه بنبرة فيها امتنان: ـ الراجل اللي أنقذني كان اسمه الشيخ سالم… راجل عايش في أطراف الغابة في كوخ صغير شبه اللي بنشوفه في الحكايات، بس كان مختلف… كان هادي، وكأن عنده علم كبير بكل حاجة بتحصل.
فضلت عنده فترة… يمكن أسبوعين أو أكتر… مقدرتش أتحرك في الأول، بس هو كان بيهتم بيا كأني ابنه.
كل يوم كان يحكيلي عن الصبر، عن الابتلاء، عن النجاة اللي بتتولد من جُرح.
وسألني مرة سؤال عمري ما هنساه…
يسكت يزن لحظة، الكل منتظر، عيونهم كلها عليه، حتى اللي كانوا بيضحكوا من شوية، بقوا في قمة التركيز.
ـ سألني: "لو قدرت تنجو… هتعيش لنفسك، ولا لغيرك؟"
ينظر لريڤان، لصدره، لآرين، ويكمل: ـ وقتها عرفت إن ربنا مارجعنيش علشان أكمّل حياتي زي ما كانت… رجعني علشان أخلص اللي بدأته… وأحمي اللي بحبهم.
أيمن يسأله: ـ طب ولما فوقت؟ عرفت ترجع إزاي؟
يزن بابتسامة خفيفة: ـ الشيخ سالم كان عنده راديو قديم بيسمع بيه الأخبار… في يوم لقيته داخل عليا بيقولي:
"فيه شخص كان فاكرينك ميت… اسمه أليكس، كان بيدور عليك، وبيدي أوصافك بالضبط."
عرفت ساعتها إن أليكس هو اللي كان بيقود الرجالة اللي في الغابة… وكنت سامع عن تحركاتهم من كلام الشيخ مع الناس اللي بيزوروهم.
قررت أروحله… بس مش كده وخلاص، كنت محتاج أخليه يثق فيا، وده اللي حصل.
ريڤان بتنهيدة: ـ يعني أنت وأليكس كنتم متفقين من الأول؟!
ـ مش من الأول… لكن من اللحظة اللي شافني فيها واتفاجئ بوشي اللي شبهه، عرفت إن في حاجة مش مفهومة. هو كمان كان تايه… بس اللي فرق، إني كنت متصالح مع خوفي، وهو كان مأسور فيه.
ساعدته يعرف الحقيقة، ووقتها قررنا نلعبها صح…
أنا هختفي… والجميع هيصدق إني مت… ووقتها نعرف نوقع اللي ورا كل المصايب دي.
مرفت بصوت مكسور: ـ وإحنا؟ إحنا اللي عشنا وجع مو*تك؟!
يقوم يزن ويمسك إيدها: ـ كنت بمو*ت وأنا بعيد عنكم… بس دي كانت الطريقة الوحيدة إني أرجع وأنتقم من اللي عاوز يدمّر عيلتنا، ومن محمد اللي خلانا نعيش في كدبة طول عمرنا.
رعد: ـ بس إزاي قدرتوا توصلوا لأحمد الصياد؟!
يزن بحزم: ـ أليكس هو اللي كان معاه الخيط. دايمي كانت مليانة أسرار، ومع الوقت، بدأنا نربط الخيوط… وساعدنا شخص من جوه التنظيم…
واحد عمركم ما تتوقعوه…
يسكت يزن، يغمض عينه لحظة وكأن الكلام تقيل على قلبه، ثم يفتحها ويقول:
ـ جمال.
الكل بيشهق…
فهد: ـ إيه؟! جمال؟!
يزن: ـ أيوه… كان مزروع جواهم من سنين، لكن لما شاف اللي بيحصل، قرر يتواصل معانا ويساعد… هو اللي دلنا على المكان اللي محبوس فيه بابا، وكان له دور كبير جدًا في تهريبه.
أحمد الصياد اللي كان ساكت طول الوقت اتكلم بصوت مبحوح: ـ جمال ده… دفع تمن خيانته ليهم بحياته… هو اللي خلاني أخرج للنور تاني، وكنت بشوف في عينيه ندم عمره ما اتقال بكلام.
يسود الصمت لحظة، الكل بيتأثر بالكلام، وفجأة ريڤان يتنهد بصوت مسموع:
ـ أنا لازم أقولك حاجه يا يزن…
البنت اللي كانت معانا يومها في القصر مش محبوسة في المخزن ، هي دلوقتي في الجناح الفردي فوق عندنا… اسمها أليس 
يزن بمكر ـ أليس؟!
ريڤان بتوتر ـ إحم  ..أيوة علي فكره هيا ملهاش ذنب في حاجه 
أليكس بإبتسامة ـ فعلا أليس علطول كانت بتعترض علي شغلنا هيا ملهاش ذنب في حاجه
يزن بخبث ـ،إمممم ماشي خلوها تمشي 
ريڤان بتسرع ـ لا خليها .. اا قصدي يعني أكيد الشبكة هتكون بتدور عليها دلوقتي يعني 
ينظر يزن لريڤان، وابتسامة فخر صغيرة ترتسم على وجهه: ـ طلعت رجّالة يا ريڤان… أهو القدر فعلاً بيخلق الأخوّة من المواقف.
مارڤت تهمس: ـ يا رب نجينا كلنا على خير 
---
عدى يومين، بس في حاجات وجودها بيخلّي الوقت ما يعديش.…
آرين.
البنت اللي بقت في عيون الكل قطعة نور وسطهم،
واللي حبها، واللي اتعلّق بيها، واللي ندم إنه أذاها،
لكن أكترهم، كان يزن.
كل اللي حواليها شايفينها تعبانة شويتين، لكن يزن شايف أكتر…
شايف وجع مخبوء ورا ابتسامة،
شايف خوف مكسوف من العيون،
وشايف قلب بيرتعش كل مرة يبعد عنها لحظة.
كان ليل ونهار معاها.
حتى لما تسكت، يسألها:
ـ "تعبانة؟ جعانة؟ بردانة؟ فيه حاجة وجعاكي؟"
آرين كانت تضحك وهي ترد:
ـ "كل ده في وقت واحد؟"
يرد بهدوء، وعينيه فيها غيرة من الهوى والنسمة: ـ "طول ما أنا جنبك… مش هسيب حاجة تقربلك."
والنهاردة… كان يوم بهجة في القصر.
الكل متجمع على صوت الزغاريد اللي طلعت من أول بوابة القصر،
لينا وريان رجعوا من شهر العسل.
أول ما العربية دخلت، البنات كلهم جريوا على الباب،
كلهم بحجابهم اللي نور وشوشهم،
ملوّن، بسيط، أنيق،
بس كان في بينهم واحدة باينة…
لينا.
وشها متغير، منور، ومكسوف، بس فيه راحة جديدة ماكنتش موجودة قبل كده.
نزلت من العربية جنب ريان، اللي كان ماسك شنطتين، ووشه مبتسم كأنه لسه راجع من الجنة.
أول ما دخلوا، ريڤان صرخ وهو بيجري عليهم: ـ "رجعوا العصافير أخيرًااااااا!"
ريان فتح إيديه وهو بيضحك: ـ "مين اشتاقلي؟"
مارڤت قربت من لينا، حضنتها بقلب أم حقيقي: ـ "نورتي بيتك يا بنتي، ومبروك من قلبي."
لينا همست بخجل وهي بتبص ليها: ـ وحشتوني أوي 
آرين نزلت على السلالم بهدوء،
لابسة طرحة قطن بسيطة، بلوزة طويلة، ووشها شاحب شوية،
بس ابتسامتها كانت بتكمل الصورة اللي القلب يحب يشوفها.
أول ما لينا شافتها، جريت عليها، حضنتها بقوة، وقالت: ـ "كنتي في قلبي طول الوقت… دعيتلك في كل صلاة."
آرين بصوت هادي: ـ "دعوتك وصلت… ورجعت بيها."
ريان قرب منهم، وبص ليزن وقال: ـ "عاوز أتكلم معاك بعدين، بس دلوقتي… أنا مشغول مع القمر ده."
آرين بصت ليه بصدمة:
ـ "قصدك لينا؟"
ـ "آه طبعًا، هو في قمر تاني في القصر؟!"
ـ يزن تدخل وهو بيشد ريان من دراعه وبيقوله: ـ "حاسب… الكلام ده ليه صاحبة، ودي بتغير من الهوا!"
ضحك الكل، ولينا وشها احمر، وغطت وشها بشيلتها وهي بتقول: ـ "كفاية بقى…"
**
في الجنينة، البنات كانوا قاعدين حوالين آرين، بيهزروا، وكلهم لابسين ملابس واسعة وأنيقة،
الضحك مالي المكان، وسيرة ربنا دايمًا بتتقال على اللسان،
مرة يدعوا لبعض، مرة يفتكروا اللي فات،
بس الأجمل… إنهم كانوا بيتكلموا عن الحجاب،
وإزاي كل واحدة منهم وصلت له،
ومين كانت أكتر لحظة حست فيها إن ستر ربنا أجمل من أي زينة.
ماري كانت ساكتة شوية، لكن عيونها بتراقب أليكس من بعيد،
ولما ليليان قالتلها: ـ "مالك يا ماري؟!"
قالت بابتسامة خفيفة: ـ "مش عارفة… بس حاسة بحاجة غريبة ناحيته، حاجة مش مفهومة."
**
أما جوه القصر، رعد كان بيرمي نكت على فهد، ويامن بيهزر مع ريان
وعز كل شوية يبص على ليليان لما تضحك مع أي حد… يتقلب وشه 
**
بعد العصر، الكل كان قاعد، والسكينة نزلت على القصر،
لينا بدأت تلاحظ إن في حاجة مش طبيعية.
سألت مرفت بهدوء: ـ "هو في إيه؟ أنا حاسة إن في حاجة مكتومة كده. ..وبابا فين "
مرفت بصت ليزن، وقالت: ـ "قولها يا يزن… هي لازم تعرف."
يزن بص لها، بعينه اللي فيها وجع السنين، وقال: ـ "أبوكِ… مش هو اللي فاكراه،
وكل اللي حصل وأنا غايب… محتاج يتقال،
بس يا ريت تسمعيني للآخر."
لينا بصت له، وقلبها دق بقوة،
كانت حاسة… إن في حاجة كبيرة جاية،
ويمكن مش هتقدر تستوعبها من أول مرة.
لكنها قالت بصوت واثق: ـ "أنا جاهزة أسمع."
في الصالون الكبير، الجو كان هادي بشكل مريب،
الكل قاعد، وساكت… مستني يزن يتكلم.
ولينا، وسطهم، بتبص حواليها، حاسة إن في حاجة كبيرة بتتخبّى ورا العيون.
يزن خد نفس عميق، وقال بصوت مفيهوش أي رتوش:
ـ "أبوكِ يا لينا… هو محمد الصياد،
اللي خطف أبويا…
حبسه سنين وهو فاقد وعيه،
زوّر موت أخويا التاني أليكس،
وكذب على الكل،
وكان جزء من تنظيم اسمه لاميا…
سبب في خطف آرين…
وخلّاني أمو*ت وأنا حي."
الصمت خيّم…
كأن القصر كله وقف يتنفس،
كأن حتى العصافير على الشجر سكتت.
لينا قعدت لحظة عينيها متسمّرة في الأرض،
كأن الكلام دخل دماغها، بس قلبها رافض يصدّق.
ـ "إنت… بتقول إيه؟"
ـ "بقولك الحقيقة…
الراجل اللي كنتي شايفاه قدوة… كان واحد من اللي دمرونا."
بدأت عيونها تلمع…
بس الدموع متحبسة، زي قنبلة موقوتة.
قامت من مكانها، خطوة… اتنين…
ثم فجأة…
انهارت.
قعدت على الأرض، وسندت ضهرها على الكنبة،
وحطت وشها في كفوفها،
وعيطت… عيطت بحرقة.
ـ "أنا آسفة…
أنا مش مصدقة إن اللي رباني وعلمّني… كان بيعمل فيكوا كده!
أنا كنت بدافع عنه…
وأنا مش عارفة…
مش عارفة أواجه نفسي حتى!
أنا آسفة يا آرين…
أنا آسفة يا يزن…
آسفة إني بنت محمد الصياد!!"
آرين قربت منها، دموعها نازلة، وحاولت تحضنها،
لكن لينا هزّت راسها وقالت بتنهيدة:
ـ "أنا مش بستاهل عيلتكوا…
أنا… أنا كنت فخورة بيه!
كنت بقول للناس إني بنت محمد الصياد!
وهو طلع… طلع…"
لكن صوت خطوات تقيلة قاطع انهيارها…
يزن كان قام، ومشي ناحيتها بخطوات ثابتة،
وقف قدامها، وركع على ركبته قدامها،
ومسك وشها اللي مليان دموع بإيده الكبيرة، ونظراته كلها حنان،
وقال بصوت هادي… لكن مليان وجع:
ـ "بصيلي يا لينا…"
رفعت عينيها ببطء…
وشها مبلول، وشفايفها بتترعش،
بس عنيها… كان فيها سؤال واحد:
"أنا ليّا مكان وسطكم؟"
ويزن جاوبها من غير ما تسأل:
ـ "إنتي قبل ما تكوني بنت عمي…
إنتي بنتي…
وأختي…
وحبيبتي الصغيرة…
ومهما عمل أبوكِ…
إنتي مفيش ذنبك.
اللي جوه قلبك… هو اللي بيحكم علينا، مش الدم."
سكت لحظة، وبعدين فتح دراعه،
ولينا، بدون تفكير، اندفعت جواه،
حضنته بكل قوتها، وكأنها بتحضن أمان كانت فاقداه سنين.
وهو ضمّها لحضنه بقوة،
بحنان الأخ الكبير،
اللي بيشيل عن أخته ذنب مش ذنبها،
وبيمسح دمعها قبل ما تقع.
مارڤت كانت بتبكي وهي بتبص عليهم،
حتى ريان وقف، قرب من أخته، حط إيده على راسها، وقال:
ـ "أنا أخوكي قبل أي حاجة،
ولو كل الدنيا بصلّك بنص نظرة… أنا هشيلك فوق راسي."
آرين مسحت دموعها، وقربت، وركعت جنبها، وهمست:
ـ "وإحنا لينا رب… ما بيحاسبش حد على غلط حد تاني،
فإحنا كمان… عمرنا ما نحكم عليكِ بذنب أبوكِ."
ولينا… ماكنتش عارفة تقول إيه…
بس كانت بتحس لأول مرة… إنها محبوبة بصدق،
مش علشان هي بنت مين،
ولا من العيلة دي أو دي،
لكن علشانها هي… لينا.
**
وفي الوقت ده، كان أحمد الصياد واقف بعيد،
بيمسح دمعة نزلت من عينه،
وهو بيقول بهمس:
ـ "اللهم أدم عليهم رحمة القلوب… مش بس صلة الدم."
> عنوان الفصل: وأخيرًا… بقت حلالك يا مجنون!
في الحديقة الخلفية لقصر الصياد، كانت الزينة بتتلألأ زي نجوم كتير نزلت من السما مخصوص علشان تنور الليلة دي…
الليلة اللي أخيرًا اتجمّع فيها القلبين اللي استنوا كتير، واتحملوا وجع أكتر…
الليلة اللي أخيرًا بقى فيها "ذياد" حلال "نادين"، وبقى "يامن" لِـ "ندى" مش حلم… بل واقع بيلبسها فيه خاتم وياخد بإيدها قدام الناس كلها.
كانت الموسيقى هادية، رومانسية، وأضواء الشموع بتترعش حوالين كل ترابيزة، كأنها بتفرح للعرايس.
الكل لبس أجمل حاجة، بس العيون؟ كلها على العرايس والعرايس بس…
كانت نادين بتقف قدام المراية، في أوضة التزيين الخاصة، ووشها مبلول دموع.
مش دموع حزن… لأ، دموع بنت أخيرًا حسّت إنها مش مطاردة، مش مكسورة…
دموع فرحة، وأمان، وإنها النهاردة هتتسلم لراجل شافها في أسوأ حالاتها… ومع ذلك… حبها أكتر.
ريڤان دخل عليها وقال بضحكة:
ــ إنتي ناوية تفرحي وإنتي بتعيّطي؟ دا يبان عياط فركشة مش زفاف!
نادين ضحكت وسط الدموع وقالت:
ــ مش مصدقة يا ريڤان… ذياد فعلاً… بقى جوزي؟ أنا مش بحلم؟
ريڤان قرب منها، ولبّسها الإسورة اللي كانت محضراها نادين لبنات الشرف، وقال لها:
ــ لا بتحلمي… بس حلم اتحقق يا نادين.
ذياد كان واقف قدام المراية، لابس بدلته السودا بس ملامحه مش مهيبة زي العادة…
كانت هادية… رومانسية… وكأن الوحش أخيرًا ارتاح.
عز الدين – دخل عليه وقال:
ــ مستعد؟
ذياد بصله وقال:
ــ أنا مستعد أحبها… كل يوم، لحد ما أموت.
---
كانت ندى واقفة جنب آرين، بتضحك وتعيّط في نفس الوقت.
آرين لبستها الطرحة بنفسها، وقالت لها:
ــ مين يصدق إن القطة اللي كانت علطول بتتخانق مع الفار … هتبقى عروستة النهاردة!
ندى قالت بصوت مبحوح من التأثر:
ــ بس أنا مكنتش هبقى هنا… من غيرك.
آرين مسحت دمعتها، وقالت:
ــ ويامن؟ عايزة تبقي ليه النهاردة؟
ندى بصت لنفسها في المراية، وقالت:
ــ علشان أبقى له… مراته.
---
يامن
واقف بعيد شوية في الجنينة، مش مصدق إن الليلة دي حقيقية.
"ندى" اللي خدت عقله… بقت النهاردة عروسته.
يضحك ريان وهو بيعدّلله البدلة:
ــ مالك؟ مش كنت بتقول لي لو مسكت إيديها هتهدى…؟ دا إنت هتمسك قلبها كله.
يامن قال بهمس:
ــ هي قلبي يا ريڤان… كله.
💐لحظة الدخول
الأنوار خفّت، والكل قام واقف.
صوت موسيقى هادئة، ظهرت نادين ممسكة في ذراع أحمد الصياد – بعد ما اتعافى – وهو بيبكي وهو بيقدّمها لذياد.
كان ذياد واقف، بيبص لها كأنها معجزة.
ثم دخلت ندى وهي شايلة في إيديها ورد أبيض ممسكه في زراع يزن ، ويامن بيستناها وهو بيهمس لنفسه:
ــ لو الدنيا كلها بتتوقف… فدي اللحظة اللي عايز أعيش فيها على طول.
يزن واقف جنب الشيخ، وعينه فيها دمعة وهو بيبص لأخوه ذياد، ولصاحبه يامن.
كل الاتنين دول كانوا مكسورين… والنهاردة، ربنا جبرهم.
الشيخ قال:
ــ زوجتك نفسي على كتاب الله وسنة رسوله.
ذياد رد بقلبه كله:
ــ وأنا قبلت.
---
المزيكا ضربت، البنات أول من قاموا يرقصوا!
ندى، لينا، نادين، أروي ..ليليان  كلهم محجبين، وكلهم طايرين فرح.
ذياد سحب نادين وقال:
ــ تعالي نرقص لأول مرة… كجوزين.
يامن ضحك وقال:
ــ لأ أنا الأول! ندى قالت لو رقّصتها الأول هتديني مفاجأة!
ندى اتكسفت وقالت:
ــ يامن؟! بلاش قدام الناس!
بس هو شدها وقال:
ــ الناس؟ أنا شايفك إنتي بس.
كل بنت كانت بتحب… كانت الليلة دي بتصدق إن الحب ممكن يكون حقيقي
وسط الزينة اللي كانت بتلمع في كل ركن، والضحك العالي، والدبكة اللي شغّالة على أغنية مفرحة، وقف فهد الصياد على جنب القاعة وهو بيبص على أروى من بعيد.
كانت واقفة بتضحك مع ندى ونادين، عيونها بتبرق من الفرح، وطرحتها المنسدلة على شعرها الناعم مخليّاها كأنها ملاك وسط الزحام.
قلبه دق، لا… هو مش بس بيدق، ده بينادي، بيصرخ… عايز يصرّح، يعلن، يعترف.
فهد لمح الريّس واقف قريب، فراحله وقال بهدوء مليان رجاء:
ـ ممكن أستلف الميكروفون بس دقايق؟
يزن رفع حاجبه، بس لما شاف النظرة في عينه، ابتسم وهو بيهز رأسه:
ـ خُده… بس خلّي بالك من القلوب اللي هتولّع.
فهد طلع على المسرح، مسك الميكروفون، وسكت صوت الموسيقى تدريجيًا… العيون كلّها اتجهت ناحيته.
نفسه اتسحب قبل ما يتكلم، وابتسامته  ماقدرتش تخبّي توتره:
ـ مساء الفرح... والقلوب اللي بتخفق...
بس قلبي أنا… كان بيخفق ليها من زمان.
كان بيشوفها وهي مش واخدة بالها… يسمع صوتها في الضحك، وفي الجد، وفي الصمت.
أروى...
العينين كلها بصت لأروى، اللي اتجمّدت في مكانها، عينيها بتترعش ووشّها إحمر.
فهد كمل، وصوته بدأ يرتعش هو كمان، بس بكبرياء المحارب اللي قرر يسلم سلاحه قدام الحب:
ـ أنا… فهد الصياد، الراجل اللي يمكن عمره ما قال لحد إنه بيخاف…
جيت النهارده أعترف قدام الدنيا كلها…
أنا بحبك… بحبك بجنون.
وبطلبك من ربنا قبل ما أطلبك من أهلك…
هنا نزل من على المسرح، ومشى بخطوات ثابتة ناحيتها… وسط دهشة المعازيم، وصرخات البنات، وتصفيق عالي بدأ يدوي.
وصل قدامها، وإنحنى على ركبة وحدة…
نعم، فهد الصياد... إنحنى، ومدّ العلبة اللي فيها خاتم بسيط بس راقي.
ـ تتجوزيني… وتخلي اسمي مربوط بيكي طول العمر؟
مش كـ زوج وزوجة بس… كـ سند ودفا وحب بيبدأ ومابيخلصش؟
أروى كانت بتعيط، عياط حقيقي، مش مصدقة… كانت إيديها على وشّها، ووشها كله إحمرار وسعادة مرعبة.
همست بصوت مخنوق وسط دموعها:
ـ فهد… أنا…
ـ قوليله "أيوه" يا بنتي قبل ما يدوّبنا كلنا!
ده صوت زياد بصوت عالي والكل ضحك.
أروى هزت راسها بسرعة وهي بتقول بصوت عالي:
ـ أيوه… أيوه يا فهد…!
فهد وقف، حط الخاتم في إيدها، وبعدين حضنها حضن بسيط… بس كانت فيه كل سنين الحرمان، وكل مشاعر الرجولة اللي بتخضع قدام أنثى واحدة بس… هي.
والمزيكا رجعت تشتغل… بس قلبهم كان بيغني وحده.
🌙 نهاية الليلة
نادين كانت في البلكونة، لبسة روب أبيض خفيف، وبتمسك وردة.
ذياد حضنها من ورا، وقال:
ــ عارفة؟ طول عمري بدور على وطن… لحد ما لقيته في حضنك.
نادين قالت:
ــ وأنا كنت دايمًا بخاف… بس إنت أول راجل يخليني أبطل خوف.
في أوضة تانية، ندى كانت قاعدة قدام يامن، بتضحك.
قال لها:
ــ عايزة نعيش إزاي؟
قالت:
ــ ببساطة… نضحك ونحب، ونشكر ربنا كل يوم إننا مشينا في الطريق الصح، وسبنا الطريق اللي كسرنا.
---
🎇 النهاية… وبداية
كانت ليلة حب، مش بس فرح.
كانت نهاية لوجع كتير… وبداية لحياة جديدة لناس اتعذبوا بما فيه الكفاية.
ويزن؟ كان بيبص من بعيد، وهو شايل آرين في حضنه، وبيقول لها:
ــ دول كانوا ضيّاع… وربنا جبرهم.
آرين قالت:
ــ وربنا هيجبر الكل… كل واحد قلبه لسه حي.
ييتبع 
بعد مرور مدة طوييله من الزمن في حاجات كتير إتغيرت وحاجات كتير حصلت وحاجات كتير لسا هتحصل .. لان الحياه مش كلها حلو  زي مفي الحلو .. متنساش انو في الوحش كمان ..يمكن الوحش يبقي جامد شوية بس خليك عارف انو مفيش حاجه بتقف مكانها وكل حاجه هتعدي .. يمكن متاخدش اللي انت عاوزه ويمكن تنجرح وتتعب وتزعل وتعيط .. بس خلي في سؤال دايما في بالك ... اي اللي هيحصل بعد كده ..؟ وهل الزعل هيغير حاجه ..؟ يبقي لازم نقوي ونقوم علي رجلينا من جديد مش مهم انت وقعت كام مرة المهم هو انك متستسلمش ابدا للزعل  اختفي فتره عاادي جدا انت مش هتضر حد بالعكس انت كده بتاخد هدنه او استراحه او بريك من رحلة طويلة لسا هتعيشها وده مش غلط بالعكس .. بس خلي هدفك دايما من إختفائك إنك لما ترجع .. ترجع أقوي من الاول ..عارف أهدافك الانسان من غير أهداف ك البيت من غير عمدان مش هيقف وهيقع صح ولا لا انا مش ..انا عارفه إنو الانسان طاقة وكل واحد هيجي يوم وطاقته بتخلص بس ده مش معني إنك تضعف لا ابدا لازم تقوي نفسك بنفسك عشان مفيش حد هيقويك مين ما كان الشخص ده مين اوعي تلجا ل بني أدم خلقة ربنا والمثل بيقول اي الشكوة لغير الله اييييه ايوااااا مزله .. 
اقوي ومتتضعفش انت اقوي من كده ...👍🏻 
مش عايزة أطول عليكم اولا انا بعتذر طبعا عن الإختفاء المفاجئ ده بس الإنسان بظروفة بقا والحمدالله علي كل شي 
نبدا 
قصه الطفلة والوحش هيا لا قصه إسطورية ولا اي حاجه هيا قصه حب عادية جدا زي باقي القصص بس متركزش انها زيها زي اي قصه لا بالعكس انت وتطلع منها بحاجه مفيدة حتي لو كان صغييرة خالص اوي المهم تستفاد ..يزن كان عايش حياته عادي بالطول والعرض ومش بيهمه حد كان بعييد عن ربنا ودي لوحدها كفيله تقلب حياتك خالص غني معاه فلوس واهل وصحاب وغيرو قاسي القلب واكتر حاجه بتكون وحشه في الإنسان انو يكون قاسي الله أعلم بظروفه بس متبقاش قاسي علي أهلك صحابك إخواتك عشان اللحظة اللي بتعدي مش هترجع.. كل لحظة في حياتك خلي منها حاجه حلوة تفتكرها بعدين قدام .. كان غني في كل حاجه إلااااا الحب .. كل إنسان في حيااتنا محتاج يحب ويتحب يكون في شريك في حياته يفهمه من غير ميتكلم يكون حنين عليه وبيداوي جروحه بس ده مكنش موجود.. او بمعني أصح محاولش يدور عشان كان مفكر إنو مفيش حاجه إسمها حب ..مفكرو لعب ولاد صغيرة وهكذا من الكلام عيلته حاولت معاه كتير وكان البرود هو الرد لحد مشافها في جنينة القصر بتاعه 
آرين بنت علي نياتها طيبه لكن الحياه كانت قاسيه عليها شويه البنت لما تبقي عايشة من غير ضهر تبقي حياتها كلها خوف في خوف وهيا أهلها مكنوش موجودين معاها فكانت متعرفش يعني إي أمان مكنش في حد يعرفها الصح من الغلط مكنش في حد يحتويها ويحسسها ب الحنان .. طفولية مش هقولك كيوته بقا والكلام ده ..بس دايما في أي بنت بيكون جواها روح طفلة صغيرة مش هتموت أبدا الروح دي هتفضل جواها طول مهيا عايشة البنت بطبيعتها بتفرح من أقل حاجه ..فمتكسرش روح الطفلة اللي جواها مين ماكنت ..،آرين كانت بنت عادية لا ملكة جمال ليبيا ولا السودان ولا العالم بنت عادية زيها زي اي بنت عايشة حياتها علي الله كده كان ربنا هو اللي بيحفظة عشان عارف طيبت قلبها و وقلبها الإبيض وانها متعرفش حاجه عن الدنيا وقساوتها لسا متعرفش حاجه فضلت عايشة زي معايشة لحد مافي مرة شافت قصر غريب عنها فخم واسود وحلو الفضول اللي فيها خلتها تنط من علي السور بعد مغفلت الحراس ووقعت علي الأرض وإنجرحت في إيدها فرحت انها دخلت قصر الأحلام زي مسميته لكن فرحتها مدامتش للأسف في حد جه وقطع عليها فرحتها البسيطة وشافته شافت قدامها شخص طويل وملامح القسوة علي وشه ولابس أسود في اسود بس الغريب إنها مخافتش منه زي الباقي لا بالعكس إبتسمت إبتسامة سرقت قلب الواقف قدامها غصب عنه لما حس إنو في حد شاف يزن الحقيقي اللي بيحاول يخبيه عن عيون الكل وغصب عنه الحنان اللي مكتوم جواه طلع معاها هي بس لوحدها اول مرة يتكلم بحنان مع 
ومع اول خطوة إتحركها ناحيتها بدات رحلة آرين ويزن الوحش 
كان الكل مستغرب معاملته الغريبة ل دخيله في يوم وليله بقت من العيلة ازاي ..؟ وده كان هيجننهم رغم إنهم حبو آرين وإنصدمو أكتر من يزن فين يزن الوحش اللي مش بيضحك المكتئب علي رأي بعض كان ضحكته بتطلع معاها هيا بس بيكلم معاها هيا بس طب ازاااي ده حصل ومعداش يومين عارفها ده حتي محاولش يدور وراها ..ممكن تكون حد من أعدائه باعتها ..كان السؤال ده في دماغ الكل .. بس طبعا الله وأعلم الوحش كان حاسس ب إي
وللاسف وقع صريع جريمة عشق  حبها بتصرفاتها بكلامها اللي كان بالنسبه لاي حد تافهه ب بالنسبه للوحش كان مهم اوي وفي أقرب فرصه إتجوزها مع إنو كان ممكن يتعامل مع الصحافة عادي .. وقلب الوحش نبض للحب اللي كان مش معترف فيه ..ومسميه لعب ولاد 
لكن آرين كانت تعبانه بمرض خبيث وكان السؤال بيلف العالم هل الوحش هيفضل معاها ولا هيسيبها والكل كان متوقع إنو هيسيبها إلا العيلة .. اللي كانت شاهدة علي دموعه اللي منزلتش حتي في فراق والدة دموع الوحش كانت هيا الرد الوحيد علي اي سؤال كان هيتسأل في الوقت ده اخواته وأصدقائه والعيله الكل كان واقف جنبه لكن هو كان محتاج شخص واحد بس آرين ..
مرو بظروف صعبه لكن عدوها وهما ماسكين إيد بعض الكل كان في ضهر بعض 
وهما ماسكين إيد بعض كانوا بيواجهوا الدنيا وكأنهم جيش واحد، مفيش حاجة تقدر تفرقهم. كل أزمة كانت بتيجي، كانوا بيعتبروها اختبار من ربنا لقوة حبهم وصبرهم.
يزن اللي كان عمره ما يحس بحد، بقى أكتر واحد يخاف على مشاعرها، واللي كان بيشوفها بتوجع كانت دموعه بتنزل من غير ما يحس، حتى لو حاول يخبي. وآرين اللي كانت طول عمرها لوحدها، بقت حاسة إن أخيرًا ليها ضهر حقيقي، مش مجرد كلام، حد مستعد يقف قدام الدنيا كلها علشانها.
مرت سنين مش قليلة، اتحققت أحلام، واتكسرت أحلام تانية، اتبدلت أدوار، ساعات كان هو القوي وهي الضعيفة، وساعات كانت هي اللي بتسنده وقت ما الدنيا تقع فوقه. بس اللي ما اتغيرش أبدًا هو حبهم وإيمانهم إنهم اتخلقوا لبعض.
في آخر المشوار، القصر اللي كان مليان صمت وقسوة بقى مليان ضحك ولعب وأصوات ناس بتحب بعض بصدق.
الوحش اللي كان بيخوف الكل بقى أسطورة في قلوبهم، مش عشان قوته، لكن عشان قلبه اللي قدر يحتفظ بروح الطفلة اللي حبها، ويحميها لآخر نفس فيه.
وبين كل الحكايات، كان في جملة واحدة دايمًا بتتقال بينهم، كأنها وعد ما بينحبسش في الكلام:
"مهما حصل… إحنا سوا."
وهما ماسكين إيد بعض، كانوا عارفين إن الدنيا مش هترحم، وإن الطريق اللي ماشيينه مش مفروش ورد.
بس كمان كانوا عارفين إن قوة الاتنين مش بس في الحب… القوة الحقيقية كانت في إنهم اختاروا بعض كل يوم، حتى في أصعب الظروف.
يزن كان بيشوف فيها الحلم اللي عمره ما كان يتخيله، كانت هي النور اللي بيطلع له من وسط كل العتمة اللي عاش فيها. وكل مرة كانت بتتعب، كان قلبه بيتفتت وهو بيحاول يخبي خوفه، علشان ما يزيدش عليها الوجع.
آرين كانت بتحس بكل حاجة، حتى لو ما قالتش. كانت عارفة إن الوحش ده اللي بيشوفه الكل قاسي، هو في الحقيقة أكتر إنسان ممكن يحنّ ويخاف على حد بيحبه
في منتصف الليل الساعه 2:33
اتقلبت آرين من نومها وهيا بتأن بأ*لم في بطنها ويزن نايم في أمان الله 
قامت قعدت علي السرير بصعوبة وهيا بتحاول تكتم ألم*ها لكن مقدتش وهووووووب 
ـ اااااااااااااه ييييييييزن 
اتفزع من نومه وقام واقف علي السرير 
ـ ايه في اي البيت بيقع ولا اي 
آرين بصراخ وألم ـ اااااه إلحقني يا يزن بمو*وت ااااه عيالك بيضر*بوني عااااااا 
يزن بتوتر ولخبطة ـ اي ..ط..طب معلش يا حبيبي 
آرين بنرفزة وصراخ ـ بووووووولد ااااااه 
فضل يزن باصصلها بتوتر ومش عارف يعمل اي 
فاق علي خبط الباب جري بسرعه وفتح وكانت مرفت اللي سألته بقلق 
ـ في اي يا يزن آرين بتولد ولا اي 
اوما يزن بقلق وقال ـ ايوة يا أمي خلي ريڤان يشغل العربية بسرعه ودخل جري لبس آرين العباية وفوقها الطرحة وشالها ببطي عشان متتأ*لمش لكن آرين كانت بتصرخ بوجع كبير وبتعيط 
نزل وركبها العربية وطاار بيها علي المستشفى والكل راح واه 
في المستشفى وصل يزن وشال آرين والكل جري عليه وخدوها منه ودخلوها غرفة العمليات 
وصل الكل وسالو علي آرين ويزن قالهم في العمليات وكان خايف عليها جدا وهو سامع صوت صر*يخها وهيا بتنادي عليه لكن هو مش هيقدر يخش ويشوفها بتتألم كده 
أحمد بهدوء ـ روح لمراتك يا يزن هيا محتجالك دلوقتي 
يزن بوجع في قلبه ـ مش هقدر أشوفها بتتأ*لم كده 
أيمن بإبتسامة ـ متفوتش اللحظة دي خش لمراتك وأقف جمبها 
اوما يزن بتردد ودخل إتعقم كويس ودخل ل آرين اللي إنصدم اول مدخل 
كان الدكتورة واقفة جنب آرين ووشها أحمر جاااامد بص علي آرين لقاها ماسكة إيد الدكتورة وبتع*ضها بقووة وتسيبها وترجع راسها لورا وتصر*خ والإيد التانية ماسكة في شعر الممرضة وبتقول ـ بقي بتقوولي جوزي حلو وفي وشييي ياااا صفررررة عااااااا العيال مش راضيه تنزل اااااه 
جري يزن عليها بسرعه وبعد الدكتورة والممرضة 
يزن بقلق ـ حبيبتي 
آرين بدموع ـ يزن حاسه إني بمو*ت ...ااااااااه 
الدكتورة بهدوء ـ خدي نفس بهدوء إدفعي كمان 
يزن ـ اه يا حبيبتي خدي نفس براحه كده ..وخد شهيق وبعدين زفير 
وأرين عملت زية وفجأة صرخت صرخه كبييييييرة 
وخرج أركان باشا للنور ..وآرين رجعت راسها لورا بتعب كبيير 
معداش دقيقة وكان في صرخة تانية أقوي من اللي قبلها وخرجت لارين مدلله أبيها للنور 
الدكتوره ب إبتسامة ـ مبروك ولد وبنت زي القمر بسم الله ماشاء الله 
كان يزن مش مركز معاها أصلا وكان كل تركيزة علي آرين اللي قالت بتعب
ـ مبروك يا حبيبي واغمي عليها 
يزن بخوف ـ آرين آرين ..ردي عليا 
الدكتوره بإبتسامة ـ متقلقش هيا أغمي عليها من التعب بس الف مبروك الأطفال دلوقتي مع الممرضين هيجهزوهم ونجبهم ليك ومشيت 
طلع يزن ل العيلة اللي جرت عليه 
قصي ( أليكس ) ـ هااا 
يزن بفرحة وصوت عالي ـ اناااا بقيييت أب 
ضحك الجميع بسعادة كبييييرة جدا 
وجرو الشباب علي يزن وحضنوه جااامد وبيباركو ليه ورعد إتسحب ببطي وراح في إتجاه معين وعيونه بتلمع 
قصي بإبتسامة ـ مبروك يا وحش 
ـ يزن بفرحة ـ الله يبارك فيك يا حبيب أخوك 
فهد بمرح ـ علي إتفاقنا بقه أركان باشا الصياد احنا اللي هنربيه كفاية علينا انت 
ضحك الكل بسعادة كبيرة 
ريڤان حضن يزن من ضهرة وقال ـ معاك حق والله كفاية علينا يزن واحد 
أحمد بإبتسامة ـ كفاية بقا خلنو نبارك ليه وراح ناحيه إبنه وحضنة بحب أبوي وقال بدموع 
ـ انا مكنتش ليك الأب اللي تتمناه . بس هكون لولادك الجد اللي يتمنوه 
إبتسم يزن بصدق وقال ـ إنسي كل حاجه عشان نعيش بأمان 
اوما أحمد براحه والكل بدأ يروح يسلم عليه 
مرفت بسعادة ـ البنات هتفرح اووي لما يعرفو 
يزن بإشتياق ـ وحشوني اوي بجد 
أيمن ـ كل بنت مسيرها في يوم تتجوز حتي بنتك 
لمعت عينه بغيرة أبوية لطيفة وقال 
ـ لا لارين هتفضل معايا علطول 
الكل ضرب علي مقدمة راسه بحركة عفوية وبعدين الكل بص لبعضو وضحكو من قلبهم ويزن بيبصلهم بغيظ وهو بيتخيل انو ممكن حد يجي وياخد منه لارين في يوم ......
الممرضة جات عليهم وقالت ليهم انو حد ينزل ويسجل الأطفال ويزن قالها انا هروح أسجلهم وكانت لحظة مؤثرة جدا كان قلبه بيدق بشعور غريييب جدا وإيده بتترعش من قوة الشعور والإحساس وهو بيكتب إسم المولود أركان يزن أحمد الصياد .. الأب يزن الصياد .. الأم آرين يزن الصياد .. واسم المولود لارين يزن أحمد الصياد ... الاب يزن الصياد ..الام آرين يزن أحمد الصياد .. وهنا كان الإختلاف انو كتب آرين كمان ب إسمه كانه بيقول ..دول ملكي انا وبس عيلتي انا وبس ..ومستحيل حد يقرب منهم ...
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
نروح عند رعد كان واقف قدام باب غرفة الأطفال وبيبص عليهم بلهفة وبيضحك ببلاهه جه فهد عليه وقال 
ـ واقف كده كده 
رعد بحماس ـ فهد شوف ..صغيرين اوي 
فهد بإبتسامة وهو بيبص عليهم ـ اه وحلوين بسم الله ماشاء الله 
جه لؤي عليهم وقال وهو بيبص للتلفون ـ بصو كده معايا هيرتاحو أكتر علي السرير ده ولا ده 
ريڤان بحيرة ـ طب بصو البطانيات دول كده انا جيبت واحدة بينك والتانية زرقا اهي .. بس هيحبوها 
قصي بزهق ـ انا بتصل علي الدادة مش بترد ليه ..عايزها تفتح جناح الأطفال وتجهزة كويس عشان يكون كويس ليهم 
رعد ـ ده السرير ده حلو مش عايزين يكون ليه جوانب هاته كله دايرة عشان ميتعوروش ولا حاجه 
ريڤان بحماس ـ والبطانيات جميلة اوي وناعمة ..أكيد هيحبوها 
لؤي ـ انا هروح أشوف الدكتور يمكن يحتاج حاجه تخص الأطفال حد جاي معايا 
الكل ـ كلنا جايين يلا 
ولسا هيرحو لقو يزن واقف وراهم ومربع دراعه علي صدرة وقال ـ كل اللي أعرفة حاليا إنو ولادي محظوظين ب عمام زيكو وفتح إيده والكل إبتسم وحضنوه 
كان مرفت واحمد وأيمن ورؤوف واقفين بيبصو عليهم ب إبتسامة ....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في الصباح فتحت آرين عيونها ببطي علي أجمل حاجه ممكن تشوفها في حياتها كان يزن قاعد علي الكرسي وفي إيد لارين والإيد التانية أركان باشا 
قام يزن من مكانه بإبتسامة وقعد جمبها وقال ـ ولادنا يا روحي 
آرين بلهفة ـ،عاوزه أشيلهم بالله 
اومأ يزن بإبتسامة وحط لارين علي دراعها بحب وآرين شالتها بحنان أموي وقالت ـ الله بسم الله ماشاء الله صغيرة اوي ههه وكيوته 
إبتسم بحب وهو بيبصلها بعشق وهيا شايله بنتهم غمض عينه بتنهيدة وشكر ربنا بقلبه قبل لسانة وحاوطها بدراعه والدراع التاني شايل آركان اللي كان نسخة طبق الأصل من يزن 
الباب خبط ودخلت العيله كلهاا الصحاب والأحباب 
( احمد ، رؤوف ، مرفت ، زياد ،نادين،يامن،ندي،عز،وليليان،ريان،ولينا،ريڤان،أليس كمان،لؤي،رعد ،ونور،فهد،وأروي ومننساش قصي طبعا وماري )
قربت ماري من يزن وشالت منه آركان بفرحة كبيرة والبنات كلهم إتجمعو حواليها وكله عاوز يشيله ويزن راح يسلم علي الشباب والبنات راحو ل آرين 
بعد فترة 
كان الغرفة كلها مليانه صوت ضحك عالي وهما بيفتكرو مواقف زمان 
يزن بضحك ـ هههههه وقتها زياد ضرب المدرس بالكف علي قفاه وقاله أحلي مسا عليك وجري 
الكل ـ ههههههههه 
نادين بضحك ـ يخوفي العيال يطلعو شبهك هتجنن بمعني الكلمة 
زياد بمرح ـ الصراحه قفاه كان مغري اوي مقدرتش أقاوم 
الكل ضحك عليه جامد ماعدا قصي اللي كان ملهي في لارين وماري قاعدة بتبص عليه بحزن،
رفع عينه فجأة ناحيتها لاقاها بتبصله واتوترت أول مشافته ابتسم بمشاكسه وغمزلها برقت ماري بصدمة وأنفاسها إتحبست وهو ضحك علي منظرها 
كانت آرين بتبص عليهم بإبتسامة راحه وأمان وقالت فجأة 
ـ يزن 
يزن بحب ـ عيون يزن 
آرين برجاء ـ عاوزة أطلب منك طلب 
يزن ـ قولي يا روحي 
آرين ـ،عاوزة الكل يعيش معانا في القصر كلنا نعيش مع بعض عيله نقف كلنا جنب بعض وكلنا نتجمع كل يوم 
سكت الكل فجاة 
زياد بإحراج ـ إحم مينفعش عش..
قاطعة يزن بحدة ـ محدش يقول ل أميرتي لا ...وخد نفس فعلا آرين معاها حق البيت هيبقي أحلي لو عشنا كلنا في مملكة الصياد مع بعض وبص ل الشباب وإبتسم ..ولا إي يا شباب 
الشباب إبتسم وكل واحد خد مراته في حضنة ماعدا عز طبعا اللي ليليان مطلعة عينه ... ( لسا في الخطوبة ) 
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عدي يوم علي أبطالنا الحلوين 
تاني يوم كانت يزن شايل آرين وطالع بيها من المستشفى وليليان شايله لارين وقصي شايل آركان وزياد ساند نادين عشان خلاص هيا في ال7 أهو ولينا في التاسع وخايفة اوي لكن ريان بيطمنها علطول وندي في الرابع لسا 
فجأة كلهم وقفو لما سمعو صوت قصي اللي وقف في نص الشارع ونادي علي ماري اللي وقفت بصدمة 
قصي بإبتسامة 
ـ تتجوزيني 
الكل تنح بمعني الكلمة 
قصي بإبتسامة ـ هااا قولتي اي 
ماري بصدمة ـ قصي انت 
قصي بإبتسامة ـ انا اي بس ..عذبتيني معاكي 
ضحكت بدموع وقالت ـ انت بتتكلم بجد 
قصي بغلاسه ـ لا 
ضحك الكل عليه وهو قال 
ـ موافقة ولا لا 
نظرت ماري ل والدها اللي هز راسه بإبتسامة وقالت بصوت عالي ودموع 
ـ طبعا موافقة 
ـ ولولولولولولولولولولولي 
عز بخضة ـ يحزني خاطب عربية بوليس 
الكل ـ ههههههههههههه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وبعد مرور 4 سنييين 
آرين بصراخ ـ يييييييزن 
وقف يزن بسرعه ولارين إستخبت وراه بطفولة 
يزن بتوتر ـ في يا روحي بتزعقي ليه بس 
آرين بعصبية ـ بزعق ليه اي اللي بيحصل هنا 
يزن ـ اي اللي بيحصل 
آرين ـ انت بترقص مع بنتك يا يزن ..؟ 
يزن بمساكشة ـ مش أحسن مترقص مع حد تاني 
برقت آرين بصدمة وقالت ـ انت مش طبيعي بجد عاااا وبعدين سكتت لحظة وقالت ـ وأركان ..أركان فين 
فتح يزن عينه بصدمة وقال ـ يالهوي زين 
شهقت آرين بصدمة وطلعت جري علي غرفة زين الصغير 
فتحت الباب ودخلت ووقفت بصدمة لقت آركان نايم جنب زين وهو حاطط إيدة علي بطن الصغير وبيطبطب عليها براحه عشان ينام  وقصي قاعد جنبهم بيشتغل 
رفع عينه وقال ـ آرين .. تعالي مالك مفزوعه كده ليه 
آرين بتنهيدة ـ مفيش إتخضين فكرت أركان حاول يفتح عين زين تاني 
قصي ـ لا متخافيش وبص ل يزن اللي كان واقف وراها وغمزله بمشاغبه وقال ـ لما شوفت ملك الإقتصاد والوحش بيرقص مع مدللته قولت طالما ماري نايمة وأسيا نايمة أخد بالي من ريكو باشا
آرين وقفت مكانها ودمعة نزلت من عينها وهي شايفة المنظر اللي قدامها، ابنها أركان محتضن زين الصغير بحنان غريب علي طفل في سنه، وإيده الصغيرة بتطبطب وكأنه أب حنون مش مجرد أخ… ابتسمت غصب عنها ودموعها زادت وقالت بصوت واطي:
ـ ربنا يخليكوا لبعض يا أولادي…
يزن كان واقف وراها، ملامحه متأثرة جدًا، عيونه لمعت وهو شايف الحنية دي طالعة من قلب أركان، ولأول مرة يحس إن فعلاً عيلته اكتملت بالمعني الحقيقي. دخل بخطوة هادية وقعد جمبهم، مد إيده وسحب آرين تقعد على حجره، وحضنها من ورا وقال بصوت واطي عشان ميصحوش الصغير:
ـ شوفي يا روحي… دول أحلي هدية من ربنا لينا.
قصي رفع حاجبه وقال وهو بيضحك:
ـ لا والله؟ أنا فاكر نفسك هدية ربنا الوحيدة.
يزن بصله بنظرة غيظ خفيفة وقال:
ـ اسكت انت، كفاية إنك عايش معانا بسلام بعد ما كنت عامل لي عقدة في حياتي.
قصي ضحك وقال:
ـ مش كنت هدية؟ أهو بقيت عقدة!
الكل ضحك بخفوت، وآرين ضربت يزن بكوعها وقالت بخفة دم:
ـ مش قولتلك تبطل تتخانق زي العيال؟!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في اليوم اللي بعده، كان الجو كله مليان حماس… ليليان وعز لسه في مرحلة التحضيرات للفرح، والأطفال مولعين البيت دوشة وضحك. مرفت كانت قاعدة بتخيط فستان صغير للارين، وأحمد ماسك زين في حجره وهو بيضحك من قلبه.
أما يزن… فكان واقف قدام شباك المكتب الكبير، بصص للحديقة، والتفكير شغال في دماغه، ملامحه فيها خوف خفي، إحساس إن السعادة دي مش ممكن تكمل من غير اختبار جديد. دخل عليه ريڤان فجأة وقال:
ـ انت سارح في إيه يا وحش؟
يزن بهدوء:
ـ مش عارف يا ريو… كل ما أبص لولادي وأشوف آرين مبسوطة، قلبي يتخض… بحس إن في حاجة مستخبية لينا في الطريق.
ريڤان ضحك وهز راسه:
ـ انت عمرك ما هتتغير، دايمًا شايف الضلمة قبل النور.
يزن مسك كوباية المية اللي جنبه وقال:
ـ لأ… بس دي المرة الأولي اللي مش مستعد أخسر فيها أي حد.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
البيت كان مليان بهجة غير طبيعية، الكل بيتحرك في كل زاوية من القصر الكبير، أصوات ضحك الأطفال مع ضوضاء التحضيرات عملت جو مش ممكن يتنسي.
مرفت واقفة مع البنات في المطبخ الكبير، عاملة جيش كامل من الحلويات الشرقية والغربية، وصوتها مسيطر:
ـ يا نادين ابعدي عن البسبوسة، مش كل شوية تسرقي منها!
نادين بمرح وهي بتحط قطعة في بقها:
ـ أصلها مشهية يا طنط، وبعدين دي بروڤة عشان أتأكد الطعم مضبوط.
زياد دخل عليهم وضرب كف على راسها بخفة وقال:
ـ إيه يا مدام… لو لقيتكِ خسيتي في الحمل ده يبقى من كتر ما بتسرقي أكل مش من الدايت.
الكل انفجر ضحك وهي تزعق فيه بخجل.
♕♕♕♕♕
في الصالة الكبيرة… كان الشباب بيزينوا القاعة. رعد ماسك بالونات، وبيجري ورا يامن اللي بيضحك عليه:
ـ تعال ساعدني بدل ما تضحك يا جدع!
يامن وهو بيهرب:
ـ مش ذنبي إنك شكلك كوميدي وإنت ماسك عشرين بالونة!
فهد كان ماسك لوحة كبيرة مكتوب عليها "مملكة الصياد"، وبيقول بفخر:
ـ دي هنعلقها ورا الترابيزة الكبيرة، تبقى عنوان الاحتفال.
قصي واقف وهو بيضحك بسخرية:
ـ إيه يا عم، ده فرح ولا مؤتمر سياسي؟
الكل ضحك، وأحمد دخل عليهم في اللحظة دي بابتسامة:
ـ المهم إن البيت ده يتزين مش بالحاجات دي بس… يتزين بقلوبكم وأرواحكم.
♕♕♕♕♕
في جناح الأطفال… آرين كانت قاعدة على الكنبة، ماسكة لارين في إيد وأركان في التانية، ودموع فرحة بتنزل وهي بتبصلهم. دخلت ليليان معاها شنطة مليانة فساتين صغيرة:
ـ شوفي أنا جبت إيه للاميرة لارين… والله دي هتخليها أجمل بنت في القصر كله.
آرين ابتسمت وقالت:
ـ هي جميلة من غير حاجة يا ليلي، بس طبعًا لازم تلبس لبس أميرات.
قصي دخل فجأة، شايل زين الصغير وهو نايم، وقال بابتسامة عريضة:
ـ وده… أمير القصر.
آرين ضحكت بخفة وقالت:
ـ يا قصي بلاش تدلعوا الأولاد أوي، كفاية يزن شايف نفسه ملك عليهم.
قصي غمزها وقال:
ـ ما هو أميرتك مش هترضى غير بملك.
عيونها لمعت بخجل وهي تبص لجزها اللي واقف في الباب وبيسمع كل كلمة… يزن دخل بخطوات واثقة، حضنها من ورا وقال:
ـ عندها حق… مملكتي مش هتكمل من غير ملكة.
♕♕♕♕♕
الليل نزل، وكل القصر اتزين بالأنوار والفوانيس. الترابيزة الكبيرة اتحطت في النص، مليانة أكل وضحك وحديث متداخل. البنات في ناحية، والشباب في ناحية تانية، والأطفال بيجروا في نص القاعة.
ريان رفع كاس العصير وقال بصوت عالي:
ـ نرفع كاسنا لأحلى عيلة، وأحلى بداية جديدة!
الكل رفع كاسه وسط تصفيق وضحك عالي.
فجأة… دخلت ماري وهي لابسة فستان أنيق، قصي اتجمد مكانه وهو شايفها. ماري حست بنظراته، ووشها احمر خجل… عز قال بصوت عالي:
ـ يلا يا قصي قول كلمة بقى، بدل ما تفضل واقف زي الصنم.
قصي اتنحنح، رفع صوته وقال:
ـ أنا حابب أقول كلمة للعيلة دي… اللي عمرها ما كانت مجرد عيلة، كانت وطن. ومن النهاردة، أتمنى أشارككم الوطن ده على طول.
الكل صفق، وماري غمضت عينيها من التأثر.
♕♕♕♕♕
يزن مسك إيد آرين في وسط الدوشة وقال لها بهدوء:
ـ حاسس إن ده أجمل يوم في حياتي.
آرين ابتسمت والدموع في عينيها وقالت:
ـ وأنا كمان… ده البيت اللي كنت بحلم بيه، مليان ناس وضحك وحب.
هو ضمها أكتر وقال بصوت يكاد يُسمع:
ـ وربنا يشهد… عمري ما هسيب الفرحة دي تضيع من إيدين
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الفصل الجديد – مقلب العيلة
الصبح دخل بهدوووء على القصر الكبير… الشمس كانت بتتسرب من ستاير غرفة النوم، والهدوء مالي المكان إلا من صوت العصافير.
يزن كان نايم على ظهره، إيده مرمية على صدره ونفسه واطي ومنتظم.
آرين قاعدة على طرف السرير، مبتسمة وهي بتبص عليه، وإيديها بتشاور للأطفال تسكتهم.
لارين الصغيرة دخلت على أطراف صوابعها وهي ماسكة قلم ماركر، ووشها فيه خبث طفولي.
أركان وراه، ماسك كاميرا صغيرة كانوا خدوها من ريڤان من غير ما يعرف.
آرين بهمس:
ـ يلا يا حبايبي، بهدوووء عشان متصحّوش الوحش بسرعة.
لارين بخبث طفولي:
ـ ماما أنا هارسم له شنب زي الكارتون.
أركان بحماس:
ـ وأنا هكتب على جبينه "بابا الغلبان".
آرين غطت بقاها عشان تموت من الضحك بصمت وهي شايفة ولادها متحمسين للمقلب.
♕♕♕
بعد دقايق… يزن بدأ يتقلب في السرير وهو حاسس بحاجة غريبة، فتح عين واحدة بكسل، حس إن فيه حاجة على وشه. مد إيده، لمس رسمة غريبة، وفجأة فتح عينيه على الآخر وقفز قاعد.
ـ إيييييه دهاااا؟!!!
بص في المراية اللي قصاده… لقى نفسه مرسوم له شنب طويل وحواجب متوصلة! وكلمة "بابا الغلبان" مكتوبة بالخط العريض على جبينه.
صرخ بصوت عالي:
ـ آااااااااااااااااااااااااهههههههه…
العيال وقعوا على الأرض من كتر الضحك، وآرين غطت وشها بالمخدة وهي بتضحك بصوت واطي.
يزن بص لهم بنظرة وحشية مصطنعة وقال:
ـ أنتووووو… يا ولاد…!
وقام من السرير فجأة، العيال صرخوا من الفرح وجروا بره الأوضة:
ـ الحقوووووو… الوحش صحييييي!
♕♕♕
الممر الطويل بقى كله صراخ وضحك.
لارين تجري وهي ماسكة التنورة بتاعتها:
ـ بابا هيعضنييييي.
أركان وراه بيصور كل حاجة بالموبايل ويقول:
ـ أسرع أسرع… ده فيلم عالمي!
يزن وراهم، بيجري ويزعق بمصطنع:
ـ أقفشكم وأوريكم إزاي تلعبوا مع الوحش!
آرين واقفة عند الباب، متسندة ومبتسمة على آخرها، قلبها مليان بالحب وهي شايفة المشهد ده، عيلتها الصغيرة عاملة دوشة في القصر الكبير اللي كان زمان مليان صمت ورهبة.
♕♕♕
الأطفال دخلوا على الصالة الكبيرة، لقوا العيلة كلها قاعدة هناك.
رعد وهو شايف يزن بوشه المرسوم:
ـ هههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا جدع إيه المنظر ده؟!
زياد وقع على الأرض من كتر الضحك وقال:
ـ يزن… أنت شبه رعد في الإعدادي!
الكل انفجر ضحك، ويزن وقف في النص بجدية مصطنعة وقال:
ـ خلاص… إعلان رسمي… النهاردة حفلة انتقام الوحش!
العيال جريوا تاني وسط العيلة، والكل بقى يشارك في الهزار، يرمو مخدات، يجروا ورا بعض… القصر كله اتحول لملعب كبير مليان ضحك وسعادة.
♕♕♕
آرين قعدت في النص، ماسكة بطنها من كتر الضحك، وعينيها دمعت.
همست لنفسها:
ـ يا رب… يخلي الضحكة دي عمرها ما تغيب عن بيتنا.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قعدة الجنينة – لعبة الأسئلة
الليل نازل، النجوم منورة فوق، الكل قاعد في دايرة حوالين الطربيزة… راكية في النص، كبايات وعصاير، وريحة الضحك مالية الجو.
قصي ماسك الورق وقال:
ـ يلا يا عيال… كل واحد يجاوب بصراحة، ما فيش هزار.
لارين بحماس طفولي:
ـ يلا يلا… أنا أول واحدة هسأل 😏
الكل: "يييييييه"
لارين:
ـ يا بابا، إنت بتحب ماما ولا بتحب النوم أكتر؟
يزن فتح عينه بصدمة:
ـ إيه السؤال ده يا عفريتة؟!
آرين مكمشة إيديها:
ـ أيوة يا يزن… جاوب!
يزن بتوتر وبصوت عالي:
ـ أكيد ماما طبعًا… (وبص للارين وقال همس) بس متقوليش لماما إني ساعات باحب النوم أكتر.
الكل وقع من الضحك 🤣
♕♕♕
جي الدور على عز…
ليليان قالت:
ـ أنا هسألك… إيه أكتر حاجة نفسك أعملها ومش بعملها؟
عز بكل جرأة:
ـ تبطلي نق نق 🤯
ليليان شهقت:
ـ عززززززز!! 😡
الكل كان بيموت من الضحك وهو بيجري حوالين الترابيزة وهي وراه.
قصي قال وهو ماسك بطنه من الضحك:
ـ أنا بشهد إنكم أحلى مسلسل تركي اتصور لايف.
♕♕♕
ريڤان قرر يدخل اللعبة:
ـ طيب… يا لؤي، لو خيروك بين تبطل القهوة أو تبطل تشوف روان … تختار إيه؟
لؤي وهو شايف روان بتبص له:
ـ روان طبعًا.
روان اتأثرت وقالت:
ـ يا حياتي 😍
( يزن صالح روان علي لؤي وكان فرحهم بعد فرح ذياد ويامن بشهر )
فهد ضحك وقال:
ـ كداب… أنا لقيته الساعة ٣ الفجر بيعمل قهوة.
الكل وقع ضحك تاني 😂
♕♕♕
ييجي دور ماري…
قالت بخبث:
ـ قصي… مين أول حب في حياتك؟
قصي بكل هدوء وبصة طويلة لماري:
ـ واقفة قدامي دلوقتي.
ماري اتلخبطت والكل عمل: "أووووووووو" 👏👏
لارين ببراءة:
ـ يعني ماما مكنتش أول حبك يا بابا؟
يزن اتنرفز:
ـ لأ لأ لأ خلصوا اللعبة دي بسرعة قبل ما أتصرف!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مرور عشر سنين
ذياد ونادين بقي معاهم ( مراد ـ كاميليا ـ وشغف )
يامن وندي بقي معاهم ( فراس ـ حمزة ـ أسيل)
قصي وماري ( جوري ـ جويرية )
فهد وأروي ( غيث ـ وليث )
ريان ولينا ( ماسه ـ وأريان) 
لؤي وروان ( تالين ) 
عز وليليان ( ميرا ، آيات ـ أيان )
رعد ونور ( مليكة ـ فارس )
اليس سافرت أمريكا بطلب منها 
ريڤان لسا سنجل بائس 😂
يزن وآرين العصافير بقا ( أركان ـ ولارين ـ ويزن ـ لاري ـ آري )
كانت القاعة كلها متزيّنة بأكبر احتفال اتعمل في الشرق الأوسط، الحفل السنوي لشركة الصياد اللي بقت العلامة الأولى في عالم الاقتصاد والاستثمار. الإعلام، رجال الأعمال، الصحافة… كلهم موجودين.
لكن جوه القاعة… كان في صف كامل محجوز لعيلة واحدة، عيلة مختلفة… عيلة الصياد.
مرفت قاعدة في الصف الأول ودموع الفرح في عينيها، أحمد ماسك إيدها ووشه فخور. أيمن ورؤوف واقفين وراءهم مبتسمين، قصي وماري، عز وليليان، زياد ونادين، ريان ولينا، رعد ونور، لؤي وأروى، فهد وأليس… والأولاد كلهم قاعدين مع بعض عاملين دوشة بريئة وضحك.
اللحظة اللي استناها الكل… يزن طلع على المسرح.
وقف بصلابة، بدلة سودا كلاسيك، هيبته زي الأسد، لكن عينيه… كلها مشاعر.
ـ "النهاردة… بعد عشر سنين تعب وكفاح… بعد ليالي كنا فاكرين إن الطريق هيقف بينا… نقدر نقول إن الصياد وصلت للقمة. بس اسمحولي أقول كلمة مش لرجال الأعمال ولا للكاميرات… كلمة لبيتي، لعيلتي."
الجمهور سكت تمامًا.
بص ناحيتهم وهو بيكمل:
ـ "أنا عمري ما كنت هبقى الراجل اللي واقف قدامكم ده من غير سندي، من غير مراتي… آرين. أميرتي، حبيبتي، أم أولادي… كل نجاح ليا هو نجاحك. أنا مجرد إيد… لكن إنتِ الروح اللي حركتني. كل مرة وقعت… إنتي اللي قومتي. كل مرة شكيت… إنتي اللي صدقتِ."
الكاميرا جابت آرين وهي دموعها نازلة، ولارين قاعدة ماسكة إيدها بحنية، وأركان واقف فخور، وزين الصغير بيصفق بحماس.
يزن كمل وصوته بدأ يتأثر:
ـ "واللي واقفين معايا… إخواتي، أصحابي… اللي بقوا أكتر من الدم… العيلة دي مش بس شركائي في الحياة، دول حياتي كلها. النجاح مش باسمي أنا… النجاح باسم الصياد… باسم العيلة."
القاعة كلها قامت تصقف واقفة، وعيون كل الموجودين بقت مليانة تأثر.
نزل يزن من المسرح، راح ناحيه آرين وسط هتاف الناس كلها، مسك إيدها قدام الكل وقال:
ـ "الليلة دي مش بتتسجل بإسم يزن الصياد… الليلة دي بتتسجل بإسم أميرة الصياد."
الجمهور كله صفق، ولأول مرة الصحافة التقطت لحظة حقيقية مش استعراضية.
♕♕♕
بعد ما خلص الحفل، الكل تجمع على المسرح… الأولاد، البنات، الأحفاد، الأصحاب… كلهم حوالي يزن وآرين.
قصي بهزار: ـ "يلا يا جدعان قبل ما المصور يزهق."
زياد: ـ "أيوة بس خلو عز يضحك، أصل الصورة هتبوظ بوشه الكئيب."
عز: ـ "أنا همسكك بعدين يا زياد."
ضحك الكل بصوت عالي.
اتجمعوا كدا كتلة واحدة، أحمد ومرفت في النص، حواليهم ولادهم وأحفادهم، آرين ماسكة إيد لارين، يزن شايل زين على كتفه، أركان واقف جنبه، البنات والشباب حوالين بعض بضحك وابتسامة.
والمصور قال:
ـ "ابتسموا… دي صورة هتعيش للأبد."
وكلهم ضحكوا من قلبهم…
فلاش الكاميرا أضاء اللحظة…
صورة واحدة جمعتهم كلهم… صورة مش بس للذكرى… صورة لعيلة قدرت تثبت إن الحب واللمة هما النجاح الحقيقي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
🌹 الختام الكبير 🌹
وهنا… بعد رحلة عمر، نقدر نقول إن حكاية الطفلة والوحش وصلت للنهاية.
الحكاية اللي بدأت بخوف وبُعد وغربة، اتحولت لأجمل أسطورة عن قوة الحب. 🖤
الأميرة اللي يوم دخلت حياة الوحش، ماكنتش تعرف إنها مش بس هتغير حياته… لأ، دي هتغير العالم كله من حواليه.
حوّلت قسوته لرحمة، ودموعه لضحكة، وعُزلته لقصر مليان ضحك ولعب ولمة عيلة.
الوحش اللي كان شايف نفسه لوحده، اكتشف إن قلبه مش ملكه… قلبه من اللحظة الأولى كان ملك أميرته. 🖤
علّمته معنى الحضن، معنى الأمان، معنى إن الرجولة مش قسوة… الرجولة حب ووفاء وإنك توقف قدام الدنيا كلها وتقول:
"دي أميرتي… دي عيلتي… ودي مملكتي".
مرت السنين… كبروا الأولاد، كبرت معاهم العيلة، وكبرت معاهم شركة الصياد اللي بقت من أكبر الشركات في الشرق الأوسط.
لكن النجاح الحقيقي ماكنش في المال ولا السلطة… النجاح الحقيقي كان في اللمة.
كان في ضحكة مرفت وهي شايلة حفيدها… في عيون يزن وهو بيشوف كل حلم حلمه اتحقق… في فرحة قصي وماري… في شقاوة عز وليليان… في دموع أحمد اللي لقى نفسه في أحفاده… في كل لحظة دافية عاشوها مع بعض.
وفي يوم الاحتفال الكبير، اجتمع الكل… العيلة، الصحاب، الأحباب… في قصر الصياد اللي بقى رمز للأمان.
الكلمة اتقالت، التصفيق دوّى، العيون بكت من الفرحة، والقلوب اتعانقت.
وفي الآخر… وقفوا كلهم جنب بعض، الكل بإيده في إيد التاني، وقرروا يوثقوا اللحظة:
📸 صورة جماعية… صورة مش بس للذكرى… صورة تحكي إن الأميرة والوحش ماكنوش مجرد قصة حب، لكن كانوا بداية لمملكة كاملة من الحب.
وهنا… تُطوى الصفحات، وينحني القلم احترامًا لرحلة استحقت كل لحظة.
رحلة علمتنا إن الحب مش بيغير شخص… الحب بيخلق إنسان جديد.
 تمت بحمد الله 

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات