رواية ودق القلب عمران وحياة كاملة جميع الفصول

رواية ودق القلب عمران وحياة للكاتبة سهام صادق هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية ودق القلب، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية ودق القلب عمران وحياة كاملة جميع الفصول

رواية ودق القلب من الفصل الاول للاخير بقلم سهام صادق

يقف امام المرآه ينظر إلي هيئته المُنمقه ....ينثر عطره ثم يلقي بنظره اخيره علي هيئته يُحرك يده علي شعره الأسود ويسير بعنجهية وصلابة ملامحه... يهبط الدرج ورائحة عطره تسبق خطواته يتجه نحو غرفة الطعام وينحني نحو والدته يقبل رأسها
- صباح الخير
فترفع ليلي عيناها نحوه بحب وفخر
- صباح الخير ياحبيبي
كانت جلسه صامته .. وانهي فطوره وودع والدته التي تنظر اليه وداخلها يتمني امنيه واحده ان تري أحفادها وأتجه نحو سيارته ليفتح له السائق بابها مع ابتسامه اعتاد عليها واتجه نحو مقر شركات عائلته بهيبته ووقاره وهذا هو
" عمران العمري"
..............................................................
وقفت تتأمل قطرات الجليد وهي تتساقط ولاول مره تشعر بأن حياتها قد تغيرت .. حياة كان يملئها الدلال والرفاهيه ..
عام وأكثر قد مر ومر معه كل شئ ..تبدلت حياتها بالكامل
من منزل فخم في أرقي أحياء لندن الي منزل ريفي صغير
من خدم يلبون رغباتها .. الي لا شئ
لتشهق بفزع وهي تتذكر الطعام الذي وضعته علي الموقد
فتركض تحت نظرات والدها المتعجبه التي تلاشت سريعا بعدما عاد الي جريدته ينظر بحسره الي اسماء رجال الأعمال دون ان يري أسمه بينهم
تذوقت الطعام بسعاده وهي لا تُصدق انها أصبحت طاهية ماهره .. وهذا كان بفضل العجوز كرستين التي تصف لها الوصفات المختلفه وتُعلمها من خبرتها
وعندما جاء بذهنها أسم العجوز .. وجدت الباب يدق وصوت العجوز يعلو
- حياه ..أفتحي الباب قبل أن أتجمد
لتضحك حياه وهي تفتح لها الباب .. وتنظر الي مافي يدها
- صنعتي الكعكه أليس ذلك كوكو
فضحكت العجوز وأردفت للداخل .. ونظرت نحو الرجل الجالس بسخط وأشارت بأصبعها لها كي تقترب
- هل سيظل والدك جالس طوال حياته هكذا يشاهد الجريدة ويبكي علي ماله الذي اضاعه بغروره
فغمزت لها حياه بعينيها
- سيسمعك كوكو ويأتي ليوبخك ..لا أعلم لما انتم الاثنان لا تطيقون بعضكم
فكشرت العجوز وهي تضع بأحدي أيديها علي خصرها
- والدك هو من لا يُطاق عزيزتي
وقبل أن تُكمل العجوز عباراتها الساخطه ... أمسكت بيدها تجرها خلفها نحو المطبخ
حياه : تعالي لتتذوقي طعامي كوكو .. سوف أتفوق عليكي
وقرصت وجنتيها بخفه .. لتضحك العجوز علي مداعبة تلك الفتاه التي أحبتها كما لو كانت حفيدتها .. فهي بعمر أحفادها
-أمممم ، هايل يافتاه .. ولكن طعام ونكهة كوكو هي الأفضل
لتتعالا ضحكات حياه وفجأه صمتت حينما سمعت صوت والدها المتذمر كالعاده
- حياه اين الطعام ؟
فعادت قسمات العجوز المضحكه الي تهجمها وسخطها علي هذا الرجل الذي كلما نظرت اليه او سمعت صوته شعرت بالضيق .. فمنذ ان انتقل الي منطقتهم البسيطه الهادئه التي يسكنها البسطاء وهو يتعامل معهم بترفع وكأنه مازال رجل الأعمال المصري المغترب" محمود الرخاوي"
لم يكفي بالنسبه لها أنه مسلم بل وايضا متعجرف .. ولكن تلك الصغيره التي هي هالة من النقاء والطيبه ..جعلتها تغير نظرتها كليا عن المسلمين حتي انها اصبحت قريبه لدرجه لا توصف من قلبها وكأنها تعرفها منذ زمن وليس عام ونصف لا أكثر
- أحضري الطعام لوالدك المدلل ، واطعميه في فمه أيضا
لتبتسم حياه وهي تضع الطعام في الاطباق .. ورغم معرفتها بسخط والدها علي ما أعدته الا انها صنعته
فزمن الاطعمه الفخمه قد أنتهي .. ولا بد أن يعيشوا حياه مُقتصده فالمال القليل الذي تبقي لديهم لن يكفيهم سوي لعام أخر ومن ثم لا شئ سيكون لديهم .. ولكن مايجعلها تأمل بحياه أفضل أنها في سنتها الأخيره بالجامعه وسوف تعمل بشهادتها التي تُحبها فهي "تدرس الأقتصاد"
أحلام حلقت داخلها وهي لا تعلم ان للغد قرارات اخري
وشعرت بيد العجوز الحانيه وهي تربت علي يدها
- سيكون الغد أفضل ياصغيرتي
وعندما بدء يعلو صوت والدها مره أخري ..صرخت العجوز بضجر بعد أن كانت تتحدث بحنو
- اذهبي لوالدك المدلل
وتابعت وهي تنصرف ..وتضرب كفً بكف
- لا أعلم من والد من
لتذهب حياه نحو والدها الذي يجلس بترفع علي المائدة الصغيره ..وينظر بسخط أمامه
- اريني ماذا أعدتي اليوم
فوضعت الطعام علي الطاوله بهدوء .. وهي تعلم النتيجه
- ماهذا !
لتنطق بتعلثم .. وهي تُطالع ما تضعه علي الطاوله
- أنه حساء بالخضار .. ونوع السلطه التي تحبها
وكادت ان تتُابع بأسم طبق أخر بسيط..الا انه هتف صارخاً
-كفي أصمتي
وبدء وجهه يشحب وهو يُتمتم
- أنتهيت بهذا الوضع يا ابن الرخاوي ..بعد أن كنت من أثرياء لندن .. بعد ان كان أسمك يلمع في الصحف
لتنظر اليه بأسي وهي تربت علي كفه بحنو وصمت
فرفع وجهه نحوها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها الهادئه هامسا بحب
- انا لا أستحقك .. تستحقي أب افضل مني ..
سامحيني علي مافعلته بكي
وعندما رأت دموع والدها تتساقط علي وجهه .. نهضت لتحتضنه بحب
حياه : انت أفضل أب .. صدقني أبي انا راضيه بحياتنا
أرضي انت ايضا وانسي ما كنت عليه
لينظر اليها بأسي : لا أستطيع صغيرتي .. تلك الحياه لا أقدر عليها ..حياة الفقر سيئه .. سيئه بشده
فتأملته بصمت .. وهي تعلم ان لا شئ سيغير سخط والدها
فدوما كان رجلا متغطرس متكبرا ..يري كل شئ من علو
حتي في حديثه عن والدتها رحمها الله كان يُخبرها دوما انها كانت مجرد ممرضه لا أكثر..فقد تعرف عليها بالمشفي عندما كُسرت أحدي ساقيه وكانت ترعاه خاصه عندما علمت بأنه عربي مثلها فوالدتها كانت جزائرية من حيث والدتها ام والدها فكان مصري
مرض أستقراطي لدي والدها لا تعلم هل المال هو من زاد غطرسته ام هي نشأة سيئه زُرعت داخله
ومن حديثه الدائم عن والديه علمت أنها نشأه وان البرج العالي ها قد سقط دون شعور منه ... صفقه ضخمه دخلها بكل تعجرف انهت حصاد سنوات طويله .. وكأن عقله كان مغيب يوم ان مضي عقود تلك الصفقه
أنتهوا من تناول الطعام .. وذهبت لتعد له قهوته
وبعدما أنهت كل ماعليها فعله .. ركضت نحو حاسوبها
لتنظر الي الرساله التي بعثتها صديقتها
- ياأهلا أهلا بالناس الحلوه
فأبتسمت حياه لرسالة صديقتها ..فهي تعود معها لموطنها الذي لم تراه .. ورغم انها تتحدث العربيه ..الا ان لهجة موطنها العاميه كانت تجهلها .. اما الان ومعها فهي فتاه مصريه أصيله كما أصبحت تُخبرها "فرح"
حياه : أحكيلي يلا عملتي أيه مع العريس
وضحكت وهي تقرأ رسالة صديقتها
- طفشته كالعاده يابنتي ...ده جاي يقولي عرفيني بنفسك
يكونش كنت في مقابله عمل وانا معرفشي
فردت حياه ضاحكه :يكونش انتي بتجيبي الكلام ده منين ويعني ايه يكونشي ديه .. انتي متأكده انك صحفيه يافرح
لتبعث فرح برسالتها وهي تضحك
- لاء ياحياه كده كتير بقالنا سنه صحاب ولسا مش عارفه تلقطي مني الكلام
وضحكت وهي تتذكر يوم ان عرفتها علي احدي المنتديات العربيه وكيف كانت تتحدث بالعربيه الفصحي واحيانا بالانجليزيه واحيانا اخري تدمج اللغتان ببعضهم
وكيف كانت تبحث عن صحبه من موطنها في محنتها
وبدأت صداقتهم رغم تحفظها في البدايه لهذه الصداقه ..ف فتاه نشأة في وطن غربي بالتأكيد ستكون معتقداتها غيرها تمام
ولكن مع مرور الوقت علمت ان حياه ك أسمها حياه حقا ..
وانتبهت الي رساله حياه .. وصورتها بالحجاب
فشهقت بسعاده
- حياه مش معقول انتي أتحجبتي
حياه : أشتريته امبارح .. خلاص يافرح أنا قررت ألبس الحجاب .. انا مسلمه وده فرض عليا .. غير اني سعيده اووي بقراري ده
لتجد هاتفها يعلو رنينه .. فتضحك وهي تري رقم صديقتها التي أكتسبتها في محنتها وكانت خير صديقة لها
- لاء انا عايزه احتفل بيكي ياحياه يابنت محمود
وكان صخب ضحكاتهم يعلو .. ليقف والدها خلف الباب
الذي لم يكن مُغلق بالكامل وابتسم بسعاده وهو يري صغيرته تسير في الأتجاه الصحيح ورغم انه لم يركع فرضاً يوماً الا أن ابنته ها هي تؤدي فروضها ..كما انها ستستر نفسها ب لباس الستر والعفه
وأبتعد عن الباب وهو يتذكر الماضي .. يتذكر شبابه وطيشه ويتذكر الفتاه التي هدم مستقبلها وحياتها وأنهي بعمرها وهي تحمل طفله في احشائها بعد ان رفض الاعتراف به ورغم انه يعرف انه طفله وان هو من خدعها الا انه كان جباناً وقد هرب بعد ان علم بموتها
لينكسر ظهر والدها واخاها ..اما هو بضعة اشهر من الشعور بالذنب وبعدها عاد كما هو " محمود الرخاوي" الذي لا يعرف الرحمه ..الذي يضع نفسه دوما في المقدمه
..............................................................
جلس بترفع علي كرسي مكتبه .. وملامحه الجامده مازالت مرسومه علي وجهه .. ليُطالع سكرتيرته وهو يُشير لها
- كل العقود اللي طلبتها منك جاهزه يامها
فنظرت اليه مها بهدوء وهي تقترب منه وداخلها يتحدث
- نفسي اشوفك مره بتضحك ياشيخ ..كله أوامر أوامر .. ابتسم هتموت ناقص عمر
واقتربت منه ووضعت ما طلبه أمامه .. ليجلب قلمه الذي طُبع عليه شعار شركات العائله .. وبدء يضع أمضته
ويُطرق الباب الذي لم يُغلق بأكمله بطريقه مسرحيه ويردف بعدها فيجعل تلك الواقفه ..كالمنومه في عشق هذا الرجل الذي أغرمت به منذ اول يوم عمل لها هنا ..
ورفع عمران عيناه نحو صديقه المُقرب قائلا :
تعالا يامروان
ثم نظر الي التي جانبه : اتفضلي انتي يامها
فجمعت الأوراق التي امامه ... وقلبها يدق بعنف
وأبتسم لها مروان بلطافه ...فتعلثمت في حركتها وخطت سريعا خارج الغرفه الفخمه وأغلقت الباب خلفها وهي تتمني لو أحبها يوماً
- بطل توزع أبتسامتك ديه علي الموظفين .. بيفهموها حاجه تانيه
فجلس مروان بأسترخاء علي احد المقاعد..زافراً أنفاسه
- هما اللي بيفهموا تصرفاتي غلط .
وعندما رأي نظرات عمران الجامده تابع :
- اخبارك ايه مع نيره .. مشاعرها بقيت واضحه اووي
لينهض عمران من مجلسه ساخطاً .. واتجه نحو شرفة مكتبه
- فين البرنامج الجديد يابشمهندس !
فأدرك مروان انه لن يأخذ أجابه من صديقه ..مادام لم يرغب بذلك
وأخرج احدي الفلاشات من جيب سرواله وهو يُحركها يميناً ويساراً بيده
وأتجه نحو الحاسوب الموجود علي المكتب الفخم
- تطبيق البرنامج الجديد ده طفره ...
فأقترب منه عمران وهو يُتابع ما أكمله صديقه بعده
فهما يعملان في مجال الحاسوب ... وهذا كان عالمهم الذي أشتركوا بحبه ورغم أختصاص مروان بهذا التخصص الا ان عمران لم يكن تخصصه بل كان شغفه منذ الصغر
فدراسته كانت كما رغب جده ووالده بما انه الحفيد الأكبر
" مهندس معماري" .. فمن سيُدير بعدهم أعمالهم اذا لم يدرس مارغبوا به .. وقد حقق رغبتهم كما ظل يُمارس رغبته بل وأسس شركته الخاصه من رأس ماله الخاص
فهم عائله "الكفاح والجد أساس حياتهم وهذا سبب من أسباب ثرائهم "
فلم يكونوا من الاثرياء يوما .. جده كان يعمل بناء ومن مجرد عامل اصبح مُقاول صغير وبدء يكبر ويكبر الي ان أنشئ أسمه .. وبدء رأس ماله من لا شئ ليصبح بعد سنون صرح لا يُستهان به وكان والده رحمه الله نفس نهج جده
وبعدما أنتهوا من بعض التعديلات النهائيه .. نهض عمران من فوق كرسيه قائلا :
- أعمل اجتماع مع المبرمجين .. وعرفهم علي البرنامج الجديد اللي هنبدء في تطبيقه
ليُحرك مروان رأسه بتفهم
ونظر نحو صديقه وهو يُغادر مكتبه ..فهو شريك بهذه الشركه فنسبته 20بالمئه
وتمتم بمحبه : الله يعينك ياصاحبي شغل في البرمجه وشغل في المقاولات .. وشغل في الأدويه ..انت لو جبل كان زمانه أتهد
...................................................................
جلست علي أريكتها المُفضله بأسترخاء وهي تتأمل المقال الذي نُشر اليوم ويحمل أسمها ...فأبتسمت براحه فهي تُجاهد بأن تُسلط الضوء علي القري الفقيره وحاجتهم
ليعلو صوت هاتفها فتبتسم
- اهلا بالأعلامي المشهور
فيضحك أمجد وهو يرتشف من مشروبه الساخن
- شايف أسمك منور النهارده الجريده .. انتي سيبتي حقوق المرأه ودخلتي علي الفساد
فيتعالي صوت ضحكات فرح : انا بتاعت كله ياباشا
ليتسأل وهو يبتسم : خالي عامل ايه .. أكيد مشفش المقال
وقبل أن ترد عليه كان صوت والدها يعلو .. لتهتف بهمس
- سيادة اللواء اه جيه علي السيره .. استر يارب
فضحك أمجد : روحي لقضاكي ياوصمة العار علي العيله المرموقه .
وقبل أن توبخه وتخبرهه أن كانت هي وصمة عار .. فهو بالتأكيد وصمتان ولكن كما العاده يغلق قبل أن يحصل منها علي رد الصاع صاعين
وأبتسمت بحب .. فهذا هو أمجد حبيبها .. حبيبها الذي تُداري حبه داخلها تحت سلاطة لسانها ومناطحته كالند
حتي احيانا يخبرها بأنه يراها رجلا وليست فتاه
وزفرت انفاسها بأسي .. الي ان أنتبهت لقرب والدها منها
وهو يتحدث بصوته الحاني
- يابنتي ياحببتي انا معاكي اننا لازم نسلط الضوء علي الناس الغلابه .. بس بأسلوب أفضل من كده أسلوب الشد ده مبيجبش فايده مع الحكومه .
لتدخل في نقاش طويل مع والدها عن كل السلبيات والفساد والظلم الذي يُحاوط الفقير في هذه البلد .. ولكن في النهايه رد والدها كأغلب الاباء انهاء المناقشه بدبلوماسيه
وضمها اليه بحب وهو يتسأل : صاحبتك اللي مصدعه دماغي عنها أخبارها ايه
لتتسع ابتسامه فرح بحب : حياه لبست الحجاب يابابا .. انا فرحانه اووي انها وصلت للمرحله ديه ..
وقبلته بأمتنان : تربيتك ليا نفعت ياسيادة اللواء ..
للتذكر حديثه لها دوما منذ ان كانت صغيره
" مدي ايدك ديما بالخير والسلام .. اقفي جنب كل من يري فيكي الخير "
وها هي تفعل ..تفعل ما تربيت عليه ورأت عليه والدها .. والدها الرجل الطيب الذي رغم وظيفته التي يضبطها القانون الا ان قلبه عامر بحب الخير والرحمه والعدل الذي بُني عليه هذا القانون ولكن هيهات قانون اصبح ميزان العدل به ليس بميزان
وشعرت بيده الحانيه علي وجهها
- في عريس متقدملك
لتبتعد عن والدها بفزع هاتفه : تاني يابابا !
.................................................................
نظرت الي ما صنعته لها العجوز بسعاده وهي لا تُصدق ما رأت عليه نفسها ..فستان طويل بأكمام يلائم حجابها ففي البدايه أندهشت العجوز ثم سريعاً ما ابتسمت لها
أبتسامه ودوده قائله : هذا ما يأمرك به دينك ياصغيرتي .. فليحفظك الله
ثم تلاشت أبتسامتها تدريجيا .. وهي تعطيها ظهرها وكأنها تُنهي الحديث
- الأن ستبتعدي عني من أجل دينك .
وماكان منها سوي أن ضمتها بحب .. تخبرها بتفهم
- انا بحثت عن ذاتي كوكو .. بحثت عن الطريق الذي وجدت فيه الراحه والسكينه .
وتقدمت أمامها وهي تبتسم بأبتسامتها الهادئه
- اما انتي كوكو !
وأغمضت عين وفتحت الأخري وهي تُفكر بطريقة مسرحيه
- أممممم .. لا أستطيع البعد عنك ياجميل
ومالت عليها تُدغدغها بمشاكسه وحب .. حتي تلاشت الفجوه التي ظنت العجوزحدوثها ... فالعجوز معها نسيت كل معتقداتها عن الاسلام
وضحكت العجوز .. الي ان ضربتها علي ذراعها
- كفي يافتاه .. لا اعلم كيف أحببتك
ومدت بيديها تربت علي وجنتيها .. وهي تُطالعها بحنان :
- لديكي شئ مريح للنفس ياصغيره .. انتي طيبه القلب غير والدك
ومن هنا علت ضحكات حياه .. لتتبعها ضحكات العجوز
وها هي الأن تقف امام المرآه تنظر الي ما صنعته العجوز لها بعد تلك الليله ..
وتقترب منها العجوز وتمسد علي فستانها قائله :
- أعجبك ما صنعته ماكينة الخياطه خاصتي
لتبتسم حياه .. وقلبها يدق كالطبول :
- جميل ..بل رائع كوكو !
جلست تُمسد يد والدها الراقد علي سرير المشفي بأسي 
فاليوم الذي كان أسعد أيام حياتها عندما حملت فستانها الذي صنعته العجوز هدية لها .. وذهبت راكضه الي والدها كي تُخبره بفرحتها .. لتلجمها الصدمه وهي تراه منبطح علي الأرض دون حركه 
ليُساعدها جيرانها لنقله الي المشفي .. وكانت الفاجعه الكبري.. والدها يُعاني من سرطان الدم وفي حالة متأخره 
ومع عمره الذي تجاوز منتصف الستون أصبح العلاج مرهق لبدنه 
أربعه أشهر مروا وكأنهم كالكابوس ..ولولا العجوز كرستين وفرح التي دوما تُحادثها وتعطيها الأمل والصبر .. لكان الوجع قد أهلكها .. فمهما كانت خصال والدها الا انه كل شئ بالنسبه لها هو عالمها الصغير .. والدتها توفت وهي في سن صغير فقد كانت بالخامسه .. ورغم بعد والدها عنها وتفرغه الكلي لصفقاته ونسائه... احبته بشده وتمنت دوما قربه كأي أب لأبنته ... وجاء القرب كما تمنت ولكن عندما خسر والدها كل أمواله 
لتشعر بحركته ونظراته الواهنه .. فمسحت دموعها سريعا هاتفة بلهفه : أتريد شئ ياوسيم
فأبتسم والدها بحزن .. فهي منذ ان مرض وأنهكه المرض ولم يعد كما كان ..اصبحت تُناديه بهذا اللقب 
-آه ياحياه .. لمن سأترككِ 
كان يتسأل داخله بألم .. فكل رفقائه قد ذهبوا عندما أفلس وخافوا أن يُطالبهم بمساعده 
جمع صداقات عده من كل الاوطان ولكن كله تلاشي 
وعندما جاء بذهنه صديق عمره حسام الذي أنقطع عنه بسبب حياته التي كان الحرام هو أساسها   
افاق من شروده علي صوتها الحنون بعد ان حسم أمره :
 - هيا ياوسيم .. سنذهب للبيت فجلسة العلاج قد أنتهت
وتابعت بدعابه كي تجعله يضحك :
- سأحضر لك أفخر الأكلات .................................................................جلست فرح بحضن عمتها تقص لها عن صديقتها وما أصابها .. لتربت عمتها علي ظهرها بحنو 
- قلبي وجعني عليها اووي يافرح .. مسكينه 
وأعتدلت فرح في جلستها وهي تنظر الي عمتها الطيبه 
- عايزه أساعدها ومش عارفه أعمل ايه .. بفكر أسافر لندن
وتابعت بتذمر : بس سيادة اللواء اخوكي مش موافق .. ماتقنعيه ياعمتو 
وأقتربت منها تُقبلها علي وجنتيها كي تستميلها في صفها ولكن 
- باباكي عنده حق يافرح .. احنا ايه ضمنا الناس ديه .. ديه مجرد بنت أتعرفتي عليها علي النت وكل اللي بينكم رسايل وتليفون 
فأمتقع وجه فرح من تلك الأفكار التي يظنها أباها وايضا عمتها .. وتمتمت بأعتراض : 
- ياعمتو ياحببتي ما انا بحكيلكم عنها وانتوا حبتوها من كلامي
فهتفت عمتها بتشبث : ديه حاجه وديه حاجه
فرح : والدها كان رجل أعمال معروف .. أنا بفكر أسأل عمران عن أسمه بما ان ليه بيزنس في لندن 
ليصدح صوت عمران .. وهو يهبط درجات الدرج بأناقته المعتاده وبروده 
- بتفكري تسأليني عن أيه يافرح 
فتنظر اليه والدته بحب قائله : عايزه تسألك عن بنت ..والدها رجل أعمال مصري في لندن 
فطالعها عمران لثواني وقبل ان يسألها عن أسمه.. بدء رنين هاتفه يعلو
وأتجه الي مكتبه ليُتابع محادثته العمليه بعيدا عنهم 
وأقتربت من عمتها .. تضم ذراعها لها : 
مالك يالولو ؟ 
فتنهدت ليلي وهي تُطالع أبنة أخيها 
- هيفضل لحد أمتي قفل علي نفسه .. ابني عمره بيتسرق من غير مايحس ..انا أستعوضت ربنا في مازن وصابره 
فتتلاشي البسمه من وجه فرح .. عندما تذكرت ابن عمتها  الذي توفي منذ اربع سنوات وكان الأبن الاوسط لعمتها 
كم أوجعهم فقدانه فقد توفي في حادث وهو مازال عريس جديد لم يمضي علي زواجه سوي ثلاثة أشهر وبعدها رحل كما يرحل الجميع عندما ينقضي العمر 
ووجدت عمتها تبكي .. فضمتها اليها بحب 
وهي لا تعلم بما ستواسي قلب عمتها 
ليخرج عمران من مكتبه في تلك اللحظه .. وعندما رأي دموع والدته أقترب منها يُقبل يديها ..فأبتسمت :
- كنتي عايزه ايه بقي يافرح ..!
وكادت أن تُجيب فرح .. فتذكر شئ قائلا بسخط :
- انتي مش هتعقلي شويه في اللي بتكتبيه .. قلمك عايز يتقص شويه 
وكالعاده لا يترك لقاء الا ويوبخها .. فتمتمت هامسه :
أنا بقول أخد بعضي وأمشي أحسن 
فسمعتها عمتها .. وأبتسمت لينظر هو الي والدته فتُحرك يديها تخبرهُ ان لا دخل لها بينهم
واخيرا ختم كلامه : مش كفايه عليا الأستاذ التاني .. كمان انتي 
وتابع بجمود : بس علي الأقل هو بيهاجم من غير ما يخلي حد يمسك عليه حاجه اما انتي
وأشار لها بأصبعه : شكلي هقفلكم القناه الفضائيه والجريده عشان ترتاحوا 
فطالعته بتأفف ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه .. فمهما احتد معها فلا تُجادله فقد تعودت علي طباعه وحفظتها 
لا جدال مع "عمران العمري" في النهايه ستكون هي الخاسره ولا تفهم شئ 
واخيرا نطقت : طب والقناه ومن أملاك العيله العريقه .. ايه اللي دخل الجريده اللي بشتغل فيها في الحكايه 
وتذكرت صاحب الجريده الذي هو في الاصل صديق عمران وكادت أن تُكمل سخطها عليه 
فدق قلبها بعنف .. وهي تسمع صوت أمجد المرح يعلو ويتجه نحوهم
- العيله كلها متجمعه .. فاضل خالي بقي وكده فريق المُعارضين يكمل 
وأقترب من والدته يُقبل يدها ثم جبينها .. بعد ان أشار لعمران بالتحيه
ونظر الي القابعه بجانب والدته غامزاً لها 
- انتي طبعا مش من ضمن فريق المعارضين .. انتي مع الثوار 
وحياها ضاحكا .. لتضحك علي دُعابته .. بل نست كل شئ معه 
أمجد حب طفولتها ومراهقتها حتي لعمرها الخامس والعشرون .. وكلما مرت الأعوام أزداد حبه السري في قلبها هي تعلم بأنه يراها كأخت له وفضلت ان تخفي مشاعرها بدلا أن يُجرح كبريائها يوما 
ورحل عمران بعد أن أعطي لهم نصائحه .. ام هي قد احبت الجلسه 
..................................................................
أرتخت بذقنها علي قبضة يدها وهي تزفر أنفاسها وتُطالع ماتبقي من مال لديهم في رصيدهم المصرفي ..فلم يعد مُتبقي الا القليل 
لتنهض العجوز من فوق كرسيها وتقترب منها وتحتضنها بحزن 
- لا تحزني صغيرتي .. 
وأخذت تربت علي ذراعيها وهي تُفكر في حل تدبير المال من أجل علاج والدها 
لتهمس حياه بوجع : يجب ان أبحث عن عمل 
فتشعر العجوز بالألم .. وهي تعود لمكان جلوسها مجدداً 
- لو كان معي مال ياصغيرتي ..
وكادت أن تُكمل باقي عباراتها .. فوضعت حياه بيدها علي كفها تربت عليه برفق 
- أعلم كوكو 
وحدقت بغرفة والدها المغلقه وهي تتمني ان يخيب شعورها فكلمات والدها تلك الأيام أصبحت  عن الوداع حتي أنها باتت تكتم حسرتها داخلها
- حين يعود من سفرته أخبريه ان محمود الرخاوي من هاتفه ثم أملي لها عنوانه 
لينغلق الخط وهو يتمني أن يلحق به صديقه قبل فوات الأون 
فهو من يستطيع أن يستأمن عليه أبنته 
................................................................. 
في تلك الليله الممطره .. 
نهضت فرح بوجع بقلبها وهي تشعر بأن شئ سيحدث .. لتركض نحو غرفة والدها لتجدها فارغه.. ووضعت بيدها علي قلبها لتتذكر حديثه ليلة أمس وهو يخبرها أن تظل قويه قريبه من الله دوما .. فيعلو رنين هاتف المنزل 
فتذهب نحوه وهي تتمني ان لا يكون شئ قد حدث 
وصدحت صرخه عاليه في أرجاء المنزل 
-بااااااباااا .. لاء 
جلس عمران علي فراشه وهو مُطرق رأسه لأسفل بصدمه .. بعدما تلقي خبر وفاة خاله بعد أن أصيب بطلق ناري 
ولم يكن الحال مختلف عن والدته التي أصبح قلبها ينض بالحزن والوادع 
اما أمجد فركض خارج شقته وهو يحمل مفاتيح سيارته 
وهو يُفكر في فرح وكيف سيكون حالها 
.................................................................
وضعت الأزهار علي قبر والدها .. وهي تدعو الله بأن يرحمه .. وسارت بخطي بطيئه وقلبها مازال يتقطر ألماً
المرض هزم والدها .. ولم يتحمل العلاج رغم انها باعت كل شئ تملكه أثاث المنزل وحاسوبها وهاتفها اللذان كانوا قد تبقوا لها من حياة الثراء 
وصلت منزلها بأرهاق .. لتجد العجوز تنتظرها 
- لما ذهبتي بمفردك حياه .. 
فأبتسمت حياه بشحوب : أردت ان استرجع ذكرياتي القليله معه 
وفتحت باب مسكنها وخطت للداخل لتخطو العجوز خلفها
- ذكرياتي معه كانت هنا في هذا البيت البسيط 
وسقطت دموعها وهي تتذكر كيف كان يتدلل عليها .. كيف كان يجلس يقرء جريدته .. وكيف كان يتذمر علي كل شئ 
وخرجت آهات وجعها وهي تدعو 
- اجعلني قويه ياالله  
................................................................
في مطعم بسيط كانت تركض فتاه هنا وهناك تنظر للزبائن ببتسامه هادئه من يراها يظن ان هذه الأبتسامه نابعه من الداخل كما الظاهر
وضعت المشروبات علي الطاوله وهي تنظر للأسره الصغيره .. 
وذهبت نحو صديقتها التي وضعت لها المشروبات كي تُقدمها 
كانت تُرهق نفسها في العمل ودروسها حتي تنام دون أن تشعر 
ووجدت يد تضرب علي كتفها ثم صراخ رفيقتها في العمل 
- حفلة تخرجك بعد ساعتين وانتي مازالتي هنا 
ودفعتها قائله : هيا الي المنزل كي تستعدي 
فطالعتها حياه بحب .. فمع كل آلم تحصل عليه يعوضها الله بأناس يحبونها 
وبدء هاتفها الصغير بالرنين وأبتسمت عندما رأت الأسم
- لما الصراخ كوكو .. سأتي حاضر .. أعلم ان لم أتي ستجعلي العجوز كوستاني يطردني من العمل ..فأنتي الحب القديم ياجميلة الجميلات 
وبعد ان كانت العجوز توبخها في الهاتف علي تأخرها في العوده ...صمتت ...................................................................
وقف عمران ينظر الي والدته الشاحبه وهو يتسأل :
طب وبعدين ياأمي هنعمل ايه ..هنفضل سيبنها قفله علي نفسها في أوضتها كده 
وتابع بأرهاق وهو يجلس بجانب والدته في شقة خاله :
ولا حتي راضيه تيجي تعيش معانا 
فيدق جرس الباب في تلك اللحظه لتخرج الخادمه من المطبخ نحو الطارق 
وبعد ثواني كان يردف أمجد اليهم وهو يبحث بعينيه عنها 
- برضوه لسا حابسه نفسها 
وجلس وهو يزفر أنفاسه وأحتوي كفي والدته بكفيه 
- ايه رأيك تاخديها المزرعه ياست الكل .. واه تغيروا جو انتو الاتنين 
فأشار اليه عمران وهو ينهض من مجلسه كي يذهب لأجتماعه 
- فكره هايله .. أقنعيها ياماما .. جو المزرعه فعلا هيفيدكم 
وأنحني نحو رأسها يقبلها .. فهتفت هي بأسي : 
هشوفها ياولاد .. قلبي وجعني عليها اووي .. الله يرحمك شاكر 
ونهضت من مجلسها .. لتذهب نحو غرفتها 
فوقف أمجد بعد أن لمح صوره تجمعهم وهم صغار .. واتجه نحو الصوره يحملها وهو يتذكر ذكريات تلك اللحظه 
فهو وهي كانوا كما يلقبوهم دوما بالتوأم الملتصق .. ولكن كلما كبروا بدأت الحياه تأخذهم .. بل بالأصح تاخذه هو 
حتي بدأت تبعتد هي عنه 
...................................................................
أستلمت شهادة تخرجها وقلبها يُطالبها بالبكاء .. ولكن كما أعتادت أخبرت قلبها بمراره 
"سنظهر أقوياء ثم نبكي بمفردنا  "
وتعلقت نظراتها بنظرات العجوز التي فتحت لها ذراعيها 
فخطت بخطوات سريعا نحوها .. وضمتها العجوز بقوه
- مُبارك صغيرتي 
ففرت دمعه من عينيها .. فالعجوز قد أصطحبت معها أبنائها بل وجعلت أبنها الذي يملك سياره يأتي بهم .. وصنعت لها فستان أخر جديد يُلائم حجابها 
وحياها كل من أبناء العجوز بأبتسامه صغيره بعد ان باركوا لها 
وألتفت نحو صوت من أذهلها قدومه .. وعادت تنظر الي وجه العجوز الذي أصبح كحبة الطماطم
فالعجوز صاحب المطعم الذي تعمل به هنا 
وغمزت بعينيها وأبتسمت .. ليقترب العجوز كوستاني وهو يحمل معه باقة من الأزهار ويُهنئها 
ثم ذهب نحو كرستين التي أصبحت مرتبكه من نظراتهم 
وأشتمت زهور الباقه .. ومالت بجسدها نحو كرستين 
- أعلم ان باقة الازهار من أجلك وليس من اجلي كوكو .. فالعجوز قد أرتبك حينما رأي اولادك ياصغيره
وكادت ان توبخها العجوز الا ان أقتراب أحدي صديقاتها منها قد أنجدها .. لتنصرف مع صديقتها ونظراتها مازالت نحو الثنائي المُحب ..................................................................
كان يُتابعها طيلة طريق سفرتهم للمزرعه بصمت .. وهو لا يُصدق أن من تجلس في الخلف شارده شاحبه هي فرح ابنة خاله التي لا يسكن ابدا لسانها في موضعه ولكن بعد مامروا به جعلها هكذا .. فخاله كان الأب والام والصديق بالنسبه لابنته ..فمنذ رحيل زوجته وقد جعل حياته كلها لأبنته
فكانت صدمه موته فاجعة بل نور وقد أنطفئ بالنسبه لها
فهمس أمجد بصوت حاني وهو يُتابعها عبر مرآة سيارته 
- فرح 
فكان الصمت هو عنوان الاجابه .. ولكن نظرات عيناها التائها له جعلت قلبه يُدمي
...............................................................
بدأت تتأقلم علي وحدتها .. تبتسم وتمنح السعاده لكل من هم حولها .. وحين يُغلق عليها باب منزلها يبدء قلبها يخفق بالوجع يُطالبها بالصراخ
لتسمع طرقات هادئه علي باب منزلها .. فذهبت الي موضع حجابها الذي ألقته للتو علي الأريكه الوحيده التي أصبحت بالمنزل 
وأستمرت الطرقات الي أن فتحت الباب ونظرت الي الواقف أمامها وهي لا تُصدق 
- عمو حسام !
فتأملها الرجل الذي لم تراه منذ عشر سنوات .. ورغم الشيب الذي أحتل خصلات شعره التي قديما كانت بسواد حالك 
- حياه ..
فحركت له رأسها ...فبالتأكيد كل تلك الأعوام قد غيرت ملامحها
وأبتسم وهو يُطالعها : كبرتي ياحياه !
وبعد دقائق كان يجلس علي الأريكه يتأمل البيت الفارغ الا من القليل من الأثاث البسيط ..ليشعر بالأسي علي وضع تلك الصغيره ويلعن غبائه عندما قطع علاقته بصديقه .. ولكن محمود كان يستحق كل هذا فطباعه السيئه أصبحت لا تُحتمل الي أن جاء اليوم الذي عرض عليه  صفقه مشبوها 
فكان أخر خيط بينهم وعلم ان شاكر ومراد صديقيه كانوا معهما كل الحق عندما أخبروه ان تلك الصداقه  خطئ وستصل به الي الهلاك وخاصة بعد فعلته الدنيئه
فأبتعد عنه ..حتي عندما علم بأفلاسه لم يُفكر بالسؤال 
ولكن حينما عاد من سفرته الأخيره وعلم من سكرتيرته بأتصاله تعجب ولولا وجوده ب لندن من أجل عمل هام أتي اليه لكان ماجاء لهنا 
ولكن الان قلبه ينفطر ألما وهو يري تلك الفتاه التي شعر بأنها ليست أبنة محمود بسبب طباعها رغم ان ملامحها تشبهه 
وتقدمت نحوه تحمل فنجان القهوه ... ووضعتها امامه 
فتسأل حسام بعد أن تناول فنجان قهوته 
- سامحيني يابنتي اني مكنتش معاكم في الظروف الصعبه اللي مريتوا بيها .. ربنا يرحمك يامحمود 
فسقطت دموعها وهي تتذكر والدها ..وحركت له رأسها بتفهم 
وبدء يسألها عن حياتها وماذا تعمل .. الي ان نهض من مجلسه وهو يتأمل البيت حوله
- انتي خلاص بقيتي امانه عندي ياحياه .. 
فهتفت حياه بأعتراض : انا أتعودت علي عيشتي هنا 
فأشار لها حسام بأن لا تُجادله 
- هترجعي معايا مصر
ودق القلب
كل شئ مر سريعا دون أن تشعر .. غادرت لندن
 وها هي الأن في موطن والدها .. وطنها الذي أحبته عبر صديقتها فرح .. وعندما تذكرتها تمنت لو أن أستطاعت التواصل معها ولكن فرح أختفت كما أختفي كل شئ جميل بحياتها ..
فأبتسمت بشحوب عندما وجدت نظرات صديق والدها تُطالعها ..
وربت علي كتفها بحنان .. وهو يبادلها بأبتسامه أبويه دافئه 
- يلا يابنتي 
نظراته الحنوانه كانت تُطمئنها .. أحبت هذا الرجل منذ صغرها ولكنه أختفي فجأه عنهم .. ليعود ويظهر من جديد
وبعد ساعه كانت السياره تردف داخل بوابة ضخمه 
لتُحدق بالمنزل الفخم الذي أمامها فهو يشبه منزلها عندما كانت من الأثرياء .. فطالعت المكان وتذكرت حديث صديق والدها وهو يُخبرها انها ستُقيم هنا في منزل أحد معارفه القريبين منه ويعتبره بمثابة ابن له الي ان يعود مُجددا بعد ان يُصفي حساباته وتعيش معه وتعمل في شركته الخاصه التي سيُنشأها
ورغم قلقها من عيشها في منزل لا تعرف أصحابه الا أن مزاح صديق والدها خفف عنها وبعد وعده بأن لن تطيل سفرته وسيعود سريعا أطمئنت أكثر 
ومع كل تلك الدوامه .. لم تشعر بنفسها وهي تجلس بالصالون الفخم بعدما رحبت بهم الخادمه .. وذهبت لتُخبر سيدها بوجود الضيف
فيدخل عمران بهيبته المعتاده .. ويتقدم من حسام بترحيب واحترام فهو كان صديق خاله مراد  وشاكر رحمهم الله ..ولأرتباطه الشديد بأخواله كان بالطبع يري هذا الصديق دائما 
فضمه الرجل بمحبه وقدم تعازيه بأسي علي موت شاكر الذي علم به مؤخراً .. وكانت هي تجلس تُشاهد كل هذا بتوتر .. تفرك أيديها ببعضهم وقلبها يخفق بقوه 
وداخلها يُخبرها أن هذا الرجل له هيبه ووقار مفرط 
وبعدما تبادلوا بعض الأحاديث .. طلب حسام من عمران الأنفراد في غرفة مكتبه .. وابتسم لحياه الجالسه مُطأطأة الرأس بخجل ونظر الي العصير الذي وضعته الخادمه للتو أمامها 
- أشربي عصيرك ياحياه يابنتي .. لحد ما أتكلم مع البشمهندس شويه 
وسار من أمامها بعد أن حركت له رأسها بتفهم .. فطالعها عمران بنظرات بارده خالية من أي شئ 
فأزداد توترها أكثر .. ونظرت الي كأس عصيرها وبدأت ترتشفه بشرود 
...............................................................
نهض عمران من فوق مقعده بقسوه وهو يهتف :
- بتقول بنت مين .. لدرجادي انت نسيت الراجل ده عمل فينا ايه 
ونسي أحترامه لهذا الرجل الذي سانده بتوسيع علاقاته خارج البلاد .. وأقترب من حسام الجالس بتوتر علي مقعده 
- ياعمران يابني افهمني .. حياه مش زي محمود صدقني 
فضحك عمران ساخراً 
- الزباله عديم الشرف هيخلف ايه .. اكيد زباله زيه 
وتنهد بضيق عندما نهض حسام من مقعده 
- انا كنت فاكر يابني ان لسا العيله ديه فيها ولاد الأصول 
فقطع عمران حديثه 
- انت ناسي عمل ايه .. ناسي ولا أفكرك 
وضحك بقسوه : وكمان سماها حياه ... يابجاحته 
فتمتم حسام بتفهم :
- ياعمران يابني أنا فاهم شعورك كويس .. ولولا عارف كرمك مكنتش جبتها هنا .. للاسف يابني أنا متورط في شوية مشاكل بره البلد ولازم أخلصها 
فتنهد عمران بضجر .. وظل يُفكر قليلا الي ان لمعة عيناه بخبث أخفاه سريعا 
- موافق تقعد هنا 
وجلس علي مقعده بهدوء يليق به 
- بس جوه البيت ده لاء ...وسامحيني لان مقدرش أدخل بيتي بنت الراجل الي ماتت عمتي بسببه وحسر جدي وولدي 
فنظر اليه حسام بتفهم وتسأل وهو يتمني ان لا يُخيب عمران ظنه 
- طب وهتعيش فين .. حياه اول مره تيجي مصر ومتعرفش حد ولا حاجه هنا .. حتي أهل ابوها لسا متعرفهومش ومتوقعش هيقبلوا بيها بعد اللي عمله محمود فيهم 
فقبض عمران علي يده بقوه وهو يُتمتم 
- في أوضه في الجنينه .. هخلي الخدم ينضفوها ليها 
وعندما رأي نظرات الخيبه في عين حسام .. أكمل حديثه
- علي فكره الاوضه ديه والدي الله يرحمه كان عاملها للضيوف اللي بيجولنا من البلد .. عشان ياخدو راحتهم .. ومتقلقش متقلش فخامه عن شكل الفيلا 
فأبتسم له حسام براحه :
- ريحتني يابني .. ديه أمانه عندي ومش عايز ابهدلها .. موصكاش عليها ياعمران 
ثم تابع : واتمني تلاقي ليها شغل كويس في شركاتك .. حياه درست أقتصاد في لندن 
فتمتم بجمود : تمام 
وبعد أن أنتهي الحديث عن تلك الجالسه بالخارج تجهل ما يدور في خلد من تجلس ب بيته 
تساءل عمران بهدوء عن حياة محمود بعد أن أفلس .. فحكي له حسام كل مايعرفه 
ليُتمتم عمران : جدي كان عنده حق العادل حي لا يموت . 
كان في عمر التاسعه ولم ينسي قط ماكسر ظهر جده وأبيه .. في موت ابنتهم المدلله بعد أن تزوجها محمود عرفياً ثم تركها بعدما علم بحملها .
...................................................................
وقفت تنظر الي الغرفه التي أصطحبتها اليها الخادمه خارج الفيلا .. فقد كانت غرفة متوسطه الحجم بمرحاض ملحق بها تطل علي الحديقه الواسعه .. اعجبتها الغرفه بشده فقد كانت مفروشه بأثاث عصري وبسيط .. وجدت خادمة أخري تلحق بهما وتحمل شراشف نظيفه بيدها ..واسرعت تعد السرير لصاحبته الجديده .. 
أبتسمت بلطافه بعد أن أعدت الخادمتان الحجره وقبل أن ينصرفوا هتفت 
- هتمشوا قبل ما نتعرف 
ومدّت بيدها نحوهم كي تُصافحهم .. فنظرت الخادمتان لبعضهم متعجبين من فعلتها 
- أنا اسمي حياه !
وسريعا زال ذهول الخادمتان .. فصافحوها بحبور وأهتمام 
وقالت إحداهن : انا أسمي نعمه .. 
واشارت نحو صديقتها : وديه أمل 
وتسائلت نعمه : انتي بتتكلمي عربي كويس .. لاء ولغتنا العاميه عادي 
فضحكت حياه برقه .. وبدأت تقص عليهم صديقاتها اللاتي تعرفت عليهن بالمنتديات العربيه وكيف كانت تبحث عن اهل وطنها الي أن جائت سيرة فرح ..فقصت عليهم ان لها صديقه غاليه هنا وتتمني أن تلتقي بها 
وأنتهي الحديث وذهبت الخادمتان بعد ان تهامسوا لبعضهم عن لطافتها وجمالها الشرقي الهادئ 
ووقفت أمل بفزع عندما سمعت صوت عمران يُناديها 
- أمل 
وألتفت نحوه بأحترام .. وتقدمت منه قائله :
 - أفندم ياعمران بيه
فهتف عمران بجمود : البنت اللي بره ديه متدخلش الفيلا خالص .. رجليها متعتبش هنا مفهوم 
فتسائلت أمل بحيره : بس يافندم 
عمران بأمر : كلامي يتسمع 
وتابع بقسوه قد أدهشتها : 
- وجبات الأكل تيجي تاكلها معاكم في المطبخ .. وأوضتها بعد كده تنضفها هي بنفسها 
وقبل أن تهتف الخادمه بحرف ..ذهب بأعصاره 
لتقف تضرب كفً بكف 
- غريبه اول مره البيه يعامل ضيف كده .
وأتجهت نحو المطبخ .. لتجد رئيستها بالعمل تجلس تريح أقدامها وتحتسي قهوتها 
فأقتربت منها نعمه هامسه : البيه كان عايزك في أيه 
فبدأت أمل تحكي لها ما طلبه .. لتنظر اليها نعمه بدهشه متسائله 
- لاء فعلا غريبه .. اول مره عمران بيه يعامل حد كده وخاصة لو كان ضيف عنده 
وسريعا ما نطقت بعد تفكير
- مايمكن مش عايزها في الفيلا عشان الهانم الكبيره مش هنا .. وهو راجل أعزب ازاي بنت حلوه زيها تقعد معاه وهو لوحده 
فطالعتها أمل بأقتناع ... وقبل أن ترد عليها هتفت منيره : 
- هتفضلوا تتسيروا كده .. شوفوا شغلكم يلا قبل ماكل واحده فيكم تروح علي بيتها 
..................................................................
تسطحت حياه بجسدها علي الفراش بأرهاق وهي مازالت لا تُصدق أنها هنا بمصر .. وان عمها حسام قد رحل وتركها في منزل ذلك الغريب الذي أوصاه عليها ... ونظرت الي الاموال التي امامها وقد أعطاها لها حسام قبل رحيله وأعطي لها رقمه الخاص وودعها الي لقاء قريب 
وزفرت أنفاسها .. وتذكرت انها لم تسأل أمل او نعمه صديقاتها الجُدد عن قبلة الصلاة
- غبيه ياحياه .. أممم بكره لازم أسألهم 
وغابت في ثبات عميق وهي لا تعلم بما سينتظرها هنا 
اما هو وقف في شرفته يُدخن بشرود .. يُطالع حجرتها 
- حظك وقعك تحت أيدي 
وضحك ساخرا : سماكي حياه علي اسمها .. لاء حقيقي عنده ضمير
...................................................................
أنهي برنامجه وبدء يضحك مع مُعدين حلقة اليوم الي أن جائت إحداهن ترسم علي محياها البراءه والضعف 
وهتفت : مستر أمجد 
فألتف أمجد نحوها ببتسامه واسعه .. فتلك مُتدربه جديده قد طلب منه احد معارفه ان تتلقي تدريب بعد تخرجها مباشرة 
- تقرير النهارده هايل يانهي 
وأخذ زجاجة الماء من يد مساعده .. وسار من أمامها وهي تسير خلفه 
- هيكون ليكي مستقبل حلو لو أستمريتي علي كده 
وقبل أن تنطق بشئ وجدت إحداهن تقترب منه بدلال وتُحادثه ..لتقف في مكانها بضيق وهي تعلم ان الوصول اليه مازال صعب ..............................................................
أشرقت شمس الصباح بنورها الهادئ .. لتفتح حياه شرفتها وهي تتذكر العجوز كرستين وسماء لندن .. وهتفت بشوق:
- وحشتيني ياكوكو 
وبسطت يدها تُقبل راحة كفها.. ثم نفخت بأنفاسها كما لو ستطير قبلتها عبر الهواء 
- هبعتلك كل يوم قبلة الصباح ياكوكو 
لتسمع طرقات خافته علي الباب .. فتسرع لرؤيه من جاء اليها 
- ازيك ياأمل .. وتسألت بنصف عين 
- أمل مش كده ولا أنا غلطت 
لتضحك أمل علي بساطتها المُحببه
- صح ياست حياه 
فتُكشر حياه وجهها بطريقه مُضحكه .. وهي تهتف :
اسمي حياه ياأموله فاهمه 
وأقتربت منها تُقبل وجنتها : صباح الخير بقي ياأموله 
فأبتسمت أمل بسعاده وهي لا تُصدق طيبة روح تلك الفتاه 
- أنا جايه اقولك أحنا مستنينك علي فطار انا ونعمه وست منيره 
حياه : منيره مين ديه 
فأجابت أمل بهدوء : ديه مدبرة المنزل والريسه بتاعتنا .. هتتعرفي عليها لما تيجي .. يلا انا بقي عشان أحضر الفطار للباشا 
وكادت ان تنصرف أمل .. فهتفت حياه : أمل أستني 
وتسألت وهي تنظر للحجره : هي فين اتجاه القبله عشان أصلي 
لتُخبرها أمل بالأتجاه وتنصرف مع أبتسامه طيبه علي وجهها
فتذهب حياه الي المرحاض وتبدء بطقوسها الذي ستعتاد عليه يوميا 
...................................................................جلست ليلي بجانب أبنة اخيها في الهواء الطلق .. فجو المزرعه كان يبعث فالروح الهدوء .. وربتت علي يد فرح بحنو 
- هتفضلي لحد أمتي كده ياحبيبت عمتو .. فين فرح الي كلها طاقه وروح 
فطالعتها فرح بشحوب 
- كله راح ياعمتو مع موت بابا 
فتأملتها ليلي بحزن فهي أيضا روحها تتألم علي احبابها فقد رحل  شاكر كما رحل أخيها مراد  وزوجها الحبيب ومازن أبنها الاوسط قرة عينها .. وهتفت داخلها 
- الصبر من عندك يارب 
وعادت تنظر الي فرح الهائمه 
- وجع الفراق صعب يابنتي ..وبالذات لما يكون الفراق موت يعني مش هنشوفهم تاني ولا هنشم رحيتهم .. بس احنا مؤمنين وعارفين ان اللي بيروح عمره ماهيغلي علي اللي خلقه 
وناولتها المصحف الذي كان بجانبها وهي تنهض 
- صبري قلبك بكلام ربنا يافرح 
وأنصرفت وهي تدعو لأبنة أخيها ولها بالصبر   
.................................................................
أنهت حياه فطورها بالمطبخ وسط أمل ونعمه ومنيره وايضا السائق  صالح الرجل الطيب .. واندمجت معهم بالحديث 
لتنهض أمل من علي مقعدها بسرعه تعد القهوه متذكره بأن ميعاد قهوة سيدها المنضبط بكل مواعيده 
فطالعتها حياه بغرابه بسبب فعلتها التي لم تعهدها بعد ونظرت الي منيره تسألها 
- مالها أمل قامت من علي الأكل بسرعه 
فربتت منيره بطيبه علي يدها ..فقد احبت تلك الفتاه رغم انها ليست من الأشخاص الذين يحبون الغرباء سريعا 
- ده ميعاد قهوه عمران بيه .. وامل المسئوله عن كل حاجه تخصه 
فحركت رأسها بتفهم .. وبدأت ترتشف عصيرها بهدوء وهي تُجاوب علي أسئله نعمه عن حياتها في بلاد الانجليز كما سمتها منيره المرأه الاربعينيه 
...................................................................
هتف عمران بجمود وهو يُطالع الاوراق التي أمامه
- أدخل 
فأردفت أمل للداخل وهي تحمل فنجان قهوته .. وبعدما وضعت القهوه أمامه.. كادت ان تنصرف الا ان صوته اوقفها
- الضيفه فطرت 
فحركت أمل رأسها بالأيجاب : ايوه يافندم 
فمدّ يده بورقه .. لتقترب أمل وتأخذها منه بعد ان أشار اليها بأن تتقدم 
- تديها الكارت ده ..تجيلي الساعه عشره الشركه مفهوم
فنظرت امل للكارت المُسجل به عنوان الشركه الأم الخاصه بالمقاولات وذات سيط معروف 
وذهبت الي حيث عملها الذي ينتظرها وحياه التي ستخبرها عن اوامر سيدها 
ليتذوق من فنجان قهوته بعد أن أنصرفت ... وعيناه تلمع بوميض من القسوه 
...................................................................
أرتدت حياه أفخم ثيابها وأبسطهم ..فقد أرتدت بنطال من الجينز الواسع يعلوه بلوزه طويله تصل الي قبل ركبتيها ووضعت حجابها ولفته ببساطه علي خصلاتها التي تشبه عيناها بُنية اللون .. ورغم عدم رضاها علي هيئتها فهي تعلم ان الحجاب يلزمه ألتزام وحشمه أكثر لا تلائمه ملابسها 
وزفرت أنفاسها بقلق فهي ستعمل بشركه كبيره كما أخبرها عمها حسام ... وظلت ترسم أحلام جميله لعملها 
الي أن دق باب غرفتها .. وهتفت وهي بالداخل 
- حاضر يا نعمه انا جايه اه 
وفتحت الباب .. لتبتسم لها نعمه قائله : ربنا يوفقك ياست..
وقبل أن تُكمل عدلت حديثها وهي تري أصبع حياه نحو وجهها : قصدي ياحياه بس من غير ست 
فضحكت حياه بغرور مصطنع وخرجت من غرفتها قائله :
- ايوه كده 
وظلت تتذكر عبارات فرح الي أن هتفت : ناس مبتجيش غير بالعين الزرقه 
فضحكت نعمه بقوه وهي لا تقدر علي التنفس 
- قصدك بالعين الحمره 
فأبتسمت حياه برقه : أهي كلها ألوان 
...................................................................
أطال عمران اجتماعه قدر المستطاع في شركة الأدويه التي أسسها جده لأخيه مازن رحمه الله بعد ان تخرج من كلية الصيدله ... ورغم أن الاجتماع لا يستحق كل هذا الوقت الا انه فعل ذلك متعمداً .. وهاهي الساعه الثانية عشر ظهراً
وانتهي الأجتماع لتقترب نيره منه قائله برقه لا تفعلها الا معه :
- الموظفين محتاجين ديما رقابتك ومتابعتك ياعمران ..حاول تيجي الشركه أكتر من كده 
لينهض عمران من فوق مقعده هاتفاً بجديه : 
- أنتي موجوده بدالي يانيره وانا واثق في قدراتك ولا ايه يادكتوره 
فأبتسمت نيره بعلو وهي تراه يمدح بها .. فعمران ابن صديق والدها وحلم حياتها بأن تقترن به ولكن مع عمران العمري لن يكون اقاعه في فخ الزواج أمراً سهلا
................................................................
نظرت الي ساعة يدها فهي جالسة منذ الساعه العاشره والان قد تخطي الوقت الثانية عشر ... شعرت بالملل ولكنها وضعت الاعذار لمديرها .. وأتجهت مره أخري نحو سكرتيرته تتساءل 
- امتي عمران بيه هيجيه 
وكادت أن تُخبرها سكرتيرته بردها المعتاد .. ولكن رئيسها قد جاء وسار بخطي واثقه أمامهم 
- أوراق الصفقه الجديده تيجي علي مكتبي حالا يانجوي
فلملمت نجوي أوراقها سريعاً .. وأتبعته
وكادت أن تهتف حياه بأسمها الا انها أختفت خلف مديرها ذلك الرجل الذي أصبحت تهابه 
وعادت تجلس علي مقعدها ثانية .. تعد الأرقام كي لا تشعر بالملل أكثر من ذلك 
وخرجت نجوي من مكتب عمران بعد خمسة عشر دقيقه كما عدتهم هي 
- عمران بيه مستنيكي .. اتفضلي 
فسارت حياه بخطوات متوتره .. وهي تحلم بوظيفتها الجديده 
وأردفت داخل مكتبه الفخم .. وطالعته وهو يجلس بهيبه تليق به .. وأنتظرت ان يرفع وجهه عن الاوراق ويُحادثها 
الا انه ظل يُطالع أوراقه .. فتنحنحت حرجاً 
فرفع عمران وجهه عن الاوراق .. وطالعها ساخراً وبدء يعدل من وضع جلسته حتي أصبح يجلس بزهو علي مقعده وأشار بأصبعه لها بأن تتقدم وتجلس علي المقعد الذي أمامه 
فتقدمت نحوه .. وجلست بهدوء وأخرجت أوراقها سريعا من حقيبتها .. فلابد انه سيري شهادة تخرجها الجامعيه كما يفعل الرؤساء 
ومدّت أوراقها اليه قائله بخفوت : أتفضل ديه أوراقي 
كان الحماس يطل من عينيها .. وهذا مازاده قسوه بأن يكسرها ويحط أحلامها .. وداخله يخبره أليست هذه العداله 
فأبيها قد حطم قلب عمتك وحطم حلم جديّك واباك بأن يفرحوا بأبنتهم وهي تزف لعريسها وليس ..
وعندما بدء شريط الماضي يمر أخذ الاوراق منها بقوه وقذفهم أمامه علي المكتب .. فتعجبت من فعلته 
ونظرت اليه بحرج .. الي ان 
- مش محتاجين الورق ده .. لان اظن انت لسا متخرجه جديد والشركه هنا عايزه ناس خبره 
فحدقت به دون فهم .. ليُكمل عمران حديثه بجمود :
- انسه حياه في الشغل معنديش واسطه .. خبرتك هي اللي بتحكم 
وتابع حديثه بتساءل : أشتغلتي قبل كده !
فأبتسمت حياه : كنت بشتغل نادله في مطعم 
فضحك عمران بتهكم .. فهي قد وضعت وظيفتها بنفسها 
- يبقي خلاص شغلك مش هيتغير احنا محتاجين موظفه في بوفيه الشركه 
فأنصدمت ونظرت اليه بذهول .. هل هذا هو حلمها ؟
وأبتلعت غصة بحلقها وهي تري القسوه التي تلمع بعينيه ولا تعلم سببها 
- بس أنا كنت فاكره 
فقبض عمران بأنامله علي قلمه وبدء يمضي علي بعض الأرواق التي امامه دون أن يهتم 
- ده عرض الشغل بتاعنا .. واظن الانسان لازم يبدء السلم من اوله ولا ايه ياأنسه حياه 
فحركت رأسها بشحوب .. ونهضت من فوق مقعدها .. وبدأت تُطالعه وهي تتساءل داخلها 
- أطلع السلم من أوله .. اشتغل نادله تاني 
وأبتلعت غصتها مجدداً .. وقبضت بيديها علي حقيبتها 
ثم نظرت الي حذائها الذي لمعته بفرحة طفله 
فهتف هو بجمود : ها ياأنسه 
عباره صغيره قد نطقتها هدمت معها حلم جميل تساقطت ورقته من غصن شجرتها الصغيره 
- موافقه 
وأرتسم النصر علي فم الجالس بزهو
ودق القلب
أحتضنتها عمتها بفرحه عندما أخبرتها بأنها ستتولي أدارة الملجأ الذي أنشأته عائلة زوج عمتها الراحل.. منذ أن فتح الله عليهم 
وما كان من عمتها الا انها رحبت بتلك الفكره بل ودعمتها بشده 
- فكره جميله يافرح 
فأبتسمت فرح بشحوب وهي تُخبرها انها ستذهب الأن 
وكان ذهابها كصدمه لها ولمدير الملجأ الحالي 
وتأملت ساحة الملجأ وكيف الأطفال يعملون بثياب رثه ويحملون القمامه بأيديهم 
وداخلها يتسأل هل هذا ما يتلقاه هؤلاء اليتامي من معامله طيبه ؟
هي تعلم ان ابن عمتها يبعث الأموال دوما ويتكفل بكل صغيره وكبيره .. ولكن كالعاده الطمع هو سيد اي شئ حتي لو كان علي حساب اليتيم والمُحتاج
وبدأت تلتقط بعض الصور بهاتفها قبل أن يراها أحد ..لتجد يد تربت علي كتفها 
- انتي ياأنسه هاتي تليفونك ده .. انتي شكلك صحفيه ولا ايه
فألتفت فرح الي صاحبة الصوت وقد ظهر الأشمئزاز علي وجهها 
- اه صحفيه وهوديكم في ستين داهيه 
فأخذت منها الهاتف بقوه .. ودهسته تحت قدميها 
لتنظر فرح لهاتفها بغل وكادت ان تهجم عليها لفعلتها الوقحه .. الا ان أحدهم أقترب سريعا من تلك الواقفه هامساً
 - ديه قريبت عيلة العمري .. هتودينا في داهيه ياغبيه 
وبدء القلق يظهر علي ملامح المرأه .. وخرج صوتها بأضطراب 
- منوره ياهانم !
...................................................................
جلسوا بالمطبخ يفكرون من الذي سيصطحبها للعمل ..فالسيد عمران بعد أن علم من أوصلها أمس .. قد تبدلت ملامحه وأمر صالح ان لا يصطحبها مجدداً بالسياره .. الكل أصبح يشعر بوجود شئ عجيب بسيدهم لم يكن قاسي لتلك الدرجة فحتي هم لم يُعاملهم يوماً هكذا رغم انهم خدم لديه 
لتخبرهم أمل بعد تفكير : 
- وصلها انت ياعم صالح وعرفها الطريق أزاي.. البيه كده كده بيسوق أغلب الوقت عربيته بنفسه واحنا كمان مش محتاجين حاجه النهارده منك 
فطالعها صالح بعد أن أطوي الجريده مُفكراً
- مع ان الطريق مُتعب .. بس امري لله 
فتتجه نحوهم نعمه بلهفه بعد أن لمحت حياه تقترب من الباب الخلفي للمطبخ 
- محدش يجبلها سيره بلي قاله الباشا ...بلاش نجرحها 
وبالفعل قد صمتوا .. لتردف اليهم حياه كي تتناول فطورها معهم 
- صباح الخير !
وأبتسمت أبتسامتها الهادئه .. وأنضمت لهم تمزح معهم بطيب خاطر بل وبدأت تسأل كل واحداً منهم عن حاله 
الكل بدء يُحبها كما لو عرفوها منذ سنين 
وأنتهي الفطور ... فحملت حياه حقيبتها وهي تتمني أن تتأقلم علي تلك الوظيفه فطيلة الليل كانت تضمد جراح قلبها
 تُخبره بالصبر والتحمل فحياة الدلال والرفاهيه قد أنتهي زمنها وقد أعتادت علي حياتها تلك فهي الأن تبحث عن قوت يومها 
وسارت للخارج تنتظر صالح الذي أخبرها أنه سيوصلها لمقر عملها وقد ظنت أنها ستركب كالأمس تلك السياره الفخمه ولكن وجدت صالح يقودها خارجاً لتبدء رحلة المواصلات العامه .فلم تسأل عن السبب وفضلت الصمت 
لتصل الي الشركه بعد أرهاق .. فيبتسم لها صالح قائلا:
- اتمني تكوني حفظتي الطريق ياحياه يابنتي
لتُحرك حياه رأسها بيأس .. وعندما وجدت علامات التعب علي ذلك الرجل الطيب 
- بس هتعلم ياعم صالح متخفش عليا 
فأبتسم لها صالح بود وهو يتسأل داخله 
- ليه عايز تبهدلها كده ياعمران بيه .. البنت طيبه وشكلها بنت ناس ومش وش بهدله
وفاق من شروده علي صوت حياه 
- قولي بس أركب ايه وانا راجعه 
وأخرجت له مفكرتها الصغيره .. ليُدون لها أسم المجمع السكني الذي يضم الطبقه الثريه التي تقطنها حاليا 
- لما تخلصي شغلك ..أطلعي علي الطريق ده
واشار أتجاه الطريق .. وأكمل 
- وخدي تاكسي أفضل ليكي من بهدلة المواصلات العاديه
وتسأل بقلق : معاكي فلوس مش كده
فأبتسمت حياه كعادتها : اه معايا متقلقش
ليودعها صالح .. فتخطي بخطوات سريعه نحو الشركه التي أتت بها بالأمس وهي تظن انها ستحصل علي ما تتمني ولكن 
يبدو ان الحياة ليست هينه 
...................................................................
كان الكل يحيه بأحترام وهو يسير بزهو كالنجوم .. لتقع عيناه عليها وهي تسير مع أحد الموظفين يُحادثها عن طبيعة عملها ودوامها 
فأبتسم وهو يري ابتسامتها 
- قريب قووي هتختفي أبتسامتك ديه ...................................................................
ربت علي كتف مساعده الشخصي بود وهو يخبره 
- مش مهم ياطارق شوفلي حد غيرك .. وياسيدي مبرووك علي الوظيفه الجديده 
ليبتسم المدعو طارق لمن كان رئيسه 
- حاضر ياأستاذ أمجد 
وجلس أمجد علي مقعده وهو يقرء بعض الاوراق 
فهو من يُدير القناه الفضائيه التي يُمولها أخيه عمران .. بجانب انه لديه برنامجه الخاص
فيعلو رنين هاتفه .. لينظر الي رقم المتصل بقلق
- ايوه ياست الكل 
وتابع دون تصديق : فرح 
لتخبره فرح بكل ماحدث معها اليوم بأنفاس متقطعه ..
فيهب من جلسته وهو يلقي الأوراق جانباً
- انا جاي حالا البلد 
وبدء يسب بألفاظ لم تسمعها منه من قبل 
لتنظر لها عمتها متسائله : مكلمتيش عمران ليه ..كان هيحللك الحكايه في مكالمة تليفون 
وعندما وجدت صمت ابنة اخيها .. علمت ان الصغيره مازالت تري أمجد بطلها كما أعتادت 
.................................................................
أنتهت أستراحة عمل الموظفين وجاء وقت أستراحتهم هم أيضا 
لتنظر الي طيف أخر موظفه بهيئتها المُنمقه  تغادر القاعه المخصصه لأستراحة الموظفون.. ثم وقعت عيناها بآلم علي الزي الخاص بالعمل الذي تلبسه 
فكانت تتمني أن تكون مثلهم ..لتفيق علي صوت زميلتها 
- حياه هتتغدي معانا 
فحركت رأسها بالأيجاب وهي تُتمتم 
- انا جعان جدا يامنار 
فضحكت منار وهي تتأملها :
- طب يلا تعالي نتغدا احنا بقي .. قبل ماتكليني انا والواد رامي 
منار ورامي كانوا خريجي معهد ولكن حالهم كما اخبروها في بداية تعارفهم في الصباح .. انه حال جميع الشباب 
" لا أحد يعمل كما يتمني او يُحب "
ومرت الساعات المُتبقيه وانتهي الدوام .. وطلبت من رامي ومنار ان يُساعدوها بأيجاد سيارة أجرة كي تذهب لمنزلها 
في البدايه ضحك كل منهما قائلين :
- شكلك هتخلصي فلوسك علي النزاهة ، ومرتبك هيضيع أول بأول 
ولكن ساعدوها كما رغبت وبالفعل قد دفعت أجرة لا بأس بها عندما علم السائق بوجهتها التي لا يقطنها سوي الاثرياء
..................................................................
تمتمت أمل بضيق لا يسمعه سواها بعد أن وضعت الطعام 
- مايتجوزها ونخلص بقي 
ليقترب عمران مع ضيفته التي عزمت نفسها من أجل أن تُناقشه في بعض الأعمال ولم تكن سوي " نيرة"
وتنحت أمل جانباً بعد ان دخلوا غرفة الطعام .. وطالعت نيرة بضيق وسريعا مارسمت أبتسامة علي شفتيها عندما أمرها عمران  :
- خلاص ياأمل اتفضلي أنتي 
وأنصرفت أمل.. وذهبت نحو المطبخ 
فوجدت حياه تجلس تتناول طعامها .. فجلست تتسأل بفضول
- أحكيلي عملتي ايه في اول يوم
وتابعت بحالميه :
- يااا التعليم حلو ياولاد اكيد طبعا ليكي مكتب وقاعده تحت التكيف ياحياه 
فضحكت حياه وهي تبتلع طعامها بصعوبه .. فماذا ستُخبرها 
هل ستُخبرها انها تعمل مثلهم ولكن الاختلاف في المكان ليس أكثر 
فخجلت من ان تحكي حقيقة وضعها .. وفضلت ان تقول عباره مختصره حتي لا تكون كاذبه 
- اه شغل زي اي شغل ياأمل .. ومافيش شغل مُريح 
واشارت نحو المُكيف بالمطبخ 
- ما أنتي قاعده في التكيف اه ياحقوده 
فضحكت كل من منيره وأمل:
-  والله ياحياه انا مش عارفه انتي ازاي كنتي عايشه كل السنين اللي فاتت في بلاد الخواجات وبتتكلمي عادي زينا 
فردت ضاحكه :
- لسا برضوه مبقتش بنت مصريه أصيله .. محتاجه كورس مكثف منك 
ووضعت نعمه بطبق طعام أخر امامها 
- والله ياحياه ياختي في ناس بتتمني تغير الجنسيه اصلا
فتسألت ببلاهة وهي تُمضع الطعام 
- ليه بتقولي كده يانعمه 
وبدء يحكوا لها عن المعاناة التي يعيشونها من غلو الأسعار وسوء المعيشه .. فكانت تسمعهم وهي تشفق علي حال كل منهما .. وقد نسيت حالها وحياتها 
..................................................................
ضم أمجد والدته بذراعيه .. وبدء يقص عليها ما فعلته ابنة أخيها 
- وانتي كنتي فاكره فرح ياماما سكتت ليهم .. مش عايز اقولك اعملت ايه في المديره 
وتابع وهو يتأمل ملامح ابنة خاله .. ثم نظر الي والدته التي تنتظر ان يُتابع حديثه
- ديه عضتها ياماما 
فنهضت فرح من جلستها وقد كسا وجهها معالم الغضب 
- لو كانوا سابوني عليها كنت موتها .. ديه بتشغل الاطفال وبتضربهم وتحرقهم  .. وبتاخد فلوس التبرعات ليها وللموظفين اللي مشغلاهم معاها .. دول عصابه 
فأبتسم أمجد وهو يُطالعها .. وهتف بدعابه 
- ياواد يامتشرد انت ياجامد 
لتنظر اليه فرح بغل .. فتبتسم عمتها علي أفعالهم 
وفجأة صرخ أمجد وهو يشعر بشئ يصدم وجهه 
- بتضربيني بالمخده يافرح .. اما وريتك 
وركض خلفها .. لتركض هي الاخري 
وعمتها تُطالعهم وداخلها يتمني ان تراهم زوجين 
...................................................................
أنهت جلستها الدافئه وخرجت كما دخلت .. وسارت نحو غرفتها .. لتقع عيناها علي فتاه ترتدي ثياب فخمه وتقف بجانب سيارة حمراء انثويه وأمامها عمران يتحدثان وهي تبتسم مع كل كلمه تخرج من فاها .. الي أن حان وقت انصرافها .. فأقتربت منه تُقبل وجنتيه وقد اطالت قبلتها 
فأَطرَقَت رأسها بخجل وأكملت طريقها لتطفلها عليهم .. فالفتاه قد رأتها
وأشارت نيره أتجاهها :
- مين ديه ياعمران 
فنظر عمران نحو ما تُشير اليه .. فضاقت عيناه ببرود
- ومن أمتي وانتي بتسألي في حاجه متخصكيش يانيره
ألجمتها عباراته .. ولكنها أصبحت مُعتاده علي أسلوبه هذا
وأبتسمت بحرج وهي تصعد سيارتها 
- اوك ..تصبح علي خير 
ووقف يُطالع الغرفه التي تسكنها حياه .. وزفر أنفاسه بضيق
والقسوه تتغلل داخل قلبه 
..............................................................
أستيقظ من نومه علي جرس الباب .. فنظر الي هاتفه فوجد الوقت قد تخطي الحاديه عشر ..ونهض بتكاسل فسفره الي المزرعه ورجوعه في نفس اليوم قد أرهقه 
وأخذ يفرك عيناه ثم خصلات شعره .. وقبض علي مقبض الباب وهو يلعن الطارق داخله 
ونظر بصدمه الي التي تقف امامه :
-  نهي !
فتصنعت نهي الخجل وطأطأت رأسها لأسفل 
- أسفه اني صحيت حضرتك من النوم .
فطالعها أمجد بتساءل عن قدومها العجيب اليه 
- خير يانهي .. انتي عرفتي عنوان شقتي من مين
فأرتبكت بتصنع : 
- هو طارق مقلش لحضرتك
فزفر أمجد أنفاسه بضيق .. واشار لها بالدخول .. فوقفتهم هذه ستطول وهو أصبح يشعر بالملل 
- نهي أخلصي قولي انتي جايه ليه ، طارق مقليش حاجه 
فأزداد أرتباكها : 
- انا المساعده الشخصيه لحضرتك بدل طارق
فطالعها أمجد هاتفاً بدهشه:
- نعم ، انا قولت لطارق عايز راجل مش بنت 
وأردف بخطوات سريعه لغرفته كي يجلب هاتفه ...وخرج مجدداً لها وقبل أن يُهاتف طارق .. أقتربت منه 
- أنا محتاجه الوظيفه ديه يا مستر أمجد أرجوك !
فبدء ينظر لها .. فكيف لفتاه مثلها ترتدي ثياب تحمل الماركات وتُريد مثل تلك الوظيفه  
وبدأت تحكي له عن رغبتها في العمل ليس من اجل المال ولكن من اجل أن تبتعد عن المشاكل الأسريه مع زوجة أبيها 
وسقطت دموعها وهي تترجاه بأن العمل هو الشئ الوحيد الذي يُنسيها زواج والدها من اخري بعد ان توفت والدتها منذ تسعة أعوام
ونظرت اليه بتوجس تتمني أن تري في عينيه الموافقه .. ووجدت بالفعل ما تمنت 
ليزفر أمجد أنفاسه بتأفف 
- خلاص يانهي .. بس افهمي انا في شغلي مبحبش الدلع ومعنديش تجاوز في أي حاجه ولا بحب الأهمال مفهوم
فأبتسمت بعد أن مسحت دموعها ..فأول خطوات قربها منه قد بدأت .. هي لم تكذب عليه بشأن حياتها 
ولكن خطتها في القرب منه كان هو هدفها الأساسي من هذا العمل 
وهتفت سريعا : 
- متقلقش .. طارق فهمني كل حاجه وأوعدك هكون عند حسن ظن حضرتك
فضحك عقب جملتها الأخيره .. وتحرك نحو غرفته مجدداً
- طب يانهي ممكن تعمليلي فنجان قهوه .. لحد ماأجهز 
وماكان منها سوي الأنصياع لطلبه وهي تُتمتم داخلها بحالميه
- مش متخيله في يوم ممكن اكون مرات أمجد العمري 
................................................................
جف حلقها وهي تستمع الي عبارات منار تُخبرها بأن بعد انهاء الدوام لديهم دوام اخر وهو العمل في قسم النظافه 
فتنظيف الشركه مسئولية عليهم ..صحيح ان تنظيف الادوار والمكاتب لا يكون يوميا ولكن يوم ب يوم وهذا هو اليوم المخصص 
فصعقت حياه وهي لا تستوعب شئ .. فقد أخبرها أن عملها هنا ليس أكثر .. ونهضت من فوق مقعدها وسارت بخطي سريعه نحو مكتبه بعد ان تجاهلت نداء منار عليها
- ممكن أقابل عمران بيه !
فتأملت السكرتيره زي عملها الخاص بعاملين البوفيه 
- لو في مشكله معاكي بلغي بيها شئون العاملين 
وتجاهلتها وعادت الي تفحص الحاسوب الذي أمامها 
فأندفعت حياه داخل مكتبه .. لتُسرع الاخري خلفها
- انتي ياأنسه 
ولكن بالفعل قد أصبحت داخل المكتب .. ليرفع عمران رأسه نحو التي أقتحمت مكتبه دون اذن .. ثم أشار لسكرتيرته 
- أخرجي أنتي يانجوي
فأنصاعت نجوي لأمره .. ونظر الي التي تقف أمامه بوجه محقن 
- دخولك بالطريقه الهمجيه ديه ميتكررش تاني 
ثم تابع بقسوه :
- قولي اللي عندك لاني مش فاضي 
فطالعته بكره لم تعرفه يوماً 
- انت قولتلي اني هشتغل في البوفيه مش في النضافه 
فنهض عمران من فوق مقعده .. ووضع بكلتا يديه في جيبي سرواله
وهو يستنكر جملتها 
- الكلام ده تتكلميه مع شئون العاملين يا أنسه .. أتفضلي لاني مش فاضي للكلام ده 
وكادت أن تتحدث الا انه اشار بيده أن تنصرف 
فشعرت بالحرج من تصرفه وانصرفت وهي تقاوم ذرف دموعها 
وسارت في الممر الطويل بعيدا عن مكتبه وهي تخرج هاتفها .. فقد قررت أن تُهاتف عمها حسام فلم تعد تتحمل ذلك القاسي الذي أستأمنه عليها واخبرها أنها في مأمن الي ان يعود 
ولكن الرد كان "الهاتف مغلق" .. 
ووقفت تمسح وجهها بضعف .. ثم تذكرت صديقتها فرح 
وكانت الاجابه كما أعتادت " ان الهاتف ايضا مغلق " 
.............................................................
أستقبلتها منار ورامي بقلق : 
- روحتي فين ياحياه 
فنظرت اليهم والكلام الذي سمعته من شئون العاملين مازال يتردد صداه في اذنيها فهم أخبروها أن هذا العمل ضمن عملها وان ذلك يُزيد راتبها ويُحسن منه 
وعندما لم تجد منار رداً منها .. مازحتها بلطافه 
- كنا زيك كده بس اتعودنا .. ياحياه أكل العيش مر ومش عايز كبر 
ثم هتف رامي بأسي:
- لو أعترضتي هيقولولك مع السلامه .. احنا روحنا او جينا مجرد عمال مش أكتر 
لم تجد رداً تخبرهم به .. فصمتت 
كل يوم اصبحت تتعلم وتري أشياء لم تراها من قبل 
وبدأت تُخبر نفسها " حياة الرفاهيه والغطرسه أنتهت ياحياه "
وأفاقت علي جملة منار الأخيره 
- متقلقيش محدش بيشوفنا من الموظفين غير بتوع الأمن .. لاننا بنضف الشركه بعد أنتهاء العمل 
وكأن هذا ماكنت تنتظره وارادت منار ان تُطمئنها به  .. فلم يكن ذلك الأمر يشغلها ولكن أصبح ما باليد حيله وستتحمل الي أن يأتي عمها حسام ويأخذها لبيته ثم كما وعدها بوظيفه مرموقه بشركته التي سينشأها هنا 
...................................................................
ابتسمت فرح بظفر بعد أن أمر عمران بأقالة كل العاملين .. وجلب أخرين يكونوا تحت أشرافها ... ونظرت الي المبني الخاص بالملجأ وهدفها الجديد قد بدء .. فستعطي لهؤلاء الأطفال كل الحنان الذي فقدوه .. ستمحي عنهم قسوة الأيام وستنسي معهم وجعها 
فقد أخبرت عمتها صباحاً انها لن تعود للقاهره حاليا .. ولو ارادت الرحيل فترحل ولكن عمتها الحنونه أخبرتها انها لن تتركها كما أن الحياه الهادئه والهواء الجميل هنا قد أراحها وستظل معها ..فالمسافه أيضا بين المزرعه والقاهره لا تتخطي الساعتان  
.................................................................
وصلت حياه بأنهاك الي غرفتها فلم تعد تشعر بقدميها ولا ايديها.. لتُسرع أمل نحوها 
- أتأخرتي كده ليه ياحياه .. قلقنا عليكي 
فأبتسمت لها حياه بضعف :
- متقلقيش ياأمل كان عندي شغل أضافي في الشركه 
فربتت أمل علي ذراعها .. فتأوهت 
- أنا أسفه ياحياه .. ماله دراعك ياحببتي 
فلم تعرف بما ستُجيبها .. أتُخبرها انها كانت تُنظف الغبار وتمسح الأرضيات 
فتمتمت بهدوء وهي تفتح نور غرفتها 
- لاء هو وجعني لوحدي مش عارفه يمكن أكون أتخبطت فيه من غير ماخد بالي 
فطالعتها أمل بحنو : 
- هتيجي المطبخ تتعشي ولا اجبلك الأكل هنا
فأبتسمت لها وهي تخلع حذائها : 
- لو مش هتبعك ياأمل ممكن تجبهولي هنا 
فأتسعت أبتسامة أمل .. ورحلت وهي تهتف :
- تعبك راحه ياحياه 
...................................................................
أغلق حاسوبه بضيق وصورتها اليوم تقتحم عقله وكلما رأها تذكر والدها فيزداد مقته عليها 
ونهض من فوق معقده .. ووقف امام شرفة مكتبه يُطالع الحديقة الواسعه الي ان وقعت عيناه علي أمل تحمل صنية طعام وتتجه نحو غرفة تلك التي تظن أنها هانم هنا 
- فاكره نفسك هانم يابنت محمود 
وعزم داخله ان يُخبرهم غدا ان لا احد منهم يذهب لها بطعام .. فأذا أرادت شئ تأتي لتأخذه فهي ليست بهانم وهم خدمها 
اما هي جلست تتناول طعامها بنعاس وحمدت ربها أنها صلت فرضها فالنعاس يُغلبها 
لتضحك أمل علي هيئتها : 
- شكلك تعبتي النهارده ياحياه 
وتسألت : اومال هتعملي ايه لو كنتي بتشتغلي زينا 
فأرتشفت حياه الماء وهي تود أن تُخبرها ان لا فرق بينهم ولكن كما أعتادت الصمت هو الأنسب دوماً 
- شكرا ياأمل .. الحمدلله شبعت تسلم أيدك
فحملت أمل الطعام وودعتها .. لتذهب هي  نحو فراشها
وضمت وسادتها اليها وشرعت في البكاء الي ان غفت
ودق القلب
أعتادت علي عملها حتي أنها كونت صداقات مع الموظفين وبدء الكل يُقدرها ويُحبها .. شهر قد مر دون ان تشعر به 
لم يتغير شئ بحياتها الا انها بدأت تقرء اكثر عن دينها وعن قصص الصحابه والأنبياء وظهرت أبتسامه دافئه علي شفتيها
وهي تري نظرات رامي المحبه لمنار فيبدو انها ستُعاصر قصة حب وستنتظر بلهفه النهايه السعيده 
ومدّت قدميها بعد أن خلعت حذائها 
- طلوع السلم من أوله طلع صعب 
لتسمع منار عباراتها فتضحك 
- انا مش عارفه ازاي تسيبي لندن وتيجي هنا تجربي حظك مع طلوع السلم 
فأقترب رامي منهما بعد أن أعد بعض المشروبات لبعض الموظفين 
- من حظها ونصيبها الحلو ..
فتعالت ضحكات منار .. فضحك رامي وهو يتأملها .. لتغمز حياه له بعينيها 
- أتريقوا .. أتريقوا .. وهتفت ببعض الكلمات الأنجليزيه 
لينظر اليها رامي : 
- اه هنبتدي بقي نلطم بالأنجليزي .. أنا خريج معهد اللاسلكي اللي هنا يعني الانجليزي بعافيه شويه ياأنسه حياه  
وكانت هذه هي حياتها معهم .. رغم كل مابها الا انها كانت تضحك من قلبها 
وأنتفضوا بفزع بعد أن سمعوا صوت أحد الموظفين يُرحب بأحدهم 
- اهلا عمران باشا .. 
ووقف من بالمكان أحتراما له .. يُطالعوه بغرابه فمن النادر أن يهبط نحو ساحة الموظفين 
وسار عمران بخطوات مُنمقه ورائحة عطره تملئ المكان 
فهمست منار :
- من حظي ومن نصيبي أتعامل مع عمران العمري فيس تو فيس .. محدش فيكم يقرب أدوني فرصتي
لم تتمالك حياه ضحكتها ووضعت بيدها علي فمها تكتم صوتها .. وهذا ماجعل عمران ينظر اليها بنظرات جامده 
وأقتربت منه منار بعد أن عدلت هندامها ورامي يُحدق بها بضيق بسبب فعلتها 
- تشرب أيه يافندم !
لم يرد عليها .. ونظراته كانت تخترق حياه التي ألتفت بجسدها تُداري ضحكتها التي لم تنقطع ففعلت منار قد ذكرتها بمشهد مُعتاد رؤيته بالأفلام 
ورحل كما دخل دون كلمه ومدير أحد الفروع معه يُحادثه بأمر يخص العمل 
- أحم ، أحم .. ها يامنار اخدتي فرصتك 
فدفعتها منار برفق : 
- فرصه وجتلك لحد عندك أتريقي .
..................................................................
أندمجت فرح في حياتها الجديده وهي ترسم أبتسامة الأطفال وهم يتجمعون حولها .. بل وأصبح الصغار بالعمر يُنادوها ب ماما .. حتي عمتها أصبحت تأتي للملجأ في بعض الايام 
وأصبحت حياتها هنا هادئه .. وبدأت تتعلم عمل المخبوزات والفطائر 
وجاء بذهنها صوره أمجد .. فرفعت هاتفها تُفكر هل تُهاتفه أم تنتظر ان يُهاتفها هو 
................................................................
أبتسمت نهي وهي تضع امامه مشروب الكاكاوالساخن  وتجلس بجانبه علي الأريكه تُخبره ب بمواعيد اليوم وتعرض عليه التقارير التي طلب منها مراجعتها 
كان مندمج في أحد التقارير .. ودون قصد منه دفع المشروب الساخن فسقط  عليها 
فأنتفضت نهي تتلوي من الآلم .. فأقترب منها بفزع
- أنتي كويسه 
فحركت رأسها نافيه .. لينظر اليها أمجد وهو لا يعلم كيف يتصرف 
- ادخلي الحمام طيب ..أتصرفي شوفي هتعملي ايه 
فسارت من أمامه بحرج بعد جملته الاخيره .. ووقف هو يُحرك يده علي شعره بتوتر 
وبعد دقائق خرجت من المرحاض الذي بداخل غرفته بعد أن أرتدت احد قمصانه الذي يبدو انه قد خلعه أمس فرائحة عطره مازالت عالقه به 
وتقدمت منه تهتف بأسمه .. فألتف نحوها وقد صعقه هيئتها 
فقد أرتدت قميصه الذي لا يتخطي ركبتيها .. وتتآوه من الألم
وقد تعمدت أن تظهر أمامه بهذه الهيئه .. ونظرت الي ملامحه فوجدته يبتلع ريقه بصعوبه 
وهمست برقه : 
- انا أسفه أني لبست قميصك .. بس معرفتش ألبس ايه 
وخطي بأتجاه غرفته .. ليعود ومعه مرهم للحروق 
فوجدها جالسة علي الأريكه ترفع طرفي قميصه وتنحني نحو موضع الحرق وتنفخ بأنفاسها عليه 
كان مظهرها يُشعل الرغبه داخله .. فأغمض عيناه بقوه
وهو يسب نفسه عندما جعلها مساعدته الشخصيه 
وأقترب منها وتنحنح بحرج ...فهتفت
- الحرق بيوجعني اووي 
فأشارت الي البقعه الحمراء الملتهبه .. وقد تعمدت فعل ذلك 
صحيح ان المشروب كان ساخن ولكن لم يكن مؤذي
وأعطاها المرهم قائلا : 
- تحبي أعملك ايه يانهي ... لو عايزه اوديكي المستشفي اوك 
ألجمها أسلوبه الفظ الذي تعمد اظاهره حتي يُداري أرتباكه من تأثيرها الذي أصبح طاغي عليه 
وسقطت دموعها بمهاره .. فتنفس بضيق وجلس جانبها 
وفجأة وجدها تحتضنه وتبكي ... متشبثه به بقوه 
لحظات مرت وهي بتلك الوضيعه وهو رافع ذراعيه بعيدا عنها .. الي أن أستسلم لرغبته وأحتواها بين ذراعيه 
- هش خلاص ... قوليلي بتعيطي ليه دلوقتي 
وعندما شعرت بيديه علي ظهرها .. علمت أن البدايه قد أبتدت .. ورفعت وجهها نحوه .. ليُطالعها بنظرات مشوشه 
فهيئتها قد أزدادت أثاره خاصة عندما أزدادت وجنتيها أحمراراً ودموعها أنسابت علي وجهها 
واقتربت شفاهم وكادت أن تتلامس .. الا انه أنتفض وأبتعد عنها بعد أن سمع رنين هاتفه ................................................................... 
جلس علي مكتبه بغضب ..وكلما لاحت صورتها أمام عينيه وهي تضحك ازداد حنقه منها .. فهو قد وظفها بتلك الوظيفه حتي يكسرها ويقضي علي ذلك اللمعان الذي في عينيها 
ولكن لا شئ يؤثر بها .. في منزله جعلت الخدم يحبونها ويعتبروها شقيقة لهم .. وهنا أندمجت مع زملائها وكونت صداقات 
وصرخ عاليا وهو يضرب بقبضتي يديه علي مكتبه 
- أكسرك أزاي يابنت محمود 
وبينما هو يُفكر في كسرها .. كانت تضع هاتفها علي أذنيها تدعو الله ان لا يكون الرد كما أعتادت ولكن كان كما لم ترغب فهاتف صديق والدها مازال مغلقاً حتي فرح لم تعد تفتح حسابها الشخصي 
...................................................................
وضعت مها أمامه الأوراق وهي تتمني أن يرفع عيناه التي اسرتها ويتطلع بها .. ولكن منذ فتره وهو أصبح يتجنب النظر اليها حتي ملاطفته التي ظنتها يوماً انها كلمات غزل ولكن الحقيقه التي عرفتها مؤخراً هو معتاد علي تلك الملاطفه مع الجميع ليس هي فقط 
- شكرا يامها .. اتفضلي أنتي 
فوقفت مُرتبكه قليلا .. ثم غادرت علي استحياء فالبعض بدء يُلاحظوا نظراتها له حتي عمران ولكن هو لا شئ يتحرك به
وبعد أن غادرت رفع مروان وجهه عن حاسوبه الشخصي 
- كده أحسن يامها ..المعامله الرسمي بتريح الدنيا ولا واحده تيجي تقولك بحبك ولا تفتكر انك عشمتها بحاجه
وعاد الي مُتابعة ماكان يُركز عليه .. وقلبه مازال ساكن 
اما هي كانت جالسه تقضم اظافرها تُفكر لما أصبح يتعامل معها هكذا ؟
................................................................
صعدت الدرجات بتعب وهي تحمل دلو الماء بيد وباليد الأخري دلو أخر تحمل به المنظفات ووقفت تُطالع الممر الطويل الذي عليها تنظيفه 
وبدأت تُنظف والعرق يصبو من فوق جبينها .. وشعرت بألم قدميها فهي مازالت في بداية المهمه 
ووقف يُطالعها.. فاليوم تعمد ان يراها هكذا ..يريد ان يري كيف تتألم وهي تعمل 
وأقترب منها فكانت تُعطيه ظهرها مُنهمكه فيما تفعله
وفجأه صدح رنين هاتفها..لتخرجه من جيب زيها الخاص بالتنظيف فهي لم تتركه وسط حاجتها الشخصيه وقررت وضعه بملابس العمل 
ونظرت الي المتصل بفرح 
- كوكو ..لقد نسيتني بعد ان عاد الحب اليكي مجددا ياجميل
وضحكت وهي تستمع لتوبيخها تارة وخجلها تارة اخري 
وكان هو يستمع الي الحديث بصمت ..يُتابع حركتها ومرحها
الي ان ارتسمت أبتسامه ساخره علي محياه .. بعد أن سألتها من تُحادثها عن عملها لتُخبرها حياه بكذب حتي لا تجعلها تقلق عليها 
- العمل جميل وممتع كوكو .. انني اجلس علي مكتب خاص بي ولدي سكرتيره ايضا .. سأصبح صاحبة المكان بعد مدة قصيره عزيزتي 
كانت تتحدث وتضحك .. الي ان انتهي الحديث .. وألتفت بجسدها قليلا كي تُتابع عملها 
وشهقت بفزع وهي تراه يقف علي مقربه منها .. ويضع يديه في جيبي سرواله ويقف يتأملها ساخرا
ثم عاد من حيث أتي ..لتضرب هي جبهتها
- غبيه ياحياه ..اكيد سمعك دلوقتي 
...................................................................
ضم والدته بحب وهو يُداعبها بحديثه المرح
- ياماما هتفضلي لحد أمتي شايله هم عمران .. أبنك ياستي عجباه حياته كده 
فتنظر ليلي اليه وتنهدت بحسره 
- اخوك بيكبر والعمر بيجري يابني ...نفسي أفرح بيه وأشيل عياله
فهتف أمجد بدعابه :
- طب ما تجوزيني أنا وأفرحي بعيالي 
وعند أخر جملته ..أردفت فرح نحوهم .. فطالعها أمجد بغمزه .. فأرتبكت .. لتبتسم ليلي وهي تتمني أن يحدث ما ترغب به 
وظنت فرح أنه يقصدها هي كما ظنت والدته .. وشعرت بالطمأنينه .
وهم لا يدركون أنه جالس شارداً بأخري 
..............................................................
أكلت طعامها بنعاس ورغم ان الوقت مازال مبكرا الا أن العمل اليوم كان مرهق بشده ... فربتت منيره علي ظهرها بحنان وهي تُطالعها 
- ياحببتي يابنتي .. بتتعبي في الشغل اووي 
فنظرت أمل ونعمه الي بعضهم .. وهم يتأملوا الحياه التي تأكل بنصف عين ..ثم أنفجروا ضاحكين
لتتسأل نعمه :
- أشمعنا الأيام ديه اللي في الأسبوع بتتأخري فيها ياحياه .. والأيام تانيه بتيجي بدري 
فأنتبهت حياه لسؤال نعمه ... وما انجدها من الاجابه هو صوت عمران القوي وهو يهتف بأسم نعمه
فتنهض نعمه ... وتنظر اليهم وهم يكملوا طعامهم 
فتُتمتم بشبع : الحمدلله 
لتتعجب أمل من نهوضها وهي بالكاد أكلت القليل من طعامها
- رايحه فين ياحياه .. انتي لسا مكملتيش طبقك 
فتأتي نعمه في تلك اللحظه تضرب كفوفها ببعضهم بضيق
- الست نيره جايه دلوقتي ... ونعمل حسابها في العشا معاه
فأمتقع وجه أمل .. ونظرت لهم حياه بدهشه لكرههم لها 
- انتوا مبتحبوهاش ليه 
فجلست نعمه علي مقعدها مجدداً 
- لانها متتحبش أصلا .
وكادت أن تنصرف بعد أن شعرت بعدم تحملها أكثر 
- تصبحوا علي خير بقي ياقطاقيط 
فضحكوا علي ما نطقته .. لتهتف أمل : 
- عشان قطاقيط ديه ان عملتك الكيكه اللي وصفتهالي من وصفات الست كوكو 
فشهقت حياه غير مصدقه :
- عملتيها بالشيكولاته 
فأبتسمت أمل وهي تمضغ طعامها .. وأشارت نحو شئ
فنظرت حياه الي ماتُشير فكانت الكعكه مازالت تنضج
- عشر دقايق بس ..وغمزت بعينيها 
- ولا عايزه تروحي تنامي 
فحركت حياه رأسها كالأصفال وفتحت عيناها بأيديها كي تزيل نعاسها
- أنام مين .. لاء انا هقعد أه 
فضحكت منيره .. وبعد دقائق كانت نعمه تُحضر ماعليها تحضيره لأجل الضيفه والسيد عمران 
ونهضت أمل تنظر الي الكعكه بسعاده لأتمامها المهمه بنجاح
- أمل تعالي ساعديني .. عشان نحضر السفره
فنظرت أمل الي حياه الجالسه وقد نسوا جميعا ما أمر به عمران
- روحي ساعديها ياحياه الله يسعدك .. لحد ما أجهزلك الكيكه
فأبتسمت حياه .. وبدأت تُساعد نعمه ... وأردفت الي داخل الحجره الواسعه الخاصه بالطعام ولم تنبهر قط لانها كانت مُعتادة علي رؤية ذلك قديما .. وبدأت تذهب وتأتي وهي تحمل ماتُحضره نعمه ونظرت الي مافعلته برضي 
وخرجت  تتأمل أثاث المنزل حولها فهي لم تدخله الا عندما أتي بها صديق والدها .. ومن يومها حدودها نحو المطبخ ومن الباب الخارجي ليس أكثر 
وأنصدمت بجسد صلب .. فشهقت مُبتعده ..فظل عمران ساكن بملامح جامده دون أن يهتم بأنها كانت من الممكن ان تقع 
وتمتمت بأعتذار : مأخدتش بالي 
فسألها بجمود : كنتي بتعملي ايه هنا 
- كنت بساعد نعمه .. وأشارت نحو حجرة الطعام .. فأدرك مقصدها
وأنصرفت من أمامه وهي تشعر بالخجل من حماقتها ..فلولا شرودها ما كانت أصطدمت به 
ليقف عمران يزفر أنفاسه بغضب .. ثم صدح صوته عاليا
- أمل 
فتأتي أمل علي صوته سريعاً .. ونظرت اليه بقلق 
واتبعته وهو يتجه نحو مكتبه .. ليهتف بنبرة حازمه :
- انا مش قولت البنت ديه متدخلش البيت هنا خالص .. وحدودها المطبخ بس .. وكادت أن تتحدث أمل لنسيانها الأمر الا انه 
- البنت ديه أكلها يروحلها في أوضتها مفهوم .. مش عايز ألمحها هنا تاني 
فصعقت أمل من أمره وتمتمت :
- يافندم 
وتمنت أن تخبره أن هي السبب .. ولكن نظراته البارده جعلتها تخشاه 
فحركت رأسها بالأيجاب .. وذهبت وهي تُفكر بتلك الأخري 
وخرجت مطأطأة الرأس .. فيُحرك بيده علي ذقنه بغضب 
ووجد نيرة تدخل اليه بملامح متعجبه 
- مالك ياعمران .. ايه اللي حصل 
..................................................................
حدقت أمل بحياة التي تأكل الكعكه وتضحك مع كل من منيره ونعمه ... ونعمه تضع لها بالمزيد فتأكل حتي أصبحت لا تستطيع التنفس 
ورفعت بوجهها نحو أمل المُرتبكه 
- تسلم ايدك ياأمل طعمها طلع يجنن .. هقول لكوكو أنك تفوقتي عليها 
وضحكت وهي تتخيل ملامح العجوز كرستين عندما تُخبرها بهذا 
- ممكن تركب أول طياره علي مصر وتيجي تعملك أختبار قدرات 
فتعالت ضحكات كل من منيره ونعمه .. وأبتسمت أمل وداخلها يتسأل
- ليه بيعاملها كده .. ده حتي البيه اللي جابها وصاه عليها
عمران بيه عمره ماعامل حد بالطريقه ديه .. ده ولا كأنه قلبه حجر 
وتأملت ملامح حياه ... ونهضت حياه من علي مقعدها وأتجهت اليها تُقبلها ثم وضعت بيدها علي بطنها 
- مش قادره أتنفس .. ربنا يسامحك ياأموله
واخذت كوب الشاي الذي كان موضوع أمامها .. وبدأت ترتشفه وهي تُشاكسهم ..فقد طار النعاس وذهب وجع جسدها مع كل هذا الدفئ الذي أصبحت تشعر به بينهم 
وبعد وقت ليس بالقليل ودعتهم بمرح كعادتها .. لتنظر منيره نحو الامل التي تقف مرتبكه منذ مده وكأنها تُريد أن تقول شئ 
- مالك ياأمل .. هو البيه قالك حاجه ضيقتك
فتحمل أمل الأطباق المتسخه كي تنظفها
- عمران بيه أمر اننا نبعت لحياه الأكل في أوضتها 
فعم الصمت في المكان متعجبين من هذا الأمر
- وقال مش عايز ألمحها جوه الفيلا هنا تاني 
.................................................................
وقفت تتأمل الحديقه الواسعه بأستمتاع .. وشعرت بوجع في معدتها بسبب ماأكلته ..وأنحنت نحو بطنها تدُبدب عليها بيدها 
- لازم تتفجعي اوي كده .. اهو مش قادرين نتنفس 
ونظرت الي المسافه التي بينها وبين حجرتها ... وألتفت حولها فلم تجد أحداً
وركضت ذهاباً وأياباً لثلاث مرات 
كان يقف أمام شرفة مكتبه يتأملها ففي البدايه كان متجه ليجلس علي المعقد الذي خلف مكتبه.. ولكن رؤيتها هكذا جذبته فبدء يُطالعها ونيرة تتحدث معه عن أحوال الشركه والصفقه التي لابد أن يستعدوا من أجلها 
ف نيره أصبحت تُدير شركه الأدويه بعد أن توفي مازن شقيقه وهو أصبح مراقب ليس أكثر فمجال الأدويه لم يستهويه يوماً
وبسبب ثقته بها ومعرفته لقدراتها ماكان عرض عليها ذلك بجانب انها أبنه أعز أصدقاء والده رحمه الله.. فوجد أنها الأنسب فهي تعد من العائله ..كما أنها أتمت دراستها بأمريكا 
حتي حصلت علي الدكتوراه ...
وضحك بخفوت .. لتتعجب نيره التي وقفت خلفه لتُطالعه علي أمر ما في الأوراق 
- بتضحك علي أيه ياعمران 
فألتف عمران اليها.. ووقف أمامها بطوله الفارع وجسده الذي ينبض رجوله ووقار 
فأرتبكت قليلا .. لينظر اليها عمران وهو يطرد من عقله مارأه وجعله يضحك دون شعور 
فبعد أن أنهت ركضها .. عادت تنظر يميناً ويساراً وهي أمام حجرتها .. هيئتها وهي تميل مُلتفه هنا وهناك جعلتها أشبه بالسنجاب .. ورغم بعد المسافه الا أن الأناره التي أمام حجرتها جعلتها مرئيه بالنسبه له 
وأنتظرت نيره رده الا أنه لم يجيب عليها الا بما يتعلق بالعمل 
................................................................
وقفت فرح أمام  المزرعه الفخمه التي لا تقل فخامه عن مزرعة عائلة العمري .. وأقتربت من الحارس الجالس امامها متسائله : 
- ممكن أقابل صاحب المزرعه 
فنظر اليها الحارس بملامح بارده وهو يرتشف من كوب الشاي الذي تتصاعد أبخرته 
- مسافر 
فتنهدت فرح بضيق من تلك الطريقه التي يُحادثها بها ذلك الرجل .. وعندما لاحظ نظراتها نحوه .. ربت علي بندقيته 
لتهتف داخلها : 
- فكرني هخاف من البتاعه ديه 
وحاولت أن تستجمع كل هدوئها من اجل الحديث مع ذلك الرجل العجيب الذي بدء يُداعب شاربه 
- وهيجي أمتي .. ممكن أعرف 
فنظر اليها بنظرات ضيقه وهتف بقرف 
- معرفش 
فصدح صوتها عاليا بعد ان لم تعد تحتمل 
- الصبر يارب .
وألتفت بجسدها قليلا .. ثم عادت تنظر الي الجالس بكل غطرسه وغلظه وهي تفكر كيف ستصل الي صاحب تلك المزرعه .. فهي تحتاج الأرض التي بجانب الملجأ كي تعمل علي توسيعه وعندما سألت عن صاحبها علمت انها ملك 
" عائلة القاضي" صاحب تلك المزرعه
أرتدت حذائها بسرعه بالغه كي تلحق موعد الأفطار معهم ثم تذهب الي عملها .. وحملت حقيبتها الصغيره بعد أن هندمت حجابها وأتجهت نحو باب الغرفه كي تفتحه 
لتجد نعمه تحمل صنية فطور وكانت للتو واقفه أمام باب الحجره .. فتأملتها حياه بدهشه ونظرت الي أطباق الطعام 
- لمين الفطار ده ؟
فأبتسمت نعمه وهي تردف لداخل الغرفه .. وأعادت الحديث الذي أتفقت عليه مع كل من أمل ومنيره كي لا يخبروها بالسبب الحقيقي 
- حبينا ندلعك شويه ياحياه ونجبلك الأكل لحد عندك 
وألتفت نحوها بعد ان وضعت صنية الافطار 
- ولا أنتي مبتحبيش الراحه 
فأقتربت منها حياه مبتسمه دون أن تعي شئ 
- بس أنا بحب الأكل معاكم في المطبخ .. ولو علي الدلع فأنا مش عايزه أدلع 
فتأملتها نعمه قليلا ... لتجد أن الأمر الذي سينقذها أن تتحجج بعملها 
- معلش ياحياه لازم أرجع المطبخ عشان أحضر فطار البيه
وسارت بخطوات سريعه هاتفه :
أفطري وسيبي الصنيه هاجي أخدها متقلقيش
وأختفت نعمه من أمامها قبل أن ترد ...فنظرت حياه الي الطعام .. وجلست تأكل دون شهيه ولكن لم تفكر بالأمر 
فأعتبرته تدليلا منهم 
...................................................................
قبلت فرح عمتها الجالسه في الحديقه تحتسي كوب الشاي خاصتها وتستمتع بالهواء النقي 
فتبتسم ليلي بحنان :
- رايحه الدار يافرح 
فجلست تحتسي فنجان القهوه معها
- ايوه ياعمتو 
وزفرت أنفاسها بأرتبارك 
- عمتو لو عايزه ترجعي القاهره وقلقانه عليا .. ارجعي انا أتعودت علي العيشه هنا وحاسه براحه ومعنديش أستعداد حاليا أرجع 
فمالت ليلي بجسدها .. وربتت علي يدها بحنو
- مين قالك أني عايزه أرجع .. ما أنا قولتلك اني حبيت العيشه هنا .. ولو علي عمران وأمجد فمدام أنا مرتاحه في مكان هما كمان بيبقوا مرتاحين 
فأزدادت سعادة فرح .. برغبة عمتها في العيش هنا 
..................................................................
سارت نحو سيارتها وهي تعبث بهاتفها ..ووضعت الهاتف علي أذنها لتنتظر رده 
ليأتيها صوت أمجد الناعس :
- عايزه ايه يامزعجه
فأبتسمت فرح وبدء قلبها يخفق بهيام وهتفت بمزاح وهي تقف بجانب سيارتها 
- المزعجه عايزه خدمه صغيره أد كده 
فضحك أمجد بقوه ..بعد أن أعتدل بجسده 
- أنا قولت برضوه كده .. أنتي مبتعرفنيش غير عشان مصايبك قولي ياهانم 
فضحكت وبدأت تقص عليه حكاية الأرض التي تُريد شرائها .. واسم صاحب المزرعه تلك 
فتنهد أمجد بعد أن استمع اليها : 
- حاضر يافرح كل اللي انتي عايزاه هيحصل .. هتكلم مع عمران والارض هتكون ليكي 
وعندما أخبرته أنها ستشتريها من حسابها الخاص .. صدح صوت امجد :
- أقفلي يافرح بدل ما أزعلك 
وأبتسمت بعد أن أغلقت معه الهاتف .. فأبناء عمتها دوما كانوا فخرها .. وتلك التربيه تعود الي جدهم الرجل الصعيدي ووالدهم فكانوا رجالا حتي وهم أطفال 
وجاء بذهنها صورة أمجد .. وقلبها بدء يتمني أمنيته المعتاده
.................................................................
كانت تركض علي الدرجات الخاصه بمدخل الشركه .. وفي تلك اللحظه كان يسير هو موازي لها وخطت بخطوات سريعه فتجاوزته .. لتنصدم بكتف أحد الرجال دون قصد منها 
فيعتذر الرجل .. وتبتسم وهي تقبل أعتذاره ..فهي أيضا مخطئه ولم تكن تعي تلك النظرات القاتمه التي يُطالعها بها عمران فهي من الأساس لم تراه بسبب هرولتها كالأطفال
وقبض علي يده بقوه : متهوره 
وأكمل خطاه المتعجرفه ونظرات موظفينه تخترقه وخاصه النساء فلا أحد يصدق أن هذا الرجل لم يتزوج الي الأن رغم كل ما يمتلكه من مال 
..................................................................
وقفت مها تستمع الي كلماته الحازمه .. فمروان الرجل الذي أحبته ووقعت بغرامه قد تحول وأصبح نسخه لرجل لا تعرفه .. أصبح لا يبتسم بوجهها حتي لطافته في الحديث لم تعد ..وشعرت بوخز بقلبها وجمعت الأوراق التي وضع أمضاته عليها ..فهو الان أصبح مديرها المباشر بعد ان ألقي عمران علي كاهله كل الأعمال 
وغادرت الغرفه وهي تُحارب دموعها .. وعقلها يُخبرها 
" انتي من رسمتي أوهامك بنفسك فلتتحملي "
فهي من ترجمة نظراته وابتسامته لها كأنها خاصة بها وحدها ..كأنها نظرات عاشق ولكن هو كان يتعامل بطبيعته 
وعندما غادرت نظر مروان الي طيفها 
- انتي بالذات يامها لاء .
فمنذ ان عملت معهم وهو يراها كالملاك رغم أنها بدأت تتغير تدريجيا لتصبح مسخ من هؤلاء النسوة اللاتي يعرفهن 
..................................................................
خرج أمجد من غرفته وشعره مازال رطباً من أثر الأستحمام 
لترفع نهي وجهها نحوه بعد ان وضعت طعام الفطور الخاص به فمن مهمتها كمساعدة شخصيه أن تأتي في العاشره لتعد له الفطور وتبدء بمراجعه أعماله اليوميه .. وعندما شعر بنظراتها الشارده نحوه ..أقترب منها يُفرقع أصابعه أمام عينيها 
فأرتبكت نهي .. ليضحك أمجد 
- صباح الخير يانهي 
فأبتسمت نهي وهي تتجه نحو المطبخ مجدداً كي تجلب قهوته 
- صباح الخير يافندم 
ووقفت تنتظر أعداد القهوه من الماكينة الخاصه بها .. وهي تتسأل متي ستصل لغايتها .. 
ولم تشعر به داخل المطبخ ..فقد جاء ليجلب له كأس ماء له بعد أن هتف بأسمها مراراً ولكن بسبب شرودها لم تسمعه
وشهقت بفزع وهي تسمع صوته القريب منها .. ليضحك أمجد علي هيئتها 
- أسفه يافندم أصلي سرحت شويه 
فتناول أمجد كأس الماء وبدء يرتشف منه 
- مش مهم خلاص ...
وقبل أن يُكمل كلامه كانت القهوه تفيض من الكوب الموضوع أسفل الماكينه 
لترتبك بعد أن سمعت صوته يلفت أنتباهها.. وأسرع يغلق الماكينه ثم جلب المناديل ... يُجفف مافاض 
 فأقتربت منه تشتم نفسها علي غبائها 
- أسفه مكنتش أقصد 
فتمتم بهدوء بعد أن جفف يديه 
- مافيش مشكله
ونظر اليها وهي مُرتبكه .. فقد كان أرتباكه يقوده لمشاعر لا يُريدها أن تحدث ...وخرج سريعا من المطبخ كي يصرف عيناه عنها 
فتأملته وهو يُغادر بضيق فكلما شعرت بأنها نجحت خاب أملها .
 وأنهت تنظيف ماسببته ثم أعدت له القهوه من جديد 
فوجدته جالس يتناول أفطاره .. وينظر الي الجهاز الألكتروني يتصفح أخبار اليوم ويشاهد آراء متابعينه عن حلقة أمس
ووضعت القهوه أمامه .. وجلست تخبره عن أعماله اليوم 
لا يعلم لما أراد أن يظل يتأملها وهي هكذا .. وتأملها بصمت وهو يحتسي قهوته .. وعندما رفعت عيناها عن الجهاز الخاص بعملها توترت قليلا وهي تراه يُحدق بها وسقطت خصله من شعرها المصبوغ وكادت أن ترفعها 
فأقترب هو منها ولامس وجهها ثم رفع تلك الخصله وهو يُطالعها
- لون شعرك الحقيقي ايه يانهي 
فتمتمت نهي بحرج .. ويديه مازالت علي وجهها 
- اسود 
فأبتسم وهو يُطالع ملامحها 
- هيكون احلي علي فكره 
فأتسعت أبتسامتها لا أراديا .. ليجد نفسه دون شعور يدنو منها يُقبل وجنتها برقه 
وكانت هذه اول خطواتها نجاحاً
................................................................... 
أنهت حياه عملها وقررت ان تتجول قليلا قبل أن تعود لمكان أقامتها .. وعندما عرضت علي منار ذلك كانت الاخري سعيده فهم اليوم ليس لديهم وردية ثانية والتي تنهكهم بسبب  تنظيف الشركه
- هوديكي افخم حتت للهدوم بس هنتفرج بس 
وتابعت ضاحكه : 
- مش هنقدر أحنا علي الاسعار ديه
فأبتسمت وتذكرت حياتها السابقه والثراء الذي كانت تعيش فيه ... وكيف كانت ملابسها جميعها تحمل العلامات التجاريه الفخمه 
وتجولوا وهم يأكلون المثلجات ويُطالعون الملابس المعروضه بفتارين المحلات .. لتهتف حياه ب منار 
- منار ايه رأيك في الفستان ده 
فحدقت منار بسعر الفستان بصدمه 
- حلو بس غالي اووي ياحياه علي ناس زينا 
وجذبتها من ذراعها وهي تُتابع :
- بلاش تتفرجي علي حاجات مش أدنا وتتحسري 
فوقفت حياه وهي تلتف للمحل مرة أخري 
- وأتحسر ليه .. انا مش هتحسر أنا هجمع المبلغ وأشتريه بس بعد شهرين كده
فنظرت اليها منار قليلا ثم ضحكت 
- والله ياحياه أنا ساعات كتير بحسك طفله 
وتسألت : انتي قولتيلي عندك كام سنه 
فأبتسمت حياه وهي تسير أمامها 
- عيب تسألي ليدز عن سنها .. ثم تابعت ضاحكه 
- علي العموم 23 
وماكان من منار ثم أن أنفجرت ضاحكه 
- ماشي ياست الليدز يلي جيالنا من بلاد بره 
وانقضي اليوم وهم يمزحون ويتجولون .. فذهبت كل منهما بطريقها المختلف وكانت لاول مره منار تسألها عن مكان أقامتها وعندما علمت بالتجمع الذي تعيش فيه كان ردها 
" طلعتي غنيه من ورايا ياحياه "
ولكن حياه أفهمتها وضعها بأنها تعيش مجرد ضيفه الي ان يعود صديق والدها دون أن تُخبرها بهوية من تعيش معه 
ففي النهاية هو صاحب الشركه التي تعمل بها 
..................................................................
جلست حياه علي فراشها بأنهاك وهي تخلع حذائها ..ثم بدأت تفرك قدميها بتعب .. وتمددت علي الفراش وهي تتذكر الفستان الذي أعجبها تصميمه ولونه حتي أنها بدأت ترسم نفسه به وهي ترتديه فقد كان فستان للمحجبات ذات تصميم عصري محتشم 
وتذكرت سعره .. وبدأت تحسبه بعقلها من مال تقضيه ومال توفره .. فقررت أن توفر كل شهر من راتبها الذي يأخذ أكثر من نصفه سيارة الأجره التي تأخذها في الذهب والعوده .. فهي تجهل الطرق ولا تعرف كيف تركب المواصلات العامه كما اخبرتها منار سابقا أنها أوفر لأمثالهم .. 
وضربت جبهتها وهي تتذكر الهدية التي ستجلبها لمنيره ..فعيد الام علي مقربه .. وكل من نعمه وأمل اخبراها انهم يجلبون لها هديه في تلك المناسبه لان منيره ليس لديها أطفال 
فمنيرة الوحيده التي تعيش هنا منذ ان كان زوجها يعمل سائق لوالد عمران الي ان توفاه الله 
وقطع شرودها صوت طرقات علي باب غرفتها .. لتذهب لفتحه متذكره موعد العشاء ... ووجدت أمل تحمل صنية الطعام 
وأردفت للداخل دون كلمه ثم وضعت الطعام 
فنظرت حياه الي الطعام ثم اليها 
- اوعي تقوليلي زي نعمه انكم بتدليلوني وعايزين راحتي
فأبتسمت أمل بأرتباك وهي تشعر بالضيق من هذا قرار 
ولأول مره تشعر بالحنق منه .. وأكثر ما يُحيرها ان هذا ليس من طباعه .. فلو كانت السيده ليلي هنا لقد أفهمتهم سبب تصرفه حتي انها لن تسمح بهذا ..فهي طيبة القلب تُكرم ضيوفها بشده ولكن هذا الأمر به شئ عجيب 
وأقتربت حياه من أمل وصرخت بوجهها ... لتفزع أمل من تصرفها الطفولي .. فأنفجرت حياه ضاحكه 
لتوكظها أمل بخفه 
- الأكل اه عايزاكي تخلصيه كله .. وخطت بخطوات سريعه نحو الخارج 
- وزي ما نعمه قالتلك بندلعك يابرنسيسه حياه 
...................................................................
قضمت فرح أظافرها وهي تزفر أنفاسها بغضب .. فأمجد وعدها أن يأتي اليوم وقد أخلف وعده لأول مره 
ورفعت هاتفها كي تُهاتفها فموعد برنامجه قد أنتهي منذ ساعه وأكثر 
وبدء الرنين يعلو ولكن لا مجيب .
نظر أمجد الي هاتفه الذي يهتز .. ولم يُكلف نفسه عناء بأن يري المتصل ذهب حيث الاريكه المفضله لديه واخذ أحد كتب الادب الأنجليزيه وبدء يقرء .. ومع كل صفحة يطويها ..كان يتذكر ماحدث اليوم وقربها منه ...................................................................
تجلس علي فراشها الصغير بالغرفه المشتركه مع شقيقتها الصغري وعيناها مثبتة بالفراغ ..تسمع ضحكات شقيقتها الصاخبه ثم همساتها وهي تُحادث خطيبها وكأنها تخاف أن تستمع لحديثهما .. وأغمضت عيناها وهي تُحاول أن تغفو ولكن النوم آبي أن يأتيها ..وعندما سمعت همس شقيقتها لخطيبها وهي تخبره بأنها تُحبه أيضا 
تمنت أن يأتي يوم وتسمع تلك الكلمه وبدأت تشعر بوخزه مؤلمه في قلبها عندما تذكرت مديرها الذي أصبح مُتباعد بشدة بعد أن أعطاها بصيص من الأمل ان يكون يُبادلها نفس المشاعر ولكن طار كل شئ وأصبح كالطيف الجميل 
وشعرت بجفونها تتثاقل الي أن سقطت في نوم حالم 
أما هو كان يجلس في صخب عالي يضم إحداهن لأحضانه 
ويتهامس معها بكلمات مُحببه ..فتضحك تلك وهي تُقبله علي أحد خديه 
- تعرف أكتر حاجه شداني ليك 
فضحك مروان بشده .. ونظر الي كأسه ثم بدء يرتشفه دفعة واحده 
- قولي ياروحي 
فتبتسم وهي تُطالعه : عينيك 
فصدحت ضحكات مروان .. وتابعت وهي تتأملهما 
- عينيك لونهم غريب اووي 
واكملت وهي تُحدق بعينيه :
- شبه لون السما وهي صافيه 
وبدء السُكر يظهر عليها ..فيضحك علي تعلثمها وينهض بها قائلا : كفايه شرب بقي .. يلا عشان اوصلك
وكانت هذه هي حياته ..عمل بالنهار كالأله وليلا شخصاً أخر ...................................................................
تقلبت علي فراشها وهي لا تستطيع النوم ... فهي أصبحت تشعر بالقلق من عدم مُهاتفة صديق والدها الي الأن وبدأت تخاف ان يُصيبه مكروه ف لولاه مارحلت من لندن 
ونهضت من فراشها وهي تزفر أنفاسها .. ثم قررت أن تخرج للحديقه فبالتأكيد الكل نائم ولن يري أحداً هوايتها الطفوليه 
ووضعت الحجاب علي رأسها وأرتدت فوق منامتها جاكيت صوفي طويل يصل لقبل قدميها بقليل ثم أرتدت حذائها المسطح ونظرت للساعه المعلقه .. فالوقت في الثانية صباحا وستمرح وحدها دون خجل 
وخرجت تنظر للسماء الصافيه وتستنشق رائحة الزرع 
وسارت بخطي هادئه وهي تستمتع بنسمات الهواء المُنعشه
وعندما وصلت الي المكان المرغوب به .. خلعت حذائها وبدأت تسير علي الحشائش لتُشعر بملمس البروده في قدميها 
فتبتسم وهي مُغمضة العينين 
كان يشعر بالأرق رغم أنه مُتعب الجسد .. فنهض من فوق فراشه وقرر أن يخرج للشرفة الخاصه بحجرته 
ليتنفس الهواء قليلا وأخذ يُشعث خصلات شعره بأرهاق 
ووقعت عيناه عليها وهي تخلع حذائها ثم تسير حافية وتبتسم وكأنها تري متعة بما تفعل 
وظل يتأملها لأول مره دون كرهه لوالدها الذي يراه فيها 
فحظها كانت تلك البقعه التي تمرح بها هي الجزء الذي تطل عليه شرفته ...ولأندماجها بما تفعله لم تُفكر ان ترفع وجهها قليلا 
وبدأت أنفاسه تعلو وهو يتأمل كل تفاصيل وجهها وجسدها 
ملامحها كانت شرقيه ناعمه بها لمسة غربية بسيطه .. واكثر ما يُميزها هو وجهها المُتورد دائما 
وعندما وجد نفسه يُطالعها بنظرة رجل لأمرأه 
أردف لداخل حجرته بأزعاج وأغلق الشرفه بأحكام 
ولولا ماحدث لحسام لكان قد بعثها له .. فهو لا يطيق وجودها هنا 
وتنهد بضيق وهو يتذكر الخبر الذي علمه أمس 
فحسام قد حدث له حادث ودخل بغيبوبه !
أندفعت من غرفتها راكضه بعد أن قضمت أحدي اللقم وأمل تقف تحمل صنية الافطار خاصتها وتضحك عليها .. فاليوم قد تأخرت عن موعد أستيقاظها وهذه كانت النهايه ..الهروله كي تحصل علي وسيلة مواصلات وتذهب في موعد دوامها 
وابتسم لها الحارس الذي يقف أمام البوابة الأكترونيه ثم حياها ببتسامه لطيفه 
وخرجت وهي تنظر حولها لعلها تجد سيارة أجرة تمر ولكن لا شئ .. وأخذت تزفر أنفاسها بقوه وسارت بخطي سريعه لعلها تجد سيارة في الطريق الامامي 
كان يفتح له سائقه الخاص الباب الخلفي للسياره  
لينظر عمران الي ساعته الفخمه .. ويتأمل الوقت فقد تأخر اليوم في أستيقاظه وهذا بسبب أرقه ليلة أمس 
وبدء يتصفح جهازه الألكتروني ويُطالع مؤشرات البورصه 
اما هي كانت مازالت تقف تنتظر سيارة تقلّها الي عملها 
وجففت العرق الذي علي جبهتها ..فاليوم ولحظها كانت الشمس ساطعه بحرارتها رغم أن فصل الصيف لم يبدء
وبدأت تيأس من مرور سياره .. وأنبت نفسها
- عشان تسهري تاني .. والنتيجه اهي صحيتي متأخر 
وزمت شفتيها كالأطفال وأخذت تلتف يميناً ويساراً
لتقف سيارة سوداء علي مقربة .. وسائق يهبط منها ويتجه نحوها 
وشخصاً جالس بالخلف يُطالع هاتفه دون النظر اليها ولكنها عرفته 
وبعد أن أخبرها السائق أن السيد عمران هو من أمره أن يقف اليها 
أبتسمت حياه للسائق وفي تلك اللحظه رفع عمران رأسه ليري أبتسامتها التي توزعها دائما علي كل الأشخاص 
وركبت السياره .. وهي تحمدالله انها وجدت من يوصلها 
وتمتمت بخفوت : شكرا 
فتجاهل شكرها .. وأمر السائق ان يُكمل طريقه 
وأرتخت بجسدها علي المقعد المجاور للسائق وهي تشعر بالمتعه فمنذ زمن لم تركب سيارة فاخرة كتلك .. فيبدو انها حديثة الطراز 
وفتحت حقيبتها ونظرت الي مابداخلها .. لتجد بسكوتها المُملح .. فأخرجته من حقيبتها ونظرت الي السائق ..فهتفت بلطافه : أتفضل 
فنظر اليها الأخر وهو يشعر بالحرج من سيده الذي يجلس بالخلف ثم نظر اليها ولم يستطع أحراجها حتي لو وبخه سيده فيما بعد 
فهي فتاة جميلة ورقيقة .. وأخذ منها واحده وأبتسم 
- شكرا ياأنسه 
فأبتسمت حياه : حياه !
- وانا أسمي محمود 
وبدء يأكل من البسكوت ثم رفع وجهه للمرآه الأماميه ليري نظرات عمران القاتمه 
فأخفض رأسه بحرج ..وأكمل قيادته بتوتر الي ان  وصلت السياره أخيرا الي الشركه 
ليترجل سريعا .. ويفتح لعمران الباب ويبتسم له بأحترام 
ونظر الي حياه التي ترجلت من السياره وتُطالع جسد عمران وهو يسير برشاقه 
- مغرور 
فضحك محمود الذي سمعها 
- هو مغرور فعلا بس الشهاده لله انسان محترم ويعتبر أحسن حد أشتغلت معاه من الوسط ده 
فنظرت اليه حياه فهو يبدو انه في الثلاثين من عمره 
وأكمل محمود : انا خريج تجاره علي فكره وبشتغل هنا ضمن سواقين الشركه 
فأبتسمت حياه بلطافه وضحكت وهو تري خجله من عمله مع شهادته وارادت ان تهونها عليه 
- وانا بشتغل هنا في البوفيه .. قهوه ، شاي بقي 
فلم يستطع محمود أن يكتم ضحكاته .. وشهقت بفزع وهي تري أنها تأخرت عن عملها 
- فرصه سعيده يامحمود 
وخطت بخطوات سريعه نحو الشركه .. لتجده يقف في بهو الشركه يُحادث أحد المدراء بجديه .. وعندما وقع نظره عليها ... أرتبكت وسارت نحو عملها 
.................................................................
نظر لها رامي وهي تتقدم نحوهم وهتف بمزاح 
- تأخير ربع ساعه وعقابً ليكي هتقدمي القهوه لعمران بيه النهارده 
فأتسعت حدقتي حياه بدهشه وهي تُطالع منار التي تضحك 
- انتي عارفه رامي يعتبر أقدمنا وهو الريس بتاعنا .. متبصليش كده .. ماهو بيعاقبني أنا كمان 
فكشرت حياه بطريقة طفوليه وهي تستعطفهم 
- عمران بيه ده لاء ... انا بخاف منه 
فوكظتها منار بذراعها : 
- حد يخاف من القمر ده 
وعضت شفتيها بحالميه .. لتنظر حياه نحو رامي الذي أمتقع وجهه وأبتعد عنهم 
وداخلها يهتف " غبية يامنار"
.................................................................
نظرت فرح الي أمجد بأمتعاض .. فضحك امجد علي هيئتها
- الجميل زعلان ليه 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه .. ثم عادت تُطالع الأوراق التي أمامها 
فجلس أمجد علي المقعد الخشبي الذي أمام مكتبها في الملجأ 
- شكلك وحش علي فكره 
وحرك شفتيه بطريقة مضحكه .. لتبتسم فرح علي فعلته 
- بس بقي ياأمجد 
وقبل أن تبدء في مُعاتبته .. دخل بعض المشرفين في الدار وعلي وجوههم ابتسامه متسعه وقالت إحداهن 
- أستاذ أمجد حضرتك متعرفش احنا مبسوطين أزاي بوجودك هنا ... 
واخري تحدثت بهيام : 
- أنا بحب برنامج حضرتك اووي 
وأخري مدحته .. وأخر بدء يُطالبه ان يتحدث عن قريته وحاجتها 
كان أمجد يسمعهم وهو يُحرك رأسه ببتسامه تعود علي رسمها دوما 
فكانت تجلس تتأمله بفخر وقلبها يخفق بقوه في حب هذا الرجل الذي لم يشعر بحبها يوماً .. فهي تري الحب في عينيه ولكن كشقيقة ليس أكثر 
وأنتهي الترحيب الحافل .. وطلبت منهم فرح بلطافه أن ينصرف كل منهما لعمله 
فطالعها أمجد بهدوء :
- انا مجبتش هدايا للأطفال للأسف 
ثم اخرج من جيب سترته دفتر شيكاته .. ووضع رقم وهو يتسأل :
-  قليل ولا أزود 
وأغمزت بعيناها بمكر 
- لاء زود ياابن العمري 
فضحك وهو يضع برقم أخر .. وأعطاها الشيك .. لتنظر اليه برضي ثم مازحته
- لا ينقص مال من صدقه علي فكره 
فأبتسم وهو يعلم ذلك .. فهذه تربية جدهم ووالدهم ووالدتهم الحبيبه .. فهم عائله رغم ماحصدوا من مال طائل وأسم مرموق ومكانة عاليه .. الا انهم تربوا علي قواعد دنيويه طاهره ترسخت داخلهم  
وعادت فرح الي جديتها :
- انا عايزه الأرض ديه ياأمجد أتصرف 
وتابعت بيأس :
- الحارس بتاع المزرعه كل ماأروح أسأل عن صاحبها يقولي مسافر ..
وتذكرت تذمره منها : تحس انه بيكرهني 
فضحك أمجد وهو يغمز لها :
- مين ده اللي يكرهك .. ده انتي ست البنات 
وتحولت جلستهم لمزاح لطيف يعرف قواعد الحدود
ثم هتف أمجد بوعد :
- أسبوع والارض تكون ملكك 
فأشارت له بأصبعها : 
- أخدها بالمعروف ياأمجد وادفع حقها كامل 
فحرك امجد راسه بتفهم :
- اكيد يافرح متقلقيش 
ونهض لتنهض هي الأخري 
- طب يلا بقي عشان اروح لست الكل اصلها وحشاني اوي 
ثم وضع بيده علي اذنه واكمل بمزاح
- ووحشني قرصها 
..................................................................
نهض مروان من فوق مقعده وهو يفتح ذراعيه بطريقة مسرحيه 
- عمران باشا أخيراً أفتكرنا 
فأبتسم عمران وهو يتقدم منه .. وجلس علي المقعد الذي أمامه 
- البركه فيك بقي .
فأشار له مروان : 
- تعالا أقعد مكانك انت البوص الكبير
فضحك عمران : أقعد يامروان أنا وانت واحد علي فكره
فجلس مروان وهو يبتسم بحب لصديقه الذي رغم طباعه البارده الجامده الا أنه يعلم ان داخله رجلا حنون ولكن المسئولية التي دوما كانت علي عاتقه بسبب أنه الحفيد الاكبر جعلت منه رجلا هكذا
وبعد حديث دام عن العمل والصفقات الجديده الخاصه بالشركه 
زفر عمران انفاسه وهو يرخي من رابطة عنقه 
فهتف مروان بقلق وهو يتقدم منه ليجلس أمامه 
- خدلك اجازه ياعمران وأرتاح شويه .. انت لو بتعاقب نفسك مش هتعمل كده .. حياتك كلها شغل في شغل 
وتسأل وهو يغمز له :
- أخبار نيرة ايه صحيح .
فتجمدت ملامح عمران فالكل يسأله عن نيرة ومتي موعد الزواج وكأن شئ بينهم .. نيرة كفرح ابنة خاله لا فرق بينهم 
هو يعلم بأن نيرة تلتف حوله كالعلقه كي تجذبه اليها ولكنه أخبرها مراراً انه لا يفُكر في الزواج وان عليها أن تقبل بعروض الزواج التي تتقدم اليها .. ولكن في النهايه مازالت تنتظر وكأنه سيتيقظ ذات يوماً من نومه ليجد نفسه يُحبها فهو يعرف نيرة منذ طفولتها بحكم انها أبنة صديق والدها ومشاعره نحوها ظلت ثابتة لم تتغير
وعندما لاحظ مروان صمته .. ضحك : 
- خلاص بلاش نيره 
تعالا اسهر معايا بليل وأعرفك علي شويه ... 
وقبل أن ينطق بالكلمه عدل عنها لانه يعلم طباع عمران 
وأنحني عمران قليلا نحوه 
- بما أن سيرة السهر جات .. مش هتبطل اللي انت فيه يامروان 
فنهض مروان من فوق مقعده بتأفف فدروس عمران ستبدء الان 
- اللي يشوفك الصبح .. ميعرفش انت ايه بليل سهر وسكر وبنات 
فأمتقع وجه مروان وهو ينفض كلام صديقه من عقله
- عمران انت عارف كويس أن عمري ماخلطت شغلي بحياتي الخاصه ولا حتي أتعديت بكلمة علي موظفه هنا ..هنا أنا راجل محترم اما بره الشركه حياتي وانا حر فيها 
فهز عمران رأسه بيأس ونهض هو الاخر من فوق مقعده .. ثم اقترب منه ليربت علي كتفه بأخوه 
- عارف يامروان ده كويس .. بس من واجبي كصديق واخ اني أنصحك .. أنسي يامروان اللي فات 
وعدل من ربط رابطة عنقه وهتف وهو يُغادر
- علي فكره مها بتحبك فعلا .. مش عشان فلوسك !
...................................................................
كان عائد من المزرعه بأرهاق يقود سيارته بتمهل وهو يحلم بالفراش الذي سيضم جسده .. فاليوم كان مرهق فبعد أن ساعد فرح في معرفة هوية صاحب المزرعه  والأرض التي لم تعد ملك للمالك القديم الذي كان يعرفوه مُسبقا ..وماجعله يشعر بالراحه عندما علم بهوية المالك الجديد فهو كان أحدي معارف أخيه عمران وبالتأكيد الأمور ستصبح سهله معه
وأخيرا قد وصل بسيارته اسفل البناية التي يقطن بها المشاهير .. ليعطي للحارس مفاتيح سيارته كي يضعها في مكانها المخصص 
وسار بخطي هادئه نحو المصعد وهو يُتمتم : 
- ديما تعباني يافرح
ووصل أخيرا الي الطابق الذي به شقته .. ليجد اخر شخص يتوقعه الأن .. فقد كانت نهي تجلس علي الدرج وتنتظره وعيونها مُنتفخه من البكاء 
وأقترب منها بقلق : نهي !
...................................................................
نظرت حياه الي الطعام الذي جلبته نعمه .. وهي تتسأل داخلها : 
- هما ممكن يكونوا مش عايزني اكل معاهم 
وطردت تلك الافكار من عقلها 
- لاء مش معقول .. اكيد زي مابيقولوا عايزين يريحوني 
وعادت تُحدق بالطعام بأسي وهي تُحادث نفسها
- بس أنا بحب أكل معاهم 
وجلست علي فراشها وبدء شريط حياتها القديمه يسير امامها
الي أن أبتسمت فجأه وهي تتذكر تلك الجمله التي رأتها اليوم علي زجاج احدي سيارات الأجرة 
" ماضاقت الا مافرجت "
وأخذت تُرددها وهي تجهل معناها .. فهي مازالت تُجمع كل معلوماتها علي دينها وتفهم مايُحرمه الله وما يُحلله .. فللأسف حياتها السابقه كانت تشبه الغرب رغم انها كانت تبحث عن كل مايخص الأسلام وعادات وطنها 
ولكن كانت الحياه هناك تجذبها لتكون مسلمة بالاسم فقط فلا والد ينصح ولا أم موجوده .
وفاقت من شرودها علي صوت هاتفها .. وهي تأمل أن يكون صديق والدها او فرح التي أفتقدتها 
ولكن كانت المتصله هي كرستين .. وأتسعت أبتسامتها فتلك المرأه تشعر بها دوما 
وتبدل حزنها لسعاده وهي تسمع نبرة كرستين الدافئه
..................................................................
وضع أمجد بكأس الماء أمامها ..ثم جلس جانبها وهو الي الان لا يعلم ماسبب بكائها هذا 
وتمتم بهدوء رغم ارهاقه 
- مش كفايه عياط وقوليلي سبب وجودك هنا 
فنظرت اليه بحرج .. ونهضت وهي تحمل حقيبتها الصغيره
- اسفه .. عن أذنك
وسارت من امامه .. فهتف أمجد بأعتذار
- نهي مقصدش صدقيني .. كل اللي أقصده سبب وجودك في الوقت ده بره البيت 
فطأطأت برأسها أرضاً .. وهي تتذكر ماحدث معها اليوم من مُشاحنة مع زوجة أبيها ولم تجد غير أمجد الذي فكرت به 
فمشاعرها نحوه بدأت تخطو خطوات أخري ... ف في البداية كانت تراه صيداً ثميناً ترمي شباكها عليه ولكن مع الوقت بدأت تشعر بمشاعر لم تعرفها من قبل وأنقلب السحر علي الساحر 
وأرتجف جسدها وهي تتذكر الكلام القاسي الذي ألقته زوجة ابيها علي مسمعها وهي تُخبرها أن والدتها كانت زانية وقد ماتت مع عشيقها وهي ستصبح مثلها مجرد عاهرة فاسقة
والدتها لم تكن الا امرأه طيبه أحبت رجلاً لم يعرف معني للرحمه وفي النهايه كانت ضحية للعبه قد لعبها هو ولا تعلم الي الأن كيف كانت لعبته التي أنهت حياة والدتها بالحسره
وأقترب أمجد منها بعد أن رأي أرتجافها 
- نهي أهدي 
وأرتمت علي صدره تبكي وتتشبث بيه وتقص عليه معاملة زوجة ابيها لها وكلامها الجارح  دون أن تُخبره عن كلامها عن والدتها.. ليشعر أمجد بالشفقة نحوها
فضمها اليه وهو يوشوش لها بأن تهدأ .. حتي بدأت تأخذ أنفاسها ببطئ ومازالت بين ذراعيه 
ليبعدها عنه قليلا .. فيري دموعها وهي تتساقط علي وجهها 
وبدء يزيل دموعها بأبتسامه هادئه 
- ماسورة دموع وأنفجرت 
فأبتسمت لا أرادياً لمزحته .. وداخلها يُخبرها ان هذا الرجل لا يقع بشباك إحداهن بل هن من يقعن بشباكه ................................................................... 
أخذت تنظف حجرتها وتمسحها فاليوم هو أجازتها الأسبوعية وبما أنها أصبحت ماهرة في التنظيف .. قررت أن تجعل حجرتها تلمع من النظافه .. ووضعت بيدها علي ظهرها بألم فهو أصبح يؤلمها .. ولكنها تلاشت وجعها ونظرة الي زجاج الشرفة وبدأت تُلمعه .. وتعلقت عيناها بالعمال الذين يعدوا الحديقه لعشاء اليوم الذي سيضم أشخاص مهمين وما علمته من امل صباحاً .. بأن أحد الوزراء قادمين ورجال من الطبقه الراقيه والمهمه .. 
وعندما سألتها هل سيجود موسيقي ونساء وشراب كما كانت في حفلات والدها .. ولكن امل أخبرتها ان حفلات السيد عمران لا يوجد بها موسيقي وعندما يكون بها نساء تكون زوجاتهم او من العائله ليس أكثر ...فكل ما يهتم به سيدهم هي الضيافة الحسنه والطعام الفاخر والجو اللطيف الذي يصنعه بالحديقه ويجلب من أجله أفضل منظمين الحفلات 
وتمتمت بأرهاق بعد أن أنهت حملة التنظيف 
- هرتاح شويه وهروح أساعدهم 
فهي عرضت علي امل المساعده ولكنها اخبرتها انهم يقومون بتقديم المأكولات والحلوي والعصائر ليس اكثر فكل شئ يأتي من أفخر الفنادق وماعليهم سوي الضيافه فقط
ونظرت الي ملابسها المُبتله وبدأت تعطس فهي منذ الأمس تشعر ببوادر البرد .. وقررت أن تنام قليلا وحين تستيقظ ستستحم وتُبدل ملابسها المُبتله ثم تذهب للمساعده 
...................................................................
وفي بلداً اخري يخرج أحدهم من أحدي المحاكم وهو يحمل صغيره الذي لم يتجاوز العامين ..فيركض سائقه نحو السياره ليفتح له بابها .. فيردف للداخل بحذر وهو يضم طفله .. وينظر خارجاً نحو تلك التي تقف بتأنق وكأنها لم تنال للتو طلاقها ولم تبيع صغيرها بالمال .. وأغلق زجاج السياره المعتم وهو يشيح وجهه بعيداً عنها .. ويقود السائق السياره ببطئ 
...................................................................
أستيقظت حياه بتعب ونظرت حولها فوجدت ان الغرفة غارقة بالظلام .. فأدركت أنها نامت ساعات وليس ساعه واحده كما رغبت 
ونهضت من فوق الفراش وهي تشعر بألم حلقها .. وسخونة انفاسها 
وأتجهت نحو المرحاض كي تستحم وتُصلي ماضاع من فروضها 
وبعدما انهت كل ما كان عليها فعله .. أرتدت حجابها وقررت أن تذهب للمطبخ كي تُساعدهم 
وخطت بخطوات بطيئه وهي تتأمل الحديقه المضاءة والتي أصبحت مُبهرة ومُجهزه للضيوف .. وأسرعت بخطاها عندما أدركت أن لا مجال للتمتع الأن بالمنظر فبالتأكيد الضيوف علي وشك الوصول 
ولمحتها أمل وهي تقف مع المنظمين الذين أنهوا أعمالهم وسيُغادرون 
وعندما تذكرت أمر عمران بأنه لا يريد أن يلمحها بالمنزل وحدودها هي غرفتها فقط .. فألتزموا بأوامره دون أن يخبروها بشئ وكان كل مايقولوه أنهم يُدللوها حتي لا يجرحوها اذا علمت بنبذها  
وأسرعت أمل بخطواتها المتوتره وهي تحمد ربها أنه مازال بالأعلي وليس هنا .. وذهبت نحوها هاتفه 
- حياه 
فنظرت اليها حياه بأبتسامه شاحبة بعض الشئ 
- جيت عشان اساعدكم في المطبخ 
ومازحتها بمرح :
-  بدل ما أنا قاعده فاضيه ومبعملش حاجه
فأبتسمت أمل بتوتر وهي تلتف حولها يميناً ويساراً
ثم جذبتها من مرفقها برفق 
- روحي ارتاحي انتي في أوضتك النهارده أجازتك .. واحنا ياستي مخلصين كل حاجه غير اننا مش هنعمل حاجه غير التقديم 
وسمعت صوت أحد الاشخاص يناديها .. فنظرت الي حياه التي تقف تُطالعها بحيره بسبب رفضها لمساعدتها
- حياه روحي اوضتك الضيوف قربوا يوصلوا والبيه منبه انه مش عايز يشوف حد في الجنينه 
وسارت أمل نحو من يُناديها ومازالت عيناها علي حياه الساكنه في مكانها ولا تفهم سبب رفضها 
وألتفت بجسدها كي تعود الي غرفتها المنعزله .. ولكنها شهقت بفزع عندما رأت أمامها أحدهم 
فضحك أمجد علي هيئتها 
- انتي مين ؟
فنظرت اليه بخجل وهي لا تعلم بما ستُجيب عليه 
ويصدح صوت عمران مُهاتفا :
- أمجد 
فأرتبكت من سماع صوته .. وتطأطأت رأسها بتوتر
وأبتسم أمجد علي هيئتها وسار مُبتعدا عنها ومازحها 
- أنا أمجد .. أخو الوحش اللي كان لسا بينادي 
فأبتسمت وهي تُطالعه ..فشتان بينه وبين شقيقه
أقترب من أخيه وهو يضحك كلما تذكر ملامح الفتاه وهي مُرتبكه منه .. فنظر عمران الي المكان الذي كان يقف فيه أخيه معها  
فحدق بها قليلا وهو يراها تقف تُطالع الطريق الذي يؤدي الي الباب الخارجي للمطبخ والي طريق عودتها لغرفتها
وفي نهاية حسمت أمرها وذهبت لغرفتها .. لا يعلم لما أنتباه شعور بالشفقة نحوها فيبدو أنها أصبحت تعلم مكانتها وان وجودها في بيته تقديراً لصديق خاله ليس أكثر 
وشعر بيد أمجد علي ذراعيه 
- سرحت في أيه ياعمران 
فتنهد عمران بحنق 
- الضيوف علي وصول 
وسار عمران نحو المكان الخاص بالضيوف فأتبعه أمجد متسائلا 
- مين البنت ديه ياعمران 
فأخبره عمران بأقتضاب عن هويتها وماحدث مع حسام حينما عاد لتصفية اعماله بالخارج
وكاد أن يتحدث أمجد الا أن أصوات بوق السيارات 
جعلته يتبع شقيقه بصمت نحو ضيوفهم 
..................................................................
وقفت تنظر من شرفة غرفتها علي السيارات وهي تسير للداخل .. فتذكرت تلك المشاهد التي كانت تراها في منزل والدها عندما كان " محمود الرخاوي"
وأبتسمت بشحوب وهي تتذكر والدها وكيف أنتهت حياته 
وشعرت بالحزن .. وأتجهت نحو فراشها تجلس عليه وأمسكت بهاتفها داعية الله ان لا تسمع نفس الرساله 
ولكن كما دوما تسمع " الهاتف مغلق"
ووضعت بيدها علي رأسها لتجد ان حرارتها بدأت ترتفع 
فضربت جبهتها كما اعتادت لأنها نست أن تسأل أمل عن علاج لها 
وقررت الأنتظار قليلا ..ثم تذهب الي المطبخ مجدداً
................................................................
جلست نيرة بتأفف وهي تستمع لمميزات العريس الذي لم يروق لها عندما علمت بوضعه المادي .. فهو يجلس أمامها يتفاخر بوضعه العلمي والبعثة التي حصل عليها .. وكل من والديها فخورين بشاب مثله .. ولكن هي لا تري شيئاً مميزاً فيه ... فهو ليس العريس الذي تطمح به فالمال بالنسبة لها هو الأهم .. وجاء بذهنها صورة عمران وهي تري نفسها بجانبه عروس وتصبح شركه الأدوية التي هي مديرة فيها ملكا لها وبأسمها .. أحلاماً بدأت تسبح فيها وهي مُبتسمه والعريس الذي أمامها يظن بأنها تبتسم له .. حتي والديها أشرقت وجوههم وهم يظنون أن أبنتهم ستوافق علي هذا الشاب الذي يروا فيه مستقبلا باهراً 
...............................................................
جلس مروان بجانب أمجد يستمعون الي الحوار الذي يدور  ورغم أن أمجد كان يتحدث معهم بلباقه كونه اعلامي معروف الا أنه أنسحب من الحديث وظل يتحدث مع مروان الذي جاء مغصوباً بسبب أصرار عمران 
- اخوك ده هيموت وهو حياته كلها شغل فشغل 
فتمتم أمجد وهو يُطالع اخيه وكيف يتحدث شعور بالفخر يمتلكه نحو ذلك الجالس ولكن شعوره بالأشفاق نحوه كان اكبر 
- عمران بقي شايل كل مسئولية العيله علي كتافه ... نفسي يكون أناني لمره ويفكر في نفسه 
وبدأت ضحكات الضيوف تعلو .. ليضحك كلا من أمجد ومروان وهم لا يعلمان لما يضحكون ولكن المُجامله قد حتمت عليهم أن يضحكوا .. فالوزير يجلس أمامهم ويضحك 
..................................................................
خرجت من غرفتها بخطوات سريعه .. وهي تسمع ضحكات الجالسين .. وشعرت بالخوف وهي تري بعض الرجال بأجسادهم الضخمه .. وكاد أحدهم يقترب منها ليعرف هويتها 
الا أن نعمه في تلك اللحظه قد لمحتها فهي قد جائت بالمشروبات لهؤلاء الحراس الخاصين بالوزير
فسألتها نعمه بقلق : 
- مالك ياحياه ايه اللي طلعك من اوضتك مش شايفه الفيلا ملغمه أزاي 
وضحكت بخفوت بعد أن نطقت بالكلمه الاخيره .. لتضحك حياه بشحوب قد لحظته نعمه 
- انتي شكلك تعبانه .. أستنيني هنا هروح أشوفلك خافض للحراره واجي بسرعه  
وبعد دقائق كانت تأتي لها نعمه بالدواء .. فأخذته حياه شاكرة 
وذهبت لحيث غرفتها فقدماها لم تعد تحتمل 
ومن سوء حظها كان عمران يقف يتحدث في الهاتف وقد رأها .. وأقترب منها بعد أن أنهي مُكالمته 
- انتي بتعملي ايه هنا .. أنا مش نبهت اني مش عايز اشوف حد النهارده في الجنينه 
فلم تجد أجابه فجسدها بدأ يآن من التعب .. ورفعت يدها الممسكه بالدواء وهتفت بصوت ضعيف 
- كنت باخد من نعمه الدوا ده 
وسارت من امامه دون كلمة أخري .. فهو قاسي بنظراته حتي كلامه وسقطت دموعها دون شعور منها .. وهي تتمني ان يأتي صديق والدها بأسرع وقت ليُخلصها من هنا 
ووقف عمران للحظات ينظر اليها وهي تتجه الي غرفتها .. وصورتها الضعيفه تخترق عقله .. فيبدو عليها أنها مريضه فوجهها كان محمراً بشده من أثر الحمي
...................................................................
وفي ظلام الليل كانت تقف سيارة سوداء فخمه تطلق بؤها ..فأستيقظ الحارس سريعا وهو يزيل عنه النُعاس وخرج من غرفته التي بجانب البوابه ليفتح بابها علي مصرعيها وهو يهتف بترحيب 
- اهلا أدهم بيه 
فحرك أدهم رأسه كتحيه له ..ثم أنطلق مُجدداً بسيارته الي داخل المزرعه 
ووقفت السياره ليُطالع أدهم المنزل فهو قد أختار أن ينعزل عن الناس لبعض الوقت حتي يعود كما كان .. يعود للرجل الذي كان لا يهزه أي شئ .. يعود لرجل القانون الصارم 
فهو طيلة غربته بأمريكا كان من أشهر المُحامين حتي أنها كان مُحامي لأغلب الشخصيات الهامه وماساعده في ذلك جنسيته الأمريكيه التي أخذها عن والدته فلو كان بجنسية وطنه فقط فحكماً كانت العنصرية ستظهر الا انه عاش هناك مواطن أمريكي بأصول عربيه 
وخرجت مُدبرة المنزل راكضه نحوه .. فهي تعيش هنا منذ أن كانت تخدم جده ..جده لوالده وهو من ورث عنه تلك الأملاك في هذه القريه 
- أهلا يأدهم بيه نورت البلد كلها 
فتمتم أدهم بنبرة هادئه : 
- شكراً ياسعديه
ثم نظر الي المُربية التي تحمل صغيره وأشار اليها بأن تتبعه وهو يسأل 
- كل حاجه جاهزه ياسعديه 
فحركت سعدية رأسها وهي تُجيبه 
- الأوض جاهزه يابيه .. وأوضة البيه الصغير جانب أوضتك زي ماطلبت
..................................................................
أستيقظت حياه وهي تشعر بالتعب ونهضت وهي تتحامل علي نفسها كي تذهب لعملها .. ونظرت الي وجهها بالمرآه فوجدته شاحب بشده فأرتدت ملابسها وصلت فرضها 
فالصلاه أصبحت دواء روحها كل يوم تتسأل داخلها كيف كانت تحيا سنين عمرها التي مضت وهي بعيدة كل البعد عن ربها ..بعيده عن تلك السكينه والقوة التي أصبحت تتخذها مع كل سجده .. من قال ان القوة هي قوة الجسد او قوة المال والسلطة فالقوة الحقيقه هي قوة الأيمان بأن كل مايُصيبك فهو خيراً من الله 
وجائت نعمه اليها بالفطور وهي تسألها عن حالها اليوم 
وشهقت بقلق وهي تلتمس حرارتها 
- أنتي سخنه ياحياه .. لاء شكلك ميطمنش 
فتنحنحت حياه بألم حاولت ان تُداريه 
- انا كويسه يانعمه متقلقيش 
وعندما أعترضت نعمه علي ذهابها للعمل 
- انتي مش شايفه وشك أصفر ازاي .. انا هروح ألحق عمران بيه واقوله أنك تعبانه واخدلك أجازه منه 
فهتفت حياه وهي ترتشف من كأس الماء وهي تتذكر نظراته لها ليلة أمس 
-  لاء يانعمه انا كويسه صدقيني
ثم تمتمت : لو تعبت في الشغل هاخد أجازه واروح 
وبعد أصرارها للذهاب للعمل ... رضخت نعمه لقرارها ونظرت اليها حياه وهي تحمل حقيبتها وغادرت مُتجها الي عملها 
وصلت العمل وبعد أن شعرت بالتحسن قليلا .. عاد جسدها يآن من الآلم 
فأقتربت منها منار بفزع : مالك ياحياه ؟
فجلست حياه علي احد المقاعد وهي تمسح علي وجهها
- تعبانه شويه .
فتأملتها منار وهي تنظر لرامي القادم نحوهم 
- طب متصلتيش بيا ليه كنت أخدتلك أجازه 
وجذبتها من ذراعها : 
- قومي يلا تعالي أخدلك اذن 
وبعد جدال هتف رامي : 
- قومي ياحياه معاها ..بلاش عند
فأبتسمت اليهم وهي تذهب نحو خزانتها كي تجلب ملابس عملها 
- لو تعبت هروح 
فأمتعضت منار من عنادها .. وذهب كل منهما حيث مهامه 
وبعد مرور الوقت .. نظرت اليها منار بضيق 
- لاء هتقومي معايا أخدلك أذن تروحي ..
وبالفعل تلك المره أستجابت لأصرار منار ..لتخبرهم الموظفه الخاصه بشئون العاملين ان عليهم الأنتظار قليلا 
وطلبت منهم أن يعودوا الي عملهم الي  حين تنهي بعض الامور العالقة بالعمل وبعد نصف ساعه يعودوا اليها  
وبعدما انصرفوا .. رفعت هاتف مكتبها لتجري مُكالمه مع السكرتيرة الخاص بالسيد عمران 
والذي أخبرهم بأن كل شئ يخص تلك فتاه لابد ان يعلمه 
وحولت السكرتيرة المُكالمه في اللحظه التي كان يُعنف فيها عمران احد موظفينه علي أهماله 
وعندما علم طلبها للأنصراف ..هتف بها بصراخ 
- أرفضي ، أنا مش فتحها وكاله من غير بواب 
...................................................................
فتحت مها حقيبتها لتُخرج المرآه من داخلها .. وبدأت تنظر الي هيئتها المُنمقه فقد فعلت كما اخبرتها أختها الصغيره .. ان وضع مساحيق التجميل ورسم الحواجب من سيجعلها تجذب من أرادت من الرجال .. وبالفعل نفذت كل شئ 
وأبتسمت لنفسها فقد ظهرت ملامحها وأصبحت أكثر جمالا 
وأتجهت نحو حجرة مكتبه كي تُطلعه علي بعض الملفات 
فرفع مروان وجهه بعدما تقدمت نحوه وصوت حذائها ذو الكعب العالي يطرق الارض طرقاً ورائحة عطرها التي لأول مره يشتمها تفوح بالمكان هو لم يراها عند دخوله مكتبه لأنه جاء مُبكراً اليوم قبل ميعاد عملها 
وتأملها لثواني ثم اشاح وجهه سريعا وهو لا يُصدق ان هذه هي مها ..الفتاه التي لم يراها يوماً هكذا .. فملامحها الهادئه قد أختفت وظهرت له الأنثي التي ينفر منها دوما 
فقديما ما أوقعه في حب زوجته جمالها المصطنع وعُريها ام الأن عرف مامعني أن تنخدع في جمال يخفي عيوب الروح  كل ليلة يتواعد مع الجميلات ويخرج معهم ويقضي أوقات مُمتعه ويتأكد من شئ واحد 
أن أمثالهن لا يستحقوا سوي التلاعب والتمتع
ولكن مها كان يضمها لفئة أخري ...فئة كلما رأي من أمثالها 
تمني ان يخبرها أن تظل هكذا طاهرة عفيفه ..
وتجمدت ملامح وجهه وهو يسمع نبرتها التي أصبحت أكثر رقه
فيبدو انها اليوم جائت كل تُمثل دور ليس لها 
وأراد أن يجرحها لعلها تفيق 
- انتي ايه اللي عملاه في نفسك ده 
فأرتبكت من كلماته .. وقبضت بقوه علي الأوراق التي تحملها بين يديها ..ليُكمل هو أحراجها 
- بقيتي شبه البلياتشو 
فشعرت بالمهانه تسحق روحها فهي أرادت أن تري نظرة الأعجاب بوجهه ولكن 
تمالكت دموعها التي أوشكت علي السقوط .. ووضعت الأوراق أمامه ثم خرجت سريعا دون كلمه 
فلكماته أدمت قلبها وجعلتها لأول مره تشعر بالخَزَي
...............................................................
قررت فرح السير في القريه قليلا .. فالخضرة تُحاوط المكان 
ورائحة الليمون تُنعش الروح .. وسارت تتمشي وتبتسم للأطفال وتُقبل الفتيات الصغار .. وتعطي الحلوي التي كانت معها لهم وأقتربت من أحدي النسوه العجائز تحمل بيديها أكياس الخضار ..فمدّت لها يدها لتُساعدها 
فتعجبت المرأه قليلا ولكن لأحتياجها لمن يُساعدها أعطتها ما تحمل وهي تبتسم 
- شكرا يابنتي 
وبدأت فرح تُعرفها بأسمها ومن أي عائلة تنتمي حتي أطمنت لها المرأه التي لم تُصدق أن فتاه المدينه بمثل هذا الأحترام
وعلي مقربة منهم كان يسير هو ...يرتدي ملابس رياضيه ونظارة سوداء تخفي ملامحه ..فهو اليوم قرر أن يستنشق هواء القريه التي أفتقدها منذ أن كان طفلا يأتي مع والده هنا لجده حيث موطن اجداده 
ووقعت عيناه عليها وهو يري مثال أخر من النساء .. النساء اللاتي كرههم بسبب زوجته 
...................................................................
رغم اصرار رامي ومنار عليها بأن لا تفعل شئ مهم اليوم الا انها أرادت أن لا تُحمل عليهم ..وأنتهي دوامهم الأول 
وجاء الدوام الثاني ..وهو التنظيف 
فنظرت منار اليها بقلق :
-  لاء ياحياه مش هتنضفي معانا ..انا ورامي هنعمل كل حاجه أقعدي أنتي أرتاحي 
فأبتسمت حياه وهي تتأمل نظرات رامي الحانية نحو منار 
- يامنار انا بقيت كويسه العلاج اللي رامي جبهولي من الصيدلية بدء مفعوله
ومزاحتهم كي لا تقلقهم عليها :
 انا زي الحصان اه
فنظر كلا من رامي ومنار اليها وهم يتمنون أن تكون بالفعل قد تحسنت .. وحمل كل منهما أدواته وساروا كل منهم نحو الجزء المسئول عنه 
وحملت حياه هي الأخري أدواتها وهي تشعر بقليل من التحسن .. ووجدت دموعها تنحدر علي وجنتيها وهي تتذكر حياتها القديمه وكيف أصبحت حياتها الان
ولكن شئ بداخلها يُخبرها أن كل شئ سيكون بخير .. وان عمها حسام سيأتي قريباً 
وضعت الأمل داخلها .. وبدأت بمهمتها 
وبعد وقت ليس بالقصير شعرت بالتعب مجدداً ونظرت الي ماتبقي لها من عمل وأستندت علي الحائط تأخذ أنفاسها 
لتأتي اليها منار :
 - انتي لسا مخلصتيش ياحياه 
وعندما نظرت الي وجهها هتفت بغضب : 
- لاء انتي هتاخدي بعضك وتروحي وانا ورامي هنكمل 
واصرت منار بشده تلك المره فأنصاعت لها حياه 
...................................................................
كان يستعد لحلقة اليوم ويقرء الأسئله التي سيطرحها علي ضيفه وبما انها مساعدته الشخصيه فكانت تجلس معه
وأبتسمت وهي تتأمل ملامحه الجاده وكيف يصبح عندما ينشغل بشئ ويضع كل تركيزه عليه.. وأتكأت بذقنها علي كفيها وأندمجت بمطالعته .. الي ان رفع وجهه نحوها 
ليري نظرة لم يراها من قبل .. لا يعلم اهو حب أم فخر 
وأبتسم لها .. فتوترت قليلا .. وكل يوم تسقط في بحور عشقه بعد أن كانت تُريد أسقاطه 
فهتف أمجد وهو ينهض من مجلسه 
- بتبصيلي كده ليه ؟
فنهضت بدورها وفركت يديها وهي تخبره بصدق
- أصل شكلك حلو اوي وانت مندمج مع الورق اللي في ايدك 
فضحك وهو يعدل من رابطة عنقه .. بعد ان ترك الورق جانبا .. وكادت أن تتحدث 
الا ان رنين هاتفه جعلها تتراجع.
...................................................................
دخلت بوابة الفيلا وهي بالكاد تُحرك قدميها .. وتتمني ان تصل الي حجرتها وسارت بخطوات ضعيفه وهي تدعو الله ان لا تسقط وهي تسير وسمعت صوت البوابه تفتح مرة أخري وتدخل سيارة عمران .. 
كان يتحدث مع نيرة التي تُأكد عليه موعد العشاء غداً مع مدراء الشركه التي سيعقدون صفقتهم معهم وتطلب منه الحضور للشركه في الصباح كي تُطلعه علي أوراق الصفقة مُجدداً 
ووقع نظره علي التي تسير في الطريق الداخلي  للفيلا وفجأة وجدها تسقط علي الأرض .. ليغلق هاتفه سريعا ويوقف سيارته ويترجل منها ويخطو بخطوات قلقة نحوها 
ونظر اليها وهي كالجثه الهامده علي الأرض لا تتحرك 
وهنا علم أن انتقامه قد حصده .. أذلها وأذبل جسدها 
لا يعلم لما يري بها والدها .. لما أصبح يتذكر عمته ودموعها التي لم يكن يفهما وهو صغير وكلما سألها عن سبب بكائها كانت تخبره أن عيناها تدمع لوحدها .. وماتت عمته وهو يظن أنها توفت بحادث كما سمع من جده ووالده .. ولكن كلما كبر بدأت الحقيقه تظهر الي أن عرفها بأكملها 
وأرتجفت يداه للحظه وهو يري أنتقامه كيف قاده ونسي أنها أمانة لديه 
وأسرع بحملها بعد أن رأي ان الندم ليس الأن .. وسار بها نحو غرفتها وهو يهتف بأسم الحارس الذي أقترب منه بعد أن رأي ماحدث 
- أنده علي حد من الخدم 
فركض الحارس نحو الفيلا .. لتقف نعمه مذعوره من مظهر سيدها وهو يحمل حياه ..فهي كانت قادمه اليها كي تطمئن هل عادت لتجلب لها العشاء ام مازالت خارجاً
ووضعها علي فراشها ونعمة خلفه ونادي بأسمها 
- حياه ..حياه 
ثم وضع بيده علي جبينها .. فعلم لما أرادت اليوم الأنصراف من العمل ..فسب نفسه بضيق علي ما أقترفه 
وتمتمت بكلمات مُبهمه وبدء حجابها ينزاح عن شعرها لتصبح صورتها كاملة أمامه 
فأغمض عيناه وألتف بجسده وهو ينظر لنعمه 
- خليكي معاها لحد مااتصل بالدكتور 
وأقتربت منها نعمه وهي تشعر بالأسي نحوها .
................................................................
نظر أدهم الي صغيره وهو يبكي والمُربيه تحمله وتُدندن له كي ينام ولكن صغيره لا يهدأ .. فأقترب منها ومدّ ذراعيه لها 
- هاتيه 
فأنصاعت المُربية لأمره .. وأعطته الصغير 
فضمه لحضنه وصغيره لم يكف عن البكاء وظل يسير به بالغرفه الي ان بدء اليأس يمتلكه في أسكاته .. ولم يجد حل أخر الا أن يقرء علي رأسه بعض الأيات القرأنيه كما كان يفعل له والده وهو صغير
فأستكان الصغير بين ذراعيه .. فرفعه قليلا كي يُطالعه فوجده يمضغ أصابعه ..وأبتسم وهو يُحادثه 
- شكلك جعان ياباشا 
فتمتم الصغير بكلمات غير مفهومه .. فضحك وهو يُدغدغه ببطنه 
- طب مش كنت تقول 
فضحك الصغير علي مُداعبة والده التي لم يفهما ولكنه هتف 
- همهم 
ولأول مره يشعر بشعورين متناقضين .. شعوره لتلك النعمه التي في يده .. وشعوره بالآلم لن صغيره لن يحظي براعية أم وسيكون يتيماً وأمه علي قيد الحياه 
..................................................................
أنهي الطبيب فحص حياه ومنيرة تجلس جانبها علي الفراش تمسد علي يدها بحنو فنعمه وأمل قد أنصرفوا بعد أن أمرهم عمران بهذا .. ليخرج الطبيب الي الواقف خارجاً 
واقترب منه عمران بقلق : خير يادكتور 
فبدء يُخبره الطبيب بحالتها .. فأطمن عمران وحرك رأسه بتفهم وشكره وهو يأخذ منه الروشته التي دون بها العلاج 
وأنصرف الطبيب لتأتي منيره اليه متسائله 
- هي كويسه يابني مش كده 
فمنيرة لمكوثها في هذا المنزل منذ ان كان عمران في الخامسة عشر جعل بينهم ألفة لتُناديه هكذا 
فطمأنها عمران : عندها ضعف تغذيه ونزلة معوية
وتابع حديثه : هشوف صالح يروح يجيب ليها العلاج .. 
وانصرف من أمامها وكأنه يهرب منها .. فهو الأن يشعر بحقارة مافعله بها .. وبعد رؤيتها اليوم هكذا قرر أن يتركها لحالها وسيطلب من احد رفقائه أن يوظفها في شركته وسيجلب لها شقة خاصه لها تجلس بها الي أن يفيق حسام من غيبوبته وسيبتعد عنها حتي لا يؤذيها مُجدداً بفعلته الحمقاء 
فمنذ متي وهو يأخذ أحد بذنب اخر .. وينتقم بأقذر الطرق 
وكأن اليوم هو أول طريق صحوة الضمير .. ودق القلب
ودق القلب
أنسدل ستار الليل وسطع القمر في جوف السماء 
جلس علي مكتبه وهو يُطالع اللا شئ .. ونهض من فوق مقعده مُشعث الشعر وقرر ان يتجه نحو غرفتها حيث تجلس معها منيره ترعاها 
بدأت الحراره تنخفض تدريجياً ومنيره غافية جانبها 
ومع طرقات هادئه ..أستيقظت منيره سريعا وهي تعلم بهوية الطارق 
فنظرت الي عمران الذي وقف أمامها بهيئته الغير مُهندمه من اثر جلوسه لساعات بمكتبه 
- أخبارها ايه دلوقتي يامنيره 
فأبتسمت منيره كي تُطمئنه وألتفت برأسها نحو حياة النائمه 
- الحراره بدأت تنزل 
فتنهد بأرهاق ونظر الي ساعه يده فوجد الوقت تخطي الثانية صباحا 
وأنصرف بعد أن أطمئن عليها ومازالت صورة سقوطها تقتحم عقله 
..................................................................
أستيقظ من نومه وهو لا يشعر برغبه للذهاب للعمل حتي أنه قرر تأجيل موعد العشاء الذي اخبرته به نيره فلا ضرر من تأجيل الأعمال يوماً واحداً
ونهض من فوق فراشه وبعد نصف ساعه كان يقف أمام المرآه ينظر الي هيئته .. فقد تخلي عن بذلاته الرسميه 
وارتدي قميص أبيض مع بنطال من الجينز وحذاء رياضي وبدء يُمشط شعره وهو يتخيل وجه والدته عندما تجده أمامها بعد ساعتان من الآن 
وهبط درجات الدرج وهو يُهندم في شعره الأسود الذي رغم بلوغه منتصف الثلاثون الا ان شعره مازال بلونه فاحم السواد دون أن تتخلله خصلات بيضاء
لتنظر اليه أمل فهيئته لا تُدل بأنه ذاهب الي العمل 
وكادت ان تُخبره ان وجبة الأفطارجاهزه ولكن 
- أنا رايح المزرعه 
وسار من أمامها بشموخه المعتاد وأكمل حديثه 
- اهتموا بحياه كويس ولو فيه حاجه حصلت أتصلوا بيا
فوقفت أمل تُطالعه وهو يُغادر وعقلها يضرب أخماس في اسداس وهي تُخبر نفسها
- سبحان مُغير الأحوال
...................................................................
أبتسم امجد وهو يراها تضع المشروب الخاص به أمامه 
وبدء يرتشفه في صمت وهي تخبره ببرنامج اليوم ..
وبعد دقائق كان قد أنهي مشروبه .. ثم وضعه علي الطاولة التي أمامه 
ونظر الي نهي التي مازالت واقفها ..فمازحها بلطافه
- اول مره مشروب النسكافي يمر من غير أضرار
فأبتسمت بعد أن فهمت مقصده .. وجلست جانبه بعفويه 
فكل شئ قد تغير ولم يعد بداخلها خطط من أجل اقاعه بحبها 
فهي التي قد وقعت وأنتهي الأمر
- قلبك أسود علي فكره 
فضحك أمجد وهو يتأمل تقسيمات وجهها .. وأستدار بجسده ناحيتها حتي أصبحت المسافه بينهم تكاد تنعدم 
- في مواقف للاسف مبتتنسيش يانهي 
ثم أنفرجت شفتيه في ضحكه صاخبه ... جعلتها تُحدق به بتعجب 
- بتضحك علي ايه !
فبدء يُمثل لها منظرها يوم أن أنسكب المشروب الساخن علي قدميها .. فضحكت هي الأخري 
- لاء انا معملتش كده 
ليُحرك رأسه نافياً .. وأخذ يُشاكها بطريقته الخاصه حتي جعلها تنقض عليه تضربه علي صدره بقبضتي يديها وقد نست أنها موظفه لديه 
وهتفت بحنق من ضحكاته ومزحتها التي أصبحت غليظه بعض الشئ 
- بطل ضحك بقي 
وأقتربت منه تضع بكفها الصغير علي فمه كي تسكته .. لتجد نفسها فجأة تسقط بين ذراعيه وقد أنزاحت تنورتها القصيره لأعلي لتظهر ساقيها البيضاء 
ونظر اليها أمجد وهي في أحضانه .. فأرتبكت قليلا ولكن احساسها بالدفئ جعلها ساكنه 
وأغمضت عيناها وهي تشعر بأنفاسه التي تلفح وجهها .. وانحني نحو شفتيها وهو يصارع رغبته ومبادئه 
وقبل أن يجد نفسه ينصاع لرغبته .. ابعدها عنه وهو يهتف بضيق 
- انا لازم اخرج دلوقتي عشان عندي اجتماع ضروري في النقابه 
وطالعته بصدمه وهو يتجه نحو غرفته ولا تعلم لما تبدلت ملامحه بتلك السرعه .. فللحظه ظنت أنه سيقبلها سيخبرها أنه يحبها ولكن كل شئ تبخر سريعا 
..................................................................
أنحني يُقبل يد والدته وهي لا تُصدق أنه أمامها الان 
- اخيرا أفتكرت أمك ياعمران 
فعاد يُقبل يدها مُجدداً ثم رأسها 
- انتي عارفه الشغل ومشاكله 
ثم أبتسم وهو يضمها بذراعيه لصدره 
- انتي الغاليه ديما ياست الكل 
فأتسعت ابتسامتها وهي تستمع لكلماته ..فتربيتها لاولادها ها هي تجني ثمارها اليوم 
واجلسها علي الأريكه ثم جالس بجانبها وهو يتسأل
- فين فرح ؟
فهتفت والدته بأسم الخادمه .. ثم أخبرته بمكانها
- فرح في الملجأ .. متعرفش أنا مبسوطه قد أيه ياعمران أنها بدأت ترجع تاني تضحك 
وجاءت الخادمه مسرعه .. ورحبت بعمران بأحترام ثم هتفت 
- أفندم ياهانم 
وظلت ليلي تُملي عليها الأكلات التي يُحبها عمران ..والخادمه تُحرك رأسها بفهم 
- حفظتي كل اللي طلبته منك ياأم سعد 
فأبتسمت أم سعد بطيبه 
- طبعا ياهانم .. ده انا هعمل للبيه كل اللي بيحبه .. والله القريه كلها نورت 
فتمتم عمران بهدوء : شكرا ياأم سعد 
وأبتسمت ليلي وهي تتأمل عمران 
- طب روحي أنتي دلوقتي ياأم سعد حضري الحاجه انتي وصباح  وانا شويه وهحصلك عشان اساعدكم
فأنصرفت الخادمه .. ونظر عمران والدته التي تحتضن ذراعيه .. مازالت أمه امرأه رقيقه حنونه 
ويسألوه دوما لما لم تتزوج فهو يبحث عن أمرأة شبيها بها وليس بمن يُحاوطوه ويرغبون به لاجل أسمه وماله ويظهرون اجسادهن اليه وهم يظنون أنهم بهذا يسقطوه في فخ الزواج .
وبدأت تسأله عن وضعه وكيف يأكل .. حتي تعالت ضحكاته بعد ان اخبرته 
- بس انت شكلك مش عجبني .. وشك بقي اصفر وخاسس ياحبيبي 
فأشار نحو جسده وهو مازال يضحك 
- كل ده وخاسس ياست الكل .. ده انا بفكر اروح الجيم كل يوم مش يوم ويوم 
واخذ يُمازحها ويسألها عن احوالها .. الي ان نهض بعد ان تذكر لقائه بشخص ما 
- اشوفك علي الغدا ياست الكل ..عندي مشوار ضروري هخلصه 
فحركت ليلي رأسها بتفهم .. وأنصرف هو نحو وجهته
..................................................................
كان يتحدث في الهاتف مع أحداهن يُواعدها بسهره لن تنساها 
فترفع مها عيناها عن الأوراق التي أمامها .. ونظرت اليه وهو يردف داخل مكتبه ..فحتي السلام لم يُلقيه عليها
ودمعت عيناها من تلك المعامله ..وقلبها بدء يُخبرها بلوم
" اكيد بقي متأكد أنك بتحبيه ياغبيه "
وأزالت دموعها بعنف .. ولملمت الأوراق التي يجب أن يطلع عليها 
وأقتربت تضع أمامه أحد الملفات .. فترك حاسوبه 
ونظر اليها يتأمل هيئتها ... وتمتم داخله 
- رجعتي مها القديمه .. وده كان المطلوب 
وتسأل وهو ينظر الي ما أمامه 
- مجتيش ليه أمبارح 
فشعرت بالحرج من سؤاله 
- كنت تعبانه شويه 
فطالعها بتفحص وهو يبتسم 
- أه مفهوم 
كانت ردوده البارده كالأسهم تخترق قلبها ..وأنتظرت ان ينتهي من مراجعة الأوراق ويقوم بالتوقيع عليها ..فهو أصبح الأن من يتولي كل المهام بعد أن تفرغ عمران لمشاريعه الأخري 
وحملت الأوراق التي وقعها ..وهي تُريد أن تهرب لتختلي بنفسها ..
وبعد أن أنصرفت زفر أنفاسه بتعب ..فالدور الذي اصبح يؤديه يقتله قبل أن يقتلها .. فهو أحبها .. أحبها من نظراتها الهائمه به .. احب ابتسامتها التي كانت تخصها له وحده 
أحب أرتباكها .. أحبها لحبها له .. ولكن ماضيه عالق بحياته 
فقد هدمته أحداهن بعد أن اعطي لها كل شئ بحياته .. تركته بعد أول ريح أصابت حياتهم بعد أن خافت علي نفسها من حياة الفقر معه عندما خسر مشروعه وبعد أن كان في طريقه لأعلي عاد ثانية للبداية 
وكانت البداية في كل شئ !
..................................................................
أبتسمت حياه بشحوب وهي تري كل من منيره وامل ونعمه يجلسون معها بغرفتها يطعموها ويهتمون بها 
حتي صالح الرجل الطيب جاء يسأل عنها وهو يحمل بيديه باقة ورود لطيفه ومازحها ضاحكا عندما اعطاها لها 
- الورد عندكم أهم من اتنين كيلو موز
كما ان منار ورامي هاتفوها من العمل وتمنوا لها الشفاء ولم يرغبوا بالقدوم لأنهم يعلموا بأن حياه مجرد ضيفه عند معارف لصديق والدها فلم يريدوا ان يتسببوا لها بالحرج  
ومدّت أمل لها بكوب الماء ثم العلاج الذي جاء وقته 
- علي فكره عمران بيه سأل عنك الصبح 
وقلدت صوته وهي تتنحنح 
- وقالي لو حصل حاجه ياأمل هانم أبقي أتصلي بيا 
فوكظتها منيره علي ذراعها 
- أمل هانم .. اه لو كان موجود دلوقتي كنتي زمانك قلبتي قطه 
فضحكت نعمه وهي تُقشر لحياه التفاح وتعطي لها لتأكل 
- فعلا ياحياه كان قلقان عليكي جامد امبارح .. انا مصدقتش ان ده عمران بيه 
فأبتسمت حياه وهي تشعر بالخجل كلما تذكرت انه حملها 
وعادوا يمزحون ويثرثرون .. وكانت ضحكاتهم تتعالا ورغم ان كل منهن تملك الكثير من الهموم الا ان الله لطيف بعباده 
.................................................................
رحب أدهم بعمران وهو لا يُصدق انهم ألتقوا مُجدداً... فمعرفتهم ببعض جائت عن طريق الصدفه ..فعمران كان يحضر مؤتمر خاص بمجال الهندسه بأمريكا ومكث هناك قرابة الستة أشهر وفي تلك الفتره كان يذهب لنادي رياضي وفي يوم كان توجد دورة مخصصه للاعبي كورة السله وعندما علم بموعد أقامتها قرر الأنضمام اليها وهنا جائت معرفته بأدهم الذي كان ضمن فريقه 
وأخر لقاء كان بينهم منذ اربع سنوات حينما جاء برحله الي مصر مع خطيبته كاميليا التي أرادت أن تزور وطن والد خطيبها
وجلس أدهم وهو يُتمتم دون تصديق 
- أخيرا ياابن العمري أتقابلنا 
فربت عمران علي كتفه : 
- بس لحد دلوقتي ازاي أنا معرفش ان منصور القاضي جدك 
فضحك أدهم وهو يجلس بأسترخاء
- هو ان لحقت أقعد معاك .. ان شوفتك من هنا في شرم وبعدين كنت مستجعل ومتقبلناش تاني
ليتذكر حادث شقيقه مازن فشحب وجهه قليلا .. ففي نفس اليوم الذي مات فيه شقيقه.. ألتقي بأدهم الذي أخبره بوصوله مصر ول حظه أنه كان هناك لعقد أحد الصفقات
فحكي له عمران  ماحدث يومها .. ليشعر أدهم بالأسف 
- أسف ياعمران مكنش قصدي أفكرك .. تعيش وتفتكر ديما
فحرك عمران رأسه .. وبدء يسأل كل منهما الأخر عن أعماله 
وتسأل دون تصديق : مش معقول نهيت كل شغلك في أمريكا
فتنهد أدهم بهدوء :قررت أعيش في بلدي .. هأسس مكتب محاماه هنا وهبني أسمي زي هناك 
وجائت الخادمه في تلك اللحظه تضع أمامهم قهوتهم ..ثم أنصرفت .. ليهتف عمران 
- صدقني ده أسعد خبر سمعته حاليا ..ومتقلقش أسمك مميزه في عالم القانون انت ناسي شهرتك في أمريكا دول مسمينك هناك الحوت 
فأبتسم أدهم وهو يتناول فنجان قهوته 
- اتجوزت ياعمران ولا لسا عازب 
فضحك عمران بقوه 
- تعرف انا بقيت بأسمع الجمله ديه أكتر من أي حاجه تانيه في حياتي 
فضحك أدهم هو الاخر .. وعندما سأله عمران عن خطيبته وهل تزوجوا ؟
تمتم أدهم بضيق : اتجوزنا وأنفصلنا 
فلم يجد عمران اي رد مناسب له ..فقرر أن يتجاوز ذلك الحديث ولكن أدهم تابع 
- بس عندي "مالك" عمره سنتين
فأبتسم عمران وهو يتمني له أن يري الخير فيه 
وتسأل ادهم بعد أن تذكر انه يوجد سبب رئيسي لتلك المُقابله 
- ايه هو الموضوع الضروري اللي كنت عايزني فيه ضروري 
فأعتدل عمران في جلسته بعد أن ارتشف من فنجان قهوته
وبدء يتحدث بعمليه 
- عايز اشتري منك الارض اللي كانت ملك منصور القاضي ودلوقتي بقيت ملكك 
واخبره عن رفض جده قديما لمنحهم هذه الأرض ..
فنظر اليه ادهم بتفكير 
- طب وانتوا ليه متمسكين بالأرض ديه ، وهتستفيدوا ايه منها .. انا عارف ان عيلة العمري مش محتاجه اراضي ولا عقارات 
فضحك عمران وهو يري أدهم يُحادثه بطريقة رجال القانون 
- ياسيدي الأرض ديه ماليش منها أي فايده غير انها هتكون لله 
وبدء يشرح له عن موقع دار الأيتام وحاجتهم لتلك الأرض كي يبدئوا في التوسيع وعمل مدرسه وبناء مبني أخر للدار لاستيعاب اعداد اخري
وأبتسم أدهم وهو يُشاهد صديقه وهو يشرح له خطته ويطلب منه أن يضع السعر الذي يُريده بالأرض
ثم وقف فجأه ومدّ يده نحو عمران قائلا :
وانت تفتكر أني هقول لاء 
وتابع بجديه : الأرض ليك من غير فلوس 
وأتسعت أبتسامة عمران دون تصديق .. ليهتف أدهم
- وبما أني محامي ..فهخلصلك أجراءات التنازل بسهوله
ونهض عمران من مجلسه وهو يُصافحه بقوه 
- متعرفش قد أيه انا مبسوط بمساهمتك ديه 
وتابع : ايه رأيك تيجي معايا مزرعتنا تتعرف علي والدتي 
فرحب أدهم بذلك الأقتراح 
ليهتف عمران : وطبعا الأستاذ "مالك" معزوم 
..................................................................
تقدمت فرح ببتسامة لطيفة مُرحبه بعمران ثم بصاحب الارض وعندما وقع نظرها علي الصغير"مالك" وعمتها تضمه اليها .. ألقت بحقيبتها جانبا وركضت كالأطفال وهتفت بحماس 
- عندنا نونو صغير ..
ثم نظرت الي عمران وهي ترفع أحدي حاجبيها
- انت اتجوزت وخلفت من ورانا ياعمران 
واكملت دون أن تعطيه فرصه لأفهامها 
- مش مهم أنك مقولتلناش .. المهم انك جبتلنا الكتكوت ده 
وقبلت الصغير قبلات عديده وعمتها تكاد تنفجر من الضحك
فهتف عمران بغيظ 
- "مالك" ابن أدهم صاحب الأرض وصديقي 
فنظرت نحو الجالس بأرتباك وهمهمت ببعض الكلمات التي لم تسمعها سوي عمتها.. ثم عادت الي مُداعبة الصغير ثانية
وبعد أن كان الصغير عابس الوجه اخذ يضحك ويمرح 
وبعد دقائق نهضت ليلي .. فحملت فرح الصغير ونهضت خلفها وهتفت 
- بعد أذنك يااستاذ أدهم 
فحرك أدهم رأسه بتفهم ..وغادرت هي الاخري .. ليتعلق نظر أدهم عليها 
- فرح بنت خالي شاكر الله يرحمه 
فأبتسم أدهم : الله يرحمه 
وأكمل عمران : هي صاحبة فكره اننا نضم الأرض من تاني وأسترخي بجسده قليلا ثم تابع 
- بعد ماجدك قالها لينا واضحه من سنين 
" انه مش هيفرط في الأرض مهما حصل "
وعادت ليلي أليهم تخبرهم أن الطعام جاهز .. فسار عمران وخلفه أدهم الذي بدء يشعر بالألفه أتجاه تلك الأسره 
ووقع ببصره علي تلك الجالسه أمام مائده الطعام التي تضم أشهي الأطعمه وصغيره يُداعبها بحركات طفوليه وهي تضحك وتطعمه 
وجلس وكلما تناول لقمه .. كانت عيناه تقع عليها وداخله يتعجب من وجود نساء هكذا ...فهو قد قرر أن يعيش لأجل صغيره وعمله فقط 
وأبتسمت ليلي وهي تري تعلق فرح بالصغير وهتفت
- فرح علي فكره صحفيه
فنظرت هي الي عمتها وأبتسمت 
- ومتوقفه عن العمل لأجل غير مسمي ..
واكملت بمرح : ممكن نقول أجازه طويله شويه 
فضحك أدهم علي طريقتها المرحه في الحديث .. وضحكت هي الأخري 
وتأملها للحظات وهو يهتف بقلبه 
" تعقل أيها الغبي ... مازلت تضمد جراحك"
...................................................................
عاد عمران بعد أن قضي اليوم بأكمله في المزرعه ..ونظر نحو غرفتها فوجدها مُظلمه .. فشعر بالقلق عليها .. وعندما ترجل من سيارته صعد الدرجات الرخاميه القليلة التي تقوده نحو بهو المنزل .. وسمع صوت ضحكات عاليه علم أنها أتية من المطبخ 
فسار بخطوات مُتردده وهو يحث نفسه علي التراجع ولكن
كانت رغم مرضها وشحوبها الا أنها تضحك .. فجلسة الفراش قد أتعبتها فقررت أن تخرج تشم الهواء النقي بالحديقه ثم جالستهم بالمطبخ كما أعتادت ...وبما ان صاحب المنزل ليس هنا فأصبح اليوم مُريح ولا يُعكر صفوه شئ 
وسمعوا نحنحت عمران الرجوليه 
فنهضوا فزعاً ولكن حياه ظلت جالسة بمكانها 
وهتفت منيره : حمدلله علي السلامه يابني 
واتبعتها كل من أمل ونعمه بتوتر 
- حمدلله علي السلامه يابيه .. تحب نحضرلك العشا 
فتمتم عمران : لاء مافيش داعي 
ونظر الي حياه التي طأطأت رأسها منذ دخوله .. وجالت عيناه عليها ولأول مره يُدرك أن شحوب الوجه يُعطي جمالاً خاص 
وتسأل بنبرة حاول ان يجعلها جامده 
- عامله ايه دلوقتي 
فنظقت برقه وهي ترفع عيناها نحوه 
- الحمدلله أحسن .. شكرا 
فتعجب من شكرها ولكن ادرك سريعا لما شكرته فبالتأكيد اخبروها بما فعله أمس 
ووقف لثواني ثم أنصرف دون كلمه 
فنظرت كل من نعمه وأمل لبعضهم وخشوا من غضبه لرؤيته لحياه هنا 
ودق القلب
أسترخي بجسده وهو يُطالع بعض الاوراق ولكنه لم يجد رغبه بأي شئ .. وكاد أن ينهض ويصعد لغرفته الا انه وجد نيرة تقتحم غرفته بعد أن رمقت أمل بنظرات متعاليه قبل حتي أن تُخبره بوجودها
وزفر انفاسه وهو يعلم سبب قدومها 
- كده ياعمران اكلمك تقفل السكه في وشي .. وبعدها تقفل تليفونك 
فمسح علي وجهه بأرهاق .. وتنهد بيأس 
- ماانتي يانيره اللي بتحبي تستفزيني .. قولتلك ألغي المقابله بتاعت النهارده أو أعتذري عن عدم وجودي ليهم .. وانتي فضلتي تسألي عن السبب 
وتابع بضيق : من امتي انا متعود أقول لحد عن أسبابي 
فحدقت به بأرتباك .. فهي تعلم طباعه ولكنها ارادت لو لمره واحده تشعر بأهميتها في حياته ويُخبرها عن سبب عدم وجوده الليله ولكن كما اعتادت لا شئ 
ورسمت أبتسامه هادئه علي وجهها .. فهي تُحبه وستتحمل حتي تصل اليه ثم .. وبدء شيطانها يضحك وهو يخبرها أنها ستكون سيدة كل شئ في شركاته وفي منزله 
حب خلقه المال ليس أكثر
- اوك ياعمران خلاص فهمت .. 
وأزاحت تلك الخصله التي سقطت علي وجهها وتابعت بدلال
- عشاء العمل النهارده كان هايل وكان ناقصك 
وأبتسم عمران بعمليه ومدحها فرغم رفضه لطباعها المتحرره الا انه لا ينكر أنها امرأه ناجحه بشده بعملها 
- مدام أنتي موجوده بدالي يانيره .. عارف ان كل حاجه هتمشي زي ما أنا عايز
فأقتربت منه حتي لم يعد يفصلهما شئ وهتفت بنبره رقيقه 
- أهم حاجه تكون راضي ياعمران
...................................................................
أستيقظت حياه بنشاط ومدّت ذراعيها وهي تتثاوب .. فقد تحسن جسدها بعد عناية دامة خمسة أيام من الأهتمام والدلال من كل من حولها حتي عمران كان يسأل عنها يوميا من أمل التي بالطبع كانت تخبرها 
بدأت تشعر بشئ عجيب يتحرك داخلها ولا تعلم سببه 
وزفرت انفاسها بهدوء ونهضت من فوق فراشها وقررت أن تتجاهل كل شئ .
وأنهت طقوس يومها .. وعلقت حقيبتها الصغيره علي كتفها 
وسارت نحو المطبخ وهي تتمايل بخفه بخطواتها 
وعندما رأتها أمل هكذا أبتسمت .. وتذكرت حديث عمران أمس 
" حياه تقدر تيجي تقعد معاكم زي ماكانت .. وصالح يقدر يوصلها في اي مكان حبيت تروحه "  
ورغم انها تعجبت قليلا الا انها فرحت بشده 
- وانا اقول مطبخنا منور ليه
وضحكت منيره وفتحت لها ذراعيها 
- قمر ياحببتي 
وتحسست جبينها بأمومه .. وأبتسمت عندما وجدتها علي مايرام 
وتسألت عن نعمه : فين نعمه 
فجائت نعمه علي أثر صوتها 
- كنت بدخل القهوه لعمران بيه 
وجلسوا يمزحون كعادتهم وهم يتناولون وجبة الافطار 
ونهضت حياه فجأه 
- كده هتأخر علي الشغل 
لينظروا اليها بدهشه .. فهتفت أمل
- انتي لسا تعبانه ياحياه ..
فأبتسمت حياه وأنحنت نحوها تُقبل وجنتها 
- انا بقيت زي القرده اه ياأموله 
وانصرفت بعد أن ودعتهم .. فأبتسموا 
...................................................................
تقاطعت طرقهم .. ليبتسم ادهم لها فتبادله تلك الأبتسامه 
ثم أكمل كل منهما طريقه .. ووقف بعد لحظات وألتف كي يري طيفها 
فوجدها تنحني نحو الأرض تحمل حجر ضخم كي تزيله عن الطريق 
وظلت تُدحرجه علي الارض بسبب حجمه .. كان نفس الحجر الذي رأه وهو يسير وكان سيصطدم به ولكنه تجاوزه واكمل طريقه 
ولكن لما هي تُحاول أن تزيله من مكانه .. فمن وضعه هو من يجب عليه فعل ذلك 
أسئله كثيره تُراود عقله وعلامات استفهام توضع دون اجابه
وبعد أن شعر بعدم قدرتها .. عاد اليها 
- أنسه فرح 
فألتفت فرح له واعتدلت في وقفتها 
- ممكن تساعدني أشيل الحجر ده 
كانت تتحدث بنبرة صوت دافئه وعيناها السوداء الجميله تلمع بوميض عجيب لأول مره يراه 
وازاح الحجر .. ونفض كفيه ببعضهما وأبتسم لها 
فشكرته بود 
- شكرا 
وأتسعت ابتسامته  وتسأل
- بس انتي ليه وقفتي تشليه المفروض اللي حطه هو اللي يشيله
فنظرت اليه ثم نظرت نحو الحجر 
- لو كل واحد فكر كده يبقي كلنا هنبقي شبه بعض .. 
وأبتمست وهي تُتابع طريقها وهو وقف مكانه يستعجب ماقالته  ...............................................................
تفاجئ عمران بما اخبرته به نعمه قبل أن يتجه نحو سيارته ليذهب للشركه 
وسألها بضيق : مش قولت ترتاح وتهتموا بيها 
فأرتبكت نعمه وهي تفرك يديها بتوتر 
- هي اللي أصرت ياعمران بيه .. وقالت انها بقيت كويسه 
وعاد يتسأل : صالح وصلها طيب 
فحركت نعمه رأسها بمعني لا 
فطالعها عمران  بغضب ثم تمتم بكلمات مُبهمه لم تفهمها .. وتابع سيره 
..............................................................
خرجت من سيارة الأجرة وهي تنظر الي الشركه ذات الصرح العالي والتي تحتل أرقي المناطق ..وأبتسمت فقد اشتاقت لمنار ورامي ورغم انها تشعر بالأسي نحو عملها فهو ليس ماتمنت 
وتمتمت لنفسها بصوت هامس وهي مازالت واقفه تنظر الي الشركه 
- كل العظماء أبتدوا من الصفر ياحياه 
وأعتدلت في وقفتها وهي تتخيل يوما ما ستدخل هنا بوضع يليق بها .. ثم ضحكت وهي تضرب جبهتها 
- اظاهر اني اتجننت 
وكادت ان تخطو خطوة واحده الا انها وجدت ذراع تسحبها 
واحدهم يبتسم بوقاحه وهو يتفحصها 
- انتي بنت محمود الرخاوي 
فنظرت اليها بخوف وحركت رأسها بنعم .. فملامحه الجامده قد أخافتها مع نبرة صوته الغليظه غير ذلك الرجل الذي يقف خلفه ويُطالعها بشر 
وسحبها  بقوه مجدداً وهتف بخبث 
- تعالي معايا يابنت الغالي 
فبدأت تتملص من قبضته وصرخت بصوت ضعيف 
- سيب ايدي .. 
وفجأة وجدت أحدهم يضع يديه ويزيح الرجل عنها 
فوجدت عمران الذي أتبعه كلا من سائقه ورجال الأمن فقد كانوا يقفوا دون أن يفكروا بنجدتها ولكن عندما جاء صاحب الشركه تغير كل شئ 
ووقفت خلفه حتي أنه شعر بيديها تتشبث بسترته من الخلف 
مشاعر عجيبه شعر بها ..وجز علي أسنانه بقوه وهو يود أن يلكم هذا الرجل علي أرهابه لها بهذا الشكل 
وصاح الرجل بحبور : عمران باشا حفيد العمري ..اهلا ياباشا 
وبدء يعرفه بنفسه ..فنظر اليه عمران ببرود 
- طب واللي حابب يعرف حد بيه .. يتصرف بالشكل ده يافؤاد باشا 
فشعر الرجل بحماقة فعلته .. وزفر أنفاسه ساخطا وهو يري حياه التي مازالت تحتمي بجسد عمران 
- أعذرني ياباشا رجالتي مقالوش ليا انها في حمايتك 
ونظر الي الرجل الذي خلفه بنظرات غاضبه ثم أكمل 
- تحب نتكلم في أرضي ولا في ارضك 
فأتسعت عين حياه الخائفه وهو تستمع لتلك الجمله التي لم تفهم معناها 
فأبتسم عمران بتهكم 
- اللي يريحك يافؤاد باشا 
فتمتم فؤاد ببتسامه ماكره
- مدام احنا عندك هنا .. يبقي أطلع مكتبك أشرب قهوتي معاك
فألتف عمران نحو حياه التي تنظر اليهم بخوف 
- روحك شغلك ياحياه 
فأنصرفت سريعا بعد أن طالعها فؤاد بنظرات مشمئزه 
وأشار عمران  لفؤاد بأن يتقدم أمامه .. فأتجه فؤاد لداخل الشركه وخلفه رجله 
وأقترب هو من رجال الأمن التابعين لشركته 
- حسابي معاكم بعدين 
وكادوا أن يبرروا له عدم اهتمامهم بالأمر في البدايه خوفاً من إثارة المشاكل ولكن عمران أنصرف وهو يُشير لهم بأن يصمتوا
...................................................................
جلس فؤاد بأسترخاء وهو يرتشف قهوته ببطئ ..ووضع فنجان قهوته علي المنضده التي امامه بعد ان أرتشف رشفتين متتاليتين 
- نتكلم بقي في المفيد
فأعتدل عمران في جلسته بعد أن ملّ 
ووضع ساق فوق ساق وهو يسترخي بجلسته وتمتم
- ياريت يافؤاد باشا 
ونظر الي ساعة يده بعمليه ثم تابع حديثه
- لانك عارف وقتي بفلوس 
فضحك فؤاد : طبعا طبعا 
وتنحنح فؤاد قليلا وهو يحك ذقنه 
- عايز بنت محمود 
فنظر اليه عمران طويلا ينتظر أن يُكمل عباراته
- ديه بنت ابن عمي وانا أولي بيها اراعيها
وظهرت علي ملامحه المكر .. فمال عمران بجسده لأمام
- عايزها عشان فاكر انها معاها فلوس من أملاك والدها .. بس اللي متعرفهوش ان محمود الرخاوي مات وهو محلتهوش حاجه 
ورغم علم فؤاد بذلك من مصادره الخاصه التي تتبعت محمود بعد سقوطه في عالم المال الا انه مازال يظن بأن محمود لن يترك أبنته هكذا دون وديعة او شئ بأسمها 
وقرر أن يتلاعب مادام لا يوجد مال 
- وماله ياعمران باشا أنا سمعت أن حسام نورالدين هو اللي جابها هنا امانه ليك وبعدين سافر تاني ولسا مرجعش من بره
وصمت قليلا ثم تأمل ملامح عمران الجامده
- واظن ان عيلتها اولي بيها.. ده غير ان محمود الله يرحمه كان غالي عليا اووي 
نطق كلمته الاخيره بتهكم .. فمحمود كان ألد اعدائه منذ ان كانوا شبابً ولكن محمود الخبيث الماكر دائما كان هو الأسبق في الحصول علي مايُريد ..وظل يتبعه لسنين طويله يحقد عليه لنجاحه وثرائه الي ان انتهي فكانت الشماته اول شئ فعلها وارتاح قلبه الحاقد وعندما علم من مصارده انه توفي وجاءت ابنته لموطنها الأصلي وتعيش في كنف عمران العمري 
وان حسام مهتم بها بشده بدء يشك في الأمر وايقن ان محمود مازال لديه المال ومن الممكن ان يكون شريك مع حسام الذي بتأكيد يعد صفقة ناجحه مع عمران العمري
وتعالت ضحكات عمران وهو يعلم مدي كرهه فؤاد لأبن عمه 
فيبدو ان محمود الرخاوي زرع قبل ان يرحل كرهه في أنفس الكثير ومنهم هو .. 
وشرد في مامرت به عائلته ومرض جدته بعد ان ماتت عمته .. ولولا رحمة الله بهم وستره لها لكانوا عاشوا طيلة حياتهم مطأطئين الرأس ولكن الكل يعلم ان عمته الجميله التي كانت تتحاكي العائلات عنها ماتت بسبب حادث
ونهض من مجلسه .. وهو يتلاعب بأصابعه ثم نظر الي فؤاد طويلا 
- قول اللي عندك يافؤاد من غير لف ودوران 
فأبتسم فؤاد وداعب شاربه 
- مدام عايزني اكشف اوراقي وماله يابن العمري .. انت ابن الغالي برضوه 
وتابع بجديه : مدام محمود مات ومش حلته حاجه ولا بينه وبين حسام شراكه .. انا عايز بنته ليا 
فأتسعت حدقيتي عمران وهو يستمع لوقاحته 
- علي سنة الله ورسوله .. ولا انت كنت فاكر ايه 
وضحك بضحكه بغيضه واكمل 
- اهي من لحمي ودمي واستر عليها 
وداخله يتمني أن تقع تحت يديه ليذيقها معني الذل ويشفي غليله من محمود فيها 
وعاد عمران يجلس ثانية 
- حياه أمانه عندي 
فضحك فؤاد بتهكم : ما احنا أهلها ولا يصح تقعد عندك اوعند حسام وأهلها موجدين .. ده عيب في حقنا واحنا صعايده وبنفهم في الأصول ولا ايه ياابن الغالي 
كان مايقوله حقيقه فمكوثها لديه لايصح .. واذا قرر فؤاد وهو يعرفه تماماً جمع عائلتهم فستكون النتيجه لصالحه 
وصمت قليلا وهو يُفكر فيها كيف سيتركه تُعاني مصير هكذا تتزوج رجلا بعمر والدها ويبغضه ايضا هو أصبح يدرك ان كرهه لها ليس الا لانه يربطها دماء ذلك ال...
وعندما تذكر انه بين يدي الله ..أستغفر ربه 
وفاق علي صوت فؤاد 
- روحت فين ياعمران باشا 
ولأول مره يشعر عمران بضعف جبهته ..فلو كان حسام فاق من غيبوته لكانوا فكروا بحل سويا 
- انت مش شايف ان حياه في عمر ولادك ولا ايه يافؤاد باشا 
فألتوي فم فؤاد قليلا .. ثم اكمل عمران بخبث 
- انا سمعت انك داخل صفقة ..
وتابع بمكر : اللي شركتي برضوه داخله فيها.. وانت عارف لما شركات العمري بتدخل في حاجه 
فشحب وجه فؤاد وهو يفكر بأنه يحتاج تلك الصفقه بشده
- نتفق ياعمران باشا 
فحرك عمران رأسه بأبتسامه ماكره بعد ان نجح في وضع الخيوط بيده كما اعتاد 
- شركتي مش هتدخل في الصفقه الجديده اللي هتكون مع الحكومه .. وهسيبهالك تاخدها وهساعدك كمان 
فتهلل وجه فؤاد وظهرت السعاده علي محياه ... فعمران العمري سيتركه يربح بالصفقه بل وسيُقدم خدماته 
واكمل عمران عباراته بأسترخاء 
- مسألتنيش ايه هو المقابل 
فأعتدل فؤاد في جلسته ... وتسأل 
- ايه هو المقابل 
ومدام الصمت للحظات الي أن 
- حياه !
...................................................................
نظرت نهي اليه وهو يتناول الفطور الذي اعدته له .. فتلك مهمتها اليوميه من ضمن مهام عديده كمساعدة شخصيه
ورفع وجهه وهو يمضغ الطعام بتمهل 
- بتبصيلي كده ليه .. انا خايف أفطس وانا باكل 
فضحكت وهي لا تصدق ان اعلاميا مثله يخرج تلك الكلمات من فاه وكأنه فهم نظراتها 
- حاولي متركزيش معايا يانهي في حياتي .. لانك هتلاقيني غريب عن اللي في دماغك 
ومسح فمه بالمنديل وهي مازالت تنظر له .. نظراتها كانت نظرات عاشقه .. فهي كل يوم تكتشف فيه صوره اخري 
كانت تظنه في البدايه رجلا مغرورا يمشي كالطاووس ولكن وهذا ماكان يدفعه اكثر ان تضع شباكها  عليه ولكن عندما أقتربت منه علمت أن "أمجد العمري" رجلا مختلفاً عن من كانت تظنه
ونهض ووقف قبالتها .. وحرك يده امام وجهها
- انتي بقيتي تمثال ولا أيه يانهي
واخيرا فاقت من تحدقيها المخزي 
- أصل .. وبدأت تتعلثم في حديثها وتخبر نفسها 
" مالك بقيت كده يانهي مبتعرفيش تجمعي كلمتين علي بعض طول ماانتي قدامه "
فتحرك امجد من امامها وهو يُتمتم
- لاء ده أنتي النهارده في عالم تاني 
..................................................................
انهت نيرة تمرينها ..واخذت حقيبتها الرياضيه 
فالنادي الذي هي عضوه به يضم الأثرياء وهذا دوما ماتريده
 وسارت بخطوات مغروره 
يُطالعها البعض بأعجاب والبعض الأخر بحقد 
وجلست علي احد المقاعد كي ترتاح قليلا وتطلب عصير البرتقال المفضل لديها .. وأرتدت نظارتها السوداء واسترخت بجسدها 
لتسمع همسات احدي السيدات 
- هي لسا متجوزتش 
لتهمس الأخري وهي تلوي شفتاها 
- بيقولوا ان بينها وبين عمران العمري علاقه 
فتمتمت الأخري : عرفت توقعه مش زي بنتي الخيبه
وشعرت بالسعاده ان الكل يظن هكذا .. فعمران بماله هو حلمها 
...............................................................
كانت عائدة من عملها والأرهاق ظاهر علي وجهها .. وأتجهت حيث تجلس والدتها دائما ..وكان صوت التلفاز عالي بعض الشئ ولكن الحديث الذي كان يدور بين شقيقتها ووالدتها لم يُداريه ..
لتسمع والدتها وتأفف شقيقتها
- قولتلك قومي شيلي الهديه اللي خطيبك جبهالك قبل ماأختك تيجي .
فهتفت لمياء شقيقتها بضيق 
- انا ذنبي ايه أتخطبت قبلها وهي لسا متخطبتش 
وصرخت بقوه بعد ان وكظتها والدتها
- بكره أختك يجيلها نصيبها وأحسن الناس كمان .. 
وتابعت كلامها بحسنه : ياحببتي راعي شعور أختك 
فنهضت لمياء بتأفف .. وأنصدمت عندما رأت مها امامها
فأبتسمت بتوتر .. وانصرفت نحو غرفتهما 
لتفتح لها أمها ذراعيها 
- تعالي ياحببتي  
فأقتربت مها منها وأحتضنتها وقلبها يؤلمها ..هي لا تُريد ان تخفي شقيقتها سعادتها كي لا تجرحها ..هي راضيه ومؤمنة بأن عندما يأتي النصيب سيأتي كما انها لا تُريد ان تتزوج وكيف تتزوج بأحدهم واخر عالق بقلبها الأحمق 
ورفعت وجهها نحو والدتها 
- ماما خلي لمياء تفرح بالحاجه اللي خطيبها جيبهالها 
وكادت ان تعترض والدتها الا انها 
- انتي ربتيني ان أفرح لفرح غيري 
فتمتمت والدتها 
- بس يابنتي 
فرفعت مها وجهها نحو والدتها تُقبل وجنتيها حتي أبتسمت الأخري وحركت رأسها برضي
..................................................................
أنهت حياه عملها ورغم توترها في بداية اليوم بما حدث مع ذلك الرجل الغريب الذي فهمت من حديثه مع عمران انه من أهل والدها .. منار ورامي بمزاحهم أنسوها كل ذلك وهاهي تدفع أجرة سيارة الاجرة وتردف داخل الفيلا وتأكل من الحلوي التي بيدها .. فهي تعشق نوع تلك الحلوي منذ أن كانت صغيره وفرحت عندما وجدتها تبتاع هنا ايضا فقد ظنت انها لن تجدها سوي ب لندن 
كان عمران يسير بالحديقه ينتظر قدومها .. وعندما وقعت عيناه عليها .. هتف بأسمها
- حياه 
فوقفت ولاول مره لا تشعر بالخوف منه .. فشعورها أتجاهه بدء يختلف عندما أصبح يعاملها بلطف ورفق منذ مرضها .. واليوم أكتشفت أن القشره الصلبه التي تُحاوط بعض الناس أحيانا لا تكون الا جداراً يخفي أناس اخرين 
وأقترب عمران منها ونظر الي ماتأكله بغرابه فكانت تشبه الأطفال في ذلك الوضع .. وندم علي ماكان يفعله معها وانه كان يقسو عليها بسبب كرهه الشديد لوالدها ورغبته في ذلها
ومن اسباب عرضه الزواج منها ان يحميها ولعله يُكفر عن هذا الذنب الذي أصبح برقبته من معاملته البغيضه تلك
كان حضوره بالنسبه لها يخلق داخلها مشاعر عجيبه .. فتأملته دون قصد وفاقت من شرودها علي صوته
- كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع ضروري
فنظرت اليه  ببلاهة 
- تتكلم معايا انا 
فضم حاجبيه ببعضهم  وهو يتسأل 
- هو في حد واقف قدامي غيرك 
وكعادتها.. ضربة علي جبهتها وأبتسمت 
ولا شعورياً أبتسم وليته لم يبتسم 
وأخذت تُحدق به ..وأنبت نفسها علي فعتلها الحمقاء 
وأخفضت رأسها بتوتر .. لينظر اليها عمران 
- بعد ساعه تعاليلي في مكتبي 
وانصرف دون كلمه أخري .. فزمت شفتيها بقلق 
- عجيبه انه عايزني ممكن يكون عشان الراجل بتاع الصبح 
ثم هتفت بتمني : ياريت تكون اقامتي هنا أنتهت
واكملت سيرها نحو غرفتها حتي تُبدل ملابسها 
ودق القلب
أنهت طعامها وجلست تمزح معهم كعادتها ..فهم أصبحوا عائلة لها ..عائله ولدتها الأيام .. ونظرت الي نعمه التي تبدو اليوم جميله ومشرقة الملامح وتسألت بمرح
- جمال هيخطبك مش كده 
فضحكت كل من منيره وأمل عليها .. فحركت نعمه رأسها بخجل 
- أمبارح قرينا الفاتحه .. وبعد أسبوعين هنجيب الشبكه 
وتابعت : دبلتين علي قدنا 
فنهضت حياه من فوق مقعدها وأتجهت نحو نعمه الواقفه خلف الموقد تُقلب شئ .
- مبرووك يانعمه .. انا فرحانه اوووي 
وحضنتها بمحبه ..ثم قفزت كالأطفال تصفق وتُهلل وتُغني 
- يادبلة الخطوبه عقبالنا كلنا 
ثم نظرت الي نعمه التي أنفجرت ضاحكه 
- مش هي الأغنيه كده ولا أنا غلطت 
وتابعت وهي تحك رأسها بتفكير
- منار ديما بتغنيها كده 
 فتعالت ضحكات أمل ومنيره اللاتي كانوا يكتمون صوت ضحكاتهن وتمتمت نعمه وهي تضع بيدها علي بطنها
- اه بتتغني كده 
ونظرت أمل الي منيره وهي تسعل 
- أنا لحد دلوقتي مش قادره أصدق انك عشتي طول عمرك بره مصر 
فعبست حياه بوجهها وزمت شفتيها كالأطفال 
- أتكلملك أنجليزي دلوقتي عشان تصدقي  
وبدأت تتحدث بطلاقه .. حتي أقتربت منها أمل ضاحكه ووضعت بيدها علي فمها
- لاء ابوس أيدك أقفلي نشرة الاخبار الأجنبيه ديه 
ومر الوقت الي أن شهقت حياه فزعاً مُتذكره أن عمران طلب منها الذهاب اليه ونظرت الي ساعة يدها الطفوليه 
- هو عمران بيه في مكتبه 
وقبل ان يتسألوا هتفت بمشاكسه :
- مش عارفه عايزني في أيه ..هعرف بس وهقولكم 
فضحكوا .. لتقترب من نعمه برقه 
- نعمه تعالي معايا عشان خاطري 
فطالعتها نعمه وهي تُحرك رأسها برفض وأشارت نحو أمل فذهبت لأمل التي رفضت هي أيضا 
وضحكت منيره علي تصرفها الذي يُشبه الأطفال .. وأنتقلت الي منيره وقبل ان تفعل معها مثلما فعلت معهم   
نهضت قائله : بس خلاص هاجي معاكي 
فأبتسمت وحياه تُقبلها 
- أستنيني أعمله قهوته .. عشان تبقي حجه لدخولي معاكي 
فضحكت حياه ونظرت الي كل من امل ونعمه بشر .. فضحكوا علي تصرفها 
وتمتمت أمل بدعابه 
- عمران بيه مش بيعض والله .. ومبيكلش بنأدمين 
وأنفجرت نعمه ضاحكه .. لتهمس لها منيره بأمومه
- سيبكم منهم 
وأنهت منيره صنع القهوه ... وأبتسمت وهي تري نظرات الشر بين الثلاثه 
وهتفت بعد أن وضعت القهوه بالفنجان 
- يلا ياحياه
فسارت معها وهي تستمع لضحكات كلا من أمل ونعمه .. وألتفت اليهم تخرج لهما لسانها ثم ركضت خلف منيره 
التي ضحكت علي افعالهم الطفوليه
وطرقت الباب بخفه 
- أدخل 
فدخلت منيره وخلفها حياه مُلتصقه بها وابتسم داخله وهو يري منيره تبعد يد حياه عنها فقد كانت تتشبث بها 
ورغم أبتسامته التي لم يظهرها الا انه شعر بالضيق من فعلته .. ف لهذه الدرجه تخافه 
ووضعت منيره القهوه أمامه ..وجاء رده
- أنا مطلبتش قهوه يامنيره 
فأرتبكت منيره ثم نظرت الي حياه التي تخبرها بنظراتها ان تظل معها 
ولكن نظره من عمران لها جعلتها تنصرف 
وأنصرفت دون ان تتفوه بكلمه .. ليهتف عمران بجمود
- مش باكل بنأدمين انا 
فأتسعت حدقتي عينيها وبغباء نطقت 
- أمل قالتلي كده برضوه
وعندما رأت نظراته الجامده .. ضربت جبهتها وتمتمت بتعلثم 
- حضرتك قولتلي انك عايزني في موضوع .. هو عمو حسام كلمك وقالك هيرجع 
فنظر اليها عمران طويلا .. ثم اشار لها بالجلوس .. وأعتدل بجلسته وبدء يتحدث معاها دون شعور بمشاعرها 
فقد اخبرها بحالة حسام وانه الي الأن لم يفيق من غيبوبته .. الي ان بدء يفسر لها وجود ذلك الرجل الذي رأته صباحا ورغبته بأخذها لانه يعتبر في مقام عمها .. شرح لها كل شئ بالتفاصيل وما يظنه هذا الرجل من امتلاكها للأموال ثم انه يريدها زوجه ثالثة له 
ونهضت حياه بفزع ونظرت لعمران دون تصديق 
- يتجوزني انا 
وتخيلت شكله العجوز فهو بعمر والدها .. واكملت بخوف 
- رجعني لندن طيب .. لحد ما عمو حسام يفوق  
وبدأت تترجاه وهي تخبره 
- انا معايا تمن تذكرة الطيار متقلقش 
كان يتفحص تفاصيل وجهها التي ظهر عليها الخوف .. ونظر الي عينيها ليجد كل ماكان يريده 
عين تكاد تُجاهد صاحبتها الا تبكي .. كسرة ووحده ومصير تجهله 
ونطق بعد أن تركها تتكلم كما شائت 
- اقعدي ياحياه واسمعيني لحد الاخر .. 
كانت نبرة صوته جامدة بارده .. وجلست تفرك يديها بتوتر 
فتابع هو حديثه الي ان اخبرها انه سيتزوجها 
ونهضت مره اخري بنفس الفزع وهي تُطالعه .. فهي تعلم أنه يمقتها ويكرهها ولولا انها امانة لديه لكان طردها 
وتهجم وجه عمران من نظراتها وهتف بحده 
- هو انا كل ما أتكلم شوية تقومي تتنفضي .
فهتفت بتعلثم 
- انا هرجع لندن 
فنهض عمران من فوق مقعده بحنق 
- هترجعي لندن تعملي ايه فيها .. فؤاد مش هيسيبك 
وبدء يري الدموع تلمع بعينيها .. فزفر انفاسه وتحدث بهدوء
- حياه جوازي منك عشان احميكي لحد ماحسام يفوق 
وبعد وقت طويل وهي صامته وهو يشرح لها طبيعة زواجهم الذي سينتهي بوجود حسام وأخيرا حركت رأسها وقد جف حلقها وهي تري نفسها عالقة بالمنتصف 
ونظرت الي عمران نظره طويله تحمل معها مشاعر مختلفه
وهمست بنبرة منكسره 
- موافقه 
...................................................................
أنتفضت فرح من نومها بفزع وحدقت بالفراغ الذي أمامها 
وزفرت انفاسها بقوه وهي تمسح علي وجهها وعادت تتذكر الحلم بشرود
رأت نفسها عروساً جميله .. ووالدها يقف يبتسم لها 
ثم ظهر أمجد وبجانبه رجلاً اخر لم تري ملامحه 
وأبتسمت عندما رأت أمجد في حلته المهندمه .. وأقترب الرجل منها وتراجع أمجد بخطواته للخلف ونظرت الي والدها لتجده يبتسم للرجل المجهول ..وتقدم منها 
وأخذت تلقي بنظراتها نحو أمجد ووالدها الي ان سمعت صوت والدها 
- روحي مع جوزك يافرح !
الكلمه ظلت تتردد في اذنيها ... كيف سستزوج بآخر غير أمجد وكيف لوالدها أن يقدمها لذلك الغريب 
اسئله كثيرة بدأت تدور بعقلها الي أن سمعت صوت أذن الفجر يعلو 
فنهضت من فوق فراشها .. وأطرقت ليلي الباب وابتسمت بحب 
- كنت جايه أصحيكي عشان الصلاه 
ونظرت الي وجهها الشاحب .. وأقتربت منها 
- مالك يافرح 
فطالعتها فرح بنظرات تائهه
- حلم عجيب ياعمتو 
...................................................................
اتسعت حدقتي عينيه وهو يستمع لصديقه وهتف دون تصديق 
- مش معقول هتتجوز 
فتنهد عمران بضجر 
- انا بحكي في ايه من الصبح .. مروان ركز معايا كده بليل محتاجك في شقتي الخاصه تيجي ومعاك المأذون .. هكلم أمجد يحضر كمان 
فضرب مروان كف بكف ومازال في دهشته 
- عمران انت متأكد
فزفر عمران انفاسه .. ونهض من فوق مقعده ليسير بخطوات هادئه نحو شرفة مكتبه وبدء يحكي له أسباب زيجته وكل شئ عن حياه ولكن دون أن يخبرهُ بتفاصيل كرهه لها ولوالدها وأسباب هذا الكرهه فقصة الانتقام قد أنتهت وأقتنع ان الله قد اخذ حق عمته وحق كل من ظلمه هذا الرجل اما أبنته فسينتظر ان يأتي حسام ويخرجه من ذلك الكابوس وترحل كما أتت 
وبدء يستوعب مروان الكلام 
- يعني جواز مؤقت عشان تحميها 
فشعر عمران بالحنق 
- في أسئلة تانيه يامروان .. لان بجد انا روحي في مناخيري النهارده
فتعالت ضحكات مروان 
- كل ده عشان هتتجوز .
وشرد  مروان في حياته السابقه وكيف تركته زوجته لانه عاد الي الصفر ولم يعد يملك شئ ، وظهرت علي ملامحه الجمود .. وعندما شعر بيد عمران علي كتفه 
أبتسم وهو يتسأل 
- طب وليلي هانم 
فحرك رأسه ببرود 
- محدش هيعرف حاجه عن الجوازه ديه .. مجرد مايفوق حسام كل حاجه هتنتهي وهننفصل بهدوء زي ماأتجوزنا 
وأشار اليه بتحذير 
- انت وأمجد وعمها بس اللي تعرفوا يامروان 
..................................................................
رفعت فرح وجهها عن الأوراق التي امامها وهي تتنهد بحنق 
فكلما حسبت أحتياجات الملجأ والاطفال وجدت عجز بالمال
فالملجأ حالته سيئه وعمران لم يكن يهتم الا ببعث المال شهريا والتي كان اكثر من نصفها يُوزع بالتساوي بين بعض الموظفين ..فقد أكتشفت أن مديرة الملجأ ومعاونيها اصبح لدي كل منهم سياره وعقار وحياه رغده كان يعيشوها 
وزفرت أنفاسها بأرهاق وهي لا تُصدق ان هؤلاء كانوا يستطيعون النوم بضمير وهم يأخذون حق هؤلاء الصغار  
وفاقت من شرودها علي صوت أحدي الموظفات بالدار ..تخبرها بوجود ضيف 
ودخل الضيف بخطوات واثقه .. ورائحه عطره تملئ المكان 
وأبتسم وهو يُطالع  ملامحها التي ظهر عليها الدهشه بسبب وجوده
- أزيك ياأنسه فرح 
فرسمت فرح أبتسامه هادئه علي وجهها ورحبت به
- بخير الحمدلله .. اتفضل 
وأشارت له بأن يجلس .. فجلس أدهم وهو يتفحص المكان حوله .. فوضع الملجأ يحتاج للترميم من جديد 
فالارائك باليه .. وجوانب من الحوائط مُشققه وكأن لا احد يعتني به 
ورأت نظراته التي تجول بالمكان بتفحص 
فهتفت بأرتباك خوفاً من ان يتراجع في اسهامه بأعطاء الأرض للملجأ من اجل توسيعه وبناء مبني اخر ينتقل اليه الأطفال حتي يُرمموا هذا 
- تحب تشرب ايه ياأستاذ أدهم
فحرك راسه بالنفي وتسأل 
- محدش كان بيهتم بالملجأ 
وجلست فرح امامه وبدأت تسرد اليه وضع الملجأ وحاجتها بالفعل للارض 
كان ينظر اليها وهي تتحدث ويُقارن بينها وبين زوجته 
مُقارنة كانت صعبه فالأثنان لا مقارنة بينهم 
وعندما رأت نظراته المحدقه بها .. أشاحت بوجهها بعيدا 
فتنحنح بحرج ونهض من فوق المقعد 
- بكره الصبح هعملك التنازل في المحكمه .. هستناكي قدام الملجأ 
وسار نحو الطاوله التي تحتوي علي حاسوب قديم وبعض الملفات والأوراق المُتناثره 
واخرج قلمه ودفتر الشيكات خاصته .. ووضع رقماً من المال 
نظرت فرح الي مايفعله بصمت .. وبعد أن وقع بأسمه أعطاه لها مُتمتما 
- ديه مساهمه للاطفال والملجأ 
ورسم ابتسامه جعلت فرح لاول تحدق برجل هكذا .. فاليوم كان بحلته العمليه الانيقه التي ضافت له جاذبية خاصه 
وأخفضت رأسها سريعا بعد ان ألتقطت الشيك منه هامسه برقه 
- شكراً علي مساهمتك الطيبه !
...................................................................
كانت تجلس شارده تنظر الي لا شئ .. تُتابع منيرة التي تجلس تقطع الخضروات وأمل التي تتحرك هنا وهناك اما نعمه فخرجت لجلب بعد الاغراض مع صالح 
فلم تذهب اليوم الي عملها .. فعمران قد أخبرها انها لن تعمل هناك ولكن اخبرها ان عملها سيكون بشركه أخري
 وشردت في تلك الليله بعد أن أخبرته بموافقتها 
كان ينظر اليها وهي تنطق الكلمه بشحوب .. هي تعلم أنه صادق بكل كلمه يقولها ولكن صفعات الحياه أصبحت تزداد عليها ..
وسمعت صوته الجامد :
- بكره هنتجوز 
فرفعت عيناها نحوه .. لتجد نظراته البارده تُطالعها وابتعلت غصه بحلقها فكلما نظرت لعيناه شعرت بكرهه لا تعلم سببه 
اما عمران كان يُصارع نفسه .. يتذكر عائلته ثم ينظر اليها 
ويتسأل داخله 
" هتساعد بنت الراجل اللي دمر عمتك .. هتربط أسمها بأسمك .. أسم محمود الرخاوي ضميته للعيله ياعمران "
ولكن قد قرر وأنتهي الامر وعندما وقعت عيناه علي صورة العائله .. اغمض عيناه بقوه وتمتم بجمود 
- شغلك في الشركه أنتهي .. جمعي حاجتك عشان هتمشي من هنا 
ووقعت الكلمات علي رأسها وهي لا تفهم شئ 
- ازاي 
فحدق بها عمران بنظرات خاليه من المشاعر 
- هجبلك شقه تعيشي فيها .. وهتشتغلي في شركه تانيه
فنظرت حياه حولها 
- بس انا عايزه اعيش هنا 
وعندما حدق بها بقوه .. هتفت سريعا 
- هعيش في نفس المكان في الاوضه اللي في الجنينه 
وتابعت برجاء 
- ارجوك أنا اتعودت علي هنا .. 
هو يُدرك تماماً سبب رغبتها في المكوث هنا .. فعلاقتها بالعاملين أصبحت قويه 
ورأي نظرت رجاء بعينيها .. فتمتم ببرود مصطنع 
- تمام موافق .. 
واكمل بقسوه : جوازنا محدش يعرف بيه مفهوم 
رغم قسوة الكلمه الا أنها ابتلعتها ..هي لا يفرقها معها أن تكون زوجته ولكن لفظه القاسي أوجعها
وفاقت من شرودها علي يد منيره الحانيه 
- مالك ياحياه .. قلقانه كده ليه يابنتي 
فأبتسمت حياه بتوتر وهي تنظر الي منيره 
- انا بس قلقانه عشان الشغل الجديد اللي هبدء فيه 
كانت أمل تُتابعها بعينيها ثم مازحتها 
- اوعي تكوني حبيتي موظف هناك ومبقتيش قادره علي بعده
وتعجبت امل من صمتها العجيب ولكنها قررت أن لاتضغط عليها وخاصة بعدما رأت نظرات منيره المُحذره
................................................................
أبتسمت وهي تستمع لنقاشه في الهاتف مع أحدهم 
وتأملت ملامحه الرجوليه ثم لحيته الخفيفه .. وتركت الاوراق التي كانت تدون بها بعض الملاحظات .. وأخذت تتُطالع كل أنش بجسده 
أنهي أمجد مكالمته وأنتبه الي التي تجلس ساهمه به 
ونهض من مقعده .. وسار نحوها 
- هتدفعي تمن الصوره اللي اخدتيها ولا ارفع عليكي قضيه 
وفاقت من شرودها علي مزاحه .. وأبتسمت بأرتباك 
- أسفه سرحت شويه 
فغمز أمجد بعينيه :
- سرحت في مين اعترفي 
وبدء يتلاعب بها فعيناها تصرخ بحبه ولكن يُريد ان يسمعها منها .. يُريد أن تخبرهه انها عاشقه به 
لم يكن يوماً انانياً ولكن معها اصبح هكذا
وأشاحت بوجهها بعيداً عنه .. وجمعت الاوراق التي كانت امامها وأعطتها له بعدما نهضت 
- اتفضل ديه الأوراق مكتوب فيها كل الأسماء اللي طلبتها والمعلومات اللي كنت محتاجها 
وسارت بخطوات سريعه وغادرت الغرفه
فوقف أمجد يُطالعها وهي تغادر .. ويتسأل بدهشه
- هي زعلت ولا ايه
اما هي كانت تسير في طريقها وقلبها يؤنبها علي مافعلته به .. فهو أصبح  يتلاعب بها يري نظراتها ويتجاهلها
وعضت علي شفتيها بقوه فمعه قد نسيت كل مكرها وتلاعبها
................................................................... 
كل شئ قد تم سريعا وهاهي تجلس علي مقعدها بفتور تنظر ليد عمران التي تُصافح ذلك الرجل الذي يعد من عائلتها 
وحمل المأذون دفتره وأنصرف ومعه مروان يتبعه للخارج 
شخصاً واحداً كان جالساً بأسترخاء يُطالعها بتفحص ...
هو نفس الشخص الذي رأته من قبل في الفيلا واوقفها يسألها عن هويتها وعلمت بأنه شقيقه ولكن نظراته اليوم اليها مختلفه 
وفركت يديها بأرتباك .. وطأطأت رأسها بخوف 
فهتف فؤاد قبل أن يرحل 
- مبرووك يابنت الغالي
وجز علي أسنانه بقوه وهو ينطق اخر كلمه .. وتأكدت بأن عائلة والدها بالفعل تكرهه كما كان يخبرها عندما كانت تسأله عنهم 
وأنصرف فؤاد وبقي عمران وأمجد ليأتي مروان يُطالعهم بصمت 
فنظر امجد الي اخيه طويلا ونهض قائلا 
- عمران عايز أتكلم معاك شويه ممكن 
فربت عمران علي كتف امجد وهو يعلم بكل مايدور بخلده .. فهو رأي نظرات شقيقه عندما علم بأسم والدها .. فأخوته يعلمون سبب كره جدهم وأبيهم رحمهم الله لهذا الرجل 
وسار نحو احد الغرف .. لينغلق الباب ..فتشعر هي بالرهبه من كل مايدور حولها 
فنظر لها مروان بأشفاق لا يعلم سببه 
- مبرووك يامدام حياه 
فحركت رأسها بصمت .. ليتجه مروان بعدها للشرفه يقف فيها 
تسأل أمجد بضيق 
- عمران اوعي تقولي أنك اتجوزتها عشان تنتقم 
فنظر اليه عمران بجمود 
- ومن امتي ولاد العمري كانت ديه أخلاقهم 
وبدء يشرح له سبب زيجته بها .. حتي تمتم أمجد براحه 
- أنا صحيح مش راضي علي جوازتك حتي لو مجرد وقت 
ثم نظر الي عين عمران بقوه 
- بس هي ملهاش ذنب في حاجه .. 
وأبتسم واحتضنه
- مبرووك ياعمران .. اه لو ليلي هانم عرفت 
فأبتعد عنه عمران وهو يحذره 
- أمجد جوازي محدش هيعرف عنه حاجه .. وزي ماأتجوزتها هننفصل 
واشار اليه بتحذير : سامع يا أمجد .. 
فهتف أمجد ضاحكا 
- ياسيدي فاهم متقلقش 
وأنهوا حديثهم ليخرج أمجد .. وينظر الي حياه التي لم تتحرك الي الأن من مكانها ..وألتقت عيناهم وقبل رحيله هنئها بنبرة ودوده 
- مبرووك 
وأنصرف ليتبعه مروان بعد أن أشار لعمران بأنه أيضا سينصرف فمهمته هو الاخر أنتهت
ونهضت عندما أغلق باب الشقه .. وتمتمت بقلق 
- مش هنمشي 
فأشار لها 
- أقعدي ياحياه هنتكلم شويه وهنمشي 
فعادت تجلس بتوتر .. وأخذ عمران يُطالعها قليلا فوجهها أصبح متورداً بشده وعيناها لامعه بشكل غريب يعلم ان هذه اللمعه مجرد دموع متراكمه تنتظر بأن تسمح لها صاحبتها بالهطول كي تُخفف عنها !
كانت تسمعه وهو يضع قواعد علاقتهما ..يُخبرها بأن تعتبر لا شئ قد تغير وان زواجهم هذا وكأنه لم يحدث .. ورغم انها تعلم هذا الا انه جرح كرامتها بكلامه .. فهي أحياناً تشعر بأنه مجرد حجر يُلقي بكلماته وكأنها أوامر دون أن يعيّ أن الكلمه تترك اثرا اكثر من أي شئ 
وبعدما أنهي حديثه حركت رأسها بتفهم 
- مش محتاج تكرر كلامك كتير 
ونهضت وهي تهتف 
- ممكن نمشي بقي 
فنظر عمران اليها وأستعجب من تصرفها هذا ولكنه فضل الصمت 
وخرجوا سويا من البناية الفخمه ..ثم توجهوا للسياره 
لتركب جانبه بصمت وظلت هكذا طيلة الطريق 
اما عمران كان سارح في عالم أخر 
ووصلوا أخيرا للفيلا .. فزفر عمران انفاسه وهو لا يعلم ماذا سيقول لها 
ووجدها تخرج من السياره ولكنها وقفت بعد ان ترجلت منها ونظرت اليه
- هبدء شغلي التاني امتي ؟
فتنهد عمران وهو يُطالعها 
- تقدري تبدأي من بداية الأسبوع 
وعندما أنهي كلامه وجدها أنصرفت .. وذهبت لغرفتها بضيق لا تعلم سببه 
..................................................................
يوم جديد وأمل جديد ورحلة مازالت مستمره
أستيقظت من نومها دون حماس وظلت جالسة علي فراشها قليلا وتذكرت كل مامرت به ليلة أمس 
ووخزها قلبها فوضعت بيدها عليه وكأنها تُطمئنه ..ونهضت من فوق فراشها وقررت أن تنسي تلك الليله وتعود لحياتها الهادئه كما كانت 
.................................................................
نهض عمران من نومه  وظل جالساً يتأمل الفراغ الذي أمامه وبدأت صورتها المنكسره تأتي لذهنه ..فأخذ يطرد تلك الصوره سريعا ونهض من فراشه ليبدء روتينه اليوم ويخرج لعالمه بوجه رجل الأعمال الحازم 
...................................................................
وقفت مها أمام مرآتها تنظر الي هيئتها ..عينان اصبح يُحاوطها السواد من كثرة التفكير ووجه بدء يزبل ..
وسمعت صوت شقيقتها الضاحك 
- في ايه يامها مانفس خلقة كل يوم .. اكتشفتي في نفسك حاجه جديده
فنظرت مها لها بصمت .. وأخذت تلف حجابها ..الي ان نهضت لمياء بعد أن شعرت بقسوة كلماتها .. وأقتربت منها تربت علي كتفيها 
- لو تسبيلي نفسك بس وتسمعي كلامي
وغمزت لها بعينيها وتابعت 
- هخليكي ايه قمر 
فتنهدت مها بأختناق .. فيوم ان قررت أن تنصت لكلامها سمعت لأول مره كلاما لم تسمعه من قبل وندمت اشد الندم 
- انا عجبني شكلي كده .. ولا عايزه ابقي قمر ولا شمس
فضحكت لمياء وهي تضرب بكفيها ونطقت دون أن تدرك اثر كلماتها علي شقيقتها
- يبقي مش هتتجوزي ولا حد هيبصلك 
وانصرفت لمياء دون أن تنظر لوجه شقيقتها الذي كساه الحزن 
...................................................................
شهقت منار بسعاده وهي تستمع بما أخبرتها به حياه واحتضنتها قائله 
- وانا اقول السوسه حياه مبقتش ليه مهتميه بشغلها الأيام ديه .. اه ياستي ماانتي لقيتي شغلانه تانيه وهتشتغلي بشهادتك 
فأبتسمت حياه علي مزاحها ..وهتف رامي بود
- مبروك ياحياه انتي تستاهلي كل خير
وعدلت منار من هندامها ..
- وانا كمان عندي ليكم خبر هيفرحكم 
- أنا هتخطب وهستقيل من الشغل 
فحدقت حياه بوجه رامي الذي تغيرواصبح شاحباً .. ونظرت الي منار التي تبتسم لها وتنتظر منها مباركتها 
- مبروك يامنار 
ثم أحتضنتها وعيناها مازالت معلقه علي رامي .. الذي وقف كالتائه يُطالعهما بصمت وحركت رأسها له وكأنها تُريد ان تخبرهُ 
ان الحياه لا تقف .. وستستمر اذا رضينا او لم نرتضي  
وتمتم رامي بشحوب : مبرووك يامنار 
فطالعته منار بسعاده 
- الله يبارك فيك يارامي ..عقبالك 
وعندما جاء احد الموظفين يطلب شئ .. ذهبت اليه منار لتعد له طلبه .. فرفع رامي عيناه نحو حياه 
- متقلقيش انا كويس .. مش اول صدمه أخدها من الدنيا
فأقتربت منه حياه وهي تشعر بالأسي نحوه 
- بكره هتلاقي تعويض علي كل وجعك . 
وعادت اليهم منار وطالعتهم متسائله 
- مالكم ساكتين ووقفين كده ليه .. مش هتحتفلوا بيا
...................................................................
نظرت فرح الي عقد الأرض بسعاده وهي تُتمتم بشكر
- مش عارفه اشكرك أزاي ياأستاد أدهم 
فأبتسم أدهم وهو يري سعادتها وتمتم بهمس لم تسمعه : 
-  المفروض انا اللي اشكرك يافرح
وأبتسمت برقه دون ان ترفع وجهها عن العقد 
كان أدهم يختبر معها مشاعر جديده لاول مره يعيشها .. 
- انتي مميزه اوي يافرح 
فرفعت فرح وجهها نحوه .. فأرتبك وخشي ان تكون سمعته 
- كنت بتقول حاجه !
وتذكر أدهم امر صغيره مالك 
- ممكن أطلب منك مساعده 
فرحبت فرح بشده .. ووجدت انها فرصه ترد له معروف مافعله 
- اه اكيد اتفضل 
فتنهد أدهم وبدء يُخبرها عن حاجته لمُربيه ل"مالك" ..فالأخري قد رحلت بعدما لم يجدها مؤهله لرعاية صغيره
..................................................................
حفلاً بسيطاً يريدوا فعله من اجل الرجل الذي احبوه وليس لأنه مالك القناه او الاعلامي المشهور " أمجد العمري".. وهذا كان مايحدث مع العاملين بالقناه وهم يتهامسون مع بعضهم كي يُفاجئه فهم يجدوا أن هذا الأحتفال يُعبر عن حبهم وأحترامهم له 
كانت نهي تقف تستمع الي همساتهم وهي لاتفهم شئ الي ان سألت إحداهن فأخبرتها بالأمر وهي مبتسمه وتمتمت بهمس
- بس ديه مفاجأه 
فنظرت اليها نهي بعد أن رحلت الفتاه من امامها ووقفت وهي لا تعرف ماذا ستجلب له .. فشخصية كأمجد صعب أن تفهم ماذا يُفضل او يكره
وكادت ان تُغادر كي تذهب لجلب هدية له الا ان سكرتيرته جاءت تُخبرها أنه يُريدها 
وزفرت انفاسها بتذمر .. وقررت أن تذهب اليه سريعا تري مايريده ثم تنصرف 
كان ينتظرها دون السبب ولكنه اصبح يشتاق لها .. وعندما دخلت عليه بطلتها الجميله التي يبغضها بسبب ملابسها 
تنهد بيأس الي ان نطقت 
- مني قالتلي انك عايزني 
فسألها أمجد عن بعض المعلومات التي أراد منها تجميعها
- أنا أدتهالك النهارده الصبح بعد ماطبعتها
وشعر بالحنق من نفسه ..فهو لأول مره يُخطئ من تذكر شئ 
ووقفت للحظات تنظر اليه تنتظر منه أن يخبرها مايُريده منها 
الي ان تسألت 
- هو انا ممكن استأذن ساعتين او تلاته كده وأرجع 
وأراد أن يسألها عن السبب .. فتمالك ذلة لسانه وأشار اليها بالأنصراف 
خذلان أخر أصابها وهي تري اللامبالاه في تعامله .. ولكنها أرادت أن تتجاوز كل شئ ..وتفكر في أمر هديته 
وأنصرفت تحت نظراته المُحبه 
...................................................................
وقفت نهي علي رصيف أحد الشوارع تنظر الي شاشة هاتفها تبحث عن مقترحات لجلب هدية له .. ولكن كلما وجدت أقتراح تجد أشياء معتاده ..وتأففت وهي تعبث في خصلات شعرها ونظرت حولها بملل فالوقت يمر وهي الي الان لم تجد هدية تُقدمها له .. وأتسعت حدقتي عيناها وهي تري شابً يحمل كتاب ينظر في غلافه وأخذت تدور الفكره بعقلها الي أن وجدت ان هذه الهديه هي الأفضل ..فأمجد لا يحتاج عطر غالي ولا ساعه ثمينه ولا دبوس بدلة  ولا حتي أطقم زراير لقمصانه 
وأسرعت بخطواتها لتذهب الي الأماكن المخصصه لبيع الكتب وهي تبتسم فقد وجدت غايتها بسهوله فهي تعلم انه يعشق الأدب الأنجليزي 
................................................................
أنهت حياه اوراق أستقالتها من الشركه وودعت كل من منار ورامي وهي تتمني لهم الخير .. 
وأنصرفت نحو الخارج لتقع عيناه علي عمران الذي يفتح باب سيارته لتلك الفتاه التي رأتها معه مُسبقاً ولم تكن غير
 " نيرة" ووقفت للحظات تنظر اليهم الي أن تحركت السياره وأختفت من أمام عينيها .. وضمت حقيبتها الصغيره لجسدها 
وأكملت خطواتها وأفكار كثيره تدور بعقلها 
لما ازعجها المشهد رغم أنها تعلم حقيقة زواجهم ؟
لما أصبحت تلك الأيام تشعر بالوحده وأن قواها قد خارت ؟
وقررت ان تسير في الشوارع قليلا .. فهي اصبحت تعرف وجهتها 
ووقفت تنظر حولها تتأمل وجهات المطاعم .. الكل يأكل ويضحك ويسد جوعه 
وصغير يقف ينظر اليهم خارجاً .. وتحركت قدماها نحوه وأقتربت وقبل أن تصل اليه اصطدمت بإحداهن وسقطت الهديه التي كانت بيد الأخري أرضاً 
- أنا اسفه .. مأخدتش بالي 
فنظرت اليها نهي بهدوء وأبتسمت 
- مافيش مشكله 
وذهبت نحو الصغير وربتت علي كتفه بدفئ ...فألتف اليها بخوف لتبتسم له كي تُطمئنه 
- تحب تاكل زيهم 
فحرك الصغير رأسه بجوع .. فضحكت وهو تمسح علي شعره الناعم 
- طب تعالا يلا ندخل ناكل 
كانت نهي تقف تتأمل مايحدث وهي لا تعلم لما وقفت تُتابع تلك الفتاه .. وأبتسمت وأكملت وجهتها 
...................................................................
وضع النادل الطعام أمامهم .. فنظر الصغير الي حياه ثم الي الطعام 
فضحكت حياه وهي تتأمله 
- عايزاك تاكل الاكل ده كله 
وبدء الصغير يأكل وهي تأكل معه ببطئ .. تراه وهو يمسح فمه بسرعه كي يبدء بتناول لقمة أخري 
تجربة لأول مره تعيشها ولكنها أدركت انها أروع شئ فعلته بحياتها .. وأنهي الصغير طعامه هاتفاً بحماس 
- شكرا ياأبله ، الأكل حلو اووي 
فأتسعت أبتسامتها وسألته بحب 
- تحب تحلي بقي واجبلك عصير 
فأبتسم الصغير وهو يُحرك رأسه .. فأشارت للنادل 
وبعد أن أملت عليه بما تُريده .. أنصرف النادل 
- تعرف أنا لحد دلوقتي معرفش أسمك ايه
فتأملها الصغير بخوف .. فهم يخبروهم  يجب أن لا يعلم احد بأسمائهم 
وتمتم وهو يخفض رأسه اراد ان يكذب عليها ولكن معاملتها الطيبه له جعلته يرفع رأسه 
- أسمي محمد 
فرفعت حياه يدها وهي تبتسم .. فنظر الي يدها الممدوده ثم الي يده الغير نظيفه ولكنها 
- ياسيدي ما أنا ايدي كمان مش نضيفه
فضحك وهو يمد يده وصافحها فهتفت 
- وانا أسمي حياه 
فطالعها محمد بأرتباك فضحكت بسعاده علي ملامحه
...................................................................
ضحك أمجد بقوه وهو يري رسالة فرح ..ففرح كالعاده تهنئه بعيد ميلاده وتخبره بأن ابوالفصاد قد كبر عام وأصبح غراب .. وفي تلك اللحظه دخلت نهي بعد أن أطرقت الباب 
ووقفت تتأمله وهي ينظر للهاتف ويضحك .. وقبل أن تتحدث بشئ رن هاتفه فنظر الي المتصل وأبتسم وأشار لنهي بالجلوس الي ان يُنهي مكالمته 
وجلست تنظر اليه وهو يتحدث بالهاتف واول ما أنتبهت اليه أن اسم المتصله فرح ومن لهفته في الرد عليها وأبتسامته أيقنت ان هذه الفتاه تحتل مكانه خاصه بقلبه .. 
ورغم ان كلامه معها في الهاتف كله مزاح .. الا ان كل كلمه كانت تصور لها مكانتها .. وأبتلعت غصه بحلقها 
وقررت النهوض وكادت أن تخرج الي انها سمعت صوته يناديها
- نهي !
فألتفت اليه .. ليري بعينيها دموع تُجاهد ان تخفيها فسألها بقلق وهو ينهض من فوق مقعده
- مالك يانهي 
فنظرت اليه طويلا 
- مافيش حاجه 
فتأملها متنهداً : طب تعالي أقعدي وقوليلي كنت عايزاني في ايه 
ورفعت عيناها نحوه 
- كل سنه وانت طيب 
..................................................................
دخلت من بوابة الفيلا وهي تتذكر احداث اليوم .. فبعد ان أنهت طعامها مع محمد الصغير ..اشترت له ملابس جديده 
وابتسمت وهي تتذكر أبتسامته وفرحته بالملابس الجديده 
ونظرت الي ماتحمله لتري هدية منيره كما انها جلبت لنعمه هدية بسبب خُطبتها التي ستكون قريبً ولم تنسي امل معهم 
وسمعت صوت البوابه يفتح ..وضوء سياره خلفها 
وأكملت سيرها دون أن تلتف.. لتقف السياره وتسمع صوت عمران 
- حياه 
فألتفت اليه .. لتراه أتي نحوها ودون مقدمات أمسك يدها ووضع بها بطاقه ائتمان فنظرت اليه ثم الي مافي يدها 
- ايه ده ؟
فأجابها بجمود وكأنه يفعل واجب لابد منه
- فتحت ليكي حساب في البنك النهارده عشان لو أحتاجتي حاجه 
فتنهدت وهي تعطيه البطاقه 
- بس انا الحمدلله مش محتاجه حاجه .. وبشتغل وبصرف علي نفسي 
وتركها دون ان يرد عليها ... فهتفت بصوت عالي
- انا مش عايزه فلوسك
فعاد اليها ثانيه وبنبره جامده 
- البطاقه معاكي عايزه تصرفي منها اصرفي مش عايزه انتي حره ..بس ديه الأصول اللي اتربيت عليها ولحد ماجوازنا ينتهي انتي ملزمه مني 
وأنصرف دون كلمه أخري .. لتنظر اليه بغيظ ثم الي البطاقه وضغطت عليها بقوه حانقة منه ومن عجرفته ..................................................................
أنهي برنامجه وودع ضيفه ..ثم أستلم أحدهم المهمه بأن يتحدث معه قليلا كي يشغله عنهم الي أن يستعدوا
وسار أمجد معه الي أن أنقطعت الكهرباء فجأه ثم عادت بعد دقيقتان وتفاجئ بما فعلوه له كعادتهم ..فأكثر الأشياء التي اهتم بها منذ أن أمسك اداره القناه أن يجعل كل فرد فيها يشعر بأنهم أسره واحده 
وأبتسم لهم وهو لا يعرف كيف يشكرهم لتذكرهم الدائم له .. ووقفوا يصفقوا له ويهنئوه ويغنوا.. الي ان جائت الكعكه التي تتوسطها صورته 
وصافحهم بود وهو يشكرهم .. 
كانت تقف تنتظر ان يأتي دورها من بينهم ولكن قبل ان يصل اليها وجدت إحداهن تقترب منه وتذكرت انها أحدي المُذيعات 
وضغطت علي هديتها بقوه وهي تري تلك تتفنن في الدلال عليه والضحك وكانت الصدمه وهي تري هديتها كان
" كتاباً طبعه اولي لكاتبه العالمي المفضل "
وأتسعت عين نهي وهي تري سعادته البالغه .. وكلمات امتنانه وانها أفضل هديه قد حصل عليها هذا العام
وشعرت بأن وجودها لم يعد مرغوب .. وقررت الأنسحاب ببطئ دون أن يراها احد 
وقطع طريقها احدهم وبدء يُحادثها دون ان يترك لها مجال ان تعترض وتنصرف .. وتنفست بعمق وعندما عادت تنظر الي أمجد وجدته مُنشغل مع تلك المرأه .. ففضلت أن تظل واقفه مع ذلك المتطفل الذي تعلم بنظراته اتجاهها 
وبدأت تتناسي وجود أمجد كما نساها هو .. الي ان شعرت بيد الواقف علي ذراعها .. فأنتفضت من لمسته 
ليعتذر : اسفه يانهي بس كنتي سرحانه .. فيعني 
كان يُريد أن يُبرر فعلته الوقحه .. وقبل ان تتركه وتذهب
وجدت أمجد يتقدم نحوهم بملامح جامده ونظر الي الواقف 
- معلش يامنير محتاج نهي في حاجه
وسحبها من ذراعها .. فهتفت بضيق 
- سيب أيدي 
وعندما وصل لمكان خالي وهادئ نظر اليها بضيق 
- اسيب ايدك واللي واقف بيحسس عليكي ده وعينه راشقه فيكي ده تسميه ايه ردي 
فتمتمت بسخط : انا حره زي ما أنت حر
ووقف ساكن للحظات ينفخ أنفاسه 
- طول ما لبسك بالقرف ده هتدي لأي شخص فرصه انه يفتكرك ...
وبتر عبارته بعد ان شعر أنها قد فهمتها 
فنظرت اليها بآلم 
- شكراً
وألتفت بجسدها كي ترحل من أمامه .. فكلمته دمرت كل شئ جميل له رسمته داخلها .. وشهقت فجأه وهي تجده يسحبها لأحد الغرف 
وبعد لحظات كانت تخرج من الغرفه لا تتمالك انفاسها وهي تتحسس شفتيها فقد قبلها أمجد وركضت ومازالت طيف قبلته بعقلها
أما هو وقف يمسح علي وجهه وهو لا يُصدق انه قبلها ..لا يعلم كيف ولما فعل هذا 
ونظر الي الشئ المغلف الذي سقط من يدها .. وانحني ليلتقطه .. وأزال تغليفه ليجد كتاباً عن فلسفة الحب فأبتسم 
وفتح أول صفحاته ليجد اهدائها 
" الي اغلي انسان .. الي من علمني كيف اكون كما انا .. الي من أصبح عالمي كله " ..نهي
واغلق الكتاب وخرج من الغرفه مُتلهفا لرؤيتها فاليوم تأكد من حبه لها
..................................................................
وقفت فرح تُرحب بأدهم الذي جاء علي الفور عندما أخبرته أنها وجدت مُربيه لمالك وتنتظره بالملجأ كي تعطيه معلومات عنها 
ونظر أدهم اليها يتعجب من جمالها الهادئ الذي لا يزينه شئ حتي ملابسها راقيه محتشمه 
وجلس وهو يستمع لها عن مميزات المُربيه وحصولها علي شهاده جامعيه كما طلب 
وتسألت : تحب تشوفها أمتي 
فنظر اليها ادهم : لو النهارده يكون افضل 
فحركت رأسها بتفهم : خلاص بعد دوامي في الملجأ هجبهالك 
ثم مدت له بأوراق الفتاه قائله : ديه البيانات بتاعتها 
لينهض أدهم وهو يأخذ الاوراق 
- شكرا يافرح 
وسألها بجديه : امتي هتبدي في ترخيص الارض عشان تبني عليها 
فأخذت تقص عليه الأجراءات التي تنتظرها الي ان قاطعها
- متقلقيش انا هنهيلك كل حاجه ولا انتي نسيتي أني محامي
فأبتسمت وهي ترفع وجهها نحوه وعندما تلاقت عيناهم أشاحت بوجهها سريعا 
أما هو أخذ يُطالعها وبعد أن كان يري جميع النساء علي نفس الشاكلة أدرك انه يختبر نوع جديد من النساء لأول مره يُصادفه !
...................................................................
مرت الأيام وجاء يوم خطبة نعمه .. وذهبت كل من منيره وأمل ومعهم حياه من أجل ان يكون معها في فرحتها
كان يأخذ الحديقة ذهاباً وأياباً ينظر في ساعته كل دقيقه منذ أن علم بذهابها مع منيره .. وبدء يُهدء في نفسه
- مالك ياعمران انت عمرك ماكنت كده .. مهتم وخايف عليها ليه 
لتأتي اجابة عقله 
" ديه امانه عندي ولازم اخاف عليها " 
ليضحك قلبه ثم يصمت 
وجاء دور العقل ليرد ولكن أنتبه لسماع صوت السياره التي نقلتهم الي الحاره التي تسكن بها نعمه
وخرجت منيره وحياه وأيضا صالح الذي أوصلهم بأمر من عمران وظل معهم .. 
وضحكت منيره وهي الي الان لا تصدق أن احدي السيدات طلبت منها يد حياه لأبنها ظنناً منها انها أبنتها
وكان صالح يشاركها الضحك ونظر الي حياه ثم الي منيره
- خلاص يامنيره متحرجيهاش .. 
وتابع وهو يغمز لمنيره دون ان يري الواقف علي مقربة منهم ولم ينتبهوا اليه 
- ها ياحياه يابنتي نرد نقول موافقه علي العريس 
فأحتقن وجه حياه بقوه .. فضحكت منيره علي شكلها 
ثم ضمتها اليها 
- عقبالك ياحياه ياحببتي 
وسمعوا نحنحت صالح وهو يهتف بأرتباك 
- عمران بيه
فأبتعدت منيره عن حياه .. ونظرت حياه نحوه لتجده يُطالعها بقوه ويقبض علي يديه بقوه 
وهتفت منيره وهي لا تعلم انها تزيد الأمر سوء 
- النهارده حياه كانت ست البنات ..أهل نعمه كلهم عايزينها لولادهم 
فأزداد حنق عمران وهو يُطالعها بغضب ويتأمل فستانها الفيروزي الذي زادها رقه وجمال 
وانصرف دون كلمه قبل أن ينفجر بها ويسبحها من يدها بقوه خلفه 
ودق القلب
الحياه تمر كعادتها ..
بدء أدهم يقترب من فرح وخاصه بعد أن استطاع أن ينهي لها بعض الأمور لتستطيع بدء مشروعها 
كانت تقف وسط العمال تُتابع اول يوم عمل لهم بعد تجريف الأرض 
وقف أدهم بسيارته يتأملها من بعيد ..يراها كيف تقف وكيف تتحدث وكيف تمسح حبات عرقها من علي وجهها .. كان كل شئ بها يجعله في عالم أخر .. عالم المقارنه 
وكان يتسأل داخله .. لما تفني عمرها هكذا ؟ لما لا تقضي حياتها في التسوق والسفر والنوادي الصحيه ..
وكلما وقعت عيناه علي جسدها الذي يستره الملابس المحتشمه الراقيه وحجاب يخفي خصلات شعرها 
وجاءت بذهنه صورة زوجته السابقه وأرتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه .. زوجته السابقه التي أعجبه بها جسدها كونها عارضة أزياء .. وتبرجها ودلالها الأنثوي وعلاقتهم المُحرمه التي كانوا بها قبل الزواج .. 
كانت علاقتهم مبنية علي الرغبه والمال ..هو يرغب بجسدها وهي ترغب بماله والنهايه كانت طفلا 
وزفر أنفاسه بقوه وهو يخلع نظارته السوداء من علي عينيه وقرر أن يخرج من سيارته ويذهب اليها 
ووقف خلفها يتسأل 
- كل حاجه ماشيه تمام
فألتفت اليه بفزع وهي تضع بيدها علي قلبها 
فأبتسم وهو يتأمل ملامحها 
- معلش اتخضيت 
وبدأت تشرح له مايحدث .. وهو يستمع اليها في صمت 
..................................................................
أخذت حياه كوب الشاي مع بسكوتها المُملح المفضل اليها وأبتسمت الي العامل وهي تشكره .. وذهبت الي أقرب طاوله تجلس عليها هكذا كان يومها هنا في الشركه الجديده التي وظفها فيها عمران وأكتشفت انه صاحبها هو وشريكه مروان الذي يملك بعض الأسهم بها .. تعجبت في البدايه من أمتلاك عمران شركة خاصه بالبرمجه ولكن في النهايه لم تشغل بالها كثيراً ومدام أصبحت تعمل علي نحو قريب من  دراستها فلا شئ يُهم 
فهي تعمل تبع القسم الأداري الخاص بحسابات الشركه 
وأرتشفت من كوب الشاي وهي تتذكر رامي ومنار وكيف كانت خطبة منار التي حضرتها ورامي الذي سافر للخليج بعد خطبتها مباشرة وكأنه اراد الهروب 
ورغم سعادتها من أجل منار الا انها حزنت انها لم تنظر الي الحب بل نظرت الي من سيجعلها تعيش أفضل 
وسمعت صوت رقيق خلفها .. فألتفت وأبتسمت ..تلك هي الفتاه الهادئه التي تبتسم لها دوما والي الان لم تعرف أسمها 
وجلست مها ومدّت يدها بود 
- أسمي مها 
فأتسعت أبتسامة حياه وهي تمدّ يدها 
- وانا حياه 
ودون تعريف بأنفسهم هتفت حياه
- انتي سكرتيرة بشمهندس مروان 
فحركت مها رأسها وهي تبتسم .. فحياه قد رأتها في اول يوم لها عندما جائت لُمقابلة مروان لأستلام عملها
- وسكرتيرة بشمهندس عمران برضوه الي ان يعود 
فضحكت حياه ومها تُطالعها 
- انتي الموظفه الجديده اللي أشتلغت في القسم الاداري 
فتمتمت حياه وهي تمضغ مابفمها وحركت رأسها 
وظل الحديث يدور بينهم بأمور عده الي أن انتهت وقت أستراحتهم وذهب كل منهما لعمله .. 
..................................................................
تنهد عمران بضجر وهو يستمع الي نيره .. ونظر الي ساعه يده فوجد أن اجتماعهم قد تجاوز الساعتان ونيره تدور في نفس الحوار وتقدم له  بعض الاوراق من أجل تلك الصفقه
وأغمض عيناه بسبب الصداع وتنهد بيأس 
- نيره بجد مش قادر .. نكمل كلامنا في الصفقه ديه بكره 
وكاد ان ينهض من مقعده .. فوجدها تقترب منه بلهفه
- مالك ياعمران 
فوضع يده علي جبهته وبدء يُدلكها بألم 
فوقفت نيره خلفه وازالت يده .. وأخذت هي المهمه 
- غمض عينيك واسترخي 
فأسترخي عمران بجلسته وبعد لحظات كان يشعر بيد نيره علي خصلات شعره وقرب أنفاسها من عنقه 
وأنتفض من جلسته وألتف نحوها..فأنصدمت من فعلته وعدلت من وقفتها متسائله
- مالك ياعمران 
فنظر اليها وهو يحمل سترته مُتمتماً
- مافيش يانيره .. انا ماشي 
وأنصرف من أمامها بضيق ..فنيره أصبحت تبذل قُصَارَي جهدها كي تقترب منه وهو قد ملّ من شرحه لها بأنها مجرد صديقه وشقيقه ليس أكثر
...................................................................
جلست نهي بجانب أمجد الذي اصبحت مشاعره واضحه 
وأبتسم وهو يحتوي كفيها بكفيه بعدما ترك مابيده وبنبره محبه
- وحشتيني 
وضمها اليه لتريح رأسها علي صدره .. وقد تشابكت ايديهم 
فرفعت نهي وجهها نحوه .. وأقتربت منه تُقبل خده برقه 
فلم يشعر بنفسه الا وهو ينجرف معها بمشاعر لأول مره يختبرها ويُخالف كل مبادئه التي تربي عليها 
...................................................................
مرت الأيام بسرعتها وبطئها احيانا ... واقترب أجمل شهور السنه 
كانت حياه تشعر بالفرح لقدوم هذا الشهر الذي ستصومه لأول مره بعمرها للأسف ..ورغم أنها كانت تعلم بفرائض دينها الا انها كانت غافيه تحت سماء حياتها القديمه 
وشردت بحياتها القديمه بأسي .. ونظرت الي الزينه والفانوس الصغير الذي قررت جلبهم من اجل ان  تشعر بالبهجه 
وقررت أن تُعلقهم خارج غرفتها فغداً سيكون أول ايام هذا الشهر الكريم 
وأتسعت عيناها بعد أن تأملت ما فعلته .. لتسمع صوت أمل الضاحك 
- والله خليتي بهجه للفيلا ياحياه 
فأبتسمت حياه وهتفت بسعاده
- اول مره احتفل برمضان .. انا فرحانه اوي يا أمل 
فأحتضنتها أمل وربتت علي كتفيها وتمتمت بدعابه 
- كل سنه وانتي طيبه ياحياه والسنه اللي جايه تبقي في بيت جوزك 
وعند أخر جملتها ضحكت أمل 
- ديه الجمله الطبيعيه لأي عروسه في سنك .. قولت أقولهالك زي ما تقالت لينا كتير 
فضحكت هي وقد نست انها بالفعل متزوجه .. وصفقت يدها بمشاغبه 
- والسنه اللي جايه ليه أنا عايزه السنه ديه
وماكان من امل الا ان انفجرت ضاحكه وغمزت لها 
- طب ماتوفقي علي العريس اللي جيبهولك جمال خطيب نعمه 
فوكظتها حياه بذراعها .. فمنذ خُطبة نعمه واصبح الخطاب يتوافدوا عليها ..وأصبحت هي تسليتهم الممتعه 
..................................................................
وقفت فرح تنظر الي ظُلمة السماء .. وهي تتذكر والدها 
وشعرت بوجع بقلبها وهي تهتف بأمل 
- الصبر يارب 
وأغمضت عيناها لتترك لدموعها العنان .. ولم تدري لما تذكرت حياه التي أصبحت لا تعلم عنها شئ .. ولكن هي تعلم انها كانت مجرد محطه في حياة " حياه" وقد أدت مهمتها وشردت في اليوم الذي قررت ان تلغي رقم هاتفها الذي يعرفه الكثير وتغلق حسابها الشخصي وكان كل هذا بسبب رساله قاتله أتتها من مجهول يشمت بكسرتها وبموت والدها
وان من تفخر به قد رحل ... لم تصدق أن بعد كل ذلك الحب الذي أعطته لكل من حولها وجدت من يكرهها ويشمت بمصابها 
وشعرت بيد ليلي الحانيه .. فألتفت اليها لتجد ليلي تحمل فانوس وتبتسم 
- رمضان كريم ياحببتي 
وأرتمت بين ذراعي ليلي تبكي .. فعمتها لم تنسي عادت والدها ولم تشعر ليلي الا بدموعها تتساقط علي وجهها وهي تتذكر شقيقها شاكر ومسحت دموعها سريعا وهي تضمها اليها بحب
................................................................
نظر عمران نحو غرفة حياه وماصنعته وابتسم دون شعور واكمل خطواته للداخل ليخبر منيره بسفره غداً الي المزرعه 
أشرق الصباح بنوره الساطع .. أستيقظت حياه وهي تشعر بالعطش الشديد وفركت عيناها بتسأل 
- ده لسا اول اليوم وأنا عطشت ..
ونهضت من فوق فراشها لتستعد للذهب الي عملها 
وتخبر نفسها أنها لن تتراجع عن الطريق الذي اتخذته 
وأنقضي اليوم الأول وهي تجلس علي الطاوله أمام منيره
- خلاص قرب يأذن 
فضحكت منيره ..فهذا سؤالها العاشر 
لتضع منيره الطعام أمامها فقد أقترب وقت الاذن 
- خلاص هانت ياحببتي 
وعندما بدء الأذان يعلو كانت حياه تمسك زجاجة المياه تبتلعها كلها 
وبعد أن انتهت نظرت الي منيره التي مازالت ترفع يداها داعيه .. وبعد أن انهت دعائها نظرت الي حياه 
- ادعي ياحببتي بكل اللي نفسك فيه احنا في شهر كريم .. 
وبدئوا يتناولوا طعامهم هي ومنيره فقط .. فكل من امل ونعمه رحلوا كي يكونوا مع عائلتهم 
...................................................................
نظرت ليلي الي اولادها بسعاده وشردت نحو السنوات الماضيه وتذكرت مازن فرفع عمران وجهه نحوها وأبتسم وكأنه يشعر بها
فعادت تأكل وهي تحمد الله علي نعمه .. وأتجهت بنظراتها نحو أدهم الذي دعاه عمران اليوم للأفطار معهم .. ورأت نظراته التي الي الان لم تفسرها .. فأدهم كان يختلس النظرات الي فرح التي تضم "مالك" الي حضنها تُطعمه 
بأبتسامه ناعمه
..................................................................
تلملمت حياه علي فراشها وصوت هاتفها يعلو تحت وسادتها 
وكلما أنتهي صوت رنينه عادت لغفوتها ثانيه لتسيقظ مفزوعه وهي تفرك عيناها وتبحث عن هاتفها بجفون مغلقه وتمتمت بنعاس دون أن تري اسم المتصل 
لتسمع صوت منيره 
- ايه ياحياه ديه خامس مره ارن عليكي .. قومي يلا عشان تتسحري 
فنظرت حياه حولها وهي تستوعب كلام منيره الي انا فاقت علي صوتها ثانية
- اغسلي وشك وتعالي علي المطبخ 
وبدأت حياه تستعيد تركيزها 
- اه حاضر 
وأغلقت الهاتف وهي تُطالع الغرفه الغارقه بالظلام الا من النور الخافت الذي يأتي من الاضاءه الخارجيه 
ونهضت بنعاس تبحث عن زر الاضاءه ..وتذهب الي المرحاض تنعش وجهها 
وخرجت وهي تغلق سترتها الطويله فوق منامتها وتكمل لف جحابها ومازالت في عالم الاحلام 
ووصلت للمطبخ لتري منيره تعد أطباق عده وعندما رأتها
- صحي النوم ياحياه 
فأبتسمت وهي تقف جانبها كي تُساعدها 
- اساعدك في أيه 
فأبتسمت منيره وهي تعطيها قطعة من الخيار الذي كانت تُقطعه 
- انا خلاص خلصت .. خدي الاطباق حطيها علي السفره 
فأنظرت حولها ووقعت عيناها علي طاولتهم المستديره التي يأكلون عليها 
- هو احنا مش هناكل هنا 
فضحكت منيره علي هيئتها وأعطتها احد الأطباق 
- لاء هنتسحر مع عمران بيه 
فأتسعت عين حياه .. لتدفعها منيره بيدها 
- اسألتك كتيره النهارده .. يلا روحي حطي الأطباق 
فذهبت حيث دفعتها منيره .. وبدأت تضع الأطباق وتأكل من قطعة الخيار التي مازالت بيدها 
ووقفت ترتب الأطباق .. ثم أبتعدت بفزع بعد أن سمعت نحنحته
وألتفت وهي تمضغ ما بفمها وبدأت تسعل بقوه .. فأقترب منها عمران بقلق وأزداد سُعالها .. فحمل كأس الماء سريعا الذي امامه واعطاه لها 
وبعدما أرتشفت القليل بدأت تهدء وشعرت بالحرج من نظراته وقربه 
- شكرا 
فنظر اليها وهي مُرتبكه .. وأبتعد عنها قائلا بجمود 
- فين منيره 
وسمع صوت منيره التي جائت اليهم .. 
- محتاج حاجه تانيه ياعمران يابني
فنظر عمران الي الطاوله الممتلئه وابتسم 
- لاء كفايه كده يامنيره ده سحور مش فطار
فضحكت منيره وعندما جلس علي مقعده .. جلست منيره بأرتباك قليلا ولكنه تلاشي ..فهي اعتادت في تلك الأيام ان تأكل معهم فهي تعد من الأسره لسنين خدمتها هنا 
ونظرت الي حياه التي مازالت واقفه ولا تستوعب الي الان انها ستجلس معه علي مائده واحده 
- أقعدي ياحياه يلا 
فرفع عمران عيناه نحوها .. فجلست بأستحياء وبدأت تأكل
وتستمع للحديث الدائر حولها 
- ست ليلي عامله ايه .. مش ناويه ترجع بقي من المزرعه
فأجاب عمران بعبارات مختصره 
- الحياه هناك بقيت عجباها .. صحيح بتسلم عليكي هي وفرح
فوقع الاسم علي اذن حياه ولكنها لم تركز بالأمر فالأسماء كثيره وبالتأكيد ليست فرح خاصتها ولكن من هي فرح هذه 
وظلت تتسأل داخلها .. أهي شقيقته ولكنها تعلم انه ليس لديه شقيقات 
ولاحظ عمران شرودها وتسأل بجمود
- ايه ياحياه مش بتاكلي ليه 
فرفعت عيناها الناعسه نحوه وتمتمت 
- انا باكل اه 
فضحكت منيره وهي تربت علي يدها 
- حياه لسا نايمه اصلا 
وتذكرت منيره شئ ونهضت قائله :
- نسيت اللبن 
وبقيت حياه تُطالع طبقها وتقاوم النعاس .. الي ان بدأت تغفو دون شعور 
وتعلقت نظرات عمران عليها وبدء يتأملها وهي غافيه 
ونهض من فوق مقعده .. واقترب منها وانحني قليلا نحوها
- حياه 
وأستنشق رائحتها الجميله .. وبلحظه ضعف مدّ كفه نحو وجهها يُلامسه 
وفجأه أبتعد عنها مُدركاً فعلته لتفيق هي من غفوتها ومسحت علي وجهها 
- انا صحيت اه 
فلم يتمالك عمران ضحكاته .. فضحك علي هيئتها 
لتنهض من علي مقعدها بعد أن شعرت بالأرتباك والخجل منه .. وفجأه سقطت بعدما تعرقلت حركتها 
ليُكمل عمران ضحكاته ولأول مره يخرج من جموده 
فقد مرت عليه مواقف كثيره ولكن معها لا يعلم السبب
وأحتقن وجهها وهي تشعر بسخريته وهو يراها هكذا 
وانحني نحوها يمدّ لها يده 
- قومي ياحياه انا بقول تروحي تنامي أحسن 
لم تمد يدها له.. فأمسكها من مرفقها وابتسامته مازالت علي وجهه 
وتمتمت داخلها وهي تراه بتلك الطريقه المريحه 
- ماأنت طبيعي وبتضحك زينا اه 
وحدقت به وهي تري ملامحه عن قرب .. وقلبها يدق بعنف من رجولته الطاغيه .. وأبتعدت عنه 
وركضت من امامه نحو المطبخ .. لتتفاجئ بها منيره 
- مالك ياحياه 
فحملت حياه كأس الماء الممتلئ وارتشفت منه 
- انا هرجع علي أوضتي 
وذهبت دون ان تستمع الي نداء منيره التي تحمل بيدها أكواب اللبن 
اما هو وقف يبتسم دون سبب .. وعندما جائت منيره حمل كوب اللبن منها 
- شكراً يامنيره 
وصعد نحو غرفته دون ان يترك لها وقت لسؤاله عن شئ 
فنظرت منيره الي طيفه متعجبه ولكن صمتت 
...................................................................
وقفت فرح بسيارتها أمام باب المزرعه الضخم ... ونظرت الي الحارس الذي اصبح يعرفها من كثره مجيئها هنا بالمربيات .. وطالعها الرجل بنظراته الحانقه التي أصبحت معتاده عليها وتسألت 
- أستاذ أدهم موجود
 فنظر لها محروس وهو يداعب شاربه الضخم ويُطالعها بنظرات متفحصه ساخره 
- اه موجود 
ومايل برأسه بطريقه متهكمه .. لتسألها التي تجلس بجانبها
- هو في ايه
فأبتسمت فرح وهي تتحرك بسيارتها لداخل المزرعه 
- أصله يطيق العمي وميطقنيش 
فضحكت الفتاه التي جائت اليوم كمربيه للصغير 
ووقفت فرح بسيارتها ثانية .. وغادرت السياره فغادرت الأخري خلفها متجهين نحو المنزل الضخم الذي يحاوطه  حديقة خلابه .. ورحبت بهم الخادمه 
وأتجهوا نحو الصالون الراقي لتبتسم لهم الخادمه والتي أصحبت تعرف فرح بسبب قدومها الدئم الي هنا بصحبة المربيات 
- منوره ياست فرح 
فأبتسمت فرح : ربنا يكرمك ياسعديه 
وبدأت تسألها عن أبنها الذي بالمصادفه علمت أنه خريج أعلام ويحتاج لوظيفه ..
- ربنا يكرمك يابنتي .. أمجد بيه ربنا يباركله اهتم بكل حاجه 
انا وابني هنفضل العمر كله ندعيلكم 
وعندما سمعت سعديه صوت أدهم وهو يهبط من أعلي ابتعدت عنهم .. وسارت نحو المطبخ تُكمل مهامها
ونظرت فرح نحو أدهم الذي يحمل "مالك" بتأفف بسبب بكائه المتواصل ... ونهضت من فوق مقعدها نحوه ونحو الصغير
- براحه عليه ...ده طفل صغير 
فطالعها أدهم ونظر الي يديها الممدوده نحوه .. وأعطي لها الصغير 
- أنا تعبت يافرح .. مش عارف اروح شغلي ولا اتابع القضايا اللي اتحولت ليا 
وزفر أنفاسه .. ثم نظر الي التي تقف علي مقربه منهم وسألها 
- ديه المربيه الجديده 
فضمت فرح مالك الذي هدء وبدء يُداعبها بيديه 
- أه 
فنظر الي صغيره وأشار نحوه بتوعد 
- يعني سكت معاها دلوقتي 
فضحكت علي تذمر ادهم وكأنه طفل ... فأبتسم اليها وهو يتأملها دون ان يعلم بأنه يسقط غريقاً بها كل يوم ناسياً جراحه 
وأشاحت فرح وجهها بعيدا عنه وبدأت تُلاعب الصغير 
واتجه ادهم نحو الواقفه وبنبره جامده 
- أتفضلي معايا علي المكتب 
وأتبعته الفتاه وهي تعض علي شفتيها بقوه تتأمل جسده الرجولي وهي لا تُصدق ان يوجد رجال مثله علي أرض الواقع وكأنه خرج من شاشة التلفاز وتمتمت داخلها 
- ده ولا كأنه خارج من مسلسل تركي
وأردفت الفتاه خلفه وأشار اليها بالجلوس وبدء يسألها الأسئله المعتاده وعن مؤهلها الدراسي ..  وهي تُجيب علي أسئلته وعيناها تخترقه بوقاحه .. وقلبها يدق طبولا وتدعو ان تكون تلك الوظيفه من نصيبها 
.................................................................. 
بدء مروان يستعجب من تباعد مها عنه ...ففي البدايه شعر بالراحه لانه اراد ذلك ولكن مع الوقت أحس بشئ داخله يتمني ان يري نظراتها المُحبه 
جلست مها مع حياه وبدئوا يُثرثرون قليلا 
- بس انا بجد حبيتك ياحياه 
فأبتسمت حياه بود 
- وانا كمان يامها .. بصراحه بتفكريني بأنسانه كنت أعرفها
فأتسعت ابتسامة مها .. واخرجت من حقيبتها مصحف صغير مثل مصفحها الذي تضعه دوما بحقيبتها 
- اتفضلي ياستي .. ديه هديه بسيطه مني 
فنظرت حياه الي المصحف الذي عندما رأته مع مها تقرء فيه في وقت فراغها من العمل سألتها أين تجد منه .. فحجمه الصغير أعجبها .. وأخذته منها بسعاده
- انا مش عارفه أشكرك ازاي يامها 
فربتت مها علي يدها وهي تبتسم 
- مافيش شكر بقي بينا ياحياه ...................................................................
نظر أمجد الي ملابس نهي  وأشار بيده نحوها 
- ايه اللبس ده 
فنظرت نهي الي ملابسها ثم أبتسمت وهي تظن ان ملابسها قد أعجبته 
- عجبك !
فطالعه أمجد بضيق :
- عجبني .. قصدك تقولي قرفني 
فشحب وجه نهي من صراحته .. وتنهد وهو يمسح علي وجهه
- نهي اعدلي لبسك شويه .. 
فطالعته نهي بوجع من كلماته 
- كنت ممكن تقولي بطريقه ألطف من كده
فأقترب منه وهو يزفر انفاسه 
- نهي حاولي تتغيري عشان نفسك مش عشاني 
وألتف بجسده يعطيها ظهره فهو حانق من نفسه 
بسببها أصبح ينساق وراء رغباته ونسي كيف تربي 
وشعرت بعدم رغبته في رؤيتها .. فقررت الابتعاد عنه 
وخرجت من غرفته وهي تمسح دموعها 
ليلتف أمجد وينظر امامه وهو يتذكر كيف أصبح شيطانه يُخيلها له وهي عارية بين أحضانه 
وأغمض عيناه وهو يزفر انفاسه بقوه 
بحثت عن هاتفها جانبها ..لتنظر الي الساعه فتجد أن وقت أذن المغرب قد أقترب ..وأخذت تعقد شعرها وهي تُقاوم تعبها فالعمل مع الصيام شئ مرهق .. ونهضت من فوق الفراش  تُهندم ملابسها التي نامت بها عندما جائت من عملها ثم أخذت تبحث عن حجابها 
وبعد دقائق كانت تخرج من غرفتها تنظر للسماء وقد غابت الشمس .. وسارت نحو المطبخ كل يوم كي تأكل مع منيره فنعمه وأمل يرحلون قبل اذن المغرب كي تفطر كل منهن مع عائلتها 
ووقفت تنظر الي السيارات الواقفه وهي متعجبه ثم لمحت المنضده المُعده في الحديقه وبعض الاشخاص يجلسون يتحدثون وعمران يجلس بجانب سيده يضمها اليه وأمجد بجانبه وبجانبه مروان والفتاه التي دوما تراها هنا وبجانبها شخصين 
لم تكن تعلم ان اليوم به عزيمه لضيوفهم .. وأبتسمت وهي تراهم مجتمعون هكذا والبسمه تعلو أفواههم .. وشردت بحزن علي حياتها وتمنت لو ان لها أهل تجتمع معهم 
وأكملت سيرها لتجد نعمه تُسرع في حمل الأطباق مُتمتمه
- كويس انك جيتي ياحياه ساعديني الله يخليكي .. جمال زمانه جاي ياخدني وامل مشيت عشان أبنها تعبان 
فحركت حياه رأسها وأبتسمت 
- حاضر 
وذهبت نحو منيره المنهمكه في وضع الطعام بالأطباق 
- طب مقولتليش ليه ياماما منيره .. كنت جيت ساعدتك 
فأبتسمت منيره لها بحب وهي تستمع لكلمة ماما منيره التي أصبحت تقولها لها حياه  
- ياحببتي قولت أنك تعبانه من الشغل .. يلا خدي ساعدي نعمه بقي 
فقبلتها حياه .. وأخذت منها الأطباق وبدأت تساعد نعمه التي كانت تأخذ منها الأطباق وتضعها علي الطاوله 
وأمجد ينظر الي شقيقه الذي يجلس يُركز في زوجته 
وألتفت ليلي فجأه وقد رأت حياه 
- هي ديه البنت اللي جابها حسام 
فأنتبه عمران لسؤال والدته بعد أن كان كل تركيزه علي حياه
- اه 
فعاتبته ليلي : طب ليه بتساعدهم ديه ضيفه يابني 
فلم يجد عمران اجابه ليقترب أمجد من والدته بمقعده ويُقبلها 
- بس البت فرح ضيعت اللمه ديه 
فضحكت ليلي بعد أن جذبها لحضنه ثم تذكرت شقيقها بحزن
- ماأنت عارف ياأمجد السبب 
ففهم أمجد وطأطأ رأسه بأسي
- ربنا يرحمه ياماما 
أنتهت حياه من مساعدة نعمه .. ووقفت نعمه تمسح عرقها وتعدل من حجابها وهي تمسك هاتفها وحافظة نقودها بأستعجال وودعتهم وأسرعت للخارج حيث خطيبها الذي ينتظرها 
ووضعت منيره الطعام لها ولحياه مع أكواب العصير وأنتظروا الي أن بدء صوت الأذان يعلو 
.................................................................
نظرت فرح الي المائده الطويله المُجهزه باشهي الأطعمه وكيف يلتفون الاطفال حولها يبتسمون ويأكلون بنهم 
ووقعت عيناها علي أدهم الذي يحمل صغيره الذي يشبهه في الملامح .. ويأكل وسط الاطفال بل ويساعدهم ويضع الطعام في اطباقهم 
ولأول مره تترك عيناها تتأمله ولكن لم تكن تتأمل ملامحه بل تتأمل افعاله ..فهو من أعد تلك المائده وقرر ان يجلب طعام اليوم للاطفال والعاملين هنا 
ورفع أدهم عيناه نحوها .. فألتقت عيناهم بصمت فأشاحت وجهها سريعاً ونظرت الي الأطفال ثم نهضت نحو أحدي الصغيرات التي لا تعرف تأكل وبدأت تطعمها 
وهو مازالت عيناه عليها ..أمرأه بعد أن جعلته يري مساوئ النساء جائت أخري تعلمه كيف تكون النساء بحق اذا ربطت بين دينها ودنياها
..................................................................
أنتهوا من تناول الطعام وبدء الجميع يُثرثر وهم يجلسون في الهواء الطلق وكعادة نيره بدأت تجذبهم بالحديث نحوها بما تفعل فهي دائما تحب أن تكون نجمة لامعه 
ومروان وأمجد ينظرون لها ويضحكون بخبث وهم يروها عالقه بعمران 
فنظر أمجد لمروان وهمس وهو يضع يده علي فمه 
- هتفضل لزئه ليه طول القعده 
وحدق مروان بالأتيه خلفه علي أستحياء مع منيره .. فألتف أمجد ليري مايُطالعه فوجد حياه ومنيره يقتربوا منهم بالحلوي والعصائر مجدداً 
ومازح أمجد منيره وهو يضع بيده علي بطنه
- حرام عليكي يامنيره .. انا كده محتاج يوم كامل أجري فيه 
فأبتسمت منيره له  : ألف هنا يابني 
ثم نظرت نحو ليلي التي تُطالعها ببتسامه مُحبه .. 
وأقترب أمجد يحمل من حياه المُرتبكه العصائر وأبتسم لها بلطافه 
وبدأت منيره تُجمع المائده .. وأقتربت حياه منها تُساعدها 
فلا يوجد أحد غيرها مع منيره 
وعندما كانت قريبه من ليلي نظرت لها ليلي بحنان
- شكرا يابنتي 
فحركت حياه رأسها بأحترام وأكملت عملها .. وعادت ليلي لحديثها مع والدي نيره 
كان عمران يتابع كل ذلك بصمت غير منتبه لثرثرة نيره 
عيناه كانت متنقله مع التي تتحرك كالفراشه تحمل الأطباق للمطبخ ثم تعود ثانيه 
حتي أنتهت .. وأقترب مروان من أمجد الذي كان يُتابع ماتفعله حياه بحنق من شقيقه لانه يترك زوجته حتي لو مجرد أتفاق
فهتف أمجد : ديه كأنها خدامه هنا .. والبيه قاعد ولا همه 
فلم يجد مروان شئ يقوله ففضل الصمت 
وأنتهت جلستهم خارجاً لينهضوا للداخل يكملوا جلستهم مع أحتساء القهوه 
وذهب أمجد نحو عمران وكاد أن يتحدث فأشار له عمران بأن يصمت .. 
وقبض عمران علي يده بقوه وهو يتذكر حياه وهي تُخدم عليهم وتنظف المائده وكأنها خادمه وليست زوجته 
الأن علم انها زوجته ..زوجته التي هي مجرد عقد سينتهي مع وجود طرف أخر 
وأتجه نحو المطبخ ليجدها تُساعد منيره في جلي الأطباق 
ونظر الي منيره وتمتم : ممكن كوبايه مايه يامنيره 
فأعطته منيره كأس الماء ... وهي تري نظراته علي حياه التي تعطيهم ظهرها 
وهتف بتسأل : اومال فين امل ونعمه 
فشرحت له ظروفهم .. فقبض علي يده بقوه وحياه تقف بصمت تُكمل عملها دون أن تتحدث 
وتمتم بغضب : لو محتاجه حد يساعدك في المطبخ قوليلي .. 
وفهمت منيره مايقصده 
- والله ياعمران يابني حياه أصرت تساعدني ... واوعدك مش هيتكر ر تاني 
وعندما شعرت حياه ان الحديث بدء يدور حولها وان عمران يصب غضبه علي منيره .. ألتفت اليه
- انا اللي طلبت اساعد .. ومفيهاش حاجه لما أساعد 
وطالعته بنظره غاضبه لحديثه الغليظ مع منيره .. لينظر لها عمران بقوه وينصرف 
وكادت منيره أن تتحدث .. فقبلتها بحب 
- يلا بقي نخلص اللي ورانا بسرعه عشان نتفرج علي المسلسل بتاعنا 
فضحكت منيره بعد أن كانت تشعر بالضيق .
..................................................................
خرجت حياه نحو الحديقه كي تستمتع بجمال الظلام والهواء 
فغداً عطلتها ولا مانع من ان تسهر الي أن يأتي موعد السحور 
وسارت بخطوات بطيئه تستنشق الهواء .. وتنظر حولها مُتذكره تلك الأريكه المنعزله  التي اكتشفت وجودها بالمصادفه في الجهه الخلفيه من المنزل 
وخطت بخطواتها نحوها ... وانصدمت وهي تري عمران جالس عليها يضع ساق فوق ساق ويُدخن بشرود 
وعندما رفع وجهه وجدها تقف علي مقربه منه 
فتمتم بهدوء : تعالي ياحياه 
فأقتربت منه : مكنتش اعرف ان في حد هنا 
وألتفت بجسدها : هرجع اوضتي 
فجذبها من يدها .. واجلسها زافراً أنفاسه بحنق
ثم سحق سيجارته بحذائه بعد ان عدل من وضع جلوسه 
- اقعدي مش هاكلك انا ، متخافيش 
فطالعته بحنق : ومين قالك اني خايفه
فضحك عمران : تعرفي ان بقي ليكي صوت وبتعرفي تردي كويس 
فأشاحت وجهها بعيداً عنه وصدمته من ردها 
- انا ليا صوت ديما وبعرف أرد كويس بس للأسف مينفعش الضيف يقول غير حاضر ونعم ويسكت من غير مايعترض
فحدق بها بندم : انتي فهمتي ردي غلط ياحياه .. ده مجرد هزار 
فضحكت بتهكم وهي تُطالعه
- عمران بيه بيهزر مش معقول
فشعر عمران بتهكمها .. وابتسم وهو يُطالعها 
- ومهزرش ليه 
فحركت رأسها وهي تُطالعه بتفكير 
- يمكن بالنسبالك الهزار مضر بالصحه 
ولم يجد نفسه الا ينفجر ضاحكاً.. فتعجبت ثم ابتسمت وهي تُحدق به وأنبعثت رائحته داخل أنفها 
وتنهد بصوت مسموع لتفيق هي من رائحة عطره 
- لاء بهزر عادي ياحياه 
ثم أشار بأصبعه بتحذير وبدعابه نفس الوقت 
- بس بحدود وف أوقات محدده 
فبسطت يدها ورفعت أصبعها من يدها الأخري وكأنه قلم ستكتب به 
- قولنا ايه بقي الاوقات ديه ياعمران بيه 
فضحك وهو يكتشف بها جانب اخر من شخصيتها .. واخذ يدها وهو يتأمل ملامحها الجميله 
- هاتي أيدك كده 
فأرتبكت ليبتسم وهو يفعل نفس فعلتها ويكتب علي يدها 
- مثلا زي وانا قاعد كده .. او مثلا وانا مبسوط منك .. او مثلا وكاد ان يُكمل حديثه
فنهضت بخجل من جانبه هاتفة وهي تتحرك بخطي سريعه
- ياخبر هحضر السحور لماما منيره ... عايزاها تصحي تتفاجئ !
وماكان من عمران الا انه عقد  كلا ساعديه خلف رأسه المسنود علي الأريكه الخشبيه وأسترخي بجسده وهو يتنفس ببطئ ويبتسم 
...................................................................
أطرقت باب حجرتها حتي أتاها صوته 
- أدخل 
فذخلت نهي بوجه يشع امل ..وعندما رفع وجهه نحوها ابتسم 
لهيئتها الجديده .. فقد أرتدت اليوم تنوره واسعه طويله مع قميص ابيض وأقتربت منه بخفه .. ليتضح اليه ان قميصها شفاف فأشعة الشمس قد أوضحت كل شئ عندما سقطت عليها من نافذه غرفة مكتبه.. وتبدلت ملامحه للعبوس وطالعها بجمود 
- ايه الزفت اللي انتي لبساه ده 
فنظرت نهي الي هيئتها ثم طالعته 
- ماله اللبس مفيهوش حاجه 
فأقترب منها ليجذبها نحو أحد المرايا الموجوده في غرفة مكتبه واشار علي قميصها 
- جسمك باين ياهانم من تحت القميص 
وبدء يصف لها ما يتضح بجمود حتي يجعلها تخجل من نفسها 
وبالفعل خجلت ولأول مره تكتشف ان أمجد حين يغضب يصبح وقحاً فظاً 
وأطرقت رأسها أرضاً 
- كفايه خلاص 
وابتعدت عنه وهي تبكي 
- انت ليه بتحب تجرحني ... انا كده ومش هتغير 
فطالعها بجمود
- هتتغيري يانهي .. وانا هعرف أعدلك 
وزفر أنفاسه بقوه 
- نهي 
فرفعت وجهها نحوه وظنت أنه سيُراضيها 
- روحي يانهي عشان اليوم يعدي من غير مشاكل .. 
وكادت أن تعترض .. الا انه أخرسها بأشاره منه 
- كلامي يتنفذ وخدي الباب في ايدك عشان ورايا شغل 
وألتف بجسده عائداً الي مكتبه 
- مش عايز ألمحك في القناه النهارده 
وضربت الأرض بحذائها العالي .. وتمتمت بكلمات قد سمعها وأنصرفت حانقه من تصرفاته معه 
..................................................................
أرتدت مها نظارتها الطبيه وهي تُطالع بعض المُتقدمات لأجل الوظيفه التي أعلنتها شركتهم وتنهدت بسأم وهي تتفحص من يجلسون وتتسأل داخلها 
- ده لو عرض أزياء مش هيعملوا كده .. استغفر الله العظيم ..
ثم تابعت وهي تزم شفتيها : ده احنا في رمضان ياناس .. ايه اللبس ده
وعادت تنظر الي الاوراق التي امامها .. الي أن سمعت صوت مروان وهو يُلقي السلام 
وأردف لداخل مكتبه بعد أن أشار اليها .. بأن تتبعه 
ووقفت تنتظر أوامره .. ولكنه بدء يخلع سترته ثم جلس خلف مكتبه بأسترخاء وفتح حاسوبه يُتابع بعض الأشياء 
كان يفعل ذلك متعمداً كي يزيد حنقها .. لا يعلم لما بدء يفعل هذا معها .. فبعد أن بدأت تتحكم بمشاعرها وأيقنت 
ان من ترك شئ لله عوضه بأحسن منه .. داخلها يتمناه بشده ولكن اختارت ان تترك كل شئ لله 
وتسألت بحنق 
- أدخل المتقدمين للوظيفه يافندم .. ولا استني لما تفضي 
فرفع مروان وجهه نحوها وتمتم ببرود مصطنع 
- خمس دقايق 
وأنصرفت بعد ان عاد لمُطالعة حاسوبه 
لتقف مها أمام الفتيات بحنق .. الي ان وجدت إحداهن تقترب بخجل وترتدي ملابس محتشمه 
- انا جايه عشان اعلان الوظيفه 
فأبتسمت مها ثم ذهبت نحو مكتبها لتعطيها بعض الاوراق كي تدون بياناتها وهمست بأرتياح 
- يا أخيرا لقيت حد يفتح النفس 
وأنتظرت أن تُنهي الفتاه ملئ بياناتها .. ورغم انها جائت أخرهم الا ان مها ادخلتها هي اولا
- أتفضلي ياأنسه 
ونظرت الي طيفها وهي تردف داخل الغرفه ..وسمعت همسات الأعتراض والحنق 
لتأتي حياه وتنظر حولها متسائله 
- مالك يامها واقفه كده ليه
فألتفت مها اليها ثم جذبتها نحو مكتبها 
- مضيقه ياحياه .. مضيقه اووي
فضحكت حياه علي تعبيراتها وتسألت بدعابه 
- ومضايقه من ايه يامها 
فقضمت شفتيها بقوه وهي تُطالع الفتيات 
- انتي شايفه الدنيا صيام وهم عاملين ايه في نفسهم 
وأشارت بيدها نحو غرفة مروان 
- أدخلهم ليه ازاي دلوقتي .. انتي مسمعتيش قالوا ايه عليه اول مادخل مكتبه.. ده قالوا عليه عنيه حلوه وجنتل مان ياحياه 
فلم تتمالك حياه ضحكاتها ف مها أصبحت مفضوحه بالفعل 
تُداري مشاعرها منه ولكن بمفردها او معها يبدء كل شئ بالظهور 
فحدقت بها مها بحنق لتعتدل حياه في وقفتها وهي تتنحنح 
- انا بقول أرجع اشوف شغلي بقي 
وانصرفت من امامها وهي تكتم صوت ضحكاتها 
لتخرج أول واحده من غرفه مكتب مروان .. فتتبعها اخري .. الي ان جاء دور اجملهم وأقصرهم في الملابس 
فنظرت لها بقوه وهي تهمس داخلها 
- مبقاش فاضل غيرك .. اخليكي بعد مين انا طيب 
وأشارت اليها بوجه عابس 
- أتفضلي ياأنسه 
فتمتمت الاخري بدلال : ميرسي
وقررت مها ان تدخل خلفها ولكن انتظرت حتي لا يحرجها مروان 
وظلت تنتظر خروج الفتاه الي ان نهضت من فوق مكتبها وجمعت بعض الاوراق
- لاء ماهي كده طولت بقي 
وأطرقت الباب ودخلت دون ان تنتظر رد .. لتجد مروان يضحك مع الفتاه بل ويسألها عن بعض الاشخاص الخاصه 
فيبدو انها من معارفه 
وانتهت المُقابله .. فمدّت الفتاه يدها لتصافح مروان فصافحها بأبتسامه لم يبتسمها لها طوال عملها معه 
وأنصرفت الفتاه بدلالها ورقتها بعد أن ودعها مروان وطلب منها أن توصل سلامها لشقيقها ووالدها 
ونظر الي مها التي وقفت تُطالعه تاره ثم تُطالع ظهر الفتاه وهي تُغادر 
- مها 
فألتفت اليه بفزع 
- ها .. نعم 
وحدق بها بجمود وداخله يضحك علي ملامحها 
- في حاجه يامها 
فتسألت بغباء : اكيد هتعين اول بنت في الوظيفه 
فضحك مروان وهي يُطالعها 
- هو فعلا الاختيار وقع عليها وعلي نادين برضوه
فعادت تسأله 
- مين نادين ديه !
فرفع قلمه يحركه بين اصابعه 
- اللي لسا خارجه قدامك 
وماكان منها الا أن أتسعت عيناها بصدمه 
- ايه ديه هتشتغل 
ثم تابعت بغيره : هي اصلا فاضيه لغير تقف قدام المرايا
فتنهد مروان وهو يكتم أنفاسه حتي لا يضحك 
- اظن ان ده مش من اختصاصك يامها 
فشحب وجهها من كلماته التي احرجتها ... وطأطأت راسها بأرتباك 
- فعلا عندك حق !
..................................................................
جلس شارداً يُطالع الظلام الذي امامه ويزفر أنفاسه ببطئ 
يتذكر حديث استاذه الجامعي الذي جاء اليه بالقناه من اجل ان يطلب منه حضور ندوه طُلابيه .. فطلابه لم يصدقوا ان "أمجد العمري" الأعلامي المشهور كان طالب بجامعتهم وانه كان أستاذه وبعد حديث طويل دار بينهم وفخره به لما حققه 
سأله عن نهي التي لمحها بالصدفه عندما أراد مقابلته 
ليُخبره أمجد انها تعمل لديه مساعدة شخصيه 
واغمض عيناه وهو يشرد بذلك اللقاء 
- مش معقول نهي مساعده ليكي 
فطالعه أمجد وهو لا يفهم مغزي كلامه .. 
- مش فاهم حضرتك تقصد ايه 
وبدء الرجل ويدعي " فارس " يخبره عن ألتفافها حوله عندما كانت في سنتها الأولي بالجامعه الي عامها الثاني وبعدها اوقعته بحبها وكأنها امرأه لعوب وليست فتاه قد خطت اعتاب مراهقتها.. وعندما سأله كيف اكتشف انها تتلاعب به 
كانت الصدمه " انه أكتشف أنها كانت تتواعد مع زميل لها أيضا ابن أحد الرجال السياسين " 
- احترس منها ياأمجد ... نهي ديه عامله زي الأفعي تفضل تلف حواليك لحد ما توقعك وتاخد كل اللي عايزاه منك وبعدين تدور علي صيده جديده !
وفاق من شروده عندما اقتربت فرح منه بهدوء وهي تشك بصمته العجيب .. فأمجد دائما يضحك ويمزح وليس ذلك الرجل الذي يجلس أمامها
وتذكرت اليوم عندما تفاجأت بوجوده ليخبرهم بأنه سيمكث معهم في المزرعه بضعة أيام فهو يحتاج للهدوء
وشعر بخطواتها .. فألتف نحوها متسائلا 
- لسا منمتيش يافرح 
فزفرت انفاسها وهي تجلس علي أحد المقاعد التي بالحديقه 
- مجاليش نوم 
ثم تابعت بتسأل وقلق 
- مالك ياأمجد ؟
فتمتم دون أن يُطالعها 
- متقلقيش يافرح أنا كويس 
وقررت أن تُمازحه كي تخرجه من ذلك الصمت ولم تجد الا تلك الدعابه التي هدمت كل أحلامها 
- اوعي تكون بتحب 
وغمزت اليه ضاحكه : هو مافيش غيره اللي بيعمل كده
فأبتسم وهو يعتدل في جلسته ويتذكر من شغلت عقله وقلبه ب ألاعيبها وهو كان كالأحمق
- للأسف 
لم تستوعب اجابته .. فحدقت به وقد جف حلقها 
- انت فعلا بتحب ياأمجد 
فلم يعد يعلم هل مازال يُحبها ام .. ولم يجد أجابه يخبرها بها ففضل الصمت 
وشعرت بأن المكان يضيق بها 
وأردات ان تنهض كي تفر هاربه من امامه قبل أن تسقط دموعها ولكن قدماها أبت ان تتحرك 
واندهش من صمتها 
- مالك فرح انتي كويسه
فأبتلعت ريقها بصعوبه وأخذت تفرك يديها بتوتر 
- اه متقلقش 
وشعرت بقلبها وهو يدق بآلم وكأنه يريد ان يخبرها أنه لم يتحمل الصدمه فهي السبب في كل هذا 
وتسألت وهي تُحارب دموعها وتغرز اظافرها في كفوفها 
- هي مين ؟
ودق  القلب
وقف عمران  من بعيد يُطالعها وهي تقف علي أحد المقاعد تعقد رابطة الزينه التي انقطعت .. وأبتسم وهو يراها تصفق بيديها بعد أن أنجزت مهمتها 
بدء عقله ينشغل بها حتي ان عيناه بدأت تلتقط كل كبيره وصغيره تفعلها .. وتحركت قدميه لخطوه كي يقترب منها
ولكنه تراجع سريعا ..ليعود الي المنزل بخطوات حازمه ويصعد الدرجات نحو الأعلي .. وأنتبه لصوت منيره 
- هتفطر هنا ولا بره 
فألتف عمران لها ليُطالعها بملامح جامده بعض الشئ
- هفطر بره يامنيره 
وأكمل صعوده وداخله صراع بين قلبه وعقله 
فالقلب يريد ان يحيا من ظلمته وسكونه اما العقل يقف أمامه كالمعلم 
...................................................................
جلست فرح علي فراشها وهي شارده في تلك الليله التي أخبرها فيها أمجد عن حبيبته ..لم تكن تعلم ان الحب مؤلم هكذا ..وزفرت انفاسها بأسي ورفعت وسادتها تضمها اليها 
حبها الصامت لم يُجني نفعاً وقد اخذت حلمها أخري 
أحيانا صمتنا يكون هو سبب خسارتنا واحيانا اخري يكون هو نجاتنا من هلاك لا نعلمه ... ومالت بجسدها علي الفراش 
وأغمضت عيناها بقوه تمنع دموعها ...وغفت دون شعور
ذاهبه لعالم أخر به الهدوء  
...................................................................
الأيام تمر والكل يسير بحياته كما اعتاد .. من يسير نحو حلم جديد ومن يودع حلم عاش به طويلاً
وقفت نهي أمامه تنتظر منه ان ينتبه اليها ولكن أمجد الذي أصبح عليه الان لا تعرفه فمنذ ان عاد من اجازته التي أخذها لبضعة ايام .. عاد جامد الملامح يتحدث معها كأن لم يحدث بينهم شئ .. وتذكرت لحظاتهم الجميله رغم انها قليلا ولكنها أجمل ماعاشته بحياتها المظلمه 
وتمتمت بأرتباك : السكرتيره قالتلي انك عايزني 
وانتظرت للحظات الي أن رفع وجهه نحوها وألقي بكلماته بقسوه لم تراها منه من قبل 
- هتتنقلي لقسم العلاقات العامه 
وكادت ان تتكلم الا انه لم يعطيه فرصه للحديث ليُشير اليها بجمود
- ده قرار نهائي ولو مش عجبك تقدري تقدمي أستقالتك 
وعاد الي مُطالعة أوراقه .. لتقترب منه قائله بنبره باكيه 
- انا عملت ايه طيب !
فزفر أنفاسه بقوه وهو يرفع وجهه 
- أنسه نهي أتفضلي علي شغلك !
لتقف حائره ونظرت اليه وارادت ان تتكلم ولكن أشار بيده نحو الباب .. لتنصرف في صمت 
وبعدما رحلت ظل يدور بمقعده بجمود وهو يُدرك حقيقه واحده أنه أحبها حقاً ووقع في فخها كما وقع الأخرين
...................................................................
رأت سيارته من شرفتها وقد عزمت ان تذهب اليه كي تتحدث معه وتسأله عن صحة حسام وهل أستيقظ من غيبوبته ام مازال كما هو .. وأرتدت حذائها ونظرت الي ساعة هاتفها لتجد ان الوقت تجاوز العاشره مساءً .. وخرجت من غرفتها مُتجه نحو المطبخ 
لتجد مُنيرة جالسه بمفردها تتثاوب .. فمنذ بداية ذلك الشهر ونعمه وامل يرحلون الي منازلهم مُبكراً قبل موعد الأفطار 
ونظرت اليها منيره 
- مالك واقفه كده ليه .. شكلك جعانه ياحببتي
وتابعت بأمومه : ما أنتي مبتفطريش كويس يابنتي 
ونهضت كي تعد لها الطعام .. فأوقفتها حياه 
- انا جيت اشرب معاكي الشاي 
فقد خجلت أن تُخبرها أنها تُريد أن تستأذن لها كي تُقابل عمران 
وقررت أن تؤجل حديثها معه الي ان تراه صدفه ..فلا داعي للانتظار 
وصنعت منيره الشاي وجلسوا يشربونه سوياً ويُثرثرون ..وعادت تتثاوب منيره ومسحت علي وجهها 
لتشفق عليها حياه 
- شكلك تعبانه وعايزه تنامي .
ونهضت كي تتركها ولكن جاء صوت عمران  وهو يردف لداخل المطبخ
- ممكن فنجان قهوه يامنيره
وأنتبه لوجود حياه ولكنه تجاهلها وهو يُصارع رغبته في تأملها 
ونهضت منيره تصنع له فنجان القهوه.. وقبل أن يُغادر المطبخ هتفت حياه 
- ممكن أتكلم معاك دقيقه 
فألتف عمران اليها .. ونظرت لها منيره وهي تعد القهوه 
- ابعتي القهوه معاها يامنيره
وانصرف بعنجهته التي اعتادت عليها .. فكشرت بملامحها لمعاملته تلك .. فضحكت منيره 
وبعد دقائق انهت منيره اعداد القهوه وأعطتها لها
- اهي القهوه ياستي ...
وتابعت وهي تربت علي كتفها 
- هروح ارتاح في اوضتي شويه قبل ميعاد السحور
فحركت حياه رأسها وتقدمت امام منيره وكل منهما ذهب لأتجاهه
طرقت الباب طرقات خافته وبعد ان أذن لها بالدخول
أردفت بأرتباك وتمتمت بخفوت
- احط القهوه فين 
فألتف عمران لها وقد كان يتحدث في هاتفه وأشار اليها بأن تنتظر لحظه 
وأنهي مُكالمته .. ونظر اليها طويلا ولم يعلم لما أراد ان يري حنقها منه ويُشاكسها قليلا 
- هاتي القهوه 
وقبل أن تقترب منه بها .. أتجها نحو الأريكه يجلس عليها بغرور ويسترخي بجسده
فزفرت انفاسها بحنق تكاد تنفجر به ... وأتجهت نحوه 
ثم وضعت صنية القهوه علي الطاوله المستديره القريبه من موضع جلوسه 
ليهتف عمران ساخراً : هنقعد ساعه عقبال ماتديني القهوه
ومدّ له يده وداخله يضحك علي هيئتها الحانقه .. وتنهدت بقوه وهي تحمل فنجان القهوه كي تعطيه له وتخبره بما جائت وتنتهي تلك الجلسه قبل أن تسكب عليه تلك القهوه 
وحدث ماأرادت .. فسقطت عليه بالقهوه بعد أن تعرقلت قدماها بطرف ثوبها الطويل 
لتبتعد سريعا عنه .. فينهض وهو يفك ازرار قميصه بضيق 
- أنا قولت تديهاني مش تحرقيني 
وأتسعت عيناها وفتحت فمها كالبلهاء وهي تراه عاري الصدر امامها بعد ان خلع قميصه 
ووضعت يدها علي عينيها وهي تُتمتم 
- البس هدومك مينفعش كده 
كان عمران يُطالع موضع الحرق دون أن ينتبه لها .. ورفع عيناه نحوها ليجدها تقف تعطيه ظهرها وتُخبئ عيناها بيديها 
- انا هجيلك في وقت تاني 
وتحركت خطوه من امامه .. ليمسك ذراعها حانقاً واراد ان يستفزها 
- يعني تحرقيني وتمشي 
فتمتمت حياه بخجل : عيب افضل هنا معاك وانت كده
استفزته كلماتها فنطق بحنق 
- حياه انا جوزك علي فكره 
وأزالت أحد ايديها عن أحدي عيناها 
- ها !
هيئتها هذه أنسته حنقه منها ومافعلته ..حتي الم الحرق لم يعد يشعر به 
- ولا انتي نسيتي 
وتابع وهو يراها تبتلع ريقها بصعوبه 
- عالجيني بقي 
كلمته الأخيره جعلتها تفيق من غيبوبتها المؤقته .. ودفعته بيدها وركضت من امامه 
لتعلو ضحكاته وهو لا يُصدق انها خجلت منه رغم انها عاشت سنين عمرها في المجتمع الغربي 
...................................................................
رفعت مها عيناها نحو التي تقف أمامها ..وظلت تتفحصها من قدميها الي رأسها ..ف نادين اصبحت فاتنة الشركه منذ تعينها 
لتهتف نادين بوقاحه : انتي يا أنسه 
وبدأت تعدل من شعرها بيديها 
- بشمهندس مروان عايزني ..ممكن ادخوله بقي 
فتمتمت مها ببعض الكلمات المُبهمه .. ونهضت حانقه
- أتفضلي 
وسارت أمامها والأخري تتباطئ في خطواتها 
وطرقت الباب ثم أردفت وهي تخبره 
- الانسه نادين يافندم 
فأبتسم مروان ونظر الي نادين التي تتقدم نحوه
- تعالي يانادين 
واشار اليها ببرود عكس تلك 
- اتفضلي انتي يامها 
فوقفت للحظات تنظر اليهم ..الي ان أنصرفت وقلبها يخبرها انه اذا فَتن بإحداهن فستكون هي نادين 
وجلست علي مكتبها تُلملم الأوراق بعنف ..فهي تُريد ان تخرج غضبها بأي شئ 
اما هو جلس مع نادين بعمليه يُخبرها عن المشروع الذي ستعمل به واختارها لان المشروع مشابه لمشروع تخرجها 
ونادين كانت تجلس امامه بهدوء لا تفكر بشئ سوي عملها ...................................................................
تسير شارده في الحقيقه التي علمتها .. حقيقة مؤلمه ولكن جعلتها تفيق من أحلامها وسمعت صوت سياره خلفها 
ولكنها لم تقف وأكملت سيرها 
ليخرج ادهم من سيارته ..ويذهب نحوها 
- أنسه فرح 
فأنتبهت فرح لصوته وألتفت اليه بوجه شاحب 
لينظر لها أدهم بقلق 
- شكلك تعبان ..فيكي حاجه تحبي اوديكي المستشفي 
لتخفض فرح رأسها أرضاً لعلها تُداري بؤسها
- لاء ابدا انا كويسه 
واشارت نحو طريقها 
- انا رايحه الملجأ
وتقدم امامها وهتف بود 
- طب تعالي اوصلك 
فنظرت الي طريقها وتمتمت برقه
- لاء شكراً اتفضل انت 
وأكملت سيرها بخطي بطيئه ..فهي تُريد أن تسير لاكبر مسافه ممكنه لعلها تجد في ارهاق قدميها مُسكن لقلبها
ووقف ينظر اليها بقلق ثم عاد الي سيارته وداخله مشاعر كثيره نحوها كلما رأها نسي انه لا يُريد  ان يقع في فخ الحب مجدداً
...................................................................
انهت حديثها مع مها بعد أن أكدت عليها موعدهم بعد انتهاء دوام عملهم وسارت للأمام ثم ألتفت نحو مها مره اخري 
- هستناكي بره قدام باب الشركه .. اوعي تتأخري 
وشقهت فجأه عندما وجدت نفسها تنصدم بجسد أحدهم 
ورفعت عيناها نحو الذي وقف يُطالعها بصمت .. وأتسعت حدقتي عيناها وهي تجد عمران امامها 
ومها تقف أمام مكتبها تكتم صوت ضحكاتها 
- اه ياراسي 
وكاد عمران يبتسم ولكن منع أبتسامته وظل ينظر اليها ..فأرتبكت حياه وأبتعدت عن طريقه وقبل ان تتخطاه وجدت عمران ينحني نحوها 
- سلامتك 
ثم تابع بخبث : أعتبريها ضريبه عن القهوه 
وتابع خطواته وأبتسم .. لتقف مها تُطالع الموقف وهي لا تُصدق ان عمران العمري يبتسم 
...................................................................
وقفت نهي تُطالعه من بعيد وكلما تقابلت عيناهم كان يشيح بوجهه نافراً وكأنه لا يُطيق رؤيتها 
وذهبت لتجلس علي مكتبها وهي مُطأطأت الرأس تتذكر اي شئ فعلته يجعله ينفرها هكذا ولكن لم تجد 
وأدمعت عيناها ولأول مره تُدرك ان للحب ضريبة 
وتنفست بصعوبه وهي تمسح دموعها ..فالشخص الوحيد الذي أحبته قد تركها بعد ان فتحت معه صفحه جديده مع الحياه ونسيت ماضيها المؤلم من والد يتهم زوجته باطلا بل ويأتي برجلا لها كي يحكم خطته ويثبت انها عشيقته ويجعلها تتنازل عن كل املاكها من اجل ان لا يفضحها 
وعادت الذكريات تخنقها ..فسحبت حقيبتها من علي مكتبها وخرجت تركض من مقر عملها دون ان تشعر بشئ حولها 
ونظرات اخر يقف من بعيد يُطالعها
...................................................................
كان شعور حياه مختلف وهي تنهض من فوق فراشها بحماس .. فالعيد قد أت ولأول مره تشعر بفرحه هكذا 
وظلت تدور بحجرتها وتُدندن بالغنوه التي سمعتها امس في هاتف نعمه 
- "العيد فرحه واجمل فرحه تجمع شمل قريب وبعيد"
ووقفت تتذكر باقي الكلمات ولكن تلك الجمله الوحيده التي تذكرتها من الغنوه 
ورن هاتفها لتركض نحوه ..وابتسمت وهي تهتف بسعاده
- كوكو الجميله ................................................................
وضعت منيره القهوه امام كل من عمران وأمجد 
وانصرفت نحو المطبخ تعد وجبة الأفطار لها ولحياه
اخذ أمجد فنجان قهوته وأرتشف منها 
- انا مش عارف ماما وفرح هيفضلوا لحد أمتي في المزرعه
فتنهد عمران وهو يعبث بهاتفه
- مدام مرتحين ياأمجد يبقي خلاص 
ونهض من فوق مقعده 
- انا هقوم اجهز قبل ما نسافر
وحرك يده علي لحيته ..فضحك أمجد 
- وياريت تحلق كمان 
فأبتسم عمران وتابع سيره 
ليزفر أمجد انفاسه وهو ينظر الي هاتفه فيجد رساله من نهي 
وفتحها كي يقرأها ولكن أغلق هاتفه وأكمل احتساء قهوته
...................................................................
وقفت حياه تستمتع بالحديقه وهي ترتدي ثوبها الجديد .. وأكملت سيرها نحو المطبخ .. فوجدت أمجد يقف بجانب سيارته يتحدث في هاتفه وعندما لمحها أشار اليها ان تقترب منه 
فأقتربت منه بأرتباك وهي تعبث بيديها بفستانها .. وانهي امجد مُكالمته وابتسم لها 
- عيد سعيد ياحياه
فأتسعت ابتسامتها فهي كانت تظن ان بعد لقائهم الاخير سيُعاملها وكأنها لا شئ 
- عيد سعيد ليك انت كمان
فأبتسم أمجد ومازحها قليلا .. ولا يعلم لما شعر بالضيق من عمران وسألها بود
- هتعملي ايه في العيد 
فنظرت حولها وهي لا تعلم الاجابه وحركت يداها بعفويه 
- هقعد مع ماما منيره في المطبخ 
فضحك أمجد : يعني هتقضي ايام العيد في المطبخ مع منيره
فأرتبكت من ضحكته وحركت رأسها 
- اه 
ونظر اليها بتمعن وهتف بجديه
- ماتيجي معانا المزرعه انا وعمران 
وعلي أسم عمران جاء الأخر بوسامة لم تراها فيه من قبل .. فقد حلق لحيته واصبح عمره اصغر ..كما ان ملابسه مُنمقه كالعاده ورائحة عطره تملأ رئتيها.. ووقفت تتأمله وقلبها يدق بعنف 
وعندما وجدت عيناه تتفحصها طأطأت رأسها أرضاً 
ونظر أمجد الي شقيقه بهدوء
- كنت بقول لحياه تيجي معانا المزرعه ياعمران انت أيه رأيك 
وغمز له بعينيه بأن يوافق .. ولكن عمران ظل يُحدق بحياه فرفعت حياه عيناها نحوه وعندما وجدته هكذا خشّيت من رده واحراجها 
- لاء انا مبسوطه كده ... انا وماما منيره عندنا خطط كتير هنعملها 
وتحركت من امامهم بعدما أستأذنتهم 
ليهتف أمجد به 
- حرام عليك أحرجتها .. كنت أتكلمت ولا قولت حاجه البنت خافت لترفض 
ليضع عمران نظارته علي عيناه ويتحرك نحو سيارته 
- يلا عشان منتأخرش 
وركب سيارته وهو يشعر بالضيق من تصرفه معها ولكن هكذا أفضل لها وله فطرقهم مختلفه 
...................................................................
ضحكت حياه وهي تُشاهد احدي المسرحيات وتحمل طبق الحلوي ومنيره تجلس جانبها وتضحك أيضا .. ووضعت بيدها علي بطنها التي قد أنتفخت من طعام منيره الشهي 
- أنا بقول كفايه اكل كده 
لتضحك منيره وهي تتأملها 
- ومين اللي هياكل الكيكه اللي انا عملتها
فشهقت بألم في معدتها : لاء كفايه كده
وتابعت بدعابه : فينك يا أمل انتي ونعمه 
فوكظتها منيره بخفه: حد يقول لأكل منيره لاء 
وظلوا هكذا طيلة اليوم الي ان حل الظلام
.................................................................
جلسوا يتمازحون مع والدتهم وكل منهما عاد وكأنه طفلا صغيراً 
ومال أمجد علي كتف والدته ينام عليه
وعمران جالس بجانبها يتصفح هاتفه تارة وتارة اخري ينهض ليُجيب عن اتصالات المُعايدة
فنظرت اليه ليلي بحنان 
- كفايه كده وأقفل تليفونك اللي مبطلش رن من الصبح 
فضحك أمجد وهو يُطالع عمران
- انا ريحت نفسي وقفلت التليفون ياست الكل 
فربتت ليلي علي شعره بحنان 
- طول عمرك مريحني ياحبيبي
فضحك عمران وهو يرفع يدها يقبلها 
- بقي كده ياست الكل
فأبتسمت ليلي وضمته اليها 
- مش ناوي تتجوز وتفرحني بيك
فتمتم عمران بحنق :  ان شاء الله 
فتنهدت ليلي بضيق منه.. ليعتدل أمجد في جلسته وينظر الي عمران ويغمز له بمكر
فنظر اليه عمران بقوه .. ليضحك أمجد 
- انا بقول أدخل اشوف البت فرح أحسن بدل ماافضح الدنيا
ليقبض عمران علي يده وهو يتوعد له .. ونظرت ليلي اليه 
- هو في ايه .. انت واخوك مخبين عني حاجه 
فأسترخاء عمران بجلسته 
- تفتكري احنا نقدر نخبي عليكي حاجه
فحدقت به وهي تتسأل 
- ايه رأيك في نيره ياعمران .. انا صحيح مش راضيه عن لبسها وتحررها الزايد .. بس هي بنت حلوه ومثقفه وعليتنا وعيلتها أصدقاء من زمان 
فزفر أنفاسه بيأس وأبتسم وهو يحتضنها ويُقبل رأسها
- لو لقيت عروسه زيك ياست الكل .. أوعدك هتجوزها علطول
 لتضيع ليلي مع كلماته وتبتسم وهي تدعو له 
...................................................................
اشرق يوماً جديد ..وذهبت حيث مكانها الدائم لتجد منيره تُحادث أحدهم بالهاتف وبعدما أنتهت من مُكالمتها 
نظرت الي حياه التي جلست امامها بنظرات متسائله
- دول اهل جوزك الله يرحمه 
فأبتسمت منيره وهي تتذكر الطفل الصغير ابن شقيق زوجها الذي سيكون عُرسه غداً ويدعوها لحفل زفافه 
وتنهدت بسعاده : اه ياحببتي ..
ونظرت الي حياه وهي لا تعلم أتذهب كما وعدتهم ام لا 
واخبرت حياه بأصرارهم عليها لمشاركتها فرحتهم 
فأبتسمت حياه وهي تربت علي كفها 
- روحي أفرحي ...اكيد بقالك كتير متجمعتيش معاهم 
وتسألت منيره بقلق : طب وانتي يابنتي 
ثم دارت بداخلها فكره 
- ايه رأيك تيجي معايا 
فطالعتها حياه بخجل ولم تُريد ان تكون عبئ عليها 
- متقلقيش عليا انا هخرج اتفسح مع منار وكمان مها 
وتابعت بحماس كي تجعل منيره تُسافر دون قلق 
- انا حكتلك عنهم .. وانتي اه بتقولي يومين وراجعه 
فحركت منيره رأسها برفض 
- محدش قاعد في الفيلا .. نعمه وامل اجازه .. وعمران بيه مسافر 
فأبتسمت حياه :  نسيتي الحارس اللي علي البوابه .. 
وجذبت يدها : قومي نحضر الشنطه .. 
وأقنعتها ان تذهب كي تُرفه عن نفسها فمنيره نادراً ان تترك الفيلا فعندما رأت بعينيها رغبتها في الذهاب وهي العائق الوحيد لها
قررت ان لا تجعل نفسها أنانية وتحرمها من تلك السعاده التي ستجدها مع أقاربها
وجاء صالح بالسياره وحمل حقيبة منيره وهو ينظر لحياه التي تقف تُطالعهم بحماس 
- كويس انك اقنعتيها ياحياه تخرج .. انا مش فاكر اخر مره منيره خرجت كان امتي
وضحك وهو ينظر لمنيره التي تُحدق به شزراً 
واقتربت منيره من حياه وضمتها اليها 
-خلي بالك من نفسك ... تعالي ياحياه معايا عشان اطمن عليكي اكتر 
فقبلتها علي وجنتيها وهتفت بمشاغبه 
- هكلمك كل دقيقه .. واوعي تنسي تصوريلي الفرح 
فضحكت منيره وودعتها وأتجهت نحو السياره 
وبعدما أنطلقت السياره .. جلست علي الدرج وهي تتأمل طيف السياره والبوابه تغلق والسكون يعم المكان
...................................................................
نظر عمران الي هاتفه وهو يدق لتنظر اليه والدته بحنق
- مش قولت أقفل التليفون ياعمران 
وأخذت ليلي الهاتف وكادت ان تغلقه لتجد رقم منيره 
- ازيك يامنيره 
فهتفت منيره بود : ازيك ياست ليلي 
وتسألت منيره : هو عمران بيه موجود جنبك 
فنظرت ليلي الي عمران 
- اه يامنيره قاعد بيفطر .. في حاجه حصلت في الفيلا 
فنظر عمران الي والدته وهو يرتشف من كأس العصير الذي امامه وينتظر ان يعرف منها لما هاتفته منيره
وأغلقت ليلي الهاتف بعد أن انتهت المكالمه وعلمت سبب اتصال منيره
وجلست علي المقعد الذي بجانبه 
- منيره سافرت تحضر فرح في بلدها وتقضي اجازة العيد معاهم .. يومين وهترجع 
فأكمل أرتشاف العصير وحرك رأسه بتفهم وقد نسي أمر حياه 
ليقترب امجد منهم ويُقبل والدته علي وجنتيها .. ويُطالع عمران : فين فرح
فتمتمت ليلي وهي تضع الطعام في الطبق الخاص بها
- راحت الملجأ
فتمتم عمران وهو يتناول أفطاره 
- ادهم عازمنا النهارده علي الغدا في مزرعته 
..................................................................
وقفت فرح تنظر الي الأطفال وهم يرتدون ملابس العيد ولكن وجوههم ليست سعيده وأقتربت من احد الأطفال تسأله
- مالك زعلان كده ليه يا كرم 
فنظر لها كرم بحزن 
- احنا مش هنخرج في العيد ياماما فرح .. انا نفسي اخرج 
وسألها بنبره حزينه 
- هو اللي معندهوش بابا وماما مبيخرجش 
فضمته اليها بحزن وربتت علي ظهره ولاول مره تشعر ان الحياه أعطتها الكثير وهي لا تعلم 
والدتها تركتها بسن صغير ولكن والدها عوضها بكل شئ .. لديها عمه تحبها وكأنها ابنتها ولديها عمران وامجد اللذان يحبونها ويُدللونها ..لديها المال والاهل فحتي لو فقدت شئ بحياتها ..فلديها مايعوضها ولكن هؤلاء من سيُعوضهم 
وأبتسمت ومسحت علي وجهه 
- وعد مني بكره هفسحكم 
فأنطلق الصغير يُخبر رفقائه .. ووقفت هي تضحك عليه كيف تبدل حاله من مجرد وعد بسيط .. وتمتمت 
- انا محتاجه مساعده من حد في الموضوع ده
وسمعت صوت خلفها يسألها 
- ايه هي بقي المساعده ديه وانا في الخدمه 
فأبتسمت فرح وهي تري الصغير مالك بين ذراعيه 
ومدّت يداها له .. واخذت الصغير تُقبله وتُدغدغه 
فضحك الصغير .. 
- ها مقولتيش علي المساعده اللي محتاجاها
فتنحنحت فرح بحرج وبدأت تخبره عن رغبه الاطفال في التنزه 
فأبتسم أدهم وهو يُفكر في امر ما: بسيطه ياستي .
فطالعته بتسأل : يعني هتقدر تساعدني 
فحرك أدهم رأسه وهو يبتسم 
- بكره الساعه تسعه جهزي الأطفال 
وظهرت السعاده علي وجهها 
- انا مش عارفه اشكرك ازاي 
وتأوهت بألم وهي تجد مالك يصفعها علي وجهها
لتضحك فيضحك  ويشير لصغيره
- مالك عيب كده 
فتمتم الصغير بكلمات أصبح يفهمها والده .. فقبلته فرح ضاحكه ثم قرصت وجنتيه بخفه
- بقيت عفريت ...................................................................
نظرت حياه الي هاتفها بعد أن هاتفت مها ومنار وكل منهما اعتذر لها عن مُقابلتها هذا اليوم 
فمنار ستخرج مع خطيبها .. ومها ستذهب الي أقاربها 
واخذت تُطالع غرفتها وهي تشعر بالوحده .. وسقطت دموعها فالكل لديه عائله الا هي تجلس وحيده 
فاليوم أدركت مامعني كلمه عائله .. ولو خيروها الأن بأي شئ تُريد ستتمني ان تحظي بعائلة  
وأتكأت بجسدها علي الفراش وغفت وهي تمسح دموعها
...............................................................
تغيرت ملامح نيره وهي تجد والدها يُرحب بأحدهم ..وبدء يُعرفها عليه ويعد لها مميزاته ووالدتها تهتف 
- ماشاء الله 
ونظرت اليهم بشك فهي الان علمت سبب هذا الجمع .. وعندما وجدت والدها يدعو ذلك الرجل للجلوس معهم 
ايقنت انه عريس أخر ..................................................................
تعالت ضحكاتهم وهم يحتسون القهوه ويشاهدون الصغير مالك كيف يجذب فرح من حجابها ويُشاكسها اذا لم تنتبه له .. كانت جلسه هادئه ودافئه 
وبدء الحديث يأخذ طريقه الي السياسه وأحوال البلد والأقتصاد .. 
وتعلقت عين ليلي بأمجد وهي تراه أغلب الوقت شارداً ثم نظرت الي فرح لتستعجب من تجنبها له والابتعاد عنه 
وأبتسمت وهي تري كيف يختلس ادهم النظرات نحو فرح
وأنتهت جلستهم التي ظلت لثلاث ساعات .. واكد ادهم علي فرح لقائهم غداً ...................................................................
صعدت ليلي الي غرفتها بعد ان جائوا من مزرعة عائلة القاضي 
واتبعتها فرح .. واتجه أمجد نحو الأسطبل لعله يجد الهدوء مع حصانه المفضل 
أما عمران جلس يُدخن بعقل شارد وفجأه أطفئ سيجارته .. وألتقط هاتفه بعد ان تذكر شئ 
ليأتيه صوت منيره وحولها اصوات صاخبه
- منيره حياه فين معاكي 
فنطقت منيره بصوت عالي 
- مرضتش تيجي معايا .. وفضلت في الفيلا 
وقبل ان تُكمل منيره حديثها .. أغلق الهاتف 
وصعد لغرفته يجلب مفاتيح سيارته 
وعندما لمحه امجد من بعيد أشار له بأن ينتظره
- انت رايح فين ياعمران .. ومالك قلقان كده 
فأردف عمران داخل السياره 
- محدش في الفيلا منيره سافرت ونعمه وامل اجازه .. حياه لوحدها هناك ومافيش غير الحارس 
فوضع أمجد بيده علي شعره 
- ماانا قولتلك ناخدها معانا .. انا البنت ديه بقت تصعب عليا 
فين أهل ابوها طيب محدش ليه بيسأل عنها 
فتمتم عمران قبل ان ينطلق بسيارته 
- بعدين ياأمجد نبقي نتكلم
وظل يبحث عن رقمها وهو يقود .. ليكتشف انه لا يعرفه 
وزفر انفاسه بقوه .. وهو يشعر بالخوف عليها 
ودق القلب دون شعور صاحبه 
ودق القلب
وضعت رأسها بين ساقيها .. وكل دقيقه كانت ترفع عيناها تتأمل السكون الذي يُحاوطها .. وأتجهت بعينيها نحو الفيلا التي اصبحت مظلمه ثم أغمضتهما بخوف 
فبعد ساعات قضتها بالنوم .. خرجت من غرفتها تجلس أمامها علي احد المقاعد 
وشعرت بالجوع ولكن خوفها من أن تذهب للفيلا بمفردها منعها 
ورفعت هاتفها تُريد أن تُهاتف اي حد يتحدث معها ولكن الجميع مشغول 
وظلت تنظر يميناً ويساراً .. ورفعت هاتفها مجدداً وقررت ان تدق علي رقم فرح لعلها أعادت الخط 
ولكن كالمعتاد " الهاتف مغلق "
وتذكرت صديق والدها 
- يارتني كنت فضلت في لندن 
وعادت تدفن وجهها بين ساقيها .. وعندما تقلصت معدتها من الجوع 
نهضت نحو الداخل تبحث بين ملابسها لعلها تجد بسكوتها المفضل ووجدت عُلبه 
وأخذت تفتحها وبدأت تأكل منها .. وخرجت من الغرفه عائده الي جلستها 
وكلما قضمت من البسكوت تنظر حولها بضعف 
وسمعت صوت سياره وبوابة الفيلا تُفتح .. لتقف غير مصدقه ان احد قد عاد 
وأنتظرت ان تري من جاء الان .. فوجدت سيارة عمران 
وتبدل خوفها لشعور غريب لا تعلمه ولكنها ابتسمت 
وعندما خرج عمران من سيارته وجدها تقف امام باب غرفتها تُحاوط جسدها بشال خفيف فوق منامتها  وتضع حجابها علي رأسها وتُمضغ شئ بفمها 
وأقترب منها ليري ابتسامتها 
- الحمدلله انك جيت .. انا كنت خايفه اوي 
ولم يشعر عمران بنفسها الا وهو يجذبها نحوه يحتضنها بقوه
- انتي كويسه 
فحركت رأسها داخل حضنه دون ان تتكلم وكأنه يري حركتها 
وأبعدها عنه قليلا ليرفع وجهها بيده يُطالعها بصمت 
وشعر بخفقان قلبه وابتسم وهو يزفر انفاسه براحه 
فخجلت من نظراته .. اما هو كان يغوص في اعماق عينيها 
...................................................................
جلس امامها علي احد المقاعد بالمطبخ بعد ان وضع طبق به بعض السندوتشات الخفيفه 
- للأسف السندوتشات هي الحاجه الوحيده اللي انا شاطر فيها
فضحكت حياه وهي تلتقط واحداً وتقضمه بجوع 
- طعمه جميل 
فطالعها عمران وهو يلتهم واحداً 
- اكيد لازم يبقي طعمه جميل 
فضحكت ليضحك هو الاخر : مغرور !
ليضم عمران حاجبيه وبجديه مصطنعه 
- اسمها ثقه 
وضحكوا مجدداً .. لتنظر اليه بتمعن
- ما انت بتضحك اه عادي .. ليه ديما مكشر 
وبدأت ترسم ملامحه عندما يكون عابس الوجه 
فأبتسم عمران وهو يلتقط أحد المناديل ليمسح فمه 
- شكلك عجبك وشي التاني 
وعندما عادت ملامحه للعبوس .. وضحكت وهي تنهض 
- لاء خلاص انت حلو كده 
ووقفت علي قدميها وبحركه عفويه قرصة وجنتيه 
- أضحك الصوره تطلع حلوه
لم يعرف عمران ايضحك ام يُعنفها ام شئ اخر بدء قلبه يريده بشده 
وتأمل شفتاها وأبتلع ريقه وهو يراها تبتعد عنه وتبتسم 
- هرجع اوضتي بقي عشان عيب افضل هنا 
فلم يتمالك عمران ضحكاته .. فبعد أحتضانه لها ووجودهم بمفردهما واقترابهم بهذا الشكل تخبره بأن وجودها معه لا يصح 
وشعرت بأستخفافه من نظراته
- انا عارفه ان مش حرام وجودي معاك لوحدنا 
وقضمت شفتيها بخجل وتابعت 
- لأنك ..
ولم تستطع اخراج الكلمه من حلقها .. فتابع هو
- لاني جوزك ياحياه 
واكمل بهدوء : ايه رأيك نسهر شويه قدام التلفزيون 
وبعد ان كانت تُريد ان ترحل .. حركت رأسها له بالموافقه 
فهي لا تعلم لما احبت وجوده وقربه 
ولكن الأن اهم شئ بالنسبه لها انها لم تعد وحيده 
...................................................................
تنهدت ليلي بيأس بعد أن أنهت اتصالها بعمران الذي اخبرها أنه عاد للقاهره لسبب ما لم يُخبره به .. ونظرت نحو أمجد الجالس بصمت يُتابع أحد البرامج وأقتربت منه 
- أمجد 
فألتف لها أمجد .. لتبسم 
- حاسه ان فيك حاجه من ورايا 
وأحتوي كفيها بكفيه واخذ يُقبل كل منهما 
- مافيش حاجه ياست الكل 
وضمها اليه بحنان 
- واحنا صغيرين شايله همنا ولما كبرنا برضوه شايله همنا
فدفعته ليلي برفق وهي تنظر لوجه 
- اتجوز وانا أبطل أشيل همك 
فأتسعت أبتسامته وهو يهتف بدعابه وقد نسي مايشغله
- عمران هرب ومسكتيني أنا 
ونهض من جانبها 
- انا بقول اهرب انا كمان 
فضحكت وهي تراه يذهب من أمامها وتتوعد له 
...................................................................
رفع عيناه بأرهاق بعد مُطالعة أوراق القضية التي أمامه 
فمنذ أن فتح مكتبه الخاص وأغلب القضايا المهمه تحولت اليه ..فأسمه كان يتصدر دوماً الصحف الأمريكيه 
وأسترخي بجسده وهو يُدلك رقبته وأبتسم عندما ظهرت صورتها أمامه ... وظل يتخيلها وهو يلوم نفسه
" تاني ياأدهم .. تاني هتجرب الحب وتمشي في نفس الطريق"
وزفر أنفاسه وهو يغمض عيناه الي ان قرر أن ينهض كي يريح جسده فرحلته غدا ستحتاج منه كل تركيزه 
...................................................................
كان يُقلب في قنوات التلفاز بملل وهي تجلس علي الطرف الأخر من الأريكه التي يجلس عليها وتفرك يديها بتوتر 
الي ان وقف عند أحد الأفلام الأجنبيه لتصرخ فجأه وكأنها وجدت ضالتها 
- سيب الفيلم ده شكله حلو 
فترك عمران الفيلم ونظر اليها 
- متأكد انك عايزاه 
فأبتسمت حياه وأسترخت بجلستها وحملت طبق التسالي من فوق المنضده التي امامه 
- اه شكله ممتع 
رغم علم عمران برعب الفيلم الا انه تركه لها .. فهي لاول مره تشاهده 
وبدأت تُشاهد الفيلم بأستمتاع الي ان أتسعت عيناها وهي تجد الرجل رأسه تنفصل عن جسده
ووضعت يدها علي عينيها كي لا تري المشهد ..ثم ازاحت يدها برفق تنظر الي الشاشه فتري ان المقطع قد أنتهي
وألتفت نحو عمران لتجده جالس بأسترخاء ويضحك علي هيئتها 
فزمت شفتيها وهي حانقه منه ومن الفيلم 
- كان مجرد مقطع رعب 
وعقدت ساعديها علي صدرها وعادت تُطالع الفيلم بمتعه .. وبدأت الأثاره مره اخري والرعب قد ازداد .. لتجد نفسها تقترب بتمهل من عمران ومع كل مشهد كانت تقترب خطوه الي أن أصبحت ملتصقه به .. وعمران يُشاهد كل ذلك وهو يكتم صوت ضحكاته وأصبح مستمتع بتلك الجلسه ولا يُريد ان ينتهي الفيلم وكاد ان ينهض كي يُحضر قهوه 
فوجد يد حياه تمسك بذراعيه 
- رايح فين 
فأبتسم علي هيئتها ونهض 
- هروح المطبخ أعمل قهوه ..
ونظر الي يدها المتشبثه به .. فأزاحت يدها سريعا 
- تمام . بس روح وتعالا بسرعه 
فضحك وهو يربت علي وجنتها كالأطفال 
- حاضر 
وعندما تحرك خطوه .. صدح صوت صراخ من التلفاز 
ليجدها فجأه اصبحت بين ذراعيه متعلقه برقبته 
- انا خايفه .. حول من علي الفيلم ده 
كان عمران غارق في رائحتها وانفاسها الدافئه التي تلفح عنقه وقربها الذي شتته .. وجد نفسه يحضتنها بقوه وهو يهمس لها بدفئ وحنان بعيدا عن شخصيته البارده
- حياه خلاص المقطع خلص متخافيش 
فرفعت وجهها نحوه لتشهق بفزع بعد ان رأت وضعها .. وأرتبكت وهي تزيح يديها من علي عنقه .. وطأطأت رأسها بتوتر وأبتعدت عنه كي تُداري خجلها 
- هتروح تعمل قهوه 
فحرك عمران رأسه وهو يتأملها بشعور عجيب غارق في لذته وتمتمت بخوف
- هاجي معاك !
فأبتسم عمران ومدّ لها يده ..وقد أصبح هائم بلحظتهم تلك
وسارت معه وهي تمسك يده .. 
ووقفت خلفه  كالظل وهو يحضر قهوته .. ليضحك وهو يراها تتبعه مع كل خطوه 
- مكنتش أعرف أنك جبانه كده ياحياه 
فأرتبكت  وهي تبتعد عنه 
- بخاف من الدم .. اعتبرها عقده 
فحرك رأسه بتفهم وأنهي صنع قهوته 
- طب يلا نشوف برنامج او حاجه كوميديه تنسيكي الرعب ده شويه 
ثم سألها وهو يخشي الأجابه 
- ولا عايزه تروحي تنامي 
فحركت رأسها وتقدمت امامه بحماس 
- لاء عايزه أتفرج علي حاجه جديده عشان امسح الفيلم ده من ذاكرتي 
فضحك وهو يتبعها 
وجلس كل منهما علي طرف الأريكه وأندمجوا مع احد الافلام القديمه وكان فيلم " الشموع السوداء"
وأبتسمت حياه وهي سارحة بالفيلم بحالميه وتتنهد وهي تري قصة الحب  التي نشأت بين الأبطال.. وكيف يعيق الماضي قصة حبهم من طرف البطل
كان عمران جالس لا يُفكر بشئ وينظر للفيلم بهدوء .. فلم يكن يوماً يستهوي قصص الحب مهما كانت بدايتها او نهايتها 
طيلة حياته كان رجلا مسئولا نشأ علي انه القدوه لأخوته وانه السند لوالده وجده وانه من سيُكمل الطريق بعدهم ويُحافظ علي العائله 
وأنتهي الفيلم أخيراً وأفاق من شروده ونظر جانبه ليجدها غافيه ورأسها تميل علي كتفها 
وأقترب منها يتأملها بمشاعر مضطربه .. ثم رفع يده نحو وجهها يُلامسه وأزاح حجابها ومدّ يده نحو خصلات شعرها 
وتنهد وهو يُقاوم تلك الرغبه التي اقتحمته ... وأغمض عيناه بقوه 
" من أمتي وانت ضعيف كده .. وجودها ليه وقت في حياتك وهينتهي .. اوعي تنسي الماضي اللي جمعكم "
وفتح عيناه بعد أن أستطاع ان يتحكم بقلبه .. ونظر اليها طويلا ثم حملها ليصعد بها نحو غرفته 
وسطحها علي فراشه ليجدها تميل علي جانبها الأيمن ..وأتسعت أبتسامته وجلس جانبها ينظر اليها وغفا دون أن يشعر
...................................................................
أقتربت ليلي من فراش فرح وجلست جانبها ..فأغلقت فرح الكتاب الذي كانت تقرء فيه وأبتسمت لها
- مدام جيتي اوضتي وقاعدتي القاعده ديه يبقي في حاجه يالولو
فأبتسمت ليلي وهي تربت علي يدها بحنو 
- تعرفي أنا أتجوزت عمك فاروق أزاي 
فحركت فرح رأسها بنفي 
- اتقابلنا صدفه في مستشفي هو كان بيزور جوز عمتي وانا في اليوم ده كنت بزوره ..
وتنهدت بشرود : في اليوم ده أكتشفت ان الأنسان اللي فضلت أحبه خمس سنين من عمري كداب ...كانت الدنيا كلها ضلمه في وشي حسيت ان روحي بتنسحب وفي حاجه نقصاني 
روحت ازور جوز عمتي مع العيله رغم اني حاسه ان ماليش رغبه في الحياه بس لبست وقررت أخفي حزني وأخرج من اوضتي 
ونظرت لها فرح بتركيز وهي لا تعلم لما عمتها تحكي لها تلك الحكايه 
- بعدها بأسبوع أتقدملي عمك فاروق .. في الاول رفضت بس بعد أصرار العيله اني اقعد معاه وادي نفسي فرصه 
وكأني ده كان طريقي الجديد .. وكل جاحه حصلت من غير ماأحس .. أتخطبتله وبعدها بشهور أتجوزته كنت ابتديت احبه فعلا 
وأبتسمت وهي تتذكر : انا حبيته فعلا ..حبيت حنيته ورجولته ..حبيت حبه لأهله لاحترامه ليا حبيت كل حاجه فيه
وتنهدت بحنين : وأتعلمت أهم حاجه في حياتي 
" هيتقفل قدامنا طريق كنا فاكرين انه هو سعادتنا ..وهيتفتح طريق تاني هنلاقي نفسنا خايفين نمشي فيه ..هتفضل روحنا متعلقه لا عارفين نرجع لورا ولا عارفين نبص لقدام .. وللحظه هنحس اننا تايهين لحد ماقدرنا هياخدنا علي طريقنا اللي هيكون في شقائنا او سعادتنا ...ويوم ماهنوصل للسعاده هنعرف أننا اختارنا الطريق الصح وفي اللحظه ديه هتعرفي اهم حاجه في الدنيا أن أختيار ربنا ديما لينا هو الأجمل "
كان كلام ليلي يدور بعقلها يُذكرها بحلمها وبالرجل المجهول أيعقل انه هو نصيبها .. ولم تشعر ب ليلي وهي تُغادر غرفتها وتتركها تسبح في عالمها 
...................................................................
أغمض أمجد عيناه بعد أن أغلق هاتفه .. واتكأ علي جانبه وهو يتذكر لحظاتهم الجميله وكيف وقع في غرامها 
نظرت نهي الي هاتفها بيأس .. فقد أغلق هاتفه ولم يرد علي رسائلها .. وسقطت دموعها التي لم تتوقف وتسطحت علي فراشها تضع بيديها علي عينيها تبكي بحرقه وهي تُردد
" انا حبيتك ياأمجد ليه عملت فيا كده "
...................................................................
أبتسمت مها بألم وهي تقرء أحدي الروايات .. وتري نفسها بطلة تلك الروايه وكأن الكاتبه كانت تحكي معانتها 
ولكن في النهايه حصلت البطله علي أمنيتها في حب البطل لها وتنهدت بوجع وهي تزفر أنفاسها 
" ده خيال يامها..والخيال عمره ماكان حقيقه " 
كان العقل يُخبرها بهذا أما قلبها مازال يحلم ويدق 
ونهضت من فوق فراشها كي تطمئن علي والدتها 
لتجد والدتها تجلس وتحمل المصحف بين يديها وتنطق بخشوع 
﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ﴾
...................................................................
جالساً في وسط الضجيج .. الكل يرقص ويضحك عالم اختاره بسبب ماضي اضعفه ولم يقويه .. ونسي انه عندما خسر شئ بحياته عوضه الله عما فقد .. 
أقتربت منه إحداهن تتمايل بخطواتها ثم جلست جانبه 
وعندما لاحظت صمته وشروده .. أقتربت منه اكثر وحركت يدها علي ذراعيه 
فألتف نحوها مروان دون كلمه .. لتمد يدها نحو وجهه 
- وحشتني 
فضحك مروان بتهكم وهو يُطالعها .. فمالت نحوه ووضعت شفتاها علي شفتيه تُقبله 
...................................................................
جاء الصباح بيومً جديد .. 
فتحت حياه عيناها ببطئ ومدت ذراعيها وأتسعت عيناها بصدمه وهي تنهض من فوق الفراش متسائله
- أنا فين 
ونظرت الي الغرفه الواسعه فعلمت الأجابه .. وخرجت بخطوات راكضه تلتف حولها يميناً ويساراً وهبطت الدرج 
وهي تبحث بعينيها عنه .. لتجده يقف أمام الشرفه التي تطل علي الحديقه ويرتشف من فنجان قهوته 
وعندما شعر بخطواتها خلفه .. ألتف اليها وهو يبتسم 
- صباح الخير
فأرتبكت حياه وأبتسمت بخجل 
- صباح النور 
وحركت بيدها علي شعرها وهي تلتف حولها 
- انا نمت هنا أزاي 
فأقترب عمران منها .. ومال نحوها هامساً 
-  نمتي وانتي بتتفرجي علي الفيلم .
وضحك وهو يتخطاها 
- شكله كان عجبك فعلا 
فأبتسمت وهي تعلم انه يسخر منها ..
- كنت مستنيكي عشان نفطر سوا 
فأتبعته وهي لا تُصدق بأن هذا الرجل هو عمران الرجل الذي كانت تعنته داخلها بألقاب عده فظه
ووقفت في المطبخ تجد تلك الطاوله الصغيره مُعدة 
واشار اليها بالجلوس 
- وقفه كده ليه ..
وتابع وهو يجلس 
- كل حاجه كانت موجوده في التلاجه .. معملتش غير البيض بس 
وضم حاجبيه ببعضهم 
- أتمني يعجبك 
فضحكت وهي تجلس علي احد المقاعد ..وأول شئ قامت بتذوقه هو البيض 
- مش بطال 
فجذب عمران الطبق من امامها وهو يُشاكسها 
- مدام مش بطال .. يبقي خلاص ماتكليش 
فضحكت علي تصرفه .. ليضحك هو الأخر 
كانت جلسه هادئه يملئها الضحك الذي لم يُجربه من قبل 
ومع كل ضحكه تصدر من افواههم كانت قلوبهم تتلاقي 
ووجد القلب ماكان يبحث عنه 
...................................................................
نظرت فرح بدهشه الي الباصات التي وقفت امام الملجأ 
وامام كل باص كان يوجد رجلين وداخله يوم السائق 
وأقتربت فرح من أدهم الذي يحمل صغيره كالعاده .. والأثنان يرتدوا نفس الملابس .. كانوا نسختان 
ورفع ادهم نظارته وهو يبتسم لها وينظر للأطفال 
- ها مستعدين 
فضحكت فرح وهي تُشير للأطفال ليعلو بصوتهم
- ايوه مستعدين !
فأبتسم أدهم وهو لأول مره يشعر بتلك السعاده 
ان تمنح احد السعاده دون مقابل .. تلك هي السعاده الحقيقيه
وسار الأطفال يتقدمهم موظفين الملجأ 
وفرح تتبعهم وبجانبها أدهم 
- انت جايب حرس معانا 
فحرك ادهم رأسه 
- في كل باص هيكون فيه حارسين .. انا حجزت لينا مكان خاص بالأطفال 
ووقفت فرح تتسأل 
- طب وصاحب المكان وافق 
فضحك أدهم وهو يُشير لها ان تتحرك .. فالأطفال قد صعدوا لأماكنهم 
- ده منتجع فيه كل حاجه .. وصاحب المنتجع معندهوش اي أعتراض متقلقيش
فأبتسمت فرح بحماس 
- طب كويس ... اهم حاجه الاطفال يتبسطوا 
وتابعت بسعاده : متعرفش اللي عملته ده شئ عظيم اووي عند ربنا .. هتلاقي ثمرته في حياتك قبل أخرتك 
كلامها كان لأول مره يسمعه ... وكيف كان سيسمع وحياته كانت عباره عن خمر ولهو وتحرر ليس له مثيل 
..................................................................
عندما اخبرها بأنه سيأخذها في نزهه لم تُصدق ولكن بعد ساعه ونصف ها هي تري بعينيها 
وقفت سيارته أمام أحدي القري السياحيه ...
وهبط عمران من سيارته بعد أن فتح له حارس الأمن بابها مع أبتسامه مُرحبه 
واتبعته حياه وهي تتأمل روعة المكان .. وهمست بتعجب
- مصر فيها أماكن حلوه اوي 
فأبتسم عمران وهو يتقدمها بخطواته 
- بالفلوس بتشوفي كل حاجه حلوه في مصر 
فحركت رأسها بتفهم .. فهي منذ أن أنتقلت من حياة الثراء لحياة البسطاء .. فهمت هذا المعني 
وبدأت جولتهم في القريه .. كان عمران يري سعادتها 
فيشعر بأنها كالطفله .... وتجولت عيناه علي ملامحها بحرية
فأكثر مايميزها بشرتها البيضاء المتورده ..
وبدء عمران يندمج معها الي ان تنحي عقله جانبا وأصبح قلبه في المقدمه 
كان يضمها حين يُطالعها علي شئ ما.. وكانت تترك له نفسها ..
وجلسوا علي الرمل يتأملون الأمواج الهادئه .. وتنهدت بسعاده 
- الجو هنا جميل اوي 
فتمتم عمران وهو يُطالع المياه : فعلا 
ووجدها تلتف نحوه وتبتسم 
- ايه رأيك نتصور 
فنظر عمران اليها طويلا 
- تمام نتصور 
وأتسعت أبتسامتها وطالعته بأرتباك 
- طب ممكن تديني تليفونك 
وتابعت بخجل : تليفونك حديث عن تليفوني
وأخرجت هاتفها من حقيبتها التي تُعلقها علي كتفها .. وأخذت تحركه بين يديها 
- مش هيطلع الصوره حلوه 
فأبتسم وهو يعطيها هاتفه 
- أتفضلي ياستي ! 
وتسأل دون قصد : هتعرفي تستخدميه 
فأبتسمت وهي تنظر للهاتف الذي كانت تملك اول أصدار منه عندما بدأت الشركه بصناعته ولكن الحياه قد تغيرت 
- اه اكيد متقلقش 
ومالت نحوه وهي تبتسم : أبتسم 
وأبتسم بالفعل لتنظر الي الصوره بسعاده 
...................................................................
وقفت فرح تنظر الي الحديقه الواسعه وكيف يركضوا الصغار ويلعبون بالألعاب .. 
ونظرت نحو ادهم الذي يقف مع احد الاشخاص 
ترغب بسؤاله كيف أستطاع أدخالهم لمكان كهذا وهي تعلم انه فُتح منذ أشهر وأخذ ضجه عاليه لان مستثمره من خارج البلاد 
واخرجت انفاسها ببطئ وهي تنظر لمالك كيف يلعب أمامها ويتعثر في خطواته .. لتنحني نحو الصغير وتحمله 
- كده هنوسخ هدومنا النضيفه 
فضحك الصغير وهو يُداعبها بيديه الصغيره ويُهمهم بكلمات مُبهمه 
- ماشي ياابو نص لسان انت 
وتقدم أدهم نحوها وهو يبتسم وأخذ منها صغيره وقبله
- حبيبي بابا 
فأبتسمت فرح وهي تري أهتمام أدهم بصغيره مهما كانت مشاغله وتلك النقطه كانت تعجبها به بشده وتذكرها بوالدها
ونظر لها أدهم 
- سرحتي في أيه 
فأرتبكت  وأتجهت بعينيها نحو الصغار
- الأطفال فرحنين اوي .. حتي المشرفين فرحنين بالمكان
وتابعت بسعاده : انا مش عارفه أشكرك أزاي ياأدهم 
فضحك : ديه عاشر مره تُشكريني يافرح 
فداعبته بمرح : طب كويس انك بتعد عشان لما نوصل للعشرين تبقي تقولي 
فتعلقت عيناه بها .. كل يوم يكتشف بها شئ غريب .. شئ يجذبه ويغرقه بها ..
وترددت في أن تسأله كيف اقنع صاحب المكان بترك لهم المكان ويهتمون بهم هكذا .. ولكن عزمت أمرها وتسألت
- شكل علاقتك بصاحب المكان قويه اوي .. دول مهتمين بينا جدا 
وأشارت اليه ضاحكه : اوعي تكون في الاخر انت صاحب المكان 
فضحك وهو يُحرك رأسه 
- للاسف فعلا 
فحدقت به وهي تنظر لضخامة المكان .. فهي لم تظن ان أدهم غني لتلك الدرجه .. 
وعندما رأي أدهم نظراتها للمكان 
- انا وصديق ليا شركا فيه .. بصراحه في البدايه كنت معترض بس بعد ماأقنعني قولت أهي تجربه أستثمر رأس مالي هنا 
وعاد بذاكرته لثلاث أعوام  مضت عندما أقنعته كاميليا بالفكره 
وفاق من شروده علي اعتذارها
- اسفه بس انا ديما عندي فضول لكل حاجه 
وتابعت وهي تُمازحه 
- بما انك صاحب المكان بقي هنعمل تعاقد معاكم علطول 
وأشارت له بيدها وكأنه تُحذره 
- ومش هندفع ولا مليم .
فأبتسم أدهم وداخله يهتف " ليه بتعملي كده .. ليه عايزه توقعيني في حبك "
وحرك رأسه بأبتسامه مُحبه
- موافق !
...................................................................
أنتهت رحلتهم وكل منهم يحمل ذكري جميله لذلك اليوم 
أوقف عمران سيارته وهو ينظر اليها 
- أتبسطي 
فحركت حياه رأسها بسعاده ظاهره علي وجهها
- جدا .. وتابعت بأمتنان 
- شكرا علي اليوم الجميل ده .. مش هنساه أبدا
فأبتسم عمران .. وتحركت بجسدها تفتح باب السياره 
وألتفت بفزع عندما وجدت يد عمران تمسك ذراعها 
ووجدته يميل نحوها ولم تشعر الا وهو يُقبل وجنتها بدفئ 
وابتعد عنها .. فأرتبكت من فعلته 
وتمتم عمران بهدوء وهو يُصارع رغبة قلبه بها 
- تصبحي علي خير !
ودق القلب
رفعت وجهها عن شاشة الحاسوب ورائحة عطر ذلك الواقف تغزو أنفها .. فأبتسم لها وهو يُطالعها 
- شكلي قطعت أندماجك 
فأبتسمت مها بترحيب 
- لاء أبدا يافندم 
وتسأل رامي بلطافه لاول مره تعهدها مها من جنس الرجال 
- ممكن أقابل بشمهندس مروان .. ولا لازم يكون في ميعاد سابق 
فحركت مها رأسها دون وعي بلا .. فأبتسم رامي أكثر وظهرت غمازتيه 
وأشاحت وجهها بعيدا عنه وهي تُتمتم داخلها 
- لاء هو عشان رمضان خلص يرجع شوشو بذنوبه 
وتابعت وهي توبخ نفسها 
- لاء نتعدل كده 
وعادت تنظر اليه بعمليه تُداري أرتباكها 
- ثواني هديله أخبار
وسارت خطوتان ثم عادت اليه سريعا 
- انت قولتلي أسمك ايه 
وعندما ضحك .. عضت علي شفتيها بقوه من حماقة جملتها الغير مُهذبه 
- قصدي أبلغه مين حضرتك يافندم 
فجلس رامي علي المقعد الذي أمام مكتبها وأسترخي في جلسته 
- رامي !
وعلي سماع أسم ذلك الذي يجلس خارجاً .. أندفع مروان للخارج هاتفاً دون تصديق 
- مش معقول رامي 
فنهض رامي من فوق مقعده .. وأقترب منه يحتضنه بشوق 
- انا قولت نسيت ان ليك صاحب
وأبتعد رامي عنه وهو يعتذر عن غيبته التي دامت لأكثر من خمس سنوات 
- ليك واحشه ياأبو عيون ملونه .. وغمز لمروان الذي ضحك 
وعندما لاحظ مها التي تقف تُطالعهم وعلي وجهها ابتسامه جميله .. نظر اليها بجمود 
- انسه مها 
فأنتبهت مها لوقفتها وتنحنحت حرجاً .. ليشير مروان لرامي نحو مكتبه 
- تعالا نكمل كلامنا ...
ثم سأله : تحب تشرب ايه صحيح 
فحرك رأمي رأسه نافياً 
- قول هنتغدي ايه 
فضحك مروان وساروا سوياً نحو غرفة المكتب .. ووقفت مها تنظر الي طيفهم .. ثم بدأت تُقلد صوت مروان بضيق ..................................................................
نهض من فوق مقعده بعدما أخبرته سكرتيرته بوجودها 
وأقتربت منها نيره تُقبله علي وجنتيه كالعاده 
وعندما لاحظت نفوره الدائم من حركتها تلك ضحكت بدلال
- برضوه هسلم عليك كده ..مهما أعترضت 
فتهجم وجه عمران .. وأشار لها بالجلوس 
- قولتيلي في التليفون ان موضوع مهم عايزه تكلميني فيه
فحركت نيره يدها علي خصلات شعرها وزفرت أنفاسها ببطئ 
- بابا ياعمران مُصمم اني أتجوز .. وكل يوم عريس 
وكشرت بوجهها وهي تصف له كل رجل قد تقدم اليها بطريقه ساخره .. وعمران يستمع وداخله يزداد اشمئزاز من تصرفاتها التي لا تعجبه 
وأنتظرت ان يتكلم ولكن فضل الصمت 
- ايه ياعمران مش هتقول حاجه 
فطالعها عمران بجمود وهو يعدل من رابطة عنقه 
- كلامي مش هيعجبك يانيره فبلاش 
فأقتربت منه وهتفت بدلال 
- عمران انت عارف انا قد أيه بثق في كلامك 
ومالت نحوه هامسه 
-  انت رأيك من رأي مش كده 
فحدق بها عمران ساخراً وهو يبتعد عنها 
- شوفتي اه انتي مستنيه اقولك انك صح 
واكمل بجديه : بس انتي مش صح يانيره .. أنا مش شايف سبب مقنع لرفضك لكل اللي بيتقدموا .. تعليم ومكانه وكل حاجه أي بنت تتمناها 
فتأففت بضجر : لاء مش معقول انت وبابا وماما .. لاء ياعمران بليز خليك معايا 
واخذ ينفخ انفاسه بحنق .. ويطرق بأصبعه علي مكتبه الي أن دخلت نجوي سكرتيرته 
- الأجتماع هيبدء يافندم 
فنهض وهو يتنفس براحه .. فالأجتماع قد نجده 
ونظر الي نيره بأبتسامه هادئه عكس ما بداخله 
- أسف يانيره بس انتي عارفه الشغل بقي .. لو حابه تفضلي في المكتب براحتك 
وتحرك من امامها .. لتُطالعه هي بهيام 
- بحبك ياعمران 
...................................................................
وقفت تنتظر خروج سكرتيرته ..وعندما خرجت من مكتبه 
أقتربت منها نهي بلهفه 
- ادخل 
فنظرت لها الأخري بأسف 
- مش فاضي يانهي ..تعالي وقت تاني 
فحدقت بها نهي بشحوب في هذه هي المره الثالثه تطلب فيها مقابلته علي مدار يومين ولكن الرد " مشغول"
وأنصرفت بملامح باهته ..وخرج أمجد بعدها دون كلمه
...................................................................
كان عمران يأخذ غرفته ذهاباً وأياباً يُفكر بها .. الي ان سمع صوت طرقات فهتف 
- أدخل 
فدخلت منيره وهي تتسأل
- نحضرلك العشا يابني
فأبتسم عمران : لاء يامنيره مش جعان 
وألتفت منيره بجسدها كي تُغادر الغرفه 
- أبعتيلي حياه يامنيره 
أردفت منيره للمطبخ تسمع ضحكات حياه مع نعمه وامل 
- حياه عمران بيه عايزك
فسعلت حياه وهي تمضغ الطعام ..متسائله بقلق
- عايزني انا 
فحركت منيره رأسها ..
ونظرت كل من نعمه وأمل لبعضهم ثم نظروا لها ..ونهضت بتوتر وغادرت المطبخ .. 
وقفت امامه وعندما رفع عيناه نحوها تذكرت تلك الليله 
وأطرقت رأسها بأرتباك ..ليقترب عمران منها مُبتسماً
وأتجه نحو باب الغرفه واغلقه 
فطالعته بأرتباك ..وظلت واقفه بمكانها 
- في خبر عن عمو حسام 
فأشار اليها عمران بأن تجلس علي الأريكه ..وجلس جانبها وشعرت بالخوف الي ان 
- لاء ياحياه وضعه زي ماهو 
فظهر الألم علي وجهها 
- طب وانا هفضل هنا لحد أمتي
لم يجد عمران اجابه .. ووقفت كي تُغادر مكتبه 
- احكيلي عامله ايه في شغلك 
فتعجبت من سؤاله كما تعجب هو من نفسه ..فهو يُريدها ان تجلس معه ولكن كيف سيُخبرها بهذا وهو يُنكر مشاعره أتجاهها
وجلست ثانية وظلت تخبره عن سعادتها بعملها الجديد وصداقتها بمها ..ولاول مره يكتشف انه يعشق ثرثرة النساء 
الي ان صمتت فجأه وهي تتسأل بغباء
- انا اتكلمت كتير مش كده
فأبتسم عمران وهو يتأمل احمرار وجهها
- لا بالعكس 
فضحكت وهي تعلم انه يكذب عليها وتسألت بمرح وكأنها تحدث صديقتها 
- وانت بقي عامل ايه في شغلك 
فضحك عمران حتي ظهرت نواجذه ..فهو لم يتخيل سؤالها هذا 
- الحمدلله ياحياه
وتعجبت من ضحكته ..وشعرت بالحرج من غبائها وكادت ان تنهض 
- خليكي ياحياه 
فأعتدلت في جلستها رغماً عنها وفركت يديها بتوتر
ونهض هو نحو مكتبه ليفتح احد الأدراج واخرج شئ منه 
وأقترب منها وهو يحمل تلك الصورة التي ألتقطتها بهاتفه 
- أنا طبعت الصوره اللي اتصورناها 
فأندهشت ونهضت أتجاهه وألتقطت الصوره منه بسعاده .. وأبتسمت وهي تتأملها  
ومرت الدقائق وهو يجلس معها ويضحك دون تكلف 
كلما نظرت للصوره تُخبره أنه هو الأجمل ..
وألتقط منها عمران الصوره كي يُطالعها هو الأخر ولكنها جذبتها منه سريعا ... وظلوا هكذا الي أن انفجروا ضاحكين من فعلتهم  
وترك لها الصوره .. وأقترب منها ودون شعور منه كان يُحاوط خصرها وينظر لصورتهما 
- انتي الأجمل ياستي مش أنا 
فألتفت نحوه بأرتباك وهي تري ذراعيه تُحاوط خصرها بتملك .. وشعرت بالحراره تسري بجسدها 
ونهضت فجأه وهي تبعد ذراعيه عنها وأتجهت نحو باب الغرفه 
- أمل كانت عايزاني في موضوع مهم 
وتركت الغرفه سريعا دون أن تلتف اليه او تنتظر رده
فأبتسم عمران وهو يمسح علي وجهه وبدء قلبه يخفق بين ضلوعه بعنف
...................................................................
تعجبت فرح من مُهاتفة أدهم لها في الصباح ويبدو من صوته انه حانق بشده وصراخ مالك لا يتوقف 
ودخلت بسيارتها بوابة المزرعه لتري نظرات محروس وتبتسم له 
- نفسي اعرف بتكرهني ليه 
فأشاح محروس عيناه بعيدا عنها .. لتضحك علي فعلته 
كان ادهم يتحدث بهاتفه ويحمل بعض الاوراق والخادمه تحمل مالك الذي لا يكف عن الصراخ 
وأقتربت منها الخادمه بلهفه
- البيه من الصبح مش طايق حد 
فأخذت فرح منها الصغير الذي أستكان بين ذراعيها 
وأنهي أدهم مُكالمته بتأفف .. ونظر الي فرح واقترب منها
- معلش يافرح صحيتك من النوم 
فأبتسمت فرح ثم نظرت للصغير تُقبله وتمسح دموعه 
- مافيش مشكله أنا كده كده كنت هصحي عشان اروح الملجأ
ونظر لصغيره الذي لم يكف عن الصراخ منذ الصباح 
- محتاج مربيه جديده لمالك 
فتعجبت فرح من طلبه وتسألت
- اومال فين المربيه بتاعته .. ديه اول واحده تقعد أكتر من شهر معاه 
فتذكر أدهم فعلتها الوقاحه ليلا .. وكيف أندست جانبه بالفراش تخبره برغبتها الشديده به 
وأنتظرت فرح اجابته .. فغمغم بحنق 
- طردتها .. وبلاش تسألي عن السبب 
فأطرقت رأسها بحرج 
- مش قصدي يافرح بس الأجابه مش لطيفه 
ولم تفهم مقصده ولكن قررت أن لا تلح عليه مدام لا يُريد أن يُخبرها 
ونظر في ساعته بضيق 
- لازم أروح القاهره .. عندي مرافعه بعد 3ساعات 
ومسح علي شعره وقد شعر بالعجز لأول مره في حياته وطمئنته ببتسامه هادئه
- متقلقش علي مالك .. هاخده معايا الملجأ 
ثم قبلت الصغير الذي يلعب بيديه 
- وبعدين نروح نقعد مع تيته ليلي لحد ما بابا يجي 
فأصدر الصغير همهمته .. فضحكت عليه وهي تسمعه يقول 
" تيته "
فأبتسم أدهم بأرهاق 
- مش عارف أشكرك ازاي يافرح 
فحركت رأسها بتفهم .. وأنحني نحو صغيره يقبله علي رأسه 
وأرتجف جسدها وهي تشعر بأنفاسه حوله ورائحة عطره القويه 
وابتعد وهو يري احمرار طفيف علي وجهها لا يعلم سببه 
...................................................................
جلس مروان أمام عمران يُخبره عن أنضمام رامي لشركتهم 
كان عمران جالس يستمع اليه وعقله شارد في سفرته القادمه التي سيغيب بها أشهر لا يعرف عددها .. 
وتسأل مروان بقلق : مالك ياعمران
فزفر عمران أنفاسه ببطئ واخذ يُدلك جبهته برفق 
- المشروع اللي بيني وبين شريكي الاماراتي ..هنبدء فيه من الأسبوع اللي جاي 
فتذكر مروان ذلك المشروع والذي سيدخله عمران بالمناصفه 
- طب وايه المشكله ..انتوا بستعدوا للمشروع ده بقالكم فتره كبيره ..
فتمتم عمران بضيق لا يعرفه 
- لازم اسافر الفتره ديه الامارات انت عارف وجودي ضروري هناك 
وساد الصمت بينهم للحظات ..الي ان نظر مروان نحو عمران وهو لا يعلم لما تذكر حياه 
واخذ يتسأل داخله "معقول يكون حبها .. عمران عمره مااضايق من سفر خاص بالشغل "
وتذكر اعجاب احد الموظفين بحياه وحان الوقت كي يُخبره بذلك وبدون تمهيد للحوار 
- البشمهندس هاشم انت عارفه اكيد ياعمران
فحرك عمران رأسه ..ليتابع مروان بخبث
- معجب بحياه وعايز يتقدملها
وفي تلك اللحظه نهض عمران وقد تجمدت ملامحه
- بتقول ايه 
واخذ زجاجة المياه التي كانت امامه وبدء يرتشف منها  
واستجمع اعصابه وهو يُطالع صديقه الذي يبتسم 
- خلي البنت تشوف نصيبها ياعمران 
وغمز بعينيه بمكر..ثم نهض من فوق مقعده 
- فكر وقولي رأيك في الموضوع 
وألتف بجسده يضحك علي ملامح صديقه 
فالأن تأكد مما اراد 
وانصرف مروان ليجلس عمران علي مكتبه بضيق 
ورفع سماعة الهاتف بملامح جامده
- احجزي تذكرتين مش تذكره واحده يانجوي 
...................................................................
جلست تنظر للمكان حولها بغرابه وهي مازالت لا تُصدق انها معه هنا وشردت في أحداث الأيام الماضيه عندما أخبرها بأنها ستُسافر معه في رحلة عمله ثم سيأخذها من هناك لصديق والدها لرؤيته ... وهاهي الأن تجلس في الشقه الخاصه به هنا وهو يقف علي مقربه منها يتحدث في هاتفه بأمور خاصه بالعمل .. وعندما أنهي حديثه أقترب منها بتسأل 
- مالك ياحياه .. لسا متعودتيش علي المكان 
يومان قد مروا وهم هنا وهي الي الأن لم تعتد علي وجودها معه في نفس المكان وحركت رأسها بنفي 
- هنسافر أمتي لعمو حسام 
فتمتم عمران وهو يزفر أنفاسه 
- لما حالته تسمح
فتسألت بلهفه : يعني هو فاق فعلا 
فحرك رأسه بنعم .. فحسام قد فاق من غيبوبته منذ أيام وهذا ماتفاجئ به في ذلك اليوم الذي قرر أخذها معه .. ولكن يخاف أن يعطيها الأمل .. فكما أخبره كريم ابن حسام ان حالة والده ليست مستقره وانه يستيقظ ثم يعود لغيبوبته مره اخري 
ووجدها تبتسم وتحلم باليوم الذي سيأخذها فيه حسام .. وحرك يده علي شعره بضيق وأبتعد عنها 
ليجدها تقترب منه وتقف امامه :
- انت هتسبني لوحدي 
فتعجب من سؤالها .. فتابعت هي بتذمر
- هناك كنت بقعد مع أمل ونعمه وماما منيره .. اما هنا مش لاقيه حد وانت مبتعملش حاجه غير قاعد في مكتبك بتشتغل 
وحركت شفتيها بأمتعاض .. فضحك علي فعلتها 
- عايزه أيه ياحياه وبلاش شغل الاطفال ده 
فأبتسمت وجذبت يده وهي تتقدم أمامه 
- تعالا نعمل أكل وناكل ونرغي 
وسار معها وهو يُتمتم بحنق 
- حياه انا ورايا شغل 
وبدأت تُثرثر كما أعتادت مع نعمه وامل .. وعمران جالس علي احد المقاعد بالمطبخ يعقد ساعديه أمام صدره 
ووضعت أحد الأطباق امامه وهي تهتف بحنق 
- رجعني مصر مدام مضايق كده 
فنظر اليها بملامح جامده وهو يتذكر حديث مروان .. وجذب منها الطبق بعنف وبدء يأكل فيه 
فأبتسمت وهي تُطالعه .. وجلبت طبقها وجلست أمامه 
فرفع عمران عيناه نحوها ليجدها أخيرا قد صمتت واراد مشاكستها 
- تعرفي انك رغايه اوي .. وتجيبي صداع للقدامك 
فتغيرت ملامحها ونظرت اليه بألم 
- انا عمري ماكنت كده .. بس لما تلاقي نفسك وحيد فجأه من غير أهل ولا صحاب 
وطأطأت رأسها نحو طبقها .. ليفهم عمران مغزي كلامها 
وحرك مقعده بالقرب منها وأبتسم بحنو لم تعهده منه من قبل 
- بصيلي ياحياه 
فرفعت عيناها نحوه .. لتجد في عينيه دفئ 
- انا راجل عملي ياحياه مبعرفش أذوق الكلام .. أحيانا بقول الكلام من غير قصد او بمعني تاني بكون عايز أنكش اللي قدامي شويه .. وأحيانا بكون قاصد كل كلمه عشان أوقف اللي قدامي عند حده وألزمه حدوده 
وتنهد وهو يتأملها بأبتسامه مُحبه 
- انا كنت بهزر معاكي علي فكره 
وعندما أبتسمت رفع كفه نحو وجنتيها يُداعبهما بلطافه 
- انت أتغيرت معايا ليه 
فطالعها عمران دون فهم .. لتُتابع بتعلثم 
- الأول كنت بحسك بتكرهني وكأنك مجبور علي وجودي في بيتك بس دلوقتي معاملتك 
وأرتبكت وهي تُتابع حديثها 
- أحم لطيفه يعني 
فضحك وابتعد عنها .. وتنفس ببطئ 
- أنسي اللي فات ومتفكريش فيه 
فطالعته قليلا وحركت رأسها بتفهم ثم تذكرت شئ 
- تحب أعملك تشيز كيك 
فنهض عمران وهو يضع بيده علي بطنه 
- تصبحي علي خير ياحياه 
فضحكت وهي تراه يخرج من المطبخ .. وضربت كفوفها ببعضها 
- أنت الخسران !
...................................................................
كانت نهي تعبث بهاتفها .. تنظر الي المنشورات والصفحات التي تتُابعها علي حسابها الشخصي .. وفجأه وقفت عند أحد المنشورات لتبدء بقراءة احدي القصص المعروضه 
وأنهت قرائتها بعد ان عملت أنها قصه حقيقيه .. لتدخل صفحه تلك الفتاه التي تعرض بعض القصص ونهايتها دوما يكون فيها جبراً وعوضاً .. قصه وراء قصه أنهتها وعيناها تدمع مع كل كلمه تقرأها .. أكتشفت أنها ليست الوحيده التي عانت بحياتها فالجميع يُعاني .. الكل لديه جزء بحياته مخفي 
حكايه وراء حكايه تتذكر معها حكايتها أب تزوج من امرأه تكبره كي ينعم بأموالها .. خيانه متكرره الي ان أراد أن يتخلص منها ليأخذ منها ثروتها .. أتخذ صديقتها عشيقه ولعبوا لعبتهم في جعلها تُدمن الي ان اسقطوها في بئر الخيانه .. وعاد المشهد امام عينيها 
والدته لم تكن خائنه ولكن الرجل الذي جلبه والدها للمنزل هو من أستغل ضعفها وعدما وعيها وعندما سقطت مغشيه عليها عرتها عشيقته ليحكم لعبته عندما تستيقظ وتري نفسها في احضان رجلا .. وانها زانية خائنه .. كل هذا رأته وهي ماكانت الا فتاه في سن مراهقتها لم تتجاوز الخامسه عشر .. تتذكر يومها وكأنه كان بالأمس يوم أن عادت من بيت صديقتها فقد كانت تنوي ان تظل عندها الليله كما طلب منها والدها أن تقضي اليوم مع رفيقتها ليُذاكروا ولكنها لم ترغب في البقاء بعد ان سمعت مشاجرة بين والدي صديقتها
فهي أصبحت تكره الخناق والأصوات العاليه .. وعادت الي منزلها لتري اسوء كابوس مر بحياتها .. الي الأن لا يعلم والدها انها رأت كل شئ رغم أنها دوما تقف امامه تنظر اليه وتخبره عيناها انها تعلم كل شئ .. تعلم كيف أقهر والدتها بعد أن تنازلت له عن مالها 
وبعدها تزوج من صديقتها .. لتنتهي والدتها وتنتهي هي 
وأصبحت فتاه لعوبه تكره الرجال .. توقعهم في شباكها وتأخذ منهم الأموال والهدايه كي تنتقم .. ومع أمجد كانت لعبتها أكبر كانت تُريد أن تتزوجه رغبة بأمواله وشهرته .. ولكن أنقلب كل شئ أحبته بل عشقته أصبحت تتمني فقط أن تحظي بدفئ ذراعيه .. تري أبتسامته .. تسمع صوته 
حب لأول مره تعرف معناه .. حب بدون أنتقام دون هدف 
حب وجدت به ماينقصها 
وتعال صوت نحيبها ووضعت بيدها علي قلبها 
- ليه حبيته .. ليه مفضلتش وحش .. ليه ضعفت ونسيت ان كل الرجال خاينين .. ليه عايزه اوي كده .. ليه عايز تضحي بنفسك عشانه 
وعادت تنظر في هاتفها ..وضغطت علي صفحة الفتاه 
وظلت للحظات تُفكر هل تحكي حكايتها ام تظل مع ماضيها 
وفي نهاية حسمت قرارها
ودق القلب
وقفت فرح تنظر الي العمال وهم يعملون ..تشعر بالسعاده لما ستفعله من أجل الاطفال .. معهم نسيت وجعها ونسيت حبها لمهنة الصحافه .. وتنفست بحنين وهي تتذكر والدها 
" هكون بذره طيبه في الأرض يابابا "
ودمعت عيناها وهي تتذكره ..الي ان سمعت صوت خلفها 
تعلم صاحبه تماماً ..فألتفت نحوه بعد ان مسحت دموعها 
- انتي كنتي بتعيطي 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه .. ليقترب منها بقلق 
- فرح فيكي أيه 
لم تعلم لما قلبها دق فجأه وهي تري لهفته وقلقه عليها .. ولكن نفضت تلك الأفكار من رأسها سريعا فهي مازالت تُشفي من حب أنتهي قبل أن يبدء 
وتسأل ادهم مُجدداً وهو يزفر انفاسه بحنق 
- فرح ردي عليا 
فتمتمت بأرتباك : مافيش حاجه .. بس افتكرت بابا الله يرحمه
شعر بالحزن لأجلها .. ولم يجد مايقوله ..وأزال نظارته السوداء لتسقط اشعة الشمس علي عينيه 
وأخذ يُغمض عيناه بحنق .. لتضحك هي 
- لسا متعودتش علي شمس ام الدنيا
فأبتسم وهو يُطالع المكان حوله 
- هتعود أكيد زي مابقيت اعتود علي حاجات كتير هنا 
وابتعدت عنه .. لينظر لها بحب لأول مره يعرفه 
حب لا يعلم كيف نبت في قلبه ولماذا هي 
..................................................................
جلست تنتظره الي أن يعود من العمل لتعد له وجبة العشاء فهذا أصبح روتنها اليومي منذ انا جائت معه من أسبوع .. تنتظره بلهفه لا تعلم سببها .. وتذكرت أمل ونعمه ومنيره وكيف كانت تقضي يومها معهم بالمطبخ
ونهضت من فوق الاريكه لتصعد لأعلي .. فالشقة التي يمكثون بها تتكون من طابقين 
ودخلت غرفتها التي بجانب غرفة عمران .. وفتحت احد الأدراج لتخرج صور خطبة نعمه في حارتهم البسيطه 
وسمعت صوت عمران يهتف بأسمها .. فوضعت الصور بمكانها وهبطت الدرج بخفه وعلي وجهها ابتسامه سعيده لقدومه 
- حمدلله علي السلامه 
فأبتسم عمران وهو يُطالعها بشوق يخفيه لسانه ولكن قلبه يفضحه 
- الله يسلمك ياحياه 
وتسأل وهو يصعد الدرج : ها قوليلي عملتي ايه النهارده 
فأخذت تخبره عن مكالمتها مع كرستين ومنيره 
وتبدلت ملامحها للعبوس وهي تتذكر كذبها علي منيره التي سألتها عن مكان أقامتها وكيف حال صحة صديق والدها 
لينظر اليها عمران بعد أن خلع سترته .. وتسأل 
- مالك ياحياه 
فأخبرته بما يُزعجها .. ليجلس علي فراشه وينحني قليلا يخلع حذائه بملامح جامده 
وعندما لم تسمع رد منه .. أنصرفت وهي تُتمتم 
- عن أذنك 
وألتف نحوها وهي تغادر غرفته وزفر انفاسه بضيق لانه السبب في ذلك الوضع الذي بات يمقته ...................................................................  
تعالت صوت ضحكاتها وهي تستمع لمدح صديقتها.. 
- أمتي هتعلني خطوبتك انتي وعمران يانيره
فأسترخت نيره بجسدها وهي تزفر أنفاسها في أظافرها المطلية 
- قريب ياسوزي 
ثم تابعت بزهو وهي تلعب بخصلات شعرها 
- عمران للأسف حاليا مسافر الامارات عنده مشروع ضخم فيه 
وبدأت تُثرثر عن علاقتهما التي تصنعها هي بخيالها .. الي ان هتفت سوزي 
- بصراحه يانيرو عمران العمري ده صيده تقيله 
وأبتسمت وهي تتخيله 
- لاء وجنتل مان أخر حاجه ورياضي .. راجل مثالي 
وتأففت وهي تتذكر زوجها الذي يبلغ من العمر خمسون عاما والذي تزوجته من اجل ماله 
- ديما بتقعي وقفه يانيرو
فضحكت نيره بعلو وهي تنظر الي صديقتها 
- نيره ديما بتاخد اللي هي عايزاه 
ووقعت عيناها علي رجلا يدخل بهيبته ويبدو انه في العقد الرابع من عمره واقترب منه رجلا اخر يُصافحه بحراره
- سوزي مين ده 
وأشارت نحوه وهي تُتابع حركته..فأبتسمت سوزي وهي تنفس انفاسها بحراره
- ده فهد الحسيني ثري عربي 
لتلمع عين نيره وهي تُطالعه ... وألتقت عيناهم وانصرف بعدما نظر لها وأبتسم
..................................................................
أبتسمت مها عندما وجدت رامي أمامها .. ف رامي اصبح يعمل بالشركه ومنذ بداية عمله وهو يُعاملها بلطف
- أتفضل يابشمهندس 
وأشارت نحو غرفة مكتب مروان .. ليبتسم رامي 
- مديرك فاضي ولا هعطله 
فأبتسمت بود 
- الكلام ده لباقي الموظفين اما حضرتك لاء
فضحك رامي وهو يتقدمها  
لتتبعه وتحمل بعض تقارير العمل 
وأبتسم مروان عندما رأي صديقه .. وأشار اليه بالجلوس 
لتقترب منه مها وتضع التقارير أمامه 
فنظر اليها مروان بجمود وهي يري أبتسامتها الخجله لصديقه 
- اتفضلي انتي يامها .
فطالعته بأرتباك .. وانصرفت وهي تشعر بالحنق من أسلوبه الفظ معها .. لينظر رامي لصديقه 
- بنت هايله بجد يامروان 
فتجمدت ملامح مروان وهو يُطالع صديقه ..وهتف بنبره عمليه كي يغير محور الحديث 
- مبسوط معانا في الشغل ...................................................................
وضعت امامه قهوته وجلست جانبه ..ثم نظرت الي الكتاب الذي بيده وأقتربت منه تُحدق في محتواه 
- ده كتاب خاص بمجال شغلك 
فحرك عمران رأسه ومال نحو الطاوله ليلتقط فنجان قهوته وبدء يرتشف منه 
- قهوتك تجنن ياحياه .
وأبتسمت بأرتباك لمدحه وتابع وهو يُكمل أرتشاف قهوته
- زي ماأكلك كمان حلو 
وتوردت وجنتيها وهي تشعر بالسعاده ..وعندما عاد الي مايقرأه .. نظرت للمكان حولها بضجر 
وحملت فنجان القهوه خاصتها وبدأت تسأله عن بعض الأشياء .. ليُجيب عليها بكلمات مُختصره 
ففضلت الصمت .. وأقتربت تقرء معه حتي لو لم تفهم في مجال عمله 
واسترخي بجلسته وهو يري أقترابها .. ثم مدّ احد ذراعيه علي أريكه 
كان يظهر مشاعره ولكن بطريقة عمران العمري الرجل الذي لم يُحب يوماً الا في مرهقته وكانت قصة حب كلما تذكرها ضحك علي حاله 
وكتم ضحكته وهو يُطالعها بطرف عينيه .. فهي تفتح عيناها علي وسعهما كي تلتقط الكلمات 
وتنحنح بخشونه .. وأقترب منها وهو يتسأل 
- تحبي نتفرج علي فيلم رعب 
فأنتفضت خائفه وهي تتذكر الفيلم الذي شاهدوه سويا فهي لم تكن يوماً من محبين هذه الأفلام 
ليضحك عمران وهو يتذكر تلك الليله وعاد يتسأل
- خلاص شوفي أنتي عايزه تتفرجي علي ايه 
وأبتسمت حياه وهي لا تُصدق أنه سيترك الكتاب الذي كان يأخذ كل تركيزه وسيجلس معها وأقترحت بشغف
- أحكيلي عن التاريخ الاسلامي 
وعندما رأت نظراته التي لم تفهمها ... طأطأت رأسها بأسف
- انا معرفش حاجات كتير عن الأسلام .. 
فشعر بالأسف نحوها لنشأتها مع أب لم يهتم يوماً بأن يعلم أبنته أمور دينها 
وتسأل 
- حياه أنتي أتحجبتي أمتي ؟
فأبتسمت وهي تستعيد ذكري ذلك اليوم 
- سنه وتلت شهور
فأبتسم وهو يري سعادتها ..ووجدته بدء يسرد عليها بعض القصص 
وأقتربت منه دون شعور وهي تنظر اليه كيف يتحدث .. وكيف لديه كم هائل من المعلومات 
وأخذت تتأمله ولاول مره تتمني ان يكون زواجهم حقيقي 
وضمه عمران بذراعيه وهو يتسأل 
- المكتبه اللي في الفيلا فيها كم هايل من الكتب عن التاريخ الاسلامي والسيره النبويه .. وكتب دينيه كتير هتعجبك 
وتذكر جده رحمه الله 
- جدي الله يرحمه كان شغوف أووي بالقرايه وخاصه الكتب الدينيه .. 
وتابع وهو يتذكر جده بحب 
- رغم انه كان رجل شديد وصارم الا اني اتعلمت منه حاجات كتير اووي 
فهتفت بحماس وهي لا تشعر أنها بين ذراعيه 
- كنت بتحبه اوي مش كده 
وفجأه أبتعد عنها وهو يتذكره ويتذكر عمته .. ونظر اليها ليجد صورة والدها فيها
وتمتمت بكلمات جامده 
- هبقي أجبلك الكتب .. وتابع وهو يتجه نحو الدرج 
- تصبحي علي خير 
تعجبت من أبتعاده عنها ونظرت اليه وهو يتجه الي غرفته 
وجلست تُطالع ما أمامها بشرود
.................................................................
أستيقظ عمران من نومه وهو يشعر بالعطش .. ونهض من فوق فراشه يُحرك يده علي خصلات شعره .. وهبط الدرج حافي القدمين .. ووقف يُحدق في تلك التي تنام علي الاريكه  التي كانوا يجلسون عليها منذ ساعات قبل أن يتركها ويصعد لغرفته مع الماضي 
وأقترب منها بخطوات بطيئه .. ونظر الي وجهها في الظلام 
كانت نائمه بعمق منكمشه كالجنين .. وأنحني نحوها يتأمل تفاصيلها .. وسقطت عيناه علي ساقيها البيضاء ...
وتقلبت لجهته واصبحت انفاسها قريبه من أنفاسه ..ومدّ كفه ببطئ نحو وجهها يُلامسه بضربات عنيفه تخترق أضلعه 
ومال أكثر نحوها بشفتيه ليُطبع بقبله دافئه علي جبينها
وعندما وجدها تفتح عيناها أعتدل في وقفته وطالعها بجمود مصطنع يُدراي خلفه أرتباكه
- حياه أطلعي نامي في اوضتك
كانت الرؤية أمامها مشوشه .. وعاد صوته يُناديها من جديد 
فنظرت نحوه بنعاس .. ثم تذكرت هيئتها ..وأعتدلت سريعا وهي تُغطي ساقيها بطرفي فستانها 
-  محستش بنفسي ..فنمت مكاني
فمدّ كفه نحوها كي يُساعدها علي النهوض .. ونهضت معه 
وهي تشعر بوجع في جسدها بسبب نومتها علي الأريكه 
وسارت بتمايل وهي تتثاوب ولا تري شئ امامها غير الفراش الذي ستقسط فوقه فور ان تصل الي غرفتها
وأبتسم وهو يري حركة جسدها وهي تتمايل ..وحاوط خصرها 
- لاء انتي شكلك لسا نايمه
وصعد بها الي غرفتها ..لتتسطح علي الفراش دون ان ترفع الغطاء من أسفلها 
فضحك وهو يزيح الغطاء ويعدل نومتها..ووقف يتأملها بحب ينبض داخل قلبه ولكنه يرفضه 
واغلق نور غرفتها وأنصرف وهو يعنف قلبه
" اشمعنا ديه اللي حبيتها ..ليه عايزها اوي كده ..ليه حياتك بقي ليه روح "
ونسى ان يخبر نفسه 
" لا سُلطة لنا علي قلوبنا .."ْ
..................................................................
تلاقت عيناهم وكل منهما سار نحو طريقه .. لتقف نهي بعد عدة خطوات وتلتف نحوه بحنين 
اما هو شعر بالألم وهو يراها كل يوم تنطفئ وتزبل لم تعد نهي التي عرفها بل أصبحت كالعجوز حتي مظهرها الذي كانت تهتم به بشده بات شاحباً 
واكمل سيره وهو يُصارع رغبته في الذهاب لضمها وبين كرمته فهو الي الان لم ينسي وصف فارس له وكيف كانت تُغريه لتتقرب منه وعندما تذكر بعض اللحظات التي كانت بينهم ..اغمض عيناه بقوه وهو يهتف داخله 
" انساها ياغبي "
..................................................................
أنتهي عشاء العمل وجلسوا يحتسون قهوتهم ويتحدثون بعمليه كان عمران كل لحظه ينظر الي ساعته فهو يتوق للذهب اليها ولكن عشاء اليوم جاء فجأه ولم يستطع أحراج شريكه ورفقائه فقد أحبوا ان يتعارفوا عليه 
كان يدور بعيناه في المكان فالحديث بات ممل بالنسبه اليه 
ووقعت عيناه علي أخر شخص يتخيله .. لتتلاقي عيناهم 
وينهض بعدما أعتذر من الجالسين وكلما خطي خطوه نحو تلك الجالسه تنظر اليه بأرتباك ..تذكر مازن شقيقه 
فهاهي ندي التي كان يري حبها لأخيه وعشقها له .. 
ونظر الي الجالس جانبها وطفلا صغيراً يجلس علي المقعد المخصص للأطفال 
ووقف أمامهم وعلي وجهه أبتسامه بارده
- ازيك ياندي 
فأبتسمت بتوتر ونظرت الي زوجها الذي يُطالعها بنظرات جامده 
- عمران العمري 
وعندما جاء بذهنه أسم عائلة العمري تذكر أسم زوجها الراحل .. فأبتسم بتهذيب وهو ينهض كي يُصافحه
- أهلا وسهلا ..
وعرفه بنفسه : دكتور احمد منصور 
فصافحه عمران وهو يُطالع تلك الجالسه وكأنه يتهمها علي زواجها بعد شقيقه 
وأشار الرجل نحو صغيرهم 
- مازن أبننا 
ليقع الاسم علي مسمعه .. فيجد نفسه يُحدق بالطفل الذي يشبه والده .. وبأبتسامه دبلوماسيه أنهي الحوار وانصرف خارج المطعم باكمله متجهاً نحو سيارته ...................................................................كانت تجلس تنتظره ومن حين للأخر تنظر الي الساعه .. فبدأت تشعر بالقلق عليه.. وكملت قراءة احد الكتب التي جلبها له وبالها مشغول به .. وأرادت أن تُهاتفه ولكنها شعرت بالحرج 
وبعد ساعه سمعت صوت الباب يُغلق .. فنهضت من فوق الأريكه وأتجهت نحوه بلهفه 
- قلقت عليك اوي .. انت اتأخرت ليه
فطالعها عمران بجمود وصعد الي غرفته دون ان يُجيبها
لتقف حائره في أمره .. وظلت تدور حول نفسها الي أن عزمت قرارها وصعدت اليه 
وجدت باب غرفته مفتوح وهو متسطح علي الفراش بحذائه وملابسه وقد تخلي فقط عن سترته ورابطة عنقه
وأرتبكت وهي تردف لغرفته 
- مش هتتعشا 
فتنهد عمران وهو يزفر أنفاسه بقوه 
- أتعشيت بره .
وعاد لشروده .. فأقتربت منه بتوتر
- في حاجه ضايقتك 
فلم يُجيبها ولكن صوت أنفاسه كانت تُخبرها بأن يوجد أمراً ما قد ضايقه
ووقفت للحظات تنظر اليه .. واخيرا أقتربت من الفراش وجلست علي الطرف الاخر 
- احكيلي وصدقني مش هتندم 
ومازحته بلطافه كي تُخفف عنه 
- يلا ياعمران يابني أحكيلي .. 
كان صوتها يشبه العجائز .. فلم يتمالك نفسه وأبتسم
وألتف نحوها وهو يُطالعها 
- حياه انا عايزه أنام ممكن 
فأسترخت بجلستها وعقدت ساعديها وهي تُحرك رأسها برفض
- انا حابه القاعده هنا ومش همشي غير لما أعرف 
وحركت جفونها بطريقه مُضحكه 
ليتنهد عمران وهو يُطالع الفراغ الذي امامه وبدء يسرد لها رؤيته لندي زوجة شقيقه مازن رحمه الله
ظلت تستمع له دون أن تُقاطعه .. 
وشعرت بالاسي لحبه الشديد لشقيقه وأبتسمت وهي تضع بيدها علي ذراعيه 
- يمكن كلامي ميعجبكش .. بس اللي ندي عملته شئ عادي ومن حقها انها تكمل حياتها
فهتف عمران بجمود وهو يحدق بها بقوه 
- والحب اللي كان بينهم
تنهدت وهي تختار كلماتها بعنايه 
- لو كل واحد فارق انسان غالي عليه ووقف حياته ..الحياه عمرها ماهتمشي ... في ناس حياتها بتقف وفي ناس بتقدر تكمل حياتها من تاني ولا ده وفيّ ولا التاني خاين للذكري بس كل واحد فيهم اختار الطريق اللي هيكمله ... الذكري الحلوه والحب الحقيقي عمره مابيتنسي ومش معني الانسان قدر يكمل حياته فهو خان العشره .. الحياه عباره عن رحله والرحله لازم تكمل  
وتابعت وهي تتسأل 
- ابنها اسمه مازن 
فحرك رأسه بعدما هدأ قليلا .. 
- متوقعش في يوم هتنساه .. هتفضل فكراه في أبنها 
واصبح صوت أنفاسه هو من يملئ المكان الي ان هتفت 
- أعملك قهوه
فألتف نحوها وهو يبتسم 
- أعملي ياحياه 
وركضت وهي تُتمتم بتحذير
- أوعي تنام 
فأتسعت أبتسامته .. وكل يوم يسقط في بحور عشقها رغماً عنه
...................................................................
الكل يُصفق وصوت الغناء يصدح في ارجاء المكان .. والمُباركات هنا وهناك .. وهي تجلس تلعب بهاتفها تُلهي نفسها عن الأعين التي تُطالعها 
وأبتسمت ساخره وهي تتذكر عدد المرات التي سمعت فيها تلك الجمله التي تمقتها
" عقبال مانفرح بيكي يامها ياحببتي" ثم تتبعها زغروطه طويله تصم أذنيها 
ونظرت الي والدتها وخالتها التي تجلس جانبها .. ولمياء شقيقتها والتي تقف بجانب العروس ترقص معها 
وسمعت صوت خالتها وهي تلوي فمها بأمتعاض 
- ياحببتي قومي كده فرفشي وهيصي مع البنات .. ماانتي لو فضلتي كده مش هتتجوزي فكيها شويه 
ووكظة شقيقتها 
- ما تخلي بنتك تدردح ياصفيه 
فأمتعضت صفيه من حديث شقيقتها .. ونظرت لمها التي أشاحت بوجهها بعيدا عنهم 
- اطلعي شمي شويه هوا ياحببتي بره القاعه ... انا عارفه انك بتتخنقي من الجو ده 
ثم نظرت لأختها بضيق 
- ماتحسبي علي كلامك ياروحيه ..
لتتأفف الاخري 
- خليها قاعده جنبك كده .. 
فأبتسمت صفيه : بكره بنتي ربنا هيكرمها ماهو ياحببتي مش بالرقص والهيافه .. ماياما رقصوا وحطوا الاحمر والأخضر وفي النهايه ايه أتجوزوا اه بس قوليلي أتجوزوا الراجل الصح اللي يصونهم ويحميهم 
وعندما وجدت ملامح شقيقتها قد تغيرت .. لانها ذكرتها بأبنتها التي تطلقت بعد عامان من زواجها 
وتنهدت بضيق فالكلام الجارح ليس من طباعها 
- كل واحد وليه نصيبه .. ووقت ما ربك بيأذن بتتعجبي من تدبيره ...................................................................
خرجت من الفندق الذي يُقام فيه حفل الزفاف .. ووقفت في الخارج تستنشق الهواء ، أعتادت علي تلك الكلمات حتي أصبحت لا تشعر بشئ .. وتنفست بعمق وأخذت تُعدل من حجابها .. وأتسعت عيناها وهي تجد مروان جالس بسيارته وبجابنه فتاه يُقبل يدها 
وسار بسيارته .. لتسقط دموعها 
..................................................................
أنتهي من سهرته التي أعتاد عليها وخرج من الملهي الليلي 
فأقتربت منه إحداهن 
- ممكن توصلني 
ثم ضحكت وهي تتمايل 
- ولا مش فاضي 
فأبتسم مروان وهو يميل نحوها 
- تعالي يلا 
كان يعلم بأنها تُريد ان تصطحبه لشقتها  كالأخريات.. وهو كان يُسيرهما 
ويصعد معهم كان  يُبرر لنفسه أنها مُجرد قبلات لا اكثر ثم يرحل 
وصعد سيارته لتصعد الفتاه جانبه تُثرثر وتضحك 
بل وتلامس جسده بيدها 
ووقف فجأه بسيارته وهبط وهو يجد منظر صدمه 
رجلا يجلس وبجانبه أطفاله يأكلون من صندوق القمامه
واقترب منهم .. ليفزع الرجل وينهض يجذب صغاره نحوه 
فنظر اليهم مروان بألم 
- متخافش 
وأقترب من الطفله الصغيره ومال بجسده نحوها يمسح علي وجهها 
فالطفله كانت تأكل كسرة من الخبز العفن 
المشهد أوجعه ... وهو يري حياة غيره .. 
وبدء يمر شريط حياته أمام عينيه الفتاه التي ركض خلفها وأحبها وتزوجها وعندما خسر امواله التي تزوجته من اجلها .. هجرته وطلبت الطلاق لانها لم تتحمل حياة الفقر .. ليصبح انسان بائس مُدمراً ولكن الله لم يتركه
 وأقترح عليه عمران الذي تعرف عليه من خلال شاكر الذي كان صديق والده رحمه الله .. لتفتح له الحياه ابوابها من جديد وبدلا ان يُدرك نعمة الله عليه ..ضاع وسط حياة اللهو
وأفاق علي صوت الطفلان وهم يجذبون ذراع والدهم بخوف
ووجد الرجل يأخذ أطفاله كي يبتعد ..فأمسك ذراعيه ليخرج بعض الاموال من حافظته لكن الرجل أشاح وجهه
- لاء يابيه انا مش بشحت ..
وأدمعت عيناه .. ووقف حائراً وهو يري نظرات الصغار لأبيهم .. ليهتف الرجل بمراره 
- طردوني من الشغل عشان مبقتش أصلح للعمل 
واشار نحو رجله العرجاء .. ثم أزال بقايا دموعه 
- طب تحب اساعدك بأيه قولي 
فتهللت أسارير الرجل 
- شوفلي شغل الله يكرمك 
لينظر مروان الي صغاره ثم اليه 
- خلاص تمام انا موافق 
وأخرج كارته الخاص 
- تعال العنوان ده .. واديهم الكارت بتاعي 
ووضع المال بيده وهو يبتسم 
- خليهم معاك دول مني عشان ولادك 
وأتجه نحو سيارته حيث التي تجلس تتأفف من الأنتظار
ليسمع صوت الرجل وهو يدعو له  
- ربنا ينور قلبك وطريقك يابيه 
...................................................................
هوت بجسدها علي أقرب مقعد ومازال صدي كلماته في أذنيها .. صديق والدها قد مات .. أمس أخبرها أنه أصبح بخير ..ام اليوم فكل شئ قد تبدل 
وأخذت تُردد بضعف 
- مات ! 
كان عمران يقف بوجه شاحب من الصدمه بعد أن تلقي الخبر .. وشعر بالوجع وهو يري نظرت الأنكسار في عينيها 
وأقترب منها يمسك كفيها ليحتويهما بين كفيه 
- عيطي ياحياه ..البكا ساعات كتير بيريحني
فرفعت وجهها نحوه بألم 
- حكايتنا كده أنتهت .. تقدر دلوقتي تتخلص من عبئ 
فلم يشعر بنفسه الا وهو يضمها بقوه 
- مين قال أن حكايتنا أنتهت .. احنا ..
وقبل أن يُكمل باقي عباراته .. دفعته بعيدا عنها وركضت لأعلي نحو غرفتها 
فصعد خلفها راكضاً .. ليجدها تضع حقيبتها وتُخرج ملابسها 
- انا كنت أمانه عندك عشانه هو .. انا مينفعش أفضل هنا ماليش حد وسطكم ..
ووضعت ملابسها داخل الحقيبه ومازالت الصدمه تخترق قلبها 
وفجأه سقطت علي ركبتيها وهي تنتحب
- ليه كلهم بيروحوا ويسبوني .. 
كانت كلماتها تدمي قلبه لا يُصدق ان هذه تلك الفتاه التي تبتسم وتعطي الأمل لمن ينظر الي وجهها.. ليجثي علي ركبتيه وقلبه لم يعد يتحمل رؤيتها هكذا 
- حياه انا معاكي وعمري ماهتخلي عنك 
فطالعته بنظرات تائها وهي تُتمتم 
- كلهم قالولي كده .. 
ولم يشعر بنفسه وهو يضمها ويُقبلها بقبلات متتاليه دافئه كأنه بذلك يُخبرها حبه .. وأرتجف جسدها وأصبح قلبها يدق بعنف .. وعندما أرادت دفعه لتبتعد ..همس بحب 
- عايزك ياحياه 
وتعلثمت وهي تنظر اليه بضعف 
- انت مبتحبنيش 
وضاعت معه بعد كلمتها الأخير ... ليُخبرها في كل لمسه وهمسه منه انه يعشقها ويُريدها بقلبه وعقله وكيانه كله
ودق القلب
فتحت عيناها ببطئ وهي تنظر للنائم جانبها .. وأخذت تتأمل تفاصيل وجهه وقلبها ينبض بحب لذلك الرجل الذي احبته دون أن تشعر .. احبته لرجولته وقسوته التي يغلف بها حنان أدركته .. شهراً واحداً مره عليهم هنا جعلها تكتشف حقيقة من كانت تخشاه 
وفتح عيناه وهو يبتسم لها .. فأرتبكت وهي تشيح وجهها بعيدا عنه بخجل 
ليفتح ذراعه لها قائلا بدفئ 
- تعالي 
فأقتربت منه ليضمها بذراعيه ويُقبل جبينها 
- انتي كويسه !
فحركت رأسها بخجل وهي تدفن وجهها في صدره
وأبتسم وهو يضمها وابعدها عنه قليلا ليرفع وجهها 
- بصيلي ياحياه 
وعندما نظرت اليه بأعين تلمع بالدفئ .. ضاع معها مره أخري بعالمهم الخاص .................................................................
رفع مروان عيناه نحوها بعدما وضعت الأوراق امامه وأشاحت وجهها بعيداً عنه ..فأصبح يري نظرات أحتقارها بعد ان كانت تلمع عيناها بحبه
وهتفت بجديه : في حاجه مطلوبه مني تاني يافندم
فحرك مروان رأسه لها بمعني لا ..ليجدها أنصرفت في الحال دون أن تُطالعه 
وأسترخي بجلسته يُطالعها فبعد ان كانت تتحجج بأن تظل امامه..الأن تنفر من وجودها معه 
وتسأل وهو يُحرك يده علي ذقنه 
- اه لو أعرف مالك يامها .
...................................................................
يجلسون متشابكون الأيد ..تنام علي كتفه تحكي له عن حياتها 
كان يشعر بالوجع وهي يسمعها ..فعلم انه أخذها بذنب لا تستحقه هي ضحيه لانها كانت ابنته كما كانت عمته ضحية لحبه 
وعندما توقفت عن الكلام .. رفع وجهه نحوها 
- سكتي ليه 
فأبتسمت وهي تُطالعه 
- عارف يوم  ماشوفتك قولت عنك ايه
فضحك عمران وهو ينتظر اجابتها 
- قولت عليك انك مغرور وقاسي الطبع
فتعالت ضحكاته وهو يميل نحوها ..
- وانا قولت عنك انك مصيبه وقعت علي راسي
فأتسعت عيناها وهي تدفعه بيدها بعيدا عنها 
- انا مصيبه .. انت اللي 
وقبل ان تُكمل كلامها .. كان يحملها بين ذراعيه هامساً بشوق 
- بس طلعتي اجمل مصيبه حصلتلي 
وسار بها نحو غرفتهما وهو يغمرها بقبلاته
.................................................................
وقفت امامها وهي تتلهف لرؤيته  والحديث معه..فأخيراً قد سمح له بمقابلته 
ظلت واقفه لدقائق وهو جالس ينظر في بعض الاوراق دون ان يعطي لها أي أهميه ولكن داخله يشتعل شوقاً لها
وخرج صوته بعد ان  ملّ من هذا الصمت 
- كنتي عايزاني في أيه ياأنسه نهي
فأبتعلت نهي ريقها ثم رطبت شفتيها بلسانها 
- انا عملت حاجه ضيقتك ياأمجد 
فنهض أمجد من فوق مقعده بجمود وهو يُطالعها 
- أنسه نهي الأفضل اننا نحتفظ بالرسميه في الألقاب 
فأوجعتها كلمته .. ونظرت اليه بألم 
ليُشير نحو الباب : لو معندكيش حاجه مهمه تقوليها أتفضلي علي شغلك ..لأني مش فاضي 
هيئتها كانت تدمره ولكن حقيقتها دمرته ... 
وأطرقت رأسها أرضاً .. 
- انا بحبك 
وعندما لم تجد منه رداً .. أنصرفت وهي لا تُصدق ان هذا هو الرجل الذي احبته وأصبحت تتعالج من سواد ماضيها من اجله
..................................................................
كان أدهم يري فرح يومياً .. ف " مالك" دائما معها 
كما انه أصبح يدعمها في الملجأ ويساعدها في كل شئ 
حياتها كانت تسير بهدوء وأستطاعت أن تتجاوز منحتها وبدأت تشك في حبها لأمجد .. فأحيانا نظن اننا نحب وفي النهايه يكون مجرد تعلق لا أكثر 
...................................................................
كان يتجولون بسعاده ويلتقطون الصور في كل مكان 
ورغم أن عمران يمقت هذا الا انه فعل كل مايُرضيها ويُسعدها
ووقفت حياه تلتقط صوره اخري لهم 
- اضحك ياعمران 
فأبتسم ..لتلتقط الصوره بسعاده 
وكادت أن تُخبره أن يلتقطوا صوره أخري 
- لاء كفايه كده ديه الصوره العشرين ياحياه انتي مزهقتيش 
فضحكت وهي تتأمل ملامحه الحانقه 
- خلاص كفايه كده .. ولا تزعل نفسك 
فأبتسم وضمها بذراعيه 
- مبسوطه ياحياه
فأغمضت عيناها بسعاده 
- مبسوطه جدا 
ورفعت يديها وهي تدعو 
- يارب تفضل الحياه حلوه كده 
ونظرت اليه بمشاكه : وتفضل طيب ياعمران 
فقرص وجنتيها وهما يسيروا في شوارع دبي 
- هسكت عشان أحنا بره بيتنا.. بس لما نروح لينا حساب تاني 
فأبتسمت وهي ترفع عيناها نحوه 
- هتسكت برضوه 
فضحك وكل يوم يزداد عشقه لها ..حياه كانت كالنقيض بالنسبه له وكأنها تُكمله .. من يقترب منها يري انها حياه كأسمها .. تبعث الأمل والحياه لمن تكون معه 
احيانا كثيراً يجلس مع نفسه لا يُصدق انها أبنة ذلك الرجل الذي كرهته عائلته لسنين طويله 
وفاق من شروده عندما أبتعدت عنه .. وأتجهت نحو طفله صغيره تمسك بيد والدتها وقبلتها علي وجنتها وهي تُداعب خصلات شعرها الصفراء والصغيره تضحك لها
...................................................................
ضغط علي اسنانه بقوه وهو يري نظراتها المشمئزه له 
فأزاح الاوراق التي وضعته أمامه وضرب علي مكتبه بقوه
- لاء بقي انا عايز اعرف معاملتك أتغيرت ليه .. وايه النظره ديه 
فطالعته مها ببرود وهي تنظر للأوراق 
- مدام حضرتك مش عايزني ... أروح أشوف شغلي 
لينهض مروان وهو يحترق من داخله .. فاللعبه قد أنقلبت وبعد ان كانت تتمني نظره واحده منه ..أصبح هو من يتمني نظراتها التي كان يري بهما حبً قوي 
وتسأل بهدوء عكس مابداخله 
- مها انتي بقالك أكتر من سنتين بتشتغلي معايا ... أنا ضيقتك في حاجه 
فطالعته بألم وذلك اليوم لم تنساه ..وكادت أن تبكي ولكن عادت لجمودها 
- حضرتك المدير وانا موظفه هنا .. واكيد الموظف ملهوش حق يزعل من المدير 
وتابعت وهي تخبر قلبها بأن يصمد 
- حضرتك عايز مني حاجه تانيه 
وعندما لم تجد رد منه .. غادرت ومشهد ذلك اليوم بعقلها 
ووقف مروان يُطالع طيفها مُتعجباً من تغيرها العجيب معه 
فأين هو حبها .. حبها الذي كان يجعله يشعر بسطوته عليها 
ولكن يبدو أن الحب قد رحل من كثرة جفائه معها
...................................................................
يجلس يُطالع تلك الفاتنه التي تجلس مع رفيقاتها تضحك بعلو صوتها ... كان يتأملها بأفتنان وهو يُتابع كل تفاصيل حركتها 
ونظر الي الرجل الذي يقف خلفه .. يسأله عن المعلومات التي جلبها عنها ...فهي أصبحت تشغل جزء كبير من تكفيره 
" نيره فؤاد طبيبه صيدلانيه " 
وتابع الرجل : ومغروره جدا يافهد باشا  ...................................................................
كان يأخذها بأحضانه يُشاهدون احد البرامج لتتسأل وهي تنعم برائحته 
- احنا هنرجع مصر أمتي 
فتابع مايُطالعه بتركيز
- لما المشروع اللي انا ماسكه هنا يخلص 
وزفرت أنفاسها وأبتعدت عنه وهي تنظر للبرنامج السياسي الذي يُتابعه 
- عمران 
فتمتم دون أن يُطالعها 
- ها قولي عايزه ايه
فتنهدت بضجر : سيب البرنامج السخيف ده .. واتكلم معايا 
فألتف نحوها ينظر الي ملامحها الحانقه 
- برنامج سخيف ..
وأبتسم وهو يجذبها نحوه : ارغي كعادتك في اي موضوع وانا سامعك .. هركز مع البرنامج ومعاكي 
وعاد يُطالع البرنامج .. لتُحرك وجهه نحوها بيدها 
- أحكيلي عن نفسك ياعمران 
فحدق بها ثم ضحك علي أصرارها في جذبه نحوها 
- انا عارف اني مش هعرف أتفرج علي البرنامج 
وابتسم وهو يفتح لها ذراعيه 
- تعالي 
كانت تستمع له وهي لا تُصدق انه يعمل منذ الخامسه عشر 
صحيح انه كان مُدللاً من جده وابيه ولكنه تربي كيف يكون رجلا منذ الصغر .. وان الأنسان لم يخلق للعبث فقط 
فخر وفخر يعلو داخلها وهي تسمعه ..حياته كانت عمل في عمل وحبه وحياته كانت لعائلته 
وفجأه وجدها تضمه بقوه تُخبره
- انت جميل اوي ياعمران 
ولم يشعر بنفسه الا وهو غارق معها في عشق لم يعرفه الا بوجودها .. وكأنها جاءت من بلادها البعيده لتُعلمه كيف يكون الحب .. وتُخبرنا الحياه ان تدبير الله هو الأجمل دوماً
...................................................................
كان مدعو لحفلة زفاف كأغلب من يعملون بالقناه .. وبعد أن كان العروسين هم من يُسلط عليهم الضوء .. اصبح هو نجم الليله .. من يقترب منه ليُصافحه ومن يخبره عن حبه لبرنامجه وشخصيته ومن يفتخر به .. ومن يُريد ان يأخذ صوره معه 
وقفت نهي تُشاهد كل ذلك بحنين اليه .. وقلبها يُريد ان يركض نحوه ولكن كرامتها أبت ان تظل ذليله له 
واقترب منها منير الذي اصبح يدور حولها معظم الوقت ..ناظرا اليها بأعجاب
- فستانك يجنن يانهي 
فأشاحت وجهها بعيداً عنه 
- شكرا يامنير 
ليُشير لها نحو أمجد بحقد: ديما بيخطف الاضواء في اي مكان يروحه 
وجائت إحداهن اليه تطلب منه مراقصتها .. وعندما وجدها تقف تُثرثر مع منير الذي يُطالعها بشهوه .. فالفستان يرسم معالم جسدها ..ألقي بنظرات مشمئزه نحوها وسار مع الفتاه يُراقصها 
لتقف هي تُطالعه بقهر .. لا تري شئ حولها غيره
- تحبي ترقصي يانهي 
فنظرت الي منير ثم لأمجد الذي يُراقص الفتاه ويضحك معها
وجذبت يد منير لتفعل مثلما فعل 
كانت ترقص جانبه وهو لا يهتم لأمرها .. وكلما أصبح ظهرها له كان يُطالع نظرات منير ..فيضغط علي أسنانه بحنق 
وشعرت بيد منير تتحرك بحريه علي ظهرها .. لتبتعد عنه بضيق 
- ايه اللي بتعمله ده
وقبل أن يجذبها منير اليه ثانية .. وقعت عيناها بعين أمجد الذي كان يُحدق بها بقوه 
وخطت بخطوات مُرتبكه تبتعد عن ساحة الرقص .. لتترك منير يُطالعها بأعين متفحصه لجسدها 
وأنهي رقصته مع الفتاه بلطافه بعدما رأها تُغادر قاعه الزفاف
- نهي !
وقفت لا تُصدق انه يناديها .. وأقتربت منه بلهفه 
ولكنه صدها بكلماته 
- عجبك ايه في منير ولا منير اللعبه الجديده
وأشار اليها بأشمئزاز 
- احب اقولك ان منير مجرد موظف عادي .. مش هتلاقي معاه اللي عايزاه 
أوجعتها كلماته .. وقبل أن تُدافع عن نفسها وجدته يتخطاها مُبتعداً عنها 
ولحقته وهي تجذب ذراعيه 
- انت تقصد ايه .. انت فاهم غلط مافيش حاجه بيني وبين منير
وفجأه وجدته يخبرها انه يعلم حقيقتها .. ووضعت بيدها التي أصبحت ترتجف علي شفتيها وهي لاتُصدق ان أمجد يعرف فارس ...................................................................
تتقئ دوما حتي أنها أصبحت تكره ماكانت تحبه وبدأت تشك في الأمر .. ونظرت الي اختبار الحمل الذي في يدها 
وشهقت بسعاده وهي تضع بيدها علي بطنها .. ستصبح حاملا بطفله..سيكون لديها عائله 
كما تمنت .. وركضت نحوه فقد كان جالسا بالاسفل علي الأريكه يُطالع حاسوبه .. ووجد شئ يوضع امامه وهي تبتسم .. ونظر لها ثم الي ماوضعته 
- ايه ده ياحياه 
فلمعت عيناها بسعاده حقيقيه 
- انا حامل 
كانت تلك الكلمه اخر شئ كان يُفكر فيه .. حياه ابنة محمود الرخاوي تحمل طفله وأصبحت دمائهم مُرتبطه 
واعتدل في جلسته وأبتعد عنها وهو يُتمتم داخله
- مش معقول 
ليجدها تقترب منه بقلق 
- مالك ياعمران انت مش فرحان ... 
ووقفت أمامه تُطالعه بصدمه 
- انت مش عايز مني أطفال .. 
ونظر اليها وقد تحولت سعادتها لقلق .. فأبتسم بصعوبه وهو يبتلع ريقه واحتوي وجهها بين كفيه 
- أكيد فرحان ياحياه
وأبتعد عنها هارباً من نظراتها 
...................................................................
تسطحت فرح علي فراشها تنظر الي "مالك" الذي يغفو جانبها بعمق وأبتسمت وهي تُداعب شعره 
- شبه الملايكه وانت نايم  ..اما وانت صاحي 
وعندما تحرك في غفوته أكملت عبارتها وهي تضحك
- ملاك برضوه 
وألتقطت الكتاب الذي بجانب فراشها وأندمجت بالقراءة 
وشعرت بأهتزاز هاتفها .. فرفعت بجسدها لتنظر للهاتف 
- اسف اني بتصل بيكي دلوقتي يافرح .. مالك اخباره ايه
فنظرت نحو مالك وأبتسمت
- نايم متقلقش عليه 
فزفر أنفاسه بهدوء .. فعمله أصبح يجبره علي الأبتعاد عن صغيره 
وبدء يسألها عن يومها .. وكانت تخبره بحماس عن كل شئ يخص الملجأ وهو يستمع لها بحب 
اما هي كانت تشعر بأحساس عجيب لا تريد تفسيره ومعرفته
...................................................................
كانت الغرفه غارقة بالظلام وهي تنام كالجنين تضم ساقيها 
أقترب منها يهتف أسمها بخفوت
- حياه 
وعندما لم يجد رد .. تسطح جانبها علي الفراش .. وضمها من خصرها اليه يتنفس رائحتها 
-عارف انك صاحيه 
كانت تسمعه وعقلها حائر بما فعله ..تخاف ان يتركها فتعود وحيده مُجدداً ..عمران قد احاطها بحنان لم تُجربه من قبل 
حنان تمنته في والدها ولم تجده .. ووجدت يده تتحرك نحو بطنها المسطحه هامساً بدفئ بعد أن طبع قبلات متفرقه علي عنقها
- انا مبسوط ان هيكون ليا ابن منك ياحياه 
...................................................................
تمتمت وهي لاتُصدق ما سمعته من سكرتيرته 
- أمجد سافر لبنان !
...................................................................
لم تصدق ماسمعته وأخذت تتسأل بصوت مسموع
- كده ياعمران تتجوز من غير ماأعرف وكمان مراتك حامل 
رغم سعادتها لأنه اخيراً تزوج الا ان قلبها حزين وأقترب منها فرح بعد أن سمعت اخر جملتها 
- مين مراته اللي حامل 
فطالعتها ليلي بأعين شارده 
- عمران اتجوز ومراته حامل يافرح 
فشهقت فرح بصدمه ولكن سريعا ماأبتسمت 
- انا قولت انه هيفاجأنا بجوازه .. عمران ديما مختلف عن الأخرين 
ونظرت الي عمتها فعلمت ان مزحتها ليست لطيفه .. وجلست جانبها تربت علي يدها 
- ياعمتو انتي من زمان نفسك يتجوز وتشوفي ولاده
وامنيتك اهي أتحققت .. زعلانه ليه بقي 
فتنهدت ليلي بأسي 
- كنت عايزه افرح بيه يافرح .. بكره لما تبقي امي هتعرفي احساسي
وابتسمت وهي تفهم شعور عمتها 
- مش انتي اهم حاجه عندك سعادته
فطالعتها ليلي وهي تُحرك رأسها .. لترفع فرح كفها تُقبله 
- يبقي نفرح بقي وبلاش كآبه ده انتي هتبقي تيته خلاص 
كان للكلمه شعور أخر عليها .. لتنسي ليلي فعلة عمران وتبتسم وهي تتذكر قريبا سيكون لديها حفيدان ..فحياه حامل بتوأم
..................................................................
تتحرك امامه ببطنها التي اصبحت بارزه .. فقد أصبحت في شهرها الرابع ... وابتسم وعمران وهو يتأمل كيف ازدادت جمالا .. وجاءت لتجلس جانبه وهي تأكل طبق الموالح خاصتها وتتسأل 
- هننزل مصر خلاص .
فأبتسم وهو يضع بيده علي بطنها 
- شهر ياحببتي بس قدامي.. وتابع وهو ينحني نحو بطنها يضع اذنه عليها 
- أخبار حبايب بابا ايه 
فضحكت وهي تُحرك يدها علي خصلات شعره 
- زهقانين وعايزين يخرجوا يتفسحوا
فأبتعد عنها وهو يضحك 
- هما برضوه ولا ناس تانيه هي اللي عايزه تتفسح 
وتابع ضاحكاً : ده انتي من ساعة مابقيتي حامل وانتي عايزه تتفسحي وبس .. هو الحمل جاي معاكي خروج 
فتعالت ضحكتها وهي تتذكر الشهور الماضيه .. وفجأه وجدته يحملها 
- وانا مش هزعلك ولا هزعل ولادي 
وصعد بها للاعلي كي يرتدوا ملابسهم ويخرجوا يستمتعوا بجمال دبي ليلاً
...................................................................
جلست تُفكر في كلمات ذلك الرجل الذي يُدعي " فهد"
فهو يريدها زوجه ثانيه وتذكرت مااخبرها به سيكون لديها شركة ادويه فيلا بأرقي الأماكن ورصيد بالبنك 
اتاها الزواج الذي حلمت به ولكنها لا تشعر برغبه وكلما تذكرت انها ستكون زوجه ثانيه كانت ترفض رغبة عقلها بذلك الأمر .. وزفرت أنفاسها وهي تنتظر صديقتها سوزي 
ولوحّت لها سوزي بيدها من بعيد  وأقتربت منها وهي تخلع نظارتها 
- مالك يانيرو سرحانه في ايه
فهتفت نيره بحنق :
- عمران غاب كتير اووي وبصراحه وحشني ده بقاله خمس شهور مسافر وكل كلامنا اما تليفون او فيديو وكله كلام في الشغل 
فضحكت سوزي وهي تنظر في مرآه حقيبتها وتعدل من مكياجها 
- طب متسافريله 
وغمزت لها بعينيها 
- انا مش عارفه انتي مستغلتيش الفرصه ديه ازاي 
وتابعت بمكر
- راجل عازب وقاعد لواحده بعيد عن أهله .. اكيد هيكون محتاج ست حلوه تهون عليه الأيام 
كانت نيره تستمع لكلماتها ولأول مره تكتشف انها غبيه 
فالعمل في الشركه قد أخذها عن هدفها الأساسي 
وأبتسمت بسعاده
- انا محتاجه اسافر فعلا أغير جو 
فضحكت سوزي وهي تسترخي بجلستها 
- وماله يانيرو سافري وأستمتعي ياحببتي
..................................................................
كتم غضبه وهو يستمع لكلمات رامي اللطيفه لتلك التي تقف امامه تخفض رأسها بخجل 
ونظر اليها بقوه وهو يُخبر نفسه بأن يهدأ .. ولكن كيف سيهدأ وصديقه قد أنفصل عن حبيبته والأن يري لطافته مع مها .. يشعر انه سيسمع اعلان خطبتهما عن قريب 
وكلما تخيلها مع رامي كان جنونه يزداد 
ليهتف رامي : بجد مش بجاملك يامها .. انتي من أكفأ الناس اللي أتعاملت معهم .. بتهتمي بشغلك كويس حتي انك بقي عندك شغف في مجال شغلنا 
فأبتسمت مها وهي تُتمتم بأرتباك 
- شكرا يابشمهندس ده بس من لطف حضرتك 
واخيرا قرر ان يخرج عن صمته 
- مش هنشوف شغلنا 
فرفعت عيناها نحوه تُطالعه بجمود ثم أنصرفت من أمامه 
ليُطالعه رامي : ايه يابني أحرجت البنت .. والله ديه خساره فيك ان يبقي عندك سكرتيره زيها 
ود لو يُلكم رامي ولكن تمالك غضبه وهو يضغط علي لوحة مفاتيح حاسوبه بقوه وكأنه يُخرج حنقه فيها
...................................................................
وقفت واجمه مما رأت .. أمجد قد عاد ولكنه عاد ومعه تلك التي تعرفها حق المعرفه .. "نجوان رمزي" رئيسة تحرير مجله نسائيه .. منذ رحلته للبنان من أجل حضور أحد المؤتمرات كانت تُطالع صفحته الشخصيه علي موقع التواصل الاجتماعي كانت تري صور كثيره له مع تلك السيده وقد ظنت انها مجرد صداقه وحين يعود فكل شئ سينتهي .. ولكن نجوان قد أتت معه بأناقتها المعهوده وجمالها الراقي غير انها من عائله غنية جدا 
واستمعت الي همسات البعض 
- شكلنا هنسمع خبر الموسم قريب نجوان رمزي وامجد العمري 
طيله الايام الماضيه كانت تُحاول ان تمضي بحياتها الجديده .. ولكن اليوم أدركت انها مازالت مُعلقه بحبه
وأدمعت عيناها وهي لا تتخيل أمجد لأمرأه أخري 
...................................................................
كانت تقف امامه تتحايل عليه أن تحلق له ذقنه كما كانت تفعل البطله في المسلسل الذي كانت تُشاهده .. وتجذبه من بين اوراقه صاعده به للأعلي .. والان تخبره بما تُريد فعله
فحرك عمران رأسه برفض
- لاء يعني لاء ... متحوليش انا مش مستغني عن نفسه
وتمايلت بدلال امامه 
-  عشان خاطري ياعمران
فكتم ضحكاته بصعوبه وهو يري حركتها ببطنها المُنتفخه
- لاء 
وأنقذه منها جرس المنزل ..فيبدو ان الحارس جلب له الأغراض التي كان يُريدها
وترك لها الغرفه وهبط الدرج وهو يضرب كفوفه ببعضهم ثم حرك يده نحو ذقنه .. 
- أدي اللي بناخده من المسلسلات .. 
وتحرك نحو الباب كي يري من جاء اليهم في ذلك الوقت
ليتفاجئ بقدوم اخر شخص يتوقعه 
- نيره
فأبتسمت نيره وهي تعدل من وقفتها ..
- مفاجأه مش كده 
فتحرك عمران للخلف وهو يُحرك بيده علي وجهه .. ثم أشار لها بأن تردف للداخل 
فدخلت وهي تنظر للشقه التي تحتل احد المناطق الراقيه 
- واو ياعمران الشقه تجنن بجد 
وتمايلت في خطواتها وهي تتُطالع كل شئ بأنبهار 
وفاقت من انبهارها علي صوت إحداهن تهبط الدرج وتهتف
- عمران متحاولش تهرب 
وحدقت بتلك الواقفه ثم نظرت نحو عمران الذي كان يقف بينهم وتنحنح بحرج 
- ديه نيره اكيد شوفتيها قبل كده في الفيلا 
وجالت عين نيره بجسد حياه .. بطن منتفخه وملابس قصيره بعض الشئ ونظرت لهيئتهم معاً وهي لا تُصدق ان عمران لديه عشيقه وحامل منه ...
واخذت تتذكر ملامح حياه الي أن
- مش ديه البنت اللي كانت قاعده في الفيلا 
فجذب عمران حياه نحوه وضمها اليه بحب 
- حياه مراتي يانيره 
لم تشعر بقدميها ولا بجسدها كل ماكانت تشعر به انها خسرت لأول مره بحياتها
ودق القلب
لم يعد قلبها يتحمل رؤيتهما سويا ... كان الكل يراهم مُناسبين لبعض حتي انهم اصبحوا ينتظروا اعلان خطبتهم عن قريب تسمع في صمت وتنظر اليه وهي تترجاه بأن لا يتركها ..تعلم انها أخطأت ولكنها فاقت ودفعت ثمن مافعلته
...................................................................مازال لقائهم يدور بعقلها دون هواده .. والي الأن لم تنسي نظرت الحب التي كانت تحتل عيناه لتلك .. وزفرت أنفاسها بقوه .. لتجد سوزي تسألها 
- هتوفقي علي عرض فهد ..
فتنهدت نيره وهي تتذكر عمران 
- عمران أتجوز ..ده بقي عاشق ياسوزي ..اه لو شوفتي نظرته ليها ..فضلت سنين حوليه عمره ماحس بيا ... وتيجي ديه في لحظه تاخده مني 
فطالعتها سوزي وهي تضحك علي حظها وحظ صديقتها 
- ماكل واحد بياخد اللي بيتمناه يانيرو .. احنا عايزين بنك فلوس وبس .. 
فضحكت نيره ساخره :
- جواز من غير حب .. انتي متجوزه راجل عمره ضعف عمرك ... وانا هكون زوجه تانيه
.................................................................
نظر بصدمه الي تلك الواقفه أمامه .. وأخذت عيناه تجول علي وجهها الملئ بالكدمات والأن علم سبب غيابها عن العمل .. كانت تبحث عيناه عنها الأيام الماضيه بقلق لا يعلمه .. رغم غضبه منها ولم ينسي أفعالها وانها كانت تدور حوله لتجعله كالباقيه يشتعل الغضب داخله ولكن الأن قلبه يآن بالألم لرؤيتها هكذا .. وحدقت به بأنكسار  
- انت هتتجوز نجوان 
فأشار اليها بأن تردف للداخل وطالعها وهو يتسأل
- مين اللي عمل فيكي كده وايه اللي حصلك 
فأبتسمت ساخره وهي تتذكر والدها وضربه لها عندما صرخت بوجهه وأخبرته بأنه هو سبب كل ما تعيشه 
- مش مهم تعرف 
واقتربت منه بألم :قولي الحقيقه انت هتتجوز نجوان 
وسقطت دموعها وهي تتذكر الحلم الذي نهضت مفزوعه منه 
- مهم اوي انك تعرفي 
وصمت للحظات لتنظر اليه ..تخشي الاجابه وقبل ان ينطق بشئ ..أقتربت منه تضع بيدها علي فمه
- لاء خلاص متقولش مش هقدر مش هقدر
وجثت علي ركبتيها تبكي بحرقه تُخبره عن حياتها التي تغيرت منذ أن توفت والدتها .... ومع كل كلمه كانت تقولها كان ينصدم مما يسمعه وتمتمت بقهر
- محدش لامسني  انا كنت بلعب عليهم ...كنت بنتقم منهم فيه 
انا محبتش حد غيرك انت .. انا أتغيرت عشانك انت 
كان يقف يُطالعها وقلبه يدق بعنف .. يُريدها وكلما هرب لمكان.. لا يري احد غيرها حتي تقرب نجوان منه لم يعني شئ بالنسبه له رغم انه يعلم سبب هذا التقرب 
وأبتلع ريقه وجثي جانبها 
- مافيش حاجه بيني وبين نجوان يانهي 
وتابع وهو يمسح دموعها ونظر لوجهها وضغط علي احدي الكدمات لتتآوه بآلم
- قوليلي مين اللي عمل فيكي كده
وكانت صدمته قويه وهي تخبره بالاجابه .. ووجدها تدفن وجهها بصدره 
- خبيني ياأمجد
ولم يشعر بعدها الا وهي فاقدة الوعي بين ذراعيه
..................................................................
أحتضنها بعشق بعد أن أنهت مُكالمتها مع والدته .. فليلي أصبحت تهتم بالسؤال عنها رغم ضيقها في البدايه من طريقة زواجهم .. وقبل جبينها ثم وجنتيها وانتقل الي أنفها 
وكاد ان يطبع بقبلته علي شفتيها فدفعته عنها
- عمران أبعد هتخنق خلاص 
فضحك وهو يبتعد عنها : في واحده تقول لجوزها هتخنق 
وحرك رأسه بمشاكسه : وانا اللي كنت ناوي أعزمك علي العشا بره 
فأتسعت عيناها بحماس واقتربت منه تُقبل وجنته 
- لاء خلاص ...انت هتاخد علي كلام حد زي 
فطالعها بمكر ثم اشاح وجهه بعيداً عنه 
- متحاوليش ياحياه ..خلاص 
فقبلت وجنته الاخري وهي تبتسم 
- طب كده 
وظلت تُحايله الي ان اشار نحو شفتيه .. ولكنها نهضت من جانبه جاذبه يده 
- عيب ياحبيبي ولادنا شايفينا 
ولم يتمالك نفسه .. وتعالت صوت ضحكاته وهو يضمها له 
- وماله ياحببتي 
وحملها فجأه لتشعق بفزع ثم تعالت صوت ضحكاتهما
..................................................................
أستقظت لتجد نفسها نائمه في فراش غير فراشها .. ونظرت حولها تستيعد كل ماحدث ليلة امس .. ودخل امجد يطمئن عليها وعلي وجهه تلك الأبتسامه التي كان يخصها بها دوما 
ليلة أمس قضاها ينظر الي وجهها بألم ...وكأن مابها فيه 
ليلتها عرف أن "نهي" لم تخرج من قلبه وان القلب لا يُفرق بين العيوب والمزايا
سيمسك يدها ويكملوا طريقهم معاً .. سيُغيرها من اجل نفسها لا لأجله 
وتسأل بنبره حانيه 
- عامله ايه دلوقتي بقيتي احسن 
فحركت رأسها وهي تعتذر عن مافعلته ليله امس .. ونهضت من فوق الفراش تمسد ملابسها مُتمتمه
- اوعدك مش هتشوفني تاني ... هتفضل ذكري جميله في حياتي هحتفظ بيها لنفسي 
ووقف يسمع ماتقوله .. وخطت بخطوات ضائعه نحو الخارج كي ترحل وداخلها يتمني ان لا يتركها 
وشعرت بالأسي وهي تُكمل خطواتها ببطئ .. لتسمع اخر كلمه كانت تظن انها ستسمعها منه بعدما سقطت من نظره 
- تتجوزيني يانهي ..................................................................
وقف يُطالعهما بنظرات جامده وهو يكاد ينفجر من غضبه .. واخرجت من حقيبتها أحد العُلب 
- ماما لما لما عرفت ان الجلاش بتاعها عجبك .. عملته ليك مخصوص 
وضحكت وهي تُتابع : وده جلاش ماما طبعا ميترفضش
فأبتسم رامي وهو يفتح العُلبه وينظر داخلها
- لاء انا كده هستأذنك واروح مكتبي 
ووجد مروان يقترب منهم فهتف بأسمه ..فأرتبكت مها وتحركت للخلف ..ونظرت نحو الذي يتقدم نحوهم 
مُصافحاً رامي الذي يخبره عن صنع والدة مها 
وشعرت بنظراته القويه .. فتمتمت بحرج
- هرجع اكمل شغلي ..عن أذنكم 
لينصرف بعدها رامي .. ومروان يقف يضغط علي قبضه يده بقوه ثم أتبعها بحنق ووقف امام مكتبها 
- عايزك في مكتبي 
فأتبعته بقلق .. لتفزع وهي تجده يتخطاها ويغلق باب مكتبه بقوه 
- قوليلي بقي انتي بقيتي عايزه من ايه 
فنظرت حولها بخوف .. وتراجعت للخلف وكلما ابتعدت اقترب منها
- بشمهندس انت بتعمل ايه .. 
فجذبها مروان نحوه وهو يُشير اليها بأحتقار 
- معرفتيش تعلبي عليا ..فقولتي تلعبيها علي رامي 
فدفعته بقوه وقهر وصدمه لم تتخيلها
- انت ابشع انسان قبلته في حياتي .. انت ايه فاكر ان انت محور الكون 
وتابعت بآلم : انا بكره قلبي عشان حبك في يوم 
لم يُصدق ما تفوه به لسانه .. ومسح علي وجهه وكلماتها تخترق جدار قلبه 
واندفعت نحو مكتبه تأخذ احد الاوراق من عليه .. تكتب استقالتها وهي تكره قلبها الذي أحبه ومازال يحبه 
..................................................................
تنظر بسعاده حولها وهي تري اكتمال المشروع كان اليوم هو حفل لأطفال الملجأ ... الملجأ الذي تبدل هيئته وأصبح بشكل ادمي كانت تنظر في عين كل طفل بحنان ..
 فهم اصبحوا عالمها الصغير وألتقت عيناها بذلك الذي يقف مع عمتها يتحدث معها...
 فأدهم كان له دور كبير في اكتمال هذا المشروع وابتسم لها وكأنه يخبرها أنه معها دوما وعندما بدء قلبها يشعر بمشاعر غريبه لم تعد ترغبها ..
 اشاحت وجهها بعيدا عنه وانتقلت بنظراتها نحو الأطفال وهم يأكلون الحلوي
 كانت ليلي تتابع نظرات أدهم 
- صرحتها بحبك 
فحدق بها وابتسم 
 - هو انا بقيت مفضوح اووي كده فضحكت ليلي وهي تربت علي ذراعيه 
 - نظراتك فضحاك
- انا فعلا بحبها ..فرح بقيت بالنسبالي زي الهوا اللي بتنفسه... حاولت كتير اسيطر علي قلبي 
واطرق رأسه ارضا : بس للاسف مقدرتش 
فأبتسمت ليلي وهي تزفر أنفاسها بحنين الي زوجها الراحل 
-  هو في حد بيقدر يمنع قلبه انه يحب يابني
 فتمتم بأرتباك : خايف اظلمها معايا بسبب تجربتي من جوازي الأول
 ونظر نحو فرح التي تقف بين الأطفال وصغيره معها
 لتفهم ليلي نظرته : الحب ميعرفش قوانين يابني وألقت بنظراتها الدافئه علي ابنة اخيها 
 - وفرح لما بتحب بتدي قبل مابتفكر تاخد
...................................................................
 تنظف الأرضيه  بحنق.. وكلما شعرت بألم ظهرها
- منك لله يالمياء .. انا مالي ومال الليله ديه كلها 
وتمتمت وهي تسكب الماء علي الأرضيه
- مايجي خطيبك واهله عادي والبيت مش متننضف 
وأمسكت الفوطه التي علي كتفها لتتجه نحو النافذه 
- انا ليه سبت الشغل .. اهي الهانم في شغلها دلوقتي 
وخرجت والدتها من المطبخ تنظر اليها بحنق
- لو فضلتي تندبي حظك ده طوول اليوم مش هنخلص ..خلصي اللي في أيدك وتعاليلي المطبخ
فتمتمت بقهر : حاضر ياماما 
ورن الجرس الباب .. لتنظر الي هيئتها البشعه وتسمع صوت والدتها 
- اكيد مرات البواب جابت الخضار .. روحي أفتحي يامها
وأتجهت نحو الباب ..ووقفت متسعت العينين تنظر للواقف امامها 
- انت !
وقبل ان يهتف مروان بكلمه أغلقت الباب بوجهه
لتسمع صوت ضحكاته ..وأطرقت رأسها تنظر الي هيئتها من قدمها لرأسها 
- يانهار منيل 
فقد كانت ترتدي جلباب قصير أسفله بنطالون بيجامه قد جار عليه الزمن .. وتعقد فوق رأسها قطعة قماش 
ورن الجرس مره أخري .. لتسمع صوت والدتها 
- يابنتي هو انتي لسا مفتحتيش الباب 
وخرجت من المطبخ تُطالعها بضيق 
- انتي تدوري علي شغل من بكره .. وجودك في البيت هيشلني 
واتجهت والدتها نحو الباب وقبل ان تفتح .. جذبت ذراعها 
- ياماما ده واحد غلط في العنوان 
فدفعتها والدتها بيدها : يبقي اكيد ديه صباح جابت الطلبات 
وقبل أن تفتح والدتها الباب ركضت نحو غرفتها تزفر أنفاسها بصعوبه 
...................................................................
دخلت اليها والدتها بوجه حانق 
- كده تسيبي مديرك علي باب .. 
وذهبت نحو دلاب ملابسها تختار لها شئ منمق ترتديه 
وكانت هي تقف تُطالع والدتها وقبل ان تسألها عن سبب قدومه .. أعطتها فستان لا ترتديه الا في المناسبات 
- ألبسي ده وحصليني 
فهتفت مها : ياماما أستني بس 
ولكنها وجدت باب حجرتها يُغلق بوجهها 
لتنظر للفستان ثم تذكرت مافعله بها اخر مره .. فقذفته حانقه 
- مش هلبس الفستان 
وألتقطت اول طقم.. وأزالت عصبت رأسها 
وفتحت الباب : مش هرجع الشغل تاني مهما عملت .. انا مش هشتغل سكرتيره تاني 
وعندما أقتربت منهم وجدت والدتها تضحك معه ومروان جالس بكل أريحيه وسمعت صوت والدتها 
- والله انا أرتحت ليك يابني
ليشكرها مروان .. ثم وقعت عيناه عليها ..
لتلتف والدتها أتجاهها.. وعندما رأتها بتلك الهيئه ضغطت علي أسنانها بقوه 
ونهضت نحوها بغل : ملبستيش الفستان ليه .. ده منظر ده 
فأمتقع وجه مها وقبل أن تتحدث 
- أقعدي مع البشمهندس لحد ما أعمل العصير 
وأنصرفت والدتها .. لتزفر أنفاسها بقوه 
- ياماما تعالي انا واعمل العصير
فضحك مروان وهو يُطالعها 
- هتفضلي واقفه كده 
فأقتربت منه بحنق .. وجلست علي أقرب مقعد أمامها
- أفندم يابشمهندس 
وقبل أن تنتظر رده تابعت 
- لو جاي عشان أرجع الشغل مش هرجع ..
وألجمته عباراته : طب ممكن تديني فرصه أتكلم مها
فجلست وهي مازالت تتذكر ذلك المشهد الذي لم تنساه 
كانت عيناها تُحدق بعيداً عنه ..
فتنهد مروان بأسف : انا اسف يامها علي الكلام اللي قولته 
وألتقت عيناهم .. لتنظر له بألم :  اعتذارك مقبول يابشمهندس 
ونهضت من فوق مقعدها : ارتاح وريح ضميرك 
وتابعت وهي تُغادر من الغرفه : عن اذنك 
ثم اتسعت عيناها وهي تسمع مالم تتوقعه
- مُقابلتنا منتهتش يامها .. انا جاي أطلب ايدك 
وقبل ان ترد عليه بالرفض .. ألجمتها كلمته الاخيره
- عشان بحبك يامها .. مش شايف حياتي غير بيكي
ألتفت نحوه تنظر لعينيه : بس انا شوفتك مع واحده
ووجدته يخفض رأسه ارضا هاتفاً بخجل
- كان طريق وربنا هداني يامها .. انا بعدت عن كل حاجه حرام ورجعت لنفسي 
وتابع وهو يزفر انفاسه : في حاجات كتير متعرفيهاش عني 
وفجأه وجدته يبتسم وهو يتذكر هيئتها منذ قليلا 
- شكلك كان حلو وانتي بربطت ست الحجه والجلبيه المشجره 
فلم تتمالك أبتسامتها .. ليبتسم هو بحب 
- والله بحبك وكنت غبي  
...................................................................
كانت تخشي من هذا اللقاء ولكن ليلي بأمومتها وحبها لأولادها ازالت كل ذلك الخوف لتتأكد ان الصوره التي كونتها عنها في اللقاء الوحيد بينهم والمحادثات الهاتفيه 
التي كانت تطمئن بها عليها بعد ان علمت بزواجهم وحملها لم تخطئ
 وتذكرت نظره منيره لها التي وقفت للحظات لا تصدق ان هذه هي زوجة عمران ...
 وتجاوزت دهشتها بأبتسامتها الدافئه وكانت تود ان تضمها بين ذراعيها ولكن الوضع الجديد أصبح مختلف ولكنها ركضت اتجاهها تحتضنها وتقبلها وتخبرها عن شوقها لاحاديثهم
 والان تجلس بجانب عمران الذي يحاوطها بذراعيه بحب ويضحك مع والدته التي أخيرا وجدت ابنها عاشق
 ودخل أمجد فاتحا ذراعيه .. فنهض عمران يحتضنه بحب
 -  مبروك ياامجد وتابع مؤكدا 
- مدام اختيارك فأنا واثق أنك اختارت صح
 فربت أمجد علي كتفه بتقدير ثم نظر نحو الحياه الجالسه بخجل 
 - هتخليني عمو خلاص
 فضحك عمران وهو ينظر نحو حياه 
 - اذا كان عجبك
 فأبتسم أمجد ومال نحو عمران وبصوت هامس لم يسمعه سواه 
 - الطالعه عندك بأتنين يابوص
 فوكظه عمران بخفه علي ذراعيه 
- مش هخلص من لسانك ده انا عارف 
فضحك واقترب من والدته يقبل رأسه ثم نظر الي حياه بود 
 - شوفت الكلام اخدنا ومرحبتش بمرات اخويا 
واندمجت حياه في الحديث معهم ولاول مره تشعر بمعني كلمة عائله وكأن امنيتها قد تحققت 
وكاد ان يتسأل أمجد عن فرح ونهي...
 ف فرح أصبحت ترافق نهي في كل شيء كي ينجزوا ماتبقي ، فالعرس قد اقترب
 ودخلت فرح ونهي يضحكون .. وفرح تهتف بحنق 
 - ديه غلطتي اني رجعت من المزرعه ... لا ده انا هاخد عمتو ونهرب منكم ... فضحكت نهي وهي تقبلها علي وجنتها -  احنا اسفين ياستي .. وخلاص عجبني الفستان ومش هغيره
 واردفوا نحو الجالسين بصياح ونهض أمجد نحو نهي 
 - قوليلي البت ديه زعلتك في ايه كانت عينا فرح علي تلك التي تجلس تخفض رأسها أرضا 
ورفعت حياه عيناها عندما هتف عمران 
 - اخيرا فرح هانم شرفت وابتسم وهو ينهض اتجاهها 
 - وحشتيني يا ام لسان طويل ولم يلاحظ نهوض حياه التي تحركت خلفه وانتبهوا علي صوت حياه 
 - فرح 
وتلاقت عيناهم... لتفتح لها فرح ذراعيها غير مصدقه .. 
ان حياه هي زوجة عمران وبكت حياه وهي تضمها بقوه  
- تعرفي علي قد زعلي منك بس انتي وحشتيني اووي
 كان الجميع يتابعون الموقف بذهول
 وبدأت ليلي تربط الأمور ببعضها... 
وهتفت غير مصدقه 
 - هي ديه حياه يافرح اللي كنتي بتحكي عنها 
وأبتعدوا عن بعضهم ... ونظرت فرح لعمتها تحرك رأسها بصمت
 فهمست نهي لامجد الواقف جانبها 
 - انا حاسه اني شوفت حياه قبل كده فين يانهي فين
 فضرب أمجد جبهتها .. لتدفعه عنها وضحك وهو يتأملها 
 - عشان تعرفي تفكري كويس ياحببتي ثم نظر الي ملابسها 
- الطقم ده ميتلبسش تاني 
وكادت ان تتكلم لكنه اوقفها بنظرة حازمة منه 
اما عمران كانوا ينظر الي زوجته وابنة خاله بحنان 
وأخيرا جذبت فرح يد حياه قائله : احنا نسيب الناس ديه ونطلع الجنينه 
ونظرت إلى عمران تضم حاجبيها ببعضهم 
 - انسي مراتك الفتره ديه وعلى فكره ديه صاحبتي قبل ماتعرفك 
وانصرفت معها حياه وهي تضحك علي هيئة عمران الذي وقف ينظر إلى والدته واخيه 
 - لاء كده انا اطمنت ان فرح القديمه رجعت
...................................................................
كان يستمع إلي عمران وهو يحادث حياه غير مصدقا ان هذا الشخص هو صديقه 
ليضحك بعدما انهي عمران مكالمته التي لم تخلوا من النصائح والاحتراس على نفسها 
وزفر أنفاسه وطالع صديقه الذي يكتم صوت ضحكاته 
- مالك في ايه 
فصدح صوت ضحكات مروان ولم يعد قادر علي كتمها 
-  انت بقيت زي الأمهات وتابع غامزا : 
محتاج حد يقرصني ويقولي ان اللي قدامي ده عمران
 فطالعه عمران بحنق ... وأخذ فنجان قهوته يرتشف منها 
- لاء انت محتاج بوكس حلو يفوقك 
فضحك مروان وهو يخفي وجهه بيديه 
 - لاء وعلى ايه اسكت احسن 
فأبتسم عمران وهو يتذوق قهوته 
 - اخبارك ايه انت ومها 
فأشرقت ابتسامته :
- كنت غبي لما حرمت نفسي من حبها 
فأبتسم عمران  وهو سعيد بما يسمعه من صديقه ...
 فأخيرا مروان تخلص من فشل زيجته الأولى
...................................................................
تجلس ليلي بينهم تنصح كل منهم بأمومه ... 
ونهي وحياه يبتسموا لحديثها وفرح تنظر لعمتها بحب ونهضت ليلي نحو غرفتها كي تستريح قليلا...
 ليجلسوا الثلاثه يثرثرون ...فنهي أصبحت شبه مقيمه معهم هنا فأمجد  من يتكفل بكل شيء خاص بها فوالدها قالها له صراحة اذا اردتها تأخذها دون ان تنتظر اي شيء...
 كان هذا الأمر صعب عليها بشده ولكن أمجد
 لم يشعرها بأي شيء بل أخبره أنه يريدها فقط
 يومها علمت أنها أحبت رجلا وان ليس كل الرجال أمثال والدها
 وانتقلت احاديث فرح وحياه عن كل شيء حدث لهم 
وانتبهوا فجأه لبكاء نهي ...
 فنظروا إليها متسائلين 
 - مالك يانهي
 فمسحت دموعها وهي تبتسم لهم 
 - اصل اتأثرت شويه 
وتذكرت ان كحل عينيها ونهضت بفزع 
 - الايلاينر وماكان من فرح إلا ان انفجرت ضاحكه 
واتبعتها حياه 
 - مجنونه اهي ديه اللي هطلعه علي أمجد وقبل ان يعودوا لحديثهم مجدداً .
 كان هاتف فرح يُعلن عن وصول رساله لتجدها من ادهم يُخبرها فيها 
- انه سيأتي لرؤية عمران اليوم... وانه افتقدها بشده
...................................................................
كانت تجلس وسط خالاتها وهم إلى الان يتحدثون عن مروان والشبكه التي قدمها لها 
وسيارته ووضعه الاجتماعي لتهتف خالتها التي كانت ذات يوم تخبرها بأنها لن تتزوج لانها لا تفعل مايفعله فتيات اليوم  
 - صبرتي ونولتي يامها 
فضحكت وهي تنظر اليها هاتفه داخلها 
"سبحان مغير الأحوال "
..................................................................
جلست تثرثر مع منيره التي تضع أمامها الطعام والفواكه : كلي ياحببتي واتغذي كويس 
فأسترخت حياه بجلستها وربتت على بطنها وهي تحادث طفليها 
 - ماما منيره بذات نفسها مدلعاكم 
وأبتسمت منيره بحب وتسألت 
 - يعني نعمه اتجوزت .. وامل سافرت بلد جوزها فحركت منيره رأسها بنعم...
 فطالعت حياه الخادمه الجديده 
 - وحشني هزارنا وضحكنا 
فربتت منيره علي يدها بحب 
- هي الدنيا كده يابنتي ثم نظرت إلي الطعام :
 كلي عشان حبايب داده منيره
 فنظرت حياه بحب لتلك المرأة التي عاملتها وكأنها ابنتها ذات يوم 
 - قصدك تيته منيره 
فهتفت منيره بأعتراض:
 كده ست ليلي تزعل 
فأخذت تحرك حياه رأسها بنفي
 تُخبرها أنها ايضا جدتهم كانت سعاده منيره لا توصف
 وهي تري جميل ماصنعت معها 
وجذبت حياه طبق الطعام امامها وأخذت تأكله بشراسه ومنيره تبتسم لها بل وتسألها
 ماذا تشتهي ان تأكل ؟
 رغم ان شهور وحمها قد انقضت ليسمعوا صوت عمران وهو يهتف بأسمها ثم دخل للمطبخ 
ووجدها تأكل بأندماج وضحك وهو يطالعها 
- كده الفستان مش هيدخل فيكي ياحببتي 
لتتذكر الفستان الذي جلبته مع فرح من أجل ان ترتديه في حفل زواج أمجد ونهي وتركت الطعام من يدها سريعا 
تنظر لمنيره 
- لا خلاص كفايه اكل كده ..وألتفت إلىه ببرائه 
 - اصل اكل ماما منيره كان وحشني اووي
 فجذبها نحوه وهو يضحك غامزاً لمنيره 
 - انا بفكر اقفل المطبخ عشان تبطلي اكل 
لتضحك منيره وتضحك الخادمه الاخرى 
فدفعته بيدها حانقه.... ليقربها أكثر منه 
 - بهزر ياحببتي وخرجوا سويا وهم يتشاكسون
 لتنظر منيره الي طيفهم مبتسمه وهي لا تُصدق ان هذا هو عمران وتسمع تنهيدات الخادمه والتي تُدعي سعاد 
 -  البيه حنين اوي
.................................................................
كانت تقف تنظر اليهم بسعاده وهي لا تُصدق ان حياه زوجة عمران ... فالقدر يلعب لعبته بطرق مهما فكرت وتسائلت كيف حدث هذا؟ 
لن تجد اجابه غير ان تقف حائراً ...واتسعت ابتسامتها وهي تري كيف يضم عمران حياه بتملك امام ضيوفه وكيف تتحرك يداه علي خصرها صعوداً لبطنها المنتفخه وانتقلت بعينيها نحو أمجد ونهي وضحكت وهي تري حنق أمجد من أفعال نهي التي لم تقف عن الرقص 
نهي طييه القلب ولكن هذه الطباع هي مجرد اعتياد لا اكثر اليوم علمت ان حبها لأمجد كان مجرد تعلق...
 فلم تحزن يوم ان علمت برغبته في الزواج من حبيبته
 ولا حتي عندما رأت أيديهم متشابكه ببعضهم حينما عرفهم بها في اول لقاء جمعهم
 قلبها أصبح في حالة سكون تام لا يعرف ما يريد.. 
واقترب منها أدهم برائحته المميزه
 - واقفه لوحدك ليه 
فألتفت وقد بدء قلبها يدق نحو الرجل الذي اعطاها كل اهتمامه ودعمه 
- لاء عادي بس انا ماليش في الدوشه
 وخطي بخطواته ووقف جانبها 
- تعرفي أنك جميله اووي النهارده 
فأبتسمت بخجل وأطرقت رأسها أرضاً 
- الفستان هو اللي جميل
 فألتف لها بعينيه يتأملها بحب ... حب اكتفي من اخفائه
 فلم يعد قادر علي محاربة قلبه في قربها نسي معها زواجه الفاشل واكتشف أنه كان اختياره هو من نظر الي الجمال والتبرج .. 
هو من لهث خلف رغبته ام الان معها لا يوجد رغبه فقط .. توجد حياه يراها فيها .. دفئ لا يراه الا في عينيها... عطاء لم يشعر به من قبل ...
فرح كانت نهكه خاصه لم يذقها 
 وزفر أنفاسه وهو يراها تتأمل أمجد ونهي وهم يرقصان وعيناها تلمع... بلمعه يعلم معناها لمعة انثي تتمني ان تحظي بنصفها الآخر
- تتجوزيني يافرح
 وأتسعت عيناها وانحصر كل شيء أمامها علي تلك الكلمه ونظرت اليه بصمت وقلبها يدق طبولا لا تعرف سببه
...................................................................
 كان يراقبها بعينيه ينتظر ابتعادها عنه ليحادثها 
 -حياه 
فألتفت حياه نحو من ينادي عليها وأقترب منها الرجل الذي لأول مره تراه
 -  انا كريم حسام نور الدين
 كان اسمه ليس بغريب عليها... وابتسمت عندما تذكرت انه ابن صديق والدها 
- اكيد عرفتي انا مين فحركت رأسها بتفهم .. 
ليبتسم كريم وهو يري هيئتها ببطنها الممتفخه ووجهها الذي يشع سعاده فيبدو ان ماكان يخاف منه والده قبل رحيله لم يكن الا خوفاً ليس موجود 
  - انا جيت مخصوص النهارده عشان اطمن عليكي ... وتنهد بأسي وهو يتذكر والده
  - لو احتاجتي اي حاجه أعتبريني اخ ليكي وأخبرها عن وصية والده التي اختصها بها وهو يلفظ أنفاسه الاخيره وتنهدت بحزن وهي تتذكر بشاشته واخذت تتمتم له بالدعاء وألجمتها تلك العباره التي لم تفهمها في وسط حديثه 
 -  كويس ان عمران نسي الماضي ومأخدكيش بذنب مالكيش دخل فيه
 وابتسم وهو يطالع بطنها 
-  مين يصدق ان عيلة الرخاوي وعلية العمري بقي بينهم رابط دم دلوقتي 
وخرج صوتها بضعف وهي لا تستوعب كلماته 
 - تقصد ايه انا مش فاهمه حاجه فشعر كريم بغبائه ومسح علي وجهه بحنق من استرساله في الكلام 
 -متاخديش في بالك ياحياه... باين عليا اتكلمت كتير وانسحب من أمامها بلطافه بعد ان اعطاها كارته الشخصي وانصرف وهو حانق من نفسه ووقفت هي تربط الكلمات ببعضها... ماضي وكره العائلتان 
وتذكرت عندما خطت قدماها لذلك البيت وكيف كان عمران ينظر اليها وأخذت تبحث عنه بعينيها ...
 لتجده واقف مع ضيوفه يضحك غير منتبه لها
 وتحركت قدماها نحوه.. لتقع عيناها في عين ليلي التي ابتسمت لها بدفيء وأقتربت منه هاتفه بأسمه بخفوت 
 - عمران
 فألتف نحوها بأبتسامه مُحبه وجذب يدها يعرفها بضيوفه بنبره تحمل كل معاني العشق والفخر 
وهمست وهي تمسك يده 
 - عمران انا عايزه أتكلم معاك
 وأنحني نحوها وهو يتسأل 
 - دلوقتي ياحياه.. استني طيب ياحببتي لما الفرح يخلص ونطلع اوضتنا 
ودنا منها اكثر ليهمس بوقاحه 
 -النهارده مش هتنازل...
وبتر كلماته بعدما وجدها قد فهمت مغزاها 
كانت كلمات كريم تدور بعقلها فلم تتحمل تجاهله وضغطت علي اسنانها 
 - عمران لو سامحت انا عايزه أتكلم معاك 
وبدء القلق يظهر علي ملامحه ونظر اليها وسار خلفها وهو يشعر بأن اصرارها به شيء 
وكان كم توقع ودخلت خلفه غرفة مكتبه
  - ايه الماضي اللي كان بين عيلتي وعيلتك ياعمران
 فشحب وجهه وهو يطالعها
 - ايه اللي انتي بتقوليه ده ياحياه 
فتابعت وهي تخبره بما أخبرها به كريم دون قصد وهروبه منها بعد ان علم أنها لا تعرف شيء
 وتخطاها وهو يهتف بتعلثم
 -  حياه مش وقته ... انا اصلا مش عارف ايه الكلام اللي بتقوليه ده
 فجذبته من يده بقوه 
 - كداب ياعمران... عينيك قالت كل حاجه 
وبدأت تذكره بكل مافعله معها حين اتي بها حسام الي هنا وجلس علي الاريكه التي خلفه
  - بلاش ياحياه تفتحي دفاتر الماضي 
فصرخت بوجهه وهي تضع بيدها علي بطنها 
 - يعني في ماضي
 وبدء يحكي لها كل شيء كما رغبت.. عن عمته ووالدها ومع كل كلمه عن والدها كانت تري كرهه 
وتنهد وهو يرخي من رابطة عنقه 
 - ارتحتي لما عرفتي الحقيقه 
وعندما لاحظ شحوب وجهها... 
نهض بقلق نحوها:  حياه
 فطالعته وقد جف حلقها وأصبحت الأرض تدور بها 
 - اسمها حياه.. هي ديه اللي كان بيحكي عنها قبل مايموت فضمها عمران اليه :
- حياه أنسي الماضي
 ووضع بيده علي بطنها
 -  خلينا نفكر في حياتنا وولادنا
وابتسمت ساخره وهي تتذكر تلك الليله التي أخبرته فيها بحملها وكيف كانت نظراته اليها
 وسقطت امام عيناه ولم تشعر بشيء بعدها


خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات